التفسير بالمأثور عند الإمام الطبري ضمن فعاليات الأسبوع العلمي الثاني الذي نظمته كلية القرآن الكريم بالجامعة الإسلامية بالتعاون مع مركز تفسير للدراسات القرآنية بعنوان دراسات في تفسير الإمام ابن جرير الطبري
وهذه المحاضرة ألقاها فضيلة أ.د. ملفي ناعم الصاعدي، الأستاذ بقسم التفسير وعلوم القرآن بالكلية.
استهل فضيلته بالحديث عن التفسير بالمأثور، وعرف التفسير بأنه بيان كلام الله عز وجل، مشددا على أن المتصدي له يجب أن يكون حذرا خائفا محتاطا من الوقوع في الزلل، وأن السلف كانوا عندما يتكلمون في التفسير يتكلمون بحذر وبقدر الحاجة.
وبين فضيلته أن أعلى التفسير وأساسه هو التفسير بالمأثور، وهو تفسير القرآن بالقرآن، وبأقوال النبي صلى الله عليه وسلم، وبأقوال الصحابة وأقوال التابعين رضوان الله عليهم. وأن الصنف الآخر من التفسير هو التفسير بالرأي، وهو إن كان لا يصادم الأول كان محمودا، وإن كان يصادمه ويناقضه لا يكون محمودا.
وقرر فضيلته أن من أعظم المصادر وأجلها في التفسير بالمأثور تفسير الإمام ابن جرير الطبري رحمه الله، وهو تأليف إمام جليل؛ كان جامعا لعلوم شتى، عارفا بالسنة، فقيها مؤرخا، عالما باللغة وبأساليب العرب،صاحب استقلالية رأي ونظر دقيق، ومن طالع تفسيره علم قدره.
وأشار فضيلته إن أن هذا التفسير حوى كثيرا من قواعد التفسير وقواعد الترجيح، وامتاز بسلامة العقيدة والبعد عن البدع، حتى حكى بعض أهل العلم إجماع الأمة على أنه لم يؤلف تفسير مثله.
وعدد فضيلته بعض سمات هذا الإمام في تفسيره، ومنها:
• أنه إذا رجح لا يخرج عن أقوال السلف أبدا.
• أنه بعيد عن التكلف والتعمق.
• أنه يبتعد عن شاذ الأقوال وغريبها.
• أنه يورد الإسرائيليات ويرد عليها في كثير من الأحيان.
وأورد فضيلته نماذج تطبيقية لمنهج الإمام في تفسيره بالمأثور؛ فمثل لضروب من تفسيره القرآن بالقرآن، كبيان المجمل، وتخصيص العام، وتقييد المطلق، وغير ذلك، ثم ساق أمثلة متعددة لمنهجه في تفسيره القرآن بالسنة، ثم مثل لتفسيره القرآن بأقوال الصحابة والتابعين، وذكر أن ذلك كثير في كتابه حتى لا تكاد تخلو منه صفحة.
وبين فضيلته أن الإمام الطبري قد يعجب بتفسير بعض الخلف المخالف لتفسير السلف، لكنه لا يأخذ به، وسرد فضيلته نماذج لذلك.
وختم بالتنبيه على أن الإمام لا يعتمد على المعاني اللغوية البعيدة أو الشاذة، ومثل لذلك بأمثلة من تفسيره.