เกี่ยวกับบทความ

ผู้เขียน :

Muhammad Naasiruddeen al-Albaanee

วันที่ :

Thu, Sep 18 2014

ประเภท :

Fatwa (Q&A)

سلسلة الهدى والنور - الشريط رقم : 270

 

الحلبي : السؤال الأول يقول .

السائل : كما تعلمون يا فضيلة الشيخ بعد أحداث أكتوبر سنة 1988م في العام الماضي تغيرت الأوضاع في الجزائر وسمحوا بتعدد الأحزاب وحينئذ قدم المسلمون ملف اعتماد الجبهة الإسلامية للانقاذ لإقامة شرع الله في الأرض ، ومن جهة أخرى ليسمح لأهل السنة بنشرها وقد كانوا قبل هذا مضيقا عليهم جدا ؛ فما هو حكم الشرع في هذا العمل ؟ وهل للسلفيين العمل مع الجبهة أم يعملوا دونها أم يلزموا بيوتهم ؟

الشيخ : الذي أراه ـ والله أعلم ـ أن السلفيين يجب عليهم أن يقوموا بواجب الدعوة إلى الله ، إلى كتاب الله وإلى سنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعلى منهج سلفنا الصالح ، ولا ينبغي لهم أن ينضموا إلى أحزاب سياسية ذلك لأن الأحزاب السياسية حتى هذه الساعة فيما اطلعنا وفيما علمنا لا يوجد حزب على وجه الأرض تهيء ليكون حزبا إسلاميا بمعنى الكلمة ، سياسيا على مقتضى المنهج الإسلامي الصحيح وبلاشك أن كلامي هذا صريح في أن العمل السياسي ليس مخالفا للشرع بل السياسة هو من الشرع فلا غرابة أن يكون هناك بعض المؤلفات التي نفى بعض أئمتنا السابقين والذين بهم توجهنا وعليهم تعلمنا هذا الإسلام الذي وصفناه بأنه مستقى من الكتاب و السنة وعلى منهج السلف الصالح ؛ أشير بهذا إلى كتاب شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله الذي سماه بالسياسة الشرعية ؛ فلذلك فأنا أعني ما أقول إن السياسة من الشرع ولاشك ولكن من الذي يستطيع أن يسوس المسلمين إذا كان أو إذا تيسر له أن يكون حاكما تكون السلطة الحكم في يده ، من الذي يستطيع أن يسوس الأمة أو الشعب المسلم السياسة الشرعية ؟ لاشك أنه يجب أن يتوفر فيه خصال جمة ، من أهمها أن يكون عالما بالكتاب والسنة ؛ لذلك لما لم نجد حتى اليوم جماعة تأسسوا وتربوا أيضا على هذا المنهج الصحيح ثم تهيئوا للعمل السياسي الإسلامي الصحيح ، لما لم نجد لا ننصح إخواننا السلفيين في أرض الله الواسعة في كل بلد إسلامي أن يعملوا عملا سياسيا ولو كان هذا العمل نابعا من أنفسهم فضلا عن أن يكونوا فيه أو في هذا العمل تبعا لغيرهم ؛ ما ننصح بهذا أبدا ، ذلك لأن العمل السياسي يحتاج في الحقيقة إلى مقدمات كثيرة واتخاذ أسباب جمة ليتمكن هؤلاء الذين تأسسوا وتربوا على هذا المنهج أن يقوموا بالسياسة الشرعية وفيما نعلم كل الأجواء في البلاد الإسلامية اليوم لا يوج فيها جماعة ولنقلها لفظة قرآنية أمة تكتلت وتجمعت على هذا المنهج الإسلامي الصحيح ولم يبقى لديهم ما ينقصهم من القيام بالواجبات الشرعية إلا العمل السياسي ، لا نعلم أن طائفة أو جماعة أو أمة توجد اليوم على وجه الأرض أنه لا ينقصها إلا أيش ؟ العمل السياسي ، العمل السياسي في اعتقادي إنما يأتي بعد زمن واستعدادات جمة تقوم بها الطائفة المنصورة التي جاء ذكرها في الحديث المشهور المتواتر عن الرسول عليه السلام ( لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خالفهم حتى يأتي أمر الله ) فلذلك أنا لا أنصح أبدا إخواننا الجزائرين بل ولا أنصح غيرهم من المسلمين في كل بلاد الدنيا أن ينصرفوا عن الدعوة ونشر الدعوة المستقاة من الكتاب والسنة إلى العمل السياسي ؛ لأن هذا يرد عليه اعتراضان الأول سبق ذكره والآخر وهذا مهم جدا ألا وهو أن الاشتغال بالعمل السياسي قبل أن تتهيء الجماعة أو الأمة له سيكون صارفا لهم عن المضي في منهجهم في الدعوة إلى الكتاب والسنة وتربية الأمة ليس المقصود فقط الدعوة ، ليس المقصود فقط القول وإنما المقصود القول والعمل به لما نعلم به من الترغيب والتحذير كتابا وسنة من القول دون العمل والعلم دون دون تطبيق لهذا العلم كما قال تعالى في الآية المعروفة : (( يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون ))، لذلك فالاشتغال بالعمل السياسي قبل أن تصل الأمة أو الجماعة إلى مرحلة هذا العمل السياسي ستكون عاقبة أمره أن تنهار الدعوة وأن ترجع القهقرى ، ورب ناس لا يقتنعون بهذه النظرية من الناحية العلمية وحسبهم أن يلقوا نظرة سريعة في بعض البلاد الإسلامية التي وقعت فيها بعض الأعمال السياسية فكان عاقبة أمرهم لم يكن ذلك رشدا ولم يكن توفيقا بل كان عاقبة أمرهم القهقرى والرجوع إلى الوراء في الدعوة فقد كانوا ماضين في دعوتهم كما يأمر الشرع وإذا بهم بسبب النهوض المفاجئ بعمل سياسي لتكون عاقبة أمرهم وعاقبة نهضتهم أن رجعوا القهقرى ولذلك كان من بعض الحكم التي تذكر عن بعضهم قولهم " من استعجل الشيء قبل أوانه ابتلي بحرمانه " وهذا أمر طبيعي جدا قبل أن يكون أمرا شرعيا ؛ ولذلك فنحن نتأسى دائما وأبدا بقوله تعالى : (( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة )) فنبينا صلوات الله وسلامه عليه لو كان هناك قيام بعمل سياسي يستدعي محاربة الكفار ومحاربة المنافقين طفرة واحدة لكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هو الذي ومعه بعض أصحابه هو الذي ينهض بهذا العمل ولكن تلك سنة الله تبارك وتعالى في خلقه ولن تجد لسنة الله تبديلا أنه لابد من اتخاذ الأسباب كما أشار إلى ذلك رب الأرباب في قوله عزوجل في القرآن الكريم : (( وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم ))، وهنا لابد لنا من وقفة يسيرة حينما نقرأ هذه الآية الكريمة (( وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة )) لاشك أن القوة المذكورة هنا هي القوة المادية لكن من هم المخاطبون بهذه الآية الكريمة المتضمنة للإعداد للقوة المادية ؟ وأعدوا أنتم يا أمة محمد بصورة عامة وبصوررة خاصة أنتم يا أصحاب محمد أي أنتم أيها المؤمنون حقا أعدوا القوة المادية ؛ فإذا نستطيع أن نفهم من هذه الآية الكريمة أن هناك قوتين معنوية وهي التي نعنيها حينما نقول لابد من التربية ؛ والقوة المادية القوة المعنوية في الآية تفهم ضمنا لأنها لم تذكر صراحة بخلاف القوة الأخرى وهي القوة المادية فهي صريحة (( وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم )) وقد أشار رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى شيء من هذا المعنى إلى أن القوة المذكورة هنا إنما هي القوة المادية حينما قال عليه السلام : ( ألا إن القوة الرمي ، ألا إن القوة الرمي ،ألا إن القوة الرمي ) ولكن غرضي من هذا التنبيه أن لا يسارع ؛ كثير من الشباب المؤمن المتحمس فيقول يا أخي هذا ربنا يأمرنا بإعداد القوة فنقول نحن هذا حق ولكن في لفتة نظر هنا في أن هذه الاعداد المأمور به من هم ؟ هم المؤمنون حقا على أن أي جماعة توجد اليوم على وجه الأرض كما جاء في السؤال مثلا إذا كانت الدولة لا سمح الله ما أدري في هذا السؤال أو الذي بعده إذا كانت الدولة هنا أو هناك في أي مكان من بلاد الإسلام فكل بلاد الإسلام ينبغي أن تحكم بحكم واحد ، إذا كانت الدولة الحاكمة منعتهم فهل يقومون بالجهاد ؟ هذا سؤال عجيب ، سؤال من لا يدري خطورة هذه المسألة هل يقومون بالجهاد ؟ هل هم أعدوا أنفسهم قبل كل شيء للجهاد في سبيل الله من هذا الإعداد الذي يتقدمه العلم الصحيح والعمل الرجيح إلى آخره أن يكون المسلمون على قلب واحد من هذا الاعداد أن يكون المسلمون الذين يريدون أن يجاهدوا الأعداء أن يكون كلهم على قلب رجل واحد ، هل قاموا بهذا ؟ أنا لا أعتقد أنه توجد طائفة على أرض من أراضي الإسلام الكثيرة والواسعة طائفة متكتلة حقيقة متحاببة في الله مترابطة ارتباطا دينيا وثيقا كما لو كانوا على قلب رجل واحد ، لا أعتقد وجود هذا لكني أعتقد أن هناك أفراد يمشون في هذا الطريق ولكن متى يصلون ؟ هذا ليس من المهم ذلك علمه عند ربي ؛ ثم نفترض أنه وجدت هناك ـ وهذا خيال ـ نفترض أنه وجدت هناك جماعة أو أمة من أمة المسلمين تكتلوا وتحابوا في الله وكانوا على قلب رجل واحد هل تمكنوا حينما يريدون أو يسألون هل يخرجون بالجهاد لمحاربة هؤلاء الذين يقفون حجر عثرة في سبيل الدعوة ؟ أين استعدوا هذا الإعداد الذي أمرنا به في الآية السابقة ، الإعداد المادي (( وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة )) ، لهذا كله أعتقد أن من السابق أوانه أن نفكر بهذا الجهاد المادي والعمل السياسي وإنما علينا أن نمضي قدما في دراسة الإسلام من الكتاب والسنة ومنهج السلف الصالح ودعوة المسلمين إلى هذا الإسلام الصحيح وتربيتهم عليه ثم بعد ذلك يخلق الله تبارك وتعالى ما لا تعلمون ؛ قلت آنفا أنني لا أقصد أن العمل السياسي ليس مشروعا في الإسلام بل هو من الإسلام ؛ لكن قلنا ينبغي أن يكون مستقى من الإسلام وهنا أذكر كلمة أصبحت عندي كما لو كانت حكمة وقد تكون بعض الحكم مناسبة لبعض الأزمان والظروف وليست حكمة مضطردة ، ذلك أنني قلت ولا أزال أقول لأن الزمن لم يتغير منذ سنين يمكن منذ عشرين سنة أو نحو ذلك لما دعيت إلى المخابرات في سوريا واستجوبونا كما تعلمون كثيرا وطويلا بعد أن توضح للمستنطق طبعا هو يمثل البعث في الحكومة البعثية بأنه ليس لدينا عمل سياسي وإنما نحن دعاة وجماعة نصلح الأفكار والأعمال على ضوء الكتاب والسنة ؛ قال إذا انطلق بس لا تعمل في السياسة ؛ هنا وجدت نفسي مضطرا أن أفهم هذا الإنسان أن لا يفهمنّ من كلامي السابق أنه نحن لا نعتقد أن في الإسلام عملا سياسيا فقلت له كلمتك هذه التي تلح فيها أن لا أعمل بالسياسة اضطرتني الآن أن أستدرك ما فاتني من الكلام فأقول قولي سابقا وبياني لوضعي القائم أنني أدعوا المسلمين إلى فهم الكتاب والسنة فهما صحيحا وأن يربوا أنفسهم على هذا الفهم الصحيح ، أريد أن أقول لك لا أعني بذلك أن الإسلام لا يدعوا إلى عمل سياسي ، الإسلام يدعوا إلى عمل سياسي ودولة الإسلام لا تقوم إلا مع السياسة لا أقول إلا بالسياسة ، أرجوا أن تنتبهوا الدولة الإسلامية لا تقوم قائمتها إلا بالسياسة لا إلا بالإسلام مع السياسة أي تطبيق الإسلام في كل مراحل الحياة ومنها إرادة شئون الأمة ؛ فقلت له نحن نعتقد أن العمل السياسي على منهج الإسلام هو من الإسلام ولكن وهنا الشاهد قلت لهذا الرجل ولكن نحن نرى الآن أن من السياسة ترك السياسة ، نرى الآن أن من السياسة ترك السياسة ، الآن ليس إلى الأبد وآخر الزمان ؛ ولهذا أنا نصيحتي  لإخواننا في الجزائر أن يستمروا في الدعوة ؛ والحقيقة أن استمرارهم في الدعوة سوف يكلفهم جهودا جبارة وإذا انصرفوا إلى ذلك فسوف يجدون أنفسهم لا يفكرون فيما يسمى الآن بالجهاد وهو الخروج على الحكام ، ذلك لأن الدراسة لفهم الإسلام كما أنزل على قلب محمد عليه الصلاة والسلام هذا يحتاج إلى جهود متوافرة من جمع كثير من المسلمين من علماءهم ليدرسوا هم ليدرسوا الإسلام حتى يدعوا الآخرين إلى هذا الإسلام ثم يربوا عليه ، ونحن نعلم الحكمة القائلة " فاقد الشيء لا يعطيه " أنا مثلا قرأت في العدد الذي قدمته إلي وهو منهج لنهضة برنامج الجامعة الإسلامية فشعرت تماما أن هذا المنهج الذي أخذ نحو صفحتين كبيرتين من المجلة أو الجريدة هذا عمل في الحقيقة من الناحية الفكرية عمل جبار وعمل إنسان له تخصص في هذا المجال ؛ لكن شعرت بأنه ليس له فقه في الإسلام وشعرت بأن هذا المنهج الذي سطر باسم النهضة أو ماذا قلنا ؟ الجبهة الإسلامية ، هذا كأنه قدم إليها ، وزينت بلاشك هذه أو هذا المنهج بآيات من القرآن الكريم وأحاديث صحيحة ، وهذا مما أعجبني وشعرت أيضا بأن هذا المنهاج داخله مسحة من الدعوة الإسلامية لكن واضع المنهاج ليس سلفيا إطلاقا ، مع ذلك مع وجود هذه الظاهرة من تأثر هذا المنهج بتوجيه إسلامي سلفي ؛ فقد تنبهت إلى أن الموجهين لهذا النظام المسطور من بعض إخواننا السلفيين هناك هم بحاجة كبيرة إلى دراسة العلم ؛ ذلك لأني مررت بحديث وهو حديث موضوع فكيف تسرب هذا الحديث إلى أذهان الذين لا أقول الذين وضعوا هذا المنهاج لأن الذي وضعه في اعتقادي هو رجل سياسة وليس رجل علم ؛ لكن أعتقد من جهة أخرى بأن هذا المنهاج اطلع عليه بعض إخواننا السلفيين ؛ فإذا كيف انطلى عليهم ذلك الحديث ألا وهو ( من أمسى كالا من عمل يديه غفر له ) هذا حديث موضوع ؛ فنبأني هذا إلى أن إخواننا السلفيين هنا وهناك عليهم أن يتوسعوا في دراسة الشريعة قبل أن يشتغلوا بالعمل السياسي وإلا وقعوا كما يقولون في العصر الحاضر في مطبات لا يستطيعون النهوض منها أبدا ؛ هذا من جهة ومن جهة أخرى ينبغي أن ينبع المنهاج الموضوع لكل جماعة سلفية من ذوات أنفسهم وليس أن يقدم إليهم هدية من غيرهم ، ولو أنهم حاولوا أن يعالجوا فيها أو يصححوا فإعتمادهم على غيرهم دليل واضح جدا في هذا المجال وهو المجال السياسي ، اعتمادهم فيه على غيرهم معناه بصورة جلية واضحة أنهم لم يصلوا بعد في دعوتهم بحيث أنه لا ينقصهم إلا العمل السياسي ، يضاف إلى ذلك أخيرا أن السلفيين إذا اعتمدوا على غيرهم ممن لم يكن عاش دهرة الطويل في الدعوة السلفية فيخشى أن تشتغل الدعوة لريثما يصل المستغل إلى منصبه الذي كان يسعى إليه بسبب التكتل الجديد ولو باسم دعوة سلفية أو نهضة إسلامية أو ما شابه ذلك ؛ فخشية الاستغلال من الآخرين يجب أن لا نتورط وأن نتعاون مع آخرين لاسيما إذا كان لهؤلاء الآخرين الكلمة العليا والسيطرة الفكرية على الجماعة السلفية فأنا في اعتقادي أنهم إن عاشوا ربع قرن من الزمان بل نصفه في سبيل دراسة الإسلام وتطبيقه على أنفسهم وتربيتهم لذويهم ثم تبليغ ذلك عملا وفكرا هذا يكون أعظم عمل يقوم به المسلمون في أي بلد كانوا وحيثما حلوا ؛ هذا جوابي عن هذا السؤال .

السائل : يا شيخ ما هي نصيحتك لقادة الجبهة الإسلامية للإنقاظ ، نصيحتك إليهم ماذا يفعلون مادام أنهم تورطوا في هذه القضية ؟

الشيخ : والله هذا جواب عن هذا السؤال ، لو كنت هناك لربما أستطيع عليه الجواب ؛ لأن الورطة التي وقعوا فيها كيف ينسحبون منها ؟ يجب أن أعرف الجو يجب أن أعرف الناس الذين انضموا إليهم ولم يكونوا منهم قبل ذلك ، هل هم فرد أو أفراد أو جماعة أو أو ، كل هذا أنا أجهله لكني أقول إنهم عليهم أن يلزموا هؤلاء الأشخاص الطارئين عليهم النازلين في ساحتهم وهم لم يعلمو من قبل أنهم سلفيون مثلا أنت سميت لي اسم اثنين وقرأتهما في البيان ولكنني لا أحفظ الأسماء ولا يهمني الاسم بقدر المسمى هل هم ملتزمون بالسنة ظاهرا ولا أقول باطنا لأن الباطن علمه عند الله لكن الظاهر هو عنوان الباطن كما قال عليه السلام ( ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب ) فهل هم في الظاهر ملتزمون بالدعوة ولا أقول ملتزمون بالسنة فقط لأن السنة مفهومها الاصطلاحي هو ما دون أيش ؟ الفرض ؛ لكن في المفهوم العلمي السلفي السنة هي طريقة محمد عليه السلام كما يشعرنا بذلك قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح ( فمن رغب عن سنتي فليس مني ) فهل هم ملتزمون بالسنة بهذا المعنى ؟

السائل : نعم .

الشيخ : ملتزمون ؟

السائل : ملتزمون .

الشيخ : الرؤساء يعني الذين انضموا إلى الجماعة ؟

السائل : نعم .

الشيخ : آه ، مثلا فهم ملتحون وهم لا يلبسون الألبسة الفرنجية ونساءهم متحجبات وبناتهم كذلك ؟

السائل : نعم .

الشيخ : فهم يظلمون يعملون معهم إلى أن تبدأ أشياء مثل نذر الجو تنبههم بأن الجماعة يمشون عهم على حد قول المثل الشامي السوري يقول " تميت أصلي حتى حصلي لما حصلي بطلت أصلي " هل هذه اللغة مفهومة عندك ؟

السائل : نعم .

الشيخ : يعني يتظاهر هو بالصلاة حتى نال مراده فلما نال مراده أعرض عن الصلاة ؛ فإذا كانوا بهذه المثابة من حيث الظاهر فأنا الآن لا أستطيع أن أقول كيف ينسحبون وقد تورطوا وإنما عليهم بقى أن يراقبوا مراقبة دقيقة جدا وأن يفرضوا منهجهم فرضا ، أنا لاحظت مثلا ملاحظة هي ليست قوية بمعنى ليس لها علاقة بالسنة بالمعنى الذي يتعلق بالفرض لكن بالمعنى الذي يتعلق بالمنهج بصورة عامة ، أول ما قرأت هذا المنهج رأيت كاتبه يفتتحه بالحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبيه وآله وصحبه وسلم كما يفعل الناس تمام ، بينما كان المفروض عليهم أن يرفعوا راية الدعوة السلفية في أول كلمة " إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ... " لكن هذا رأيته أين ؟ رأيته في الداخل لأن الذي كتب ما في الداخل هو غير الذي كتب ما في الديباجة كما يقال ؛ عرفت كيف ؟

السائل : نعم .

الشيخ : فإذا على هؤلاء الإخوان أن يراقبوا هؤلاء وأن يفرضوا عليهم منهجهم في كل كبير وصغير وأنا على مثل اليقين بأنه بعد ذلك ستظهر الحقيقة إما أن يكون مخلصين في الضم في الانضمام إلى الجماعة السلفيين حينئذ فلا مانع من التعاون ؛ لكن لا ينبغي أن يكون هذا التعاون ليصلوا إلى الحكم لأنهم إن وصلوا إلى الحكم لا يستطيعوا أن يغيروا الحكم مادام الرئيس وحاشيته هم أنفسهم غير مقتنعين بالدعوة الإسلامية ؛ فعليهم أن يظلوا في الدعوة حتى ... .

 

الحلبي : ما هو حكم التعليم والتعلم في المدارس المختلطة فإن كان يحرم فما حكم من ماله من أجرة التعليم في هذه المدارس وهل عدم وجود مدارس غير مختلطة يعد عذرا شرعيا لدخولها ؟

الشيخ : الجواب قال عليه السلام : ( إن الله إذا حرم أكل شيء حرم ثمنه ) قد يتساءل ما علاقة الحديث بالسؤال ؟ العلاقة واضحة ، قوله عليه السلام : ( إذا حرم أكل شيء حرم ثمنه ) ذلك لأن بيعه يؤدي إلى أكله فمن باب سد الذريعة لما حرم أكله حرم بيعه ؛ ولذلك من الأمثلة على معنى هذا الحديث ، الحديث المشهور ( لعن الله في الخمرة عشرة أولهم شاربها ثم ساقيها ثم مستقيها ثم عاصرها ثم معتصرها ... ؛ إلى آخره لما لعن التسعة ؟ لكي لا يكون الأول وهو الشارب ؛ فإذا هناك ارتباط بين الغاية وبين الوسيلة ، فإذا كان الاختلاط بين الجنسين محرما وهو كذلك فأي شيء يترتب عليه فهو محرم وبخاصة إذا كان هذا الشيء المترتب على هذا الاختلاط المحرم هو ليس في نفسه فرض عين وإنما هو فرض كفاية ؛ ومن العجيب تساهل بعض الناس اليوم من الذين يريدون تسليك وتمشية الواقع بين المسلمين ولو كان مخالفا للشريعة باسم العلم ، نقول العلم علمان علم نافع وعلم ضار ولاشك أن العلم النافع لا يمكن أن يكون نافعا إلا أن يكون في حد ذاته مطابقا للشريعة ، ... فالعلم لا يكون مرغوبا ولا مقبولا في الشرع إلا إذا كان وفق الشرع وليس مخالفا له ، والموافقة يجب أن تكون من حيث هو علم ومن حيث الأسلوب الذي يوصل به إلى ذلك العلم ؛ فإن اختل أحد الشرطين كان غير مشروع ؛ فإذا قلت آنفا أنا أتعجب من أناس يتساهلون ويفتون إباحة الاختلاط في الجامعات في سبيل طلب العلم فأنا أقول هذا العلم أولا ليس فرض عين ، ليس هو علم شرعي ، وثانيا إذا كان علما شرعيا لنفترض مثلا في بعض الجامعات كلية الشريعة لكن لا نريد أن نغتر بالأسماء واللافتات بل يجب أن ندخل في مضمون هذا العنوان ، كلية الشريعة ماذا تفعل ؟ المفروض أنها تعلم الشريعة حقا المقصود من هذا العلم هو العمل كما سبق الإشارة إلى ذلك آنفا ؛ فإذا كان العلم الشرعي نفسه يعلّم بطريقة الاختلاط فهذا ليس علما شرعيا ، كلنا يعلم أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم حض المسلمين بعامة على أن يؤدوا الصلوات الخمس في المساجد ولا شك أن النساء يدخلن في هذا النص العام أي صلاة الجماعة كما قال عليه الصلاة والسلام : ( صلاة الجماعة تفضل صلاة الفذ بخمس  ـ وفي رواية أخرى ـ بسبع وعشرين درجة )، فهل يدخل وهذا لأول مرة تسمعه فيما أعتقد فهل يدخل في هذا الحديث النساء ؟ الذي يتبادر إلى أذهان كثير من الناس من قوله عليه السلام : ( وبيوتهن خير لهن ) أن النساء إذا صلين في المساجد ليس لهن تلك الفضيلة التي أطلقها الرسول عليه السلام في الحديث الأول ( صلاة الجماعة تفضل صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة ) لمن ؟ للرجال أم للرجال وللنساء ؟ نقول نعم للرجال وللنساء ولكن مع ذلك بيوتهن خير لهن ، فإذا صلت المرأة في المسجد طبعا هنا تأتي الشروط وهي أن تكون متجلببة بالجلباب الشرعي غير متعطرة ولا متطيبة إلى آخر فهي إذا صلت في المسجد فلها مثل أجر الرجال ؛  لكن إن أرادت أجرا أكثر فلتصل في بيتها لقوله عليه السلام ( وبيوتهن خير لهن )، هذا بيحل مشكلة تتعلق وقد ذكرناها أكثر من مرة ، النساء حينما يحججن أو يعتمرن فيزاحمن الرجال في المسجدين ، في الحرمين الشريفين في مكة وفي المدينة ؛ ما الذي يحملهم على ذلك ؟  جهلهم بالمعنى السابق ، ظنهم أن صلاته في المسجد الحرام وفي المسجد النبوي خير لهن من الصلاة في منازلهن وبيوتهن التي نزلن فيها ؛ الأمر ليس كذلك إذا كانت الصلاة في المسجد الحرام بمائة ألف صلاة فالمرأة إذا صلت في بيتها فصلاتها بمئة ألف زائد واحد أو أكثر ، كذلك إذا صلت المرأة في المسجد النبوي فصلاتها بألف لكن إذا صلت في بيتها فريضة فصلاتها في بيتها بألف زائد واحد وأكثر على ما يشاء الله ؛ إذا كان هذا في المساجد وهي كما نعلم من الأحاديث صحيحة لما سئل عليه السلام عن خير البقاع وشر البقاع ماذا أجاب ؟ ( خير البقاع المساجد وشر البقاع الأسواق ) إذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم يحض النساء على الصلاة في البيوت لقوله : ( وبيوتهن خير لهن ) .

 

الشيخ : فمعنى ذلك أن أي بقعة من بقاع الأرض مهما كانت شريفة ونظيفة وإن سماها بعض الجهلة في كثير من البلاد الإسلامية يسمون الجامعة بحرم الجامعة ، هذه تسمية طبعا خائطة لأنهم يشبهون هذه الجامعات ليتها كانت قائمة  على أحكام الشرع ، يسمونها بالأيش ؟ بالحرم تشبيها للجامعة بالحرم المكي والمدني ؛ فإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يحتاط لحشمة النساء وسترهن والبعد بينهن وبين الرجال في خير البقاع  فماذا يكون شأنه بالنسبة للجامعات وهي إن لم تكن شر البقاع كالأسواق لما يقع فيها من اختلاظ فهي على الأقل ليست من خير البقاع وليس هذا فقط مما خطه الرسول عليه السلام في سبيل الفصل بين الرجال والنساء في خير البقاع ، بل هناك أشياء أخرى تسترعي انتباه الباحث الفقيه وتوجب عليه أن لا يأذن أبدا بالاختلاط بين الرجال والنساء في أي مكان آخر ، من ذلك مثلا الحديث المعروف ( خير صفوف الرجال أولها وشرها آخرها وخير صفوف النساء آخرها وشرها أولها ) حتى في خير البقاع فصل النبي صلى الله عليه وسلم أولا بين الرجال وبين النساء فصلا حاسما فلا يجوز للنساء أن يخالطن الرجال في صفوفهم كما لا يجوز العكس للرجال لا يجوز أن يخالطوا صفوف النساء فقد فصل عليه السلام فصلا تاما في خير البقاع بين الرجال وهم يصلون وهم يقفون بين يدي الله تبارك وتعالى ، فجعل الرجال في الأمام والنساء في الخلف ، ولم يكتف بهذا بل قال : ( شر صفوف الرجال آخرها ) لماذا ؟ لأن هذا الصف الأخير يكون دانيا ويكون قريبا من الصف الأول من النساء ، فجعل آخر صف الرجال شر الصفوف كما جعل شر صفوف النساء هو الصف الأول ، كل هذا من باب سد الذريعة ، إن باب سد الذريعة الذي جاء به الإسلام استفاده الغربيون في حياتهم المادية لكن الفضل في تأسيسه وفي تقعيده يعود إلى ديننا ، ها هو الرسول عليه السلام يقول : ( خير صفوف النساء آخرها وشر صفوف الرجال آخرها ) طيب لم يكتف الرسول عليه السلام حتى بهذه التفاصيل بل جاء في صحيح البخاري أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان إذا انتهى من الصلاة مكث في مكانه هنية يقول أحد الرواة وعلماء الحديث اختلفوا ، منهم من يقول إن هذا القول لراوية الحديث وهي أم سلمة ، ومنهم من يقول إن هذا القول لأحد رواة الحديث وهو الإمام الزهري ، وأي ما كان فهو فيه تنبيه إلى تمام الحذر من الشارع الحكيم ؛ فالرسول عليه السلام كان إذا سلم من الصلاة مكث في مكانه هنية ، قال الراوي فكنا نرى أنه إنما يفعل ذلك كي ينصرف النساء قبل الرجال فلا يختلطون في الطريق ، كون النساء انصرفوا بعد ذلك يقوم الرجال ؛ إذا كان الرسول عليه السلام قد شرع بأمر الله تبارك وتعالى من عالي سماه هذا التشريع الدقيق في سبيل إبعاد الجنسين بعضهما عن بعض فماذا نقول نحن في الجامعات هذه في القرن الخامس عشر حيث لا توجد تربية إسلامية هذه التربية الإسلامية بلاشك لا يمكن أن تتصور بأكمل منها بأكمل مما كانت في عهد الرسول عليه السلام ، مع ذلك هو اتخذ هذه الذرائع كلها كي لا يقع مفسدة واحدة ؛ ومن الغرائب ما رواه الإمام أحمد وغيره في سبب نزول قوله تعالى : (( ولقد علمنا المستقدمين منكم ولقد علمنا المستأخرين )) نعم ، نزلت هذه الآية في رجل من الصحابة كان يتقصد الصلاة في الصف الأخير لأنه كان يرى امرأة جميلة تصلي في الصف الأول فكان هو يحاول أن يختلس نظرة ، إذا ما سجد نظر تحت إبطه .

الحلبي : بشر .

الشيخ : لعله يتمكن من رؤية تلك المرأة الحسناء الجميلة ، فأنزل الله عزوجل هذه الآية تربية وتذكيرا وأنه لا تخفى عليه خافية في الأرض ولا في السماء فقال عزوجل : (( ولقد علمنا المستقدمين منكم ولقد علمنا المستأخرين ))، إذا كان هذا وقع في العهد الأنور وفي المكان الأطهر فماذا نقول اليوم فيما قد يقع ، إن لم نقل فيما قد وقع ماذا نقول اليوم في الجامعات هذه التي لم تؤسس على تقوى من الله تبارك وتعالى حدث ولا حرج ؛ ولذلك فنحن نقول لا يجوز الدخول لكل من الجنسين في طلب ذلك العلم الذي هو أحسن أحواله أن يكون فرض كفاية وليس فرض عين ، لا ننصح أحدا من الجنسين أن يطلب مثل هذا العلم في جامعة تقر الاختلاط بين الجنسين ، لا يجوز للشباب الدخول إليها ولا الشابات الانتماء إليها حتى ولو لم يوجد جامعة تتبنى حكم الله عزوجل في التفريق بين النساء والرجال ؛ فللسناء جامعة وللرجال جامعة ، هذا لا يوجد إلا في بعض البلاد الإسلامية بل لعلها هي الوحيدة كما نسمع وما علمت ذلك إلا سمعا ، يوجد في السعودية جامعة خاصة بالفتيات منفصلة تماما عن أيش ؟ الشبان ، ومن تمام حيطة الدولة السعودية في هذا المجال وهذا بالحق مما تشكر عليه أن الأستاذ المدرس للمادة لا يباشر هذه الفتيات وجها لوجه وإن كن الفتيات في الغالب هناك يسدلن على وجوههن مع ذلك فالأستاذ المدرس والملقي لمادته هو لا يقف أمام الفتيات وإنما الفتيات ترونه من حيث هو لا يراهن أي نعم ، أي بواسطة التلفاز فهو يلقي المحاضرة وتعرض هذه المحاضرة كما نشاهد نحن دائما وأبدا رجل يتكلم في مثلا القاهرة في مصر في السعودية فنراه يلقي ونحن هنا كذلك الفتيات هناك لا يباشر المدرس إلقاء الدرس في نفس المكان الذي فيه النساء وإنما من وارء جدر ، لكن النساء يرين الرجل المحاضر  .وهذا بلاشك يعني له تأثير من حيث اغتراف الكلام من فم الأستاذ مع وقوع البصر عليه .

 

الشيخ : ... وإن كان هذا قد يترتب من وراءه أحيانا كما قد بلغنا وهذا أنا في صدد إيداعه في مقدمتي لحجاب المرأة المسلمة قصة فيها عبرة لأنك تعلمون أن السعوديين يتشددون فيما تتعلق بوجه المرأة ، فيقولون حرام عليها أن تسفر عن وجهها ؛ نحن لسان حالنا وأخشى أن يكون لسان قالنا نقول حرام عليكم أن تحرموا شيئا ما حرمه الله ، فحسبكم أن تقولوا بأنه هو الأفضل وهو الأشرع كما ذكرناه في كتابي " حجاب المرأة المسلمة " فهم يقولون يفلسفون رأيهم وهذا يشعرني بأنه لا حجة عندهم شرعية في قولهم بتحريم كشف المرأة لوجهها إذا ما خرجت من دارها ولو كانت متجلببة الجلباب الشرعي ، هذا القرص حرام عندهم أن تظهره المرأة ؛ يبدوا لمن يدرس أدلتهم أنهم يشعرون بأنها أدلة غير ناهضة وليس لها أو فيها حجة ؛ ولذلك يلجئون إلى الرأي وإلى ما يشبه الفلسفة يقولون مش معقول أن الشريعة أن تبيح للمرأة أن تكشف عن وجهها وأجمل ما في المرأة وجهها ؛ فنحن نجابهم في هذا المنطق نفسه ولا نلجأ إليه إلا مضطرين من باب قال الحائط للوتد لم تشقني قال سل من يدقني ؛ فهم يتفلسفون في تسليك رأيهم لما عجزوا عن الاستدلال له بالشرع قالوا لا يعقل أن الشرع يبيح للمرأة أن تكشف عن وجهها وأجمل ما في المرأة هو وجهها ؛ فقلنا وأجمل ما في المرأة عيناها ، فإذا أعموها ولا تجيزوا لها أن ترى الطريق بعينيها وقد كادوا أن يفعلوا ذلك ، كنت أظن هكذا حينما قالوا وفسروا قوله تعالى : (( يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن )) قالوا عن ابن عباس زعموا  (( يبدين عليهن من جلابيبهن )) عين واحدة مش عينين ، عين واحدة ، ما سمحوا لها بالعينتين سمحوا لها بالعين الواحدة ، كنت أستغرب كيف يسمحون بالعين الواحدة والعين من الوجه وهو أجمل ما في الوجه وإذا بي أصل أخيرا إلى أعجب العجب وهو قولهم أن الوجه كله عورة حتى العين الواحدة ؛ الشاهد قلنا لهم إذا امنعوا وحرموا على المرأة أن ترى الطريق ولو بعينها الواحدة حتى وجدناهم يقولون إذا كان هي ما بحاجة أن ترى الطريق فلا يجوز لها أن تكشف ولو عين واحدة ؛ الخطوة الأخيرة قلنا إذا عليكم أن تمنعوا الرجال أن يكشفوا وجوههم أمام النساء بنفس الفلسفة لأنه كما أن أجمل ما في النساء الوجه فأجمل ما في الرجال أيضا الوجه وأنتم تقولون ـ وحق ما يقولون ـ كما لا يجوز للرجل أن ينظر إلى وجه المرأة فكذلك لا يجوز للمرأة أن تنظر إلى وجه الرجل ، مع أنهم يعلمون أن وجه الرجل بالنسبة للمرأة ليس عورة ... من تحريم النظر إلى الشيء أن يكون عورة فقالوا بأن وجه المرأة عورة لماذا ؟ لأنه لا يجوز للرجل أن ينظر إليها ، فقلنا لهم إذا قولوا بأن وجه الرجل عورة أيضا لأنه لا يجوز عندكم النظر من المرأة إلى وجه الرجل ؛ ثم بيت القصيد ما جاء بعد حتى بلغتنا القصة التالية وهي أن امرأة من الطالبات عشقت الأستاذ المدرس لمادته من وراء التلفزيون فهي لم تراه وجاهة وتجاها وإنما رأته من وراء التلفاز ؛ إذا حتى هذه الوسيلة التي اتخذتموها يجب أن تمنعوها لأن المرأة نظرت إلى الرجل ... .