كتاب:سلاح المؤمن في الدعاء والذكر
المؤلف:محمد بن محمد بن علي بن همام بن راجي الله بن سرايا بن داود
بسم الله الرحمن الرحيم وبه ثقتي
الحمد لله المنعم على خلقه بجميل آلائه ، المحسن إليهم بلطيف رفده وجزيل عطائه ، المحقق لمن أمله حسن ظنه ورجائه ، الذي من على عباده بأن فتح لهم بابه وأمرهم بالدعاء ووعدهم بالإجابة ، ووفق منهم من شاء بلطفه وحكمته ؛ للتعرض لنفحات فضله ورحمته ، وهداه السبيل إليه ، وألهمه الطلب تكرما منه عليه ، أحمده والحمد من نعمه ، وأسأله المزيد من فضله وكرمه ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له مجيب الدعاء ، وكاشف الأسواء ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ، خاتم الأنبياء ومبلغ الأنباء ، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه البررة الأتقياء ، صلاة دائمة بدوام الأرض والسماء ، وسلم تسليما كثيرا . أما بعد : فمن أولى ما انصرفت إلى حفظه عناية ذوي الهمم ، وأحق ما اهتدي بأنواره في غياهب الظلم ، وأنفع ما استدرت به صنوف النعم ؛ وأمنع ما استدرئت به صروف النقم ، ما كان بفضل الله تعالى لأبواب الخير مفتاحا ، وبنص رسول الله صلى الله عليه وسلم للمؤمنين سلاحا ، وذلك التحميد والثناء ، والتمجيد والدعاء ، أمر الله تعالى به في كتابه العظيم ، وفيه رغب رسوله الكريم ، وإليه جنح المرسلون والأنبياء ، وعليه عول الصالحون والأولياء ، وإن أحسن ما توخاه المرء لدعائه في كل مهم ، وتحراه لكل خطب مدلهم ، ما تحصل به مقصود الدعاء مع بركة التأسي والاقتداء ، ويكون لفظه وسيلة لقبوله ، وهو ما جاء في كتاب الله أو سنة رسوله ، وقد أنكر الأئمة -
رضي الله عنهم - الإعراض عن الأدعية السنية ، والعدول عن اقتفاء آثارها السنية ، فقال الحافظ أبو القاسم بن أحمد بن أيوب الطبراني رحمه الله في كتاب ' الدعاء ' : هذا كتاب ألفته جامع لأدعية رسول الله صلى الله عليه وسلم حداني على ذلك أني رأيت كثيرا من الناس قد تمسكوا بأدعية سجع ، وأدعية وضعت على عدد الأيام مما ألفها الوراقون ، لا تروى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا عن أحد من أصحابه ، ولا عن أحد من التابعين بإحسان مع ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم من الكراهية للسجع في الدعاء والتعدي فيه . وقال الإمام أبو سليمان حمد بن محمد الخطابي - رحمه الله - في كتاب ' شأن الدعاء ' : وقد أولع كثير من العامة بأدعية منكرة اخترعوها ، وأسماء سموها ما أنزل الله بها من سلطان ، وقد يوجد في أيديهم دستور في الأسماء والأدعية يسمونه ' الألف اسم ' صنفها لهم بعض المتكلمين من أهل الجهعل والجرأة على الله تبارك وتعالى ، أكثرها زور وافتراء على الله - سبحانه وتعالى - فليجتنبها الداعي إلا ما وافق منه الصواب . وقال الإمام أبو بكر بن الوليد الطرطوشي - رحمه الله - في كتاب ' الأدعية ' له : ومن العجب العجاب أن يعرض عن الدعوات التي ذكرها الله - تعالى - في كتابه عن الأنبياء والأولياء والأصفياء مقرونة بالإجابة ، ثم تنتقي ألفاظ الشعراء والكتاب ، كأنك قد دعوت في زعمك بجميع دعواتهم ، ثم استعنت بدعوات من سواهم . وقال القاضي عياض - رحمه الله - إن الله أذن في دعائه ، وعلم الدعاء في كتابه الخليقته ، وعلم النبي صلى الله عليه وسلم الدعاء لأمته ، واجتمعت فيه ثلاثة أشياء العلم
بالتوحيد ، والعلم باللغة ، والنصيحة للأمة ، فلا ينبغي لأحد أن يعدل عن دعائه صلى الله عليه وسلم وقد احتال الشيطان للناس في هذا المقام فقيض لهم قوم سوء ، يخترعون لهم أدعية يشتغلون بها عن الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم وأشد ما في الحال أنهم ينسبونها إلى الأنبياء والصالحين ، فيقولون : دعاء آدم ، دعاء نوح ، دعاء يونس ، دعاء أبي بكر الصديق رؤضي الله عنه . فاتقوا الله في أنفسكم ولا تشتغلوا من الحديث إلا بالصحيح منه . . . . هذا آخر كلامه . وإني قد جمعت في هذا الكتاب جملة من الأدعية والأذكار المرفوعة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم دائرة بين الصحيح والحسن ، أخرجتها من الكتب الستة ، والمستدرك على الصحيحين للحاكم أبي عبد الله الحافظ ، والمسند المخرج على صحيح مسلم لأبي عوانة الإسفرايين ي ، وصحيح أبي حاتم بن حبان ، فاستوعبت جميع ما في كتابي البخاري ومسلم ، لمكانهما من الصحة ، وانتخبت من سنن أبي داود ما لم ينص على ضعفه ، لأنه عنده لا ينزل عن رتبة الحسن ، وجردت من جامع الترمذي ما حكم عليه بأنه صحيح أو حسن ، وأما كتاب النسائي فقد أطلق الخطيب عليه اسم الصحيح ، وقال أبو القاسم الزنجاني : إن لأبي عبد الرحمن في الرؤيا شرطا أشد من شرط البخاري ومسلم ، على أني لم أخرج مما انفرد به إلا نحو عشرة أحاديث جيدة الأسانيد نبهت إلى مواضعها ، وأما سنن ابن ماجة فلم أخرج منها شيئا تفرد به ، وعزوت كل حديث إلى من أخرجه من الأئمة ، فما كان في الكتب الستة سلكت في نسبته إليها الجادة ، فأقول فيما أخرجه الستة : رواه الجماعة ، وفيما أخرجه الشيخان : متفق عليه ، وفيما أخرجه البقية دون الشيخين : رواه الأربعة ، وما عدا ذلك أعين من أخرجه
من الأئمة ، وإذا كان الحديث من رواية البخاري لم أعدل من لفظه سوى في حديثين بينتهما في موضعيهما ، وإن لم يكن من روايته ، فإن كان من رواية مسلم اعتمدت لفظه ، وإن لم يكن من رواية واحد منهما عزوت اللفظ لصاحبه ، وإن اتفق على اللفظ اثنان فأكثر نبهت على ذلك ، وجردت أحاديث هذا الكتاب من الأسانيد ، واقتصرت على نسبتها إلى المسانيد تخفيفا على حافظيه ، وتسهيلا لراغب فيه ، وذكرت في بعض أبوابه من القرآن العظيم ما يناسب ذلك الباب ، وأخرجت في أثنائه طرقا من آثار الصحاية ومن بعدهم من بعض الكتب المذكورة وكتاب ' الموطأ ' ومن ' المصنف ' لابن أبي شيبة ، ما كان رجال سنده رجال الصحيح ، ومن ' السنن الكبير ' للبيهقي ما جزم بصحته ، وضممت إلى بعض الأحاديث زيادة ، وردت في بعض الطرق من كتب أخر ، وكل مصنف عزوت إليه حديثا ، فمن ذلك الكتاب نقلته ، ومن أصوله المعروفة اأخذته . وما عولت في ذلك على نوع من التقليد ، ، ولم أتكل على نقل مصنف قريب عن مصنف بعيد . وسميته ' سلاح المؤمن ' وبوبته أحدا وعشرين بابا . الباب الأول : في فضل الدعاء والأمر به والحكمة منه ، وفيه : ' فصل ' في فضل الصلاة والتسليم على النبي صلى الله عليه وسلم ، والأمر بهما . الباب الثاني : في فضل الذكر والأمر به ، وفيه فصلان : أحدهما : في فضل جملة من الأذكار . والثاني : في فضل سور وآيات . الباب الثالث : في آداب الدعاء . الباب الرابع : في الأوقات والأحوال والأماكن التي يمتاز الدعاء فيها على غيرها . الباب الخامس : في من يمتاز دعاؤه على دعاء غيره . الباب السادس : في طلب الدعاء . الباب السابع : في التخصيص بالدعاء وتسمية المدعو له .
الباب الثامن : في من دعي عليه أو أمر بالدعاء عليه . الباب التاسع : في من نهي عن الدعاء عليه ، وما نهي عن الدعاء به . الباب العاشر : في اسم الله الأعظم وأسمائه الحسنى . الباب الحادي عشر : في الأدعية المتعلقة بالصباح والمساء والنوم والاستيقاظ . الباب الثاني عشر : في الأدعية المتعلقة بالطهارة والصلاة والأذان والمساجد . الباب الثالث عشر : في الأدعية المتعلقة بالصيام . الباب الرابع عشر : في الأدعية المتعلقة بالحج . الباب الخامس عشر : في الأدعية المتعلقة بالجهاد . الباب السادس عشر : في الأدعية المتعلقة بالسفر . الباب السابع عشر : في الأدعية المتعلقة بالأكل والشرب واللباس . الباب الثامن عشر : في الأدعية المتعلقة بالنكاح . الباب التاسع عشر : في الأدعية المتعلقة بالمرض والموت . الباب العشرون : في الأدعية المقرونة بالأسباب والحوادث . الباب الحادي والعشرون : في جامع الدعوات التي لا تختص بوقت ولا سبب ، وفيه فصلان : أحدهما : في التعوذ ، والثاني في الاستغفار .
سلاح المؤمن في الدعاء والذكر
في فضل الدعاء والأمر به والحكمة منه
قال الله سبحانه وتعالى : { وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان } البقرة 186
وقال تعالى { واسألوا الله من فضله } النساء 32
وقال تعالى { وقل رب أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا } الإسراء 80
وقال تعالى { وقل رب زدني علما } طه 114
وقال تعالى { وقال ربكم ادعوني أستجب لكم } غافر 60
1 وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى سماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول من يدعوني فاستجيب له من يسألني فأعطيه من يستغفرني فأغفر له )
رواه الجماعة
واسم أبي هريرة عبد الرحمن بن صخر على المشهور ورجح شيخنا الحافظ أبو محمد الدمياطي رحمه الله فيه عمير بن عامر
2 وعنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن الله تعالى يقول أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه إذا دعاني )
رواه الجماعة إلا أبا داود واللفظ لمسلم
3 وعن أبي ذر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما روى عن الله تبارك وتعالى أنه قال يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته فاستهدوني أهدكم يا عبادي كلكم جائع إلا من أطعمته فاستطعموني أطعمكم يا عبادي كلكم عار إلا من كسوته فاستكسوني أكسكم يا عبادي إنكم تخطئون بالليل والنهار وأنا أغفر الذنوب جميعا فاستغفروني أغفر لكم يا عبادي إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أتقى رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئا يا عبادي لو أن أولكم
وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل واحد ما نقص ذلك من ملكي شيئا يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد فسألوني فأعطيت كل إنسان منهم مسألته ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر يا عبادي إنما هي أعمالكم أحصيها لكم ثم أوفيكم إياها فمن وجد خيرا فليحمد الله عز وجل ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه
قال سعيد كان أبو إدريس الخولاني إذا حدث بهذا الحديث جثا على ركبتيه
رواه مسلم والترمذي وابن ماجه
أبو ذر اسمه جندب بن جنادة وقيل غير ذلك وسعيد هو ابن عبد العزيز التنوخي وأبو إدريس اسمه عايذ الله بن عبد الله
4 وعن أبي موسى رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( إن الله عز وجل يبسط يده بالليل ليتوب مسيئ النهار ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها )
رواه مسلم والنسائي
واسم أبي موسى عبد الله بن قيس
5 وعن النعمان بن بشير رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( الدعاء هو العبادة ) ثم قرأ { وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين } غافر 60
رواه الأربعة والحاكم وابن حبان في صحيحيهما وقال الترمذي حديث حسن صحيح
6 وعن أبي جري الهجيمي رضي الله عنه قال رأيت رجلا يصدر الناس عن رأيه لا يقول شيئا إلا صدروا عنه قلت من هذا قالوا رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت عليك السلام يا رسول الله مرتين قال ( لا تقل عليك السلام عليك السلام تحية الموتى ) قلت أنت رسول الله قال ( أنا رسول الله الذي إذا أصابك ضر فدعوته كشفه عنك وإن أصابك عام سنة فدعوته أنبتها لك وإذا كنت بأرض قفر أو فلاة فضلت راحلتك فدعوته ردها عليك ) وذكر الحديث
رواه أبو داود واللفظ له والترمذي والنسائي وقال الترمذي حسن صحيح
وأبو جري بضم الجيم وفتح الراء المهملة واسمه جابر بن سليم وقيل سليم ابن جابر وصحح البخاري جابر بن سليم وقال ابن عبد البر إنه الأكثر والقفر بفتح القاف وسكون الفاء الأرض الخالية
7 / 7 وعن سلمان رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن ربكم حيي كريم يستحي من عبده إذا رفع يديه إلى السماء أن يردهما صفرا )
رواه أبو داود واللفظ له والترمذي وابن ماجه والحاكم في المستدرك وابن حبان في صحيحه وقال الحاكم صحيح على شرط الشيخين ولفظ الترمذي أن يردهما خائبتين
والصفر بكسر الصاد وسكون الفاء الشيء الفارغ يقال صفر الشيء بكسر الفاء إذا خلا
8 وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من نزلت به فاقة فأنزلها بالناس لم تسد فاقته ومن نزلت به فاقة فأنزلها بالله فيوشك الله له برزق عاجل أو آجل )
رواه أبو داود والترمذي والحاكم في المستدرك وقال الترمذي واللفظ له حسن صحيح غريب
معنى فيوشك يسرع ويقرب
9 / 9 وعن سلمان رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لا يرد القضاء إلا الدعاء ولا يزيد في العمر إلا البر )
رواه الترمذي وقال حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث يحيى ورواه ابن ماجه والحاكم وابن حبان في صحيحهما من حديث ثوبان وقال الحاكم صحيح الإسناد
10 وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ليس شيء أكرم على الله من الدعاء )
رواه الترمذي وابن ماجه والحاكم في المستدرك وابن حبان في صحيحه بلفظ واحد وقال الحاكم صحيح الإسناد
11 وعنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من لم يسأل الله يغضب عليه )
رواه الترمذي والحاكم في المستدرك بلفظ واحد
12 وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( قال الله سبحانه وتعالى يا بن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان فيك ولا أبالي يا بن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي يا بن آدم لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة )
رواه الترمذي وهذا لفظه وقال حسن غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه ورواه أبو عوانة في مسنده الصحيح من حديث أبي ذر
العنان بفتح العين السحاب الواحدة عنانة وأعنان السماء صفايحها وما اعترض من أقطارها وقراب الأرض بضم القاف ما يقرب من ملئها وحكى فيه صاحب المطالع الكسر
13 وعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( ما على الأرض مسلم يدعو الله بدعوة إلا آتاه الله إياها أو صرف عنه من السوء مثلها ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم ) فقال رجل من القوم إذا نكثر قال الله أكبر
رواه الترمذي واللفظ له وقال حسن صحيح غريب من هذا الوجه ورواه
الحاكم في المستدرك وقال صحيح الإسناد
وفي رواية للترمذي من حديث أبي هريرة فإما أن يعجل له في الدنيا وإما أن يدخر له في الآخرة وإما أن يكفر عنه من ذنوبه بقدر ما دعا
14 وعن حذيفة رضي الله عنه رفعه قال يأتي عليكم زمان لا ينجو فيه إلا من دعا دعاء الغريق
رواه الحاكم في المستدرك وقال صحيح على شرط الشيخين
15 وعن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لا تعجزوا في الدعاء فإنه لن يهلك مع الدعاء أحد )
رواه الحاكم في المستدرك وابن حبان في صحيحه واللفظ له وقال الحاكم صحيح الإسناد
16 وعن علي رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( الدعاء سلاح المؤمن وعماد الدين ونور السماوات والأرض )
رواه الحاكم وقال صحيح الإسناد
17 وعن ثوبان رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لا يرد القدر إلا الدعاء )
رواه الحاكم وابن حبان في صحيحيهما واللفظ للحاكم وقال صحيح الإسناد
18 وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من فتح له في الدعاء منكم فتحت له أبواب الجنة )
19 وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من سره أن يستجاب له عند الكرب والشدائد فليكثر الدعاء في الرخاء )
20 وعن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لا يغني حذر من قدر والدعاء ينفع مما قد نزل ومما لم ينزل وإن البلاء لينزل فيتلقاه الدعاء فيعتلجان إلى يوم القيامة )
روى الثلاثة الحاكم في المستدرك وقال في كل منها صحيح الإسناد
قوله فيعتلجان أي يتصارعان
21 وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( يدعو الله بالمؤمن يوم القيامة حتى يوقفه بين يديه فيقول عبدي إني أمرتك أن تدعوني ووعدتك أن أستجيب لك فهل كنت تدعوني فيقول نعم يا رب فيقول أما إنك لم تدعني بدعوة إلا استجبت لك أليس دعوتني يوم كذا وكذا لغم
نزل بك أن أفرج عنك ففرجت عنك فيقول نعم يا رب فيقول فإني عجلتها لك في الدنيا ودعوتني يوم كذا وكذا لغم نزل بك أن أفرج عنك فلم تر فرجا قال نعم يا رب فيقول إني ادخرت لك بها في الجنة كذا وكذا ودعوتني في حاجة أقضيها لك يوم كذا وكذا فقضيتها لك فيقول نعم يا رب فيقول فإني عجلتها لك في الدنيا ودعوتني يوم كذا وكذا في حاجة أقضيها لك فلم تر قضاءها فيقول نعم يا رب فيقول إني ادخرت لك في الجنة كذا وكذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا يقول الله عز وجل دعوة دعا به عبده المؤمن إلا بين له إما أن يكون عجل له في الدنيا وإما أن يكون ادخر له في الآخرة وإما أن يكون كفر عنه من ذنوبه قال فيقول المؤمن في ذلك المقام يا ليته لم يكن عجل له شيء من دعائه )
رواه الحاكم في المستدرك
22 وعن أبي الدرداء واسمه عويمر رضي الله عنه أنه كان يقول جدوا في الدعاء فإنه من يكثر قرع الباب يوشك أن يفتح له
رواه ابن أبي شيبة في مصنفه
وقال الواحدي رحمه الله أنشدنا الأستاذ أبو إسحاق الثعلبي رحمه الله
( وإني لأدعو الله والأمر ضيق ** علي فما ينفك أن يتفرجا )
( ورب فتى سدت عليه وجوهه ** أصاب له في دعوة الله مخرجا )
وأنشدوا
( لو لم ترد نيل ما أرجو وأطلبه ** من فضل جودك ما علمتني الطلبا )
ولبعضهم
أيها السائل العباد ليعطى ** إن لله ما بأيدي العباد )
( فاسأل الله ما طلبت إليهم ** وارج فضل المقسم العواد )
وقال الغزالي رحمه الله في كتاب الإحياء فإن قلت فما فائدة الدعاء والقضاء لا مرد له
فاعلم أن من القضاء رد البلاء بالدعاء والدعاء سبب لرد البلاء واستجلاب الرحمة كما أن الترس سبب لرد السهم والماء سبب لخروج النبات من الأرض وكما أن الترس يدفع السهم فيتدافعان فكذلك الدعاء والبلاء يتعالجان وليس من شرط الاعتراف بقضاء الله عز وجل أن لا يحمل السلاح قال عز وجل { خذوا حذركم } النساء 71 وأن لا تسقى الأرض بعد نبت البذر فيقال إن سبق القضاء بالنبات نبت البذر وإن لم يسبق لم ينبت بل ربط الأسباب بالمسببات هو القضاء الأول الذي هو كلمح البصر أو هو أقرب وترتيب تفصيل المسببات على تفاصيل الأسباب على التدريج والتقدير هو القدر
والذي قدر الخير قدره بسبب وكذلك الشر قدر لرفعه سببا فلا تناقض بين هذه الأمور عند من انفتحت بصيرته ثم في الدعاء من الفائدة أنه يستدعي حضور القلب مع الله عز وجل وذلك منتهى العبادات فالدعاء يرد القلب إلى الله عز وجل بالتضرع والاستكانة
ولذلك كان البلاء موكلا بالأنبياء صلى الله عليهم وسلم ثم الأولياء لأنه يرد القلب بالافتقار إلى الله عز وجل ويمنع نسيانه
فصل في فضل الصلاة والتسليم على النبي صلى الله عليه وسلم والأمر بهما
قال الله تعالى { إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما } الأحزاب 56
23 وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من صلى علي واحدة صلى الله عليه عشرا )
رواه مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي
24 وعنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( ما جلس قوم مجلسا لم يذكروا الله فيه ولم يصلوا على نبيهم إلا كان عليهم ترة فإن شاء عذبهم وإن شاء غفر لهم )
رواه أبو داود والترمذي والنسائي والحاكم وابن حبان في صحيحيهما وهذا لفظ الترمذي وقال حسن وقال الحاكم صحيح على شرط مسلم ولفظ ابن حبان إلا كان عليهم حسرة يوم القيامة وإن دخلوا الجنة للثواب
( الترة ) بكسر التاء المثناة من فوق وتخفيف الراء النقص وقيل التبعة
25 وعن أوس بن أوس رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم ( إن من
أفضل أيامكم يوم الجمعة فأكثروا علي من الصلاة فيه فإن صلاتكم معروضة علي ) قال فقالوا يا رسول الله وكيف تعرض صلاتنا عليك وقد أرمت قال يقولون بليت قال ( إن الله حرم على الأرض أجساد الأنبياء )
رواه أبو داود والنسائي وابن ماجه وابن حبان في صحيحه واللفظ بأبي داود
ورواه الحاكم في المستدرك من حديث أبي مسعود الأنصاري رضي الله عنه ولفظه فإنه ليس يصلي علي أحد يوم الجمعة إلا عرضت علي صلاته وقال صحيح الإسناد
وليس لأوس هذا في الكتب الستة سوى هذا الحديث وحديث من غسل يوم الجمعة واغتسل
رواه الأربعة
وأرمت هو بفتح الراء وسكون الميم وأصله أرممت رميما ويروى أرمت بضم الهمزة وكسر الراء وحكى فيه ابن دحية فتح الهمزة وكسر الراء من قولهم أرمت الإبل تأرم إذا تناولت العلف
26 وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( ما من أحد يسلم علي إلا رد الله علي روحي حتى أرد عليه السلام )
27 وعنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لا تجعلوا بيوتكم قبورا ولا
تجعلوا قبري عيدا وصلوا علي فإن صلاتكم تبلغني حيث كنتم )
رواهما أبو داود
قوله صلى الله عليه وسلم ( ولا تجعلوا قبري عيدا وصلوا علي فإن صلاتكم . . ) قيل يحتمل أن يكون المراد الحث على كثرة زيارته ولا يجعل قبره كالعيد الذي لا يأتي في العام إلا مرتين ويؤيد هذا قوله صلى الله عليه وسلم ( لا تجعلوا بيوتكم قبورا ) أي لا تتركوها بدون صلاة فيها حتى تجعلوها كالقبور التي لا يصلى فيها
28 وعن علي رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( البخيل الذي من ذكرت عنده فلم يصل علي )
رواه الترمذي والنسائي وقال الترمذي واللفظ له حسن صحيح ورواه الحاكم في المستدرك وابن حبان في صحيحه من حديث الحسين رضي الله عنه
29 وعن ابن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( أولى الناس بي يوم القيامة أكثرهم علي صلاة )
رواه الترمذي وابن حبان في صحيحه ولفظهما سواء وقال الترمذي حسن غريب
30 وعن أبي كعب رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا
ذهب ثلثا الليل قام فقال ( يا أيها الناس اذكروا الله اذكروا الله جاءت الراجفة تتبعها الرادفة جاء الموت بما فيه جاء الموت بما فيه ) قال أبي قلت يا رسول الله إني أكثر الصلاة عليك فكم أجعل لك من صلاتي قال ما شئت قلت الربع قال ما شئت فإن زدت فهو خير قلت فالنصف قال ما شئت فإن زدت فهو خير قال قلت فالثلثان قال ما شئت فإن زدت فهو خير قلت أجعل لك صلاتي كلها قال إذا تكفى همك ويغفر لك ذنبك )
رواه الترمذي والحاكم في المستدرك وقال الترمذي واللفظ له هذا حديث حسن وقال الحاكم صحيح الإسناد
الراجفة قيل هي النفخة الأولى التي يموت فيها الخلق والثانية هي الرادفة
31 وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( رغم أنف رجل ذكرت عنده فلم يصل علي ) مختصر
رواه الترمذي وابن حبان في صحيحه واللفظ للترمذي وقال حسن غريب من هذا الوجه قال ويروى عن بعض أهل العلم قال إذا صلى الرجل على النبي صلى الله عليه وسلم مرة في المجلس أجزأ عنه ما كان في ذلك المجلس
رغم بكسر الغين التصق بالرغام وهو التراب وقال الهروي رواه ابن الأعرابي بفتح الغين وقال معناه ذل
32 وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من صلى علي صلاة واحدة صلى الله عليه عشر صلوات وحطت عنه عشر خطيئات ورفعت له عشر درجات )
رواه النسائي واللفظ له والحاكم في المستدرك وابن حبان في صحيحه وقال الحاكم صحيح الإسناد ورواه النسائي أيضا من حديث عمير الأنصاري بمعناه وزاد فيه وكتب له بها عشر حسنات وله من طريق آخر عن أنس أيضا من ذكرت عنده فليصل علي
33 وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن لله ملائكة سياحين في الأرض يبلغوني من أمتي السلام )
34 وعن أبي طلحة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جاء ذات يوم والبشر في وجهه فقلنا إنا لنرى البشر في وجهك فقال ( إنه أتاني الملك فقال يا محمد إن ربك يقول لك أيرضيك أنه لا يصلي عليك أحد مرة إلا
صليت عليه عشرا ولا يسلم عليك أحد إلا سلمت عليه عشرا
رواهما النسائي واللفظ له وابن حبان في صحيحه والحاكم في المستدرك وقال في كل منهما صحيح الإسناد وروى الثاني ابن أبي شيبة في مصنفه وزاد في آخره قال بلى وفي رواية لابن حبان قلت بلى أي رب
واسم أبي طلحة زيد بن سهيل
35 وعن عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( إني لقيت جبريل فبشرني وقال إن ربك يقول إن من صلى عليك صليت عليه ومن سلم عليك سلمت عليه فسجدت لله شكرا )
رواه الحاكم في المستدرك وقال صحيح الإسناد
*
الباب الثاني
*
في فضل الذكر والأمر به
( ربك في نفسك تضرعا وخيفة ) الأعراف 205
وقال تعالى { وقل الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولي من الذل وكبره تكبيرا } الإسراء 111
وقال تعالى { وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها ومن آناء الليل فسبح وأطراف النهار لعلك ترضى } طه 130
وقال تعالى { ولذكر الله أكبر } العنكبوت 45
وقال تعالى { يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا وسبحوه بكرة وأصيلا } الأحزاب 41 - 42
وقال تعالى { والذاكرين الله كثيرا والذاكرات أعد الله لهم مغفرة وأجرا عظيما } الأحزاب 35
وقال تعالى { وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب ومن الليل فسبحه وأدبار السجود } ق 40
وقال تعالى { واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون } الأنفال 45
وقال تعالى { يا أيها الذين آمنوا لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله } المنافقون 9
36 وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم قال الله عز وجل أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه إذا ذكرني فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم وإن تقرب إلي شبرا تقربت إليه ذراعا وإن تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعا وإن أتاني يمشي أتيته هرولة )
رواه الجماعة إلا أبا داود
37 وعن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن لله ملائكة يطوفون في الطرق يلتمسون أهل الذكر فإذا وجدوا قوما يذكرون الله عز وجل تنادوا هلموا إلى حاجتكم قال فيحفونهم بأجنحتهم إلى السماء الدنيا قال فيسألهم ربهم وهو أعلم منهم ما يقول عبادي قال يقولون يسبحونك ويكبرونك ويحمدونك ويمجدونك قال فيقول عز وجل هل رأوني قال فيقولون لا والله ما رأوك قال فيقول كيف لو رأوني قال يقولون لو رأوك كانوا أشد لك عبادة وأشد لك تمجيدا وأكثر لك تسبيحا قال فيقول فما يسألوني قال يسألونك الجنة قال يقول وهل رأوها قال فيقولون لا والله يا رب ما رأوها قال يقول فكيف لو رأوها قال يقولون كانوا أشد عليها حرصا وأشد لها طلبا وأعظم فيها رغبة قال فمم يتعوذون قال يقولون من النار قال يقول وهل رأوها قال فيقولون لا والله يا رب ما رأوها قال يقول فكيف لو رأوها قال يقولون كانوا أشد منها فرارا وأشد لها مخافة قال فيقول فأشهدكم أني قد غفرت لهم قال يقول ملك من الملائكة فيهم فلان ليس منهم إنما جاء لحاجة قال فيقول الله تعالى هم الجلساء لا يشقى بهم جليسهم )
رواه البخاري ومسلم والترمذي
يحفونهم أي يحدقون بهم ويمجدونك يعظمونك بالثناء عليك
38 وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( يعقد الشيطان على قافية رأس أحدكم إذا هو نام ثلاث عقد يضرب كل عقدة مكانها عليك ليل طويل فارقد فإن استيقظ وذكر الله انحلت عقدة وإن توضأ انحلت عقدة وإن صلى انحلت عقدة فأصبح نشيطا طيب النفس وإلا أصبح خبيث النفس كسلان )
رواه البخاري ومسلم والنسائي
39 وعن أبي موسى رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم ( مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر مثل الحي والميت ) متفق عليه ولفظ مسلم مثل البيت الذي يذكر فيه والبيت الذي لا يذكر الله فيه مثل الحي والميت
40 وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال خرج معاوية على حلقة في المسجد فقال ما أجلسكم قالوا جلسنا نذكر الله عز وجل قال الله ما أجلسكم إلا ذاك قالوا والله ما أجلسنا إلا ذاك قال أما إني لم أستحلفكم تهمة لكم وما كان من أحد بمنزلتي من رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أقل عنه حديثا مني وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج على حلقة من أصحابه فقال ما أجلسكم
قالوا جلسنا نذكر الله ونحمده على ما هدانا للإسلام ومن به علينا فقال الله ما أجلسكم إلا ذاك قالوا والله ما أجلسنا إلا ذاك قال أما إني لم أستحلفكم تهمة بكم ولكنه أتاني جبريل عليه السلام فأخبرني أن الله عز وجل يباهي بكم الملائكة )
رواه مسلم والترمذي والنسائي وزاد الترمذي قالوا الله ما أجلسنا إلا ذاك
واسم أبي سعيد سعد بن مالك بن سنان
41 وعن أبي هريرة وأبي سعيد رضي الله عنهما أنهما شهدا على النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ( لا يقعد قوم يذكرون الله إلا حفتهم الملائكة وغشيتهم الرحمة ونزلت عليهم السكينة وذكرهم الله فيمن عنده )
رواه مسلم والترمذي وابن ماجه
42 وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسير في طريق مكة فمر على جبل يقال له جمدان فقال ( سيروا هذا جمدان سبق المفردون قالوا وما المفردون يا رسول الله قال الذاكرون الله كثيرا والذاكرات )
رواه مسلم والترمذي وعنده قالوا يا رسول الله وما المفردون قال ( المستهترون في ذكر الله يضع الذكر عنهم أثقالهم فيأتون يوم القيامة خفافا )
جمدان بضم الجيم وسكون الميم جبل بين قدير وعسفان من منازل أسلم
والمفردون قال القاضي عياض ضبطناه على متقني شيوخنا بفتح الفاء وكسر الراء
وقال ابن الأعرابي فرد الرجل إذا تفقه واعتزل الناس وخلا بمراعاة الأمر والنهي
وقال الأزهري هم المتحلون من الناس بذكر الله تعالى
قال القرطبي وإنما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم هذا القول عقب قوله هذا جمدان لأن جمدان جبل منفرد بنفسه هناك ليس بحذائه جبل مثله فذكره بهؤلاء المفردين والله أعلم
وقوله المستهترون بفتح التاءين المثناتين في ذكر الله يعني الذين أولعوا به يقال استهتر فلان بكذا أي أولع به
43 وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( ما جلس قوم مجلسا لم يذكروا الله فيه ولم يصلوا على نبيهم إلا كان عليهم ترة فإن شاء عذبهم وإن شاء غفر لهم )
رواه أبو داود والترمذي واللفظ له وقال حسن والنسائي والحاكم في المستدرك وابن حبان في صحيحه وقال الحاكم صحيح على شرط مسلم ولفظه ما من قوم جلسوا مجلسا وتفرقوا منه لم يذكروا الله فيه إلا كأنما تفرقوا
عن جيفة حمار وكان عليهم حسرة يوم القيامة
زاد النسائي وابن حبان وما مشى أحد ممشى لم يذكر الله فيه إلا كان عليه ترة
44 وعن يسيرة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم أمرهن أن يراعين التكبير والتقديس والتهليل وأن يعقدن بالأنامل فإنهن مسؤولات مستنطقات
رواه أبو داود واللفظ له والترمذي وزاد ولا تغفلن فينسين الرحمة وفي حديثه التسبيح بدل التكبير
( يسيرة ) بضم الياء وفتح السين المهملة وليس لها في الكتب الستة سوى هذا الحديث
45 وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لأن أقعد مع قوم يذكرون الله تعالى من صلاة الغداة حتى تطلع الشمس أحب إلي من أن أعتق أربعة من ولد إسماعيل ولأن أقعد مع قوم يذكرون الله من صلاة العصر إلى أن تغرب الشمس أحب إلي من أن أعتق أربعة )
رواه أبو داود
46 وعن الحارث الأشعري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( إن الله
أمر يحيى بن زكريا بخمس كلمات أن يعمل بها وأمر بني إسرائيل أن يعملوا بها ) وذكر الحديث إلى أن قال ( وآمركم أن تذكروا الله فإن مثل ذلك كمثل رجل خرج العدو في أثره سراعا حتى إذا أتى على حصن حصين فأحرز نفسه منهم وكذلك العبد لا يحرز نفسه من الشيطان إلا بذكر الله )
رواه الترمذي وقال حسن صحيح وروى النسائي طرفا منه ورواه الحاكم وابن حبان في صحيحيهما وقال الحاكم صحيح على شرط البخاري ومسلم انتهى كلامه
وليس للحارث في الكتب الستة سوى هذا الحديث
وقال البغوي لا أعلم للحارث الأشعري غير هذا الحديث إلا حديثا آخر بإسناده من حديث أبي توبة الربيع بن نافع عن معاوية بن سلام
47 وعن عبد الله بن بسر رضي الله عنه أن رجلا قال يا رسول الله إن شرائع الإسلام قد كثرت علي فأخبرني بشيء أتشبث به قال ( لا يزال لسانك رطبا من ذكر الله )
رواه الترمذي وابن ماجه والحاكم في المستدرك وابن حبان في صحيحه وقال الحاكم (1) وقال الترمذي واللفظ له حسن
( بسر ) بضم الموحدة وسكون المهملة وأتشبث بالشين المعجمة والثاء المثلثة ومعناه أتعلق وأستمسك
48 وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم ( ألا أنبئكم
1- صحيح الإسناد
بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم وأرفعها في درجاتكم وخير لكم من إنفاق الذهب والورق وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم ) قالوا بلى قال ( ذكر الله )
قال معاذ بن جبل ما شيء أنجى من عذاب الله من ذكر الله
رواه الترمذي واللفظ له وابن ماجه والحاكم في المستدرك وقال صحيح الإسناد
49 وعن ثوبان رضي الله عنه قال لما نزلت { والذين يكنزون الذهب والفضة } التوبة 34 قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره فقال بعض أصحابه أنزلت في الذهب والفضة لو علمنا أي المال خير فنتخذه فقال ( أفضله لسان ذاكر وقلب شاكر وزوجة مؤمنة تعينه على إيمانه )
رواه الترمذي وابن ماجه وقال الترمذي واللفظ له حديث حسن
50 وعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا ) قالوا وما رياض الجنة قال ( حلق الذكر )
رواه الترمذي وقال حسن غريب من هذا الوجه من حديث ثابت عن أنس
51 وعنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من صلى الفجر في جماعة ثم
قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس ثم صلى ركعتين كانت كأجر حجة وعمرة ) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( تامة تامة تامة )
رواه الترمذي وقال حسن غريب
52 وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( إن الله عز وجل يقول أنا مع عبدي إذا هو ذكرني وتحركت بي شفتاه )
رواه ابن ماجه واللفظ له وابن حبان في صحيحه والحاكم في المستدرك من حديث أبي الدرداء
53 وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال خرج علينا النبي صلى الله عليه وسلم فقال ( يا أيها الناس إن لله سرايا من الملائكة تحل وتقف على مجالس الذكر في الأرض فارتعوا في رياض الجنة ) قالوا وأين رياض الجنة يا رسول الله قال ( مجالس الذكر فاغدوا وروحوا في ذكر الله وذكروا أنفسكم من كان يحب أن يعلم منزلته عند الله فلينظر كيف منزلة الله عنده فإن الله تعالى ينزل العبد منه حيث أنزله من نفسه )
رواه الحاكم في المستدرك وقال صحيح الإسناد
54 وعن ابن أبي أوفى رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
( إن خيار عباد الله الذين يراعون الشمس والقمر والنجوم والأظلة لذكر الله )
رواه الحاكم في المستدرك
وابن أبي أوفى اسمه عبد الله واسم أبيه علقمة وقيل طعمة بضم الطاء وإسكان العين المهملة
55 وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الأعمال أحب إلى الله قال ( أن تموت ولسانك رطب من ذكر الله )
56 وعن أبي سعيد رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( يقول الله عز وجل سيعلم أهل الجمع اليوم من أهل الكرم ) فقيل من أهل الكرم يا رسول الله قال ( أهل مجالس الذكر في المساجد )
57 وعن أبي سعيد أيضا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( أكثروا ذكر الله حتى يقولوا مجنون ) روى الثلاثة ابن حبان في صحيحه
58 وعن عبد الله بن شقيق رحمه الله قال ما من آدمي إلا لقلبه بيتان في أحدهما الملك وفي الآخر الشيطان فإذا ذكر الله خنس وإذا لم يذكر الله وضع الشيطان منقاره في قلبه ووسوس له
رواه الحافظ أبو بكر بن أبي شيبة في كتاب فضائل القرآن وثوابه تصنيفه ورجاله رجال الصحيح
خنس بالفتح يخنس بالضم أي يتأخر
فصل في فضل جملة من الأذكار
59 عن أبي موسى رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( قل لا حول ولا قوة إلا بالله فإنها كنز من كنوز الجنة )
رواه الجماعة ورواه النسائي أيضا من حديث أبي هريرة وزاد فيه ولا منجاة من الله إلا إليه
قال الخطابي رحمه الله معنى الكنز في هذا الأجر الذي يحرزه قائله والثواب الذي يدخر له فيه
60 وعن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير عشر مرات كان كمن أعتق أربعة أنفس من ولد إسماعيل )
رواه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي واللفظ لمسلم واسم أبي أيوب خالد بن زيد
61 وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان إلى الرحمن سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم )
رواه البخاري ومسلم والترمذي
62 وعن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( يخرج من النار من قال لا إله إلا الله وفي قلبه وزن شعيرة من خير ويخرج من النار من قال لا إله إلا الله وفي قلبه وزن برة من خير ويخرج من النار من قال لا إله إلا الله وفي قلبه وزن ذرة من خير ) وفي رواية إيمان مكان خير
رواه البخاري ومسلم والترمذي
الذرة قيل هي النملة الصغيرة
63 وعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( من شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله وأن عيسى عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه والجنة حق والنار حق أدخله الله الجنة على ما كان من العمل ) زاد عبادة من أبواب الجنة الثمانية أيها شاء
رواه البخاري ومسلم والنسائي
ولفظ مسلم من قال أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن
محمدا عبده ورسوله وأن عيسى عبد الله وابن أمه وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه وأن الجنة حق وأن النار حق أدخله الله من أي أبواب الجنة الثمانية شاء
64 وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول ( لا إله إلا الله وحده أعز جنده ونصر عبده وغلب الأحزاب وحده فلا شيء بعده )
رواه البخاري ومسلم والنسائي واتفقت ألفاظهم فيه
65 وعن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم ومعاذ رديفه على الرحل قال يا معاذ بن جبل قال لبيك يا رسول الله وسعديك قال ( يا معاذ ما من أحد يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله صدقا من قلبه إلا حرمه الله على النار ) قال يا رسول الله أفلا أخبر به الناس فيستبشروا به قال إذن يتكلوا وأخبر بها معاذ عند موته تأثما متفق عليه
قوله تأثما يعني خروجا عن الإثم
66 وعن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال يا رسول الله من أسعد الناس بشفاعتك يوم القيامة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لقد ظننت يا أبا هريرة أن لا يسألني عن هذا الحديث أحد أول منك لما رأيت من حرصك على الحديث أسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة من قال لا إله إلا الله مخلصا من قلبه أو نفسه ) أخرجه البخاري
67 وعن جويرية رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج من عندها بكرة حين صلى الصبح وهي في مسجدها ثم رجع بعد أن أضحى وهي جالسة فقال ما زلت على الحال التي فارقتك عليها قالت نعم قال النبي صلى الله عليه وسلم ( لقد قلت بعد أربع كلمات ثلاث مرات لو وزنت بما قلت منذ اليوم لوزنتهن سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضى نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته )
رواه الجماعة إلا البخاري
وفي رواية لمسلم أيضا سبحان الله عدد خلقه سبحان الله رضى نفسه سبحان الله زنة عرشه سبحان الله مداد كلماته زاد النسائي في آخره والحمد لله كذلك وفي رواية له سبحان الله وبحمده ولا إله إلا الله والله أكبر عدد خلقه ورضى نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته
68 وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( يا أبا سعيد من رضي بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد نبيا وجبت له الجنة ) فعجب لها أبو سعيد فقال أعدها علي يا رسول الله ففعل ثم قال وأخرى يرفع بها العبد مئة درجة في الجنة ما بين كل درجتين كما بين السماء والأرض قال وما هي يا رسول الله قال الجهاد في سبيل الله
رواه مسلم وأبو داود والنسائي وفي رواية أبي داود وإحدى روايات النسائي من قال رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسولا وجبت له الجنة )
69 وعن أبي ذر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( يصبح على كل سلامى من أحدكم صدقة فكل تسبيحة صدقة وكل تهليلة صدقة وكل تحميدة صدقة وكل تكبيرة صدقة وأمر بالمعروف صدقة ونهي عن المنكر صدقة ويجزئ من ذلك ركعتان يركعهما من الضحى )
رواه مسلم وأبو داود
معنى السلامى بضم السين وفتح الميم عظام الأصابع والجمع سلاميات بفتح الميم وتخفيف الياء
70 وعنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ألا أخبرك بأحب الكلام إلى الله ) قال قلت يا رسول الله أخبرني بأحب الكلام إلى الله فقال ( إن أحب الكلام إلى الله سبحانه وتعالى سبحان الله وبحمده )
رواه مسلم والترمذي والنسائي
وفي رواية لمسلم أيضا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل أي الكلام أفضل قال ( ما اصطفى الله لملائكته أو لعباده سبحان الله وبحمده ) ولفظ الترمذي سبحان ربي وبحمده
71 وعن مصعب بن سعد رضي الله عنهما قال حدثني أبي قال كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ( أيعجز أحدكم أن يكتسب كل يوم ألف حسنة ) فسأله سائل من جلسائه كيف يكسب أحدنا ألف حسنة قال ( تسبح مئة تسبيحة فتكتب لك ألف حسنة أو يحط عنه ألف خطيئة )
رواه مسلم والترمذي والنسائي
قال الحميدي كذا هو في كتاب مسلم في جميع الروايات أو يحط قال البرقاني ورواه شعبة وأبو عوانة ويحيى القطان عن موسى الذي رواه مسلم من جهته فقالوا ويحط بغير ألف انتهى كلام الحميدي
وقد جاء في رواية الترمذي والنسائي ويحط بغير ألف وقال الترمذي حسن صحيح
72 وعن أبي مالك الأشعري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( الطهور شطر الإيمان والحمد لله تملأ الميزان وسبحان الله والحمد لله تملآن أو تملأ ما بين السماء والأرض والصلاة نور والصدقة برهان والصبر ضياء والقرآن حجة لك أو عليك كل الناس تغدو فبايع نفسه فمعتقها أو موبقها )
رواه مسلم والترمذي وفي رواية له ( التسبيح نصف الميزان والحمد لله تملأه والتكبير يملأ ما بين السماء والأرض والصوم نصف الصبر ) وزاد في رواية أخرى ( ولا إله إلا الله ليس لها دون الله حجاب حتى تخلص إليه )
وأبو مالك هذا أخرج له مسلم حديثين أحدهما هذا والثاني أربع من أمر الجاهلية وفي البخاري حديث رواه أبو عامر الأشعري أو أبو مالك هكذا على الشك وقد اختلف في اسم أبي مالك فقال ابن أبي حاتم اسمه كعب بن عاصم ويقال عمرو وقال ابن حبان اسمه الحارث بن مالك انتهى وقيل فيه غير ذلك والله أعلم
73 وعن الصنابحي عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه أنه قال دخلت عليه وهو في الموت فقال مهلا لم تبكي فوالله لئن استشهدت لأشهدن لك ولئن شفعت لأشفعن لك ولئن استطعت لأنفعنك ثم قال والله ما من حديث سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم لكم فيه خير إلا حدثتكموه إلا حديثا واحدا وسوف أحدثكموه اليوم وقد أحيط بنفسي سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( من شهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله حرم الله عليه النار )
رواه مسلم والترمذي بهذا السياق إلا أن عند الترمذي وسأحدثكموه
والصنابحي بضم الصاد اسمه عبد الرحمن بن عسيلة بضم العين أبو عبد الله المرادي
74 وعن سمرة بن جندب رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أحب الكلام إلى الله عز وجل أربع سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر بأيهن بدأت ) مختصر
رواه النسائي وابن ماجه زاد النسائي وهن من القرآن
75 وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لأن أقول سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر أحب إلي مما طلعت عليه الشمس )
76 وعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( إنه خلق كل إنسان من بني آدم على ستين وثلاثمئة مفصل فمن كبر الله وحمد الله وهلل الله وسبح الله واستغفر الله وعزل حجرا عن طريق الناس أو شوكة أو عظما عن طريق الناس وأمر بمعروف أو نهى عن منكر عدد تلك الستين والثلاثمئة السلامى فإنه يمشي يومئذ وقد زحزح نفسه عن النار ) قال أبو توبة وربما قال يمسي
رواهما مسلم والنسائي
77 وعن أبي ذر رضي الله عنه أن ناسا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم يا رسول الله ذهب أهل الدثور بالأجور يصلون كما نصلي ويصومون كما نصوم ويتصدقون بفضول أموالهم قال ( أو ليس قد جعل الله لكم ما تصدقون إن بكل تسبيحة صدقة وكل تهليلة صدقة وأمر بالمعروف صدقة ونهي عن منكر صدقة وفي بضع أحدكم صدقة ) قالوا يا رسول الله أيأتي أحدنا شهوته فيكون له فيها أجر قال ( أرأيتم لو وضعها في حرام أكان عليه فيها وزر فكذلك إذا وضعها في الحلال كان له أجر )
رواه مسلم وابن ماجه
الدثور بضم الدال جمع دثر بفتحها وهو المال الكثير وقال صاحب المطالع والبضع بضم الباء وهو الفرج والبضع أيضا والمباضعة اسم الجماع
78 وعن مصعب بن سعد عن أبيه رضي الله عنهما قال جاء أعرابي
إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال علمني كلاما ما أقوله قال ( قل لا إله إلا الله وحده لا شريك له الله أكبر كبيرا والحمد لله كثيرا وسبحان الله رب العالمين لا حول ولا قوة إلا بالله العزيز الحكيم ) قال فهؤلاء لربي فما لي قال ( قل اللهم اغفر لي وارحمني واهدني وارزقني ) قال ابن نمير قال موسى أما عافني فأنا أتوهم وما أدري
79 وعن أبي ذر رضي الله عنه قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو نائم وعليه ثوب أبيض ثم أتيته فإذا هو نائم ثم أتيته وقد استيقظ فجلست إليه فقال ( ما من عبد قال لا إله إلا الله ثم مات على ذلك إلا دخل الجنة ) قلت ( وإن زنى وإن سرق قال وإن زنى وإن سرق ) قلت وإن زنى وإن سرق قال ( وإن زنى وإن سرق ) ثلاثا ثم قال في الرابعة ( على رغم أنف أبي ذر ) قال فخرج أبو ذر وهو يقول وإن رغم أنف أبي ذر انفرد بهما مسلم
80 وعن سعد وهو ابن أبي وقاص رضي الله عنه أنه دخل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم على امرأة وبين يديها نوى أو حصى تسبح به فقال لها ( ألا أخبرك بما هو أيسر عليك من هذا أو أفضل ) فقال ( سبحان الله عدد ما خلق في السماء وسبحان الله عدد ما خلق في الأرض وسبحان الله عدد ما بين ذلك وسبحان الله عدد ما هو خالق والله أكبر مثل ذلك والحمد لله مثل ذلك ولا إله إلا الله مثل ذلك ولا حول ولا قوة إلا بالله مثل ذلك )
رواه أبو داود واللفظ له والترمذي والنسائي والحاكم في المستدرك
وابن حبان في صحيحه وقال الترمذي حسن غريب من حديث سعد
وروى الترمذي والحاكم في المستدرك عن صفية أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل عليها وبين يديها أربعة آلاف نواة تسبح بهن فقال يا بنية حيي ما هذا قالت أسبح بهن قال ( قد سبحت منذ قمت على رأسك أكثر من هذا ) قالت علمني يا رسول الله قال ( قولي سبحان الله عدد ما خلق من شيء . . ) فيحتمل أن تكون المرأة المبهمة في الحديث هي صفية
واسم أبي وقاص مالك بن أهيب بضم الهمزة وقيل وهيب
81 وعن عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنهما قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال إني لا أستطيع أن آخذ من القرآن شيئا فعلمني ما يجزئني منه قال ( قل سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله ) قال يا رسول الله هذا لله عز وجل فما لي قال ( قل اللهم ارحمني وارزقني وعافني واهدني ) فلما قام قال هكذا بيده فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أما هذا فقد ملك يده من الخير )
رواه أبو داود والنسائي واللفظ لأبي داود
82 وعن جابر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( من قال سبحان الله العظيم وبحمده غرست له نخلة في الجنة )
رواه الترمذي والنسائي والحاكم وابن حبان في صحيحيهما وقال
الترمذي واللفظ له (1) وقال الحاكم صحيح على شرط مسلم وفي رواية النسائي وإحدى روايات ابن حبان شجرة بدل نخلة
83 وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ما على الأرض أحد يقول لا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم إلا كفرت عنه خطاياه ولو كانت مثل زبد البحر )
رواه الترمذي والنسائي وقال الترمذي واللفظ له هذا حديث حسن
84 وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم لأصحابه ( قولوا سبحان الله وبحمده مئة مرة من قالها مرة كتبت له عشرا ومن قالها عشرا كتبت له مئة ومن قالها مئة كتبت له ألفا ومن زاد زاده الله ومن استغفر الله غفر له )
رواه الترمذي والنسائي وقال الترمذي واللفظ له حسن غريب
85 وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ما قال عبد لا إله إلا الله قط مخلصا إلا فتحت له أبواب السماء حتى تفضي إلى العرش ما اجتنبت الكبائر )
رواه الترمذي والنسائي وقال الترمذي واللفظ له حسن غريب من هذا الوجه
1- حسن غريب
86 وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن الله سبحانه سيخلص رجلا من أمتي على رؤوس الخلائق يوم القيامة وينشر عليه تسعة وتسعين سجلا كل سجل مثل مد البصر ثم يقول أتنكر من هذا شيئا أظلمك كتبتي الحافظون فيقول لا يا رب فيقول أفلك عذر فيقول لا يا رب فيقول إن لك عندنا حسنة وإنه لا ظلم عليك اليوم فتخرج بطاقة فيها أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله فيقول احضر وزنك فيقول يا رب ما هذه البطاقة مع هذه السجلات قال فإنك لا تظلم قال فتوضع السجلات في كفة والبطاقة في كفة فطاشت السجلات وثقلت البطاقة ولا يثقل مع اسم الله شيء )
رواه الترمذي وابن ماجه والحاكم وابن حبان في صحيحهما وقال الترمذي واللفظ له حسن غريب وقال الحاكم صحيح على شرط مسلم
معنى طاشت خفت والسجل الصحيفة والبطاقة القطعة
87 وعن ابن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( لقيت إبراهيم ليلة أسري بي فقال يا محمد أقرئ أمتك مني السلام وأخبرهم أن الجنة طيبة التربة عذبة الماء وأنها قيعان وأن غراسها سبحان الله والحمد لله والله أكبر )
رواه الترمذي وقال هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه من حديث ابن مسعود ورواه ابن حبان في صحيحه من حديث أبي أيوب ولفظه قال وما غراسها قال لا حول ولا قوة إلا بالله
قيعان وقيعة جمع قاع وهو المكان الواسع وقال ابن فارس القاع الأرض
88 وعن أم هانئ رضي الله عنها قالت مر بي النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم فقلت مرني بعمل أعمله وأنا جالسة قال ( سبحي الله مئة تسبيحة فإنها تعدل مئة رقبة من ولد إسماعيل واحمدي الله مئة تحميدة فإنها تعدل لك مئة فرس ملجمة تحملين عليها في سبيل الله وكبري الله مئة تكبيرة فإنها تعدل لك مئة بدنة مقلدة متقبلة وهللي الله مئة تهليلة ) قال أبو خلف لا أحسبه إلا قال تملأ ما بين السماء والأرض
رواه النسائي وهذا لفظه وابن ماجه والحاكم في المستدرك وقال صحيح الإسناد وعنده وقولي لا إله إلا الله لا تترك ذنبا ولا يشبهها عمل
وأم هانئ هي بنت أبي طالب واسمها فاختة وقيل هند
89 وعن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر به وهو يحرك شفتيه فقال ماذا تقول يا أبا أمامة قال أذكر ربي قال ( أو لا أخبرك بأكثر أو أفضل من ذكرك الليل مع النهار والنهار مع الليل أن تقول سبحان الله عدد ما خلق سبحان الله ملء ما خلق سبحان الله عدد ما في الأرض والسماء وسبحان الله ملء ما في الأرض والسماء وسبحان الله عدد
ما أحصى كتابه سبحان الله عدد كل شيء وسبحان الله ملء كل شيء وتقول الحمد لله مثل ذلك )
رواه النسائي واللفظ له والحاكم في المستدرك وابن حبان في صحيحه وقال الحاكم صحيح على شرط الشيخين
اسم أبي أمامة صدي بن عجلان
90 وعن أبي سلمى راعي رسول الله صلى الله عليه وسلم قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( بخ بخ بخمس ما أثقلهن في الميزان لا إله إلا الله وسبحان الله والحمد لله والله أكبر والولد الصالح يتوفى للمرء المسلم فيحتسبه )
رواه النسائي واللفظ له والحاكم في المستدرك وابن حبان في صحيحه وقال ابن عساكر في الإشراف رواه هشام عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلام قال حدثني رجل أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم ولم يسمه ورواه أبان عن يحيى عن أبي سلام عن مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم
وروي عن عبد الله بن العلاء عن أبي سلام عن ثوبان عن النبي صلى الله عليه وسلم وكأن حديث الوليد أشبه يعني طريق النسائي
ورواه الطبراني في المعجم الكبير عن أبي عبد الملك أحمد بن إبراهيم القرشي عن إبراهيم بن عبد الله بن العلاء عن أبيه عن أبي سلام عن ثوبان كما أشار إليه ابن عساكر رحمه الله
وأبو سلمى قيل اسمه حريث قال بقي بن مخلد له عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثان وقال البرقي له عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حديث واحد وليس كما قال فقد روى
له ابن ماجه في الدعاء من سننه حديث ما من مسلم أو إنسان أو عبد يقول حين يمسي وحين يصبح رضيت بالله ربا الحديث
وأبو سلام هو ممطور الحبشي وليس هو من بلاد الحبشة ولكنه منسوب إلى حبش حي من حمير وقيل من خثعم وسيأتي ذكره في أدعية الصباح والمساء من الباب الحادي عشر إن شاء الله تعالى
91 وعن أبي هريرة وأبي سعيد رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( إن الله اصطفى من الكلام أربعا سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر فمن قال سبحان الله كتب له عشرون حسنة وحطت عنه عشرون سيئة ومن قال الله أكبر فمثل ذلك ومن قال لا إله إلا الله فمثل ذلك ومن قال الحمد لله رب العالمين من قبل نفسه كتبت له ثلاثون حسنة وحطت عنه ثلاثون سيئة )
رواه النسائي واللفظ له والحاكم في المستدرك بمعناه وقال (1) على شرط مسلم
92 وعن أبي هريرة وأبي سعيد رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( خذوا جنتكم ) قالوا يا رسول الله من عدو وقد حضر قال ( لا ولكن جنتكم من النار قولوا سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر فإنهن يأتين يوم القيامة مجنبات ومعقبات وهن الباقيات الصالحات )
رواه النسائي واللفظ له والحاكم في المستدرك
1- صحيح
قوله جنتكم يعني وقايتكم وستركم وقوله مجنبات هو بفتح النون أي مقدمات أمامكم ومعقبات بكسر القاف أي مؤخرات يعقبونكم من روائكم
93 وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( استكثروا من الباقيات الصالحات ) قيل وما هن يا رسول الله قال ( التهليل والتكبير والتسبيح والحمد لله ولا حول ولا قوة إلا بالله )
94 وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال كنت جالسا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحلقة إذ جاء رجل فسلم على النبي صلى الله عليه وسلم وعلى القوم فقال السلام عليكم فرد عليه النبي صلى الله عليه وسلم وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته فلما جلس الرجل قال الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه كما يحب ربنا ويرضى فقال له النبي صلى الله عليه وسلم كيف قلت فرد على النبي صلى الله عليه وسلم كما قال فقال النبي صلى الله عليه وسلم ( والذي نفسي بيده لقد ابتدرها عشرة أملاك كلهم حريص على أن يكتبوها فما دروا كيف يكتبوها حتى رفعوه إلى ذي العزة فقال اكتبوها كما قال عبدي )
95 وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال قال موسى يا رب علمني شيئا أذكرك به وأدعوك به قال قل يا موسى لا إله إلا الله قال يا رب كل عبادك يقول هذا قال قل لا إله إلا الله قال
إنما أريد شيئا تخصني به قال يا موسى لو أن أهل السماوات والأرضين السبع في كفة ولا إله إلا الله في كفة مالت بهن لا إله إلا الله )
روى الثلاثة النسائي وابن حبان في صحيحه واللفظ في الأوليين للنسائي وفي الثالث لابن حبان
96 وعن النعمان بن بشير رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن مما تذكرون من جلال الله التسبيح والتهليل والتحميد ينعطفن حول العرش لهن دوى كدوي النحل تذكر بصاحبها أما يحب أحدكم أن يكون أو لا يزال له من يذكر به )
97 وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم مر به وهو يغرس غراسا قال ( ألا أدلك على غراس خير من هذا سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر يغرس لك بكل واحدة شجرة في الجنة )
رواهما ابن ماجه واللفظ له والحاكم في المستدرك وقال في الأول صحيح على شرط مسلم
98 وعن عمر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( يجمع الناس في صعيد واحد ينفذهم البصر ويسمعهم الداعي فينادي مناد سيعلم أهل الجمع لمن الكرم اليوم ثلاث مرات ثم يقول أين الذين كانت تتجافى جنوبهم عن
المضاجع ثم يقول أين الذين كانوا { لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله } النور 37 إلى آخر الآية ثم ينادي مناد سيعلم أهل الجمع لمن الكرم اليوم ثم يقول أين الحمادون الذين كانوا يحمدون ربهم )
مختصر رواه الحاكم في المستدرك وقال صحيح وله طرق عن أبي إسحاق ولم يخرجاه
99 وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( من قال لا حول ولا قوة إلا بالله كان دواء من تسعة وتسعين داء أيسرها الهم )
100 وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال إذا حدثناكم بحديث أتيناكم بتصديق ذلك في كتاب الله أن العبد إذا قال سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر وتبارك الله قبض عليهن ملك وضمهن تحت جناحه وصعد بهن لا يمر بهن على جمع من الملائكة إلا استغفروا لقائلهن حتى يحيا بهن وجه الرحمن ثم تلا عبد الله { إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه } فاطر 10
رواهما الحاكم في المستدرك وقال في كل منهما (1)
101 وعن علي رضي الله عنه في قوله عز وجل { وألزمهم كلمة التقوى } الفتح 26 قال لا إله إلا الله والله أكبر
102 وعن عبد الله وهو ابن مسعود رضي الله عنه { من جاء بالحسنة فله خير منها }
1- صحيح الإسناد
) النمل 89 قال من جاء بلا إله إلا الله { ومن جاء بالسيئة } النمل 90 قال بالشرك
رواهما الحاكم في المستدرك وقال في كل منهما صحيح على شرط الشيخين
فصل
في فضل سور وآيات
103 عن أبي هريرة رضي الله عنه قال أقبلت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فسمع رجلا يقرأ { قل هو الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد } فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وجبت فسألته ماذا يا رسول الله فقال الجنة فقال أبو هريرة فأردت أن أذهب إلى الرجل فأبشره ثم فرقت أن يفوتني الغداء مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فآثرت الغداء مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم ذهبت إلى الرجل فوجدته قد ذهب
رواه مالك في الموطأ وهذا لفظه والترمذي والنسائي والحاكم في المستدرك وقال الترمذي حسن صحيح وقال الحاكم (1)
فرقت بكسر الراء أي خشيت
104 وعن البراء رضي الله عنه قال كان رجل يقرأ سورة الكهف وإلى جانبه حصان مربوط بشطنين فغشيته سحابة فجعلت تدنو وتدنو
1- صحيح الإسناد
وجعل فرسه ينفر فلما أصبح أتى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له فقال ( تلك السكينة تنزلت بالقرآن )
رواه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي والرجل المبهم في الحديث هو أسيد ابن حضير رضي الله عنه
وقوله ( بشطنين ) بفتح الشين المعجمة والطاء المهملة والنون أي بحبلين طويلين مضطربين والشطن البعد ومنه الشيطان لبعده عن الحق والخير واشتداد شره واضطرابه
105 وعن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث رجلا على سرية وكان يقرأ لأصحابه في صلاته فيختم بقل هو الله أحد فلما رجعوا ذكروا ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال سلوه لأي شيء يصنع ذلك فسألوه فقال لأنها صفة الرحمن عز وجل وأنا أحب أن أقرأ بها فقال النبي صلى الله عليه وسلم ( أخبروه أن الله يحبه )
رواه البخاري ومسلم والنسائي
106 وعن أبي سعيد بن المعلى رضي الله عنه قال كنت أصلي فدعاني النبي صلى الله عليه وسلم فلم أجبه قلت يا رسول الله إني كنت أصلي قال ( ألم يقل الله تعالى { استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم } الأنفال 24 ثم قال ألا أعلمك أعظم سورة في القرآن قبل أن تخرج من المسجد ) فأخذ بيدي فلما أردنا أن نخرج قلت يا رسول الله إنك قلت لأعلمنك أعظم سورة من القرآن قال ( الحمد لله رب العالمين هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته )
رواه البخاري وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه
أبو سعيد هذا أنصاري بدري واسمه رافع بن أوس بن المعلى وقيل الحارث بن أوس بن المعلى ورجحه شيخنا الحافظ الدمياطي رحمه الله وقيل الحارث بن نفيع بن المعلى وصححه ابن عبد البر وليس له في الصحيح سوى هذا الحديث وروى له النسائي حديثا آخر من رواية عبيد بن حسن عنه وقال أبو عمر بن عبد البر لا يعرف في الصحابة إلا بحديثين فذكرهما
107 وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رجلا سمع رجلا يقرأ قل هو الله أحد ويرددها فلما أصبح جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له وكأن الرجل يتقالها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( والذي نفسي بيده إنها تعدل ثلث القرآن )
رواه البخاري وأبو داود والنسائي
والرجل الذي كان يقرأ قال السهيلي هو قتادة بن النعمان بن زيد أخو أبي سعيد بن الخدري لأمه رضي الله عنهما
108 وعن عمر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( لقد أنزلت علي الليلة سورة لهي أحب إلي مما طلعت عليه الشمس ثم قرأ { إنا فتحنا لك فتحا مبينا }
مختصر رواه البخاري والترمذي والنسائي
109 وعن أنس رضي الله عنه كان رجل من الأنصار يؤمهم في مسجد قباء وكان كلما افتتح سورة يقرأ لهم بها في الصلاة مما يقرأ به افتتح بقل هو الله أحد حتى يفرغ منها ثم يقرأ سورة أخرى معها وكان يصنع ذلك في كل ركعة فكلمه أصحابه فقالوا إنك تفتتح بهذه السورة ثم لا ترى أنها تجزيك حتى تقرأ بأخرى فإما أن تقرأ بأخرى وإما أن تدعها وتقرأ بأخرى فقال ما أنا بتاركها إن أحببتم أن أؤمكم بذلك فعلت وإن كرهتم تركتكم وكانوا يرون أنه من أفضلهم وكرهوا أن يؤمهم غيره فلما أتاهم النبي صلى الله عليه وسلم أخبروه الخبر فقال ( يا فلان ما يمنعك أن تفعل ما يأمرك به أصحابك وما يحملك على لزوم هذه السورة في كل ركعة ) فقال إني أحبها قال ( حبك إياها أدخلك الجنة )
رواه البخاري فقال وقال عبيد الله عن ثابت عن أنس ورواه الترمذي بمعناه وقال حسن غريب من هذا الوجه من حديث عبيد الله بن عمر عن ثابت البناني
110 وعن النواس بن سمعان رضي الله عنه قال ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم الدجال ذات غداة فخفض فيه ورفع حتى ظنناه في طائفة النخل فلما رحنا إليه عرف ذلك فينا فقال ما شأنكم قلنا يا رسول الله ذكرت الدجال غداة فخفضت فيه ورفعت حتى ظنناه في طائفة النخل فقال ( غير الدجال أخوفني عليكم وإن يخرج وأنا فيكم فأنا حجيجه دونكم وإن يخرج ولست فيكم
فامرؤ حجيج نفسه والله خليفتي على كل مسلم إنه شاب قطط عينه طافية كأني أشبهه عبد العزى بن قطن فمن أدركه منكم فليقرأ عليه فواتح سورة الكهف ) ذكر الحديث بطوله
رواه الجماعة إلا البخاري وزاد أبو داود فإنها جواركم من فتنته
نواس انفرد بإخراج حديثه مسلم عن البخاري فروى له أحاديث هذا أحدها
والدجال قال الهروي قال أبو العباس سمي دجالا لضربه في الأرض وقطعه أكثر من نواحيها يقال دجل الرجل إذا فعل ذلك قال أبو بكر وسمعته مرة أخرى يقول سمي دجالا لتمويهه على الناس وتلبيسه يقال دجل إذا موه ولبس وقال غيره الدجل شبه طلي الجرب بالقطران وبعير مدجل إذا كان مطليا بالقطران ومنه يقال دجل فلان الحق بباطله إذا غطاه ومن ذلك أخذ الدجال ودجله سحره وكذبه فكل كذاب دجال
وقوله فخفض ورفع هو بتخفيف الفاء فيهما أي تارة رفع صوته ليسمع من بعد وتارة خفضه وقيل معناه خفض من أمره تحقيرا له كما قال هو أهون على الله من ذلك ورفع تعظيما لفتنته كما قال ليس بين يدي الساعة خلق أكبر من الدجال وروي أيضا بتشديد الفاء للتضعيف والتكثير وقطط بكسر الطاء وفتحها وهو الشديد الجعودة
وطافئة بالهمزة ذهب ضوؤها وبغير همزة طفت وبرزت والأعور من كل شيء المعيب وكلتا عيني الدجال معيبة عوراء فالمحبوسة والمطموسة والطافئة بالهمزة عوراء حقيقة والجاحظة التي كأنها كوكب وهي الطافية بغير همز معيبة عوراء لعيبها فكل واحدة منهما عوراء إحداهما بذهابها والأخرى بعيبها فصحت الروايات كلها في اليمنى واليسرى وأمكن الجمع بينها بما ذكرناه
كذا قاله شيخنا الحافظ أبو محمد الدمياطي رحمه الله وهو معنى ما جمع به بين الروايات القاضي عياض وتابعه النواوي رحمهما الله
وحكى القرطبي ما قاله القاضي عياض ثم قال ويبعد هذا التأويل أن كل واحدة من عينيه قد جاء وصفها في الروايات بمثل ما وصفت به الأخرى من العور فتأمله
111 وعن أبي الدرداء رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف عصم من الدجال )
رواه مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي واللفظ لمسلم وأبي داود والنسائي إلا أن عند أبي داود والنسائي من فتنة الدجال وفي رواية للنسائي من قرأ العشر الأواخر من الكهف ولفظ الترمذي من قرأ ثلاث آيات من أول الكهف عصم من فتنة الدجال
112 وعن أبي بن كعب رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( يا أبا المنذر أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم ) قال قلت الله ورسوله أعلم قال ( أبا المنذر أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم ) قلت { الله لا إله إلا هو الحي القيوم } البقرة 255 قال فضرب في صدري وقال ( ليهنك العلم يا أبا المنذر )
رواه مسلم وأبو داود
113 وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( لا
تجعلوا بيوتكم مقابر إن الشيطان يفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة )
114 وعن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ألم تر آيات أنزلت الليلة لم ير مثلهن قط قل أعوذ برب الفلق وقل أعوذ برب الناس )
رواهما مسلم والترمذي والنسائي
115 وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال بينا جبريل قاعد عند النبي صلى الله عليه وسلم سمع نقيضا من فوقه فرفع رأسه فقال هذا باب من السماء فتح اليوم لم يفتح قط إلا اليوم فنزل منه ملك فقال هذا ملك نزل إلى الأرض لم ينزل قط إلا اليوم فسلم وقال أبشر بنورين أوتيتهما لم يؤتهما نبي قبلك فاتحة الكتاب وخواتم سورة البقرة لن تقرأ بحرف منهما إلا أعطيته )
رواه مسلم والنسائي
النقيض بالنون والقاف والضاد المعجمة هو الصوت
116 وعن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه اقرؤوا الزهراوين البقرة وآل عمران فإنهما يأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان أو كأنهما غيايتان أو كأنهما فرقان من طير صواف تحاجان عن أصحابهما اقرؤوا سورة البقرة فإن أخذها بركة وتركها حسرة ولا يستطيعها البطلة ) قال
معاوية بلغني أن البطلة السحرة
انفرد به مسلم
( غمامتان ) يعني سحابتين بيضاوين قال ابن عرفة وإنما سمي غماما لأنه يغم السماء أي يسترها
أما معنى ( الغيايتان ) بالغين المعجمة وتكرار الياء آخر الحروف ثم تاء مثناة من فوق قال أبو عبيد الغياية كل شيء أظل الإنسان فوق رأسه وهو مثل السحابة ( وفرقان ) بكسر الفاء أي جماعتان
117 وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( إن سورة من القرآن ثلاثون آية شفعت لرجل حتى غفر له وهي تبارك الذي بيده الملك )
رواه الأربعة والحاكم في المستدرك وابن حبان في صحيحه وقال الترمذي واللفظ له حديث حسن وقال الحاكم صحيح الإسناد وفي رواية ابن حبان تستغفر لصاحبها حتى يغفر له
118 وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال أتى رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أقرئني يا رسول الله فقال ( اقرأ من ذوات آلر ) فقال كبرت سني واشتد قلبي وغلظ لساني فقال ( اقرأ ثلاثا من ذوات حم ) فقال مثل مقالته فقال ( اقرأ ثلاثا من المسبحات ) فقال مثل مقالته فقال
الرجل يا رسول الله أقرئني سورة جامعة فأقرأه النبي صلى الله عليه وسلم { إذا زلزلت الأرض زلزالها } حتى فرغ منها فقال الرجل والذي بعثك بالحق لا أزيد عليها أبدا ثم أدبر الرجل فقال النبي صلى الله عليه وسلم ( أفلح الرويجل ) مرتين
رواه أبو داود والنسائي والحاكم في المستدرك وابن حبان في صحيحه واللفظ لأبي داود وقال الحاكم صحيح على شرط الشيخين
119 وعن معقل بن يسار رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( قلب القرآن يس لا يقرؤها رجل يريد الله والدار الآخرة إلا غفر له اقرؤوها على موتاكم )
رواه أبو داود والنسائي وابن ماجه والحاكم في المستدرك وهذا لفظ النسائي وهو عند الباقين مختصر
120 وعن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال كنت أقود برسول الله صلى الله عليه وسلم ناقته في السفر فقال لي ( يا عقبة ألا أعلمك خير سورتين قرئتا ) فعلمني { قل أعوذ برب الفلق } و { قل أعوذ برب الناس } قال فلم يرني سررت بهما جدا فلما نزل لصلاة الصبح صلى بهما صلاة الصبح للناس فلما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من الصلاة التفت إلي فقال يا عقبة كيف رأيت
رواه أبو داود والنسائي واللفظ لأبي داود
121 وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثا وهم ذو عدد فاستقرأهم فاستقرأ كل رجل منهم يعني ما معه من القرآن فأتى على رجل من أحدثهم سنا فقال ما معك يا فلان فقال معي كذا وكذا وسورة البقرة فقال أمعك سورة البقرة قال نعم قال اذهب فأنت أميرهم فقال رجل من أشرافهم والله ما منعني أن أتعلم البقرة إلا خشية أن لا أقوم بها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( تعلموا القرآن واقرؤوه فإن مثل القرآن لمن تعلمه فقرأه وقام به كمثل جراب محشو مسكا تفوح ريحه في كل مكان ومثل من يتعلمه فيرقد وهو في جوفه كمثل جراب أوكي على مسك )
رواه الترمذي والنسائي وابن ماجه وابن حبان في صحيحه وقال الترمذي واللفظ له هذا حديث حسن
122 وعن النعمان بن بشير رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( إن الله كتب كتابا قبل أن يخلق السماوات والأرض بألفي عام أنزل منه آيتين ختم بهما سورة البقرة لا يقرآن في دار ثلاث ليال فيقربها شيطان )
رواه الترمذي والنسائي والحاكم في المستدرك وابن حبان في صحيحه وقال الترمذي واللفظ له (1) وقال الحاكم + صحيح + على شرط مسلم
123 عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لكل
1- حسن غريب
شيء سنام وإن سنام القرآن سورة البقرة وفيها آية هي سيدة آي القرآن آية الكرسي )
رواه الترمذي واللفظ له والحاكم في المستدرك وقال (1) وأخرجه ابن حبان في صحيحه من حديث سهل بن سعد ولفظه إن لكل شيء سناما وإن سنام القرآن سورة البقرة من قرأها في بيته ليلا لم يدخل الشيطان بيته ثلاث ليال ومن قرأها نهارا لم يدخل الشيطان بيته ثلاثة أيام
124 وعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لرجل من أصحابه هل تزوجت يا فلان قال لا والله يا رسول الله ما عندي ما أتزوج به قال ( أليس معك { قل هو الله أحد } قال بلى قال ( ثلث القرآن ) قال أليس معك { إذا جاء نصر الله والفتح } قال بلى قال ( ربع القرآن ) قال أليس معك { قل يا أيها الكافرون } قال بلى قال ( ربع القرآن ) قال أليس معك إذا زلزلت الأرض زلزالها قال بلى قال ( ربع القرآن تزوج تزوج )
رواه الترمذي وقال هذا حديث حسن
125 وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إذا زلزلت تعدل نصف القرآن وقل هو الله أحد تعدل ثلث القرآن وقل يا أيها الكافرون تعدل ربع القرآن )
رواه الترمذي واللفظ له والحاكم في المستدرك وقال (1)
1- صحيح الإسناد
126 / 91 وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( من قرأ سورة الكهف كما أنزلت كانت له نورا من مقامه إلى مكة ومن قرأ بعشر آيات من آخرها فخرج الدجال لم يسلط عليه )
رواه النسائي والحاكم في المستدرك واللفظ للنسائي وقال هذا خطأ والصواب موقوف وقال الحاكم صحيح على شرط مسلم
وله في رواية من قرأ سورة الكهف في يوم الجمعة أضاء له من النور ما بين الجمعتين وقال (1) الإسناد وأخرجه الحافظ أبو محمد عبد الله بن عبد الرحمن الدرامي في مسنده موقوفا على أبي سعيد ولفظه من قرأ سورة الكهف ليلة الجمعة أضاء له من النور فيما بينه وبين البيت العتيق ) ورواته متفق على الاحتجاج بهم إلا أبا هاشم يحيى بن دينار الرماني وقد وثقه أحمد ويحيى وأبو زرعة وأبو حاتم
127 وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( اقرأ يا جابر فقلت وما أقرأ بأبي أنت وأمي قال اقرأ { قل أعوذ برب الفلق } و { قل أعوذ برب الناس } فقرأتهما فقال ( اقرأ بهما ولن تقرأ بمثلهما )
رواه النسائي واللفظ له وابن حبان في صحيحه
128 وعنه قال لما نزلت سورة الأنعام سبح رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال ( لقد شيع هذه السورة من الملائكة ما سدوا الأفق )
1- صحيح
129 وعن أبي ذر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( إن الله ختم سورة البقرة بآيتين أعطانيها من كنزه الذي تحت العرش فتعلموهن وعلموهن نساءكم وأبناءكم فإنها صلاة ودعاء وقرآن )
رواهما الحاكم في المستدرك وقال في الأول صحيح على شرط مسلم وفي الثاني صحيح على شرط البخاري
130 وعن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال قلت يا رسول الله أقرأ من سورة يوسف وسورة هود قال ( يا عقبة اقرأ بأعوذ برب الفلق فإنك لن تقرأ بسورة أحب إلى الله وأبلغ عنده منها فإن استطعت أن لا تفوتك فافعل )
131 وعن معقل بن يسار رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( اعملوا بالقرآن أحلوا حلاله وحرموا حرامه واقتدوا به ولا تكفروا بشيء منه وما تشابه عليكم منه فردوه إلى الله وإلى أولى العلم من بعدي كيما يخبرونكم وآمنوا بالتوراة والإنجيل والزبور وما أوتي النبيون من ربهم وليسعكم القرآن وما فيه من البيان فإنه شافع مشفع وماحل مصدق وإني أعطيت سورة البقرة من الذكر الأول وأعطيب طه وطواسين والحواميم من ألواح موسى وأعطيت فاتحة الكتاب من تحت العرش )
رواهما الحاكم في المستدرك وقال في كل منهما صحيح الإسناد وماحل بالمهملة أي ساع وقيل خصم مجادل
132 وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
( وددت أنها في قلب كل مؤمن يعني تبارك الذي بيده الملك )
رواه الحاكم في المستدرك وقال هذا إسناد عند اليمانيين صحيح
133 وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال يؤتى الرجل في قبره فتؤتى رجلاه فيقول رجلاه ليس لكم على ما قبلي سبيل كان يقرأ بي سورة الملك ثم يؤتى من قبل صدره أو قال بطنه فيقول ليس لكم على ما قبلي سبيل كان يقرأ بي سورة الملك ثم يؤتى رأسه فتقول ليس لكم على ما قبلي سبيل كان يقرأ بي سورة الملك قال فهي المانعة تمنع من عذاب القبر وهي في التوراة سورة الملك من قرأها في ليلة فقد أكثر وأطيب
رواه الحاكم في المستدرك وقال صحيح الإسناد
*
الباب الثاني
*
في فضل الذكر والأمر به
في آداب الدعاء
هذه جملة من آداب الدعاء ذكرت ما يدل على كل واحدة منها عند ذكره
فمنها تحري الأوقات الفاضلة والأحوال الصالحة والأماكن الشريفة
134 عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء فقمن أن يستجاب لكم )
مختصر رواه مسلم وأبو داود والنسائي
قمن بفتح الميم وكسرها ويقال قمين بزيادة ياء ومعناه جدير بذلك وخليق
135 وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا الدعاء )
رواه مسلم وأبو داود والنسائي بلفظ واحد
136 وعن أسامة بن زيد رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم لما دخل البيت دعا في نواحيه كلها
رواه مسلم والنسائي وسيأتي بطوله في الباب الرابع عشر إن شاء الله تعالى
137 وعن أبي أمامة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( إذا نادى
المنادى فتحت أبواب السماء واستجيب الدعاء فمن نزل به كرب أو شدة فليتحين المنادي )
مختصر رواه الحاكم في المستدرك وقال صحيح الإسناد
138 وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه حين شكا إليه تفلت القرآن من صدره ( إذا كان ليلة الجمعة فإن استطعت أن تقوم في ثلث الليل الآخر فإنها ساعة مشهودة والدعاء فيها مستجاب وقد قال أخي يعقوب لبنيه عليهم السلام { سوف أستغفر لكم ربي } يوسف 98 يقول حتى تأتي ليلة الجمعة وذكر الحديث
رواه الترمذي وقال حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث الوليد بن مسلم ورواه الحاكم في المستدرك وقال صحيح على شرط الشيخين وسيأتي بطوله في ترجمة ما يدعو به لحفظ القرآن العظيم من الباب العشرين إن شاء الله تعالى
ومنها تقديم عمل صالح أمام الدعاء
139 عن علي رضي الله عنه قال كنت رجلا إذا سمعت من النبي صلى الله عليه وسلم حديثا نفعني الله بما شاء أن ينفعني به فإذا حدثني رجل من أصحابه استحلفته
فإذا حلف لي صدقته وأنه حدثني أبو بكر وصدق أبو بكر قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( ما من رجل يذنب ذنبا ثم يقوم فيتطهر ثم يصلي ثم يستغفر الله إلا غفر الله له ثم قرأ هذه الآية { والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم } إلى آخر الآية آل عمران 135
رواه الأربعة وابن حبان في صحيحه وقال الترمذي واللفظ له حديث حسن لا نعرفه إلا من هذا الوجه من حديث عثمان بن المغيرة
140 وعن عثمان بن حنيف رضي الله عنه أن أعمى أتى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله ادع الله أن يكشف لي عن بصري قال أو أدعك قال يا رسول الله إنه قد شق علي ذهاب بصري قال ( فانطلق فتوضأ ثم صل ركعتين ثم قال اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم نبي الرحمة يا محمد إني أتوجه إلى ربي بك أن يكشف لي عن بصري شفعه في وشفعني في نفسي ) فرجع وقد كشف الله عن بصره
رواه الترمذي والنسائي واللفظ له وابن ماجه والحاكم في المستدرك وقال صحيح على شرط الشيخين وقال الترمذي حديث حسن صحيح غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه من حديث أبي جعفر وهو غير الخطمي
141 وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر عليا رضي الله عنه حين شكا إليه تفلت القرآن من صدره أن يصلي أربع ركعات وأن يحمد الله
ويحسن الثناء عليه ويصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ويحسن وعلى سائر النبيين ويستغفر للمؤمنين والمؤمنات ثم يدعو في آخر ذلك وقد تقدم هذا الحديث في الترجمة التي قبل هذه
142 وعن عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنهما قال خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما فقعد فقال ( من كانت له حاجة إلى الله أو إلى الناس فليتوضأ ويحسن وضوء ثم ليصل ركعتين ثم يثني على الله سبحانه ويصلي على النبي صلى الله عليه وسلم وليقل لا إله إلا الله ) وذكر الحديث وسيأتي بطوله في ترجمة افتتاح الدعاء وختمه بالثناء على الله تعالى من هذا الباب
143 وعن عبد الله بن عامر بن ربيعة رضي الله عنهما قال لما أخذ الناس في الطعن على عثمان رضي الله عنه قام أبي من الليل ثم صلى ودعا فقال اللهم قني من الفتنة بما وقيت به الصالحين من عبادك فما خرج ولا أصبح إلا بجنازته
رواهما الحاكم في المستدرك
ومنها الوضوء عند الدعاء
144 عن أبي موسى رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم لما فرغ من حنين بعث أبا عامر على جيش إلى أوطاس وبعثني مع أبي عامر فرمى أبو عامر في ركبته وذكر الحديث إلى أن قال فانزع السهم فنزعته فرأى منه ألما قال يا بن أخي أقرئ النبي صلى الله عليه وسلم السلام وقل له يستغفر الله لي واستخلفني أبو عامر على
الناس فمكث يسيرا ثم مات فرجعت فدخلت على النبي صلى الله عليه وسلم في بيته على سرير مرمل وعليه فراش قد أثر رمال السرير بظهره وجنبيه فأخبرته بخبرنا وخبر أبي عامر وقلت له قال قل له يستغفر لي فدعا بماء فتوضأ ثم رفع يديه فقال اللهم اغفر لعبيد أبي عامر ورأيت بياض إبطيه ثم قال ( اللهم اجعله يوم القيامة فوق كثير من خلقك من الناس ) فقلت ولي فاستغفر فقال ( اللهم اغفر لعبد الله بن قيس ذنبه وأدخله يوم القيامة مدخلا كريما )
رواه البخاري ومسلم والنسائي
وقوله سرير مرمل ويقال مرمول هو المنسوج من السعف بالحبال
145 وعن عثمان بن حنيف رضي الله عنه أن رجلا ضرير البصر أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال ادع الله لي أن يعافيني قال ( إن شئت دعوت وإن شئت صبرت فهو خير لك ) قال فادعه فأمره أن يتوضأ فيحسن وضوءه ويدعو بهذا الدعاء وذكر الحديث وقد تقدم في الترجمة التي قبل هذه
ومنها استقبال القبلة عند الدعاء
146 عن عباد بن تميم عن عمه رضي الله عنه قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يوم خرج يستسقي قال فحول إلى الناس ظهره واستقبل القبلة يدعو ثم حول رداءه ثم صلى لنا ركعتين جهر فيهما بالقراءة
رواه الجماعة
عمه هو عبد الله بن زيد بن عاصم المازني راوي حديث الوضوء وليس بعبد الله بن زيد بن عبد ربه راوي حديث الأذان وليس هو عمه في النسب وإنما هو زوج أمه فإن أم عمارة نسيبة بنت كعب تزوجها زيد بن عاصم فرزق منها عبد الله وحبيبا ثم خلف عليها غزية بن عمرو بن عطية بن خنساء بن مبذول بن غنم بن مازن بن النجار فرزق منها تميما وأبا حنة
147 وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال استقبل النبي صلى الله عليه وسلم الكعبة فدعا على نفر من قريش على شيبة بن ربيعة وعتبة بن ربيعة الحديث
رواه البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي
148 وعن ابن عمر رضي الله عنهما أنه كان يرمي الجمرة الدنيا بسبع حصيات يكبر على إثر كل حصاة ثم يتقدم فيستهل فيقوم مستقبل القبلة قياما طويلا فيدعو ويرفع يديه ثم يرمي الوسطى كذلك فيأخذ ذات الشمال فيستهل ويقوم مستقبل القبلة ويرفع يديه ثم يرمي جمرة ذات العقبة من بطن الوادي ولا يقف عندها ويقول هكذا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعل
رواه البخاري والنسائي
149 وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال أول ما اتخذ النساء المنطق من قبل أم إسماعيل اتخذت منطقا لتعفي أثرها على سارة ثم جاء بها إبراهيم وبابنها إسماعيل هي ترضعه حتى وضعها عند البيت عند دوحة فوق زمزم في أعلى المسجد وليس بمكة يومئذ أحد وليس بها ماء فوضعهما هناك ووضع عندهما
جرابا فيه تمر وسقاء فيه ماء ثم قفي إبراهيم منطلقا فتبعته أم إسماعيل فقالت يا إبراهيم أين تذهب وتتركنا بهذا الوادي الذي ليس فيه إنس ولا شيء فقالت له ذلك مرارا وجعل لا يلتفت إليها فقالت له الله أمرك بهذا قال نعم قالت إذا لا يضيعنا ثم رجعت فانطلق إبراهيم عليه السلام حتى إذا كان عند الثنية حيث لا يرونه استقبل البيت ثم دعا بهؤلاء الدعوات ورفع يديه فقال { ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم } حتى بلغ { يشكرون } إبراهيم 37 فذكر الحديث في قيامها على الصفا والمروة وفيه قال ابن عباس قال النبي صلى الله عليه وسلم ( فلذلك سعى الناس بينهما ) ثم ذكر باقي الحديث بطوله انفرد به البخاري
المنطق بكسر الميم وفتح النون النطاق وهو أن تشد المرأة وسطها على ثوبها حزاما ثم ترسل الأعلى على الأسفل ( وتعفي أثرها ) هو بضم التاء وفتح العين المهملة وكسر الفاء المشددة أي تذهبه ( والدوحة ) بفتح الدال وسكون الواو وبالحاء المهملة الشجرة العظيمة ( وقفى ) بفتح القاف والفاء المشددة أي ولى قفاه منصرفا
150 وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما في حديثه الطويل في حجة النبي صلى الله عليه وسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال وأنتم تسألون عني فما أنتم قائلون قالوا نشهد أنك قد بلغت وأديت ونصحت فقال بأصبعه السبابة يرفعها إلى السماء وينكتها إلى الناس ( اللهم اشهد اللهم اشهد ) ثلاث مرات وأن النبي صلى الله عليه وسلم ركب القصواء حتى أتى المشعر الحرام فاستقبل القبلة فدعاه وكبره وهلله ووحده وذكر الحديث
رواه مسلم وأبو داود وابن ماجه
( ينكتها إلى الناس ) بالمثناة من فوق وقيل بالموحدة أي يردها ويقلبها مشيرا إليهم ذكره في المطالع
و ( القصواء ) هي المقطوعة ربع الأذن وكل ما قطع من الأذن فهو جدع فإن زاد على الربع فهو عضب ولم تكن ناقة النبي صلى الله عليه وسلم قصواء
قال الداودي سميت بذلك لأنها لا تكاد تسبق كان عندها أقصى الجري
151 وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال لما كان يوم بدر نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المشركين وهم ألف وأصحابه ثلاثمئة وسبعة عشر فاستقبل نبي الله صلى الله عليه وسلم القبلة ثم مد يديه فجعل يهتف بربه ( اللهم أنجز لي ما وعدتني اللهم إن تهلك هذه العصابة من أهل الإسلام لا تعبد في الأرض ) فما زال يهتف بربه مادا يديه مستقبل القبلة حتى سقط رداؤه عن منكبيه فأتاه أبو بكر فأخذ رداءه فألقاه على منكبيه ثم التزمه من ورائه فقال يا نبي الله كفاك مناشدتك ربك فإنه سينجز لك ما وعدك فأنزل الله عز وجل { إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم أني ممدكم بألف من الملائكة مردفين } الأنفال 9 فأمده الله بالملائكة
رواه مسلم والترمذي وقد اتفقا عليه من حديث ابن عباس
( مردفين ) بفتح الدال أي أردفهم الله تعالى بغيرهم وبالكسر أي رادفين بقال ردفته وأردفته إذا جئت بعده
152 وعن عبد الرحمن بن طارق عن أمه رضي الله عنهما أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا جاز مكانا من دار يعلى نسبة عبيد الله يعني ابن أبي يزيد استقبل البيت فدعا
رواه أبو داود والنسائي واللفظ لأبي داود وليس لأم عبد الرحمن في الكتب الستة سوى هذا الحديث وعدها ابن الجوزي فيمن لم يعرف اسمه
153 وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أنزل عليه الوحي سمع عنده دوي كدوي النحل فأنزل عليه يوما فمكثنا ساعة فسري عنه فاستقبل القبلة ورفع يديه وقال ( اللهم زدنا ولا تنقصنا ) وذكر الحديث
رواه الترمذي واللفظ له والنسائي والحاكم في المستدرك
154 وعن عبد الله وهو ابن مسعود رضي الله عنه قال والله لكأني أسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في قبر عبد الله ذي البجادين وأبو بكر وعمر رضي الله عنهما يقول ( أدنيا مني أخاكما واحدة من قبل القبلة ) حتى أسنده في لحده ثم خرج النبي صلى الله عليه وسلم وولاهما العمل فلما فرغ من دفنه استقبل رسول الله
صلى الله عليه وسلم القبلة رافعا يديه يقول ( اللهم إني أمسيت عنه راضيا فارض عنه ) وكان ذلك ليلا فوالله لقد رأيتني ولوددت أني مكانه ولقد أسلمت قبله بخمس عشرة سنة
رواه أبو عوانة في مسنده الصحيح
سمي عبد الله بن عبد نهم المزني ذا البجادين لأنه حين أراد المسير إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قطعت أمه بجادا لها وهو كساء شقته باثنين فاتزر بواحد منهما وارتدى بالآخر
ومنها بسط اليدين ورفعهما
155 عن أبي حميد الساعدي رضي الله عنه قال استعمل النبي صلى الله عليه وسلم رجلا من الأزد يقال له ابن الأبتية على الصدقة فلما قدم قال هذا لكم وهذا أهدي لي فقال ( هلا جلس في بيت أبيه أو بيت أمه فينظر أيهدى له أم لا والذي نفسه بيده لا يأخذ أحد منه شيئا إلا جاء به يوم القيامة يحمله على رقبته إن كان بعيرا له رغاء أو بقرة لها خوار أو شاة تيعر ) ثم رفع يديه حتى رأينا عفرة إبطيه قائلا ( اللهم هل بلغت ثلاثا )
رواه البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي
وقوله ابن الأبتية وجاء في بعض الطرق في الصحيحين والنسائي ابن اللبتية وقال شيخنا الحافظ أبو محمد الدمياطي رحمه الله إنه الصواب قال وبنو لبت بضم اللام وسكون الباء بطن من العرب ( وعفرة إبطيه ) بضم العين المهملة بياضهما
156 وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال أصابت الناس سنة على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فبينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب على المنبر يوم الجمعة قام أعرابي فقال يا رسول الله هلك المال وجاع العيال فادع الله عز وجل لنا أن يسقينا فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يديه وما في السماء قزعة فثار سحاب أمثال الجبال ثم لم ينزل عن منبره حتى رأينا المطر يتحادر على لحيته قال فمطرنا يومنا ذلك ومن الغد وبعد الغد ومن بعد الغد والذي يليه إلى الجمعة الأخرى فقام ذلك الأعرابي أو رجل غيره فقال يا رسول الله تهدم البناء وغرق المال فادع الله لنا فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يديه ( اللهم حوالينا ولا علينا ) قال فما جعل يشير بيده إلى ناحية من السماء إلا انفرجت حتى صارت المدينة مثل الجوبة حتى سال الوادي وادي قناة شهرا قال فلم يجئ أحد من ناحية إلا حدث بالجود
رواه البخاري ومسلم والنسائي
القزع قطع السحاب والجوبة بفتح الجيم وبالباء الموحدة وهي الفرجة في السحاب وفي الجبال وادي قناة من أودية المدينة والجود بفتح الجيم المطر الغزير
157 وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قدم الطفيل بن عمرو الدوسي وأصحابه على النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا يا رسول الله إن دوسا عصت وأبت فادع الله عليها فقيل هلكت دوس قال ( اللهم اهد دوسا وأت بهم ) متفق عليه
ورواه البخاري في كتاب رفع اليدين وأبو عوانة في مسنده الصحيح وابن
حبان في صحيحه وزاد فيه فرفع النبي صلى الله عليه وسلم يديه فقال
158 وعن سالم عن أبيه رضي الله عنه قال بعث النبي صلى الله عليه وسلم خالد ابن الوليد إلى بني جذيمة فدعاهم إلى الإسلام فلم يحسنوا أن يقولوا أسلمنا فجعلوا يقولون صبأنا صبأنا فجعل خالد يقتل ويأسر ودفع إلى كل رجل منا أسيره حتى إذا كان يوم أمر خالد أن يقتل كل رجل منا أسيره فقلت والله لا أقتل أسيري ولا يقتل رجل من أصحابي أسيره حتى قدمنا على النبي صلى الله عليه وسلم فذكرناه فرفع النبي صلى الله عليه وسلم يده فقال ( اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد ) مرتين
رواه البخاري والنسائي
الصابئ الخارج من دين إلى غيره
159 وعن عبد الرحمن بن سمرة رضي الله عنه قال بينما أنا أرمي بأسهم في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ انكسفت الشمس فنبذتهن وقلت لأنظرن إلى ما يحدث لرسول الله صلى الله عليه وسلم في انكساف الشمس اليوم فانتهيت إليه وهو رافع يديه يدعو ويكبر ويحمد ويهلل حتى جلي عن الشمس فقرأ الرسول صلى الله عليه وسلم سورتين وركع ركعتين
رواه مسلم وأبو داود والنسائي
وليس لعبد الرحمن بن سمرة في الصحيحين سوى ثلاثة أحاديث أحدها هذا وحديث لا تحلفوا بالطواغيت انفرد به مسلم أيضا وحديث لا تسأل الإمارة متفق عليه
160 وعن أبي هريرة رضي الله عنه في حديث الطويل في فتح مكة أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى الصفا فعلا عليه حتى نظر إلى البيت ورفع يديه فجعل يحمد الله ويدعو ما شاء الله أن يدعوه
رواه مسلم وأبو داود
161 وعنه أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء يا رب يا رب ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام وغذي بالحرام فأنى يستجاب له
مختصر رواه مسلم والترمذي وسيأتي بطوله في ترجمة تجنب الحرام من هذا الباب إن شاء الله تعالى
162 وعن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم جاء البقيع فقام فأطال القيام ثم رفع يديه ثلاث مرات وقال ( إن جبريل قال له إن ربك يأمرك أن تأتي أهل البقيع فتستغفر لهم )
مختصر رواه البخاري في كتاب رفع اليدين ومسلم واللفظ له وابن ماجه والنسائي
163 وعن جابر رضي الله عنه أن الطفيل هاجر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه رجل من قومه فمرض فجزع فأخذ مشاقص فقطع بها براجمه فشخبت يداه حتى مات فرآه الطفيل بن عمرو في منامه وهيئته حسنة ورآه مغطيا يديه فقال له ما صنع بك ربك قال غفر لي بهجرتي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال ما لي أراك مغطيا يديك قال قيل لي لن تصلح منك ما أفسدت فقصها الطفيل
على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( اللهم وليديه فاغفر اللهم وليديه فاغفر )
انفرد به مسلم ورواه البخاري في كتاب رفع اليدين وابن حبان في صحيحه وذكر فيه رفع النبي صلى الله عليه وسلم يديه
البراجم العقد المتشنجة الجلد في ظهور الأصابع وقيل البراجم والرواجب جميعا مفاصل الأصابع كلها والمشقص بكسر الميم فصل السهم العريض الطويل وشخبت يداه بفتح الخاء والشين المعجمتين أي سال دمهما بقوة
164 وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم تلا قول الله تعالى في قول إبراهيم عليه السلام { رب إنهن أضللن كثيرا من الناس فمن تبعني فإنه مني ومن عصاني فإنك غفور رحيم } إبراهيم 36 وقال عيسى صلى الله عليه وسلم { إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم } المائدة 118 فرفع يديه وقال ( اللهم أمتي أمتي وبكى فقال الله تعالى يا جبريل اذهب إلى محمد وربك أعلم فسله ما يبكيك فأتاه جبريل فسأله فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم بما قال وهو أعلم فقال الله تعالى يا جبريل اذهب إلى محمد فقل إنا سنرضيك في أمتك ولا نسؤك ) انفرد به مسلم
165 وعن المطلب وهو ابن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( الصلاة مثنى مثنى أن تشهد في كل ركعتين
وأن تيأس وتمسكن وتفتح بيديك وتقول اللهم اللهم فمن لم يفعل ذلك فهي خداج )
رواه أبو داود واللفظ له والنسائي وابن ماجه وعنده المطلب بن أبي وداعة والصواب المطلب بن ربيعة قال ابن عساكر في الأشراف ويقال هو عبد المطلب بن ربيعة وقال ابن ماجه وهم يعني في المطلب بن أبي وداعة وكذا وهمه غيره وليس للمطلب في الكتب الستة سوى هذا الحديث وحديث أن العباس دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم مغضبا
رواه الترمذي والنسائي
وروى الترمذي والنسائي حديث المطلب من حديث الفضل بن عباس
( وتقنع يديك ) بضم المثناة من فوق وسكون القاف وكسر النون وبالعين المهملة أي ترفعهما فسره أحد الرواة في طريق الترمذي وخداج أي ناقصة
166 وعن قيس بن سعد رضي الله عنهما قال زارنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في منزلنا فقال السلام عليكم ورحمة الله فرد سعد ردا خفيا فقلت ألا يأذن لرسول الله صلى الله عليه وسلم قال ذره ثم ذكر كلمة معناها يكثر علينا من السلام قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( السلام عليكم ورحمة الله ) فرد سعد ردا خفيا ثم قال رسول الله ( السلام عليكم ورحمة الله ) فرجع رسول الله صلى الله عليه وسلم فاتبعه سعد فقال يا رسول الله إني كنت أسمع تسليمك وأرد عليك ردا خفيا لتكثر علينا من السلام فانصرف فأمر له سعد بغسل فاغتسل ثم ناوله أو قال ناولوه ملحفة مصبوغة زعفران وورس فاشتمل بها ثم رفع رسول الله صلى الله عليه وسلم
يديه وهو يقول ( اللهم اجعل صلواتك ورحمتك على آل سعد بن عبادة ) ثم أصاب من الطعام
رواه أبو داود والنسائي واللفظ له
الورس نبت أصفر وقيل أحمر يصبغ به الثياب يزرع باليمن ولا يكون بغيرها نباته مثل السمسم فإذا جف ينتقض من خرائطه يزرع سنة فيقيم في الأرض عشر سنين ينبت ويثمر وأجوده حديثه
167 وعن عائشة رضي الله عنها قالت شكت الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قحوط المطر فأمر بمنبر فوضع له في المصلى وذكر الحديث وفيه ثم رفع يديه فلم يزل في الرفع حتى بدا بياض إبطيه
رواه أبو داود وقال هذا حديث غريب إسناده جيد ورواه الحاكم في المستدرك وابن حبان في صحيحه وقال الحاكم صحيح على شرط الشيخين وسيأتي بطوله في ترجمة الثناء من هذا الباب إن شاء الله تعالى
168 وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( المسألة أن ترفع يديك حذو منكبيك أو نحوهما والاستغفار أن تشير بأصبع واحدة والابتهال أن تمد يديك جميعا )
رواه أبو داود واللفظ له والحاكم في المستدرك
169 وعن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه رضي الله عنه قال
خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة نريد المدينة فلما كنا قريبا من عزوراء نزل ثم رفع يديه فدعا ساعة ثم خر ساجدا فمكث طويلا ثم قام فرفع يديه ساعة ثم خر ساجدا
مختصر رواه أبو داود
عزوراء بفتح العين وسكون الزاي وفتح الواو وبالمد ثنية الجحفة عليها الطريق من المدينة إلى مكة ويقال فيها عزور
170 وعن أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال لما ثقل رسول الله صلى الله عليه وسلم هبطت وهبط الناس المدينة فدخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد أصمت فلم يتكلم فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يضع يديه ويرفعهما فأعرف أنه يدعو لي
171 وعن أم عطية رضي الله عنها قالت بعث النبي صلى الله عليه وسلم جيشا فيهم علي قالت فسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو رافع يديه فيقول ( اللهم لا تمتني حتى تريني عليا )
رواهما الترمذي وقال في كل منهما حسن غريب
أم عطية اسمها نسيبة بضم النون وفتح السين المهملة وبالياء آخر الحروف والباء الموحدة
172 وعن عمير مولى آبي اللحم رضي الله عنه أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم يستسقي عند أحجار الزيت قريبا من الزوراء قائما يدعو يستسقي رافعا يديه قبل وجهه لا يجاوز بهما رأسه
رواه أبو داود واللفظ له ورواه الترمذي والنسائي من حديث عمير مولى آبي اللحم عن آبي اللحم وقال الترمذي كذا قال قتيبة في هذا الحديث عن آبي اللحم ولا يعرف له عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا هذا الحديث الواحد و عمير مولى آبي اللحم قد روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث وله صحبة ورواه الحاكم في المستدرك وابن حبان في صحيحه من حديث عمير مولى آبي اللحم ورواه البخاري في كتاب رفع اليدين من طريق آخر وصححه وانفرد مسلم بعمير هذا فروى له حديثين
آبي اللحم لقب بذلك لأنه كان يأبى أن يأكل لحما ذبح على النصب واختلف في اسمه فقيل عبد الله وقيل خلف وقيل الحويرث
173 وعن عائشة رضي الله عنها أنها رأت النبي صلى الله عليه وسلم يدعو رافعا يديه يقول ( إنما أنا بشر فلا تعاقبني أيما رجل من المؤمنين آذيته أو شتمته فلا تعاقبني فيه )
174 وعنها رضي الله عنها قالت رأيت النبي صلى الله عليه وسلم رافعا يديه حتى بدا ضبعاه يدعو لفرد عثمان
الضبعان بفتح الضاد المعجمة وسكون الباء العضدان
175 وعن علي رضي الله عنه قال رأيت أم الوليد جاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم تشكو إليه زوجها أنه يضربها فقال لها ( اذهبي إليه فقولي له كيت وكيت فذهبت ثم رجعت فقالت إنه عاد يضربني فقال لها اذهبي إليه فقولي له إن النبي صلى الله عليه وسلم يقول لك فذهبت ثم عادت فقالت إنه يضربني فقال ( إذهبي فقولي له كيت وكيت ) قالت إنه يضربني فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده وقال
( اللهم عليك بالوليد )
روى هذه الثلاثة الأحاديث البخاري في كتاب رفع اليدين وصححها
176 وعن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أنه قيل لعمر بن الخطاب رضي الله عنه حدثنا عن شأن ساعة العسرة فقال عمر خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى تبوك في قيظ شديد فنزلنا منزلا أصابنا فيه عطش حتى ظننا أن رقابنا ستنقطع حتى أن الرجل لينحر بعيره فيعصر فرثه فيشربه ثم يجعل ما بقي على كبده فقال أبو بكر الصديق يا رسول الله إن الله سبحانه قد عودك في الدعاء خيرا فادع له فقال ( أتحب ذلك ) قال نعم فرفع يديه فلم يرجعهما حتى مالت السماء فأظلت ثم سكبت فملؤوا ما معهم ثم ذهبنا ننظر فلم نجدها جازت العسكر
الفرث ما في الكرش
177 وعن أبي الدرداء رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( كل شيء يتكلم به ابن آدم فإنه مكتوب عليه فإذا أخطأ خطيئة فأحب أن يتوب إلى الله فليأت فليمد يديه إلى الله عز وجل ثم يقول اللهم إني أتوب إليك منها لا أرجع إليها أبدا فإنه يغفر له ما لم يرجع في عمله ذلك )
رواهما الحاكم في المستدرك وقال في كل منهما صحيح على شرط الشيخين
178 وعن سهل بن سعد رضي الله عنهما قال ما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم شاهرا يديه يدعو على منبره ولا على غيره كان يجعل إصبعيه بحذاء منكبيه ويدعو
رواه الحاكم في المستدرك وقال صحيح الإسناد
179 وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم ( رفع الأيدي من الاستكانه التي قال الله عز وجل { فما استكانوا لربهم وما يتضرعون } المؤمنون 76
180 وعن عبد الله بن جعفر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما جمع أهل بيته ألقى عليهم كساءه ثم رفع يديه ثم قال ( اللهم هؤلاء أهلي )
رواهما الحاكم في المستدرك
وقد تقدم في الباب الأول حديث سلمان إن ربكم حيي كريم يستحي من عبده إذا رفع يديه إلى السماء أن يردهما صفرا
وفي ترجمة الوضوء من هذا الباب حديث أبي موسى أن النبي صلى الله عليه وسلم رفع يديه فقال ( اللهم اغفر لعبيد أبي عامر )
وفي استقبال القبلة من حديث ابن عمر في رفع النبي صلى الله عليه وسلم يديه في الدعاء عند رمي الجمار
وحديث ابن عباس في رفع إبراهيم عليه السلام يديه حين دعا بمكة
وحديث عمر في يوم بدر أن النبي صلى الله عليه وسلم مد يديه فجعل يهتف بربه
وحديثه أيضا أن النبي صلى الله عليه وسلم رفع يديه وقال ( اللهم زدنا ولا تنقصنا )
وحديث ابن مسعود في رفع النبي صلى الله عليه وسلم يديه حين دعا لذي البجادين
وقال الخطابي إن من الأدب أن تكون اليدان في حال رفعهما مكشوفتين غير مغطاتين
ومنها التوبة والاعتراف بالذنب
قال الله تعالى في حكاية عن آدم عليه السلام وحواء رضي الله عنها { ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين } الأعراف 23
وقال تعالى { وآخرون اعترفوا بذنوبهم خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا عسى الله أن يتوب عليهم } التوبة 102
وقال تعالى { وذا النون إذ ذهب مغاضبا فظن أن لن نقدر عليه فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين } الأنبياء 87 88
وقال تعالى حكاية موسى عليه السلام { رب إني ظلمت نفسي فاغفر لي فغفر له } القصص 16
181 وعن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لها حين قال لها أهل الإفك ما قالوا ( إن كنت بريئة فسيبرئك الله وإن كنت ألممت بذنب فاستغفري
الله وتوبي إليه فإن العبد إذا اعترف بذنبه ثم تاب تاب الله عليه ) وذكر الحديث بطوله
رواه الجماعة إلا الترمذي
الإفك الكذب
182 وعن أبي بكر الصديق رضي الله عنه أنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم علمني دعاء أدعو به في صلاتي قال ( قل اللهم إني ظلمت نفسي ظلما كثيرا ولا يغفر الذنوب إلا أنت فاغفر لي مغفرة من عندك وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم )
رواه الجماعة إلا أبا داود ولفظهم سواء
واسم أبي بكر عبد الله بن أبي قحافة عثمان
183 وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول ( إن عبدا أصاب ذنبا وربما قال أذنب ذنبا فقال رب أذنبت ذنبا وربما قال أصبت ذنبا فاغفر لي فقال ربه علم عبدي أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ به غفرت لعبدي ثم مكث ما شاء الله ثم أصاب ذنبا أو أذنب ذنبا فقال رب أذنبت أو أصبت آخر فاغفره لي فقال أعلم عبدي أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ به غفرت لعبدي ثم مكث ما شاء الله أو ربما قال ثم أصاب ذنبا أو أذنب ذنبا فقال رب أذنبت أو أصبت آخر فاغفره لي فقال أعلم عبدي
أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ به غفرت لعبدي ثلاثا فليعمل ما شاء )
رواه البخاري ومسلم والنسائي
ومنها الإخلاص في دعائه
قال الله تعالى { فإذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين } لقمان 32
ومنها افتتاح الدعاء وختمه بالثناء على الله تعالى والصلاة والسلام على نبينا صلى الله عليه وسلم وعلى سائر الأنبياء
قال تعالى حكاية عن إبراهيم عليه السلام { ربنا إنك تعلم ما نخفي وما نعلن وما يخفى على الله من شيء في الأرض ولا في السماء الحمد لله الذي وهب لي على الكبر إسماعيل وإسحاق إن ربي لسميع الدعاء رب اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي ربنا وتقبل دعاء ربنا اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين يوم يقوم الحساب } إبراهيم 38 - 41
{ الذي خلقني فهو يهدين والذي هو يطعمني ويسقين وإذا مرضت فهو يشفين والذي يميتني ثم يحيين والذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين رب هب لي حكما وألحقني بالصالحين واجعل لي لسان صدق في الآخرين واجعلني من ورثة جنة النعيم واغفر لأبي إنه كان من الضالين ولا تخزني يوم يبعثون } الشعراء 78 - 87
{ ربنا عليك توكلنا وإليك أنبنا وإليك المصير ربنا لا تجعلنا فتنة للذين كفروا واغفر لنا ربنا إنك أنت العزيز الحكيم } الممتحنة 4 - 5
وقال تعالى حكاية عنه وعن إسماعيل عليهما الصلاة والسلام { ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك وأرنا مناسكنا وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم ربنا وابعث فيهم رسولا منهم يتلو عليهم آياتك ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم إنك أنت العزيز الحكيم }
) البقرة 128 - 129
وقال تعالى حكاية عن شعيب عليه السلام { وسع ربنا كل شيء علما على الله توكلنا ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق وأنت خير الفاتحين } الأعراف 89
وقال تعالى حكاية عن موسى عليه السلام وأخيه { رب اغفر لي ولأخي وأدخلنا في رحمتك وأنت أرحم الراحمين } الأعراف 151 { أنت ولينا فاغفر لنا وارحمنا وأنت خير الغافرين واكتب لنا في هذه الدنيا حسنة وفي الآخرة إنا هدنا إليك } الأعراف 155 - 156
وقال تعالى حكاية عن يوسف عليه السلام { رب قد آتيتني من الملك وعلمتني من تأويل الأحاديث فاطر السماوات والأرض أنت وليي في الدنيا والآخرة توفني مسلما وألحقني بالصالحين } يوسف 101
وقال تعالى حكاية عن سليمان عليه السلام { رب اغفر لي وهب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي إنك أنت الوهاب } ص 35
وقال تعالى حكاية عن زكريا عليه السلام { رب هب لي من لدنك ذرية طيبة إنك سميع الدعاء } آل عمران 38 { رب لا تذرني فردا وأنت خير الوارثين } الأنبياء 89
وقال تعالى حكاية عن عيسى عليه السلام { اللهم ربنا أنزل علينا مائدة من السماء تكون لنا عيدا لأولنا وآخرنا وآية منك وارزقنا وأنت خير الرازقين } المائدة 114
وقال تعالى إخبارا عن أهل الجنة { وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين } يونس 10
84 وعن أنس رضي الله عنه في حديث الشفاعة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال ( فأستأذن على ربي فيؤذن لي ويلهمني محامد أحمده بها لا تحضرني الآن فأحمده بتلك المحامد وأخر له ساجدا )
رواه البخاري ومسلم والنسائي وابن ماجه
185 وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول ( إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول ثم صلوا علي فإنه من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرا ثم سلوا الله لي الوسيلة فإنها منزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله وأرجو أن أكون أنا هو فمن سأل لي الوسيلة حلت عليه الشفاعة )
رواه مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي
186 وعن عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول ( اللهم لك الحمد ملء السماوات وملء الأرض وملء ما شئت من شيء بعد اللهم طهرني بالثلج والبرد والماء البارد اللهم طهرني من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الوسخ )
رواه مسلم وأبو داود والترمذي وابن ماجه
187 وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما في حديثه الطويل في صفة
حجة النبي صلى الله عليه وسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بدأ بالصفا فرقى عليه حتى رأى البيت فاستقبل القبلة فوحد الله وكبره وقال لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير لا إله إلا الله أنجز وعده ونصر عبده وهز الأحزاب وحده ) ثم دعا بين ذلك فقال مثل ذلك ثلاث مرات
رواه مسلم وأبو داود والنسائي وابن ماجه وأخرجه الترمذي مختصرا
188 وعن أبي موسى رضي الله عنه قال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطبنا فبين لنا سنننا وعلمنا صلاتنا فقال ( إذا صليتم فأقيموا صفوفكم ثم ليؤمكم أحدكم فإذا كبر فكبروا وإذا قال غير المغضوب عليهم ولا الضالين فقولوا آمين يجبكم الله وإذا كبر وركع فكبروا واركعوا فإن الإمام يركع قبلكم ويرفع قبلكم ) فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( فتلك بتلك وإذا قال سمع الله لمن حمده فقولوا اللهم ربنا لك الحمد يسمع الله لكم فإن الله تبارك وتعالى يقول على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم سمع الله لمن حمده ) وذكر الحديث
رواه مسلم وأبو داود والنسائي
قال الصاغاني في مجمع البحرين وقال ابن الأنباري في قولهم سمع الله لمن حمده أي أجاب الله دعاء من حمده فوضع السمع موضع الإجابة
وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم ( اللهم إني أعوذ بك من دعاء لا يسمع ) أي لا يعتد به ولا يستجاب فكأنه غير مسموع
189 وعن فضالة بن عبيد صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم رضي الله عنه قال سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا يدعو في صلاته لم يمجد الله ولم يصل على النبي صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم عجل هذا ثم دعاه فقال له أو لغيره ( إذا صلى أحدكم فليبدأ بتمجيد ربه والثناء عليه ثم يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ثم يدعو بما شاء )
رواه أبو داود واللفظ للترمذي وقال صحيح الإسناد والنسائي وزاد فيه فسمع النبي صلى الله عليه وسلم رجلا يصلي فمجد الله وحمده وصلى على النبي صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ادع تجب وسل تعط ) وأخرج الترمذي هذه الزيادة من طريق آخر وحسنها ورواه الحاكم في المستدرك وابن حبان في صحيحه وقال الحاكم صحيح على شرط الشيخين ولا نعرف له علة وله شاهد صحيح على شرطهما
190 وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( كل كلام لا يبدأ فيه بالحمد فهو أجذم )
رواه أبو داود والنسائي وابن ماجه وابن حبان في صحيحه وهذا لفظ أبي داود
ولفظ النسائي وابن حبان كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه بحمد الله أقطع
ورواه النسائي عن الزهري مرسلا ولفظه كل كلام لا يبدأ فيه بذكر الله فهو
أبتر وقال والمراسيل أولى بالصواب
الأجذم قيل هو المقطوع اليد وقيل هو بمعنى المجذوم والأبتر الذي لا عقب له
191 وعن عائشة رضي الله عنها قالت شكا الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قحوط المطر فأمر بمنبر فوضع له في المصلى ووعد الناس يوما يخرجون فيه قالت عائشة رضي الله عنها فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم حين بدا حاجب الشمس فقعد على المنبر فكبر وحمد الله عز وجل ثم قال ( إنكم شكوتم جدب دياركم واستئخار المطر عن إبان زمانه عنكم وقد أمركم الله عز وجل أن تدعوه ووعدكم أن يستجيب لكم ثم قال الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين لا إله إلا الله يفعل ما يريد اللهم أنت الله لا إله إلا أنت أنت الغني ونحن الفقراء أنزل علينا الغيث واجعل ما أنزلت لنا قوة وبلاغا إلى حين ثم رفع يديه فلم يزل في الرفع حتى بدا بياض إبطيه وذكر الحديث بطوله
رواه أبو داود والحاكم في المستدرك وابن حبان في صحيحه واللفظ لأبي داود وقال هذا حديث غريب إسناده جيد وقال الحاكم صحيح على شرط الشيخين
192 وعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن أم سليم غدت على النبي صلى الله عليه وسلم فقالت علمني كلمات أقولهن في صلاتي فقال ( كبري الله عشرا
وسبحي الله عشرا واحمديه عشرا ثم سلي ما شئت يقول نعم نعم )
رواه الترمذي والنسائي والحاكم في المستدرك وقال الترمذي واللفظ له حسن غريب وقال الحاكم صحيح على شرط مسلم
193 وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال سمع النبي صلى الله عليه وسلم رجلا وهو يقول يا ذا الجلال والإكرام فقال ( قد استجيب لك فسل )
رواه الترمذي وقال هذا حديث حسن
194 وعن عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنهما قال خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما فقعد فقال ( من كانت له حاجة إلى الله أو إلى أحد من بني آدم فليتوضأ وليحسن الوضوء ثم ليصل ركعتين ثم ليثني على الله وليصل على النبي صلى الله عليه وسلم ثم ليقل لا إله إلا الله الحكيم الكريم سبحان الله رب العرش العظيم الحمد لله رب العالمين أسألك موجبات رحمتك وعزائم مغفرتك والعصمة من كل ذنب والغنيمة من كل بر والسلامة من كل إثم لا تدع ل ذنبا إلا غفرته ولا هما إلا فرجته ولا حاجة هي لك رضى إلا قضيتها يا أرحم الراحمين )
رواه الترمذي واللفظ له والحاكم في المستدرك
195 وعن رفاعة بن رافع الزرقي رضي الله عنه قال لما كان يوم أحد
وانكفأ المشركون قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( استووا حتى أثني على ربي ) فصاروا خلفه صفوفا قال ( اللهم لك الحمد كله اللهم لا قابض لما بسطت ولا باسط لما قبضت ولا هادي لما أضللت ولا مضل لمن هديت ولا معطي لما منعت ولا مانع لما أعطيت ولا مقرب لما باعدت ولا مباعد لما قربت اللهم ابسط علينا من بركاتك ورحمتك وفضلك ورزقك ) وذكر بقية الدعاء وقال في آخره ( آمين )
رواه النسائي والحاكم في المستدرك وابن حبان في صحيحه واللفظ للنسائي والحاكم وقال صحيح على شرط الشيخين
الزرقي نسبة إلى بني زريق بطن من الأنصار من الخزرج
196 وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم ومعه أبو بكر ومن شاء الله من أصحابه فمررنا بعبد الله بن مسعود وهو يصلي فقال النبي صلى الله عليه وسلم من هذا فقيل عبد الله بن مسعود فقال ( إن عبد الله يقرأ القرآن غضا كما أنزل ) فأثنى عبد الله على ربه وحمده فأحسن في حمده على ربه ثم سأل فأجمل في المسألة وسأله كأحسن مسألة سألها عبد ربه ثم قال اللهم إني أسألك إيمانا لا يرتد ونعيما لا ينفد ومرافقة محمد صلى الله عليه وسلم في أعلى عليين في جناتك جنات الخلد قال وكان صلى الله عليه وسلم يقول ( سل تعط سل تعط ) مرتين فانطلقت لأبشره فوجدت أبا بكر قد سبقني وكان سباقا بالخير
رواه الحاكم في المستدرك وهذا لفظه ورواه الترمذي والنسائي وابن ماجه من حديث ابن مسعود مختصرا وقال الترمذي حسن صحيح
197 وعن سلمة بن الأكوع رضي الله عنه قال ما سمعت النبي صلى الله عليه وسلم
يستفتح دعاء إلا استفتحه بسبحان ربي العلي الأعلى الوهاب
رواه الحاكم في المستدرك وقال صحيح الإسناد
198 وعن أبي أمامة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن لله ملكا موكلا بمن يقول يا أرحم الراحمين فمن قالها ثلاثا قال له الملك إن أرحم الراحمين قد أقبل عليك فسل )
199 وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال مر رسول الله صلى الله عليه وسلم برجل وهو يقول يا أرحم الراحمين فقال له الرسول الله صلى الله عليه وسلم ( سل فقد نظر الله إليك )
رواهما الحاكم في المستدرك
200 وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا كربه أمر قال ( لا إله إلا الله الحليم العظيم لا إله إلا الله رب العرش العظيم لا إله إلا الله رب العرش الكريم لا إله إلا الله رب السماوات ورب الأرض ورب العرش العظيم ) ثم يدعو
رواه أبو عوانة في مسنده الصحيح
وقد تقدم في ترجمة تقديم عمل صالح من هذا الباب من حديث ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر عليا إذ شكا إليه تفلت القرآن من صدره أن يصلي أربع ركعات وأن يحمد الله ويحسن الثناء عليه ويصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ويحسن وعلى سائر النبيين ويستغفر للمؤمنين والمؤمنات ثم يدعو في آخر ذلك
وحكى الطرطوشي رحمه الله عن أبي سليمان الداراني رضي الله عنه أنه قال إذا سألت الله تعالى حاجة فابدأ بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ثم ادع بما شئت ثم اختم بالصلاة عليه فإن الله سبحانه بكرمه يقبل الصلاتين وهو أكرم من أن يدع ما بينهما
وقال النووي رحمه الله أجمع العلماء على استحباب ابتداء الدعاء بالحمد لله تعالى والثناء ثم الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وكذا يختم الدعاء بهما
ومنها أن يسأل الله تعالى بأسمائه وصفاته ويتوسل إليه بأنبيائه والصالحين من عباده
قال تعالى { ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها } الأعراف 180
201 وعن أنس رضي الله عنه أن عمر بن الخطاب كان إذا قحطوا استسقى بالعباس بن عبد المطلب فقال اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم فتسقينا وإنا نتوسل إليك بعم نبينا صلى الله عليه وسلم فاسقنا قال فيسقون
رواه البخاري
202 وعن عثمان بن أبي العاص الثقفي رضي الله عنه أنه شكا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وجعا يجده في جسده منذ أسلم فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ضع يدك على الذي يألم من جسدك وقل بسم الله ثلاثا وقل سبع مرات أعوذ بالله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر )
203 وعن عائشة رضي الله عنها قالت فقدت رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة من الفراش فالتمسته فوقعت يدي على بطن قدميه وهو في المسجد وهما منصوبتان وهو يقول ( اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك وبمعافاتك من عقوبتك وأعوذ بك منك لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك )
رواهما الجماعة إلا البخاري
204 وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعلي رضي الله عنه في الدعاء الذي علمه إياه لحفظ القرآن ( اللهم بديع السماوات والأرض ذا الجلال والإكرام والعزة التي لا ترام أسألك يا الله يا رحمن بجلالك ونور وجهك أن تلزم قلبي حفظ كتابك )
رواه الترمذي والحاكم في المستدرك وقال صحيح على شرط الشيخين وسيأتي بطوله في الباب العشرين إن شاء الله تعالى
205 وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ما قال عبد قط إذا أصابه هم أو حزن اللهم إني عبدك ابن أمتك ناصيتي بيدك ماض في حكمك عدل في قضاؤك أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحدا من خلقك أو استأثرت به في
علم الغيب عندك أن تجعل القرآن الكريم ربيع قلبي ) وذكر الحديث وسيأتي بتمامه في ترجمة ما يقوله الإنسان إذا أصابه هم من الباب العشرين إن شاء الله تعالى
رواه الحاكم وابن حبان في صحيحيهما واللفظ لابن حبان
206 وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لما اقترف آدم الخطيئة قال يا رب أسألك بحق محمد لما غفرت لي فقال الله يا آدم وكيف عرفت محمدا ولم أخلقه قال يا رب لأنك لما خلقتني بيدك ونفخت في من روحك رفعت رأسي فرأيت على قوائم العرش مكتوبا لا إله إلا الله محمد رسول الله فعرفت أنك لم تضف إلى اسمك إلا أحب الخلق إليك فقال الله تعالى صدقت يا آدم إنه لأحب الخلق إلي أما إذ سألتني بحقه فقد غفرت لك ولولا محمد ما غفرت لك وما خلقتك )
رواه الحاكم في المستدرك وقال صحيح الإسناد
وقد تقدم في ترجمة تقديم عمل صالح من هذا الباب في حديث عثمان بن حنيف أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر الأعمى أن يقول ( اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بالنبي محمد نبي الرحمة يا محمد إني أتوجه إلى ربي بك أن يكشف لي عن بصري شفعه في وشفعني في نفسي )
ومنها اختيار الأدعية المأثورة
قال الله تعالى { قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم } آل عمران 31
وقال الله تعالى { واتبعوه لعلكم تهتدون } الأعراف 158
وقال الله تعالى { لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة } الأحزاب 21
وقال بعض العلماء الأسوة الحسنة في الرسول صلى الله عليه وسلم الاقتداء به والاتباع لسنته وترك مخالفته في قول أو فعل
207 وعن أنس رضي الله عنه قال كان أكثر دعاء النبي صلى الله عليه وسلم ( اللهم ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار )
رواه البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي
زاد مسلم وأبو داود قال وكان أنس إذا أراد أن يدعو بدعوة دعا بها وإذا أراد أن يدعو بدعاء دعا بها فيه
208 وعن عبد الرحمن بن أبي بكرة رضي الله عنهما أنه قال لأبيه يا أبت إني أسمعك تدعو كل غداة اللهم عافني في بدني اللهم عافني في سمعي اللهم عافني في بصري لا إله إلا أنت تعيدها ثلاثا حين تصبح وثلاثا حين تمسي فقال إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو بهن فأنا أحب أن أستن بسنته
رواه أبو داود والنسائي واللفظ لأبي داود
وأبو بكرة اسمه نفيع بن الحارث
وحكي أن عمر بن عبد العزيز رحمه الله كتب إلى ميمون بن مهران قال قد كتبت إلى البلدان أن يخرجوا إلى الاستسقاء إلى موضع كذا وكذا وأمرتهم
بالصدقة والصلاة وأمرتهم أن يقولوا كما قال أبوهم آدم عليه السلام { ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين } الأعراف 23 ويقولوا كما قال نوح عليه السلام { وإلا تغفر لي وترحمني أكن من الخاسرين } هود 47 ويقولوا كما قال يونس عليه السلام { لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين } الأنبياء 87 ويقولوا كما قال موسى عليه السلام { رب إني ظلمت نفسي فاغفر لي } القصص 16
وقال ابن عطية رحمه الله روي عن ربيعة بن كلثوم قال دخلت على الحسن وهو يشتكي ضرا به ويقول { مسني الضر وأنت أرحم الراحمين } الأنبياء 83 اقتدى بأيوب عليه السلام في دعائه ليستجاب له
ومنها تخير الجوامع من الدعاء
209 عن عائشة رضي الله عنها قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستحب الجوامع من الدعاء ويدع ما سوى ذلك
رواه أبو داود
ومنها التأدب والخضوع والتذلل والخشوع
قال الله تعالى حكاية عن آدم وحواء صلى الله عليه وسلم وعليها { ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين } الأعراف 23
وقال تعالى حكاية عن موسى عليه السلام { سبحانك تبت إليك وأنا أول المؤمنين } الأعراف 143 { رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير } القصص 24
وقال تعالى حكاية عن نوح عليه السلام { رب إني أعوذ بك أن أسألك ما ليس لي به علم وإلا تغفر لي وترحمني أكن من الخاسرين } هود 47 { أني مغلوب فانتصر }
) القمر 10
وقال تعالى حكاية عن زكريا عليه السلام { رب إني وهن العظم مني واشتعل الرأس شيبا ولم أكن بدعائك رب شقيا } مريم 4
وقال تعالى حكاية عن أيوب عليه السلام { أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين } الأنبياء 83
وقال تعالى حكاية عن إبراهيم عليه السلام لما قصد الدعاء { وإذا مرضت فهو يشفين } الشعراء 80 فأضاف الشفاء إلى الله تعالى دون المرض تأدبا
210 وعن علي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في الصلاة ( اللهم أنت الملك لا إله إلا أنت أنت ربي وأنا عبدك ظلمت نفسي واعترفت بذنبي فاغفر لي ذنوبي جميعا إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت واهدني لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت واصرف عني سيئها لا يصرف سيئها إلا أنت لبيك وسعديك والخير كله في يديك والشر ليس إليك أنا بك وإليك تباركت وتعاليت استغفرك وأتوب إليك )
رواه مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي
قال الخطابي رحمه الله تعالى في قوله صلى الله عليه وسلم ( والشر ليس إليك ) معنى هذا الكلام الإرشاد إلى استعمال الأدب في الثناء على الله عز وجل والمدح له بأن تضاف إليه محاسن الأمور دون مساوئها ولم يقع القصد به إلى إثبات شيء وإدخاله تحت قدرته ونفي ضده عنها فإن الخير والشر صادران عن خلقه وقدرته لا يوجد لشيء من الخلق غيره وقد تضاف معاظم الخليقة إليه عند الدعاء والثناء فيقال يا رب السماوات والأرضين كما يقال يا رب الأنبياء والمرسلين ولا يحسن أن
يقال يا رب الكلاب ويا رب القردة والخنازير ونحوها من سفل الحيوانات وحشرات الأرض وإن كانت إضافة جميع الحيوانات إليه من جهة الخلقة لها والقدرة عليها شاملة لجميع أصنافها
211 وعن عامر بن خارجة بن سعد عن جده سعد رضي الله عنه أن قوما شكوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قحوط المطر قال فقال ( اجثوا على الركب ثم قولوا يا رب يا رب ) قال ففعلوا فسقوا حتى أحبوا أن يكشف عنهم
رواه أبو عوانة في مسنده الصحيح
وعن مسلم بن يسار أنه قال لو كنت بين يدي ملك تطلب حاجة لسرك أن تخشع له رواه ابن أبي شيبة في مصنفه
ومنها خفض الصوت وإخفاؤه مع التضرع إلى الله تعالى
قال الله تعالى { قل من ينجيكم من ظلمات البر والبحر تدعونه تضرعا وخفية } الأنعام 63
وقال تعالى { ولقد أرسلنا إلى أمم من قبلك فأخذناهم بالبأساء والضراء لعلهم يتضرعون فلولا إذ جاءهم بأسنا تضرعوا ولكن قست قلوبهم } الأنعام 42
وقال تعالى { ادعوا ربكم تضرعا وخفية } الأعراف 55
وقال تعالى { واذكر ربك في نفسك تضرعا وخيفة ودون الجهر من القول بالغدو والآصال } الأعراف 205
وقال تعالى { ذكر رحمة ربك عبده زكريا إذ نادى ربه نداء خفيا } مريم 2
قال ابن عطية تضرعا أي بخشوع واستكانة وخفية أي في أنفسكم قال وتأول بعض العلماء التضرع والخفية في معنى السر جميعا فكان التضرع فعل القلب وقال في قوله تعالى نداء خفيا قال المفسرون كان سرا في جوف الليل
قال وقال الحسن لقد أدركنا أقواما ما كان على الأرض عمل يقدرون أن يكون سرا فيكون جهرا أبدا ولقد كان المسلمون يجتهدون في الدعاء ولا يسمع لهم صوت إن هو إلا الهمس بينهم وبين ربهم وذلك أن الله تعالى يقول { ادعوا ربكم تضرعا وخفية } أي باستكانة واعتقاد ذلك في القلب
212 وعن أبي موسى رضي الله عنه قال كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر وكنا إذا علونا كبرنا فقال ( اربعوا على أنفسكم فإنكم لا تدعون أصم ولا غائبا وإنما تدعون سميعا بصيرا قريبا ) ثم أتى علي وأنا أقول في نفسي لا حول ولا قوة إلا بالله فقال لي ( يا عبد الله بن قيس قل لا حول ولا قوة إلا بالله فإنها كنز من كنوز الجنة ) رواه الجماعة
اربعوا بفتح الباء الموحدة أي ارفقوا
213 وعن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول ( خير الذكر الخفي وخير الرزق أو العيش ما يكفي ) الشك من ابن وهب
رواه أبو عوانة في مسنده الصحيح وأبو حاتم بن حبان في صحيحه وهذا لفظه
214 وعن عائشة رضي الله عنها في قوله تعالى { ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها } الإسراء 110 إن ذلك نزل في الدعاء
رواه البخاري ومسلم والنسائي
وعن مجاهد أنه سمع رجلا يرفع صوته بالدعاء فرماه بالحجارة
رواه ابن أبي شيبة في مصنفه وقيل في معنى الحديث سيكون قوم يعتدون في الدعاء هو الجهر الكثير والصياح
ومنها أن لا يرفع بصره إلى السماء إذا دعا وهو في الصلاة
215 عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( لينتهين أقوام عن رفعهم أبصارهم عند الدعاء في الصلاة إلى السماء أو ليخطفن أبصارهم )
رواه مسلم والنسائي ولفظهما سواء
قال القاضي عياض رحمة الله عليه اختلفوا في كراهة رفع البصر إلى السماء في الدعاء في غير الصلاة فكرهه شريح وآخرون
ومنها أن لا يخص نفسه بالدعاء إذا كان إماما
216 عن ثوبان رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ثلاث لا تحل لأحد أن يفعلهن لا يؤم رجل قوما فيخص نفسه بالدعاء دونهم فإن فعل فقد خانهم ولا ينظر في قعر بيت قبل أن يستأذن فإن فعل فقد دخل ولا يصلي وهو حقن حتى يتخفف )
رواه أبو داود واللفظ له والترمذي وابن ماجه وحديثه مختصر وقال الترمذي حديث حسن ورواه أبو داود أيضا من حديث أبي هريرة
ومنها أن يسأل الله تعالى بعزم ورغبة وحضور قلب ورجاء
قال تعالى { إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا } الأنبياء 90
217 وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( لا يقولن أحدكم اللهم اغفر لي وارحمني إن شئت ارزقني إن شئت وليعزم مسألته إنه يفعل ما يشاء لا مكره له )
رواه الجماعة واللفظ للبخاري والترمذي
218 وعنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه ذكر رجلا من بني إسرائيل سأل
بعض بني إسرائيل أن يسلفه ألف دينار فقال ائتني بالشهداء أشهدهم فقال كفى بالله شهيدا قال فائتني بالكفيل قال كفى بالله كفيلا قال صدقت فدفعها إليه إلى أجل مسمى فخرج في البحر فقضى حاجته ثم التمس مركبا يركبها يقدم عليه للأجل الذي أجله فلم يجد مركبا فأخذ خشبة فنقرها فأدخل فيها ألف دينار وصحيفة منه إلى صاحبه ثم زجج موضعها ثم أتى بها إلى البحر ثم قال اللهم إنك تعلم أني قد تسلفت فلانا ألف دينار فسألني كفيلا فقلت كفى بالله كفيلا فرضي بك وسألني شهيدا فقلت كفى بالله شهيدا فرضي بك وإن جهدت أن أجد مركبا أبعث إليه الذي له فلم أقدر وإني استودعكها فرمى بها في البحر حتى ولجت فيه ثم انصرف وهو في ذلك يلتمس مركبا يخرج إلى بلده فخرج الرجل الذي كان أقرضه ينظر لعل مركبا قد جاء بماله فإذا بالخشبة التي فيها المال فأخذها لأهله حطبا فلما نشرها وجد المال والصحيفة ثم قدم الذي كان أسلفه فأتى بالألف دينار فقال والله ما زلت جاهدا في طلب مركب لآتيك بمالك فما وجدت مركبا قبل الذي أتيت فيه قال هل كنت بعثت إلي بشيء قال أخبرك أني لم أجد مركبا قبل الذي جئت فيه قال فإن الله قد أدى عنك الذي بعثت به في الخشبة فانصرف بالألف دينار راشدا
رواه البخاري تعليقا ورواه النسائي
زجج موضعها بالزاي والجيم المكررة أي طلاه بما يمنع انفلاته منه وسقوطه إما بزفت أو شمع
219 وعنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة واعلموا أن الله لا يستجيب دعاء من قلب غافل لاه )
رواه الترمذي وهذا لفظه والحاكم في المستدرك وقال مستقيم الإسناد
220 وعنه أيضا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( إذا دعا أحدكم فليعظم الرغبة فإنه لا يتعاظم على الله شيء )
رواه أبو عوانة في مسنده وابن حبان في صحيحه واللفظ له
وقد تقدم في الباب الأول من حديث أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( قال الله يا بن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك ما كان منك )
ومنها أن يلح في الدعاء ويكرره
221 عن جرير بن عبد الله رضي الله عنه قال كان في الجاهلية بيت يقال له ذو الخلصة وكان يقال له الكعبة اليمانية والكعبة الشامية فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ( هل أنت مريحيي من ذي الخلصة ) قال قال فنفرت إليه
في خمسين ومئة فارس من أحمس قال فكسرناه وقتلنا من وجدنا عنده فأتيناه فأخبرناه فدعا لنا ولأحمس
وفي رواية للبخاري ومسلم فبرك النبي صلى الله عليه وسلم على جند أحمس ورجالها خمس مرات
رواه البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي
والخلصة بالخاء المعجمة واللام المفتوحتين وقيل بضمهما وقيل بفتح الخاء وسكون اللام بيت لخثعم وبجيلة وفيه صنم لهما وقيل هو بيت صنم ببلاد دوس وهو اسم صنم لا اسم بيته وكذا جاء تفسيره في الحديث
والحمس قريش ومن ولدت قريش وكنانة وجديلة قيس سموا حمسا لأنهم تحمسوا في دينهم أي تشددوا وذكر الحربي عن بعضهم قال سموا حمسا بالكعبة لأنها حمس حجرها أبيض يضرب إلى السواد وهم أهلها وقيل الحمسة الحرمة فسموا حمسا لنزولهم بالحرم
222 وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم لما دعا على قريش حين تعرضوا له وهو ساجد قال ( اللهم عليك بقريش ) ثلاث مرات
رواه البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي
زاد مسلم وكان إذا دعا دعا ثلاثا وإذا سأل سأل ثلاثا
223 وعن أنس رضي الله عنه قال بعث النبي صلى الله عليه وسلم سبعين رجلا لحاجة يقال لهم القراء فعرض لهم حيان من بني سليم رعلا وذكوان عند بئر يقال لها بئر معونة فقال القوم والله ما إياكم أردنا إنما نحن مجتازون لحاجة
للنبي صلى الله عليه وسلم فقتلوهم فدعا النبي صلى الله عليه وسلم عليهم شهرا في صلاة الغداة وذلك بدء القنوت وما كنا نقنت
224 وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في الرجل الذي هو آخر أهل النار دخولا الجنة ( فلا يزال يدعو الله حتى يضحك الله منه فإذا ضحك منه قال ادخل الجنة )
متفق عليهما
225 وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر الدجال فأطنب في ذكره وذكر الحديث وقال في آخره ( ألا هل بلغت ) قالوا نعم قال ( اللهم اشهد ) ثلاثا
226 وعن أبي الدرداء رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأبي بكر رضي الله عنه ( يغفر الله لك يا أبا بكر ) ثلاثا
انفرد بهما البخاري
227 وعن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال كشف رسول الله صلى الله عليه وسلم الستر ورأسه معصوب في مرضه الذي مات فيه فقال ( اللهم هل بلغت ) ثلاث مرات
مختصر رواه مسلم وأبو داود والنسائي
228 وعن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل عليه
يعوده بمكة فقال ( ما يبكيك ) فقال قد خشيت أن أموت بالأرض التي هاجرت منها كما مات سعد بن خولة فقال النبي صلى الله عليه وسلم ( اللهم اشف سعدا اللهم اشف سعدا ) ثلاث مرات
229 وعن أبي بكرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إنها ستكون فتنة القاعد فيها خير من القائم ) الحديث وفيه ( اللهم هل بلغت اللهم هل بلغت اللهم هل بلغت )
انفرد بهما مسلم
230 وعن أبي أمية المخزومي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم أتى بلص قد اعترف اعترافا ولم يوجد معه متاع فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ما إخالك سرقت ) قال بلى فأعاد عليه مرتين أو ثلاثا فأمر به فقطع وجيء به فقال ( استغفر الله وتب إليه ) فقال أستغفر الله وأتوب إليه فقال ( اللهم تب عليه ) ثلاثا
رواه أبو داود واللفظ له والنسائي وابن ماجه
ومعنى إخالك أظنك قال الجوهري إخال بالكسر هو الأفصح وبنو أسد يقولون أخال بالفتح وهو القياس
231 وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
( من سأل الله الجنة ثلاث مرات قالت الجنة اللهم أدخله الجنة ومن استجار من النار ثلاث مرات قالت النار اللهم أجره من النار )
رواه الترمذي والنسائي وابن ماجه وابن حبان في صحيحه بلفظ واحد ورواه الحاكم في المستدرك وقال صحيح الإسناد
232 وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال استغفر لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة البعير خمسا وعشرين مرة
رواه الترمذي والنسائي وابن حبان في صحيحه واللفظ له وللترمذي وقال حسن غريب صحيح قال ومعنى ليلة البعير ما روي عن جابر من غير وجه أنه كان مع النبي صلى الله عليه وسلم فباع بعيره من النبي صلى الله عليه وسلم واشترط ظهره إلى المدينة
233 وعن عبد الله بن جعفر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ بيده فشالها ثم قال ( اللهم اخلف جعفرا في أهله وبارك لعبد الله في صفقة يمينه ) ثلاثا
رواه النسائي واللفظ له والحاكم في المستدرك وأبو عوانة في مسنده الصحيح
234 وعن علي رضي الله عنه قال لما كان يوم بدر قاتلت شيئا من قتال ثم جئت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أنظر ما صنع فجئت فإذا هو ساجد يقول ( يا حي يا قيوم ) ثم رجعت إلى القتال ثم جئت فإذا هو ساجد لا يزيد على ذلك ثم ذهبت إلى القتال ثم جئت فإذا هو ساجد يقول ذلك ففتح الله عليه
رواه النسائي والحاكم في المستدرك واللفظ للنسائي
235 وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ضرب صدر عمر بن الخطاب رضي الله عنه بيده حين أسلم ثلاث مرات وهو يقول ( اللهم أخرج ما في صدره من غل وأبدله إيمانا ) يقول ذلك ثلاثا
236 وعن جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم علم رجلا دعاء فدعا به فقال ( عد ) فعاد ثم قال ( عد ) فعاد ثم قال ( عد ) فعاد فقال ( قم فقد غفر الله لك )
رواهما الحاكم في المستدرك وسيأتي هذا الحديث في الباب الحادي والعشرين إن شاء الله تعالى
237 وعن أبي بن كعب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( اللهم اغفر لأمتي اللهم اغفر لأمتي اللهم أغفر لأمتي )
مختصر رواه أبو عوانة في مسنده الصحيح
238 وعن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إذا سأل الله أحدكم فليكثر فإنما يسأل ربه )
رواه ابن حبان في صحيحه
وقد تقدم في هذا الباب في ترجمة استقبال القبلة من حديث جابر قول النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع ( اللهم اشهد ) ثلاث مرات
ومن حديث عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم في يوم بدر ما زال يهتف بربه مادا يديه مستقبل القبلة حتى سقط رداؤه عن منكبيه
وفي ترجمة رفع اليدين حديث أبي في قصة ابن اللبتية وقول النبي صلى الله عليه وسلم ( اللهم هل بلغت ) ثلاثا
ومنها أن يجتنب السجع
239 عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال حدث الناس في كل جمعة مرة فإن أبيت فمرتين فإن أكثرت فثلاث مرات ولا تمل الناس هذا القرآن ولا ألفينك تأتي القوم وهم في حديث من حديثهم فتقص عليهم فتقطع عليهم حديثهم فتملهم ولكن أنصت فإذا أمروك فحدثهم وهم يشتهونه فانظر السجع من الدعاء فاجتنبه فإني عهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه لا يفعلون إلا ذلك
يعني لا يفعلون إلا ذلك الاجتناب انفرد به البخاري
ألفيتك بضم الهمزة وفتح الفاء والياء آخر الحروف ومعناه أجدك
قال الغزالي رحمه الله المراد بالسجع هو المتكلف من الكلام لأن ذلك لا يلائم الضراعة والذلة وإلا ففي الأدعية المأثورة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كلمات متوازنة لكنها غير متكلفة
ومنها أن يجتنب الحرام
240 عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أيها الناس إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين
فقال { يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا إني بما تعملون عليم } المؤمنون 51
وقال تعالى { يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم } البقرة 172 ثم ذكر الرجل أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء يا رب يا رب ومطعمه حرام ومشربه حرام وغذي بالحرام فانى يستجاب لذلك )
رواه مسلم والترمذي
ومنها ألا يدعو بإثم ولا قطيعة رحم
241 عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( لا يزال يستجاب للعبد ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم ما لم يستعجل ) قيل يا رسول الله ما الاستعجال قال ( يقول قد دعوت وقد دعوت فلم أر يستجيب لي فيستحسر عند ذلك ويدع الدعاء )
رواه مسلم والترمذي
حسر واستحسر إذا أعيي قال تعالى { لا يستكبرون عن عبادته ولا يستحسرون } الأنبياء 19 أي لا ينقطعون عن العبادة
وقد تقدم في الباب الأول من حديث عبادة بن الصامت ما على الأرض مسلم يدعو الله بدعوة إلا آتاه الله إياها أو صرف عنه من السوء مثلها ما لم يدع بإثم أو قطعية رحم
ومنها ألا يدعو بأمر قد فرغ منه
242 عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال قالت أم حبيبة
رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم اللهم أمتعني بزوجي رسول الله صلى الله عليه وسلم وبأبي أبي سفيان وبأخي معاوية قال فقال النبي صلى الله عليه وسلم ( قد سألت الله عز وجل لآجال مضروبة وأيام معدودة وأوقات مقسومة ولن يعجل شيئا قبل حله أو يؤخر شيئا عن حله ولو كنت سألت الله أن يعيذك من عذاب في النار أو عذاب في القبر كان خيرا وأفضل ) الحديث
رواه مسلم والنسائي
ومنها ألا يعتدي في دعائه
243 عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى { إنه لا يحب المعتدين } الأعراف 55
قال في الدعاء وفي غيره
رواه البخاري تعليقا
244 وعن عبد الله بن مغفل رضي الله عنه أنه سمع ابنه يقول اللهم إني أسألك القصر الأبيض عن يمين الجنة إذا دخلتها فقال أي بني سل الله الجنة وتعوذ به من النار فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إنه سيكون في هذه الأمة قوم يعتدون في الطهور والدعاء
رواه أبو داود واللفظ له وابن ماجه والحاكم في المستدرك وابن حبان في صحيحه
245 وعن ابن لسعد وهو ابن أبي وقاص رضي الله عنه قال سمعني أبي وأنا أقول اللهم إني أسألك الجنة ونعيمها وبهجتها وكذا وكذا وأعوذ بك من النار وسلاسلها وأغلالها وكذا وكذا فقال يا بني إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( سيكون قوم يعتدون في الدعاء فإياك أن تكون منهم إنك إن أعطيت الجنة أعطيتها وما فيها من الخير وإن أعذت من النار أعذت منها وما فيها من الشر )
رواه أبو داود
قال الخطابي ليس معنى الاعتداء الإكثار فقد روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ( إن الله يحب الملحين في الدعاء ) وقال ( إذا دعا أحدكم فليستكثر فإنما يسأل ربه ) وإنما هو مثل ما روي عن سعد وذكر هذا الحديث
ومنها أن لا يتحجر
246 عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قام رسول الله صلى الله عليه وسلم في
صلاة وقمنا معه فقال أعرابي وهو في الصلاة اللهم ارحمني ومحمدا ولا ترحم معنا أحدا فلما سلم النبي صلى الله عليه وسلم قال للأعرابي ( لقد حجرت واسعا ) يريد رحمة الله عز وجل
رواه البخاري وأبو داود والنسائي وابن ماجه
حجرت واسعا من الحجر وهو المنع أي ضيقت ما وسعه الله تعالى
ومنها أن يدعو لوالديه وإخوانه المؤمنين إذا دعا وأن يبدأ بنفسه
قال الله تعالى حكاية عن إبراهيم عليه السلام { ربنا اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين يوم يقوم الحساب } إبراهيم 41
وقال تعالى { وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا } الإسراء 24
وقال تعالى { الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به ويستغفرون للذين آمنوا } الآيات غافر 7
وقال تعالى { واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات } محمد 19
وقال تعالى { والذين جاؤوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا } الحشر 10
وقال تعالى حكاية عن نوح عليه السلام { رب اغفر لي ولوالدي ولمن دخل بيتي مؤمنا وللمؤمنين والمؤمنات } نوح 28
247 وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم نعى النجاشي صاحب الحبشة في اليوم الذي مات فيه وقال ( استغفروا لأخيكم )
رواه البخاري ومسلم
( النعي ) الدعاء بموت الميت والإشعار به نعاه ينعاه نعيا ونعيانا قاله ابن سيدة في محكمه
و ( النجاشي ) المحدثون يفتحون نونه واللغويون يكسرونها واسمه أصحمة بفتح الهمزة وبالصاد والحاء المهملتين ومعناه عطية
248 وعن صفوان وهو ابن عبد الله بن صفوان وكانت تحته الدرداء قال قدمت الشام فأتيت أبا الدرداء في منزله فلم أجده ووجدت أم الدرداء فقالت أتريد الحج العام فقلت نعم قالت فادع لنا بخير فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول ( دعوة المرء المسلم لأخيه بظهر الغيب مستجابة عند رأسه ملك موكل كلما دعا لأخيه بخير قال الملك الموكل به آمين ولك بمثل ) قال فخرجت إلى السوق فلقيت أبا الدرداء فقال لي مثل ذلك يرويه عن النبي صلى الله عليه وسلم انفرد به مسلم
أم الدرداء هذه هي الصغرى لها صحبة واسمها هجيمة وقيل جهيمة وقيل جمانة بنت حيي الوصابية وقيل الأوصابية لا صحبة لها وهي التي مات عنها أبو الدرداء وخطبها بعده معاوية فأبت أن تتزوجه وأم الدرداء الكبرى لها صحبة واسمها خيرة بنت أبي حدرد عبد الأسلمية تزوجت أيضا أبا الدرداء وماتت قبله بسنين بالشام في خلافة عثمان ولم يرو عنها في الكتب الستة شيء قال ابن عساكر في تاريخه روت عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثين وذكر خلف في الأطراف هذا الحديث في مسندها لظاهر رآه في صحيح مسلم وقد ذكر مسلم قبل ذلك ما يدل على أنه من روايتها عن أبي الدرداء وقد نبه على هذا غير واحد من الحفاظ
249 وعن أم سلمة رضي الله عنه واسمها هند أنها لما أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله إن أبا سلمة قد مات فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم ( قولي اللهم اغفر لي وله )
رواه الجماعة إلا البخاري
250 وعن أبي بن كعب رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دعا بدأ بنفسه وقال ( رحمة الله علينا وعلى موسى لو صبر لرأى من صاحبه العجب ولكن قال { إن سألتك عن شيء بعدها فلا تصاحبني قد بلغت من لدني عذرا } الكهف 76
رواه أبو داود واللفظ له والترمذي وقال حسن غريب صحيح والنسائي وزاد قال وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ذكر نبيا من الأنبياء بدأ بنفسه فقال ( رحمة الله علينا وعلى صالح رحمة الله علينا وعلى أخي عاد ) يعني هودا ورواه أيضا أبو عوانة في مسنده وابن حبان في صحيحه
251 وعن سالم بن عبيد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( إذا عطس أحدكم فليقل الحمد لله رب العالمين وليقل له من يرد عليه يرحمك الله وليقل يغفر الله لي ولكم )
رواه أبو داود والترمذي والنسائي وابن حبان في صحيحه
وسيأتي بتمامه في تشميت العاطس من الباب العشرين إن شاء الله تعالى
252 وعن سعيد بن يسار قال جلست إلى ابن عمر فذكرت رجلا فترحمت عليه فضرب صدري وقال ابدأ نفسك
رواه ابن أبي شيبة في مصنفه
وقد تقدم في ترجمة تقديم عمل صالح من هذا الباب من حديث ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر عليا حين شكا إليه تفلت القرآن من صدره أن يصلي أربع ركعات وأن يحمد الله ويحسن الثناء عليه ويصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ويحسن وعلى سائر النبيين ويستغفر للمؤمنين والمؤمنات
ومنها أن يسأل الله تعالى حاجاته كلها فلا يمنعه من الدعاء استعظام المطلوب ولا احتقاره
53 عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( من آمن بالله ورسوله وأقام الصلاة وصام رمضان كان حقا على الله عز وجل أن يدخله الجنة هاجر في سبيل الله عز وجل أو جلس في أرضه التي ولد فيها ) قالوا يا رسول الله أفلا ننبيء الناس بذلك قال ( إن في الجنة مئة درجة أعدها الله للمجاهدين في سبيله كل درجتين ما بينهما كما بين السماء والأرض فإذا سألتم الله عز وجل فسلوه الفردوس فإنه أوسط الجنة وأعلى الجنة وفوقه عرش الرحمن ومنه تفجر أنهار الجنة )
انفرد به البخاري
254 وعن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ليسأل أحدكم ربه حاجته كلها حتى يسأل شسع نعله إذا انقطع )
رواه الترمذي وابن حبان في صحيحه وقال الترمذي واللفظ له هذا حديث حسن غريب
ومنها تأمين الداعي والمستمع
255 عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( إذا قال الإمام { غير المغضوب عليهم ولا الضالين } فقولوا آمين فإنه من وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه )
رواه البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي
آمين يمد ويقصر والميم مخففة ومعناها اللهم استجب وقيل افعل وقيل كذلك يكون وقيل لا تخيب رجاءنا وقيل غير ذلك
256 وعن أبي مصبح المقرائي قال كنا نجلس إلى أبي زهير النميري رضي الله عنه وكان من الصحابة يتحدث أحسن الحديث فإذا دعا الرجل منا قال اختمه بآمين فإن آمين مثل الطابع على الصحيفة قال أبو زهير أخبركم عن ذلك خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة نمشي فأتينا على رجل قد ألح في المسألة فوقف النبي صلى الله عليه وسلم يسمع منه فقال النبي صلى الله عليه وسلم ( أوجب إن ختم ) فقال رجل من القوم بأي شيء يختم فقال ( بآمين فإنه إن ختم بآمين فقد
أوجب ) فانصرف الرجل الذي سأل النبي صلى الله عليه وسلم فأتى الرجل فقال اختم يا فلان بآمين وأبشر
رواه أبو داود
أبو مصبح بضم الميم وفتح الصاد وكسر الباء الموحدة قال أبو حاتم أبو مصبح ثقة لا أعرف اسمه والمقرائي قال أبو داود نسل من حمير وقال السمعاني المقرائي بضم الميم وقيل بفتحها وسكون القاف وفتح الراء بعدها همزة هذه النسبة إلى مقرى قرية بدمشق وقال الشيخ زكي الدين عبد العظيم إن الأول أشهر وقال شيخنا الحافظ أبو محمد الدمياطي رحمه الله مقرى بضم الميم لا غير على وزن مفعل أخو حبل بطنان من حمير انتهى
وأبو زهير النميري ويقال أبو الأزهر الأنماري ويقال التميمي روى عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثين أحدهما هذا والثاني يأتي إن شاء الله تعالى في الباب الحادي عشر فيما يقول إذا أوى إلى فراشه وقيل إن له حديثا ثالثا
قال ابن عبد البر يقال اسمه فلان بن شرحبيل
257 وعن زيد بن ثابت رضي الله عنه أنه كان هو وأبو هريرة ورجل آخر في المسجد يدعون فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وجلس إليهم فسكتوا فقال ( عودوا للذي كنتم فيه ) فقال زيد فدعوت أنا وصاحباي قبل أبي هريرة وجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤمن على دعائنا قال ثم دعا أبو هريرة فقال اللهم إني أسألك مثل الذي سألك صاحباي هذان وأسألك علما لا ينسى فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( آمين ) فقلنا يا رسول الله ونحن نسأل الله علما لا ينسى فقال ( سبقكما بها الدوسي )
رواه النسائي والحاكم في المستدرك وهذا لفظه
258 وعن كعب بن عجرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( احضروا المنبر ) فحضرنا فلما ارتقى درجة قال ( آمين ) فلما ارتقى الدرجة الثانية قال ( آمين ) ثم لما ارتقى الثالثة قال ( آمين ) فلما نزلنا قلنا يا رسول الله لقد سمعنا منك اليوم شيئا ما كنا نسمعه قال ( إن جبريل عرض لي فقال بعد من أدرك رمضان فلم يغفر له قلت آمين فلما رقيت الثانية قال بعد من ذكرت عنده فلم يصل عليك فقلت آمين فلما رقيت الثالثة قال بعد من أدرك أبويه الكبر عنده أو أحدهما فلم يدخلاه الجنة فقلت آمين )
رواه الحاكم في المستدرك وقال صحيح الإسناد ورواه ابن حبان في صحيحه من حديث مالك بن الحويرث بمعناه وقال فيه ومن ذكرت عنده فلم يصل عليك فأبعده الله قل آمين فقلت آمين
259 وعن حبيب بن سلمة الفهري وكان مجاب الدعوة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( لا يجتمع ملأ فيدعو بعضهم ويؤمن بعضهم إلا أجابهم الله )
260 وعن أم سلمة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم دعا بدعاء طويل وأمن في تفاصيله
رواهما الحاكم في المستدرك وقال في هذا صحيح الإسناد
وسيأتي بطوله في الباب الحادي والعشرين إن شاء الله تعالى
وقد تقدم في هذا الباب في ترجمة الثناء قبل الدعاء من حديث أبي موسى رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( وإذا قال { غير المغضوب عليهم ولا الضالين } فقولوا آمين يجبكم الله )
ومن حديث رفاعة أن النبي صلى الله عليه وسلم دعا وقال في آخر دعائه آمين
ومنها مسح وجهه بيديه بعد فراغه
261 عن ابن عباس رضي الله عنهما إذا سألتم الله فسلوه ببطون أكفكم ولا تسألوه بظهورها وامسحوا بها وجوهكم
رواه أبو داود وابن ماجه والحاكم في المستدرك واللفظ له
262 وعن السائب بن يزيد عن أبيه رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا دعا فرفع يديه مسح وجهه بيديه
رواه أبو داود
263 وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال كان رسول الله
صلى الله عليه وسلم إذا رفع يديه في الدعاء لم يحطهما حتى يمسح بهما وجهه قال محمد بن المثنى في حديثه لم يردهما حتى يمسح بهما وجهه
رواه الترمذي والحاكم في المستدرك واللفظ للترمذي وقد اختلفت النسخ في الكلام عليه ففي بعضها غريب لا نعرفه إلا من حديث حماد بن عيسى تفرد به وهو قليل الحديث وقد حدث عنه الناس وحنظلة بن أبي سفيان الجمحي ثقة وثقة يحيى بن سعيد القطان ورأيت في غير ما نسخه حسن (1) غريب إلى آخر كلامه المتقدم وقول بعض العلماء في فتاويه ولا يمسح بهما وجهه بيديه عقب الدعاء إلا جاهل محمول على أنه لم يطلع على هذه الأحاديث
ومنها ألا يستبطئ الإجابة
264 عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( يستجاب لأحدكم ما لم يعجل يقول قد دعوت فلم يستجب لي )
رواه الجماعة إلا النسائي
وفي رواية لمسلم والترمذي ( لا يزال يستجاب للعبد ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم ما لم يستجعل ) قيل يا رسول الله ما الاستعجال قال ( يقول قد دعوت فلم أر يستجيب لي فيستحسر عند ذلك ويدع الدعاء )
وذكر مكي رحمه الله أن المدة بين دعاء زكريا عليه السلام بطلب الولد والبشارة
1- صحيح
به أربعون سنة
وحكى الإمام أبو حامد الغزالي رحمه الله تعالى عن بعضهم أنه قال إني لأسأل الله عز وجل منذ عشرين سنة حاجة ما أجابني وأنا أرجو الإجابة سألت الله أن يوفقني لترك ما لا يعنيني
*
الباب الرابع
*
في الأوقات والأحوال والأماكن التي يمتاز الدعاء فيها على غيرها
في الأوقات والأحوال والأماكن التي يمتاز الدعاء فيها على غيرها
فالأوقات يوم عرفة وليلة القدر ويوم الجمعة وليلتها وجوف الليل الآخر ووقت السحر
أما يوم عرفة
265 فلحديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( خير الدعاء دعاء يوم عرفة )
رواه الترمذي وقال حسن غريب من هذا الوجه
وأما ليلة القدر
266 فلحديث عائشة رضي الله عنها قلت يا رسول الله إن علمت أي ليلة ليلة القدر ما أقول فيها قال ( قولي اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني )
رواه الترمذي والنسائي وابن ماجه والحاكم في المستدرك وقال صحيح على شرط الشيخين وقال الترمذي واللفظ له حسن صحيح
وأما يوم الجمعة وليلتها
267 فلما روي عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر يوم الجمعة فقال ( فيه ساعة لا يوافقها عبد مسلم وهو قائم يصلي ويسأل الله تعالى شيئا إلا أعطاه إياه ) وأشار بيده يقللها
رواه البخاري ومسلم والنسائي وابن ماجه
268 وعن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري قال قال لي عبد الله بن عمر رضي الله عنهم أسمعت أباك يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في شأن ساعة الجمعة قال قلت نعم سمعته يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( هي ما بين أن يجلس الإمام إلى أن تنتهي الصلاة )
رواه مسلم وأبو داود وقال يعني على المنبر
أبو بردة اسمه عامر ويقال الحارث وقيل اسمه كنيته
269 وعن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال خرجت إلى الطور فلقيت كعب الأحبار فجلست معه فحدثني عن التوراة وحدثته عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان فيما حدثته أني قلت له قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( خير يوم طلعت فيه الشمس يوم الجمعة فيه خلق آدم وفيه أهبط وفيه تيب عليه وفيه مات وفيه تقوم الساعة وما من دابة إلا وهي مصيخة يوم الجمعة من حين تصبح حتى
تطلع الشمس شفقا من الساعة إلا الجس والإنس وفيه ساعة لا يوافقها عبد مسلم وهو يصلي يسأل الله شيئا إلا أعطاه إياه ) فقال كعب ذلك في كل سنة يوم فقلت بل في كل جمعة قال وقرأ كعب التوراة فقال صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال أبو هريرة فلقيت بصرة بن أبي بصرة الغفاري فقال من أين أقبلت فقلت من الطور فقال لو أدركتك قبل أن تخرج إليه ما خرجت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( لا تعمل المطي إلا إلى ثلاثة مساجد إلى المسجد الحرام وإلى مسجدي هذا وإلى مسجد إيلياء أو بيت المقدس ) يشك أيتهما قال
قال أبو هريرة رضي الله عنه ثم لقيت عبد الله بن سلام فحدثته بمجلسي مع كعب الأحبار وما حدثته في يوم الجمعة قال فقلت له قال كعب ذلك في كل سنة يوم فقال عبد الله بن سلام كذب كعب فقلت نعم ثم قرأ كعب التوراة فقال بل هي في كل جمعة فقال عبد الله بن سلام صدق كعب ثم قال عبد الله بن سلام قد علمت أية ساعة هي قال أبو هريرة فقلت له أخبرني بها ولا تضنن علي فقال عبد الله بن سلام هي آخر ساعة في يوم الجمعة قال أبو هريرة رضي الله عنه وكيف تكون آخر ساعة من يوم الجمعة وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لا يصادفها عبد مسلم وهو يصلي ) وتلك ساعة لا يصلى فيها فقال عبد الله بن سلام رضي الله عنه ألم يقل رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من جلس مجلسا يتنظر الصلاة فهو في صلاة حتى يصلي ) فقال أبو هريرة فقلت بلى فقال فهو ذاك
رواه مالك في الموطأ وهذا لفظه وأبو داود والنسائي والترمذي والحاكم في المستدرك وقال صحيح على شرط الشيخين وقال الترمذي صحيح
وقوله مصيخة أي مستمعة مقبلة وقال مالك مشفقة وقوله كذب أي أخطأ وسماه كذبا لأنه يشبهه في أنه ضد الصواب كما أن الكذب
ضد الصدق وهو معروف من كلام العرب موجود في أشعارهم كثيرا وقوله ولا تضنن هو بفتح التاء وسكون الضاد وفتح النون الأولى وسكون الثانية بمعنى لا تبخل ومنه قوله تعالى { وما هو على الغيب بضنين } التكوير 24 على إحدى القراءتين أي ببخيل
270 وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( يوم الجمعة اثنتا عشرة ساعة لا يوجد عبد مسلم يسأل الله شيئا إلا آتاه الله إياه فالتمسوها آخر ساعة بعد العصر )
رواه أبو داود والنسائي وهذا لفظه
271 وعن عمرو بن عوف المزني رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( إن في الجمعة ساعة لا يسأل الله العبد فيها شيئا إلا آتاه الله إياه ) قالوا يا رسول الله أية ساعة هي قال ( هي حين تقام الصلاة إلى الانصراف منها )
رواه الترمذي وابن ماجه وقال الترمذي واللفظ له حسن غريب
وقد اختلف في ساعة الإجابة أي وقت هي من يوم الجمعة على أقوال
أحدها أنها ما بين أن يجلس الإمام إلى أن تنقضي الصلاة لحديث أبي موسى المتقدم وهو صريح وحديث صحيح فلا تعدل عنه إلى غيره وقد روى البيهقي بسنده عن مسلم رحمه الله أنه قال هذا الحديث أجود حديث وأصحه في بيان ساعة الجمعة
الثاني أنها من حين تقام الصلاة إلى السلام منها لحديث عمرو بن عوف المذكور في آخر الأحاديث
الثالث أنها بعد العصر إلى غروب الشمس لحديث جابر السابق وحكاه أبو عمر بن عبد البر واستدل له بحديثين أحدهما عن أبي سلمة والآخر عن أنس وقال كان سعيد بن جبير إذا صلى العصر يوم الجمعة لم يتكلم إلى غروب الشمس وسئل أبو هريرة عنها فقال هي بعد العصر قال فكان طاووس إذا صلى العصر يوم الجمعة لم يكلم أحدا ولم يلتفت مشغولا بالدعاء والذكر حتى تغرب الشمس
وقال الترمذي ورأى بعض أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وغيرهم أن الساعة التي ترجى بعد العصر إلى غروب الشمس وبه يقول أحمد وإسحاق وقال أحمد أكره الحديث في الساعة التي يرجى فيها قبول الدعوة إنها بعد صلاة العصر وترجى بعد زوال الشمس
الرابع آخر ساعة من يوم الجمعة لحديث عبد الله بن سلام وإلى هذا القول مال ابن عبد البر وقال قول عبد الله بن سلام أثبت شيء فيها وهو قول أبي هريرة وكعب ألا ترى إلى رجوع أبي هريرة رضي الله عنه إلى قوله وسكوته عنه لما لزمه من المعارضة بأن منتظر الصلاة في صلاة وقد روى بنحو قول عبد الله ابن سلام أحاديث مرفوعة وقال بعض أهل اللغة إن قائما قد يكون بمعنى مقيما قالوا ومن ذلك قوله تعالى { إلا ما دمت عليه قائما } آل عمران 75 أي مقيما وقال الطرطوشي هذا القول في نفسي أقوى وإن كان القياس لا يدخل في شيء من ذلك واستدل بهذا الحديث وبما رواه مسلم والنسائي من حديث
أبي هريرة أن الله خلق آدم بعد العصر من يوم الجمعة في آخر الخلق في آخر ساعة من ساعات الجمعة فيما بين العصر إلى الليل قال فهذا يفيدك غلبة الظن في شرف هذه الساعة
وذهب أبو ذر الغفاري إلى أنها بعد زيغ الشمس بيسير إلى ذراع وقد روي عن علي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ( إذا زالت الشمس وفاءت الأفياء وراحت الأرواح فاطلبوا إلى الله حوائجكم فإنها ساعة الأوابين ثم تلا { فإنه كان للأوابين غفورا } الإسراء 25 )
ويحتمل أنها تدور في أيام الجمع على الأوقات المذكورة في الأحاديث فيوما تكون ما بين أن يجلس الإمام إلى أن تقضى الصلاة ويوما حين تقام الصلاة إلى السلام ويوما تكون فيما بين العصر إلى غروب الشمس ويوما تكون في آخر ساعة ويكون النبي صلى الله عليه وسلم قد سئل عن ذلك في أوقات متفرقة فأجاب عن ذلك بما أجاب ورأيت غير واحد من الأئمة جنح إلى هذا والله تعالى أعلم بحقيقة ذلك
وقد قيل إنها مبهمة في جميع اليوم حكمة من الله تعالى ليعكف الداعي على مراقبتها ويجتهد في الدعاء في جميع اليوم كما قيل في ليلة القدر والصلاة الوسطى والاسم الأعظم وساعة الإجابة في الليل وهذا القول ضعيف لتعيين وقتها والتصريح به في الأحاديث المتقدمة والله أعلم
وقد تقدم في هذا الباب في ترجمة تحري الأوقات الفاضلة من حديث ابن عباس قول النبي صلى الله عليه وسلم ( وقد قال أخي يعقوب لبنيه عليهم السلام { سوف أستغفر لكم ربي } يوسف 98 يقول حتى تأتي ليلة الجمعة )
وأما جوف الليل ووقت السحر
272 فلما روي عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر يقول من يدعوني فأستجيب له من يسألني فأعطيه من يستغفرني فأغفر له )
رواه الجماعة وزاد النسائي وابن ماجه حتى يطلع الفجر وزاد ابن ماجه فلذلك كانوا يستحبون صلاة آخر الليل الأول وفي رواية لمسلم إن الله يمهل حتى إذا ذهب ثلث الليل الأول وفي رواية أخرى إذا ذهب شطر الليل أو ثلثاه وقد تقدم الحديث في أول الباب الأول
273 وعن عمرو بن عبسة رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول ( أقرب ما يكون العبد من الرب في جوف الليل الآخر فإن استطعت أن تكون ممن يذكر الله تعالى في تلك الساعة فكن )
رواه أبو داود والنسائي والترمذي والحاكم في المستدرك واللفظ للترمذي وقال حسن صحيح غريب من هذا الوجه وقال الحاكم صحيح على شرط مسلم
274 وعن أبي أمامة رضي الله عنه قال قلنا يا رسول الله أي
الدعاء أسمع قال ( جوف الليل الآخر ودبر الصلوات المكتوبات )
رواه الترمذي والنسائي واللفظ للترمذي وقال هذا حديث حسن قال وقد روي عن أبي ذر الغفاري وابن عمر رضي الله عنهم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ( جوف الليل الآخر الدعاء فيه أفضل وأرجى ) ونحو هذا
والأحوال بين الأذان والإقامة وعند النداء بالصلاة والصف في سبيل الله ووقت المطر وفي السجود ودبر الصلوات المكتوبات وعقب تلاوة القرآن وختمه وفي مجالس الذكر واجتماع المسلمين وصياح الديكة والحضور عند الميت
أما بين الأذان والإقامة
275 فلما روي عن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لا يرد الدعاء بين الأذان والإقامة )
رواه أبو داود والنسائي والترمذي ولفظهم سواء وقال الترمذي حديث حسن وأخرجه ابن حبان في صحيحه بمعناه
276 وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن رجلا قال يا رسول الله إن المؤذنين يفضلوننا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( قل كما يقولون فإذا انتهيت فسل تعطه )
رواه أبو داود والنسائي وابن حبان في صحيحه ولفظهم واحد إلا عند النسائي تعط
وقد تقدم في ترجمة تحري الأوقات من الباب الثالث حديث أبي أمامة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( إذا نادى المنادي فتحت أبواب السماء واستجيب الدعاء )
وأما عند النداء بالصلاة والصف في سبيل الله ووقت المطر
277 فلما روي عن سهل بن سعد رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ثنتان لا تردان أو قل ما تردان الدعاء عند النداء وعند البأس حين يلحم بعضه بعضا ) وفي رواية عن سهل بن سعد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( وقت المطر )
رواه أبو داود والحاكم في المستدرك بهذا اللفظ وأخرج ابن حبان المتن الأول فقط
وقال سهل ساعتان تفتح فيهما أبواب السماء وقل داع ترد عليه دعوته حضرة النداء بالصلاة والصف في سبيل الله تعالى
رواه مالك في الموطأ موقوفا ورواه ابن حبان في صحيحه مختصرا مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم
وقوله ( يلحم ) هو بالحاء المهملة قال الهروي يقال ألحم الرجل واستلحم إذا نشب في الحرب فلم يجد مخلصا ولحم إذا قتل فهو ملحوم ولحيم
وأما السجود
278 فلما روي عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا الدعاء )
رواه مسلم وأبو داود والنسائي بهذا اللفظ
وقد تقدم في الباب الثالث من حديث ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء فقمن أن يستجاب لكم )
وأما دبر الصلوات المكتوبات
لحديث أبي أمامة المتقدم في هذا الباب قلنا يا رسول الله أي الدعاء أسمع قال ( جوف الليل الآخر ودبر كل صلاة مكتوبة )
وأما عقب تلاوة القرآن وختمه
279 فلما روي عن عمران بن حصين رضي الله عنهما أنه مر على قارئ يقرأ ثم سأل فاسترجع ثم قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( من قرأ القرآن فليسأل الله به فإنه سيجيء أقوام يسألون به الناس )
رواه الترمذي وقال حديث حسن
280 وعن الحكم بن عتيبة قال كان مجاهد وعبدة بن أبي لبابة وناس يعرضون المصاحف فلما كان اليوم الذي أرادوا أن يختموا أرسلوا إلي وإلى
سلمة بن كهيل فقالوا إنا كنا نعرض المصاحف فأردنا أن نختم اليوم فأحببنا أن تشهدونا إنه كان يقال إذا ختم القرآن نزلت الرحمة عند خاتمته أو حضرت الرحمة عند خاتمته
رواه ابن أبي شيبة في مصنفه ورواه أبو بكر بن أبي داود في كتاب المصاحف بسند صحيح
281 وعن قتادة قال كان أنس بن مالك رضي الله عنه إذا ختم القرآن جمع أهله ودعا رواه أبو بكر بن أبي داود في كتاب المصاحف بسند جيد
وأما مجالس الذكر
فلحديث أبي هريرة المتقدم في الباب الأول ( أن لله ملائكة يطوفون في الطرق يلتمسون أهل الذكر فإذا وجدوا قوما يذكرون الله حفوهم بأجنحتهم إلى السماء الدنيا وأن الله تعالى يسألهم ما يقول عبادي فيقولون يسبحونك ويكبرونك ويحمدونك ويمجدونك ثم يسألهم عم يسألون وبم يتعوذون فتجيب الملائكة بأنهم يسألون الجنة ويتعوذون من النار فيقول تعالى فاشهدكم أني قد غفرت لهم ) الحديث بطوله
وأما اجتماع المسلمين
282 فلحديث حفصة بنت سيرين رضي الله عنها قالت كنا نمنع
جوارينا أن يخرجن يوم العيد فجاءت امرأة فنزلت فضربني خلف فأتيتها فحدثت أن زوج أختها غزا مع النبي صلى الله عليه وسلم اثنتي عشرة غزوة فكانت أختها معه في ست غزوات قالت فكنا نقوم على المرضى ونداوي الكلمى فقالت يا رسول الله على إحدانا بأس إذا لم يكن لها جلباب أن لا تخرج فقال ( تلبسها صاحبتها من جلبابها فليشهدن الخير ودعوة المؤمنين ) قالت حفصة فلما قدمت أم عطية أتيتها فسألتها أسمعت في كذا وكذا قالت نعم بأبي وقلما ذكرت النبي صلى الله عليه وسلم إلا قالت أبي قال ( ليخرج العواتق ذوات الخدور أو قال العواتق وذوات الخدور والحيض فيعتزل الحيض المصلى وليشهدن الخير ودعوة المؤمنين ) قالت فقلت لها الحيض فقالت نعم أليس الحائض تشهد عرفات وتشهد كذا وتشهد كذا
رواه الجماعة
وفي رواية الخمسة دعوة المسلمين
الجلباب بكسر الجيم هو الملاءة التي تلتحف بها المرأة فوق ثيابها وقيل هو الخمار وقال ابن الأعرابي هو الإزار وقال شميل هو ثوب أقصر من الخمار وأعرض من المقنعة تغطي به المرأة رأسها والعاتق والعاتق قال الصاغاني أي شابة أول ما أدركت فخدرت في بيت أهلها ولم تبن إلى زوج وقال ابن الأعرابي إنما سميت عاتقا لأنها عتقت من الصبي وبلغت أن تتزوج
وقد تقدم في ترجمة التأمين من الباب الثالث من حديث حبيب بن مسلمة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( لا يجتمع ملأ فيدعو بعضهم ويؤمن بعض إلا أجابهم الله )
وأما صياح الديكة
283 فلحديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( إذا صاح الديكة فاسألوا الله من فضله فإنها رأت ملكا )
رواه الجماعة إلا ابن ماجه قال القاضي عياض رحمه الله سبب الدعاء رجاء تأمين الملائكة
وأما عند حضور الميت
284 فلحديث أم سلمة رضي الله عنها قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إذا حضرتم المريض أو الميت فقولوا خيرا فإن الملائكة يؤمنون على ما تقولون ) الحديث
رواه الجماعة إلا البخاري ولفظ أبي داود إذا حضرتم الميت من غير شك ولذلك رواه الحاكم في المستدرك من حديث شداد بن أوس إذا حضرتم الميت وقال فيه فإن الملائكة يؤمنون على دعاء أهل البيت
وأما الأماكن
285 فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم لما قال ( اللهم عليك بقريش ) ثلاث مرات شق ذلك عليهم قال وكانوا يرون أن الدعوة في ذلك البلد مستجابة
رواه البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي
286 وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم رقى على الصفا فوحد الله وكبر وهلله ثم دعا بين ذلك وفعل على المروة كما فعل على الصفا الحديث
رواه مسلم وأبو داود والنسائي وابن ماجه
287 وعن ابن جريج قال قلت لعطاء أسمعت ابن عباس رضي الله عنهما يقول إنما أمرتم بالطواف ولم تؤمروا بدخوله قال لم يكن ينهى عن دخوله ولكن سمعته يقول أخبرني أسامة بن زيد رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم لما دخل البيت دعا في نواحيه كلها ولم يصل فيه حتى خرج فلما خرج ركع في قبل البيت ركعتين وقال ( هذه القيلة ) قلت له ما نواحيها أفي زواياها قال ( بل في كل قبلة من البيت )
رواه مسلم والنسائي
قبل البيت بضم القاف والباء ويجوز تسكين الباء قيل معناه ما استقبل منه وفي رواية صحيحة فصلى ركعتين في وجه الكعبة وهذا هو المراد بقبلها ومعناه عند بابها
وابن جريج هو عبدالملك بن عبد العزيز بن جريج
288 وعن عبد الله بن السائب رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما بين الركنين ( ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار )
رواه أبو داود واللفظ له والنسائي والحاكم في المستدرك وابن حبان في صحيحه وقال الحاكم (1) على شرط مسلم
289 وعن ابن أبي أوفى رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم سعى بين الصفا والمروة فسمعته يدعو على الأحزاب يقول ( اللهم منزل الكتاب سريع الحساب اهزم الأحزاب اللهم اهزمهم )
رواه ابن حبان في صحيحه
وقد تقدم في ترجمة استقبال القبلة من الباب الثالث في حديث ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم ركب القصواء حتى أتى المشعر الحرام فاستقبل القبلة فدعا وكبر
وقال الحسن البصري رحمه الله في رسالته المشهورة إلى أهل مكة إن الدعاء مستجاب هناك في خمسة عشر موضعا في الطواف وعند الملتزم وتحت الميزاب وفي البيت وعند زمزم وعلى الصفا والمروة وفي المسعى وخلف المقام وفي عرفات وفي المزدلفة وفي منى وعند الجمرات الثلاث
1- صحيح
*
الباب الخامس
*
فيما يمتاز دعاؤه على دعاء غيره وهم المضطر والرجل الصالح والولد البار بوالديه والوالد لولده والمسافر والصائم حتى يفطر والإمام العادل والمظلوم والمسلم إذا دعا لأخيه بظهر الغيب
فيما يمتاز دعاؤه على دعاء غيره وهم المضطر والرجل الصالح والولد البار بوالديه والوالد لولده والمسافر والصائم حتى يفطر والإمام العادل والمظلوم والمسلم إذا دعا لأخيه بظهر الغيب
أما المضطر فلقوله تعالى { أم من يجيب المضطر إذا دعاه } النمل 62 قال ابن عباس رضي الله عنه المضطر المكروب وروي عنه أنه المجهود وأصله في اللغة المحوج الملجئ إلى الشيء
290 وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( انطلق ثلاثة رهط ممن كان قبلكم حتى آووا المبيت إلى غار فدخلوا فانحدرت صخرة من الجبل فسدت عليهم الغار فقالوا إنه لا ينجيكم من هذه الصخرة إلا أن تدعوا الله بصالح أعمالكم فقال رجل منهم اللهم كان لي أبوان شيخان كبيران وكنت لا أغبق قبلهما أهلا ولا قالا فنأى بي في طلب شيء يوما فلم أرح عليهما حتى ناما فحلبت لهما غبوقهما فوجدتهما نائمين فكرهت أن أغبق قبلهما أهلا أو مالا فلبثت والقدح على يدي أنتظر استيقاظهما حتى برق الفجر فاستيقظا فشربا غبوقهما اللهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك فاصرف عنا ما نحن فيه من هذه الصخرة فانفرجت شيئا لا يستطيعون الخروج منه قال النبي صلى الله عليه وسلم وقال الآخر اللهم كانت لي بنت عم كانت أحب الناس إلي فأرودتها عن نفسها فامتنعت مني حتى ألمت بها سنة من السنين فجاءتني فأعطيتها عشرين ومئة دينار على أن تخلي بيني وبين نفسها ففعلت ذلك حتى إذا قدرت عليها
قالت لا أحل لك أن تفض الخاتم إلا بحقه فتحرجت من الوقوع عليها فانصرفت عنها وهي أحب الناس إلي وتركت الذهب الذي أعطيتها اللهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج عنا ما نحن فيه فانفرجت الصخرة غير أنهم لا يستطيعون الخروج منها قال النبي صلى الله عليه وسلم وقال الثالث اللهم استأجرت أجراء فأعطيتهم أجرهم غير رجل واحد ترك الذي له وذهب فثمرت أجره حتى كثر منه الأموال فجاءني بعد حين فقال يا عبد الله أد إلي أجري فقلت له كل ما ترى من الإبل والبقر والغنم والدقيق فقال يا عبد الله تستهزئ بي فقلت إني لا أستهزئ بك فأخذه كله فاستاقه ولم يترك منه شيئا اللهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج عنا ما نحن فيه فانفرجت الصخرة فخرجوا يمشون )
رواه البخاري ومسلم وأبو داود
قال ابن سيده في المحكم الرهط من ثلاثة إلى عشر لا واحد له من لفظه وكذلك إذا نسبت إليه نسبت على لفظه فقيل رهطي وجمع الرهط أرهط وأراهط وقوله أغبق بفتح الهمزة وسكون الغين المعجمة وكسر الباء الموحدة
والغبوق بفتح الغين شراب العشي وقوله تخرجت يعني خرجت من الحرج كما يقال تأثم خرج عن الإثم وتحنث خرج عن الحنث وتحوب وتهجد
وأما الرجل الصالح
291 فلحديث ابن عمر رضي الله عنهما كنت غلاما شابا عزبا في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فكنت أبيت في المسجد وكان من رأى مناما قصه على رسول الله
صلى الله عليه وسلم فقلت اللهم إن كان لي عندك خير فأرني مناما يعبره لي رسول الله صلى الله عليه وسلم فرأيت ملكين أتياني فانطلقا بي فلقيهما ملك آخر فقال لم ترع إنك رجل صالح الحديث
رواه البخاري ومسلم وابن ماجه بطوله وروى الترمذي طرفا منه
وأما الولد البار بوالديه
292 فلما روي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال لأويس بن عامر سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( يأتي عليكم أويس بن عامر مع أمداد أهل اليمن من مراد ثم من قرن كان به برص فبرأ منه إلا موضع درهم له والدة هو بها بار لو أقسم على الله لأبره فإن استطعت أن يستغفر لك فافعل ) فاستغفر لي فاستغفر له وذكر الحديث انفرد به مسلم
وقد تقدم في الترجمة قبلها في حديث أصحاب الغار استجابة دعاء البار بوالديه
وأما الوالد لولده والمسافر
293 فلحديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( ثلاث دعوات مستجابات لا شك فيهن دعوة الوالد لولده ودعوة المسافر ودعوة المظلوم )
رواه أبو داود واللفظ له والترمذي وابن ماجه وقال الترمذي هذا حديث حسن
وأما الصائم حين يفطر والإمام العادل
294 فلحديث أبي هريرة أيضا قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ثلاثة لا ترد دعوتهم الصائم حين يفطر والإمام العادل ودعوة المظلوم يرفعها الله فوق الغمام ويفتح لها أبواب السماء يقول الرب وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين )
رواه الترمذي وابن ماجه وابن حبان في صحيحه وقال الترمذي واللفظ له حسن ولفظ ابن ماجه حتى يفطر
وأما المظلوم
295 فلما روي عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث معاذا إلى اليمن فقال ( اتق دعوة المظلوم فإنها ليس بينها وبين الله حجاب )
رواه الجماعة
296 وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( اتقوا دعوات المظلوم فإنها تصعد إلى السماء كأنها شرار )
رواه الحاكم في المستدرك وقال رواته متفق على الاحتجاج بهم إلا عاصم ابن كليب فاحتج به مسلم وحده
وقد تقدم قريبا حديث أبي هريرة رضي الله عنه في دعوة المظلوم
297 وأخرج ابن حبان في صحيحه من رواية أبي ذر رضي الله عنه في أثناء حديث طويل قال قلت يا رسول الله ما كانت صحيفة إبراهيم قال ( كانت أمثالا كلها أيها الملك المبتلى المغرور إني لم أبعثك لتجمع الدنيا بعضها على بعض ولكني بعثتك لترد عني دعوة المظلوم فإني لا أردها ولو كانت من كافر )
وأما دعاء المسلم لأخيه بظهر الغيب
298 فلحديث أم الدرداء رضي الله عنها قالت حدثني سيدي أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( من دعا لأخيه بظهر الغيب إلا قال الملك الموكل به آمين ولك بمثل )
رواه مسلم وأبو داود
أم الدرداء هذه هي الصغرى واسمها هجمية وقد سبق ذكرها
وقد تقدم في ترجمة الدعاء للمؤمنين من الباب الثالث حديث أم الدرداء الكبرى أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول ( دعوة المرء المسلم لأخيه بظهر الغيب مستجابة عند رأسه ملك موكل به كلما دعا لأخيه بخير قال الملك الموكل به آمين ولك بمثل )
*
الباب السادس
*
في طلب الدعاء
في طلب الدعاء
299 عن أنس رضي الله عنه قال دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على بنت ملحان فاتكأ عندها ثم ضحك فقالت لم تضحك يا رسول الله قال ( لأناس من أمتي يركبون البحر الأخضر في سبيل الله مثلهم مثل الملوك على الأسرة ) قالت يا رسول الله ادع الله أن أكون فيهم قال ( اللهم اجعلها منهم ) وذكر الحديث
رواه الجماعة
300 وعنه قال قالت أمي يا رسول الله خادمك أنس ادع الله له فما ترك خير آخرة ولا دنيا إلا دعا لي به ( اللهم ارزقه مالا وولدا وبارك له )
فإني لمن أكثر الأنصار مالا وحدثتني ابنتي أمينة أنه دفن لصلبي مقدم حجاج البصرة بضع وعشرون ومئة
رواه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي
301 وعن السائب بن يزيد قال ذهبت خالتي بي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقالت يا رسول الله ابن أختي وجع فمسح رأسي ودعا لي بالبركة ثم توضأ فشربت من وضوئه ثم قمت خلف ظهره فنظرت إلى خاتم النبوة بين كتفيه مثل زر الحجلة
رواه البخاري ومسلم والترمذي
والحجلة هنا البشخاناه
302 وعن عبد الله بن بسر رضي الله عنها قال نزل النبي صلى الله عليه وسلم على أبي فقربنا إليه طعاما وذكر الحديث فقال أبي وأخذ بلجام دابته ادع لنا قال ( اللهم بارك لهم فيما رزقتهم واغفر لهم وارحمهم )
رواه مسلم والترمذي والنسائي
وسيأتي بطوله في ترجمة ما يدعو به لأهل الطعام من الباب السابع عشر إن شاء الله تعالى
وبسر بضم الباء والسين المهملة
303 وعن عطاء بن أبي رباح قال قال لي ابن عباس رضي الله عنهما ألا أريك امرأة من أهل الجنة قلت بلى قال هذه المرأة السوداء أتت النبي صلى الله عليه وسلم قالت إني أصرع وإني أتكشف فادع الله لي قال ( إن شئت صبرت ولك الجنة وإن شئت دعوت الله أن يعافيك ) قالت أصبر فقالت فإني أتكشف فادع الله أن لا أتكشف فدعا لها
وهذه المرأة هي أم زفر
304 وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال كنت أدعو أمي إلى الإسلام وهي مشركة فدعوتها يوما فأسمعتني في رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أكره فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أبكي قلت يا رسول الله إني كنت أدعو أمي إلى الإسلام فتأبى علي فدعوتها اليوم فأسمعتني فيك ما أكره فادع الله أن يهدي أم أبي هريرة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( الله اهد أم أبي هريرة ) فخرجت مستبشرا بدعوة نبي الله صلى الله عليه وسلم فلما جئت فصرت إلى الباب فإذا هو مجاف فسمعت أمي خشف قدمي فقالت مكانك يا أبا هريرة وسمعت خضخضة الماء قال فاغتسلت ولبست درعها وعجلت عن خمارها ففتحت الباب ثم قالت يا أبا هريرة أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله قال فرجعت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتيته وأنا أبكي من الفرح قال قلت يا رسول الله أبشر قد استجاب الله دعوتك وهدى أم أبي هريرة فحمد الله وقال خيرا قال قلت يا رسول الله ادع الله أن يحببني الله أنا وأمي إلى عباده المؤمنين ويحببهم لنا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( اللهم حبب عبدك هذا يعني أبا هريرة وأمه إلى عبادك وحبب إليهم المؤمنين ) قال فما خلق مؤمن سمع بي ولا يراني إلا أحبني
واسم أم أبي هريرة أميمة بنت صفيح بضم الصاد المهملة وفتح الفاء وبالياء آخر الحروف وبالحاء المهملة هذا الصحيح المشهور وقيل اسمها ميمونة
( ومجاف ) أي مغلق ( والخشف ) والخشفة بفتح الخاء وسكون الشين المعجمة صوت حركة ليس بالشديد و ( الدرع ) القميص
305 وعنه أو عن أبي سعيد شك الأعمش قال لما كان يوم غزوة تبوك أصاب الناس مجاعة فقالوا يا رسول الله لو أذنت لنا فنحرنا نواضحنا فأكلنا وادهنا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم افعلوا فجاء عمر فقال يا رسول الله
إن فعلت قل الظهر ولكن ادعهم بفضل أزوادهم ثم ادع لهم عليها بالبركة لعل الله أن يجعل في ذلك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم نعم قال فدعا بنطح فبسطه ثم دعا بفضل أزوادهم قال فجعل الرجل يجيء بكف ذرة قال ويجيء الآخرة بكف تمر قال ويجيء الآخر بكسرة حتى اجتمع على النطع من ذلك شيء يسير قال فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالبركة ثم قال ( خذوا في أوعيتكم ) قال فأخذوا في أوعيتهم حتى ما تركوا في العسكر وعاء إلا ملؤوه قال فأكلوا حتى شبعوا وفضلت فضلة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله لا يلقى الله بهما عبد غير شاك فيحجب عن الجنة )
انفرد بالثلاثة مسلم
والناضح البعير أو الثور أو الحمار الذي يستقى عليه الماء والأنثى بالهاء قاله ابن سيده في كتاب المحكم
306 وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن امرأة قالت للنبي صلى الله عليه وسلم صل علي وعلى زوجي فقال النبي صلى الله عليه وسلم ( صلى الله عليك وعلى زوجك )
رواه أبو داود والنسائي والترمذي في الشمائل وابن حبان في صحيحه واللفظ لأبي داود ولفظ النسائي أتانا النبي صلى الله عليه وسلم فنادته امرأتي يا رسول الله صل علي وعلى زوجي فقال صلى الله عليه وسلم ( صلى الله عليك وعلى زوجك )
307 وعن حذيفة بن اليمان رضي الله عنهما قال سالتني أمي منذ متى عهدك بالنبي صلى الله عليه وسلم فقلت لها منذ كذا وكذا فنالت مني وسبتني فقلت لها دعيني فإني آتي النبي صلى الله عليه وسلم فأصلي معه المغرب ولا أدعه حتى يستغفر لي ولك
فصليت معه المغرب فصلى إلى العشاء ثم انفتل فتبعته فعرض له عارض فأخذه وذهب فاتبعته فسمع صوتي فقال من هذا قلت حذيفة بن اليمان فقال مالك فحدثته بالأمر فقال ( غفر الله لك ولأمك أما رأيت العارض الذي عرض لي ) قال قلت بلى قال ( هو ملك من الملائكة لم يهبط إلى الأرض قبل هذه الليلة استأذن ربه أن يسلم علي وبشرني أن الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة وأن فاطمة سيدة نساء أهل الجنة )
رواه النسائي والترمذي والحاكم في المستدرك وهذا لفظ النسائي
وقال الترمذي هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه ولا نعرفه إلا من حديث إسرائيل
اليمان هو حسيل بضم الحاء وفتح السين المهملتين ويقال حسل بكسر الكاف والحاء ابن جابر بن أسيد بضم الهمزة ابن عمر بن مالك ويقال ابن عمرو بن ربيعة بن جروة بكسر الجيم ولقبه أيضا أبو اليمان وإنما قيل لحسيل اليمان لأنه ينسب لجده جروة هذا وإنما قيل لجروة اليمان لأنه أصاب في قومه دما فهرب إلى المدينة فحالف بني عبد الأشهل وهم من اليمن فسماه قومه اليمان لمحالفته اليمانية
308 وعن عمر رضي الله عنه أنه استأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم في العمرة فقال ( أي أخي أشركنا في دعائك ولا تنسنا )
رواه الترمذي وابن ماجه وقال الترمذي واللفظ له حسن صحيح
309 وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم بتمرات
فقلت يا رسول الله ادع الله فيهن بالبركة فضمهن ثم دعا فيهن بالبركة فقال ( خذهن فاجعلهن في مزودك أو في هذا المزود كلما أردت أن تأخذ منهن شيئا فأدخل فيه يدك فخذه ولا تنثره نثرا ) فقد حملت من التمر كذا وكذا من وسق في سبيل الله وكنا نأكل منه ونطعم وكان لا يفارق حقوي حتى كان يوم قتل عثمان رضي الله عنه فإنه انقطع
رواه الترمذي وقال حسن غريب من هذا الوجه
المزود بكسر الميم ما يجعل فيه الزاد والوسق بفتح الواو وهو ستون صاعا والحقو بفتح الحاء الخصر ومشد الإزار والحقو أيضا الإزار
310 وعن أبي أمامة رضي الله عنه قال أنشأ رسول الله صلى الله عليه وسلم جيشا فأتيته فقلت يا رسول الله ادع الله لي بالشهادة فقال ( اللهم سلمهم وغنمهم ) فغزونا فسلمنا وغنمنا حتى ذكر ذلك ثلاث مرات مختصر
311 وعن عائشة رضي الله عنها أنها قالت لما رأيت من النبي صلى الله عليه وسلم طيب نفس فقلت يا رسول الله ادع الله لي قال ( الله اغفر لعائشة ما تقدم من ذنبها ما تأخر وما أسرت وما أعلنت ) فضحكت عائشة رضي الله عنها حتى سقط رأسها في حجرها من الضحك فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أيسرك دعائي ) فقالت وما لي لا يسرني دعاؤك فقال صلى الله عليه وسلم ( والله إنها لدعائي لأمتي في كل صلاة )
رواهما ابن حبان في صحيحه
وقد تقدم في ترجمة الوضوء من الباب الثالث حديث أبي موسى وقول أبي عامر له أقرئ النبي صلى الله عليه وسلم السلام وقل له ويستغفر لي وفي الباب الخامس من حديث عمر رضي الله عنه قول النبي صلى الله عليه وسلم له في قصة أويس ( فإن استطعت أن يستغفر له فافعل )
*
الباب السابع
*
في التخصيص في الدعاء وتسمية المدعو له
في التخصيص في الدعاء وتسمية المدعو له
312 عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال جاء النبي صلى الله عليه وسلم يعودني وأنا بمكة وهو يكره أن يموت بالأرض التي هاجر منها قال ( يرحم الله ابن عفراء ) قلت يا رسول الله أوصي بمالي كله قال ( لا ) قلت بالشطر قال ( لا ) قلت بالثلث قال ( فالثلث والثلث كثير إنك إن تدع ورثتك أغنياء خير من أن تدعهم عالة يتكففون الناس في أيديهم وإنك مهما أنفقت من نفقة فإنها صدقة حتى اللقمة التي ترفعها إلى في امرأتك وعسى الله أن يرفعك فيرتفع بك ناس ويضر بك آخرون ) ولم يكن له يومئذ إلا ابنة
رواه الجماعة
وفي رواية للبخاري ومسلم اللهم أمض لأصحابي هجرتهم ولا تردهم على أعقابهم لكن البائس سعد بن خولة يرثي له رسول الله صلى الله عليه وسلم أن مات بمكة
وعند النسائي يرحم الله سعد بن عفراء يرحم الله سعد بن عفراء
وابنة سعد المذكورة قيل اسمها عائشة
313 وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( لا يزال أحدكم في الصلاة مادامت الصلاة تحبسه والملائكة تقول اللهم اغفر له وارحمه ما لم يقم من صلاته أو يحدث )
رواه الجماعة إلا النسائي
وفي رواية للبخاري أيضا والملائكة تصلي على أحدكم ما دام في مصلاه الذي يصلي فيه اللهم صل عليه اللهم ارحمه
وفي رواية لمسلم والملائكة يصلون على أحدكم ما دام في مجلسه الذي صلى فيه يقولون اللهم ارحمه اللهم اغفر له اللهم تب عليه
314 وعن ابن أبي أوفى رضي الله عنهما قال كان إذا أتى رجل النبي صلى الله عليه وسلم بصدقته قال ( اللهم صل عليه ) وأتاه أبي بصدقته فقال ( اللهم صل على آل أبي أوفى )
رواه الجماعة إلا الترمذي
315 وعن عائشة رضي الله عنها قالت سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا يقرأ في سورة بالليل فقال ( رحمه الله لقد أذكرني كذا آية أسقطتهن من سورة كذا وكذا ) وزاد عباد بن عبد الله عن عائشة رضي الله عنها تهجد النبي صلى الله عليه وسلم فسمع صوت عباد يصلي فقال ( يا عائشة أصوت عباد هذا ) فقلت نعم قال ( اللهم ارحم عبادا )
الرجل المبهم في هذا الحديث قال الخطيب هو عبد الله بن يزيد الخطمي الأنصاري
316 وعن ميمونة بنت الحارث رضي الله عنها أنها أعتقت وليدة ولم
تستأذن النبي صلى الله عليه وسلم فلما كان يومها الذي يدور عليها فيه قالت أشعرت يا رسول الله أني أعتقت وليدتي قال ( أو فعلت ) قالت نعم قال ( أما لو أعطيتها أخوالك كان أعظم لأجرك )
رواهما البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي
زاد أبو داود والنسائي في هذا الحديث فقال آجرك الله
317 وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال أتى رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله أصابني الجهد فأرسل إلى نسائه فلم يجد عندهن شيئا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ألا رجل يضيف هذا الليلة يرحمه الله ) فقام رجل من الأنصار فقال أنا يا رسول الله فذهب إلى أهله فقال لامرأته ضيف رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تدخريه شيئا قالت والله ما عندي إلا قوت الصبية قال فإذا أراد الصبية العشاء فنوميهم وتعالي فأطفئي السراج ونطوي بطوننا الليلة ففعلت ثم غدا الرجل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ( لقد عجب الله أو ضحك من فلان وفلانة ) فأنزل الله تعالى { ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة } الحشر 9
الرجل الذي أضاف هو أبو طلحة رضي الله عنه وقد جاء مصرحا به في بعض طرق مسلم
والجهد بفتح الجيم المشقة والخصاصة الحاجة والفقر وأهل الخصاص الخلل
318 وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال النبي صلى الله عليه وسلم ( عرضت علي الأمم فأجد النبي يمر معه الأمة والنبي يمر معه النفر والنبي معه العشرة
والنبي معه الخمسة والنبي يمر وحده فنظرت فإذا سواد كثير قلت يا جبريل هؤلاء أمتي قال لا ولكن انظر إلى الأفق فنظرت فإذا سواد كثير قال هؤلاء أمتك وهؤلاء سبعون ألفا قدامهم لا حساب عليهم ولا عذاب قلت ولم قال كانوا لا يكتوون ولا يسترقون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون ) فقام إليه عكاشة بن محصن فقال ادع الله أن يجعلني منهم فقال ( اللهم اجعله منهم ) ثم قام إليه رجل آخر فقال ادع الله أن يجعلني منهم فقال ( سبقك بها عكاشة )
( النفر ) عدة رجال من ثلاثة إلى عشرة وعكاشة بتشديد الكاف وبتخفيفها والذي قيل له سبقك بها عكاشة قال الخطيب هو سعد بن عبادة
319 وعن سهل رضي الله عنه قال جاءنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن نحفر الخندق وننقل التراب على أكتادنا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة فاغفر للمهاجرين والأنصار )
روى الثلاثة البخاري ومسلم والترمذي
( الكتد ) بالتاء المثناة المكسورة مغرز العنق في الصلب وقيل هو من أصل العنق إلى أسفل الكتفين
320 وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( اللهم ارحم المحلقين ) قالوا والمقصرين يا رسول الله قال ( اللهم ارحم المحلقين ) قالوا والمقصرين يا رسول الله قال ( والمقصرين )
رواه البخاري ومسلم وأبو داود وفي رواية للبخاري ومسلم اغفر بدل ارحم
321 وعنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال على المنبر ( غفار غفر الله لها وأسلم سالمها الله وعصية عصت الله ورسوله )
رواه البخاري ومسلم والترمذي
322 وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( يرحم الله لوطا لقد كان يأوي إلى ركن شديد ولو لبثت في السجن ما لبث يوسف لأجبت الداعي ونحن أحق بالشك من إبراهيم إذ قال له { أو لم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي } البقرة 260
رواه البخاري ومسلم وابن ماجه والنسائي وفي لفظ للبخاري ومسلم يغفر الله للوط
323 وعنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لحسان ( اللهم أيده بروح القدس )
324 وعنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( ما من يوم يصبح العباد فيه إلا
ملكان ينزلان يقول أحدهما اللهم أعط منفقا خلفا ويقول الآخر اللهم أعط ممسكا تلفا )
325 وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل الخلاء فوضعت له وضوءا فقال من وضع هذا فأخبر فقال ( اللهم فقهه في الدين )
326 وعن أنس بن مالك رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( اللهم بارك لهم في مكيالهم وبارك لهم في صاعهم ومدهم ) يعني أهل المدينة
327 وعن أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأخذني فيقعدني على فخذه ويقعد الحسن على فخذه اليسرى ثم يضمهما ثم يقول ( اللهم ارحمهما فإني أرحمهما )
روى هذه الخمسة البخاري ومسلم وفي رواية للبخاري والنسائي الله أحبهما فأني أحبهما
328 وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( أريت في المنام أني أنزل بدلو بكرة على قليب فجاء أبو بكر فنزع ذنوبا أو ذنوبين نزعا ضعيفا والله يغفر له )
قوله بدلو بكرة فيه وجهان الإضافة والتنوين على البدل والبكرة بسكون الكاف وحكى ابن سيده فيها لغتين السكون والفتح والقليب البئر قبل أن تطوى والذنوب بالذال المعجمة قال ابن سيده في المحكم
والذنوب الدلو فيها ماء وقيل الذنوب الدلو الذي يكون الماء دون ملئها وقيل هي الدلو الملأى وقيل هي الدلو ما كانت كل ذلك مذكر عند اللحياني قال وقد يؤنت الذنوب
329 وعن عبد الله وهو ابن مسعود رضي الله عنه قال كأني أنظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يحكي نبيا من الأنبياء ضربه قومه فأدموه وهو يمسح الدم عن وجهه وهو يقول ( رب اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون )
330 وعن أبي هريرة رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول ( اللهم فأيما مؤمن سببته فاجعل ذلك له قربة إليك يوم القيامة )
331 وعن سهل بن سعد رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم خيبر ( لأعطين هذه الراية غدا رجل يفتح الله على يديه يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله ) قال فبات الناس يدوكون ليلتهم أيهم يعطاها فلما أصبح الناس غدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم كلهم يرجون أن يعطاها فقال ( أين علي بن أبي طالب ) فقالوا هو يا رسول الله يشتكي عينيه قال ( فأرسلوا إليه ) فأتى به فبصق رسول الله صلى الله عليه وسلم في عينيه ودعا له فبرأ حتى كأن لم يكن به وجع فأعطاه الراية فقال علي يا رسول الله أقاتلهم حتى يكونوا مثلنا فقال ( انفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم ثم ادعهم إلى الإسلام وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله فيه فوالله لأن يهدي بك الله رجلا واحدا خير من أن يكون لك حمر النعم )
( يدوكون ) بفتح الياء وضم الدال المهملة وقيل بضم الياء وفتح الدال وكسر الواو المشددة أي يخوضون والدوكة الاختلاط والخوض وقوله
على رسلك هو بكسر الراء وفتحها فمعناه بالكسر الرفق والتودة وبالفتح السهولة
332 وعن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( اللهم اجعل بالمدينة ضعفي ما جعلت بمكة من البركة )
333 وعن سلمة بن الأكوع رضي الله عنه قال خرجنا مع النبي صلى الله عليه وسلم إلى خيبر فقال رجل من القوم أي عامر لو أسمعتنا من هنيهاتك فنزل يحدو بهم وذكر الحديث فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من هذا السائق ) قال عامر بن الأكوع قال ( يرحمه الله )
وفي رواية لمسلم قال غفر لك ربك قال ما استغفر رسول الله صلى الله عليه وسلم لإنسان يخصه إلا استشهد
334 وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال اشتكى ابن لأبي طلحة فمات وأبو طلحة خارج فلما رأت امرأته أنه قد مات هيأت شيئا ونحته في جانب البيت فلما جاء أبو طلحة قال كيف الغلام قالت قد هدأت نفسه وأرجو أن يكون قد استراح وظن أبو طلحة أنها صادقة قال فبات فلما أصبح اغتسل فلما أراد الخروج أعلمته أنه قد مات فصلى مع النبي صلى الله عليه وسلم ثم أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بما كان منها فقال النبي صلى الله عليه وسلم ( لعل الله أن يبارك لهما في ليلتهما ) فقال سفيان فقال رجل من الأنصار فرأيت لهما تسعة أولاد كلهم قد قرأ القرآن
متفق على هذه السبعة الأحاديث ولفظ مسلم بارك الله لكما في غابر ليلتكما
والابن المتوفى لأبي طلحة هو أبو عمير الذي قال له النبي صلى الله عليه وسلم ( يا أبا عمير ما فعل النغير ) جاء ذلك مبينا في بعض طرق الحديث في صحيح أبي حاتم بن حبان رحمه الله
وامرأة أبي طلحة هي أم سليم واسمها سهلة وقيل رميلة وقيل رميثة وقيل مليكة وقيل العميصاء وقيل الرميصاء
وقوله غابر ليلتكما أي ماضيها وهو من الأضداد يقال غبر الشيء يغبر غبورا مكث وذهب والغابر من الليل ما بقي منه
335 وعن أبي بكرة رضي الله عنه أنه انتهى إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو راكع فركع قبل أن يصل إلى الصف فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال ( زادك الله حرصا ولا تعد )
336 وعن عائشة بنت سعد رضي الله عنها أن أباها قال تشكيت بمكة شكوى شديدا فجاءني النبي صلى الله عليه وسلم يعودني وذكر الحديث وقال فيه ثم مسح يده على بطني ووجهي ثم قال ( اللهم اشف سعدا وأتمم له هجرته ) مختصر
رواهما البخاري وأبو داود والنسائي
وقع في البخاري من هذا الطريق شكوى شديدا على التذكير قال ابن سيده في المحكم شكا الرجل أمره إلي شكوى وشكوا وشكاه وشكاوة وشكاية
337 وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال ضمني النبي صلى الله عليه وسلم إليه
وقال ( اللهم علمه الكتاب )
رواه البخاري والترمذي والنسائي وابن ماجه وفي رواية للبخاري اللهم علمه الحكمة وهو لفظ الترمذي والنسائي
338 وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( رحم الله رجلا سمحا إذا باع وإذا اشترى وإذا اقتضى )
رواه البخاري والترمذي وابن ماجه
339 وعن ابن عمر رضي الله عنهما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم قال ( اللهم بارك لنا في شامنا اللهم بارك بنا في يمننا ) قالوا يا رسول الله وفي نجدنا قال أظنه قال في الثالثة ( هناك الزلازل والفتن وبها يطلع قرن الشيطان )
340 وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من كانت له مظلمة لأحد من عرضه أو شيء فليتحلله منه اليوم قبل أن لا يكون دينار ولا درهم إن كان له عمل صالح أخذ منه بقدر مظلمته وإن لم يكن له حسنات أخذ من سيئات صاحبه فحمل عليه )
رواهما البخاري والترمذي وزاد في أول هذا رحم الله عبدا كانت له عند أخيه مظلمة في عرض أو مال ) فذكر بمعنى رواية البخاري
341 وعن عبد الله وهو ابن مسعود رضي الله عنه قال قسم النبي صلى الله عليه وسلم قسما فقال رجل إن هذه لقسمة ما أريد بها وجه الله فأخبرت النبي صلى الله عليه وسلم
فغضب حتى رأيت الغضب في وجهه وقال ( يرحم الله موسى لقد أوذي بأكثر من هذا فصبر )
الرجل المبهم هو ذو الثدية وذو الخويصرة واسمه حرقوص بالقاف والحاء المضمومة وبالصاد المهملتين ابن زهير أصل الخوارج وهو الذي قتله علي ابن أبي طالب رضي الله عنه يوم النهروان
342 وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن أباه قتل يوم أحد شهيدا وعليه دين فاشتد الغرماء في حقوقهم فاتيت النبي صلى الله عليه وسلم فسألهم أن يقبلوا ثمر حائطي ويحللوا أبي فأبوا فلم يعطهم النبي صلى الله عليه وسلم حائطي وقال ( سنغدو عليك ) فغدا علينا حين أصبح وطاف في النخل ودعا في ثمرها بالبركة فجذذتها فقضيتهم وبقي لنا من ثمرها وفي رواية فأوفاه ثلاثين وسقا وفضلت له سبعة عشر وسقا
343 وعن عبد الله بن هشام رضي الله عنه أن أمه زي نب بن حميد ذهبت به إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله بايعه فقال ( هو صغير ) فمسح رأسه ودعا له
344 وعن أبي حمزة رجل من الأنصار رضي الله عنه قالت الأنصار إن لكل قوم أتباعا فادع الله أن يجعل أتباعنا منا قال النبي صلى الله عليه وسلم ( اللهم اجعل أتباعهم منهم ) قال عمرو فذكرته لابن أبي ليلى قال قد زعم ذلك زيد قال شعبة أظنه زيد بن أرقم
روى هذه الأربعة البخاري
وأبو حمزة اسمه طلحة بن زيد
344 وعن أبي قتادة رضي الله عنه أنه كان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر قال فنعس رسول الله صلى الله عليه وسلم فمال عن راحلته فأتيته فدعمته من غير أن أوقظه حتى اعتدل على راحلته قال فرفع رأسه حين دعمته في الميلة الثالثة فقال ( من هذا ) قلت أبو قتادة قال ( متى كان هذا مسيرك مني ) قلت هذا مسيري منذ الليلة ( قال حفظك الله بما حفظت به نبيه ) مختصر
رواه مسلم وأبو داود والنسائي وابن ماجه
واسم أبي قتادة الحارث بن ربعي وقيل غير ذلك
345 وعن عائشة رضي الله عنها قالت شهد رسول الله صلى الله عليه وسلم مقدمه المدينة ليلا فقال ( ليت رجلا من أصحابي يحرسني الليلة ) قال فبينا نحن كذلك سمعنا خشخشة سلاح فقال ( من هذا ) قال سعد بن أبي وقاص فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ما جاء بك ) فقال وقع في نفسي خوف على رسول الله صلى الله عليه وسلم فجئت أحرسه فدعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم نام
رواه مسلم والترمذي والنسائي
وهذا الحديث كان قبل نزول قوله تعالى { والله يعصمك من الناس } المائدة 67 إذ في الحديث أن ذلك كان حين مقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ومعلوم أن الآية نزلت بعد ذلك
وقد روى الترمذي عن عائشة رضي الله عنها قالت كان النبي صلى الله عليه وسلم يحرس حتى نزلت هذه الآية { والله يعصمك من الناس } المائدة 67
فأخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه من القبة فقال لهم ( يا أيها الناس انصرفوا عني فقد عصمني الله )
346 وعن زيد بن أرقم رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( اللهم اغفر للأنصار ولأبناء الأنصار ولأبناء أبناء الأنصار )
رواه مسلم والترمذي
347 وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال للحسن ( اللهم إني أحبه فأحبه وأحب من يحبه ) مختصر
348 وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال كنا في مسير مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا على ناضح إنما هو في أخريات الناس فضربه رسول الله صلى الله عليه وسلم أو قال نخسه أراه قال بشيء كان معه قال فجعل بعد ذلك يتقدم الناس ينازعني حتى أني لا أكفه قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أتبعنيه بكذا وكذا والله يغفر لك ) قال قلت هو لك قال وقال لي ( أتزوجت بعد أبيك ) قلت نعم قال ( ثيبا أم بكرا ) قال قلت ثيبا قال ( فهلا تزوجت بكرا تضاحكك وتضاحكها وتلاعبك وتلاعبها )
قال أبو نضرة وكانت كلمة يقولها المسلمون افعل كذا وكذا والله يغفر لك
رواه مسلم والنسائي وابن ماجه وفي رواية للنسائي قلت هو لك يا رسول الله قال ( اللهم اغفر له وارحمه )
349 وعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( اللهم
من ولي من أمر أمتي شيئا فشق عليهم فاشقق عليه ومن ولي من أمر أمتي شيئا فرفق بهم فارفق به )
350 وعنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يخرج إلى البقيع فيقول ( اللهم اغفر لأهل بقيع الغرقد ) مختصر
رواهما مسلم والنسائي
351 وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال إذا خرجت روح المؤمن تلقاها ملكان يصعدان بها قال حماد فذكر من طيب ريحها وذكر المسك قال ويقول أهل السماء روح طيبة جاءت من قبل الأرض صلى الله عليك وعلى جسد كنت تعمرينه فينطلق به إلى ربه ثم يقول انطلقوا به إلى آخر الأجل قال وإن الكافر إذا خرجت روحه قال حماد وذكر من نتنها وذكر لعنا ويقول أهل السماء روح خبيثة جاءت من قبل الأرض قال فيقال انطلقوا به إلى آخر الأجل قال أبو هريرة فرد رسول الله صلى الله عليه وسلم ريطة كانت على أنفه هكذا انفرد به مسلم
وقوله ( آخر الأجل ) قال القاضي عياض إن المراد بالأول سدرة المنتهى وبالثاني سجين انتهى
ويعضده ما ورد في الحديث أن منتهى روح المؤمنين في سدرة المنتهى ومنتهى أرواح الكافرين سجين وقال القرطبي آخر الأجلين هو يوم القيامة انتهى
و ( الريطة ) هو بفتح الراء وإسكان الياء المثناة قال الجوهري هي الملاءة
إذا كانت قطعة واحدة ولم تكن لفقين
352 وعن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( نضر الله أمرأ سمع منا حديثا فحفظه حتى بلغه فرب حامل فقه إلى من هو أفقه منه ورب حامل فقه ليس بفقيه )
رواه الأربعة وابن حبان في صحيحه واللفظ لأبي داود وقال الترمذي حديث حسن ورواه من حديث ابن مسعود أيضا وقال حسن صحيح
نضر بتخفيف الضاد على المشهور قيل معناه ألبسه الله النضرة وهو الحسن وخلوص اللون وقيل أوصله الله إلى نضرة الجنة ونعيمها
353 وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم قد ظاهر من امرأته فوقع عليها فقال يا رسول الله إني ظاهرت من امرأتي فوقعت عليها قبل أن أكفر فقال ( وما حملك على ذلك ) قال رأيت خلخالها في ضوء القمر قال ( فلا تقربها حتى تفعل ما أمرك الله )
رواه الأربعة وقال الترمذي واللفظ له حديث حسن صحيح غريب
354 وعن صخر الغامدي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( اللهم بارك لأمتي في بكورها ) وكان إذا بعث سرية أو جيشا بعثهم من أول النهار
وكان صخر رجلا تاجرا وكان يبعث تجارته من أول النهار فأثرى وكثر ماله
رواه الأربعة وابن حبان في صحيحه واللفظ لأبي داود وقال الترمذي حديث صخر الغامدي حديث حسن ولا يعرف لصخر الغامدي عن النبي صلى الله عليه وسلم غير هذا الحديث
355 وعن رافع بن عمرو الغفاري رضي الله عنه قال كنت غلاما أرمي نخل الأنصار فأتي بي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال ( يا غلام لم ترمي النخل ) قال آكل قال ( فلا ترم النخل وكل ما يسقط في أسفلها ) ثم مسح رأسه فقال ( اللهم أشبع بطنه )
رواه أبو دواد والترمذي وابن ماجه والحاكم في المستدرك وقال الترمذي حسن غريب صحيح ولفظه أشبعك الله وأرواك
356 وعن عروة يعني البارقي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم أعطاه دينارا يشتري به أضحيه أو شاة فاشترى شاتين فباع إحداهما بدينار وأتاه بشاة ودينار فدعا له بالبركة في بيعه فكان لو اشترى ترابا لربح فيه
رواه أبو داود واللفظ له والترمذي وابن ماجه
357 وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( رحم الله رجلا قام من الليل فصلى وأيقظ امرأته فصلت فإن أبت نضح
في وجهها الماء رحم الله امرأة قامت من الليل فصلت وأيقضت زوجها فإن أبى نضحت في وجهه الماء )
رواه أبو داود واللفظ له والنسائي وابن ماجه وابن حبان في صحيحه
358 وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( رحم الله امرأ صلى قبل العصر أربعا )
رواه أبو داود والترمذي وابن حبان في صحيحه بلفظ واحد وقال الترمذي حديث حسن غريب
359 وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن امرأة قالت للنبي صلى الله عليه وسلم صل علي وعلى زوجي فقال النبي صلى الله عليه وسلم ( صلى الله عليك وعلى زوجك )
رواه أبو داود والنسائي والترمذي في الشمائل وابن حبان في صحيحه واللفظ لأبي داود
ولفظ النسائي أتانا النبي صلى الله عليه وسلم فنادته امرأتي يا رسول الله صل علي وعلى زوجي فقال صلى الله عليه وسلم ( صلى الله عليك وعلى زوجك )
360 وعن رافع بن سنان رضي الله عنه أنه أسلم فأبت امرأته أن تسلم فأتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت ابنتي وهي فطيم أو شبهه وقال رافع ابنتي فقال له النبي صلى الله عليه وسلم ( اقعد ناحية ) وقال لها ( اقعدي ناحية ) وأقعدا الصبية بينهما ثم قال ( ادعواها ) فمالت الصبية إلى أمها فقال النبي صلى الله عليه وسلم ( اللهم اهدها ) فمالت إلى أبيها فأخذها
رواه أبو داود النسائي واللفظ لأبي داود
361 وعن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن الله وملائكته يصلون على ميامن الصفوف )
رواه أبو داود وابن ماجه وابن حبان في صحيحه ولفظهم واحد
362 وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج يوم بدر في ثلاثمئة وخمسة عشر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( اللهم إنهم حفاة فاحملهم اللهم إنهم عراة فاكسهم اللهم إنهم جياع فأشبعهم ) ففتح الله عليهم يوم بدر فانقلبوا حين انقلبوا وما فيهم رجل إلا وقد رجع بجمل أو جملين فاكتسوا وشبعوا
رواه أبو داود والحاكم في المستدرك واللفظ له وقال صحيح على شرط الشيخين
363 وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل قبرا ليلا فأسرج له بسراج فأخذه من قبل القبلة وقال ( رحمك الله إن كنت لأواها تلاء للقرآن ) وكبر عليه أربعا
الأواه الدعاء ويقال المتأوه المتضرع ويقال الموقن ويقال البكاء
364 وعن يعلى بن مرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( حسين مني وأنا من حسين أحب الله من أحب حسينا حسين سبط من الأسباط )
رواهما الترمذي وابن ماجه واللفظ فيهما للترمذي وقال في كل منهما حسن وروى الثاني ابن حبان في صحيحه
365 وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( اللهم أذقت أول قريش نكالا فأذق آخرهم نوالا )
رواه الترمذي وقال حديث حسن غريب
366 وعن أم سلمة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم جلل على الحسن والحسين وعلي وفاطمة رضي الله عنهم كساء ثم قال ( اللهم هؤلاء أهل بيتي وحامتي أذهب عنهما الرجس وطهرهم تطهيرا )
فقالت أم سلمة وأنا معهم يا رسول الله قال إنك إلى خير
رواه الترمذي وقال حسن صحيح وهو أحسن شيء روي في هذا الباب ورواه الحاكم في المستدرك وقال (1) على شرط البخاري
حامة الرجل بتشديد الميم خاصته وقرابته ومن يهمه أمره ويحرمه مأخوذ من الماء الحميم وهو الحار
367 وعن البراء رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أبصر حسنا وحسينا فقال ( اللهم إني أحبهما فأحبهما )
رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح ورواه من حديث أسامة بن زيد أيضا وزاد فيه وأحب من يحبهما وقال حسن غريب
368 وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال قالوا يا
1- صحيح
رسول الله أحرقتنا نبال ثقيف فادع الله عليهم فقال ( اللهم اهد ثقيفا )
رواه الترمذي وقال حسن صحيح غريب
369 وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال للعباس إذا كان غداة الإثنين فأتني أنت وولدك حتى أدعو لهم بدعوة ينفعك الله بها وولدك فغدا وغدونا معه فألبسنا كساء ثم قال قال ( اللهم اغفر للعباس وولده مغفرة ظاهرة باطنة لا تغادر ذنبا اللهم احفظه في ولده )
رواه الترمذي وقال حسن غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه
370 وعن زيد بن ثابت رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم نظر قبل اليمن فقال ( اللهم أقبل بقلوبهم وبارك لنا في صاعنا ومدنا )
رواه الترمذي وقال حديث حسن غريب من حديث زيد بن ثابت لا نعرفه إلا من حديث عمران القطان
371 وعن عرباض بن سارية رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي على الصف الأول مرتين وعلى الثاني واحدة
رواه النسائي واللفظ له وابن ماجه والحاكم في المستدرك ولفظهما يستغفر للصف المقدم ثلاثا والثاني مرة وقال الحاكم صحيح الإسناد
372 وعن عمرو بن أخطب رضي الله عنه قال استقى رسول الله
صلى الله عليه وسلم فأتيته بإناء فيه ماء وفيه شعرة فرفعتها فناولته فنظر النبي صلى الله عليه وسلم فقال ( اللهم جمله ) قال فرأيته وهو ابن ثلاث وتسعين وما في رأسه ولحيته شعرة بيضاء
رواه ابن ماجه وابن حبان في صحيحه واللفظ لابن ماجه وليس لعمرو بن أخطب في الكتب الستة غير هذا الحديث وحديث مر رسول الله صلى الله عليه وسلم بدار من دور الأنصار
رواه ابن ماجه وذكر له ابن عساكر حديث مسح النبي صلى الله عليه وسلم على وجهي ودعا لي وقال إن الترمذي رواه في المناقب ولم أجده فيها ولم يرسم له الحديث الذي أوردته من رواية ابن ماجه وابن حبان
373 وعن علي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( رحم الله عليا اللهم أدر الحق معه حيث دار )
رواه الحاكم في المستدرك وقال صحيح على شرط الشيخين
374 وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( اللهم اغفر للحاج ولمن استغفر له الحاج )
رواه الحاكم في المستدرك وقال صحيح على شرط مسلم
375 وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عليا إلى اليمن فقال ( علمهم الشرائع واقض بينهم ) قال لا علم لي بالقضاء فدفع في صدره فقال ( اللهم اهده للقضاء )
رواه الحاكم في المستدرك وقال صحيح
376 وعن علي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( اللهم ثبت لسانه واهد قلبه )
377 وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأبي بكر ( أعطاك الله الرضوان الأكبر )
378 وعنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لكعب بن عجرة ( أعاذك الله يا كعب بن عجرة من أمارة السفهاء ) مختصر
379 وعن حذيفة رضي الله عنه قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ( غفر الله لك ولأمك يا حذيفة )
380 وعن سعد وهو ابن أبي وقاص رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( اللهم سدد رميته وأجب دعوته )
381 وعن أبي قتادة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( اللهم بارك له في شعره وبشره )
382 وعن سهل بن سعد رضي الله عنهما قال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في زمان القيظ فنزل منزلا فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم يغتسل فقام العباس بن عبد
المطلب يستره بكساء من صوف قال سهل فنظرت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من جانب الكساء وهو يقول ( اللهم استر العباس وولده من النار )
383 وعن الحسن أن الأحنف بن قيس قال بينما أنا أطوف بالبيت في زمن عثمان بن عفان إذ أخذ رجل من بني لبت بيدي فقال ألا أبشرك قلت بلى فقال هل تذكر إذ بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى قومك بني سعد فجعلت أعرض عليهم الإسلام وأدعوهم إليه فقلت أنت إنه يدعو إلى الخير ويأمر به إنه ليدعو إلى الخير ويأمر بالخير فبلغت ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال ( اللهم اغفر للأحنف بن قيس ) فكان الأحنف يقول ما من عمل شيء أرجى لي منه
384 وعن سعد بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في علي ( اللهم وال من والاه وعاد من عاداه )
385 وعن أم سلمة رضي الله عنها قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( اللهم اسق عبد الرحمن بن عوف سلسبيل الجنة )
روى هذه التسعة الأحاديث الحاكم في المستدرك وقال في حديث سهل بن سعد صحيح الإسناد
386 وعن حذيفة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في ليلة الأحزاب ( من يأتينا بخبر القوم الليلة جعله الله رفيقا لمحمد يوم القيامة ) قال فما فيهم رجل يقوم وأن حذيفة سار إليهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( اللهم احفظه من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله ومن فوقه ومن تحته ) مختصر
رواه أبو عوانة في صحيحه
387 وعن أبي بكر الصديق رضي الله عنه أنه قال يا رسول الله كيف الصلاح بعد هذه الآية { من يعمل سوءا يجز به } النساء 123 فقال ( رحمك الله يا أبا بكر ألست تمرض ألست تنصب ألست تصيبك اللأواء فذاك ما تجزون به )
388 وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن الله وملائكته يصلون على المتسحرين )
389 وعنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من بات طاهرا بات في شعاره ملك فلم يستيقظ إلا قال الملك اللهم اغفر لعبدك فلان فإنه بات طاهرا )
الشعار بالكسر ما ولي الجسد من الثياب سمي شعارا لأنه يلي شعر الجسد
390 وعن عبد الله وهو ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له ( يرحمك الله إنك غليم معلم )
391 وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( رحم الله يوسف لولا الكلمة التي قالها { اذكرني عند ربك } يوسف 42 ما لبث في السجن ما لبث ورحم الله لوطا إن كان ليأوي إلى ركن شديد إذ قال
لقومه { لو أن لي بكم قوة أو آوي إلى ركن شديد } هود 80 قال فما بعث الله بعده نبيا إلا في ثروة من قومه )
392 وعن أبي بن كعب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( إن جبريل حين ركض زمزم بعقبة جعلت أم إسماعيل تجمع البطحاء قال النبي صلى الله عليه وسلم رحم الله هاجر لو تركتها كانت عينا معينا )
393 وعن البراء رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( إن الله وملائكته يصلون على الصف الأول ) وفي لفظ على الصفوف المقدمة
394 وعن فضالة بن عبيد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( اللهم من آمن بك وشهد أني رسولك فحبب إليه لقاك وسهل عليه قضاك وأقلل له من الدنيا ومن لم يؤمن بك ولم يشهد أني رسولك فلا تحبب إليه لقاك ولا تسهل عليه قضاك وأكثر له من الدنيا )
395 وعن العرباض بن السارية السلمي رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( اللهم علم معاوية الكتاب والحساب وقه العذاب )
396 وعن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( اللهم أعز الإسلام بعمر بن الخطاب خاصة )
397 وعنها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( إن الله وملائكته يصلون على الذين يصلون الصفوف )
روى هذه الأحد عشر حديثا أبو حاتم بن حبان في صحيحه
398 وعن عبد الله بن شداد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لسعد بن معاذ وهو يكيد بنفسه جزاك الله خيرا من سيد قوم فقد صدقت الله ما وعدته والله صادقك ما وعدك )
يكيد بنفسه بفتح الياء أي يجود بها
399 وعن أبي إياس المزني واسمه معاوية بن قرة قال قال أبو الدرداء رضي الله عنه إني لأدعو لسبعين من إخواني وأنا ساجد
400 وعن هشام بن عروة رضي الله عنهما أن أباه كان يدعو للزبير في صلاته ويسميه
رواهما ابن أبي شيبة في مصنفه
وقد تقدم في الأبواب السابقة جملة أحاديث في التخصيص بالدعاء
*
الباب الثامن
*
فيمن دعي عليه أو أمر بالدعاء عليه
فيمن دعي عليه أو أمر بالدعاء عليه
401 عن عبد الله وهو ابن مسعود رضي الله عنه قال لعن الله الواشمات والمستوشمات والمتنمصات والمتفلجات للحسن المغيرات خلق الله فبلغ ذلك امرأة من بني أسد يقال لها أم يعقوب فجاءت فقالت إنه بلغني أنك لعنت كيت وكيت فقال لها ومالي لا ألعن من لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في كتاب الله عز وجل فقالت لقد قرأت ما بين اللوحين فما وجدت فيه ما تقول فقال لئن كنت قرأتيه لقد وجدتيه أما قرأت { وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا } الحشر 7 قالت بلى قال فإنه قد نهى عنه قالت فإني أرى أهلك يفعلونه قال فاذهبي فانظري فذهبت فنظرت فلم تر من حاجتها شيئا فقال لو كانت كذلك ما جامعتنا
اللعن الطرد والإبعاد عن الخير واللعن المسخ واللعن التعذيب
402 وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال لعن النبي صلى الله عليه وسلم الواصلة والمستوصلة الواشمة والستوشمة
والوشم غرز الذارع أو الثغر بإبرة ثم حشوه بالكحل حتى يخضر
والنامصة التي تنتف الشعر من الحاجب والمنماص المنقاش والمتفلجات للحسن هن اللاتي يحززن أسنانهن بحديدة ليتباعد ما بينها والواصلة التي توصل شعرها بشعر آخر
403 وعن عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنهما قال دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الأحزاب على المشركين اللهم منزل الكتاب سريع الحساب اللهم اهزم الأحزاب اللهم اهزمهم وزلزلهم )
روى هذه الثلاثة الأحاديث الجماعة
404 وعن علي رضي الله عنه قال ما كتبنا عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا القرآن وما في هذه الصحيفة قال النبي صلى الله عليه وسلم ( المدينة حرام ما بين عير إلى ثور فمن أحدث حدثا أو آوى محدثا فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل منه عدل ولا صرف وذمة المسلمين واحدة يسعى بها أدناهم فمن أخفر مسلما فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل منه صرف ولا عدل ومن والى قوما بغير إذن مواليه فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل منه صرف ولا عدل )
رواه الجماعة إلا ابن ماجه وعند مسلم ومن ادعى إلى غير أبيه أو انتمى إلى غير مواليه فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين
( عير ) بالعين المهملة والياء آخر الحروف والراء جبل وقوله ( محدثا ) روي بكسر الدال إذا آوى من أحدث فيها وبالفتح يعني آوى بدعة ورضي بها
( والعدل ) الفريضة و ( الصرف ) النافلة وقيل العدل الفدية والصرف التوبة ومعنى الفدية هنا أن لا يجد في القيمة فدى يفتدي به بخلاف
غيره من المذنبين الذي يفدون من النار باليهود والنصارى ومعنى أخفر غدر ونقض
405 وعنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال يوم الخندق ( ملأ الله بيوتهم وقبورهم نارا كما شغلونا عن الصلاة الوسطى حتى غابت الشمس )
رواه الجماعة إلا ابن ماجه
وعن عبد الله وهو ابن مسعود رضي الله عنه قال بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم ساجد وحوله ناس من قريش من المشركين إذ جاء عقبة بن أبي معيط بسلا جزور فقذفه على ظهر النبي صلى الله عليه وسلم فلم يرفع رأسه حتى جاءت فاطمة رضي الله عنها فأخذت من ظهره ودعت على من صنع ذلك فقال النبي صلى الله عليه وسلم ( اللهم عليك الملأ من قريش اللهم عليك أبا جهل بن هشام وعتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة وعقبة بن أبي معيط وأمية بن خلف وأبي بن خلف ) فلقد رأيتهم قتلوا يوم بدر فألقوا في بئر غير أمية أو أبي فإنه كان رجلا ضخما فلما جروه تقطعت أوصاله قبل أن يلقى في البئر
سلا جزور بفتح أولهما والسلا الجلدة التي يكون فيها الولد
407 وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فأبت فبات غضبان لعنتها الملائكة حتى تصبح )
رواهما البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي
وفي رواية للبخاري ومسلم والنسائي
إذا باتت المرأة هاجرة فراش زوجها لعنتها الملائكة حتى ترجع
408 وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال بلغ عمر رضي الله عنه أن فلانا باع خمرا فقال قاتل الله فلانا ألم يعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( قاتل الله اليهود حرمت عليهم الشحوم فجملوها وباعوها ) وعند مسلم لعن الله اليهود
ومعنى جملوها أذابوها
409 وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا رفع رأسه من الركعة الآخرة يقول ( اللهم أنج عياش بن أبي ربيعة اللهم أنج سلمة بن هشام اللهم أنج الوليد بن الوليد اللهم أنج المستضعفين من المؤمنين اللهم اشدد وطأتك على مضر اللهم اجعلها سنين كسني يوسف ) مختصر
وطأتك بفتح الواو وسكون الطاء وبالهمزة مع القصر قال الخطابي هي العقوبة والمشقة وأريد بها هنا ضيق المعيشة مأخوذ من وطء الدابة الشيء وركضها إياه برجلها
410 وعنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( لعن الله السارق يسرق البيضة
فتقطع يده ويسرق الحبل فتقطع يده )
روى هذه الثلاثة البخاري ومسلم والنسائي وابن ماجه
411 وعنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان فيقول أحدهما اللهم أعط منفقا خلفا ويقول الآخر اللهم أعط ممسكا تلفا )
412 وعن سعيد بن جبير رضي الله عنه قال كنت عند ابن عمر رضي الله عنهما فمروا بفئة أو بنفر نصبوا دجاجة يرمونها فلما رأوا ابن عمر تفرقوا عنها وقال ابن عمر من فعل هذا إن النبي صلى الله عليه وسلم لعن من فعل هذا
رواهما البخاري ومسلم وفي رواية للبخاري أيضا لعن النبي صلى الله عليه وسلم من مثل بالحيوان وفي رواية لمسلم والنسائي أن النبي صلى الله عليه وسلم لعن من اتخذ شيئا فيه الروح غرضا
413 وعن أنس رضي الله عنه قال بعث النبي صلى الله عليه وسلم سبعين رجلا لحاجة يقال لهم القراء فعرض لهم حيان من بني سليم رعل وذكوان عند بئر يقال لها بئر معونة فقال القوم والله ما إياكم أردنا إنما نحن مجتازون في حاجة للنبي صلى الله عليه وسلم فقتلوهم فدعا النبي صلى الله عليه وسلم عليهم شهرا في صلاة الغداة وذلك بدء القنوت وما كنا نقنت
متفق عليه وفي رواية لمسلم قنت شهرا يلعن رعلا وذكوان وعصية عصوا الله ورسوله
414 وعن عائشة رضي الله عنه قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه الذي لم يقم منه ( لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد ) ولولا ذلك لأبرز قبره غير أنه خشي أو أخشى أن يتخذ مسجدا متفق عليه
415 وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال لعن النبي صلى الله عليه وسلم المتشبهين من الرجال بالنساء والمتشبهات من النساء بالرجال
رواه الجماعة إلا مسلما وفي رواية للبخاري لعن النبي صلى الله عليه وسلم المخنثين من الرجال والمترجلات من النساء وقال ( أخرجوهم من بيوتكم ) قال فأخرج النبي صلى الله عليه وسلم فلانا وأخرج عمر فلانة
قال ابن سيده في المحكم خنث الرجل خنثا فهو خنث ويخنث وأخنث تثنى وتكسر والأنثى خنثة وقيل المخنث الذي يفعل فعل الخناثي
416 وعنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث بكتاب إلى كسرى مع عبيد الله بن حذافة السهمي فأمره أن يدفعه إلى عظيم البحرين فدفعه عظيم البحرين إلى كسرى فلما قرأه مزقه فحسبت أن ابن المسيب قال فدعا عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يمزقوا كل ممزق
رواه البخاري وأبو داود والنسائي
417 وعن عون بن أبي جحيفة رضي الله عنه قال لعن النبي صلى الله عليه وسلم
الواشمة والمستوشمة وآكل الربا وموكله ونهى عن ثمن الكلب وكسب البغي ولعن المصورين
رواه البخاري وأبو داود
والبغي بتشديد الياء وكسب البغي ما تعطاه على الزنا
وأبو جحيفة اسمه عبد الله بن وهب السوائي
418 وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( تعس عبد الدينار والدرهم والقطيفة والخميصة إن أعطي رضي وإن لم يعط لم يرض )
رواه البخاري والترمذي وابن ماجه وعند الترمذي لعن عبد الدينار
والقطيفة كساء ذو خمل وهي الخملة أيضا والخميصة كساء من صوف أو خز معلمة كانت من لباس الناس
419 وعن علي رضي الله عنه قال رأيت امرأة الوليد جاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم تشكو إليه زوجها أنه يضربها فقال لها ( اذهبي إليه فقولي له كيت وكيت ) قالت إنه يضربني فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده وقال ( اللهم عليك الوليد )
رواه البخاري في كتاب رفع اليدين وصححه
420 وعن جابر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم مر عليه حمار قد وسم في وجهه فقال ( لعن الله الذي وسمه )
رواه مسلم وأبو داود والترمذي ولفظ أبي داود مر عليه بحمار قد وسم في وجهه فقال ( أما بلغكم أني لعنت من وسم البهيمة في وجهها أو ضربها في وجهها ) فنهى عن ذلك
421 وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من سمع رجلا ينشد ضالة في المسجد فليقل لا ردها الله عليك فإن المساجد لم تبن لهذا )
رواه مسلم وأبو داود وابن ماجه
ينشد بفتح الياء يقال نشدت الضالة إذا طلبتها وأنشدتها إذا عرفتها
422 وعنه قال قال أبو القاسم صلى الله عليه وسلم ( من أشار إلى أخيه بحديدة فإن الملائكة تلعنه حتى وإن كان أخاه لأبيه وأمه )
رواه مسلم والترمذي والنسائي
423 وعن بريدة رضي الله عنه أن رجلا نشد في المسجد فقال من دعا إلى الجمل الأحمر فقال النبي صلى الله عليه وسلم ( لا وجدت إنما بنيت المساجد لما بنيت له )
رواه مسلم والنسائي وابن ماجه
424 وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال قام رسول الله صلى الله عليه وسلم فسمعناه يقول ( أعوذ بالله منك ) ثم قال ( ألعنك بلعنة الله ثلاثا ) وبسط يده
كأنه تناول شيئا فلما فرغ من الصلاة قلنا يا رسول الله قد سمعناك تقول في الصلاة شيئا لم نسمعك تقوله قبل ذلك ورأيناك بسطت يدك قال ( إن عدو الله إبليس جاء بتراب من نار فجعله في وجهي فقلت أعوذ بالله منك ثلاث مرات ثم قلت ألعنك بلعنة الله التامة فلم يستأخر ثلاث مرات ثم أردت أخذه والله لولا دعوة أخينا سليمان لأصبح موثقا يلعب به ولدان أهل المدينة )
425 وعن أبي الطفيل عامر بن واثلة رضي الله عنه قال كنت عند علي بن أبي طالب رضي الله عنه فأتاه رجل فقال ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يسر إليك قال فغضبت وقال ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يسر إلينا شيئا يكتمه الناس غير أنه قد حدثني بكلمات أربع قال فقال ما هن يا أمير المؤمنين قال قال ( لعن الله من لعن وا لده ولعن الله من ذبح لغير الله ولعن الله من آوى محدثا ولعن الله من غير منار الأرض )
رواهما مسلم والنسائي وفي رواية لمسلم أيضا والديه بالتثنية والمنار محجة الطريق
426 وعن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( اللهم من ولي من أمر أمتي شيئا فشق عليهم فاشقق عليه ومن ولي من أمر أمتي شيئا فرفق بهم فارفق به )
رواه مسلم والنسائي وأبو عوانة في صحيحه وقال فيه ( ومن ولي منهم شيئا فشق عليهم فعليه بهلة الله ) قالوا يا رسول الله وما البهلة قال ( لعنة الله )
427 وعن جابر رضي الله عنه قال لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم آكل الربا
وموكله وكاتبه وشاهديه وقال هم سواء
رواه مسلم وأخرجه أبو داود وابن ماجه من حديث ابن مسعود وقال الترمذي حسن صحيح
428 وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( رغم أنفه ثم رغم أنفه ثم رغم أنفه ) قيل من يا رسول الله قال ( من أدرك والديه عند الكبر أحدهما أو كلاهما ثم لم يدخلاه الجنة )
429 وعن إياس بن سلمة بن الأكوع رضي الله عنهما أن أباه حدثه أن رجلا أكل عند رسول الله صلى الله عليه وسلم بشماله فقال ( كل بيمينك ) قال لا أستطيع قال ( لا استطعت ) ما منعه إلا الكبر قال فما رفعهما إلى فيه انفرد بهما مسلم
وهذا الرجل هو بسر بن راعي العير قاله الخطيب وبسر بضم الباء والسين المهملة والعير بفتح العين وهو الحمار
430 وعن عمرة بنت عبد الرحمن رضي الله عنها أنها قالت لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم المختفي والمختفية يعني نباش القبور
رواه مالك في الموطأ هكذا مرسلا وقال ابن عبد البر في التمهيد وقد روي هذا الحديث مسندا من حديث مالك وغيره رواه عن مالك يحيى بن صالح الوحاظي فقال حدثنا مالك عن أبي الرجال عن عمرة عن عائشة فذكره ثم قال ورواية الوحاظي مشهورة عنه في توصيل هذا الحديث قال وكذلك رواه عبد الله بن عبد الوهاب عن مالك وقال هذا التفسير في هذا
الحديث من قول مالك ولا أعلم أحدا خالفه في ذلك وأصل الكلمة الظهور والكشف لأن النباش يكشف الميت عن ثيابه ويظهره ويقلعها عنه
والوحاظي بضم الواو وبالحاء المهملة والظاء المعجمة نسبة إلى وحاظة بن سعد بن عوف
وأبو الرجال هو محمد بن عبد الرحمن أبو عبد الرحمن وإنما لقب بأبي الرجال لولده وكانوا عشرة رجال وهو ابن عمرة المذكورة اتفق عليه وعلى أمه البخاري ومسلم
431 وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم زائرات القبور والمتخذين عليها المساجد والسرج
رواه الأربعة وابن حبان في صحيحه واللفظ لأبي داود والترمذي والنسائي وقال الترمذي حديث حسن
432 وعنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لعن الله من عمل عمل قوم لوط لعن الله من عمل عمل قول لوط لعن الله من عمل عمل قوم لوط )
رواه الأربعة وابن حبان في صحيحه واللفظ للنسائي وقال الترمذي إن محمد بن إسحاق رواه عن عمرو بن أبي عمر وأنه ذكر فيه ملعون من أتى بهيمة
433 وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال لعن رسول الله
صلى الله عليه وسلم الراشي والمرتشي
رواه أبو داود واللفظ له والترمذي وابن ماجه وابن حبان في صحيحه وقال الترمذي حسن صحيح
434 وعن حذيفة وهو ابن اليمان رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن من جلس وسط الحلقة
رواه أبو داود واللفظ له والترمذي وقال حسن صحيح وابن ماجه وابن حبان في صحيحه
435 وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ملعون من أتى امرأة في دبرها )
رواه أبو داود واللفظ له والنسائي وابن ماجه
436 وعنه قال لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم الرجل يلبس لبسة المرأة والمرأة تلبس لبسة الرجل
رواه أبو داود والنسائي وابن حبان في صحيحه بلفظ واحد
437 وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لعن الله الخمر وشاربها وساقيها ومبتاعها وبائعها وعاصرها ومعتصرها وحاملها والمحمولة إليه )
رواه أبو داود وابن ماجه واللفظ لأبي داود ورواه الترمذي وابن ماجه أيضا من حديث أنس وزاد فيه وآكل ثمنها ورواه الحاكم في المستدرك وابن حبان في صحيحه من حديث ابن عباس ولفظهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاه جبريل فقال يا محمد إن الله لعن الخمر فذكراه بلفظ واحد وقال الحاكم صحيح الإسناد
438 وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم النائحة والمستمعة
وعن سعيد بن غزوان عن أبيه رضي الله عنهما أنه نزل بتبوك وهو حاج فإذا برجل مقعد فسأله عن أمره فقال سأحدثك حديثا فلا تحدث به ما سمعت أني حي إن رسول الله صلى الله عليه وسلم نزل بتبوك إلى نخلة فقال ( هذه قبلتنا ) ثم صلى إليها فأقبلت وأنا غلام أسعى حتى مررت بينه وبينها فقال ( قطع الله أثره ) فما قمت عليها إلى يومي هذا
440 وعن ابن أبي مليكة واسمه عبد الله قال قيل لعائشة رضي الله عنها إن امرأة تلبس النعل فقالت لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم الرجلة من النساء
روى الثلاثة أبو داود
الرجلة هي المترجلة يقال امرأة رجلة إذا تشبهت بالرجال في زيهم وهيأتهم فأما في العلم والرأي فمحمود ومنه أن أم المؤمنين عائشة كانت رجلة الرأي
441 وعن البراء بن عازب رضي الله عنهما أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم أو قال
قال النبي صلى الله عليه وسلم في الأنصار ( لا يحبهم إلا مؤمن ولا يبغضهم إلا منافق من أحبهم فأحبه الله ومن أبغضهم فأبغضه الله )
رواه الترمذي واللفظ له والنسائي وابن ماجه وقال الترمذي حديث صحيح
442 وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( إذا رأيتم من يبيع أو يبتاع في المسجد فقولوا لا أربح الله تجارتك وإذا رأيتم من ينشد ضالته فقولوا لا رد الله عليك )
رواه الترمذي والنسائي والحاكم في المستدرك بلفظ واحد ورواه ابن حبان في صحيحه بمعناه وقال الترمذي حسن غريب وقال الحاكم صحيح على شرط مسلم
443 وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم المحلل والمحلل له
رواه الترمذي والنسائي وقال الترمذي واللفظ له حسن صحيح ورواه الترمذي وأبو داود وابن ماجه من حديث علي رضي الله عنه
444 وعن أبي سريحة أو زيد بن أرقم شك شعبة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( من كنت مولاه فعلي مولاه )
رواه الترمذي وهذا لفظه وقال حسن غريب ورواه النسائي وابن حبان في صحيحه من حديث زيد من غير شك أتم منه وزاد فيه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه
وأبو سريحة بفتح السين المهملة وكسر الراء وبالحاء المهملة واسمه حذيفة بن أسيد بفتح الهمزة
445 وعن كعب بن عجرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( احضروا المنبر ) فحضرنا فلما ارتقى درجة قال ( آمين ) فلما ارتقى الدرجة الثانية قال ( آمين ) ثم لما ارتقى الدرجة الثالثة قال ( آمين ) فلما نزل قلنا يا رسول الله لقد سمعنا منك اليوم شيئا ما سمعناه قال ( إن جبريل عرض لي فقال بعد من أدرك رمضان فلم يغفر له فقلت آمين فلما رقيت الثانية قال بعد من ذكرت عنده فلم يصل عليك فقلت آمين فلما رقيت الثالثة قال بعد من أدرك أبويه الكبر عنده أو أحدهما فلم يدخلاه الجنة قلت آمين )
رواه الحاكم في المستدرك وصحح إسناده ورواه ابن حبان في صحيحه من حديث مالك بن الحويرث وفيه ( من ذكرت عنده فلم يصل عليك فأبعده الله قل آمين فقلت آمين )
446 وعن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( من أهان قريشا أهانه الله )
447 وعن جابر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من أخاف أهل المدينة أخافه الله )
448 وعن أبي أمامة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن الخامشة وجهها والشاقة جيبها والداعية بالويل
449 وعن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( لعن الله من ذبح لغير الله ولعن الله من غير تخوم الأرض ولعن الله من كمه الأعمى عن السبيل ولعن الله من سب والديه ولعن الله من تولى غير مواليه ولعن الله من عمل عمل قوم لوط ) قالها ثلاثا في عمل قوم لوط
450 وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( سيكون في آخر أمتي رجال يركبون على سروج كأشباه الرجال ينزلون على أبواب المساجد نساؤهم كاسيات عاريات على رؤوسهن كأسنمة البخت العجاف العنوهن فإنهن ملعونات )
معنى ( كاسيات عاريات ) أنهن يلبسن الأثواب الرقاق التي تصف لون البدن وقيل كاسيات من الثياب عاريات من لباس التقوى
451 وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال يا أم عبد الله ألا أخبرك بما لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت بلى قال لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم من حلق أو خرق أن سلق
( سلق ) بمعنى صاح
452 وعن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( من علق تميمة فلا أتم الله له ومن علق ودعة فلا ودع الله له )
و ( التمائم ) بالتاء المثناة واحدتها تميمة وهي خرزات كانت العرب تعلقها على أولادهم يتقون بها العين بزعمهم فأبطله النبي صلى الله عليه وسلم
453 وعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( ستة لعنتهم ولعنهم الله وكل نبي مجاب الدعوة الزائد في كتاب الله والمكذب بقدر الله والمسلط بالجبروت ليذل بذلك من أعز الله وليعز من أذل الله والمستحل لحرم الله والمستحل من عترتي ما حرم الله والتارك لسنتي )
روى هذه السبعة ابن حبان في صحيحه
وقد تقدم في الباب السابع حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان فيقول أحدهما اللهم أعط منفقا خلفا ويقول الآخر اللهم أعط ممسكا تلفا )
وحديثه أيضا في دعاء الملائكة لروح المؤمن ودعائهم على روح الكافر
وحديث فضالة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( اللهم من آمن بك وشهد أني رسولك فحبب إليه لقاك وسهل عليه قضاك وأقلل له من الدنيا ومن لم يؤمن بك ولم يشهد أني رسولك فلا تحبب إليه لقاك ولا تسهل عليه قضاك وأكثر له من الدنيا )
*
الباب التاسع
*
فيمن نهي عن الدعاء عليه وما نهي عن الدعاء به
فيمن نهى عن الدعاء عليه وما نهى عن الدعاء به
454 عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم ( لا تسبوا أصحابي فلو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه )
رواه الجماعة
455 وعن قيس بن أبي حازم رضي الله عنه قال دخلنا على خباب نعوده وقد اكتوى سبع كيات فقال إن أصحابنا الذين سلفوا مضوا ولم تنقصهم الدنيا وإنا أصبنا ما لم نجد له موضعا إلا التراب ولولا أن النبي صلى الله عليه وسلم نهانا أن ندعو بالموت لدعوت به ثم أتيناه مرة أخرى وهو يبني حائطا له فقال إن المسلم يؤجر في كل نفقة إلا شيء يجعله في التراب
رواه الجماعة إلا أبا داود
وأبو حازم بالحاء المهملة واسمه عوف بن الحارث وقيل عبد عوف بن الحارث
456 وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال قال النبي صلى الله عليه وسلم ( إن من أكبر الكبائر أن يلعن الرجل والديه ) قيل يا رسول الله وكيف يلعن الرجل والديه قال ( يسب أبا الرجل فيسب الرجل أباه ويسب أمه فيسب أمه )
رواه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي ولفظ مسلم من الكبائر شتم الرجل والديه
457 وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم ( قال الله عز وجل يؤذيني ابن آدم يسب الدهر وأنا الدهر بيدي الأمر أقلب الليل والنهار )
رواه البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي واللفظ للبخاري وأبي داود
458 وعنه رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( لن يدخل أحدا عمله الجنة ) قالوا ولا أنت يا رسول الله قال ( ولا أنا إلا أن يتغمدني الله بفضل ورحمة فسددوا وقاربوا ولا يتمنى أحدكم الموت إما محسنا فلعله أن يزداد خيرا أو مسيئا فلعله يستعتب )
رواه البخاري ومسلم والنسائي
ولفظ مسلم ( لا يتمنين أحدكم الموت ولا يدع به من قبل أن يأتيه إنه إذا مات أحدكم انقطع عمله وإنه لا يزيد المؤمن عمره إلا خيرا )
يستعتب أي يعترف ويلوم نفسه ويعتبها
459 وعن ثابت بن الضحاك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( من حلف بملة غير الإسلام كاذبا فهو كما قال ومن قتل نفسه بشيء عذب به في نار جهنم ولعن المؤمن كقتله ومن رمى مؤمنا بكفر فهو كقتله )
460 وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في أضحى أو فطر إلى المصلى ثم انصرف فوعظ الناس وأمرهم بالصدقة فقال ( يا أيها الناس تصدقوا ) فمر على النساء فقال ( يا معشر النساء تصدقن فإني رأيتكن أكثر أهل النار ) فقلن وبم ذلك يا رسول الله قال ( تكثرن اللعن وتكفرن العشير ) وذكر الحديث متفق عليهما
461 وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال أتى النبي صلى الله عليه وسلم برجل قد شرب قال ( اضربوه ) قال أبو هريرة فمنا الضارب بيده والضارب بنعله والضارب بثوبه فلما انصرف قال بعض القوم أخزاك الله قال ( لا تقولوا هكذا ولا تعينوا عليه الشيطان )
رواه البخاري وأبو داود
أخزاه الله أي فضحه
462 وعن عائشة رضي الله عنها قالت قال النبي صلى الله عليه وسلم ( لا تسبوا الأموات فإنهم قد أفضوا إلى ما قدموا )
رواه البخاري والنسائي
463 وعن عمران بن حصين رضي الله عنهما قال بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره وامرأة من الأنصار على ناقة فضجرت فلعنتها فسمع ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ( خذوا ما عليها ودعوها فإنها ملعونة ) قال عمران فكأني أراها الآن تمشي في الناس ما يعرض لها أحد
رواه مسلم وأبو داود والنسائي
464 وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( إن اللعانين لا يكونون شهداء ولا شفعاء يوم القيامة )
465 وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما في حديث طويل إن رجلا من الأنصار أناخ ناضحا له فركبه ثم بعثه فتلدن عليه بعض التلدن فقال له شأ لعنك الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من هذا اللاعن بعيره ) قال أنا يا رسول الله قال ( انزل عنه فلا تصحبنا بملعون لا تدعوا على أنفسكم ولا تدعوا على أولادكم ولا تدعوا على أموالكم ولا توافقوا من الله ساعة يسأل فيها عطاء فيستجيب لكم )
رواهما مسلم وأبو داود وزاد في هذا الحديث ولا تدعوا على خدمكم
( تلدن ) بفتح المثناة من فوق واللام والدال المهملة المشددة أي تلكأ ولم ينبعث
466 وعن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عاد رجلا من المسلمين قد خفت فصار مثل الفرخ فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ( هل كنت تدعو بشيء أو تسأله إياه ) قال نعم كنت أقول اللهم ما كنت معاقبني به في الآخرة فعجله لي في الدنيا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( سبحان الله لا تطيقه أو لا تسطيعه أفلا قلت اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار ) قال فدعا الله له فشفاه
رواه مسلم والترمذي والنسائي
467 وعن جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل على أم السائب أو أم المسيب فقال ( مالك يا أم السائب أو يا أم المسيب تزفزفين ) قالت الحمى لا بارك الله فيها فقال ( لا تسبي الحمى فإنها تذهب خطايا بني آدم كما يذهب الكير خبث الحديد )
رواه مسلم والنسائي وابن ماجه من حديث أبي هريرة
قال صاحب المطالع تزفزفين بضم التاء وفتح الزاي أي ترعدين والزفزفة الرعدة ورواه بعضهم بالراء والقاف قال أبو مروان هما صحيحان
468 وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن رجلا لعن الريح وقال مسلم وهو ابن أبي قريم أن رجلا نازعته الريح رداءه على عهد النبي صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم ( لا يلعنها فإنها مأمورة وإنه من لعن شيئا ليس بأهل رجعت اللعنة عليه )
رواه أبو داود واللفظ له والترمذي وابن حبان في صحيحه
469 وعن سمرة بن جندب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( لا تلاعنوا بلعنة الله ولا بغضب الله ولا بالنار )
رواه أبو داود واللفظ له والترمذي وقال هذا حديث حسن صحيح
470 وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول ( الريح من روح الله تأتي بالرحمة وتأتي بالعذاب فإذا رأيتموها فلا تسبوها وسلوا الله خيرها واستعيذوا بالله من شرها )
رواه أبو داود واللفظ له والنسائي وابن ماجه والحاكم في المستدرك وابن حبان في صحيحه
ورواه الحاكم أيضا من حديث أبي بن كعب وقال فيه (1) على شرط الشيخين
( وروح الله ) بفتح الراء رحمة الله
471 وعن زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لا تسبوا الديك فإنه يوقظ إلى الصلاة )
رواه أبو داود والنسائي وابن حبان في صحيحه بهذا اللفظ
472 وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن العبد إذا لعن شيئا صعدت اللعنة إلى السماء فتغلق أبواب السماء دونها ثم تهبط إلى الأرض فتغلق أبوابها دونها ثم تأخذ يمينا وشمالا فإذا لم تجد مساغا رجعت إلى الذي لعن فإن كان لذلك أهلا وإلا رجعت إلى قائلها )
473 وعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أنها سرقت ملحفة لها فجعلت تدعو على من سرقها فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يقول ( لا تسبخي عنه )
رواهما أبو داود
( تسبخي ) بضم التاء وفتح السين المهملة وكسر الموحدة وبالخاء المعجمة قال أبو داود لا تسبخي لا تخففي
1- صحيح
474 وعن أبي بن كعب رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لا تسبوا الريح )
رواه الترمذي والنسائي واللفظ للترمذي وقال حسن صحيح
475 وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( لا يدخل الجنة لعان )
رواه أبو عوانة في صحيحه
476 وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( لا تقبحوا الوجوه )
477 وعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( تسمون أولادكم محمدا ثم تلعنونهم )
478 وعن طارق رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( نعمت الدار الدنيا لمن تزود منها لآخرته وبئست الدار الدنيا لمن صدته عن آخرته وقصرت به عن رضى ربه وإذا قال العبد قبح الله الدنيا قالت الدنيا قبح الله أعصانا لربه )
روى الثلاثة الحاكم في المستدرك
479 وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( لا يقولن
أحدكم قبح الله وجهك ووجه من أشبه وجهك فإن الله خلق آدم على صورته )
رواه ابن حبان في صحيحه
وقال يريد به على صورة الذي قيل له قبح الله وجهك من ولده والدليل على أن الخطاب لبني آدم دون غيرهم قوله صلى الله عليه وسلم ( ووبه من أشبه وجهك ) لأن وجه آدم في الصورة يشبه صورة ولده
*
الباب العاشر
*
في اسم الله الأعظم وأسمائه الحسنى
في اسم الله الأعظم واسمائه الحسنى
480 عن بريدة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سمع رجلا يقول اللهم إني أسألك بأني أشهد أنك أنت الله الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد فقال ( لقد سألت الله باسمه الذي إذا سئل به أعطى وإذا دعي به أجاب )
رواه الأربعة والحاكم في المستدرك وابن حبان في صحيحه واللفظ لأبي داود وقال الترمذي هذا حديث حسن غريب وقال الحاكم صحيح على شرط الشيخين وقال الحافظ أبو الحسن علي بن المفضل المقدسي إسناده لا مطعن فيه ولا أعلم أنه روي في هذا الباب حديث أجود منه إسنادا
وفي رواية لأبي داود أيضا ( لقد سألت الله باسمه الأعظم )
481 وعن أنس رضي الله عنه أنه كان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسا ورجل يصلي ثم دعا اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت المنان بديع السماوات والأرض يا ذا الجلال والإكرام يا حي يا قيوم فقال النبي صلى الله عليه وسلم ( لقد دعا الله عز وجل باسمه العظيم الذي إذا دعي به أجاب وإذا سئل به أعطى )
رواه الأربعة والحاكم وابن حبان في صحيحيهما واللفظ لأبي داود وقال الحاكم صحيح على شرط مسلم
وعند ابن ماجه لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك المنان وفي رواية ابن
حبان الحنان المنان قال الجوهري الحنان بالتشديد ذو الرحمة انتهى والمنان الكثير العطاء
والرجل الذي دعا قال الخطيب هو أبو عياش زيد بن الصامت الأنصاري الزرقي وأبو عياش بالمثناة آخر الحروف والشين المعجمة
482 وعن أسماء بنت يزيد رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( اسم الله الأعظم في هاتين الآيتين { وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم } البقرة 163 وفاتحة آل عمران { الم الله لا إله إلا هو الحي القيوم } آل عمران 12
رواه أبو داود واللفظ له والترمذي وابن ماجه وقال الترمذي هذا حديث حسن صحيح
483 وعن أبي أمامة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( اسم الله الأعظم في ثلاث سور من القرآن في سورة البقرة وآل عمران وطه ) قال القاسم فالتمستها إنه الحي القيوم
484 وعن سعد بن مالك رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( هل أدلكم على اسم الله الأعظم الذي إذا دعي به أجاب وإذا سئل به أعطى الدعوة التي دعاها يونس عليه السلام حيث ناداه في الظلمات { لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين } الأنبياء 87 فقال رجل يا رسول الله هل كانت ليونس خاصة أم للمؤمنين عامة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ألا تسمع قول الله عز وجل { ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين } الأنبياء 88
رواهما الحاكم في المستدرك
485 وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن لله تسعة وتسعين اسما مئة إلا واحدا من أحصاها دخل الجنة )
رواه الجماعة إلا أبا داود
وفي رواية للبخاري أيضا ( لا يحفظها أحد إلا دخل الجنة وهو وتر يحب الوتر )
وفي رواية للإمام مسلم وابن ماجه من حفظها دخل الجنة
زاد الترمذي هو الله الذي لا إله إلا هو الرحمن الرحيم الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر الخالق البارئ المصور الغفار القهار الوهاب الرزاق الفتاح العليم القابض الباسط الخافض الرافع المعز المذل السميع البصير الحكم العدل اللطيف الخبير الحليم العظيم الغفور الشكور العلي الكبير الحفيظ المقيت الحسيب الجليل الكريم الرقيب المجيب الواسع الحكيم العظيم الودود المجيد الباعث الشهيد الحق الوكيل القوي المتين الولي الحميد المحصي المبدئ المعيد المحيي المميت الحي القيوم الواجد الماجد الواحد الصمد القادر المقتدر المقدم المؤخر الأول الآخر الظاهر الباطن الوالي المتعالي البر التواب المنتقم
العفو الرؤوف مالك الملك ذو الجلال والإكرام المقسط الجامع الغني المغني المانع الضار النافع النور الهادي البديع الباقي الوارث الرشيد الصبور )
وقال غريب حدثنا به غير واحد عن صفوان بن صالح ولا نعرفه إلا من حديث صفوان بن صالح وهو ثقة عند أهل الحديث وقد روي من غير وجه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا نعلم في كثير شيء من الروايات ذكر الأسماء إلا في هذا الحديث
وفي رواية ابن ماجه أيضا ذكر الأسماء وقال قال زهير فبلغنا عن غير واحد من أهل العلم أن أولها يفتح بقول لا إله إلا الله وحده لا شريك له وله الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير لا إله إلا الله له الأسماء الحسنى
وأخرجه الحاكم في المستدرك وابن حبان في صحيحه بذكر الأسماء ورواية الحاكم مثل رواية الترمذي سواء وقال هذا حديث قد خرجاه في الصحيحين بأسانيد صحيحة دون ذكر الأسماء فيه والعلة فيه عندهما أن الوليد بن مسلم تفرد بسياقه بطوله وذكر الأسماء فيه ولم يذكرها غيره وليس هذا بعلة فإني لا أعلم اختلافا بين أئمة الحديث أن الوليد بن مسلم أوثق وأحفظ وأعلم وأجل من أبي اليمان وبشر بن شعيب وعلي بن عياش وأقرانهم من أصحاب شعيب ثم نظرنا فوجدنا الحديث قد رواه عبد العزيز بن حصين عن أبي أيوب السختياني بن حسان جميعا عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم بطوله
الإحصاء هو الحفظ كما تقدم ذكره في بعض طرق الحديث في الصحيحين
القدوس من القدس وهو الطهارة والنزاهة ومعناه في وصفه تعالى يعود إلى استحالة النقائص والتنزيه عن الآفات والضم فيه أكثر ويقال أيضا بالفتح
( السلام ) معناه ذو السلامة من كل عيب ونقيصة وقيل معناه ذو السلام أي منه السلامة لعباده وقيل ذو السلام على المؤمنين في الجنة قال تعالى { سلام قولا من رب رحيم } يس 58
المؤمن قيل هو الذي يعزى إليه الأمن والأمان بإفادته أسبابه وشدة طرق المخاوف وقيل معناه المصدق فإن أصل الإيمان التصديق فهو المصدق ظنون عباده المؤمنين ومنه قوله تعالى ( أنا عند ظن عبدي بي ) وهو الذي يصدق عباده ما وعدهم به
المهيمن هو القائم على خلقه بأعمالهم وأرزاقهم وآجالهم وقيامه عليها باطلاعه واستيلائه وحفظه فكل مطلع على كنه الأمر مستول عليه حافظ له فهو مهيمن عليه
العزيز هو القديم المثل الذي تشتد الحاجة والوصول إليه
الجبار هو الذي جبر الخلق على ما أراد وقيل هو من قولهم جبرت الكسر إذا أصلحته
المتكبر قيل معناه ومعنى العلي والمتعالي والعظيم واحد
الخالق المقدر وحمل المفسرون قوله تعالى { فتبارك الله أحسن الخالقين } المؤمنون 14 على معنى التقدير
البارئ المخترع الموجد
المصور المرتب للصور والمخترعات
الغفار هو الغفار لذنوب عباده مرة بعد أخرى بإسبال الستر عليها في الدنيا والتجاوز عنها في الآخرة والغفر في اللغة الستر ومنه سمي المغفر مغفرا
القهار هو الذي لا موجود إلا وهو مسخر تحت قهره وقدرته عاجز في قبضته
الوهاب هو الذي يجود بالعطاء ويمنح النعم والهبة التمليك بغير عوض وكل من وهب شيئا لصاحبه فهو واهب ولا يستحق أن يسمى وهابا إلا من تصرفت مواهبه في أنواع العطايا ودامت نوافله والمخلوقون إنما يهبون مالا أو قولا في حال دون حال ولا يملكون أن يهبوا شفاء لسقيم ولا هدى لضال ولا عافية لذي بلاء والله سبحانه يملك جميع ذلك
الفتاح معناه الحاكم بين الخلائق والفتح في اللغة الحكم ومنه قوله تعالى { ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق وأنت خير الفاتحين } الأعراف 89 وقيل الفتاح مبدع النصر والفتح ومما جاء في الفتح بمعنى النصر قوله سبحانه { يستفتحون على الذين كفروا } البقرة 89 وقوله تعالى { إن تستفتحوا فقد جاءكم الفتح } الأنفال 19
القابض الباسط هو الذي يوسع الرزق ويقدره يبسطه برحمته ويقبضه بحكمته قال تعالى { ولو بسط الله الرزق لعباده لبغوا في الأرض ولكن ينزل بقدر ما يشاء إنه بعباده خبير بصير } الشورى 27 وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم ( يقول الله تعالى إن من عبادي المؤمنين من لا يصلح إيمانه إلا على الغنى ولو أفقرته أفسده ذلك وإن من عبادي المؤمنين من لا يصلح إيمانه إلا على الفقر ولو أغنيته أفسده ذلك وإن من عبادي المؤمنين من لا يصلح إيمانه إلا على الصحة ولو أسقمته أفسده ذلك وإن من عبادي المؤمنين من لا يصلح إيمانه إلا على السقم ولو أصححته أفسده ذلك وإني أدبر عبادي بعلمي كيف أشاء إني لطيف خبير ) وقيل معناه الذي يقبض الأرواح بالموت ويبسطها عند الحياة قال بعض العلماء يجب أن يقرن بين هذين الاسمين ولا يفصل بينهما ليكون أنبأ عن القدرة وأدل على الحكمة كقوله تعالى { والله يقبض ويبسط } البقرة 245 فإذا قلت القابض منفردا فكأنك قصرت بالصفة على المنع والحرمان وإذا جمعت أثبت الصفتين وكذلك القول في الخافض الرافع والمعز والمذل
الحكم هو الحاكم الذي لا راد لحكمه ولا معقب لقضائه وقيل للحاكم حاكم لمنعه الناس عن التظالم يقال حكمت الرجل عن الفساد إذا منعته منه ومن هذا قيل حكمه اللجام لمنعها الدابة عن التمرد والذهاب في غير جهة المقصد
العدل معناه العادل وهو الذي يصدر منه فعل العدل
اللطيف قيل معناه الملطف كالجميل معناه المجمل وقيل هو العليم بدقائق الأمور وخفياتها أو المحسن إلى خلقه بإيصال المنافع إليهم برفق ولطف
الحليم هو ذو الصفح والأناة الذي لا تحمله زلات العصاة على استعجال عقوباتهم مع غاية الاقتدار وكما قال تعالى { ولو يؤاخذ الله الناس بظلمهم ما ترك عليها من دابة } النحل 61 وقيل معناه العفو
الشكور هو الذي يجازي بيسير الطاعات كثير الدرجات أو يعطي بالعمل في أيام معدودة نعما في الآخرة غير محدودة
العلي هو الذي لا رتبة فوق رتبته وجميع المراتب منحطة عنه
الكبير هو ذو الكبرياء والكبرياء كمال الذات
الحفيظ هو الحافظ لجميع الموجودات في ذواتها وصفاتها واختلافها وائتلافها
المقيت معناه خالق الأقوات وموصلها إلى الأرواح والذوات وهو أخص من الرزاق إذ الرزق يتناول القوت وغيره وقيل معناه المستولي على الشيء القادر عليه والاستيلاء يتم بالعلم والقدرة ويدل عليه قوله تعالى { وكان الله على كل شيء مقيتا } النساء 85 أي مطلعا قادرا
الحسيب قيل معناه الكافي تقول العرب نزلت بفلان فأكرمني وأحسبني أي أعطاني فأكفاني حتى قلت حسبي وقيل معناه المحاسب
ومنه قوله تعالى { كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا } الإسراء 14 أي محاسبا
الجليل هو الموصوف بنعوت الجلال وهي الغنى والملك والتقديس والعلم والقدرة ونحوها وقيل معناه العظيم
الرقيب هو الحافظ لا يغيب عنه شيء قاله الزجاج ومنه قوله تعالى { ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد } ق 18
الواسع هو الذي وسع غناه مفاقر عباده ووسع رزقه جميع خلقه ووسع كل شيء رحمة وعلما
الحكيم معناه المحكم لخلق الأشياء بإتقان التدبير فيها وحسن التقدير لها قال تعالى { الذي أحسن كل شيء خلقه } السجدة 7 وقال تعالى { وخلق كل شيء فقدره تقديرا } الفرقان 2 وقيل معناه الحاكم
الودود معناه الواد وهو المحب لعباده الصالحين وقيل معناه المودود
المجيد بمعنى الماجد لكنه أبلغ وهو الشريف ذاته الجميل أفعاله الجزيل نواله فكأن شرف الذات إذا قارنه حسن الفعال يسمى مجدا فكأنه يجمع معنى اسم الجليل والوهاب والكريم
الباعث معناه ناشر الموتى يوم الحشر وقيل باعث الرسل إلى الأمم
الشهيد يرجع معناه إلى العليم مع خصوص إضافة فإنه تعالى عالم الغيب والشهادة والغيب عبارة عما يكن والشهادة عبارة عما يظهر وهو الذي يشاهد فإذا اعتبر العلم مطلقا فهو العليم وإذا أضيف إلى الغيب والأمور الباطنة فهوالخبير وإذا أضيفت إلى الأمور الظاهرة فهو الشهيد
الحق معناه الواجب الوجود وقيل معناه المحق
الوكيل هو الكافي وقيل معناه الكفيل بأرزاق العباد والقائم عليهم بمصالحهم ومنه قوله تعالى { حسبنا الله ونعم الوكيل } آل عمران 173 أي نعم الكفيل بأمورنا والقائم بها
القوي القادر التام القدرة الذي لا يستولي عليه عجز في حال من الأحوال وقوة المخلوقين متناهية وعن بعض الأمور قاصرة
المتين الشديد القوة الذي لا تنقطع قوته ولا يلحقه مشقة قال الخطابي وروي المبين بالموحدة أي البين أمره في الوحدانية قال والمحفوظ هو الأول كقوله تعالى { ذو القوة المتين } الذاريات 58
الولي معناه الناصر قال تعالى { الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور } البقرة 257 أي ناصرهم وقيل معناه متولي أمر الخلائق
الحميد هو المحمود المثنى عليه الذي يستحق الحمد في السراء والضراء والشدة والرخاء فهو المحمود على كل حال
القيوم هو القائم الدائم بلا زوال وهو نعت المبالغة في القيام على الشيء وقيل هو القيم على كل شيء بالرعاية
الواجد هو الغني الذي لا يفتقر ولا يعوزه شيء والوجد والجدة الغنى ومنه الحديث ( لي الواجد ظلم )
الماجد بمعنى المجيد كالعالم بمعنى العليم
الصمد هو السيد الذي يصمد إليه في الحوائج وأصل الصمد القصد قال البخاري قال أبو وائل هو السيد الذي انتهى سؤدده وقيل معناه الدائم وقيل الباقي بعد فناء الخلق
القادر المقتدر معناهما ذو القدرة ولكن المقتدر أكثر مبالغة
الظاهر الباطن هو الظاهر بحججه الباهرة وبراهينه النيرة وشواهد أعلامه الدالة على ثبوت ربوبيته وصحة وحدانيته والباطن هو المحتجب عن أبصار الخلق ولا يستولي عليه توهم الكيفية وقيل الظاهر الذي ظهر فوق كل شيء بقدرته وقد يكون الظهور بمعنى العلو وبمعنى الغلبة وفي الصحيح أنه صلى الله عليه وسلم كان يقول ( أنت الظاهر فليس فوقك شيء وأنت الباطن فليس دونك شيء ) وقد يكون معنى الظهور والبطون احتجابه عن أعين الناظرين وتجليه لبصائر المتفكرين وقد يكون معناهما العالم بما ظهر من الأمور المطلع على ما بطن من الغيوب
الوالي هو المالك للأشياء المتولي لها يصرفها كيف يشاء ينفذ فيها أمره ويجري عليها حكمه
المتعالي بمعنى العلي مع نوع من المبالغة
البر هو العطوف على عباده المحسن إلى جميع خلقه ببره
المنتقم هو الذي يشدد العقاب على من شاء لقوله تعالى { أدخلوا آل فرعون أشد العذاب } غافر 46 وقوله تعالى { فلما آسفونا انتقمنا منهم فأغرقناهم أجمعين } الزخرف 55
العفو هو بناء المبالغة من العفو والعفو الصفح عن الذنوب وترك مجازاة المسيء
الرؤوف ذو الرأفة وهي شدة الرحمة
المقسط هو العادل في حكمه يقال أقسط فهو مقسط إذا عدل في حكمه قال تعالى { وأقسطوا إن الله يحب المقسطين } الحجرات 9 وقسط فهو قاسط إذا جار قال تعالى { وأما القاسطون فكانوا لجهنم حطبا } الجن 15
الجامع هو المؤلف بين المتماثلات والمتباينات والمتضادات
المانع هو الذي يمنع أسباب الهلاك والنقصان في الأبدان والأديان بما يخلقه من الأسباب المعدة للحفظ وقد يكون من المنع والحرمان لمن لا يستحق العطاء لقوله صلى الله عليه وسلم ( لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ) فمنعه سبحانه حكمة وعطاؤه جود ورحمة
الضار النافع الكلام في الجميع بينهما كما تقدم في القابض والباسط ونحوهما لأن في اجتماعهما وصفا له سبحانه بالقدرة على نفع من شاء وضر من شاء فهو مرجو مخوف ولتضمنهما أن الخير والشر بقدر الله
النور هو الظاهر الذي به كل ظهور فبنوره يبصر ذو العماية وبهدايته يرشد ذو الغواية
البديع هو الذي فطر الخلق مبتدعا له لا على مثال سبق
الرشيد هو الذي تنساق الموجودات بتدبيره وإرشاده إلى غاياتها على سنن الرشاد
الصبور هو الذي لا يعاجل العصاة بالانتقام منهم بل يؤخر ذلك إلى أجل مسمى ويمهلهم لوقت معلوم فمعنى الصبور قريب من معنى الحليم إلا أن الفرق بينهما أن العقوبة لا تؤمن في صفة الصبور كما يؤمن منها في صفة الحليم والله أعلم
*
الباب الحادي عشر
*
في الأدعية المتعلقة بالصباح والمساء والنوم والاستيقاظ
في الأدعية المتعلقة بالصباح والمساء والنوم والاستيقاظ
ما يقال عند الصباح والمساء
قال الله تعالى { ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه } الأنعام 52
وقال الله تعالى { واذكر ربك في نفسك تضرعا وخيفة ودون الجهر من القول بالغدو والآصال ولا تكن من الغافلين } الأعراف 205
وقال تعالى { وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها } طه 130
وقال تعالى { في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والآصال رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله } النور 36 - 37
وقال تعالى { وسبح بحمد ربك بالعشي والإبكار } غافر 55
العشي والإبكار ما بين زوال الشمس وغروبها والآصال جمع أصيل وهو مابين العصر والمغرب
486 وعن شداد بن أوس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( سيد الاستغفار اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت أبوء لك بنعمتك علي وأبوء بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت أعوذ بك من شر ما صنعت إذا قال حين يمسي فمات دخل الجنة إذا كان من أهل الجنة وإذا قال حين يصبح فمات من يومه مثله )
رواه البخاري والترمذي والنسائي
وليس لشداد في الصحيحين سوى حديثين إحداهما هذا والآخر في مسلم إن الله كتب الإحسان على كل شيء
أبوء معناه أقر وأعترف وأصله من بؤت بكذا احتملته ومنه قوله سبحانه { وباؤوا بغضب من الله } البقرة 61 قال بعض المفسرين معناه احتملوه ورجعوا به
487 وعن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله ما لقيت من عقرب لدغتني البارحة قال ( أما لو قلت حين أمسيت أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم يضرك )
رواه الجماعة إلا البخاري
وفي رواية للترمذي من قال حين يمسي ثلاث مرات أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم يضره حمة تلك الليلة )
قال سهيل فكان أهلنا تعلموها فكانوا يقولونها كل ليلة فلدغت جارية
منهم فلم تجد لها وجعا وقال هذا حديث حسن الكلمات قال الهروي وغيره هي القرآن وقال أبو داود في سننه باب في القرآن وذكر فيه حديث تعويذ النبي صلى الله عليه وسلم الحسن والحسين بكلمات الله التامة
( والتامات ) هي الكاملات ومعنى كمالها أنه لا يدخلها نقص ولا عبث كما يدخل في كلام الناس وقيل هي النافعات الكافيات الشافيات من كل ما نتعوذ منه ( والحمة ) بضم الحاء المهملة وتخفيف الميم أي لدغة كل ذي حمة كالعقرب وشبهها والحمة فوعة السم وقيل السم نفسه والفوعة بفتح الفاء والعين المهملة وسكون الواو حدته وحرارته
488 وعنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من قال حين يصبح وحين يمسي سبحان الله وبحمده مئة مرة لم يأت أحد يوم القيامة بأفضل مما جاء به إلا أحد قال مثل ما قال أو زاد عليه )
رواه مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي واللفظ لمسلم والترمذي
وعند أبي داود سبحان الله وبحمده
ورواه الحاكم في المستدرك وقال صحيح على شرط مسلم ولفظه ( من قال إذا أصبح مئة مرة وإذا أمسى مئة مرة سبحان الله وبحمده غفرت ذنوبه وإن كانت أكثر من زبد البحر )
489 وعن عبد الله وهو ابن مسعود رضي الله عنه قال كان نبي
الله صلى الله عليه وسلم إذا أمسى قال ( أمسينا وأمسى الملك لله والحمد لله ولا إله إلا الله وحده لا شريك له ) قال أراه قال فيهن ( له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير أسألك خير ما في هذه الليلة وخير ما بعدها وأعوذ بك من شر ما في هذه الليلة وشر ما بعدها وأعوذ بك من الكسل وسوء الكبر رب أعوذ بك من عذاب في النار وعذاب في القبر ) وإذا أصبح قال ذلك أيضا ( أصبحنا وأصبح الملك لله )
رواه مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي
وفي رواية لمسلم أيضا ( اللهم إني أعوذ بك من الكسل والهرم وسوء الكبر وفتنة الدنيا وعذاب القبر )
490 وعن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ما من عبد يقول في صباح كل يوم ومساء كل ليلة بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم ثلاث مرات فيضره شيء )
وكان أبان قد أصابه طرف فالج فجعل الرجل ينظر إليه فقال له أبان ما تنظر أما إن الحديث كما حدثتك ولكني لم أقله يومئذ ليمضي الله على قدره
رواه الأربعة والحاكم في المستدرك وابن حبان في صحيحه وقال الترمذي واللفظ له حسن غريب صحيح وقال الحاكم صحيح الإسناد
419 وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال كان إذا أصبح
يقول ( اللهم بك أصبحنا وبك أمسينا وبك نحيا وبك نموت وإليك النشور ) وإذا أمسى قال ( اللهم بك أمسينا وبك أصبحنا وبك نحيا وبك نموت وإليك المصير )
رواه الأربعة وابن حبان في صحيحه وأبو عوانة في مسنده الصحيح وهذا لفظه وقال الترمذي هذا حديث حسن
492 وعنه أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه قال يا رسول الله مرني بكلمات أقولهن إذا أصبحت وإذا أمسيت قال ( قل اللهم فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة رب كل شيء ومليكه أشهد أن لا إله إلا أنت أعوذ بك من شر نفسي وشر الشيطان وشركه ) قال ( قلها إذا أصبحت وإذا أمسيت وإذا أخذت مضجعك )
رواه أبو داود واللفظ له والترمذي والنسائي والحاكم في المستدرك وابن حبان في صحيحه وقال الحاكم صحيح الإسناد زاد الترمذي من طريق آخر وأن نقترف على أنفسنا سوءا أو نجره إلى مسلم
وشركه قال الخطابي يروى على وجهين أحدهما بكسر الشين وسكون الراء ومعناه ما يدعو إليه الشيطان ويوسوس به من الإشراك بالله سبحانه والثاني بفتح الشين والراء يريد حبائل الشيطان ووصائده انتهى والمشهور هو الوجه الأول
493 وعن معاذ بن عبد الله بن خبيب عن أبيه رضي الله عنهما قال
خرجنا في ليلة مطر وظلمة شديدة فطلب رسول الله صلى الله عليه وسلم ليصلي لنا فأدركناه فقال ( قل ) فلم أقل شيئا ثم قال ( قل ) قلت يا رسول الله ما أقول قال ( قل هو الله أحد والمعوذتين حين تمسي وحين تصبح ثلاث مرات تكفيك من كل شيء )
رواه أبو داود واللفظ له والترمذي والنسائي وقال الترمذي حسن صحيح غريب من هذا الوجه انتهى
وليس لعبد الله بن خبيب عند الستة سوى هذا الحديث وقال البرقي له عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثان وقال أبو الفرج بن الجوزي له ثلاث أحاديث
وخبيب بضم الخاء المعجمة
494 وعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( من قال حين يصبح أو يمسي اللهم إني أصبحت أشهدك وأشهد حملة عرشك وملائكتك وجميع خلقك أنك أنت الله لا إله إلا أنت وأن محمدا عبدك ورسولك أعتق الله ربعه من النار فمن قالها مرتين أعتق الله نصفه ومن قالها ثلاثا أعتق الله ثلاثة أرباعه ومن قالها أربعا أعتقه الله من النار )
رواه أبو داود واللفظ له والترمذي والنسائي وزاد فيه وحدك لا شريك لك
495 وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم
يدع هؤلاء الدعوات حين يمسي وحين يصبح ( اللهم إني أسألك العافية في الدنيا والآخرة اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي وأهلي ومالي اللهم استر عورتي وقال عثمان وهو ابن أبي شيبة عوراتي وآمن روعاتي اللهم احفظني من بين يدي ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي ومن فوقي وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي ) قال وكيع وهو ابن الجراح يعني الخسف
رواه أبو داود واللفظ له والنسائي وابن ماجه والحاكم في المستدرك وابن حبان في صحيحه وقال الحاكم صحيح الإسناد
496 وعن أبي عياش رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( من قال إذا أصبح لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير كان له عدل رقبة من ولد إسماعيل وكتب له عشر حسنات وحط عنه عشر سيئات ورفع له عشر درجات وكان في حرز من الشيطان حين يمسي وإن قالها إذا أمسى كان له مثل ذلك حين يصبح )
قال في حديث حماد وهو ابن سلمة فرأى رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يرى النائم فقال يا رسول الله إن أبا عياش يحدث عنك بكذا وكذا قال ( صدق أبو عياش )
رواه أبو داود واللفظ له والنسائي وابن ماجه
أبو عياش بالياء آخر الحروف والشين المعجمة ويقال ابن أبي عياش ويقال ابن عايش الزرقي الأنصاري واسمه زيد بن الصامت وقيل زيد بن النعمان وقيل غير ذلك وليس له عند الستة سوى هذا الحديث
والعدل بفتح العين وهو المثل وما عادل الشيء من غير جنسه
وبالكسر ما عادله من جنسه وكان نظيره وقال البصريون العدل والعدل لغتان وهما المثل
497 وعن أبي سلام وهو ممطور الحبشي أنه كان في مسجد حمص فمر به رجل فقالوا هذا خدم النبي صلى الله عليه وسلم فقام إليه فقال حدثني بحديث سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم لم تتداوله بينك وبين الرجال قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( من قال إذا أصبح وإذا أمسى رضينا بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسولا إلا كان حقا على الله أن يرضيه )
رواه أبو داود واللفظ له والنسائي والحاكم في المستدرك ورواه الترمذي من حديث أبي سلمة بن عبد الرحمن عن ثوبان وقال حسن غريب ورواه ابن ماجه عن أبي سلام خادم النبي صلى الله عليه وسلم
وقد وقع في إسناد هذا الحديث اختلاف فرواه أبو داود والنسائي من طريق شعبة ورواه النسائي أيضا من طريق هشيم كلاهما عن أبي عقيل عن سابق بن ناجية عن أبي سلام وقال البخاري في التاريخ الكبير في ترجمة سابق بن ناجية قال لنا عمرو بن مرزوق حدثنا شعبة عن أبي عقيل هاشم بن بلال عن سابق بن ناجية عن أبي سلام عن رجل خدم النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا حدث حديثا أعاده ثلاثا ومن هذا الوجه أخرج أبو داود هذا الحديث في سننه وقال لمسلم في كتاب الكنى أبو سلام ممطور الحبشي عن ثوبان وأبي أمامة وكذا عد ابن عبد البر أبا سلام فيمن روى عن ثوبان من التابعين
وقال ابن أبي حاتم ممطور أبو سلام الأعرج الحبشي روى عن ثوبان والنعمان بن بشير وأبي أمامة وأبي سلمى مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال ابن عبد البر في ترجمة أبي سلمى راعي النبي صلى الله عليه وسلم روى عنه أبو سلام الأسود الحبشي وقال
في ترجمة أبي سلمى مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم لا أدري أهو راعي رسول الله صلى الله عليه وسلم المتقدم ذكره أم غيره
وقال ابن عساكر في تاريخه ومن مواليه عليه الصلاة والسلام أبو سلمى ويقال أبو سلام وهو راعي النبي صلى الله عليه وسلم واسمه حريث
فعلى هذا يحتمل أن يكون الرجل المبهم في الحديث هو ثوبان ويحتمل أن يكون أبا سلمى
وأما ابن ماجه فرواه عن أبي بكر بن أبي شيبة عن محمد بن بشر عن مسعر عن أبي عقيل عن سابق عن أبي سلام خادم النبي صلى الله عليه وسلم
وكذلك أورده أبو عمر في الاستيعاب من هذا الوجه وقال هذا هو الصحيح في إسناد هذا الحديث ثم قال ورواه وكيع عن مسعر فأخطأ في إسناده فجعله عن مسعر عن أبي عقيل عن أبي سلامة عن سابق خادم النبي صلى الله عليه وسلم وكذا في أبي سلام أبي سلامة فأخطأ أيضا
وقال في ترجمة سابق ولا يصح سابق في الصحابة
وقد ذكر ابن عساكر في الأشراف في مسند أبي سلمى راعي رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا الحديث من رواية ابن ماجه عن أبي سلام كما أوردناه وقال كذا في كتابي وفي نسخة أخرى عن أبي سلامة والصواب أبو سلمى
وأما رواية الحاكم فهي من طريق شعبة كرواية أبي داود والنسائي إلا أنه قال عن أبي سلام سابق بن ناجية قال كنا جلوسا في مسجد حمص فمر رجل الحديث فجعل أبا سلام سابقا وهذا غريب مخالف لجميع ما تقدم والله أعلم
498 وعن عبد الله بن غنام البياضي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال ( من قال حين يصبح اللهم ما أصبح بي من نعمة فمنك وحدك لا شريك لك فلك الحمد ولك الشكر فقد أدى شكر يومه ومن قال مثل ذلك حين يمسي فقد أدى شكر ليلته )
رواه أبو داود واللفظ له والنسائي وفيه اللهم ما أصبح بي من نعمة أو بأحد من خلقك وأخرجه ابن حبان في صحيحه بهذه الزيادة من حديث ابن عباس
وغنام بفتح الغين المعجمة وتشديد النون وفتحها والبياضي منسوب إلى بياضة بطن من الأنصار
499 وعن عبد الرحمن بن أبي بكرة أنه قال لأبيه يا أبت إني سمعتك تدعو كل غداة اللهم عافني في بدني اللهم عافني في سمعي اللهم عافني في بصري لا إله إلا أنت تعيدها ثلاثا حين تصبح وثلاثا حين تمسي فقال إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو بهن فأنا أحب أن أستن بسنته
قال عباس يعني ابن عبد العظيم فيه ويقول اللهم إني أعوذ بك من الكفر والفقر اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر لا إله إلا أنت يعيدها ثلاثا حين يصبح وثلاثا حين يمسي فيدعو بهن فأحب أن أستن بسنته
عباس بالموحدة والسين المهملة
500 وعن عبد الحميد مولى بني هاشم أن أمه حدثته وكانت تخدم بعض بنات النبي صلى الله عليه وسلم أن ابنة النبي صلى الله عليه وسلم حدثتها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعلمها فيقول قولي حين تصبحين سبحان الله وبمعده لا قوة إلا بالله ما شاء الله
كان وما لم يشأ لم يكن اعلم أن الله على كل شيء قدير وأن الله قد أحاط بكل شيء علما فإنه من قالهن حين يصبح حفظ حتى يمسي ومن قالهن حين يمسي حفظ حتى يصبح
رواهما أبو داود والنسائي واللفظ لأبي داود
501 وعن ابن عباس رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال من قال حين يصبح { فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون وله الحمد في السماوات والأرض وعشيا وحين تظهرون يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ويحيي الأرض بعد موتها وكذلك تخرجون } الروم 17 - 19 أدرك ما فاته في يومه ذلك ومن قالهن حين يمسي أدرك ما فاته في ليلته )
502 وعن أبي مالك وهو الأشعري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( إذا أصبح أحدكم فليقل أصبحنا وأصبح الملك لله رب العالمين اللهم أسألك خير هذا اليوم فتحه ونصره ونوره وبركته وهداه وأعوذ بك من شر ما فيه وشر ما بعده ثم إذا أمسى فليقل مثل ذلك )
رواهما أبو داود
وعن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده رضي الله عنهم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من سبح الله مئة بالغداة ومئة بالعشي كان كمن حج مئة حجة ومن حمد الله مئة بالغداة ومئة بالعشي كان كمن حمل على مئة فرس
في سبيل الله وقال غزا مئة غزوة ومن هلل الله مئة بالغداة ومئة بالعشي كان كمن أعتق مئة رقبة من ولد إسماعيل ومن كبر الله مئة بالغداة ومئة بالعشي لم يأت في ذلك اليوم أحد بأكثر مما أتى به إلا من قال مثل ما قال أو زاد على ما قال )
رواه الترمذي وقال حسن غريب
504 وعن معقل بن يسار رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( من قال حين يصبح ثلاث مرات أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم وقرأ ثلاث آيات من آخر سورة الحشر وكل الله به سبعين ألف ملك يصلون عليه حتى يمسي وإن مات في ذلك اليوم مات شهيدا ومن قالهن حين يمسي كان بتلك المنزلة )
رواه الترمذي وقال حسن غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه
505 وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لفاطمة ( ما يمنعك أن تسمعين ما أوصيتك به تقولين إذا أصبحت وإذا أمسيت يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث أصلح لي شأني كله ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين )
رواه النسائي واللفظ له والحاكم في المستدرك وقال صحيح على شرط الشيخين
506 وعن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه أنه قال وهو في أرض
الروم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( من قال غدوة لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير عشر مرات كتب الله له عشر حسنات ومحا عنه عشر سيئات وكن له قدر عشر رقاب وأجاره الله من الشيطان ومن قالها عشية مثل ذلك )
رواه النسائي واللفظ له وابن حبان في صحيحه
507 وعن عبد الرحمن بن أبزي رضي الله عنه قال كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أصبح قال ( أصبحنا على فطرة الإسلام وكلمة الإخلاص وعلى دين نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى ملة أبينا إبراهيم حنيفا مسلما وما كان من المشركين )
رواه النسائي من طرق ورجال إسناده رجال الصحيح
الحنيف قال الهروي قال الأزهري معنى الحنيفية في الإسلام الميل إليه والإقامة على عقده والحنف إقبال إحدى القدمين على الأخرى والحنيف الصحيح الميل إلى الإسلام الثابت عليه
وقال ابن سيده في محكمه والحنيف المسلم الذي يتحنف عن الأديان أي يميل إلى الحق قال وقيل هو المخلص
508 وعن زيد بن ثابت رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم علمه وأمره أن يتعاهد أهله في كل صباح ( لبيك اللهم لبيك لبيك وسعديك والخير في يديك ومنك وإليك اللهم ما قلت من قول أو حلفت من حلف أو نذرت من نذر فمشيئتك بين يدي ذلك كله ما شئت كان وما لم يشأ لا يكون ولا حول ولا قوة إلا
بك إنك على كل شيء قدير اللهم ما صليت من صلاة فعلى من صليت وما لعنت من لعن فعلى من لعنت أنت وليي في الدنيا والآخرة توفني مسلما وألحقني بالصالحين اللهم إني أسألك الرضى بعد القضاء وبرد العيش بعد الموت ولذة النظر إلى وجهك وشوقا إلى لقائك في غير ضر ولا مضرة ولا فتنة مضلة وأعوذ بك أن أظلم أو أظلم أو أعتدي أو يعتدى علي أو أكتسب خطيئة أو ذنبا لا تغفره اللهم فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة ذا الجلال والإكرام فإني أعهد إليك في هذه الحياة الدنيا وأشهدك وكفى بك شهيدا أني أشهد أنه لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك لك الملك ولك الحمد وأنت على كل شيء قدير وأشهد أن محمدا عبدك ورسولك وأشهد أن وعدك حق ولقاءك حق والساعة آتية لا ريب فيها وأنك تبعث من في القبور وإنك إن تكلني إلى نفسي تكلني إلى ضعف وعورة وذنب وخطيئة وإني لا أثق إلا برحمتك فاغفر لي ذنوبي كلها إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت وتب علي إنك أنت التواب الرحيم )
رواه الحاكم في المستدرك وقال صحيح الإسناد
509 وعن أبي وائل رضي الله عنه قال غدونا على عبد الله بن مسعود يوما بعدما صلينا الغداة فسلمنا بالباب فأذن لنا قال فمكثنا بالباب هنية قال فخرجت الجارية فقالت ألا تدخلون فدخلنا فإذا هو جالس يسبح فقال ما منعكم أن تدخلوا وقد أذن لكم فقلنا لا إلا أنا ظننا أن بعض أهل البيت نائم به قال ظننتم نال ابن أم عبد غفلة قال ثم أقبل يسبح حتى إذا ظن أن الشمس قد طلعت فقال يا جارية انظري هل طلعت قال فنظرت فإذا هي لم تطلع فأقبل يسبح حتى إذا ظن أن الشمس قد طلعت قال يا جارية
انظري هل طلعت فإذا هي قد طلعت فقال الحمد لله الذي أقالنا يومنا هذا فقال مهدي وأحسبه قال ولم يهلكنا بذنوبنا قال فقال رجل من القوم قرأت المفصل البارحة كله قال فقال عبد الله هذا كهذا الشعر إنا لقد سمعنا القرائن وإني لأحفظ القرائن التي كان يقرؤهن رسول الله صلى الله عليه وسلم ثماني عشرة من المفصل وسورتين من الحم
رواه مسلم وأخرج البخاري والنسائي الفصل الأخير منه في قراءة المفصل وأخرج أبو داود في سننه من حديث علقمة والأسود قالا أتى ابن مسعود رجل فقال إني أقرأ المفصل في ركعة فقال هذا كهذ الشعر ونثرا كنثر الدقل لكن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ النظائر والسورتين في ركعة الرحمن والنجم في ركعة واقتربت والحاقة في ركعة والطور والذاريات في ركعة وإذا وقعت و ن في ركعة وسأل سائل والنازعات في ركعة وويل للمطففين وعبس في ركعة والمدثر والمزمل في ركعة وهل أتى ولا أقسم بيوم القيامة في ركعة وعم يتساءلون والمرسلات في ركعة والدخان وإذا الشمس كورت في ركعة وقال أبو داود هذا تأليف ابن مسعود رحمه الله
( الهذ ) بالذال المعجمة والهذذ أيضا وهو سرعة القطع والقراءة هذه يهذه هذا و ( الدقل ) بفتح الدال المهملة والقاف قال ابن سيده والدقل من التمر معروف قيل هو أردأ أنواعه واحدتها دقلة بفتح الدال والقاف وقد أدقل النخل
ما يقال في كل يوم وليلة
510 عن أبي مسعود واسمه عقبة بن عمرو رضي الله عنه قال قال
النبي صلى الله عليه وسلم ( من قرأ بالآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه )
رواه الجماعة
ومعنى كفتاه أجزأتاه عن قيام الليل وقيل كفتاه من كل شيطان فلا يقربه ليلته وقيل كفتاه ما يكون من الآفات تلك الليلة وقيل معناه حسبه بها فضلا وأجرا ويحتمل الجميع والله أعلم
511 وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير في يوم مئة مرة كانت له عدل عشر رقاب وكتبت له مئة حسنة ومحيت عنه مئة سيئة وكانت له حرزا من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا أحد عمل أكثر من ذلك )
رواه الجماعة إلا أبا داود واللفظ للبخاري ومسلم والترمذي
زاد مسلم والترمذي والنسائي ومن قال سبحان الله وبحمده في يوم مئة مرة حطت خطاياه ولو كانت مثل زبد البحر
512 وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم ( أيعجز أحدكم أن يقرأ ثلث القرآن في ليلة ) فشق ذلك عليهم وقالوا أينا يطيق ذلك يا رسول الله فقال ( الله الواحد الصمد ثلث القرآن
رواه البخاري والنسائي ورواه مسلم من حديث أبي الدرداء
513 وعن شداد بن أوس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( سيد الاستغفار أن يقول اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت أعوذ بك من شر ما صنعت أبوء لك بنعمتك علي وأبوء بذنبي اغفر لي إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت قال ومن قالها في النهار موقنا بها فمات في يومه قبل أن يمسي فهو من أهل الجنة ومن قالها في الليل وهو موقن بها فمات قبل أن يصبح فهو من أهل الجنة )
رواه البخاري والترمذي والنسائي وقد تقدم في أول هذا الباب
514 وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من قرأ عشر آيات في ليلة لم يكتب من الغافلين )
رواه الحاكم في المستدرك وقال صحيح على شرط مسلم وله في رواية من حديث ابن عمر رضي الله عنهما ومن قرأ مئة آية كتب من القانتين
515 وعن جندب رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من قرأ يس في ليلة ابتغاء وجه الله غفر له )
رواه ابن حبان في صحيحه
ما يقول إذا أوى إلى فراشه وإذا استيقظ من نومه
516 عن أبي هريرة رضي الله عنه قال عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( إذا
جاء أحدكم إلى فراشه فلينفضه بصنفة ثوبه ثلاث مرات وليقل باسمك ربي وضعت جنبي وبك أرفعه إن أمسكت نفسي فاغفر لها وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين )
رواه الجماعة ولفظ مسلم فليأخذ داخله إزاره فلينفض بها فراشه وليسم الله فإنه لا يعلم ما خلفه بعده على فراشه فإذا أراد أن يضطجع فليضطجع على شقه الأيمن وليقل سبحانك ربي لك وضعت جنبي وباقيه مثله وفي رواية للبخاري فارحمها بل فاغفر لها
زاد الترمذي فإذا استيقظ فليقل الحمد لله الذي عافاني في جسدي ورد علي روحي وأذن لي بذكره وقال حديث حسن وأخرج النسائي وابن حبان هذه الزيادة وحدها من طريق آخر
( الصنفة ) بفتح الصاد المهملة وكسر النون وفتح الفاء والمراد بها هنا طرف الثوب وقيل جانبه
517 وعن البراء بن عازب رضي الله عنهما قال قال النبي صلى الله عليه وسلم ( إذا أتيت مضجعك فتوضأ وضوءك للصلاة ثم اضطجع على شقك الأيمن ثم قل اللهم أسلمت وجهي إليك وفوضت أمري إليك وألجأت ظهري إليك رغبة ورهبة إليك لا ملجأ ولا منجى منك إلا إليك آمت بكتابك الذي أنزلت ونبيك الذي أرسلت فإن مت من ليلتك فأنت على الفطرة واجعلها آخر ما تتكلم به ) قال فرددتها على النبي صلى الله عليه وسلم فلما بلغت آمنت بكتابك الذي أنزلت قلت ورسولك قال ( لا ونبيك الذي أرسلت )
رواه الجماعة وفي رواية للبخاري أيضا فإنك إن مت من ليلتك مت على
الفطرة وإن أصبحت أصبت خيرا ) وفي رواية للبخاري أيضا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أوى إلى فراشه نام على شقه الأيمن ثم قال ( اللهم أسلمت نفسي إليك ووجهت وجهي إليك ) فذكر مثله غير أنه قال ونبيك
وفي رواية لأبي داود قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إذا أويت إلى فراشك وأنت طاهر فتوسد يمينك ) ثم ذكر نحوه
وفي رواية للنسائي كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أوى إلى فراشه توسد يمينه ثم قال ( بسم الله ) فذكر بمعناه
أوى هنا مقصور لأنه فعل لازم ويمد إذا كان متعديا وقد جاء في القرآن العظيم فاللازم قوله تعالى { إذ أوينا إلى الصخرة } الكهف 63 { إذ أوى الفتية إلى الكهف } الكهف 10 والمتعدي قوله تعالى { وآويناهما إلى ربوة } المؤمنون { ألم يجدك يتيما فآوى } الضحى 6 وحكى القاضي عياض اللغتين في كل منهما
518 وعن علي رضي الله عنه أن فاطمة رضي الله عنها أتت النبي صلى الله عليه وسلم تسأله خادما فقال ( ألا أخبرك ما هو خير لك منه تسبحين الله عند منامك ثلاثا وثلاثين وتحمدين الله ثلاثا وثلاثين وتكبرين الله أربعا وثلاثين ) ثم قال سفيان إحداهن أربعا وثلاثين فما تركتها بعد قيل ولا ليلة صفين قال ولا ليلة صفين
رواه البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي
وفي رواية للبخاري أن فاطمة شكت ما تلقى في يدها من الرحى فأتت النبي صلى الله عليه وسلم تسأله خادما فلم تجده فذكرت ذلك لعائشة فلما جاء أخبرته قال
فجاءنا وقد أخذنا مضاجعنا فذهبت أقوم فقال ( مكانك ) فجلس بيننا حتى وجدت برد قدميه على صدري فقال ( ألا أدلكما على ما هو خير لكما من خادم إذا أويتما إلى فراشكما أو أخذتما مضاجعكما فكبرا ثلاثا وثلاثين وسبحا ثلاثا وثلاثين واحمدا ثلاثا وثلاثين فهذا خير لكما من خادم )
وعن شعبة عن خالد عن ابن سيرين قال التسبيح أربعا وثلاثين وفي بعض طرق النسائي التحميد أربع وثلاثون زاد أبو داود في بعض طرقه قال رضيت عن الله عز وجل وعن رسوله صلى الله عليه وسلم
قال بعض العلماء بلغنا أن من حافظ على هذه الكلمات يعني في الوقت المذكور لم يأخذه إعياء من شغل ونحوه
الرجل القائل لعلي رضي الله عنه ولا ليلة صفين هو عبد الله بن الكوا
وصفين بكسر الصاد وتشديد الفاء الموضع المشهور على شاطئ الفرات وكانت به الوقعة المشهورة بين علي ومعاوية رضي الله عنهما
519 وعن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أوى إلى فراشه كل ليلة جمع كفيه ثم نفث فيهما فقرأ { قل هو الله أحد } و { قل أعوذ برب الفلق } و { قل أعوذ برب الناس } ثم يمسح بهما ما استطاع من جسده يبدأ بهما على رأسه ووجهه وما أقبل من جسده يفعل ذلك ثلاث مرات رواه الجماعة إلا مسلما
قال الصاغاني في العباب النفث شبيه بالنفخ وهو أقل من التفل وقد نفث الراقي ينفث وينفث يعني بكسر الفاء وضمها
520 وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( يعقد الشيطان على قافية رأس أحدكم إذا هو نام ثلاث عقد يضرب على كل عقدة مكانها عليك ليل طويل فارقد فإن استيقظ فذكر الله انحلت عقدة فإن توضأ انحلت عقدة فإن صلى انحلت عقده كلها فأصبح نشيطا طيب النفس وإلا أصبح خبيث النفس كسلان )
رواه البخاري ومسلم والنسائي
قافية الرأس آخره
521 وعن حذيفة بن اليمان رضي الله عنهما قال كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أوى إلى فراشه قال ( باسمك أموت وأحيا ) وإذا قام قال ( الحمد الله الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور )
رواه البخاري وأبو داود والترمذي والنسائي ورواه مسلم من حديث البراء ابن عازب
522 وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال وكلني رسول الله صلى الله عليه وسلم بحفظ زكاة رمضان فأتاني آت فجعل يحثو من الطعام فأخذته فقلت لأرفعنك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إني محتاج وعلي عيال ولي حاجة شديدة قال فخليت عنه فأصبحت فقال النبي صلى الله عليه وسلم ( يا أبا هريرة ما فعل أسيرك البارحة )
قال قلت يا رسول الله شكا حاجة شديدة وعيالا فرحمته فخليت سبيله قال ( أما إنه قد كذبك وسيعود ) فعرفت أنه سيعود لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم إنه سيعود فرصدته فجاء يحثو من الطعام وذكر الحديث إلى أن قال فأخذته يعني في الثالثة فقلت لأرفعنك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا آخر ثلاث مرات تزعم أنك لا تعود ثم تعود قال دعني أعلمك كلمات ينفعك الله بها قلت ما هو قال إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي { الله لا إله إلا هو الحي القيوم } حتى تخم الآية فإنك لن يزال عليك من الله حافظ ولا يقربك شيطان حتى تصبح فخليت سبيله فأصبحت فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ما فعل أسيرك البارحة ) فقلت يا رسول الله زعم أنه يعلمني كلمات ينفعني الله بها فخليت سبيله قال ( ما هي ) قلت قال لي إذا أويت إلى فراشك فاقرأ أية الكرسي من أولها حتى تختم { الله لا إله إلا هو الحي القيوم } وقال لي لن يزال عليك من الله حافظ ولا يقربك شيطان حتى تصبح وكانوا أحرص شيء على الخير فقال النبي صلى الله عليه وسلم ( أما إنه قد صدقك وهو كذوب تعلم من تخاطب منذ ثلاث يا أبا هريرة ) قال لا قال ( ذاك شيطان )
رواه البخاري فقال وقال عثمان بن الهيثم ورواه النسائي ورواه الترمذي من حديث أبي أيوب الأنصاري أنه كان له طعام في سهوة وكانت الغول تجيء فتأخذه فشكاها إلى النبي صلى الله عليه وسلم وذكر الحديث وقال حسن غريب
وفي بعض طرق حديث أبي أيوب قالت أرسلني وأعلمك آية من كتاب الله لا تضعها على مال ولا ولد فيقربك شيطان أبدا قلت وما هي قالت لا أستطيع أن أتكلم بها آية الكرسي
السهوة كالصفة أمام البيت قال ابن فارس وقيل هي بيت صغير شبه المخدع
523 وعن سهيل قال كان أبو صالح يأمرنا إذا أراد أحدنا أن ينام أن يضطجع على شقه الأيمن ثم يقول ( اللهم رب السماوات السبع ورب الأرض ورب العرش العظيم ربنا ورب كل شيء فالق الحب والنوى منزل التوراة والإنجيل والفرقان أعوذ بك من شر كل شيء أنت آخذ بناصيته اللهم أنت الأول فليس قبلك شيء وأنت الآخر فليس بعدك شيء وأنت الظاهر فليس فوقك شيء وأنت الباطن فليس دونك شيء اقصر عنا الدين وأغننا من الفقر ) وكان يروي ذلك عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم رواه الجماعة إلا البخاري
524 وعن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أوى إلى فراشه قال ( الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا وكفانا وآوانا فكم ممن لا كافي له ولا مؤوي )
رواه مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي
525 وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أنه أمر رجلا إن أخذ مضجعه قال اللهم خلقت نفسي وأنت توفاها لك مماتها ومحياها إن أحييتها فاحفظها وإن أمتها فاغفر لها اللهم أسألك العافية فقال له رجل سمعت من عمر فقال من خير من عمر من رسول الله صلى الله عليه وسلم
رواه مسلم والنسائي
526 وعن فروة بن نوفل عن أبيه رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لنوفل ( اقرأ { يا أيها الكافرون } ثم نم على خاتمتها فإنها براءة من الشرك )
رواه أبو داود واللفظ له والترمذي والنسائي والحاكم وابن حبان في صحيحيهما وقال الحاكم صحيح الإسناد
نوفل هذا هو الأشجعي وليس له في الكتب الستة غير هذا الحديث
527 وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( خصلتان أو خلتان لا يحافظ عليهما عبد مسلم إلا دخل الجنة هما يسير ومن يعمل بهما قليل يسبح في دبر كل صلاة عشرا ويحمد عشرا ويكبر عشرا فذلك خمسون ومئة باللسان وألف وخمسمئة في الميزان ويكبر أربعا وثلاثين إذا أخذ مضجعه ويحمد ثلاثا وثلاثين ويسبح ثلاثا وثلاثين فذلك مئة باللسان وألف في الميزان ) فلقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يعقدها قالوا يا رسول الله كيف هما يسير ومن يعمل بها قليل قال ( يأتي أحدكم يعني الشيطان في منامه فينومه قبل أن يقوله ويأتيه في صلاته فيذكره حاجة قبل أن يقولها )
رواه أبو داود واللفظ له والترمذي والنسائي وابن حبان في صحيحه وقال الترمذي حديث حسن صحيح زاد النسائي بعد قوله وألف في الميزان فأيكم يعمل في اليوم والليلة ألفين وخمسمئة سيئة
528 وعن حفصة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أراد أن يرقد وضع يده اليمنى تحت خده ثم يقول ( اللهم قني عذابك يوم تبعث عبادك ) ثلاث مرات
رواه أبو داود والنسائي واللفظ لأبي داود ورواه الترمذي من حديث البراء بن عازب بمعناه وقال حسن غريب من هذا الوجه ورواه أيضا من حديث حذيفة وقال حسن صحيح
529 وعن عرباض بن سارية رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ المسبحات قبل أن يرقد ويقول ( فيهن آية
خير من ألف آية )
رواه أبو داود والترمذي والنسائي وقال الترمذي واللفظ له حسن غريب وقال النسائي قال لمعاوية يعني ابن صالح إن بعض أهل العلم كانوا يجعلون المسبحات ستا سورة الحديد والحشر والحواريين وسورة الجمعة والتغابن وسبح اسم ربك الأعلى
530 وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول إذا أخذ مضجعه ( الحمد لله الذي كفاني وآواني وأطعمني وسقاني والذي من علي وأفضل والذي أعطاني فأجزل الحمد لله على كل حال اللهم رب كل شيء ومليكه وإله كل شيء أعوذ بك من النار )
رواه أبو داود واللفظ له والنسائي وأبو عوانة وابن حبان في صحيحيهما ورواه الحاكم في المستدرك من حديث أنس وقال صحيح الإسناد
531 وعن علي رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول عند مضجعه ( اللهم إني أعوذ بك بوجهك الكريم وكلماتك التامة من شر ما أنت آخذ بناصيته اللهم أنت تكشف المغرم والمأثم اللهم لا يهزم جندك ولا يخلف وعدك ولا ينفع ذا الجد منك الجد سبحانك وبحمدك )
رواه أبو داود والنسائي واللفظ لأبي داود
532 وعن أبي الأزهر الأنماري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أخذ مضجعه من الليل قال ( بسم الله وضعت جنبي اللهم اغفر لي ذنبي وأخسئ شيطاني وفك رهاني واجعلني في الندي الأعلى )
رواه أبو داود واللفظ له والحاكم في المستدرك وقال فيه وثقل ميزاني واجعلني في الملأ الأعلى
أبو الأزهر الأنماري ويقال أبو زهير النميري وقد تقدم ذكره في ترجمة التأمين من الباب الثالث
والندي بالتشديد القوم المجتمعون في مجلس فإن تفرقوا فليس بندي والمراد به الرفيق الأعلى كما جاء في رواية الحاكم ومنه سميت دار الندوة بمكة التي بناها قصي لأنهم كانوا يندون فيها أي يجتمعون للمشاورة
533 وعن عائشة رضي الله عنها قالت كان النبي صلى الله عليه وسلم لا ينام حتى يقرأ بني إسرائيل والزمر
رواه الترمذي والنسائي والحاكم في المستدرك وقال الترمذي واللفظ له حسن غريب
534 وعن جابر رضي الله عنه قال كان النبي صلى الله عليه وسلم لا ينام كل ليلة حتى يقرأ الم تنزيل السجدة وتبارك الذي بيده الملك
رواه الترمذي والنسائي واللفظ له والحاكم في المستدرك وقال صحيح على شرط مسلم
535 وعن أبي سعيد رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( من قال حين يأوي إلى فراشه أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه ثلاث مرات غفرت له ذنوبه وإن كانت مثل زبد البحر وإن كانت عدد ورق الشجر وإن كانت عدد رمل عالج وإن كانت عدد أيام الدنيا )
رواه الترمذي وقال حسن غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه من حديث عبيد الله بن الوليد الوصافي
536 وعن جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( إذا أوى
الرجل إلى فراشه ابتدره ملك وشيطان فيقول الملك اختم بخير ويقول الشيطان اختم بشر فإن ذكر الله ثم نام بات الملك يكلوه فإذا استيقظ قال الملك افتح بخير وقال الشيطان افتح بشر فإن قال الحمد لله الذي رد إلي نفسي ولم يمتها في منامها الحمد لله الذي يمسك السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه إن الله بالناس لرؤوف رحيم فإن وقع من سريره فمات دخل الجنة )
رواه النسائي واللفظ له والحاكم في المستدرك وابن حبان في صحيحه وقال الحاكم صحيح على شرط مسلم وزاد في آخره الحمد لله الذي يحي الموتى وهو على كل شيء قدير
537 وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( من قال حين يأوي إلى فراشه لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير لا حول ولا قوة إلا بالله سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر غفر له ذنوبه أو خطاياه شك مسعر وإن كانت مثل زبد البحر )
رواه ابن حبان في صحيحه ورواه النسائي موقوفا
ما يقول إذا كان يفزع في منامه
538 عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده رضي الله عنهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( إذا فزع أحدكم في النوم فليقل أعوذ بكلمات الله التامة من غضبه وعقابه وشر عباده ومن همزات الشياطين وأن يحضرون فإنها لن
تضره ) قال وكان عبد الله بن عمرو يلقنها من عقل من ولده ومن لم يعقل كتبها في صك ثم علقها في عنقه
رواه أبو داود والترمذي والنسائي والحاكم في المستدرك وقال الترمذي واللفظ له حسن غريب وقال الحاكم صحيح الإسناد
وفي رواية للنسائي كان خالد بن الوليد بن المغيرة رجلا يفزع في منامه فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم ( إذا اضطجعت فقل باسم الله أعوذ بكلمة الله التامة ) فذكر مثله
والصك بفتح الصاد وهو الكتاب
ما يقول إذا رأى في منامه ما يحب ويكره
539 عن أبي قتادة رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم ( الرؤيا الصالحة من الله والحلم من الشيطان فمن رأى شيئا يكرهه فلينفث عن شماله ثلاثا وليتعوذ من الشيطان فإنها لا تضره وإن الشيطان لا يتزايا بي )
رواه الجماعة وفي بعض طرقه في صحيح مسلم فليبصق عن يساره حين يهب من نومه ثلاث مرات
540 وعن أبي سلمة رضي الله عنه قال لقد كنت أرى الرؤيا فتمرضني حتى سمعت أبا قتادة يقول وأنا كنت لأرى الرؤيا تمرضني حتى سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول ( الرؤية الحسنة من الله فإذا رأى أحدكم ما يحب فلا يحدث به إلا من يحب
وإذا رأى ما يكره فليتعوذ بالله من شرها وشر الشيطان وليتفل ثلاثا ولا يحدث بها فإنها لن تضره )
متفق عليه
قال الصاغاني في العباب التفل شبيه بالبزق وهو أقل أوله البزق ثم التفل ثم النفث ثم النفخ وقد تفل يتفل ويتفل ومنه تفل الراقي
اسم أبي سلمة عبد الله وقيل إسماعيل وقيل اسمه كنيته
541 وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول ( إذا رأى أحدكم الرؤيا يحبها فإنما هي من الله فليحمد الله عليها وليحدث بها وإذا رأى غير ذلك ما يكره فإنما هي من الشيطان فليستعذ بالله من شرها ولا يذكرها لأحد فإنها لا تضره )
رواه البخاري ومسلم والنسائي ولهم في رواية من حديث أبي هريرة فمن رأى شيئا يكرهه فلا يقصه على أحد وليقم فليصل وهذا لفظ البخاري
542 وعن جابر رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال إذا رأى أحدكم الرؤيا يكرهها فليبصق عن يساره ثلاثا وليستعذ بالله من الشيطان ثلاثا وليتحول عن جنبه الذي كان عليه )
رواه مسلم وأبو داود والنسائي وابن ماجه
ما يقول إذا تعار من الليل
543 عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( من
تعار من الليل فقال لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير الحمد لله وسبحان الله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله ثم قال اللهم اغفر لي أو دعا استجيب فإن توضأ قبلت صلاته )
رواه الجماعة إلا مسلما
تعار بتشديد الراء استيقظ
544 وعن ربيعة بن كعب الأسلمي رضي الله عنه قال كنت أبيت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتيته بوضوئه وحاجته فقال لي ( سل ) فقلت أسألك مرافقتك في الجنة قال ( أو غير ذلك ) قلت هو ذاك قال ( أعني على نفسك بكثرة السجود )
رواه الجماعة إلا البخاري ولفظ الترمذي كنت أبيت عند باب النبي صلى الله عليه وسلم فأعطيه وضوءه فأسمعه الهوي من الليل يقول ( سمع الله لمن حمده ) وأسمعه الهوي من الليل يقول ( الحمد لله رب العالمين ) وقال الترمذي حسن صحيح
وفي رواية النسائي وابن ماجه يقول سبحان الله رب العالمين ثم يقول سبحان الله وبحمدك
وليس لربيعة في الكتب الستة سوى هذا الحديث
545 وعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا استيقظ من الليل قال ( لا إله إلا أنت لا شريك لك سبحانك اللهم أستغفرك لذنبي
وأسألك رحمتك اللهم زدني علما ولا تزغ قلبي بعد إذ هديتني وهب لي من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب )
رواه أبو داود واللفظ له والنسائي والحاكم في المستدرك وابن حبان في صحيحه وقال الحاكم صحيح على شرط الشيخين
546 وعنها قالت كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا تضور من الليل قال ( لا إله إلا الله الواحد القهار رب السماوات والأرض وما بينهما العزيز الغفار )
رواه النسائي والحاكم في المستدرك وابن حبان في صحيحه واللفظ للنسائي والحاكم وقال فيه صحيح على شرط الشيخين
ما يقول إذا قام من الليل يتهجد
547 عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا قام من الليل يتهجد قال ( اللهم لك الحمد أنت قيم السماوات والأرض ومن فيهن ولك الحمد لك ملك السماوات والأرض ومن فيهن ولك الحمد أنت نور السماوات والأرض ومن فيهن ولك الحمد أنت ملك السماوات والأرض ومن فيهن ولك الحمد أنت الحق ووعدك الحق ولقاؤك حق وقولك حق والجنة حق والنار حق والنبيون حق ومحمد صلى الله عليه وسلم حق والساعة حق اللهم لك أسلمت وبك آمنت وعليك توكلت وإليك أنبت وبك خاصمت وإليك حاكمت فاغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت أنت المقدم وأنت المؤخر لا إله إلا أنت أو لا إله غيرك )
قال سفيان وزاد عبد الكريم أبو أمية ولا حول ولا قوة إلا بالله
قال سفيان قال سليمان بن أبي مسلم سمعته من طاووس عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم
رواه الجماعة زاد البخاري في بعض طرقه في أوله اللهم ربنا لك الحمد وبعد قوله وما أعلنت وما أنت أعلم به مني وفي رواية مسلم وبعض روايات البخاري أنت إلهي لا إله إلا أنت ورواه أبو عوانة في مسنده الصحيح وزاد بعد قوله وإليك حاكمت أنت ربنا وإليك المصير
التهجد اسم لدفع النوم بالتكليف والهجود هو النوم يقال هجد إذا نام وتهجد إذا أراد النوم كما يقال حرج إذا أثم وتحرج إذا تورع عن الإثم وقيل إنه من الأضداد تقول تهجدت إذا سهرت وتهجدت إذا نمت
548 وعنه قال بت عند خالتي ميمونة فتحدث رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أهله ساعة ثم رقد فلما كان ثلث الليل الآخر قعد فنظر إلى السماء فقال { إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب } آل عمران 190 ثم قام فتوضأ واستن فصلى إحدى عشرة ركعة ثم أذن بلال فصلى ركعتين ثم خرج فصلى الصبح
رواه الجماعة إلا الترمذي وفي رواية للبخاري أيضا ثم قرأ العشر الأواخر من آل عمران حتى ختم
*
الباب الثاني عشر
*
في الأدعية المتعلقة بالطهارة والصلاة والأذان والمساجد
في الأدعية المتعلقة بالطهارة والصلاة والأذان والمساجد
ما يقول عند دخول الخلاء والخروج منه
549 عن أنس رضي الله عنه قال كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل الخلاء قال ( اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث )
رواه الجماعة وفي رواية للنسائي أعوذ بالله من الخبث والخبائث
الخلاء بفتح الخاء والمد موضع قضاء الحاجة وأصله من الخلوة لأنه يقصد لذلك والخبث بضم الباء وقيل بسكونها جمع خبيث والخبائث جمع خبيثة وقال ابن الأنباري الخبث الكفر والخبائث الشياطين وقيل الخبث الشيطان والخبائث المعاصي
550 وعن عائشة رضي الله عنها قالت كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا خرج من الخلاء قال ( غفرانك )
رواه الأربعة وابن حبان في صحيحه واللفظ له وللترمذي وقال غريب حسن لا نعرفه إلا من حديث إسرائيل عن يوسف بن أبي بردة ولا يعرف في هذا الباب إلا حديث عائشة
ما يقول عند الوضوء والفراغ منه
551 عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال كانت علينا رعاية الإبل فجاءت نوبتي فروحتها بعشي فأدركت رسول الله صلى الله عليه وسلم قائما يحدث الناس فأدركت من قوله ( ما من مسلم يتوضأ فيحسن وضوءه ثم يقوم فيصلي ركعتين مقبلا عليها بقلبه ووجهه إلا وجبت له الجنة ) قال فقلت ما أجود هذه فإذا قائل بين يدي يقول التي قبلها أجود فنظرت فإذا عمر رضي الله عنه قال إني رأيتك حين جئت آنفا قال ما منكم من أحد يتوضأ فيبلغ أو يسبغ الوضوء ثم يقول أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله إلا فتحت له أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء )
رواه مسلم وأبو داود والنسائي وابن ماجه وفي رواية لمسلم والنسائي أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله وفي لفظ لأبي داود والنسائي فأحسن الوضوء ثم رفع نظره إلى السماء فقال وأخرجه الترمذي من حديث أبي إدريس الخولاني وأبي عثمان عن عمر مختصرا وزاد في آخره اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين وأخرجه ابن ماجه أيضا من حديث أنس ولفظه من توضأ فأحسن الوضوء ثم قال ثلاث مرات فذكره
قوله فروحتها بعشي أي رددتها إلى مراحها في آخر النهار وتفرغت من أمرها ثم جئت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقوله آنفا أي قريبا ممدود وغير ممدود
وأبو عثمان قيل اسمه سعد
552 وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لا صلاة لمن لا وضوء له ولا وضوء لمن لم يذكر اسم الله عليه )
رواه أبو داود وابن ماجه وهذا لفظه ورواه الترمذي وابن ماجه أيضا من حديث سعيد بن زيد ورواه ابن ماجه أيضا من حديث أبي سعيد وسهل بن سعد وقال الترمذي قال محمد بن إسماعيل أحسن شيء في هذا الباب حديث رباح بن عبد الرحمن يعني هذا الحديث
553 وعن أبي موسى رضي الله عنه قال أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يتوضأ فسمعته يقول ( اللهم اغفر لي ذنبي ووسع لي في داري وبارك لي في رزقي ) قال قلت يا نبي الله لقد سمعتك تدعو بكذا وكذا قال ( وهل تراهن تركن من شيء )
رواه النسائي بسند رجاله ورجال الصحيح إلا عباد بن عباد بن علقمة وقد وثقه أبو داود ويحيى بن معين وذكره ابن حبان في كتاب الثقات ورواه الترمذي من حديث أبي هريرة بمعناه ولم يذكر الوضوء وفي روايته رأيي بدل داري
554 وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( من توضأ ففرغ من وضوئه ثم قال سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك طبع عليها بطابع ثم رفعت تحت العرش فلم يكسر إلى يوم القيامة )
رواه النسائي واللفظ له وقال هذا خطأ والصواب موقوف وأخرجه الحاكم في المستدرك وقال صحيح على شرط مسلم ورواه سفيان الثوري عن أبي هاشم فوقفه
الطابع بالفتح الخاتم والكسر لغة فيه
ما يقول إذا توجه إلى المسجد وعند دخوله والخروج منه
555 عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج إلى الصلاة وهو يقول ( اللهم اجعل في قلبي نورا وفي لساني نورا واجعل في سمعي نورا واجعل في بصري نورا واجعل من خلفي نورا ومن أمامي نورا واجعل من فوقي نورا ومن تحتي نورا اللهم أعطني نورا )
رواه مسلم في حديث طويل وأبو داود والنسائي
556 وعن أبي حميد أو عن أبي أسيد رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إذا دخل أحدكم المسجد فليقل اللهم افتح لي أبواب رحمتك وإذا خرج فليقل اللهم إني أسألك من فضلك )
رواه مسلم وأبو داود والنسائي ولفظ أبي داود إذا دخل أحدكم المسجد فليسلم على النبي صلى الله عليه وسلم ثم ليقل اللهم ورواه أبو عوانة في مسنده الصحيح بنحو رواية أبي داود وزاد فيه وإذا خرج فليسلم على النبي صلى الله عليه وسلم ورواه ابن ماجه وأبو عوانة أيضا من حديث أبي حميد وحده ولفظ أبي عوانة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول إذا دخل المسجد ( اللهم افتح لي أبواب رحمتك وسهل لنا أبواب رزقك )
أبو أسيد بضم الهمزة وفتح السين واسمه مالك بن ربيعة
557 وعن حيوة بن شريح قال لقيت عقبة بن مسلم فقلت له بلغني أنك حدثت عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا دخل المسجد قال ( أعوذ بالله العظيم وبوجهه الكريم وسلطانه القديم من الشيطان الرجيم ) قال أقط قلت نعم قال فإذا قال ذلك قال الشيطان حفظ مني سائر اليوم
رواه أبو داود
أقط بمعنى بحسب
558 وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( إذا دخل أحدكم المسجد فليسلم على النبي صلى الله عليه وسلم وليقل اللهم افتح لي أبواب رحمتك وإذا خرج فليسلم وليقل اللهم اعصمني من الشيطان الرجيم )
رواه النسائي وابن ماجه وهذا لفظهما إلا أن قوله الرجيم عند ابن ماجه خاصة ورواه أيضا الحاكم في المستدرك وابن حبان في صحيحه وقال الحاكم صحيح على شرط الشيخين
559 وعن فاطمة رضي الله عنها قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل المسجد يقول ( بسم الله والسلام على رسول الله اللهم اغفر لي ذنوبي وافتح
لي أبواب رحمتك وإذا خرج قال بسم الله والسلام على رسول الله اللهم اغفر لي ذنوبي وافتح لي أبواب فضلك )
رواه ابن أبي شيبة في مصنفه والترمذي وابن ماجه واللفظ له ولابن أبي شيبة ورواه ابن مردويه في كتاب الأدعية بمعناه وزاد في الموضعين بعد قوله والسلام على رسول الله اللهم صل على محمد وعلى آل محمد
560 وعن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله عز وجل { فإذا دخلتم بيوتا فسلموا على أنفسكم } النور 61 قال هو المسجد إذا دخلته فقل السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين
رواه الحاكم في المستدرك وقال صحيح على شرط الشيخين
ما يقول لمن نشد ضالة أو باع أو ابتاع في المسجد
561 عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من سمع رجلا ينشد ضالة في المسجد فليقل لا ردها الله عليك فإن المساجد لم تبن لهذا )
رواه مسلم وأبو داود وابن ماجه
ينشد بفتح الياء وضم الشين يقال نشدت الضالة إذا طلبتها وأنشدتها إذا عرفتها
562 وعن بريدة رضي الله عنه أن رجلا نشد في المسجد فقال من
دعا إلي الجمل الأحمر فقال النبي صلى الله عليه وسلم ( لا وجدت إنما بنيت المساجد لما بنيت له )
رواه مسلم والنسائي وابن ماجه ورواه أبو نعيم في المستخرج على مسلم ولفظه ( لا وجدت لا وجدت )
563 وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ( قال إذا رأيتم من يبيع أو يبتاع في المسجد فقولوا لا أربح الله تجارتك وإذا رأيتم من ينشد فيه ضالة فقولوا لا رد الله عليك )
رواه الترمذي والنسائي والحاكم في المستدرك بلفظ واحد ورواه ابن حبان في صحيحه بمعناه وقال الترمذي حسن غريب وقال الحاكم صحيح على شرط مسلم
ما يقول إذا سمع المؤذن
564 عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( إذا سمعتم النداء فقولوا مثل ما يقول المؤذن )
رواه الجماعة
565 وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( من قال حين يسمع النداء اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت
محمدا الوسيلة والفضيلة وابعثه مقاما محمودا الذي وعدته حلت له شفاعتي يوم القيامة )
رواه الجماعة إلا مسلما ورواه البيهقي في سننه الكبير وزاد في آخره إنك لا تخلف الميعاد
566 وعن أبي أمامة بن سهل بن حنيف قال سمعت معاوية بن أبي سفيان وهو جالس على المنبر أذن المؤذن قال الله أكبر الله أكبر قال معاوية الله أكبر الله أكبر قال أشهد أن لا إله إلا الله فقال معاوية وأنا فقال وأشهد أن محمدا رسول الله فقال معاوية وأنا فلما أن قضى التأذين قال يا أيها الناس إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم على هذا المجلس حين أذن المؤذن يقول ما سمعتم من مقالتي
رواه البخاري والنسائي
واسم أبي أمامة هذا أسعد وقيل سعد وقيل اسمه كنيته وحنيف بضم الحاء
567 وعن يحيى بن يحيى قال حدثني بعض إخواننا قال لما قال حي على الصلاة قال لا حول ولا قوة إلا بالله وقال هكذا سمعنا نبيك صلى الله عليه وسلم يقول
انفرد به البخاري
568 وعن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال ( من قال حين يسمع المؤذن أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له
وأن محمدا عبده ورسوله رضيت بالله ربا وبمحمد رسولا وبالإسلام دينا غفر له ذنبه )
قال ابن رمح في روايته من قال حين يسمع المؤذن وأنا أشهد ولم يذكر قتيبة قوله وأنا
رواه الجماعة إلا البخاري
569 وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول ( إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول ثم صلوا علي فإنه من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرا ثم سلوا الله لي الوسيلة فإنها منزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله وأرجو أن أكون أنا هو فمن سأل لي الوسيلة حلت عليه الشفاعة )
رواه مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي
570 وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إذا قال المؤذن الله أكبر الله أكبر فقال أحدكم الله أكبر الله أكبر ثم قال أشهد أن لا إله إلا الله قال أشهد أن لا إله إلا الله ثم قال أشهد أن محمدا رسول الله قال أشهد أن محمدا رسول الله ثم قال حي على الصلاة قال لا حول ولا قوة إلا بالله ثم قال حي على الفلاح قال لا حول ولا قوة إلا بالله ثم قال الله أكبر الله أكبر قال الله أكبر الله أكبر ثم قال لا إله إلا الله قال لا إله إلا الله من قلبه دخل الجنة )
رواه مسلم وأبو داود والنسائي
571 وعن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لا يرد
الدعاء بين الأذان والإقامة )
رواه أبو داود والترمذي والنسائي بهذا اللفظ ورواه ابن حبان في صحيحه بمعناه وقال الترمذي حديث حسن وزاد فيه عن يحيى بن يمان قالوا فماذا نقول يا رسول الله قال ( سلوا الله العافية في الدنيا والآخرة )
572 وعن أم سلمة رضي الله عنها قالت علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أقول عند أذان المغرب اللهم هذا إقبال ليلك وإدبار نهارك وأصوات دعاتك فاغفر لي
رواه أبو داود والحاكم في المستدرك واللفظ لهما والترمذي وقال إنما نعرفه من هذا الوجه وقال الحاكم صحيح
573 وعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا سمع المؤذن يتشهد قال وأنا وأنا
رواه أبو داود واللفظ له والحاكم وابن حبان في صحيحيهما
ما يقول إذا افتتح الصلاة
574 عن أبي هريرة رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسكت بين التكبيرة وبين القراءة إسكاته قال أحسبه قال هنيهة فقلت بأبي وأمي يا رسول الله إسكاتك بين التكبير والقراءة ما تقول قال ( أقول اللهم باعدد
بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب اللهم نقني من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس اللهم اغسل خطاياي بالماء والثلج والبرد )
رواه الجماعة إلا الترمذي وعند مسلم اللهم اغسلني من خطاياي
575 وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا قام إلى الصلاة قال ( وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفا وما أنا من المشركين إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا من المسلمين اللهم أنت الملك لا إله إلا أنت أنت ربي وأنا عبدك ظلمت نفسي واعترفت بذنبي فاغفر لي ذنوبي جميعا إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت واهدني لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت لبيك وسعديك والخير كله في يديك والشر ليس إليك وأنا بك وإليك ) الحديث
رواه الجماعة إلا البخاري وحديث ابن ماجه مختصر وفي رواية أبي داود والنسائي ورواية أخرى لمسلم والترمذي أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول ذلك بعد التكبير وزاد الترمذي في هذه الرواية كان إذا قام إلى الصلاة المكتوبة وقال هذا حديث حسن صحيح ورواه ابن حبان في صحيحه وقال فيه الصلاة المكتوبة وزاد بعد حنيفا مسلما
576 وعن أنس رضي الله عنه أن رجلا جاء فدخل الصف وقد حفزه النفس فقال الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاته قال ( أيكم المتكلم بالكلمات ) فأرم القوم فقال ( أيكم المتكلم بها
فإنه لم يقل بأسا ) فقال رجل جئت وقد حفزني النفس فقلتها فقال ( لقد رأيت اثني عشر ملكا يبتدرونها أيهم يرفعها )
رواه مسلم بهذا اللفظ وأبو داود والنسائي ولفظهما فقال الله أكبر الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه
الرجل المبهم في الحديث قال الخطيب هو رفاعة الأنصاري قال وروي أنه حكى ذلك عن غيره لا أنه جرى له
وحفزه بحاء مهملة وفاء مفتوحة وزاي أي جهده شدة سعيه وأرم القوم بفتح الراء وتشديد الميم يعني سكتوا وقيل سكتوا من خوف
577 وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال بينما نحن نصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ قام رجل من القوم الله أكبر كبيرا والحمد لله كثيرا وسبحان الله بكرة وأصيلا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من القائل كلمة كذا وكذا ) فقال رجل من القوم أنا يا رسول الله قال ( عجبت لها فتحت لها أبواب السماء )
قال ابن عمر فما تركتهن منذ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ذلك رواه مسلم والترمذي والنسائي وله في رواية لقد ابتدرها اثنا عشر ملكا
578 وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه كان يجهر بهؤلاء الكلمات يقول سبحانك اللهم وبحمدك تبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك
رواه مسلم وأبو داود والترمذي وابن ماجه والحاكم في المستدرك مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقال الحاكم فيه صحيح على شرط الشيخين قوله وتعالى جدك هو بفتح الجيم أي ارتفعت عظمتك ومنه قوله تعالى إخبارا عن الجن { وأنه تعالى جد ربنا } الجن 3 أي عظمته وقيل المراد بالجد الغنى
ما يستفتح به صلاة الليل
579 عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف قال سألت عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها بأي شيء كان نبي الله صلى الله عليه وسلم يفتتح صلاته إذا قام من الليل قالت كان إذا قام من الليل افتتح الصلاة ( اللهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم )
رواه الجماعة إلا البخاري واللفظ لمسلم وأبي داود والترمذي
580 وعن عاصم بن حميد قال سألت عائشة رضي الله عنها بأي شيء كان يفتتح رسول الله صلى الله عليه وسلم قيام الليل فقالت لقد سألتني عن شيء ما سألني عنه أحد قبلك كان إذا قام كبر عشرا وحمد عشرا وسبح عشرا وهلل عشرا واستغفر عشرا وقال ( اللهم اغفر لي واهدني وارزقني وعافني ) ويتعوذ من ضيق المقام يوم القيامة
رواه أبو داود واللفظ له والنسائي وابن ماجه وابن حبان في صحيحه
وعنده وقال اللهم اغفر لي واهدني وارزقني عشرا وتعوذ بالله من ضيق يوم القيامة عشرا
581 وعن ابن جبير بن المطعم عن أبيه رضي الله عنهما أنه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي صلاة قال عمرو ولا أدري أي صلاة هي فقال ( الله أكبر كبيرا الله أكبر كبيرا الحمد لله كثيرا الحمد لله كثيرا ثلاثا سبحان الله بكرة وأصيلا ثلاثا أعوذ بالله من الشيطان من نفخه ونفثه وهمزه ) قال نفثه الشعر ونفخه الكبر وهمزه الموتة
وفي رواية عن نافع بن جبير عن أبيه قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول في التطوع
رواه أبو داود واللفظ له وابن ماجه والحاكم وابن حبان في صحيحيهما وذكره ابن عساكر في الأشراف في ترجمة محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه
وعمرو هو ابن مرة
و ( الموتة ) بضم الميم وسكون الواو وفتح المثناة من فوق هي الجنون وقال الصاغاني في العباب سمي الشعر نفثا لأنه كالشيء ينفث من الفم كالرقية وسمي الكبر نفخا لما يوسوس إليه الشيطان في نفسه فيعظمها عنده ويحقر الناس في عينيه حتى يدخله الزهو وخطرات الشياطين خطراتها التي تخطرها بقلب الإنسان
ما يقول في الركوع والسجود
582 عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر أن يقول
في ركوعه وسجوده ( سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي ) يتأول القرآن
رواه الجماعة إلا الترمذي وفي رواية لمسلم ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم منذ نزلت عليه { إذا جاء نصر الله والفتح } الفتح 1 يصلي صلاة إلا دعا أو قال فيها ( سبحانك ربي وبحمدك اللهم اغفر لي )
583 وعنها قالت فقدت رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة من الفراش فالتمسته فوقعت يدي على بطن قدميه وهو في المسجد وهما منصوبتان وهو يقول ( اللهم أعوذ برضاك من سخطك وبمعافاتك من عقوبتك وأعوذ بك منك لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك )
584 وعن حذيفة رضي الله عنه قال صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة فافتتح البقرة فقلت يركع عند المئة ثم قضى فقلت يصلي بها في ركعة فمضى فقلت يركع بها ثم افتتح النساء فقرأها ثم افتتح آل عمران فقرأها يقرا مترسلا إذا مر بآية فيها تسبيح سبح وإذا مر بسؤال سأل وإذا مر بتعوذ تعوذ ثم ركع فجعل يقول ( سبحان ربي العظيم ) فكان ركوعه نحوا من قيامه ثم قال ( سمع الله لمن حمده ) ثم قام طويلا قريبا مما ركع ثم سجد فقال ( سبحان ربي الأعلى ) فكان سجوده قريبا من قيامه
قال في حديث جرير من الزيادة سمع الله لمن حمده ربنا لك الحمد
رواهما الجماعة إلا البخاري وعند النسائي فقلت يركع عند المئة فمضى فقلت يركع عند المئتين فمضى فقلت يصلي بها وذكر الحديث
585 وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه في حديث طويل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ركع قال ( اللهم لك ركعت وبك آمنت ولك أسلمت خشع لك سمعي وبصري ولحمي وعظمي وعصبي ) وإذا سجد قال ( اللهم لك سجدت وبك آمنت ولك أسلمت سجد وجهي للذي خلقه وصوره وشق سمعه وبصره تبارك الله أحسن الخالقين )
رواه مسلم وأبو داود والنسائي وفي رواية أبي داود والنسائي وإحدى روايات مسلم وصوره فأحسن صوره وفي رواية للنسائي من حديث جابر خشع سمعي وبصري ودمي ولحمي وعظمي وعصبي لله رب العالمين ورواه ابن حبان في صحيحه وقال فيه وما استقلت به قدمي لله رب العالمين
586 وعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول في ركوعه وسجوده ( سبوح قدوس رب الملائكة والروح
رواه مسلم وأبو داود والنسائي
سبوح قدوسبضم أولهما على المشهور وسبوح من السبح والقدوس تقدم في الأسماء الحسنى
والروح قال الخطابي فيه قولان أحدهما أنه جبريل عليه السلام خص بالذكر تفضيلا له على سائر الملائكة ويقال إن الروح خلق من الملائكة يشبهون الإنس في الصور وليسوا بإنس انتهى
وقيل هو ملك عظيم أعظم الملائكة خلقا
587 وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول في سجوده اللهم اغفر لي ذنبي كله دقه وجله أوله وآخره وعلانيته وسره )
رواه مسلم وأبو داود
588 وعن عائشة رضي الله عنها قالت افتقدت النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة فظننت أنه ذهب إلى بعض نسائه فتحسست ثم رجعت فإذا هو راكع أو ساجد يقول ( سبحانك وبحمدك لا إله إلا أنت ) فقلت بأبي أنت وأمي إني لفي شأن وإنك لفي آخر
رواه مسلم والنسائي
589 وعن عوف بن مالك الأشجعي رضي الله عنه قال قمت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة فقام فقرأ سورة البقرة ولا يمر بآية رحمة إلا وقف فسأل ولا يمر بآية عذاب إلا وقف فتعوذ قال ثم ركع بقدر قيامه يقول في ركوعه ( سبحان ذي الجبروت والملكوت والكبرياء والعظمة ثم سجد بقدر قيامه ثم قال في سجوده مثل ذلك ثم قام فقرأ بآل عمران ثم قرأ سورة سورة
رواه أبو داود والنسائي والترمذي في الشمائل واللفظ لأبي داود
590 وعن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال لما نزلت { فسبح باسم ربك العظيم }
) الواقعة 74 96 قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( اجعلوها في ركوعكم ) فلما نزلت { سبح اسم ربك الأعلى } الأعلى 1 قال ( اجعلوها في سجودكم )
رواه أبو داود واللفظ له وابن ماجه والحاكم وابن حبان في صحيحيهما وقال الحاكم صحيح الإسناد
591 وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له ( أما أهل السماء الدنيا فيقولون سبحان ذي الملك والملكوت وأما أهل السماء الثانية فيقولون سبحان ذي العزة والجبروت وأما أهل السماء الثالثة فيقولون سبحان الحي الذي لا يموت فقلها يا عمر في صلاتك قال يا رسول الله فكيف بالذي علمتني وأمرتني أن أقوله في صلاتي قال قل هذه مرة وهذه مرة وكان الذي أمره به أن قال ( أعوذ بعفوك من عقابك وأعوذ برضاك من سخطك وأعوذ بك منك جل وجهك )
رواه الحاكم في المستدرك وقال صحيح على شرط البخاري
592 وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا سجد قال ( اللهم سجد لك سوادي وخيالي وبك أمن فؤادي أبوء بنعمتك علي وهذا ما جنيت على نفسي يا عظيم يا عظيم اغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب العظيمة إلا الرب العظيم )
رواه الحاكم في المستدرك
ما يقول في سجود القرآن
593 عن عائشة رضي الله عنها قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في سجود القرآن بالليل ( سجد وجهي للذي خلقه وصوره وشق سمعه وبصره بحوله وقوته )
رواه أبو داود والترمذي والنسائي واللفظ له وللترمذي وقال (1) ولفظ أبي داود يقول في السجدة مرارا ورواه الحاكم في المستدرك وزاد فيه فتبارك الله أحسن الخالقين وقال صحيح على شرط الشيخين
594 وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله رأيتني الليلة وأنا نائم كأني أصلي خلف شجرة فسجدت فسجدت الشجرة لسجودي فسمعتها وهي تقول اللهم اكتب لي بها عندك أجرا وضع عني بها وزرا واجعلها لي عندك ذخرا وتقبلها مني كما تقبلتها من عبدك داود
قال الحسن قال لي ابن جريج قال لي جدك قال ابن عباس فقرأ النبي صلى الله عليه وسلم سجدة ثم سجد فقال ابن عباس وسمعته وهو يقول مثل ما أخبره الرجل عن قول الشجرة
رواه الترمذي واللفظ له وابن ماجه والحاكم وابن حبان في صحيحيهما وقال الحاكم هو من شرط الصحيح
1- حسن صحيح
ما يقول في حال الرفع من الركوع وفي الاعتدال
595 عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( إذا قال الإمام سمع الله لمن حمده فقولوا اللهم ربنا لك الحمد فإنه من وافق قوله قول الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه )
رواه الجماعة إلا ابن ماجه وفي رواية للبخاري ومسلم فقولوا ربنا ولك الحمد وفي رواية للبخاري أيضا كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا قال ( سمع الله لمن حمده قال اللهم ربنا ولك الحمد )
596 وعن رفاعة بن رافع الزرقي رضي الله عنه قال كنا يوما نصلي وراء النبي صلى الله عليه وسلم فلما رفع رأسه من الركعة قال ( سمع الله لمن حمده ) قال رجل وراءه ربنا ولك الحمد حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه فلما انصرف قال ( من المتكلم ) قال أنا قال ( رأيت بضعة وثلاثين ملكا يبتدرونها أيهم يكتبها أول )
رواه البخاري وأبو داود والنسائي
رفاعة انفرد به البخاري فروى له ثلاثة أحاديث هذا أحدها والبضع والبضعة في العدد بكسر الباء وهو من الثلاث إلى التسع وقيل إلى العشرة وقيل ما بين الواحد والعشرة
597 وعن عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول ( اللهم لك الحمد ملء السماوات وملء الأرض وملء ما شئت
من شيء بعد اللهم طهرني بالثلج والبرد والماء البارد اللهم طهرني من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الوسخ )
رواه مسلم وأبو داود والترمذي وابن ماجه وفي رواية لمسلم من الدرن وفي أخرى من الدنس وعند أبي داود وابن ماجه كان إذا رفع رأسه من الركوع يقول فذكره
598 وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رفع رأسه من الركوع قال ( ربنا لك الحمد ملء السماوات وملء الأرض وملء ما شئت من شيء بعد أهل الثناء والمجد أحق ما قال العبد وكلنا لك عبد اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد )
رواه مسلم وأبو داود والنسائي وفي رواية لمسلم من حديث علي رضي الله عنه ملء السماوات وملء الأرض وملء ما بينهما وفي رواية لمسلم أيضا من حديث ابن عباس رضي الله عنهما ملء السماوات وملء الأرض وملء ما بينهما ولفظ النسائي كان يقول سمع الله لمن حمده ربنا لك الحمد ملء السماوات وملء الأرض وملء ما شئت من شيء بعد أهل الثناء والمجد حق ما قال العبد كلنا لك عبد لا نازع لما أعطيت ولا ينفع ذا الجد منك الجد
الجد بفتح الجيم الغني أي لا ينفع ذا الغنى عندك غناه وإنما ينفعه العمل بطاعتك ومنه الحديث ( إن الفقراء يدخلون الجنة وأصحاب الجد محبوسون ) أي أصحاب الأموال محبوسون للمحاسبة وقيل المراد به العظمة ومنه قول سبحانه إخبارا عن الجن { تعالى جد ربنا } الجن 3 أي عظمته وقيل أيضا غناؤه وروي بكسر الجيم من الاجتهاد في الرزق أي لا ينفعه ذلك مما كتب له وأنكره أبو عبيد
وقوله منك معناه عندك
ما يقول بين السجدتين
599 عن ابن عباس رضي الله عنهما قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول بين السجدتين ( اللهم اغفر لي وارحمني وعافني واهدني وارزقني )
رواه أبو داود واللفظ له والترمذي وابن ماجه والحاكم في المستدرك وقال صحيح الإسناد وفي رواية له اللهم اغفر لي وارحمني واجبرني وارفعني واهدني وارزقني
ما جاء في التشهد
600 عن عبد الله وهو ابن مسعود رضي الله عنه قال كنا إذا صلينا خلف النبي صلى الله عليه وسلم قلنا السلام على جبريل وميكائيل السلام على فلان وفلان فالتفت إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ( إن الله تعالى هو السلام فإذا صلى أحدكم فليقل التحيات لله والصلوات والطيبات السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين فإنكم إذا قلتموها أصابت كل عبد صالح في السماء والأرض أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله )
رواه الجماعة ولفظهم في قولهم التحيات لله إلى آخر سواء وفي لفظ للبخاري ومسلم والنسائي علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم وكفي بين كفيه التشهد كما يعلمني السورة من القرآن فذكر مثله سواء وفي رواية للبخاري ثم ليتخير من الدعاء أعجبه إليه فيدعو وأخرج مسلم وأبو داود والنسائي هذه الزيادة وفي رواية للنسائي سلام علينا وله في رواية أخرى أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله قال الترمذي وهو أصح حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم في التشهد والعمل عليه عند أكثر أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ومن بعدهم من التابعين وهو قول سفيان الثوري وابن المبارك وأحمد وإسحاق
وروى البيهقي في سننه الكبير بسند جيد عن القاسم قال علمتني عائشة قالت هذا تشهد النبي صلى الله عليه وسلم فذكر مثله سواء
601 وعن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا التشهد كما يعلمنا السورة من القرآن فكان يقول ( التحيات لله المباركات الصلوات الطيبات لله السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله )
وفي رواية ابن رمح كما يعلمنا القرآن
رواه الجماعة إلا البخاري وفي رواية الترمذي سلام في الموضعين
602 وعن أبي موسى قال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطبنا فبين لنا
سننا وعلمنا صلاتنا فقال ( إذا صليتم فأقيموا صفوفكم ثم ليؤمكم أحدكم فإذا كبر فكبروا وإذا قال { غير المغضوب عليهم ولا الضالين } الفاتحة 7 فقولوا آمين يجبكم الله فإذا كبر وركع فكبروا واركعوا فإن الإمام يركع قبلكم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فتلك بتلك وإذا قال سمع الله لمن حمده فقولوا اللهم ربنا لك الحمد يسمع الله لكم فإن الله تبارك وتعالى قال على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم سمع الله لمن حمده فإذا كبر وسجد فكبروا واسجدوا فإن الإمام يسجد قبلكم ويرفع قبلكم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فتلك بتلك وإذا كان عند القعدة فليكن من أول قول أحدكم التحيات الطيبات الصلوات لله السلام عليك أيها النبي رحمة الله وبركاته السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله )
رواه مسلم وأبو داود والنسائي وابن ماجه ولفظ النسائي أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله في معنى فتلك بتلك أقوال أظهرها أن اللحظة التي سبقكم الإمام بها متقدمة تجب لكم باللحظة التي تتأخرون بها بعده
603 وعن سمرة بن جندب رضي الله عنه قال أما بعد أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان في وسط الصلاة أو حين انقضائها فابدؤوا قبل التسليم فقولوا التحيات الطيبات والصلوات والملك لله ثم سلموا عن اليمين ثم سلموا على قارئكم وعلى أنفسكم
رواه أبو داود
604 وعن جابر رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا
التشهد كما يعلمنا السورة من القرآن ( بسم الله وبالله التحيات لله والصلوات والطيبات السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله وأسأل الله الجنة وأعوذ بالله من النار )
رواه النسائي واللفظ له وابن ماجه والحاكم في المستدرك
605 وعن عبد الرحمن بن عبد القاري أنه سمع عمر بن الخطاب رضي الله عنه وهو على المنبر وهو يعلم الناس التشهد يقول قولوا التحيات لله الزاكيات لله الطيبات الصلوات لله السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله
رواه مالك في الموطأ والحاكم في المستدرك واللفظ لمالك القاري بتشديد الياء منسوب إلى القارة
ما جاء في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم
606 عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال لقيني كعب بن عجرة رضي الله عنه فقال ألا أهدي لك هدية سمعتها من النبي صلى الله عليه وسلم فقلت بلى فأهدها لي فقال سألنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلنا يا رسول الله كيف الصلاة عليكم أهل البيت فإن الله قد علمنا كيف نسلم قال ( قولوا اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد اللهم بارك على
محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد )
رواه الجماعة وفي لفظ للبخاري ومسلم والنسائي اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد وفي رواية لمسلم وبارك على محمد ولم يقل اللهم وفي لفظ للبخاري والنسائي اللهم صل على محمد وآل محمد كما صليت على إبراهيم إنك حميد مجيد اللهم بارك على محمد وآل محمد كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد
قال ابن سيده في المحكم صلاة الله على رسوله رحمته له وحسن ثنائه عليه
607 وعن أبي حميد الساعدي رضي الله عنه أنهم قالوا يا رسول الله كيف نصلي عليك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( قولوا اللهم صل على محمد وأزواجه وذريته كما صليت على آل إبراهيم وبارك على محمد وأزواجه وذريته كما باركت على إبراهيم إنك حميد مجيد )
رواه الجماعة إلا الترمذي وعند مسلم وعلى أزواجه في الموضعين وباقيه مثله وفي نسخة شيخنا الدمياطي التي بخطه من صحيح مسلم كما صليت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد
608 وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قلنا يا رسول الله
هذا التسليم فكيف نصلي عليك قال ( قولوا اللهم صل على محمد عبدك ورسولك كما صليت على آل إبراهيم وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم ) قال أبو صالح عن الليث ( على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم )
رواه البخاري والنسائي وابن ماجه وفي رواية أخرى للبخاري كما صليت على إبراهيم وبارك على محمد وآل محمد كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم
609 وعن أبي مسعود الأنصاري رضي الله عنه واسمه عقبة بن عمرو رضي الله عنه قال أتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن في مجلس سعد بن عبادة فقال له بشير بن سعد أمرنا الله أن نصلي عليك يا رسول الله فكيف نصلي عليك قال فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى تمنينا أنه لم يسأله ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( قولوا اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على آل إبراهيم وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد والسلام كما قد علمتم )
رواه مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وفي بعض نسخ مسلم كما صليت على إبراهيم وفي رواية لأبي داود والنسائي اللهم صل على محمد النبي الأمي وعلى آل محمد زاد النسائي كما صليت على إبراهيم وبارك على محمد النبي الأمي كما باركت على إبراهيم إنك حميد مجيد ورواه الحاكم في المستدرك ولفظه أقبل رجل حتى جلس بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن عنده فقال يا رسول الله أما السلام عليك فقد عرفناه فكيف نصلي عليك إذا نحن صلينا عليك
في صلاتنا صلى الله عليك قال فصمت حتى أحببنا أن الرجل لم يسأله ثم قال ( إذا صليتم علي فقولوا اللهم صل على محمد النبي الأمي وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم وبارك على محمد النبي الأمي وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد ) وقال هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه بذكر الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في الصلوات ورواه ابن حبان أيضا في صحيحه بهذا اللفظ حرفا حرفا غير أنه أسقط لفظة ثم وقال فيه إذا أنتم صليتم
610 وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( من سره أن يكتال بالمكيال الأوفى إذا صلى علينا أهل البيت فليقل اللهم صل على محمد النبي وأزواجه أمهات المؤمنين وذريته وأهل بيته كما صليت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد )
رواه أبو داود
ما يقول بعد التشهد الأخير
611 عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدعو في الصلاة ( اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر وأعوذ بك من فتنة المسيح الدجال وأعوذ بك من فتنة المحيا وفتنة الممات اللهم إني أعوذ بك من المأثم والمغرم ) فقال له قائل ما أكثر ما تستعيذ من المغرم فقال ( إن الرجل إذا غرم حدث فكذب ووعد فأخلف )
رواه البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي
612 وعن أبي بكر الصديق رضي الله عنه أنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم علمني دعاء أدعو به في صلاتي قال ( قل اللهم إني ظلمت نفسي ظلما كثيرا ولا يغفر الذنوب إلا أنت فاغفر لي مغفرة من عندك وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم )
رواه الجماعة إلا أبا داود ولفظهم واحد
قوله كثيرا ورد في مسلم بالمثلثة وبالموحدة
613 وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إذا تشهد أحدكم فليستعذ بالله من أربع يقول اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم ومن عذاب القبر ومن فتنة المحيا والممات ومن شر فتنة المسيح الدجال )
رواه الجماعة إلا البخاري وفي رواية أخرى لمسلم إذا فرغ أحدكم من التشهد الأخير فليتعوذ بالله من أربع
614 وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه في حديث طويل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان ما آخر من يقول بين التشهد والتسليم ( اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت وما أسرفت وما أنت أعلم به مني أنت المقدم وأنت المؤخر لا إله إلا أنت )
رواه مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي
615 وعن محجن بن الأذرع رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل المسجد فإذا هو برجل قد قضى صلاته وهو يتشهد فقال اللهم أني أسألك بالله الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد أن تغفر لي ذنوبي إنك أنت الغفور الرحيم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( قد غفر له ) ثلاثا
رواه أبو داود واللفظ له والنسائي والحاكم في المستدرك وليس لمحجن في الكتب الستة سوى هذا الحديث
وعن أبي صالح عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال قال النبي صلى الله عليه وسلم لرجل كيف تقول في الصلاة قال أتشهد وأقول اللهم إني أسألك الجنة وأعوذ بك من النار أما إني لا أحسن دندنتك ولا دندنة معاذ فقال النبي صلى الله عليه وسلم ( حولها ندندن )
رواه أبو داود ورواه ابن ماجه وابن حبان في صحيحه عن أبي صالح عن أبي هريرة
أبو صالح اسمه ذكوان والرجل المبهم قال الخطيب هو سليم الأنصاري السلمي
والدندنة قال الهروي قال أبو عبيد هو أن يتكلم الرجل بالكلام نسمع نغمته ولا نفهمه وهو مثل الهينمة والهثلمة إلا أنها أرفع قليلا منهما
617 وعن عائشة رضي الله عنها قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
في بعض صلاته ( اللهم حاسبني حسابا يسيرا ) فلما انصرف قلت يا رسول الله ما الحساب اليسير قال ( ينظر في كتابه ويتجاوز عنه إنه من نوقش الحساب يومئذ يا عائشة هلك وكل ما يصيب المؤمن يكفر الله عنه حتى الشوكة تشوكه )
رواه الحاكم في المستدرك وقال (1) على شرط مسلم
618 وعن عمير بن سعيد قال كان عبد الله يعلمنا التشهد في الصلاة ثم يقول إذا فرغ أحدكم من التشهد في الصلاة فليقل اللهم إني أسألك من الخير كله ما علمت منه وما لم أعلم وأعوذ بك من الشر كله ما علمت منه وما لم أعلم اللهم إني أسألك من الخير ما سألك عبادك الصالحون وأعوذ بك من شر ما عاذ منه عبادك الصالحون ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار ربنا إننا آمنا فاغفر لنا ذنوبنا وقنا عذاب النار ربنا وآتنا ما وعدتنا على رسلك ولا تخزنا يوم القيامة إنك لا تخلف الميعاد
رواه ابن أبي شيبة في مصنفه
ما يقول من الذكر بعد الصلاة
619 عن وراد مولى المغيرة بن شعبة قال كتب المغيرة إلى معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول في دبر كل صلاة إذا سلم ( لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد )
رواه البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي وفي رواية للبخاري والنسائي أن
1- صحيح
النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول هذا التهليل وحده ثلاث مرات
620 وعن أبي صالح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال جاء الفقراء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا ذهب أهل الدثور من الأموال بالدرجات العلى والنعيم المقيم يصلون كما نصلي ويصومون كما نصوم ولهم فضل من أموالهم يحجون بها ويعتمرون ويجاهدون ويتصدقون قال ( ألا أحدثكم إن أخذتم أدركتم من سبقكم ولم يدرككم أحد بعدكم وكنتم خير من أنتم بين ظهرانيه إلا من عمل مثله تسبحون وتحمدون وتكبرون خلف كل صلاة ثلاثا وثلاثين ) فاختلفنا بيننا فقال بعضنا نسبح ثلاثا وثلاثين ونحمد ثلاثا وثلاثين ونكبر أربعا وثلاثين فرجعت إليه فقال ( تقول سبحان الله والحمد لله والله أكبر حتى يكون منهن كلهن ثلاثا وثلاثين )
رواه البخاري ومسلم والنسائي زاد مسلم قال أبو صالح فرجع فقراء المهاجرين إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا سمع إخواننا أهل الأموال بما فعلنا ففعلوا مثله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء ) وفي رواية للبخاري أيضا تسبحون في دبر كل صلاة عشرا وتحمدون عشرا وتكبرون عشرا وفي رواية لمسلم تسبحون وتكبرون وتحمدون دبر كل صلاة ثلاثا وثلاثين إحدى عشرة وأحدى عشرة وأحدى عشرة فذلك كله ثلاث وثلاثون
612 وعن ثوبان رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا انصرف
من صلاته استغفر ثلاثا وقال ( اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت ذا الجلال والإكرام ) قال الوليد فقلت للأوزاعي كيف الاستغفار قال تقول أستغفر الله أستغفر الله أستغفر الله
رواه الجماعة إلا البخاري وفي رواية لمسلم من حديث عائشة يا ذا الجلال والإكرام
622 وعن عبد الله بن زبير رضي الله عنهما أنه كان يقول في دبر كل صلاة حين يسلم ( لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير لا حول ولا قوة إلا بالله لا إله إلا الله ولا نعبد إلا إياه له النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن لا إله إلا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون ) وقال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يهلل بهن دبر كل صلاة
623 وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( من سبح الله في دبر كل صلاة ثلاثا وثلاثين وحمد الله ثلاثا وثلاثين وكبر الله ثلاثا وثلاثين فتلك تسع وتسعون ثم قال تمام المئة لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير غفرت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر )
رواهما مسلم وأبو داود والنسائي وفي بعض طرق النسائي من سبح في دبر كل صلاة مكتوبة مئة وكبر مئة وهلل مئة وحمد مئة غفرت له ذنوبه وإن كانت أكثر من زبد البحر
624 وعن كعب بن عجرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
( معقبات لا يخيب قائلهن أو فاعلهن دبر كل صلاة مكتوبة ثلاث وثلاثون تسبيحة وثلاث وثلاثون تحميدة وأربع وثلاثون تكبيرة )
رواه مسلم والترمذي والنسائي
معقبات من التعقيب في الصلاة وهو الجلوس بعد انقضائها لدعاء ونحوه وفي الحديث من عقب في صلاة فهو في صلاة وعاقبه جاء يعقبه فهو معاقب وعقيب أيضا والتعقيب مثله ويجوز أن يكون من العود مرة بعد أخرى يقال النعامة تعقب النعامة في مرعى بعد مرعى وقوله تعالى { معقبات } هم ملائكة الليل وملائكة النهار يتعاقبون أي يعقب بعضهم بعضا قال الجوهري وإنما أنت لكثرة ذلك منهم كنسابة وعلامة
625 وعن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أقرأ المعوذات دبر كل صلاة
رواه أبو داود والترمذي والنسائي والحاكم وابن حبان في صحيحيهما وقال الحاكم صحيح على شرط مسلم واللفظ لأبي داود والنسائي ولفظ الترمذي أن أقرأ بالمعوذتين في دبر كل صلاة
626 وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال جاء الفقراء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا يا رسول الله إن الأغنياء يصلون كما نصلي ويصومون كما نصوم ولهم أموال يعتقون ويتصدقون قال ( فإذا صليتم فقولوا سبحان الله ثلاثا وثلاثين مرة والحمد لله ثلاثا وثلاثين مرة والله أكبر أربعا وثلاثين مرة ولا إله إلا الله عشر مرات فإنكم تدركون به من سبقكم ولا يسبقكم من بعدكم )
رواه الترمذي واللفظ له وقال حسن غريب ورواه النسائي بمعناه وعنده التكبير ثلاث وثلاثون
627 وعن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال أمروا أن يسبحوا دبر كل صلاة ثلاثا وثلاثين ويحمدوا ثلاثا وثلاثين ويكبروا أربعا وثلاثين فأتى رجل من الأنصار في منامه فقيل أمركم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تسبحوا دبر كل صلاة ثلاثا وثلاثين وتحمدوا ثلاثا وثلاثين وتكبروا أربعا وثلاثين قال نعم قال اجعلوها خمسا وعشرين واجعلوا فيها التهليل فلما أصبح أتى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له فقال ( اجعلوها كذلك )
رواه النسائي واللفظ له والحاكم في المستدرك وابن حبان في صحيحه
628 وعن أبي أمامة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من قرأ آية الكرسي دبر كل صلاة مكتوبة لم يمنعه من دخول الجنة إلا أن يموت )
رواه النسائي عن الحسين بن بسر عن محمد بن حميد عن محمد بن زياد الألهاني عن أبي أمامة فأما الحسين فقال فيه النسائي لا بأس به وقال في موضع آخر ثقة وقال أبو حاتم شيخ وأما المحمدان فاحتج بهما البخاري في صحيحه وأخرجه ابن حبان أيضا في صحيحه
وقد أخرج شيخنا الحافظ أبو محمد الدمياطي رحمه الله الحديث في بعض تصانيفه من حديث أبي أمامة وعلي وعبد الله بن عمر والمغيرة وجابر وأنس ثم قال وإذا انضمت هذه الأحاديث بعضها إلى بعض أخذت قوة
وقد تقدم في ترجمة ما يقول إذا أوى إلى فراشه من الباب الحادي عشر
حديث عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( خصلتان أو خلتان لا يحافظ عليهما عبد مسلم إلا دخل الجنة هما يسير ومن يعمل بهما قليل يسبح في دبر كل صلاة عشرة ويحمد عشرا ويكبر عشرا فذلك خمسون ومئة باللسان وألف وخمسمئة في الميزان ) الحديث بطوله
ما يدعو به بعد الصلاة
629 عن عمرو بن ميمون الأودي قال كان سعد يعلم بنيه هؤلاء الكلمات كما يعلم المعلم الغلمان الكتابة ويقول إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتعوذ منهن دبر كل صلاة ( اللهم إني أعوذ بك من الجبن وأعوذ بك أن أرد إلى أرذل العمر وأعوذ بك من فتنة الدنيا وأعوذ بك من عذاب القبر ) فحدث به مصعبا وصدقه
رواه البخاري والترمذي والنسائي
والأودي بفتح الألف وسكون الواو وبالدال المهملة نسبة إلى أود بن مصعب بن سعد العشيرة من مذحج
630 وعن البراء رضي الله عنه قال كنا إذا صلينا خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم أحببنا أن نكون عن يمينه يقبل علينا بوجهه قال فسمعته يقول ( رب قني عذابك يوم تبعث أو تجمع عبادك )
رواه مسلم وأبو داود والنسائي وابن ماجه وأبو عوانة في مسنده الصحيح وعنده يوم تعبث من غير شك
631 وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سلم من الصلاة قال ( اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت وما أسرفت وما أنت أعلم به مني أنت المقدم وأنت المؤخر لا إله إلا أنت )
رواه أبو داود والترمذي وابن حبان في صحيحه واللفظ لأبي داود وقال الترمذي حسن صحيح وأخرجه مسلم مختصرا
632 وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ بيده يوما ثم قال ( يا معاذ والله إني لأحبك ) فقال له معاذ بأبي أنت وأمي يا رسول الله وأنا والله أحبك قال ( أوصيك يا معاذ لا تدعن في دبر كل صلاة أن تقول اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك ) وأوصى بذلك معاذ الصنابحي وأوصى به الصنابحي أبا عبد الرحمن وأوصى به أبو عبد الرحمن عقبة ابن مسلم
رواه أبو داود والنسائي واللفظ له والحاكم وابن حبان في صحيحيهما وقال الحاكم صحيح على شرط الشيخين
أبو عبد الرحمن هو الحبلي بضم الحاء المهملة والباء الموحدة واسمه عبد الله ابن يزيد
633 وعن زيد بن أرقم رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو في دبر الصلاة يقول ( اللهم ربنا ورب كل شيء أنا شهيد أنك الرب
وحدك لا شريك لك اللهم ربنا ورب كل شيء أنا شهيد أن محمدا صلى الله عليه وسلم عبدك ورسولك اللهم ربنا ورب كل شيء أنا شهيد أن العباد كلهم إخوة اللهم ربنا ورب كل شيء اجعلني مخلصا لك وأهلي في كل ساعة في الدنيا والآخرة ذا الجلال والإكرام استمع واستجب الله الأكبر الأكبر الأكبر الله نور السماوات والأرض الله الأكبر الأكبر الأكبر حسبي الله ونعم الوكيل الله الأكبر الأكبر )
رواه أبو داود والنسائي وهذا لفظه
634 وعن مسلم بن أبي بكرة قال كان أبي يقول في دبر الصلاة اللهم إني أعوذ بك من الكفر والفقر وعذاب القبر فكنت أقولهن فقال أبي عمن أخذت هذا فقلت عنك فقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقولهن في دبر الصلاة
رواه النسائي واللفظ له والحاكم في المستدرك وقال صحيح على شرط مسلم
635 وعن عطاء بن أبي مروان عن أبيه أن كعبا حلف بالله الذي فلق البحر لموسى إنا نجد في التوراة أن داود نبي الله عليه السلام كان إذا انصرف من صلاته قال اللهم أصلح لي ديني الذي جعلته لي عصمة وأصلح في دنياي التي جعلت فيها معاشي اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك وأعوذ يعني بعفوك من نقمتك وأعوذ بك منك لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد قال وحدثني كعب أن صهيبا حدثه أن محمدا صلى الله عليه وسلم
كان يقول بهن عند انصرافه من صلاته
رواه النسائي واللفظ له وابن حبان في صحيحه بمعناه
أبو مروان قيل اسمه سعد وقيل معتب بن عمرو الأسلمي المدني مختلف في صحبته
636 وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول في دبر كل صلاة ( اللهم إني أعوذ بك من عذاب النار وعذاب القبر ومن فتنة المحيا والممات ومن شر المسيح الدجال )
رواه أبو عوانة في مسنده الصحيح واللفظ له والحاكم في المستدرك وقال صحيح على شرط الشيخين
637 وعن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه قال ما صليت وراء نبيكم صلى الله عليه وسلم إلا سمعته حين ينصرف من صلاته يقول ( اللهم اغفر لي أخطائي وذنوبي كلها اللهم أنعمني وأحيني وارزقني واهدني لصالح الأعمال والأخلاق إنه لا يهدي لصالحها ولا يصرف عن سيئها إلا أنت )
رواه الحاكم في المستدرك
638 وعن الربيع بن عميلة الفزاري قال كان عمر رضي الله عنه إذا انصرف من صلاته قال اللهم أستغفرك لذنبي وأستهديك لمراشد أمري وأتوب إليك فتب علي اللهم أنت ربي فاجعل رغبتي إليك واجعل غناي في صدري
وبارك لي فيما رزقتني وتقبل مني إنك أنت ربي
رواه ابن أبي شيبة في مصنفه
وعميلة بضم العين
ما يقول بعد صلاة الصبح والعصر والمغرب
639 عن الحارث بن مسلم التميمي رضي الله عنهما قال قال لي النبي صلى الله عليه وسلم ( إذا صليت الصبح فقل قبل أن تتكلم اللهم أجرني من النار سبع مرات فإنك إن مت من يومك كتب الله لك جوارا من النار وإذا صليت المغرب فقل قبل أن تتكلم اللهم أجرني من النار سبع مرات فإنك إن مت من ليلتك كتب الله لك جوارا من النار )
رواه أبو داود والنسائي وابن حبان في صحيحه واللفظ للنسائي وعند أبي داود عن الحارث بن مسلم عن أبيه مسلم بن الحارث قال أبو عمر بن عبد البر وهو الصواب إن شاء الله وسئل أبو زرعة الرازي عن مسلم بن الحارث أو الحارث بن مسلم فقال الصحيح الحارث بن مسلم بن الحارث عن أبيه وقال أبو حاتم الرازي الحارث بن مسلم تابعي انتهى وليس للحارث ولا لأبيه في الكتب الستة سوى هذا الحديث
640 وعن أبي ذر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( من قال في دبر صلاة الفجر وهو ثان رجليه قبل أن يتكلم لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير عشر مرات كتبت له عشر حسنات ومحي عنه عشر سيئات ورفع له عشر درجات وكان يومه ذلك كله في حرز من كل مكروه وحرس من الشيطان
ولم ينبغ لذنب أن يدركه في ذلك اليوم إلا الشرك بالله )
رواه الترمذي والنسائي وقال الترمذي واللفظ له هذا حديث حسن غريب (1) زاد النسائي فيه بيده الخير وزاد فيه أيضا وكان بكل واحدة قالها عتق رقبة ورواه أيضا من حديث معاذ وليس فيه يحيى ويميت وقال فيه وكن له عدل عشر نسمات ولم يلحقه في يومه ذلك ذنب ومن قالهن حين ينصرف من صلاة العصر أعطي مثل ذلك في ليلته
641 وعن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( من قال إذا أصبح لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير عشر مرات كتب له بهن عشر حسنات ومحي بهن عنه عشر سيئات ورفع له بهن عشر درجات وكن له عدل عتاقه أربع رقاب وكن له حرسا من الشيطان حتى يمسي ومن قالهن إذا صلى المغرب دبر صلاته فمثل ذلك حتى يصبح )
رواه النسائي وابن حبان في صحيحه وهذا لفظه
ما يقول في الوتر وبعده
642 عن ابن عباس رضي الله عنهما قال بت عند ميمونة فقام النبي صلى الله عليه وسلم فأتى حاجته ثم غسل وجهه ويديه ثم نام ثم قام فأتى القربة فأطلق شناقها ثم توضأ وضوءا بين الوضوئين لم يكثر وقد أبلغ ثم قام فصلى فقمت فتمطيت كراهية أن يرى أني كنت أرتقبه فتوضأت فقام يصلي فقمت عن يساره فأخذ بأذني فأدارني عن يمينه فتتامت صلاته ثلاث عشرة
1- صحيح
ركعة ثم اضطجع فنام حتى نفخ وكان إذا نام نفخ فآذنه بلال بالصلاة فصلى ولم يتوضأ وكان يقول في دعائه ( اللهم اجعل في قلبي نورا وفي بصري نورا وفي سمعي نورا وعن يميني نورا وعن يساري نورا وفوقي نورا وتحتي نورا وأمامي نورا وخلفي نورا واجعل لي نورا )
قال كريب وسبعا في التابوت
فلقيت رجلا من ولد العباس فحدثني بهن فذكر عصبي ولحمي ودمي وشعري وبشري وذكر خصلتين
رواه الجماعة إلا الترمذي وفي بعض روايات مسلم وفي لساني نورا واجعل في نفسي نورا وأعظم لي نورا وفي بعضها واجعلني نورا وفي إحدى روايات النسائي وكان يقول في سجوده فذكره ورواه الحاكم في المستدرك وفيه ثم أوتر فلما قضى صلاته سمعته يقول اللهم فذكر الحديث وقال فيه واجعل لي يوم ألقاك نورا
الشناق بكسر الشين المعجمة الخيط الذي توكأ به القربة وتغلق
والتابوت المراد به الجسد شبهه بالتابوت الحقيقي وقيل أراد به الصندوق أي قد نسيها وهي مكتوبة عنده فيه
643 وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول في آخر وتره ( اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك وبمعافاتك من عقوبتك وأعوذ بك منك لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك )
رواه الأربعة واللفظ لأبي داود وقال الترمذي هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه من حديث حماد بن سلمة
وفي إحدى روايات النسائي كان يقول إذا فرغ من صلاته وتبوأ مضجعه
وفيها ( لا أحصي ثناء عليك ولو حرصت ولكن أنت كما أثنيت على نفسك )
644 وعن أبي بن كعب رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في الوتر بسبح اسم ربك الأعلى وقل يا أيها الكافرون وقل هو الله أحد فإذا سلم قال ( سبحان الملك القدوس ) ثلاث مرات يمد صوته في الثالثة ويرفع
رواه أبو داود والنسائي وهذا لفظه ورواه الدارقطني في سننه ولفظه فإذا سلم قال سبحان الملك القدوس ثلاث مرات يمد بها صوته في الآخرة ويقول رب الملائكة والروح
ما جاء في القنوت
645 عن الحسين بن علي رضي الله عنهما قال علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم كلمات أقولهن في الوتر قال ابن جواس في قنوت الوتر ( اللهم اهدني فيمن هديت وعافني فيمن عافيت وتولني فيمن توليت وبارك لي فيما أعطيت وقني شر ما قضيت إنك تقضي ولا يقضى عليك وإنه لا يذل من واليت تباركت ربنا وتعاليت )
رواه الأربعة واللفظ لأبي داود وقال الترمذي وفي الباب عن علي هذا حديث حسن لا نعرفه إلا من هذا الوجه من حديث أبي الحوراء السعدي واسمه ربيعة بن شيبان ولا نعرف عن النبي صلى الله عليه وسلم في القنوت شيئا أحسن من هذا وفي رواية الترمذي وإحدى روايات النسائي فإنك تقضي بزيادة فاء وزيادة النسائي فيه ولا يعز من عاديت وفي رواية له وصلى الله على النبي ورواه الحاكم
في المستدرك وزاد في أوله علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم في وتري إذا رفعت رأسي ولم يبق إلا السجود ورواه ابن حبان في صحيحه ولفظه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو بهذا الدعاء فذكره
وابن جواس بفتح الجيم وتشديد الواو وبالسين المهملة هو أبو عاصم أحمد ابن جواس الحنفي الكوفي شيخ مسلم وأبي داود وأبو الحوراء بحاء مهملة وراء
646 وعن عبيد بن عمير أن عمر رضي الله عنه قنت بعد الركوع قال اللهم اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات وألف بين قلوبهم وأصلح ذات بينهم وانصرهم على عدوك وعدوهم اللهم العن الكفرة الذين يصدون عن سبيلك ويكذبون رسلك ويقاتلون أولياءك اللهم خالف بين كلمتهم وزلزل أقدامهم وأنزل بهم بأسك الذي لا ترده عن القوم المجرمين بسم الله الرحمن الرحيم اللهم إنا نستعينك ونستغفرك ونثني عليك ولا نكفرك ونخلع ونترك من يفجرك بسم الله الرحمن الرحيم اللهم إياك نعبد ولك نصلي ونسجد ولك نسعى ونحفد نخشى عذابك الجد ونرجو رحمتك إن عذابك الجد بالكافرين ملحق
رواه البيهقي في سننه الكبير وقال فيه صحيح موصول وأخرجه من طرق أخر بعضها مرفوع
وأخرج ابن أبي شيبة في مصنفه بسند رجاله رجال الصحيح أن عبد الله بن حبيب السلمي قال علمنا ابن مسعود رضي الله عنه أن نقول في القنوت يعني في الوتر اللهم إنا نستعينك فذكره
( نخلع ) معناه نترك و ( يفجرك ) يلحد في صفاتك و ( نحفد )
بكسر الفاء وبالدال المهملة نسارع و ( الجد ) بكسر الجيم الحق و ( ملحق ) بكسر الحاء على المشهور
ما يقول بعد ركعتي الفجر
647 عن أسامة بن عمير رضي الله عنه أنه صلى مع النبي صلى الله عليه وسلم ركعتي الفجر فصلى قريبا منه فصلى النبي صلى الله عليه وسلم ركعتين خفيفتين فسمعه يقول ( اللهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل ومحمد صلى الله عليه وسلم أعوذ بك من النار ) ثلاث مرات
رواه الحاكم في المستدرك ورواه ابن السني في اليوم والليلة وفي روايته ثم سمعته يقول وهو جالس
*
الباب الثالث عشر
*
في الأدعية المتعلقة بالصيام
في الأدعية المتعلقة بالصيام
ما يقول عند الإفطار
648 عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أفطر قال ( ذهب الظمأ وابتلت العروق وثبت الأجر إن شاء الله )
رواه أبو داود والنسائي والحاكم في المستدرك بلفظ واحد وقال الحاكم صحيح على شرط البخاري
الظمأ مقصور مهموز
649 وعن عبد الله بن أبي مليكة قال سمعت عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما يقول عند فطره اللهم إني أسألك برحمتك التي وسعت كل شيء أن تغفر لي ذنوبي
رواه ابن ماجه والحاكم في المستدرك وهذا لفظه
ما يقول إذا أفطر عند قوم
650 عن عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما قال أفطر رسول الله صلى الله عليه وسلم عند سعد بن معاذ فقال ( أفطر عندكم الصائمون وأكل طعامكم الأبرار وصلت عليك الملائكة )
رواه ابن ماجه وهذا لفظه ورواه ابن حبان في صحيحه وعنده سعد ابن عبادة بدل سعد بن معاذ
ما يقول إذا حضر الطعام وهو صائم
651 عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال دخل النبي صلى الله عليه وسلم على أم سليم فأتته بتمر وسمن قال ( أعيدوا سمنكم في سقائه وتمركم في وعائه فإني صائم ) ثم قام إلى ناحية من البيت وصلى غير المكتوبة فدعا لأم سليم وأهل بيتها
رواه البخاري وأبو داود والنسائي
652 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إذا دعي أحدكم فليجلب فإن كان صائما فليصل وإن كان مفطرا فليطعم )
قال هاشم وهو ابن حسان والصلاة الدعاء
رواه مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي ورواه النسائي من حديث ابن مسعود وقال فيه وإن كان صائما دعا بالبركة
653 وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( إذا دعي أحدكم إلى وليمة عرس فليجب فإن كان صائما دعا وبرك وإن كان مفطرا أكل )
رواه أبو داود وابن ماجه وأبو عوانة في مسنده الصحيح وهذا لفظه
*
الباب الرابع عشر
*
في الأدعية المتعلقة بالحج والعمرة
في الأدعية المتعلقة في الحج
ما يقول قبل التلبية
654 عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن معه بالمدينة الظهر أربعا والعصر بذي الحليفة ركعتين ثم بات بها حتى أصبح ثم ركب حتى استوت به على البيداء حمد الله وسبح وكبر ثم أهل بحج وعمرة وأهل الناس بهما فلما قدمنا أمر الناس فحلوا حتى كان يوم التروية وأهلوا بالحج قال ونحر النبي صلى الله عليه وسلم بدنات بيده قياما وذبح رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة كبشين أملحين
انفرد به البخاري
يوم التروية هو الثامن من ذي الحجة سمي بذلك لأن الناس يتروون معهم من الماء من مكة لعرفة
ما جاء في التلبية
655 عن ابن عمر رضي الله عنهما إن تلبية رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك ) رواه الجماعة زاد الخمسة على البخاري وكان عبد الله بن عمر يزيد فيها لبيك وسعديك والخير بيديك لبيك والرغباء إليك والعمل
لبيك قال الخطابي معناها سرعة الإجابة وإظهار الطاعة وقال النحويون أصله مأخوذ من لب الرجل بالمكان وألب به إذا لزمه قالوا ومعنى التثنية فيه التوكيد كأنه قال إلبابا ببابك بعد إلباب ولزوما لطاعتك بعد لزوم وكذلك قوله وسعديك معناه إسعادا بعد إسعاد وطاعة لك بعد طاعة انتهى كلامه
والرغباء بفتح الراء مع المد ويقال بضمها مع القصر وحكى فيها الفتح مثل شكوى ومعناها الطلب والمسألة
656 وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال كان من تلبية رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لبيك إله الحق لبيك ) رواه النسائي وابن ماجه والحاكم في المستدرك وابن حبان في صحيحه بلفظ واحد وقال الحاكم صحيح على شرط الشيخين
ما يقول في الطواف
657 عن ابن عباس رضي الله عنهما قال طاف النبي صلى الله عليه وسلم بالبيت على بعير كلما أتى الركن أشار إليه بشيء عنده وكبر
انفرد به البخاري
658 وعن عبد الله بن السائب رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما بين الركنين ( ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار )
رواه أبو داود واللفظ له والنسائي والحاكم وابن حبان في صحيحيهما وقال الحاكم صحيح على شرط مسلم ورواه أيضا من حديث عبد الله بن السائب عن أبيه
659 وعن سعيد بن جبير قال كان من دعاء ابن عباس الذي لا يدع بين الركنين والمقام أن يقول رب قنعني بما رزقتني وبارك لي فيه واخلف على كل غائبة لي بخير
رواه ابن أبي شيبة في مصنفه وأخرجه الحاكم في المستدرك مرفوعا وصحح إسناده ولفظه كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو يقول فذكره بلفظه وليس فيه بين الركن والمقام
ما يقول على الصفا والمروة
660 عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما في حديثه في صفة حجة النبي صلى الله عليه وسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم تقدم إلى مقام إبراهيم فقرأ { واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى } البقرة 125 فجعل المقام بينه وبين البيت وكان أبي يقول ولا أعلمه ذكره إلا عن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في الركعتين { قل هو الله أحد } و { قل يا أيها الكافرون } ثم رجع إلى الركن فاستلمه ثم خرج من الباب إلى الصفا فلما دنا من الصفا قرأ { إن الصفا والمروة من شعائر الله } البقرة 158 أبدأ بما بدأ الله عز وجل به فبدأ بالصفا فرقى
عليه حتى رأى البيت فاستقبل القبلة فوحد الله وكبره وقال ( لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير لا إله إلا الله وحده أنجز وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده ) ثم دعا بين ذلك فقال مثل هذا ثلاث مرات ثم نزل إلى المروة حتى إذا انصبت قدماه في بطن الوادي سعى حتى إذا صعدنا مشى حتى أتى المروة ففعل على المروة كما فعل على الصفا وذكر الحديث
رواه مسلم وأبو داود والنسائي وابن ماجه وأخرجه أبو عوانة في مسنده الصحيح وزاد فيه يحيى ويميت
661 وعن نافع أن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما كان إذا رقى على الصفا كبر ثلاث تكبيرات فيقول لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير يصنع ذلك سبع مرات فذلك أحد وعشرون من التكبير وسبع من التهليل ويدعو فيما بين ذلك ويسأل الله ثم يهبط وإنه إذا رقى على المروة صنع مثل ما صنع على الصفا فصنع ذلك سبع مرات حتى يفرغ من سعيه
662 وعنه أنه سمع عبد الله بن عمر رضي الله عنهما وهو على الصفا يدعو يقول إنك قلت ادعوني أستجب لكم وإنك لا تخلف الميعاد وإني أسألك كما هديتني للإسلام أن لا تنزعه مني حتى تتوفاني وأنا مسلم
رواهما مالك في الموطأ
ما يقول في مسيره إلى عرفة
663 عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال غدونا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من منى إلى عرفات منا الملبي ومنا المكبر
رواه مسلم وأبو داود
ما يقول في عرفة
664 عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده رضي الله عنهم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( خير الدعاء يوم عرفة وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير )
رواه الترمذي وقال حسن غريب من هذا الوجه
665 وعن سعيد بن جبير قال كنا مع ابن عباس بعرفات فقال مالي لا أسمع الناس يلبون فقلت ما يخافون من معاوية فخرج ابن عباس من فسطاطه فقال لبيك اللهم لبيك فإنهم قد تركوا السنة من بغض علي
رواه النسائي وهذا لفظه والحاكم في المستدرك وقال صحيح على شرط الشيخين
الفسطاط من الأبنية وهو السرادق ويقال فيه فسطاط وفستاط وفساط بتشديد السين وضم الفاء وكسرها في الثلاثة نص عليها ابن سيده وقال في العباب وقال الليث الفسطاط مجتمع أهل الكورة وقال ابن التباني في
الموعب قال أبو زيد ويجوز فسطاط بالسين وفصطاط بالصاد وقد يقال فساط مثل نشاب ولا يكون جمعه إلا فساطيط
666 وعن أبي مجلز واسمه لاحق بن حميد أنه كان مع ابن عمر فلما طلعت عليه الشمس أمر براحلته فرحلت وارتحل من منى فلما صلى العصر وقف بعرفة فجعل يرفع يديه أو قال يمد قال ولا أدري لعله قال دون أذنيه وجعل يقول الله أكبر ولله الحمد الله أكبر ولله الحمد الله أكبر ولله الحمد لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير اللهم اهدني بالهدى ونقني بالتقوى فاغفر لي في الآخرة والأولى ثم يرد يديه فيسكت بقدر ما كان إنسان يقرأ بفاتحة الكتاب ثم يعود فيرفع يديه ويقول مثل ذلك
رواه ابن أبي شيبة في مصنفه
ما يقول عند المشعر الحرام
667 عن جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ركب القصواء حتى أتى المشعر الحرام فاستقبل القبلة فدعاه وكبره وهلله ووحده فلم يزل واقفا حتى أسفر جدا وذكر الحديث
وهو طرف من الحديث المتقدم في صفة حجة النبي صلى الله عليه وسلم
ما يقول إلى أن يرمي وحين يرمي
668 عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم أردف الفضل
فأخبر الفضل أنه لم يزل يلبي حتى رمى الجمرة
رواه الجماعة
669 وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أنه كان يرمي الجمرة الدنيا بسبع حصيات يكبر على إثر كل حصاة ثم يتقدم فيسهل فيقوم مستقبل القبلة قياما طويلا فيدعو ويرفع يديه ثم يرمي الجمرة الوسطى كذلك فيأخذ ذات الشمال فيسهل ويقوم مستقبل القبلة قياما طويلا فيدعو ويرفع يديه ثم يرمي الجمرة ذات العقبة من بطن الوادي ولا يقف عندها ويقول هكذا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعل
رواه البخاري والنسائي
670 وعن جابر رضي الله عنه في حديثه المتقدم أن النبي صلى الله عليه وسلم أتى الجمرة التي عند الشجرة فرماها بسبع حصيات يكبر مع كل حصاة
ما يقول في داخل البيت
671 عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما قدم مكة أبى أن يدخل البيت وفيه الآلهة فأمر بها فأخرجت فأخرج صورة إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام في أيديهما الأزلام فقال النبي صلى الله عليه وسلم ( قاتلهم الله لقد علموا ما استقسما بها قط ) ثم دخل البيت فكبر في نواحي البيت وخرج ولم يصل فيه
رواه البخاري وأبو داود ولفظه فكبر في نواحيه وفي زواياه
الأزلام هي القداح التي عليها علامات للخير والشر والأمر والنهي واحدها زلم وزلم بضم الزاي وفتحها مع فتح اللام فيها
والقداح عيدان السهام قبل أن تريش ويركب فيها النصال ويقال هي حصى بيض والاستقسام هو الضرب بها لإخراج ما قسم لهم وتمييزه بزعمهم
672 وعن ابن جريج قال قلت لعطاء أسمعت ابن عباس يقول إنما أمرتم بالطواف ولم تؤمروا بدخوله قال لم يكن ينهى عن دخوله ولكني سمعته يقول أخبرني أسامة بن زيد أن النبي صلى الله عليه وسلم لما دخل البيت دعا في نواحيه كلها ولم يصل فيه حتى خرج فلما خرج ركع في قبل البيت ركعتين وقال ( هذه القبلة ) قلت له ما نواحيها أفي زواياها قال ( بل في كل قبلة من البيت )
رواه مسلم والنسائي وفي روايته فأمر بلالا فأجاف الباب والبيت إذ ذاك على ستة أعمدة فمضى حتى إذا كان بين الأسطوانتين اللتين يليان الباب باب الكعبة جلس فحمد الله وأثنى عليه وسأله واستغفره ثم قام حتى أتى ما استقبل من دبر الكعبة فوضع وجهه وخده عليه وحمد الله وأثنى عليه وسأله واستغفره ثم انصرف إلى كل ركن من أركان الكعبة فاستقبله بالتكبير والتهليل والتسبيح والثناء على الله والمسألة والاستغفار ثم خرج فصلى ركعتين مستقبل وجه الكعبة ثم انصرف فقال ( هذه القبلة هذه القبلة )
ما يقول عند شرب ماء زمزم
673 عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر رضي الله عنهما قال كنت
عند ابن عباس رضي الله عنهما جالسا فجاءه رجل فقال من أين جئت قال من زمزم قال فشربت منها كما ينبغي قال وكيف قال إذا شربت منها فاستقبل الكعبة واذكر اسم الله وتنفس ثلاثا من زمزم وتضلع منها فإذا فرغت فاحمد الله قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن آية ما بيننا وبين المنافقين لا يتضلعون من زمزم )
رواه ابن ماجه واللفظ له والحاكم في المستدرك وقال صحيح على شرط الشيخين
قيل سميت زمزم لكثرة مائها يقال ماء زمزم بفتح الزاي وزمزوم بضمها وزيادة واو وزمازم بألف مع ضم الزاي إذا كان كثيرا وقيل بل لضم هاجر عليها السلام لمائها حين انفجرت وزمها إياها وقيل إنه غير مشتق
674 وعن مجاهد عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ماء زمزم لما شرب له فإن شربته تستشفي به شفاك الله وإن شربته مستعيذا أعاذك الله وإن شربته ليقطع ظمأك قطعه ) قال وكان ابن عباس إذا شرب ماء زمزم قال اللهم أسألك علما نافعا ورزقا واسعا وشفاء من كل داء
رواه الحاكم في المستدرك
675 وعن سويد بن سعيد قال رأيت عبد الله بن المبارك بمكة أتى
زمزم واستسقى منه شربة ثم استقبل الكعبة فقال اللهم إن ابن أبي الموال حدثنا عن محمد بن المنكدر عن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( ماء زمزم لما شرب له ) وهذا أشربه لعطش القيامة ثم شرب
قال شيخنا الحافظ أبو محمد الدمياطي رحمه الله هذا الحديث على رسم الصحيح فإن عبد الرحمن بن أبي الموال انفرد به البخاري وسويد بن سعيد انفرد به مسلم
ما يقول إذا رجع من حجته أو عمرته
676 عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا قفل من غزو أو حج أو عمرة يكبر على شرف من الأرض ثلاث تكبيرات ثم يقول ( لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير آيبون تائبون عابدون ساجدون لربنا حامدون صدق الله وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده )
رواه الجماعة إلا ابن ماجه وعند الترمذي سائحون بدل ساجدون
قفل معناه رجع وكذلك آيبون راجعون والشرف العالي المرتفع
*
الباب الخامس عشر
*
في الأدعية المتعلقة بالجهاد
في الأدعية المتعلقة بالجهاد
ما جاء في طلب الشهادة
677 عن سهل بن حنيف رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( من سأل الله الشهادة بصدق بلغه الله منازل الشهداء وإن مات على فراشه )
رواه الجماعة إلا البخاري
678 وعن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من طلب الشهادة صادقا أعطيها ولو لم تصبه )
انفرد به مسلم
679 وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( من قاتل في سبيل الله فواق ناقة فقد وجبت له الجنة ومن سأل الله القتل من نفسه صادقا ثم مات أو قتل فإن له أجر شهيد )
مختصر رواه الأربعة واللفظ لأبي داود وقال الترمذي هذا (1)
قال ابن سيده في المحلى وفواق الناقة يعني بضم الفاء وفتحها رجوع اللبن في ضرعها يقال لا تنتظره فواق ناقة وأقام فواق ناقة جعلوه
1- حديث صحيح
ظرفا على السعة وفواق الناقة وفواقها ما بين الحلبتين إذا فتحت يدك وقيل إذا قبض الحالب على الضرع ثم أرسله عند الحلب وفيقتها درتها وجمعها فيق وفيق وحكى كراع فيقة الفاقة بالفتح ولا أدري كيف ذلك
680 وعن عمر رضي الله عنه أنه قال اللهم ارزقني شهادة في سبيلك واجعل موتي ببلد رسولك
انفرد به البخاري
وقد تقدم في أول الباب السادس عن أنس رضي الله عنه قال دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على بنت ملحان فاتكأ عندها ثم ضحك فقالت لم تضحك يا رسول الله قال ( لأناس من أمتي يركبون البحر الأخضر في سبيل الله مثلهم مثل الملوك على الأسرة ) قالت يا رسول الله ادع الله أن يجعلني منهم قال ( اللهم اجعلها منهم )
ما يقول الإمام لمن يريد الغزو
681 عن بريدة رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أمر أميرا على جيش أو سرية أوصاه في خاصته بتقوى الله ومن معه من المسلمين خيرا ثم قال ( اغزوا بسم الله في سبيل الله قاتلوا من كفر بالله اغزوا ولا تغلوا ولا تغدروا ولا تمثلوا ولا تقتلوا وليدا )
مختصر رواه الجماعة إلا البخاري
682 وعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
( انطلقوا بسم الله وبالله وعلى ملة رسول الله لا تقتلوا شيخا فانيا ولا طفلا ولا صغيرا ولا امرأة ولا تغلوا وضموا غنائمكم وأصلحوا { وأحسنوا إن الله يحب المحسنين } البقرة 195 )
رواه أبو داود
وقد تقدم في الباب السادس من حديث أبي أمامة رضي الله عنه قال أنشأ رسول الله صلى الله عليه وسلم جيشا فاتيته فقلت يا رسول الله ادع الله لي بالشهادة قال ( اللهم سلمهم وغنمهم ) فغزونا فسلمنا وغنمنا
مختصر رواه ابن حبان في صحيحه
ما يدعى به للخيول في سبيل الله
683 عن فضالة بن عبيد رضي الله عنه قال غزونا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم غزوة تبوك فجهد الظهر جهدا شديدا فشكوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما بظهرهم من الجهد فتحين بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم مضيقا سار الناس فيه وهو يقول ( مروا بسم الله ) فجعل ينفح بظهورهم وهو يقول ( اللهم احمل عليهم في سبيلك فإنك تحمل على القوى والضعيف والرطب واليابس والبر والبحر )
مختصر رواه ابن حبان في صحيحه
( ينفح ) هو بفتح الفاء والحاء المهملة قال ابن فارس نفحت الدابة إذا رمت بحافرها وضربت به ونفحه بالسيف إذا تناوله به من بعيد
ما يدعو به لمن لا يثبت على الخيل
684 عن جرير رضي الله عنه قال كنت لا أثبت على الخيل فذكرت
ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فضرب يده على صدري حتى رأيت أثر يده في صدري وقال ( اللهم ثبته واجعله هاديا مهديا ) قال فما وقعت عن فرس بعد
رواه البخاري ومسلم والنسائي
ما يدعو به لمن يقاتل أو يعمل عملا يعين على القتال
685 عن أنس رضي الله عنه قال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الخندق فإذا المهاجرون والأنصار يحفرون في غداة باردة ولم يكن لهم عبيد يعملون ذلك لهم فلما رأى ما بهم من النصب والجوع قال ( اللهم إن العيش عيش الآخرة فاغفر للأنصار والمهاجرة ) فقالوا مجيبين له
( نحن الذين بايعوا محمدا ** على الجهاد ما بقينا أبدا )
رواه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي وفي رواية للبخاري ومسلم فأكرم وفي إحدى روايات البخاري فارحم وفي بعضها فبارك وفي بعضها فأصلح وفي رواية لمسلم فانصر
ما يدعو به إذا أراد لقاء العدو
686 عن عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أيامه التي لقي فيها انتظر حتى مالت الشمس ثم قام في الناس فقال ( أيها الناس لا تتمنوا لقاء العدو وسلوا الله العافية فإذا لقيتموهم فاصبروا واعلموا أن الجنة تحت ظلال السيوف ثم قال اللهم منزل الكتاب ومجري السحاب وهازم الأحزاب اهزمهم وانصرنا عليهم )
رواه البخاري ومسلم وأبو داود وفي رواية للبخاري ومسلم اللهم منزل الكتاب سريع الحساب اهزم الأحزاب اللهم اهزمهم وزلزلهم
687 وعن البراء رضي الله عنه قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الخندق وهو ينقل التراب حتى وارى التراب شعر صدره وكان رجلا كثير الشعر وهو يرتجز برجز عبد الله
( اللهم لولا أنت ما اهتدينا ** ولا تصدقنا ولا صلينا )
( فأنزلن سكينة علينا ** وثبت الأقدام إن لاقينا )
( إن الأعداء قد بغوا علينا ** إذا أرادوا فتنة أبينا )
يرفع بها صوته
رواه البخاري ومسلم والنسائي وفي رواية للبخاري أيضا والله لولا الله ما اهتدينا
وفي رواية له صمنا بدل تصدقنا
ما يقول إذا رأى العدو
688 وعن أنس رضي الله عنه في حديث خروجهم إلى خيبر قال فلما رأوا النبي صلى الله عليه وسلم قالوا محمد والله والخميس قال فلما رآهم رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( الله أكبر الله أكبر خربت خيبر إنا إذا نزلنا بساحة قوم { فساء صباح المنذرين } الصافات 177
مختصر رواه الجماعة إلا أبا داود ولفظ مسلم قالها ثلاث مرات
الخميس الجيش
ما يقول عند القتال
قال الله تعالى { ولما برزوا لجالوت وجنوده قالوا ربنا أفرغ علينا صبرا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين }
) البقرة 250
وقال تعالى { وما كان قولهم إلا أن قالوا ربنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين } آل عمران 147
وقال تعالى { يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون } الأنفال 45
689 وعن البراء رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم يوم حنين نزل عن بغلته فدعا واستنصر وهو يقول
( أنا النبي لا كذب ** أنا ابن عبد المطلب )
اللهم نزل صبرك ** )
مختصر رواه مسلم والترمذي والنسائي
690 وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا غزا قال ( اللهم أنت عضدي ونصيري بك أحول وبك أصول وبك أقاتل )
رواه أبو داود واللفظ له والترمذي والنسائي وابن حبان في صحيحه وقال الترمذي حسن غريب وفي رواية للنسائي من حديث صهيب رب بك أقاتل وبك أصاول ولا حول ولا قوة إلا بك أحول أتحرك وأصول أسطو وقيل غير ذلك
691 وعن أبي موسى رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا خاف قوما قال ( اللهم إنا نجعلك في نحورهم ونعوذ بك من شرورهم )
رواه أبو داود والنسائي والحاكم وابن حبان في صحيحيهما ولفظه الأربعة سواء وقال الحاكم صحيح على شرط الشيخين وفي لفظ لابن حبان كان إذا أصاب قوما
ما يقول إذا أصابته جراحة
692 عن جابر رضي الله عنه أن طلحة رضي الله عنه لما قطعت أصابعه يوم أحد فقال حس قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لو قلت بسم الله لرفعتك الملائكة والناس ينظرون )
رواه النسائي ورجال إسناده رجال الصحيح
ما يقول إذا انهزم العدو
693 عن رفاعة بن رافع الزرقي رضي الله عنه قال لما كان يوم أحد وانكفأ المشركون قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( استووا حتى أثني على ربي فصاروا خلفه صفوفا قال اللهم لك الحمد كله اللهم لا قابض لما بسطت ولا باسط لما قبضت ولا هادي لمن أضللت ولا مضل لمن هديت ولا معطي لما منعت ولا مانع لما أعطيت ولا مقرب لما باعدت ولا مباعد لما قربت اللهم ابسط علينا من بركاتك ورحمتك وفضلك ورزقك اللهم إني أسألك النعيم المقيم الذي لا يحول ولا يزول اللهم إني أسألك الأمن يوم الخوف اللهم عائذ من شر ما
أعطيتنا وشر ما منعتنا اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان واجعلنا من الراشدين اللهم توفنا مسلمين وأحينا مسلمين وألحقنا بالصالحين غير خزايا ولا مفتونين اللهم قاتل الكفرة الذين يكذبون رسلك ويصدون عن سبيلك واجعل عليهم رجزك وعذابك إله الحق آمين )
رواه النسائي والحاكم في المستدرك وابن حبان في صحيحه واللفظ للنسائي والحاكم وقال صحيح على شرط الشيخين وفي رواية للنسائي لما أعطيت
ما يقول إذا رجع من غزوه
694 فيه حديث ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا قفل من غزو أو حج أو عمرة يكبر على كل شرف ثلاث تكبيرات ثم يقول ( لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير آيبون تائبون عابدون ساجدون لربنا حامدون صدق الله وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده ) وقد تقدم في آخر الباب قبل هذا
*
الباب السادس عشر
*
في الأدعية المتعلقة بالسفر
في الأدعية المتعلقة بالسفر
ما يقول عند الوداع
695 عن قزعة قال كنت عند عبد الله بن عمر رضي الله عنهما فأردت الانصراف فقال كما أنت حتى أودعك كما ودعني رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذ بيدي وصافحني ثم قال ( أستودع الله دينك وأمانتك وخواتيم عملك )
رواه أبو داود والنسائي واللفظ له وفي رواية له فأخذ بيدي فحركها وله في رواية أخرى أن ابن عمر قال لقزعة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( قال لقمان الحكيم إن الله إذا استودع شيئا حفظه وإني أستودع الله دينك وأمانتك وخواتيم عملك وأقرأ عليك السلام )
696 وعن عبد الله بن يزيد الخطمي رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا شيع جيشا فبلغ ثنية الوداع قال ( أستودع الله دينكم وأمانتكم وخواتيم أعمالكم )
رواه أبو داود والنسائي واللفظ له وليس لعبد الله بن يزيد عند الأربعة سوى ثلاثة أحاديث هذا أحدها
697 وعن ابن عمر رضي الله عنهما أنه كان يقول للرجل إذا أراد
السفر أن ادن مني أودعك كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يودعنا فيقول ( أستودع الله دينك وأمانتك وخواتيم عملك )
رواه الترمذي والنسائي والحاكم وابن حبان في صحيحيهما وقال الترمذي واللفظ له حسن صحيح غريب من هذا الوجه من حديث سالم ابن عبد الله
698 وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلا قال يا رسول الله إني أريد أن أسافر فأوصني قال ( عليك بتقوى الله والتكبير على كل شرف فلما أن ولى الرجل قال اللهم اطو له البعد وهون عليه السفر )
رواه الترمذي والنسائي وابن ماجه وقال الترمذي واللفظ له هذا حديث حسن
699 وعن أنس رضي الله عنه قال جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إني أريد سفرا فزودني قال ( زودك الله التقوى ) قال زدني قال ( وغفر ذنبك ) قال زدني بأبي أنت وأمي قال ( ويسر لك الخير حيث ما كنت )
رواه الترمذي والحاكم في المستدرك وقال الترمذي واللفظ له حسن غريب
700 وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال مشى معهم رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بقيع الغرقد حين وجههم ثم قال ( انطلقوا على اسم الله اللهم أعنهم )
رواه الحاكم في المستدرك وقال حديث صحيح
ما يقول إذا ركب الدابة
701 عن علي بن ربيعة قال شهدت عليا رضي الله عنه أتى بدابة ليركبها فلما وضع رجله في الركاب قال بسم الله فلما استوى على ظهرها قال الحمد لله ثم قال سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وإنا إلى ربنا لمنقلبون ثم قال الحمد لله ثلاث مرات ثم قال الله أكبر ثلاث مرات ثم قال سبحانك إني ظلمت نفسي فاغفر لي إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت ثم ضحك فقيل يا أمير المؤمنين من أي شيء ضحكت قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم فعل كما فعلت فقلت يا رسول الله من أي شيء ضحكت قال ( إن ربك تعالى يعجب من عبده إذا قال اغفر لي ذنوبي يعلم أنه لا يغفر الذنوب غيري )
رواه أبو داود واللفظ له والترمذي والنسائي والحاكم وابن حبان في صحيحيهما وقال الترمذي (1) وقال الحاكم صحيح على شرط مسلم
مقرنين مطيقين
702 وعن حمزة بن عمرو الأسلمي رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( على ظهر كل بعير شيطان فإذا ركبتموها فسموا الله )
رواه ابن حبان في صحيحه
ما يقول إذا استوى على الدابة
703 عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا
1- حسن صحيح
استوى على بعيره خارجا إلى سفر كبر ثلاثا ثم قال ( سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وإنا إلى ربنا لمنقلبون اللهم إنا نسألك في سفرنا هذا البر والتقوى ومن العمل ما ترضى اللهم هون علينا سفرنا هذا واطو عنا بعده اللهم أنت الصاحب في السفر والخليفة في الأهل اللهم إني أعوذ بك من وعثاء السفر وكآبة المنظر وسوء المنقلب في المال والأهل والولد ) وإذا رجع قالهن وزاد فيهن آيبون تائبون عابدون لربنا حامدون
رواه مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وفي رواية لمسلم أيضا وكآبة المنقلب وسوء المنظر زاد أبو داود في آخره وكان النبي صلى الله عليه وسلم وجيوشه إذا علوا الثنايا كبروا وإذا هبطوا سبحوا فوضعت الصلاة على ذلك
وعثاء السفر بالمد شدته وكآبة المنقلب أن ينقلب من سفره إلى أهله بأمر يكتئب منه
ما يدعو به إذا سافر
704 عن عبد الله بن سرجس رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سافر يتعوذ من وعثاء السفر وكآبة المنقلب والحور بعد الكون ودعوة المظلوم وسوء المنظر في الأهل والمال
رواه مسلم والترمذي والنسائي وابن ماجه زاد الترمذي والنسائي في أوله اللهم أنت الصاحب في السفر والخليفة في الأهل اللهم اصحبنا في سفرنا واخلفنا في أهلنا ) وعند الترمذي الكور بالراء قال ويروى الجور بعد الكور أيضا قال ومعنى قوله الجور بعد الكون أو الكور وكلاهما له وجه ويقال إنما هو الرجوع من الإيمان إلى الكفر أو من الطاعة إلى المعصية إنما يعني
من رجوع شيء إلى شيء من الشر انتهى كلامه
والكور بالراء مأخوذ من تكوير العمامة وهو لفها وجمعها وبالنون مصدر كان يكون كونا ورواية النون أكثر
وعبد الله بن سرجس انفرد بإخراج حديثه مسلم عن البخاري فروى له ثلاثة أحاديث هذا أحدها
705 وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سافر فركب راحلته قال بإصبعه ومد شعبة إصبعه قال ( اللهم أنت الصاحب في السفر والخليفة في الأهل اللهم اصحبنا بنصحك واقلبنا بذمة اللهم ازو لنا الأرض وهون علينا السفر اللهم إني أعوذ بك من وعثاء السفر وكآبة المنقلب )
رواه الترمذي والنسائي وقال الترمذي واللفظ له هذا حديث حسن غريب من حديث أبي هريرة لا نعرفه إلا من حديث ابن أبي عدي عن شعبة
معنى ازو اجمع واطو
وابن أبي عدي هو محمد بن إبراهيم مولى بين سليم
ما يقول إذا صعد ثنية أو هبط واديا
706 عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فكنا إذا أشرفنا على واد هللنا وكبرنا وارتفعت أصواتنا فقال النبي صلى الله عليه وسلم ( يا أيها الناس اربعوا على أنفسكم فإنكم لا دعون أصم ولا غائبا إنه معكم
تبارك وتعالى جده إنه سمع قريب )
رواه الجماعة وفي رواية البخاري أيضا قال أخذ النبي صلى الله عليه وسلم في عقبة أو قال في ثنية قال في ثنية قال فلما علا عليها رجل نادى فرفع صوته لا إله إلا الله والله أكبر وذكر الحديث
707 وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال كنا إذا صعدنا كبرنا وإذا نزلنا سبحنا
رواه البخاري والنسائي
وقد تقدم في هذا الباب حديث أبي هريرة أن رجلا قال يا رسول الله إني أريد أن أسافر فأوصني قال ( عليك بتقوى الله والتكبير على كل شرف ) وحديث ابن عمر كان النبي صلى الله عليه وسلم وجيوشه إذا علوا الثنايا كبروا وإذا هبطوا سبحوا
ما يقول إذا عثرت به دابته
708 عن أبي المليح عن أبيه رضي الله عنهما قال كنت رديف رسول الله صلى الله عليه وسلم فعثرنا على بعيرنا فقلت تعس الشيطان فقال لي النبي صلى الله عليه وسلم ( لا تقل تعس الشيطان فإنه يعظم حتى يصير مثل البيت ويقول بقوتي ولكن قل بسم الله فإنه يصغر حتى يصير مثل الذباب )
رواه النسائي والحاكم في المستدرك واللفظ للنسائي
وأبو المليح هو ابن أسامة الهذلي واسمه عامر بن أسامة بن عمير ويقال زيد بن أسامة بن عامر بن عمير وقيل غير ذلك
ما يدعو به إذا رأى قرية يريد دخولها
709 عن صهيب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم لم ير قرية يريد دخولها إلا قال حين يراها ( اللهم رب السماوات السبع وما أظللن ورب الأرضين السبع وما أقللن ورب الشياطين وما أضللن ورب الرياح وما ذرين فإنا نسألك خير هذه القرية وخير أهلها ونعوذ بك من شرها وشر أهلها وشر ما فيها )
رواه النسائي واللفظ له والحاكم وابن حبان في صحيحيهما
ما يقول إذا نزل منزلا
710 عن خولة بنت حكيم السلمية رضي الله عنها قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( من نزل منزلا ثم قال أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم يضره شيء حتى يرتحل من منزله ذلك )
رواه مسلم والترمذي والنسائي وابن ماجه وليس لخولة في الصحيحين سوى هذا الحديث
ما يقول إذا أمسى في سفره
711 عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سافر فأقبل الليل قال ( يا أرض ربي وربك الله أعوذ بالله من شرك وشر ما فيك وشر ما خلق فيك وشر ما يدب عليك وأعوذ بك من أسد وأسود من الحية والعقرب ومن ساكن البلد ومن والد وما ولد )
رواه أبو داود واللفظ له والنسائي والحاكم في المستدرك وقال صحيح الإسناد وفي رواية النسائي وأعوذ بالله من أسد
الأسود قيل هو الشخص وقيل العظيم من الحيات وفيه سواد ويكون تخصيصها بالذكر لخبثها وساكن البلد قال الخطابي هم الجن الذين هم سكان الأرض والبلد من الأرض ما كان مأوى الحيوان وإن لم يكن فيه بناء ومنازل قال ويحتمل أن المراد بالوالد إبليس وما ولد الشياطين
ما يقول إذا أسحر في سفره
712 عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا كان في سفر وأسحر يقول ( سمع سامع بحمد الله وحسن بلائه علينا ربنا صاحبنا وأفضل علينا عائذا بالله من النار )
رواه مسلم وأبو داود والنسائي زاد أبو داود بحمد الله ونعمته ورواه أيضا الحاكم في المستدرك وزاد فيه يقول ذلك ثلاث مرات ويرفع بها صوته
سمع بفتح الميم المشددة قاله القاضي عياض رحمه الله وقال معناه
بلغ سامع قولي هذا لغيره تنبيها على الذكر والدعاء في السحر وقال الخطابي هو بكسر الميم المخففة ومعناه شهد شاهد قال وهو أمر بلفظ الخبر وحقيقته ليسمع السامع وليشهد الشاهد على حمدنا لله على نعمه
ما يقول إذا رجع وأشرف على بلده
713 عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم لما أشرف على المدينة قال ( آيبون تائبون عابدون لربنا حامدون ) فلم يزل يقولها حتى دخل المدينة
رواه البخاري ومسلم والنسائي وقد تقدم حديث ابن عمر في آخر الباب قبل هذا
الباب السابع عشر
في الأدعية المعلقة بالأكل والشرب واللباس
في الأدعية المتعلقة بالأكل والشرب واللباس
ما جاء في التسمية عند الأكل / والشرب
714 / 1 - عن عمر بن أبي سلمة رضي الله عنهما قال كنت غلاما في حجر رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت يدي تطيش في الصحيفة فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم يا غلام سم الله وكل بيمينك وكل مما يليك فما زالت تلك طعمتي بعد رواه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي
طعمتي بكسر الطاء
715 / 2 - عن أبي هريرة رضي الله عنه في حديثه الطويل لما اشتد جوعه وقعد على الطريق يستقريء من مر به معرضا بأن يضيفه وذكر الحديث وفيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمره أن يدعو أهل الصفة فسقاهم لبنا بقدح فرووا كلهم ثم شرب أبو هريرة وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ القدح فحمد الله وسمى وشرب الفضلة
رواه البخاري والترمذي
716 / 3 - وعن جابر رضي الله عنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول إذا دخل الرجل بيته فذكر الله عند دخوله وعند طعامه قال الشيطان لا مبيت لكم ولا عشاء وإذا دخل فلم يذكر اسم الله عند دخوله قال الشيطان أدركتم المبيت وإذا لم 389 *
الباب السابع عشر
*
في الأدعية المتعلقة بالأكل والشرب واللباس
في الأدعية المتعلقة بالأكل والشرب واللباس ما جاء في التسمية عند الأكل والشرب
714 عن عمر بن أبي سلمة رضي الله عنهما قال كنت غلاما في حجر رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت يدي تطيش في الصحيفة فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ( يا غلام سم الله وكل بيمينك وكل مما يليك ) فما زالت تلك طعمتي بعد
رواه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي طعمتي بكسر الطاء
715 وعن أبي هريرة رضي الله عنه في حديثه الطويل لما اشتد جوعه وقعد على الطريق يستقرئ من مر به معرضا بأن يضيفه وذكر الحديث وفيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمره أن يدعو أهل الصفة فسقاهم لبنا بقدح فرووا كلهم ثم شرب أبو هريرة وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ القدح فحمد الله وسمى وشرب الفضلة
رواه البخاري والترمذي
716 وعن جابر رضي الله عنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول ( إذا دخل الرجل بيته فذكر الله عند دخوله وعند طعامه قال الشيطان لا مبيت لكم ولا عشاء وإذا دخل فلم يذكر اسم الله عند دخوله قال الشيطان أدركتم المبيت وإذا لم
يذكر الله عند طعامه قال الشيطان أدركتم المبيت والعشاء )
رواه مسلم وأبو داود والنسائي وابن ماجه
717 وعن حذيفة رضي الله عنه قال كنا إذا حضرنا مع النبي صلى الله عليه وسلم طعاما لم نضع أيدينا حتى يبدأ رسول الله صلى الله عليه وسلم فيضع يده وإنا حضرنا معه مرة طعاما فجاءت جارية كأنما تدفع فذهبت لتضع يدها في الطعام فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدها ثم جاء أعرابي كأنما يدفع فأخذ بيده فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن الشيطان يستحل الطعام أن لا يذكر اسم الله عليه وإنه جاء بهذه الجارية ليستحل بها فأخذت بيدها فجاء بهذا الأعرابي ليستحل به فأخذت بيده والذي نفسي بيده إن يده في يدي مع يدها )
رواه مسلم وأبو داود والنسائي وفي رواية لمسلم ثم ذكر اسم الله عز وجل وأكل ولفظ أبي داود إن يده لفي يدي مع أيديهما
718 وعن وحشي بن حرب بن وحشي عن أبيه عن جده رضي الله عنه أن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قالوا يا رسول الله إنا نأكل ولا نشبع قال ( فلعلكم تأكلون تتفرقون ) قالوا نعم فقال ( فاجتمعوا على طعامكم واذكروا اسم الله تبارك وتعالى يبارك لكم فيه )
رواه أبو داود واللفظ له وابن ماجه والحاكم في المستدرك وليس لوحشي في الكتب الستة سوى هذا الحديث
719 وعن عائشة رضي الله عنها قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأكل طعاما في ستة من أصحابه فجاء أعرابي فأكله بلقمتين فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أما إنه لو سمى لكفاكم )
رواه الترمذي والنسائي وابن حبان في صحيحه وقال الترمذي واللفظ له حسن صحيح
720 وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن يهودية أهدت شاة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم سميطا فلما بسط القوم أيديهم قال لهم النبي صلى الله عليه وسلم ( كفوا أيديكم فإن عضوا من أعضائها يخبرني أنها مسمومة ) قال فأرسل إلى صاحبتها ( أسممت طعامك هذا ) قالت نعم أحببت إن كنت كاذبا أن أريح الناس منك وإن كنت صادقا علمت أن الله تعالى سيطلعك عليه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( اذكروا اسم الله وكلوا ) فأكلنا فلم يضر أحدا منها شيئا
اليهودية التي أهدت الشاة هي زينب بنت الحارث امرأة سلام بن مشكم بكسر الميم وبالشين المعجمة وفتح الكاف وكان بشر بن البراء بن معرور ممن أكل من الشاة فمات منها وذلك عام خيبر وقوى شيخنا الحافظ الدمياطي رحمه الله القول بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قتل اليهودية
721 وعن أبي هريرة رضي الله عنه في حديثه في مسير النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر إلى بيت أبي الهيثم وأكلهم الرطب واللحم وشربهم الماء وقوله صلى الله عليه وسلم ( إن هذا هو النعيم الذي تسألون عنه يوم القيامة ) وأن ذلك كبر على أصحابه وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( إذا أصبتم مثل هذا وضربتم بأيديكم فقولوا بسم
الله وعلى بركة الله فإذا شبعتم فقولوا الحمد لله الذي هو أشبعنا وأروانا وأنعم علينا وأفضل فإن هذا كفاف هذا ) مختصر
رواهما الحاكم في المستدرك وقال في الأول (1)
أبو الهيثم هو مالك بن التيهان واسم التيهان مالك بن عتيك بن عمرو وقيل اسم التيهان عمرو بن الحارث
ما يقول إذا نسي التسمية في أول طعامه
722 عن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إذا أكل أحدكم فليذكر اسم الله فإن نسي أن يذكر اسم الله في أوله فليقل بسم الله أوله وآخره )
رواه أبو داود واللفظ له والترمذي والنسائي والحاكم وابن حبان في صحيحيهما وقال الحاكم صحيح الإسناد
723 وعن أمية بن مخشي رضي الله عنه وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسا ورجل يأكل فلم يسم حتى لم يبق من طعامه إلا لقمة فلما رفعها إلى فيه قال بسم الله أوله وآخره فضحك النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال ( ما زال الشيطان يأكل معه فلما ذكر اسم الله عز وجل استقاء ما في بطنه )
رواه أبو داود واللفظ له والنسائي والحاكم في المستدرك وقال الدارقطني لم يسند أمية عن النبي صلى الله عليه وسلم غير هذا الحديث
ومخشي بفتح الميم وبالخاء والشين المعجمتين
1- صحيح الإسناد
ما يقول إذا أكل مع ذي عاهة
724 عن جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ بيد مجذوم فأدخله معه في القصعة ثم قال ( كل بسم الله ثقة بالله وتوكلا عليه )
رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه وابن حبان في صحيحه واللفظ للترمذي
المجذوم اسمه معيقيب بن أبي فاطمة الدوسي وهو مولى سعيد بن العاص قال أبو علي بن السكن ولم يكن في الصحابة مجذوم غيره وكان عمر رضي الله عنه يواكله
ما يقول إذا فرغ من الطعام والشراب
725 عن أبي أمامة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا رفع مائدته قال ( الحمد لله كثيرا طيبا مباركا فيه غير مكفي ولا مودع ولا مستغني عنه ربنا )
رواه الجماعة إلا مسلما وفي رواية للبخاري أيضا كان إذا فرغ من طعامه قال ( الحمد لله الذي كفانا وأروانا غير مكفي ولا مكفور ) وقال مرة لك الحمد ربنا غير مكفي ولا مودع ولا مستغني ربنا وفي رواية الترمذي وابن ماجه وإحدى روايات النسائي الحمد لله حمدا وفي لفظ النسائي اللهم لك الحمد حمدا مكفي بفتح الميم وتشديد الياء من الكفاية هذا هو الصحيح وروي مكفأ بالسفرة من كفأت الإناء إذا قلبته قال في المطالع والضمير فيه يعود
إلى الطعام يعني على القولين وقال الخطابي إنه من الكفاية وإن الضمير عائد فيه إلى الله سبحانه
ولا مودع هو بفتح الدال يعني غير متروك الطلب منه
726 وعن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن الله ليرضى عن العبد أن يأكل الأكلة فيحمده عليها أو يشرب الشربة فيحمده عليها )
رواه مسلم والترمذي والنسائي
الأكلة بفتح الهمزة المرة الواحدة من الأكل وبالضم اللقمة ويحتمل هنا الوجهان ورجح بعضهم هنا الفتح
727 وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا فرغ من طعامه قال ( الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا وجعلنا مسلمين )
رواه الأربعة واللفظ لأبي داود وابن ماجه ولفظ الترمذي كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أكل أو شرب قال فذكره
728 وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال دخلت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا وخالد بن الوليد على ميمونة فجاءتنا بإناء من لبن فشرب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا عن يمينه وخالد عن شماله فقال لي ( الشربة لك فإن شئت آثرت
بها خالدا فقلت ما كنت أوثر على سؤرك أحدا ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من أطعمه الله طعاما فليقل اللهم بارك لنا فيه وأطعمنا خيرا منه ومن سقاه الله لبنا فليقل اللهم بارك لنا فيه وزدنا منه ) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس شيء يجزئ مكان الطعام والشراب غير اللبن
رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه وقال الترمذي واللفظ له هذا حديث حسن وروى النسائي الفصل الأول منه
729 وعن معاذ بن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( من أكل طعاما فقال الحمد لله الذي أطعمني هذا الطعام ورزقنيه من غير حول مني ولا قوة غفر له ما تقدم من ذنبه ومن لبس ثوبا فقال الحمد لله الذي كساني هذا ورزقنيه من غير حول مني ولا قوة غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر )
رواه أبو داود واللفظ له والترمذي وابن ماجه والحاكم في المستدرك وقال صحيح على شرط البخاري وقال الترمذي حسن غريب
730 وعن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أكل أو شرب قال ( الحمد لله الذي أطعم وسقى وسوغه وجعل له مخرجا )
رواه أبو داود والنسائي وابن حبان في صحيحه بلفظ واحد
731 وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال دعا رجل من الأنصار من
أهل قباء يعني النبي صلى الله عليه وسلم فانطلقنا معه فلما طعم وغسل يده أو يديه قال ( الحمد لله الذي يطعم ولا يطعم من علينا فهدانا وأطعمنا وسقانا وكل بلاء حسن أبلانا الحمد لله غير مودع ولا مكافي ولا مكفور ولا مستغنى عنه الحمد لله الذي أطعم من الطعام وسقى من الشراب وكسا من العري وهدى من الضلالة وبصر من العمى وفضل على كثير ممن خلق تفضيلا الحمد لله رب العالمين )
رواه النسائي واللفظ له والحاكم وابن حبان في صحيحيهما وقال الحاكم صحيح على شرط مسلم
732 وعن سعيد بن جبير رحمه الله أنه كان إذا فرغ من طعامه قال اللهم أشبعت وأرويت فهنينا ورزقتنا فأكثرت وأطبت فزدنا
رواه ابن أبي شيبة في مصنفه
وقد تقدم في هذا الباب من حديث أبي هريرة قوله صلى الله عليه وسلم ( فإذا شبعتم فقولوا الحمد لله الذي هو أشبعنا وأروانا وأنعم علينا وأفضل )
ما يدعو به لأهل الطعام
733 عن عبد الله بن بسر رضي الله عنه قال نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم على أبي فقرب إليه طعاما ووطيئة فأكل منها ثم أتى بتمر فكان يأكله ويلقي النوى بين إصبعيه ويجمع السبابة والوسطى قال شعبة وهو ظني وهو فيه إن شاء الله إلقاء النوى بين الأصبعين ثم أتى بشراب فشربه ثم ناوله الذي على
يمينه قال فقال أبي وأخذ بلجام دابته ادع الله لنا قال ( اللهم بارك لهم فيما رزقتهم واغفر لهم وارحمهم )
رواه مسلم والترمذي والنسائي وليس لعبد الله بن بسر في صحيح مسلم سوى هذا الحديث ولا في صحيح البخاري سوى حديث رأيت النبي صلى الله عليه وسلم وكان في عنفقته شعرات بيض
الوطيئة بالهمز على وزن سفينة قال ابن دريد الوطيئة التمر يستخرج نواه ويعجن باللبن وقال ابن سيده في محكمه الوطئية تمر يخرج نواه ويعجن بلبن والوطئية الأقط والسكر وفي بعض نسخ مسلم وطبة بالباء الموحدة وفي بعضها رطبة وكلاهما تصحيف والصواب الأول وقد صرح القاضي عياض بأنه الصواب وقال ويعضد ذلك ما قاله من رواه فجاؤوه بحيس فأكل ثم جاؤوه بتمر الحديث فقال حيسا مكان وطيئة فدل أنهما بمعنى وكذا قيده شيخنا الحافظ الدمياطي في نسخته بكتاب مسلم التي بخطه ورجح النووي وطبة وضبطها بالواو وإسكان الطاء وبعدها موحدة وعزا ذلك إلى النضر بن شميل وأبي مسعود الدمشقي وأبي بكر البرقاني والحميدي وحكى عن النضر بن شميل تفسيره الوطبة بالحيس وتبع في ذلك كلام ابن الأثير فإنه ذكر هذه اللفظة في النهاية في مادة وطب وحكى وطبة عن هؤلاء الذين حكاها عنهم النووي وليس في كلام الحميدي ولا أبي مسعود ما يدل على أنها بالباء الموحدة وأما النضير فإنه روى هذا الحديث عن شعبة ورواه عنه إسحاق بن راهويه في مسنده وليس فيه ضبط البتة وإنما فيه قال النضر بن شميل الوطبة هي الحيس يجمع من التمر البرني الجيد والأقط المدقوق والسمن الجيد والموجود في كتب اللغة الأمهات مفسرا بنحو تفسير النضر إنما هو الوطيئة بالهمز وليست وطبة بالباء وهاء التأنيث غير موجودة في الأمهات وإنما فيها وطب بغير هاء ومعناه سقي اللبن خاصة والله أعلم
734 وعن المقداد رضي الله عنه قال أقبلت وصاحبان لي وقد ذهبت أسماعنا وأبصارنا من الجهد فأتينا النبي صلى الله عليه وسلم وذكر الحديث بطوله وفيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( اللهم أطعم من أطعمني واسق من سقاني )
انفرد به مسلم
735 وعن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم جاء إلى سعد بن عبادة فجاء بخبز وزيت فأكل ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم ( أفطر عندكم الصائمون وأكل طعامكم الأبرار وصلت عليكم الملائكة )
رواه أبو داود والنسائي واللفظ لأبي داود وعند النسائي وصلت وله في رواية ونزلت
ما يقول إذا لبس شيئا جديدا
736 عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا استجد ثوبا سماه باسمه عمامة أو قميصا أو رداء ثم يقول ( اللهم لك الحمد أنت كسوتنيه أسألك خيره وخير ما صنع له وأعوذ بك من شره وشر ما صنع له )
رواه أبو داود والترمذي والنسائي والحاكم وابن حبان في صحيحيهما وقال الترمذي واللفظ له حسن (1) وقال الحاكم صحيح على شرط مسلم زاد أبو داود قال أبو نضرة وكان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إذا لبس أحدهم ثوبا جديدا قيل تبلي ويخلف الله
1- صحيح
737 وعن أبي أمامة رضي الله عنه قال لبس عمر بن الخطاب رضي الله عنه ثوبا جديدا فقال الحمد لله الذي كساني وما أواري به عورتي وأتجمل به في حياتي ثم قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( من لبس ثوبا جديدا فقال الحمد لله الذي كساني ما أواري به عورتي وأتجمل به في حياتي ثم عمد إلى الثوب الذي أخلق فتصدق به كان في كنف الله وفي حفظ الله وفي سر الله حيا وميتا )
رواه الترمذي واللفظ له وابن ماجه والحاكم في المستدرك
738 وعن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ما اشترى عبد ثوبا بدينار أو نصف دينار فحمد الله عليه إلا لم يبلغ ركبتيه حتى يغفر الله له )
رواه الحاكم في المستدرك وقال هذا حديث لا أعلم في إسناده أحدا ذكر بجرح
وقد تقدم في هذا الباب من حديث معاذ بن أنس ومن لبس ثوبا فقال الحمد لله الذي كساني هذا ورزقنيه من غير حول مني ولا قوة غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر )
ما يقول إذا رأى على صاحبه ثوبا جديدا
739 عن أم خالد بنت خالد رضي الله عنها قالت أتيت رسول الله
صلى الله عليه وسلم مع أبي وعلي قميص أصفر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( سنه سنه ) وهي بالحبشية حسنة قالت فذهبت ألعب بخاتم النبوة فزبرني أبي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( دعها ) ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أبلي وأخلقي ثم أبلي وأخلقي ثم أبلي وأخلقي قال عبد الله فبقيت حتى ذكر دهرا
رواه البخاري وأبو داود
أم خالد اسمها أمة وليس لها في الكتب الستة سوى حديثين أحدهما هذا والثاني سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يتعوذ من عذاب القبر
رواه البخاري والنسائي
وزبرني أي نهرني وأخلقي يروى بالفاء من العوض والبدل وبالقاف من إخلاق الثوب وتقطيعه
الباب الثامن عشر
في الأدعية المتعلقة بالنكاح
في الأدعية المتعلقة بالنكاح
ما جاء في خطبة النكاح
740 عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال أوتي رسول الله صلى الله عليه وسلم جوامع الخير وخواتمه أو قال فواتح الخير فعلمنا خطبة الصلاة وخطبة الحاجة خطبة الصلاة ( التحيات لله والصلوات والطيبات السلام عليك أيها النبي ورحمه الله وبركاته السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله )
وخطبة الحاجة ( إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ) ثم تصل خطبتك بثلاث آيات من كتاب الله { يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون } آل عمران 102
{ واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا } النساء 1
{ اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما } الأحزاب 71
رواه الأربعة والحاكم وفي المستدرك وأبو عوانة في مسنده الصحيح واللفظ لابن ماجه وقال الترمذي حديث حسن زاد أبو داود من طريق آخر بعد
قوله ورسوله أرسله بالحق بشيرا ونذيرا بين يدي الساعة من يطع الله ورسوله فقد رشد ومن يعصهما فإنه لا يضر إلا نفسه ولا يضر الله شيئا وزاد أيضا عن الزهري مرسلا ونسأل الله ربنا أن يجعلنا ممن يطيعه ويطيع رسوله ويتبع رضوانه ويجتنب سخطه فإنما نحن به وله
وقوله في هذه الرواية ومن يعصهما يعارضه ما رواه مسلم وأبو داود والنسائي عن عدي بن حاتم رضي الله عنه أن رجلا خطب عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال من يطع الله ورسوله فقد رشد ومن يعصهما فقد غوى فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( بئس الخطيب أنت قل ومن يعص الله ورسوله فقد غوى ) ثم في طريق أبي داود عمران بن داود القطان وقد ضعفه النسائي ويحيى بن معين
وأخرج مسلم هذه الخطبة في حديث طويل عن ابن عباس رضي الله عنهما أن ضمادا قدم مكة وأنه لقي النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا محمد إني أرقي من هذه الريح وإن الله يشفي على يدي من يشاء فهل لك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن الحمد لله نحمده ونستعينه من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله أما بعد ) فقال فأعد علي كلماتك هؤلاء فأعادهن عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث مرات وذكر الحديث
وروى مسلم أيضا من حديث جرير رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم خطب فقال { يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء } النساء 1 والتي في الحشر { اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد } الحشر 18 مختصر
ما يقال لمن تزوج
741 عن أنس رضي الله عنه قال رأى النبي صلى الله عليه وسلم على عبد الرحمن بن عوف أثر صفرة فقال ما هذا قال إني تزوجت امرأة على وزن نواة من ذهب فقال ( بارك الله لك أولم ولو بشاة )
742 وعن جابر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له حين أخبره أنه تزوج ( فبارك الله عليك )
رواهما البخاري ومسلم والترمذي والنسائي
النواة زنة خمسة دراهم وقيل غير ذلك
743 وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا رفأ الإنسان أي إذا تزوج قال ( بارك الله لك وبارك عليك وجمع بينكما في خير )
رواه الأربعة والحاكم وابن حبان في صحيحيهما واللفظ لأبي داود والترمذي والحاكم وقال الترمذي حسن صحيح وقال الحاكم صحيح على شرط مسلم
رفا بالراء وتشديد الفاء ويجوز فيه الهمز وتركه من قولهم رفأت الثوب رفا ورفوته رفوا والرفاء الالتئام والاتفاق
ما يقال للزوجين عند البناء
744 عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم لما زوج عليا فاطمة رضي الله عنهما دخل البيت فقال لفاطمة ( ائتيني بماء ) فقامت إلى قعب في البيت فأتت فيه بماء فأخذه ومج فيه ثم قال لها ( تقدمي ) فتقدمت فنضح بين ثدييها وعلى رأسها وقال ( اللهم إني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم ) ثم قال لها ( أدبري ) فأدبرت فصب بين كتفيها وقال ( اللهم إني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم ) ثم قال ( ائتوني بماء ) قال علي فعلمت الذي يريد فقمت فملأت القعب ماء وأتيته به فأخذه ومج فيه ثم قال لي ( تقدم ) فصب على رأسي وبين ثديي ثم قال ( اللهم إني أعيذه وذريته من الشيطان الرجيم ) ثم قال ( أدبر ) فأدبرت فصب بين كتفي وقال ( اللهم إني أعيذه بك وذريته من الشيطان الرجيم ) ثم قال ( ادخل بأهلك بسم الله والبركة )
رواه ابن حبان في صحيحه
ما يدعو به إذا دخلت عليه امرأته
745 عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده رضي الله عنهم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( إذا تزوج أحدكم امرأة أو اشترى خادما فليقل اللهم إني أسألك خيرها وخير ما جبلتها عليه وأعوذ بك من شرها وشر ما جبلتها عليه وإذا اشترى بعيرا فليأخذ بذورة سنامه وليقل مثل ذلك ) زاد أبو سعيد ثم ليأخذ بناصيتها وليدع بالبركة في المرأة والخادم
رواه أبو داود واللفظ له والنسائي وابن ماجه والحاكم في المستدرك وقال صحيح على ما ذكرناه من رواية الأئمة الثقات عن عمرو بن شعيب
ما يقول عند الجماع
746 عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال النبي صلى الله عليه وسلم ( لو أن أحدهم إذا أراد أن يأتي أهله قال بسم الله اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا فإنه إن يقدر بينهما ولد في ذلك لم يضره الشيطان أبدا )
رواه الجماعة
الأذان في أذن المولود
747 عن عبيد الله بن أبي رافع عن أبيه رضي الله عنهما قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أذن في أذن الحسين بن علي حين ولدته فاطمة بالصلاة
رواه أبو داود والترمذي واللفظ لهما وقال الترمذي حسن صحيح
أبو رافع هو القبطي مولى النبي صلى الله عليه وسلم قيل اسمه إبراهيم وقيل أسلم وقيل ثابت وقيل غير ذلك
الدعاء للطفل
748 عن أبي موسى رضي الله عنه قال ولد لي غلام فأتيت به النبي صلى الله عليه وسلم فسماه إبراهيم فحنكه بتمرة ودعا له بالبركة ودفعه إلي وكان أكبر ولد أبي موسى
749 وعن أسماء رضي الله عنها أنها أتت بابنها عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما إلى النبي صلى الله عليه وسلم فوضعته في حجره ثم دعا بتمرة فمضغها ثم تفل في فيه فكان أول شيء دخل جوفه ريق رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم حنكه بتمرة ثم دعا له وبرك عليه وكان أول مولود ولد في الإسلام
متفق عليهما
قوله وكان أول مولود في الإسلام يعني بالمدينة بعد الهجرة
750 وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يعوذ الحسن والحسين ويقول ( إن أباكما كان يعوذ بها إسحاق وإسماعيل أعوذ بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة )
رواه الجماعة إلا مسلما ولفظ أبي داود والترمذي والنسائي أعيذكما
والهامة بتشديد الميم هي كل ذي سم يقتل وأما ماله سم لا يقتل فهو سام وقيل الهامة كل ما يدب من الحيوان ومنه الحديث ( أتؤذيك هوام رأسك )
واللامة بتشديد الميم أيضا أي ذات لمم وهي التي تصيب بسوء ما نظرت إليه
*
الباب التاسع عشر
*
في الأدعية المتعلقة بالمرض والموت
في الأدعية المتعلقة بالمرض والموت ما يدعو به المريض
لنفسه
751 عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا اشتكى يقرأ على نفسه بالمعوذات وينفث فلما اشتد وجعه كنت أقرأ عليه وأمسح بيده رجاء بركتها
رواه الجماعة إلا الترمذي
752 وعن عثمان بن أبي العاص الثقفي رضي الله عنه أنه شكا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وجعا يجده في جسده منذ أسلم فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ضع يدك على الذي تألم من جسدك وقل بسم الله ثلاثا وقل سبع مرات أعوذ بالله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر )
رواه الجماعة إلا البخاري زاد أبو داود والترمذي والنسائي قال فقلت ذلك فأذهب الله ما كان بي فلم أزل آمر به أهلي وغيرهم وأخرجه مالك في الموطأ ولفظه أنه أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال عثمان وبي وجع قد كان يهلكني قال فقال لي ( امسح بيمينك سبع مرات وقل أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد ) قال فقلت ذلك فأذهب الله ما كان بي فلم أزل آمر به أهلي وغيرهم وأخرجه الترمذي أيضا من حديث أنس ولفظه ( فضع يدك حيث تشتكي ثم قل بسم الله أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد من وجعي هذا ثم ارفع يدك ثم أعد ذلك وترا )
753 وعن الأغر أبي مسلم قال أشهد على أبي سعيد وأبي هريرة رضي الله عنهما أنهما شهدا على النبي صلى الله عليه وسلم قال ( من قال لا إله إلا الله والله أكبر صدقه ربه فقال لا إله إلا أنا وأنا أكبر وإذا قال لا إله إلا الله وحده قال يقول الله لا إله إلا أنا وأنا وحدي وإذا قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له قال الله لا إله إلا أنا وحدي لا شريك لي وإذا قال لا إله إلا الله له الملك وله الحمد قال الله لا إله إلا أنا لي الملك ولي الحمد وإذا قال لا إله إلا الله ولا حول ولا قوة إلا بالله قال لا إله إلا أنا ولا حول ولا قوة إلا بي ) وكان يقول ( من قالها في مرضه ثم مات لم تطعمه النار )
رواه الترمذي والنسائي وابن ماجه والحاكم وابن حبان في صحيحيهما وقال الترمذي واللفظ له (1) وفي رواية للنسائي عن أبي هريرة وحده مرفوعا من قال لا إله إلا الله والله أكبر لا إله إلا الله وحده لا إله إلا الله ولا شريك له لا إله إلا الله له الملك وله الحمد لا إله إلا الله ولا حول ولا قوة إلا بالله يعقدهن خمسا بأصابعه ثم قال من قالهن في يوم أو في ليلة أو في شهر ثم مات في ذلك اليوم أو في تلك الليلة أو في ذلك الشهر غفر له ذنبه
754 وعن سعد بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في قوله تعالى { لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين } الأنبياء 87 ( إيما مسلم دعا بها في مرضه أربعين مرة فمات في مرضه ذلك أعطي أجر شهيد وإن برأ برأ وقد غفر له جميع ذنوبه )
أخرجه الحاكم في المستدرك
1- حديث حسن
ما يقول إذا أصابته حمى
755 عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعلمهم من الأوجاع لمن يحمى أن يقول ( بسم الله الكبير نعوذ بالله العظيم من شر عرق نغار ومن شر حر النار )
رواه الحاكم في المستدرك وصححه
قال الصاغاني في العباب نغر العرق ينغر بالفتح فيهما أي فار الدم فهو عرق نغار ونغور وقال الفراء ينغر بالكسر أكثر ما يدعو به إذا أصابه رمد
756 عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أصابه رمد أو أحد من أهله وأصحابه دعا بهؤلاء الدعوات ( اللهم متعني ببصري واجعله الوارث مني وأرني في العدو ثأري وانصرني على من ظلمني )
رواه الحاكم في المستدرك
ما يدعو به إذا عاد مريضا
757 عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول للمريض ( بسم الله تربة أرضنا وريقة بعضنا ليشفى سقيمنا )
رواه الجماعة إلا الترمذي زاد البخاري في آخره في رواية أخرى بإذن ربنا وفي لفظ بإذن الله
758 وعنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعود بعض أهله يمسح بيده اليمنى ويقول ( اللهم رب الناس أذهب البأس اشفه وأنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك شفاء لا يغادر سقما )
رواه البخاري ومسلم والنسائي ولهم في رواية أخرى امسح البأس رب الناس بيدك الشفاء لا كاشف له إلا أنت
759 وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل على أعرابي يعوده قال ( لا بأس طهور إن شاء الله لا بأس طهور إن شاء الله ) قال قلت طهور بل هي حمى تفور أو تثور على شيخ كبير تزيره القبور فقال النبي صلى الله عليه وسلم ( فنعم إذا )
رواه البخاري والنسائي
760 وعن أبي سعيد رضي الله عنه أن جبريل أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا محمد اشتكيت قال نعم قال بسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك من شر كل نفس أو عين حاسد الله يشفيك بسم الله أرقيك
رواه مسلم والترمذي والنسائي وابن ماجه
761 وعن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( من عاد مريضا لم يحضر أجله فقال عنده سبع مرات أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك إلا عافاه الله من ذلك المرض )
رواه أبو داود واللفظ له والترمذي والنسائي والحاكم وابن حبان في صحيحيهما بمعناه وقال الحاكم صحيح على شرط الشيخين وفي رواية للنسائي وابن حبان كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا عاد المريض جلس عند رأسه ثم قال فذكر مثله بمعناه
762 وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال قال النبي صلى الله عليه وسلم ( إذا جاء الرجل يعود مريضا فليقل اللهم اشف عبدك ينكأ لك عدوا أو يمشي لك إلى جنازة )
رواه أبو داود واللفظ له والحاكم وابن حبان في صحيحيهما وقال الحاكم صحيح على شرط مسلم وعنده يمشي لك إلى صلاة
ينكأ بفتح أوله وهمز آخره ومعناه يؤلمه
763 وعن علي رضي الله عنه قال كنت شاكيا فمر بي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أقول اللهم إن كان أجلي قد حضر فأرحني وإن كان متأخرا فارفعني وإن كان بلاء فصبرني فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( كيف قلت ) قال فأعاد عليه ما قال قال فضربه برجله وقال ( اللهم عافه أو اشفه شعبة الشاك ) قال فما اشتكيت وجعي بعد
رواه الترمذي والنسائي والحاكم وابن حبان في صحيحيهما وقال الترمذي واللفظ له حسن صحيح وقال الحاكم صحيح على شرط الشيخين ولفظه اللهم شافه اللهم عافه ولفظ النسائي الله اشفه اللهم اعفه
764 وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال جاءني النبي صلى الله عليه وسلم يعودني فقال ( ألا أرقيك برقية رقاني بها جبريل عليه السلام ) فقلت بأبي وأمي قال ( بسم الله أرقيك والله يشفيك من كل داء فيك من شر النفاثات في العقد ومن شر حاسد إذا حسد ) فرقى به ثلاث مرارا
765 وعن سلمان رضي الله عنه قال عادني رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا عليل فقال ( يا سلمان شفا الله سقمك وغفر ذنبك وعافاك في دينك وجسمك إلى مدة أجلك )
رواهما الحاكم في المستدرك
766 وعن فضيل بن عمرو رحمه الله قال جاء رجل إلى علي رضي الله عنه فقال إن فلانا يشتكي قال فيسرك أن يبرأ قال نعم قال قل يا حليم يا كريم اشف فلانا
رواه ابن أبي شيبة في مصنفه
ما يرقى به من أصابته قرحة أو جرح
767 عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول للمريض ( بسم الله تربة أرضنا وريقة بعضنا يشفى سقيمنا )
رواه الجماعة إلا الترمذي ولفظ مسلم كان إذا اشتكى الإنسان الشيء منه أو كانت به قرحة أو جرح قال النبي صلى الله عليه وسلم بأصبعه هكذا ووضع سفيان سبابته
بالأرض ثم رفعها ( بسم الله تربة أرضنا بريقة بعضنا ليشفى سقيمنا بإذن ربنا )
قال ابن أبي شيبة يشفى وقال زهير ليشفى سقيمنا
ما يرقى به الملدوغ
768 عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رهطا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم انطلقوا في سفرة سافروها حتى نزلوا بحي من أحياء العرب فاستضافوهم فأبوا أن يضيفوهم فلدغ سيد ذلك الحي فسعوا له بكل شيء لا ينفعه شيء فقال بعضهم لو أتيتم هؤلاء الرهط الذين قد نزلوا بكم لعله أن يكون عند بعضهم شيء فقالوا يا أيها الرهط إن سيدنا لدغ فسعينا له بكل شيء لا ينفعه شيء فهل عند أحد منكم شيء فقال بعضهم نعم والله إني لراق ولكن والله قد استضفناكم فلم تضيفونا فما أنا براق لكم حتى تجعلوا لنا جعلا فصالحوهم على قطيع من الغنم فانطلق فجعل يتفل ويقرأ { الحمد لله رب العالمين } حتى لكأنما نشط من عقال فانطلق يمشي ما به قبلة قال فأوفوهم جعلهم الذي صالحوهم عليه فقال بعضهم اقسموا فقال الذي رقى لا تفعلوا حتى نأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكروا له فقال ( وما يدريك أنها رقية أصبتم اقسموا واضربوا لي معكم بسهم )
رواه الجماعة وفي رواية للبخاري أيضا فأمر له بثلاثين شاة وسقانا لبنا وفي رواية للترمذي فقرأت عليه الحمد سبع مرات
والذي رقى هو أبو سعيد الخدري جاء ذلك صريحا في رواية الترمذي والنسائي وابن ماجه
ما يقرأ على المعتوه
769 عن خارجة بن الصلت التيمي عن عمه رضي الله عنهما أنه أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلم ثم أقبل راجعا من عنده فمر على قوم عندهم رجل مجنون موثق بالحديد فقال أهله إنا حدثنا أن صاحبكم قد جاء بخير فهل عندك شيء تداويه فرقيته بفاتحة الكتاب فبرئ فأعطوني مئة شاة فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته فقال ( هل إلا هذا فلعمري لمن أكل برقية باطل لقد أكلت برقية حق )
رواه أبو داود والنسائي واللفظ لأبي داود وله في رواية فرقاه بأم القرآن ثلاثة أيام غدوة وعشية كلما ختمها جمع بزاقه ثم تفله
عم خارجة اسمه علاقة بن صحار بضم الصاد وبالحاء المهملتين وقيل عبد الله
770 وعن أبي بن كعب رضي الله عنه قال كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم فجاء أعرابي فقال يا نبي الله إن لي أخا وبه وجع قال وما وجعه قال به لمم قال فأتني به فأتي به فوضعه بين يديه فعوذه النبي صلى الله عليه وسلم بفاتحة الكتاب وأربع آيات من سورة البقرة وهاتين الآيتين { وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم } البقرة 163 - 164 وآية الكرسي البقرة
255 وثلاث آيات من آخر سورة البقرة وآية من آل عمران { شهد الله أنه لا إله إلا هو } آل عمران 18 وآية من الأعراف { إن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض } الأعراف 54 وآخر سورة المؤمنين { فتعالى الله الملك الحق } المؤمنون 116 وآية من سورة الجن { وأنه تعالى جد ربنا ما اتخذ صاحبة ولا ولدا } الجن 3 وعشر آيات من أول الصافات وثلاث آيات من آخر سورة الحشر وقل هو الله أحد والمعوذتين فقام الرجل وكأنه لم يشك شيئا قط
رواه الحاكم في المستدرك وقال صحيح ورواه ابن ماجه من طريق آخر بمعناه
اللمم قال الهروي قال شمر هو طرف من الجنون يلم بالإنسان
ما يرقى به من أصيب بعين
771 عن عامر بن ربيعة رضي الله عنه أنه قال خرجت أنا وسهل بن حنيف نلتمس الخمر فأصبنا غديرا خمرا فكان أحدنا يستحي أن يتجرد وأحد يراه واستتر حتى إذا رأى أن قد فعل نزع جبة صوف عليه فنظرت إليه فأعجبني خلقه فاصبته بعيني فأخذته قعقعه فدعوته فلم يجبني فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته فقال قوموا بنا فرفع عن ساقيه حتى خاض إليه الماء فكأني أنظر إلى وضح ساقي النبي صلى الله عليه وسلم فضرب صدره ثم قال ( بسم الله اللهم أذهب حرها وبردها ووصبها ثم قال قم بإذن الله ) فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إذا رأى أحدكم من نفسه أو ماله أو أخيه شيئا يعجبه فليدع بالبركة فإن العين حق )
رواه النسائي واللفظ له وابن ماجه والحاكم في المستدرك
( الخمر ) بفتح الخاء المعجمة والميم كل ما ستر من شجر أو جبل ونحو ذلك و ( الغدير ) مستنقع ماء المطر وذلك أن السيل غادره و ( الوضح ) بفتح الضاد المعجمة وبالحاء المهملة البياض
ما يرقى به الحرق
772 عن محمد بن حاطب رضي الله عنه قال تناولت قدرا كانت لي فاحترقت يدي فانطلقت بي أمي إلى رجل جالس فقالت له يا رسول الله فقال ( لبيك وسعديك ) ثم أدنتني منه وجعل يتفل ويتكلم بكل أمر ما أدري ما هو فسألت أمي بعد ذلك ما كان يقول قالت كان يقول ( أذهب البأس رب الناس اشف أنت الشافي لا شافي إلا أنت )
رواه النسائي ورجاله رجال الصحيح إلى الصحابي وأمه هي أم جميل واسمها فاطمة بنت المجلل وقيل جويرية
ما يرقى به من احتبس بوله
773 عن أبي الدرداء رضي الله عنه أنه أتاه رجل يذكر أن أباه احتبس بوله وأصابته حصاة البول فعلمه رقية سمعها من رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ربنا الذي في السماء تقدس اسمك أمرك في السماء والأرض كما رحمتك في السماء فاجعل رحمتك في الأرض واغفر لنا حوبنا وخطايانا أنت رب الطيبين فأنزل
شفاء من شفائك ورحمة من رحمتك على هذا الوجع فيبرأ ) وأمره أن يرقيه بها فرقاه بها فبرأ
رواه أبو داود والنسائي وهذا لفظه ورواه الحاكم في المستدرك من حديث فضالة
( الحوب ) بضم المهملة الإثم
ما يقول من حضره الموت
774 عن عائشة رضي الله عنها أنها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم وأصغت إليه قبل أن يموت وهو مسند إلى ظهره يقول ( اللهم اغفر لي وارحمني وألحقني بالرفيق الأعلى )
رواه البخاري ومسلم والترمذي
( الرفيق الأعلى ) قيل هم الأنبياء والصديقون والشهداء والصالحون المذكورون في قوله تعالى { وحسن أولئك رفيقا } النساء 69 ويؤيده ما جاء في الحديث الصحيح مبينا فجعل يقول { مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين } النساء 69 والحديث يفسر بعضه بعضا وقيل هم الملائكة المقربون قال سبحانه وتعالى { لا يسمعون إلى الملإ الأعلى } الصافات 8 يعني الملائكة وقال الجوهري الرفيق أعلى الجنة والله أعلم
775 وعنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان بين يديه ركوة أو علبة فيها ماء شك عمر فجعل يدخل يديه في الماء فيمسح بها وجهه ويقول ( لا إله إلا الله إن للموت سكرات ) ثم نصب يده فجعل يقول في الرفيق الأعلى حتى قبض ومالت يده
رواه البخاري والترمذي والنسائي وابن ماجه ولفظ الترمذي اللهم أعني على غمرات الموت وسكرات الموت
الركوة هي شبه تور من أدم وتفتح راؤها وتضم وتكسر والعلبة قيل هو العس وهو القدح الضخم من جلود الإبل يحلب فيه وقيل أسفله جلد وأعلاه خشب مدور مثل إطار الغربال وهو الدائر به وقيل هو من خشب كله وقيل جفنة يحلب فيها
776 وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لقنوا موتاكم لا إله إلا الله )
رواه الجماعة إلا البخاري ولفظهم سواء إلا أن عند أبي داود قول لا إله إلا الله
777 وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة )
رواه أبو داود والحاكم في المستدرك وقال صحيح الإسناد
ما يقول بعد تغميض الميت
778 عن أم سلمة رضي الله عنها قالت دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على أبي سلمة وقد شق بصره فأغمضه ثم قال ( إن الروح إذا قبض تبعه البصر ) فضج الناس من أهله فقال ( لا تدعوا على أنفسكم إلا بخير فإن الملائكة يؤمنون على ما تقولون ثم قال اللهم اغفر لأبي سلمة وارفع درجته في المهديين واخلفه في عقبه في الغابرين واغفر لنا وله يا رب العالمين وافسح له في قبره ونور له فيه )
رواه مسلم وأبو داود والنسائي وابن ماجه
الغابرين الباقين
ما يقرأ على الميت
779 عن معقل بن يسار رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( قلب القرآن يس لا يقرأها رجل يريد الله والدار الآخرة إلا غفر له اقرؤوها على موتاكم )
رواه أبو داود والنسائي وابن ماجه والحاكم في المستدرك وابن حبان في صحيحه وهذا لفظ النسائي وهو عند الباقين مختصر
ما يقول من مات له ميت
780 عن أم سلمة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إذا حضرتم المريض أو الميت فقولوا خيرا فإن الملائكة يؤمنون على ما تقولون ) قالت فلما مات أبو سلمة أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله إن
أبا سلمة قد مات قال ( قولي اللهم اغفر لي وله واعقبني منه عقبى حسنة ) قالت فقلت فأعقبني الله من هو خير إلي منه محمد صلى الله عليه وسلم
رواه الجماعة إلا البخاري
781 وعنها قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( ما من عبد تصيبه مصيبة فيقول إنا لله وإنا إليه راجعون اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيرا منها إلا آجره الله في مصيبته وأخلف له خيرا منها ) قالت فلما توفي أبو سلمة قلت كما أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخلف الله لي خيرا منه رسول الله صلى الله عليه وسلم
انفرد به مسلم
782 وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( إذا مات ولد العبد قال الله لملائكته قبضتم ولد عبدي فيقولون نعم فيقول قبضتم ثمرة فؤاده فيقولون نعم فيقول ما قال عبدي فيقولون حمدك واسترجع فيقول ابنوا لعبدي بيتا في الجنة وسموه بيت الحمد ) رواه الترمذي وابن حبان في صحيحه وقال الترمذي واللفظ له حسن غريب
ما جاء في التعزية
783 عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال أرسلت ابنة النبي صلى الله عليه وسلم إليه إن ابنا لي قبض فأتنا فأرسل يقريء السلام ويقول ( إن لله ما أخذ وله ما أعطى وكلا عنده بأجل مسمى فلتصبر ولتحتسب ) وذكر الحديث
رواه الجماعة إلا الترمذي
784 وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه أنه مات له ابن فكتب إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم يعزيه عليه ( بسم الله الرحمن الرحيم من محمد رسول الله إلى معاذ بن جبل سلام عليك فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو أما بعد فأعظم الله لك الأجر وألهمك الصبر ورزقنا وإياك الشكر فإن أنفسنا وأموالنا وأهلينا وأولادنا من مواهب الله عز وجل الهنية وعواريه المستودعة نمتع بها إلى أجل معدود ويقبضها لوقت معلوم ثم افترض علينا الشكر إذا أعطى والصبر إذا ابتلى فكان ابنك من مواهب الله الهنية وعواريه المستودعة متعك به في غبطة وسرور وقبضه منك بأجر كبير الصلاة والرحمة والهدي إن احتسبته فاصبر ولا يحبط جزعك أجرك فتندم واعلم أن الجزع لا يرد شيئا ولا يدفع حزنا وما هو نازل فكأن قد والسلام )
رواه الحاكم في المستدرك وقال (1)
ورواه الحافظ أبو بكر بن مردوية في كتاب الأدعية وعنده فليذهب أسفك ما هو نازل بك
785 وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال لما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم عزتهم الملائكة يسمعون الحس ولا يرون الشخص فقالت السلام عليكم ورحمة الله وبركاته إن في الله عزاء من كل مصيبة وخلفا من كل فائت فبالله فثقوا وإياه فارجوا فإنما المحروم من حرم الثواب والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
1- غريب حسن
رواه الحاكم في المستدرك وقال صحيح الإسناد
786 وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال لما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم أحدق به أصحابه فبكوا حوله واجتمعوا فدخل رجل أشهب اللحية جسيم صبيح فتخطى رقابهم فبكى ثم التفت إلى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إن في الله عزاء من كل مصيبة وعوضا من كل فائت وخلفا من كل هالك فإلى الله فأنيبوا وإليه فأذعنوا ونظرة إليكم في البلاء فانظروا فإنما المصاب من لم يجر وانصرف فقال بعضهم لبعض تعرفون الرجل فقال أبو بكر وعلي نعم هذا أخو رسول الله صلى الله عليه وسلم الخضر عليه السلام
رواه الحاكم في المستدرك
ما يقال عند حمل الميت على السرير
787 عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه سمع رجلا يقول ارفعوا على اسم الله فقال ابن عمر لا تقولوا ارفعوا على اسم الله فإن اسم الله على كل شيء قل ارفعوا بسم الله
788 وعن بكر بن عبد الله المزني رضي الله عنه قال إذا حملت السرير فقل بسم الله وسبح
رواهما ابن أبي شيبة في مصنفه
ما يدعو به في الصلاة على الميت
789 عن عوف بن مالك رضي الله عنه قال صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم على جنازة فحفظت من دعائه وهو يقول ( اللهم اغفر له وارحمه وعافه واعف عنه وأكرم نزله ووسع مدخله واغسله بالماء والثلج والبرد ونقه من الخطايا كما نقيت الثوب الأبيض من الدنس وأبدله دارا خيرا من داره وأهلا خيرا من أهله وزوجا خيرا من زوجه وأدخله الجنة وأعذه من عذاب القبر ومن عذاب النار ) قال حتى تمنيت أن أكون أنا ذلك الميت
رواه مسلم والترمذي والنسائي وابن ماجه
790 وعن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم على جنازة فقال ( اللهم اغفر لحينا وميتنا وصغيرنا وكبيرنا وذكرنا وأنثانا وشاهدنا وغائبنا اللهم من أحييته منا فأحيه على الإيمان ومن توفيته منا فتوفه على الإسلام اللهم لا تحرمنا أجره ولا تضلنا بعده )
رواه أبو داود واللفظ له والترمذي والنسائي والحاكم وابن حبان في صحيحيهما وقال الحاكم صحيح على شرط الشيخين ولفظ النسائي ولا تفتنا بعده وعند الترمذي والحاكم فأحيه على الإسلام ومن توفيته منا فتوفه على الإيمان ورواه ابن ماجه وابن حبان من حديث محمد بن إبراهيم عن أبي سلمة عن أبي هريرة رضي الله عنه ورواه الترمذي والنسائي أيضا من حديث يحيى بن أبي
كثير عن أبي إبراهيم الأشهلي عن أبيه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى على الجنازة قال فذكره قال الترمذي وفي الباب عن عبد الرحمن بن عوف وعائشة وأبي قتادة وجابر وعوف بن مالك وحديث أبي إبراهيم حسن صحيح وسمعت محمدا يعني البخاري يقول أصح الروايات في هذه حديث يحيى بن أبي كثير عن أبي إبراهيم الأشهلي عن أبيه
791 وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى على جنازة فقال ( اللهم أنت ربها وأنت خلقتها وأنت هديتها للإسلام وأنت قبضت روحها وأنت أعلم بسرها وعلانيتها جئنا شفعاء فاغفر له )
رواه أبو داود والنسائي واللفظ لأبي داود وعند النسائي فاغفر لها
792 وعن واثلة بن الأسقع رضي الله عنه قال صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على رجل من المسلمين فسمعته يقول اللهم إن فلان بن فلان في ذمتك وحبل جوارك فقه من فتنة القبر وعذاب النار وأنت أهل الوفاء والحمد اللهم فاغفر له وارحمه إنك أنت الغفور الرحيم )
رواه أبو داود وابن ماجه واللفظ لأبي داود
793 وعن أبي قتادة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم حين قدم المدينة سأل عن البراء بن معرور رضي الله عنه فقالوا توفي وأوصى بثلثه لك يا
رسول الله وأوصى أن يوجه إلى القبلة لما احتضر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أصاب الفطرة وقد رددت ثلثه على ولده ) ثم ذهب فصلى عليه وقال ( اللهم اغفر له وارحمه وأدخله جنتك وقد فعلت )
رواه الحاكم في المستدرك وقال هذا حديث صحيح ولا أعلم في توجيه المحتضر غيره
794 وعن يزيد بن عبد الله بن ركانة بن المطلب رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام للجنازة ليصلي عليها قال ( اللهم عبدك وابن امتك احتاج إلى رحمتك وأنت غني عن عذابه إن كان محسنا فزد في إحسانه وإن كان مسيئا فتجاوز عنه )
رواه الحاكم في المستدرك وقال هذا إسناد صحيح قال ويزيد وركانة صحابيان من بني المطلب بن عبد مناف هكذا وجدته في النسخة التي نقلت منها يزيد بن عبد الله بن ركانة والصواب يزيد بن ركانة بإسقاط عبد الله وكأنه غلط من الناسخ والله أعلم
795 وعن شرحبيل بن سعد رضي الله عنه قال حضرت عبد الله بن عباس رضي الله عنهما صلى بنا على جنازة بالأبواء فكبر ثم قرأ بأم القرآن رافعا صوته بها ثم صلى على النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال اللهم عبدك وابن عبدك وابن أمتك يشهد أن لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك ويشهد أن محمدا عبدك ورسولك
أصبح فقيرا إلى رحمتك وأصبحت غنيا عن عذابه تخلى من الدنيا وأهلها إن كان زاكيا فزكه وإن كان مخطئا فاغفر له اللهم لا تحرمنا أجره ولا تضلنا بعده ثم كبر ثلاث تكبيرات ثم انصرف فقال يا أيها الناس إني لم أقرأ هذا إلا لتعلموا أنها سنة
رواه الحاكم في المستدرك
796 وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا صلى على جنازة يقول ( اللهم عبدك وابن عبدك كان يشهد أن لا إله إلا الله أن محمدا عبدك ورسولك وأنت أعلم به مني إن كان محسنا فزد في إحسانه وإن كان مسيئا فاغفر له ولا تحرمنا أجره ولا تفتنا بعده )
رواه ابن حبان في صحيحه
797 وعن أبي بكر رضي الله عنه أنه كان إذا صلى على الميت قال اللهم عبدك أسلمه الأهل والمال والعشيرة والذنب عظيم وأنت الغفور الرحيم
798 وعن عمر رضي الله عنه أنه كان يقول في الصلاة عليه إن كان مساء قال اللهم أمسى وإن كان صباحا قال اللهم أصبح عبدك قد تخلى من الدنيا وتركها لأهلها واستغنيت عنه وافتقر إليك كان يشهد أن لا إله إلا أنت وأن محمدا عبدك ورسولك فاغفر له ذنبه
799 وعن علي رضي الله عنه أنه كان يقول في الصلاة على الميت اللهم اغفر لأحيائنا وألف بين قلوبنا وأصلح ذات بيننا واجعل قلوبنا على قلوب
خيارنا اللهم ارحمه اللهم أرجعه إلى خير مما كان فيه اللهم عفوك
روى الثلاثة ابن أبي شيبة في مصنفه
ما يقول من يدخل الميت قبره
800 عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا وضع الميت في قبره قال ( بسم الله وعلى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم )
رواه أبو داود واللفظ له والترمذي والنسائي وابن حبان في صحيحه وفي حديث الترمذي قال أبو خالد مرة بسم الله وعلى ملة رسول الله ومرة بسم الله وعلى سنة رسول الله وقال حسن غريب من هذا الوجه وفي رواية ابن حبان وإحدى روايات النسائي إذا وضعتم موتاكم في القبر فقولوا ورواه الحاكم في المستدرك من طريق آخر ولفظه الميت إذا وضع في قبره فليقل الذين يضعونه بسم الله وبالله وعلى ملة رسول الله
801 وعن أبي أمامة رضي الله عنه قال لما وضعت أم كلثوم بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم في القبر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم { منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى } طه 56 بسم الله وفي سبيل الله وعلى ملة رسول الله ) فلما بني عليها لحدها طفق يطرح إليهم الحبوب ويقول ( سدوا خلال اللبن ثم قال أما إن هذا ليس بشيء ولكنه يطيب نفس الحي )
رواه الحاكم في المستدرك
802 وعن مجاهد رحمه الله أنه كان يقول بسم الله وفي سبيل الله
وعلى ملة رسول الله اللهم افسح له في قبره ونور له فيه وألحقه بنبيه صلى الله عليه وسلم وأنت عنه راض غير غضبان
803 وعن خيثمة بن عبد الرحمن رحمه الله قال كانوا يستحبون إذا وضعوا الميت في القبر أن يقولوا بسم الله وفي سبيل الله وعلى ملة رسول الله اللهم أجره من عذاب القبر وعذاب النار ومن شر الشيطان
رواهما ابن أبي شيبة في مصنفه
ما يدعى به للميت إذا فرغ من دفنه
804 عن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا فرغ من دفن الميت وقف عليه فقال ( استغفروا لأخيكم وسلوا له بالتثبيت فإنه الآن يسأل )
رواه أبو داود واللفظ له والحاكم في المستدرك وقال صحيح الإسناد
805 وعن علي رضي الله عنه أنه كبر على يزيد بن مكفف أربعا ثم قام على القبر فقال اللهم عبدك نزل بك اليوم وأنت خير منزول به اللهم وسع له مدخله واغفر له ذنبه فإنا لا نعلم إلا خيرا وأنت أعلم به
806 وعن أنس رضي الله عنه أنه كان إذ سوى على الميت قبره قام عليه ثم قال اللهم عبدك رد إليك فارأف به وارحمه اللهم جاف الأرض عن جنبيه وافتح أبواب السماء لروحه وتقبله منك بقبول حسن اللهم إن كان محسنا فضاعف له في إحسانه وإن كان مسيئا فتجاوز عن سيئاته
رواهما ابن أبي شيبة في مصنفه
ما يقول إذا زار القبور
807 عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( إن جبريل عليه السلام أتاني فقال إن ربك يأمرك أن تأتي أهل البقيع فتستغفر لهم ) قالت قلت كيف أقول لهم يا رسول الله قال ( قولي السلام على أهل الديار من المؤمنين والمسلمين ويرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين وإنا أن شاء الله بكم لاحقون )
مختصر رواه مسلم والنسائي وابن ماجه وزاد ( فيه أنتم لنا فرط وإنا بكم للاحقون اللهم لا تحرمنا أجرهم ولا تفتنا بعدهم )
808 وعن بريدة رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمهم إذا خرجوا إلى المقابر فكان قائلهم يقول في رواية أبي بكر ( السلام على أهل الديار ) وفي رواية زهير السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين وإنا إن شاء الله للاحقون نسأل الله لنا ولكم العافية
رواه مسلم والنسائي وابن ماجه زاد النسائي أنتم لنا فرط ونحن لكم تبع
809 وعن عائشة رضي الله عنها أنها قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم كلما كان ليلتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرج من آخر الليل إلى البقيع فيقول السلام عليكم دار قوم مؤمنين وأتاكم ما توعدون غدا مؤجلون وإنا إن شاء الله بكم لاحقون
اللهم اغفر لأهل بقيع بقيع الغرقد )
رواه مسلم والنسائي
البقيع من الأرض المكان المتسع ولا يسمى بقيعا إلا وفيه شجر أو أصلها وبقيع الغرقد كان به شجر الغرقد والغرقدة قال الهروي هي من العضاه وقال ابن فارس العضاه من شجر الشوك كالطلح والعوسج
810 وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج إلى المقبرة فقال ( السلام عليكم دار قوم مؤمنين وإنا إن شاء الله بكم لاحقون )
رواه أبو داود
811 وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال مر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقبور المدينة فأقبل عليهم بوجهه فقال ( السلام عليكم يا أهل القبور يغفر الله لنا ولكم أنتم سلفنا ونحن بالأثر )
رواه الترمذي وقال حسن غريب
وقد تقدم في هذا الباب من حديث معقل بن يسار أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في يس ( اقرؤوها على موتاكم )
*
الباب العشرون
*
في الأدعية المقرنة بالأسباب والحوادث
في الأدعية المقرنة بالأسباب والحوادث
ما جاء في الاستخارة
812 عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا الاستخارة في الأمور كما يعلمنا السورة من القرآن يقول ( إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة ثم ليقل اللهم إني أستخيرك بعلمك وأستقدرك بقدرتك وأسألك من فضلك العظيم فإنك لا قدر ولا أقدر وتعلم ولا أعلم وأنت علام الغيوب اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري أو قال عاجل أمري وآجله فاقدره لي ويسره لي ثم بارك لي فيه وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري أو قال في عاجل أمري وآجله فاصرفه عني واصرفني عنه واقدر لي الخير حيث كان ثم أرضني ) قال ويسمي حاجته
رواه الجماعة إلا مسلما وفي رواية للبخاري أيضا ثم رضني به وفي إحدى روايات النسائي وأستهديك بقدرتك وفي أخرى واقدر لي الخير حيث كنت ثم أرضني بقضائك ورواه ابن حبان في صحيحه من غير شك وقال فيه خيرا لي في ديني ومعادي ومعاشي وعاقبة أمري فقدره لي ويسره لي وبارك لي فيه وإن كان شرا لي في ديني ومعادي ومعاشي وعاقبة أمري فاصرفه عني واصرفني عنه وقدر لي الخير حيث كان ورضني به )
ورواه من حديث أبي هريرة كذلك ولفظه خيرا لي في ديني وجزاء لي
في معيشتي وخيرا لي في عاقبة أمري فاقدره لي وبارك لي فيه وإن كان غير ذلك خيرا لي فاقدر لي الخير حيث ما كان ورضني بقدرك
ورواه أيضا من حديث أبي سعيد الخدري وفيه خيرا لي في ديني ومعيشتي وعاقبة أمري فاقدره لي ويسره لي وأعني عليه وإن كان كذا وكذا للأمر الذي يريد شرا لي في ديني ومعيشتي وعاقبة أمري فاصرفه عني ثم اقدر الخير إينما كان لا حول ولا قوة إلا بالله
813 وعن أيوب بن خالد بن أبي أيوب الأنصاري عن أبيه عن جده رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( اكتم الخطبة ثم توضأ فأحسن وضوءك ثم صل ما كتب الله لك ثم احمد ربك ومجده ثم قل اللهم إنك تقدر ولا أقدر وتعلم ولا أعلم وأنت علام الغيوب فإن رأيت أن في فلانة تسميها باسمها خيرا لي في ديني ودنياي وآخرتي فاقدرها لي وإن كان غيرها خيرا في ديني ودنياي وآخرتي فاقدرها لي )
رواه الحاكم وابن حبان في صحيحيهما وقال الحاكم واللفظ له صحيح الإسناد
814 وعن سعد وهو ابن أبي وقاص رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من سعادة ابن آدم استخارته الله ومن شقوة ابن آدم تركه استخارة الله )
رواه الحاكم في المستدرك وقال (1)
1- صحيح الإسناد
ما يقول عند الكرب والأمور المهمة
815 عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول عند الكرب ( لا إله إلا الله العظيم الحليم لا إله إلا الله رب العرش العظيم لا إله إلا الله رب السماوات والأرض ورب العرش الكريم )
رواه الجماعة إلا أبا داود وفي رواية للبخاري أيضا لا إله إلا هو العليم الحليم لا إله إلا هو رب العرش العظيم لا إله إلا هو رب السماوات ورب الأرض ورب العرش الكريم ورواه أبو عوانة في (1) وزاد في آخره ثم يدعو
816 وعنه قال حسبنا الله ونعم الوكيل قالها إبراهيم عليه السلام حين ألقي في النار وقالها محمد صلى الله عليه وسلم حين قالوا { إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل } آل عمران 173
رواه البخاري والنسائي وفي رواية للبخاري أيضا كان آخر قول إبراهيم حين ألقي في النار حسبي الله ونعم الوكيل
817 وعن أسماء بنت عميس رضي الله عنها قالت قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ألا أعلمك كلمات تقولينهن عند الكرب أو في الكرب الله الله ربي لا أشرك به شيئا )
رواه أبو داود واللفظ له والنسائي وابن ماجه وأخرجه الطبراني في
1- مسنده الصحيح
كتاب الدعاء ولفظه فليقل الله ربي لا أشرك به شيئا ثلاث مرات وزاد وكان ذلك آخر كلام عمر بن عبد العزيز رحمه الله عند الموت ورواه ابن حبان في صحيحه من حديث عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم جمع أهل بيته فقال ( إذا أصاب أحدكم غم أو كرب فليقل الله الله ربي لا أشرك به شيئا الله الله ربي لا أشرك به شيئا )
818 وعن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( دعوة ذي النون إذ دعا وهو في بطن الحوت { لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين } الأنبياء 87 فإنه لم يدع بها رجل مسلم في شيء قط إلا استجاب الله له )
رواه الترمذي واللفظ له والنسائي والحاكم في المستدرك وقال صحيح الإسناد وزاد فيه من طريق آخر فقال رجل يا رسول الله هل كانت ليونس خاصة أم للمؤمنين عامة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ألا تسمع إلى قول الله عز وجل { ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين } الأنبياء 88
819 وعن علي رضي الله عنه قال لما كان يوم بدر قاتلت شيئا من قتال ثم جئت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أنظر ما صنع فجئت فإذا هو ساجد يقول ( يا حي يا قيوم ) يا حي يا قيوم ثم رجعت إلى القتال ثم جئت فإذا هو ساجد لا يزيد على ذلك ثم ذهبت إلى القتال ثم جئت فإذا هو ساجد يقول ذلك ففتح الله عليه
رواه النسائي واللفظ له والحاكم في المستدرك وقال صحيح الإسناد ليس في إسناده مذكور بجرح
820 وعنه رضي الله عنه قال علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا نزل بي كرب أن أقول ( لا إله إلا الله الحليم الكريم سبحان الله وتبارك الله رب العرش العظيم والحمد لله رب العالمين )
رواه النسائي والحاكم وابن حبان في صحيحيهما وقال الحاكم واللفظ له صحيح على شرط مسلم ورواه الإمام أبو بكر أحمد بن عمرو بن أبي عاصم النبيل في كتاب الدعاء له ولفظه لا إله إلا الله الحليم الكريم سبحان الله رب السماوات السبع ورب العرش العظيم الحمد لله رب العالمين ويقول عندهن اللهم إني أعوذ بك من شر عباده
821 وعن أبي أمامة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( إذا نادى المنادي فتحت أبواب السماء واستجيب الدعاء فمن نزل به كرب أو شدة فليتحين المنادي فإذا كبر كبر وإذا تشهد تشهد وإذا قال حي على الصلاة قال حي على الصلاة وإذا قال حي على الفلاح قال حي على الفلاح ثم يقول اللهم رب هذه الدعوة الصادقة المستجاب لها دعوة الحق وكلمة التقوى أحينا عليها وأمتنا عليها وابعثنا عليها واجعلنا من خيار أهلها أحياء وأمواتا ثم يسأل الله حاجته )
رواه الحاكم في المستدرك وقال صحيح الإسناد
822 وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ما كربني أمر إلا تمثل لي جبريل عليه السلام فقال يا محمد قل توكلت على الحي
الذي لا يموت والحمد لله الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولي من الذل وكبره تكبيرا )
رواه الحاكم في المستدك وقال صحيح الإسناد
823 وعن أبي بكرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( دعوات المكروب اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين وأصلح لي شأني كله لا إله إلا أنت )
رواه ابن حبان في صحيحه
ما يقول إذا أصابه هم أو حزن
824 عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من لزم الاستغفار جعل الله له من كل ضيق مخرجا ومن كل هم فرجا ورزقه من حيث لا يحتسب )
رواه أبو داود واللفظ له والنسائي وابن ماجه ولفظ النسائي من أكثر من الاستغفار
825 وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ما قال عبد قط إذا أصابه هم أو حزن اللهم إني عبدك ابن أمتك ناصيتي بيدك ماض في حكمك عدل في قضاؤك أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحدا من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي ونور بصري وجلاء حزني
وذهاب همي إلا أذهب الله همه وأبدل مكان حزنه فرحا ) قالوا يا رسول الله ينبغي لنا أن نتعلم هذه الكلمات قال ( أجل ينبغي لمن سمعهن أن يتعلمهن )
رواه الحاكم في المستدرك وابن حبان في صحيحه واللفظ له
826 وعنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا نزل به هم أو غم قال ( يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث )
رواه الحاكم في المستدرك وقال صحيح الإسناد ورواه الترمذي من حديث أنس والنسائي من حديث ربيعة بن عائر
827 وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( من قال لا حول ولا قوة إلا بالله كان دواء من تسعة وتسعين داء أيسرها الهم )
رواه الحاكم في المستدرك وقال صحيح الإسناد
ما يقول إذا أصابته مصيبة
828 عن أم سلمة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( إذا أصابت أحدكم مصيبة فليقل إنا لله وإنا إليه راجعون اللهم عندك أحتسب مصيبتي فأجرني فيها وأبدلني منها خيرا ) فلما احتضر أبو سلمة قال اللهم اخلف في أهلي خيرا مني فلما قبض قالت أم سلمة إنا لله وإنا إليه راجعون عند الله أحتسب مصيبتي فأجرني فيها )
رواه الترمذي والنسائي وابن ماجه وقال الترمذي واللفظ له حسن غريب من هذا الوجه
أبو سلمة اسمه عبد الله بن عبد الأسد
وقد تقدم في هذا الباب قبل هذا حديث أم سلمة ( ما من عبد تصيبه مصيبة فيقول إنا لله وإنا إليه راجعون اللهم أجرني في مصيبتي اخلف لي خيرا منها إلا آجره الله في مصيبته وأخلف له خيرا منها )
ما يقول إذا توقع بلاء أو أمرا مهولا
829 عن أبي سعيد رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( وكيف أنعم وصاحب القرن قد التقم القرن واستمع الإذن متى يؤمر بالنفخ فينفخ ) فكأن ذلك ثقل على أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فقال لهم ( قولوا حسبنا الله ونعم الوكيل على الله توكلنا )
رواه الترمذي وقال حديث حسن
830 وعن أبي موسى رضي الله عنه أنه لما أخبر عثمان رضي الله عنه بقول النبي صلى الله عليه وسلم ( افتح له وبشره بالجنة على بلوى تصيبه ) حمد الله ثم قال الله المستعان
رواه البخاري ومسلم والنسائي ولفظ مسلم اللهم صبرا والله المستعان
ما يقول إذا خاف قوما
831 عن البراء بن عازب رضي الله عنهما في حديث هجرة النبي صلى الله عليه وسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم دعا على سراقة بن مالك بن جعشم حين اتبعه وأبا بكر رضي الله عنه فقال ( اللهم اكفناه بما شئت ) فساخت به فرسه في الأرض إلى بطنها
رواه أبو نعيم في المستخرج على مسلم وقد أسلم سراقة بعد ذلك رضي الله عنه
وقد تقدم في ترجمة ما يقول عند القتال من الباب الخامس عشر حديث أبي موسى أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا خاف قوما قال ( اللهم إنا نجعلك في نحورهم ونعوذ بك من شرورهم )
ما يقول إذا خاف سلطانا أو نحوه
832 عن ابن عباس رضي الله عنهما قال إذا أتيت سلطانا مهيبا تخاف أن يسطو عليك فقل الله أكبر الله أعز من خلقه جميعا الله أعز مما أخاف وأحذر أعوذ بالله الذي لا إله إلا هو الممسك السماوات السبع أن تقع على الأرض بإذنه من شر عبدك فلان وجنوده وأتباعه وأشياعه من الجن والإنس اللهم كن لي جارا من شرهم جل ثناؤك وعز جارك وتبارك اسمك ولا إله غيرك ) ثلاث مرات
رواه ابن أبي شيبة في مصنفه بهذا السياق ورواه ابن مردويه في كتاب الأدعية له وزاد بعد قوله والإنس اللهم إنا نعوذ بك أن يفرط علينا أحد منهم أو أن يطغى
833 وعن علقمة بن مرثد قال كان الرجل إذا كان من خاصة الشعبي أخبره بهذا الدعاء اللهم إله جبريل وميكائيل وإسرافيل وإله إبراهيم وإسماعيل وإسحاق عافني ولا تسلطن أحدا من خلقك علي بشيء لا طاقة لي به
وذكر أن رجلا أتى أميرا فقالها فأرسله
الشعبي اسمه عامر بن شراحيل
834 وعن أبي مجلز واسمه لاحق بن حميد قال من خاف من أمير ظلما فقال رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد نبيا وبالقرآن حكما وإماما نجاه الله منه
رواهما ابن أبي شيبة في مصنفه
ما يقول إذا خاف شيطانا أو غيره
835 عن سهيل رضي الله عنه قال أرسلني أبي إلى بني حارثة قال ومعي غلام لنا أو صاحب لنا فناداه مناد من حائط باسمه قال وأشرف الذي معي على الحائط فلم ير شيئا فذكرت ذلك لأبي فقال لو شعرت أنك تلقى هذا لم أرسلك ولكن إذا سمعت صوتا فناد بالصلاة فإني سمعت أبا هريرة رضي الله عنه يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال ( إن الشيطان إذا نودي بالصلاة ولى وله حصاص )
انفرد به مسلم
الحصاص بضم الحاء وتكرير الصاد مهملتين وهو الضراط وقد جاء مصرحا به في الصحيح وقال ابن سيده في المحكم الحص والحصاص شدة العدو
في سرعة والحصاص أيضا الضراط
836 وعن يحيى بن سعيد أنه قال لما أسري برسول الله صلى الله عليه وسلم رأى عفريتا من الجن يطلبه بشعلة من نار كلما التفت النبي صلى الله عليه وسلم رآه فقال له جبريل ألا أعلمك كلمات تقولهن إذا قلتهن طفئت شعلته وخر لفيه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بلى فقال جبريل قل أعوذ بوجه الله الكريم وبكلمات الله التامات التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر من شر ما ينزل من السماء ومن شر ما يعرج فيها وشر ما ذرأ في الأرض وشر ما يخرج منها ومن فتن الليل والنهار ومن طوارق الليل والنهار إلا طارقا يطرق بخير يا رحمن
رواه مالك في الموطأ هكذا معضلا وهو عند النسائي موصول من حديث يحيى ابن سعيد عن محمد بن عبد الرحمن بن سعد بن زرارة عن عياش السلمي عن عبد الله بن مسعود مرفوعا بمثل معناه وأخرجه الطبراني في كتاب الدعاء من حديث يحيى عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن ابن مسعود بنحوه
837 وعن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعلمهم من الفزع كلمات ( أعوذ بكلمات الله التامة من غضبه وشر عباده ومن همزات الشياطين وأن يحضرون ) وكان عبد الله بن عمرو يلقنهن من عقل من بنيه ومن لم يعقل كتبه فأعلقه عليه
رواه أبو داود واللفظ له والترمذي والنسائي والحاكم في المستدرك وقال الترمذي حسن غريب
ما يقول إذا غلبه أمر
838 عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز وإن أصابك شيء فلا تقل لو أني فعلت كان كذا وكذا ولكن قل قدر الله وما شاء فعل فإن لو تفتح عمل الشيطان )
رواه مسلم والنسائي وابن ماجه وفي رواية للنسائي ولا تضجر فإن غلبك أمر فقل قدر الله وما شاء صنع وإياك واللو فإن اللو تفتح عمل الشيطان
839 وعن عوف بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قضى بين رجلين فقال المقضي عليه حسبي الله ونعم الوكيل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ردوا علي الرجل ) فقال ( ما قلت ) قال قلت حسبي الله ونعم الوكيل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن الله يلوم على العجز ولكن عليك بالكيس وإذا غلبك أمر فقل حسبي الله ونعم الوكيل )
رواه أبو داود والنسائي واللفظ له
العجز ترك ما يجب فعله بالتسويف والكيس هنا يجري مجرى الرفق
840 وعن عائشة رضي الله عنها في حديث الإفك أنها قالت والله ما أجد لكم مثلا إلا قول أبي يوسف { فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون } يوسف 18
رواه الجماعة إلا الترمذي
ما يقول إذا استصعب عليه أمر
841 عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلا وأنت تجعل الحزن سهلا إذا شئت )
رواه ابن حبان في صحيحه
ما يقول إذا عرضت له حاجة
842 عن عثمان بن حنيف رضي الله عنه أن أعمى أتى إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله ادع الله أن يعافيني قال ( إن شئت دعوت وإن شئت صبرت فهو خير لك ) قال فادعه قال فأمره أن يتوضأ فيحسن وضوءه ويدعو بهذا الدعاء ( اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد نبي الرحمة إني أتوجه بك إلى ربي في حاجتي هذه لتقضى لي اللهم فشفعه في )
رواه الترمذي واللفظ له والنسائي وابن ماجه والحاكم في المستدرك وقال صحيح على شرط الشيخين وزاد فيه فدعا بهذا الدعاء فقام وقد أبصر وقال الترمذي حسن صحيح غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه من حديث أبي جعفر وهو غير الخطمي زاد النسائي في بعض طرقه فتوضأ ثم صل ركعتين
843 وعن عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنهما قال خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما فقعد فقال ( من كانت له حاجة إلى الله أو إلى أحد من بني آدم فليتوضأ وليحسن وضوءه ثم ليصل ركعتين ثم يثني على الله
ويصلي على النبي صلى الله عليه وسلم وليقل لا إله إلا الله الحليم الكريم سبحان الله رب العرش العظيم الحمد لله رب العالمين أسألك عزائم مغفرتك والعصمة من كل ذنب والسلامة من كل إثم )
رواه الحاكم في المستدرك
ما يدعو به لحفظ القرآن
844 عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ جاءه علي بن أبي طالب رضي الله عنه فقال بأبي أنت وأمي تفلت هذا القرآن من صدري فما أجدني أقدر عليه فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ( يا أبا الحسن أفلا أعلمك كلمات ينفعك الله بهن وينفع بهن من علمته ويثبت ما تعلمت في صدرك ) قال أجل يا رسول الله فعلمني قال ( إذا كان ليلة الجمعة فإن استطعت أن تقوم في ثلث الليل الآخر فإنها ساعة مشهودة والدعاء فيه مستجاب وقد قال أخي يعقوب لبنيه { سوف أستغفر لكم ربي } يوسف 98 يقول حتى تأتي ليلة الجمعة فإن لم تستطع فقم في وسطها فإن لم تستطع فقم في أولها فصل أربع ركعات تقرأ في الركة الأولى بفاتحة الكتاب وسورة يس وفي الركعة الثانية بفاتحة الكتاب وحم والدخان وفي الركعة الثالثة بفاتحة الكتاب والم تنزيل السجدة وفي الركعة الرابعة بفاتحة الكتاب وتبارك المفصل فإذا فرغت من التشهد فاحمد الله وأحسن الثناء على الله وصل علي وأحسن وعلى سائر النبيين واستغفر للمؤمنين والمؤمنات ولإخوانك الذين سبقوك بالإيمان ثم قل في آخر ذلك اللهم ارحمني بترك المعاصي أبدا ما أبقيتني وارحمني أن أتكلف ما لا يعنيني وارزقني حسن النظر فيما يرضيك عني اللهم بديع السماوات والأرض ذا الجلال والإكرام والعزة التي لا ترام أسألك يا الله
يا رحمن بجلالك ونور وجهك أن تلزم قلبي حفظ كتابك كما علمتني وارزقني أن أتلوه على النحو الذي يرضيك عني اللهم بديع السماوات والأرض ذا الجلال والإكرام والعزة التي لا ترام أسألك يا الله يا رحمن بجلالك ونور وجهك أن تنور بكتابك بصري وأن تطلق به لساني وأن تفرج به عن قلبي وأن تشرح به صدري وأن تغسل به بدني فإنه لا يعينني على الحق غيرك ولا يؤتيه إلا أنت ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
يا أبا الحسن تفعل ذلك ثلاث جمع أو خمسا أو سبعا تجاب بإذن الله والذي بعثني بالحق ما أخطأ مؤمنا قط )
قال ابن عباس فوالله ما لبث علي إلا خمسا أو سبعا حتى جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم في مثل ذلك المجلس فقال يا رسول الله كنت فيما خلا لا آخذ إلا أربع آيات ونحوهن فإذا قرأتهن على نفسي تفلتن وأنا أتعلم اليوم أربعين آية أو نحوها فإذا قرأتها على نفسي فكأنما كتاب الله بين عيني ولقد كنت أسمع الحديث فإذا رددته تفلت وأنا اليوم أسمع الأحاديث فإذا تحدثت بها لم أخرم منها حرفا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذلك ( مؤمن ورب الكعبة أبا الحسن )
رواه الترمذي وهذا لفظه وقال حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث الوليد بن مسلم وفي بعض النسخ وأن تستعمل به بدني بدل تغسل ورواه الحاكم في المستدرك وقال هذا حديث صحيح على شرط الشيخين
ما يقول إذا دخل بيته وإذا خرج منه وإذا أغلق بابه ونحو ذلك
845 عن جابر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( إذا استجنح أو
كان جنح الليل فكفوا صبيانكم فإن الشياطين تنتشر حينئذ فإذا ذهب ساعة من العشاء فخلوهم وأغلق بابك واذكر اسم الله وأطفئ مصباحك واذكر اسم الله وأوك سقاءك واذكر اسم الله وخمر إناءك واذكر اسم الله ولو تعرض عليه شيئا )
رواه الجماعة
جنح الليل بكسر الجيم على المشهور وقيل بفتحها وجنح بفتح النون قيل حين تغيب الشمس
846 وعنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول ( إذا دخل الرجل بيته فذكر الله عند دخوله وعند طعامه قال الشيطان لا مبيت لكم ولا عشاء وإذا دخل فلم يذكر الله عند دخوله قال الشيطان أدركتم المبيت وإذا لم يذكر الله عند طعامه قال الشيطان أدركتم المبيت والعشاء )
رواه مسلم وأبو داود والنسائي وابن ماجه
847 وعن أم سلمة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا خرج من بيته قال ( بسم الله توكلت على الله اللهم إنا نعوذ بك أن نزل أو نزل أو نضل أو نضل أو نظلم أو نظلم أو نجهل أو يجهل علينا )
رواه الأربعة والحاكم في المستدرك وهذا لفظ الترمذي وقال حسن صحيح وقال الحاكم صحيح على شرط الشيخين ولفظ أبي داود ما خرج النبي
صلى الله عليه وسلم من بيتي قط إلا رفع طرفه إلى السماء فقال ( اللهم إني أعوذ بك أن أضل أو أضل أو أزل أو أزل أو أظلم أو أظلم أو أجهل أو يجهل علي )
848 وعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( إذا خرج الرجل من بيته فقال بسم الله توكلت على الله لا حول ولا قوة إلا بالله قال يقال حينئذ هديت وكفيت ووقيت فيتنحى له الشيطان فيقول شيطان آخر كيف لك برجل قد هدي وكفي ووقي )
رواه أبو داود واللفظ له والترمذي النسائي وابن حبان في صحيحه وقال الترمذي حسن غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه ورواه ابن ماجه من حديث أبي هريرة بمعناه
849 وعن أبي مالك الأشعري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إذا ولج الرجل بيته فليقل اللهم إني أسألك خير المولج وخير المخرج بسم الله ولجنا وبسم الله خرجنا وعلى الله توكلنا ثم ليسلم على أهله )
رواه أبو داود
850 وعن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( يا بني إذا دخلت على أهلك فسلم يكون بركة عليك وعلى أهل بيتك )
رواه الترمذي وقال (1)
851 وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا
1- حسن غريب
خرج من بيته يقول ( بسم الله لا حول ولا قوة إلا بالله التكلان على الله )
رواه الحاكم في المستدرك وقال صحيح على شرط مسلم
وعن مالك رحمه الله أنه بلغه أنه كان يستحب إذا دخل البيت غير المسكون أن يقول الذي يدخله السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين
أخرجه في الموطأ
852 وعن عمر بن عبد العزيز رحمه الله أنه كان إذا دخل بيتا قال بسم الله ولا قوة إلا بالله والسلام على نبي الله اللهم افتح لي أبواب رحمتك وأدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا وهب لي من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب اللهم احفظني من فوقي أن أختطف ومن تحت رجلي أن يخسف بي وعن يميني وعن شمالي من الشيطان الرجيم
رواه ابن أبي شيبة في مصنفه
ما يقول إذا سمع صياح الديكة ونهيق الحمير ونباح الكلاب
853 عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( إذا سمعتم صياح الديكة فسلوا الله من فضله فإنها رأت ملكا وإذا سمعتم نهيق الحمار فتعوذوا بالله من الشيطان الرجيم فإنها ترى ما لا ترون وأقلوا الخروج إذا جدت فإن الله يبث في ليله من خلقه من شاء )
رواه أبو داود والنسائي والحاكم في المستدرك واللفظ له وقال صحيح على شرط مسلم
ما يقول عند الكسوف
854 عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا يخسفان لموت أحد ولا لحياته فإذا رأيتم ذلك فادعوا الله وكبروا وصلوا وتصدقوا )
مختصر رواه البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي
855 وعن أبي موسى رضي الله عنه قال خسفت الشمس فقام النبي صلى الله عليه وسلم فزعا يخشى أن تكون الساعة فأتى المسجد فصلى بأطول قيام وركوع وسجود ما رأيته قط يفعله وقال ( هذه الآيات التي يرسل الله عز وجل لا تكون لموت أحد ولا لحياته ولكن يخوف الله بها عباده فإذا رأيتم شيئا من ذلك فافزعوا إلى ذكر الله ودعائه واستغفاره )
متفق عليه
856 وعن عبد الرحمن بن سمرة رضي الله عنه قال كنت أرتمي بأسهم لي بالمدينة في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ كسفت الشمس فنبذتها وقلت والله لأنظرن إلى ما حدث لرسول الله صلى الله عليه وسلم في كسوف الشمس قال فأتيته وهو قائم في الصلاة رافع يديه فجعل يسبح ويحمد ويهلل ويكبر ويدعو حتى حسر عنها قال فلما حسر عنها قرأ سورتين وصلى ركعتين
رواه مسلم وأبو داود والنسائي
ما يدعو به في الاستسقاء
857 عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رجلا دخل يوم الجمعة من باب كان وجاه المنبر ورسول الله صلى الله عليه وسلم قائما يخطب فاستقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم قائما فقال يا رسول الله هلكت الأموال وانقطعت السبل فادع الله يغيثنا قال فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يديه فقال ( اللهم اسقنا اللهم اسقنا ) قال أنس ولا والله ما نرى في السماء من سحاب ولا قزعة ولا شيئا ولا بيننا وبين سلع من بيت ولا دار قال فطلعت من ورائه سحابة مثل الترس فلما توسطت السماء انتشرت ثم أمطرت فلا والله ما رأينا الشمس ستا ثم دخل رجل من ذلك الباب في الجمعة المقبلة ورسول الله صلى الله عليه وسلم قائم يخطب فاستقبله قائما فقال يا رسول الله هلكت الأموال وانقطعت السبل فادع الله يمسكها قال فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يديه ثم قال ( اللهم حوالينا ولا علينا اللهم على الآكام والآجام والظراب والأودية ومنابت الشجر ) قال فانقطعت وخرجنا نمشي في الشمس قال شريك فسألت أنسا أهو الرجل الأول قال لا أدري
متفق عليه ولفظ مسلم اللهم أغثنا اللهم أغثنا اللهم أغثنا
( سلع ) بفتح السين وسكون اللام وبالعين المهملة جبيل بسوق المدينة و ( الآكام ) قال ابن سيده الأكمة التل من القف من حجارة واحدة وقيل هو دون الجبال وقيل هو الموضع الذي هو أشد ارتفاعا مما حوله وهو غليظ لا يبلغ أن يكون حجرا والجمع أكم وأكم وأكم وأكام وآكام وأكم كأفلس الأخيرة عن ابن جني واستأكم الموضع صار أكما قال والأجمة يعني بفتح الجيم الشجر الكثير الملتف والجمع أجم وأجم وآجام وأجام انتهى و ( الظراب ) هي الجبال الصغار واحدها ظرب بكسر الراء
858 وعن عائشة رضي الله عنها قالت شكا الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قحوط المطر فأمر بمنبر فوضع له في المصلى وواعد الناس يوما يخرجون فيه قالت عائشة فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم حين بدا حاجب الشمس فقعد على المنبر فكبر وحمد الله عز وجل ثم قال ( إنكم شكوتم جدب دياركم واستئخار المطر عن إبان زمانه عنكم وقد أمركم الله عز وجل أن تدعوه ووعدكم أن يستجيب لكم ثم قال الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين لا إله إلا الله يفعل ما يريد اللهم أنت الله لا إله إلا أنت الغني ونحن الفقراء أنزل علينا الغيث واجعل ما انزلت لنا قوة وبلاغا إلى خير ) ثم رفع يديه فلم يزل في الرفع حتى بدا بياض إبطيه ثم حول إلى الناس ظهره وقلب أو حول رداءه وهو رافع يديه ثم أقبل على الناس ونزل فصلى ركعتين فأنشأ الله سحابة فرعدت وبرقت ثم أمطرت بإذن الله فلم يأت مسجده حتى سالت السيول فلما رأى سرعتهم إلى الكن ضحك حتى بدت نواجذه فقال ( أشهد أن الله على كل شيء قدير وأني عبد الله ورسوله )
رواه أبو داود واللفظ له وقال هذا حديث غريب إسناده جيد ورواه الحاكم وابن حبان في صحيحيهما وقال الحاكم (1) على شرط الشيخين
859 وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال أتت النبي صلى الله عليه وسلم بواك فقال ( اللهم اسقنا غيثا مغيثا مريئا مريعا نافعا غير ضار عاجلا غير آجل ) قال فأطبقت عليهم السماء
رواه أبو داود
وقوله بواك هو بالباء الموحدة المفتوحة جمع باكية كذا هو في غير
1- صحيح
ما نسخة من السنن وذكر الخطابي قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يواكي بضم الياء باثنتين من تحتها وقال معناه التحامل على يديه إذا رفعهما ومدهما في الدعاء ومن هذا التوكؤ على العصا وهو التحامل عليها
( المريء ) بفتح الميم وبالمد والهمز هو المحمود العاقبة الذي لا وباء فيه و ( المريع ) بفتح الميم وكسر الراء من المراعة وهي الخصب وروي بضم الميم وبالباء الموحدة من قولهم ارتبع البعير وتربع إذا أكل الربيع وروي أيضا بضم الميم وبالمثناة فوق من قولهم رتعت الماشية ترتع رتوعا إذا أكلت ما شاءت وأرتع الغيث أنبت ما ترتع فيه الماشية
860 وعن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا استسقى قال ( اللهم اسق عبادك وبهائمك وانشر رحمتك وأحي بلدك الميت )
رواه أبو داود
861 وعن سمرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا استسقى قال ( اللهم أنزل على أرضنا زينتها وسكنها )
862 وعن عامر بن خارجة بن سعد عن جده سعد رضي الله عنه أن قوما شكوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قحط المطر قال فقال ( اجثوا على الركب ثم قولوا يا رب يا رب ) قال ففعلوا فسقوا حتى أحبوا أن يكشف عنهم
863 وعن جعفر بن عمرو بن حريث عن أبيه عن جده رضي الله
عنهما قال خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم نستسقي فصلى بنا ركعتين ثم قلب رداءه ورفع يديه فقال ( اللهم ضاحت جبالنا واغبرت أرضنا وهامت دوابنا معطي الخيرات من أماكنها ومنزل الرحمة من معادنها ومجري البركات على أهلها بالغيث المغيث أنت المستغفر الغفار فنستغفرك للحامات من ذنوبنا ونتوب إليك من عوام خطايانا اللهم فأرسل السماء علينا مدرارا وأهل بالغيث وألف من تحت عرشك حيث ينفعنا ويعود علينا غيثا عاما طبقا غبقا مجللا غدقا خصبا راتعا ممرع النبات )
روى الثلاثة أبو عوانة في مسنده الصحيح
ضاحت جبالنا هي فاعل من ضحى المكان وضحي لغتان إذا برز للشمس يضحى المعنى أن السنة أحرقت النبات فبرزت الأرض للشمس وهامت دوابنا أي عطشت والهيمان العطشان والهائم أيضا الذاهب على وجهه
والحامات المهمات يقال أحمت الحاجة إذا أهمت ولزمت وحمة كل شيء معظمه والطبق الذي يطبق وجه الأرض والمجلل بكسر اللام الذي يجلل الأرض بالماء أو النبات والغدق الغزير وقيل الكثير القطر والخصب بكسر الخاء ضد الجدب
864 وعن أنس رضي الله عنه أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان إذا قحطوا استسقى بالعباس بن عبد المطلب فقال اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا صلى الله عليه وسلم فتسقينا وإنا نتوسل إليك بعم نبينا صلى الله عليه وسلم فاسقنا قال فيسقون
انفرد به البخاري
ما يقول إذا هاجت الريح
865 عن عائشة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم أنها قالت كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا عصفت الريح قال ( اللهم إني أسألك خيرها وخير ما فيها وخير ما أرسلت به وأعوذ بك من شرها وشر ما فيها وشر ما أرسلت به )
مختصر رواه مسلم والترمذي والنسائي وأخرجه الطبراني رحمه الله تعالى في كتاب الدعاء من حديث ابن عباس وزاد في آخره اللهم اجعلها رياحا ولا تجعلها ريحا اللهم اجعلها رحمة ولا تجعلها عذابا
عصفت الريح وأعصفت إذا اشتد هبوبها
866 وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( الريح من روح الله تأتي بالرحمة وتأتي بالعذاب فإذا رأيتموها فلا تسبوها وسلوا الله خيرها واستعيذوا بالله من شرها )
رواه أبو داود واللفظ له والنسائي وابن ماجه والحاكم وابن حبان في صحيحيهما
867 وعن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال بينا أنا أسير مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الجحفة والأبواء إذ غشيتنا ريح مظلمة شديدة فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يتعوذ بأعوذ برب الفلق وأعوذ برب الناس ويقول ( يا عقبة تعوذ بهما فما تعوذ متعوذ بمثلهما ) قال وسمعته يؤمنا بهما في الصلاة
رواه أبو داود
868 وعن أبي بن كعب رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لا تسبوا الريح فإذا رأيتم ما تكرهون فقولوا اللهم إنا نسألك من خير هذه الريح وخير ما فيها وخير ما أمرت به ونعوذ بك من شر هذه الريح وشر ما فيها وشر ما أمرت به )
رواه الترمذي والنسائي واللفظ للترمذي وقال هذا حديث حسن صحيح
869 وعن سلمة بن الأكوع رضي الله عنه يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال كان إذا اشتد الريح يقول ( اللهم لقحا لا عقيما )
رواه ابن حبان في صحيحه
لقحا بفتح اللام مع فتح القاف وسكونها وهي الحاملة للسحاب والعقيم بعكسها
ما يقول إذا سمع الرعد
870 عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال كان رسول صلى الله عليه وسلم إذا سمع الرعد والصواعق قال ( اللهم لا تقتلنا بغضبك ولا تهلكنا بعذابك وعافنا قبل ذلك )
رواه الترمذي والنسائي والحاكم في المستدرك ولفظهم واحد
871 وعن عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما أنه كان إذا سمع الرعد ترك
الحديث وقال سبحان الذي يسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته
رواه مالك في الموطأ
ما يقول إذا رأى سحابا مقبلا
872 عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا رأى سحابا مقبلا من أفق الآفاق ترك ما هو فيه وإن كان في صلاة حتى تستقبله فيقول ( اللهم إنا نعوذ بك من شر ما أرسل به ) فإن أفطر قال ( اللهم سيبا نافعا ) وإن كشفه الله ولم يمطر حمد الله على ذلك
رواه أبو داود والنسائي وابن ماجه واللفظ للنسائي
( السيب ) بفتح السين المهملة وسكون الياء المثناة وهو العطاء
ما يقول إذا رأى المطر
873 عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا رأى المطر قال ( اللهم صيبا نافعا )
انفرد به البخاري
( صيبا ) هو بتشديد المثناة قال ابن سيده في المحكم صاب المطر صوبا وانصاب كلاهما انصب ومطر صوب وصيب وصوب وقوله تعالى { أو كصيب من السماء } البقرة 19 الصيب هنا المطر
ما يقول إذا كثر المطر وخيف منه الضرر
قد تقدم قريبا في الاستسقاء في حديث أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال له الرجل يا رسول الله هلكت الأموال وانقطعت السبل فادع الله يمسكها
رفع يديه ثم قال ( اللهم حوالينا ولا علينا اللهم على الآكام والآجام والظراب والأدوية ومنابت الشجر )
ما يقول إذا رأى ليلة القدر
874 عن عائشة رضي الله عنها قالت قلت يا رسول الله إن علمت أي ليلة ليلة القدر ما أقول فيها قال ( قولي اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني )
رواه الترمذي والنسائي وابن ماجه والحاكم في المستدرك وهذا لفظ الترمذي وقال حسن صحيح وقال الحاكم صحيح على شرط الشيخين
ما يقول إذا رأى الهلال
875 عن طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا رأى الهلال قال ( اللهم أهله علينا باليمن والإيمان والسلامة والإسلام ربي وربك الله )
رواه الترمذي وهذا لفظه وقال حسن غريب ورواه ابن حبان في صحيحه وزاد بعد قوله والإسلام والتوفيق لما تحب وترضى ورواه الدارمي في مسنده من حديث ابن عمر وزاد في أوله الله أكبر
876 وعن علي رضي الله عنه أنه كان يقول إذا رأى الهلال اللهم ارزقنا نصره وخيره وبركته وفتحه ونوره ونعوذ بك من شره وشر ما بعده
877 وعن حسين بن علي قال سألت هشام بن حسان أي شيء كان الحسين يقول إذا رأى الهلال قال كان يقول اللهم اجعله شهر بركة ونور وأجر ومعافاة اللهم إنك قاسم بين عبادك فيه خيرا فاقسم لنا فيه من خير ما تقسم بين عبادك الصالحين
رواهما ابن أبي شيبة في مصنفه
ما يقول إذا نظر إلى القمر
878 عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم نظر إلى القمر فقال ( يا عائشة استعيذي بالله من شر هذا فإن هذا الغسق إذا وقب )
رواه الترمذي والنسائي والحاكم في المستدرك واللفظ للترمذي وقال حسن صحيح وقال الحاكم صحيح الإسناد
وقب القمر وقوبا دخل في الظل الصنوبري الذي يكسفه قاله ابن سيده
ما يقول إذا نظر في المرآة
879 عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( اللهم أنت حسنت خلقي فحسن خلقي )
رواه ابن حبان في صحيحه ورواه البيهقي في كتاب الدعوات من حديث عائشة وقال فيه كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا نظر إلى وجهه في المرآة قال فذكره وأخرجه أبو بكر بن مردويه في كتاب الأدعية من حديث أبي هريرة وعائشة
ولفظه إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا نظر في المرآة قال ( اللهم كما أحسنت خلقي فأحسن خلقي وحرم وجهي على النار )
ما جاء في السلام
880 عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( خلق الله آدم على صورته طوله ستون ذراعا فلما خلقه قال اذهب فسلم على أولئك النفر من الملائكة جلوس فاسمع ما يحيونك فإنها تحيتك وتحية ذريتك فقال السلام عليكم فقالوا السلام عليكم ورحمة الله فزادوه ورحمة الله فكل من يدخل الجنة على صورة آدم فلم يزل الخلق ينقص بعد حتى الآن )
رواه البخاري ومسلم والنسائي
السلام بمعنى السلامة فإذا سلم المسلم على المسلم فكأنه يعلمه بالسلامة من ناحية ويؤمنه من شره وغائلته كأنه يقول له أنا سلم لك غير حرب وولي غير عدو وقيل إنما هو اسم من أسماء الله عز وجل فإذا قال المؤمن لأخيه سلام عليكم فإنما يعوذه بالله ويبرك عليه باسمه قاله الخطابي رحمه الله
881 وعن عمران بن حصين رضي الله عنهما قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال السلام عليكم فرد عليه ثم جلس فقال النبي صلى الله عليه وسلم ( عشر ) ثم جاء آخر فقال السلام عليكم ورحمة الله فرد عليه فجلس فقال ( عشرون ) ثم جاء آخر فقال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته فرد عليه فجلس فقال ( ثلاثون )
رواه أبو داود واللفظ له والترمذي والنسائي وقال الترمذي حسن غريب من هذا الوجه من حديث عمران بن حصين ورواه أبو داود أيضا من حديث
معاذ بن أنس بمعناه وزاد فيه ثم أتى آخر فقال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ومغفرته فقال ( أربعون ) وقال هكذا تكون الفضائل
882 وعن جابر بن سليم رضي الله عنه قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت عليك السلام فقال ( لا تقل عليك السلام ولكن قل السلام عليك ) وذكر قصة طويلة
رواه أبو داود والترمذي وهذا لفظ الترمذي وقال حسن صحيح وفي رواية أبي داود والنسائي عن أبي جري بضم الجيم وبالراء المهملة وقد اختلف في اسمه فقيل جابر بن سليم وقيل سليم بن جابر وقال البخاري إن الصحيح جابر بن سليم ورجحه ابن عبد البر أيضا وليس له في كتب الأربعة سوى ثلاثة أحاديث هذا أحدها وليس له في الصحيحين شيء
ما يقول إذا بلغ سلاما
883 عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لها ( يا عائشة هذا جبريل يقرأ عليك السلام ) فقالت وعليه السلام ورحمة الله وبركاته ترى ما لا نرى تريد النبي صلى الله عليه وسلم
رواه الجماعة
884 وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال أتى جبريل النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله هذه خديجة قد أتت معها إناء فيه إدام أو طعام أو شراب فإذا هي أتتك فاقرأ عليها السلام من ربها ومني وبشرها ببيت في الجنة من قصب
لا صخب فيه ولا نصب
رواه البخاري ومسلم والنسائي وفي رواية للنسائي من حديث أنس رضي الله عنه جاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم وعنده خديجة فقال ( إن الله يقرئ خديجة السلام ) فقالت إن الله هو السلام وعلى جبريل السلام وعليك السلام ورحمة الله
ما يقول لأهل الكتاب إذا سلموا عليه
885 عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( إذا سلم عليكم اليهود فإنما يقول أحدهم السام عليك فقل وعليك )
رواه الجماعة إلا ابن ماجه وفي رواية الترمذي ورواية لمسلم والنسائي فقل عليك بغير واو وقال الخطابي هكذا يرويه عامة المحدثين بالواو وكان سفيان ابن عيينة يرويه عليكم بحذف الواو وهو الصواب وذلك أنه إذا حذف الواو صار قولهم الذي قالوه بعينه مردودا عليهم وبإدخال الواو يقع الاشتراك معهم والدخول فيما قالوه لأن الواو حرف العطف والاجتماع بين الشيئين والسام فسروه الموت هذا آخر كلامه وقال غيره أما من فسر السام بالموت فلا يبعد الواو ومن فسره بالسآمة وهي الملالة أي تسأمون دينكم فإسقاط الواو هو الوجه
ما يقول إذا عطس وما يقال له
886 عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( إذا عطس أحدكم فليقل الحمد لله وليقل له أخوه أو صاحبه يرحمك الله فإذا قال له
يرحمك الله فليقل يهديك الله ويصلح بالكم )
رواه البخاري وأبو داود والنسائي وعند أبي داود فليقل الحمد لله على كل حال
بالكم يعني شأنكم
887 وعن رفاعة بن رافع رضي الله عنهما قال صليت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم فعطست فقلت الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه كما يحب ربنا ويرضى فلما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم انصرف فقال ( من المتكلم في الصلاة ) فقال رفاعة بن رافع بن عفراء أنا يا رسول الله قال ( كيف قلت ) قال قلت الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه مباركا عليه كما يحب ربنا ويرضى فقال النبي صلى الله عليه وسلم ( والذي نفسي بيده لقد ابتدرها بضعة وثلاثون ملاكا أيهم يصعد بها )
رواه أبو داود والترمذي والنسائي وهذا لفظ الترمذي وقال حديث حسن قال وكأن هذا الحديث عند بعض أهل العلم أنه في التطوع لأن غير واحد من التابعين قالوا إذا عطس الرجل في الصلاة المكتوبة إنما يحمد الله في نفسه ولم يوسعوا بأكثر من ذلك
888 وعن سالم بن عبيد رضي الله عنه أنه كان مع القوم في سفر فعطس رجل من القوم فقال السلام عليكم فقال وعليك وعلى أمك فكأن
الرجل وجد في نفسه قال أما إني لم أقل إلا ما قال النبي صلى الله عليه وسلم عطس رجل عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال السلام عليكم فقال النبي صلى الله عليه وسلم ( وعليك وعلى أمك إذا عطس أحدكم فليقل الحمد لله رب العالمين وليقل له من يرد عليه يرحمك الله وليقل يغفر الله لي ولكم )
رواه أبو داود والترمذي والنسائي وابن حبان في صحيحه واللفظ للترمذي وقال هذا حديث حسن اختلفوا في روايته عن منصور وقد أدخلوا بين هلال ابن يساف وبين سالم رجلا انتهى كلام الترمذي وليس لسالم في الكتب الستة سوى حديثين أحدهما هذا والثاني أغمى على النبي صلى الله عليه وسلم في مرضه
رواه الترمذي في الشمائل وابن ماجه
889 وعن أبي أيوب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( إذا عطس أحدكم فليقل الحمد لله على كل حال وليقل الذي يرد عليه يرحمك الله وليقل هو يهديكم الله ويصلح بالكم )
رواه الترمذي والنسائي والحاكم في المستدرك واللفظ للترمذي
890 وعن نافع أن رجلا عطس إلى جنب ابن عمر فقال الحمد لله والسلام على رسول الله فقال ابن عمر وأنا أقول الحمد لله والسلام على رسول الله وليس هكذا علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم علمنا أن نقول ( الحمد لله على كل حال )
رواه الترمذي وهذا لفظه وقال غريب لا نعرفه إلا من حديث زياد بن الربيع ورواه الحاكم في المستدرك وقال صحيح الإسناد
891 وعن علي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( إذا عطس أحدكم فليقل الحمد لله على كل حال ويرد عليه يرحمكم الله ويرد عليهم يغفر الله لنا ولكم )
رواه النسائي وابن ماجه والحاكم في المستدرك من حديث ابن مسعود
892 وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أنه كان إذا عطس فقيل له يرحمك الله قال يرحمنا الله وإياكم ويغفر لنا ولكم
رواه مالك في الموطأ
ما يقول لأهل الكتاب إذا عطسوا
893 عن أبي موسى رضي الله عنه قال كان اليهود يتعاطسون عند النبي صلى الله عليه وسلم يرجون أن يقول لهم يرحمكم الله فيقول ( يهديكم الله ويصلح بالكم )
رواه أبو داود والترمذي والنسائي والحاكم في المستدرك وقال الترمذي واللفظ له حسن صحيح
ما يقول إذا بشر بما يسره
894 عن عائشة رضي الله عنها في حديث أهل الإفك أنها قالت فلما سري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يضحك يعني عند نزول الوحي فكان أول
كلمة تكلم بها أن قال لي ( يا عائشة احمدي الله فقد برأك الله )
رواه الجماعة إلا الترمذي
895 وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( والذي نفسي يبده إني لأرجو أن تكونوا ربع أهل الجنة ) فحمدنا الله وكبرنا ثم قال ( والذي نفسي بيده إني لأطمع أن تكونوا ثلث أهل الجنة ) فحمدنا الله وكبرنا ثم قال ( والذي نفسي بيده إني لأطمع أن تكونوا شطر أهل الجنة إن مثلكم في الأمم كمثل الشعرة البيضاء في جلد الثور الأسود أو كالرقمة في ذراع الحمار )
متفق عليه
896 وعن عمرو بن ميمون أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أرسل ابنه عبد الله إلى عائشة رضي الله عنها يستأذن له أن يدفن مع صاحبيه فلما أقبل عبد الله قال عمر ما لديك قال الذي تحب يا أمير المؤمنين أذنت فقال الحمد لله ما كان شيء أهم إلي من ذلك
انفرد به البخاري
ما يقول إذا رأى من نفسه أو ماله أو أخيه ما يعجبه
897 عن عامر بن ربيعة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
( إذا رأى أحدكم من نفسه أو ماله أو أخيه شيئا يعجبه فليدع بالبركة فإن العين حق )
مختصر رواه النسائي وابن ماجه والحاكم في المستدرك وهذا لفظ النسائي
ما يقول لأخيه إذا رآه يضحك
898 عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال استأذن عمر بن الخطاب رضي الله عنه على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعنده نسوة من قريش يكلمنه ويستكثرنه عالية أصواتهن على صوته فلما استأذن عمر بن الخطاب قمن فبادرن الحجاب فأذن له رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخل عمر ورسول الله صلى الله عليه وسلم يضحك فقال عمر أضحك الله سنك يا رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( عجبت من هؤلاء اللاتي كن عندي فلما سمعن بصوتك ابتدرن الحجاب ) فقال عمر فأنت أحق أن يهبن يا رسول الله ثم قال عمر يا عدوات أنفسهن أتهبنني ولا تهبن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلن نعم أنت أفظ وأغلظ من رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إيه يا بن الخطاب والذي نفسي بيده ما لقيك الشيطان سالكا فجا قط إلا سلك فجا غير فجك )
رواه البخاري ومسلم والنسائي
الفج الطريق الواسع ومنه قوله تعالى { فجاجا سبلا } الأنبياء 31 أي طرقا واسعة وكل منحرف بين جبلين فج
ما يقول لأخيه إذا قال إني لأحبك
899 عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال كنت جالسا عند
رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ مر رجل فقال رجل من القوم يا نبي الله والله أني لأحب هذا الرجل قال ( هل أعلمته ذلك ) قال لا قال ( قم فأعلمه ) فقام إليه فقال يا هذا والله إني لأحبك قال أحبك الله الذي أحببتني له
رواه أبو داود والنسائي وابن حبان في صحيحه واللفظ للنسائي
ما يقول لأخيه إذا قال له غفر الله لك
900 عن عاصم عن عبد الله بن سرجس قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم وأكلت معه خبزا ولحما أو قال ثريدا قال فقلت له استغفر لك رسول الله صلى الله عليه وسلم قال نعم ولك ثم تلا هذه الآية { واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات } محمد 19
مختصر رواه مسلم والنسائي وفي إحدى رواياته فقلت غفر الله لك يا رسول الله قال ( ولك )
ما يقول لمن صنع إليه معروفا
910 عن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من استعاذ بالله فأعيذوه ومن سألكم بالله فأعطوه ومن استجار بالله فأجيروه ومن آتى إليكم معروفا فكافئوه فإن لم تجدوا فادعوا له حتى يعلم أن قد كافأتموه )
رواه أبو داود والنسائي والحاكم وابن حبان في صحيحيهما واللفظ للنسائي وقال الحاكم صحيح على شرط الشيخين
902 وعن أنس رضي الله عنه قال قالت المهاجرون يارسول الله
ذهب الأنصار بالأجر كله ما رأينا قوما أحسن بذلا لكثير ولا أحسن مواساة في قليل منهم ولقد كفونا المؤنة قال ( أليس تثنون عليهم به وتدعون الله لهم ) قالوا بلى قال ( فذاك بذاك )
رواه أبو داود والنسائي واللفظ له
903 وعن أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من صنع إليه معروف فقال لفاعله جزاك الله خيرا فقد أبلغ في الثناء )
رواه الترمذي والنسائي وابن حبان في صحيحه بهذا اللفظ وقال الترمذي حسن جيد غريب لا نعرفه من حديث أسامة بن زيد إلا من هذا الوجه
وقد تقدم من هذا النوع عدة أحاديث في الباب السابع
ما يقول لأخيه إذا عرض عليه أهله أو ماله
904 عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قدم عبد الرحمن بن عوف فآخى النبي صلى الله عليه وسلم بينه وبين سعد بن الربيع الأنصاري وعند الأنصاري امرأتان فعرض عليه أن يناصفه أهله وماله فقال بارك الله لك في أهلك ومالك
مختصر رواه البخاري والترمذي والنسائي
ما يقول لأخيه إذا وفاه دينه
905 عن أبي هريرة رضي الله عنه قال كان لرجل عند النبي صلى الله عليه وسلم
سن من الإبل فجاءه يتقاضاه فقال ( أعطوه ) فطلبوا سنه فلم يجدوا إلا سنا فوقها فقال ( أعطوه ) فقال أوفيتني أوفى الله بك قال النبي صلى الله عليه وسلم ( إن خياركم أحسنكم قضاء )
رواه الجماعة إلا أبا داود وفي رواية للبخاري أيضا أوفيتني وفى الله بك وفي أخرى له أوفاك الله
ما يقول عند الذبح
906 عن أنس رضي الله عنه قال ضحى النبي صلى الله عليه وسلم بكبشين أملحين أقرنين وسمى وكبر ووضع رجله على صفاحهما
رواه الجماعة
الأملح قال ابن سيده الملحة من الألوان بياض يشوبه شعرات سود والصفة أملح وكل شعر وصوف ونحوه كان فيه بياض وسواد فهو أملح وجعل بعضهم الأملح الأبيض وقيل الملحة بياض إلى الحمرة ما هو كلون الظباء وقال الصاغاني في العباب بكبش أملح إذا شعره خليسا يعني بالخاء المعجمة وقال في مادة خلس ونساء خلسا أي سمرا قد خالط بياضهن سواد من قولهم شعر خلس وقال الصفاح شبيه بالمسحة في عرض الخد يفرط بها اتساعه
907 وعن عائشة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بكبش أقرن يطأ في سواد ويبرك في سواد وينظر في سواد فأتي به ليضحي به قال لها ( يا
عائشة هلمي المدية ) ثم قال لها ( اشحذيها بحجر ) ففعلت ثم أخذها وأخذ الكبش فأضجعه ثم ذبحه وقال ( بسم الله اللهم تقبل من محمد وآل محمد وأمة محمد صلى الله عليه وسلم ) ثم ضحى به
رواه مسلم وأبو داود
قال الصاغاني في ( العباب ) شحذت السكين الشحذ شحذا أي حددته والمشحذ المسن انتهى وهو بالشين والذال المعجمتين والحاء المهملة
908 وعن جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله عنهما قال ذبح النبي صلى الله عليه وسلم يوم الذبح كبشين أقرنين أملحين موجوءين فلما وجههما قال ( إني وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض على ملة إبراهيم حنيفا وما أنا من المشركين إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا من المسلمين اللهم منك ولك عن محمد وأمته بسم الله والله أكبر ) ثم ذبح
رواه أبو داود واللفظ له وابن ماجه والحاكم في المستدرك وقال صحيح على شرط مسلم
( موجوءين ) أي مرصوصي عروق البيضتين حتى تتفضخا فيكون ذلك كالخصاء والمعروف فيه الهمز وكذلك هو في كتب اللغة وقال ابن الأثير في النهاية ومنهم من يرويه موجيين بغير همز على التخفيف وجيته وجيا فهو موجى قال الشيخ زكي الدين المنذري رحمه الله وهو الذي وقع في سماعنا
909 وعن عمران بن حصين رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال ( يا فاطمة قومي إلى أضحيتك فاشهديها فإنه يغفر لك عند أول قطرة من دمها كل ذنب عملتيه وقولي إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا من المسلمين ) قال عمران قلت يا رسول الله هذا لك ولأهل بيتك خاصة فأهل ذلك أنتم أم للمسلمين عامة قال ( بل للمسلمين عامة )
رواه الحاكم في المستدرك
910 وعن أبي ظبيان واسمه حصين بن جندب عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قلت له قوله عز وجل { والبدن جعلناها لكم من شعائر الله لكم فيها خير فاذكروا اسم الله عليها صواف } الحج 36 قال إذا أردت أن تنحر البدنة فأقمها ثم قال الله أكبر الله أكبر منك ولك ثم سم ثم انحرها قال قلت وأقول ذلك في الأضحية قال والأضحية
رواه الحاكم في المستدرك وقال صحيح على شرط الشيخين
911 وعن قتادة رحمه الله قال يسمى على العقيقة كما يسمي على الأضحية بسم الله عقيقة فلان
رواه ابن أبي شيبة في مصنفه
ما يقول عند قيامه من المجلس
912 عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من جلس في مجلس فكثر في لغطه فقال قبل أن يقوم من مجلسه ذلك سبحانك
اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك إلا غفر له ما كان في مجلسه ذلك )
رواه أبو داود والترمذي والنسائي والحاكم وابن حبان في صحيحيهما وقال الترمذي واللفظ له حسن صحيح غريب من هذا الوجه ورواه النسائي والحاكم في المستدرك من طرق منها عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا جلس مجلسا أو صلى صلاة تكلم بكلمات فسألته عائشة عن الكلمات فقال إن تكلم بخير كان طابعا عليهن إلى يوم القيامة وإن تكلم بغير ذلك كان كفارة له وذكر الحديث هذا لفظ النسائي وله في رواية عنها كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام من مجلسه يكثر أن يقول ( سبحانك ) فذكره وزاد في أوله من طريق آخر سبحان الله وبحمده وعنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( إذا انتهى أحدكم إلى مجلس فليسلم فإن بدا له أن يجلس فليجلس ثم إذا قام فليسلم فليست الأولى بأحق من الآخرة )
رواه أبو داود والترمذي والنسائي وابن حبان في صحيحه واللفظ له وللنسائي والترمذي وقال (1)
913 وعن رافع بن خديج رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم بأخرة إذا اجتمع إليه أصحابه فأراد أن ينهض قال ( سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك عملت سوءا وظلمت نفسي فاغفر لي إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت ) قال قلنا يا رسول الله إن هذه كلمات أحدثتهن قال ( أجل جاءني جبريل فقال يا محمد هي كفارات المجلس )
رواه النسائي والحاكم في المستدرك وهذا لفظ النسائي
قوله بأخرة هو بفتح الهمزة والخاء المعجمة وبالقصر أي في آخر الأمر
1- حديث حسن
914 وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أنه قال كلمات لا يتكلم بهن أحد في مجلسه عند قيامه ثلاث مرات إلا كفر بهن عنه وذكر نحو حديث عائشة المتقدم
رواه أبو داود وابن حبان في صحيحه واللفظ لأبي داود
وقد تقدم في أوائل الباب الثاني حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم ( ما جلس قوم مجلسا لم يذكروا الله فيه ولم يصلوا على نبيهم إلا كان عليهم ترة فإن شاء عذبهم وإن شاء غفر لهم )
ما يقول إذا دخل السوق
915 عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( من دخل السوق فقال لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحي ويميت وهو حي لا يموت بيده الخير وهو على كل شيء قدير كتب الله ألف ألف حسنة ومحا عنه ألف ألف سيئة ورفع له ألف ألف درجة )
رواه الترمذي وابن ماجه وهذا لفظ الترمذي وزاد في رواية أخرى وبنى له بيتا في الجنة ورواه الحاكم في المستدرك من عدة طرق وفي بعضها أن محمد ابن واسع أحد رواته قال فأتيت قتيبة بن مسلم فقلت له أتيتك بهدية فحدثته بالحديث فكان قتيبة بن مسلم يركب في موكبه حتى يأتي السوق فيقولها ثم ينصرف
916 وعن بريدة رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل السوق قال ( بسم الله اللهم إني أسألك خير هذه السوق وخير ما فيها وأعوذ بك من شرها وشر ما فيها اللهم إني أعوذ بك أن أصيب فيها يمينا فاجرة أو صفقة خاسرة )
رواه الحاكم في المستدرك وقال إنه أقرب ما في هذا الباب إلى شرائط كتابه
ما يقول إذا اشترى جارية أو غلاما أو دابة
917 عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده رضي الله عنهم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إذا اشترى أحدكم الجارية أو الغلام أو الدابة فليأخذ بناصيته وليقل اللهم إني أسألك خيره وخير ما جبل عليه وأعوذ بك من شره وشر ما جبل عليه وإذا اشترى بعيرا فليأخذ بذروة سنامه وليقل مثل ذلك )
رواه أبو داود والنسائي وهذا لفظه وابن ماجه والحاكم في المستدرك وقال صحيح على ما ذكرناه من رواية الأئمة الثقات عن عمرو بن شعيب وفي روايته ورواية لأبي داود وليدع بالبركة
ما يقول إذا رأى شيئا فتطير منه
3918 عن عروة بن عامر القرشي رضي الله عنه قال ذكرت الطيرة عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال ( أحسنها الفأل ولا ترد مسلما فإذا رأى أحدكم ما يكره
فليقل اللهم لا يأتي بالحسنات إلا أنت ولا يدفع السيئات إلا أنت ولا حول ولا قوة إلا بك )
رواه أبو داود
وعروة هذا قيل فيه القرشي كما تقدم وقيل فيه الجهني حكاهما البخاري وقال ابن عساكر ولا صحبة له تصح ولم يرسم له سوى هذا الحديث وذكر البخاري وغيره أنه سمع من ابن عباس فعلى هذا يكون الحديث مرسلا
ما يقول إذا رأى الباكورة من الثمر
919 عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال كان الناس إذا رأوا أول الثمر جاؤوا به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا أخذه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( اللهم بارك لنا في ثمرنا وبارك لنا في مدينتنا وبارك لنا في صاعنا وبارك لنا في مدنا اللهم إن إبراهيم عبدك وخليلك ونبيك وإني عبدك ونبيك وإنه دعاك لمكة وإني أدعوك للمدينة بمثل ما دعاك لمكة ومثله معه ) قال ثم يدعو أصغر وليد له فيعطيه ذلك الثمر
رواه مسلم والترمذي والنسائي وابن ماجه وفي رواية لمسلم أيضا ثم يعطيه أصغر من يحضره من الولدان
ما يقول إذا رأى مبتلى
920 عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من
رأى مبتلى فقال الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك به وفضلني على كثير ممن خلق تفضيلا لم يصبه ذلك البلاء )
رواه الترمذي وقال حسن غريب من هذا الوجه وقال وقد روى عن أبي جعفر محمد بن علي أنه قال إذا رأى صاحب بلاء يتعوذ يقول ذلك في نفسه ولا يسمع صاحب البلاء
ما يقول إذا حدث له ما يحب أو يكره
921 عن صهيب رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له )
انفرد به مسلم وانفرد بصهيب عن البخاري فروى له ثلاثة أحاديث هذا أحدها
922 وعن عائشة رضي الله عنها قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رأى ما يحب قال ( الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات وإذا رأى ما يكره قال الحمد لله على كل حال )
رواه ابن ماجه واللفظ له والحاكم في المستدرك وقال صحيح الإسناد وله في رواية كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( ما يمنع أحدكم إذا عرف الإجابة من نفسه فشفي من مرض أو قدم من سفر يقول الحمد لله الذي بعزته وجلاله تتم الصالحات )
923 وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
( أول من يدعى إلى الجنة الذين يحمدون الله في السراء والضراء )
رواه الحاكم في المستدرك وقال (1) على شرط مسلم
924 وعن جابر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ما أنعم الله على عبد من نعمة فقال الحمد لله إلا وقد أدى شكرها فإن قالها الثانية جدد الله له ثوابها فإن قالها الثالثة غفر الله له ذنوبه )
رواه الحاكم في المستدرك وقال صحيح
ما يقول إذا أضل شيئا
925 عن ابن عمر رضي الله عنهما في الضالة يتوضأ ويصلي ركعتين ويتشهد ويقول بسم الله يا هادي الضال وراد الضالة اردد علي ضالتي بعزتك وسلطانك فإنها من عطائك وفضلك
رواه ابن أبي شيبة في مصنفه
ما يقول إذا ابتلى بالدين
926 عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم المسجد فإذا هو برجل من الأنصار يقال له أبو أمامة فقال ( يا أبا أمامة مالي أراك جالسا في المسجد في غير وقت صلاة ) قال هموم لزمتني وديون يا رسول الله قال ( أفلا أعلمك كلاما إذا قلته أذهب الله همك وقضى دينك ) قال قلت بلى يا رسول الله قال ( قال إذا أصبحت وإذا أمسيت
1- صحيح
اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن وأعوذ بك من العجز والكسل وأعوذ بك من الجبن والبخل وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال ) قال ففعلت ذلك فأذهب الله همي ووفى عني ديني
رواه أبو داود
927 وعن علي رضي الله عنه أن مكاتبا جاءه فقال إني قد عجزت عن كتابتي فأعني قال ألا أعلمك كلمات علمنيهن رسول الله صلى الله عليه وسلم لو كان عليك مثل جبل صبير دينا أداه الله عنك قال ( اللهم اكفني بحلالك عن حرامك وأغنني بفضلك عمن سواك )
رواه الترمذي وقال حسن غريب ورواه الحاكم في المستدرك وقال (1) وعنده اللهم اكفني
( جبل صبير ) بصاد مهملة ثم باء موحدة ثم ياء مثناة هكذا وجدته في غير ما نسخة من الترمذي وقد قال الصاغاني في ( العباب ) في مادة ( صير ) بالصاد والياء المثناة والصير جبل على الساحل بين سيراف وعمان
928 وعن عائشة رضي الله عنها قالت دخل علي أبو بكر رضي الله عنه فقال هل سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم دعاء علمنيه قلت ما هو قال ( كان عيسى بن مريم عليهما السلام يعلمه أصحابه قال لو كان على أحدكم جبل ذهب دينا فدعا الله بذلك لقضاه الله عنه اللهم فارج الهم كاشف الغم مجيب دعوة المضطرين رحمن الدنيا ورحيمها أنت ترحمني فارحمني برحمة تغنيني بها عن رحمة من سواك ) قال أبو بكر الصديق وكانت علي بقية من الدين وكنت للدين كارها فكنت أدعو بذلك فأتاني الله بفائدة فقضاه الله عني
1- صحيح
قالت عائشة لأسماء بنت عميس علي دينار وثلاثة دراهم فكانت تدخل علي فاستحيي أن أنظر في وجهها أني لا أجد ما أقضيها فكنت أدعو بذلك فما لبثت إلا يسيرا حتى رزقني الله رزقا ما هو بصدقة تصدق بها علي ولا ميراث ورثته فقضاه الله عني وقسمت في أهلي قسما حسنا وحليت ابنة عبد الرحمن بثلاث أواق ورق وفضل لنا فضل حسن
رواه الحاكم في المستدرك وقال (1)
ما يقول إذا ابتلى بالوسوسة
929 عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( يأتي الشيطان أحدكم فيقول من خلق كذا من خلق كذا حتى يقول من خلق ربك فإذا بلغه فليستعذ ولينته )
رواه البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي ولفظ مسلم والنسائي فليستعذ بالله ولينته وفي رواية لمسلم فليقل آمنت بالله ورسله وفي رواية لأبي داود والنسائي فقولوا الله أحد ثلاثا وليستعذ بالله من الشيطان وفي رواية للنسائي فليستعذ بالله ومن فتنته
930 وعن عثمان بن أبي العاص رضي الله عنه أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إن الشيطان قد حال بيني وبين صلاتي وقراءتي يلبسها علي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ذاك شيطان يقال له خنزب فإذا أحسسته فتعوذ بالله منه واتفل على يسارك ثلاثا ) قال ففعلت فأذهبه الله عني
انفرد به مسلم
1- صحيح
وخنزب بكسر الخاء المعجمة وسكون النون وفتح الزاي
931 وعن أبي زميل قال سألت ابن عباس رضي الله عنهما فقلت ما شيء أجده في صدري قال ما هو قلت والله لا أتكلم به قال فقال لي أشيء من شك قال وضحك قال ما نجا من ذلك أحد قال حتى أنزل الله عز وجل { فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك فاسأل الذين يقرؤون الكتاب من قبلك لقد جاءك الحق من ربك فلا تكونن من الممترين } يونس 94 قال فقال لي إذا وجدت في نفسك شيئا فقل { هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم } الحديد 3
رواه أبو داود
أبو زميل بضم الزاي واسمه سماك بن الوليد الحنفي احتج به مسلم
ما يقول إذا غضب
932 عن سليمان بن صرد رضي الله عنه قال استب رجلان عند النبي صلى الله عليه وسلم ونحن جلوس عنده وأحدهما يسب صاحبه مغضبا وقد احمر وجهه فقال النبي صلى الله عليه وسلم ( إني لأعلم كلمة لو قالها أذهبت عنه ما يجد لو قال أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ) فقالوا للرجل ألا تسمع ما يقول النبي صلى الله عليه وسلم قال إني لست بمجنون
رواه البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي وفي رواية لأبي داود والترمذي والنسائي من حديث معاذ اللهم إني أعوذ بك من الشيطان الرجيم وليس لسليمان بن صرد في الصحيحين سوى حديثين أحدهما هذا والآخر قال النبي صلى الله عليه وسلم يوم الأحزاب ( الآن نغزوهم ولا يغزونا ) انفرد به البخاري
ما يقول من حلف باللات والعزى
933 عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من حلف فقال في حلفه واللات والعزى فليقل لا إله إلا الله ومن قال لصاحبه تعال أقامرك فليتصدق )
رواه الجماعة
934 وعن مصعب بن سعد عن أبيه رضي الله عنهما قال كنا نذكر بعض الأمر وأنا حديث عهد بجاهلية فحلفت باللات والعزى فقال لي أصحاب رسول الله بئس ما قلت ائت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره فإنا لا نراك إلا كفرت فلقيته فأخبرته فقال ( قل لا إله إلا الله وحده ثلاث مرات وتعوذ بالله من الشيطان ثلاث مرات واتفل عن يسارك ثلاث مرات ولا تعد له )
رواه النسائي وابن ماجه وابن حبان في صحيحه واللفظ للنسائي ورجال إسناده (1) إلا شيخه أبا داود الحراني فإنه انفرد بالرواية عنه ووثقه وفي رواية للنسائي أيضا قل لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد
1- متفق عليهم
وهو على كل شيء قدير
ما يقول من كان له ذرب اللسان
935 عن حذيفة رضي الله عنه قال شكوت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ذرب لساني فقال ( أين أنت من الاستغفار إني لأستغفر الله كل يوم مئة مرة )
رواه النسائي واللفظ له وابن ماجه والحاكم في المستدرك وقال صحيح على شرط مسلم وفي رواية للنسائي إني لأستغفر الله في اليوم وأتوب إليه مئة مرة
الذرب بفتح الذال المعجمة والراء هو الفحش
الباب الحادي والعشرون
في جامع الدعوات التي لا تختص بوقت ولا سبب
قال الله تبارك وتعالى { ومنهم من يقول ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار } البقرة 201
{ ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا } البقرة 286
الآيات { ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا } آل عمران 8 الآيتين
{ ربنا ما خلقت هذا باطلا } آل عمران 191 الآيات
{ ربنا لا تجعلنا فتنة للقوم الظالمين ونجنا برحمتك من القوم الكافرين } يونس 85
{ ربنا آتنا من لدنك رحمة وهيئ لنا من أمرنا رشدا } الكهف 10
{ ربنا اصرف عنا عذاب جهنم } الفرقان 65 الآيتين
{ ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما } الفرقان 74
{ رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي وأن أعمل صالحا ترضاه وأدخلني برحمتك في عبادك الصالحين } النمل 19
{ رب هب لي من الصالحين } الصافات 100
{ رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي وأن أعمل صالحا ترضاه وأصلح لي في ذريتي إني تبت إليك وإني من المسلمين } الأحقاف 15
936 وعن أنس رضي الله عنه قال كان أكثر دعاء النبي صلى الله عليه وسلم ( اللهم ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار )
رواه البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي زاد مسلم وأبو داود قال وكان أنس إذا أراد أن يدعو بدعوة دعا بها فإذا أراد أن يدعو بدعاء دعا بها فيه
937 وعن أبي بكر الصديق رضي الله عنه أنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم علمني دعاء أدعو به في صلاتي قال ( قل اللهم إني ظلمت نفسي ظلما كثيرا ولا يغفر الذنوب إلا أنت فاغفر لي مغفرة من عندك وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم )
رواه الجماعة إلا أبا داود ولفظهم واحد وفي رواية لمسلم في صلاتي وفي بيتي
قوله كثيرا روي في مسلم بالمثلثة وبالموحدة
938 وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يدعو بهذا الدعاء ( اللهم اغفر لي خطيئتي وجهلي وإسرافي في أمري وما أنت أعلم به مني اللهم اغفر لي جدي وهزلي وخطأي وعمدي وكل ذلك عندي
اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت وما أنت أعلم به مني أنت المقدم وأنت المؤخر لا إله إلا أنت )
939 وعن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول ( اللهم اغسل عني خطاياي بماء الثلج والبرد ونق قلبي من الخطايا كما نقيت الثوب الأبيض من الدنس وباعد بني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب )
متفق عليهما
940 وعن عبد الله رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول ( اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى )
رواه مسلم والترمذي وابن ماجه ولفظهم سواء
941 وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( إن قلوب بني آدم كلها بين أصبعين من أصابع الرحمن كقلب واحد يصرفه كيف يشاء ) ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( اللهم مصرف القلوب صرف قلوبنا على طاعتك )
رواه مسلم والنسائي
942 وعن علي رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( قل اللهم اهدني وسددني واذكر بالهدى هدايتك الطريق والسداد سداد السهم ) وفي
رواية ( اللهم إني أسألك الهدى والسداد )
943 وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي وأصلح لي آخرتي التي فيها معادي واجعل الحياة زيادة لي في كل خير واجعل الموت راحة لي من كل شر )
944 وعن أبي مالك عن أبيه رضي الله عنهما أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم وأتاه رجل فقال يا رسول الله كيف أقول حين أسأل ربي قال ( اللهم اغفر لي وارحمني وعافني وارزقني وجمع أصابعه إلا الإبهام قال هؤلاء تجمع لك دنياك وآخرتك ) زاد في رواية أخرى ( واهدني )
انفرد بالثلاثة مسلم
945 وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو ( رب أعني ولا تعن علي وانصرني ولا تنصر علي وامكر لي ولا تمكر علي واهدني ويسر الهدى إلي وانصرني على من بغى علي رب اجعلني لك شكارا لك ذكارا لك رهابا لك مطواعا لك مخبتا إليك واثقا منيبا رب تقبل توبتي واغسل حوبتي وأجب دعوتي وثبت حجتي وسدد لساني واهد قلبي واسلل سخيمة صدري )
رواه الأربعة والحاكم وابن حبان في صحيحيهما واللفظ للترمذي وقال
(1) وقال الحاكم + صحيح الإسناد +
( المخبت ) الخاشع ويقال المخلص في خشوعه و ( الأواه ) الدعاء ويقال المتأوه المتضرع ويقال المؤمن ويقال البكاء و ( الحوبة ) بفتح الحاء المهملة والحوب والحوب بالفتح والضم كل ما يتحوب منه أي يتحرج من فعله و ( السخمة ) بفتح السين المهملة وبالخاء المعجمة هي الحقد وجمعها سخائم
946 وعن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو متوكئ على عصا فلما رأيناه قمنا قال ( لا تفعلوا كما يفعل أهل فارس بعظمائها ) قلنا يا رسول الله لو دعوت الله لنا قال ( اللهم اغفر لنا وارحمنا وارض عنا وتقبل منا وأدخلنا الجنة ونجنا من النار وأصلح لنا شأننا كله ) قال فكأنا أحببنا أن يزيدنا فقال ( أو ليس قد جمعت لكم الأمر )
رواه أبو داود وابن ماجه واللفظ له وحديث أبي داود مختصر
947 وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا كلمات ( اللهم ألف بين قلوبنا وأصلح ذات بيننا واهدنا سبل السلام ونجنا من الظلمات إلى النور وجنبنا الفواحش ما ظهر منها وما بطن وبارك لنا في أسماعنا وأبصارنا وقلوبنا وأزواجنا وذرياتنا وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم واجعلنا شاكرين لنعمتك مثنين بها قابليها وأتمها علينا )
رواه أبو داود واللفظ له والحاكم وابن حبان في صحيحيهما وقال الحاكم صحيح على شرط مسلم
1- حسن صحيح
948 وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من سأل الله الجنة ثلاث مرات قالت الجنة اللهم أدخله الجنة ومن استجار من النار ثلاث مرات قالت النار اللهم أجره من النار )
رواه الترمذي والنسائي وابن ماجه بلفظ واحد وأخرجه الحاكم وابن حبان في صحيحيهما وقال الحاكم صحيح الإسناد
949 وعن أبي بكر الصديق رضي الله عنه أنه قام على المنبر فقال قام رسول الله صلى الله عليه وسلم عام أول على المنبر فقال ( سلوا الله العفو والعافية فإن أحدا لم يعط بعد اليقين خيرا من العافية )
رواه الترمذي والنسائي وابن ماجه والحاكم وابن حبان في صحيحيهما وقال الترمذي واللفظ له حسن غريب من هذا الوجه عن أبي بكر ولفظ الحاكم سلو الله العفو والعافية واليقين في الأولى والآخرة )
950 وعن شداد بن أوس رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا أن نقول ( اللهم إني أسألك الثبات في الأمر وأسألك عزيمة الرشد وأسألك شكر نعمتك وحسن عبادتك وأسألك لسانا صادقا وقلبا سليما وأعوذ بك من شر ما تعلم وأسألك من خير ما تعلم وأستغفرك مما تعلم إنك أنت علام الغيوب )
رواه الترمذي واللفظ له والنسائي والحاكم في المستدرك وابن حبان في صحيحه زاد الحاكم فيه وخلقا مستقيما وقال صحيح على شرط مسلم
951 وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال قلما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوم من مجلس حتى يدعو بهؤلاء الدعوات لأصحابه ( اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون علينا مصائب الدنيا ومتعنا بأسماعنا وأبصارنا وقوتنا ما أحييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا )
رواه الترمذي والنسائي والحاكم في المستدرك واللفظ للترمذي وقال حسن وقال الحاكم (1) على شرط البخاري وزاد في أوله اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وأعلنت وما أنت أعلم به مني )
952 وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا نزل عليه الوحي سمع عند وجهه كدوي النحل فأنزل عليه يوما فمكثنا ساعة فسري عنه فاستقبل القبلة ورفع يديه وقال ( اللهم زدنا ولا تنقصنا وأكرمنا ولا تهنا وأعطنا ولا تحرمنا وآثرنا ولا تؤثر علينا وأرضنا وارض عنا ) ثم قال ( أنزل علي عشر آيات من أقامهن دخل الجنة ) ثم قرأ { قد أفلح المؤمنون } المؤمنون 1 حتى ختم عشر آيات
رواه الترمذي واللفظ له والنسائي والحاكم في المستدرك وقال صحيح الإسناد
1- صحيح
953 وعن عمران بن حصين رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأبيه ( يا حصين أما إنك لو أسلمت علمتك كلمتين ينفعانك ) قال فلما أسلم حصين قال يا رسول الله علمني الكلمتين اللتين وعدتني فقال ( قل اللهم ألهمني رشدي وأعذني من شر نفسي )
رواه الترمذي وقال حسن غريب ورواه النسائي والحاكم وابن حبان في صحيحيهما من حديث حصين والد عمران أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم قبل أن يسلم فلما أراد أن ينصرف قال ما أقول قال ( قل اللهم قني شر نفسي واعزم لي رشد أمري ) فقالها ثم انصرف ولم يسلم ثم أسلم قال يا رسول الله فما أقول الآن وقد أسلمت قال ( قل اللهم قني شر نفسي واعزم لي على رشد أمري اللهم اغفر لي ما أسررت وما أعلنت وما أخطأت وما عمدت وما علمت وما جهلت ) وقال الحاكم واللفظ له (1) على شرط الشيخين
954 وعن العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه قال قلت يا رسول الله علمني شيئا أسأل الله فقال لي ( يا عباس يا عم رسول الله سل الله العافية في الدنيا والآخرة )
رواه الترمذي وقال صحيح
955 وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال احتبس عنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات غداة عن صلاة الصبح حتى كدنا نتراءى عين الشمس فخرج سريعا
1- صحيح
فثوب بالصلاة وصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وتجوز في صلاته فلما سلم دعا بصوته قال لنا ( على مصافكم كما أنتم ثم انفتل إلينا ثم قال أما إني سأحدثكم ما حبسني عنكم الغداة إني قمت من الليل فتوضأت وصليت ما قدر لي فنعست في صلاتي حتى استثقلت فإذا أنا بربي تبارك وتعالى في أحسن صورة فقال يا محمد فقلت لبيك رب قال فيم يختصم الملأ الأعلى قلت لا أدري قالها ثلاثا قال فرأيته وضع كفه بين كتفي حتى وجدت برد أنامله بين ثديي فتجلى لي كل شيء عرفت فقال يا محمد قلت لبيك قال فيم يختصم الملأ الأعلى قلت في الكفارات رب قال ما هن قلت مشي الأقدام إلى الجمعات والجلوس في المساجد بعد الصلوات وإسباغ الوضوء حين الكراهات قال ثم فيم قال قلت إطعام الطعام ولين الكلام والصلاة والناس نيام قال سل قال اللهم إني أسألك فعل الخيرات وترك المنكرات وحب المساكين وأن تغفر لي وترحمني وإذا أردت بقوم فتنة فتوفني غير مفتون وأسألك حبك وحب من يحبك وحب عمل يقرب إلى حبك ) فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إنها حق فادرسوها ثم تعلموها )
رواه الترمذي وقال هذا حديث حسن صحيح وروى الحاكم منه في المستدرك فصل الدعاء من حديث ثوبان وقال صحيح على شرط البخاري
956 وعن شهر بن حوشب قال قلت لأم سلمة رضي الله عنها يا أم المؤمنين ما كان أكثر دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان عندك قالت كان أكثر دعائه ( يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك ) قال ( يا أم سلمة إنه ليس آدمي إلا وقلبه بين أصبعين من أصابع الله فمن شاء أقام ومن شاء أزاغ ) فتلا معاذ
{ ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا } آل عمران 8
رواه الترمذي وقال حسن ورواه النسائي من حديث عائشة وابن ماجه من حديث أنس والحاكم في المستدرك من حديث جابر وقال صحيح على شرط مسلم
957 وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو فيقول ( اللهم متعني بسمعي وبصري واجعلهما الوارث مني وانصرني على من يظلمني وخذ منه ثأري )
رواه الترمذي وهذا لفظه وقال حسن غريب من هذا الوجه ورواه الحاكم في المستدرك بمعناه وقال صحيح على شرط مسلم
958 وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( كان من دعاء داود عليه الصلاة والسلام يقول ( اللهم إني أسألك حبك وحب من يحبك والعمل الذي يبلغني حبك اللهم اجعل حبك أحب إلي من نفسي وأهلي ومن الماء البارد ) قال وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ذكر داود يحدث عنه قال ( كان أعبد البشر )
رواه الترمذي واللفظ له وقال (1) ورواه الحاكم في المستدرك وقال صحيح الإسناد
959 وعن عبد الله بن يزيد الخطمي رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول ( اللهم ارزقني حبك وحب من ينفعني حبه عندك اللهم
1- حسن غريب
ما رزقتني مما أحب فاجعله قوة لي فيما تحب اللهم وما زويت عني مما أحب فاجعله فراغا فيما تحب )
رواه الترمذي وقال حسن غريب
960 وعن رفاعة بن رافع الزرقي رضي الله عنهما قال لما كان يوم أحد وانكفأ المشركون قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( استووا حتى أثني على ربي فصاروا خلفه صفوفا قال اللهم لك الحمد كله اللهم لا قابض لما بسطت ولا باسط لما قبضت ولا هادي لمن أضللت ولا مضل لمن هديت ولا معطي لما منعت ولا مانع لما أعطيت ولا مقرب لما باعدت ولا مباعد لما قربت اللهم ابسط علينا من بركاتك ورحمتك وفضلك ورزقك اللهم إني أسألك النعيم المقيم الذي لا يحول ولا يزول اللهم إني أسألك الأمن يوم الخوف اللهم عائذ من شر ما أعطيتنا وشر ما منعتنا اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان واجعلنا من الراشدين اللهم توفنا مسلمين وأحينا مسلمين وألحقنا بالصالحين غير خزايا ولا مفتونين اللهم قاتل الكفرة الذين يكذبون رسلك ويصدون عن سبيلك واجعل عليهم رجزك وعذابك إله الحق آمين )
رواه النسائي والحاكم في المستدرك وابن حبان في صحيحه واللفظ للنسائي والحاكم وقال (1) على شرط الشيخين وفي رواية للنسائي ولا مانع لما أعطيت
961 وعن أبي عبيدة وهو ابن عبد الله بن مسعود واسمه عامر قال سئل عبد الله ما الدعاء الذي دعوت به ليلة قال لك رسول الله صلى الله عليه وسلم
1- صحيح
( سل تعطه ) قال قلت اللهم إني أسألك إيمانا لا يرتد ونعيما لا ينفد ومرافقة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم في أعلى درجة الجنة جنة الخلد
رواه النسائي واللفظ له والحاكم وابن حبان في صحيحيهما وقال الحاكم صحيح الإسناد
962 وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا سلمان الخير فقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يريد أن يمنحك كلمات تسألهن الرحمن وترغب إليه فيهن وتدعو بهن في الليل والنهار ( قل اللهم إني أسألك صحة في إيمان وإيمانا في حسن خلق ونجاحا يتبعه فلاح ورحمة منك وعافية ومغفرة منك ورضوانا )
رواه النسائي واللفظ له والحاكم في المستدرك وقال صحيح الإسناد
963 وعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول ( اللهم انفعني بما علمتني وعلمني ما ينفعني وارزقني علما تنفعني به )
رواه النسائي والحاكم في المستدرك وهذا لفظه وقال صحيح على شرط مسلم ورواه الترمذي وابن ماجه من حديث أبي هريرة ولفظ الترمذي اللهم انفعني بما علمتني وعلمني ما ينفعني وزدني علما الحمد لله على كل حال وأعوذ بالله من حال أهل النار )
964 وعن قيس بن عباد قال صلى عمار رضي الله عنه لقوم صلاة
أخفها وكأنهم أنكروها فقال ألم أتم الركوع والسجود قالوا بلى قال أما إني دعوت فيها بدعاء كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو به ( اللهم بعلمك الغيب وقدرتك على الخلق أحيني ما علمت الحياة خيرا لي وتوفني إذا علمت الوفاة خيرا لي وأسألك خشيتك في الغيب والشهادة وكلمة الإخلاص في الرضا والغضب وأسألك نعيما لا ينفد وقرة عين لا تنقطع وأسألك الرضا بالقضاء وبرد العيش بعد الموت ولذة النظر إلى وجهك الكريم والشوق إلى لقائك وأعوذ بك من ضراء مضرة وفتنة مضلة اللهم زينا بزينة الإيمان واجعلنا هداة مهتدين )
رواه النسائي وابن حبان في صحيحه واللفظ للنسائي ورواه الحاكم في المستدرك من حديث عطاء بن السائب عن أبيه وقال صحيح الإسناد
عباد بضم العين وتخفيف الباء
965 وعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم علمها هذا الدعاء ( اللهم إني أسألك من خير ما سألك عبدك ونبيك وأعوذ بك من شر ما عاذ به عبدك ونبيك اللهم إني أسألك الجنة وما قرب إليها من قول أو عمل وأعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول أو عمل وأسألك أن تجعل كل قضاء قضيته لي خيرا )
رواه ابن ماجه واللفظ له والحاكم وابن حبان في صحيحيهما وقال الحاكم صحيح الإسناد وعنده وأسألك ما قضيت لي من أمر أن تجعل عاقبته رشدا
966 وعن بسر بن أبي أرطاة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقول ( اللهم أحسن عاقبتنا في الأمور كلها وأجرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة )
رواه الحاكم وابن حبان في صحيحيهما ولفظهما سواء وليس لبسر في الكتب الستة سوى حديث ( لا تقطع الأيدي في السفر ) رواه أبو داود والترمذي والنسائي وأبو أرطاة اسمه عمر بن عويمر بن عمران
967 وعن ابن مسعود رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان يدعو ( اللهم احفظني بالإسلام قائما واحفظني بالإسلام قاعدا واحفظني بالإسلام راقدا ولا تشمت بي عدوا حاسدا اللهم إني أسألك من كل خير خزائنه بيدك وأعوذ بك من كل شر خزائنه بيدك )
رواه الحاكم في المستدرك وقال (1) على شرط البخاري ورواه ابن حبان في صحيحه من حديث عمر وقال فيه ( أعوذ بك من شر ما أنت آخذ بناصيته وأسألك من الخير الذي هو بيدك كله )
968 وعنه قال كان من دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم ( اللهم إنا نسألك موجبات رحمتك وعزائم مغفرتك والسلامة من كل إثم والغنيمة من كل بر والفوز بالجنة والنجاة من النار )
رواه الحاكم في المستدرك وقال صحيح على شرط مسلم ورواه الطبراني في كتاب الدعاء من حديث أنس وزاد في آخره ( اللهم لا تدع لنا ذنبا إلا غفرته ولا هما إلا فرجته ولا دينا إلا قضيته ولا حاجة من حوائج الدنيا والآخرة إلا قضيتها برحمتك يا أرحم الراحمين )
1- صحيح
969 وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لهم ( أتحبون أيها الناس أن تجتهدوا في الدعاء ) قالوا نعم يا رسول الله قال ( قولوا اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك )
رواه الحاكم في المستدرك وقال (1)
970 وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو يقول ( اللهم قنعني بما رزقتني وبارك لي فيه واخلف على كل غائبة لي بخير )
971 وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو ( اللهم إني أسألك عيشة تقية وميتة سوية ومردا غير مخز ولا فاضح )
972 وعن بريدة الأسلمي رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( قل اللهم إني ضعيف فقو في رضاك ضعفي وخذ إلى الخير بناصيتي واجعل الإسلام منتهى رضاي اللهم إني ضعيف فقوني وإني ذليل فأعزني وإني فقير فارزقني )
973 وعن أم سلمة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم هذا ما سأل محمد ربه ( اللهم إني أسالك خير المسألة وخير الدعاء وخير النجاح وخير العمل وخير الثواب وخير الحياة وخير الممات وثبتني وثقل موازيني
1- صحيح
وحقق إيماني وارفع درجتي وتقبل صلاتي واغفر خطيئتي وأسألك الدرجات العلى من الجنة آمين اللهم إني أسألك فواتح الخير وخواتمه وجوامعه وأوله وآخره وظاهره وباطنه والدرجات العلى من الجنة آمين اللهم إني أسألك خير ما آتى وخير ما أفعل وخير ما أعمل وخير ما بطن وخير ما ظهر والدرجات العلى من الجنة آمين اللهم إني أسألك أن ترفع ذكري وتضع وزري وتصلح أمري وتطهر قلبي وتحصن فرجي وتنور لي قلبي وتغفر لي ذنبي وأسألك الدرجات العلى من الجنة آمين اللهم إني أسألك أن تبارك لي في سمعي وفي بصري وفي روحي وفي خلقي وفي خلقي وفي أهلي وفي محياي وفي مماتي وفي عملي وتقبل حسناتي وأسألك الدرجات العلى من الجنة آمين )
روى الأربعة الحاكم في المستدرك وقال في كل منها صحيح الإسناد
974 وعن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده رضي الله عنهم قال نزل جبريل عليه السلام إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في أحسن صورة لم ينزل في مثلها قط ضاحكا مستبشرا فقال السلام عليك يا محمد فقال ( وعليك السلام يا جبريل ) قال إن الله بعثني إليك بهدية قال ( وما تلك الهدية يا جبريل ) قال كلمات من كنوز العرش أكرمك الله بهن قال ( وما هن يا جبريل ) قال فقال جبريل قل يا من أظهر الجميل وستر القبيح يا من لا يؤاخذ بالجريرة ولا يهتك الستر يا عظيم العفو يا حسن التجاوز يا واسع المغفرة يا باسط اليدين بالرحمة يا صاحب كل نجوى يا منتهى كل شكوى يا كريم الصفح يا عظيم المن يا مبتدئ النعم قبل استحقاقها يا ربنا ويا سيدنا ويا مولانا ويا غاية رغبتنا أسألك يا الله أن لا تشوي خلقي بالنار وذكر الحديث
رواه الحاكم في المستدرك وقال صحيح الإسناد فإن رواته كلهم مدنيون ثقات
975 وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال واذنوباه واذنوباه فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ( قل اللهم مغفرتك أوسع من ذنوبي ورحمتك أرجى عندي من عملي ) فقالها ثم قال ( عد ) فعاد ثم قال ( عد ) فعاد فقال ( قم فقد غفر الله لك )
رواه الحاكم في المستدرك وقال رواته عن آخر مدنيون ممن لا يعرف واحد منهم بجرح
976 وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن الإيمان ليخلق في جوف أحدكم كما يخلق الثوب الخلق وسلوا الله أن يجدد الإيمان في قلوبكم )
رواه الحاكم في المستدرك وقال رواته لا يعرف واحد منهم بجرح
977 وعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدعو ( اللهم اجعل أوسع رزقك علي عند كبر سني وانقطاع عمري )
رواه الحاكم في المستدرك وقال حسن الإسناد والمتن
978 وعن عثمان بن أبي العاص وامرأة من قريش رضي الله عنهما أنهما سمعا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( اللهم اغفر لي ذنوبي وخطأي وعمدي ) وقال الآخر إني سمعته يقول ( اللهم إني أستهديك لأرشد أمري وأعوذ بك من شر نفسي )
رواه ابن حبان في صحيحه
979 وعن عمر رضي الله عنه أنه كان يقول اللهم أستغفرك لذنبي وأستهديك لمراشد أمري وأتوب إليك فتب علي إنك أنت ربي اللهم فاجعل رغبتي إليك واجعل غناي في صدري وبارك لي فيما رزقتني وتقبل مني إنك أنت ربي
980 وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنه كان يدعو اللهم ألبسنا لباس التقوى وألزمنا كلمة التقوى واجعلنا من أولى النهي وأمتنا حين ترضى وأدخلنا جنة المأوى واجعلنا ممن بر واتقى وصدق بالحسنى ونهى النفس عن الهوى واجعلنا ممن تيسره لليسرى وتجنبه العسرى واجعلنا ممن يتذكر فتنفعه الذكرى اللهم اجعل سعينا مشكورا وذنبنا مغفورا ولقنا نضرة وسرورا واكسنا سندسا وحريرا واجعل لنا أساور من ذهب ولؤلؤا وحريرا
981 وعن سعيد بن جبير رحمه الله أنه كان يقول اللهم إني أسألك صدق التوكل عليك وحسن الظن بك
روى الثلاثة ابن أبي شيبة في مصنفه
فصل في التعوذ
982 عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول ( اللهم إني أعوذ بك من الكسل والهرم والمغرم والمأثم اللهم إني أعوذ بك من عذاب النار وفتنة النار وفتنة القبر وعذاب القبر وشر فتنة الغنى وشر فتنة الفقر ومن شر فتنة المسيح الدجال اللهم اغسل خطاياي بماء الثلج والبرد ونق قلبي من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس وباعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب )
رواه الجماعة
983 وعن أنس رضي الله عنه قال كان نبي الله صلى الله عليه وسلم يقول ( اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل والجبن والهرم وأعوذ بك من عذاب القبر وأعوذ بك من فتنة المحيا والممات )
رواه البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي ورواه الحاكم في المستدرك وابن حبان في صحيحه وزاد فيه ( والقسوة والغفلة والعيلة والذلة والمسكنة وأعوذ بك من الفقر والكفر والفسوق والشقاق والسمعة والرياء وأعوذ بك من الصمم والبكم والجنون والجذام وسيء الأسقام ) لفظ الحاكم وقال
(1) على شرط الشيخين
984 وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول ( أعوذ بعزتك الذي لا إله إلا أنت الذي لا تموت والجن والناس يموتون ) ولفظ مسلم ( اللهم لك أسلمت وبك آمنت وعليك توكلت وإليك أنبت وبك خاصمت اللهم أعوذ بعزتك لا إله إلا أنت أن تضلني أنت الحي لا يموت والجن والإنس يموتون )
985 وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( تعوذوا من جهد البلاء ودرك الشقاء وسوء القضاء وشماتة الأعداء )
رواهما البخاري ومسلم والنسائي
( درك الشقاء ) بفتح الراء وإسكانها فبالفتح الاسم وبالإسكان المصدر
986 وعن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي طلحة ( التمس لنا غلاما من غلمانكم يخدمني ) فخرج أبو طلحة يردفني وراءه فكنت أخدم رسول الله صلى الله عليه وسلم كلما نزل فكنت أسمعه يكثر أن يقول ( اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن والعجز والكسل والبخل والجبن وضلع الدين وغلبة الرجال )
مختصر رواه البخاري وأبو داود والترمذي والنسائي
و ( ضلع الدين ) ثقله حتى يميل صاحبه عن الاستواء لثقله قال الصاغاني
1- صحيح
في العباب وهو بفتح الضاد المعجمة واللام والضلع الغليظ من كل شيء
987 وعن مصعب قال كان سعد رضي الله عنه يأمره بخمس ويذكرهن عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يأمر بهن ( اللهم إني أعوذ بك من البخل وأعوذ بك من الجبن وأعوذ بك أن أرد إلى أرذل العمر وأعوذ بك من فتنة الدنيا يعني فتنة الدجال وأعوذ بك من عذاب القبر )
رواه البخاري والترمذي والنسائي
988 وعن عائشة رضي الله عنها قالت كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر التعوذ من المغرم والمأثم فقيل له يا رسول الله إنك تكثر التعوذ من المأثم والمغرم فقال ( إن الرجل إذا غرم حدث فكذب ووعد فأخلف )
رواه البخاري والنسائي
989 وعنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في دعائه ( اللهم إني أعوذ بك من شر ما عملت ومن شر ما لم أعمل )
رواه مسلم وأبو داود والنسائي وابن ماجه وفي رواية للنسائي من شر ما علمت ومن شر ما لم أعلم
990 وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال كان من دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم ( اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك وتحول عافيتك وفجأة نقمتك وجميع سخطك )
رواه مسلم وأبو داود والنسائي ولفظهم سواء إلا أن عند أبي داود وتحويل عافيتك
991 وعن زيد بن أرقم رضي الله عنه قال لا أقول لكم إلا كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول كان يقول ( اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل والجبن والبخل والهرم وعذاب القبر اللهم آت نفسي تقواها وزكها أنت خير من زكاها أنت وليها ومولاها اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع ومن قلب لا يخشع ومن نفس لا تشبع ومن دعوة لا يستجاب لها )
رواه مسلم والترمذي والنسائي
992 وعن شكل بن حميد رضي الله عنه قال قلت يا رسول الله علمني تعوذا أتعوذ به قال فأخذ بكفي فقال ( قل اللهم إني أعوذ بك من شر سمعي ومن شر بصري ومن شر لساني ومن شر قلبي ومن شر منيي يعني فرجه )
رواه أبو داود والترمذي والنسائي والحاكم في المستدرك وقال الترمذي واللفظ له حسن غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه من حديث سعد بن أوس عن بلال بن يحيى انتهى كلامه
وليس لشكل في الكتب الستة سوى هذا الحديث
993 وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول ( اللهم إني أعوذ بك من الفقر والفاقة والذلة وأعوذ بك أن أظلم أو أظلم )
رواه أبو داود واللفظ له والنسائي وابن ماجه والحاكم في المستدرك
994 وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يتعوذ من خمس من الجبن والبخل وسوء العمر وفتنة الصدر وعذاب القبر
رواه أبو داود واللفظ له والنسائي وابن ماجه وابن حبان في صحيحه
995 وعن أبي اليسر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدعو ( اللهم إني أعوذ بك من الهدم وأعوذ بك من الردى وأعوذ بك من الغرق والحرق والهرم وأعوذ بك أن يتخبطني الشيطان عند الموت وأعوذ بك أن أموت في سبيلك مدبرا وأعوذ بك أن أموت لديغا )
رواه أبو داود واللفظ له والنسائي والحاكم في المستدرك وقال (1) وفي روايته ورواية لأبي داود والغم
أبو اليسر بياء مثناة وسين مهملة مفتوحتين واسم كعب بن عمرو
996 وعن أبي سعيد رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتعوذ من عين الجان وعين الإنسان حتى نزلت المعوذتان فلما نزلت أخذ بهما وترك ما سواهما
رواه الترمذي والنسائي وابن ماجه واللفظ للترمذي وقال + حسن غريب +
997 وعن زياد بن علاقة عن عمه رضي الله عنهما قال كان النبي
1- صحيح الإسناد
صلى الله عليه وسلم يقول ( اللهم إني أعوذ بك من منكرات الأخلاق والأعمال والأهواء )
رواه الترمذي والحاكم وابن حبان في صحيحيهما وقال الحاكم صحيح على شرط مسلم وزاد في آخره ( والأدواء ) وهذا لفظ الترمذي وقال حسن غريب وعم زياد هو قطبة بن مالك انتهى كلامه
وليس لقطبة في الكتب الستة سوى حديثين أحدهما هذا والثاني صلى النبي صلى الله عليه وسلم بن { ق والقرآن المجيد } الحديث رواه مسلم والترمذي والنسائي وابن ماجه
998 وعن أبي أمامة رضي الله عنه قال دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بدعاء كثير لم نحفظ منه شيئا فقلنا يا رسول الله دعوت بدعاء كثير لم نحفظ منه شيئا قال ( ألا أدلكم على ما يجمع ذلك كله يقول اللهم إنا نسألك من خير ما سألك منه نبيك محمد صلى الله عليه وسلم ونعوذ بك من شر ما استعاذك منه نبيك محمد صلى الله عليه وسلم وأنت المستعان وعليك البلاغ ولا حول ولا قوة إلا بالله )
رواه الترمذي وقال حسن غريب
999 وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في دعائه ( اللهم إني أعوذ بك من جار السوء في دار المقامة فإن جار البادية يتحول )
رواه النسائي والحاكم وابن حبان في صحيحيهما واللفظ للحاكم وقال صحيح على شرط مسلم
1000 وعن أبي سعيد رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول ( أعوذ بالله من الكفر والدين ) فقال رجل يا رسول الله أتعدل الدين بالكفر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( نعم )
رواه النسائي واللفظ له والحاكم وابن حبان في صحيحيهما وقال الحاكم صحيح الإسناد
1001 وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدعو بهؤلاء الكلمات ( اللهم إني أعوذ بك من غلبة الدين وغلبة العدو وشماتة الأعداء )
رواه الحاكم في المستدرك وقال صحيح على شرط مسلم ورواه ابن حبان في صحيحه ولفظه وغلبة العباد
1002 وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال كان من دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم ( اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع وقلب لا يخشع ودعاء لا يسمع ونفس لا تشبع ومن الجوع فإنه بئس الضجيع ومن الخيانة فإنها بئست البطانة ومن الكسل والبخل والجبن ومن الهرم ومن أن أرد إلى أرذل العمر ومن فتنة الدجال وعذاب القبر وفتنة المحيا والممات اللهم إنا نسألك قلوبا أواهة مخبتة منيبة في سبيلك اللهم إنا نسألك عزائم مغفرتك ومنجيات أمرك والسلامة من كل إثم والغنيمة من كل بر والفوز بالجنة والنجاة من النار )
رواه الحاكم في المستدرك وقال صحيح الإسناد
1003 وعن جابر رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
( اللهم إني أسألك علما نافعا وأعوذ بك من علم لا ينفع )
1004 وعن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول ( اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع وعمل لا يرفع وقلب لا يخشع وقول لا يسمع )
رواهما ابن حبان في صحيحه
1005 وعن زيد بن ثابت رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم أقبل علينا بوجهه فقال ( تعوذوا بالله من عذاب النار ) قلنا نعوذ بالله من عذاب النار قال ( تعوذوا بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن ) قلنا نعوذ بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن قال ( تعوذوا بالله من فتنة الدجال ) قالوا نعوذ بالله من فتنة الدجال
رواه أبو عوانة في مسنده الصحيح
1006 وعن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما قالت قال النبي صلى الله عليه وسلم ( إني على حوضي حتى أنظر من يرد علي منكم وسيؤخذ ناس دوني فأقول يا رب مني ومن أمتي فيقال هل شعرت ما عملوا بعدك والله ما برحوا يرجعون على أعقابهم )
فكان ابن أبي مليكة يقول اللهم إنا نعوذ بك أن نرجع على أعقابنا أو نفتن عن ديننا
(1)
1- متفق عليه
فصل في الاستغفار
قال الله تبارك و تعالى { والمستغفرين بالأسحار } آل عمران 17
{ والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم } آل عمران 135
{ واستغفر الله إن الله كان غفورا رحيما } النساء 106
{ ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما } النساء 110
{ وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون } الأنفال 33
{ وأن استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يمتعكم متاعا حسنا إلى أجل مسمى ويؤت كل ذي فضل فضله } هود 3
{ ويا قوم استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يرسل السماء عليكم مدرارا ويزدكم قوة إلى قوتكم } هود 52
واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات ) محمد 19
{ استغفروا ربكم إنه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا } نوح 10 - 12
{ واستغفروا الله إن الله غفور رحيم } المزمل 20
1007 وعن شداد بن أوس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( سيد الاستغفار أن يقول اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت أعوذ بك من شر ما صنعت أبوء لك بنعمتك علي وأبوء بذنبي اغفر لي إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت فإن ومن قالها في النهار مؤمنا بها فمات في يومه قبل أن يمسي فهو من أهل الجنة ومن قالها في الليل وهو مؤمن بها فمات قبل أن يصبح فهو من أهل الجنة )
رواه البخاري والترمذي والنسائي
1008 وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( والله إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة )
رواه البخاري والنسائي وابن ماجه
1009 وعن الأغر المزني وكانت له صحبة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( إنه ليغان على قلبي وإني لأستغفر الله في اليوم مئة مرة )
رواه مسلم وأبو داود والنسائي وليس للأغر في الكتب الستة سوى هذا الحديث
1010 وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال ( يا معشر النساء تصدقن وأكثرن الاستغفار فإني رأيتكن أكثر أهل النار ) فقالت امرأة منهن جزلة وما لنا يا رسول الله أكثر أهل النار قال ( تكثرن اللعن
وتكفرن العشير ما رأيت من ناقصات عقل ودين أغلب لذي لب منكن ) قالت يا رسول الله وما نقصان العقل والدين قال ( أما نقصان العقل فشهادة امرأتين تعدل شهادة رجل فهذا نقصان عقل وتمكث الليالي ما تصلي وتفطر في رمضان فهذا نقصان الدين )
رواه مسلم وأبو داود وابن ماجه
( المعشر ) الجماعة و ( جزلة ) بفتح الجيم وسكون الزاي أي تفقه عاقلة أصيلة الرأي قال ابن سيده و ( العشير ) الزوج سمي عشيرا لأنه يعاشر المرأة وتعاشره و ( اللب ) العقل
1011 وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( والذي نفسي بيده لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولجاء بقوم يذنبون فيستغفرون الله فيغفر لهم )
1012 وعن عائشة رضي الله عنها قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر من قول ( سبحان الله وبحمده أستغفر الله وأتوب إليه ) قالت فقلت يا رسول الله أراك تكثر من قول سبحان الله وبحمده أستغفر الله وأتوب إليه فقال ( خبرني ربي أني سأرى علامة في أمتي إذا رأيتها أكثرت من قول سبحان الله وبحمده أستغفر الله وأتوب إليه فقد رأيتها { إذا جاء نصر الله والفتح } فتح مكة { ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا }
انفرد بهما مسلم
1013 وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال إن كنا لنعد لرسول الله صلى الله عليه وسلم في المجلس الواحد مئة مرة ( رب اغفر لي وتب علي إنك أنت التواب الرحيم )
رواه الأربعة وابن حبان في صحيحه وقال الترمذي حسن صحيح غريب وهذا لفظ أبي داود وعند الترمذي والنسائي وابن ماجه التواب الغفور وفي رواية للنسائي اللهم اغفر لي وارحمني وتب علي إنك أنت التواب الغفور
1014 وعن زيد رضي الله عنه مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول ( من قال أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه غفر له وإن كان فر من الزحف )
روى أبو داود والترمذي واللفظ لأبي داود ورواه الترمذي أيضا من حديث أبي سعيد وقال فيه ثلاث مرات ورواه الحاكم في المستدرك من حديث ابن مسعود وقال صحيح على شرط الشيخين وليس لزيد في الكتب الستة سوى هذا الحديث
1015 وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من لزم الاستغفار جعل الله له من كل ضيق مخرجا ومن كل هم فرجا ورزقه من حيث لا يحتسب )
رواه أبو داود واللفظ له والنسائي وابن ماجه والحاكم في المستدرك وقال صحيح الإسناد ولفظ النسائي والحاكم من أكثر الاستغفار
1016 وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال ( إن العبد إذا أخطأ خطيئة نكت في قلبه نكتة فإذا هو نزع واستغفر وتاب سقل قلبه وإن عاد زيد فيها حتى يعلو قلبه وهو الران الذي ذكر الله { كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون } المطففين 14 )
رواه الترمذي والنسائي وابن ماجه وابن حبان في صحيحه وقال الترمذي واللفظ له هذا حديث حسن صحيح
قال الجوهري ( النكتة ) كالنقطة وقال وصقل السيف وسقله أيضا صقلا وصقالا أي جلاه وقال ( والرين ) الطبع والدنس يقال ران على قلبه ذنبه يرين رينا وريونا أي غلب قال أبو عبيدة في قوله تعالى { كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون } المطففين 14 أي غلب وقال الحسن هو الذنب حتى يسواد القلب
وقال أبو عبيد كل ما غلبك فقد ران بك ورانك وران عليك
1017 وعن أم عصمة العوصية رضي الله عنها وكانت قد أدركت رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ما من مسلم يعمل ذنبا إلا وقف الملك الموكل بإحصاء ذنوبه ثلاث ساعات فإن استغفر الله من ذنبه ذلك في شيء من تلك الساعات لم يوقفه عليه ولم يعذب يوم القيامة )
رواه الحاكم في المستدرك وقال (1) انتهى كلامه
والعوصية بفتح العين المهملة وسكون الواو وبالصاد المهملة نسبة إلى عوص بن عوف بن عذرة بطن من كلب
1- صحيح الإسناد
وقد تقدم في الباب الأول حديث أنس بن مالك رضي الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( قال الله يا بن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي يا بن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي يا بن آدم لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة )
تم الكتاب بحمد الله تعالى وعونه وتوفيقه وهو المسمى ب سلاح المؤمن في الدعاء والذكر تأليف الشيخ الإمام تقي الدين أبي الفتح محمد بن الشيخ الإمام تاج الدين أبي عبد الله محمد بن الشيخ الإمام نور الدين أبي الحسن علي بن جلال الدين أبي العزائم همام المعروف بابن الإمام رحمه الله تعالى
وكان الفراغ من كتابته في اليوم المبارك يوم الإثنين السابع عشر من شهر ربيع الأول مولد سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عام ستة وثمانين وسبعمئة للهجرة النبوية على مهاجرها الصلاة والسلام والتحية والإكرام أحسن الله تفخيمه في خير وعافية بمحمد وآله
وكتبه العبد الفقير إلى رحمة ربه ومغفرته وعفوه أحمد بن محمد بن أحمد بن عبد المحسن المالكي الظاهري أحسن الله له العاقبة وغفر له ولوالديه ولمن كتب له وهو العبد الفقير إلى رحمة ربه عمر بن المنقر السيفي بهادر الجمالي الملكي الظاهري أعزه الله تعالى وغفر له ولوالديه وللناظرين فيه والداعي لكاتبه ولوالديه ولمالكه بالعفو والمغفرة وخاتمة الخير والموت على الإسلام والفوز بالجنة والنجاة من النار ولجميع المسلمين آمين آمين آمين
وصلى الله على سيدنا محمد خاتم النبيين وعلى آله وصحبه آجمعين وصلى الله
وسلم على جميع الأنبياء والمرسلين ورضي الله عن آل كل وسائر الصالحين وهو حسبنا ونعم الوكيل ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
شعر
( الخط يبقى زمانا بعد كاتبه ** ولا محالة ان الخط ينطمس )
( الدار تبقى زمانا بعد ساكنها ** ولا محالة أن الدار تندرس )
غيره
( أموت ويبقى كلما قد كتبته ** فياليت من يقرأ كتابي دعا ليا )
( لعل إلهي يعفو عني بفضله ** ويغفر زلاتي وسوء فعاليا )
غيره
( وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه )
( فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه )
تم ذلك بحمد الله وعونه غفر الله لكاتبه ولوالديه وللناظرين فيه ومالكه ولجميع المسلمين آمين وصلى الله على سيدنا محمد خاتم النبيين وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين وحسبنا الله ونعم الوكيل ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم والحمد لله رب العالمين أولا وآخرا وباطنا وظاهرا