About the article
سلسلة الهدى والنور - الشريط رقم : 302
الشيخ : أرجوا أن ألهم كلمة قصيرة نظرا لوضع العالم الإسلامي اليوم بعامة ، أقول : إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ، أما بعد ! فقد أصبح معروفا اليوم في العالم الإسلامي تلك اليقظة التي انتشر اسمها بالصحوة ، الصحوة الإسلامية ؛ وأنا بلا شك أشارك هؤلاء الناس الذين يطلقون هذه التسمية على هذه اليقظة التي ظهرت في العالم الإسلامي بعامة من حيث الرجوع إلى الإسلام والعمل به ولو بقدر ؛ ولكن هذه الصحوة تختلف نوعيتها من ناس إلى آخرين ؛ فكلهم يشتركون في عودتهم إلى إسلامهم ودينهم الذي كانوا غافلين أو منصرفين عن العمل به إلى حد كبير بحيث أنه كان من الممكن أن يقال يومئذ بأنه لم يبق من الإسلام إلا اسمه ؛ فالآن بلاشك اختلف الأمر عما كان عليه قبل ربع قرن من الزمان ، فقد أقبل الناس على دينهم ولكن مع اختلاف كبير كما أشرت بين بعض الناس وآخرين منهم ؛ فبعضهم عادوا إلى دينهم بأي مفهوم كان وقد يكون من تلك المفاهيم ما ليس من الدين وما لا صلة له في الإسلام مطلقا ؛ لكن معروف لديهم أنه من الإسلام فينبغي الرجوع إليه ، والقليل جدا من هؤلاء الناس الذين اقترنت صحوتهم بأن تكون مقرونة بالرجوع إلى الإسلام الصحيح والمستقى من كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعلى منهج سلفنا الصالح ، قليل من الناس من استيقظ وصحا على هذه الحقيقة التي لا شيء وراءها ؛ وبين هؤلاء وأولئك ناس يريدون أن يرجعوا إلى الكتاب والسنة ولا ينكرون مثل هذا الرجوع ولكنهم لا يتقيدون بضرورة كون هذا الرجوع على المفهوم السلفي ، على مفهوم السلف الصالح ؛ فحسبهم أنهم اقتنعوا بضرورة الرجوع إلى الكتاب وإلى السنة ؛ أما كيف يكون هذا الرجوع فهذا مما لم يتنبه له إلا الأقل من أهل هذه الصحوة ، هذه النقطة الأولى ؛ والنقطة الأخرى
الشيخ : والنقطة الأخرى وهي تشمل أو تتوجه إلى كل المسلمين بعامة ، وهي أنه يجب عليهم جميعا أن يكون رجوعهم إلى الدين وإلى العمل به خالصا لوجه الله الكريم ؛ لأن الدين لا يكون دينا إلا إذا كان خالصا كما في الآية الكريمة : (( وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين )) ونحن نعلم أنه قد اقترن مع هذه الصحوة يقظة أخرى غير العمل بالإسلام وإنما العلم والمعرفة بالإسلام ؛ ولكن هناك شيء يجب معالجته لأن الرغبة في فهم الإسلام وتعلمه قد اقترن في عصرنا الحاضر شيء يبطل ثمرة هذه الرغبة وفائدتها ، ذلك لعدم اقتران الإخلاص بها ؛ فطلب العلم إذا لم يقترن معه أمران اثنان أحدهما ما أشرنا إليه آنفا أن العلم من الدين ، والدين يجب أن يكون خالصا لرب العالمين ؛ فإذا طلب الطالب العلم لا يبتغي به وجه الله تبارك وتعالى فيكون الجاهل بذاك العلم أقل شرا من هذا الطالب للعلم كما جاء عن بعض الصحابة " ويل للجاهل مرة وويل للعالم سبع مرات " ذلك لأن الجاهل قد يمكن أن يبتغى له عذر في مخالفته للشرع ؛ أما العالم فهو لا يجد له وسيلة ولا يجد له عذرا في مخالفته لما علمه من دينه ؛ لذلك قال ذاك الصحابي الجليل " ويل للجاهل مرة وويل للعالم سبع مرات " فإذن ننصح لطلاب العلم أن يبتغوا من وراء طلبه وجه الله تبارك وتعالى ، لا يبتغون من وراء ذلك جزاء ولا شكورا ، لا يبتغون من وراء ذلك وظائف ولا معاشا ولا رواتب ولا أي شيء ، وإلا فإن ابتغوا العلم من أجل شيء من حطام الدنيا كان كما أشرت آنفا وبالا على صاحبه ؛ ولاشك أن من ما يدخل في طلب العلم لغير وجه الله أن يكون موظفا ولو أن يكون خطيبا ولو أن يكون إماما ولو ولو أي وظيفة من الوظائف الشرعية إذا طلب العلم لأجل هذا التوظف فيكون قد حبط عمله وخسر أجره عند الله تبارك وتعالى ؛ ولذلك ولا أريد أن أطيل خشية أن يضيع علينا الوقت أو عليكم بالأحرى لذلك ننصح إخواننا الحاضرين على شرط أن يبلغ السامع الغائب أن يطلبوا العلم النافع قبل كل شيء وهو الكتاب والسنة وعلى منهج السلف الصالح ، وأن يبتغوا بطلبه وجه الله تبارك وتعالى ولا يبتغوا به شيئا من حطام الدنيا ، ثم بعد ذلك أنا أبشركم أبشرهم بأن ما سيأتيهم من وراء ذلك من الدنيا رغم أنفها خير مما قد يأتيهم إذا طلبوها بعلمهم وبآخرتهم ، لعل في هذه ذكرى والذكرى تنفع المؤمنين . سليمان يرفع اصبعه
الشيخ : والنقطة الأخرى وهي تشمل أو تتوجه إلى كل المسلمين بعامة ، وهي أنه يجب عليهم جميعا أن يكون رجوعهم إلى الدين وإلى العمل به خالصا لوجه الله الكريم ؛ لأن الدين لا يكون دينا إلا إذا كان خالصا كما في الآية الكريمة : (( وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين )) ونحن نعلم أنه قد اقترن مع هذه الصحوة يقظة أخرى غير العمل بالإسلام وإنما العلم والمعرفة بالإسلام ؛ ولكن هناك شيء يجب معالجته لأن الرغبة في فهم الإسلام وتعلمه قد اقترن في عصرنا الحاضر شيء يبطل ثمرة هذه الرغبة وفائدتها ، ذلك لعدم اقتران الإخلاص بها ؛ فطلب العلم إذا لم يقترن معه أمران اثنان أحدهما ما أشرنا إليه آنفا أن العلم من الدين ، والدين يجب أن يكون خالصا لرب العالمين ؛ فإذا طلب الطالب العلم لا يبتغي به وجه الله تبارك وتعالى فيكون الجاهل بذاك العلم أقل شرا من هذا الطالب للعلم كما جاء عن بعض الصحابة " ويل للجاهل مرة وويل للعالم سبع مرات " ذلك لأن الجاهل قد يمكن أن يبتغى له عذر في مخالفته للشرع ؛ أما العالم فهو لا يجد له وسيلة ولا يجد له عذرا في مخالفته لما علمه من دينه ؛ لذلك قال ذاك الصحابي الجليل " ويل للجاهل مرة وويل للعالم سبع مرات " فإذن ننصح لطلاب العلم أن يبتغوا من وراء طلبه وجه الله تبارك وتعالى ، لا يبتغون من وراء ذلك جزاء ولا شكورا ، لا يبتغون من وراء ذلك وظائف ولا معاشا ولا رواتب ولا أي شيء ، وإلا فإن ابتغوا العلم من أجل شيء من حطام الدنيا كان كما أشرت آنفا وبالا على صاحبه ؛ ولاشك أن من ما يدخل في طلب العلم لغير وجه الله أن يكون موظفا ولو أن يكون خطيبا ولو أن يكون إماما ولو ولو أي وظيفة من الوظائف الشرعية إذا طلب العلم لأجل هذا التوظف فيكون قد حبط عمله وخسر أجره عند الله تبارك وتعالى ؛ ولذلك ولا أريد أن أطيل خشية أن يضيع علينا الوقت أو عليكم بالأحرى لذلك ننصح إخواننا الحاضرين على شرط أن يبلغ السامع الغائب أن يطلبوا العلم النافع قبل كل شيء وهو الكتاب والسنة وعلى منهج السلف الصالح ، وأن يبتغوا بطلبه وجه الله تبارك وتعالى ولا يبتغوا به شيئا من حطام الدنيا ، ثم بعد ذلك أنا أبشركم أبشرهم بأن ما سيأتيهم من وراء ذلك من الدنيا رغم أنفها خير مما قد يأتيهم إذا طلبوها بعلمهم وبآخرتهم ، لعل في هذه ذكرى والذكرى تنفع المؤمنين . سليمان يرفع اصبعه
السائل : يا شيخ إذا كان الإنسان يطلب العلم قبل مثلا ما يصير إماما وقبل ما يصير خطيبا ويبتغي بذلك العلم لوجه الله ، أينعم ؟
الشيخ : ما تم السؤال وإن كان مفهوما .
السائل : يعني إذا كان يطلب العلم قبل أن يصير إماما أو قبل أن يصير خطيبا ، فهذا الإنسان ينطبق عليه الكلام الذي تحدثت به ؟
الشيخ : هو بارك الله فيك إنما الأعمال بالنيات ، سواء طلب العلم قبل ذلك أو في أثناء ذلك أو بعد ذلك المهم أن يطلب العلم لوجه الله يعني هو طلب العلم قبل أن يوظف ومات قبل أن يوظف ومات ولم يوظف هل معنى ذلك أنه كان لوجه الله ؟ هل لمجرد أنه لم يوظف معنى ذلك أنه كان طلبه للعلم لوجه الله ؟ طبعا لا ؛ فإذن ليس المسألة لطلب العلم ليس لها علاقة بما قبل الوظيفة أو بعدها وإنما علاقتها في أثناء طلب العلم ماذا أراد بذلك ، ماذا أراد بذلك ؛ لأننا نحن قلنا كما قال ربنا عز وجل : (( وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين )) وكما قلنا إن العلم من الدين ( ومن يرد الله به خيرا يفقهه في الدين ) فإذا كان الأمر كذلك فليس فقط الوظيفة وطلبها بالعلم هي التي تخدش في نية هذا الطالب بل هناك أشياء وأشياء كثيرة ، فهو مثلا يطلب العلم ليباري به العلماء ، ذهب هباء منثورا ، يطلب العلم ليتصدر المجالس ، ذهب علمه سدى ؛ يطلب العلم ليقال ما شاء الله فلان ما مثله عالم ؛ ولهذا جاء ذاك الحديث الرهيب في صحيح مسلم أن أبا هريرة رضي الله عنه كان في مجلس لمعاوية بن أبي سفيان في عهد خلافته فكان قد بلغ معاوية أو غيره حديث حدث أبو هريرة مرة فطلبوا منه أن يلقيه على الحاضرين في مجلس معاوية ، فاستجمع فكره ولبه وقلبه ليحدثهم بذاك الحديث الرهيب ولرهبته ما استطاع أن ينطق بالحديث فورا لأنه غلبه رهبة الحديث وغلبه البكاء ، ثم ملك نفسه فتهيأ للتحدث بالحديث وما استطاع إلا في المرة الثالثة ، أخيرا استطاع رضي الله عنه أن يجمع نفسه فقال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أول من تسعر بهم النار يوم القيمة ثلاثة : عالم ، ومجاهد ، وغني ؛ قال عليه السلام يؤتى بالعالم يوم القيامة فيقال له ماذا عملت بما عملت ؟ فيقول يا رب نشرته في سبيلك ) هنا الشاهد ( فيقال له كذبت إنما علمت ليقول الناس فلان عالم ) إذا هذا ما طالب وظيفة ، فالقضية مش محصورة بأنه طلب العلم ليكون إماما خطيبا مفتيا قاضيا إلى آخره ؛ المهم أن يكون قاصدا به وجه الله تبارك وتعالى وإلا فالصوارف عن الإخلاص في العبادة كثيرة وعديدة جدا جدا ، ومن ذلك ما جاء ذكره في هذا الحديث ( إنما علمت ليقول الناس فلان عالم وقد قيل خذوا به إلى النار ) والعياذ بالله ؛ العالم الذي حقه كما قال الله عزوجل : (( يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات )) حقه أن يكون الدرجات العاليات من الجنان ولكن هذا ألقي في النار ، لماذا ؟ لأنه ما أخلص لله عز وجل في تعلمه للعلم وتعليمه إياه للناس ؛ أما لماذا ؟ ما هي الغاية الدنيوية ؟ فهي كثيرة وكثيرة جدا ، جاء ذكر إحداها في هذا الحديث ربنا عزوجل يقول لهذا العالم يوم القيامة الذي ابتغيته من وراء نشرك للعلم قد حصلته أي قال الناس ما شاء الله فلان عالم ، ولذلك أحيانا أقول أحيانا وأرجوا أن تتنبهوا ، أحيانا يعجبني بعض الأحاديث الموضوعة ، لماذا ؟لأنها تصدق أحيانا في بعض الناس من تلك الأحاديث ما يقال أنه ( من توضأ ولم يصل فقد جفاني ومن صلى ولم يدعني فقد جفاني ومن دعاني ولم أجبه فقد جفاني ، ومن طلب العلم ) ، وما أدري بقول ( بغير إخلاص ) ، بالأخير يقول ( والمخلصون على خطر ، والمخلصون على خطر ) ، الحقيقة أن المخلصين على خطر لم ؟ لأن المفتنات إذا صح التعبير بالنسبة لهذا العالم والمغريات كثيرة وكثيرة جدا يكفي فقط أن نتصوره طالبا للعلم لله أولا ، ثم ناشرا للعلم لله -يرحمك لله- ؛ فأنا أريد الآن أن أقتبس من ذاك الحديث الموضوع لأنه كلام عربي وهذا الناشر للعلم لله على خطر لماذا ؟ لأنه يشار إليه بالبنان ، فإذا أشير إليه بالبنان هنا بقى الخوف أن تزل به القدم إلا من عصم الله وقليل ما هم ، ولذلك من الواجب المؤكد جدا جدا على كل مشتغل بطلب العلم ونشره أن يكون وضعه النفسي كما يقال في بعض البلاد السورية كالذي يمشي على بيض ، الذي يريد يمشي على بيض كيف يريد يمشي ؟
السائل : كما يمشي برجل واحدة .
الشيخ : آه ، يخشى أن تزل به القدم فهو على خطر فعلا فما بالك من يبتدئ بطلب العلم ليس للعلم ، ما بالك من ينشر العلم ليس ، وأسترجع كلمتي للعلم وأضع بديلها لله ؛ لأن العلم للعلم تعبير أجنبي لأنه ليس عندهم شيء يبتغونه لوجه الله وإنما للعلم ، فهذه زلة لسان نسحبها ونسترجعها ونقول بديلها لله ؛ فالذي يطلب العلم لله وينشره لله فهو على خطر لأنه سيشار إليه بالبنان وقد جاء في بعض الأحاديث ما يشعر بهذه الخطورة ، ما أدري الآن في أحد منكم يذكرنا بحديث فيه معنى الحديث أنه مغمور لا يشار إليه بالأصابع ، هل تذكرون هكذا حديث ؟
السائل : في حديث إن الله يحب العبد الخفي .
الشيخ : هذا صحيح ؛ لكن ما أظن هذا فيه يشار إليه بالبنان ( الخفي التقي النقي ) نعم ؛ لكن في حديث الحقيقة رهيب يشار إليه بالأصابع ؛ فالشاهد أظن أنت أخذت جواب سؤالك ؟
السائل : نعم نعم ، لكن في تتمة للسؤال .
الشيخ : تفضل .
السائل : إذا كان هذا طلبه للعلم أو الوظيفة هذه تشده لطلب العلم فسبب من أسباب شده لطلب العلم ؟
الشيخ : كلمة تشده كلمة أخشى أن تكون ملغومة ، وعلى كل حال ( فإنما الأعمال بالنيات ) .
الحلبي : شيخنا عندنا كاسحات الغام .
الشيخ : كيف ؟
الحلبي : عندنا كاسحات الغام -الطلبة والشيخ يضحكون -
الشيخ : المقصود هنا بحث سؤالك يذكرني به طرقه الإمام الغزالي في كتابه الإحياء وهي في الحقيقة كتاب جيد من الناحية لمعالجة أمراض النفوس ولكن فيه شيء من الشطط فضلا عن التصوف ، فضلا عن الأشعرية ؛ فتطرق لموضوع الإخلاص في العلم وفي غيره كالقيام في الليل مثلا والناس نيام ونحو ذلك ، فكثيرا ما الإنسان المتعبد لله عز وجل بعلم تحيط به دوافع كثيرة ؛ فهنا يعالج الموضوع بدقة فيقول العبرة بما غلب على هذا الإنسان ؛ فإن كان الغالب عليه هو ابتغاء وجه الله تبارك وتعالى فهو مأجور ولو أنه من زاوية أخرى قد يحلوا له أن مثلا يراه الناس أو أن يتحدثوا عنه أو ما شابه ذلك ؛ فالعبرة والحالة هذه إلى ما يغلب عليه في ذاته في قرارة نفسه ؛ فإن غلب عليه عبادة الله تبارك وتعالى فهو مخلص ولكن على قدر وإن كان العكس فبالعكس تماما فليس مخلصا ؛ ولذلك فسؤالك ما نستطيع نحن أن نقول إنه هو من هذا النوع أو من ذاك النوع لأن حسابه عند الله الذي يعلم السر وأخفى فهو ربنا عز وجل الذي فقط يعلم إن كان الذي شده إلى العلم مثلا بالمائة خمس وخمسين أو ستين هو المعاش أو الراتب أو الوظيفة أو نحو ذلك أو الطمع في فضل الله عز وجل وأجره وثوابه فحسب ما استقر من الغالب في نيته فهو يؤجر على ذلك إما خيرا أو شرا .
السائل : هل يجوز ازدواج النية في هذا الباب ؟
الشيخ : لا ، ازدواج النية يخرب القضية ، لابد أن يكون في غلبة .
السائل : غلبة شيء على شيء .
الشيخ : أيوه .
السائل : ومع ذلك يفهم من ذلك أن هناك ازدواج إذا كان ثمة أمران متلازمان غلب أحدهما على الآخر ، يفهم من ذلك أن هناك ازدواج ولكن شيء أكثر رجوحا من الآخر ؟
الشيخ : هذا هو ؛ لكن أنا فهمت من سؤالك خلاف ما وضحته يعني التساوي .
السائل : لا ، لا أعني في ذلك ... .
الحلبي : امتزاج وما ازدواج .
الشيخ : آه ، إذن سؤالك بعد توضيحه مر معنا في الجواب لكني أنا لازال أخشى أنه يكون في سؤالك شيء ما مر به الجواب .
السائل : هل العلوم التي نتعلمها على إطلاقها ؟
الشيخ : كيف
السائل : هل العلوم التي نتعلمها على إطلاقها ؟
الشيخ : لا ، هذا شيء آخر يا أستاذ .
السائل : حتى أكمل ، هل العلوم التي نتعلمها على إطلاقها لا يجوز للمرء أن يطلب وظيفة أو أن يمتهن فيها مهنة أو حرفة ثم يطلب إليه أن يكون ملما وعلى وعي في هذه المهنة فيقتضي منه أيضا طلب العلوم وغير ذلك ؟
الشيخ : ليست العلوم كلها ، العلوم قسمان : علوم مادية مهنية صناعية محضة ؛ فهذا يطلبها الطالب لكي يعتاش بها فهذا لا يرد بحثنا السابق فيها أبدا .
السائل : المقيد بعلم الشرع فقط ؟
الشيخ : أيوه .
السائل : أليست كل العلوم تصب في النهاية ... ؟
الشيخ : معليش في النهاية ؛ لكن القصد في البداية ، هل هو علم دنيوي أم أخروي ؟
السائل : فهل للدنيا علم خاص بها ؟
الشيخ : طبعا .
السائل : حتى الحرفة التي أتعلمها كحداد ، كنجار أو ما شابه ذلك
الشيخ : أي نعم
السائل : إذا لم أبتغ بها مرضاة الله فهي تعود على صاحبها بالوبال. ؟
الشيخ : لا ، لا ليسوا سواء ، وأنا أجبت عن هذا أي علم دنيوي فلا يشترط فيه أن يبتغي به وجه الله تبارك وتعالى ، وعلى العكس من ذلك إذا ابتغى به وجه الدنيا حطام الدنيا ، مال الدنيا فلا شيء عليه ؛ لكن أن يعني بهذا شيئا من أمور الآخرة هذا شيء آخر يعني أن يبتغي مثلا بسعيه لتعلمه مهنة يعتاش بها ويكف يده عن الناس أو أن يعيل أهله زوجته وأولاده إلى آخره ، فهو يثاب على هذه النية ولكنه إن طلب هذه المهنة ولم يخطر في باله ما سبق آنفا التأكيد عليه الإخلاص لوجه الله .
السائل : إذن كل عمل أفهمه كل عمل يجب أن يبتغى فيه مرضاة الله سبحانه وتعالى ، كل عمل ... إلى أمر دنيوي يبتغي فيه عرض الحياة الدنيا أو لشيء منها من غير العلوم الشرعية فهو لا شيء عليه ؛ هل هذا الذي أفهمه صحيح ؟
الشيخ : كأني أرى أن الكلام صار فيه تناقض .
السائل : التبس علي الفهم أو قل فهمي ... .
الشيخ : معليش بارك الله فيك أنت في ظني متفق معنا أن واحد يريد يتعلم مهنة النجارة مثلا ، هل هذا علم شرعي ؟
السائل : لا .
الشيخ : طيب هل يشترط فيه يبتغي بهذا التعلم وجه الله ؟
السائل : ولم لا ؟
الشيخ : ما جاوبتني، يشترط ، يشترط ؟
السائل : لم لا ، لم لا يشترط ؟
الشيخ : لأنه ليس علما دينيا ، بارك الله فيك .
السائل : هو من العلوم التي يحتاجها المسلمون ولا غنى لهم عنها .
الشيخ : سبق الجواب عن هذا لما قلت لك إن نوى أن يخدم المسلمين كتبت له أجر النية الحسنة لكنه إن نوى أن يطلب به المال والدنيا فليس عليه وزر بخلاف الذي يطلب بعلمه الأخروي الدنيا فعله وزر كما سمعنا من الآية وكما سمعنا من الأحاديث وغير ذلك من الأحاديث التي اختصرنا الكلام عنها ؛ أليس هنا فرق يا أستاذ ؟ ما نذهب بعيدا إذا انتهينا من هذه النقطة ؟
السائل : جيد نعم انتهينا منها
الشيخ : طيب
السائل : أريد أن أنتقل إلى شيء آخر قريب منها
الشيخ : تفضل
السائل : التعليم في المدارس
الشيخ : نعم
السائل : فيها ما يبتغى فيه مرضاة الله سبحانه وتعالى أو ما يجب ويشترط فيه أن يكون خالصا لله وفيه من العلوم الأخرى أليس كذلك ؟
الشيخ : هو كذلك .
السائل : هل إذا قام المدرس مدرس التربية الإسلامية أو مدرس اللغة العربية على سبيل المثال أن يتقدم إلى وظيفة أعلى من الوظيفة التي يشغلها في هذا الوقت بحجة أنه على علم أوسع وأرحب ممن يتسلمون هذا المركز هل فيه ضير ؟
الشيخ : هنا المزلق ، من المزالق التي أشرت إليها آنفا ، أولا لا يجوز شرعا أن يطلب المسلم التوظف فما بالك إذا طلب وظيفة أعلى من التي هو فيها ؟
السائل : هل هي ولاية شرعية يريدها ؟
الشيخ : وإلا أيش ؟
السائل : إمارة ؟
الشيخ : أي وظيفة في الدولة هي ولاية ، يعني ... .
السائل : على التجوز .
الشيخ : اصبر قليلا معليش ، اصبر قليلا الآن أنا أظن أنك خرجت عن الخط الذي ابتدأت المشي أو السير فيه في أول كلامك .
السائل : فرغنا من البداية ، الآن انتقلنا إلى سؤال آخر حددناه في مهنة التدريس .
الشيخ : هو كذلك ؛ لكن عم أذكرك أنه هنا لازم تمسك ذاك الخط - يضحك الشيخ رحمه الله - الآن إذا تصورنا أن الدولة الإسلامية قامت وعسى أن يكون ذلك قريبا كما قلت أنت آنفا في كلامك ، ليش أنا عم أقول نرجع للخط الأول ؟ أليست الدولة بحاجة إلى كل وظيفة سواء كانت وظيفة دينية محضة ، تعليم القرآن تعليم الحديث ، الفقه ، العلوم الشرعية كلها ؛ كذلك أليست الدولة بحاجة إلى العلوم الأخرى ؟
السائل : بلى .
الشيخ : الفيزياء ، والكيمياء ، إلى آخره صح ؟
السائل : بلى .
الشيخ : طيب ، فإذا الدولة تريد ناس ليتعلموا أو يتوظفوا في وظيفة من هذه الوظائف المتعلقة بالعلوم الدنيوية ، ماشي معي وإلا لا؟
السائل : نعم .
الشيخ : آه ، حينئذ هل يجوز للمسلم أن يقول وأن يعرض نفسه للدولة وأن يقول بلسان الحال أو بلسان القال أنا لها ، أنا لها ؟ أو أن يقول كما قال يوسف عليه السلام : (( اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم )) ؟ هل يجوز للمسلم أن يطلب الوظيفة هذه بعد أن حددناها ؟ أم الأمر يعود إلى الحاكم المسلم ومجلس الشورى الذي هو تحت يده ولا يجوز له أن يأتي عملا إلا بعد استشارته ؟ أليس كذلك ؟
السائل : بلى .
الشيخ : إذن ما ينبغي للمسلم أن يطلب التوظيف أصالة وبالأولى أن يطلب الترفيع وإنما هو يعمل بإخلاص بعمله ثم الله عزوجل هو الذي يعني يلهم المشرفين عليه والمطلعين على عمله وإخلاصه فيه أن يرفعوه وأن ينفعوا الأمة بعلمه في مركز أو وظيفة أعلى من وظيفته السابقة ؛ خلاصة القول يجب أن نفرق أولا بين العلم الديني والعلم الدنيوي ، فالعلم الديني يجب أن يكون طلبه لوجه الله وتعليمه كذلك لوجه الله ، والعلم الدنيوي لا يشترط فيه أن يكون الدافع له على طلبه هو الأجر عند الله لا يشترط أقول ، لكنه إن نوى له أجر ؛ ثانيا وأخيرا لا يجوز لأي مسلم أن يطلب التوظيف في أي منصب كان في منصب ديني محض أو دنيوي محض ؛ لأن الدولة مرتبطة بكل هذه الوظائف ؛ ومن هنا نفهم أن موضوع الانتخابات التي قامت قريبا هنا على ساق وقدم وظهرت الاعلانات والترشيحات إلى آخره ، هذا كله ليس إسلاميا ، وبخاصة حينما بالغ بعضهم وكتب " انصروني أنصركم " هل قرأت هذا ؟
السائل : أقول هذا الأمر في ظل دولة إسلامية تعمل على خدمة رعاياها وتتفقد أحوالهم وهي بالتالي أدرى بشئونهم وما يصلحون إليه ؛ أما والحالة هذه نحن في هذه الدنيا غرباء وأعني بغرباء لم يتعرف إلينا أحد ولم نتعرف إلى أحد فإن لم نطلب هذا الرزق عن طريق الوظيفة أو عن طريق كذا وكذا اضطررنا لأن نعمل في حقل قد يأتي بالتالي يجرنا إلى ما لا يحمد عقباه ؛ فهنا نطلب هذا العلم لعلنا ننفع به ، لعلنا بالنية التي أنت أشرت إليها آنفا لعلنا نفيد ونستفيد ، لعلنا ؛ فمن هذا المنطلق أقول يتقدم الكثير منا الآن لوظائف في التربية والتعليم على سبيل المثال ، عرضت نفسي قبل وقت قليل للتوجيه أو لمرتبة أعلى في الإشراف بغية أن يتحقق هناك منهج سلفي حق إن شاء الله في مدارسنا وعملت على إقناع بعض الموجهين لدينا على تبني هذه الأفكار ، وبالفعل مارسوها عملا وهذا من فضل الله ، عندنا في المدارس خاصة في تعليم التربية الإسلامية وما شابه في اللغة العربية وكذا فإذا أنا طمحت او فكرت في أن أشغل وظيفة كهذه هل تكون في مثل ظل هذه الدولة آثما ؟
الشيخ : أعد علي الخلاصة إذا أيش أنت فكرت ؟
السائل : أن أتقدم لإشغال وظيفة أعلى مما أنا فيها هل أكون آثما ؟ أو أقع في الحرام ؟
الشيخ : فكرت أم تقدمت ؟
السائل : بل تقدمت قبل ؛ أما الآن هل الآن ... لم يكن ؟
الشيخ : أنا ما أسألك بارك الله فيك ماذا فعلت وإنما أسألك الآن ، تسألني فكرت أن تقدم أم تريد أن تتقدم ؟
السائل : فكرت أو أريد هي لازالت في عملية الهم .
الشيخ : شتان بينهما .
الحلبي : هم والا همهمه ؟ - يضحك الشيخ رحمه الله- .
السائل : هم بالشيء الله يرضى عليك ، هم بالشيء أراده ولم يفعله .
الشيخ : إذا هم بالمعصية هل يؤاخذ ؟
السائل : إذا هم بها ولم يفعلها لا يؤاخذ .
الشيخ : طيب أنا أريد أن أفهم هنا هل هو مجرد الهم وإلا الفعل ؟
السائل : وبشغف صدقا ، أقول وبشعف صدقا ، أنا هممت بها وكنت ولوعا ، ويمكن ... .
الشيخ : بعد الهم ماذا ؟
السائل : الآن أقول ... .
الشيخ : أنا أقول لا شيء في الهم ، لا شيء في الهم لكن مثلا ... .
السائل : إن خرج الهم إلى الحقيقة ؟
الشيخ : هذا هو ، ولذلك أنا أردت لكن أنت أو غيرك ؛ لأنه ليس الكلام هو بخصوص شخص معين إنما كمبدأ أنت أو غيرك ، إذا جئت وقدمت طلب للمسئول فوق منك بمرتبة أو مراتب إنه أنا أصلح لأكون كذا مثلا ، هذا اسمه ما هممت بل فعلت ، طيب فإذا هممت وما فعلت فلا شيء في ذلك مهما كان نوع المخالفة ؛ أما إذا فعلت فهنا يأتي البحث السابق ، فلذلك أنا أريد أن أعود إلى القيد الذي وضعته أنت آنفا أن هذا الكلام مسلم به حينما تقوم الدولة الإسلامية كويس ؛ لكن أنا الذي أريد أن نفكر فيه جميعا هل الدولة الإسلامية تقوم على تعود كل فرد من أفراد هذه الأمة التي على أكتافها المفروض أن تقوم الدولة المسلمة أن يتهاون كل فرد في حكم شرعي بدعوى أنه الآن الوضع غير لما يريد يكون الحكم للإسلام ، هل تقوم قائمة الإسلام على هذا الأساس من التهاون بالأحكام الشرعية بدعوى أنه ما في حكم إسلامي ؟ أم العكس بالعكس ؟
السائل : جزاك الله عنا خيرا .
الشيخ : وإياك نعم .
سائل آخر : الذي أصبح في الوظيفة ماذا يفعل ؟
الشيخ : أصبح ... يعني هو الآن موظف ؟ الأمر سهل ، أن يتوب إلى الله عز وجل ولا يجدد الخطأ .
السائل : كيف لا يجدد الخطأ ؟ يعني لا يستمر الخطأ ؟
الشيخ : لا ، لا يجدد الخطأ مثل ما حكينا مع الأستاذ طلعت آنفا يعني مثلا هذا يذكرني أنا عندنا في الشام تأتي مناسبات ، الدولة مثلا تعلن أنه رفعوا رواتب طائفة من الموظفين ويمضي على ذلك شهر وشهران وثلاثة إلى آخره يطلعون علينا أرباب الشعائر الدينية كما يقولون اليوم مع الأسف يتظاهرون بالشوارع والطرقات ؛ ما المقصود بهذه التظاهرات ؟ أنه لازم يرفعوا رواتبنا ومعاشتنا ، أسوة بغيرنا من أيش ؟ الموظفين الموظف بالفيزياء ، والكيمياء ، له أن يفعل هذا ؛ أما موظف الإمامة والخطابة والتأذين إلى آخره ليس له أن يفعل هذا ، هذا الذي أعنيه أنه هو يقنع بما وقع منه ويتوب إلى الله وما يجدد بقى الخطأ ؛ واضح ؟
السائل : نعم جزاك الله خيرا .
الشيخ : نعم
السائل : ... .
الشيخ : اهلا وسهلا
السائل : الذي حصل أو سعى للحصول على منحة دراسية من قبل الحكومة وألزم بوظيفة معينة ، ألزم بوظيفة فهل يأخذ نفس الحكم فيما لو سعى إلى تحسين وضعه الوظيفي بعد أن يوظف ؟
الشيخ : سبقك بها عكاشة .
السائل : يعني سعى إلى منحة وألزم بالوظيفة ؟
الشيخ : يا أستاذ السعي إلى المنحة هو من هذا الباب
السعي إلى المنحة في حال عدم توفر الفرص الدراسية أو عدم توفير الإمكانيات المادية وحصل على منحة دراسية من قبل وزارة الأوقاف أو من قبل وزارة التربية وألزم بوظيفة ففي خلال الوظيفة سعى ايضا لتحصيل أو لتحسين وضعه الوظيفي ؟
الشيخ : سبقك بها عكاشة ، الجواب هو هو ، وهذا عكاشة ثاني هنا -يضحك الإخوة الطلبة-
السائل : بارك الله فيك
الشيخ : أظن واضح الجواب ؟
السائل : الله يجزيك الخير .
الشيخ : الله يحفظك .
الحلبي : ألا يقال شيخنا في هذا إن الانسان يسعى لتحسين نيته واستصلاح قلبه في هذا ؟
الشيخ : يفعل متى ؟
الحلبي : يعني إذا صار متلبسا في هذا الأمر الذي هو فيه ... .
الشيخ : هذا معنى كلامنا أن لا يعود إلى مثلها ، أينعم .
الحلبي : جزاك الله خيرا
الشيخ : وإياك خل الدور لجارك لأنه كان عنده كلام
السائل : انا عندي سؤال الحقيقة له منحى آخر عن الحديث اذا كان يمكن قبل ذلك اتكلم بما يختص بالموضوع
الشيخ : أحسنت تفضل يا استاذ وبعد هذا انت مهدت ذكرت السؤال التالي
السائل : الآن كما فهمنا أن طلب الوظيفة من الحكومة لا يجوز فحبذا الدليل ؟ يعني هل تحمل أدلة مثلا قوله صلى الله عليه وسلم : ( لا نولي أمرنا كذا ) فهل هذا النص نستطيع أن نحمله على الأمر هذا ؟
الشيخ : هو كذلك بارك الله فيك ؛ لأنه قلت أنا آنفا أن الدولة تتطلب أنواع من الوظائف .
السائل : إذا كانت الدولة تجهل هذ القدرات يعني مثلا هي ما عندها إطلاع من القدرات الموجودة في كل حي ، في كل جبل ، في كل مدينة ؛ فهل يمنع في هذه الحالة أن الأخ الذي عنده امكانية أن يعرف عن نفسه أنه أنا عندي هذه الإمكانيات فإن كان أيها الحاكم أو أيها الأمير تحتاجون إلى هذه القدرات فالأمر موجود ؟ فتعريفه بهذا الشكل هل هو نفس الحكم ؟
الشيخ : فقط أرجوك أن تكون معنا واقعيا وما تكون نظريا ؛ لأني سأجيبك الآن في حدود سؤالك المحدود بأنه يجوز ؛ لكن هل القضية تقف عند هذا الحد ؟
السائل : طيب سؤال آخر قصة يوسف ؟
الشيخ : أنا أتيت آنفا قصة يوسف لكن هل انتهينا الآن أنه أنا أعطيتك الجواب بأنه يجوز ؛ لكن هل يقف الأمر عند هذا الحد ؟ يعني أنت تريد تعالج الواقع الآن ، فهل الواقع أن الإنسان يعرض اختصاصه ويلزم بيته أم يتعاطى مائة سبب وسبب حتى يصل للمركز الذي طلبه ولو هو يعلم أن هناك من هو أحق به منه ، ما هو الواقع ؟ فلذلك أقول لك لازم يكون السؤال يعالج الواقع ، ففي حدود السؤال أنا أقول لك يجوز ؛ لكن هل يقف الأمر لهذا الحد ؟ أو يتعداه ؟ الواقع يتعداه .
السائل : طيب يوسف عليه السلام كيف طلب الوظيفة عند الحاكم آنذاك يعني عرض عليه أنه هو يستطيع كما سبق في الآية التي ذكرتها ، فهل يعني في تعارض مثلا بين طلب يوسف وبين الحكم الذي نحن الآن فهمناه ؟
الشيخ : انا أجيبك عن هذا
السائل : أم أن شريعة يوسف تختلف عن شريعتنا ؟
الشيخ : -يضحك رحمه الله-إذن عرفت فالزم ، مع ذلك أريد
السائل : سؤال ... .
الشيخ : احفظ سؤالك فالدور لك يعني أريد أن أقول شيئا شريعة من قبلنا ليست شريعة لنا وبخاصة إذا كانت مخالفة لشريعتنا ، فطالب الولاية لا يولى عليها أحاديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم صحيحة ؛ لكن وضع يوسف عليه السلام يختلف كل الاختلاف عن وضعنا نحن وهو أن يوسف عليه السلام أولا كما هو معلوم لدى الجميع كيف كان أسيرا ، كان عبدا ، إلى آخره حتى ربنا عز وجل أوصله إلى ذلك المكان ، وفي دولة أبعد ما تكون عن عقيدة يوسف عليه السلام يعني دولة وثنية غير إسلامية ، هذا أولا ؛ فمن هذه الحيثية وضعنا ولو كنا نحن لسنا في حكم دولة إسلامية لكن على كل حال نحن مسلمون وشريعتنا معروفة لدى كثير من الأفراد ، إلى آخره ؛ ثانيا ... .