記事について

著者 :

Muhammad Naasiruddeen al-Albaanee

日付 :

Sat, Sep 20 2014

カテゴリー :

Fatwa (Q&A)

ダウンロード

سلسلة الهدى والنور - الشريط رقم : 458

الحلبي : بسم الله الرّحمن الرّحيم هذه مباحث حديثيّة متخصّصة حول مسألة الإستعانة بالمشركين و الكفّار .

الشيخ : نعم .

السائل : السّلام عليكم و رحمة الله و بركاته .

الشيخ : و عليكم السّلام و رحمة الله و بركاته و مغفرته .

السائل : مسّاك الله بالخير يا شيخ .

الشيخ : مسّاك الله بالخيرات .

السائل : كيف حالكم ؟

الشيخ : أحمد الله إليك .

السائل : كيف حال الإخوان عندكم طيّبين ؟

الشيخ : الحمد لله بخير إن شاء الله .

السائل : معك محمّد عبد الله من السّعوديّة .

الشيخ : أهلا مرحبا .

السائل : كنت اتّصلت بك يا شيخ تذكر قبل يومين ؟

الشيخ : سألتني عن ماذا ؟

السائل : عن حديث سلّمك الله في مشكل الأثار للطّحاوي .

الشيخ : أي نعم أذكر .

السائل : و الله يا شيخ أنا من أحد طلاّبكم الّذين تربّينا على هذا المنهج و الّذي علّمتمونا عليه .

الشيخ : بارك الله فيك و نفع بكم .

السائل : و إيّاك . هذه المسألة أشكلت علينا يعني نجد آخرين يضعّفون الأدلّة و آخرين يقولون ليست في المسألة أدلّة فأنا لمّا وقع بين يديّ هذا الحديث اتّصلت بكم .

الشيخ : أي نعم .

السائل : و سألتكم عنه فأعللتموه بثابت بن الحارث أنّه مجهول ... بهذا من جوابكم .

الشيخ : أي نعم .

السائل : ثمّ تذاكرنا بعد ذلك أنا و بعض الإخوة حول هذا الحديث و هم يصحّحونه فقلت لهم انا سألت الشّيخ بنفسي في عمّان و قال لي إنّ هذا الحديث معلّل بثابت بن الحارث .

الشيخ : أي نعم .

السائل : أنّه مجهول , فقالوا نأتي نحن بالكتب و نتدارس إسناد هذا الحديث فوجدت معهم أنّ هذا الحديث إسناده ثابت بن الحارث كلّ الكتب تذكر أنّه صحابيّ فما أدري أنا أريد في الحقيقة أن أصل إلى حلّ و إلى نتيجة حتّى نخرج من هذه الحيرة .

الشيخ : بارك الله فيك . الحيرة ما ينبغي أن تأتيك أنت أو غيرك من دراسات في علم يكاد أن يكون صار مدروسا و مجهولا . أنتم الّذين اجتمعتم و درستم إسناد هذا الحديث كم مضى عليكم في هذا العلم ؟

السائل : نحن لسنا بالمطيلين فيه قليل جدّا سنوات

الشيخ : يعني عشرون سنة ؟

السائل : لا أقلّ من هذا .

الشيخ : عشر سنين ؟

السائل : قريبا .

الشيخ : قريبا ؟

السائل : تسع سنوات .

الشيخ : طيّب , فكيف يصحّ أن تتسلّط عليكم الحيرة بين رأي فجّ جديد و رأي عتيق قديم قضى حياته أكثر من نصف قرن من الزّمان في هذا العلم فأنتم ماذا فعلتم ؟ فعلتم فتحتم على كتاب الإصابة و نحو ذلك من ذلك من الكتب الأخرى الّتي قد يكون فيها إصابة و قد لا يكون فيها إصابة فوجدتم أنّ ثابت بن الحارث قالوا فيه أنّه صحابي .

السائل : نعم .

الشيخ : فحلّت فيكم الحيرة لأنّكم اعتددتم ببحثكم و لم تعتدّوا ببحث غيركم ممّن تعلمون يقينا أنّه أقعد في هذا العلم و الفنّ منكم فما كان ينبغي لكم أن تقعوا في مثل هذه الحيرة و سأقول لك و لأمثالك من طلاّب العلم الطّيّبين إن شاء الله مذكّرا بقوله تعالى (( فاسألوا أهل الذّكر إن كنتم لا تعلمون )) فأنتم جميعا الّذين اجتمعتم و درستم إسناد هذا الحديث و بخاصّة حال ثابت بن الحارث هذا إمّا أن تعتبروا أنفسكم من العلماء بهذا العلم النّبوي الكريم و إمّا أن تعبروا أنفسكم من الطّلاّب لهذا العلم لا أكثر من ذلك . فإن كنتم علماء فحقّ لكم أن تعتدّوا برأيكم و أن لا تقع الحيرة أيضا في علمكم و إن لم تكونوا كذلك و كنتم طلاّب العلم أي لستم علماء فكذلك لا ينبغي أن تقعوا في الحيرة بل عليكم أن تفعلوا كما جاء في الآية السّابقة (( فاسألوا أهل الذّكر إن كنتم لا تعلمون )) أمّا أنت فقد قمت بتطبيق هذه الآية و لكن ما كان ينبغي لك أن تدخل نفسك مع الجماعة فتقول أنّنا الحقيقة وقعنا في حيرة فما دام أنت سألت من تظنّ فيه العلم فلماذا تقع في الحيرة و أنت لا تظنّ بنفسك أنّك من أهل العلم و إنّما أنت من الطّلاّب لهذا العلم . أمّا الآخرون الّذين كانوا معك فيمكن أن يقبل عذرهم لأنّهم ما سألوا لكنّهم قد نقلت إليهم ما سألت و أجبت فمن هذه الحيثيّة أيضا ليسوا معذورين في أن يقعوا في الحيرة فأقول لك و لهم إمّا أنتم علماء فلا ينبغي أن تقعوا في الحيرة و يكون شأنكم شأن العماء الفقهاء و المحدّثون الّذين اختلفوا في بعض المسائل  هذا يقول يجوز و هذا يقول لا يجوز و لكلّ رأيه و لكلّ نصيب من اجتهاده إمّا أن يثاب أجرين أو أن يثاب أجرا واحدا و كذلك علماء الحديث فإمّا أن تكونوا من هؤلاء العلماء فتعتدّون برأيكم و لا تقعون في حيرتكم و إمّا أنتم لستم كذلك فلا يحقّ لكم أيضا أن تقعوا في الحيرة بل عليكم أن تسألوا أهل العلم هذا الكلام المقصود به النّصيحة لوضع قاعدة تنطلقون منها في دراستكم للعلم .

السائل : جزاك الله خيرا .

الشيخ : أمّا الجواب الموضوعي كما يقال , ليس كلّ من يقال فيه إنّه صحابيّ فهو صحابيّ و لكي تكونوا على بصيرة بخصوص هذه المسألة أوّلا ثمّ بخصوص مسائل أخرى قد ترتبط بهذه المسألة بالذّات أنصح لكم أن تعودوا إلى الإصابة في أسماء الصّحابة الّتي لابدّ أنّكم رجعتم إليها إلى المقدّمة فتقرؤون فيه فصلا ماهو الطّريق و ما هو السّبيل لمعرفة كون الصّحابي كون الرّجل صحابيّا أو لا ؟ فهمتني ؟

السائل : نعم نعم فهمتك .

الشيخ : فأنا بعد هذا أنتظر منكم حصيلة هذه الدّراسة في هذا الموضوع من كتاب الإصابة فإذا فهمتم الموضوع من الإصابة و طبّقتم ما ذكر هناك من السّبل الّتي بها يمكن معرفة كون الشّخص صحابيّا أو لا فستعلمون بعد ذلك أنّ ثابتا بن الحارث الأنصاري ليس صحابيّا بل هو تابعيّ مجهول لم يوثّقه أحد .

السائل : جزاكم الله خيرا .

الشيخ : هذا جوابي .

السائل : أحسن الله إليك و بارك فيك .

الشيخ : و إليك و بارك فيك .

السائل : السّلام عليكم و رحمة الله و بركاته .

الشيخ : و عليكم السّلام و رحمة الله و بركاته و مغفرته .

أبو ليلى : أعد شيخنا كلامك هذا الّذي ذكرته .

الشيخ : أقول هذا الحديث الّذي سمعتم الجواب حوله و أنّه غير ثابت هو حديث السّاعة خاصّة في تلك البلاد السّعوديّة و لعلّكم سمعتم إمّا مباشرة أو بواسطة الأشرطة أنّنا أنكرنا أوّل ما وقعت الواقعة استنصار السّعوديّين بالكفّار و لنا نحو خمسة أو ستّة أشرطة حول هذه المسألة بلا شكّ هذه الأشرطة وصلت إلى البلاد السّعوديّة و عملت عملها في نفوس كثيرين من الطّلاب و أهل العلم هناك من هذه الأشرطة أنّني عالجت حديثا هو حديث ثابت بن الحارث هذا .

الشيخ : و بهذه المناسبة يحسن أن تعرفوا حول ماذا يدور هذا الحديث حتّى تتمّ فائدة استماعكم لجوابنا لذاك السّائل و عن طريق تضعيفنا لهذا الحديث فما هو هذا الحديث ؟ يقول الحديث أنّ النّبيّ صلّى الله عليه و سلّم في غزوة أحد جاء إلى اليهود فقال لهم ( نحن أهل كتاب و أنتم أهل كتاب و ينبغي أن تعينونا على المشركين ) هذا الحديث أورده أبو جعفر الطّحاوي في مشكل الآثار من أجل التّوفيق بينه و بين الحديث المعروف ( إنّا لا نستعين بمشرك ) و لفظ مسلم ( لن نستعين بمشرك ) فساق الطّحاوي هذا الحديث بإسناده و وفّق بينه و بين الحديث الثّاني فقال لا تعارض لأنّ أهل الكتاب ليسوا مشركين و الحديث الثّاني يقول لن نستتعين بمشرك فهو ما استعان بالمشركين و إنّما بأهل الكتاب أنا الحقيقة رابني مثل هذا التّوفيق و مثل هذا الجمع و لكن طريقة الفقه و العلم الصّحيح يقتضينا قبل كلّ شيء أن ننظر في صحّة هذا الحديث الأوّل حتّى نفكّر في طريقة التّوفيق بينه و بين الحديث الآخر أمّا إذا لم يكن ثابتا في حقيقة الأمر فذلك قد يغنينا عن محاولة التّوفيق بينه و بين الحديث الصّحيح لا سيما إذا كان التّوفيق هزيلا كهذا التّوفيق الّذي ذهب إليه الإمام أبو جعفر الطّحاوي و لهذا توجّهت لدراسة إسناد هذا الحديث فتكشّفت لي حقيقة هامّة جدّا و هي أنّ تابعيّ الحديث و هو الّذي سمعتم الكلام حوله ثابت بن الحارث الأنصاري هو تابعي لو يوثّق إطلاقا و لم يرو عنه إلاّ رجل حضرميّ و نسيت اسمه الآن ثمّ هذا الحديث بالذّات الحضرمي بيقول عن ثابت بن الحارث الأنصاري أنّ رجلا من قومه الّذين حضروا المعركة أحد يعني حدّثه فهذا فيه إشعار أوّلا أنّ الرّجل لم يكن حاضرا المعركة لأنّه يرويها عن رجل من قومه حضر . لا شكّ هذا الرّجل صحابي و لو لم يسمّى لأنّ الصّحابة كلّهم عدول لكن يجب أن نعرف ترجمة ثابت هذا هل هو تابعي ثقة أم لا ؟ فبحثت و بحثت كتب الرّجال مثل الجرح و التّعديل و غيرهم بيذكروه على أنّه تابعي كتب الصّحابة يذكرونه مع الصّحابة و منهم الحافظ بن حجر العسقلاني ذكره في الإصابة في أسماء الصّحابة على أنّه صحابيّ و ذكر له ثلاثة أحاديث منها حديثنا هذا في كلّ هذه الأحاديث الثّلاثة مدارها أوّلا على الحضرمي الأحاديث الثّلاثة مدارها على الحضرمي و ثابت في هذه الأحاديث الثّلاثة ما قال في واحد منها سمعت رسول الله أو حضرت في مجلس رسول الله أو غزوت مع رسول الله أو أيّ عبارة أخرى تصرّح بأنّه صحابي و إنّما يقول فيها كما في الحديث الأوّل عن رجل من قومه أو يقول قال رسول الله كذا فإذا هنا الأحاديث الّتي رواها مع قلّتها و هي ثلاثة أحاديث واحد منها روى عن صحابي اثنين منها قال قال رسول الله فمن أين تأتي الصّحبة و من يأتي إثبات الصّحبة لثابت هذا و هو لا يشهد في أيّ رواية من الرّوايات الواردة عنه أنّه كان مع الرّسول عليه السّلام أو سمع الرّسول عليه السّلام يضاف إلى ذلك أنّ الحضرمي المذكور آنفا لمّا يترجموا له هو ثقة لكن ما ذكروا له و لا رواية عن صحابي فكيف يكون هذا ثابت بن الحارث مع كلّ الأمور الواردة عليه كيف يكون صحابيّا و لهذا أنا انتهيت إلى أنّ الرّجل تابعي مجهول وصل هذا الكلام لتلك البلاد و اهتمّوا بالموضوع لأنّ الحديث في ظاهره يؤيّد واقعهم هناك أنّه أهل كتاب استعانوا بأهل كتاب لكن الشّيخ الألباني يضعّف هذا الحديث فاتّصل معي هذا الطّالب و سألني و أعطيته الجواب أنّ هذا الحديث فيه ثابت بن الحارث الأنصاري و هو تابعيّ مجهول . اللّيلة يتّصل بي و يقول سمعتم أنّهم اجتمعوا و درسوا هذا الحديث و وجدوا أنّ هذا الرّجل صحابي فأعطيته الجواب أنّ هذا صحابيّ بناء على أنّكم رجعتم إلى كتب الصّحابة لكن ما عرفتم القاعدة العلميّة الّـتي بها تثبت الصّحبة فأحلتهم على مقدّمة الإصابة لابن حجر هناك له كلام جيّد جدّا كيف يمكن معرفة الصّحابي ذكر مثلا إذا قال عن نفسه برواية تابعي ثقة أنّه صحابيّ فتقبل شهادته أو قال تابعيّ حدّثني رجل من أصحاب الرّسول عليه السّلام و هو ثقة أيضا تثبت صحبته أو جاء في روايات متواترة أو مشهورة بأنّه حضر مع الرّسول عليه السّلام مجالسه أو غزواته هذا ثابت بن الحارث لا يصدق عليه أيّ سبيل أو أيّ طريق من الطّرق الّتي ذكرها الحافظ في المقدّمة مقدّمة الإصابة أنّها بطريق منها تثبت صحبة الشّخص الّذي يظنّ أنّه صحابي و لهذا أنا انتهيت أنّ ثابتا ليس صحابيّا ما الفرق ؟ الفرق جوهريّ جدّا لأنّه إذا ثبت أنّه صحابيّ فالقاعدة أنّهم عدول و لا يقال في الصّحابي ثقة حافظ لا . أمّا إذا كان تابعيّا فلا بدّ من إثبات عدالته ثمّ إثبات حسن ضبطه وحفظه . فإذا لم يثبت أنّ هذا صحابيّ إذا نحن نريد أن نعرف أنّ هذا عدل , ثقة , حافظ ما أحد دندن حول هذا الوصف بالنّسبة للّذين ترجموه و لم يذكروا أنّه صحابيّ أمّا الّذين ذكروا أنّه صحابيّ فذكروا الأحاديث الّتي رواها و ليس في شيء منها ما يؤكّد أو يثبت صحبته بل هناك تلك الملاحظة و من أجل هذه الملاحظة الّتي ذكرتها آنفا و هي أنّ الحضرمي الرّاو عنه لمّا ذكروه في ترجمته ما قالوا أنّه روى عن فلان الصّحابيّ من أجل الملاحظة و هي غير مسطورة و من أجل الملاحظة الأولى في نقد حشد و حشر هذا الرّجل في الصّحابة هذا لا تجده مسطورا في كتب أهل العلم من أجل هذا قلت ما قلت لذلك الطّالب أنّه أنتم إمّا أن تكونوا من أهل العلم فلكم رأيكم اجتهادكم هذا , أمّا إن لم تكونوا كذلك و أنتم تشهدون بأنّكم طلاّب علم فليس لكم أن تقعوا في الحيرة إمّا أنت عالم فتعتدّ برأيك و لا تقلّد غيرك و إمّا أنت طالب علم (( فاسألوا أهل الذّكر إن كنتم لا تعلمون )) فمن أين لهؤلاء الطّلاب و مثلهم كثر اليوم , كنت آنفا سأسمعكم ما كتبت ألفت النّظر في بعض الكتابات من آثار نتيجة التّعلّق بهذا العلم بسرعة و الأخطاء الّتي تترتّب من وراء ذلك و لذلك قلت لهؤلاء يا أخي هذا العلم يحتاج إلى زمن طويل حتّى الإنسان يكتشف أمورا ما يجد منها شيئا مسطورا هذا اللم لازم ينبع من شخص هذا العالم فقلت أنا في كلامي السّابق أنّه قبل أن نحاول التّوفيق بين حديثين لازم نتأكّد من صحّة الحديث المعارض للحديث الصّحيح ففعلت ما شرحته آنفا و تبيّن أنّ الحديث ضعيف لكن من طريقة أهل العلم في الرّدّ على الشّبهات و الإشكالات أنّه صحيح أنا قلت أنّ هذا الحديث ضعيف و بيّنت العلّة لكن هذا بالنّسبة لكلّ النّاس ما يكفي لأنّه كما سمعتم أنا إذا قلت أنّ هذا الحديث ضعيف ضروري يتصوّر كلّ البشر سيؤمنون بكلام ناصر ؟! لا . إذا نريد أن نضع الجواب الفقهي على افتراض أنّه الحديث هذا صحيح فأنا قلت في ردّي على الطّحاوي و هو مسطور عندي في هذا الكتاب قلت كيف يقال بأنّه اليهود و النّصارى يجوز الإستعانة بهم لأنّهم ليسوا مشركين و الله عزّ و جلّ قال (( لقد كفر الّذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة )) فهم مشركون و قال عن اليهود أنّه قالوا (( عزير بن الله )) إذا هؤلاء مشركون لكن نعم فرّق الله عزّ و جلّ في بعض الأحكام بين المشركين لهم كتاب و مشركين ليس لهم كتاب فالتّوفيق بين الحديثين من الزّاوية و هي أنّ أهل الكتاب ليسوا مشركين فلا ماعرضة بين هذا الحديث و حديث ( لن نستعين بمشرك ) هذا الجواب ما هو صحيح .

الشيخ : و ذكرت أشياء مهمّة جدّا و لعلّ بعضكم ما طرق سمعه من قبل من ذلك يوجد هناك قاعدة ذكرها الطّحاوي و هي مقلوبة معكوسة أنّه ليس كلّ كفر شرك و كلّ شرك كفر . كلّ مشرك كافر لكن ليس كلّ كافر مشركا هذا من كلام الطّحاوي في صدد إجابته و توفيقه بين الحديثين فأنا رددت عليه بشيء من التّفصيل و أحبّ أن أسمعكم إيّاه لكن لابدّ من شرح بعض الأشياء .

الشيخ : أنا كنت أريد أن أسمعكم بعض الأوهام الّتي يقع فيها الشّباب و بعدين أتت المناسبة القول على هذا الحديث فالآن هذا الحديث الّذي حقّقته اليوم و وجدت فيه بعض الملاحظات لبعض المتعلّقين بهذا العلم الحديث نصّه , انتبهوا هذا الحديث  ضعيف ( إن شئتم أنبأتكم ما أوّل ما يقول الله للمؤمنين يوم القيامة و أوّل ما يقولون له , قلنا نعم يا رسول الله , قال فإنّ الله يقول للمؤمنين هل أحببتم لقائي فيقولون نعم يا ربّنا , فيقول لم ؟ فيقولون رجونا عفوك و مغفرتك فيقول قد وجبت لكم مغفرتي ) بيكبّر لأنّه في ظنّه أنّ الحديث صحيح .

أبو ليلى : ضعيف شيخنا .

الشيخ : مع أنّه نبّهنا أنّ الحديث ضعيف , لا يقال حينئذ الله أكبر لأنّ معناه أنّك تقوّي الضّعيف قلت أنا ضعيف أخرجه عبد الله بن المبارك في الزّهد طبعا أجزاء و طبعات ما لكم فيها و من طريق أحمد و كذا الطّيالسي و بن أبي عاصم و ابن أبي الدّنيا و الطّبراني و أبو نعيم و البغويّ في شرح السّنّة كلّهم عن بن المبارك قال أخبرنا يحيى بن أيّوب أنّ عبيد الله بن زحر حدّثه عن خالد بن أبي عمران عن أبي عيّاش قال قال معاذ رضي الله عنه قال رسول الله صلّى الله عليه و سلّم و قال أبو نعيم تفرّد به عبد الله يعني بن المبارك قلت و هو إمام حافظ ثقة لكن عبيد الله بن زحر قال الذّهبيّ في الكاشف فيه اختلاف و له مناكير ضعّفه أحمد قلت و أمّا بن حبّان فضّعفه جدّا فقال في الضّعفاء منكر الحديث جدّا يروي الموضوعات عن الأثبات و أبو عيّاش و هو المعافري المصري ليس بالمشهور لم يذكره البخاريّ و لا ابن أبي حاتم , و لا ابن حبّان , و لا ابن عبد الحكم في الفتوح , و لا الفسويّ في المعرفة نعم ذكره في التّهذيب برواية ثلاثة عنه و لم يحك عن أحد توثيقه فهو مجهول الحال و لهذا قال في التّقريب مقبول يعني عند المتابعة و ما علمت له متابعا و من هنا يتبيّن جهل أو على الأقلّ وهم المعلّق على أوائل الطّبراني حيث قال إسناده حسن رجاله إمّا ثقة و إمّا صدوق هذا أحد المعلّقين على هذا الكتاب الأوائل للطّبراني و هذا أنا أعرفه سوريّ من الإخوان المسلمين تعلّق بهذا الحديث بالعلم يعني منذ بضع سنين فجاء و حسّن هذا السّند و قال رجاله إمّا ثقات و إمّا صدوق و فيه أبو عيّاش ما وثّقه أحد غير بن زحر هذا الّذي سمعتم ترجمته و لا يقوّيه أنّ له طريقا أخرى يرويه قتادة بن الفضل هنا أرجو أن تنتبهوا قتادة بن الفضل سيصحّحه بعض الجهلة يقول الصّواب قتادة بن الفضيل فاحفظوا هذا , أنّ له طريقا أخرى يرويه قتادة بن فضل بن قتادة الذّهاوي قال سمعت ثور بن يزيد يحدّث عن خالد بن معدان عن معاذ بن جبل به نحوه أخرجه الطّبراني في المعجم الكبير جزء و صفحة و مسند للشّاميّين جزء و صفحة , و ذلك قلت أنا في الأوّل لا يقوّيه هذه الرّواية و ذلك لأنّ خالد بن معدان لم يسمع من معاذ كما قال أبو حاتم و ارتضاه العلائيّ في مراسيله و عليه فيحتمل أن يكون بينهما أبو عيّاش الّذي في الطّريق الأولى الّذي هو ما وثّقه أحد فيرجع الحديث إلى تابعيّ واحد و طريق واحدة و هي مجهولة كما تقدّم على أنّ قتادة بن الفضل و وقع جملة معترضة و وقع في  التّهذيب و التّقريب الفضيل خطأ لم يوثّقه غير بن حبّان و قال أبو حاتم شيخ و قال الحافظ مقبول قلت و قد عرفت اصطلاحه في هذا اللّفظ يعني مقبول عند المتابعة و لكنّي أرى أنّه ينبغي أن يفسّر هنا في قتادة هذا بمعناه اللّغوي أي مقبول مطلقا لأنّه روى عنه جمع من الثّقات منهم أحمد بن سليمان أبو الحسين الرّهاوي الحافظ الثّقة فهو مقبول الحديث إذا إلاّ إذا ثبت وهمه الله أعلم . و من هذا التّحقيق في هذين الإسنادين إلى معاذ يتبيّن خطأ الهيثمي أيضا في قوله جزء كذا صفحة كذا رواه الطّبراني بسندين أحدهما حسن فإنّه يعني هذا الإسناد الثّاني و كأنّه خفي عليه الإنقطاع الّذي بين خالد بن معدان و معاذ و لو لا ذلك لكنت معه في تحسينه لما شرحت من حال قتادة بن الفضل . تنبيه على وهمين , الأوّل : ذكرت آنفا الخطأ الّذي وقع في التّهذيب و التّقريب في اسم الفضل والد قتادة هذا فاغترّ بهما المعلّق على أوائل بن أبي عاصم فخطّأ الصّواب الّذي في رواية الطّبراني مع أنّه موافق لترجمة بن الفضل في المراجع الأصول مثل تاريخ البخاري و الجرح و التّعديل و الثّقات لابن حبّان هذه الثّلاث كتب عليها يعتمد كلّ الّذين ألّفوا في التّراجم مثل بن حجر و قتادة بن الفضل جاء بن الفضل ما جاء بن الفضيل في هذه الثّلاث كتب القديمة كذلك جاء في سند الحديث قتادة بن الفضل فجاء هذا المعلّق لأنّه ناشئ شاف الرّاوي مترجم في التّهذيب لابن حجر و التّقريب له سمّاه قتادة بن الفضيل قال و وقع في كتاب الطّبراني قتادة بن الفضل و هو خطأ . لماذا خطّأ لأنّه لا يعرف أنّه التّهذيب و التّقريب هو الخطأ كيف أنّ هذا خطأ بالرّجوع إلى الأصول هم لا يعرفون يرجعوا لهذه الأصول لذلك جعل الصّواب خطأ و الخطأ صوابا . فقلت أنا بعد ما بيّنت هنا أنّ هذه الأصول مثل تاريخ البخاري و الجرح و التّعديل و الثّقات لابن حبّان و هكذا فليكن التّصويب من هؤلاء المعلّقين المتعلّقين بهذا العلم في هذا الزّمان الكثير فتنه و الله المستعان , هذا التّنبيه الأوّل و الآخر : أنّ المعلّق الآخر على أوائل الطّبراني في كتابين , هذا أوائل الطّبراني في أوائل بن أبي عاصم ليس عندي هذا , هذا المعلّق على أوائل الطّبراني قال بعد أن عزى الحديث التّرجمة لأحمد فقط , عزى الحديث التّرجمة لأحمد فقط أنا لمّا خرّجت الحديث قلت أخرجه عبد الله بن المبارك في الزّهد و من طريقه أحمد و الطّيالسي و ابن أبي عاصم و ابن أبي الدّنيا و الطّبراني في المعجم الكبير و في الأوائل و أبو نعيم في الحلية و البغويّ في شرح السّنّة هو قال رواه أحمد معليش في سبيل اختصار أن يذكر مصدر واحد لكن أحمد رواه من طريق بن المبارك فلم لا يأخذ الحديث من منبعه لأنّه لا يعرفه مثل هؤلاء ... أنّه يضع اسمه محقّق كتاب كذا و هي عبارة عن نقول فجّة ماهي يانعة و لا هي ثمار نافعة فقال بعد أن عزاه لأحمد فقط و أخرجه يعني أحمد من حديث أبي سعيد الخدري بنحو ذلك و عزى ذلك لكتاب الفتح الرّبّاني بالجزء و الصّفحة و أنت أيّها القارئ إذا رجعت إلى الفتح المذكور وجدته قد عزى حديث أبي سعيد هذا إلى البخاري و مسلم و التّرمذيّ فعلى ماذا يدلّ عزو المعلّق للحديث لأحمد دون الشّيخين ؟ حديث موجود في الصّحيحين بيقول رواه أحمد ! هذا معناه أنّ هذا الرّجل ما عنده علم لأنّه عزوه لأحمد لا يعطي الصّحّة عزوه للشّيخين يعطي الصّحّة هذا أوّلا ثمّ قلت أيضا و حديث أبي سعيد لا يصلح شاهدا لحديث التّرجمة لأنّه يختلف عنه كلّ الإختلاف إلاّ في الجملة الأخيرة منه مع المغايرة في اللّفظ و هاك لفظه لتكون على بيّنة من الأمر . أظنّ استوعبتم الحديث ؟ ( إن شئتم نبّأتكم ما أوّل ما يقول الله للمؤمنين يوم القيامة و أوّل ما يقولون له ... ) انظر لحديث أبي سعيد الّذي جعله شاهدا لهذا الحديث الضّعيف ( إنّ الله يقول لأهل الجنّة يا أهل الجّنة فيقولون لبّيك ربّنا و سعديك , فيقول هل رضيتم فيقولون و ما لنا لا نرضى و قد أعطيتنا ما لم تعط أحدا من خلقك , فيقول أنا أعطيكم أفضل من ذلك , قالوا ياربّنا و أيّ شيء أفضل من ذلك ؟ قال أحلّ عليكم رضواني فلا أسخط  بعده أبدا ) هذا الحديث جعله شاهدا لهذا الحديث الضّعيف . هذه مصيبة طلاّب العلم اليوم المتكالبين المتهاجمين على علم الحديث لأنّهم ظنّوه سهل المنال فقعدوا يحطّوا الكتب هاي و ينقلون من هنا و من هنا و هاه ألّفنا كتابا ! و يضلّلون النّاس من حيث لا يشعرون و لذلك نحن سواء في علم الحديث أو علم الفقه ننصح أيّها الطّالب للعلم إن كنت عالما فأفت بما تعلم و أجرك على الله و إن كنت لست عالما فاسأل أهل العلم هكذا يأمرنا ربّنا في القرآن الكريم .

أبو ليلى : جزاكم الله خيرا يا شيخ .

الشيخ : و إيّاك . أمّا الحديث الّذي سبقت الإشارة إليه فأظنّ أنّني أحصّله إن شاء الله قريبا و تسمع يا أبو فارس أنّه العبارة الّتي تشبّث بها أبو جعفر الطّحاوي أنّ  كلّ مشرك كافر و ليس كلّ كافر مشرك خطأ . الحديث السّابق ذكره ( إنّا جئناكم بخير ) يعني اليهود ( إنّا أهل الكتاب و أنتم أهل كتاب و إنّ لأهل الكتاب على أهل الكتاب النّصر و إنّه بلغنا أنّ أبا سفيان قد أقبل إلينا بجمع من النّاس فإمّا قاتلتم معنا و إمّا أعرتمونا سلاحا ) ذكرنا الحديث هذا الحضرمي اسمه الحارث بن يزيد عن ثابت بن الحارث الأنصاري عن بعض من كان مع رسول الله صلّى الله عليه و سلّم قلت هذا إسناد ضعيف إلى آخره رجاله كلّهم ثقات غير ثابت بن الحارث الأنصاري فإنّه غير معروف بعدالة أو جرح و لم يرده أحد من أئمّة الجرح و التّعديل غير بن أبي حاتم برواية الحارث بن يزيد هذا فقط و بيّض له يعني ما قال فيه لا ثقة و لا شيء و قد ذكر بن هشام في السّيرة عن محمّد بن إسحاق عن الزّهري أنّ الأنصار يوم أحد قالوا لرسول الله صلّى الله عليه و سلّم يا رسول الله ألا نستعين بحلفائنا من اليهود ؟ فقال ( لا حاجة لنا فيهم ) وذكر نحوه بن كثير في البداية و من قبله بن القيّم في زاد المعاد و هو الموافق للحديث الصّحيح عن عائشة ( إنّا لا نستعين بمشرك ) أو ( بالمشركين ) و هو مخرّج في الصّحيحة برقم كذا و عليه فإنّي أقول إذا تبيّن لك ضعف حديث التّرجمة و ما فيه من عرضه صلّى الله عليه و سلّم على اليهود أن يقاتلوا معه فلا حاجة حينئذ للتّوفيق بينه و بين حديث عائشة الصّحيح كما فعل الطّحاوي حين قال " لأنّ اليهود حينما دعاهم النّبيّ إلى قتال أبي سفيان معه ليسوا من المشركين أولئك عبدة الأوثان و هؤلاء أهل كتاب الّذين ذكرنا مباينة ما هم عليه ممّا عبدة الأوثان عليه في الباب الّذي تقدّم قبل هذا " قلت يشير إلى بعض الأحكام الّتي خصّ بها أهل الكتاب دون المشركين كحلّ ذبائحهم و نكاح نسائهم و غيرها ممّا بعضه موضع نظر و بنى على ذلك قوله فكان كلّ مشرك بالله كفرا و ليس كلّ كفر بالله شركا فأقول لو سلّمنا جدلا بقوله هذا فلا حاجة للتأويل المذكور لأمرين اثنين الاوّل : أنّ التّأويل فرع التّصحيح كما هو معلوم و ما دام أنّ الحديث غير صحيح كما بيّنّا فلا مسوّغ لتأويل الحديث الصّحيح من أجله كما هو ظاهر لا يخفى على أحد إن شاء الله تعالى , و الآخر : كيف يصحّ أن يقال في اليهود و النّصارى إنّهم ليسوا من المشركين و الله عزّ و جلّ قال بعد آية (( إنّما المشركون نجس فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا )) (( قاتلوا الّذين لا يؤمنون بالله و لا باليوم الآخر و لا يحرّمون ما حرّم الله و رسوله و لا يدينون دين الحقّ من الّذين أوتوا الكتاب حتّى يعطوا الجزية عن يد و هم صاغرون و قالت اليهود عزير بن الله و قالت النّصارى المسيح بن الله ذلك قولهم بأفواههم يضاهؤون قول الّذين كفروا من قبل قاتلهم الله أنّى يؤفكون )) فمن جعل لله ابنا كيف لا يكون من المشركين هذه زلّة عجيبة من مثل الإمام الطّحاوي...في ذلك من أنّ لهم تلك الأحكام الّتي لا يشاركهم فيها غير أهل الكتاب من المشركين فإنّهم يشتركون معهم في أحكام أخرى كما لا يخفى على أولي النّهى بمعنى إذا كان أهل الكتاب يشتركون مع المشركون في أحكام و يختلفون عنهم في أحكام فما الّذي يسوّغ كونه يختلفون عنهم في أحكام أن لا نحكم عليهم بأنّهم مشركون و قد اشتركوا معهم في أحكام و اشتركوا معهم في الشّرك إذا هم مشركون لكنّهم أهل كتاب و لههم أحكام خاصّة بهم ثمّ قلت و قد لا يعدم الباحث الفقيه الّذي نجّاه الله من التّقليد في الكتاب و السّنّة ما يؤكّد ما تقدّم و يبطل قول الطّحاوي السّابق " ليس كلّ كفر بالله شرك " من ذلك من ذلك هنا الإنتباه تلك المحاورة بين المؤمن و الكافر الّذي افتخر بماله و جنّتيه كما قال عزّ و جلّ في سورة الكهف (( و دخل جنّته و هو ظالم لنفسه قال ما أظنّ أن تبيد هذه أبدا و ما أظنّ السّاعة قائمة و لئن رددت إلى ربّي لأجدنّ خيرا منها منقلبا )) فهذا كفر و لم يشرك في رأي الطّحاوي و لكنّ السّياق يردّه فتابع معي قوله تعالى (( قال له صاحبه و هو يحاوره أكفرت بالّذي خلقك من تراب ثمّ من نطفة ثمّ سوّاك رجلا لكنّه الله ربّي و لا أشرك بربّي أحدا )) فتأمّل كيف وصف صاحبه الكافر بالكفر ثمّ نزّه نفسه منه معبّرا عنه بمرادفه و هو الشّرك فقال (( و لا أشرك بربّي أحدا )) و هذا الشّرك ممّا وصف به الكافر نفسه فيما يأتي فتابع معي قوله تعالى بعدما وعظه به صاحبه المؤمن (( و أحيط بثمره فأصبح يقلّب كفّيه على ما أنفق فيها و هي خاوية على عروشها و يقول يا ليتني لم أشرك بربّي أحدا )) قلت فهذا القول منه مع سباق القصّة صريح جدّا في أنّ شركه إنّما كان هو شكّه في الآخرة و هذا كفر و ليس بشرك في رأي الطّحاوي فهو باطل ظاهر البطلان و إنّما ممّا يؤكّد ذلك من السّنّة قوله صلّى الله عليه و آله و سلّم ( أخرجوا المشركين من جزيرة العرب ) رواه الشّيخان و غيرهما عن بن عبّاس و هو مخرّج في الصّحيح برقم كذا فإنّما المراد بهم اليهود و النّصارى كما دلّت على ذلك أحاديث أخر منها قوله صلّى الله عليه و سلّم ( لئن عشت لأخرجنّ اليهود و النّصارى من جزيرة العرب حتّى لا أترك فيها إلاّ مسلما ) رواه مسلم و غيره و هو مخرّج هناك في الصّحيحة و لمّا كان حديث بن عبّاس الّذي هو رواه الشّيخان و لمّا كان حديث بن عبّاس حجّة قاطعة في الموضوع غمز من صحّته الطّحاويّ تعصّبا لمذهبه مع الأسف و زعم أنّه وهم من بن عيينة قال " لأنّه كان يحدّث من حفظه " فيحتمل أن يكون جعل مكان اليهود و النّصارى المشركين و لم يكن معه من الفقه ما يميّز به بين ذلك سفيان ين عيينة من كبار شيوخ الإمام أحمد و ثقات الحفّاظ أوّلا ينسبه إلى الوهم و بحجّة يحتمل و لم يكن من الفقه و الفهم يميّز بين المشركين و بين اليهود و النّصارى كذا قال سامحه الله فإنّه يعلم أنّ تحديث الحافظ الثّقة كابن عيينة من حفظه ليس بعلّة بل هو فخر له و أنّ تخطئة الثّقة بمجرّد الإحتمال ليس من شأن العلماء المنصفين و لكنّها العصبيّة المذهبيّة نسأل السّلامة و على مذهب الطّحاوي هذا يمكن أن يغفر الله الكفر لقوله تعالى (( إنّ الله لا يغفر أن يشرك به و يغفر ما دون ذلك لمن يشاء )) و بهذه الآية احتجّ بن حزم رحمه الله على أبي حنيفة الّذي هو متبوع الإمام الطّحاوي في التّفريق المزعوم فقال عقبها " فلو كان ههنا كفر ليس شركا لكان مغفورا لمن شاء الله تعالى بخلاف الشّرك و هذا لا يقوله مسلم " ثمّ أتبع ذلك بأدلّة أخرى قويّة ثمّ قال " فصحّ أنّ كلّ كفر شرك و كلّ شرك كفر و أنّهم اسمان شرعيّان أوقعهما الله تعالى على معنى واحد " و لولا خشية الإطالة لنقلت كلامه كلّه لنفاسته و عزّته فليراجعه من شاء المزيد و الفقه , و الخلاصة أنّ الحديث ضعيف الإسناد منكر المتن و أنّ الإستعانة بأهل الكتاب في جهاد الكفّار يشملها قوله صلّى الله عليه و سلّم ( إنّا لا نستعين بمشرك ) و لفظ مسلم ( فارجع فلن أستعين بمشرك ) . تنبيه : كان قد جرى بيني و بين بعض الإخوة كلام حول هذا الحديث و أنّه ضعيف الإسناد فسأل عن العلّة فذكرت له الجهالة و بعد أيّام اتّصل بي هاتفيّا و قرأ عليّ كلام الحافظ في الإصابة في ترجمة ثابت بن الحارث الأنصاري و أنّه صحابيّ و رجى النّظر فيه فرأيته أورده في القسم الأوّل منه , بن حجر و ساق له حديثين رواهما عن النّبيّ صلى الله عليه و سلّم و ليس فيهما ما يدلّ على صحبته و أشار إلى هذا الحديث أيضا و هو كما ترى يرويه عن بعض الصّحابة الّذين شهدوا وقعة أحد و وقفت له على حديث آخر يرويه بواسطة أبي هريرة هو يرويه عن أبي هريرة عن النّبيّ صلىّ الله عليه و سلّم فترجّح عندي أنّه عدم صحبته و أنّه تابعيّ مجهول كما ذكرت في مطلع هذا الكلام و لذلك فأنّني رأيت أن أسجّل تفصيل ما أجملته هنا تحت أحد الحديثين المشار إليهما و سيأتيان إن شاء الله تعالى برقمي 6116 و 6117 و الله وليّ التّوفيق .

أبو ليلى : الله يقوّيك يا شيخنا .

الشيخ : اللهمّ آمين . الآن بدّنا نسمع تبع المواصلات .

السائل : و الله يا شيخ بعد ما  سمعت الّذي قلته انتهى لا يوجد تعقيب .

الشيخ : انتهى ؟

السائل : نعم .

الشيخ : لكن أنا أزيدك شيء , الحقيقة شأن كلّ طالب مبتدئ في العلم و أنا كنت كذلك و ربّما لا أزال كذلك كنت أقرأ هذا الحديث و يصيبني إشكال لأنّه في بعض الرّوايات ( ليس بين الكفر و الرّجل إلاّ ترك الصّلاة فمن ترك الصّلاة فقد كفر ) في بعض الرّوايات ( فقد أشرك ) أتسائل كيف فقد أشرك ؟ هذا تارك الصّلاة خاصّة الّذي يتركها كسلا شلون يعني أشرك كنت أظنّ إيش لعلّه يوجد وهم من الرّاوي , أنا طالب علم و بعد ذلك ربّنا فتح و لو على سنّ و الحمد لله فعرفت أنّه شرعا .