About the article
سلسلة الهدى والنور - الشريط رقم : 176
السائل : نرى بعض إخواننا يطلق لحيته قليلا ، فإذا زادت يعني أخذ منها وقصرها ، فلا هي طويلة كما قال صلى الله عليه وسلم ( أعفوا اللحى ) ولا حلقها بالمرة فما حكم ذلك ؟
الشيخ : لا شك أن الأمر هنا له صورتان ممكن جمعها في قول القائل " حنانيك بعض الشر أهون من بعض " اللحية الشرعية هي التي تكون موافقة لما كان عليه الرسول عليه السلام وهي أنها لا تكون أقل من القبضة ما زاد عن القبضة يجوز قصها أما ما فوق القبضة ، فلا يجوز لأنه يخالف الإعفاء من حيث إطلاقه ... فيه رجل ثقة عن شعبه أنه كان يعنى بنظافة ثوبه وأنه كان يأخذ من هذا وهذا ، قالوا يشير إلى عارضيه هذا يفيدنا في موضوع من يتشدد في تطبيق أمر الإعفاء بصورة مطلقة ، مهما طالت اللحية فتترك ، نحن نقول لا هذا خطأ ، وخير الأمور الوسط وحب التناهي غلط ، فالذي يأخذ ما فوق القبضة ، هذا وإن كان خيرا من المبتلى ، بحلقها وذلك لأنه لا يتشبه بالنساء في هذه الحالة ، فخرج من هذا المحظور ، لكن هو خالف أولا الإطلاق في الإعفاء والمقيد بما ذكره ابن عمر أنه كان يأخذ من لحيته ما دون القبضة وعلى ذلك جاءت بعض الآثار عن السلف الصالح ، دون أي خلاف بينهم ، إذن حلق اللحية معصية كبرى ، إعفاؤها قصيرة على حد قول السوريين عندنا " خير الذقون إشارة تكون " -يضحك- لأنه هذا من باب أنصاف الحلول يسمونها أيضا أنصاف الحلول هذا ما يريد يتشبه بالمشايخ المتشددين فما يخليها طويلة رأيت وذاك ما يريد يتشبه بالمرة فيطيح بها ويرميها أرضا كما ذكرنا ، إذن " خير الذقون إشارة تكون " هذا من وسوسة الشيطان بطبيعة الإنسان المهم يا إخواننا ، أن المسلم يجب أن يحيى حياته كلها ، ويضع نصب عينيه دائما وأبدا قوله تبارك وتعالى (( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة ، لمن )) تمام الآية (( كان يرجوا الله واليوم الآخر )) ، من المسلم الذي يجعل نصب عينيه قدوته هو الرسول عليه السلام وليس سواه ، لا من المشايخ ولا من العلماء ولا من الجهلة ، فضلا عن الكفار والفساق إلى آخره ، من هو ؟ هو الرسول عليه السلام ، ومن الذي يجعل الرسول قدوته ؟ من كان يرجوا الله واليوم الآخر ، فالمسلم الذي يحيى في هذه الحياة الدنيا العاجلة الفانية ليس عنده هدف ، وهو أن يحيى بقدر ما يستطيع على ما كان عليه الرسول الله صلى الله عليه وسلم ، هذا يعيش اسم أنه مسلم ، أما المسلم الحق ، فهو الذي يحاول دائما وأبدا ، أن يفعل كما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم طبعا أنا أعني أن يفعل فيما يتعلق بدائرة العبادات أما دائرة العادات فهذا المسلم فيها له منتهى الخيرة ، يتصرف في العادات كما يشاء ، بشرط واحد أن لا يخالف نصا ، نصا من أقواله عليه السلام تدل على أن هذا الأمر أمر تعبدي ، وليس أمرا عاديا .
الشيخ : هذه النقطة يجب الفصل بينها ، وبين تلك أي قدوتنا عليه السلام في أمور الدين ، وليس في أمور الدنيا ، ولذلك يخطئ أشد الخطأ بعض الجهلة الذين لا يفرقون بين سنة العادة ،وبين سنة العبادة ، سنة العبادة لا تقبل الزيادة وهنا يقول الرسول عليه السلام ( كل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في النار ) سنة العادة تقبل الزيادة وتقبل النقص وتقبل كل شيء لأنه عادة ، أضرب لكم مثلا واحدا من سنن عادة الرسول عليه السلام ( دخل مكة وله أربع غدائر ) ما تقولون أنتم ضفائر .
السائل : نعم ضفائر .
الشيخ : ضفائر غدائر ، دخل مكة فاتحا لمكة ، يوم نصره الله على أهل مكة ، وله أربع غدائر ، هذه سنة العرب إلى اليوم توجد هذه السنة في بعض الشباب من البدو ، أنا رأيتهم بعيني في الصحراء ، إلى اليوم موجودة هذه العادة ، أنت حر فيها إن رأيتها مناسبة لك فعلتها وإن رأيتها تركتها ولا تخالف في ذلك سنة الرسول لماذا ؟ لأنه هذه سنة عادة وليست سنة عبادة ، هذا التفريق من تمام الفهم والفقه في الدين ، حيث يجهله كثير من المبتلين بالتعالم وهم ليسوا علماء مبتلين بدعوة العلم .
الشيخ : وليسوا بعلماء كان عندنا رجل شيخ أديب كيس ذكي ، كان يقول العلماء قسمان قسم عالم عامل ،وقسم عامل عالم .
السائل : يعني عامل حاله عالم .
الشيخ : عرفتم كيف ؟ قسمان عالم عامل ، يعني عامل بعلمه ، وقسم ثاني عامل عالم ، يعني هو ليس بعالم ، لكن عامل حاله عالم ، هذا الجنس لا يفرق بين سنة العبادة وبين سنة العادة ، قلنا سنة العبادة لا تقبل الزيادة مطلقا ، لماذا ؟ (( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا )) ولم ؟ ( وإياكم ومحدثات الأمور ، فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في النار ) ،أما الدنيا فقد قال عليه السلام ( أنتم أعلم بأمور دنياكم ) هذا التفريق أمر ضروي جدا ، وإلا اختلط الحابل بالنابل ، كذاك الجنس قلنا عامل إيش ؟ عالم ، عامل عالم لماذا ؟ نقول يا أخي هذه الشغلة لا تفعلها لأن الرسول عليه السلام ما فعلها هذه بدعة أقول لك أنت تركب سيارة ، ركوبك السيارة بدعة ، أنت لا بس مثلا ساعة ، هذه الساعة ما كانت في زمن الرسول ، هذه بدعة ، هذا هو الجهل بسبب عدم التفريق بين سنة العبادة وبين سنة العادة ، يا أخي الرسول قال ( من أحدث في أمرنا هذا ) أي في دنينا هذا ( ما ليس منه فهو رد )، مضروب به وجهه ، ما قال من أحدث مطلقا في الدين أو في الدنيا ، لأنه هو ما جاء عليه السلام ليكمل لنا دنيانا وأنا سأقول كلمة ، ولعلها ليست خطيرة عند أهل الفقه والعلم ، الأوروبيين لا أقول شيئا غريبا إذا سألناكم من أشطر اليوم في أمور الدنيا ، الكفار أم المسلمون ؟
السائل : الكفار .
الشيخ : الكفار . هل هذا يعني يقربهم إلى الله زلفى ؟ لا ما يزيدهم إلا ضلالا ، وهذا ما شهد لهم به القرآن الكريم حينما قال رب العالمين ، (( يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا ، وهم عن الآخرة هم غافلون ))، إذن أمور الدنيا ، نحن لا نكلف ولا نحاسب زدنا أو نقصنا بخلاف أمور الدين التي من أجلها أرسل الله عز وجل إلينا رسوله نبيه عليه الصلاة والسلام ، من أجل إتمام الدين (( اليوم أكملت لكم دينكم )) ، ليس إتمام الدنيا ، إتمام الدنيا لا يمكن أبدا إلا بالموت ينتهي كل شيء ، كلما تقدم الزمن تأخر الزمن ، كلما الاختراعات ، والابتكارات كما ترون يعني ، في كل يوم نسمع شيئا جديدا ، هذا ليس علاقة بالدين ، هذا من أمور الدنيا ،ولذلك فأولئك الحمقى العاملون علماء هؤلاء لا يفرقون بين سنة العبادة وبين سنة العادة فيقيسوا البدعة في الدين على البدعة في إيش ؟ أمور الدنيا ، وذلك هو الضلال المبين ، ما قالت البنت يا أبا أحمد عاطف ؟
أبو أحمد : ...
الشيخ : أنا أخشى أن يكون ...
السائل : هذه بنتنا هذه بنتنا .
الشيخ : ... طيب تفضل .
السائل : هناك بعض المسلمين أو بعض الجماعات الإسلامية ، ... يرسل يديه في الصلاة ، هل هم على خطأ ؟
الشيخ : ماذا يسوي بيده
السائل : يرسل يديه ؟
الشيخ : آه ، يعني يرسل يديه لا هذا بلا شك خطأ ، هذا خطأ مزدوج
تسمح لنا يا شيخنا
الشيخ : -أهلا وسهلا شرفتم ونرجوا لك سفرا قاصدا إن شاء الله وميسرا ، وأهلا وسهلا ومرحبا ، وعليكم السلام ورحمة الله - هذا خطأ مزدوج وازدواجيته تأتي من أن الذين يسدلون أيديهم ، ولا يقبضون في قيامهم ، هؤلاء يكونون مالكية ، ينتمون إلى مذهب مالك إمام دار الهجرة ، يظنون أن الإمام مالكا كان يصلي هكذا ، وظنهم خاطئ لأن الإمام مالك أشهر كتاب له هو المعروف عند العلماء وطلاب العلم بموطأ الإمام مالك موطأ الإمام مالك في هذا الكتاب يوجد عنوان صريح عنوان مثل اللافتة ، وضع اليمنى على اليسرى في الصلاة ، هذا من وضعه ؟ مالك نفسه ثم يروي تحت هذا العنوان حديثا بإسناده عن أبي حازم عن سهل بن سعد قال سهل بن سعد صاحبي من الأنصار المعروفين المشهورين ، أبو حازم تابعي عن هذا التابعي تلقاه الإمام مالك ، هذا سند يعني عالي جدا ، مالك عن أبي حازم عن سهل بن سعد قال : " كانوا يؤمرون بوضع اليمنى على اليسرى ، ينمي ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم " يعني يرفعه إلى الرسول صلى الله عليه وسلم هذا كلام الإمام مالك في الموطأ وروايته ، ومن طريق الإمام مالك ، تلقاه الإمام البخاري فروى هذا الحديث في صحيحه ، أظن من طريق شيخه عبد الله بن يوسف عن مالك عن أبي حازم عن سهل بن سعد نفس الحديث أورده الإمام البخاري في صحيحه ، نحن نستفيد من هذا الكلام ، أنهم خالفوا مرتين أولا خالفوا الإمام الذي ينتمون إليه وهو الإمام مالك ، ثانيا خالفوا الإمام الأعظم وهو رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لأنه صح وضع اليمنى على اليسرى من عدة أحاديث ، منها هذا الحديث الذي رواه الإمام البخاري من طريق مالك ومالك أودعه في كتابه المسمى بالموطأ ، فإذن هؤلاء الذين يسدلون أيديهم ويرسلون أيديهم ولا يقبضون خالفوا السنة ، من جهة وخالفوا الإمام الذي ينتمون إليه من جهة أخرى ، تفضل .
السائل : ...
الشيخ : تفضل
السائل : ...
الشيخ : كيف
الشيخ : يعني رجل أعطى زيدا من الناس دينا ، فهذا الدين هل عليه زكاة بالنسبة للدائن أم لا ؟ الجواب الدين عند الفقهاء له صورتان وهاتان صورتان واقعيتان فعلا ، وهذا من دقة علم الفقه يسمى أحدهما بدين حي ، والآخر دين ميت ، وأظن واضح المقصود بكلامهم ، الدين الحي هو الدين الذي أقرضته لإنسان وهو غير مستعصي بالوفاء ، يعني أنت ما يئست من وفائه ، أما الدين الميت هو الذي يئست من الوصول إليه بطريق من الطرق فإذا كان الدين من النوع الأول - أحضر طفل صغير لمجلس الشيخ -
أهلا وسهلا هذا كم يوم صار ؟
السائل : إحدى وعشرون يوما ؟
الشيخ : وسميته يوسف .
السائل : نعم يوسف .
الشيخ : أعيذك بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة وعين لامة ، أنبته الله نباتا حسنا
السائل : الله يبارك فيك
الشيخ : وجعله قرة عين لوالديه
السائل : الله يبارك فيك
الشيخ : إن شاء الله فإذا كان الدين من القسم الأول أي دينا حيا ، فيجب على الدائن أن يخرج زكاته
السائل : دين حي
الشيخ : أيوه أما إذا كان الدين ميتا فلا يخرج عنه الزكاة إلا إذا أحياه الله ، يعني هذا الإنسان يئست من وفائه ، فالله عز وجل ألهمه فأوفاك الدين ، عليك تطلع عن كل السنين التي كان هو مقصر ...
السائل : ويخرج اثنين ونصف بالمائة ؟
الشيخ : نعم اثنان ونصف بالمائة .
السائل : استاذ عفوا حول السؤال الذي سبق إذا كان هذا الدين ألف دينار في يد المدين حال عليه الحول ، هل يزكيه المدين وهو دين حي ، ولم تقتض الظروف الذي استدان أن يبقى معه حولا كاملا ، هل يزكيه هو ، ويزكيه فيكون مزكيا مرتين ؟
الشيخ : نعم هو كذلك ، وقد جاء هذا السؤال البارحة أو أول البارحة
السائل : البارحة
الشيخ : اول البارحة وتكلمنا مفصلا ، نقول المدين المفروض فيه هذا المال الذي استدانه من دائنه ، أن يقضي به حاجته ، فإن لم يفعل بسبب أو آخر كما يقال اليوم ، وبقي المال عنده مكنوزا ، وحال عليه الحول فيجب على الدائن والمدين ، أن يخرجوا زكاتهم ، أما بالنسبة للدائن فواضح ، أما بالنسبة للمدين ، لأنه صار كانزا للمال ، وقد حال عليه الحول ، ولذلك فيجب عليه أن يخرج الزكاة ، ومن حكمة ذلك أن لا يتورط المدين فيحتفظ بالمال الذي استدانه فيجري عليه الزكاة وهو بحاجة إلى أن يصرفه في قضاء مصالحه فإذن في هذه الصورة إذا حال الحول على المال المدين ، عند المدين فلا بد من إخراج الزكاة .
السائل : سؤال آخر حول الموضوع
الشيخ : تفضل نعم
السائل : الذين يداين في الحقيقة لا يملك المال ليس في يديه هذا المال هو مع المدين ، فكيف يزكي مالا هو في الحقيقة ليس في يديه .
الشيخ : جميل لعلك تعرف يا أخانا بأن الرسول عليه السلام كان يقول ( قرض درهمين صدقة درهم ) ، ( قرض درهمين صدقة درهم ) ، بمعنى الذي يقرض أخاه المسلم ، درهمين كما لو تصدق خرج من ملكه بدرهم هذا فيه حض بالغ ، للمسلمين أن يعينوا إخوانهم بإدانتهم لأنه لهم ربح بالغ واحد أقرض إنسانا مائتين دينار كأنه تصدق بمائة دينار ، هنا ننتقل إلى مسألة ابتلي بها المسلمون أيضا ، انظروا الفرصة ، التي أوجدها الله عز وجل لأغنياء المسلمين كم كانوا أغنياء ، بالأجور والثواب عند رب العالمين ،فيما لو أبطلوا بيع التقسيط ، وباعوا بيع التقسيط بثمن النقد ، فواحد يقرض أخيه المسلم ، أربعة آلاف دينار ثمن سيارة كما لو تصدق بألفين ، فإذن قصدي من هذا الحديث ، أن أذكر الأخ السائل بأن هذا الدائن لم يخسر ، حينما خرج المال من حوزته مؤقتا بل هذا ربح ربحين ، أولا الربح المادي الذي سيعود إليه وثانيا الربح المعنوي الذي تحقق له مجرد أن خرج عن هذا المال الذي أدانه لأخيه المسلم .
السائل : سؤال أخير
الشيخ : نعم
السائل : فيما اعلم أنه لا يوجد نص صريح بأمر من الله أو من رسول الله في فرض الزكاة على من داين دينا ، نص صريح من داين ؟
الشيخ : لا، لا يوجد نص صريح .
السائل : لماذا لا تكون هذه المسألة ، ( وسكت لكم عن أشياء رحمة بكم ).
الشيخ : ما ذكرنا لك الجواب ،وقلنا هذا ما خسر هذا ربح ، يعني الآن يعود السؤال ، بطريقة أخرى ، ما هو الأربح لهذا المسلم ، أن يظل الدين عنده ، أم عند أخيه المسلم ؟
السائل : عند أخيه المسلم .
الشيخ : الأريح مطلقا ، وأنت خذ حذرك ، أنت خذ حذرك في الجواب ، أي نعم . أيهما أربح لهذا المسلم ، أن يظل متمسكا بهذا القرض في صندوقه ، أم يخرج من جوزته مؤقتا ، إلى أخيه المحتاج إليه ، أيهما أربح له ؟
السائل : ... أن يعطيه لأخيه .
الشيخ : لكن أنت الآن ما أجبت وإنما أجبت بطريقة واحد يحاول أن يخلص من المشكلة وهذا ليس سبيلنا .
الحلبي : هو أراد ذلك .
الشيخ : لا لم يرد ذلك كيف اراد ذلك؟
الحلبي : أقصد أراد أن يهرب من المشكلة .
الشيخ : هذا الذي أقوله ، لكن بلا شك أن هذا الإنسان ، الذي أقرض أخاه المسلم مائتين دينار ، هذا أربح له دين ودنيا ، دين ودنيا ، لذلك فرقنا بين الدين الحي والدين الميت ، فهو إذا مات دينه خسر المادة لكن الربح حصل له ، الأجر الأخروي ، الربح الأخروي لكن إذا عاد إليه المال ، فقد ربح مرتين الربح العاجل والربح الآجل ، وإذا صح هذا الذي نلفت النظر إليه أخيرا ، أي يكون الجواب أربح له ، أن يدين صاحبه حينئذ يكون هنا قياس أولوي ، كقوله تعالى (( ولا تقل لهما أف )) فإذا ضربها بكف ، كان ذلك منهيا عنه من باب أولى ، فإذا كان هذا الإنسان أربح له أن يخرج من هذا المال مؤقتا ، فلماذا لا يخرج زكاته ،وإذا أخرج زكاته جاءه ربح ثالث
السائل : جزاك الله خيرا
الشيخ : وإياك يا أخي
السائل : شيخنا في نفس المسألة
الشيخ : تفضل .
السائل : هل يجوز لطالب العلم أن يقلد أحد علماء الحديث في ... ، مثل الحافظ ابن حجر أو العراقي أو السيوطي ؟
الشيخ : لا فرق بين المسلم يقلد عالما في الحديث ،أو يقلد عالما في الفقه ، كل من الأمرين جائز بل واجب ، بالنسبة للجاهل لأن الله يقول (( فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون )) .
السائل : طالب العلم ...
الشيخ : اسمع ، اسمع يا أخي ، الى أن ينتهي الجواب بعد ذلك انت تقول ما عندك ، ومع ذلك تتركني أنا أقطع سلسلة بحثي جزاء ، وأقول لك طالب العلم عالم ، ستقول لا
السائل : غير عالم
الشيخ : والرد جاهز سلفا (( فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون )) ، فهنا في الحقيقة ، يمكن خطأ الآن منتشر في هذا الزمان ، يعني طالب علم مجرد ما يشعر ، أنه فاق أباه أو جده ، لأن أباه وجده أميون ما يعرفون شيئا ، هذا صار إيش عالما ، ها يتوهم أنه صار عالما ، وهو لا يزال في ايش ؟ يقولون عندنا في الشام في الرقراق تستعملون أنتم الكلمة هذه ؟
السائل : لا
الشيخ : الرقراق المقصود فيه ماء البحر تعرف كما تعلمون الساحل عبارة عن سم ، كل ما مشيت بغمق الماء ، هو الرقراق هذا أول الماء ، فهذا طالب العلم ما زال في الرقراق ، يعني ما زال على طرف الساحل ، العلم بحر فهو في أول الساحل ، مع ذلك يبتلى كثير من طلاب العلم اليوم ، بالعجب وبالغرور ، يرفعوا رأسهم هكذا ولسان حالهم يقول كما يقال عندنا في دمشق " يا أرض اشتدي ما حد عليك قدي " ، هذا غرور عجيب ، بمجرد أنه فهم قليلا .
الشيخ : خلاصة نستمر في الإجابة ، لابد لكل مسلم من أن يقلد ، يقلد عالما ، لكن هذا التقليد ، وهنا الشاهد في الجواب ، لا يجوز أن يصبح دينا ، لا يجوز أن يصبح مذهبا بمعنى أنا أقلد هذا الرجل ، في علم الحديث ، لكن في هناك رجل ثاني في علم الحديث لماذا أنا ما استفيد منه ؟ لا أنا هذا شيخي ، ما تعرف على ما المشايخ كلهم ، ويمكن يكونوا أعلم من شيخه المزعوم ، كذلك في الفقه ، ما يأخذ الفقه إلا من هذا الشيخ ، قد يكون هناك فقهاء أكثر منه سواء من الماضين أو الأحياء الباقين ، ما فيه فرق عندنا فكما أنه لا يجوز لالمسلم أن يقلد إماما معينا في الفقه كذلك لا يجوز أن يقلد اماما في الحديث لكن كما يقول الإمام الشافعي في القياس ،القياس ضرورة وأنا أقول التقليد ضرورة ، لكن إذا تبين له سواء في الفقه ، أو في الحديث ، أنه شيخه أخطأ ، في المسألة الفقهية الفلانية ، بدليل أن الشيخ الآخر جاء بدليل ينقض القول الذي لشيخه ، حينئذ لا يجوز أن يتمسك بقول شيخه ،وإلا يكون أصابه ما أصاب اليهود والنصارى ، الذين قال الله فيهم (( اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله )) نفس هذا الكلام الذي نقوله في الفقه ، نقوله أيضا في الحديث إذا تصورنا إنسانا في قرية ما في هناك غير شويخ ، ما فيه عنده غيره ، ماذا عساه يفعل ؟ هذا الشويخ هذا أحسن منه هو ، فيسأله يمكن ما يعرف شيء من الحديث ، يضطر يسأله عن الحديث ، هذاك بقي ودينه وتقواه ، إذا كان يخشى الله ، يقول والله أنا ما عندي علم في الحديث ، إذا كان متعلما كم مسألة فقهية ، يجاوبه على حسب ما قرأ ، أحسن ما هذا الجاهل ، يفتي نفسه بنفسه ، فإذا افترضنا أنه في تلك القرية في عالم في الحديث ، ما فيه غير فهو لازم يقلده لكن إذا الله جمعه بعالم آخر في علم الحديث وتبين له أن هذا أعلم من هذاك ما يظل يتمسك بالأول ، لا إذا ظل يتمسك بالأول في بعض أقواله التي لم يتبين له خطؤه فهذا واجبه ، لكن فيما تبين له خطؤه فيه ما يجوز يبقى متمسكا به ، إذا لا فرق في الفقه ولا في الحديث من حيث أنه يجب التقليد للضرورة ولكن لا يجوز يعني التقليد دينا ، نتعبد به لا يخرج عنه قيد شعرة .
السائل : لو سمحت شيخنا ...
الشيخ : آه
السائل : قد يكون مثلا هذا الشيخ من العلماء القدماء وأنا قد أكون جمعت مؤلفات مشابهة ولا تضعيف ... مثلا جاء بحديث صحيح أخذت به وضعيف كان به وثقتي به بناء على شهرته وتفوقه بالحديث وعلله ، فمن هذا المنطلق نسير .
الشيخ : طيب جاءك البيان بخطئه ؟
السائل : قد يكون هو أخطأ
الشيخ : ليس هذا هو الجواب ، قد يجوز قد جاءك البيان بخطئه ؟ أحد شيئين إما الجواب جاء أو ما جاء
السائل : ...
الشيخ : يا أخي الله يهديك أنا أحكي كلام لا يقبل ... أما جاء البيان بأنه أخطأ، أو ما جاء في حالة ثالثة عندك ؟
السائل : نعم جاء البيان .
الشيخ : إذن لا تقول قد وما قد أما جاء البيان إنه خطأ فقد سبق الجواب أنه لا يجوز تقليده ، وإذا كان ما جاء البيان أنه أخطأ فأنت يجب أن تقلده ، حتى يتبين لك الخطأ ، يعني سؤالك أخيرا أخذت الجواب مسبقا .
السائل : ... قضية ما اقدر أحكم عليها ...
الشيخ : الجواب سبق أيضا فقط طبعا يحتاج إلى شيء من البيان .
السائل : ... سؤال
الشيخ : كيف ؟
السائل : سؤال الأخ السائل لأنه غير مسموع .
الشيخ : سؤاله أنه رجل مثلا من عامة الناس ، قد يكون مذهبه حنفيا أو شافعيا ، ووجد هذا الاختلاف وهو ليس أهلا للترجيح فهل يجوز إذا كان شافعيا أن يأخذ من المذهب الحنفي أو العكس ، أليس هكذا سؤالك ؟
السائل : نعم .
الشيخ : آه ، أقول أنا أنه سبق الجواب عن مثل هذا السؤال ، لكن لا بد من بيان شيء جديد أولا ما ابتلي به المسلمون من التقليد أي أنه مثل هذا المجتمع عادة فيه ، أحناف وفيه شوافعة ، قد يكون فيهم بعض الموالك وحنابلة ، ما فيه وهابية في الدنيا ، وهذا اسمح لي ، يحتاج إلى بحث فاحفظ هذا اللفظ إن شئت الجواب عليه ، ثلاث مذاهب أو أربع مذاهب ، ويجتمع ناس كل واحد له مذهب ، هذا ليس من الإسلام في شيء لأنه في زمن الصحابة ، بعد وفاة الرسول عليه السلام ، كان في أئمة أربعة ، من هم الأئمة الأربعة ؟ هم الذين نسميهم الخلفاء الأربعة وهم الخلفاء الراشدون ، وهم بلا شك بعد رسول الله أعلم الناس أجمعين ، والصحابة بالألوف المؤلفة ، ومن بعدهم التابعين ، الذين أدركوا الصحابة وأدرك بعضهم هؤلاء الخلفاء الأربعة ، ما كان هناك أشخاص مثل الآن يقولون نحن بكريون ولا في أشخاص مقابل هذا يقولون نحن عمريون ولا في أشخاص يقولون نحن عثمانيون ولا في أشخاص يقولون نحن علويون ، كيف عاش هؤلاء ، الجماهير الألوف المؤلفة ، بدون مذهب معين ، هكذا نحن نريد نعيش ، يمكن يضيق عقل بعض الناس أن يدركوا هذه الحقيقة التاريخية التي لا تقبل الجدل وهي أنه ما فيه بكري وعمري وعثماني وعلوي ، إذن هؤلاء كيف كانوا يتعبدون الله عز وجل ؟ على قاعدة (( فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون )) رجل وقعت له واقعة تيسر له أبو بكر يسأله ما تيسر له وتيسر له عمر ما تيسر له واحد من الخلفاء الراشدين تيسر له ابن مسعود أو ابن عمر أو أبو هريرة إلى آخره ، يعني يسأل أهل العلم لأنه هكذا ربنا أمر (( اسألوا أهل الذكر )) ما قال اسألوا أبا بكر وعمر وعثمان وعلي إلى آخره ، يجب التاريخ أن يعيد نفسه ، فبقاء المسلمين بعد زمن القرون الثلاثة كل طائفة لها إمام على ما قلنا حنفي شافعي مالكي حنبلي ، هذا لا يجوز أن يبقى هكذا المسلمون إذن يجب أن يعودوا سيرتهم الأولى ، كيف كان السلف مع الصحابة هكذا الخلف يجب أن يكونوا مع العلماء ، أنت إذا عرفت هذه الحقيقة تريح حالك ، إن كنت شافعيا من قولك أنا شافعي أو إن كنت حنفيا تريح حالك من قولك انا حنفى وعلى ذلك فقس لما تريح حالك من النسبة غير المشروعة ، حينئذ ستجد نفسك مندفعا إلى العمل بالآية السابقة ، (( فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون )) تسأل العالم الذي تثق به ، وما تيسر لك هذا العالم يتيسر لك واحد آخر ، وهكذا يعني التاريخ يعيد نفسه ، لازم نحن الآن نعيد تاريخ السلف الأول لا نتمسك بمذهب شخص معين لأن الصحابة والتابعين ما تمسكوا بمذهب إمام معين ، وإنما أي عالم يتيسر له يسأله وذلك يتعبد الله به ، ويكون برئ الذمة عند الله ، سواء أصاب أم أخطأ ، هذا هو جواب سؤالك ، فأنت الآن كما هو واقع أنت والله شافعي يعني أنا ما أقدر أجرد الناس عما عاش عليه سنين طويلة ، لأنه هذا إرث ورثوه من آبائهم وأجدادهم لكن هذا التجريد بأي شيء يصير ؟ يصير بالتوعية الصحيحة تنبيه الناس وإرجاعهم إلى الأصل فأنا مثلا ما تقدر أنت إذا كنت شافعيا أو حنفيا أو غير ذلك أني أخلعك من كونك حنفيا وتصير (( فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون ))، هذا لا يمكن ، لذلك سأفترض أنا فرضيتين ، أنت مثلا شافعي ، ومذهبك الذي عشت عليه أما بدراسة خاصة على شيخ شافعي أو سمعت أو سألت أنا شافعي ، وأنا مضطر أنه ألمس أمراتي أو زبونتي أو ما شابه ذلك ، وأنا على وضوء ينتقض وضوئي أم لا ، هذا أنت شافعي أو أنت حنفي مثلا توضأت وخرج منك دم ، كما سمعت من شيخ من مذهب ، يقولك خروج الدم ينقض الوضوء ولو كان قليلا ، فإذا رجعنا إلى الفرضية الأولى أنت شافعي المذهب ، يجوز بقى توضيح سؤالك ، يجوز وأنت شافعي المذهب تأخذ بمذهب أبي حنيفة في هذه المسألة التي تتعرض فيها للمس النساء وأنت على وضوء ، من أجل أن تخلص حالك من هذه المشكلة هذه كل ما داعبت زوجتك أو لاعبتها إلى آخره ، أو جاءت زبونه وأعطتك مصارف ، هذا إذا ما أنت تعمدت أنك تلمسها إلى آخره أي نعم ، فينتقض وضوءك أم لا ، فتجد نفسك مالت إلى المذهب اين ؟ الحنفي الصورة الثانية أنه أنت حنفي ، أنت شغال عمال إلى آخره ، معرض لايش ؟ تنجرح ، ترى نفسك تميل أو تتساءل على الأقل ما يجوز أن آخذ برأي الإمام الشافعي الذي يقول أنه الدم ما ينقض الوضوء ولو كان أنهارا ؟ الجواب الآن هذا سؤالك أنت ، الجواب يجوز وما يجوز ، إذا كنت عائشا حنفيا ليش تنسلخ بمسألتك هذه ؟ لأنه هذاك أعجبك لنفسك أكثر، وإذا كنت عائشا شافعيا لماذا تركت مسألة إمامك في هذه المسألة وأخذت بالإمام الثاني لأنه أعجبتك أكثر ، إذن بهذه الطريقة صار مذهبك هواك ، المذهب فيه يسر وفيه شدة الذي يقول لك توضأ من لمس المرأة فيه شدة ، بالنسبة لمن ؟ للذي يقول لا تتوضأ ، ولو قبلت لو عضضتها ، لا تتوضأ والعكس بالعكس تماما ، إذن صار الدين في الصورة هذه صار هوى ، يعني الدين جاء هكذا ؟ لا الدين جاء
السائل : ...
الشيخ : إلا واحدة -يضحكون- المقصود الدين صار هوى ، إذن هذا لا يجوز أنا إذن أعطيتك الجواب على صورتين ، الصورة الأخيرة وهي تعالج واقع الناس الذي هذا حنفي ، وهذا شافعي إلى آخره ، ما يجوز أنه يعملون هذا العمل ، لأنه هم العلماء أنفسهم يقولون هذا نابع من التلفيق ، تلفيق بين مذهبين ، لماذا . لتتبع الرخص ، هذا الجواب الأخير ، والجواب الأول لا تربط أنت حالك بشافعي أو حنفي إلى آخره ، لكن اربط حالك بالمذهب القرآني ، ما هو ؟ (( فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون )) إذن الصورة هذه بعض إخواننا عائشين إياها يعني ، هم طبقوا هذه الآية وما يلتزمون مذهب من المذاهب كما يفعل جماهير الناس اليوم ، لأنهم فهموا أنه شرع الله ما كلف عباد الله أنهم يتمسكون بإمام من أئمة المسلمين لو كان هذا شرعا ، كان الأولون تمسكوا بأبي بكر وعمر وعثمان وعلي، أربعة مقابل إيش أربعة ، أيهم أفضل ؟ لا شك الخلفاء الراشدين أفضل ، فإذا كان هم ما كانوا أئمة لمن بعدهم ، ولمن هم أعلم منهم ، فأولى وأولى غيرهم ممن هم دونهم ، لا ينبغي أن يجعلوا أئمة ، يتبعون دون الأئمة الآخرين ، وإنما (( فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون )) ، ما الفرق بين المنهجين والطريقتين ؟ الفرق أنه أنت إذا افترضنا فعلا اقتنعت بهذا المنهج القرآني (( فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون )) ، بطلت نقول أنا حنفي أنا شافعي ، أنا يا جماعة أريد ، تهدوني لشرع الله ، كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، توضأت وخرج منك دم ، رحت لعند هذا العالم الذي ما عامل عالم ، عالم يعني بالكتاب والسنة ، قلت له توضأت وخرج مني دم إذا أفتاك أنه ما ينتقض وضوءك ، وأنت واثق بعلمه وبخاصة إذا دعم فتواه بحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخذت أنت بقوله ، فأنت طبقت الآية الكريمة ، كذلك لما وقعت معك قضية أخرى ، لنفترضها الآن عكس هذه ، أنت في يوم من الأيام دعيت لدعوة ، طبعا ليس مثل دعوتنا اليوم ، لحمنا كان لحم ضأني ، لكن دعيت إلى لحم إيش ، لحم جمل ؟ وكنت أنت معنا أنه في قول يقول أنه من أكل لحم جزور فليتوضأ سألت واحد من أهل العلم حقا ، صحيح يا شيخ أنه إذا واحد أكل لحم جزور لازم يتوضأ ؟ يقول نعم لازم يتوضأ ، هنا بقي أنت ما ترجع لمذهبك القديم تتبع الهوى والله فيها شدة ، مجرد أنا ما آكل لحم جزور لازم أتوضأ ، لازم تتبع هذا الرجل لأنه لما أفتاك أنه خروج الدم لا ينقض الوضوء اتبعته ، لما أفتاك أنه لحم الجمل لا ينقض الوضوء ما تتبعه ، رجعنا لنفس المشكلة وهي اتباع الهوى فإذا المسلم تجرد عن اتباع الهوى ، واتبع كتاب الله وحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، هو ليس عالما لكن يسأل أهل العلم فإذا أفتوه بناء على هذين المصدرين الكتاب والسنة فهو السائل عمل واجبه ، والمفتي عمل واجبه إن أخطأ فلا يتحمل السائل وزر خطئه ولا هو يتحمل وزر خطئه ، إذا كان مخلصا في الإفتاء يعني خائف رب العالمين وأفتاه بدون ايش؟ اتباع الهوى ، لأنه الحقيقة الهوى ، ليس يركب أحيانا السائلين أحيانا يركب ايضا المسئولين، عندنا في بعض كتب المتأخرين نص صريح مع الأسف الشديد ، في بعض المذاهب المتبعة اليوم ، يقول نحن إذا سئلنا واستفتينا فتوى ، ففتوانا تكون حسب الدرهم و الدينار الذي يعطينا ما يعجينا نفتيه بالرخصة ، الذي ما يعطينا ما يعجبنا نفتيه بالعزيمة عرفت كيف ؟ صار هنا الدين هوى حتى عند من يدعون أنهم من أهل العلم ، فيجب على هؤلاء وهؤلاء أن يتقوا الله في أسألتهم وأجوبتهم وحينئذ إذا ساروا هذه المسيرة فالمسؤول والسائل كلاهما على هدى من الله ولو كان هناك خطأ ، فالخطأ هنا مغفور لقوله عليه السلام ( إذا حكم الحاكم فاجتهد فأصاب فله أجران ، وإن أخطأ فله أجره واحد ) نهاية المطاف في هذا الكلام أن المسلمين يجب أن يعودوا بكلكلهم بجماعتهم كلها ، إلى ما كان عليه المسلمون الأولون ، ما في مذاهب ،وإنما المذهب قال الله قال رسول الله ، حينذ ستجد العلماء ،الذين يفتونك من قال الله قال رسول الله ، أما الآن نادر جدا جدا جدا ، أن يفتيك المستفتي بناء على قال الله قال رسول الله ، يقول لك ايش مذهبك ؟ مذهبك شافعي لمست زوجتك انتقض وضوؤك ، إذا قلت له حنفي ، يقول لك حنفي وضوؤك صحيح ، ما لازم تعيد ، آه في المسألة قولان ، ما في في الإسلام في المسألة قولان ، في بعض المنتمين إلى أهل العلم في المسألة قولان وهذه نكتة نحن نرويها لكم من بلاد الشام ومن سوريا ، وبذلك نختم الجلسة التي يسميها بعض الناس جافة كلها علم ، ما في ضحك ما فيه قهقهة إلى آخره ، رايح ننهيها بنكتة زعموا أن أحد المفتين قدر له أن يخرج من بلده إما لحاجة أو لعمرة أو أي سفر، فخلى مكان الإفتاء فقال لابيه اخلفني من بعدي أبوه درويش ابنه عالم مفتي ، قال له الأب يا ابني كيف أنا أريد أخلفك بعدك أنا رجل جاهل ، قال له أنا أعطيك طريقة ، يعين تمشي حالك حتى أرجع ، قال له تفضل ، قال له كل ما جاءك سائل وسألك سؤالا قل له في المسألة قولان ، لا تبت في الموضوع ، في المسألة قولان مثلا ، الأمثلة التي سبقت ، جاء واحد وقال لك يا فضيلة الشيخ أنا يعني لمست زوجتي وكنت متوضيء يجوز أن أصلي بدون وضوء أم لا ؟ قل له في المسألة قولان قول يقول لازم تتوضأ وقول يقول ما لازم تتوضأ ، جاءك واحد يقول لك أنا يا فضيلة الشيخ أنا تزوجت بدون ايش ؟ إذن الولي، يعني امرأة مثلا تزوجت بدون إذن أبيها ، فأنت تفتيها وتقول لها في المسألة قولان ، قول إن هذا النكاح صحيح ، وقول إن هذا النكاح غير صحيح وهكذا اطمئن الوالد الجاهل بهذا الأسلوب الذي قدمه المفتي العالم إلى أبيه الجاهل وراح في سبيله وجلس الأب الجاهل مقام ابنه المفتي وبدأت الناس وكالعادة المفتي كل ما جاء سؤال كما علمه ابنه : في المسألة قولان ، انتبه أحد الأذكياء هناك ، فقال للمفتي إما مباشرة أو بواسطة واحد دسه درويش يعني ، من فضلك اسأل لي الشيخ ، قل له أفي الله شك ، يا سيدي الشيخ عندي سؤال ، أفي الله شك قال في المسألة قولان -يضحك الشيخ و الطلبة - نسأل الله عز وجل أن يخلصنا من هذه المشاكل بالرجوع إلى الكتاب والسنة .
الحلبي : قلت يا شيخنا عن الوهابية ...
الشيخ : آه، والله ذكرتنا أنا كنت أريد أصلي ، كلمة الوهابية هذه الحقيقة سياسية تركية ، أفشتها في زمن
السائل : السلام عليكم
الشيخ : وعليكم السلام في زمن انحراف الأتراك عن الحكم بالإسلام في زمن كان ابن بلدنا في مصر ما اسمه ؟ محمد علي باشا هذه ألباني الأصل ، فهو كان حاكما مصر في زمانه وكان بطبيعة الحال يعني يزعم أنه عائش تحت سلطنة الدولة العثمانية ، فخرج في بلاد نجد رجل من أهل العلم اسمه محمد بن عبد الوهاب ليس عبد الوهاب ، محمد بن عبد الوهاب، وطاف البلاد الإسلامية يومئذ المعروفة بالعلم مثل مصر ومثل القاهرة والشام طاف البلاد وحصل ما حصل من العلم ، رجع لبلده التي كان اسمها الدرعية ، فطبيعة الحال لما الرجل تعلم ،وجد قومه في جاهلية جهلاء يعبدون القبور ، كما هو لا يزال الآن في كثير من البلاد الشامية بلدي والمصرية بلاد إخواننا هؤلاء بلا مؤاخذة ، البلاء عم وطم كل البلاد فالرجل بدأ أيش ؟ بدأ يعلم الناس ويحذرهم من الشركيات والوثنيات ودعوته أفادت وتقوت بسبب السلطان الملك سعود يومئذ الجد الأول ، كان ربنا هداه واتبع هذا الشيخ ، فاقترن السيف وايش ؟ العلم مع بعض ، هذان إذا اقترنا يفيدان كما روي عن عثمان بن عفان رضي الله عنه أنه قال : " إن الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن " ونمت الحركة ونمت بسبب قوة السلطان وانتشرت الدعوة وبدأوا الجماعة يعني يشكلون جيشا إسلاميا لأول مرة وبدأوا يدعون القرى التي حولها إلى عبادة الله وحده لا شريك له ، واستجاب من استجاب ووصلت دعوتهم للعراق ،وهناك تعرف الشيعة وما أدراك ما الشيعة ؟ وشركهم وضلالهم إلى آخره ، وأهل السنة متأثرون بشيء من هذه الشركيات ، جرت معارك طاحنة مع الأسف من تحرك ؟ محمد علي باشا من مصر من حركه ؟ الأتراك لأن الأتراك كانت الخلافة في أيديهم ، وكانوا حاكمين البلاد الإسلامية كلها ، فلما رأوا حركة عربية ، نشأت في جزيرة العرب ، خافوا عاقبة أمرها ، خافوا أنه هؤلاء يقضوا على الحكم العثماني أو التركي بالمعني الأصح ، لذلك أوعزوا إلى محمد علي أنه يرسل جيشا لقتال هؤلاء النجديين ولا أقول الوهابيين لما سيأتي بيانه ، وأرسل محمد علي باشا ابنه إبراهيم باشا بجيش عرمرم ضخم من مصر إلى البلاد النجدية وجرت الدماء هناك أنهارا ، وبنهاية الأمر تغلبت القوة الغاشمة على الدعوة الصحيحة وقتل من قتل وكان من جملة وسائل الأتراك ، كما هو اليوم تماما الدعاية تعرفوا لها تأثيرا ربما أكثر من السلاح فبثوا دعاية ضد الجماعة هؤلاء ، في العالم الإسلامي حتى العالم الإسلامي يكون مع الأتراك ، ما يكون مع هذه الدعوة الحديثة الفتية ، لأنها تدعوا إلى لا إله إلا الله محمدا رسول الله ، فأذاعوا في المسلمين أنه هؤلاء لا مذهب لهم ، مذهبهم خامسي هؤلاء يقول الواحد منهم عصاتي أشرف من الرسول عليه الصلاة والسلام كله كفر وزور وبهتان ، تأثرت الجماعات المسلمة في كل بلاد الدنيا ، ولذلك كان من تمام التأثر والخطأ فيه أنهم سموا هذه الجماعة بإيش ؟ بالوهابية هذا من حجج الله على عباده الذين يعقلون ، وهابية نسبة لوهابي ، وهابي إذا درسناها بالنسبة للغة العربية نسبة لإيش ؟ نسبة للوهاب من هو الوهاب ؟ هو الله تبارك وتعالى هذه نسبة تشرف ، ما تحقر المنتسب إليها ، لكن السياسة التركية الغاشمة خاصة أكثر من ينتمون تحت راية الأتراك هم الأعاجم وما عندهم هذا الفقه باللغة العربية ، وهابي وهابي يعني أصبحت كلمة وهابي في ذاك الزمن ، تساوي زنديق ، مضى زمن طويل مع الأسف والعالم الإسلامي مضلل ، بهذه الكلمة إلى أن شاء الله تبارك وتعالى أنه الملك عبد العزيز دخل بطريقة مالنا فيها الآن دخل الرياض واستولى عليها ، وأخرج أهل الرشيد منها إلى آخره وبدأ يطبق الأحكام الشرعية ، يعني إلى حد كبير جدا جدا ، واستقر الأمن في البلاد النجدية التي كان فيها السرقة والنهب والقتل وتبع ذلك البلاد الحجازية التي كانت كما نعلم جميعا من التاريخ التركي ، ما يستطيع الحجاج ان يحجوا إلا ومعهم عسكر، عسكر من الأتراك يحفظهم من إيش من اللصوص وقطاع الطرق إلى آخره ، أصبح الأمر في زمن عبد العزيز أي نعم، أصبح الحجاج يلاقون كل راحة وكل يسر وأصبحت الأخبار تتناقل من لسان إلى لسان إلى كل بلاد الدنيا ، أنه والله هؤلاء الجماعة نحن ما نرى منهم أنهم ما يؤمنوا بالرسول عليه السلام ما يؤمنوا بغير الله ، ويقولون في حق الرسول كذا وكذا ، وكما أيضا يحكون نكتة ، قد تكون واقعة صحيحة وقد تكون تعبيرا عن هذا الواقع الذي كان الناس يتحدثون به ، يخالفون واقع هؤلاء الجماعة زعمت هذه القصة أن اثنين دخلوا في نقاش حول هذا الموضوع ، إنه هؤلاء الوهابيون ما يعتقدوا في الرسول عليه السلام ، هكذا نقاش ، وسرعان ما مرت سيارة السفير السعودي وعليه العلم عم يرفرف ومكتوب عليه إيش ؟ لا إله إلا الله محمد رسول الله ، انظر يا رجل اتق الله تقول هؤلاء ما يؤمنون برسول الله علمهم في الدنيا كلها علم وحيد ، لا تجد راية في العالم الإسلامي كله إن كان عربيا أو إن كان تركيا ما ترى راية مكتوب عليها لا إله إلا الله محمد رسول الله إلا راية هؤلاء الجماعة الذين تتهمونهم أنهم ما يؤمنون بمحمد رسول الله ، وبعد ذلك هذا ما سمعتم الأذان في مكة ، ما سمعتم الأذان في المدينة ، الأذان الذي نؤدنه نحن وأحسن منه ، أنههم ما يزيدون على الأذان النبوي ، ونحن نزيد مقدمة ومؤخرة لكن يقول أشهد لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله إلى آخره ، كل ما مضى زمن كل ما تبين للناس ، أن هذه تهمة فاجرة كاذبة لا حقيقة لها ،سواء من الناحية الواقعية فهم جماعة مسلمون مذهبهم حنابلة أيضا من أجل خاطرك ليس مذهبهم كما نحن ندعوا إليه إلى الكتاب والسنة ، إلا بعض الأفراد من المشايخ هناك يدعون إلى الكتاب والسنة كما ندعوا نحن تماما والحمد لله ، وبعد ذلك بالإضافة إلى هذا فهم يصلون على الرسول عليه السلام ، ولا بد منكم من الكثير يعني من حج لبيت الله الحرام ، وزار مسجد الرسول عليه الصلاة والسلام ، وسمع خطبهم و كلما ذكر الرسول يصلون عليه ، فانكشف الغبار عن العالم الإسلامي بسبب كثرة ايش ؟ اتصال المسلمين بالعالم الإسلامي بهذه البلاد فعرفوا أنهم كانوا يعيشون في مضللات نشأت هذه المضللات من ايش ؟ الدعاية التركية ، لتحطيم الحركة الإسلامية الصحيحة التي نشأت من محمد بن عبد الوهاب ، ودعمها الملك سعود يومئذ أو الأمير سعود لأنه لم يكن ملك يومئذ فالآن من الخطأ الفاحش أن نسمي الجماعة هؤلاء وهابية لماذا ؟ لأنه في الأصل هذه كلمة منفرة ، والحقيقة من الناحية العربية تشريف لهم وهذه نسبة إلى الوهاب وهو الله تبارك وتعالى ولذلك قال أحد المشايخ لما كانوا يردون على المضللين لعامة المسلمين ، الإمام الشافعي بزمانه أتهم تهمة تشبه اتهام هؤلاء ، اتهم بأنه رافضي ، من كثرة ما كان يلهج بإيش ؟ بأهل بيت الرسول وحبه لهم ، فقيل عنه رافضي ، فكان أن قال : " إن كان رفضا حب آل محمد *** فليشهد الثقلان أني رافضي " .
قال قائل هؤلاء الذين ينبزون بلقب الوهابية :
" إن كان تابع أحمد متوهبا - يعني وهابي - *** فأنا المقر بأنني وهابي ".
لأنه أنا ما أتبع إلا الرسول عليه السلام
" إن كان تابع أحمد متوهبا *** فأنا المقر بأنني وهابي ".
أنا أنصح أخيرا كل مسلم يخشى الله ويتقيه ، أنه يسحب من فكرته إنه في جماعة اسمهم وهابيون الآن في جماعة اسمهم زيدية فيه جماعة اسمهم شيعة ، فيه جماعة اسمهم إباضية ، كلهم ما ينكرون هذه النسب لأنها واقعة ، لكن ما في جماعة على وجه الأرض يقولون نحن وهابية ، لا إنما إما أن يقولوا نحن أهل السنة أهل الكتاب والسنة ، وإما أحناف شوافعة مالكية حنابلة ، والنجديون كشعب هو حنبلي المذهب ، وعندنا في سوريا قرى كثيرة كلها تتعبد الله على مذهب الإمام أحمد بن حنبل ، منها مثلا قرية الضمير ورحيبة والنبق وو إلى آخره ، الجهة الشرقية من ناحية دمشق حنابلة أكثرهم ، ونحن كنا نجتمع بهم ، وما نرى منهم انحراف إطلاقا ، مذهب من هذه المذاهب الأربعة ، فأنصح أنه ما أحد يتوهم أنه يوجد على وجه الأرض مذهب وهابي ... اباضي زيدي ما ينكرون زيد في ملاحدة ... .