About the article

Author :

Muhammad Naasiruddeen al-Albaanee

Date :

Sat, Sep 20 2014

Category :

Fatwa (Q&A)

Download

سلسلة الهدى والنور - الشريط رقم : 344

السائل : في البداية قبل أن نسأل وقبل أن نبدأ ، فنريد أن ننقل طرح الأخوة أو راحتهم بفتوى الفتنة الأخيرة في الخليج ، كنت في أفغانستان ، وقد جئت قبل أسبوع تقريبًا ، قلت ننقل للشيخ الألباني ، يعني راحة الأخوة للفتوى التي وصلتنا كالتالي : أنك سُئلت عن الفتنة الأخيرة ، فقلت إنها فتنة فليلزم كل أحدًا بيته أو يذهب إلى أفغانستان فهناك الأخوة كانوا متحيرين كثيرًا من فتاوى كثيرة وصلتهم مثلاً من السعودية من بلاد الشام ، فكلهم ما أراحتهم يعني مثل هذه الفتوى ، فيقولون جزاكم الله خيرًا على هذه الفتوى .

الشيخ : وإياكم .

السائل : السؤال الأول : حكم دخول العمليات الفردية على فلسطين في هذا الوقت يعني عملية فردية ..

الشيخ : حكم دخول العمليات إيش ؟

السائل : الفردية .

الشيخ : الفردية ، نعم .

السائل : يعني يعرف مثلاً الذي يدخل أنه لن يكون هناك نتيجة أو كذا ، إنما يعني سوف يباد ؟

الشيخ : نحن دائمًا نقول بأن هذه الانتفاضة القائمة الآن في فلسطين ليست انتفاضة شرعية ، وإنما هي انتفاضة عاطفية فقط ، أما الإسلام فيأمر المسلمين أولاً بتقوى الله تبارك وتعالى في ذوات أنفسهم وفي أهليهم وذويهم ، وثانيًا أن يستعدوا للخلاص من نير الاستعمار والاستيلاء اليهودي عليهم ، أما أن يتعاطوا وسائل لا تفيدهم شيئًا ، ولا يعني تنكأ في عدوهم ، بل العكس العدو ينكأ منهم ، فهذا في الواقع أولاً من باب الإلقاء بالنفس في التهلكة ، وثانيًا على خلاف منهج الرسول عليه الصلاة والسلام ، وأصحابه الكرام حيث أن كل جماعة مسلمة ، تقع في مثل هذه الهجمة الشرسة ، لابد أن ينحو في مقاومتها منحى الرسول عليه السلام وأصحابه الكرام ، ونحن نعلم أن النبي - صلى الله عليه وسلم - حينما دعا دعوة الإسلام ، بدأ بدعوتها أول شيء بدعوة التوحيد وسرًا ، ثم بدأ يجهر بها رويدًا رويدًا ، وآمن به بعض الصحابة كما هو معروف في التاريخ الإسلامي الأول ، ولقي هؤلاء الأصحاب الأولون ما لقوا من الشدة والضغط والضرب والتعذيب الشديد ، ما يلقاه كل مسلم مع عدوه ، ومع ذلك فما كان موقفهم هو التسرع إلى مجابهة الكفار دون أن يستعدوا إلى هذه المجابهة بالعدة الواجبة ، ونعتقد بأن عدة المسلم واستعداده ينبغي أن يشتمل على أمرين اثنين : الأمر الأول : هو الإيمان بالله - عزَّ وجلّ - إيمانًا صحيحًا قويًا . والشيء الثاني : أن يتخذ من الوسائل المادية التي تمكنه أولاً من تقليل المصائب والأضرار في جماعة المسلمين ، وأول ذلك الهجرة ، وثاني ذلك الأسلحة المادية المعروفة في كل زمان وإذا ما عرفنا هذه الحقيقة وخلاصتها أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يشرع في مقاتلة الكفار ومجابهة القوة بالقوة والسلاح بالسلاح ، إلا بعد أن كتل جماعة المؤمنين حقًا ، ويبيعون أرواحهم رخيصة في سبيل الله عزَّ وجلّ ، ثم بعد ذلك حينما تيسرت له الأوقات المناسبة حينما هاجر من مكة إلى المدينة بدأ يستعمل القوة والسلاح المادي ، بعد أن هيأ في المسلمين السلاح الروحي المعنوي ، هذه سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهي سنة الله في خلقه (( ولن تجد لسنة الله تبديلا )) ، (( ولن تجد لسنة الله تحويلا )) وكما كان عليه الصلاة والسلام يخطب دائمًا في خطبه وبخاصة في خطبة الجمعة ، فيقول : ( أما بعد : فإن خير الكلام كلام الله ، وخير الهدي هدي محمد - صلى الله عليه وسلم - ) ولذلك فالواجب على المسلمين في كل زمان ومكان أن يضعوا نصب أعينهم هدي النبي - صلى الله عليه وسلم - وأن يتأسوا وأن يقتدوا به - صلى الله عليه وسلم - ولما كانت الانتفاضة القائمة الآن لم تتهيأ النفوس تربية إسلامية صحيحة أولاً ، ثم لم تتهيأ بالنسبة للسلاح المادي ثانيًا ، ولذلك فنحن كنا ولا نزال نقول : إنه لا يجوز للمسلمين أن يفسحوا لسفك دماءهم رخيصة ضعفًا لهم وقوة لأعدائهم ، بل عليهم أن يدخروها ليوم يستعدون لبذل هذه الدماء رخيصة مجاهدين في سبيل الله عزَّ وجلّ بأنفسهم وأموالهم ، وكل حبيبٍ لديهم ، ونحن نعتقد أن العالم الإسلامي كله مع الأسف الشديد وليس الفلسطينيون فقط ، هم لم يصلوا إلى مرحلة الجهاد في سبيل الله حقًا ؛ لأنهم ما ربوا التربية الصحيحة الإسلامية ولا تهيأوا أيضًا من الناحية السلاحية المادية ، فإذا عرفنا هذه الحقيقة التي تنحن نلهج بها ، وندندن بها من يوم أول الانتفاضة تعرف حقيقة حينئذٍ من باب أولى جواب السؤال الذي طرحته آنفًا ، وهو أنه لا يجوز للأفراد من المسلمين أن يعرضوا أنفسهم ، للهجوم على الأعداء من اليهود ؛ لأن العاقبة ستكون لصالح اليهود ، وليس لصالح المسلمين المهاجمين .

الشيخ : تفضل

السائل : ما هو موقفي كمسلم لو دخل اليهود أو الأمريكان ، وهل يجوز أن أقاتل تحت راية ، الراية الموجودة الآن وهي رايات غير إسلامية ؟

الشيخ : قبل الإجابة عن السؤال أريد أن ألفت نظرك وأنت لأول مرة تلتقي بمثل هذا المجلس ، أنه لا يجوز لك أن تقول أنا كمسلم ؛ لأنك حينما تقول أنا كمسلم اللفظ يشعر وإن كان القلب لا يعني ذلك أنك لست مسلمًا ؛ لأنك حينما تقول زيدًا كالأسد ، فهو ليس بالأسد ، ولكنه يشبه الأسد ، فحينما يقول شخص عن فلان هو كمسلم ، معناه أنه ليس مسلمًا ، ولذلك فالصواب في مثل هذا السؤال ، أن يقال : أنا بصفتي مسلم وليس كمسلم ، بعد هذا التصحيح للسؤال أعود لأقول : إن الدفاع عن النفس تجاه المهاجم للمسلم في عقر داره أمر واجب حتى لو كان المهاجم مسلمًا ، فكيف كان المهاجم كافرًا ، أخذت جواب سؤالك ؟

السائل : نحن قلنا تحت رايات غير إسلامية .

الشيخ : لكن قلت قبل ذلك ماذا ؟

السائل : الهجوم الإسرائيلي أو الأمريكي .

السائل : الدفاع يعني واجب .

الشيخ : آه ، لكن حينما تعلن راية ، أو ترفع راية غير إسلامية للقتال ، إذا كان المقصود بالقتال هو الدفاع فعرفت الجواب أنه واجب ، أما إذا كان المقصود بالقتال هو المهاجمة ، فحينئذٍ لا يجوز إلا أن تكون تحت راية إسلامية .

السائل : هذا أنا واضعه السؤال الثاني ، ما هو الحكم لو استدعينا لقتالهم تحت راية غير إسلامية كتفصيل إذًا لا يجوز الثاني .

الحلبي : ضبط السؤال معليش .

الشيخ : على كل حال : أنا أعتقد أنك أخذت جواب سؤالك الأول والآخر ؟

السائل : نعم صحيح ،

السائل : ما هو الحكم من خدمة العمل الإجبارية على الشريعة على الحدود في نهر الأردن لحماية الحدود وحراستهم وما هو ... ؟

الشيخ : أظن يا أخي هذا السؤال لا يصح ذكره ، من ناحية إنه يتعلق بمن لا يستطيع خلافه ، فهمتني ؟ يعني الخدمة العسكرية هل يستطيع الخلاص منها حتى أنت تسأل هذا السؤال ؟

السائل : ممكن يتهاجر ترك مثل هذا المكان وفر بدينه .

الشيخ : حينئذٍ نقول إذا استطاع أن يتخلص فواجبه ذلك ، ولا يجوز أن يخدم .

السائل : نريد أن نسأل هل صدام كافر ؟

الشيخ : صدام ، اضطربت فيه الأقوال ، وأنا أقول دائمًا وأبدًا ، لا يهم المسلم ، بل المسلمون جميعًا أن يعرفوا أنه فلان الحاكم هو كافر أو فاسق ؛ لأن كلاً من الأمرين حسابهما واحد بالنسبة للمسلمين ؛ لأننا إن قلنا بأنه كافر أو قلنا بأنه مسلم فاسق ليس بكافر ، ما الحصيلة ؟

السائل : الحصيلة الخروج عليهم واجب الاثنين .

الشيخ : ومن الذي سيخرج ؟ الذين عجزا أن يخرجوا على اليهود ؟! من الذين سيخرجون ؟ ولذلك فأنا أقول إن الشباب المسلم اليوم ضائع ، حينما يسأل مثل هذا السؤال ويظن ويتوهم أو يتحقق ما مهم ، إنه فلان الحاكم كافر ، مرتد عن الدين ، طيب ، ماذا يفعل الشعب ؟! يخرج عليه ! هو ما قادر يخلص عليه من ظلم هذا الحاكم المستبد ، فضلاً أن يتمكن من الخروج عليه والقضاء عليه ، ثم التاريخ المعاصر اليوم أكبر دليل على أن المسلمين أو الشباب المسلم بالأحرى لا يستطيع ، لا يعرف كيف يعمل لدينه ولإسلامه ، فكلنا يعلم أنه قامت هناك ثورات عديدة في بعض البلاد الإسلامية وكان الحماس الديني فيها هو الدافع الأول ، لكن ماذا كانت الثمرة ؟ كانت مرة جدًا ، كانت العاقبة سيئة من حيث أرادوا الإصلاح ، فوقعوا في الفساد والسبب هو ما ذكرته آنفًا بالنسبة للانتفاضة عدم الأخذ بالوسائل الشرعية والمادية ، واضح ؟

السائل : واضح .

الشيخ : فإذًا نعود إلى سؤالك ، فإن كان صدام كافرًا مرتدًا عن دينه ، فواجبنا نحن بصفتنا مسلمين أن نعمل لإقامة المجتمع الإسلامي والدولة الإسلامية ويومئذٍ ينسحب من الطريق زيد وبكر سواء كان كافرًا أو كان فاسقًا ، عرفت كيف ؟ ولذلك فأنا لا أستحسن بأي وجهٍ من الوجوه أن الشباب المسلم يشغل نفسه باستصدار أو استجلاب فتاوى بأن فلان الحاكم كافر ، أو فلان الحاكم مسلم ؛ لأنه ليس هناك فائدة عملية من وراء هذه الفتاوى وهذه الاستجوابات أو الأسئلة لما ذكرت لك آنفًا .

الشيخ : نعم

السائل : سؤال آخر هل يجوز أخذ الراتب في الجهاد حتى لو كان زائدًا عن حاجته ، يعني مثلاً أنا أعمل كمدرس في ساحة الجهاد مثلاً ، ويعطوني راتب على هذا العمل حتى مثلا أصرف على عائلتي أو أستطيع أن أتزوج ، فهل يجوز أخذ الراتب ؟ أو أدخره لكي أتزوج ؟ أو إذا كان يكفيني مثلاً ألفين روبية ، ويعطوني أربعة آلاف ، هل الألفين الباقيات يصح أن أدخرها ؟

الشيخ : إذا كان المعطى لك ليس لرشوة ، أو لالتماس خاص ، أو لواسطة وإنما هو تقدير من الرؤساء المسئولين القائمين عليك أو على أمثالك ، فحينئذٍ نقول لك ، كما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لعمر بن الخطاب حينما كانت تأتيه عليه الصلاة والسلام الغنائم ، فيقسمها بين أصحابه ، فكان يخص عمر بشيء منها ، فيقول عمر : " يا رسول الله أعطه من هو أحق به مني " فما يكون من قوله عليه السلام إلا أن يقول له : ( يا عمر ما أتاك الله من مالٍ ونفسك غير مشرفةٍ إليه فخذه وتموله ، فإنما هو رزق ساقه الله إليك ) فإذًا عرفت هذا معنى الجواب ، واضح جدًا بالشروط السابقة حلال لك ، ثم إذا كان ما تعطاه من المال هو أكثر مما تحتاجه ، حتى ولو كنت متزوجًا ورب عائلة فباستطاعتك كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم - في بعض الروايات الصحيحة في حديث عمر السابق ( تموله وتصدق به ) فأنت حينئذٍ هذا المال تستطيع أن تستغله لتكتسب به أجورًا ما كنت لتتمكن منها ، لو لم يردك هذا المال .

السائل : لكن ادخاره يجوز يعني وضعه جامد في البنك ؟

الشيخ : أي مال يدخر وبخاصة كما

الشيخ : قلت إذا كان القيد لا يزال قائمًا من أجل الزواج فهذا في سبيل الله ، ثم أعود لأقول حتى لو كنت متزوجًا فحينئذٍ هذا المال المدخر إن أخرجت زكاته في كل سنة فهو جائز . هذا الماء متغير طعمه لم ؟

السائل : ... شخص ينتمي لتنظيم إسلامي وقال له أميره : لا تذهب إلى أفغانستان لأننا نخطط هنا لقيام جهاد مثلاً ، فهل يسمع ويطيع أم يعصيه ويذهب ؟

الشيخ : من أمره ؟

السائل : هو بايعه .

الشيخ : من أمره هذا الأمير ؟

السائل : مثلاً تنظيم كتنظيم الإخوان المسلمين .

الشيخ : لا تحد عن الجواب سامحك الله .

السائل : من أمره يعني عليه التنظيم أمره .

الشيخ : هذا الأمير ، من جعله أميرًا ؟

السائل : هو تنظيم وضعه أميرًا على هذا الشخص .

الشيخ : التنظيم ، وهل التنظيم من الإسلام ؟

السائل : التنظيم على ما نعتقد نحن أنه من الإسلام

الشيخ : أنت تعلم أن هنا أمير وهناك أمير وهناك أمير ، أليس كذلك ؟

السائل : نعم .

الشيخ : طيب وفي ظنك هؤلاء الأمراء متفقون أم مختلفون ؟

السائل : الأمراء الأصل أن يكونوا متفقين على هدف واحد .

الشيخ : حدت حدت حدت عن الجواب ، من باب حاد يحيد .

السائل : حيدة هم مختلفون واقعًا .

الشيخ : أنا أسألك عن الواقع ، هل هم متفقون أم مختلفون ؟

السائل : مختلفون

الشيخ : فإذا كانوا مختلفين فأوامرهم ستكون متفقة أم مختلفة ؟

السائل : مختلفة .

الشيخ : وإذا كانت أوامرهم مختلفة ، هم سيكونون متفقين أم مختلفين ؟

السائل : مختلفين .

الشيخ : وربنا يقول : (( ولا تكونوا من المشركين من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعًا كل حزبٍ بما لديهم فرحون )) لذلك أقولها بصراحة معك ، إن التنظيمات القائمة اليوم ، هي من الأسباب التي زادت في ضعف المسلمين وفي تفرقهم ، من حيث أنهم (( يحسبون أنهم يحسنون صنعا )) ، وإذا عرفت هذه المقدمة ، وهي مقدمة لنتيجة وهي جوابك أنه لا تُطع أميرًا من هؤلاء الأمراء ؛ لأنهم ليسوا أمراء شرعيين ، وليس لهم عليك طاعة كطاعة الخليفة الذي إذا أمرك بأمرٍ أصله مباح يصبح عليك فرضًا تنفيذه ، أما هؤلاء الأمراء فلو كان كل منهم يدعي أنه هو الخليفة وبويع من المسلمين ، فينظر من المبايع الأول ثم يُقتل الآخر ، هذا نص معروف في صحيح مسلم : ( إذا بويع لخليفتين فاقتلوا آخرهما ) فالتنظيمات هذه يا أخي يعني إذا كانت بهذه المثابة التي شرحناها فهي ليست من الإسلام بشيء ، أما تنظيم عادي إنسان مثلاً نفترض أنه رجل عالم ، في علم من علوم الشريعة ، فينظم دروسًا ولكنه لا يمنع أحد من هؤلاء الذين يحضرون درسًا من دروسه ، أن يحضر عند شيوخ آخرين ، أو مثلاً رجل أوتي علمًا كالذي أنت أشرت إليه في التدريب على استعمال الأسلحة ، ما في مانع أن يكون له أوقات منظمة للتعليم والتدريس ، لكن شريطة أن لا يترأس عليهم ويفرض آراءه عليهم لا تروحوا عند فلان وعلان إلى آخره ، ليتكتل هو وجماعته كتلة واحدة ، هذا ينافي الإسلام تمامًا .

السائل : على نفس السؤال ، التنظيمات العسكرية في داخل أفغانستان أيضًا غير متفقة .

الشيخ : وقد رأيت آثارها .

السائل : هل هذا يعني أن لا أطيع أمير الجبهة ؟

الشيخ : لا ، إذا كنت أنت الآن ذهبت هناك لتقاتل ، أنا قلت لكثير ممن سافروا من هنا ، حتى لما ذهبت إلى السعودية ووصلت إلى الدمام وتلك البلاد ، منذ بضعة أشهر استشارني بعضهم ليذهب هناك في وقت الإجازة فقلت له كم وقت الإجازة ؟ قال شهر أو شهرين أنا نسيته ، قلت وبعد ذلك ؟ قال أعود لوظيفتي ، قلت له : لا يجوز لك أن تعود إلى وظيفتك باختيارك ، وإنما يجب أن تسلم مقاليد أمورك للرئيس الذي أنت تجاهد معه ، فإذا وجد في الوقت فسحة وقال لك عد إلى بلدك ، وحينما نحتاجك نطلبك ، فلك ذلك ، أما تروح أنت أمير نفسك ، متى ما تريد تروح ، ومتى ما تريد ترجع ، فهذا لا يجوز .

السائل : ما رأيك ترك تحريك الأصبع بين الأفغان مخافة طرده من الجبهة ، خوف من أن يقولوا عنه وهابي أو كذا ، فهو ترك هذه السنة .

الشيخ : هذه مشكلة ، يتقي الله عز وجل ما استطاع إلى ذلك سبيلا ، لأنه تحريك الإصبع سنة ، والجهاد فرض واجب ، فإذا غلب على ظنه بأنه سيمنع من الجهاد أنا أضع شروطًا فيجب أن تكون معي فيها إذا غلب على ظنه بأنه إذا أتى بهذه السنة مُنع من الفريضة ، فحينئذٍ يجوز له أن يتساهل بالسنة بينه وبين أولئك الأقوام في سبيل المحافظة على القيام بالفريضة ، لكن هذا الشرط أنا في اعتقادي ليس من السهل ادعاء وجوده ؛ لأنني أسمع بأن هناك جماعة مجاهدين من أهل السنة ، فإذا كان لا يجد هو -وعليكم السلام - مجالاً للجهاد بين أقوامٍ يحاربون السنة فعليه أن ينتقل إلى أقوامٍ يؤيدون السنة ، فإذا ضاق عليه هذا السبيل حينذاك نرجع إلى الفتوى الأولى .

السائل : جزاك الله خيرا

الشيخ : وإياك .

السائل : ما هو حكم الدخول في البرلمان ؟

الشيخ : لا يجوز .

السائل : لا يجوز جزاك الله خيرا

الشيخ : وإياك

الحلبي : شيخنا ، قضية الميثاق الوطني الآن في الساحة لابد أن وصلكم شيء عن خبرها أو شيء من هذا ؟

الشيخ : لا والله ، أنا سألت خرج الميثاق الوطني ؟ فقيل لا .

الحلبي : لأن ما خرج لكن كتبوا في الصحف أنه خلال يعني الأيام الأخيرة من هذا الشهر خر أي بعد عشرة أو خمسة عشر يومًا ، سيكون منتهيًا .

الشيخ : معليش ، لكن ما هو مضمونه ؟

الحلبي : مضمونه العام شيخنا توكيد هذه الديمقراطية بالحرية العقائدية ، وحرية تعددية حزبية إنه الشعب هو الذي يختار الذي يريده يعني الأشياء التي يدندن حولها في الدساتير وفي الأنظمة الديمقراطية ما في شيء جديد ..

الشيخ : ما في شيء جديد ، الحكم معروف معذرةً .

الحلبي : حكم واحد

السائل : ممكن يا شيخ الدليل على عدم مشروعية البرلمان حتى نأخذ ..

الشيخ : الدليل يا أخي يؤخذ من مجموعة من الأمور : أولاً : إن النظام البرلماني ليس نظاما اسلاميا وهذا اظن معروف لدى الجميع ولكن لا بد من توضيحه ببعض الشيء تعلمون جميعا أن البرلمانات قائمة على انتخاب الشعب لمن ينوب عنهم في مجلس الأمة الذي يسمونه بالبرلمان الانتخابات قائمة على اساس غير اسلامي لأنها تسوي بين المسلم والكافر وتسوي بين الصالح والطالح وبين العالم والجاهل وبين الرجل والمرأة وهذه كلها امور مخالفة للإسلام وموافقة لعادة الكفار في بلادهم بلاد الكفر والضلال فحينما يتبنى المسلم مثل هذا النظام بانتمائه للبرلمان معنى ذلك أنه خالف النظام الإسلامي القائم على فهم خاص لآيات الشورى (( وأمرهم شورى بينهم )) (( وشاورهم في الأمر )) أقول فهم خاص لهذه النصوص وإن كان هذا الفهم الخاص هو شيء واضح جدا لا يتحمل سواه غيره قال الله عز وجل في القرآن مخاطبا نبيه عليه السلام (( وشاورهم في الأمر )) نعلم نحن بالضرورة أنه لايعني عامة المسلمين رجالا ونساء عالمهم وجاهلهم ، من كان يلوذ به ويخالطه ويجالسه ، ومن كان لا يراه إلا في السنة مرة ، أو في العمر مرة ، لا يعني ربنا عزَّ وجلّ بهذه الآية ، مثل هذا المعنى الواسع الشامل لهذه الأنواع وهذه الأجناس ؛ إذًا من هم الذين أمر عليه الصلاة والسلام باستشارتهم ؟ هم الذين يعرفون عند فقهاء المسلمين بأهل الحل والعقد ، يعني أهل العلم ، أهل الاختصاص ، ومن مزايا هؤلاء ، بعد الإيمان الصلاح ، ثم أن يكونوا قد أُعطوا مزايا يتفوقون بها على عامة الناس من جهة ويستفيد المستشير لهم من مزاياهم من جهة أخرى ، هذا النظام الإسلامي في الشورى هو غير النظام البرلماني بصورة واضحة جدًا جدًا ، ولذلك فسيكون في البرلمان الصالح والطالح ، والمؤمن والكافر ، هذا من جهة .

ومن جهة أخرى : سيحاول غير المسلمين من الكفار أو المسلمون غير الصالحين ، سيحاولون بشتى الطرق وهذا أمر واقع ماله من دافع ، ما خيال واقع بتكثير أصواتهم ، لتكثير سوادهم في البرلمان بشراء الأصوات أي شراء الضمائر ، ومن كان مسلمًا لا يفعل ذلك ، وعلى هذا ستكون العاقبة أنه لا ينجح في البرلمان هذا إلا من ليسوا صالحين ، ولئن نجح منهم فسيكون الناجحون قليلين جدًا ، وحينذاك فلا يكون لهم صوت له تأثير في البرلمان ؛ لأن الكثرة الساحقة ضدهم ، والتجربة أكبر دليل ، فها نحن في البرلمان الأردني فرحنا فرحًا كثيرًا حينما أعلنت الديمقراطية المزعومة وأعطيت الحريات للأحزاب الإسلامية ، ودخل في البرلمان ما شاء الله من عديد من أفراد المسلمين ، لكنهم دخلوا أو ما دخلوا ، الأمر كما كان من قبل ، يعني كما قيل : " وهل يستقيم الظل والعود أعوج " أصل البرلمان قائم على أساس لا إسلامي ، ولذلك فما بُني على فاسد فهو فاسد ، هذا غير بقى بعض البرلمانات لازم يحلف بغير الله أو يحلف بالله من أجل أن ينصر القانون ، وينصر النظام القائم ، وهو مخالف للإسلام في كثير من تفاصيله ، ومن أجل هذا وذاك وذاك لا يجوز للمسلم أن يدخل البرلمان ، وبديل ذلك عليه أن يكرس حياته لتربية المسلمين وتنشئتهم نشأة إسلامية صحيحة ، وتربيتهم على الإسلام الصحيح .

شخص يتكلم بلغة أجنبية وهناك رجل يترجم عنه .

السائل : بسم الله الرحمن عودة ، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين ، أود أن أكلم الشيخ أننا نحبه في الله ، ونأخذ الكلمة لنترجم ما قال الأخ ، يقول : هل من الممكن أن نهاجم مصالح اليهود في البلدان الغربية كأمريكا وفرنسا ، هل يمكن مهاجمة مصالح اليهود هناك ؟

الشيخ : نقول : اليهود بلا شك يعني دولة في وجهة النظر الإسلامية دولة محاربة ، فيجوز أن يُفعل بها ما يفعلون بالمسلمين وأكثر ، ولكن في شرط واحد يشبه ما سبق ذكره من الكلام آنفًا عن الانتفاضة وهو أن لا يترتب من وراء هذا الإضرار احراستلذي سيلحقه المسلم أو المسلمين باليهود في تلك البلاد أن يكون عاقبة ذلك أن يصاب المسلمون بضرر أكبر من ذاك ، فإذا لم يحصل ضرر أكبر جاز وإلا فلا . واضح

السائل : نعم ممكن نترجم له بعد ذلك نسأل سؤالا

الشيخ : ما في مانع

يترجم للسائل

السائل : بارك الله فيك شيخنا

الشيخ : وفيك بارك .

السائل : هو في شيخنا لو تكرمتم وتسمحون لنا بعودة لكلمة البرلمان ، هما عندنا في الجزائر الشعب تبعنا ، يعني الحكومة تبعنا ماشية إلى البرلمان ، يعني في انتخابات مقبلة إن شاء الله ، ما خطبكم للشعب الجزائري ؟ وما رأيكم وبماذا تنصحون ؟

الشيخ : عفوًا رأيي في ماذا ؟

السائل : يعني إرشاداتكم أو نصحكم للشعب الجزائري ، ما خطبكم له ؟

الشيخ : هو ما سبق آنفًا .

السائل : نعم ، فهمناه ، لكن الشعب الجزائري وده يعرف أكثر

الشيخ : ايش؟

السائل : يعني يريد خطاب له خاص .

الشيخ : هو نحن جاءتنا أسئلة من الجزائر حول الانتخابات البلديات التي قامت هناك

السائل : ... .

الشيخ : أي نعم ، ومثل هذه الأسئلة جاءتنا هنا ، حينما فتح باب الانتخابات التي أشرنا إليها آنفًا هنا في الأردن ، نحن لنا موقفان من الانتخابات : يبدوا لمن لا علم عنده ، ولو لأول وهلة ، أن بينهما تناقضًا ولا تناقض ، الموقف الأول : أننا لا ننصح أحدًا من المسلمين أفرادًا كانوا أم جماعات أن يرشحوا أنفسهم لمثل هذه البرلمانات ، والسبب عرفته آنفًا . واضح؟

السائل : نعم

الشيخ : آه الشيء الثاني : أننا نقول لعامة المسلمين في أي بلد كانوا إذا كانت الدولة الحاكمة تفرض هذا النظام نظام الانتخابات ، وهنا يتسابق أصحاب الأحزاب والآراء أن يتسارعوا إلى ترشيح أنفسهم ، والوصول إلى البرلمانات بأكبر عدد ممكن لحزبهم ، أو كتلتهم في هذه الحالة إذا وجد بعض المسلمين رشحوا أنفسهم ونحن ننصحهم أن لا يفعلوا ، لكن لنا موقف آخر ، فنقول حينئذٍ القاعدة الفقهية : " إذا وقع المسلم بين مفسدتين اختار أقلهما شرًا " فالبرلمان سيقوم على عجره وبجره ، شئنا نحن معشر المسلمين أم أبينا ، فهناك فرق كبير جدًا بين أن يكون البرلمان كل أفراده غير مسلمين وبين أن يكون كل أفراده مسلمين ، فرق كبير جدًا ، ثم فرق كبير بين أن يكون في الحالة الأخرى أن يكون المرشحين في البرلمان كله مسلمين ، لكن بعضهم صالح

الشيخ : وبعضهم طالح ، بعضهم يعمل لصالح الإسلام ، وبعضهم يعمل لصالح شخصه ، أو كتلته او حزبه ، ولا يبالي عن مصالح الإسلام ، فحينئذٍ على الناخبين من المسلمين أن يشاركوا في انتخاب الأصلح والأنفع للإسلام في الوقت الذي نقول لا ينبغي لمسلم أن يرشح نفسه ويدخل البرلمان ؛ لأنه في هذا إهلاك لنفسه وإقرار بمخالفته لشريعته ، لكن ليس كل الناس في إمكاننا أن نقنعهم برأينا ، ولو كان صوابًا مائة بالمائة ، فسيكون هناك كما هو الواقع ناس آخرون لهم اجتهادات لهم آراء ، بغض النظر هل هم مصيبون أم مخطئون ؟ هل هم أهل لأن يجتهدوا ؟ هذا هو الواقع ، الواقع أن كثيرًا من المسلمين الصالحين سيرشحون أنفسهم في البرلمانات حينئذٍ نقول لأفراد المسلمين اختاروا هؤلاء على الأفراد المسلمين الغير صالحين ، وعلى الأفراد الكافرين من الشيوعيين وغيرهم ، هذا أقل شرًا ، من أن تقبعوا في بيوتكم وأن لا تشاركوا في اختيار نوابكم ، لعلي أوضحت لك المسألة ؟

السائل : نعم يا شيخ

الشيخ : طيب .

السائل : سؤالي هو عندنا هناك في أفغانستان عندهم قاعدة أنهم يسيئون الظن في الذي يأتي من أول وهلة

الشيخ : في الذي ايش ؟

السائل : في الذي يأتي من اول وهلة

الشيخ : يعني الغريب ؟

السائل : أيوه ، يسيئون الظن به ، فهل عقيدة أهل السنة والجماعة إساءة الظن أم حسن الظن ؟

الشيخ : -يضحك رحمه الله - أين عقيدة أهل السنة والجماعة ؟ الأصل : ( إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث ) لكن الحقيقة لفساد الزمان تأتي حكمة عمرية وهي : " الحزم سوء الظن بالناس " لكن هذا لا ينافي الحديث ، وإنما يعني أن لا تستسلم للناس اليوم استسلامًا من باب أنهم مسلمون جميعًا ؛ لأن هؤلاء المسلمين اليوم الواقع يكشف مع الأسف الشديد أن جمهورهم إسلامهم شكلي ، إسلامهم شكلي غير عملي ، ولذلك فمنهم الكذاب ومنهم النمام ، ومنهم ومنهم إلى آخره ، فضلاً عن أن جمهورهم تارك للصلاة ، ولذلك فيجب أن يكون معاملة المسلم معهم على أساس إساءة الظن بهم ، ما معنى إساءة الظن بهم ؟ ليس أن تقطع في نفسك بأن فلان كذاب دجال إلى آخره ، لا ، ولكن تمشي في تعاملك معه على حذر فقط ، فموقف الأفغان كموقف كل الشعوب ، يعني بعضهم من بعض ، الغريب يعني إنسان ما تعرفه تجهله فأمر طبيعي جدًا أن تتخذ منه موقفًا يشوبه قليل أو كثير من الحذر ، فماذا وراء ذلك ؟ إنه هم هكذا يعملون .

السائل : نحن سمعنا أن الشيعة يعني خرجت من وراء هذه المسألة سوء الظن ، خرجت بدعة كبيرة وهي أنهم لا يصلون وراء الإمام وراء أي إمام ؛ لأنهم يسيئون به الظن أصلا ينتظرون المهدي ... بالمهدي ، فخرجت بدعة كبيرة من وراء هذه المسألة .

الشيخ : لا ، هذا ليس من باب إساءة الظن يا أخي ، هذا ليس من باب إساءة الظن بالمسلمين ، هذا من باب أنهم يعلمون أن هؤلاء ليسوا من الشيعة .

السائل : حتى لو كان شيعيًا يقول أظنه في الموطأ ، في نيل الأوطار ، يقول أنه الشيعة لا يصلون وراء الإمام لأنهم يسيئون الظن به أصلاً حتى ولو كان شيعيًا .

الشيخ : لا ، رايح أكمل لك أنا هم يقولون لا تصح الصلاة وراء غير الشيعي ، ثم لا تصح الصلاة وراء أي شيعي ؛ لأنهم يشترطون في الإمام العصمة ، يشترطون عندهم أن يكون الإمام معصومًا ، فهنا لا تُخرج المسألة على أساس أنهم يسيئون الظن بالسنة ، لا ، حتى الشيعة لا يصلون وراء بعضهم البعض ، إلا أن يكون إمام كسوهُ ثوب العصمة ، فهذا من ضلالهم ، أما السنة فما شاء الله عليها ، يقول الرسول عليه السلام في الأئمة الحديث في صحيح البخاري : ( يصلون بكم فإن أصابوا فلكم ولهم ، وإن أخطأوا فلكم وعليهم ) ولذلك كان من عقيدة أهل السنة التي توارثها الخلف عن السلف هو الصلاة وراء كل برٍ وفاجر ، والصلاة على كلِ برٍ وفاجر ، يعني إذا مات المسلم يصلى عليه سواء كان برا أو فاجرا ، كذلك إذا أمّ مسلم المسلمين يصلى خلفه ولو كان فاجرًا ، لأن فجوره على نفسه ، وإساءته لصلاته لا تضر الذين يصلون من خلفه وهكذا .

السائل : يا شيخ هناك سؤال ما هو الحكم فيما سمعناه مؤخرًا أنهم في تحقيق السيرة وأنهم يريدون أن يحققوا السيرة .

الشيخ : من هم ؟

السائل : بعض طلاب العلم ، أو ..

الشيخ : يعني انتهى الحديث عن الشيعة ؟

السائل : نعم ، انتهى ، يريدون أن يحققوا السيرة ، فأعتقد أن السيرة إذا حُققت لن يبقى فيها إلا عدة صفحات ، فما رأيك في تحقيق السيرة ؟ لأنها كلها روايات ، يمكن لا يبقى شيء في التاريخ الإسلامي يؤخذ به ، من باب السيرة والسَّير والمغازي ؟

الشيخ : لو فرضنا أنه الأمر كذلك ، فتبقى السيرة بدون تحقيق يعني في رأيك ؟

السائل : كرواية هل يصح تحقيقها  ؟

الشيخ : لا تحد ، يكفيك مرةً واحدة .

السائل : الأصل أنه الواحد يعرف هذه القصص وصحتها .

الشيخ : وهذا الأصل صحيح ؟

السائل : نعم .

الشيخ : لكن المحظور الذي يترتب من وراء الصحيح يكون محظورًا ؟

يضحك الشيخ رحمه الله .

السائل : أريد أن أستفسر هل يصح هذا أم لا ؟.

الشيخ : هو لو كان استفسارك بدون تقديم نتيجة حتمية ، كان غير شكل البحث - يضحك الشيخ رحمه الله - السيرة النبوية يا أخي ما تختلف عن الحديث النبوي إطلاقًا وبخاصة حينما نستحضر معنى الحديث عند أهل العلم بالحديث ، حيث يقولون الحديث قوله - صلى الله عليه وسلم - وفعله وتقريره ، هل تخرج السيرة النبوية عن واحدة من هذه الثلاثة ؟ ما تخرج ، إذا كان الأمر كذلك فهل يجوز لنا أن نقسم الحديث إلى قسمين صحيح وضعيف ، والأمر واقع كذلك ، كما قلت أنت بالنسبة للسيرة ثم بعد هذا التقسيم نرجع فنقول إذا جعلنا الحديث صحيحًا وضعيفًا سوف نضيّع قسما كبيرا من الحديث ، هل يجوز لنا أن نقف هذا الموقف ونقول لا ، نحن ما نبحث في الحديث ونصل إلى أن نقول هذا صحيح ، فيبنى عليه وهذا ضعيف فلا يُعتمد عليه ، وهذا لا يجوز ، هل هذا يقوله مسلم ؟ !

السائل : الحديث أنا مسلم به ، لكن أقول ..

الشيخ : لكنك مسلم بالسيرة أيضًا ؛ لأنك سلمت أن الحديث تشمل السيرة ، وأن السيرة هي إما قول الرسول أو فعله أو تقريره ، فإذًا مما تخشى ؟

السائل : الذي أخشاه أنها كلها روايات السيرة المشكلة .

الشيخ : والأحاديث كلها روايات .

الحلبي : شيخنا ، في رد عملي عليه ، إنه كثير من الإخوة طلبة العلم مثلاً في السعودية وفي غيرها ، قدموا رسائل ماجستير ودكتوراه ، وكل رسالة عن غزوة مثلاً أو عن حادثة من حوادث السيرة تطلع مجلد ثلاثمائة صفحة أو أربعمائة صفحة عن حوادث فردية يعني مثل عبد القادر السندي ألف عن غزوة تبوك ، وغيره ألف عن غزوة بدر ، كل كتاب حوالي ثلاثمائة أو أربعمائة صفحة ، فالصفحات التي توهمت غير واردة أصلاً ، ثم شيخنا جزاه الله خيرا ، بدأ في تحقيق السيرة ووصل إلى الإسراء والمعراج فيما أذكر قديمًا ، وقد قطع ولا يزال عند الإسراء والمعراج وعشرات ، بل مئات الصفحات كتب في هذا محقق ، هذا في ظني والله أعلم غير وارد أستاذنا .

الشيخ : ما وارد بهذه الخطورة ، لكن شيء منه وارد بلا شك ، كالحديث نفسه ما في فرق

السائل : جزاك الله خيرا صحيح ضعيف ...

الشيخ : آه نعم يعني لا يوجد مسلم عاقل يقر السيرة على وضعها الحاضر ، أليس كذلك ؟ أم في شك في هذه الحقيقة ؟

السائل : ألا يكون فيها بعض الشيء .

الشيخ : كويس ، ما هو السبيل للخلاص من هذا الواقع الذي لا يرضاه أي مسلم إنه في السيرة شيء لا يصح نسبته إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - أليس ينبغي لتمييز هذا الشيء الذي لا يرضاه على الأقل علماء المسلمين ، أليس السبيل هو سبيل الذي يطرقه علماء الحديث في معرفة صحيح الحديث من ضعيفه ؟ إذا لم يكن هناك سبيل ثاني وهو كذلك ، فإذًا لابد حينما يلج الباحث المحقق هذا المولج ، لابد أن تنقسم عنده السيرة إلى قسمين صحيحة وضعيفة ، وإلا تحملها كما جاءت على عجرها وبجرها فيها مثلاً في السيرة ما اتخذه كثير من الشباب المسلم اليوم ، وأدخلوها في باب الأناشيد الدينية ، وألحقوا بها بعض الآلات الموسيقية ، " طلع البدر علينا من ثنيات الوداع " أليس هذا مذكورًا في السيرة ؟ إذًا نبارك لهم بها ؛ لأنها مذكورة في السيرة ، ستقول أنت قبلي لا ، هذا ما صح ، إذًا مثله كثير مما لم يصح ، فالواجب على أهل العلم أن يميزوا ما صح مما لم يصح وهكذا .

الحلبي : شيخنا على ذكر الأناشيد اليوم يحدثني أحد الإخوة صباحًا بعد ما رجعنا من عندكم ، يقول سمعت أناشيد على نفس ألحان الأغاني الماجنة ، لكن يغيرونها بكلام إسلامي ، والأغاني للمطربات المصريات واللبنانيات وكذا نفس اللحن ونفس النغمة ، لكن كلام يتكلمون فيه عن الإسلام .

الشيخ : هذا موجود عند الصوفية عندنا في سوريا من زمان ، من زمان .

السائل : ذكره شيخنا في بعض الدروس .

يتكلم بلغة اجنبية

السائل : بسم الله الرحمن الرحيم ، يقول في فرنسا في إخواننا مسلمون هناك يعني موظفيهم فرنسيين يعني أجانب كفار ، ولا يدعون لهم وقتًا للصلاة ، فما رأيكم ؟

الشيخ : طبعًا لا يجوز للمسلم أن يوظف نفسه وظيفة ما ، أو يتعاطى عملاً ما يحول بينه وبين القيام بما فرض الله عليه من الواجبات ، وبخاصة منها الصلوات ، فلا يجوز ، فأنا فعلاً جاءني بعض هذه الأسئلة من فرنسا من بعض الجزائريين ، قال لي أمس أو أول أمس ، قال إن العميل الذي أعمل عنده لا يسمح لي بأن أصلي وآخر قال لي بأنه يأمرني بحلق لحيتي ، قلت له لا يجوز لك هذا ولا هذا ، وربنا عز وجل يقول : (( ومن يتق الله يجعل له مخرجًا ويرزقه من حيث لا يحتسب )) على أنني اهتبلها فرصة وأقول إن إقامة كثير من المسلمين وبخاصة منهم الجزائريون في فرنسا حتى تفرنسوا ، هذا خطأ إسلامي فاحش ؛ لأنه عليهم جميعًا أن يعودوا إلى بلادهم ، وأن يكثروا سواد شعبهم وأن لا يعكسوا الأمر ، فيكثروا سواد الكفار في فرنسا ، فعليهم أن يعودوا إلى بلاد الجزائر ، ولا يستوطنوا بلاد الكفار ، لما نذكره دائمًا بمثل هذه المناسبة من نهي الرسول عليه السلام ..