Дар бораи Fatwa

Сана :

Tue, Oct 28 2014
Савол

الأحاديث الواردة في زواج النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة من مريم بنت عمران ، وآسية بنت مزاحم ، وكلثوم أخت موسى عليه السلام

نسمع في بعض الأحاديث أن النبي صلى الله عليه وسلم سيتزوج في الحياة الآخرة السيدة مريم أم عيسى عليه السلام ، وآسية زوجة فرعون ، وكلثوم أخت النبي موسى عليه السلام . ما هو الثابت من هذا في الأحاديث ، وما هو غير الثابت ؟
Ҷавоб:
Ҷавоб:
الحمد لله جاء في بعض الأحاديث المروية ما يدل على أن النبي محمدا صلى الله عليه وسلم سيتزوج في الجنة كلا من السيدة مريم البتول أم عيسى عليه السلام ، وآسية بنت مزاحم زوجة فرعون ، وكلثوم أخت موسى عليه السلام . ونحن نورد هنا ما ورد من ذلك ، مع مناقشتها من حيث القبول أو الرد : الدليل الأول : ما جاء في تفسير قوله تعالى : ( عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ مُسْلِمَاتٍ مُؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَارًا ) التحريم/5 فقد روي عن بريدة رضي الله عنه في تفسير هذه الآية قوله : ( وعد الله نبيه صلى الله عليه وسلم في هذه الآية أن يزوجه ، فالثيب : آسية امرأة فرعون ، وبالأبكار : مريم بنت عمران ) رواه الطبراني في "المعجم الكبير" – نقلا عن تفسير ابن كثير (8/166) وإلا فلم أقف عليه في المطبوع بين أيدينا من المعجم الكبير - قال : حدثنا أبو بكر بن صدقة ، حدثنا محمد بن محمد بن مرزوق ، حدثنا عبد الله بن أمية ، حدثنا عبد القدوس ، عن صالح بن حَيَّان ، عن ابن بُرَيدة ، عن أبيه به . وهذا إسناد ضعيف . صالح بن حيان : جاء في ترجمته في "تهذيب التهذيب" (4/386) قول ابن معين فيه : ليس بذاك ، وقال أبو حاتم: ليس بالقوي ، شيخ ، وقال النسائي : ليس بثقة . وقال ابن حبان : يروى عن الثقات أشياء لا تشبه حديث الأثبات ، لا يعجبنى الاحتجاج به إذا انفرد . كما جاء عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال : ( دخل رسول الله صلى الله عليه و سلم بمارية القبطية سريته ببيت حفصة بنت عمر ، فوجدتها معه...- فذكر حديثا طويلا ، جاء في آخره - : فوعده من الثيبات آسية بنت مزاحم امرأة فرعون وأخت نوح ، ومن الأبكار مريم بنت عمران ، وأخت موسى عليهم السلام ) رواه الطبراني في "المعجم الأوسط" (3/13) قال : حدثنا إبراهيم ، قال حدثنا هشام بن إبراهيم أبو الوليد المخزومي إمام مسجد صنعاء ، قال أخبرنا موسى بن جعفر بن أبي كثير مولى الأنصار ، عن عمه ، عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث ، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن ، عن أبي هريرة به . ثم قال : " لا يروى هذا الحديث عن أبي هريرة إلا بهذا الإسناد ، تفرد به هشام بن إبراهيم " انتهى . وهذا إسناد منكر . موسى بن جعفر جاء في ترجمته في "لسان الميزان" (6/113) قول الذهبي : " لا يعرف وخبره ساقط " انتهى. ثم قال الحافظ ابن حجر : " ولفظ العقيلي لما ذكره : مجهول بالنقل ، لا يتابع على حديثه ، ولا يصح. وأظن أن الذهبي حكم عليه بالبطلان لِما في آخره من الخطأ ، وأما قصة مارية فلها طرق كثيرة تشعر بأن لها أصلا " انتهى. وضعفه السيوطي في "الدر المنثور" (8/216) الدليل الثاني : عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : ( جاء جبريل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بموت خديجة فقال : إن الله يقرئها السلام ، ويبشرها ببيت في الجنة من قَصَب ، بعيد من اللهب ، لا نَصَب فيه ولا صَخَب ، من لؤلؤة جوفاء ، بين بيت مريم بنت عمران ، وبيت آسية بنت مزاحم ) رواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (70/117) قال : أخبرنا أبو المظفر بن القشيري ، وأبو القاسم زاهر بن طاهر ، قالا أنا محمد بن عبد الرحمن ، أنا أبو سعيد محمد بن بشر بن العباس التميمي ، أنا أبو الوليد محمد بن إدريس الشامي السرخسي ، نا سويد بن سعيد ، نا محمد بن صالح بن عمر ، عن الضحاك ومجاهد، عن ابن عمر به . وهذا إسناد منكر أيضا ، فيه عدة علل : 1- محمد بن صالح بن عمر، قال الذهبي في "ميزان الاعتدال" (3/581): مجهول. 2- سويد بن سعيد الحدثاني: ترجمته في "تهذيب التهذيب" (4/275) وفيها تضعيف كثير من أهل العلم له، وأنه كان يقبل التلقين. 3- أبو سعيد محمد بن بشر بن العباس (378هـ) : ترجم له الذهبي في "تاريخ الإسلام" (26/633) وقال: شيخ صالح مسند. الدليل الثالث : عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل على خديجة وهي في الموت فقال : ( يا خديجة ! إذا لقيت ضرائرك فأقرئيهن مني السلام . فقالت : يا رسول الله ، وهل تزوجت قبلي ؟ قال : لا ، ولكن الله زوجني مريم بنت عمران ، وآسية امرأة فرعون ، وكلثم أخت موسى ) رواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (70/118) قال : أخبرنا أبو غالب محمد بن عمرو بن محمد الشيرازي بأصبهان ، أنا أبو عبد الله محمد بن محمد بن عبد الرحمن بن عبد الوهاب المقرئ ، نا القاضي أبو بكر أحمد بن عبد الرحمن بن أحمد البردي إملاء ، أنا أبو بكر هلال بن محمد بن محمد بالبصرة ، نا محمد ابن زكريا الغلابي ، نا العباس بن بكار ، نا أبو بكر الهذلي ، عن عكرمة ، عن ابن عباس به . وهذا إسناد منكر أيضا . أبو بكر الهذلي : ترجمته في "تهذيب التهذيب" (12/46) وفيها اتفاق المحدثين على تضعيفه جدا ، وأنه أخباري متروك الحديث . وقال ابن كثير في "تفسير القرآن العظيم" (8/166) : ضعيف أيضا . الدليل الرابع : عن أبي أمامة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أُعْلِمتُ أن الله زوجني في الجنة مريم بنت عمران ، وكلثم أخت موسى ، وآسية امرأة فرعون . فقلت : هنيئًا لك يا رسول الله ) رواه أبو يعلى – ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (70/118) - والطبراني في "المعجم الكبير" (8/258) ، والعقيلي في "الضعفاء الكبير" (4/459) ، وأبو الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان" (4/113) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (رقم/1460) ، وابن عدي في "الكامل" (7/180) جميعهم من طريق : عبد النور بن عبد الله ، حدثنا يونس بن شعيب ، عن أبي أمامة به . وهذا إسناد موضوع . عبد النور كذاب ، قال العقيلي : " كان غالياً في الرفض ، ويضع الحديث خبيثاً " وقال الذهبي : " كذاب " انتهى. ويونس بن شعيب : قال فيه البخاري : "منكر الحديث" ، وقال العقيلي : "حديثه غير محفوظ" ، وقال ابن حبان في "المجروحين" (3/139) : "لست أعرف له من أبي أمامة سماعا ، على مناكير ما يرويه في قلتها ، كأنه كان المتعمد لذلك ، لا يجوز الاحتجاج به بحال" . وانظر "لسان الميزان" (6/332) قال الشيخ الألباني في "السلسلة الضعيفة" (7053) : " وهذا إسناد موضوع " انتهى. الدليل الخامس : عن عائشة رضي الله عنها قالت : ( دخل علي رسول الله مسرورا ، فقال : يا عائشة ! إن الله عز وجل زوجني مريم بنت عمران ، وآسية بنت مزاحم في الجنة . قالت : قلت : بالرفاء والبنين يا رسول الله ) رواه ابن السني في "عمل اليوم والليلة" (2/683-684/604-عجالة الراغب المتمني) والديلمي في "مسند الفردوس" (8620) ، قال ابن السني : أخبرنا أحمد بن إبراهيم المديني بعمان ، حدثنا أبو سعيد الأشج ، ثنا حفص بن غياث ، عن الأعمش ، عن أبي إسحاق ، عن عبد خير ، عن مسروق ، عن عائشة رضي الله عنها به. قال أبو بكر بن السني : كذا كتبته من كتابه . وهذا إسناد ضعيف ؛ فيه تدليس أبي إسحاق السبيعي ، وهو من أهل المرتبة الثالثة من المدلسين في تصنيف الحافظ ابن حجر ، فلا يقبل حديثه إلا إذا صرح بالتحديث ، كما لم نقف على ترجمة لشيخ ابن السني : أحمد بن إبراهيم المديني . الدليل السادس : عن سعد بن جنادة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ( إن الله عز وجل قد زوجني في الجنة مريم بنت عمران ، وامرأة فرعون ، وأخت موسى ) رواه الطبراني في "المعجم الكبير" (6/52) – ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (70/118) – قال الطبراني : حدثنا عبدالله بن ناجية ، ثنا محمد بن سعد العوفي ، ثنا أبي ، ثنا عمي ، ثنا يونس بن نفيع ، عن سعد بن جنادة به . وهذا إسناد ضعيف جدا . قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (9/218) : " رواه الطبراني ، وفيه من لم أعرفهم " انتهى. وقال الشيخ الألباني في "السلسلة الضعيفة" (7053) : " فيه من يعرف بالضعف... محمد بن سعد - هو: ابن محمد بن الحسن بن عطية -: قاضي بغداد ، وفيه لين ، وأبوه سعد مثل يونس بن نفيع ؛ لم أجد لهما ترجمة . وعمه هو : الحسين بن الحسن بن عطية ؛ قال الذهبي في " المغني " : " ضعفوه ". انتهى. الدليل السابع : عن ابن أبي رواد ، قال : ( دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على خديجة وهي في مرضها الذي توفيت فيه ، فقال لها : بالكره مني ما أرى منك يا خديجة ، وقد يجعل الله في الكره خيرا كثيرا ، أما علمت أن الله قد زوجني معك في الجنة مريم بنت عمران ، وكلثم أخت موسى ، وآسية امرأة فرعون ؟ قالت : وقد فعل الله بك ذلك يا رسول الله ؟ قال : نعم . قالت : بالرفاء والبنين ) رواه الطبراني (22/451) ، ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (70/119) وأبو نعيم الأصبهاني في "معجم الصحابة" (رقم/6738) ، ورواه ابن الجوزي في "المنتظم في التاريخ" (1/267/ ترجمة خديجة) من طريق ثنا الزبير بن بكار ، حدثني محمد بن حسن ، عن يعلى بن المغيرة ، عن بن أبي رواد به . وهذا سند منقطع معضل . فإن ابن أبي رواد هو عبد العزيز بن عبد المجيد بن أبي رواد من كبار أتباع التابعين ، توفي سنة (159هـ) وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (9/218) : " منقطع الإسناد ، وفيه محمد بن الحسن بن زبالة وهو ضعيف " انتهى. والخلاصة أن الأحاديث الواردة في هذا الباب كلها ضعيفة منكرة ، لا يصح منها شيء ، ولا تجوز نسبتها إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، كما لا يجوز الخوض بما جاء فيها ، فذلك من الغيب الذي لم يطلعنا الله عليه ، ويجب أن نكل أمره إلى الله عز وجل . يقول ابن كثير في "البداية والنهاية" (2/75) بعد أن ساق مجموعة من أحاديث الباب : " وكل من هذه الأحاديث في أسانيدها نظر " انتهى. والله أعلم . الإسلام سؤال وجواب