Apie straipsnį

Autorius :

www.islamland.com

Data :

Tue, Oct 25 2016

Kategorija :

Apie islamą

Parsisiųsti

رسالة الإسلام


مطوية:

رسالة الإسلام
أبو المُنتصر محمد شاهين التاعب


هذا الكون له «إله». هو الذي خَلَقَ كلّ الوُجُود من العَدَم، وجعل الأرض صالحة لاستقبال الإنسان، ليعيش فيها كدار امتحان، ينتهي هذا الاختبار بالموت الذي لا مفرّ منه.
أرسل الخالقُ كلَّ «الرُّسُل» برسالة واحدة، أو دين واحد، على النَّاس جميعاً أن يعتنقوه ويَقْبَلوه ويقوموا به. هذا الدِّين هو «الإسلام»، الذي لا يقبل الخالقُ من النَّاس ديناً سواه، ويجب على النَّاس جميعاً الإيمان بكلّ رُسُل الخالق، فمن أنكر رسالة رسول منهم لن يدخل الجنَّة!
قال تعالى: ▬إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ♂ [آل عمران: 19]
هذا هو الاختبار الذي يعيشه الإنسان على الأرض، اختبار مَدَى إسلامك واستسلامك وانقيادك وطاعتك لأوامر الخالق التي يعرفها الإنسان عن طريق الرُّسُل.
«الإسلام» الذي جاء به كلّ «الرُّسُل» هو «معرفة الخالق» على الوجه الذي بيَّنه في وحيه المحفوظ. أي أن تعرف أسماء الخالق وصفاته الإلهية، كما ذُكِرَت في القُرآن الكريم والسُّنَّة النَّبوية الشَّريفة الصَّحيحة. وقد أخبرنا الخالقُ في كتابه أنّ اسمه هو «الله». وهذا الاسم يعني: الإله الحقيقي المُستحقّ للعبادة، ولا يُطلق هذا الاسم إلَّا على واحد فقط. فهو اسمٌ عَلَمٌ على ذات الخالق، لا يُسمَّى به غيره.
قال تعالى: ▬مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَٰكِن كَانَ حَنِيفًا مُّسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ♂ [آل عمران: 67]
هُناك مِن النَّاسِ مَن انحرف عن دين الرُّسُل، الذي هو الإسلام، كما حرَّفوا كُتُبهم! وابتدعوا عقائد وعبادات مُختلفة نسبوها للرُّسُل زوراً.
وقد أعطى الخالقُ لرُسُله كُتُباً، مثل «التَّوراة»، و «الزَّبُور»، و «الإنجيل»، فكانت هذه الكُتُب نوراً يهدي الخالقُ به النَّاس إلى الحقّ، وقد استأمن الخالقُ النَّاسَ، واستحفظهم على هذه الكُتُب، ولكنَّهم لم يكونوا أُمناء، ولم يُحافظوا عليها، بل قاموا بتحريفها!
قال تعالى: ▬وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ♂ [آل عمران: 85]
«اللهُ» واحدٌ، لا يتعدَّد، ولا يتجزَّأ، ولا يتركَّب، فلا يوجد إلَّا واحد فقط من جِنْس الألوهية، وهذا الواحد ليس معه آخر. وهو صاحب الكمال المُطلق، الذي لا يحتاج أبداً، وكلّ ما سواه يحتاج إليه، لذا فهو لم يَلِد ابناً، وهو ليس أباً لآخر، بل هو ربٌّ وسيِّدٌ لكلّ ما سواه. وهو لم يُولَد، ولم يَنْبَثِق أو يخرج من آخر، ولذلك فإنَّ الأسماء والألقاب والصِّفات الإلهية حصرية له وحده فقط، لا يشترك معه فيها آخر.
قال تعالى: ▬قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ♂ [الإخلاص]
هذا الإله الواحد الوحيد، هو وحده صاحب السُّلطان والسِّيادة والرُّبُوبية المُطلَقَة على الكون، فهو ربُّ العالمين، وهو «القيُّوم»، القائمُ على تصريف أُمُور الكون، فلا شيء يحدث إلَّا بمشيئته وكامل عِلْمه.
قال تعالى: ▬رَّبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا♂ [مريم: 65]
الإنسانُ عَبْدٌ مخلوقٌ، له ربٌّ، سيِّدٌ، وعلى العَبْد طاعة ربّه وسيّده في كلّ ما أمر، والانتهاء عن كُلِّ ما نَهَى عنه وزَجَر.
وقد أمر الخالقُ بعبادته، والعبادة اسمٌ جامعٌ لكلّ ما يُحبّه الخالقُ ويرضاه، من الأقوال والأعمال، الظَّاهرة والباطنة، كالخوف، والخشية، والتَّوكُّل، والصَّلاة، والزَّكاة، والصِّيام، الطَّواف، والدُّعاء، وغير ذلك من الأُمُور المُبيَّنة في الوحي المحفوظ. قال تعالى: ▬وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ♂ [الذاريات: 56]
ليس للإنسان أن يعطي المخلوق حقًّا من حُقُوق الخالق! ومن فعل ذلك فقد وقع في «الشِّرْك»، ومن وقع في «الشِّرْك» ومات على ذلك، أصبح محروماً من الجنَّة مُستحقًّا للخُلُود في النَّار.
قال تعالى: ▬إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ♂ [المائدة: 72]
أرسل الخالقُ رسولاً أخيراً للنَّاس كافَّة، فليس بعده رسول ولا نبيّ، وهو «مُحَمَّد» ☺، والذي هو بمثابة فُرصة أخيرة من الخالق للنَّاس كيّ يرجعوا إلى الهُدَى والإيمان والحقّ، فيدخلوا الجنَّة باتِّباعهم لرسول الخالق «مُحَمَّد» ☺.
قال تعالى: ▬لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنفَكِّينَ حَتَّىٰ تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ * رَسُولٌ مِّنَ اللَّهِ يَتْلُو صُحُفًا مُّطَهَّرَةً * فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ * وَمَا تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَةُ♂ [البيِّنة: 1-2]
وقد أعطى الخالقُ لرسوله «مُحَمَّد» كتاباً اسمه «القُرآن»، فهو كتابٌ يُرشد الإنسان إلى الحقّ والهُدَى والرَّشاد، ففيه كلّ ما يجب على الإنسان مَعْرفته وفِعْله، فلا نحتاج للرُّجُوع إلى أيّ كتاب آخر غيره. وقد تعهَّد الخالقُ بحفظه من أيّ باطل أو تحريف، ليكون الحقّ باقياً محفوظاً بحفظ الخالق للقُرآن. وهكذا تظلّ فُرصة الرُّجُوع للهُدَى والإيمان والحقّ مُتاحة للجميع في كلّ زمان.
أوّل خطوة تجاه الجنَّة تكون بإيقان أنَّ «محمداً» ☺ رسول من عند الله، يُبلِّغنا الوحي الذي يحفظه لنا الله (القُرآن الكريم والسُّنَّة النَّبوية الشَّريفة الصَّحيحة)، لذا يجب طاعته واتِّباعه.
ويجب على الإنسان أن يتيقَّن من أنَّ هذا الخالق، «الله»، الذي أرسل «محمداً» ☺، هو الإله الحقيقي الوحيد المُستحقّ للعبادة.
برُسُوخ هذه المفاهيم في القَلْب، يستطيع الإنسان أن ينطق بها بلسانه كشهادة منه بذلك، فيُحقِّق الرُّكن الأوَّل من أركان الإسلام بقوله:
«أشهد أن لا إله إلَّا الله وأشهد أنَّ محمداً رسول الله»
بهذا يدخل الإنسانُ الإسلام، ويكون مُسلماً، ويجب عليه دائماً إثبات صدق إيمانه وإسلامه بأفعاله، بالالتزام الدَّائم بكلّ الأوامر والنَّواهي التي جاءت في وحي الله المحفوظ، وأهمّها أركان الإسلام: الصَّلاة، والزَّكاة، وصِيام شهر رمضان، وحجّ بيت الله الحرام لمن استطاع ذلك.
يجب على الإنسان أيضاً أن يُصحِّح كلّ معتقداته السَّابقة في المواضيع التالية: الله عزَّ وجلَّ، وملائكته، وكُتُبه التي أنزلها على رُسُله، والرُّسُل والأنبياء، والحياة بعد الموت، والقَضَاء والقَدَر، وِفْق ما ذُكِر في القُرآن الكريم والسُّنَّة النَّبوية الشَّريفة الصَّحيحة (وحي الله المحفوظ).
هذه المُعتقدات بمثابة الإيمان اللَّازم لدُخُول الإنسان الجنَّة، فلا يدخل المرءُ الجنَّة، ولا يُقبل منه عملٌ صالحٌ، إلَّا إذا كان مؤمناً إيماناً صحيحاً مُوافقاً لما في وحي الله المحفوظ.
من عاش حياته مُلتزماً بما جاء في وحي الله المحفوظ، ولم يقع في «الشِّرْك»، ومات على ذلك، أدخله اللهُ الجنَّة، بفَضْلِهِ وكَرَمِهِ، ليعيش حياة أبدية.
اللهم اجعلنا من أهل الجنَّة، اللهم آمين.