Sobre el artículo

Autor :

Muhammad Naasiruddeen al-Albaanee

Fecha :

Mon, Sep 15 2014

Categoría :

Fatwa (Q&A)

سلسلة الهدى والنور - الشريط رقم : 040

السائل : هل يأثم .... التجارة والمعاملات .

الشيخ : هذا كله مربوط بدراسة العلم على الوجه الصحيح من كتاب الله ومن حديث رسول الله ؛ وهذا واجب أهل العلم ؛ فمن كان مستطيعا لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فهذا هو واجبه ولا يجوز له أن يدرس الإسلام على غير هذا السبيل لكثرة الآيات التي جاءت تأمرنا بالرجوع إلى الكتاب والسنة ؛ وقد سبق ذكر بعضها ؛ وأما من كان لا يستطيع فلا يكلف الله نفسا إلا وسعها ؛ وآنفا ذكرنا آية (( فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون )).. وأهل الذكر هم أهل القرآن فهما وعملا وتطبيقا ؛ فمن استطاع أن يفهم ثم لم يفعل فلاشك هو آثم ، وإلا القصد من تنزيل الكتاب على قلب الرسول عليه السلام وأمر الله إياه بالقرآن بأن يبين للناس ما نزل إليهم ، ليس هو العمل بذلك لاشك ولا ريب ، ولا شك ولا ريب أيضا أن سبيل العمل بالكتاب والسنة هو العلم ؛ فالعلم يتقدم العمل عادة ؛ فإذا كل إنسان مثلا يريد أن يأتي بعبادة ، أنت تريد أن تصلي وتعرف أنه يجب عليك أن تتوضأ فإذا ما تعلمت الوضوء لن تصلي ، وإذا صليت لن تحسن الصلاة فأمر بدهي جدا أن العلم بالطاعة والعبادة يتقدم العبادة ؛ فإذا كنت مأمورا بالصلاة فأنت مأمور بأن تعرف كيفية الصلاة ، أن تعلم كيفية الصلاة ، وهكذا كل العبادات وهكذا كل الشريعة ؛ فبلا شك يكون آثما ؛ لكن ليس كل المسلمين لأن طلب العلم ينقسم إلى قسمين: العلم العيني فهذا واجب على كل مسلم ، مثاله: رجل فقير يجب عليه أن يصلي ؛ لكن لا يجب عليه الزكاة ، ولا يجب عليه الحج ؛ فيجب عليه أن يعرف كيفية الصلاة حتى يحسنها وتكون مقبولة عند الله تبارك وتعالى ؛ لكن لا يجب عليه أن يعرف أحكام الزكاة وأحكام الحج ؛ لكن إذا بلغ النصاب ماله وحال عليه الحول وجب عليه أن يعرف ما يجب عليه من الزكاة ، وهكذا ؛ والعلم الثاني هو العلم الكفائي ، وهو أن يكون في المسلمين ناس يتفقهون في كتاب الله في كل أحكام الشريعة حتى إذا سأل سائل عن مسألة نادرة مثلا فيكون عنده جواب لأنه قد تفقه في كتاب الله وفي حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ ومن هنا يتبين خطورة الإعراض عن دراسة الكتاب والسنة ؛ لأن المسائل تجد في كل زمان وفي كل مكان ولا يستطيع الإنسان أن يعطي جوابا فيما إذا كان متقيدا بمذهب من المذاهب ولم يكن متفقها في كتاب الله وفي حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ ما أدري حتى لا أذهب بعيدا لعلي دندنت في الجواب حول سؤالك ، أنت سؤالك كان هل هم آثمون ؛ بلاشك الذين يستطيعون أن يدرسوا الكتاب والسنة ثم يعرضون عنه أو عنهما فهم آثمون ؛ أما العاجزون فلا يكلف الله نفسا إلا وسعها ؛ نعم .

 

السائل : التطبيق الحديث بقول ... .

الشيخ : عفوا أريد أن أفهم منك أنت الآن تسأل عن التطبيق أم عن العلم .

السائل : العلم وما يأتي من التطبيق ... .

الشيخ : إذا الآن تركنا الناحية العلمية ، طيب - لا حسبي -الآن أنت تسأل إنسان من الناس لا يستطيع التطبيق ، الجواب سهل ؛ لكن في كثير من الأحيان يكون السؤال غير واقعي ، يقال لا يستطيع أن يصلي مثلا ؛ هذا إذا سلمنا جدلا بنقول لا يمكن لله أن ... لا يصلي ؛ لكن صحيح أنه لا يستطيع أن يصلي ؟ ليس صحيح ؛ لكن هو في تصوره أنه لا يستطيع أن يصلي ونحن نعرف كثير من المرضى يكونون محافظين على الصلوات في صحتهم فإذا ما أقعدوا على فراشهم تركوا الصلاة ؛ ما لك يا فلان ؟ والله أنا ما بقدر أتوضأ ، ثيابي وسخة ، إلى آخره ؛ طيب صلي في حدود استطاعتك (( لا يكلف الله نفسا إلا وسعها )). إذا قول هذا الإنسان أنه لا يستطيع أن يصلي غير صحيح ؛ فأنت الآن إذا أردت صحيح تضبط هذه الناحية يجب أن تضرب المثال ما هو الحكم الشرعي الذي تتصوره أنت أن الملكف به لا يستطيعه ، مهما كان هذا الحكم ، إذا كانت الدعوى صحيحة فهي تقول لا يستطيع ؛ فنقول سقط عنه الفرض لأنه لا يستطيع ؛ لكن أنا أخشى ما أخشى أن يكون يجول في ذهنك مثال يشبه المثال يلي قدمته أنا آنفا إنه زيد من الناس لا يصلي بدعوى لا يستطيع أن يصلي ، لا ، أنا بقول هو لا يستطيع أن يصلي لجهله ؛ هنا يرجع الآن ضرورة العلم والا هو يستطيع أن يصلي ، كما جاء في الحديث الصحيح في صحيح البخاري من حديث عمران بن حصين قال كانت بي بواسير فجئت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : ( صل قائما فإن لم تستطيع فقاعدا فإن لم تستطيع  فعلى جنب ). إذا استطاع أن يصلي لكن بعد أن عرف كيفية الصلاة لهذا الذي لا يستطيع أن يصلي قائما فهل نستطيع أن نفهم منك مثال حول سؤالك ؟ .

السائل : مثلا موظف في شركة ، مثلا الحكومة أعطته ضمان اجتماعي وجزء من راتبه يأخذه من الضمان الاجتماعي وبعدين يوضع في البنوك والربا فما موقفه عند ذلك .

الشيخ : آه ، شوف المثال كيف يوضح القضايا ؛ هذا المثال مثل مثالي أنا سابقا ، أنت الآن بتقول مجبور ؛ هل هو مجبور أن يعمل في هذه الشركة ؟ ستقول بداهة لا .

السائل : كل الشركات بمارسوا نفس النظام .

الشيخ : معليش ، هل هو مجبور أن يشتغل في كل الشركات ؟ سيقول هذا وأنت من قبل لا هو ليس مجبور ؛ إذا السؤال مبني على من ليس مجبورا ؛ بقولوا عنا في الشام مثل " اللي ما بده يشوف منامات مكربه لا ينام بين القبور " فإذا نام بين القبور رايح يشوف منامات مكربه ؛ طيب إذا بعمل في شركة لا تلتزم أحكام الشريعة فسوف يتعرض لأشياء فيها يخالف الشريعة ؛ لكن هل هو مجبور ؟ ما هو مجبور بعمل .

السائل : يعني ... .

الشيخ : هذا بحث ثاني بس هل أنت مقتنع بقولي بأن زيد من الناس ليس مجبورا بأن يعمل في الشركة الفلانية ؟ أنا أضرب لك مثال الآن له علاقة وقد سئلت بالأمس القريب عنه ، له علاقة بالصلاة ، ناس ... في أيام الأسبوع يسمح " كثر الله خيره " يسمح أن يصلوا الظهر مثلا حيث هم يعملون لا يسمح لهم الذهاب إلى المسجد ، أنت ولا مؤاخذة يمكن هذا مثال ؛ أنه ما يستطيع أن يصلي يوم الجمعة ؛ لكن أنا بنظر للمسألة جذريا ، هل هو واجب عليه أن يعمل في هذه الشركة التي لا تسمح له بأن يستجيب لأمر الله حين يسمع قول المؤذن يوم الجمعة " حي الصلاة حي على الفلاح " هل هو لا يستطيع إلا أن يعمل في هذه الشركة ؛ بالتالي لا يستطيع أن يصلي صلاة الجمعة ؟ الجواب لا ؛ " ما بني على فاسد فهو فاسد " ، عمله في هذه الشركة وخاصة إذا كان يعلم من قبل أن الموظفين هناك ليسوا أحرارا في عبادتهم ثم تبين لهم بعد شهر شهرين أخذ معاش شهر شهرين إلى آخره ؛ وهو مجبور على أن يطيع الكافر هذا ولا يطيع رب العالمين فيما أمره من الصلاة ؛ هذا يا أخي لا يصلح أن يقال إنه لا يستطيع ، الذي لا يستطيع هو الاستطاعة التي خرجت منه كالذي مثلا ـ وضرب آنفا ـ الشخص المفلوج ، لا يستطيع أن يقف ويصلي صح يقال إنه لا يستطيع ؛ لكن هو بروح بتعاطى كل الأسباب التي تحول بينه وبين طاعة الله ، منها أنه يدخل في عمل يمنعه من القيام بالطاعة فهو يقول حينذاك لا يستطيع ؛ لا هو يستطيع لكنه آثر الحياة الدنيا على الآخرة ؛ لهذا كنت حذرا من ذاك السؤال لأنه يطرح كثيرا أنه واحد لا يستطيع ؛ أنا بتصور كثير من الأحيان يكون السؤال يستطيع ؛ لكن السائل لأنه غير فقيه في الإسلام وفي الشرع بتصور فعلا بكل صفاء نفسي إنه هو لا يستطيع ؛ لكن الفقيه بالكتاب والسنة بوضح له الموضوع وإذا به يستطيع ؛ ولذلك أنا أجبتك سلفا إذا كان السؤال في محله (( لا يكلف الله نفسا إلا وسعها )). أما لما بكون في مجال للخلاص من عدم الاستطاعة المدعاة فعليه أن يتعاطى الخلاص ولا يرمي نفسه فيما يعلم أنه سيقصر بالقيام بما فرض الله عليه ؛ تفضل .

السائل : مثلا نقابات المهندسين ، أيضا تقتطع جزء من الراتب للمستقبل إذا مرض أو ... ولا يستطيع إلا أن يدفع ؛ لأن النقابة لا تسمح إلا بذلك .

الشيخ : أظن هذا المثال لا يبعد كثيرا عن المثال السابق ؛ لأنه مع أنه في اختلاف من ناحية ربما تعرض لبيانها لكن سأقول هل هو لا يستطيع أن يعيش إلا بأن يكون عضوا في النقابة ؟ أنا أجيبك أحد احتمالين ؛ لا يستطيع أن يعيش ، فإذا سقط الحكم الشرعي عنه ؛ وإن كان يستطيع أن يعيش من غير هذه الوسيلة المستنكرة كما أنت تصوره فإذا لماذا أيضا يرمي نفسه في مخالفة الشريعة ، وهو يستطيع أن لا يرمي نفسه في هذه المخالفة ؛ ثم أقول هو يعمل بالنقابة فيقتطع من ماله قسم ماذا يفعل في هذا المال ؟ يودع في البنوك أليس كذلك ؟

السائل : ...

الشيخ : نريد أن نعرف وجه المخالفة هنا .

السائل : ليس بالضرورة أن يكون في النقابة ... .

الشيخ : بدنا نشوف هو ليه تصور موضوع أنه لا يستطيع أن يتقي الله .

السائل : كل المهندسين اللي يزاولوا المهنة يجب أن ينضموا إلى النقابة .

الشيخ : معليش أنا فاهم هذا ، بس بدي أفهم هذا المنتسب للنقابة في ماذا خالف لأنه هو بقول لا يستطيع إلا أن يخالف الشرع ففي أي شيء خالف .

السائل : في التأمين على الحياة .

الشيخ : أنا أريد رأيه ، نعم .

السائل : التأمين والتقاعد .

الشيخ : التأمين والتقاعد .

السائل : نعم .

الشيخ : كويس ، طيب أنت موافق على المثالين ؟ ما لكم لا تنطقون ؟ ههه ، هل موافق على المثالين أم عندك غيره ؟ .

السائل : الأسئلة قد تكون كثيرة ... .

الشيخ : معليش موافق قول موافق حتى أمشي أنا .

السائل : موافق .

الشيخ : كل منتسب إلى نقابة يدفع تأمين على الحياة ؟ .

السائل : لما الطالب بتخرج من الجامعة انا مهندس الرخصة التي تعطيني اياها الجامعة لاتكفي أن اعمل مهندس لازم أكون منتسبا لنقابة ولازم يكون صندوق تقاعد خاص المهندس الجديد لايستطيع أن يعمل حتى يكون منتسبا لصندوق التقاعد والتأمينات ... حتى يعطوه شهادة ممارسة المهنة فبطبقوا عليه ... مطالبهم أو أنه يعمل بطريقة خارج النقابة حتى لا تتدخل به النقابة يعني يعمل عمل حر أو في أي طريق أخرى لكن مادام في شغل هندسة يجب أن يوقع كمهندس على أي عمل يقوم به داخل النقابة وبالتالي يوقع عليه قوانين النقابة .

الشيخ : معليش ، هذا كله مفهوم ، هذا المنتسب للنقابة في أي شيء يخالف الشريعة ؟ .

السائل : بأن الأموال تودع في البنوك وتعطي قروضا للمهندسين و... فوائد .

الشيخ : طيب هذا الذي أنا قلته آنفا أن كونها تتعامل مع البنوك فنحن نقول الآن الذي يدفع هذا المشترك في النقابة يدفع مالا معينا هل سيعود هذا المال إليه مضاعفا مثلا ؟ .

السائل : إذا في التأمين عن الحياة ... بيعطوا أهله.

الشيخ : هل الراتب الشهري الذي يعطى له أكثر مما دفع إليهم بسبب ادخار المال في البنوك ؟ .

السائل : نعم .

الشيخ : حينذاك ، افترض إنسانا غير موظف ، تاجر حر ، مالك ماله ومالك نفسه ، تورط وعصى الله ورسوله وأودع ماله في البنك سنة سنتين ثلاثة ونمى هذا المال وربى ، دفعهم ألف مثلا أو عشر آلاف اللي هو أعطوه إياها زيادة ألف ؛ هل هو مرغم أن ينتفع بهذا الألف ؟

السائل : لا .

الشيخ : طيب ، إذا هو الآن يستطيع أن يطبق قول ربنا عزوجل : (( فإن تبتم فلكم رؤوس أموالكم لا تظلمون ولا تظلمون )) .

السائل : ... .

الشيخ : ليش شو عليه إثم ؟ كيف .

السائل : حكمه .

الشيخ : لا ، لا ؛ أنا عم بقول بالمثال بالنسبة لهذا المرابي ، المرابي لما دفع المال بادخاره في البنوك ربح على حسب العرف العام فأعطوه ربح ؛ لكن هذا الربح ربا ما هو واجب عليه أن يأخذه ، يا بتركه لهم أو بيأخذ وبصرفه على المرافق العامة على أحسن الأحوال ؛ نأتي لهنا ، هذا الذي مات وجعلوا له تقاعد إذا كان مسلما ملتزما رايح يعرف هو كم دفع ادخار وكم أعطوه زيادة من المال الربوي ، رايح أهله يرفض هذه الزيادة لأنه أوصى ؛ لكن وين هذا الموصي ؟ هذا في عالم الخيال ؛ وكل البحث المقصود به أن لا نقول لا يستطيع إلا كذا ؛ لا ، يستطيع ؛ لكن مثل ما بقولوا عنا في الشام " بدها هز اكتاف " يعني بدها حركة ؛ ثم نهاية المطاف ليش يدخل في النقابة مادام هو بعرف أن أمامه ارتكاب محرمات لا مخلص له منها ولا نجاة ، ليش حتى يضع المال في البنك ، وبعدين يعطوه ايش ؟فوائد هي ربا بعينة ؟ لا ، يلي ما يريد أن يشوف منامات مكربه ما ينام بين القبور ، وأحسن من هذا قول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( ومن حام حول الحمى يوشك أن يقع فيه ) . والحقيقة وهذا أنا في كثير من المناسبات أذكر به الإخوان ، نحن نسينا آية في القرآن حتى أصبحت كأنها منسوخة ألا وهي ، وهي دائما في لافتات بنزين فيها بيوتنا لكن قلوبنا خاوية على عروشها منها (( ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب )). هذه اللافتات الغرض والهدف منها كلافتات الطريق مثلا ، المقصود منها التنبيه والتذكير لمن كان غافلا ؛ وإذا بنا نحن أصبحنا كأننا لا نفرق بين هذه اللافتة التي فيها الآية الكريمة وبين هذا الجدار ، إن كان هذا الجدار مكتوب عليه آية بكون في هذه اللافتة عليه آية هو مكتوب لكن ما عدنا نرى هذه الآية لماذا ؟ لأنه غشيت قلوبنا سحابه سوداء قاتمة فاحمة حالت بيننا وبين أن نرى هذه الآية في واقع حياتنا ؛ لذلك كل مسلم اليوم إلا ما ندر بقول لك ماذا أساوي ؟ أنا عندي أولاد ، أنا عندي عائلة ، وعندي دار بدي أدفع اجارها بالشهر بالسنة ، إلى آخره ؛ طيب أين أنت والآية ، صم بكم عمي فهم لا يفقهون ، هذا بسبب التربية السيئة التي سادت في العالم الإسلامي ، وهذا له أسبابه بعضها وراثي قديم وبعضها أو جلها وأكثرها بسبب الاستعمار الذي استعمر بلاد المسلمين ، وطبعهم بحب المادة والتكالب عليها ؛ فصرفهم عن مثل هذه الآية ، وهناك أحاديث ، وإذا قلنا الآية التي يشترك في معرفتها العامة والخاصة أصحبت عندنا نسيا منسيا ؛ فماذا نقول في بعض الأحاديث التي المفروض أن تكون من معلومات الخاصة ، والخاصة بعضهم أصبحت عندهم مجهولة مثلا قوله عليه السلام : ( يا أيها الناس إن نفسا لن تموت حتى تستكمل رزقها وأجلها فأجملوا في الطلب فإن ما عند الله لا ينال بالحرام ). أجملوا في الطلب يعني اسلكوا الطريق الجميل الحسن المشروع في طلب الرزق الذي أحله الله عزوجل ؛ نحن ما عدنا نسأل اليوم هذا الطريق جميل حسن قبيح حلال حرام ، هات بس دنانير وانتهى الأمر ؛ وين الإسلام وين الإيمان بالله ورسوله ؛ في حديث آخر بنفس المعنى ( إن نفسا لن تموت حتى تستكمل رزقها وأجلها ). الحديث الآخر كل المسلمين يعرفوه ، كلهم صغيرهم وكبيرهم عالمهم وجاهلهم ، إلى آخره ، ما هو ؟ بقول كل واحد يا أخي الرزق مقسوم ، ومقسوم الرزق وهو جنين في بطن أمه ؛ سبحان الله ! هذه حقيقة شرعية فلماذا لا نؤمن بها ونسلك السبل التي شرعها الله ، مادام أن الرزق مقسوم ونؤمن به يقينا مثل الأجل ، مثل الموت (( بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون )). ، ( إذا تبايعتم بالعينة وأخذتم أذناب البقر ورضيتم بالزرع وتركتم الجهاد في سبيل الله سلط الله عليكم ذلا لا ينزعه عنكم حتى ترجعوا إلى دينكم ). تكالب على الدنيا كما جاء في الحديث الآخر كمان معروف عند الناس جميعا ( ستداعى عليكم الأمم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها ، قالوا أو من قلة نحن يومئذ يا رسول الله ؟ قال لا ، بل أنتم يومئذ كثير ). كأنه الرسول بتكلم اليوم عليه السلام ( أنتم يومئذ كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل ولينزعن الله الرهبة من صدور عدوكم وليقذفن في قلوبكم الوهن قالوا وما الوهن يا رسول الله قال حب الدنيا وكراهية الموت ). فحب الدنيا هو الذي أهلكنا ، وهو الذي يسوغ لنا أن نستحل ما حرم الله ، وليس هذا وبأدنى الحيل نحتال ، ومن جملة الاحتيالات أنه يأتي الملتزم للشرع بسأل الشيخ الفلاني بجوز هذا الشيء الفلاني أم لا ؟ بقول له ما بجوز ، ثم بروح عند الثاني والثالث والرابع حتى يحصل فتوى بالجواز ، بقول هذا خوش مفتي وبتبنى هذه الفتوى وبروح يعمل فيها ؛ ليش ما عمل بالفتوى السابقة ؟ لأنه ما صادف هوى في قلبه ؛ لذلك علينا أن نتقي الله عزوجل ونتذكر دائما هذه الحقائق الإيمانية التي لا يمكن أن نتصور مؤمنا إلا وهو معتقد بها ومؤمن بها ؛ ولكن انحرف عنها بسبب سيطرة المادة وحب الدنيا ؛ وأنا أذكر بهذه المناسبة أحاديث رائعة جدا مما تحدث بها الرسول عليه الصلاة والسلام عن بعض الأقوام الذين كانوا قبلنا يوضح فيها تأثير - أخطأت يا أستاذ ابدأ من هناك باليمين - .

السائل : كل واحد بحط لحاله .

الشيخ : كل واحد بس أنا هيك ؟ جزاك الله خير ؛ فيقول الرسول عليه السلام ( كان فيمن قبلكم رجل يمشي في فلاة من الأرض فسمع صوتا من السماء من السحاب يقول اسق أرض فلان فسار الرجل مع السحاب فرأى السحاب يفرغ مشحونه من المطر في حديقة رجل يعمل فيها ، سلم عليه فاستغرب الرجل من أين عرفه ؛ فقص عليه القصة أنه سمع اسمه في السماء فأيش هذه المكرمة التي أكرمك الله بها حيث سخر لك السحاب في أرضك فقط ) هذا يذكرنا بالمعجزة التي جاءت في صحيح البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم : ( بينما كان يخطب يوم الجمعة إذ دخل رجل من باب من أبواب المسجد فقال : يا رسول الله هلكت الأموال والعيال من قلة الأمطار فادع الله لنا ، فرفع الرسول عليه السلام يديه حتى بان إبطاه فقال اللهم اسقنا اللهم اسقنا ؛ فجاشت السماء بالأمطار كأفواه القرب وظلت تمطر سبتا أي أسبوعا كاملا ، من الجمعة إلى الجمعة ؛ في الجمعة التالية دخل رجل هو الأول أو غيره ، قال : يا رسول الله هلكت الأموال والعيال من كثرة الأمطار فادع الله لنا ، قال : اللهم حوالينا ولا علينا ، اللهم على الآطام والآجام والظراب ومنابت الشجر ) قال فانكشفت الأمطار فكانت تمطر حول المدينة وكأنما عليها جونة يعني ترس ، غطاء كبير من الخيمات اللي يفكروا الأوربيين إنهم يظللوا المدينة كلها ، هذه خيمة إلهية ربنا نصبها على المدينة حينما كثرت الأمطار فهي تمطر والمدينة صحو ليس فيها مطر ؛ وهنا تمطر هذه الحديقة وما حولها لا شيء ؛ قال له بما ذاك قال لا أعلم ؛ هذا شأن الأتقياء الصالحين الذين لا يأمنون مكر الله ؛ قال لا أعلم بس عندي هذه الحديقة أزرعها وأحصدها ثم أجعل حصيدها ثلاثا ، ثلث أعيده إلى الأرض ؛ خذ بالأسباب الالاهية ، ما عندنا إلى التمسك بالأسباب المادية ؛ فنحن والكفار في هذا النوع من الأسباب سواء ، فما الفرق إذا بين المسلم والكافر ؟ المسلم يتفوق على الكافر بلاشك في كل شيء ؛ من ذلك حين يسعى وراء الأخذ بالأسباب التي أمر بها لتحقيق مسببات مشروعة ؛ هو أولا يسعى تنفيذا لأمر الله ؛ ثانيا يسعى ليحصل ما أباح الله وليس يسعى ليحصل ما حرم الله كما يفعل الكفار ؛ ربنا عزوجل وصف الكفار من الذين أوتوا الكتاب بأنهم لا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب ؛ فيجب على المسلم أن يختلف عن الكافر حتى في سعيه بالرزق من نواحي ، منها هو يأخذ بالأسباب كما يفعل الكفار لأن الله أمر ؛ ثانيا هو يأخذ الأسباب المؤدية إلى مسببات جائزة وليست محرمة ، وهذا ما لا يفكر فيه الكفار ؛ ثالثا وأخيرا: يؤمن بأن الله عزوجل ربما إذا اتقاه خلق له من الأسباب ما ليست في قدرته ، كما سمعتم في قصة السحاب وسقيه لأرض ذاك الرجل الذي يقوم بحق نفسه وبحق أرضه وبحق جيرانه ؛ كذلك أذكر بهذه المناسبة حديثا بصحيح البخاري : ( أن رجلا ممن قبلنا غني جاءه رجل يستقرض منه مئة دينار ؛ فقال له هات الكفيل ، قال الله الكفيل ، قال هات الشهيد ، قال الله الشهيد ) ؛ هذه بسموها عندنا في الشام دروشه ، شو الله الله ما عنده غير هيك ، الله الكفيل الله الشهيد ؛ فنقده مئة دينار ؛ ترك الأخذ بالأسباب لأنه ما في سبيل إليها ؛ ( ثم انطلق الرجل يضرب في البحر بالمئة دينار على أمل أن يوفي ما عليه عند حلول الأجل ) ؛ فلما حل الأجل وجد نفسه لا يستطيع أن يعود إلى البلد وأن يفي بالوعد ؛ فماذا فعل ؟ فعل شيئا كمان دروشه ، متناهية ؛ أخذ خشبة فنقرها وحفرها ودك بها مئة دينار مثل ما بدك البارودة في الجفت ونحو ذلك ، وحصرها حصرا وجاء إلى ساحل البحر وقال يا رب أنت كنت الكفيل ، وأنت كنت الشهيد ، ورمى هذه الخشبة في هذا البحر ؛ جنون والجنون فنون ، لكن توكل على الله حينما تتقطع الأسباب المادية تفعل الأعاجيب ؛ فقال الله عزوجل لأمواج البحر خذ هذه الخشبة إلى البلدة التي بها الغني ؛ والغني خرج في الموعد ينتظر مجيء المدين عبثا ؛ لكن وهو ينتظر وجد الخشبة تتقاذفها وتتلاعب بها الأمواج ، فمد إليها يده وأخذها ، وإذا بها ثقيلة فذهب بها إلى الدار وكسرها فانهارت أمامه مئة دينار ذهب ، فاستغرب ؛ ثم عاد الرجل وهو يعلم ما فعل أي أنه فعل شيئا ليس داخلا في الأسباب الكونية الطبيعية كما يقولون اليوم ، ولذلك فهو لا يعتمد عليها ؛ فتجاهل ما فعل ، ونقده مئة دينار ؛ هناك ما في عقل ، هنا في عقل ، هناك ما في عقل لأنه ما بطلع بيده غير هيك ؛ أما هنا في عقل لأنه شو يدريه أن الخشبة وصلت لصاحبها ، ولو وصلت شو بضمن لذلك أن ينكر مثلا ؛ تصوروا اليوم وقعت هيك شيء ، ما رايح يساوي مثل هذا الرجل ؛ لما نقده المئة دينار قص عليه قصة الخشبة قال له والله أنا لما حان الأجل وعرفت أني لا أستطيع أن آتيك بالموعد المضروب فعلت كذا وكذا وجئت إلى البحر ودعوت الله وقلت يا رب أنت كنت الكفيل وأنت الشهيد فتول إيصال الأمانة لصاحبها ؛ قال قد أدى الله عنك فبارك الله لك بمالك ؛ يا ترى لو أخذ المئة دينار الثانية ، مين بقدر يشهد عليه أنه هو أخذ المئة دينار الأولى ؛ لكن كما قيل " إن الطيور على أشكالها تقع " ، " والأرواح جنود مجندة ، فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف " ولذلك الغني طيب والمدين طيب ؛ ولذلك كانت النتيجة أن هذا الغني ما أخذ إلا حقه بطريق البحر الذي لم يكن يفكر به أبدا ؛ هذه كلها أمثلة لآثار اتقاء المسلم لربه تبارك وتعالى ؛ أظن أنا أتعبتك فحسبك .

السائل : ما تعبت .

الشيخ : بارك الله فيك ؛ يا الله ، كل وين الصحن تبعك ، تفضل ؛ خلص الهرس والدرس ما بجتمعوا أليس كذلك ؟ تفضل بسم الله .

السائل : ... .

الشيخ : في سنده ضعف ( منهومان لا يشبعان طالب علم وطالب مال ) ؛ هذا رجل طالب علم وهذا الأمر طبيعي فما بالك وهو على سفر ؟ كل الآن .

أبو ليلى : الشيخ بقول لك كل .

الحويني : الامتثال خير من الأكل .

الشيخ : آه ، الامتثال هو الأدب .

الحويني : طيب في سؤال لو تجيبنا بعد الأكل .

الشيخ : تفضل .

الحويني : هل صح حديث سلمان الفارسي رضي الله عنه ( دخل رجل الجنة في ذباب ودخل رجل النار في ذباب ) .

الشيخ : يجوز الجواب مع الأكل ؟

وبضحك طلبة الشيخ والحويني كذلك

الشيخ :  ما صح ، الصحيح الوقف على سلمان الفارسي .

الحويني : طيب هنا بعض الشباب عندنا في مصر ... الناس والجواب المفيد على حكم جاهل التوحيد وصلك.

الشيخ : نعم ما صنع شيئا .

الحويني : فهو يقول إن الإنسان ممكن يداري ويتقي في القول دون الفعل يعني مثلا إذا أنا وقعت في ورطة مع رجل كافر يقتلني ، ممكن أصرح بأنني كافر أو أسب ونحو ذلك أن تجاوز ذلك حد القول إلى الفعل ، قال لا تقية في الفعل ؛ لأن هذا الرجل استنادا على حديث سلمان أراد أن يتقي هؤلاء الجبارين فقرب ذبابة بحجر يتقي ومع ذلك دخل النار في ذبابة ؛ هل التفرقة ما بين الفعل والقول صحيحة أم لا .

الشيخ : أولا " ما بني على فاسد فهو فاسد " ، فهو بناه على هذا الحديث وهو حديث موقوف ، وفي الغالب هو من الاسرائيليات ؛ مادام أنه يتحدث عما كان قبل الإسلام ؛ ثانيا : القول فعل وتفريقه بين الفعل والقول غير وارد ، القول فعل ؛ ولذلك قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح : ( إن الله تجاوز لي عن أمتي ما حدثت بها أنفسها ما لم تتكلم أو تعمل به ). ولعل هذا الأخ فيما اظن لا يخفى عليه قول الإمام ابن تيمية رحمه الله : " أن القلب له فعل " ، ولذلك الإيمان يزيد وينقص ، الإيمان الذي وقر في القلب قابل للزيادة ؛ لأن هذا الإيمان يتقوى ، له فعل يليق به ، يتقوى بما ينهض به جوارح هذا القلب ؛ فالتفريق بين القول وبين الفعل هذا كتفريق بين الجزء والكل ؛ فالقول هو فعل ؛ لأنه حينما يتكلم يتحرك اللسان مثلا ؛ فحركة اللسان وما يكون معه عادة حتى يخرج الكلام كل هذا فعل ؛ ثم هب أن هذا التفريق ثابت ـ وليس له على ذلك دليل ـ لكن ما الذي جعل القول في سبيل التخلص من ظلم الظالم الكافر ، يجوز له أن يتكلم بكلمة الكفر وحرم الفعل والعلة واحدة ؟ ففي اعتقادي لا يستطيع أن يأتي بنص من كتاب الله أو حديث رسول الله حتى نقول المسألة تتطلب التسليم ؛ أي نحن نقول (( إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان )). يعني أكره على القول والنطق بكلمة الكفر في زعم هذا الرجل ؛ لكن لا ، فعل لا يجوز ؛ فمن فعل كفرا خوفا من القتل مثلا فهذا كافر ؛ لا يستطيع أن يأتي دليل على هذا ولاسيما وأن العلة واحدة ، الذي أباح له القول بكلمة الكفر خلاصا من القتل مثلا والظلم لا ينبغي له عادة أن يبيح له شيئا من الفعل كالسجود للصنم إذا أجبروه ؛ فهذا ليس هناك ما يدل على أنه كفر أولا من حيث اللغة ؛ لأن الكفر هو جحد الإيمان بعد أن عرفه ؛ أما أن يقول الأب و الابن وروح القدس اله واحد خوفا من أن يقتلوه هذا يجوز ؛ وأنه إذا سجد لمريم هكذا هذا لا يجوز بل يكفر ويخرج من الملة ، وهو لا يزال قلبه مطمئن بالإيمان ؛ الحقيقة أن إخوانا هناك في مصر بعضهم ناشئون في سبيل طلب العلم لكنهم متسرعون ولا يقدرون حق التخصص في العلم والتمكن منه مع الزمن فيظنون أن العلم من السهولة بحيث إنه ظرف سنة سنتين يستطيع أن يقول وأن يفهم وأن يستنبط  ما لم يسبقه أحد من أهل العلم والدين ؛ إذا باختصار ، الجواب : القول فعل ولا يمكن تصور قول بدون فعل منه ؛ ثانيا : ليس هناك دليل من حيث التفريق بين أنه يجوز التكلم بكلمة الكفر للخلاص من الظلم والقتل ولا يجوز أن يفعل فعل الكفر لنفس العلة ، لا دليل على هذا بل الآية السابقة (( إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان )).. بعمومها شامل على أن يفعل ، أو أن يقول شيئا للخلاص من الكفرة .

 

الحويني : طيب يا شيخنا هل تستحضر يعني الآن واقعة فعل فعلها رجل ولم يكفر بها .

الشيخ : ولم أيش .

الحويني : يعني رجل فعل فعلا ظاهره الكفر ولم يحكم بكفره من الصحابة أو في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم ، أو كذا .

الشيخ : حاطب ابن بلتعه ماذا فعل ، قال أم فعل ؟ .

الحويني : فعل .

الشيخ : طيب ما هو عندهم ؟ .

الحويني : هو فعل حاطب ظاهره الكفر .

الشيخ : طيب ولذلك هم عمر بماذا ؟ .

الحويني : بقطع عنقه .

الشيخ : ( دعني أقطع رأس هذا المنافق )، لكن ( وما يدريك لعل الله اطلع على أهل بدر فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم ). فالحقيقة أن التفريق هذا أنا أعتقد أن هذا ليس سلفيا الذي يقول هذا الكلام .

الحويني : هو من جماعة التوقف والتبين .

الشيخ : أنا لا أعرفه من قبل ؛ لكن من دراستي لرسالته ، هذا ليس سلفيا ويجب أن يبلغ الدعوة السلفية ؛ والتي من ثمرتها أن لا يتجرأ المسلم أن يقول ما لم يقله السلف لأنهم كانوا أطهر قلوبا منا وأسمى أفهاما وأرغب في العمل الصالح ، ونحو ذلك من الصفات التي قد لا تتوفر في الصالحين منا في آخر الزمان ؛ ونسأل الله عزوجل أن يلهمنا الوقوف مع كتاب الله وحديث رسول الله وعلى منهج السلف الصالح ؛ وكل من حاد عن منهج السلف الصالح في فهم الكتاب والسنة فهو في ضلال مبين ؛ لأن الكتاب والسنة له وجوه ، كل واحد يفسر القرآن والسنة حسب ما جرى بعقله أو بهواه أو بكيفه ؛ لكن حينما يلتزم تفسير السلف للأسباب التي المحنا إليها يكون ذلك ضمانا له من أن يأخذ يمينا أو يسارا ، مثل ما جاء في قصة ابن مسعود مع أصحاب الحلقات ، ( جاء أبو موسى الأشعري يوما إلى دار ابن مسعود صباح يوم فوجد الناس ينتظرونه ) ؛ هذه حياة ما نراها اليوم في المسلمين ؛ لماذا ينتظرونه ؟ يهتبلون فرصة الذهاب معه للمسجد لعل الواحد منهم يكسب له فائدة علمية إما بسمعها من هذا الإمام أو يوجه إليه سؤال فيجيب فيستفيد أو هو بسأل ؛ اليوم إذا ما القمتهم العلم فهم باعدون عنك ، إذا ما لعالم نفسه سعى لتلقين الناس العلم ، ما حدى رايح يجي عنده ؛ الخلاصة : ( لما جاء أبو موسى وجد الناس حول الدار ينتظرونه ؛ أخرج أبو عبد الرحمن ، وهي كنية عبد الله بن مسعود ؛ قالوا لا ؛ فجلس ينتظره إلى أن خرج ، قال : يا أبا عبد الرحمن لقد رأيت في المسجد آنفا شيئا أنكرته ، والحمد لله لم أر إلا خيرا ، قال: ماذا رأيت ؟ قال : إن عشت فستراه ، رأيت أناسا حلقا حلقا وفي وسط كل حلقة رجل يقول لمن حوله : سبحوا كذا ، احمدوا كذا ، كبروا كذا عدد ؛ وأمام كل رجل منهم حصى يعد بها التسبيح والتحميد والتكبير ، قال ابن مسعود : أفلا أنكرت عليهم ؟ قال لا ، انتظار أمرك أو انتظار رأيك ؛ قال أفلا أمرتهم أن يعدوا سيئاتهم وضمنت لهم أن لا يضيع من حسناتهم شيء ، ثم دخل الدار وخرج متقنعا فذهب إلى المسجد حتى رأى ما وصف له فكشف عن وجه اللثام ، وقال : ويحكم ما هذا الذي تصنعون ، أنا عبد الله بن مسعود صحابي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قالوا : والله يا أبا عبد الرحمن حصى ) - يعني شغلة ما فيها شيء - ( حصى نعد بها التسبيح والتكبير والتحميد ، قال : عدوا سيئاتكم وأنا الضامن لكم أن لا يضيع من حسناتكم شيء ، ويحكم ما أسرع هلكتكم ، هذه ثيابه صلى الله عليه وسلم لم تبل وهذه آنيته لم تكسر ؛ والذي نفسي بيده فإنكم لأهدى )- وهنا الشاهد- ( فإنكم لأهدى من أمة صلى الله عليه وسلم أو إنكم متمسكون بباب ضلالة ) وحدة من اثنتين لا ثالث لهما ؛ إما أنكم أهدى من أصحاب الرسول أمة محمد ، أصحاب الرسول ؛ أو الثانية بلاشك ، إنكم متمسكون بباب ضلالة ؛ قالوا حقا ما قالوا ؛ لكن الفساد من الرؤوس ، من مشايخ الطرق والحلقات ؛ ( قالوا : والله يا أبا عبد الرحمن ما أردنا إلا الخير ) هذه نوايا الطرقيين والصوفيين ، نواياهم طيبة لكن خرجوا عن الطريق بتوجيه الرؤوس الفاسدة المستثمرة المستغلة ، ( قالوا والله يا أبا عبد الرحمن ما أردنا إلا الخير ، قال : وكم من مريد للخير لا يصيبه )، كم من مريد للخير لا يصيبه ؛ لماذا ؟ أن محمدا صلى الله عليه وسلم حدثنا ( إن أقواما يقرأون القرآن لا يجاوز حناجرهم ) -كم لقلقة لسان لا يدخل إلى الجنان - ( يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية  يقرءون القرآن لا يجاوز حناجرهم ، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ) . قال راوي القصة : ( فقد رأينا أولئك الأقوام يقاتلوننا يوم النهروان ) أي انقلبوا إلى خوارج ، خرجوا على الخليفة الراشد علي بن أبي طالب فاستأصل شأفتهم مع أنهم كان لهم دوي في الليل من كثرة قراءة القرآن وقيام الليل ، إلى آخره ؛ وقد أشار الرسول عليه السلام لهذه الحقيقة كما جاء في صحيح البخاري من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه : ( أن النبي صلى الله عليه وسلم قسم يوما مالا على الناس فقال أحد الحاضرين هذه قسمة ما أريد بها وجه الله ، اعدل يا محمد ؛ قال ويحك فمن يعدل إن لم أكن أعدل ؛ ثم التفت إلى الصحابة وقال إنه سيخرج من ضئضئ هذا ) ـ يعني من أصله وذريته ـ ( أقوام يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم وصيامه مع صيامهم وعبادته مع عبادتهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ). هؤلاء الخوارج لما علي رضي الله عنه دعاهم ، قالوا بالنسبة للحكم بين المسلمين دعاهم إلى أن يخضعوا لحكم ، قالوا " لا حكم إلا لله " كيف لا حكم إلا لله وهناك صلح خير (( وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما ). فأنكروا أحكاما شرعية بسبب ركونهم لعقولهم فضلوا مع كثرة عبادتهم وصيامهم فما أغنى ذلك عنهم شيئا ؛ ولذلك فنحن نحرص كل الحرص أن نفهم كتاب ربنا وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم على المنهج الذي كان عليه سلفنا الصالح لا نزيد عليهم بل سننقص عنهم ودونهم ؛ لأننا لا نستطيع أن نصول صولتهم ، هم أعبد منا وأفهم منا ؛ فنحن إذا كما قيل " فتشهبوا إن لم تكونوا مثلهم إن التشبه بالكرام فلاح " ان تشبهنا بهم فالحمد لله أما نزيد عليهم في الطاعة والعبادة فهذا أمر مستحيل فنسال الله عز وجل أن يوفقنا لاتباع خير سلف كانوا بعد محمد صلى الله عليه وسلم .

السائل : ... يصوم الجمعة والسبت.

الشيخ : ... هذا الحديث الحاظر المانع لأنه بقول لك أنه لم يكن الحديث في صيام السبت الصيام يوم السبت جاء عرضا . وانما كان البحث في صيام يوم الجمعة لما قال الرسول عليه السلام ( اصمت يوم الخميس ، قالت : لا قال : اتريدين أن تصومي يوم السبت قالت : لا ، قال : فافطري ) القصد كان منصبا عن النهي عن صوم يوم الجمعة جاءت الرخصة لمن يريد أن يصوم يوم الجمعة أن يصوم يوما قبله أو يوما بعده ، ... هذا رخصة وذاك ناف وحاضر ، فالحاضر مقدم على المبيح ؛ لذلك المثال الذي قدمته نقلا عن ابن تيمية فهو في الواقع من فقه ابن تيمية ، وبذلك تزول كثير من المتعارضات من النصوص ؛ لكن ذلك لا ينطبق أبدا فيما نحن فيه ؛ لأن هناك أمر وثمة نهي ؛ كيف التوفيق ؟ ينظر إلى النصين العامين ، كان ضعف عمومه ، سلط النص العام الذي لم يضعف عمومه على النص الذي ضعف عمومه ، على النص الذي ضعف عمومه ؛ فأمر ونهي ، هنا لا يوجد شيء من ذلك إطلاقا ، هنا حاضر ومبيح ؛ لذلك كان جوابنا سابقا ما ذكرناه آنفا .

 

السائل : ما رأيك بقول أو ما صحة من يقول أنهم عندما سألوا زوجه صلى الله عليه وسلم إنما أرادوا أن يقتدوا به .

الشيخ : عن أيش سألوا ؟ .

السائل : عن صيام الرسول صلى الله عليه وسلم ، أيش مدى صحة هذا الكلام أو الرد على هذا الكلام ؟ . الشيخ : أيش الفرق يعني سواء سألوا أو ما سألوا ، الرسول عليه السلام لما بفعل شيء فسواء جاء السؤال عنه فيصبح شريعة ؛ فإذا سأل سائل عن هذا الذي فعله الرسول عن مسألة تقوى ما تقوى ، تبقى كما فعل الرسول عليه السلام ؛ وأظن أنك تعني من هذا السؤال كأن السائلين نتصور هذا الذي أنت تنقل عنه أنه كان على علم بقوله عليه السلام ( لا تصوموا يوم السبت إلا فيما افترض عليكم ) . من أين هذا ؟ فهو مجرد خيال ومجرد محاولة الخلاص من صراحة الحديث ( إلا فيما افترض عليكم ). تفضل .

السائل : من وقف في عرفة وطاف طواف الإفاضة قبل أن يرمي ، فما الدليل على ذلك ؟ .

الشيخ : في حديث ذكرته في حجة النبي صلى الله عليه وسلم وأنه طاف قبل أن يرمي فقال له ( لا حرج ) ؛ غيره ، تفضل .

السائل : ما حكم الصلاة في مسجد فيه قبر في الساحة الخارجية .

الشيخ : الساحة إن كانت من المسجد فيدخل إلى ساحة المسجد من الباب فهي داخل في حرم المسجد فسواء كان القبر في الساحة أو في نفس الحرم فهو في كل من الحالتين في المسجد ؛ والأحاديث التي جاءت في النهي عن اتخاذ القبور مساجد وعن بناء المساجد على القبور هذه النصوص كلها تشمل المسجد الذي فيه قبر سواء كان داخل الحرم أو خارج الحرم ، فلا يجوز ؛ نعم في شيء عندكم ؟ تفضل .

 

 

 

السائل : في بعض الشباب والذي كان ينتمي إلى جماعة من الجماعات المسماه بالتكفير ، تزوج بدون كتاب والآن صار تزوجها بدون ولي .

الشيخ : عجيب .

السائل : والآن تابع ما كان عليه فيسأل ما الحكم بالحياة الزوجية الثانية ، التوبة وما قبلها أم ... .

الشيخ : لماذا تزوجها من غير ولي ؟ لعله كان يعتقد الولي كافر .

السائل : نعم . الله أكبر .

بضحك بعض الطلبة حفظهم الله .

السائل : وأنجب أولاد .

الشيخ : ما في فرق في أولاد أو ما في أولاد ، فإما يكون هذا النكاح جائزا أو غير جائز ؛ لا إله إلا الله ... .