Tentang fatwa

Tanggal :

Mon, Oct 27 2014
Pertanyaan

حديث : ( اذكروا الفاجر بما فيه )

ما صحة حديث : ( اذكروا الفاجر بما فيه ) ؟ وجزاكم الله خيرا .
Jawaban
Jawaban
الجواب : الحمد لله أولاً : هذا الحديث يُروى عن الصحابي الجليل معاوية بن حيدة رضي الله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( أَتَرعُونَ عَنْ ذِكْرِ الْفَاجِرِ ! اذْكُرُوهُ بِمَا فِيهِ كَي يَعْرِفَهُ النَّاسُ وَيَحْذَرَهُ النَّاسُ ). رواه ابن أبي الدنيا في " الغيبة " (رقم/84)، والعقيلي في " الضعفاء " (1/202)، وابن حبان في " المجروحين " (1/220)، والطبراني في " المعجم الكبير " (19/418) ، وابن عديّ في " الكامل " (2/173)، والبيهقي في " السنن الكبرى " (10/210) وغيرهم كثير : جميعهم من طريق أبي الضحاك الجارود بن يزيد ، عن بهز بن حكيم ، عن أبيه ، عن جده ، به . وهذا إسناد ضعيف جداً بسبب الجارود بن يزيد : جاء في ترجمته في " ميزان الاعتدال " (2/108) : " كذبه أبو أسامة ، وضعفه علي ، وقال يحيى : ليس بشيء . وقال أبو داود : غير ثقة . وقال النسائي والدارقطني : متروك . وقال أبو حاتم : كذاب " انتهى. وقد تواردت نصوص أهل العلم على التصريح بضعف هذا الحديث : قال الإمام أحمد رحمه الله : " هذا حديث منكر " انتهى. نقله في " الكامل " لابن عدي (2/173) وقال العقيلي رحمه الله : " ليس له من حديث بهز أصل ، ولا من حديث غيره ، ولا يتابع عليه " انتهى. " الضعفاء الكبير " (1/202) وقال ابن حبان رحمه الله : " والخبر في أصله باطل ، وهذه الطرق كلها بواطيل لا أصل لها " انتهى. " المجروحين " (1/221) وقال الإمام البيهقي رحمه الله : " فهذا حديث يعرف بالجارود بن يزيد النيسابورى ، وأنكره عليه أهل العلم بالحديث . سمعت أبا عبد الله الحافظ يقول : سمعت أبا عبد الله محمد بن يعقوب الحافظ غير مرة يقول : كان أبو بكر الجارودى إذا مر بقبر جده يقول : يا أبت ! لو لم تحدث بحديث بهز بن حكيم لزرتك " انتهى. " السنن الكبرى " (10/210) وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : " ليس هو من كلام الرسول صلى الله عليه وسلم ، ولكنه مأثور عن الحسن البصري أنه قال : أترغبون عن ذكر الفاجر ، اذكروه بما فيه يحذره الناس " انتهى. " مجموع الفتاوى " (28/219) وقال السخاوي رحمه الله : " لا يصح " انتهى. " المقاصد الحسنة " (ص/563) وقال الألباني رحمه الله : " موضوع " انتهى. " السلسلة الضعيفة " (رقم/583) ثانياً : أما قول أبي إسماعيل الهروي رحمه الله : " هذا حديث حسن من حديث بهز بن حكيم بن معاوية بن حيدة القشيري عن أبيه عن جده ، وقد توبع جارود بن يزيد عليه ، وزعم بعض الناس أن حديث بهز تفرد به وقد وهم " انتهى. " ذم الكلام وأهله " (4/204-206) فهو كلام غير مقبول ؛ لأن المتابعات المذكورة للجارود إنما هي سرقات للحديث ، وطرق منكرة مكذوبة ، والضعيف لا يتقوى بمثل ذلك ، وهذا من الشروط المهمة في أبواب تقوية الحديث الضعيف ، وقد بين العلماء أسماء الذين سرقوا الحديث ، وأكدوا أن مثل هذه المتابعات لا تقوي الحديث . قال ابن حبان رحمه الله : " وأما حديث بهز بن حكيم فما رواه عن بهز بن حكيم إلا الجارود هذا . وقد رواه سليمان بن عيسى السجزي عن الثوري عن بهز ، قدم نيسابور فقيل له : إن الجارود يروي هذا الحديث عن بهز ؟ فقال : حدثنا سفيان الثوري عن بهز ، فصار حديثه ، وسليمان بن عيسى يؤلف في الروايات . واتصل هذا الخبر بعمرو بن الأزهر الحراني وكان مطلق اللسان فرواه عن بهز بن حكيم . ورواه العلاء بن بشر لما اتصل عن ابن عيينة عن بهز ، وقلب متنه . ورواه شيخ من أهل الأبلة يقال له نوح بن محمد ، رأيته وكان غير حافظ للسانه ، عن أبي الأشعث ، عن معتمر عن بهز " انتهى. " المجروحين " (1/220-221) وقال الدارقطني رحمه الله : " هذا حديث الجارود عن بهز وضعه عليه ، وسرقه منه عمرو بن الأزهر ، فحدث به عن بهز ، وعمرو كذاب . وسرقه منه سليمان بن عيسى وكان دجالا فرواه عن الثوري عن بهز . وسرقه شيخ يعرف بالعلاء بن بشر فرواه عن سفيان بن عيينة عن بهز ، وابن عيينة لم يسمع من بهز شيئا ، وغيَّر لفظه فقال : ليس للفاسق غيبة " انتهى. نقله ابن الجوزي في " العلل المتناهية " (2/295) وقال الإمام البيهقي رحمه الله : " وقد سرقه عنه جماعة من الضعفاء فرووه عن بهز بن حكيم ، ولم يصح فيه شيء " انتهى. " السنن الكبرى " (10/210) وقال أيضا رحمه الله : " هذا حديث يُعد في أفراد الجارود بن يزيد ، عن بهز ، وقد روي عن غيره وليس بشيء ، وهو إن صح فإنما أراد به فاجراً معلنا بفجوره ، أو فاجراً يأتي بشهادة ، أو يعتمد عليه في أمانة فيحتاج إلى بيان حاله لئلا يقع الاعتماد عليه ، وبالله التوفيق " انتهى. " شعب الإيمان " (12/166) وقال ابن عدي رحمه الله : " وقد سرق من الجارود ضعفاء مثل عمرو بن الأزهر وغيره " انتهى. " الكامل " (3/289) وقال أيضاً : " وهذا يعرف بالجارود بن يزيد ، وقد رواه عمرو بن الأزهر وغيره عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده ، وروي عن الثوري من رواية ضعيف عنه ، وكل من روى هذا الحديث فهو ضعيف " انتهى. " الكامل " (5/134) وقال الخطيب البغدادي رحمه الله : " روي أيضا عن سفيان الثوري ، والنضر بن شميل ، ويزيد بن أبي حكيم ، عن بهز ، ولا يثبت عن واحد منهم ذلك ، والمحفوظ أن الجارود تفرد برواية هذا الحديث " انتهى. " تاريخ بغداد " (7/262) ثالثاً: وأما ذكر الفاسق ، بما فيه فإنما يباح حيث كان متعالناً بفسقه ، مجاهرا به ، لا يبالي بما يظهر منه للناس ، فمثل هذا يحذر من حاله ، وينهى عن منكره ، ولو كان بذكر ما هو فيه من الفسق والفجور ، فهو الذي أسقط حرمة نفسه ؛ لكن على ألا يحمل عليه غير ما يفعل ، أو يفضح بأمر استسرّ هو به . قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : " – ليس - للمعلن بالبدع والفجور غيبة ، كما روي ذلك عن الحسن البصري وغيره ؛ لأنه لما أعلن ذلك استحق عقوبة المسلمين له ، وأدنى ذلك أن يذم عليه لينزجر ويكف الناس عنه وعن مخالطته ، ولو لم يذم ويذكر بما فيه من الفجور والمعصية أو البدعة لاغتر به الناس ، وربما حمل بعضهم على أن يرتكب ما هو عليه ، ويزداد أيضاً هو جرأة وفجوراً ومعاصي ، فإذا ذكر بما فيه انكف وانكف غيره عن ذلك وعن صحبته ومخالطته . قال الحسن البصري : ( أترغبون عن ذكر الفاجر اذكروه بما فيه كي يحذره الناس ) وقد روي مرفوعاً . و " الفجور " اسم جامع لكل متجاهر بمعصية أو كلام قبيح يدل السامع له على فجور قلب قائله ، ولهذا كان مستحقاً للهجر إذا أعلن بدعة أو معصية أو فجوراً أو تهتكاً أو مخالطة لمن هذا حاله بحيث لا يبالي بطعن الناس عليه " انتهى باختصار. " مجموع الفتاوى " (15/285-286) وينظر جواب السؤال رقم (138629) . والله أعلم الإسلام سؤال وجواب