مضمون کے بارے میں

مصنف :

Muhammad Naasiruddeen al-Albaanee

تاریخ :

Thu, Sep 18 2014

قسم :

Fatwa (Q&A)

ڈاؤن لوڈ کریں

سلسلة الهدى والنور - الشريط رقم : 261

الشيخ : ... الآية الأولى : (( فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون )) معليش أنا ما أعتب عليك أنك سألت ، لا ، بس أقول ما ينبغي لك ولأمثالك أن يكونوا رأيًا في فهم آية إلا بعد أن يسألوا أهل العلم ، فهنا الذين يحادون الله ورسوله ، المقصود بهم المشركون , فلا يقصد به مثلا الولد الذي ضربت به مثلاً أنه تارك صلاة ... .

السائل : لا أقصد طفل ولد , إنسان مكلف .

الشيخ : لا , أنا أقصد معك , أي تارك الصلاة أنا أقول الذي تقصده أنت ، الولد ما قصدت ولدا صغيرا ، أنت الآن ذكرتني بحديث , والشيء بالشيء يذكر , جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : يا رسول الله ، أركبني , يعني يريد دابة تحمله  أمامه سفر ، قال للمختص بالإركاب : ( أركبه يا فلان ولد الناقة ) ، قال له : يا رسول الله ، وهل يحملني ولد الناقة ؟ قال له : ( وهل الناقة إلى ولد الناقة ) - يضحك الشيخ رحمه الله - فكلمة ولد باللغة العربية لا تعني معناها صبي غير بالغ ... .

السائل : الشائع حاليًا ... .

الشيخ : معليش ، معليش ممكن أنا غلب عليَّ الفقه الحديثي هذا ، فأنا قلت الولد يعين ولد الابن ولو كان مكلفًا , وإنما المقصود هنا الذين يحادون الله يعني يعادونه ويعلنون عدائه ، فلا ينبغي للمسلم أن يوادد ويحابب هؤلاء ، فما فيها إشكال ، أما إذا كان هناك والد ابتلي بولدٍ , أعيد كلمة ولد ولنقل الآن توضيحًا ولد بالغ مكلف بأنه لا يصلي ، فما ينبغي أن يعاديه لكن ينبغي أن يناصحه ، وأن يلتزم دائمًا توجيهه وتذكيره , ولا يكون كما يفعل اليوم الآباء يتركوا الأبناء ، كما يقولون : يرخوا لهم الحبل على الغارب ، ويخلوه يمشوا ويشرقوا ويغربوا , ويمشوا على كيفهم , ويروحوا السينميات وما يأتون إلى نصف الليل وإلى آخره ، هذا لا ينبغي . كما أنه هذا ليس معناه أنه إيش ؟ يعادوه ويحاربوه كما ... أن يعتني بالولد وأن يسعى دائما لتوجيهه ، كما تعلمون من قوله تعالى : (( قوا أنفسكم وأهليكم نارًا وقودها الناس والحجارة )) والآية الأخرى : (( وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها لا نسألك رزقًا نحن نرزقك والعاقبة للتقوى )) ، (( وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها )) إيش معناها ؟ صل ، وهذا الأمر أيضًا لا تقول : والله أنا أمرته ما فيه فائدة ، لا ... .

السائل : (( اصطبر عليها )) ؟

الشيخ : اصطبر على الصلاة طبعًا ، (( وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها )) فالشاهد أن الأمر ينبغي أن يتكرر من الوالد لابنه حتى يشعر بأن هذا الولد تأثر بنصيحة والده ، لكن لا ينبغي معاداته .

السائل : لم أقد هذا , قد يكون قريب أو صديق أو جار ... .

الشيخ : معليش ، إذا كان الابن - بارك الله فيك - فمن باب أولى الآخرون .

السائل : أمس الأخ سأل سؤال عن العمة ، عملت منكر وتم إقرار مقاطعتها ... .

الشيخ : لا ، هذا شيء آخر ، أنت ما عم تسأل - بارك الله فيك - عن المقاطعة ، أنت تسأل عن الآية المواددة والمحاببة ، المقاطعة وسيلة في الإسلام تأديبية ، المقاطعة في الإسلام وسيلة تأديبية ، أنا قلت للرجل : نعم ما فعلت فعلاً ؛ لأن ربنا يقول : (( وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان )) فإذا الابن زنا ، والأم أقرته على الزنا وما أنكرته , والولد هذا ما أدري شو يكون هو بالنسبة لها ، عمتك له ؟

السائل : نعم .

الشيخ : آه ، فأقرها أيضًا , معناها رايح يصيب المسلمين ما أصاب اليهود ، (( كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون )) فالمقاطعة هي وسيلة تربوية شرعها الرسول عليه السلام مع خيرة من خيرة أصحاب الرسول - عليه السلام - وهم الثلاثة الذين خلفوا ، تعرف هذه القصة يمكن في القرآن الكريم .

حيث أعلن الرسول - عليه السلام - أنه سيتوجه للغزو والجهاد فثلاثة منهم تأخروا وانشغلوا , وفعلاً تخلفوا , وأحدهم اسمه كعب بن مالك كان من خيرة أصحاب الرسول - عليه السلام - بعد أن رجع الرسول من الغزو ندم على ما فعل ، وهو كل يوم يقول : اليوم بروح واليوم بروح وشُغل ، فلما رجع الرسول - عليه السلام - وجاء المتخلفون وفيهم كثير من المنافقين كل واحد يقدم العذر , والرسول يقبل العذر ، يقول هو عن نفسه هذا لما جئت عند الرسول - عليه السلام - قال : " والله يا رسول الله إني لأعلم أني أوتيت نطقًا وكلامًا أنني أستطيع أن أقول كما قال الآخرون ، ولكني أعلم أيضًا أنني أخشى أن أقول خلاف الواقع ، فيفضحني الله - تبارك وتعالى - " فأقر الرجل بأنه تخلف ، فأمر زوجته بأن تذهب إلى دارها , دار  أهلها ، وأمر الصحابة بأن يقاطعوه هو واثنين آخرين ممن تخلفوا ، وهكذا خمسين يومًا ، ويحكي هذا الرجل كعب بن مالك الحالة النفسية التي أصيب بها كما عبر الله - عزَّ وجلّ - : (( حتى إذا ضاقت عليهم الأرض بما رحبت )) يعني كان يهم أن يطلع على جبل ويلقي نفسه , كل ما شاف شخص السلام عليكم السلام عليكم لا أحد يرد عليه السلام ؛ لأن الرسول أمر بالمقاطعة ، فكانت هذه المقاطعة سبب لتزكية نفوس هؤلاء وندمهم على ما فعلوا بالتخلف عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى أنزل الله - عزَّ وجلّ - التوبة عليهم ، فالمقاطعة أمر مشروع مرغوب في الواقع ، ولكن فيها دقة ويجب أن توضع في مكانها ، والناس أيضا هنا كثير من المسائل ما بين إفراط وتفريط ، اسم المقاطعة اليوم لا ذكر لها على ألسنة الخطباء والمدرسين ، لماذا ؟ لأنه أنا أقول في كثير من الأحيان لما أُسأل أقول يا أخي إذا أقاطع الناس كلها معناه أنك تروح إيش .؟ نزوي على رأس جبل ولا تخالط الناس ، لكن بدك تصبر بدك تصبر ، لكن لما تكون العلاقة بين شخص وشخص قريبه فهنا المقاطعة يكون لها تأثير ، أما مقاطعة الناس كلها فهذا لا يُمكن ، لذلك قال عليه السلام : ( المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خير من الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم ) .

 

الشيخ : تفضل , ما تكون نسيت سؤال .؟

السائل : لا .

الشيخ : تفضل .

السائل : يقول الإمام أبو حنيفة - رحمه الله - في الفقه الأكبر ، ينقل ذلك صاحبة الطحاوية ، بالنسبة للقرآن الكريم يقول : " والقرآن على الألسنة مقروء ، وفي الصدور محفوظ ... " إلى آخر قوله يقول - وهذا الشاهد إن شاء الله - : " وقولنا بالقرآن مخلوق " يقول الحكمي , عالم من علماء السعودية رحمه الله , يقول : " من قال قولي بالقرآن مخلوق فهو جهمي ، ومن قال غير مخلوق فهو مبتدع " ومعلوم أن الاثنين عقيدتهم سلفية والحمد لله ، ومن العلماء الأجلاء ، فما القول في أقوال العلماء ؟

الشيخ : يختلف الأمر يا أخي بين القصد , وهذا الخلاف في الواقع وقع بين الإمام البخاري إمام المحدثين ، والإمام الذهلي أيضًا من كبار أئمة الحديث في بخارى , حتى قام الذهلي على البخاري واضطره إلى أن يهجر بلده ، المسألة فيها دقة من حيث التعبير , وما كنت أحب أن يُلقى مثل هذا السؤال في مثل هذا الجمع ؛ لأنه أشبه ما يكون الجواب بالفلسفة ، وقد يشرد بعض الأذهان عن المراد بهذا المكان ، فيقع المحذور الذي يقول : أنه من قال لفظي بالقرآن مخلوق فهو جهمي ، تقع هذه المشكلة نفسها ، لماذا قال الإمام أحمد هذه الكلمة وغيره ؟ لأن هذه ذريعة لكي يقول القائل أن القرآن مخلوق , ذريعة ، خطوة ، أما التدقيق وهو الذي عناه البخاري أنه أنا , أنا تلفظي أنا ، فأنا تلفظي حادث بلا شك ، وأنا أتلفظ بالقرآن الآن ، فأقول : (( الم )) ، تلفظي أنا هو حادث ومخلوق ، لكن لما أقول أنا لفظي بالقرآن مخلوق ، قد يفهم بعض الناس أنه القرآن نفسه إيش ؟ هو المخلوق ، ولذلك فالإمام أحمد وبخاصة أن ذاك الزمان كان زمن الصولة والدولة للمعتزلة ، فأراد الإمام أحمد قطع دابر كل وسيلة تؤدي إلى تأييد الجهمية والمعتزلة ونحو ذلك , وإلا إذا عرفنا قصد المتكلم كما أقول أنا الآن : لفظي أنا لما أقول أنا " ألف لام ميم " لفظي أنا هذا مخلوق لأني أنا مخلوق ، لكن الله الذي تكلم به فكلامه غير مخلوق ، هذا هو المقصود يعني .

 

الشيخ : نعم .

السائل : لو أن إنسان لبس الخفين على طهارة ثم انتهت مدة المسح وهو على وضوء ، قال بعض الفقهاء يلزمه غسل القدمين ، وقال البعض الآخر فهو على وضوئه ما لم يُحدث , فأيهما الأصح ؟

الشيخ : هو القول الأخير , هو على الوضوء ما لم يُحدث ، أي انتهاء المدة لا ينقض الوضوء إلا بناقض من نواقض الوضوء ، كما أن خلع الممسوح عليه لا ينقض الوضوء إلا بناقض من نواقض الوضوء .

 

السائل : في نفس السؤال يا شيخ ، هو لابس الخف أحدث ، توضأ من جديد ، فمسح على الخفين انتهت المدة أو خلع الخف هل يحتاج وضوء آخر جديد ؟

الشيخ : ما فهمت .

السائل : لبس خف على وضوء على طهارة , وهو لابس الخف أحدث ، بحاجة إلى وضوء توضأ فسمح على الخفين ، انتهت مدة الخف أو أنه خلعه بأي طريقة , هل يوجب عليه هنا أن يتوضأ من جديد ؟

الشيخ : انتقض وضوءه أم لم ينتقض ؟

السائل : لم ينتقض .

الشيخ : هذه هي سبق الجواب ، ما انتقض وضوءه ، ألم يكن متوضأ ونزع الخفين ؟

السائل : قبل أن ينزعهم انتقض وضوءه وتوضأ وهو لابسهم .

الشيخ : ومسح عليهم ؟

السائل : مسح عليهم .

الشيخ : خلاص ، لا يزال على وضوئه ، قلنا لا ينتقض إلا بخروج ناقض من نواقض الوضوء وخلع الخفين أو انتهاء مدة المسح لا ينقض الوضوء .

 

السائل : سؤال في معاملات البيع والشراء يا أستاذنا , جرى في هذه الأيام البيع أحيانًا يكون البيع إلى أجل مسمى ، وأحيانًا يكون هذا الأجل طويل ، تعرف مقابل هذا الشيء نأخذ شيكات ، تمر على الإنسان ظروف يكون في حاجة إلى أشياء نقدية ، إذا جاء صاحب هذا الشك وعرض على الذي أعطاه الشك أن يخفض قيمته مقابل أن يأخذ نقدًا ، أو العكس إذا أحس الذي أعطى الشك أن هذا الإنسان الذي معه شك بحاجة لفلوس وساومه على الشك ، أنه أعطيني الشيكات التيمعك ، واخصم لي منهم كذا ، هل هناك فرق بالحالتين , وإذا بيع الشيك إلى إنسان آخر غير صاحب الشيك ، فصار عندنا ثلاثة حالات :

الحالة الأولى : أنا الذي أملك الشيك عرضته على الإنسان الذي أعطاني الشيك .

الحالة الثانية : الذي أعطاني الشيك هو الذي عرض علي المبلغ من المال مقابل الشيك .

الحالة الثالثة : هي أن إنسان آخر لا صلة له بالشيك قال أنا أشتري الشيك .

الشيخ : بأنقص من قيمته ؟

السائل : بأنقص من قيمته .

الشيخ : في كل حال بأنقص من قيمته ؟

السائل : أينعم .

الشيخ : أينعم ، يعني الصور الثلاثة العلة فيها التي هي أنقص من قيمة الشيك , طبعًا لا يجوز إطلاقًا لأن هذا ربا ، لا يجوز أن يباع السند الذي قيمته ألف بتسع مائة مثلاً ؛ لأن هذا شراء النقد بأقل من قيمته ، وهذا عين الربا ، ولكن الذي يجوز، يجوز لصاحب الحق أي لمالك الشيك أنه يتنازل عن حقه عند المدين ، فيريد منه ألف مثلا يأخذ منه تسع مائة بدل الألف , هذا يجوز ، أما بطريق البيع والشراء بأقل فهذا لا يجوز .

السائل : إذا كان المدين هو الذي عرض يعني صار أني أنا بحاجة إلى نقود ، وفاوضني على الشيك , هل هذه تشبه الحالة الأولى .؟

الشيخ : المدين هو ساومك مساومة أم هو لا يستطيع أن يفي ما عليه ؟

السائل : لا , هو يستطيع .

الشيخ : فإن كان مساومة فلا يجوز .

السائل : هو يستطيع ، لكن الشيك إلى أجل .

الشيخ : أنا أجبتك ، إذا كان هو لا يستطيع الوفاء ، فيريد الدائن أن يخفض فله ذلك ، أما إذا كان يريد يساوم ويتاجر يعني يشتري الأكثر بالأقل فهذا لا يجوز , الصور كلها واحدة .

السائل : يعني سواء كان المدين أو غير المدين ؟

الشيخ : كلها واحدة ما دام القصد شراء الأكثر بالأقل ، أما المدين له علاقة خاصة به إذا عجز مثلاً أو ضاق ضرعًا بالوفاء بالألف ، فجاء صاحب الحق قال له : يا أخي أنا أتنازل لك عن المائة وفيها التسعة ، فهذا يجوز ، أما مرابحةً وتجارةً فلا يجوز .

 

الشيخ : نعم .

السائل : خلو الرجل حكمه ؟

الشيخ : خلو الرجل - بارك الله فيك - له صورتان ، التعبير هذا ولو أنه تعبير عامي ، لكن إما أن يكون معناه متحققًا أو غير متحقق ، وذلك : دار أو عقار لم تسكن بعد ، لا يصدق فيها هذا التعبير خلو رجل , لأنه ما داهستها قدم ، واضح , فإذًا هذا من باب أكل أموال الناس بالباطل فلا يجوز قولاً واحدًا ، لكن أنت في دار أو في عقار , وهذا طريق أو سبب لاكتساب الرزق الذي كتبه الله لك ، يأتي إنسان ويعرض عليك أنك تخل لي هذا المكان , هذا اسمه خلو رجل فعلاً ، تخل لي له المكان طبعا مقابل شيء ؛ لأنه أنت رايح يصيبك شيء من العجز أو التأخر فيما إذا تركت هذا المكان وتنتقل إلى مكان آخر ، فأنتما وما اتفقتما عليه ، وهو حلال لأن المؤمنون عند شروطهم ، أما تبنى بناية جديدة ولس ما سُكنت ، ويعلن أنه خلوه كذا , والأجرة السنوية أو الشهرية كذا ، فهذا مما أُصيب المسلمون في العصر الحاضر من أكل أموال الناس بالباطل ، نعم .

 

الشيخ : نعم .

السائل : عفوًا شيخنا ، تذكرت قضية الله يكرمك ، بالنسبة للإنسان أن لا يتكلم القرآن بفهمه ، والله - تبارك وتعالى - جعل القرآن عربي مبين مُيسر ، فما الدليل على أن الإنسان لا يجوز أن يتكلم بالقرآن بفهمه , وخاصة أن القرآن عربي ، كما أخبر الله تبارك وتعالى . ؟

الشيخ : نعم ، هذا السؤال جيد ، أولاً يا أخي يجب أن لا ننسى أن كثيرًا من الأعاجم استعربوا , وأكثر العرب استعجموا , صحيح ؟

السائل : نعم .

الشيخ : فقولك بأنه نزل بلسان عربي صدق الله ، لكن أين العرب اليوم ؟ العرب نسوا لغتهم ونسوا عاداتهم ونسوا تقاليدهم ، وما بقي منهم إلا ندر قليل مما كانوا عليه من قبل ، هذا أولاً .

ثانيًا : وهذا يقال حتى بأهل العربية سليقة وأهل العربية اكتسابًا ، القرآن له لغتان : لغة عرفية أي اللغة العربية التي نزل بها القرآن ، وأخرى لغة شرعية أي اصطلح الشارع عليها ، ما كانت العرب من قبل تعرف لبعض الألفاظ معانيها , مثلاً : (( أقيموا الصلاة )) الصلاة في اللغة التي نزل بها القرآن هي الدعاء ، لكن الصلاة في لغة الشرع تعرفوا لها أركانها لها واجباتها ، لها شروطها إلى آخره ، فلو أتينا لرجل مستشرق استعرب وعرف اللغة العربية وآدابها وكل أساليبها , لكن لا يعرف من اللغة الشرعية شيئًا ، وقرأ أقيموا الصلاة ما راح يفهم كما نفهم نحن معشر المسلمين اليوم أنه الصلاة لها ركوع ولها سجود ، ولها تشهد ويقرأ في الركعة الأولى كذا والأخرى كذا إلى آخره ، لماذا ؟ لأن هذه لغة خاصة لغة شرعية ، والذي يوضح هذا بعض الأحاديث الصحيحة ، مثلاً قال عليه السلام ذات يوم لأصحابه : ( أتدرون من المفلس ؟ ) طبعًا يعرفوا المفلس ، قالوا : " المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع " قال : ( لا ، المفلس فيكم من يأتي يوم القيامة وله حسنات كأمثال الجبال ، يأتي وقد ضرب هذا وأكل مال هذا ، وشتم هذا ؛ فيأخذ هذا من حسناته وهذا من حسناته وهذا من حسناته ، حتى إذا لم يبق من حسناته شيء ، أخذ من سيئاتهم فطرحت عليه فطرح في النار ) إذًا المفلس في اللغة الشرعية له معنى غير معنى هذه اللفظة في اللغة العرفية العربية ، كذلك مثلا قوله عليه السلام : ( أتدرون من الصرعة ) قال : الصرعة الذي يصارع الناس فيصرعهم ، أو قال لهم : ( أتدرون من الشديد ؟ ) ، قال : ( لا ، ليس الشديد بالسرعة ولكن الشديد من يملك نفسه عند الغضب ) ، هذه المعاني لا يمكن أن يفهمها العربي الأصيل إلا إذا كان معتمدًا على أحاديث الرسول - عليه السلام - التي تعتبر بيانًا للقرآن كما قال - عزَّ وجلّ - فيه : (( وأنزلنا إليك الذكرى لتبين للناس ما نزل إليهم )) حتى الصحابة أنفسهم وهم العرب الأقحاح أشكل عليهم آية في القرآن الكريم .

السائل : (( وفاكهة وأبا )) .

الشيخ : لا , هذه تبع أبو بكر ، الآية أظن في سورة لقمان (( إن الشرك لظلم )) لا ، ليس هذه الآية ، هو الرسول أجاب بهذه الآية ، فيه آية في القرآن الكريم ذكر فيها الظلم ، إذا كان فيكم قارئ .

السائل : (( الذين آمنوا ولم ... )) .

الآية : (( ولم يلبسوا إيمانهم بظلم )) , أنت جبتها الآن , قالوا : يا رسول الله ، إذًا كلنا هالك ، أينا لم يلبس إيمانه بظلم ، قال : ( ليس ذاك ، ألم تسمعوا قوله تعالى : (( إن الشرك لظلم عظيم )) ؟ ) فهذه الآية فهم أصحاب الرسول ما خالط إيمانهم ظلم ، أي من ظلم الناس بعضهم لبعض ، وهم الصحابة ، فالرسول فسرها لهم بآية لقمان : (( إن الشرك لظلم عظيم )) فإذًا لا يمكن لإنسان ولو كان عربيًا أصيلاً أن يستقل بفهم القرآن إلا من طريق الرسول - عليه الصلاة والسلام -

 

الشيخ : تفضل.

السائل : أتيت بأخ لي بلغ من العمر سن كبير , ولا يصلي ولا بشيء من تعاليم الإسلام،

الشيخ : الله أكبر .

السائل : فأقول له يا أخي بلغت من العمر، والله سبحانه وتعالى منعم عليك صحة ومال وكل شيء ، لماذا لا تصلي ؟ قال : كيف أصلي وأنا قاتل ؟! قتل أثناء وظيفته , وهذه عنده كعودة دائمًا ، كيف أصلي وأنا قاتل وأنا عارف حالي إلى النار ؟! فأفدني بماذا أجيبه ؟

الشيخ : سامحه الله،  هذه مشكلة الجهل ، قال تعالى : (( وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما * والذين يبيتون لربهم سجدًا وقياما * والذين يقولون ربنا اصرف عنا عذاب جهنم إن عذابها كان غراما * إنها ساءت مستقرًا ومقاما * والذين إذا أنفقوا لم يُسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما * والذين لا يدعون مع الله إلهًا آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلقى أثاما * يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا * إلا من تاب وآمن وعمل عملاً صالحًا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورًا رحيما )) فإذًا هذا الإنسان عليه أن يتوب إلى الله - عزَّ وجلّ - وكما قال - عليه السلام - في الحديث الصحيح : ( الندم توبة ) فإذا كان هذا كما تنقل عنه ندم على قتله لذاك الإنسان ، فهذه توبة , فلماذا لا يصلي؟ أنا أخشى ما أخشاه أن يتخذ الذنب الذي وقع منه مرة في حياته تبريرًا لآثامه وذنوبه المتكررة , وهي مُثابرته على ترك الصلاة .

السائل : سألته كيف حدث القتل ؟

السائل : قال: كنت في الجبهة في زيارة لبعض المواقع كان في مركز رئيس . وأحسست بإحساس الجندي أننا أصبحنا مستهدفين لقذائف العدو ، طلبت من آمر السرية الموجودين أن يأمر أعضاء السرية بالتفرق فأبى ، فما كانت هي إلا لحظات حتى سقط عليهم القذائف ، وكان من نتيجتها أن قُتل من السرية ست عشر واحدًا ، قائد السرية ومعاونه كانوا سليمين ، فيقول له هذا جزاء مخالفتك للأوامر ، مع الوضع الحرج الذي كانوا موجودين فيه قائد السرية شتمه ، فلما شتمه ... .

الشيخ : رماه .

السائل : كمل عليه وقتله ، هذه القصة التي هي رواها ... .

الشيخ : معليش ، بس هذه صورة يعني ما تنجيه من إثم القتل ، وإن كان يعني قتل من نوعية غير نوعية الاعتداء المباشر ، نعم ، لكن على كل حال أرجو أن تكون قد فهمت الجواب ، أنه لو واحد قتل إنسان ظلمًا وبغيًا وعدوانًا دون أي تأويل كهذه التأويل الذي تنقله عن صاحبك هذا , لو قتل هكذا عاملاً متعمدًا عن سابق عزم وتصميم ، فهذا إذا تاب إلى الله - عزَّ وجلّ - قبل الله توبته ، أنا أرجو أن تنقل ما سمعت , أنا أخشى ما أخشى أن يتخذ هذا القتل ولو بهذه الصورة وسيلة له أن لا يصلي , فيتخذ الذنب وسيلة لذنوب متراكمة عليه . أما أن تتوب إلى الله - عزَّ وجلّ - والله - عزَّ وجلّ - يقبل التوبة : (( يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً )) فهكذا تبلغه إن شاء الله .

 

الشيخ : غيره فيه شيء .؟

السائل : فضيلة الشيخ فيه ثلاثة يتامى ، اثنين عندهم استعداد للتعليم والثالث ليس فيه إجابة يعني ، أرجو من سيادتك الإفادة .؟

الشيخ : الثالث ليس عنده استعداد للتعليم , طيب إيش السؤال .؟

السائل : يعني هل علي ذنب إذا لم أعمله ؟ الثلاثة في التعليم .

الشيخ : أنت تقول دخلتهم المدرسة الاثنين ... .

السائل : أحاول في الثالث حتى يمشي بالتعليم , مش عايز يمشي أبدًا .

الشيخ : أنت اعمل واجبك وبس , ما عليك إثم .

 

الشيخ : نعم .

السائل : أثناء جدال اليوم مع بعض الأخوة ذكرنا النصارى واليهود والكتب السماوية ، فقلت لهم أنا مما أعرفه أنهم كفرة ، فقالوا هم أصحاب كتب سماوية ، قلت لهم نعم هم أصحاب كتب سماوية ,أئتني بالكتاب الأصلي؛ لأن الإسلام جب ما قبله، هل كلامي هذا خاطئ أو كان صوابًا ؟

الشيخ : صواب يقابله خطأ مش خاطئ؛ خاطئ يعني مذنب ... .

أنا بقول أخطأت بعضًا وأصبت بعضًا؛ لأنك قلت هاتوا الكتب السماوية التي أنزلت، ما في حاجة , لو كانت موجودة كما أنزلت، فقد نسخت بشريعة محمد - عليه الصلاة والسلام - الكلام الأخير تبعك هو الصواب، يعني شريعة الإسلام نسخت الشرائع السابقة، حتى لو كانت كما أنزلت، وكيف وهي محرفة كما أشرت أنت في كلامك، وقد جاء في الحديث الصحيح أن النبي - صلى الله عليه وسلم - رأى ذات يومٍ في يد عمر بن الخطاب صحيفة يقرأ فيها، قال: ( ما هذا؟ ) قال: " هذه صحيفة كتبها لي رجل من اليهود " فقال - عليه الصلاة والسلام - مغضبًا: ( أمتهوكون أنتم كما تهوكت اليهود والنصارى؟! والذي نفس محمدٍ بيده لو كان موسى حيًا ما وسعه إلا إتباعي )، ( لو كان موسى حيًا ما وسعه إلا إتباعي ) فلو كانت صحف إبراهيم وموسى كما أنزلها الله على إبراهيم وموسى بعينها غير محرفة ولا مبدلة، لم يجز لليهود ولا للنصارى إلا أن يتبعوا نبينا - صلوات الله وسلامه عليه -؛ لذلك الآيات التي تعرفونها بالقرآن والتي منها : (( وما أرسلناك إلا رحمةً للعالمين )) فدعوة الرسول - عليه السلام - دعوة عامة ليست خاصة بالعرب كما يدعي اليهود قديمًا وحديثًا، وقد روى الإمام مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ( ما من رجل من هذه الأمة ) أمة الدعوة ( من يهودي أو نصراني يسمع بي، ثم لا يؤمن بي إلا دخل النار )، ( ما من رجل من هذه الأمة من يهودي أو نصراني يسمع بي ) يعني بالرسول - عليه السلام - ودعوته ( ثم لا يؤمن بي إلا دخل النار )؛ ولذلك فمن يقول أن هؤلاء أهل كتاب، فالجواب من ناحيتين:

أولاً: أهل كتاب محرف.

وثانيًا: كما سمعت أخيرًا: لو كان غير محرف لوجب إتباع الرسول؛ لأنه موسى لو كان حيًا لوجب عليه اتباع الرسول - صلى الله عليه وسلم -، عيسى - عليه السلام - حينما ينزل في آخر الزمان يحكم بشريعة الإسلام؛ لأن شريعة الإنجيل ألغيت ونسخت بشريعة الإسلام، نعم.

السائل : في شيء هنا متبع أو عادة لما الإنسان يقول للإنسان، يقول له دق على الخشب، هذه لها تفسير عندنا في الدين؟

الشيخ : إيش هذه؟ والله أنا ما سمعتها إلا اليوم.

السائل : أنا يلي سمعته من بعض الأخوة يقصد بها الصليب.

الشيخ : أنا والله أول مرة أسمع هذا الكلام..

السائل : موجود هذا.

الشيخ : على كل حال ... .

السائل : من باب التشاؤم والتفاؤل ... .

الشيخ : نعم .

السائل : عفوًا ، في المقابل هنا نتكلم على أهل الكتاب , هل يجوز للمسلم أن يعمل عند أهل الكتاب كالنصارى أو اليهود؟ وإذا أُمروا بمعصية الله مثل واحد في رمضان يعمل عند واحد نصراني أمره بمعصية بعمل يعمله وهو شاي، هل له أن يخالفه حتى لو أدى لتركه العمل ؟

الشيخ : طبعًا يجب عليه ذلك، ولذلك أردت أن أقول لكن أنت تابعت في السؤال، فالمتابعة أوضحت السؤال، ولم يبق مجال للسؤال؛ لأنه واضح : ( لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ) فأدرت أنا أقول: يجوز للمسلم أن يعمل عند النصراني وعند اليهودي إذا كان عمله مشروعًا جائزا في الشرع، أما إذا كان عمله مخالفًا لدينه فيجب أن يستقيل منه بأول لحظة، أما من حيث جواز العمل عن غير المسلم فعندنا بعض الأحاديث أن عليًا - رضي الله عنه - عمل عند يهودي يومًا مقابل كل دلو ينضحه من البئر بتمرة، يسحب له دلوا من البئر بتمرة، الذي عمل هو علي بن أبي طالب، وصاحب العمل هو يهودي، يجوز هذا، أما يقول له بدك ما تصلي مع الجماعة، كما يفعل الكثير من المسلمين اليوم فضلاً عن اليهود والنصارى , كثير من الإخوان المصريين يسألوني هذا السؤال : أنا أعمل في المطعم، أعمل في شركة، لا يُسمح لي أن أصلي صلاة الجماعة في المسجد، بل لا يسمح لي أن أصلي صلاة الجمعة في المسجد , فأقول له يجب أن تشترط عليه أنك حر تصلي كل الصلوات لما تكون عنده في المسجد، وبخاصة صلاة الجمعة، فإن أبى قل له : السلام عليكم واترك العمل ورزقك على الله، أظن انتهى جواب السؤال، واضح ؟

السائل : واضح.

 

السائل : على نفس السؤال هذا , لكن على الإجابة القديمة يعني : ( من سمع بي ولم يتبعني دخل النار ) ولكن من لم يسمع بالرسول - صلى الله عليه وسلم -؟

الشيخ : الجواب في الحديث، الحديث كما يقول علماء الأصول له منطوق وله مفهوم، منطوقه: ( وسمع بي )، مفهومه: ( ولم يسمع بي ) ما يدخل النار، أي : في كل عصر وفي كل مصر يوجد غير مسلمين، سواءً كانوا يهودًا أو نصارى أو بوذيين أو دهريين أو أي شيء، غير مسلمين، هؤلاء يدور أمرهم بين واحد من اثنتين لا ثالث لههما: إما أن يكون بلغته دعوة الرسول - عليه السلام - أو لم تبلغهم، فإذا بلغته عرفت الجزاء من نفس الحديث، وإذا لم تبلغه فليس له هذا الجزاء، هذا هو الجواب عن سؤالك، ماشي؟

السائل : ماشي .

الشيخ : أو فيه شيء .؟

السائل : لكن نحن نسأل عن المصير، هل يجب أن أكون متبع دين معين، إذا لم يصل دين الإسلام، هل يحاسب على أعماله الشخصية، أو يصل إلى معرفة الخالق أو وحدانية الخالق ... ؟

الشيخ : أنت يا أستاذ، الحقيقة يكون في ذهنك أسئلة كثيرة جدًا، تظن لما توجه سؤال واحد لازم يكون هذا متضمن لكل الأسئلة، أنت كان سؤالك، وإذا لم يسمع، جاءك الجواب، الآن أنت تقول هل يحاسب؟ هل كذا؟ هل كذا؟ إلى آخره، كل سؤال له جواب، ما في عندي مانع أي إنسان يسأل سؤال وفي مطلع هذه الجلسة قلنا الذي عندنا جوابه بنجاوبه وإلا وكلنا العلم إلى الله - عزَّ وجلّ - لكن لازم يكون السؤال واضح، سؤالك أولاً قال : وإذا لم يسمع أخذت الجواب، إذا لم يسمع لا يكون له هذا الوعيد، ماشي؟

السائل : معروف.

الشيخ : معليش، لكن بقي في سؤالك ثاني الآن، حدد لي إياه حتى أجيبك عليه , شو سؤالك الثاني؟

السائل : ناس لم تصلهم رسالة محمد - صلى الله عليه وسلم - مثل الإسكيمو في أي مناطق العالم .

الشيخ : قلنا لك.

السائل : حسابهم هنا يتم، نعلم أنه : وما من قرية إلا أتاها من رسول . هل الجماعة هنا يتبعوا دين معين إذا حوسب مثلا, اتبعوا النصرانية يحاسبوا على دين النصرانية؟

الشيخ : يا أخي سبق الجواب - بارك الله فيك - إما سمع بالإسلام أو لم يسمع، إذا سمع بالإسلام ولم يؤمن فهو في النار، إذا لم يسمع فليس في النار، أي لا يحاسب هذا الحساب الذي يحاسب عليه من سمع.

السائل : بارك الله فيك.

الشيخ : لا، لا اسمح لي شوية؛ لأنه أنا شاعر أنه هو ما أخذ الجواب، ما دام أنه لم يسمع بالرسول - عليه السلام - فهو ليس في النار، فسؤالك الآن شو هو: هل يُحاسب؟ كيف يحاسب وهو لم تبلغه الدعوة؟

السائل : نحن نعلم، أو من خلال قراءة التفاسير أن الطفل الصغير يحاسب.

الشيخ : كيف يحاسب؟

السائل : يمتحن , في كذا تفسير يعني القرآن والتفاسير أنه الطفل الصغير , إذا مات طفل غير مبلغ سنتين أو خمس سنوات أو أقل أو أكثر تحت التبليغ، فإنه يمتحن يوم القيامة من الله سبحانه وتعالى.

الشيخ : وبعد الامتحان شو يكون؟

السائل : يقرر إما جنة أو نار، إذا أطاع أو خالف.

الشيخ : لا، هذا غير صحيح.

السائل : هذا ما قرأت.

الشيخ : لا هذا مو صحيح.

السائل : علمه عند الله.

الشيخ : ما تقرأ معي قوله تعالى , هذا علمه عند الله , هذا علم الله في القرآن، شو يقول ربنا عز وجل في القرآن الكريم : (( ألحقنا بهم ذرياتهم ))، من يأتي بالآية قبلها .؟

(( والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم وما ألتناهم من عملهم من شيء )) أين أنت؟ ها هي الآية , شلون تقول أنت أن الأطفال هؤلاء يحاسبون؟

السائل : نحن قرأنا في تفاسير كثيرة صحيحة ... .

الشيخ : لا، - بارك الله فيك - هذه الآية عندك صريحة.

السائل : الإخوان يشاركونني وقرؤوا الموضوع هذا.

الشيخ : لا ما قرؤوا هذا الموضوع، قرؤوا موضوع ثاني أنا أقول لك عنه ما هو . أطفال المشركين، هذا الموضوع الذي قرأته , أما أطفال المسلمين (( ألحقنا بهم ذريتهم )) ... .

هذا ما فيه إشكال أبدًا، أطفال المؤمنين ملحقون بآباءهم، حتى في أشياء لها فضيلة كبيرة جدًا جدًا، وما أدري كيف يعين مريت عليها، قال - عليه السلام -: ( ما من مسلمين يموت لهما ثلاثة من الولد لم يبلغوا الحنث ) أي التكليف ( إلا لن تمسه النار إلا تحلة القسم )، وليس هذا فقط يعني أنهم ما يدخلوا النار وهم ملحقون بآبائهم، بل يكونون شفعاء لآبائهم، جاء في صحيح مسلم : ( أن الأطفال الصبيان الغير بالغين يقفون عند باب الجنة يبكون , فيرسل الله إليهم جبريل - عليه السلام - سلهم ما بهم وهو أعلم ما بهم، ربنا عزَّ وجلّ , فيأتيهم : ما بالكم؟ قالوا: لا ندخل الجنة إلا وآباءنا معنا، فيقول الله عزَّ وجلّ : أدخلوهم وآباءهم معهم ) وين أنت دخلت لنا إياهم؟ - الإخوة يضحكوا - طول بالك، طول بالك؛

البحث الذي قرأته والله أعلم هم أطفال المشركين، فيه ثلاث أقوال لعلماء المسلمين: أطفال المشركين في الجنة وهم خدم أهل الجنة، هذا قول.

القول الثاني: هم يمتحنون في عرصات يوم القيامة كما امتحن آباءهم في الدنيا.

القول الثالث: هم وآباءهم في النار، حتى بهذه المناسبة يروى حديث وأنا أذكره لتحذيري لكم منه، أنه السيدة خديجة - رضي الله عنها وأرضاها - تعلمون أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لما تزوجها كانت متزوجة من قبل رجلاً، وخلفت منه أولادًا , فسألت يومًا الرسول - عليه السلام - عن أولادها من زوجها الأول الذي مات في الجاهلية وماتوا، قال لها - وانتبهوا والحديث غير صحيح - ( إن شئت أسمعتك تباغيهم في النار ) هذا حديث غير صحيح.

السائل : العقل ما يقبل هذا.

الشيخ : معليش، بس العقل ليس هو الحكم، لكن كيف أنت حكمت أكثر من هيك - يضحك الأخوة - أين كنت يا أستاذ؟ أبو إيش يقولوا لك؟

السائل : أبو محمد.

الشيخ : يا أبو محمد أين كنت لما أعطيت ذاك الحكم .؟ ...

ما دام ولد اثنين ثلاثة ماتوا من زوج خديجة الأول، تقول مش معقول، وبعدين عقلت أنه كل أولاد الكفار يكونوا بالنار، هذا الذي مش معقول؟

السائل : أنا قصدت مش معقول الكلام الصحيح أنه هذا لم يرد في أي موضوع آخر مثل هيك، يعني أنه أسمعك النار أو أسمعك الجنة أو أريك ... .

الشيخ : بس تعقل أن أولاد الكفار الذين ما اجترحوا ولا إثم يكونوا في النار كلهم، بتعقل هذا؟!

السائل : مش فيها.

الشيخ : أنت قلت تلك الساعة .

السائل : أنا قلت أني قرأت .

الشيخ : إيه وقرأت وما آمنت.

السائل : مش شرط ... .

الشيخ : معليش الآن ما لنا بهذا الكتاب .

السائل : يعني شيخنا : (( فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون )) نحن عامة الناس.

الشيخ : وأنا شو عم أسوي الآن؟

السائل : خليك معي، تجد عندنا أهل الذكر أئمة المساجد، يعني تجد إمام هنا تسأله سؤال تروح مسجد ثان وتسأله نفس السؤال، من هنا إجابة وهناك إجابة ... فأنت تسألني وأنا أول مرة أجلس في جلسة مثل هذه.

الشيخ : هذه أنا أعطيك حق فيها، قضية أن هذا تسأله وهذا تسأله أعطيك حق، لكن يا أخي الذي تسألهم ليسوا علماء، مع الأسف ليسوا علماء.

السائل : ممكن أنا لا أعرف أنهم مش علماء، أعرف أنهم أعلم مني.

الشيخ : يمكن أعلم منك، لكنهم ليسوا علماء.

السائل : لكن عامة الناس ... .

الشيخ : المهم يا أبو محمد، خلينا نرجع نكمل حديثنا، أينعم القول الصحيح بالنسبة للأقوال الثلاثة أن الأطفال الصغار المشركين حكمهم حكم المجانين وحكم الشيوخ الخرفانين وحكم أهل الفطرة الذين حكينا عنهم، وهم الذين لم تبلغهم دعوة الرسول - عليه السلام - هؤلاء جاء في الحديث الصحيح أن الله - عزَّ وجلّ - يُرسل إليهم في عرصات يوم القيامة رسولاً، فيأمرهم بأن يلقوا بأنفسهم في النار، وأمامهم النار، فمن أطاع دخل الجنة، ومن عصاه دخل النار، تمامًا كما هو الشأن في هذه الحياة، ولكن مع فارق كبير، والفارق هنا يا إخواننا أرجو أن تنتبهوا، يتعلق بالمرسل والمرسل إليهم، المرسل هنا في الدنيا في عنده معجزات، وعنده براهين تتناسب مع حياة المرسل إليهم المادية التي يعيشون فيها، المرسل هناك يأتي أيضًا بعلامة يختبر المرسلون إليه بأنه هذا فعلاً مرسل من رب العالمين، والابتلاء هناك كالابتلاء هنا مع فارق كبير، هنا من يؤمن فسوف يصاب بما جاء في الحديث: ( حُفت الجنة بالمكاره وحفت النار بالشهوات ) فالذي يريد أن يؤمن بده يحف ويصاب بنار معنوية، أما هناك فنار حقيقية مادية، لكن الرسول الذي يُرسل إليهم يعلمون يقينًا أنه هذا من الله، فمن أطاعه دخل الجنة، ومن عصاه دخل النار، فإذًا لا تكليف قبل بلوغ النذارة، لا تكليف قبل مجيء الرسول أو الدعوة , وهذا من تمام حكم الله - عزَّ وجلّ - ورحمته بعباده التي أودعها فيما يتعلق بهذا الموضوع في قوله: (( وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا ))، فهؤلاء الصبيان من المشركين ما جاءهم رسول لأنهم بعد ما دخلوا في دائرة التكليف، أولئك الأقوام الذين لم تبلغهم دعوة الرسول، ما جاءهم الرسول ولذلك فربنا لا يعذبهم، هذا قولاً واحدًا، أما يا ترى ماذا يعمل بهم ربنا؟ من كان عنده علم بالحديث الذي ذكرناه آنفًا فجوابه لهم أنه امتحان في عرصات يوم القيامة:

فهذا هو الحق ما به خفاء ... فدعني عن بنيات الطريق .

 

الشيخ : تفضل يا أخي، أبو النظارة صار له زمان يتحرك لسؤال فلا مؤاخذة.

السائل : شيخنا، عدم المؤاخذة، عفوًا، لماذا نعبد الله؟ هل نعبد الله طمعًا في الجنة وخوفًا من النار؟ أم هناك شيء آخر؟ يعني سيء فطري في الإنسان .؟

الشيخ : نعم، يعني أنت سؤالك يدندن , سؤالك يدندن حول ما يروى عن رابعة العدوية أنها كانت تقول في مناجاتها , أقول يدندن ما تقصد, يدندن حول هذا، فيه فرق بين الذي تقصده وبين الذي يدندن حوله السؤال، ما عبدتك طمعًا في جنتك ولا خوفًا من نارك، وإنما عبدتك لأنك تستحق العبادة، الحقيقة أن هذه المسألة التي جاءت في هذه الكلمة التي تروى عن رابعة العدوية، ولا يهمني صح ذلك عنها أو لم يصح و لأني أنا أنظر إلى المقول، ولا أنظر إلى من قال , هذه الكلمة خلاف الطبيعة البشرية، وخلاف ما ظننت أنه الفطرة، يعني الإنسان يعبد الله على خلاف مذهب رابعة إن صح نسبة القول إليها، يعبد الله طمعًا رغبًا ورهبًا، وهذا مما وصف الله به عباده في القرآن الكريم، ولا يمكن للبشر أن يتجرد عن الخوف من شيء عظيم رهيب مخيف، لا يمكن إلا إذا أُخرج عن طور البشرية، ونحن نتكلم عن البشر , فانظر مثلاً موسى كليم الله - تبارك وتعالى - حينما جمعه الله مع سحرة فرعون، وإذا بالسحرة يأتون بسحرهم فإذا سحرهم يأخذ بألباب الناس الحاضرين ومنهم موسى، الذي قال عنه رب العالمين في صريح القرآن الكريم: (( فأوجس في نفسه خيفة موسى * قلنا لا تخف إنك أنت الأعلى )) فموسى خاف من سحر السحرة وهو باطل، لكن الخوف طبيعة الإنسان؛ ولذلك إذا كان الإنسان يخاف من سبع، من أسد، من ضبع، من سحر ساحر وما شابه ذلك؛ فكيف لا يخاف من عذاب رب العالمين؟! وكيف لا يطمع فيما عند الله من نعيم مقيم؟! لا يمكن الإنسان أن يتجرد من هذا الشيء إطلاقًا، فهو يعبد الله طمعًا في جنته ورهبة من ناره؛ ولذلك جاء وصف الرسول - عليه السلام - لنفسه حينما ذكر لهم شيئًا لا يحضرني الآن، قال قائل منهم : هذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هذه غير قصة أنس بن مالك والرهط، فقال - عليه السلام - : ( والله إني لأخشاكم لله، وأتقاكم لله ) فإذًا هو يخشى الله، فكيف نتصور إنسانا يعبد الله ولا يخشاه، هذا مستحيل، الآن قل ما في نفسك.

السائل : هو يخشاه ويطمع في جنته، لكن الكون كله يسبح بحمد الله ويعبد الله، فهل الكون كله يطمع في جنة الله ويعبد لله , وهناك جماد وهناك حيوان؟

الشيخ : لا، هذا سؤال ثاني، أنت عم تقول عن الكون - يضحك الشيخ رحمه الله - أنت عم تحكي عن عبد من عباد الله، هل يعبد الله لأنه يستحق العبادة، أم يعبده طمعًا في جنته وخوفًا من ناره، أنا ذكرت ما عندي، فإيش بقي عندك؟

السائل : أنا بقي عندي أنه أنا أخاف الله وأطمع في جنته، وأشعر بدافع أنه حب لعبادته، فإذا سجدت أريد أن أسجد ثانية.

الشيخ : جميل جدًا.

السائل : هذا هو القصد الذي أعنيه ، يعني هنالك دافع في الإنسان فطرة ... .

الشيخ : معليش يا أخي! لكن هذا الدافع الذي تشعر في نفسك لو لم تكن نفسك مشبعة بالخوف من ربك والطمع في جنتك، كنت تشعر بهذا الشعور؟

السائل : ... .

الشيخ : لذلك لابد أن أذكر الآن قصة الرهط، وفيها شيء مما يدندن أو يقترب من الدندنة حول هذا الدافع