About the article

Author :

Muhammad Naasiruddeen al-Albaanee

Date :

Thu, Sep 18 2014

Category :

Fatwa (Q&A)

Download

سلسلة الهدى والنور - الشريط رقم : 222

الشيخ : قال تعالى : (( يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم ))، فالرسول عليه السلام أمر المسلمين بأن يحافظوا على شخصيتهم المسلمة وأن يخالفوا الكفار ، الكفار كأمة ما بيلتحوا ، بالعكس بشوفوا النظافة والنزاهة كما يقال في بعض البلاد ، كله نظيف حتى الشوارب ، في بعض البلاد مثل النساء ؛ ربنا عزوجل ما خلق الرجال مميزا لهم على النساء فميز الرجال باللحى ، لما يأتي مسلم ويحلق لحيته لسان حاله يقول خلاف ما ينبغي أن يقول لأنه من السنة أن المسلم أن يقول ( اللهم كما حسنت خَلقي فحسن خُلقي ) طبعا المرأة تقول هذا الكلام ، الرجل يقول هذا الكلام ؛ الرجل إذا وقف أمام المرآة فيجد نفسه له لحية فيقول : ( اللهم كما حسنت خلقي فحسن خلقي ) المرأة كذلك تقف أمام المرآة وتجد نفسها عكس الرجل خديها وجهها أملس بتقول : ( ربي كما حسنت خلقي فحسن خلقي ) إذا كل واحد من الجنسين له طابعه الذي خلقه الله عليه رغم أنفه ، لا فرق بين كون الرجل ذكرا وكون المرأة أنثى ، أنه ليس له إرادة في ذلك ، هكذا ربنا عزوجل قدر منذ الأزل كذلك كان تمام تقدير الله عزوجل بالنسبة للرجال أن جعلهم بلحى والعكس بالعكس النساء ؛ لذلك ما يجوز للمسلم أن يتقصد معاكسة إرادة الله عزوجل ولو شاء الله لفرض على المخالفين جميعا يبس أيديهم أول ما يأخذ الشفرة ... لكن لا ما فرض ذلك على الناس لأنه ما يجري امتحان إلا هكذا ؛ وقد وقع في عهد الرسول عليه السلام أن رجلا رآه الرسول يأكل بالشمال فقال له  (  كل باليمين ) ، قال لا أستطيع ، قال له ( لا استطعت ) ، فجمدت يده يبست بالمرة ؛ ولو شاء الله لعامل العصاة بمثل المعاملة هذه لكن الأمر كما قال تعالى : (( ليبلوكم أيكم أحسن عملا ))، فهذا الذي يربي يربي بإرادته واختياره والذي يحلق كذلك ، يلي يربي له أجر ويلي يحلق عليه وزر ؛ ولذلك قال عليه السلام ( حفوا الشارب واعفوا اللحى وخالفوا اليهود و النصارى )، أن نخالف ... حف الشارب من هنا من طرف الشفاة ، ... حفوا الشارب حتى ما ينزل الشارب على الفم ، وأعفوا اللحى وخالفوا اليهود والنصارى ، اليهود والنصارى كأمة يحلقوا ومش لازم نغش الإنسان ويقول هؤلاء النصارى في أوروبا فئة من الشباب عم يرخوا لحاهم ؛ بنقول نعم لكن هذه الكثرة كنقطة سوداء في الجلد الأبيض ، النصارى كأمة كلهم حليقين ؛ ولذلك تفننوا بإيجاد الشفرات يلي بتسهل على الواحد منهم أن يرتكب المعصية بأسهل طريق والعياذ بالله ، شوف هنا العبرة في المسلمين المبتلين بحلق اللحى كما قلبوا وضع الرجل وحلقوا اللحية تشبها بالنساء كمان قلبوا الأمر في التزين يوم الجمعة ، يوم الجمعة مأمور المسلم قبل أن يحضر الصلاة أنه يشوف أحسن ثيابه ويتطيب من الطيب ولو لم يجد إلا من طيب أهله ؛ اليوم أكثر المسلمين كيف يتزينون برحوا إلى المسجد على تنظيف ملمعين وأشكل من هيك الحجاج ، بروح الواحد وبينفق أموال طائلة ويتعب حاله وبوقف على عرفات ويبات إلى مزدلفة يأتي إلى منى وهناك بده يتحلل ، الشرع بقول ( اللهم اغفر للمحلقين ، اللهم اغفر للمحلقين ، اللهم اغفر للمحلقين قالوا وللمقصرين قال وللمقصرين )  طبعا هنا الحلق حلق الرأس ، هذه أفضل درجة ؛ شو الناس يساوي ؟ بتحللوا من الإحرام بمعصية الله عزوجل ، هذه مصيبة الدهر ، الرسول عليه السلام يقول : ( من حج ولم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه )، هذا لسى ما كمل حجه فسق ، لسى ما كمل حجه فسق .

السائل : ما أن يخرج من طاعة حتى يدخل إلى معصية .

الشيخ : الله أكبر ؛ لذلك بارك الله فيك نحن ننصحكم جميعا ومثل ما قالت تلك الساعة هذا المستشفى له مميزات ، من جملة المميزات الظاهرة الإسلامية سواء في الرجال أو في النساء ، نعرف نحن مستشفيات نعرف دوائر يوجد فيها ناس ملتحين بهددوهم بالطرد من الوظيفة وإلا بحلقوا ، لا ، هنا الحمد لله مش هيك القضية بالعكس نفس المستشفى الإسلامي هو إيش يربي لحيته وأرجوا الله أن يوفقكم لطاعة الله ورسوله .

الحلبي : أستاذنا في ناس بعلقوا علينا وبقولوا لا تتشددوا علينا ، قلت يا أخي الله أكبر من الذي يتشدد فاتحة والرب راعيها أم كل يوم تجيب الصابونة والشفرة والكالونية إلى آخره ، أيهما فيه تشدد أكثر ؟ .

الشيخ : الله أكبر قلب الحقائق عجيبة .

أبو ليلى : عبد رب النبي ؟

الشيخ : هنا هذا تخلص من عبد النبي على الطريقة الشيعية عبد الحسين عبد علي ، فعبد النبي شرك هذا في الألفاظ ولذلك عدلوها بعبد رب النبي وكذلك سياف وهو أحد القادة الأفغان المجاهدين كان اسمه عبد الرسول وبعدين عدل بعد ما فهم وفقه .

الحلبي : الحمد لله أنهم المجاهدون عدلوا اسم عبد رب الرسول سياف وفتحوا هذا الباب وطلعت من يومها .

الشيخ : كويس .

أبو ليلى : نحن اتبعناك يا شيخنا .

الشيخ : معليش .

الشيخ : روى الإمام مسلم في صحيحه عن ابن عمر رضي الله عنه أن رجلا من أهل العراق جاء إليه قائلا الذباب يقع على ثوبي فهل يتنجس ؟ قال ابن عمر : يا أهل العراق ما أسألكم عن الصغيرة وأركبكم للكبيرة ، قتلتم ابن رسول الله ثم تسأل عن الذباب يقع على الثوب يتنجس أم لا ، وسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يشير إلى جهة العراق الفتنة هاهنا الفتنة هاهنا الفتنة هاهنا وهناك يخرج قرن الشيطان .

السائل : جزاك الله خيرا .

...

الشيخ : الجهل الذي أودى بهم إلى محاربة السنة باسم القرآن أن الرسول عليه السلام لما قال لأصحابه الكرام ( من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه ) قالوا يا رسول الله وأينا يحب الموت ،(  قال ليس ذاك إنما هو حينما يحضر الأجل ويرى مقامه في الجنة أو في النار فمن كان من أهل الجنة ورأى مقامه أقبل على الله وأحب لقاءه ... ) والعكس بالعكس ؛ شوفوا هذا الجاهل كم ضل من الناس وراءه ، بدل ما يرفع رأسه ورأس المسلمين بمثل هذه الأحاديث المطابقة في طبيعة النفوس التي فطرها الله عزوجل عليها يأتي ويقول هذا حديث ضعيف ،.

السائل : يكره الموت ...

الشيخ : يكره مساءته الله أكبر .

أبو ليلى : شيخنا هذا الجاهل شو اسمه ؟

الشيخ : خليها مستورة .

الحلبي : إن شاء الله شيخنا صحتك أحسن من المرة السابقة نتمنى لكم الشفاء العاجل .

الشيخ : آمين يا رب العالمين ... السعوديين يعني من الناحية النفسية صاروا مرضى ، فهم بحاجة أن يشفق عليهم حتى من الناحية السياسية فضلا عن الناحية الدينية ، الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر صار أمرا واجبا أن ندندن عليها أو حولها .

الحلبي : بس لسى الآن مش ظاهرة تماما لأن في بعض أهل العلم تكلموا ... .

الشيخ : أي نعم صحيح هذا .

الحلبي : يقول أذكر عندما كنت مدرسا جلست سئمان ، سئمان من السأم .

الشيخ : يعني سأم .

السائل : ... وفتحت الراديوا وسرني أن كان به أغنية أحبها وما كدت أمضي مع الأبيات والالحان إلا أن طرق الباب طالبا أشرف على تقديم رسالته وخيل إلي أني أستطيع السماع مع وجوده ولكنه أقسم علي أن أغلق الراديوا ورأيت إكراما له أن ألبي رغبته وأكملت لوحدي بعض كلمات الأغنية " أينما يدعى ظلام يا رفيق الليل أين ، إن نور الله في قلبي وهذا ما أراه " فصاح الطالب ما هذا  ، قلت له كل يغني في الأنام بليلاه ، إنني أعني شيئا آخر ، قال ألا تعلم أن الغناء حرام كله ؟ قلت له ما أعلم هذا ، ثم أقبلت عليه بجد أقول له إن الإسلام ليس دينا إقليميا لكم وحدكم إن لكم فقها بدويا ضيق النطاق عندما تضعونه مع الإسلام بكفة واحدة وتقولون هذه الصفقة لا ينفصل أحدها عن الآخر فستطيش كفة الإسلام وينصرف الناس عنه ... 

الشيخ : أعوذ بالله .

الحلبي : كمان تكلموا عن أغاني أم كلثوم ويقول إنه يجب يسمع أم كلثوم وفيروز .

الشيخ : ما شاء الله .

الحلبي : أصحاب الصوت المخملي .

سائل آخر : والله هذا ما شاء الله الشيخ محمد الغزالي كتاب السنة النبوية بين أهل الحديث له كلام عجيب جدا مع الأسف .

 

السائل : بعض ما حدث اليوم أنه تفوهت عندما سألت عن القنوت أمام العوام والعامة بأنه بدعة فبعض الإخوة قال ما ينبغي أن تقول إن هذا بدعة فما أدري هل أنا أجبت صحيحا أم أخطأت ؟

الشيخ : يعني شايفين حالهم قولك بدعة هذا خطأ بالأسلوب ، بدك تعدل عن كلمة بدعة بعبارة أخرى تعبر بها عن الواقع ، تقول إنه هذا القنوت لم يثبت عن الرسول عليه السلام ولا عن السلف الصالح ، الذين انتقدوك من بعض الإخوان انتقدوك في أسلوبك وليس في قصدك .

 

أبو ليلى : نسمع عن الشيخ أحمد ديدات بقول البعض سألنا عن منهجه ، إن شاء الله يكون من المناهج الطيبة الجيدة ؛ فيقول بعض الناس إنه مش مهم المنهج ، المهم الحمد لله مسلم ويرد من الكفار وكذا فلو تبين لنا هذه يا شيخ ؛ الله يجزيك الخير .

الشيخ : نحن الحقيقة نرجوا أن يكون الشيخ أحمد هذا على المنهج السلفي القديم الذي يؤمن بالله ويعبده حق عبادته ؛ لكن نحن بحاجة أن نتذكر دائما إنه لا يلزم بمجرد إيمان الإنسان بوجود خالق لهذا الكون أن يصبح بذلك مؤمنا ، لابد أن يتحقق هناك شرطان أساسيان ، الشرط الأول أن يشهد أن لا إله إلا الله ؛ والشرط الثاني أن محمدا رسول الله ؛ الشرط الأول لا إله إلا الله ، لا يعني أن خالق الكون واحد وبس ؛ لأنه قد يجتمع في الإنسان إيمان وكفر ، قد يجتمع في الإنسان إيمان وكفر الذي يقول لا إله إلا الله محمد رسول الله طبعا هذا القول له لوازم مرتبطة هذه اللوازم مع هاتين الشهادتين ؛ فإذا تصورنا مسلما يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ؛ لكن بقول إن القرآن ناقص ؛ إذا تصورنا مسلما يشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله وبقول القرآن ناقص ، هذا ما أفادته شهادته لا إله إلا الله ؛ لأنه مثل العسل وصببنا عليه حامض أفسد العسل ؛ وهكذا يجتمع في الإنسان إيمان وكفر ؛ لذلك قال تعالى بحق المشركين الأولين (( وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون ))، الآية هذه تعطينا أن الإخوان هؤلاء مؤمنين لكن في الوقت نفسه هم مشركون ، النتيجة وما يؤمن أكثرهم بالله إلا والحال هم مشركون، فإذا يجتمع في الإنسان إيمان وكفر ، ضربنا لك مثال ... نعم هذا تشبيه بس ضربنا لك مثال إنسان يشهد أن لا إله إلا الله ومحمد رسول الله لكن القرآن ناقص ، هذا كفر هذا شرك لكن هو يؤمن بالله وبرسول الله ، وصدق عليه قوله تعالى : (( وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون )) لدقة الموضوع وهو أنه يجتمع في الإنسان إيمان وكفر ، إيمان أو توحيد و شرك ، أكثر الناس حتى في هذا الزمان يصدق عليهم قول رب الأنام (( وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون ))، خلينا الآن ندخل في الواقع ، المسلمين أو هؤلاء المسلمون الذين يصلون ويصومون ويحجون ويتصدقون بروحوا لمقام من المقامات لقبر من قبور الأولياء بطلبوا منه الشفاء ، بطلبوا منهم العافية ، هؤلاء (( وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون )) عارفين أن الله موجود لكن عبدوا مع الله غيره ، والله يقول (( إياك نعبد وإياك نستعين ))، فاستعانوا بغيره الله تعالى ؛ لذلك العلماء المحققين قسموا التوحيد ثلاثة أقسام : توحيد الربوبية ، توحيد الألوهية ، توحيد الصفات ؛ يعني الله واحد في ذاته ، الله واحد في عبادته ، يعني لا يعبد معه غيره ؛ الله واحد في صفاته ليس كمثله شيء ؛ هذا ليس معناه أن الله موجود وبس ، لا ، الله موجود ولا يشبهه شيء من مخلوقاته ، مثلا النصارى في أعيادهم ينشروا هذه الصور بتشوفوا صورة الرب تبعهم شيخ كبير السن ولحية طويلة بيضاء ؛ هذا هو رب العالمين الذي ليس كمثله شيء ! اليهود والنصارى آمنوا أن هذا الكون له خالق ، هم يؤمنون بالتوحيد الأول ؛ شو اسم هذا التوحيد ؟ توحيد الربوبية ، يعني أن لهذا الكون خالق ؛ يختلفوا هم عن الدهريين أو الطبيعيين يلي بقولوا هذا فلت ما في خالق ولكن مخلوق ؛ اليهود والنصارى بقولوا لا ، الله هو الذي خلق الكون ؛ فهم إذا موحدين ؛ لكن توحيد الربوبية يعني توحيد الخالقية ؛ لكن نجي توحيد الألوهية توحيد العبادة اليهود عبدوا العزير والنصارى عبدوا عيسى ؛ هؤلاء كفروا بتوحيد العبادة فهم لا يقولون لا إله إلا الله وإذا قالوها بقولها إما نفاقا وإما جهلا بحقيقة المعنى وإلا لو قالوها اعتقادا ومؤمنين بها ما عبدوا عيسى ولا خضعوا له ولا سجدوا له ، إلى آخره ، ولا وضعوا له صورته وصورة مريم في الكنائس تبعهم ؛ فهؤلاء مؤمنين من جهة كفار من جهة ، مؤمنين من حيث أنهم مش مثل الدهريين يلي بقولوا ما في الله ، لا ؛ بقولوا في الله لكن شو فائدة القول لما يشبهوا الله بالمخلوقات ويعبدوا غيره ؛ وكثير الشاهد من الكلام هذا كثير من المسلمين ولا أعني العامة منهم فقط بل وأعني كثيرا من الخاصة أنهم بقولوا لا إله إلا الله لكنهم يعبدون غير الله وبكفروا بالله من ناحية الصفات ؛ فنحن نعرف أن كثيرا منهم غير الذين أشرنا إليهم أنهم يدعوا الموتى والصالحين ، يخضعوا لهم ويصلوا عندهم إلى آخره ، بقولوا الله موجود في كل مكان ، الله أكبر من كل شيء ، وكان ولا شيء معه ، شلون حشرتوه بهذا الكون حتى يقول قائلهم " وما الله في التمثال إلا كثلجة بها الماء " بتقدروا تفرقوا بين الثلج والماء ، هيك الله عند هؤلاء ؛ هذا كفر ، إن الله في القرآن الكريم (( غني عن العالمين )) ، حصروه في هذا الكون مثل دودة القز ، دودة الحرير بتلف على نفسها ، بتحشر نفسها بتنخنق وبتموت ؛ إن الله غني عن العالمين ؛ هؤلاء مؤمنون من جهة كفار من جهة ؛ لذلك نحن في الواقع  بهمنا أن هذا الشيخ أحمد ديدات جزاه الله خيرا قائم بواجب كبير ؛ لكن هذا الواجب وهذا الجهاد إنما يفيده إذا كان يؤمن بالله ربا واحدا أي ذاتا واحدا ، ومعبودا واحدا ؛ ليس المقصود بأنه معبود واحد بمعنى أنه لا يصلي إلا له ، لا ، لو نادى الخضر في الضيق ما عبد الله وحده ؛ لأن النداء عبادة ، قال عليه السلام : ( الدعاء هو العبادة ) ، فنحن نرجوا أن يكون قد درس في بلاده التوحيد الصحيح فيكون موحدا لله في ذاته ، موحدا لله في عبادته ، موحدا لله عزوجل في صفاته ؛ حين ذلك يكون جهاده لعله نستطيع أن نقول قام بواجب أخل به جميع المشايخ ،

أبو ليلى : الله أكبر ،

الشيخ : أي و الله ، الله يجزيه الخير .

أبو ليلى : الله يبارك لنا بعمرك إن شاء الله ... تفضل شيخنا

الشيخ : توحيد الربوبية المقصود منه أن يعتقد المسلم اعتقادا جازما أن خالق هذا الكون بما فيه واحد في ذاته ليس له ند وليس له شريك ؛ المجوس بعتقدوا أنه فيه إلهين ، إله خالق الخير وإله خالق الشر ؛ هؤلاء أشركوا في توحيد الربوبية ؛ عرفت كيف ؟ فإذا المسلم لا سمح الله اعتقد أن مع الله من الأولياء والصالحين من يضر وينفع ويحيي ويميت ويطعم ويرزق كفر بالتوحيد توحيد الربوبية وأشرك ؛ لأنه جعل خالقين ، الله بيخلق الخير ويخلق الشر كمان الأولياء والصالحين بيرزقوا وبيحيوا وببموتوا ، إذا بورحوا لعندهم وبطلبوا منهم بركات .

أبو ليلى : وفي ناس يتحبل يا شيخا .

الشيخ : آه ؛

أبو ليلى : في كثير نساء ما يتحبل فتذهب إلى شجرة مقبور تحتها ولي وكذا ...

الشيخ : هذا اسمه شرك بالربوبية ، الشر بالألوهية هو الشرك بالعبادة وهو أن يعبد غير الله ويؤمن أن الله واحد بذاته لكن يذبح للولي الفلاني ، هذا أشرك بإيش ؟ بالعبادة ، بينادي الولي الفلاني ، أين صارت تراب قبره ، بشر من البشر يعتقد أنه يسمع وأنه يغيثه ويضر وينفع ، هذا صار شرك في العبادة ؛ ...المهم أن المسلم ماذا يجب عليه أن يعتقد .

 

 

أبو ليلى : تفضل يا شيخ بخصوص كلمة مثواه الأخير للموتى ؟

الشيخ : نصغي آنفا إلى أخبار الوفيات التي جرت بعض الإذاعات العربية على نشر أسماء الموتى فتقول مثلا في هذا الصدد مات فلان ابن فلان إلى آخره وسيكون نقله إلى مثواه الأخير في ساعة كذا من يوم كذا ؛ فمن زمن بعيد وأنا ألاحظ فأنبه أحيانا إلى أن هذا التعبير "مثواه الأخير " ليس تعبيرا شرعيا ، وذلك لأن هذا التعبير يصلح أن يصدر من المؤمن الذي يؤمن بالبعث والنشور ومن الملحد الذي لا يؤمن بالبعث والنشور ؛ لكنّ هذا التعبير إذا كان صادرا من المؤمن يكون قاصرا بخلاف إذا ما كان صادرا من الملحد فهو يعبر عن إلحاده ؛ لأنه لا يؤمن أن بعد هذا المثوى والمأوى الأخير حياة أخرى ، ولما كان معلوما أن المسلم أن يتميز بأقواله وبأفعاله عن المخالفين له في أفكاره وفي عقائده كان ينبغي أيضا عليه أن يجتنب مثل هذا التعبير الموهم لإنكار البعث والنشور ؛ فينبغي مثلا أن يقال " مثواه الأخير في القبر " لابد من القيد ، أو إلى البرزخ أو ما شابه ذلك من التعابير ؛ لكن هذا القيد هو أشبه ما يكون بما أسميه أحيانا بترقيع الكلام ، وهذا الترقيع ليس من الآداب الإسلامية ؛ لأنه قد جاءنا أحاديث نبوية صحيحة تأمرنا وتؤدبنا بأن لا نقول كلاما نضطر بعد التلفظ به إلى تأويله أي على حد تعبيري ، إلى ترقيعة من ذلك قوله عليه السلام : ( إياك وما يعتذر منه ) وقوله الآخر  : ( لا تتكلمن بكلام تعتذر به عند الناس ) لذلك من الأخطاء الفاحشة الناتجة عن تقليد المسلمين للكافرين حتى في ترجمتهم لعباراتهم التي لا تشعر بأنهم يؤمنون بالبعث والنشور من ذاك التقليد أن تقول بعض الإذاعات العربية في أخبار الوفيات سينقل إلى مثواه الأخير ، ليس هذا هو مثوى الأموات المثوى الأخير ، وإنما المثوى الأخير كما قال ربنا عزوجل في القرآن الكريم : (( فريق في الجنة وفريق في السعير )) فكلمة المثوى الأخير هذه لا تعبر عن العقيدة الإسلامية البتة ؛ ولذلك كما يقال لو كان يطاع أو يسمع لقصير الرأي لنصحت هؤلاء أن يعدلوا عن هذا التعبير المترجم عن التعابير الأجنبية الكافرة إلى تعبير إسلامي لا يوهم شيئا يخالف الإسلام وعقيدة الإسلام لقوله عليه السلام فيما سبق من الأحاديث ( إياك وما يعتذر منه ) هذه ذكرى والذكرى تنفع المؤمنين .

أبو ليلى : جزاك الله خيرا شيخنا .

الشيخ : وإياك .

السائل : ... قلت له إنه لما بسمع القول ومعه الحديث إذا دار بمخي هذا يأخذه وما بفرق إذا قال له أبو حنيفة أو قاله الشافعي أو قاله كذا أو كذا ، شو رأيك بهذه الفلسفة تبعي منشان ما يأخذوا عني فكرة أني وهابي أو كذا يعني بدي أبعد عن المذهبية ؟

الشيخ : منيحة بس عبارتك خطأ ... أعني قولك إنه إذا جاء بي القول عن أبي حنيفة طبعا تعني مثلا معنى حديث قبله عقلي هذا الذي اطمئن له ، فقرنك الحديث مع قول أبي حنيفة وتعبيرك قبله عقلي هذا خطأ وجه الخطأ أن المسلم إذا جاءه الحديث فقط فالواجب كما قال تعالى : (( فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما ))، فالواجب كما هو معلوم بالنسبة للمسلم أنه حينما يأتيه الحديث عن الرسول عليه السلام أن يسلم تسليما وليس يشترط فيه أن يوافق عقله ؛ فإذا جاء الحديث مع قول إمام هذا يمكن أن يقال إنه نور على نور ؛ لكن لما اقترن الحديث مع قول أبي حنيفة لم يجز للمسلم أن يقول إذا قبله عقلي ، لو جاء القول معرا غير مقرون بحديث الرسول عليه السلام عن أي عالم من علماء المسلمين وقال والله إذا قبله عقلي قبلته أنا ، هذا يعني ممكن أن يقال لأنه ليس كلام المعصوم ؛ أما أن يأتي في قول الإمام مقرونا بالحديث ثم نعامله كما لو كان قول الإمام غير مقرون بالحديث بنعرضه على عقلنا فإن وافقه قبلناه وإلا رفضنا ، هنا يكمن الخطأ ، وهذا من أخطاء الألفاظ التي ندندن حولها كثيرا وكثيرا جدا كما ذكرنا آنفا بالنسبة لخطأ " مثواه الأخير " لاشك أن المسلم لما يقول عن الميت أنه نقل إلى مثواه الأخير لا يعني أنه ينكر البعث والمنشور وإنما هذا جاء من التقليد كما ذكرنا والغفلة عن أن هذه العبارة قاصرة عن التعبير عن عقيدة المسلم بأن القبر هو مرحلة من مراحل الحياة وأنه برزخ بين الحياة الدنيا الفانية والحياة الأخرى الباقية ؛ كذلك يقع الناس في كثير من الأحيان في أخطاء لفظية لا تعبر عن العقيدة الكامنة والمستقرة في الصدر ، لا يمكن مثلا لمسلم الصحيح الإسلام أن يقول وإن كان هذا قد يقوله بعض المنحرفين ؛ لذلك لا يمكن بالنسبة للمسلم الصحيح الإسلام والله إذا جاء الحديث وقبلته بعقلي قبلت وإلا رفضته ، لا يمكن للمسلم أن يقول هذا الكلام وإن كان بعض المنحرفين عن السنة قد يقولون مثل هذا الكلام بل ويروون في ذلك حديثا موضوعا عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم : ( إذا جاءكم الحديث موافقا للقرآن فخذوا به وإلا فدعوه ) أو إذا جاءكم الحديث موافقا للقرآن فخذوا به سواء قلته أم لم أقله ، من هنا تأثر كثيرون من الناس خاصة من المثقفين العصريين فأخذوا يقيسون الأحاديث النبوية بعقولهم فما وافق عقولهم قبلوه وما خالفها  رفضوه ، هذا بلا شك انحراف خطير عن الإسلام قد لا يسلم هذا المنحرف عن أن يخرج من دين الإسلام كما تخرج الشعرة من العجين ، هذا الذي كنت ألاحظه في هذه الكلمة .

السائل : أنا لو كان التعبير تبعي إذا كان وافق رأي أبو حنيفة أو الإمام الشافعي بالحديث فأنا شافعي هيك كان قصدي .

الشيخ : أي نعم لكن شوف هنا في مسألة دقيقة شوية ، هذا أصح نسبيا خلينا الآن نعالج المسألة نفصلها شوية عن الحديث السابق مسلمان أحدهما عالم والآخر جاهل ، العالم قال له هذا لا يجوز أو قال له يجوز ... العالم قال قولا فقال هذا العامي أنا القول هذا ما وافق عقلي ، هذا صواب أم خطأ ؟ يظن كثير من الناس أن هذا صواب لا غبار عليه ، والحقيقة أنه خطأ ، لماذا ؟ لأن رب العالمين يقول في القرآن الكريم : (( فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون )) والآية تجعل الأمة المسلمة بالنسبة لكونهم علماء أو جهلاء قسمين : عالم ، وغير عالم ؛ فأوجب على كل من القسمين حكما ، أوجب على غير العالم أن يسأل العالم ، وأوجب على العالم أن يجيب السائل كما قال عليه السلام : ( من سئل عن علم فكتمه ألجم يوم القيمة بلجام من نار ) فليس هناك قسم ثالث هذا القسم الثالث هو الذي نحن بصدده وهو غير عالم لكن ما اقتنع بقول العالم ، هذا شو حكمه ؟ ما في له حكم (( فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون )) يجب أن تقبل حكم العالم إلا إذا كان أنت عندك دليل ضد هذا القول ؛ حينئذ أنت ما بتكون جاهل مادام أنه عندك دليل ، هذا الدليل يسوغ لك أن ترد قول هذا العالم وإن كان هو أعلم منك بصورة عامة لكن بخصوص هذا السؤال فأنت مادام معك الدليل جاز لك رفض قول ذلك العالم ؛ أما أنت ما عندك أي شيء ، أنت أولا جاهل وثانيا ما عندك دليل ؛ فإذا قول ذلك العالم مقدم على جهلك أنت وقولك أنه ما دخل في عقلي قول هذا العالم ؛ لذلك نحن نرى أن السلف الصالح كانوا مربيين على ضوء هذه الآية الكريمة ، كيف ؟ عندنا قصة ذلك الصحابي الذي كان في سرية أرسلها الرسول عليه السلام لمقاتلة الكفار ، فجرح كثير منهم أحد هؤلاء الجرحى أصبح محتلما سأل من حوله هل يجدون له رخصة في أن لا يغتسل ، قالوا له لا ، لابد لك من الاغتسال ؛ لو نحن الآن قسنا القصة هذه على أنفسنا وأنفسنا التي هي عندها شيء من حرية إبداء الرأي أمام العالم والذي يكون من عادة صاحب الحرية هذه أن يقول والله ما دخل في مخي هذا الكلام ، ترى لو كان هذا الجنس الذي نشير إليه اليوم ... حوله يجدوا له رخصة أنه ما يغتسل لأنه مجروح ويخشى من إصابة الماء لبدنه وإنه يموت ، قالوا له لا ، لابد من أن تغتسل ؛ لو كانت القصة مع أحدنا أو بعبارة أخرى كان ذاك الجريح يحمل منطق أحدنا شو بكون موقفه ؟ ما بيقول إن هذا مش معقول ، أنا جريح وأخشى على نفسي الموت ، كيف أنا بدي أستحم وأغتسل ؛ ما نجد موقفه هذا الموقف بالعكس سلم لكلام الذين أفتوه ومع ذلك فكان في تسليمه الموت ؛ ولما جاء خبره إلى النبي عليه السلام دعا على الذين أفتوه بقوله عليه السلام ( قتلوه قاتلهم الله ألا سألوا حين جهلوا إنما شفاء العي السؤال ) نحن نأخذ من هذه القصة فائدتين هامتين أن الجاهل ليس له إلا أن يتبع العالم سواء كان فتوى العالم طابقة مخه أو لا ؛ الفائدة الثانية أن العالم يجب أن لا يتسرع في إصدار الفتوى وأن يتورع عن التهجم عليها خشية أن تكون فتواه سبب ضلال المفتى أو هلاكه ؛ ذلك معنى قوله عليه السلام : ( قتلوه قاتلهم الله ألا سألوا حين جهلوا فإنما شفاء العي السؤال )، إنما كان يكفيه أن يضرب بكفيه الصعيد وبس ؛ وأيضا هنا نأخذ فائدة ثالثة وهي أن العالم كلما كان أكثر إطلاعا على السنة كلما كان أقرب صوابا لأن السنة تفصل القرآن الكريم تفصيلا يحتاج الإنسان أحيانا لاستعمال الرأي والاجتهاد المبني على القواعد والأصول الشرعية ولكن الاجتهاد معرض للخطأ ومعرض للصواب ؛ فبقدر ما عنده من السنة كثرة يستغني بها عن استعمال القياس كثرة وكلما كانت السنة مادتها عنده قليلة كلما فر إلى استعمال الرأي والقياس كثيرا وكثيرا جدا ، ولابد حينذاك أن يتعرض إلى الخطأ ؛ من أجل ذلك نلاحظ في الأئمة الأربعة أن أحدهم كلما كان أكثر من زملائه حفظا واطلاعا على الحديث كلما كان أكثر اصابة والعكس بالعكس ؛ لذلك كان الإمام أحمد أقربهم إلى السنة ...

الشيخ : ... فما دمت تحكم عليه بأنه لا يزال مسلما فذبيحته حلال وتسأل له الهداية كما فاته من السنة ؛ واضح ؟

السائل : نعم .

 

 

السائل : الأشياء التي يجب فيها الدم إذا لم يفعلها الحاج ؟

الشيخ : هي محصورة وهي حلق الرأس والتمتع أو القران وفي شيء ثالث الآن ما يحضرني ؛ أما الناس يتوسعون جدا في هذه القضية فيوجبون على كل خطأ وعلى كل نسك يتركه الإنسان ساهيا أو عامدا فهذا ليس له أصل في السنة .

 

أبو ليلى : أستاذي من لم يصل ركعتين في مزدلفة ما حكم حجه ؟

الألباني : لم يصل ركعتين تقصد لم يصل الفجر ،

أبو ليلى : نعم .

الشيخ : إذا ماذا فعل ؟

أبو ليلى : ذهب إلى منى مباشرة بعد النفرة من عرفات .

الشيخ : أيوه ، يعني ما تعمد التأخر وصلاة الفجر في مزدلفة ليس له حج ، ليس له حج كما لو ترك الوقوف في عرفة ؛ أي نعم .

أبو ليلى : فيه حديث .

الشيخ : أي نعم ( من صلى صلاتنا هذه معنا وكان قد وقف في عرفة ساعة من ليل أو نهار فقد تم حجه وقضى تفثه ) .

 

السائل : الاستواء هنا صفة ذاتية أو فعلية ؟

الشيخ : الاستواء فعل .

السائل : حديث ( ما من نبي إلا ورعى الغنم ) ؟

الشيخ : صحيح ...

الحلبي : فما هو حكم الشرع الحنيف بما نراه من بعض إخواننا المنتسبين إلى السنة في بعض البلاد إذ أسسوا أحزابا وتنظيمات وجبهات إسلامية لمواجهة القوى المعادية للإسلام كما يقولون وبخاصة أنهم يستدلون أحيانا بقاعدة فقهية تقول " ما لا يتم الواجب به فهو واجب " فهل هناك أدلة شرعية من كتاب ربنا سبحانه وتعالى وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم تجيز لهم مثل هذا التحزب ؟ أفيدونا نفع الله بكم وبارك فيكم وجزاكم الله خيرا .