Дар бораи мақола

Муаллиф :

Muhammad Naasiruddeen al-Albaanee

Сана :

Sat, Sep 20 2014

Категория :

Fatwa (Q&A)

Бор кунед

سلسلة الهدى والنور - الشريط رقم : 470

السائل : الآن يا سيدي يدور أحاديث في الحقيقة هي تخطيطات و يبدو أنّها ستنفّذ بعد الحرب العراقيّة الكافرة , كنّا نقول الحرب العراقيّة الإيرانيّة و الآن نقول الحرب العراقيّة الكافرة هي ضدّ الكفّار هناك تخطيطات لعمل ترتيبات معيّنة لمنطة لما يسمّى بالشّرق الأوسط الّتي هي المنطقة العربيّة الإسلاميّة و من ضمن الأطروحات الّتي صار الإتّفاق عليها أن توضع رقابة على الأسلحة الّتي يمكن أن تتملّكها الدّول العربيّة المسلمة فهل يجوز شرعا قبول مبدأ أن تضع دول و مهما كانت هذه الدّول سواء كانت كافرة أو باتّفاق مع دول عربيّة أخرى أو دول مسلمة على الدّول المسلمة الأخرى أن تحدّ من قابليّتها و إمكانيّاتها للتّسلّح الّذي يمكن أن تصدّ به عن نفسها و إذا كان لا يجوز و الأمر أمر اضطراري بمعنى أنّك لا تستطيع أن لا تتملّك هذه الأسلحة في المقام الأوّل أو تتملّك مكوّناتها . اثنين في المقام الثّاني أنّ هذه الدّول الّتي تريد أن تضع عليك هذا الحضر للإشتراك مع الدّول العربيّة الأخرى حتّى بدون اشتراك معها قادرة في أيّ لحظة أن تفعل معك كما فعلت مع العراق بمعنى أنّ العراق جلّ القضيّة لأنّه تملّك جيشا قويّا و تملّك أسلحة فاعلة فالآن يراد لهذه المنطقة أن لا تقوم قائمة لأيّ قوّة عربيّة أو إسلاميّة ... على هذه التّقنيّة العالية فما حكم الشّرع في هذا الأمر ؟ هل يقاوم و يشقّ عصا الطّاعة أم ماذا ؟

الشيخ : أنا أعتقد أنّ مثل هذا السّؤال ما يخفى جوابه على كلّ مسلم لا فرق بين عالم و متعلّم و أعتقد أنّ هذا السّؤال له نماذج كثيرة و كثيرة جدّا و مثل هذا الحكم هو نابع من عدم تطبيق الشّريعة الإسلاميّة من كلّ الدّول العربيّة تطبيقا شرعيّا كاملا الأمر الّذي أوجد في المجتمعات الإسلاميّة طوائف متعدّدة الإتّجاهات و الأفكار و منها الطّائفة الّتي كانت تسمّى في بعض السّنوات الماضية بجماعة التّكفير و الهجرة و تسمّي الآن نفسها بجماعة الجهاد هؤلاء يعلنون أنّ هذه الدّول الّتي تحكم بغير ما أنزل الله هي دول كافرة و يجب الخروج عليها و يجب مقاتلتها و حينما نناقش هذا النّوع من النّاس نناقشهم من ناحيتين اثنتين . النّاحية الأولى أنّ إطلاق الكلام بتكفير هؤلاء الحكّام و إخراجهم من دائرة الإسلام هذا غلوّ من القول لايجوز . لأنّ المسلم لا يجوز إخراجه من دائرة الإسلام إلاّ بما إذا أنكر شيئا من أحكام الإسلام و ظهر ذلك الإنكار منه و ليس لمجرّد مخالفته للإسلام عمليّا و ليس البحث هنا الآن و لا الشّاهد هنا و إنّما الشّاهد أنّنا نقول لهم و ثانيا هبوا أنّ هذه الدّول أو هؤلاء الحكّام هم فعلا كفّار مرتدّين عن الإسلام فماذا يمكنكم أن تفعلوا معهم ؟ تريدون جهادهم و قتالهم و أنتم ما استطعتم أن تقاتلوا اليهود الّذين حلّوا في دياركم و احتلّوها رغم أنوفكم و رغم الدّول العربيّة كلّها يجب أن نعود يا أبا يحيى للسّؤال الّذي طرحته آنفا . لعلّكم تذكرون أنّ أجوبتي في الفتنة الّتي قامت و لا نزال نعيش في آثارها السيّئة بعض النّاس لقلّة إدراكهم و عدم فقههم قد يتصوّرون أنّني تناقضت عن أجوبتي في أوّل الفتنة و عن أجوبتي في أواخرها . أقول بعض النّاس يعني , فنحن من قبل كنّا ننصح المتحمّسين من الفريقين المتعرّقين منهم و المتسعّدين إذا صحّ التّعبير . الزموا كونوا ألحاس بيوتكم لكّننا فيما بعد قلنا يجب على الدّول الإسلاميّة أن تقاتل مع العراق الدّول الكافرة و من معها من الحلفاء لماذا هذا الإختلاف في الجواب ؟ ما أدري وصلكم الشّريط الّذي فيه أنّ العالم الفقيه لا ينبغي أن يكون جامدا و إنّما يتطوّر مع الحوادث فيعطي كلّ حالة لبوسها و حكمها و ضربت على ذهنك مثلين فقهيّين المثل الأوّل خمر حرام لإسكاره تخلّل هذا الشّراب ذاته بعد أن صار خلاّ خرج عن الحرمة إلى الإباحة جاءكم هذا الشّريط ؟

السائل : نعم .

الشيخ : و المثال الثّاني جاء ذكره أيضا في ذاك الشّريط الماء طهور مطهّر و طاهر فتجري عليه الأحكام الثّلاثة قد يخرج عن طهوريّته إلى طهارته فهو طاهر إذا أصاب الثّياب لم تنجّسها لكن لا يطهّر البدن و لا يصحّ الوضوء به ثمّ قد يقع فيه نجاسة فيخرجه عن طهوريّته هكذا أصاب العراق بعد أن كان معتديا على الكويت و كنّا نقول كونوا أحلاس بيوتكم و لا تقاتلوا مع كلا الفريقين و البحث هذا معروف لديكم تفصيل القول فيه أمّا بعد أن تهجّمت عليه تلك الدّول الكافرة و من معها من الحلفاء بدأ يظهر أنّه ليس المقصود كما قيل في الإعلام السّعودي أنّه م استعانوا بالكفّار الأصداق من أجل دفع خطر اعتداء العراق على السّعوديّة تبيّن تماما أنّ المقصود هو تحطيم الجيش العراقي و الشّعب العراقي و على ذلك قلنا لا بدّ من دفع المعتدين و الباغين و بخاصّة إذا كانوا من الكافرين و بصورة أخصّ إذا كانوا من أكبر الدّول الكافرة لكن مع الأسف ما كان مع العراق دولة إسلاميّة و لو اسما بل كانت هناك دول كثيرة إسلاميّة مع المعتدين الباغين ألا و هم الكفّار من الأمريكيّين و البريطانيّين و غيرهم فكنّا نرى أنّ المقصود من هذا تحطيم الجيش العراقي لسلامة اليهود المحافظة على سلامة اليهود ثمّ بدؤوا يعلنون أنّهم سيضعون نظاما لهذا الشّرق الأوسط ثمّ بدؤوا يعلنون منع استيراد الأسلحة و إلى آخره فكان ذلك من دواعي قولي لا بدّ من مساعدة الجيش العراقي بالجيوش الإسلاميّة الأخرى و لكن ما وقع شيء من ذلك و ما انتصر للجيش العراقي أحد إلاّ بالكلام كما هي عادتنا بالإنتصار  لأهلنا في فلسطين . لكن الّذي أريد أن أصل إليه في الحقيقة شيء أعتقد أنّه مهمّ أن نخرج بنتيجة من هذه المصيبة الّتي ألمّت بالعالم الإسلامي و ليس بالعراق فقط , النتّيجة و العبرة الّتي ينبغي أن نخرج منها هي أنّ كلّ الجماعات الإسلاميّة و الأحزاب الإسلاميّة في ممناهجها إلاّ الجماعة المسلمة الّتي تنهج منهج السّلف الصّالح كلّهم إلاّ هذه الطّائفة هم في انحراف عن ما يؤدّي بهم إلى إقامة الدّولة المسلمة أنا تأكّدت من هذه المصيبة بأنّ المنهج الّذي ندعو النّاس إليه هو الّذي ينبغي على المسلمين أن ينطلقوا فيه و أن يستمرّوا عليه وذلك لأنّ الأحزاب و الجماعات الإسلاميّة كلّها لا تدندن حول ما نحن ندندن دائما و أبدا ممّا نكني عنه بكلمتين خفيفتين التّصفية و التّربية لا تدندن حول هذا إطلاقا و إنّما حول التّكتّل و التّجمّع و الإستعداد المادّي فأنا أقول مهما استعدّ هؤلاء و مهما طال بهم الزّمن فإنّهم بالكاد يصلوا إلى مثل القوّة المادّيّة العراقيّة الّتي كانت عليها حينما تكالبت عليها هذه الأمم الكافرة و من معها من الحلفاء فماذا أفاد العراق مثل هذا الإستعداد المادّي ما أفاده شيء إطلاقا ذلك لأنّ الكفّار هم أقوى منهم فإذا المسلمون لم يتسلّحوا بسلاح لا يمكن الكفّار أن يتسلّحوا بمثله فسوف لا ينتصرون على الكفّار و التّاريخ يعيد نفسه فالنّبيّ صلّى عليه و سلّم من النّاحية الماديّة كانوا أضعف بكثير بالنّسبة للدّولتين العظيمتين المعروفتين عند الجميع و هي فارس و الرّوم و مع ذلك فربّنا عزّ و جلّ نصرهم ليس بالسّلاح المادّي فقط لأنّهم استعملوا السلاح و لا نستطيع أن ننكر و بخاصّة و الله يقول كما تعلمون (( و أعدّوا لهم )) لذلك قلت ليس بالسّلاح المادّي فقط و لكن مقرونا بالسّلاح المعنوي أو لنقل إيماني فإذا لم تهتمّ الجماعات الإسلاميّة و الأحزاب الإسلاميّة بهذا السّلاح المعنوي الإهتمام الّذي اهتمّه الرّسول عليه السّلام نفسه و ربّى عليه أصحابه فسوف لا يستطيعون أن يصيروا في القوّة الماديّة مثل العراق إلاّ بعد عشرات السّنين ثمّ لا ينصرهم الله لأنّهم لم ينصروا الله و نعتقد انهزام العراق بعد الأخبار الّتي كنّا نسمعها و نكاد نطير بها فرحا و إذا هي كسراب بقيعة يحسبه الظّمئان ماء ما الّذي أصاب العراق بعد تلك الأخبار أحد شيئين إمّا أنّ تلك الأخبار مبالغ فيها و لا حقيقة لها أو لا حقيقة و لعلّ هذا الأقرب و لكن ما نصروا الله عزّ و جلّ إلاّ بالكلام و بعد خراب البصرة كما يقولون إلاّ بعد فوات الأوان بدأنا نذكر الله و نكبّر و ندعو إلى الجهاد و الله عزّ و جلّ يقول (( و لو أرادوا الخروج لأعدّو له عدّة )) إذا لا فائدة من كلّ الإجتهادات و من كلّ التّكتّلات سواء كانت دوليّة أو كانت فرديّة أو حزبيّة إلاّ بالعودة إلاّ الدّعوة الإسلاميّة و هنا يأتي بحثنا الطّويل و الطّويل جدّا أنّ تصفية الإسلام ممّا دخل فيه كم يحتاج من الزّمان ؟ و كم يحتاج من الجهود ؟ و تربية المسلمين حتّى يكونوا كتلة واحدة على هذا الإسلام المصفّى كم يحتاج و كم يحتاج إذا يجب أن نستمرّ نحن على طريقنا و أن نمضي قدما إلى الأمام و ليس علينا أن تقوم الدّولة الإسلاميّة الّتي ينشدها كلّ المسلمين على اختلاف مناهجهم و لكن علينا أن نمشي في الطّريق المستقيم كما قال ربّ العالمين (( و أنّ هذا صراطي مستقيما فاتّبعوه و لا تتّبّعوا السّبل فتفرّق بكم عن سبيله )) إذا كان الأمر كذلك و هو كذلك لذلك بارك الله فيك لا فائدة من التّساؤل أنّه ماذا يكون موقفنا تجاه هذا التّنظيم الجديد الّذي سيفرض على الدّول الإسلاميّة منها تحديد الأسلحة ماذا نستطيع أن نعمل ؟ ما الّذي استطعنا نحن كأفارد أن ننصر العراق سوى بالدّعاء و الدّعاء إذا لم يكن مقرونا بالعمل المشروع لا يفيده خاصّة فيما إذا كان العمل واجبا و كيف و قد جاء في الحديث الصّحيح عن النّبيّ صلّى الله عليه و آله و سلّم أنّ رجلا من أصحابه كان يخدمه و كانت خدمته ليلا على الباب لا شيء إلاّ لعلّ الرّسول يستيقظ ليلا و يريد حاجة و ليس حوله من يخدمه و من يقوم بها فهو نصب نفسه هناك و الرّسول عليه السّلام كما وصفه ربّ العالمين بحقّ (( و إنّك لعلى خلق عظيم )) يقدّر خدمة مثل هذا الصّحابيّ الجليل فقال له يوما يا فلان اطلب , تمنّى , و الرّجل عاقل قال أمهلني يا رسول الله حتّى أفكّر يريد أن يحسن الطّلب يطلب من كريم ثمّ جاءه فقال يا رسول الله ( لقد فكّرت في الدّنيا و في الآخرة فوجدت النّاس فريقين فريق في الجنّة و فريق في السّعير فوجدك في أعلى درجات الجنان فأنا أطلب أن أكون معك في الجنّة ) فماذا قال له الرّسول عليه السّلام و هنا الشّاهد قال ( لك ذلك و لكن أعنّي على ذلك بكثرة السّجود ) فنحن ماذا أعنّا العراق فقط بالكلام الفارغ بالدّعاء و القنوت إلى آخره هل رأيتم أثرا لهذا القنوت ؟ لا . و هذا له بحث سببه أنّ أكثر القانتين و أكثر الدّاعين لا يرفع دعاؤهم من الأرض إلى السّماء لماذا ؟ مأكله حرام و مشربه حرام و غذّي حرام فأنّى يستجاب لذلك كما جاء في الحديث في صحيح مسلم أنّ النّبيّ صلّى الله عليه و سلّم ( ذكر الرّجل يطيل السّفر أشعث أغبر مأكله حرام و مشربه حرام و ملبسه حرام و غذّي بالحرام فأنّى يستجاب لذاك ) فأنا أقول أنّ الدّعاء ينفع و لكن إذا كان مقرونا بالإجابة لأمر الله و رسوله صلّى الله عليه و سلّم و نحن نسمع قول ربّ العالمين (( إن تنصروا الله ينصركم )) لا توجد دولة اليوم تنصر الله بل أنا قد أقول كلمة خطيرة الآن لا يوجد حزب إسلامي ينصر الله لأنّ نصر الله إنّما يكون بمعرفة شرع الله ثمّ هذه المعرفة أن تكون مقرونة بالعمل بشريعة الله و لا أجد على وجه الأرض حزبا يقوم بمعرفة الله كما جاء في الكتاب و السّنة الصّحيحة ثمّ يقرن القول مع العمل . و كيف و في أحسن الأحزاب و أوسعها دائرة و عددا نسمع منهم كلمات لو أسأنا الظّنّ بهم قلنا هذا كلام الكفّار . يا أخي الآن دعونا من الخلافيّات , هذا ليس أوانه ليس وقته , يجب أن نكتّل و أن نتجمّع و إلى آخره . و على أيّ أساس يكون هذا التّكتّل و هذا التّجمّع ؟ لا أساس كما تجمّع العراقيّون حزب البعث و المسلمين السّنّيّين و الشّيعة فماذا كان عاقبة أمرهم ؟ الهزيمة الشّنيعة و لذلك فاجتهادات هذه الجماعات الإسلاميّة و الأحزاب إذا لم تعد إلى التّصفية و التّربية فسيكون عملها هباءا منثورا و أراك كدت أن ترفع إصبعك فعندك شيء يبدو ؟ تفضّل .

السائل : هناك من قال كان أحد المتحدّثين رجل له خلفيّة تحريريّة سلفيّة تحدّث كيف أنّ حقيقة بعض النّاس لا أدري بعض النّاس بعد هذه الحرب قد وصلوا إلى مرحلة الكفر . و أنّهم قالوا يا أخي طيّب نحن عاصين و نحن كنّا كذا و لكن الّذين هزمونا و الّذين حاربونا ... .

الشيخ : هم أكفر .

السائل : أسوء منّا . فسؤالي أنا حقيقة أنا أذكر أنّ هناك شيء حديث أو شيء بهذا المعنى أنّ الله سبحانه و تعالى يعني قد يهزم الأمّة المسلمة لأمر واحد و انهزم المسلمون في أحد لمخافة واحدة صغيرة عن أمر الرّسول صلّى الله عليه و سلّم و ما كان إلاّ ليهزمهم حتّى لا يستهينوا بمخالفة أمر الرّسول فهل يعني يحضرك أحاديث أو آيات تعطي هذا الدّعم أنّه ليس بالضّرورة أن نكون على شيء من الصّلاح و نكون أفضل أنّه حتما على ربّ العالمين أن ينصرنا طالما نصرناه و لو بشيء بسيط مع أنّ أولئك كلّهم مرابين و مقامرين و ما شابه .

الشيخ : لا شكّ أنّ الله عزّ و جلّ كما جعل لهذا الكون سننا و نظاما كذلك جعل لشريعته سنّة ونظاما فهو يؤاخذ عباده المؤمنين بما لا يؤاخذ به الكافرين و يكلّف المؤمنين بما لا يكلّف به الكافرين لأنّه كما يقول العلماء ليس بعد الكفر ذنب نحن إذا تركنا الآن الجواب عن هذا السّؤال مؤقّتا جانبا و نظرنا إلى دولتين كافرتين . لا نشكّ مطلقا في كون أنّ الدّولة الّتي هي أكثر عددا و أقوى عددا ستنتصر على الدّولة الكافرة الأخرى إذا كانت دونها في العدد و في العدد لا نشكّ في هذا إطلاقا . لماذا ؟ لأنّه ليس هناك عامل للإنتصار سوى أمرين اثنين الّذين ذكرناهما آنفا . ليس الأمر بهذا المقياس و بهذا النّظام في انتصار المسلمين على الكافرين فربّنا عزّ و جلّ لايشترط أن يكون الجيش المسلم أكثر عددا فضلا عن أنّه يشترط أن يكون أكثر سلاحا و قوّة ماديّة من الجيش الكافرو التّاريخ يؤكّد لنا هذا أنّ الله لا يشترط فضلا عن الشّرع في نصّه ففي القرآن الكريم الآية الّتي تقول (( يا أيّها النّبيّ حرّض المؤمنين على القتال إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين و إن يكن منكم مائة يغلبوا ألفا من الّذين كفروا بأنّهم قوم لا يفقهون الآن خفّف الله عنكم و علم فيكم ضعفا فإن يكن منكم مائة صابرة يغلبوا مائتين و إن يكن منكم ألف يغلبوا ألفين بإذن الله و الله مع الصّابرين )) فإذا المسلم شرعا يجب أن يصبر الشّخص الواحد مقابل شخصين فإن فرّ المسلم من شخصين من أعدائه يكون موليّا و يكون قد ارتكب من أكبر الكبائر الفرار يوم الزّحف لكن إذا كان يقابل الفرد المسلم ثلاثة ففرّ فهو معذور هذا حكم الله مصرّح به في القرآن و خلاصة ذلك لا يشترط أن يكون الجيش المسلم مساويا للجيش الكافر فضلا عن أن يشترط أن يكون أقوى منه عددا و عدّة لكن يشترط بأن يكونوا مسلمين حقّا و أن يكونوا مطيعين للقائد المسلم الّذي يدير المعركة في حدود الشّريعة الإسلاميّة هذه التّفاصيل الّتي توجد في شريعتنا لا توجد مفروضة على الكفّار فالكفّار لا يشترط فيهم إلاّ من كان أكثر عددا و عدّة فهو منتصر على من كان دون ذلك في هذين الشّرطين لكن المسلم يشترط فيه أن يكون مؤمنا قبل كلّ شيء ثمّ و لو كان أقلّ عددا و عدّة على التّفصيل المذكور في الآية السّابقة حينئذ ربّنا عزّ و جلّ ينصره و يمدّه بمدد السّماء هذا المدد قد فقده الكفّار بسبب كفرهم و هذا المدد لا يقف أمامه أيّ قوّة كافرة إطلاقا و لذلك فنحن يجب أن نأخذ العبرة من هذه الهزيمة الّتي أصابت الجيش العراقي أن نعتقد أنّ النّصر لا يكون إلاّ بتطبيق هذه الآية الّتي يمكن أن تعتبر من الإعجاز القرآني (( إن تنصروا الله ينصركم و يثبّت أقدامكم )) فإذا لم نلتفت إلى هذه الآية و ما جاء حولها من أحاديث تعتبر كأحاديث مبيّنة و مفصّلة لهذه الآية فسوف نظلّ ضعفاء و مستعمرين إمّا الإستعمار المباشر كاستعمار اليهود لفلسطين و أمّا استعمار فكري و سياسي و اقتصادي كما نحن قادمون إليه رغم أنوفنا بسبب تغلّب الكفّار على هذه القوّة الضّاربة الّتي كانت في العراق مع أنّها لم تكن عند حسن الظّنّ بها من النّاحية الإيمانيّة و لذلك فأنا أعتقد أنّ ما أصاب المسلمين بعامّة و العراق بخاصّة يجب أن نجعلها كما قال تعالى (( و عسى أن تكرهوا شيئا و هو خير لكم )) يعني أن نخرج بنتيجة , ما الّذي هزم العراق ؟ قبل كلّ شيء أنّه ما كان يجاهد في سبيل الله هذه قضيّة لا يجب أن نشكّ فيها , ما اعتدى على الكويت في سبيل الله من يقول خلاف هذا يكون مكابرا و يكون مجادلا أو قد لا يكون مسلما من أصله فإذا علينا نحن أن نعود إلى التّصفية و التّربية و لا سبيل إلاّ هذا السّبيل الفريد الوحيد و يكفينا أنّ المسلم الّذي يعيش في حدود التّصفية و التّربية إذا مات و لو مات تحت دولة اليهود لكنّه إلى الجنّة لأنّه لا يستطيع أن يعمل شيئا إلاّ أن يصلح نفسه و من يلوذ به أمّا الآخرون الّذين يشتغلون بالمسائل العامّة و ينسون أنفسهم ثمّ هم لا يفعلون شيئا إطلاقا على النّظام العسكري مكانك راوح فلا هم أصلحوا أنفسهم و لا هم أفادوا غيرهم هذه العبرة الّتي أنا خرجت بها من هذه المصيبة الّتي ألمّت بالعالم الإسلامي كلّه و الله المستعان .

السائل : شيخنا بالنّسبة للكافرين ينتصرون استدراجا من الله تعالى و بالنّسبة للمسلمين يهزمون عقوبة لهم لأنّهم لم ينصروا الله تبارك و تعالى أليس كذلك ؟

الشيخ : ممكن هذا . الأخير يقينا .

السائل : كأنّي و الله أعلم سمعت ... حديث بما معناه قد أكون مخطئ لكن هذا في ذهني أنّ الله سبحانه و تعالى يسلّط من هم أفضل منهم أو من هم ... .

الشيخ : يعني كما قال الشّاعر " و ما من ظالم إلاّ سيبلى بأظلم .

السائل : ... يعني المسلمين إذا يقال طبعا أنا لا أذكر .

الحلبي : كلّ من عصاني و هو يعرفني سلّطت عليه من لا يعرفني .

السائل : بهذا المعنى نعم , أو أنّهم إذا منعوا الزّكاة الله سبحانه و تعالى منعوا القطر أو شيء بهذا المعنى ... .

الشيخ : هذا صحيح .

السائل : و كأنّه يوجد حديث بهذا المعنى أنّ الله سبحانه و تعالى يهزم المسلمين ببعدهم عن دينهم أو شيء من هذا القبيل .

الشيخ : سيدي قضيّة أحد الّتي ذكرتها (( و يوم حنين إذا أعجبتكم كثرتكم )) هذه أدلّة واضحة جدّا أنّ المسلمين يعني بمخالفتهم في مسألة واحدة قد ينهزمون أمام الكفّار و الأصل هم المنتصرون .

الحلبي : شيخنا لتمام الفائدة بالنّسبة للحديث يعني هذا المشهور ( إذا عاصاني )

الشيخ : لا هذا ليس حديثا لكن المعنى صحيح .

السائل : سيدي من العبر من هذه الحرب الفارق العلمي و الفنّي و التّطبيقي في الأسلحة بين ما وصل إليه الغرب و بين ما كان بيد العراق فما قولكم في مدى ما يجري الآن يحاول المسلمون به أن يصلوا إلى مستوى التّقنيّة ... يعني الضّرب الّذي كان يأخذه العراقيّين أضعاف أضعاف ما كان في التّاريخ كلّه من النّوعيّة ... .

الشيخ : كيف الجملة ؟

السائل : القصف .

الشيخ : القصف من الكفّار .

السائل : كان أكبر ممّا مضى من التّاريخ يعني العراق قصف في هذه الحرب أكثر ممّا قصفت ألمانيا في الحرب العالميّة كلّها على مرّتين فالفارق الفنّي و العلمي بعيد جدّا إلى أيّ مدى يجب على المسلمين أن يعملوا لإغلاق هذا الفارق متسلّحين بالطّبع إذا كانوا متصفّين و متربّين بأنّ الله ينصرهم و لكن في نفس الوقت ما مدى الإهتمام الّذي يجب أن يكون لهم بالأخذ بالأسباب .

الشيخ : الجواب موجزا ثمّ قد يتلوه التّفصيل و أعتقد أنّ التّفصيل قد يزعج بعضهم لكن البحث مطروح للمناقشة أمّا الموجز لا يقبل المناقشة ربّنا قال في الآية الّتي سبق الإشارة إليها (( و أعدّوا لهم ما استطعتم من قوّة )) هذا هو جواب سؤالك و كما أقول و لابدّ أنّكم سمعتم هذا القول أكثر من مرّة الخطاب لمن (( و أعدّوا )) ؟ للمؤمنين . أي المؤمنين العاملين بشريعة الإسلام فمن تمام عملهم أن يعدّوا ما يستطيعون من القوّة المادّيّة هذا الإعداد يكون لاحقا للإيمان أم سابقا ؟ لا شكّ يكون لاحقا هذا الجواب الموجز الّذي لا يقبل النّقاش أمّا الّتفصيل فأنا أقول لا يمكن للمسلمين المؤمنين حقّا أن يلاحقوا الكفّار و أن يساووهم في قوّتهم المادّيّة لا يمكنهم و السّبب في هذا معقول و طبيعي جدّا ذلك لأنّ الكفّار ليس عندهم ما يشغلهم ممّا يوجد عند المسلمين ممّا نحن دائما ندندن حوله نحن ننشغل بالتّصفية و التّربية أمّا هم فلتانين في الموضوع  ما هم في حاجة أنّه يعرفوا تاريخ عيسى عليه السّلام على الوجه الدّقيق الّذي يأخذ من وقتهم ربّما الوقت من حياتهم النّصف أو الثّلث أو أكثر أو أقلّ ثمّ من ناحية التّربية كالبهائم يعيشون ليس عندهم اهتمام بهذا الموضوع إطلاقا فاهتمامهم ماذا ؟ قال الله عزّ و جلّ (( يعلمون ظاهرا من الحياة الدّنيا و هم عن الآخرة هم غافلون )) طبعهم الله عزّ و جلّ  منذ القديم بهذا الطّابع المادّي (( يعلمون ظاهرا من الحياة الدّنيا و هم عن الآخرة هم غافلون )) أنا أقول و يمكن هذا قد يزعج البعض المسلمون العكس من ذلك الكفّار (( يعلمون ظاهرا من الحياة الدّنيا و هم عن الآخرة هم غافلون )) المسلمون مقبلون على الآخرة غير غافلين عنها ضعفاء في الدّنيا ليس عندهم من العلم ما عند أولئك الكفّار و أنا أعتقد أنّ هذا أمر طبيعي لأنّ طاقة الإنسان محدودة النّطاق لا يمكن تحميل الإنسان أكثر ممّا كلّفه الله عزّ و جلّ و لذلك قال في كتابه الكريم (( لا يكلّف الله نفسا إلاّ وسعها )) أنت إذا تصوّرت مهندسا كيمياويّا أو ميكانيكيّا أو سمّ ما شئت فبقدر ما سينشغل بهذا العالم فبما يقابله سينشغل عن دينه و عن معرفته بأحكام شريعته و لذلك أغنانا الله عزّ و جلّ عن هذا الإنكباب على معرفة ظاهر الحياة الدّنيا و ما يتعلّق بها من الإستعدادات مادّيّة سلاحيّة اقتصاديّة قل ما شئت أغنانا عن ذلك بأن أمرنا بقوله (( و أعدّوا لهم ما استطعتم من قوّة )) و لكن قبل هذا الإعداد الإيماني هو الأصل عند المسلمين و ذلك لاحقا و تابعا له و ليس عليهم بعد ذلك أن يضعوا نصب أعينهم كما يفكّر بعض الشّباب اليوم البعيد عن الثّقافة الإسلاميّة الحقّ أنّه لازم نضاهئ الكفّار عددا و عدّة لا هذا غير وارد في شريعتنا و في إسلامنا و التّاريخ الماضي أكبر دليل كما سبق الإشارة إليه حينما نصر الله عزّ و جلّ المسلمين على الدّولتين العظيمتين و هم فقراء في كلّ شيء إلاّ في الإيمان فهم فيه أقيا و الكفّار الأعداء أقيا في كلّ شيء إلاّ في الإيمان و لا إيمان عندهم هذا جواب ما سألت .

السائل : الفارس في المعراك في أيّام زمان كان يجوز يقضي على عشرة من المشاة , الآن الفارس في السّلاح المتطوّر الّذي يستطيع أن يرسل جهاز يحدّد موقعه بالشّعرة بدون ما يتحرّك مرسله يعطي قوّة نسبيّا كثيرة أكبر و هكذا فنحن نحكي بفوارق ضخمة .

الشيخ : هذا لا يقدّم و لا يؤخّر بالنّسبة لما قلنا آنفا خلّينا نكون واقعيّين , كم يحتاج المسلمون ليصلوا في هذا العلم من سنين ؟

السائل : هو يعتمد إذا كانت النّتيجة هي الحصول على الشّيء أم بناؤه بأنفسهم ؟ يمكن بالحيلة و بالشّراء أن تصل إلى مستوى يمكن يكون قريب ... .

الشيخ : و هل هذا جواب سؤالي ؟ هذا ليس جواب سؤالي من ناحيتين أوّلا كان سؤالي كم تقدّر و ليس للشّراء و إنّما للصّنع ! فأنت ما أجبت لا لهذا و لا لهذا قلنا لك يا أخي لا تخاف ... أحمدي

السائل : قرون .

الشيخ : طيّب قرون ماذا نفعل إذا نحن ننتظر قرون و نعيش أذلاّء تحت الكفّار هؤلاء لأنّهم فاقونا بالسّلاح المادّي فماهو العلاج ؟

سائل آخر : السّلاح المعنوي .

الشيخ : بس انتهى الأمر .

سائل آخر : البديل الآخر أنّ الله سبحانه و تعالى ينزّل الملائكة حتّى يعوّض عن السّلاح .

الشيخ : أي نعم , و ليس معنى هذا أنّه لا تعدّوا لهم لا . (( و أعدّوا لهم ما استطعتم )) .

السائل : و إن كان ذلك بالحصول على سلاح مشابه لسلاحهم .

الشيخ : شو المانع ؟

السائل : يوجد أناس اليوم كانوا في جلسة فيبدو أّنهم قرؤوا الآية 37 من النّساء و بالتّالي هنّ نسوة فكانت إحداهنّ قد شرحت هذه الآية بأنّه لا يجوز كتمان أيّ علم لدى أيّ إنسان مهما كان هذا العلم عن الآخرين و إلاّ بيكون مخالف فوحدة سألت قالت طيّب وحدة فينا أو احد مثلا بيعرف يعمل قطائف كويّس و له الخلطة تبعه بيعملها بطريقة تميّزه عن غيره و هذا معروف عندنا في رمضان بيعمل قطائف فهذا سرّ مهنته فقيل أنّ هذا لا يجوز للإنسان أن يكتم أيّ علم من عنده حتّى لو كان شيء يتعلّق بسرّ مهنة أو شيء من هذا القبيل فطلبوا منّي أن أستفسر منك . يعني هل هذا يندرج تحت كتمان العلم بشكل عامّ أو هناك أشياء ممكن للإنسان أن يحتفظ بها لنفسه ؟

الشيخ : أنا أعتقد أنّ المسألة أهون من أن نتكلّم نحن في دليل يسقط هذه الدّعوة لأنّها ستسقط بنفسها حينما يقال للمتبنّي لها (( هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين )) فأنت قلت آية كذا في سورة النّساء فما هي هذه الآية الّتي تدلّ هذه الدّلالة العامّة و أنّها تحرّم كتمان أيّ علم فإن كانت لا تدلّ فالمسألة ساقطة بطبيعة الحال . نحن بدّنا نشوف من أين أتيت هذه المرأة الّتي أدلت بهذه الدّعوة .

الحلبي : (( الّذين يبخلون و يأمرون النّاس بالبخل و يكتمون ما أتاهم الله من فضله و أعتدنا للكافرين عذابا مهينا )) .

الشيخ : هذه الآية أوّلا ليس فيها ذكر للعلم فمن أين أخذت دلالة عدم جواز كتمان أيّ العلم ؟ ذكّرنا بالآية .

الحلبي : (( الّذين يبخلون و يأمرون النّاس بالبخل و يكتمون ما أتاهم الله من فضله و أعتدنا للكافرين عذابا مهينا )) .

السائل : يبدو و الله أعلم أنّ الفضل الّذي أتاه الله سبحانه و تعالى لهنّ أو لإحداهنّ أيّ علم أيّ شيء .

الشيخ : لكن خطأ هذا ما يجوز لأنّه نحن ننظر إلى سياق الآية , الآية لا تتحدّث عن العلم نمسكها من أوّلها الّذين ... .

الحلبي : يبخلون

الشيخ : يبخلون بماذا ؟ اعطينا ما قبلها .

الحلبي : اطّلعت على ما قبلها يبدو أنّه ما لها صلة (( و اعبدوا الله و لا تشركوا به شيئا و بالوالدين إحسانا و بذي القربى و اليتامى و المساكين و الجار ذي القربى و الجار الجنب و الصّاحب بالجنب و ابن السّبيل و ما ملكت أيمانكم إنّ الله لا يحبّ من كان مختالا فخورا )) .

الشيخ : لا هو المقصود هنا كتمان الواجب إبرازه سواء كان من العلم أو من المال و لا يجوز بوجه من الوجوه أن نأخذ هذا النّصّ مطلقا بدون أيّ قيد شرعي لأنّه سيقع من يفهم النّصّ مطلقا في أمور لا يستطيع أن ينجو إنسان إطلاقا يعني إذا فرضنا أنّ الآية سيقت في المال و هي ليست في المال بل هي أعمّ من ذلك فإذا أخرج المسلم زكاة ما عنده من مال و بقي عنده فيض كبير جدّا من المال فهذا بخل بالأكثر من ماله و أعطى قليلا من هذا المال فهل يشمل هذا النّصّ القرآني هذا الإنسان الّذي يخرج زكاة ماله ؟ فالجواب طبعا لا و إذا رجعنا إلى المعنى العامّ الّذي يشمل العلم فالعلم نوعان كما تعلمون جميعا علم يجب نشره و لا يجوز كتمانه و هو الّذي يترتّب عليه صلاحا أو طلاحا , صلاحا نشره و طلاحا كتمانه فهو العلم الشّرعي و النّاس يتفاوتون في هذا كما هو معلوم أمّا العلم الدّنوي فهذا لا يمكن أن يشمله أي نصّ و بخاصّة مثل هذا النّصّ الّذي لم يرد خاصّا في العلم بل جاء بهذا المعنى المطلق الّذي يشمل العلم و المال معا . و لذلك أنا أقول كما تعلمون دائما و أبدا أنّه لا يجوز لطالب العلم أن يفسّر القرآن أو السّنّة مستقلاّ عن استعانة بجهود العلماء و الأئمّة الّذين سبقونا في هذا المضمار العلمي بمسافات كبيرة و كبيرة جدّا و هذا الّذي يقع فيه كثير من النّاس اليوم الرّجال لفضلا عن النّساء أنّهم يأخذون هذا القرآن و يدرسونه معتمدين على ثقافتهم الشّخصيّة لا يرجعون إلى ما جاء في تفسير الآية من التّفسير خاصّة من التّفسير الّذي نسمّيه و أنا ضربت أكثر من مرّة مثلا  أنّ مثل من يفعل هذا يأتي إلى نصّ من القرآن الكريم أو من حديث الرّسول عليه الصّلاة و السّلام فيحاول أن يفهمه دون أن يستعين على فهم ذاك النّصّ بالعلماء المتقدّمين مثله كمثل من يريد أن يبتكر و أن يخترع طائرة دون أن يستعين بجهود العلماء المتقدّمين الّذين وصّلوا هذه الآلة إلى شيء يكاد يفوق الخيال فهذا سيصيبه ما أصاب الّذي كان هو السّبب لإيجاد هذه الطّائرة الّتي هي تشبه الخيال هذا مثل من لا يستعين بجهود المتقدّمين و يعتمد على نفسه و ذاته في تفسير القرآن أو السّنّة هذه الآية على كلّ باحث يريد أن يبحث عن معناها إذا ما انقدح في نفسه هذا المعنى المطلق فينبغي أن يعود إلى هذه القاعدة الّتي ذكرتها آنفا و هو أن يستعين بمن قبله لكن هذا قد لا يكفي فيجب أن يكون عنده ثقافة إسلاميّة عامّة تساعده على أن يفهم مثلا ما يقوله بعض علماء الأصول في بعض النّصوص العامّة يقولون هذا نصّ عامّ أريد به الخصوص , هذا حتّى يخرج عن القاعدة أنّ النّصّ العامّ يجب أن يفسّر على عمومه لكن أحيانا يراد به الخصوص و لا يراد به العموم فمن أين يستطيع هذا الإنسان أن يتبيّن نصّا عامّا لا يراد عمومه إنّما يراد خصوصه إلاّ إذا كان عنده ثقافة عامّة و يحضرني بهذه المناسبة مثال و الأمثلة كثيرة و كثيرة جدّا و لكن قد لا تحضر دائما في البال إلاّ مثال أنا حديث عهد بدراسته و الإعتبار به بهذه المناسبة أقول اطّلعتم على كتاب حول الإستعانة بالكفّار ؟ كتاب جديد هذا

الحلبي : الّذي كتبه حسّان .

الشيخ : من هذا حسّان ؟

الحلبي : نفسه شيخنا الّذي اتّصل معك الّذي كان عند شعيب .

الشيخ : هذا الموضوع بحث جيّد إلى حدّ كبير , موضوع الإستعانة بالكفّار الّذي وقع من السّعوديّة في الحقيقة كان مستوعب استيعابا جيّدا .

الحلبي : في هذه المسألة أو في الكتاب كلّه ؟

الشيخ : لا لا في هذه المسألة . أقول هذه المسألة بالذّات تكلّم فيها كلاما جيّدا لكن المثال الّذي أريد أن أذكره الآن هو ما قبل هذه المسألة تعرّض لموضوع الجهاد و فضله و أنّ العلماء يقولون الجهاد قسمان .