منهج الإمام الطبري في الترجيح بين الأقوال ضمن فعاليات الأسبوع العلمي الثاني الذي نظمته كلية القرآن الكريم بالجامعة الإسلامية بالتعاون مع مركز تفسير للدراسات القرآنية بعنوان دراسات في تفسير الإمام ابن جرير الطبري
وهذه المحاضرة قدمها فضيلة الدكتور حسن بن أحمد العمري ففي البداية استسمح الحاضرين في البوح بشعور ذكر أنه شعر به وهو يحرر مسائل المحاضرة، وذلك عناية الله - سبحانه - بتراث هذا الإمام الجليل أبي جعفر الطبري، وذكر فضيلته أن أيَّ مخلص يكتب لوجه الله - تعالى - حلمه أن ينتشر علمه حتى يبلغ الآفاق، وذكر بأنه بيننا وبين الإمام أكثر من (١٢٠٠) سنة ونحن اليوم نجتمع على مائدته، وتساءل كالمقر: وهل يوجد عالم اليوم وقبل اليوم تخلو مكتبته من تفسير الإمام ابن جرير؟ إنه الإخلاص لله عز وجل.
وبين فضيلة الدكتور أن الإمام الطبري أقام تفسيره على منحيين أساسيين:
1. المنحى الأثري.
2. المنحى النقدي، وهو ما يعرف اليوم بالتفسير المقارن، وهو متقدم عند علمائنا، والذي تأخر هو المصطلح. وحديث الليلة عن المنحى الثاني.
وأوضح فضيلته أن منهج الإمام في الترجيح يقوم على أسس أربع:
• الترجيح بالقرآن.
• الترجيح بالسنة.
• الترجيح بأقوال السلف.
• الترجيح بالاجتهاد.
وأن مجالات الترجيح بالقرآن عند ابن جرير كثيرة، منها:
• تتبع استعمال القرآن للفظة، ونبه هنا على أن ما يعرف بالتفسير البياني الذي تأخر تأصيله موجود عند الطبري.
• توضيح ما جاء مجملا في آية بما جاء مبينا في أخرى.
• تأكيد سعة معنى النص القرآني وشموله بما جاء صريحا في آية أخرى.
• التمسك بعموم النص القرآني، وعدم تخصيصه وتضييق معناه إلا بدليل.
وذكر صاحب الفضيلة أن الإمام الطبري ممن يضيقون في القول بالنسخ جدًّا، ولا يقول به إلا عند التعارض الواضح الذي لا يمكن معه الجمع.
ومثل فضيلته لمسالك الترجيح بالسنة النبوية عند الإمام بعدة أمثلة.
وذكر أن الإمام اهتم بالمنقول عن الصحابة وتابعيهم في التفسير اهتماما كبيرا، وما نقل عنهم مما أجمعوا عليه ولم يختلفوا فيه يوليه الإمام ابن جرير عناية خاصة، ومن منهجه أنه لا يعد مخالفة واحد أو اثنين خرقا للإجماع، وأنه لا يجوز الخروج عن أقوال السلف وإحداث قول جديد في التفسير.
وأشار فضيلته إلى أن الترجيح بالاجتهاد والرأي عند الإمام ينضوي تحته أربعة أمور:
• ترجيح المعنى الظاهر من الآية.
• ترجيح ما يتفق مع اتساع المعنى وشموله.
• الترجيع على أساس مراعاة السياق.
• الترجيح مراعاة للغة العرب.
ومثل لكل بأمثلة من تفسير الإمام رحمه الله.
وختم فضيلته بالتنبيه على أن الإمام الطبري لا يتوسع كثيرا في المباحث اللغة، بل يأخذ منها قدر الحاجة وبما يخدم التفسير والمعنى.