About the article

Author :

Muhammad Naasiruddeen al-Albaanee

Date :

Thu, Sep 18 2014

Category :

Fatwa (Q&A)

Download

سلسلة الهدى والنور - الشريط رقم : 203

الشيخ : كنا نتكلم عن الجمع من أجل البرد ، أقول الجمع من أجل البرد ليس عليه نص في الشرع يُلزم به المسلم ، وإنما قال به بعض العلماء استنباطًا واجتهادًا واعتمادًا على بعض الأعذار التي جاء النص بها وبأنها تسوغ الجمع ، بين الصلاتين ، معلوم لدى الجميع في السفر ولكن بحثنا الآن الجمع في الحضر ، لم يأت نص في جواز الجمع في الحضر ، إلا من أجل المطر أو الخوف ، وهذا كما جاء في حديث ابن عباس - رضي الله عنه - قال : " جمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في المدينة بين الظهر والعصر ، وبين المغرب والعشاء بغير سفر ولا مطر " قالوا : " ماذا أراد بذلك ؟ " قال : " أراد أن لا يُحرج أمته " هنا الحديث يفيدنا جمعين : أحدهما يتعلق بالجمع الجماعي أي في المساجد والآخر يتعلق بالأفراد ، ونادرًا ما يتعلق بالجماعة ، أما الجمع الأول الذي يُستفاد من الحديث جوازه ، فهو الجمع للمطر ؛ لأنه قال : " جمع الرسول - صلى الله عليه وسلم - بغير عذر المطر وبغير عذر السفر " يشعرنا بأن هذين العذرين معروف لدى المسلمين عامة بأنهما يسوغان الجمع ، لكن يريد أن يفيدنا شيئًا جديدًا فيقول جمع لغير هذين العذرين ، سألوه ما هو ؟ قال : " أراد أن لا يحرج أمته " هذا النص : " أراد أن لا يحرج أمته " يمكن أن يدخل فيه أسباب أخرى غير منصوص عليها ومنها ما كنا آنفًا في صدده ، وهو البرد وكما قلت آنفًا البرد قضية نسبية يختلف بين شخصين متساويين في العمر ، لكنهما ليسا متساويين في التربية ، وفي النشأة ، فأحدهما نشأ يتعاطى أعمالا أو مهنةً يتعرض بسببها للحر والقر والتعب والنصب والآخر إنما هو نشأ في الحلية ربيَّ تربية الولد المدلل الناعم ، فلا يستويان مثلا أبدا ، وهما كما قلنا في سن واحد ، مع ذلك الشعور بالبرد يختلف من هذا إلى ذاك ، فإذا ما ضربنا مثالًا متباينًا كل التباين بين شاب وبين شيخ عجوز ، أيضًا سيختلف الشعور بالبرد الكثير أو الخفيف ، فهنا تبقى القضية قضية نسبية ، فيما إذا أراد الإنسان أن يجمع لنفسه فإذا كان متقيًا لربه وكن متفقهًا في دينه ، ويعرف أنه يجد حرجًا ، في أن لا يجمع فله أن يجمع بهذه الظروف التي ذكرناها الدقة الآن في الإمام الذي يريد أن يؤم الناس ، وفي الناس المتفاوتون بالإحساس بالبرد ، إذًا وهنا بيت القصيد من هذا الكلام هو الذي ينبغي أن يقدر الورع ولا أرى حرجًا أبدًا إذا نظر إلى جماعته الذين يريدون أن يصلوا معه في مسجده فوجد فيهم شيوخًا لا أرى حرجًا بالنسبة إليه أن يجمع من أجلهم لا من أجله ، لكن هذا يحتاج إلى فقه وإلى تقوى ؛ ولذلك فأنا أرى أنه ما دام ثبت هذا النص من ابن عباس : " أراد أن لا يحرج أمته " فإذا كان الإمام فقيهًا وكان تقيًا لا يداري الناس بالباطل ، وإنما هو يسايسهم سياسة شرعية ، فوجد من مصلحة الجماعة أن يجمع بهم للبرد ، فله ذلك ما دام أنه اتقى الله عز وجل ، وأخذ بتلك الرخصة التي جاءت في حديث ابن عباس السابق ذكره ، أقول إذا كان الإمام فقيها وتقيا ، وإلا فعليه أن يتقي الله عز وجل سلبًا أو إيجابًا ، ترخصًا أو تمسكًا بالعزيمة ، فلا يجمع حيث لا رخصة ، ولا يتشدد حيث الرخصة قائمة ، كما وقع منذ يومين في مسجد هناك لم يحضر الإمام الراتب فقدموا أحد المواظبين على صلاة الجماعة ، وأنا لا أعلم يعني مقدار ما عنده من علم ، ولو كان من العلم التقليدي المذهبي ، لكن الذي وقع أن المؤذن بعد أن صلى الإمام صلاة الظهر ، فورًا أقام الصلاة ، فشعرت بأنه جعل الإمام وبعض الحاضرين تحت أمر واقع ، وأشعر بأن هذا الإمام من مراقبتي لصلاته أنه حنفي المذهب والأحناف لا يجيزون الجمع في الحضر مُطلقًا ، بل ولا في السفر إلا في عرفات وفي مزدلفة فلما أقيمت الصلاة سمعنا شوشرة وضوضاء وغوغاء أنا شخصيًا ما فهمت شيئًا لكني تأسفت كثيرًا من قلة أدب الناس في بيوت الله تبارك وتعالى ، صار في المسجد ضوضاء لو وقعت هذه الضوضاء في قهوة لكان عارًا على أصحاب الضوضاء ، فكيف وهم في بيت من بيوت الله تبارك وتعالى ، ولأمر ما ما فهمت ما الذي حرك هذه الأصوات ، ما أدري إذا كان يا تامر أنت فهمت شو كان الكلام ؟

تامر : نعم ، أحد الشباب وقف وقال إن الرسول عليه السلام جمع في المطر ، ... صار يتكلم أنه أنت ما تتعرف كيف كان الرسول يجمع .

الشيخ : لا ، أنا بقول قبل الصلاة ، بعد الصلاة أنا سمعت .

تامر : أنا خرجت معك ، وما بعرف شو صار .

الشيخ : لا أنا بقول لما أقيمت الصلاة للعصر صار شوشرة من الجهة الشرقية ، المهم فشعرت بأن الإمام صار تحت أمر واقع وهو في اعتقادي أنه لازم يستنكف إذا أراد أن يتقي الله عز وجل ، حيث لا يعتقد جواز الجمع  للمطر ، أن يقول أنا مذهبي لا يسمح لي بجواز الجمع ، فليتقدم أحد منكم ، لكن هو خضع للأمر الواقع وصلى ، لكن الشوشرة الثانية بعد الصلاة أفهمتني هذه الحقيقة التي أنا شعرت بها من قبل ، سمعت أحدهم يقول له يا شيخ الرسول عليه السلام قال : ( إن الله يحب أن تؤتى رخصه ) وما عاد أسمعت كمالة الحديث لكن فهمت أن هذا المتكلم يقول إن الجمع في مثل هذه الحالة مشروع ، ما شفت غير هذا الإمام ثار ثورة كأنه يقاتل رجلا كافر ، ومن ثورته قام ووقف ويقول له

 

 

أنت شفت الرسول ؟ أنت شفت الرسول ؟ الله أكبر ، واشتعلت الشوشرة بين الناس وهات أفهم عليهم ، أنا كنت بدأت بالأذكار والأوراد حتى أتممتها وانسللت انسلالًا الهريبة نصف الشريعة - يضحك الشيخ رحمه الله وطلبته حفظهم الله - سبحان الله الناس هؤلاء لا عندهم وعي ولا عندهم أدب ، ولا عندهم ثقافة ، يتكلموا على جهل ، هذا الإمام يقول أنت شفت الرسول ؟ مسكين ، لا هو يصلي شاف الرسول ، ما شاف الرسول ، الكلام يلي يوجهه لغيره يرجع له ، فلو قيل له يا ترى ماذا يفعل ؟ رايح يقول هيك العلماء ، هيك العلماء علمونا ، رايح يقول بالنسبة لظاهر مذهبه أنه علماؤنا قالوا ما في جمع في المطر ، لكن ناس آخرين رايحين يقولوا علماؤنا قالوا في جمع في المطر ، فعلماءك اللي قالوا ما في جمع في المطر شافوا الرسول ؟ شافوا الرسول ؟ ما شافوا الرسول ، إذًا القضية قضية رواية ، لماذا تنكر هذه الوسيلة التي عليها الفقه الإسلامي كله من بعد الصحابة الأولين كل فقه هذه القرون قائم على الرواية التي معناها ، أن هؤلاء الرواة ما شافوا الرسول جهل عميق ، يعني شديد جدًا ، يخجل الإنسان أن يأتيه أن يحكيه عن مسلم ويتقدم ليؤم الناس صحيح أننا لم نر الرسول عليه السلام لكن الرسول من تمام رافته ورحمته بأمته ، أنه خاطبهم بمناسبات شتى بالنسبة للصلاة التي تتكرر كل يوم خمس مرات ، قال : ( صلوا كما رأيتموني أصلي ) وقال : ( فليبلغ الشاهد الغائب ) فهو يعلم أن الذين سيأتون من بعده عليه السلام ما سمعوا صوته ولا شاهدوا عبادته ولا صلاته ، لكنه يعلم أيضًا بأن أصحابه الذين شاهدوه ورأوا عباداته سينقلونها إلى من يأتون من بعده ، فحضهم على ذلك وقال : ( فليبلغ الشاهد الغائب ) ، حتى قال عليه السلام : ( بلغوا عني ولو آية ) ، ( بلغوا عني ولو آية وحدثوا عن بني اسرائيل ولا حرج ومن كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ) ( بلغوا عني ولو آية ) هذه اللفظة لا ينبغي أن تفهم بمعنى الآية الاصطلاحي أي آية من آيات القرآن الكريم ، ليس هذا هو المقصود ، المقصود هنا جملة بلغوا عني ولو جملة ، هذا المعنى عربي أولا وفقهيٌ ثانيًا ؛ لأنه يشمل الجملة من القرآن ومن حديث الرسول عليه الصلاة والسلام ، فليس المقصود بهذا الحديث الحض على تبليغ آية من القرآن الكريم فقط ، بل ولو جملة من أحاديث الرسول عليه السلام ، وهذا كتوجيه عملي للرسول عليه السلام إلى الفكرة والعقيدة ، التي قدمها إلى أمته في أحاديث عديدة التي منها قوله عليه السلام : ( تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما إن تمسكتم بهما : كتاب الله وسنتي ) فكما ينبغي للمسلم أن يبلغ الناس كتاب الله ، فكذلك ينبغي للمسلم أن يبلغ الناس حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأن كلًا منهما من الكتاب والحديث متمم للآخر ، وهذا ما أشار إليه ربنا عز وجل في قوله : (( وأنزلنا إليك الذكرى لتبين للناس ما نزل إليهم )) فالشاهد أن العالم الإسلامي منذ عهد الصحابة الذين أدركهم التابعون وهؤلاء التابعون الذين لم يدركوا الرسول يعيشون على أساس هذا المنهج وهو : ( صلوا كما رأيتموني أصلي ) إن كنتم أصحابي رأيتموني فكما شاهدتموني ، وإن كنتم أتباعًا فمن بعدهم ، فكما نقل إليكم من شاهدني ، ولذلك أكد هذا عليه السلام في حجة الوداع حينما قال : ( خذوا عني مناسككم ، فإني لا أدري لعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا أبدا ) فإذًا هو حض أصحابه على أن يتلقوا العلم مباشرة منه من جهة ، ومن جهة أخرى أمرهم أن يبلغوا ما أخذوا عنه إلى الناس وبخاصة أنه قال عليه السلام : ( رب مبلغٍ أوعى له من سامع ) ولذلك كان من فضل الله - عز وجل - على عباده المؤمنين الذين جاءوا بعد أصحاب النبي الكريم أن وجد فيهم من صدق عليه ، هذا الشطر من الحديث الذي أشرت إليه : ( رب مبلغ أوعى من سامع ) ، فأصحاب الرسول عليه الصلاة والسلام يعدون الألوف المؤلفة لكن العلماء منهم ما استطاع أهل العلم بعد البحث والفحص أن يرفعوا عددهم إلى ثلاثمائة العلماء منهم فنفهم من هذا أن عامة الصحابة ما كانوا من أهل العلم الذين يجوز لهم أن ينفصلوا أو أن ينصبوا أنفسهم لإفتاء الناس بما يقع لهم بل عامة الصحابة كانوا من الشطر الثاني ، الذي أخبر عنه ربنا عز وجل في الآية المعروفة : (( فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون )) أكثر الصحابة الذين كانوا يعدون الألوف المؤلفة هم كانوا من القسم الذين لايعلمون وتشملهم الآية التي تأمرهم أن يسألوا أهل العلم منهم وأهل العلم منهم ما بلغوا ثلاثمائة عالم لكن ما شاء الله  العلماء الذين جاءوا في التابعين فمن بعدهم ألوف مؤلفة تأكيدًا ومصداقًا لقوله عليه السلام : ( رب مُبلغٍ أوعى له من سامعٍ ) ، ولقوله الآخر : ( أمتي كالمطر لا يُدرى الخير في أوله أم في آخره ) ، هذا الحديث وذاك من البشائر التي خلفها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في سنته وفي أحاديثه حتى يستمر دولاب العلم دائرًا ومنطلقًا إلى يوم يرسل الله - عز وجل - تلك الريحة الطيبة فتقبض روح كل مؤمن ، ولا يبقى على الأرض إلا شرار الخلق وعليهم تقوم الساعة ، فإذًا من الجهل بل والجهالة بمكان أن يخاطب من يتقدم ليؤم الناس فيقول هل أنت رأيت الرسول ، وبالاستفهام الاستنكاري وبحالة شديدة من الغضب جدًا ؛ لأن هذا يدل على جهل عميق كل من جاء من بعد الصحابة كما قلنا آنفًا لم يروا الرسول إذًا هم لا يعرفون كيف يصلون ، لا يعرفون كيف يتعبدون كل العبادات

يعرفون والحمد لله بالطريق الذي ألهم الله به طائفة من علماء المسلمين ، ألا وهم علماء الحديث الذين سخرهم الله تبارك وتعالى لخدمة هذا الإسلام بعنايتهم أولًا بجمع أحاديث الرسول عليه الصلاة والسلام على مر القرون الأولى على الأقل القرون الثلاثة المشهود لها بالخيرية جمعوا أحاديث الرسول من مختلف البلاد والصدور لأن حملة هذه الأحاديث النبوية من الصحابة والتابعين ومن بعدهم ، لم يكونوا مستقرين في بلدة واحدة حتى يتمكن العالم الحريص على جمع العلم أن يتلقى السنة من ذاك المكان الواحد ، وإنما تفرقوا في البلاد شرقًا وغربًا وشمالًا وجنوبًا ، فكان أحدهم يتفرغ للسياحة في البلاد لتلقي العلم من مختلف العلماء في كل تلك البلاد ، هذا تسخير من الله تبارك وتعالى لهؤلاء العلماء حتى جمعوا لنا أحاديث الرسول عليه السلام التي تفرقت في البلاد بتفرق حملتها فأنتم تتصورون معي بسهولة أن الرسول عليه الصلاة والسلام قضى في مكة عشر سنوات وبقية الدعوة ثلاثة عشر سنة في المدينة المنورة فالذين كانوا يأتون إلى الرسول في مكة والمدينة هم أصحاب الرسول عليه السلام وهم حملة الأحاديث التي سمعوها وتفقهون معي جيدًا أيضًا بأن هؤلاء الصحابة في قيد حياته عليه السلام فضلًا عما بعد وفاته تفرقوا في البلاد فقد كان يأتيه المكي إلى المدينة ليبايعه على الإسلام ، من جدة ، من نجران ، من مختلف البلاد ، ثم يعود إلى بلده وقد حمل منه عليه السلام بعض العلم كما جاء في صحيح البخاري من حديث مالك بن الحويرث - رضي الله عنه - أنه جاء مع بعض أصحابه إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فمكث عنده نحو عشرين يومًا فيما أذكر ، قال ثم اشتقنا إلى أهالينا فاستأذنا الرسول عليه السلام في أن ننصرف ، فقال لهما : ( إذا صليتما فليؤذن أحدكما وليؤمكما أكبركما سنًا ) ، وقال لمالك : ( صلوا كما رأيتموني أصلي ) وانطلق إلى قبيلته فإذًا هذا الرجل من الذي يتمكن من رواية مثل هذا الحديث وذاك هو الذي يذهب إليه ، فإذًا هو ينبغي أن يذهب إلى هذه القبيلة وهذه القبيلة إلى هذه البلدة وهذه القرية وهكذا ؛ لذلك كان من فضل الله - عز وجل - أن سخر علماء الحديث ليرحلوا إلى مختلف البلاد ليجتمعوا بمن يعلمون أنه عنده ولو حديث واحد ، فيسمعون مباشرة منه ، حتى لقد كان في هؤلاء بعض أصحابه عليه السلام ، أحدهم اسمه عقبة بن عامر بلغه أن جابرًا بن عبد الله الأنصاري المشهور عنده حديث وكان في مصر فسافر من بلده أظنها يومئذ كان في المدينة إلى مصر ؛ لماذا ؟ ليسمع ذاك الحديث الذي قيل له أنه سمعه جابر من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فخرج إليه جابر وتلقاه واحتضن أحدهما الآخر ، قال : " أنا ما جئت إلى شيء ، إلا أنه بلغني أنك سمعت حديثًا عن الرسول عليه السلام ونص الحديث فيما اذكر منه الآن : ( أن الله عز وجل ينادي يوم القيامة بصوت يسمعه من قرب كما يسمعه من بعد ) " ، وهذا الحديث من الأحاديث التي يتمسك بها أهل السنة حقًا ، وأعني بهم أهل الحديث الذين لا يتعصبون لمذهب في العقيدة كالماتريدية أو الأشعرية أو المعتزلة أو الجبرية ، كما أنهم لا يتعصبون لمذهب في الأحكام الشرعية المذهب الحنفي أو المالكي أو الشافعي أو الحنبلي ، فضلًا عن مذاهب أخرى ، تبتعد كل البعد عن المذاهب الأولى ، أهل الحديث لا يتعصبون إلا للحديث ولذلك نسبوا إليه وانتموا إليه كما قال قائلهم :

" أهل الحديث هم أهل الرسول  هم أهل النبي             وإن لم يصحبوا نفسه أنفاسه صحبوا "

 وهذا جواب هذا الجاهل الذي قال : أنت أدركت الرسول ، ما أدرك هو الرسول ، لكن الذين يشتغلون بحديث الرسول عليه السلام ، كأنما هم يعيشون معه ، أهل الحديث هم أهل النبي وإن لم يصحبوا نفسه أنفاسه صحبوا ، ولذلك أصبح معروفًا عند العلماء كافة لا نحاشي ولا نستثني فقهاء ومفسرين كلهم قالوا بما دل عليه حديث الرسول عليه السلام ، القائل : ( نَضّر الله امرءا سمع مقالتي فوعاها فأداها كما سمعها ، رب حامل فقه إلي من هو افقه منه ، ورب مبلغ أوعى له من سامع ) ، يقول العلماء كافة ولذلك نرى النضرة في أهل الحديث لأنهم يشتغلون بكلام الرسول عليه السلام ليلًا نهارًا فصدق فيهم قول ذلك الشاعر العالم ،

        " أهل الحديث هم أهل النبي                        وإن لم يصحبوا نفسه أنفاسه صحبوا "

هذا الحديث حديث جابر لعقبة بن عامر ...

 

وليس كما يقول الأشاعرة والماتريدية أن كلام الله ومنه القرآن الكريم هو كلام نفسي يعنون بأنه ليس بالكلام اللفظي ، يعنون بأنه ليس بالكلام المسموع ، هذا الحديث يبطل دعواهم ويؤكد قول الله لموسى :  (( فاستمع لما يوحى إنني أنا الله لا إله إلا أنا فاعدني وأقم الصلاة لذكري )) ، (( فاستمع لما يوحى )) معناه أن ربنا عز وجل حينما كلم موسى كما قال في القرآن الكريم :  (( وكلم الله موسى تكليما )) كان موسى يسمع كلام الله عز وجل ، أما تأويل الكلام لإلهي بأنه كلام نفسي فهو تعطيل للقرآن الكريم ، ولأحاديث الرسول عليه السلام ، ومنها هذا الحديث الذي شد من أجله الرحل أحد الصحابة إلى روايه الصحابي الذي سمعه من الرسول عليه الصلاة والسلام ، إذًا لا ينبغي للمسلم أن يتشكك في سنة الرسول عليه السلام ، فضلًا لا يجوز له أن يتشكك في أهل الحديث ولو كان من العامة بقوله : أنت شفت الرسول ؟ أنت رأيت الرسول ؟ ، ما شفنا الرسول ولكننا بلغنا كلام الرسول عليه السلام بواسطة الثقات من العلماء وفي القرآن الكريم قال تعالى :  (( وأوحي إليَّ هذا القرآن )) لماذا ؟ (( لأنذركم به ومن بلغ )) أنذركم أنتم معشر السامعين تلاوتي القرآن مباشرة ومن بلغه القرآن أيضًا فالنذارة قائمة سواء على من سمع القرآن منه عليه السلام مباشرة أو من سمعه ممن سمعه من الرسول عليه السلام ، وهكذا دواليك ؛ ولذلك قال عليه الصلاة والسلام : ( ما من رجل من هذه الأمة من يهودي أو نصراني يسمع بي ثم لا يؤمن بي إلا دخل النار ) مش يقول لقيني وسمع مني ، لا ( سمع بي ) أي سمع بدعوته عليه السلام دعوة الحق ، دعوة الإسلام ،  (( إن الدين عند الله الإسلام )) ثم كفر وجحد هذه الدعوة فهو في النار خالدًا فيها أبدا ، هات تانشوف .

 

السائل : لو أراد شيخنا إمام رأى من المناسب أن يجمع بين الصلوات المغرب والعشاء ورأى أحد الأخوة أن الجمع أن الجو ليس مناسبا ، يجوز يصلي معه وقت والوقت الثاني ما يجمع معاه ؟

الشيخ : إذا كان فقيهًا له ذلك ، وإن كان جاهلًا فعليه بالجماعة .

السائل : إذا كان الإمام لا تتوفر فيه الشروط هؤلاء ؟

الشيخ : لا ، هذا رايح يدخل في موضع ثاني ، الإمام تقدم سواء توفرت فيه الشروط التي ذكرناها أو لا ، الآن الجماعة ما يجوز على لغة السوريين فرتنتها يعني تفريقها ، فهذا الإمام يتحمل مسئولية الجماعة ، لكن ذاك الآخر الذي يقول كما حكينا عن ذاك الإمام أن هذا الجمع مش مشروع ، فهو إن كان على شيء من العلم والفقه مقتنع ، فله أن يتجاوب مع فقهه ويصلي الفريضة الأولى ثم ينصرف ، لكن إذا كان من عامة الناس فلا يجوز له أن يفارق الناس ...

السائل : يعني بأسلوب آخر نسألك لو كنت تعلم درجة علم هذا الإمام اللي تركوه ...

الشيخ : انتهينا تفضل

السائل : فهمنا من كلامك شيخنا أنه يعني في ظروفنا نحن المأمومين يصلوا خلف الإمام وما يخرجوا ؟

الشيخ : نعم ، جمع يجمعوا ، فرد يفردوا ، نعم .

السائل : الدعوة السلفية في هذا الزمان هي دعوة حق وهي ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم .

الشيخ : أيوه ، لكن كلمة في هذا الزمان ليس لها محل من الإعراب .

السائل : مسحوبة .

الشيخ : مسحوبة - يضحك جبل السنة رحمه الله -.

السائل : موضوع الصيام ولو أن السؤال مبدر شوية إلا أنه حسب الفرص التي نلتقي فيك فيها فلابد من هذا السؤال بالنسبة لي ، قضية الإفطار قبل الأذان المعهود ، فهذه قضية نحن مؤمنين فيها ومصدقين بها ، بأن الإفطار قبل الأذان سنة حسبة رؤية الشمس وغيابها .

الشيخ : لا تقول الإفطار قبل الأذان سنة ، أنا أعرف شو قصدك ، عم أقول لك لا تقول هكذا ؛ لأنه القصد في القلب ، مش كل واحد يسمع كلامك يفهم مرامك .

 

السائل : فنحن يصير عندنا مشاكل في المساجد بعض الإخوان تطبيقًا لهذه السنة يقعدوا في المسجد أو في المساجد بحلقة يفطروا طبعًا قبل أذان وزارة الأوقاف وبالتالي حصل بعض المشاكل بين الأخوة والناس وهذا ما حصل حقيقة ، فهل هذه السنة نطبقها ونصر على تطبيقها يعني في المساجد أم تنصحنا مثلًا نفطر في بيوتنا ونصلي معهم في المسجد ، فإذا كان الجواب على هذا السؤال إنه نعم نفطر ؛ لماذا ننتظر مع الإمام حتى نصلي معه جماعة ما دام وقت الغروب حان وأفطر قبل الجماعة ، لماذا ينتظر حتى يصلي معهم الجماعة ؟

الشيخ : يعني بفهم من سؤالك الثاني أنه ما يصلي مع الجماعة ؟

السائل : يعني أفطر ..

الشيخ : قل لي هذا الفهم صحيح أم غير صحيح ؟ يعني أي سائل لما يسأل سؤال فيه شيء من الطول ولا أقول فيه شيء من الاضطراب شايف هذا الطول بحاجة إلى اختصار ، أولًا بالنسبة لي كمسئول يوجه إليَّ السؤال بدي أعرف أني فهمت السؤال أو لا ؟

السائل : نعم ، سؤالك لي يدل على أنك فهمت السؤال .

الشيخ : بس أنا لم أتأكد أني فهمت ، متى أتأكد ؟ لما بتقولي لي نعم هذا الذي فهمته هو الذي قصدته .

السائل : نعم هو المقصود .

الشيخ : نعم هذا هو الجواب مش تأتي وتعمل لي محاضرة ثانية - يضحك الشيخ والسائل رحمهم الله - أنا أخي الذي أقوله أنه الحقيقة عندنا نحن معشر المسلمين جميعًا وبخاصة السلفيين عندنا شيئان الأول الدعوة ولنقل الدين لكن نقول الدعوة ؛ لأنه ليس كل من يتدين بدين الإسلام يدعوا إلى الإسلام في كثير ناس حتى من الخواص لا يبالون بالناس ولا ينصحون الناس ولا يدعون الناس ولا ، ولا .. إلى آخره ، ولذلك أنا بعلل هذه الأخطاء التي نحاول تصحيحها والاعوجاجات التي نحاول تقويمها ما السبب مع أنه في أشياء منها كثيرة متفق عليها لا خلاف فيها ، السبب أنه أهل الدين والعلم به ما يبينون للناس ولا يدعونهم تاركينهم هكذا سبهللا ، أذكر مثلاً على سبيل المثال شو معنى انتشار الأكل والأخذ والإعطاء باليد اليسرى بين الناس ، وهذه لا تحتاج إلى جهد ، إذا قلنا للناس قوموا صلوا بالليل والناس نيام ، والله هذا يحتاج لجهاد الأبطال ، لكن خذ باليمين ولا تأخذ بالشمال ، أعطي باليمين ولا تعطي بالشمال ، كل باليمين ولا تأكل بالشمال ، فرض سحبه ، كان هذه أو هذه شو سبب انتشار المخالفة للشريعة ، سببها عدم نصح الناس لهؤلاء الجهلة ، سكوت أهل العلم على الأقل الذين يعرفوا تقليدًا إذا فرضنا أنهم ما يقرأوا السنة ، ما يقرأوا قول الرسول عليه السلام : ( كل باليمين واشرب باليمين ، ولا تأكل بالشمال ولا تشرب بالشمال ، فإن الشيطان يأكل بالشمال ويشرب بالشمال ) افرض أنهم ما قرأوا هذا الحديث ، لكن كتب الفقه كلها طافحة بأنه لا يجوز الأكل بالشمال ولا شرب بالشمال ، شو معنى أن المسلمين عايشين إلى أربعة عشر قرنًا من الإسلام ، والعادات ماشية كأنها بلاد الكفار ، الجهل والمسئولية على أهل العلم بهذه الحقيقة على الأقل ، فالشاهد عندنا الدعوة شيء والأسلوب إلى الدعوة شيء آخر ، أنا أريد من كل مسلم أولاً ومن إخوانا السلفيين بخاصة ثانيًا أن يفرقوا بين الأمرين ؛ لأن الدعوة هي مقصودة بالذات يعني يجب على كل مسلم أن يعرف مثلاً كيف يصلي ؟ كيف يصوم ؟ كيف يفطر ؟ كيف ؟ كيف ؟ إلى آخره ، لكن لا يجب عليه أن يدعو ؛ لأن الدعوة فرض كفاية ، أما العلم والتدين به فرض عين ، إذا كانت هذه الحقيقة معروفة لدينا فلا يجب أن نهتم بالشيء الثاني ، اللي هو الأسلوب في الدعوة قلنا عندنا دعوة وعندنا أسلوب في الدعوة ، أسلوب الدعوة معروف في القرآن الكريم صراحة :  (( ادعوا إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن )) لكن الدعوة قبل الأسلوب ولا نستطيع أن نفترض في كل الناس في كل أصحاب الدعوة ، لا نستطيع أن نتصور أبدًا أنهم بنسبة واحدة في حسن الأسلوب ، وحُسن الدعوة إلى الله - تبارك وتعالى - هذا أمر مستحيل ، فيجب أن نصب اهتمامنا على الأمر الأول وهو الدعوة ، الأمر الثاني كما يجب على من كان عنده حسن أسلوب في الدعوة أن يتلطف في دعوته للناس إلى دعوته ، كذلك ينبغي لهذا الداعية أن يتلطف مع إخوانه الذين يسيئون الأسلوب في الدعوة ، واضح ؛ لماذا ؟

 

الآن يجب أن نفرق بين الدعوة وأسلوبها ، الدعوة فرض عين على كل مسلم في أن يتبناها لكن ليس فرض عين على كل مسلم أن يكون داعية ، ثم لو كان داعية لا نستطيع أن نتصور أن الأساليب متفقة وأن الأسلوب يمكن تعليمه وتلقينه للناس جميعًا ، هذا لا يمكن لذلك فينبغي أن نتلطف مع عامة الناس في دعوتهم إلى دعوتنا السلفية ومع إخواننا السلفيين الذي يسيئون الدعوة إلى الدعوة السلفية ، أيضًا هذا يجب أن نتلطف به ، بعد هذه المقدمة أرجع إلى صلب الموضوع ولعله سؤالك الأول بالنسبة لما ثبت لدينا يقينًا أن الأذان في هذا البلد يؤذن إما قبل الوقت أو بعد الوقت ، أنت عالجت الأذان الذي يؤذن به بعد الوقت بنحو عشر دقائق ، والأولى عندي معالجة الأمر الآخر الذي يؤذنون قبل الوقت بنصف ساعة تقريبًا ، يتراوح باختلاف الفصول بين ثلث ساعة إلى نصف ساعة ، ويبطلون صلاة المصلين في كثير من المساجد حيث يصلون صلاة الفجر قبل الفجر الصادق ، المهم الآن يجب أن نفرق بين الدعوة وبين أسلوب الدعوة ، يختلف الأمر اختلافًا كثيرًا بين إنسان يعيش في مسجد جوه سلفي ، وبين مسجد آخر جوه خلفي يجب أن يفرق بين مسجد وآخر ، كما أنه يجب أن يفرق بين إعلانه بالإفطار الشرعي بين ناس وآخرين ، ناس مثلاً من إخوانك عندهم مبدأ التمسك بالسنة ، ما في مانع ، بل واجب أنك تفطر أمامهم بعد دخول وقت الإفطار غروب الشمس ، وقبل الأذان ، الذي يؤذنون اليوم بناء على التوقيت الفلكي أما إذا كانت في جماعة عمرهم ما سمعوا بدعوة الكتاب والسنة أو الدعوة السلفية فهؤلاء ينبغي على الداعية حقًا أنه يفكر طويلاً كيف يثير هذه المسألة ، أنا أقول لكم شخصيًا عن نفسي وبعض إخوانا في رمضان ، أنا أرى الشمس تغرب من داري لأنها مرتفعة فأفطر ثم أسمع الأذان فأنزل أصلي مع الجماعة فأنا بجمع بين الفضيلتين ، فضيلة التعجيل بالإفطار التي قالها الرسول عليه السلام في الحديث المعروف : ( لا تزال أمتي بخير ما عجلوا الفطر ) كما ان هناك حديث آخر يحض على تعجيل أداء صلاة المغرب ( لا تزال أمتي بخير ما لم يؤخروا صلاة المغرب إلى اشتباك النجوم ) ولذلك كانت السنة العملية أن النبي - صلى الله عليه وسلم - ( كان يفطر على تمرات ، أو على جرعة من ماء ثم يصلي المغرب ) فيعجل بالأمرين جمعًا بين الفضيلتين فأنا بقول شخصيًا أنا بفطر في البيت وبنزل أصلي في المسجد ، لكن لا يجوز كتمان هذه السنة كما كان الأمر قبل هذه الأيام الأخيرة ، ما حد عنده خبر إطلاقًا بأن المؤذن يؤذن بعد غروب الشمس بعشر دقائق ، ما أحد عنده خبر إطلاقًا أن المؤذنين لصلاة الفجر يؤذنون قبل الوقت بنصف ساعة ، وأن أكثر المساجد كانت تصلي صلاة الفجر قبل وقتها فإذا عرف أهل العلم الحكم الشرعي فكتموه ، كان كتمانهم للعلم مصيبة عليهم في الدنيا والآخرة ، الله عز و جل كما نعلم جميعًا أخذ العهد والميثاق من أهل العلم أن يبينوه للناس ولا يكتمونه كما هو في القرآن الكريم وكما قال عليه السلام : ( من كتم علمًا ألجم يوم القيامة بلجام من نار ) إذًا المسألة تحتاج إلى حكمة لكن لأمر ما قال ربنا في القرآن الكريم :  (( ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرًا كثيرًا )) وقال في الآية الأخرى :  (( وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم ))

أنا أضرب لكم مثالاً عن نفسي كيف أفكر أحيانًا ، كيف أعالج أمرًا ما ، حتى ما نكون مستعجلين في معالجة الأمور بغير الحكمة ، أقص هذه القصة كمثال لما نحن في صدده من جهة ولنا فيها فائدة من جهة أخرى أو ربما فكاهة ، ركبنا ذات يوم مع بعض الشباب القطار في دمشق قاصدين مصيفًا هناك اسمه مضايا وعادة القطار كالباص يمشي مسافة ، يقف من أجل ينزل ويركب إلى آخره ، ركبنا القطار في محطة الحجاز عندنا هناك مش محطة ... حتى وصل محطة القطار من أجل أن يأخذ ركاب أحد سكان تلك المحلة بتعرفه سعيد الأُبري الخياط ، ما بتعرفه ؟ صعد على القطار أنا على علم كان شديد الصلة بي إنه في الأمس القريب بنى بأهله تزوج ، أما الشباب اللي معي ما عندهم خبر ، ما كاد القطار يمشي إلا أتى لي أحدهم أحد الشباب فيساورني فيقول لي الآن صعد قسيس ، وهو في الغرفة الفلانية فهززت له برأسي فهمت عليه كأنه يقول عليك به - يضحك رحمه الله - انتقلت إلى الغرفة اللي هو فيها بتعرفوا طبعًا أن القطار به صافين من الكراسي مع طول القطار صف هيك معترضن دخلت أنا في ركاب طبعًا ، أكثرهم مسلمين السلام عليكم ، هو جالس بتلك الزاوية أنا تعمدت أن لا أجلس تجاهه حتى ما يشعر أنني جئت مثيرًا له ، وإنما جلست بعيدًا ، هذه أول وحدة ، لكن جلست أفكر كيف بدي أدخل معه في الموضوع هذه تحتاج لمقدمة تكون خاصة وربنا عز وجل كما قال في القرآن الكريم وهذه لازم تنطبع في قلوبنا تمامًا : (( والذين جاهدوا لنهدينهم سبلنا )) وسرعان ما جاءت المناسبة الله بعثها ، وهي دخل هذا اللي اسمه سعيدًا الأُبري اللي كان تزوج في الأمس القريب ، هنا طبعًا انفتح أمامي الدخول مع هذا الإنسان بطريقة غير مباشرة ، قلت له اسمع شبابنا وبالتالي النصراني هو قسيس ماروني لبناني ، لابس الطربوش الأسود الطويل ، إذا كنت شفته وجبة سوداء ، فقلت لصاحبنا ، فقلت لصاحبنا هذا سعيد ، قلت أبارك لك بما كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يبارك لأصحابه فأقول : ( بارك الله لك وبارك عليك ، وجمع بينكما في خير ) ولا أقول لك كما كانت الجاهلية الأولى تقول وكما تقول جاهلية القرن العشرين على صفحات الجرائد والمجلات بالرفاء والبنين ، لا أقول لك بهذه التهنئة ؛ لأن الشارع الحكيم نهانا عنها ، شو معنى بالرفاء والبنين ؟ وكم وكم من والدين رزقوا من البنين ما فرحوا بهم ، أولاً ثم كان عاقبة أمرهم سوء ، أما ( بارك الله لك ، وبارك عليك ، وجمع بينكما في خير ) فهذا جمع الخير كله ، ومشيت ومشيت أذكر جيدًا سلسلت الموضوع تحدثت طبعًا شيء من عظمة الإسلام وآداب الإسلام التي حرمها الآخرون ، منها أن الإسلام عالج صحة المسلمين بالدين ؛ لأنه لا يوجد عندهم أطباء يعرفون دقائق الأمراض ، ولكن باسم الدين نبههم على أشياء الآن العلم بعد القرون الطويلة قبل الإسلام وبعد الإسلام ، اكتشف بعضها الآن من ذلك أن الشارع الحكيم نهى المسلمين أن يشربوا أو يأكلوا في الإناء المثلوم ، المشعور فانتهى المسلمون من استعمال هذا الإناء ، هذا نهي شرعي لكن فيه معنى طبي ما بال المسلمون هيك الشرع انتهى الشرع لو أرادوا يومئذ أن يعرفوا ما هو السر ما هي الحكمة ، ما أحد يعرف ، الآن انكشف السر ، أنه هذا الشعر الدقيق اللي في العين المجردة ، صعب أن يُرى يزعمون الأطباء اليوم أنه هناك ملايين من الجراثيم فإذن قال لهم الدين لا تستعملوا هذا الإناء أذكر هذا ذكرته لما شعرت أن القسيس امتلأ ، امتلأ بده يتكلم وقلت في نفس ذاك ما أبغي ولكني صمت فعلاً ، وإذا به ينطلق بالكلام يقول مادام الإسلام هكذا شوف الفرق كيف أنا دخلت وكيف هو دخل ؛ لأنه هو مش عم يستلهم رب العالمين ، شوف كيف دجها قفز هذه القفزة شو قال ما دام هيك الإسلام ليش المسلمين كفروا أتاتورك ؟ شوف شو جاب لجاب ، ما في اتصال أبدًا بين بحثي وبين سؤاله ، ليش كفروا أتاتورك ؟ لأنه فرض على الشعب التركي لبس القبعة الأوربية ، العبرة هي ما في القلوب صار هو يؤيد العمل هذا ، تركته حتى أفضي بكل ما في نفسه ... ما كفروا أتاتورك ، لكن هو حكم بنفسه على نفسه بكفره حينما رفض شريعة ربه ، القائل : (( للذكر مثل حظ الأنثيين )) وبطبيعة الحال أي مسلم يعترض على شريعة الله عز وجل فهو لا يكون مسلمًا هذا أولاً ، ثانيًا أعني أولا يعني كفره المسلمون لهذا ، ثانيًا أتاتورك أنت بتقول انه هذه القبعة ليس لها تأثير هذا زي عام صار أممي على حد تعبيره هو والعبرة بما في القلب من الإيمان ، قلنا له لا ، هذا إسلاميًا مرفوض هذا الكلام ... آنفا بشيء مفصل هناك قلت له من كمال الإسلام أنه وضع مبادئ وقواعد ألزم بها المسلمين أن يتمسكوا بها في سبيل المحافظة على شخصيتهم المسلمة فهو الشارع الحكيم كما عالج أمراض القلوب و النفوس المطوية في الأبدان كذلك عالج