О статье

Автор :

Muhammad Naasiruddeen al-Albaanee

Дата :

Thu, Sep 18 2014

Категория :

Фетвы (Q&A)

Скачать

سلسلة الهدى والنور - الشريط رقم : 204

لأنه من كمال الإسلام ، كما قلت آنفاً ، بس بشيء مفصل هناك ، قلت له من كمال الإسلام أنه وضع مبادئ وقواعد ، ألزم المسلمين أن يتمسكوا بها ، في سبيل المحافظة على شخصيتهم المسلمة ، فهو الشارع الحكيم ، كما عالج أمراض القلوب والنفوس المطوية في الأبدان ، كذلك عالج الظواهر التي يظهر بها المسلمون بأبدانهم وفي منطلقهم في حياتهم ، وذكرت له أحاديث مما جاء به النهي من التشبه بغير المسلمين  ( بعثت بين يديَّ الساعة بالسيف حتى يُعبد الله وحده لا شريك له ، وجعل رزقي تحت ظل رمحي ، وجعل الذل والصغار على من خالف أمري ، ومن تشبه بقوم فهو منهم ) فقلت له إن الإسلام أراد للمسلمين أن يحافظوا على شخصيتهم الظاهرة ، ولا يندمجوا في شخصيات شعوب أو أمم أخرى ، قلت له لأنك تعلم كما أظن أن الضعيف يتشبه بالقوي ، ولا عكس ، ليس القوي يتشبه بالضعيف ، فإذا المسلم تشبه بغير المسلم فمعنى ذلك أنه وضع الصغار لنفسه ، والخضوع لذلك الكافر . فقلت نظروا إلى حكمة تتعلق بالظواهر ، في كتاب أحد الأوروبيين مؤلفه كنت قد قرأته منذ ثلاثين أربعين سنة ، عنوانه عجيب جداً لكن استفدت منه . اسمه فلسفة الملابس ، فلسفة الملابس . في الحقيقة أنه استرعى انتباهي مثال ذكره ، مع أن هذا موجود ومشاهد . لكن الناس ما ينتبهوا ، يقول هذا الرجل في هذا الكتاب ، أنه الإنسان شديد التأثر إلى درجة بلباسه ، يتأثر بلباسه ، إذا كان لابس ثياب هشة رثه ، تجده ماشي هيك متمسكن ، أما إذا لابس ثياب جديد ومكوية إلى آخره تجده ماشي وصدره للأمام ، ولسان حاله يقول : يا أرض اشتدي ما حد عليكِ قدي ، فلسفة الملابس وهذه الظاهرة ترونها بيننا جميعاً ، والمتأثرين المتغربين المتأوروبين ، المتأثرين بالثقافة الغربية ، تجده إن كان لابسا الجاكيت الضيق والبنطلون الأضيق اللي بعض على أفخاذه ولا مؤاخذة على مؤخرته عضا ما يستطيع أن يركع ، فضلاً عن أنه لا يستطيع يسجد لأنه رايح ينفتق ، هذا شايف حاله ، لماذا ؟ متمدن مثقف ، لماذا هذا عامل هيك ؟ لأنه قدوته الأوروبيون . عظماؤه هم الأوروبيون . فإذاً قلت لهذا القسيس الماروني . الثياب تؤثر في أصحابها . ولذلك نهانا الشارع الحكيم عن أن نتشبه بغيرنا ، تكلمنا ما شاء الله . ثم رجعت إلى الوتر الحساس ، قلت له إذا كان اللباس ، ليس له تأثير ، وإنما الأمر لما في القلب . هل أفهم من كلامك أنه أنت ما بأثر عندك ، إذا قمت القلنسوة السوداء  نزعتها ووضعت عمامة بيضاء على الطربوش الأحمر ، بتطلع شيخ مسلم . قال : لا . لا . لا . - يضحك الإخوة الطلبة والشيخ رحمه الله - . يا قس هذا يخالف ما قلته آنفاً . العبرة كما قلت بما في القلب ، أنت رجل نصراني مسيحي ، فإذا حطيت اللفة على الطربوش الأحمر مش رايح تصير شيخ مسلم ، قال : لا نحن رجال دين ، لكن صار معه والحمد لله كما نقول عنا في الشام ، كان تحت المطر وصار تحت المزراب . - بضحك شيخ السنة رحمه الله - مسكته مثل ما بيقولوا عنا في الشام من خوانيقه . قلت له ما هذا هو الفرق بيننا وبينكم . أنت رجل دين ، أنتم معشر النصارى قسمان ، رجال دين ورجال لا دين ، فما يحرم عليكم يحل على الآخرين ، وما يجب لكم لا يجب على الآخرين ، أما الإسلام فقد سوى بين الناس جميعاً " إن أكرمكم عند الله أتقاكم " ، لا فرق عندنا أبداً بين العالم الصالح التقي الورع ، وبين الجاهل المسلم ، هما عند الله سواء مظهراً ومخبراً . كل مين الله يحاسبه على حسب ما في نفسه وعلى حسب منطلقه في حياته ، نحن ما عندنا رجال دين . كل مسلم هو رجل دين ، ولذلك إن جاز لي أنا أن أضع هذه القلنسوة على رأسي شرعاً جاز لكل مسلم ، وإن حرم ذلك عليَّ حرم ذلك على كل مسلم ، وحسبكم هذا التفاوت بيننا وكل إناءٍ بما فيه ينضح . هذه قصة أحببت أن أحكيها بتلك المناسبة .

السائل : تعقد .

الشيخ : نعم . تعقد لكن شوف هذا المعقد ، ذكرتني بشيء أو بشيئين . بعد ذلك جرى الحديث بيني وبينه بالتثليث تبعهم ، يومئذٍ الشيء بالشيء يذكر كان الإنجليز دخلوا سوريا ، بعد الفرنسيين . المهم الإنجليز أتوا بجنود بعض المستعمرات من جملتهم جنود لبنانين ، كان في القطار جندي بريطاني لبناني ، لما أنا كنت أتناقش مع المسيحي هذا ، شو قال هذا الجندي اللبناني المسيحي . قال والله يا أبونا بدك الحق كلام الشيخ صحيح . ضحك الشيخ والطلبة حفظهم الله . الشاهد القطار كان ينطلق بنا إلى مضايا تقريباً في خمسين كيلو متر ، ما شعرنا بالمسير أبداً ، لما قاربنا من النزول بعض أخوانا ذكروني أنه هي حالك بدنا ننزل الآن ، تعلق الرجل بيَّ وقال لو أنك تمشي معنا إلى بيروت حتى نتمتع بحديثك وكذا إلى آخره . قلت أنا في نفسي سبحان الله لو جلست مع شيخ من إخواننا المسلمين كان ينفجر القطار بنا . يضحك الإخوة الطلبة ، هذا رجل نصراني يتمنى يطول المشوار حتى نتم معه في الحديث ، القصد الأسلوب يختلف ما في فرق بين مسيحي ونصراني نعم

 

السائل : في حال دخول جماعة بعد انتهاء الصلاة من الجمع بحال الجمع ، هل يجوز أن يجمعوا ؟

الشيخ : لا . أولاً هذه المسألة أو هذ الجواب مبني على مسألة تقع دائماً في كل حال ، وفي الحالات الطبيعية ، وهي عقد جماعة ثانية وثالثة في المساجد ، هذه الجماعات غير مشروعة . مجرد ما يصلي الإمام الرسمي المكلف من الدولة بأن يؤم الناس انتهت الجماعة ، فليس هناك جماعة ثانية بمعنى ، إذا دخلت المسجد ، وقصدك تصلي مع هذه الجماعة وإذا الإمام سلم ، ما بدك تلتفت هيك وهيك تشوف واحد اثنين تلملمهم تصلي بهم ، جماعة . لا . بدك تصلي وحدك . فما يجوز عقد جماعة ثانية وثالثة في المسجد الذي له إمام راتب ومؤذن راتب ، يجمع الناس في وقت الصلاة ، بناءً على هذا كان الجواب ما سمعت ، ما يجوز ولو جمعوا ، بدهم يصلوا صلاة الوقت ، بس جماعة ثانية ما يجوز . فأولى وأولى ما يجوز يصلوا صلاتين جمعاً في ذاك المسجد الذي أقيمت فيه صلاة الجماعتين .

السائل : ولو في حالة لحق جماعة من جماعتين لحق العصر ، نحن نوينا الظهر وهم كانوا يصلوا العصر . فهل في الحالة هذه نصلي العصر جمع ؟

الشيخ : لا . هذا سؤال ثاني ، هنا تقدر تصلي العصر بعد ما صليت الظهر مع الجماعة .

السائل : هل جماعة أو فرداً ؟

الشيخ : أنت بتقول لحقت صلاة العصر . أنت لحقت الصلاة والإمام يصلي العصر ، وأنت لم تكن صليت الظهر لأنك جئت متأخراً ، لما دخلت المسجد كان الإمام يصلي العصر جمع تقديم أليس كذلك ؟

السائل : نعم .

الشيخ : أنت بدك تصلي الظهر بطبيعة الحال . بس يسلم الإمام وبتسلم معه أنت ، هو خلص من صلاة العصر أنت خلصت من صلاة الظهر ، فأنت الآن بإمكانك أن تجمع .

السائل : تجمع مفرد أو تجمع مع جماعة ؟

الشيخ : لا ما في جماعة ثانية ، جماعة ثانية ما فيه كل شخص يصلي لوحده . لأن الحكمة في الموضوع تعدد الأئمة . يعني إمامين ما بصير في مسجد له إمام راتب ومؤذن راتب ، بتصلي لوحدك كما قلنا آنفاً . إذا دخلت في الأيام العادية ، وجدت الإمام صلى الظهر ، بدك تصلي الظهر لوحدك . أو أي صلاة من بقية الصلوات الخمس .

السائل : شيخنا بالنسبة للنقطة هذه أنا سألتك السؤال هذا في بعض الأشرطة مسجل هذا جاوبتني مرتين مرة جاوبتني ما جاوبت الأخ أنه يصلي لوحده جمع العصر ، سألتك مرة ثانية وقلت ما بصلي لأنه انتهت صلاته مع الإمام ، بصلي حين دخول الوقت الأصلي لأنه ما ترخص برخصتهم ، ووقت ما يؤذن لصلاة العصر بحضر وبصلي معهم لأن المسجد يكون مليء بالناس ما جمعوا ولا حصلوا على رخصة ، فيصلي معهم صلاة العصر ، فقلت لك في حينها طيب الصلاة الثانية هذه تعتبر جماعة أصلية أو مش أصلية ، قلت أصلية تعتبر لأنه جاء في الوقت المناسب له .

الألباني : الشريط اللي فيه هذا عندك ؟

السائل : والله له سنة ونصف ، هذا كنا تكلمنا به عند أبو عاصم .

الشيخ : معليش يعني عندك حتى نعيد النظر فيه ، أنا رأيَّ كما قلت .

السائل : جيد . جيد .

 

السائل : بالنسبة للسقيطه .

طالب آخر : يعني المرأة تطرح المولود هل عليه صلاة وهل عليه عقيقة ؟

الشيخ : سقط حياً أم ميتاً ؟

السائل : ميتاً .

الشيخ : لا يُصلى عليه وليس عليه عقيقة . بخلاف إذا ما سقط حياً . فيغسل ويصلى عليه ولكن ليس وجوباً . ولابد للوالد أن يعق عنه .

السائل : ولو لم يكمل السابع .

الشيخ : أنت عرفت الجواب إذا سقط حياً له حكمه ، وإذا سقط ميتاً له حكمه . ما بقي فيه ولو . أينعم .

السائل : أسهم الشركات ؟

الشيخ : الله يحفظك من أي سهم .

السائل : كسر العظم .

الشيخ : لا أصل له . هذه أقوال تروى عن بعض الناس ، لا يبنى عليها شرع .

 

 

السائل : بسم الله الرحمن الرحيم ، هناك بعض الأمور شيخنا الكريم ، تعمل على إضعاف الصف الإسلامي ، منها على سبيل المثال لا للحصر ، اختلاف المسلمين أو تفاوتهم في فهمهم لدينهم ، واختلافهم على جزيئات في العقيدة أو في العبادات ، وتعدد الجماعات الإسلامية ، فما هو السبيل في رأيك لتقوية الصف الإسلامي والعمل على فهم الإسلام فهماً شمولياً لا فهماً جزئياً ، وجزاكم الله خيراً .

الشيخ : العمل يا أخي . أن يرجع أهل الاختصاص وأهل العلم إلى فهم الأحكام الشرعية من مصدريه الصافيين الكتاب والسنة ، أنا آسف أن أقول كلمة صريحة ، إلى اليوم لا يعرف كثير من المسلمين وليس العامة منهم فقط ، بل والخاصة ، كثيرين منهم لا يعرفون ... ما هم فيه من الاختلاف والتفرق ، علماً بأن هناك نصوصاً صريحة في الكتاب والسنة منها ما يصرح أن التنازع والاختلاف في الدين . يكون سبباً لذهاب قوة المسلمين . ربنا عز وجل يقول في الآية الكريمة (( ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم )) فكل مسلم عنده شيء من الثقافة ، وأنت منهم فيما طرحت من السؤال تعلم أن هناك نزاعاً واختلافاً ، لكن العجب هو أن يأتي السؤال ما هو الحل . والحل مذكور في القرآن الكريم فبعد أن ذكر في الآية السابقة (( ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم )) ذكر في آية أخرى فقال : (( فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ، ذلك خير وأحسن تأويلا )) .  فإن تنازعتم في شيء . أرى أنه من الضروري أن أقف عند هذه اللفظة القرآنية الكريمة ، لأنه ولا تؤاخذني صدر منك كلام نسمعه من كثير من الناس . إن الخلاف في جزئيات سواء كانت عقائدية أو غيرها . ربنا بقول (( فإن تنازعتم في شيء )) يعني مهما كان هذا الشيء صغيراً أو كبيراً ، (( فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول )) . الخطاب لمن ؟ لمن كان يؤمن بالله واليوم الآخر . (( إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا )) ، إذاً من الخطأ الفاحش أن نكون غافلين عن العلاج ، وهو مصرح به في القرآن الكريم ، وأسوأ من ذلك أن لا نعترف بهذا العلاج ، وإنه بيان حاسم للفرقة والاختلاف الذي يعيشه المسلمون اليوم . فنقول عامة الناس كما نقل إليَّ والشيء بالشيء يذكر بعضهم في أول نشأتي العلمية ، كنت أزور بعض الناس في بيوتهم وأدعوهم . ذهبت إلى أحدهم فوجدت خزانة نحو هذه ، فوقها عود . فعرفت أن الرجل عويد ، فبحثت معه هذا الموضوع ، ونصحته وقلت له يا أخي هذا حرام ما يجوز . ماذا يفعل هذا عندك إلى آخره ؟ قال : أن الشيخ الفلاني يقول : إن هذا جائز . وبعض المشايخ يستعملون الطبل بالذكر ونحو ذلك فتكلمت معه كثيراً . في ذكر بعض الطرقين والصوفيين إلى آخره . فيما بعد ولسنا في هذه المسألة وإنما الشاهد يقول لي ، اجتمعت مع الشيخ الفلاني ، وذكرت له بعض كلامك . فكان من جواب الشيخ أنه والله هذا الكلام صحيح ، لكن لرسول قال : ( دعوا الناس في غفلاتها ) وأنا يومئذٍ ناشئ جديد ، ما عندي العلم بطبيعة الموجود عندي هذا صحيح وهذا حسن وهذا موضوع وهذا ضعيف إلى آخره . أشكل عليَّ الحديث ، لأنه لو أخذنا الحديث على الأقل على ظاهره هدمنا الإسلام كله ، شو معنى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إذا كان الرسول يقول : ( دعوا الناس في غفلاتها ) أسهرت تلك الليلة ما سهرت عند هذا الرجل ورحت على البيت وما أقدرت أنام ، إلا بدي أفتش عن هذا الحديث ، وسرعان ما وجدته ، وإذا الحديث سبحان الله موجود في صحيح مسلم . بزيادة وبدون غفلاتها . لفظ الحديث في صحيح مسلم ( دعوا الناس يرزق الله بعضهم البعض ) ، حرف هذا الحديث ، حذفوا منه الجملة الأخيرة (  يرزق الله بعضهم من بعض ) وحطوا بدلها ( في غفلاتها  ) فانعكس الحديث ، كان الحديث مقبولاً متماشياً مع أحكام الشريعة كلها . صار مرفوضاً . ( دعوا الناس في غفلاتها ) فإن أشد ما يؤلمني إنه الجواب موجود في القرآن الكريم (( فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله وباليوم الاخر ، ذلك خير وأحسن تأويلاً )) إذا كان بعض الناس ، ومن الدعاة غافلين عن هذا النص عن هذه الآية ، لكن المشكلة الكبرى أنهم إذا ذكروا ، فلسان حالهم يقول : ما قال ذلك الشيخ بلسان قاله دعوا الناس في غفلاتها ، لكن بعبارة أخرى ، بقولوا هذا ليس وقته ، ليس وقته إثارة الخلافات والمسائل هذه الخلافية ، وبعضهم بسميها جزئية ، بسميها قشور ، وعليكم باللباب ، واتركوا لهم القشور هذا يجوز وهذا ما يجوز وهذه سنة وهذه بدعة إلى آخره . إذاً شو معنى قوله تعالى : (( فإن تنازعتم في شيء )) التنكير هنا في اللغة العربية يعني الشمول أي شيء كان ، فما بالك يا أخي وأنت جاء في سؤالك ، ولو في العقيدة ، كيف نترك الناس ، لا يفهمون العقيدة فهماً جيداً ، ها نحن نقول لك ، جدلاً مش عقيدة نقول لك نترك الناس الآن وخلافهم مع الكتاب والسنة في المسائل الأحكام الشرعية لكن في العقيدة نتركهم كيف ؟ العقيدة هي نجاة المسلم ، أول العقائد هو التوحيد ، فما بالك إذا كان المسلمون إلى اليوم لا يعرفون التوحيد ، ما بالك وأنت تعلم أن كثيراً من الناس الذين إذا نظر الناس إليهم نظرة ظاهرية ، ونحن منهم بنقول والله هؤلاء متعبدين أكثر منا ، لأنهم يصوموا الاثنين والخميس ، وربما يصوموا يوم كذا ، ونحن لسنا هكذا . ويقوموا في الليل ويصلوا والناس نيام ونحن مو هيك ، لكن مع ذلك هؤلاء يستغيثون بالأموات وبالأولياء  والصالحين ويصلوا عند قبورهم شو فائدة هذه الصلاة وهذا الصيام وهم كما قال رب العالمين : (( وما يؤمن أكثرهم بالله ، إلا وهم مشركون )) في القرآن الكريم ، هذه الآية إلى اليوم لا تسمع أحداً يثيرها على المسلمين ، مع أن المسلمين واقعين فيها ، فإلى من نزلت هذه الآية ؟ كثير منهم يقولون هذه المقصود بها المشركون الأولون نعم المقصود بها المشركين الأولين ، ولكن لماذا حكاها رب العالمين ، أليس عبرةً لنا ، كما قال (( لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب )) ربنا يحكي أحكام وقع فيها المشركون من قبل ، والأمم من قبل ، لكي لا نقع نحن في مثلها ، فإذاً نحن إذا أردنا أن نترك المسلمين على ما هم فيه من انحراف عن الكتاب والسنة كيف يكون الاتفاق . ربنا لما قال : (( يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم أن لا نعبد إلا الله ، ولا نشرك به شيئاً ، ولا يتخذ بعضنا بعضاً أرباباً من دون الله )) ترى تعالوا إلى كلمة سواء أن لا نعبد إلا الله بفهم أم بدون فهم ؟ لاشك بفهم ، فما بالك اليوم أكثر المسلمين ، ومنهم بعض الخاصة ، لا يفقهون معنى هذه الكلمة الطيبة ، إذاً بارك الله فيك ، لا تغتر لمن يقول المسلمين اليوم مشكلتهم لا يتحمل إثارة إيش الخلافات في الأحكام والعقيدة لازم  على ماذا نتفق ؟ إذا لم نتفق على الشهادة الأولى بالفهم الصحيح ، فعلى ماذا نتفق ؟ لا يجوز يا أخي أن ندع الناس هكذا في جهلهم وفي ضلالهم . لاسيما وقد قال عليه السلام : ( إن الإسلام بدء غريباً وسيعود غريباً فطوبى للغرباء ) . من هم الغرباء ؟ لقد وصفهم الرسول عليه السلام بقوله ( هم الذين يصلحون ما أفسد الناس من سنتي من بعدي ) كثير من الناس اليوم يريدون أن يدعوا كل شيء على ما هو عليه ، لا يريدون الإصلاح وبعضهم يقول قولة حق وهي : أننا إذا أردنا أن نقيم الدولة المسلمة فيجب أن نوجد القاعدة ، ما هي القاعدة ؟ أن نربي جيلاً من المسلمين فاهمين العقيدة الإسلامية ، والأحكام الشرعية فهماً صحيحاً ومطبقين ذلك على أنفسهم ، هذه هي القاعدة التي يمكن تقام عليها الدولة المسلمة التي ينشدها كل مسلم غيور على دينه ، مع اختلافهم في الطريق الذي ينبغي سلوكه حتى تقوم الدولة المسلمة ، لعلي أجبتك عن سؤالك ؟

السائل : جزاك الله خير .

الشيخ : وإياك .

السائل : ثمن السيارة ثلاثين ألف من ألمانيا ، أرسلنا المبلغ من هنا للبنك إلى ألمانيا حتى يرسلوا لنا السيارة ، والسيارة تأخرت سنة وما أرسلوا السيارة ، والفلوس بقيت في البنك .... الفلوس لها سنة في البنك عليها فوائد . ... فهل يجوز أخذ الفائدة وتوزيعها للفقراء ؟

الشيخ : بس هذه الصورة اللي بتسأل عنها ؟

السائل : نعم .

الشيخ : ليش خفت ؟

السائل : ما خفت

الشيخ : ليش ما تجاوبني اذن في صور وراءها

السائل : لا ما في صور

 

 

الشيخ : بهذه الطريقة من الإرسال ثم تكومت الربويات ، أضحى ها مش الفوائد ، تكومت وتجمعت ، حينئذٍ هذا المسلم له سبيل إما أن يحقق في نفسه قول ربه (( فإن تبتم فلكم رؤوس أموالكم لا تظلمون ولا تظلمون )) وهذا بالطبع بتوجه إلى المرابين ، مش المأخوذ منهم المال بطريق الربا ، لكن السنة تبين الذي يأكل الربا وبين الذي يطعم الربا  . فقد قال عليه السلام : ( لعن الله آكل الربا ، وموكله وكاتبه ، وشاهديه ) الذي يضع ماله في البنك ، ليس خيراً من البنك ، بل هو حجر أساس في البنك بدليل واقع ، أن الذين يتعاملون مع البنوك ، لو في ليلة لا قمر فيها سحبوا رؤوس أموالهم ، ماذا يصيب البنك ؟ يُفلس ، صح أو لا ؟ إذاً الذين يتعاملون مع البنك هم اللعنات تنصب عليهم قبل البنك نفسه ، لأنهم هم الذين أوجدوا البنك لولاهم ما كان له وجود . فلعن الله آكل الربا وموكله وكاتبه وشاهديه ، لذلك هذا المال وهو الربا الذي توفر عندهم بعد السنة التي حكيتها سبيل من سبيلين إما أن تأخذ رأسمالك وتنجو بنفسك وفي هذه الحالة ستغذي البنك بالمال الحرام ، وهذه مشكلة أيضاً ، وإما في حالة أخرى إذا كنت أهلاً لها ، ولا تخشى على نفسك منها ، إنه هذا الربا تأخذه مع رأس مالِك وتضعه جانباً إلى أن تتمكن من صرفه في المرافق العامة ، وليس في فوائد شخص أو أشخاص ذاتية ، يعني لا يجوز إعطاء هذا المال اللي هو ربا إلى فقراء ينتفعون كل واحد منهم لشخصه ، وإنما يصرف هذا المال في المرافق العامة ، المقصود بالمرافق العامة هو أي شيء يشترك في الاستفادة منه عامة الناس ، مش شخص أو أشخاص معينين مثلاً هناك قرية أو محلة تحتاج إلى تعبيد طريق من الطرق الوعرة . فيصرف هذا المال في تعبيد هذا الطريق ، هناك قرية أو حارة أيضاً بحاجة إلى ماء سبيل فيسحب ماء سبيل لعموم الناس إلى الدواب إلى آخره . وعلى ذلك فقس .

السائل : ...

الشيخ : هذا مال وسخ وعلى هذا نقول لا يصرف إلى أشخاص معينين ، وإنما إلى مرافق عامة ، وضربت لك بعض الأمثلة . غيره

 

 

السائل : المؤمن لا يرث الكافر ، والكافر لا يرث المؤمن .

الشيخ : وهو كذلك .

السائل : في ابن طلع يدرس في البلاد الشيوعية طيب فتربى رؤوس أمواله وتوفى . فهل يجوز الوالد أن يرث أمواله ؟

الشيخ : أنت سألت وأجبت فكيف بدي أجاوبك ؟

السائل : السؤال هل يجوز أخذ الورثة تبعه ؟

الشيخ : أنت بتقول أن المسلم لا يرث الكافر .

السائل : أنا هذا حكيته كمقدمة بس هذه عبارة عن واقعة يعني سؤال استفهامي ، يعني لك ابن ، يعني عاوزين تؤكد لنا الجواب منك .

الشيخ : الجواب هو جوابك . اسمع يا أخي أنت الآن ورطت حالك .

السائل : لا ما ورطت حالي .

الشيخ : ليش بتقول لا . ليش ما بتقول كيف . - يضحك رحمه الله شيخ السنة الألباني رحمه الله -. أنت لما سألت أخيراً لمن سيترك المال هذا ؟ ورطت حالك لماذا ؟ لو أنك سألت سؤال ولد شيوعي كافر مات ، هل يرثه أبوه المسلم ؟ كنت ما ورطت حالك .

السائل : خلاص نحن خلصنا على سؤالك .

الشيخ : لا ما خلصنا نحن بدنا نأخذ دروس من أخطائنا حتى ما تتكرر منا صح أم لا ؟

السائل : صح .

الشيخ : إذا ما صح أنا برجع . - يضحك رحمه الله -. كثير من الناس بعالجوا المسائل والمشاكل التي تقع بمنطقهم الخاص ، هذا خطأ وأشد ما يكون هذا الخطأ خطأً ، لما هذا الذي يريد أن يعالج القضية بمنطقه الخاص ، عنده شيء من العلم فيما يتعلق بهذه القضية وهذا الشخص هو أنت بالذات ما غيرك . لأنك أنت فاجأتني بشيء سرني قلت معلوم إنه المسلم لا يرث الكافر . ولا الكافر يرث المسلم . قلت الحمد لله أخونا سائل وعنده علم . وإذا به سرعان ما ينقض هذا العلم باستفهامه اللي بسموه علماء النحو باستفهام استنكاري ، من سيأخذ المال هذا ؟ لمن يترك هذا المال ؟

السائل : لعله في ناسخ من منسوخ نحن بنقول لعله في باب ثاني وباب أولى من باب .

الشيخ : آه . مثل ما قلت لك كان مش لازم تقول إنه من المعلوم أنه المسلم لا يرث الكافر ، ولا الكافر المسلم .  لأنه إذا كان هذا معلوماً يصبح سؤالك الأخير مجهولاً لأنه صار في تناقض أنت في نفسك . وأنا ما بحب المسلم أن يكون متناقضاً ، فأحسن شيء كان تخليها مستورة في نفسك وما تقول أنه معلوم كذا وكذا ، وبعدين تنسف هذا المعلوم نسفاً بذاك الاستفهام الغريب . من يأخذ هذا المال ، أنا الآن بمحي كل الذي سمعته وافترض أنك تسأل أن شاباً شيوعيا كافرا مات في بلاد الكفر فهل يرثه أبوه ؟ الجواب يلي أنت يعجبك طبعاً 

السائل : لا أنا ما يعجبني ...

الشيخ : الله يهديك بعجبك لكونه نابعا عن علم ، وعن فهم صحيح ، مش رايح أعطيك جواب يعجبك يعني ويخالف الشرع هذه لا تطمع فيها ولن تسمعها - يضحك رحمه الله والطلبة حفظهم الله - . قبل كل شيء يجب أن لا نحضر في أنفسنا أن كل شيوعي كافر ، عرفت هذه نقطة الانطلاق . لازم ما نحضر في أنفسنا أنه كل شيوعي كافر ، لا . ممكن يكون كافرا ، وممكن يكون فاسقا غير كافر . وحينئذٍ تختلف النتيجة ، إذا كان فاسق غير كافر ما برد حديث ( لا يرث المسلم الكافر ) لأنه ليس معنى لا يرث المسلم الكافر ، لا يرث المسلم الفاسق . عرفت إذاً إذا كان السؤال عن شخص بعينه فيجب البحث حول هل الذي سيرثه ، يعرف منه يقيناً أنه ارتد عن دينه ، بسبب شيوعيته ، أو لسبب آخر إلحاد والإلحاد أنواع وبلايا ، لأنه مثل الشيوعي في بعض البلاد الإسلامية ، كالأفغان الذين حكموا البلاد ، ودعمهم السوفيت ، مثل البعثيين في بعض البلاد منها البلاد السورية . فالبعثي والشيوعي لا يجوز أن يطلق على كل فرد من أفراد هؤلاء أنه كافر أو أنه ليس بكافر . يعني لا يجوز إعطاء حكم عام إما بالتكفير ، وإما بالتفسيق ، وإنما يدرس كل شخص دراسة . مثلاً إنا أضرب لك مثال ، شيوعي لكن يصلي ، كيف يجتمعان . آه هنا الآن بدك تأخذ تنبيه . أنه هذا اللي يصلي إما أنه يصلي عن عقيدة ، حينئذٍ هذا ليس شيوعياً كافراً ، أنا ما بقول أنه ليس شيوعياً ، إذا كان شيوعي يتبني النظام السوفيتي هذا الكافر الضال فلا أستطيع أن أقول ما شيوعي لكن الشيوعي مثل البعثي ، ينقسم إلى قسمين ، شيوعي كافر ، وبعثي كافر ، شيوعي غير كافر ، وبعثي غير كافر . فإذا رأيت شيوعياً يصلي وكنت مقتنعاً أن صلاته ليس نفاقاً فهذا لا يجوز تكفيره . حسبك أن تضلله لأنه يتبنى نظاماً ، لمعالجة الاقتصاد في الحياة الدنيوية هنا ، غير نظام الإسلام ، فهذا أحد رجلين والغالب أكثر هؤلاء جماعة جهلة ، ما عرفوا من الإسلام إلا شيئاً قليلاً ، إلا هذه الصلاة اللي بصليها ، وربما يصوم أو لا يصوم الله أعلم . هؤلاء يجهلون أن الإسلام جاء بكل النظم التي لا تصلح الحياة إلا بها . ولا توجد مثيل لها عند الكفار وأصحاب المبادئ الأخرى . لكنهم يجهلون لا يعرفون هذه الحقيقة . ثم هؤلاء الشباب يصيبهم ما أشار إليه الشاعر ولو في غير هذا المجال قال :

     " أتاني هواها قبل أن أعرف الهوى            فصادف قلباً خاوياً فتمكنا "

. فهؤلاء الشباب فاضين مش دارسين نظام الإسلام في الاقتصاد في الاجتماع في السياسة إلى آخره . سمعوا شيء وذهنهم فاضي ، أعجبوا به وتبنوه . لكن هم لا يعلمون أنه هذا الذي تبنوه مناف للإسلام ومعارض للإسلام ، بدليل أنه هو لا يزال يعمل بالإسلام الذي يعرفه ، شوفه بصلي .

إذاً هذا الشيوعي الذي يصلي ، وأنت معتقد بأنه ما يصلي نفاقاً لأبوه أو لأخوه أو لمجتمعه الذي يعيش به ، وإنما عن عقيدة ، إذاً هذا مش كافر هذا مسلم ، أما إذا سمعنا منه كلام أن الإسلام لا يصلح لهذا الزمان ، الإسلام أرسل لهؤلاء الجماعة البدو العرب اللي كانوا ما بعرفوا يتشطفوا وما بعرفوا يتنظفوا إلى آخره . لذلك ربنا أنزل إليهم الطهارة ، والصلاة إلى آخره . والآن لم يبق حاجة لكل هذه الأشياء . فبكون هذا خرج من الدين ، كما تخرج الشعرة من العجين ، فإذاً إذا كان الولد الذي أنت تشير إليه من القسم الأول فهو يورث من أبيه ومن كل وارث له ، وإن كان من القسم الثاني ، فلا يرثه مسلم ولا يهمك المال هذا بعدين شو بيصير فيه ، لأن هذا المال حكم لك رب العالمين أنه حرام عليك وانتهى الأمر .

 

 

السائل : شيخنا جزآكم الله كل خير ، جاء يوم عرفة وصادف السبت .

الشيخ : صيام يوم السبت ما خلصنا منه . لا حول ولا قوة إلا بالله .

السائل : بدنا توضح لنا .

الشيخ : يا جماعة بهذه المناسبة ، وقبل مباشرة الإجابة مباشرة ، أقول أنصح إخواننا الذين صار عندهم شيء من العلم أن لا يتجرأوا وأن يبنوا ويصدروا أحكام هي أكبر منهم ، وعليهم أن يكونوا ممن أشار إليهم الرسول عليه الصلاة والسلام بقوله : ( من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين ) الحديث الذي ورد في خصوص صيام يوم السبت بلفظ ( لا تصوموا يوم السبت إلا فيما افترض عليكم ، ولو لم يجد أحدكم إلا لحاء شجرة ، فليمضغه ) هذا الحديث له جانبان . جانب حديثي وجانب فقهي ، الجانب الحديثي ، يعني هل هو صحيح أو هو غير صحيح ؟ الجانب الفقهي ما هي دلالته ؟ يمكن لكثير من الناس ، خاصة طلبة العلم وبصورة أخص الذين تعجبهم نفوسهم ويظنون أنهم صاروا في منزلة من يفتي بأنه يجوز أو لا يجوز . هؤلاء ربما يكون لهم بعض العذر ، وليس كل العذر ، بأن يقولوا لا . هذا الحديث ما بدل أنه إذا صادف يوم السبت يوم عرفة أو يوم عاشوراء ، أنه ما يجوز نصومه ، هذا لهم بعض العذر وليس لهم عذر ، لكن كون الحديث صحيح أو كون الحديث ضعيفا ليس لهم أن يدخلوا فيه إطلاقاً ، لأنهم لا علم عندهم ، بطريق معرفة الحديث الصحيح أو الحديث الضعيف فالكلام الآن يجري مع إخواننا فضلاً عن الآخرين الذي يؤمنون بصحة هذا الحديث ، وإذا كان أحد عنده شيء من الدراسة الحديثية ، وبقول لا هذا الحديث غير صحيح ، حينئذٍ نفتح صحيفة جديدة ، وندرس الحديث على ضوء قواعد علم الحديث لننظر هل قولنا بأن هذا الحديث صحيح ، صحيح ؟ أو قولهم بأن هذا الحديث غير صحيح غير صحيح ؟ أم إذا كان البحث يدور على أساس أنه هذا الحديث صحيح ، وهو صحيح لاشك ولا ريب فيه ، حينئذٍ يسهل بيان خطأ أولئك الناس كل الناس سواء كانوا مقلدين ، أو كانوا متبعين كإخواننا السلفيين ، أو غيرهم . من السهولة بمكان أن نفهمهم أن هذا الحديث نص قاطع لا يقبل التأويل في أنه إذا صادف يوم السبت يوم عاشوراء أو يوم عرفة أنه لا يجوز صيامه . وهاكم البيان سمعتم الحديث آنفاً ، بعد أن نهى الرسول عليه الصلاة والسلام عن صيام يوم السبت استثنى فقال : ( إلا فيما افترض عليكم ) وحينئذٍ صار عندنا نهي عن صيام يوم السبت . يعني نلخص الحديث وما نرويه بتمامه ، تأخذ خلاصته ، خلاصته أن الرسول عليه السلام نهى عن صيام يوم السبت إلا في الفرض . فإذا قال قائل كما نسمع ، لا . وإلا في عاشوراء ، استثناء ثاني ، وإلا في عرفة وإلا في الأيام البيض . الله أكبر أنا لا أتصور مسلماً يدري وينتبه إلى ما يخرج من فمه ، أنه يتجرأ أن يقول هذا الكلام ، رسول الله يقول : (  لا تصوموا يوم السبت إلا فيما افترض عليكم ) ويرحمكم الله ، وهو بقول إلا كذا وإلا كذا وإلا كذا . هذا أليس استدراكاً على رسول الله ، أليس معنى ذلك أن هذا الذي يقول هذا الاستدراك الثاني والثالث والرابع ، لسان حاله يقول أن الرسول عليه السلام مش عارف يحكي ، لأنه جاب نهياً عاماً واستثناءا واحدا ، وكان عليه يجيب كلمة تشمل هذه الأنواع وهذه المستثنيات الأخرى ، اللي عم يقولها هؤلاء الجماعة . تصور طالب العالم العاقل المتجرد عن الهوى ، تصوره لهذا الكلام يكفي له أن يقول تبت إلى الله ورجعت إليه ، مما كنت أقول ، وصدق رسول الله صلى الله عليم وسلم حين يقول : ( لا تصوموا يوم السبت إلا فيما افترض عليكم ) ، بعد هذا العنوان نأتي بصورة سترون هؤلاء المتحمسين بهذه الاستثناءات الثلاثة ، وأقولها بعبارة أخرى المستدركين على رسول الله صلى الله عليه وسلم سيتراجعون في مسألة أخرى ، نقول لهم إذا صادف يوم عيد يوم السبت هل تصومونه ، يوم النحر ، وثلاث أيام بعد منه ، لابد في سنة من السنين سبق أنه في يوم الاثنين أو الخميس صادف بلا شك ، هل نصوم يوم الاثنين إذا صادف يوم عيد ؟ سيكون الجواب بالإجماع لا ، سنقول لهم لماذا ؟ يقولوا هذا منهي عنه . شو الفرق بين صيام يوم السبت وهو منهي عنه وبين صيام يوم عيد من أيام العيد صادف يوم الاثنين وهو مرغوب بصيام يوم الاثنين ، مرغوب صيام يوم الخميس ، لكن لما وافق يوماً . نهى عن صيامه ، لما صادف يوماً نهى عن صيامه شو كان موقف العلماء غلبوا النهي على الإباحة . فقالوا : نحن لا نصوم الاثنين والخميس لمصادفة هذا اليوم أو ذاك ليوم العيد وهو منهي عن صيامه ، لا فرق أبداً بين نهي الرسول عن يوم السبت وبين نهي الرسول عن صيام أربعة أيام العيد ، فما هي القاعدة التي لجأ إليها هؤلاء الذين يذهبون إلى الاستدراك على الرسول عليه السلام ، فقالوا بجواز صيام يوم السبت إذا وافق يوماً فاضلاً كيوم عرفة مثلاً . فماذا يقولون هؤلاء في صيام يوم الاثنين ويوم الخميس وهما من الأيام التي يستحب صيامها . هؤلاء إن كانوا فقهاء سيجيبون بكلام علماء الأصول ، سيقولون لما تعارض النهي مع الإباحة ، قدم النهي على الإباحة أيام العيد منهي عن صيامها ، يوم الاثنين ويوم الخميس مباح صيامه ومرغوب فيه ، فإذا تعارض المبيح مع المحظور قدم المحظور على الإباحة ، نفس القاعدة نحن طبقناها هناك  في صوم يوم السبت .

السائل : حتى لو كان صوم يوم قبله أو بعده ؟

الشيخ : نفس النتيجة يا أخي . نفس النتيجة يعني مثل ما بقول ابن حزم الله يرحمه : " هذا حكم زائد جاء به الشارع يجب أن نخضع له " والقاعدة واحدة قدم الحاضر على المبيح فيما يتعلق بصيام يوم السبت ، فيما يتعلق بصيام يوم العيد ، الحاظر مقدم على المبيح ، أخيراً نقول شيئاً ، كثير من الناس يتوهمون أنهم إذا صادف يوم السبت يوم عاشوراء أو يوم من أيام الفضيل أنهم إذا ما تركوا صيام ذاك اليوم يوم السبت فاتهم خير كبير ، ( صوم يوم عاشوراء يكفر سنة ماضية ) ، ( صوم يوم عرفة يكفر الماضية والآتية ). كيف نخسر هذه الفضيلة وتلك ؟ الجواب لو كانوا يعلمون في قوله عليه السلام : ( من ترك شيئاً لله عوضه الله خيراَ منه ) نحن ما صمنا يوم السبت لماذا ؟ لأنه زهداً في صيام يوم عرفة وفي صيام يوم عاشوراء وفي صيام أي يوم فضيلة من الأيام البيض مثلاً ؟ ليس زهداً . وإنما طاعة لله ولرسوله ، إذا صدق فينا هذا الحديث ( من ترك شيئاً لله ) شيئاً هنا مثلا شيئاً في الآية السابقة (( فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله وإلى الرسول )) ، من ترك شيئاً مطلق أي شيء من هذه الأشياء تركنا صيام يوم السبت مع أنه صادف يوم عرفة ، لماذا ؟ لله ، لأنه نهانا على لسان نبيه إذاً نحن خير من أولئك الذين صاموا يوم عاشوراء وإن شاء الله استحقوا أن يغفر الله لهم السنة الماضية والسنة اللاحقة . نحن الذين نستحق إن شاء الله بنص هذا الحديث نحن عملنا بحديثين حديث فيه فضيلة ، وحديث فيه نهي ، هم عملوا بحديث فيه فضيلة ، وأعرضوا عن الحديث الذي فيه نهي . وهذه ذكرى والذكرى تنفع المؤمنين .

السائل : من هم الأعراف ؟

الشيخ : الأعراف فيه خلاف طويل عند علماء التفسير ، وأنا ليس عندي رأي بات في الموضوع ولذلك لا جواب عندي .