About the article

Author :

Muhammad Naasiruddeen al-Albaanee

Date :

Thu, Sep 18 2014

Category :

Fatwa (Q&A)

Download

سلسلة الهدى والنور - الشريط رقم : 227

الشيخ : ... وهنا جاء قوله عليه السلام المعروف لديكم ( إذا حكم الحاكم فاجتهد فأصاب فله أجران وإن أخطأ فله أجر واحد )، كذلك حينما يقول قائلهم هذا حديث غريب ، فهو بالنسبة لوقوفه على هذا الإسناد ، ثم من أجل ذلك لعلكم تذكرون معي أن علماء المصطلح قسموا الغرابة إلى قسمين : غرابة مطلقة ، وغرابة نسبية ، يعني المقصود بالغرابة النسبية يعني هذا غريب بالنسبة لهذا الشيخ بمعنى شيخ كالامام الزهري مثلا له تلامذة كثر وثقات مشهورون بالرواية عنه ، يأتي أحد هؤلاء الثقات فيروي حديثا عن الزهري وهو ثقة ما في مجال للغمز والطعن في حفظه ثقة حافظ لكنه يتفرد عن تلامذة الزهري الآخرين برواية هذا الحديث ... بروايته لهذا الحديث هو فقط عن الامام الزهري بإسناده الصحيح ، فيقول علماء الحديث هذا حديث صحيح غريب أي غريب بالنسبة لرواية هذا التلميذ عن الإمام الزهري ، أين التلامذة الآخرون ؟ ما رووا هذا الحديث فيقولون في مثله هذا حديث صحيح غريب ، قد يكون الحديث متواترا مش مشهورا أو مستفيضا من طريق أخرى غير طريق الزهري بالمرة ، مع ذلك لا يزالون يقولون حديث صحيح غريب أي بالنسبة لهذا الشيخ ؛ أما الغرابة المطلقة فهي التي لا تروى إلا من هذا الإسناد ويتفرد به الراوي الثقة فيقال فيه حديث صحيح غريب مطلقا ؛ فهنا في حديث ( إنما الأعمال بالنيات ) إن كانت الغرابة وهي لليوم غرابة حقيقية لأن الحديث لم يأت بإسناد صحيح من غير هذا الطريق ؛ لكن مع ذلك نحن نقول إن هذه الغرابة ؛ ... فإذا جاء الحديث بغرابة مطلقة نقول هذا الذي وصل إلى العلماء ثم نقول ليس من الضروري أن كل حديث خطبه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على ملإ ... من الناس أن ينقله كل أولئك الناس أو كل فرد من أفراد أولئك الناس هذا ليس من الضروري لأن الواجب هو نقل ما نطق به الرسول عليه السلام حتى لا تضيع الشريعة وهذا يحصل بمجرد نقل الثقة الفرد ؛ لأننا نعلم أن العلم قسمان : فرض عين ، وفرض كفاية ؛ فإذا قام فرض الكفاية به البعض سقط عن الباقين ؛ فإذا نقل الحديث ناقل فقد سقط الفرض عن الآخرين .

السائل : بس حديث مثل هذا ( إنما الأعمال بالنيات ) مهم جدا يعني  النووي كاتب عنه  أنه ثلث الإسلام فلابد أن يروى عن عدد من الصحابة ؛ فكونه يروى بطريق واحد ، هذا يدل أن الرسول قاله إمام عمر فقط ؟

الشيخ : اجعل لعل يا أستاذ عند ذاك الكوكب ، ... أنا بقول كلاما لاقناع أهل الريب والشكوك ، فقد بدأت بهذا الاقناع حين قلت إن نقل العلم فرض كفاية وليس فرض عين ؛ لكن حينما قلت مثل هذا الحديث ينبغي أن ينقله أشخاص ، أنا أقول ينبغي هذه اللفظة فليس لها دليل من كتاب الله ومن حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الصحيح ، إنما هو مجرد الرأي لكن هذا الرأي يخالف القاعدة التي تفرق بين الفرض الكفائي والفرض العيني إلا إذا كان هناك استثناء ... وصل به الحديث آنفا إلى أن الأمل أو ادعاء أن مثل هذا الحديث ينبغي أن يكون قد نقله عدد كبير هذا أمل يطمع فيه كل من يرغب في أن يكون الحديث النبوي بصورة عامة لاشك فيه عند العامة لكن ربنا عزوجل يبتلي عباده بما يشاء ، الآية تقول يا شيخ (( ونبلوكم بالخير والشر فتنة ... )) الآية ؛ طيب ربنا ابتلى عباده بالشر والخير فتنة يعني ابتلاء من ذلك أنه جعل الإسلام قرآنا وسنة ، كان باستطاعته أن يجعل الإسلام كله قرآنا بمعنى كتبا صحفا نزلت من السماء كصحف ابراهيم وموسى لا يزاد فيها ولا ينقص ... مصلطح الحديث ولا تراجم رجال الحديث وهم بالألوف المؤلفة ، بتقول خمسين ألف بتقول مائة ألف قول و زيادة ، كنا استرحنا ولكن حكمة الله ليظل دولاب العلم دائرا وماشيا إلى اليوم ما ينتهي علم الحديث أبدا ؛ لذلك أنا أقول لعلمائنا لإخواننا الذين يطبعون كتبنا ، هذا كتاب بين يدي كنت أتحدث مع أخينا هذا وهو المسمى بأحمد أبو ليلى من إخواننا في الزرقاء ، فبين يدي الآن المجلد الأول من سلسلة الأحاديث الصحيحة أهيئه للطبعة الجديدة ...

السائل : ... المحلى لابن حزم ما رأيكم في أحكامه ؟

الشيخ : الامام ابن حزم اسم على مسمى ، هو إمام فعلا ؛ ولكن فيه شيئان ينبغي الابتعاد عنهما : الأمر الأول قسوته في قلمه في رده على خصومه ؛ الشيء الآخر شدة جموده على ظاهريته ؛ وذكرت شيئا ثالثا ولعله يكون أخيرا أنه جهمي جلد ينكر الصفات ويقول بأن الأسماء الإلهية أسماء ليس ضمنها معاني ؛ فإذا قرأ القارئ كتبه وكان حذرا من هذه الأمور فهو سوف يستفيد منه علما جما ؛ لأنه إمام مجتهد لا يقلد في دين الله أحدا .

السائل : يقلد داود الظاهري ؟

الشيخ : لا ، ما هو مقلد ، إن كان الإمام المزني يقلد الإمام الشافعي فابن حزم مقلد ، فإن كان الإمامان محمد بن حسن الشيباني وأبو يوسف القاضي يقلدان الإمام أبا حنيفة النعمان بن الثابت فهو أيضا مقلد ، و الإمامان أبو يوسف والشيباني قد خالفا أبا حنيفة كما يقول ابن عابدين في حاشيته في ثلثي المذهب ؛ فهل يكون مثله مقلدا وهو يخالف إمامه في ثلثي ما ذهب إليه ؛ فأنا أجد محمد بن حسن الشيباني كثيرا ما يذكر في موطأه الذي هو موطأ الإمام مالك لكن هو بروايته ؛ الإمام مالك موطأه رواه عنه عديد من أهل العلم ، المشهور في بلادنا اليوم والمطبوع المتداول هو يحيى بن يحيى الليثي عن مالك ؛ أما موطأ الإمام محمد غير متداول مع الأسف إلا في أتباع أبي حنيفة بخاصة بالهند والباكستان ذلك لأنه تلميذ الإمام أبي حنيفة وهم يغلب عليهم التمذهب بمذهب أبي حنيفة  لذلك راجع كتاب موطأ الإمام محمد بينهم ، ذلك لأنه أولا من رواية الإمام محمد وثانيا وهنا تكمن الفائدة في هذا الموطأ وينبغي على أهل العلم على اختلاف مذاهبهم ومشاربهم أن يقتنوا هذا الكتاب لأن فيه علم ، فهو يذكر الحديث من طريق مالك يقول حدثني فلان إلى آخره يقول ابن الشيباني يقول وبهذا نأخذ وبه يقول كافة علمائنا ، أحيانا يقول وبه نأخذ خلافا لأبي حنيفة ؛ ولذلك فهذا الكتاب هو كتاب مفيد ويدل وهنا بيت القصيد كما يقال إن الإمام محمد  صحيح أنه من تلامذة أبي حنيفة لكنه ليس مقلدا ، كذلك ابن حزم ليس مقلدا لكنه تبنى مذهب داوود الظاهري في الجمود على ظاهر النصوص ؛ لكني أقول كلمة انصافا لابن حزم وبيانا للحقيقة وهي إن الوقوف مع ظاهر النصوص هو مذهب كافة العلماء وإلا أصابنا ما أصاب علماء الكلام فالمعتزلة على رأسهم من التأويل ، أولئك أولوا نصوص العقيدة أولئك أولوا نصوص الفقه والأحكام ... .

 

أبو ليلى : أستاذنا  بنرجع إلى المجلد الأول .

الشيخ : ... كنت آنفا أتكلم عن كتاب المجلد الأول من سلسلة الأحاديث الصحيحة ، ... هذا الكتاب كنت أتحدث مع صاحبي ألفته منذ نحو ثلاثين سنة ، قلت له العلم في ازدياد والعلم لا يقبل الجمود ويستحيل أن يظل هذا الكتاب الذي ألفته في شبابي ، أنا الآن في السن الرابعة والسبعين بالتاريخ النصراني وفي السادسة والسبعين بالتاريخ الإسلامي ، آه ، فإذا هذا ألف في أول شبابي يعني لا يمكن أن ينجو من الخطأ فلابد من إعادة النظر ؛ ولذلك نحن نقول في كتبنا التي نعيد طباعتها الآن بعد إعادة النظر فيها طبعة منقحة ومزيدة ، منقحة ومزيدة ؛ وأنا أعجب من كثير من أهل العلم ربما ألفوا كتابهم من عمر أقدم من عمر هذا الكتاب يعاد طباعته كما هو ... بعض الناس لا يقدرون هذا الأمر ، عندي هذه الرسالة اقرأ ...

السائل : الأحاديث الضعيفة في سلسلة الأحاديث الصحيحة واستدراك ما فات الشيخ محمد ناصر الدين الألباني .

الشيخ : نعم أحد الناس اسمه رمضان محمود عيسى من السودان ، أنا أريد أن أقول شيئا لا افتخارا ولكن من باب (( وأما بنعمة ربك فحدث )) أنا بالطبع أعيش في هذا العصر أعرف النواقص العلمية والمنطلقات المخالفة للشريعة الإسلامية إلى حد كبير ، وأعرف أن هناك سنن اكانت مهجورة يعرفها بعضهم ولا يفعلونها ويجهلها الكثير ، من هذه السنن التي افتتحها هذا الرجل بقوله بعد البسملة " إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ... إلخ " أنا أقول قبل انتشار كتبي لن ترى ولن تسمع خطيبا يفتتح كتابه أو خطبته بهذه الافتتاحية ، هذه خطبة الرسول عليه السلام ، ولي رسالة خاصة في ذلك " خطبة الحاجة كما كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يعلمها أصحابه " أنا أقول هذا المؤلف كان ينبغي إن توجه إلى نقد هذا الكتاب أن يذكر أنه هو وأمثاله ما كانوا شيئا مذكورا قبل وجود هذا الكتاب وأمثاله ، وإن من الدلائل على ذلك هذه المقدمة ، هذه الافتتاحية لخطبة الرسول عليه السلام ، ربنا يقول في القرآن الكريم : (( ولا يجر منكم شنآن قوم على أن لا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى )) وقال في الآية الأخرى : (( ولا تبخسوا الناس أشياءهم ولا تعثوا في الأرض مفسدين )) هذا دخل في الموضوع وهجم هجوم ألماني غير إسلامي ، بقول " ولكن أحد الإخوة الكرام نصحني أن أراجع سلسلة الأحاديث الصحيحة للشيخ محمد ناصر الدين الألباني ؛ لأن فيها أحاديث ضعيفة والناس يأخذونها بثقة تامة على أنها محققة وصحيحة ، وهذا خطأ جسيم فقلبت صفحات سلسلة الأحاديث فوجدت فيها أحاديث ضعيفة فعزمت على جمعها وقد شعرت أنه أمر عظيم أن يحكم على الحديث الضعيف بأنه صحيح وعلى الصحيح بأنه ضعيف " صحيح أمر عظيم بلاشك ؛ لكن على هذا الميزان أمر عظيم جدا أن يقول عالم من علماء الصحابة والتابعين والأئمة المجتهدين هذا يجوز وهذا لا يجوز ، هل هذه مشكلة ؟ أنا أقول هذا رجل جاهل لا يعرف من العلم سوى النقد وبحقد دفين ؛ لماذا ؟ أولا فيما يتعلق بعلم الحديث كما ذكرنا لكم آنفا أنه هذا يصحح وهذا يضعف كل له اجتهاده ، طيب إذا هذا إن كان ينبغي أن يقيد هذا أمر خطير إذا صدر بدون بحث وعلم وبدون اجتهاد وإلا توجه هذا النقد الموجه في شخص الألباني إلى أئمة الحديث وأئمة الفقه كلهم جميعا ؛ لأن هذا الخلاف أمر طبيعي كما قال تعالى : (( ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك )) لكن مع كون بحثه يعني في علم الحديث انظروا الآن " وإنه من المؤسف المحزن أن من الناس من يدينون بأديان أئمة مذاهبهم ومشايخ طرقهم بل يخضعون تحقيقاتهم العلمية لذلك " كأنه هذا يرد على مشرك أو شيخ طريقة " وأن المؤسف والمحزن أن من الناس من يدينون بأديان " بأديان لا يحسن القول لا يحسن الكتابة " أئمة مذاهبهم ومشايخ طرقهم " أولا نحن ما لنا إمام مذهب ولا شيخ طريق ، شو جاب هذه العبارة هنا ؟ " بل يخضعون تحقيقاتهم العلمية لذلك ، ألا فليعلموا أنه لا دين إلا دين الكتاب والسنة ، وأن التقليد الأعمى من غير دليل كفر بالله العظيم ، وقد آن الأوان لكي نحطم هالات التقديس وتيجان الربوبية التي وضعت فوق رؤوس أئمة المذاهب ومشايخ الطرق " هذا يرد على مؤلف الحديث .

السائل : هذا ليس له علاقة بالعلم .

الشيخ : أبدا ، ولا يبقى إلا الدليل والبرهان فوق الرؤوس (( ومن أصدق من الله قيلا )) ويجيب آيات (( فبأي حديث بعد الله وآياته يؤمنون )) (( فإن تنازعتم ... )) ، ( تركت فيكم ما إن تمسكتم به ... ) إلى آخره ، إذا تكلم الله ... ، لا بعد الحديث ذكر الحديث ( تركت فيكم ما إن تمسكتم به ... ) في مستدرك الحاكم بس ، إسناده في مستدرك الحاكم ضعيف ولو لا أنا ما وجدت له ما يعضده ويقويه لبقي على ضعفه ؛ فأين هؤلاء من ذلك ، وهل هم معصومون من الخطأ ؟ أم مكلفون بالتشويش أم أكمل وأبين من الله ورسوله ؟ كلا ، إذا تكلم الله ، اسمع التتمة " إذا تكلم الله وحكم في قضية فليخرس البشر " شو جاب هذا الكلام بدون بداية ؟ (( ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون )) وبعد ، وأما عن منهجي في تخريج هذه الأحاديث الضعيفة فيقول في الأخير وما ذكرته من التراجم في تعليقي فهو معتمد لدي ، فهو معتمد لدي ترى...، ترى أما يشمله كلامه السابق وقد شعرت أنه أمر عظيم أن يحكم على الحديث الضعيف بأنه صحيح ـ كما فعلت أنا بزعمه ـ وعلى الصحيح بأنه ضعيف ، يا ترى هو معصوم ؟ هو ينكر على الناس الذين ... بنا ؛ ترى إذا هو معصوم لما يحكم على الحديث بالضعيف ؟ هيك معنى كلامه لأنه هو بده يحطم هذه الأصنام الذين يثق بهم الناس ، هذا كمثال لما ذكرته لكم آنفا في أول الكلام أنه بلينا الآن بأناس ما يقدرون العلم ، يظن أنه مجرد ما يفتح كتاب في تراجم الرجال فلان قال فيه ضعيف ، وفلان قال فيه منكر الحديث ، فلان إلى آخره ؛ ممكن يقول له إسناد آخر ؛ فلا يحسن التوفيق بين هذه النصوص المتعارضة فيأخذ هو من هذه النصوص ما يناسب بحثه  .

السائل : في السودان في حركة نشطة من الشيوعيين ومهمة الشيوعيين الإساءة إلى أعلام الإسلام ، ونشاطهم في هذه الأيام كبير فلعله يكون من هؤلاء .

الشيخ : الله المستعان .

السائل : لأن مسألة التصحيح والتضعيف هذا ما استقر عليه يعني أن العلماء مختلفون فيه ، وأين هو من تخريج الأحاديث ومعرفته بذلك من سيادتك ومن فضيلتك ؛ فمثل هذا لا ينظر ولا يرد عليه .

الشيخ : عفوا ، هو سيدي المقصود هو أن المقدمة تبين أنه لا علم عنده ، شو جاب هذه المقدمة الهائلة في الرد على أئمة المذاهب والمشايخ والطرق في بحث علمي قد أخطئ فيه وأصيب ، وأنا أعترف كما قلت آنفا منقحة ومزيدة ، كتاب ألف منذ ثمان وعشرين سنة أو أقل فلا يمكن أن يبقى كما هو على حطت أيدينا ، لأنه ليس تنزيل من عليم حكيم .

السائل : من ألف فقد استهدف .

الشيخ : يقولون هكذا صحيح .

السائل : ولكن هذا مش أهلا أن يكتب أو يرد أو يصحح أو يضعف .

الشيخ : أنا قلت والله ذكرتني ما أدري في هذا الكتاب أو في غيره قلت إنه أنا أؤلف وأبين للناس إن كنت أصبت أيدوني وإن كنت أخطأت قوموني ، كما قال الخليفة الأول ؛ أي نعم ، الصحيح إنه الثمر معروف لدى أهل العلم .

السائل : لا يدير البحر عنك داخرا أن رمى فيه غلاما بحجر  .

الشيخ : هذا صحيح .

السائل : نعم فهذا لا يعبئ له .

سائل آخر : إذا كان كتابه فيها شيء من الصحة ممكن الرد عليه وإذا لم يكن فلا يرد عليه مطلقا .

الشيخ : هذا صحيح ؛ والله المستعان .

السائل : أشكرك يا شيخ وشكر الله لك ، استفدنا منك كثير أثابك الله .

الشيخ : أهلا أهلا .

السائل : والسلام عليكم ورحمة الله .

الشيخ : وعليكم السلام أخرج معكم إن شاء الله.

السائل : لا يا شيخ خليك يا شيخ .عشان البرد

الشيخ : لا ، أريد أن أودعكم لازم أودعكم وأخرج معكم .

السائل : لا يا شيخ ، رحمك الله .

 

الشيخ : إذا استريحوا بدل ما نتعبكم بالقيام ... لا إله إلا الله ، ربي حكيم عليم ؛ الحقيقة أنني أشعر بأن الله عزوجل كان ولا يزال إن شاء الله بي حفيا منذ نعومة أظفاري ، فقد تخرجت من المدرسة النظامية الابتدائية فقط ، فكان والدي من فقهاء الحنفية الأقوياء في فقههم والشديدين رحمه الله في تعصبهم ، درست عليه على الطريقة القديمة شيء من الفقه الحنفي كالقدوري ، وبعض الكتب في علم الصرف الذي هجره العرب وشغلوا بالنحو فقط ، أي نعم .

السائل : الصرف أخو النحو .

الشيخ : أي نعم ؛ لعله الصرف أهم من النحو ؛ لأن النحو يقوي فقط الألفاظ ؛ ... الشاهد درست عليه وعلى بعض المشايخ الآخرين شيئا أيضا من الفقه في مراقي الفلاح وشيئا من النحو والبلاغة لكنني ما استمررت في ذلك كما هو شأن الطلبة قديما ليس حديثا ، وجدت نفسي منصرفا إلى دراسة كتب غريبة علي الآن ، قصص خيالية ، قصة عنتر بن شداد ، قصة ذات الهمة والبطال ، تعرفون هذ القصص ؟ ... وانتقلت بعد ذلك إلى دراسة التاريخ والذي يسر لي شخص منكم من مصر أرسله الله إلى دمشق ولكي يعيش الرجل كان يشتري تركات مكاتب وعنده دكان أمام المسجد الأكبر هناك مسجد بني أمية يعني عرض الدكان أقل من متر عرضها أقل من متر من الداخل يعني ، وواجهتها نحو مترين ونصف يبعثر الكتب على الرصيف للمارة وفيها كتب أشكالا وألوانا ،... يبعثر هذه الكتب فيها الصالح والطالح كما يقال عندنا في دمشق ، ما أدري وصلكم هذا الكلام " يا داخل مصر لا تلف ولا دور مثلك ألوف " يا داخل مصر ألوف يعني إن كنت صالح فيه صالح ألوف وإن كنت طالح لا سمح الله فيه ألوف أيضا ... فهذه الكتب المبعثرة كل إنسان له وهدفه ويلي طول سيره أيضا يقولون في سوريا هنا علقت في كتاب ببعض أجزاء المنار فانفتح أمامي الطريق ومشيت في طريق الحديث ؛ ثم شاء الله عزوجل أنني تعلمت مهنة الساعات من والدي وكانت هي سبيل لمكسب قوتي وبه تزوجت وبنيت داري المتواضعة هناك ؛ لكن كنت حر ولا أزال بفضل الله حرا ، ... ،  (( ذلك من فضل الله علينا وعلى الناس ولكن أكثر الناس لا يعلمون )) ؛ فكنت أعمل في الدكان ساعة وساعتين من الوقت أستخرج قوت يومي كفافا وأغلق الدكان وإلى المكتبة الظاهرية ، هذه المعلقات من المكتبة الظاهرية ، هذه كلها أحاديث أي نعم ، مرتبة على الحروف الأبجدية الهجائية ، أينعم ؛ والآن أنا فارقت المكتبة الظاهرية لكني لا أقول مبالغة لم أفارقها لكني قاربت أن أفارقها لوجود هذه المعلقات ؛ لأن النخبة اخترتها من ألوف من المخطوطات هناك ؛ ومما يذكر ويروى شيئان اثنان وأذكرهما للتاريخ : لا أعتقد دكانا ليس في سوريا فقط وفي البلاد العربية فقط بل وفي العالم كله ـ والله أعلم ـ يوجد دكان نصفها ساعاتي ونصفها مكتبتي في الداخل ، أعمل للوقت الذي أعتقد أني حصلت قوت يومي أدخل إلى المكتبة ، هي نصف المحل من الداخل ، جاء وقت الظاهرية أغلقت المكتبة وذهبت إليها ؛ الشيء الثاني الذي يذكر للتاريخ وأعتقد أيضا أنه لا وجود له إلا يومئذ أنه يسر لي الانتفاع بمخطوطات الظاهرية كما لم ييسر لموظف كبير في أي مكتبة في العالم ، لو كان يريد الانتفاع ؛ كيف ذلك ؟ هذه المكتبة المرتفعة وأنا كنت أضع السلم فأقف على السلم أقلب الكتب ؛ لأن هذه الكتب فيها ما هب ودب ، مخطوطات نحن الآن نتكلم عن المخطوطات ، فيها ما هب ودب ، هذا الكتاب كويس سجلته في مسودة وأنا على السلم مش يعني مصعد كهربائي أو سلم كهربائي كالجسور التي في مثل بعض البلاد ، لا ، مررت على أكثر من عشرة آلاف كتاب حديث من رسالة قوامها ملزمة كراس إلى مجلدات فوق المائة جزء ضخمة كبيرة ، كمثل إيش تاريخ ابن عساكر ... هذا صور أي نعم هذا تسعة عشر مجلدا ، تسعة عشر مجلد وذاك اختصره بدران السوري ... ، هذا هو الأصل المهم بهذه الطريقة مررت على المخطوطات كلها ، سجلت أسماءها في الوقت الذي ممنوع يدخل على المكتبة أحد مكتبة المخطوطات ، فأي إنسان يريد أن يدرس يقدم طلب فيعطى له كتاب واحد فقط ، إذا انتهى من دراسة الكتاب قد يأتونه بكتاب آخر وقد لا يأتونه ؛ أما ربي عزوجل فقد سخر لي الموظفين هناك ، ومن جملة ما سخر الله لي غرفة مظلمة لا ترى الشمس لكن فيها لمبة ، ليست كهذه اللمبات المنيرة الآن ، لمبة صغيرة ؛ فأعمل فيها نهارا وليلا ، أعمل حيث لا يوجد أحد من الموظفين إطلاقا إلا الحارس ، فأنا كنت أضع السلم وكأني وحيد في تلك المكتبة حتى سجلت أسماء الكتب كلها التي أشعر أننا بحاجة إلى دراستها ، بعد أن انتهيت من هذه المسودة ، أخذت الأسماء وسجلتها في بطاقات ، بطاقات صغيرة كهذه هنا ، ثم صنفت هذه البطاقات جمعتها تحت أسماء مؤلفيها ، كل مؤلف وما له من الكتب ثم وضعت لها فهرسا ، لو رأيت الفهرس وريهم الفهرس ، بس معليش بس شوفوا الفهرس وشوف الحياة المادية التي كنت أعيشها ، الفقر المدقع ، لا مش هذا وإنما

المخطوط الذي هو أصل هذا هو يعني هذا وريه على كل حال ، هو يعني هذا شوف المخطوط يا هون يا هون يمكن هناك ... ، دعه إذا ؛ المهم أصل هذا عبارة عن فهرس يعني كتيب كهذا من هذا الورق شوفوا الورق ، هذا ورق الصر ، صر البضاعة للسكر وللشاي وا وا ، الحمد لله الأجر على قدر المشقة ، أي نعم ، ألفت فهرسا من هذا الورق ، البطاقات التي جمعتها صنفتها في مثل هذا الورق صار عندي فهرس ، بعده وضعت الفهرس بين يدي ؛ الآن جاء الدور لقراءة هذه الكتب ، المرحلة الأولى صعدت على السلم كتبت الأسماء والعناوين ، جاء دور المرحلة الثانية وهو قراءة هذه الكتب ، هنا لابد من طلب نظامي ، لكن أنا ما أطلب كتابا واحدا على أسلوبهم فقد أطلب كتاب مثل تاريخ ابن عساكر مجلدات ، فطلبنا وسخر هؤلاء لي ويأتونني بما شئت من الكتب ، أدرس الكتاب وأعطيه ترجمة ، البطاقات فقط لأسماء الكتب والمؤلفين ، الآن أعطي ترجمة موجزة ، المؤلف أولا ثقة أم ليس بثقة ، ثانيا الكتاب أيش موضوعه ، هل هو في الأحاديث هل هو في السيرة هل هو في تراجم الصحابة ، وإذا كان في تراجم الصحابة فيه أحاديث وإلا ما فيه أحاديث إلى آخره ، المرحلة الأخيرة بعد ما انتهيت منها تتم الفهرس ، لنا صديق يعرف منطلقي في عملي العلمي تماما ، الرجل حلبي اسمه عبد الرحمن الباشا كان موظفا في الرياض في بعض المدارس كأنه توفي إلى رحمه الله ، نصب مديرا للمكتبة الظاهرية سارع صاحبنا إلى هذا المدير قال له فلان عنده فهرس لبعض المخطوطات الظاهرية ، في هذا الفهرس كتب لا يعرفها فهارس المكتبة الظاهرية ، فعلا ؛ لأنه في كتب جاية في الفهارس عندهم كتاب في الحديث ، لكن أنا بدراستي الخاصة عرفت اسم الكتاب وعرفت مؤلف الكتاب فسجلت هذه الحقائق في فهرسي ؛ وقال عنده كذا وكذا فلو أنك أنت تغتنم فرصة وجودك مديرا تطبع هذا الفهرس ، قال له خلي المؤلف يكتب لي نماذج ببطاقات حسب الأصول المتبعة اليوم ؛ ففعلت رأسا قدم البطاقات للمجمع العلمي هناك المجمع العربي العلمي وهو تجاري ، بالمكتبة الظاهرية هناك فوافق المجمع وكان من ذلك أن طبع هذا الكتاب ، بعد ذلك جاء الدور الأخير ، هات يا فلان من فضلك الكتاب الفلاني ، أدرسه وكلما عثرت على حديث سجلته في ورقة من هذه الورقات فتوفر عندي هذا الصف الأول وفي وراء صف ثاني ؛ الآن أنا حرمت لحكمة من المكتبة الظاهرية لكن عندي ما يعوضني عن شيء منها ، هذا كله بتوجيه من الله وتوفيق منه وإلا شو بدريني أنني سوف أهاجر من عشر سنوات من دمشق إلى هنا ؛ كان بي حفيا وله الفضل والمنة وأرجوا الله عزوجل أن يتولانا جميعا بتوفيقه ورحمته ؛ هذه كلمة مختصرة والحمد لله .

السائل : أقول لكم إذا نزلتم مصر فبيتنا بيتكم هناك يا مولانا فمن الآن سيادتك أن لك بيتا في مصر إن شاء الله وسأترك عنواني مع الشيخ أبو اليسر وفي أي وقت تتفضل وتمكث عندنا ما تشاء عاما عامين ثلاثة أربعة فأهلا بك هناك وإن تبقى هناك ، الله يبارك بك ويحفظك .

الشيخ : جزاكم الله خيرا وبارك الله فيك ، وأنا عهدي أن أتمتع بك هنا أيضا .

أبو ليلى ( بتقول عام عامين قل ساعة ساعتين .

أعتقد أن هذا الطالب هو أبو اسحاق الحويني والله أعلم .

السائل : ( خبث المؤمن في منيه ) هل هذا حديث صحيح ؟

الشيخ : خبث يعني خبثه ، هذا حديث خبيث يعني ليس له أصل .

السائل : عرامة الصبي ...

الشيخ : عرامة الصبي في صغره ذكاءه في كبره ؛ هذا حديث له أصل لكن هو بين ضعيف وموضوع .

السائل : لكن معناه صحيح ؟

الشيخ : لا ، قد وقد .

السائل : وخبث المؤمن في منيه هل معناه صحيح ؟

الشيخ : لا ، باطل .

السائل : إنسان كرهته لمسألة شرعية ، هل يجوز أن نقول له في وجهه إني أبغضك لله ؟

الشيخ : في حدود ما ذكرت يجوز طبعا .

السائل : لأني أعرف أعلان المحبة لله هذا هو الذي أمر به الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ؛ أما اعلان الكراهة والبغضاء ... ؟

الشيخ : هذا في حدود ما ذكرت يجوز ، ودليلنا الحديث الذي جاء عن ابن عمر رضي الله عنه أن رجلا جاء إليه فقال يا عبد الله إني أحبك في الله ، قال أما أنا فأكرهك في الله ، أو أبغضك في الله ؛ قال لما ؟ قال لأنك تلحن في أذانك وتأخذ عليه أجرا ؛ واضح ؟

السائل : نعم ، هذا قول ابن عباس ؟

الشيخ : هذا قول ابن عمر .

السائل : لمن ؟

الشيخ : لواحد جاءه يقول له إني أحبك في الله ، قال أما أنا فأكرهك أو أبغضك في الله ؛ قال لما ؟ قال لأنك تلحن في أذانك وتأخذ عليه أجرا .

السائل : طيب هل صدر من الرسول صلى الله عليه وآله وسلم كلام مثل هذا أو تصريح أو تأييد ؟

الشيخ : ما نذكر شيئا من ذلك .

السائل : يعني يعتمد كلام عبد الله بن عمر هذا ؟

الشيخ : طبعا لأنه أولا ما في الشرع ما يمنع وثانيا القواعد الشرعية تؤيده لأنه تعرف أنت في الإسلام شيء اسمه مقاطعة ، هذه المقاطعة من هذا الباب ، بس في مقاطعة دون بيان السبب ، هنا مقاطعة مع بيان السبب ؛ أي نعم .

 

السائل : ألفاظ أريد أن أسأل عنها لو سمحت ؟ اللفظ الأول " لو علمتم الغيب لاخترتم الواقع " ؟

الشيخ : لا أصل له .

السائل : " كل ما أخذ بسيف الحياء فهو حرام " ؟

الشيخ : لا أصل له أيضا لكن يغني عنه قوله عليه السلام : ( لا يحل ما امرئ مسلم إلا بطيب نفسه ) .

السائل : إذا معناه صحيح ؟

الشيخ : أنا أقول معناه صحيح .

السائل : " كل ناشف طاهر " ؟

الشيخ : هذا ما يصير كل ناشف طاهر .

السائل : هذا لفظ هيك .

الشيخ : باطل هذا الكلام بقوله العوام بعضهم بقول هذا ناشف طاهر بلا خلاف ، يعني الآن إذا النجاسة نشفت هل طهرت ؟

السائل : طبعا لا .

الشيخ : هذا كلام باطل يعني كلام عوام .

السائل : بقولوا ليس على إطلاقه ؟

الشيخ : أي نعم .

السائل : الجاه ، السؤال بجاه النبي عليه السلام هل يجوز أم لا يجوز ؟

الشيخ : يعني هل يقول القائل يا رب أسألك بجاه محمد أن تغفر لي مثلا ؟

السائل : نعم .

الشيخ : لا ، ما يجوز لأ، كل شيء يتعلق بالمخلوق فهو مخلوق ، والتوسل إلى الله بمخلوق لا يجوز ؛ فالله أكبر من ذلك ؛ لكن يتوسل الإنسان بما ثبت في الشرع ولا يزيد على ذلك أبدا ؛ الآن شوف العبرة وبايجاز وباختصار تجد الناس كل الناس وفيهم  بعض الخاصة وبعض أهل العلم والمشايخ بلهجوا في دعواتهم بالسؤال بجاه محمد بحق محمد ؛ هل سمعت أحدهم يلهج بالتوسل إلى الله باسم من أسماء الله أو بصفة من صفاته ؟ الجواب لا .

السائل : أنا الحقيقة سمعت كثير ...

الشيخ : الجواب لا ، كيف سمعت كثير ، أرني شيخ يتوسل لما يدعوا لعامة الناس في المسجد يقول أسألك بأنك أنت الله الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد .

السائل : أنا بصراحة سمعت هذا الدعاء أكثر من مرة في مدينة الحجاج .

الشيخ : يا أخي الله يهديك سمعته من واحد ، هذا ما يخرق القاعدة يلي عم نحكي عنها .

السائل : نعم هذا لا يخرق القاعدة صحيح .

الشيخ : سبحان الله ، نحن ما حكينا على أهل السنة بالاعدام لكن نقول هؤلاء قلة يعني بنقول بدل ما يلهجوا بالشيء المشروع والثابت في السنة يلهجون بالشيء المهجور الغير الثابت في السنة .

السائل : صدقت .

الشيخ : يعني بحققوا الآية التي أنزلها الله في حق اليهود (( أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير )) هذا هو الاستبدال .

السائل : جزاك الله خيرا . بارك الله فيك .

الشيخ : أهلا وسهلا .

السائل : أفضل كتاب بالألفاظ المشتهرة ؟

الشيخ : هو أوسع كتاب كشف الخفاء للبيروني .

السائل : كشف الخفاء مش مرتب ترتيبا .

الشيخ : ما في هذا الموجود في السوق ، هذا أوسع شيء مع أنه مش محقق .

السائل : يعني ما في أفضل ؟

الشيخ : لا ، الأدق منه المقاصد الحسنة للسخاوي لكن هذا أجمع .

 

الحلبي : شيخنا بالنسبة لمسألة التعمد يعني عود إلى التعمد ، ألا يشكل عليها أو ألا يقال وضع الاشكال على المسألة أنه ما ورد فيه النص نقول به فإذا ورد أن هذه المعصية حتى لو كانت تعمدا عليها كفارة قلنا به ولو كان ليس عليه كفارة لا نقول به ، مثلا مسألة الصيام ضربنا مثال في الصيام ، مسألة الصيام ما ورد فلا نحدث شيئا جزءا لها ، والمسألة الثانية التي ضربناها إيش المسألة الثانية أستاذي ؟

الشيخ : كفارة اليمين .

الحلبي : كفارة اليمين فيها نص وهو خمس ليس عليهن كفارة ؛ فذكر منها اليمين الغموس ففيها نص فهذه نقولها وتلك لا نقول بها ؛ فقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم : ( من أتى حائضا فليتصدق بدينار أو نصف دينار ) فجاء يثبت فنثبته كمثل قول النبي عليه السلام : ( من قال لصاحبه تعال أقامرك وهي معصية فليتصدق ) .

الشيخ : نعم ، بس في فرق يا أستاذ ،

الحلبي : تفضل شيخنا .

الشيخ : هل تعتقد أن الذي يقول لصاحبه تعال أقامرك وقد أمر بأن يتصدق يتكرر منه هذا الكلام ؟

الحلبي : كيف يا أستاذي ؟

الشيخ : هل يتكرر منه يعني واحد أخطأ وقال تعال أقامرك وبعدين نبه بأنه بطلع عليه كفارة ، هل يعود إليها ؟

الحلبي : الأصل أن لا يعود .

الشيخ : لا ، هل تتصور بأنه يعود ؟

الحلبي : يتصور شيخنا .

الشيخ : لا ، ما بتصور لأنه شوف يا أخي ، ومن هنا لا تؤاخذني يظهر أثر قول الرسول : ( من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين ) التفقه شيء مهم جدا ؛ متى يعود الإنسان إلى شيء ؟ حينما يكون له فيه هوى ، هنا من قال لأخيه تعال أقامرك ، هذا ليس فيه هوى وإنما هناك غلبة عادة جاهلية قديمة فيسبق على اللسان ، فيقول تعال أقامرك ، فتهذيبا لهم وتأديبا لهم جاءت الكفارة ؛ لكن لما الرجل هذا مسلم طبعا ملتزم كما يقال اليوم قيل له الشرع يأمرك على أن تكفر ، ما الذي يحمله على أن يعود ويقع في نفس الخطأ الموجب للكفارة ؛ ليس هنا شهوة وإنما هنا عادة غالبة وهي حسب ما كانوا يعيشون فيه في الجاهلية ؛ لكن مسألتنا هنا تختلف كل الاختلاف عن مسألة تعال أقامرك ، هنا في هوى ولذلك أنا عم أتصور أن الرجل لا يرتدع بدفع كفارة بعد كفارة وهو يأتي حلاله لكن في المكان المحرم إتيانه ، هذا ما بتجيه الكفارة أبدا فهو آثم ، ثم أنت بتفهم معي شو يعني الكفارة كفارة أيش ؟

الحلبي : ذنبه .

الشيخ : أليس كذلك ؟ فإذا نحن تصورنا الآن أن هذا الرجل دائما يجامع زوجته لا يفرق بين الحلال والحرام وبطالع القيمة التي تحدثنا عنها آنفا وبخاصة إذا كان غنيا هذا ما تربى بهذه الكفارة ؛ المقصود بالتكفير هو التهذيب وتربية النفس الأمارة بالسوء ؛ فإذا ما تربى حينئذ نرجع ونقول هذا آثم ولا تشفع له الكفارة ولا تكفر عنه ذنبه ؛ هذا الذي أدين الله به والله سبحانه وتعالى أعلم ؛ ... وسبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا الا أنت أستغفرك وأتوب إليك ... .