عن الفتوى

التاريخ :

Tue, Oct 28 2014
:السؤال

حديث من كان له إمام فقراءة الإمام له قراءة

هل حديث : ( من كان له إمام فقراءة الإمام له قراءة ).
الإجابة:
الإجابة:
الحمد لله ورد هذا الحديث عن ثمانية من الصحابة : أشهرها وأكثرها طرقا حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه . وورد أيضا عن عبد الله بن عمر ، وأبي سعيد الخدري ، وأبي هريرة ، وعبد الله بن عباس ، وعبد الله بن مسعود ، وأنس ، وعلي بن أبي طالب ، رضي الله عنهم جميعا . وورد عن الشعبي مرسلاً . وعامة أهل العلم على تضعيف هذا الحديث من جميع طرقه التي أوردها الحافظ الدارقطني في "السنن" (كتاب الصلاة/باب ذكر قوله صلى الله عليه و سلم من كان له إمام فقراءة الإمام له قراءة واختلاف الروايات) (1/323)، وضعفها كلها هناك . وكذلك فعل الإمام البيهقي في جزء خاص سماه : "القراءة خلف الإمام"، وفي "السنن الكبرى" (2/159) (كتاب الصلاة/ باب من قال لا يقرأ خلف الإمام على الإطلاق) قال الإمام البخاري رحمه الله : " هذا خبر لم يثبت عند أهل العلم من أهل الحجاز ، وأهل العراق ، وغيرهم ؛ لإرساله وانقطاعه " انتهى. "خير الكلام في القراءة خلف الإمام" (ص/9) مكتبة الإيمان – الطبعة الثانية – 1405هـ. وقال المجد ابن تيمية رحمه الله : " وقد روي مسندا من طرق كلها ضعاف ، والصحيح أنه مرسل " انتهى. "منتقى الأخبار" (رقم/700) وقال ابن الجوزي رحمه الله : " لهذا الحديث طرق : عن جابر ، وعن علي ، وابن عمر ، وابن عباس ، وعمران بن حصين : ليس فيها ما يثبت " انتهى. "العلل المتناهية" (1/428) وقال الحافظ ابن كثير رحمه الله : " روي هذا الحديث من طرق ، ولا يصح شيء منها عن النبي صلى الله عليه وسلم " انتهى. "تفسير القرآن العظيم" (1/109) وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله : " لكنه حديث ضعيف عند الحفاظ ، وقد استوعب طرقه وعلله الدارقطني وغيره " انتهى. "فتح الباري" (2/242) وقال أيضا رحمه الله : " حديث : ( من كان له إمام فقراءة الإمام له قراءة ) مشهورٌ من حديث جابر رضي الله عنه ، وله طرق عن جماعة من الصحابة رضي الله عنهم ، وكلها معلولة " انتهى. "تلخيص الحبير" (1/232) وقال النووي رحمه الله : " ضعيف " انتهى. "الخلاصة" (1/377) وقد نص على ضعفه أيضا كثير من أصحاب الرأي أتباع أبي حنيفة ، وإن قالوا بمضمونه بسقوط القراءة عن المأموم مطلقا . جاء في "معرفة السنن والآثار" (رقم/953) للبيهقي قال : " أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال : سمعت سلمة بن محمد الفقيه ، يقول : سألت أبا موسى الرازي الحافظ عن الحديث المروي عن النبي صلى الله عليه وسلم : ( من كان له إمام ، فقراءة الإمام له قراءة ) ؟ فقال : لم يصح فيه عندنا عن النبي صلى الله عليه وسلم شيء ، إنما اعتمد مشايخنا فيه الروايات عن علي ، وعبد الله بن مسعود ، والصحابة . قال أبو عبد الله – هو الحاكم صاحب المستدرك - : أعجبني هذا لمَّا سمعته ، فإن أبا موسى أحفظ من رأينا من أصحاب الرأي على أديم الأرض " انتهى. وللتوسع في تخريج الحديث ينظر : "نصب الراية" للزيلعي (2/6)، "إرواء الغليل" للشيخ الألباني (2/268) وأما حكم قراءة المأموم خلف الإمام ، فهي من مسائل الخلاف بين أهل العلم ؛ وقد سبق في موقعنا بيان أن الصحيح وجوب قراءة صلاة الفاتحة على الجميع : الإمام والمأموم والمنفرد ، وفي جميع الصلوات أيضا : السرية والجهرية . فيرجى مراجعة ذلك في جواب السؤال رقم : (10995) ، (74999) والله أعلم . الإسلام سؤال وجواب