يحب أستاذه الكافر حباً شديداً فما حكم ذلك ؟
Answer
الجواب:
الحمد لله
إذا كان الأمر كما ذكرتَ في سؤالك ؛ فإننا ننصحك بمجاهدة نفسك في الابتعاد عن هذا الرجل ؛ وقطع هذه العلاقة القائمة على المحبة العظيمة له ، لما في ذلك من المضرَّة على دينك، وأثر ذلك واضح من خلال كلامك عن شدة تعلقك به وطول صحبتك له، وعدم قدرتك على فراقه، فهذا فيه ضرر عظيم على عقيدة المسلم الذي يجب عليه أن يتبرأ من الكافرين، ويوالي المؤمنين ويحبهم ، والله يقول : (لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ) المجادلة/22 .
فهذه المحبَّة القلبية أمرها خطير؛ لأنها تصادم عقيدة الولاء والبراء التي هي مِن آكد أصول الدين وأوثق عُرى الإيمان ، وقد دلَّ عليها العديد من الأدلَّة في الكتاب والسُّنَّة ، وانظر جواب سؤال رقم (47322) و (23325) .
وذلك لا يمنع أن تحسن إليه في المعاملة ، إذا حصل بينكما لقاء أو جمع بينكما درس أو عمل دون الحرص على اللقاء به خارج إطار الدراسة أو العمل سعيا لمعالجة نفسك من هذا التعلق المحذور، وإذا احصل والتقيتما لأي سبب فاجعل همك الأساس تحبيبه للإسلام ودعوته إليه وتحذيره من الخطر العظيم الواقع به لعل الله أن يكتب هدايته على يديك ، وساعتها يكون حبك له مدعوما بما قدمته له من هذه الدعوة العظيمة نسأل الله أن يوفقك للخير .
والله أعلم .