About the article
المخالطة
المخالطة
لقد استدار الزمان ؛ وإذا بالصالحين ذهبوا الأول فالأول , فَقَلَّ للزمانِ خيره , وتكدر صفوه , وتعسَّر بِرُّه.
عَنْ مِرْدَاسٍ الْأَسْلَمِيِّ قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَذْهَبُ الصَّالِحُونَ الْأَوَّلُ فَالْأَوَّلُ , وَيَبْقَى حُفَالَةٌ ( 1) كَحُفَالَةِ الشَّعِيرِ , أَوْ التَّمْرِ لَا يُبَالِيهِمْ اللَّهُ بَالَةً.( 2)
فكيف بمن هذا حاله ! وأنت ترى العهود مَرِجت والأمانات خفت , والدين قد رق , فأصبح الحليم سفيها , والسفيه حليما , وأصبح المهزار أنيسا , والتقيُّ عييّا .
استمع لهذا الحديث.
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : كَيْفَ بِكُمْ وَبِزَمَانٍ يُوشِكُ أَنْ يَأْتِيَ يُغَرْبَلُ النَّاسُ فِيهِ غَرْبَلَةً ؛ تَبْقَى حُثَالَةٌ مِنْ النَّاسِ قَدْ مَرِجَتْ عُهُودُهُمْ وَأَمَانَاتُهُمْ ، وَاخْتَلَفُوا فَكَانُوا هَكَذَا وَشَبَّكَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ فَقَالُوا : وَكَيْفَ بِنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ : تَأْخُذُونَ مَا تَعْرِفُونَ , وَتَذَرُونَ مَا تُنْكِرُونَ , وَتُقْبِلُونَ عَلَى أَمْرِ خَاصَّتِكُمْ , وَتَذَرُونَ أَمْرَ عَامَّتِكُمْ .(3 )
مخالطة من حاد عن طريق الله:إحذر مخالطةَ عُبَّادِ النفس , ومن تلبس بفسق , أو اتَّبَع هواه ؛ فإن مجاورة هؤلاء جَرَب لازم , لا يبتعد ولا يسكن عن صاحبه , فقلبه حاد عن طريق مولاه , وجوارحه كَلَّت في رضى نفسه وهواه , إن تكلم تكلم بمعصية , وإن تحرك تحرك في معصية , فهذا الصنف من الناس لا حياة فيه , فهو لا يعرف ربه , ولا يعبده بأمره ونهيه , بل هو واقف مع شهواته ولذاته , ولو كان فيها سخط ربه وغضبه , فهو لا يبالي إذا فاز بشهوته وحظه , أرضى ربه أم أسخطه . فهو متعبد لغير الله - حبا , وخوفا , ورجاء , ورضا , وسخطا , وتعظيما , وذلا , إن أحب _أحب لهواه , وإن أبغض أبغض لهواه , وإن أعطى أعطى لهواه , وإن منع منع لهواه , فهواه آ ثر عنده وأحب إليه من رضا مولاه , فالهوى إمامه والشهوة قائده , والجهل سائقه , والغفلة مركبه , فهو بالفكر في تحصيل أغراضه الدنيوية مغمور , وبسكرة الهوى وحب العاجلة مخمور , يُنَادى إلى الله وإلى الدار الآخرة من مكان بعيد , ولا يستجيب للناصح , ويتبع كل شيطان مريد , الدنيا تسخطه وترضيه والهوى يصمه عما سوى الباطل ويعميه , فهو في الدنيا كما قيل في ليلى:
عَدُوٌ لِمَنْ عَادَتْ وَسِلْمٌ لأهْلِهَا وَمَنْ قَرَّبَتْ لَيْلَى أَحَبَّ وَأَقْرَبا
فمخالطة صاحب هذا القلب سِقم , ومعاشرته سُم , ومجالسته هلاك .
قال تعالى :{ وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً (28)} (4 )
عَنْ أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : مَثَلُ الْجَلِيسِ الصَّالِحِ وَالسَّوْءِ , كَحَامِلِ الْمِسْكِ وَنَافِخِ الْكِيرِ , فَحَامِلُ الْمِسْكِ إِمَّا أَنْ يُحْذِيَكَ , وَإِمَّا أَنْ تَبْتَاعَ مِنْهُ , وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ مِنْهُ رِيحًا طَيِّبَةً , وَنَافِخُ الْكِيرِ إِمَّا أَنْ يُحْرِقَ ثِيَابَكَ , وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ رِيحًا خَبِيثَةً .(5 )
فالحذر كل الحذر من مخالطة هؤلاء , وإياك وحجة إبليس ! أن تخالطهم من أجل الدعوة , وتوصيل الحق إليهم ! أو مصلحة تغلفها بصبغة شرعية , فإن هذا ليس من هدي السلف رضي الله عنهم , فإن الأول دعوا إلى الله عز وجل مع وقوفهم على جانب واحد , لا يحيدون عنه قيد أنملة , الكتاب والسنة ! دون تقديم أي تنازل , وإن كان في الأمر عسر وصعوبة , إلا أنهم سَحَبُوا الناس إليهم , وأوقفوهم معهم في معسكرهم على الكتاب والسنة , بخلاف من كَثُر من دعاةِ هذا الزمان , يدخلون إلى معسكر العصاة , ويهتدون بهديهم , ويتزينون بزيهم , ويتلبسون بخصالهم وفعالهم , بحجة دعوتهم إليهم ! فحتى لو نجحت هذه الدعوة فإن نقطة الالتقاءِ بعيدة , وخاصة إذا كان الداعي فقير العلم , حديث العهد بالالتزام ! وذلك لسهولة رجوعه إلى ما كان عليه من قبل , بخلاف من توطَّن المعصية , فإن انتقاله عنها عسير , ومفارقته لما ألف أصعب , فيظل المنتقل إليه , الطالب دعوته , على الحالة التي هو عليها من المخالطة والألف لما هو عليه , حتى يكونا سواءً في التفريط والمعصية , إلا من رحم الله .
وربما يقول قائل لا غنى لي عن الناس , ولا غنى للناس عني , وربما يكون هذا صحيحاً إذا عرف العبد الداء و الدواء , وفرق بين المنحة من المحنة , والعطية من الرزية , والحمل من الذئب , والظباء من الثعالب.
الداء والدواء .
ومخالطة الناس قد تكون داءً , وقد تكون دواءً , ويجب على العبد أن يفرق بين الداء والدواء.
فالدواء كمخالطة الناس في الجمع والجماعات , ومجالس العلم ومالا بد منه , والمخالطة التي هي داء مما لا يعود على العبد بمنفعةٍ إلا التمتع بضياع الوقت , وقضائه بما لا يعود على العبد من نفع . والمخالطة التي هي كالدواء لا يؤخذ منها إلا بقدر محدود وعند الضرورة . فإنه إن زاد عن حده تحول إلى داء .
فإن كثرة المخالطة بلية عظيمة , ورزية جسيمة , فإن العبد يعيش في ستر الله ؛ فكم من ذنوب هي لك أخفاها , وكم من عيوب لك عن العباد قد غطاها , فإذا ما كثرت مخالطتك , وسهل الانبساط بينك وبين العباد , ظهرت هذه الذنوب وعُلمت هذه العيوب , فإن جاراك الناس , واستأنسوا بك ؛ فعند الفتن والشدائد لا يظهرون إلا العيب , فإذا هم قد ستروا النعمة , وأظهروا النقمة.
فالأخذ بالاحتياط وطلب السلامة أولى , وكلما قلت المخالطة قلت عنك مواد الشِّكَاية , فلن تُسْتبطأ في حقٍ , كعيادة مريضٍ , أو شهود جنازةٍ , أو حضور عُرسٍ , أو وليمةٍ ونحوها.
فالناس إذا فقدوك عذروك , وإذا وجدوك عَذَلُوك واستقصروك ؛ وقد يكون لك بعض الأعذار لا يقبلها منك هؤلاء.
فكلما ابتعدت عن المخالطةِ كنت في أمانٍ من مساويهم , وعن محاوراتهم , إلا ما يكفي فضل مؤنة ضرورية لهم أو لك .
فربما رفعوا لك قولا , أو فعلا , حال غفلةٍ ، أو عدم انتباه فشنَّعوا عليك ؛ أو سمعوا منك كلاما تأوَّلُوه عليك لم تدركه عقولهم.
هذا إن جاريتهم ! فكيف لو كنت قوّاماً , وقّافاً بالحق ! فإذا هم قد بغضوك , وهجروك , وكنت مضغة على ألسنتهم .
فكم من قلوب قد امتلأت من دخان أنفاس بني آدم حتى اسودت , وأوجب لها تشتتا وتفرقا وهمَّاً وغماً, وكم من مجالسٍ أضاعت مصلحةً وأوقعت مفسدةً , وكم جلبت الخُلطة من نقمة , ودفعت من نعمة , وأنزلت من محنة , وعطلت من مِنْحةٍ , وأوصلت من رزية وأوقعت في بلية ! وهل آفة الناس إلا الناس.
لقد أوشك أبوطالب أن ينطق بالإسلام لولا جلساء السوء .
عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ لَمَّا حَضَرَتْ أَبَا طَالِبٍ الْوَفَاةُ جَاءَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَوَجَدَ عِنْدَهُ أَبَا جَهْلِ بْنَ هِشَامٍ , وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي أُمَيَّةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَبِي طَالِبٍ : يَا عَمِّ قُلْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ كَلِمَةً أَشْهَدُ لَكَ بِهَا عِنْدَ اللَّهِ فَقَالَ أَبُو جَهْلٍ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي أُمَيَّةَ : يَا أَبَا طَالِبٍ أَتَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَلَمْ يَزَلْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعْرِضُهَا عَلَيْهِ وَيَعُودَانِ بِتِلْكَ الْمَقَالَةِ حَتَّى قَالَ أَبُو طَالِبٍ آخِرَ مَا كَلَّمَهُمْ : هُوَ عَلَى مِلَّةِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ , وَأَبَى أَنْ يَقُولَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَمَا وَاللَّهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ مَا لَمْ أُنْهَ عَنْكَ فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى فِيهِ (مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ) الْآيَةَ. (6 )
وقد أحسن من قال:
|
حظك من المخالطة :وهذا لا يمنع من أخذ حظ النفس من مجالسة الصالحين , ومن تستدعي الضرورة من مجالستهم ,كرحم يراد صلته , أو منفعة لا تتم إلا بالمخالطة , مع التحرز من ضياع الوقت وذهابه سدى .
وقد أهدى ابن الجوزي رحمه الله نصيحة لمن هذا حاله فقال رحمه الله(7 ):
أعوذ بالله من صُحْبَةِ البطّالين , لقد رأيت خلقا كثيراً يجرون معي فيما اعتاده الناس من كثرة الزيارة , ويسمون ذلك التردد خدمة , ويطلبون الجلوس ويجرون فيه أحاديث الناس ومالا يعني , وما يتخلله من غِيبة.
وهذا شيء يفعله في زماننا كثير من الناس , وربما طلبه المزور , وتشوق إليه , واستوحش من الوحدة ؛ وخصوصا في أيام التهاني والأعياد , فتراهم يمشي بعضهم إلى بعض ولا يقتصرون على الهناء والسلام ؛ بل يمزجون ذلك بما ذكرته من تضييع الزمان , فلما رأيت أن الزمان أشرف شيء , والواجب انتهاؤه بفعل الخير ؛ كرهت ذلك وبقيت معهم بين أمرين ! إن أنكرت عليهم وقعت وحشة لموضع قطع المألوف , وإن تقبلته منهم ضاع الزمان , فصرت أدافع اللقاء جهدي ؛ فإذا غلب قصَّرت في الكلام لأتعجل الفراق , ثم أعددت أعمالا تمنع من المحادثة لأوقات لقائهم لئلا يمضي الزمان فارغا .
فجعلت من المستعد للقائهم قطع الكَاغَد (8 ) وبري الأقلام , وحزم الدفاتر , فإن هذه الأشياء لا بد منها , ولا تحتاج إلى فكر وحضور قلب , فأرصدتها لأوقات زيارتهم لئلا يضيع شيء من وقتي , نسأل الله عز وجل أن يعرفنا شرف أوقات العمر , وأن يوفقنا لاغتنامه , ولقد شاهدت خلقا كثيرا لا يعرفون معنى الحياة , فمنهم من أغناه الله عن التكسب بكثرة ماله فهو يقعد في السوق أكثر النهار ينظر إلى الناس , وكم تمر به من آفة ومنكر , ومنهم من يخلو بلعب الشطرنج , ومنهم من يقطع الزمان بكثرة الحديث عن السلاطين , والغلاء والرُخْصِ إلى غير ذلك .
فعلمت أن الله تعالى لم يُطْلِعْ على شَرَفِ العُمرِ ومعرفة أدوار العافية إلا من وفقه وألهمه اغتنام ذلك{ وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ (35)}( 9) ا.هـ.
قال الإمام الماوردي رحمه الله (10)
وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَرَى أَنَّ مُتَارَكَةَ الْإِخْوَانِ إذَا نَفَرُوا أَصْلَحُ ، وَاطِّرَاحَهُمْ إذَا فَسَدُوا أَوْلَى ، كَأَعْضَاءِ الْجَسَدِ إذَا فَسَدَتْ كَانَ قَطْعُهَا أَسْلَمَ فَإِنْ شَحَّ بِهَا سَرَتْ إلَى نَفْسِهِ ، وَكَالثَّوْبِ إذَا خَلِقَ كَانَ اطِّرَاحُهُ بِالْجَدِيدِ لَهُ أَجْمَلَ .
وَقَدْ قَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ : رَغْبَتُك فِيمَنْ يَزْهَدُ فِيك ذُلُّ نَفْسٍ ، وَزُهْدُك فِيمَنْ يَرْغَبُ فِيك صِغَرُ هِمَّةٍ .
وَقَدْ قَالَ بَزَرْجَمْهَرُ : مَنْ تَغَيَّرَ عَلَيْك فِي مَوَدَّتِهِ فَدَعْهُ حَيْثُ كَانَ قَبْلَ مَعْرِفَتِهِ .
وَقَالَ نَصْرُ بْنُ أَحْمَدَ الْخُبْزُ أَرُزِّيٍّ : صِلْ مَنْ دَنَا وَتَنَاسَ مَنْ بَعُدَا لَا تُكْرِهَنَّ عَلَى الْهَوَى أَحَدَا قَدْ أَكْثَرَتْ حَوَّاءُ إذْ وَلَدَتْ فَإِذَا جَفَا وَلَدٌ فَخُذْ وَلَدَا فَهَذَا مَذْهَبُ مَنْ قَلَّ وَفَاؤُهُ ، وَضَعُفَ إخَاؤُهُ ، وَسَاءَتْ طَرَائِقُهُ ، وَضَاقَتْ خَلَائِقُهُ ، وَلَمْ يَكُنْ فِيهِ فَضْلُ الِاحْتِمَالِ ، وَلَا صَبْرٌ عَلَى الْإِدْلَالِ ، فَقَابَلَ عَلَى الْجَفْوَةِ , وَعَاقَبَ عَلَى الْهَفْوَةِ ، وَاطَّرَحَ سَالِفَ الْحُقُوقِ ، وَقَابَلَ الْعُقُوقَ بِالْعُقُوقِ ، فَلَا بِالْفَضْلِ أَخَذَ وَلَا إلَى الْعَفْوِ أَخْلَدَ .
وَقَدْ عَلِمَ أَنَّ نَفْسَهُ قَدْ تَطْغَى عَلَيْهِ فَتُرْدِيهِ ، وَأَنَّ جِسْمَهُ قَدْ يَسْقَمُ عَلَيْهِ فَيُؤْلِمُهُ وَيُؤْذِيهِ ، وَهُمَا أَخَصُّ بِهِ وَأَحْنَى عَلَيْهِ مِنْ صَدِيقٍ قَدْ تَمَيَّزَ بِذَاتِهِ ، وَانْفَصَلَ بِأَدَوَاتِهِ فَيُرِيدُ مِنْ غَيْرِهِ لِنَفْسِهِ مَا لَا يَجِدُهُ مِنْ نَفْسِهِ لِنَفْسِهِ .
هَذَا عَيْنُ الْمُحَالِ وَمَحْضُ الْجَهْلِ مَعَ أَنَّ مَنْ لَمْ يَحْتَمِلْ بَقِيَ فَرْدًا وَانْقَلَبَ الصَّدِيقُ فَصَارَ عَدُوًّا .
وَعَدَاوَةُ مَنْ كَانَ صَدِيقًا أَعْظَمُ مِنْ عَدَاوَةِ مَنْ لَمْ يَزَلْ عَدُوًّا.
قال الحميدي المحدِّث:
|
ابحث عن هذا !قال بعض السلف: إن أردت صديقا فابحث فيه عن هذه الصفات: أن يكون كثير الحياء , قليل الأذى , كثير الصلاح , صدوق اللسان , قليل الكلام ,كثير العمل , قليل الزلل , قليل الفضول , برا وصولا , وقورا , صبورا , شكورا , رضيا حليما , رفيقا عفيفا شفيقا , لا لعانا , ولا نماما , ولا مغتابا , ولا عجولا , ولا حقودا , ولا بخيلا , ولا حسودا , بشاشا , هشاشا , يحب في الله , ويبغض في الله , ويرضى في الله , ويغضب في الله.
( 1) حُفَالَةٌ: الرديء من كل شيء .
( 2) البخاري (7023)
(3 ) صحيح: أبو داود (4342) ابن ماجة (3957) أحمد(7023) الحاكم \"المستدرك\"(2/172) البيهقي \"السنن الكبرى\"(6/95)
( 5) البخاري(5534) مسلم(2628)
( 6) البخاري(1360)مسلم(24) الآية: {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُوْلِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ (113)}
(7 ) \"صيد الخاطر(273)\"
( 8) الكَاغَد:القرطاس
( 10) \"أدب الدنيا والدين ص346\"