قل يا أهل الكتاب

                             
{يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ عَلَى فَتْرَةٍ مِّنَ الرُّسُلِ أَن تَقُولُواْ مَا جَاءنَا مِن بَشِيرٍ وَلاَ نَذِيرٍ فَقَدْ جَاءكُم بَشِيرٌ وَنَذِيرٌ وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } المائدة19
                   استاذى وشيخي الجليل فضيلة الإمام /أبو  إسلام  
 السلام عليكم ورحمة الله وبركاته  تحية من عند الله طيبة مباركة فى مستهل رسالتى إلي فضيلتكم ,  داعيا الحق سبحانه وتعالى أن يرفع شانكم وأن يعلي قدركم وأن ينفع بعلمكم البلاد والعباد  ,آمين إنه ولى ذلك والقادر عليه .
 وأصلى واسلم علي خير خلق الله سبحانه وتعالى سيدى وسيد الدنيا محمد صلى الله عليه وسلم الذى بعثه الحق سبحانه وتعالى رحمة للعالمين . جعلنى الله جلا وعلا وفضليتكم وجميع المسلمين تحت لؤائه يوم الدين .
 وبعد ؛ فإن هذه بضاعة مزجاة ؛ فإن كان هناك تقصير  فنسألكم الدعاء  وإن كان خيرا فالحمد لله رب العالمين . وستجد يا استاذى الجليل فى ثنايا الحديث جرعة اسلامية كثيرة إلى حد ما ؛ ولكنى أقدمها من باب من يقدم الدواء مع الداء ؛  لأنى أرى إن ظللنا نقول هذا خطا , وهذا محرف , وهذا متناقض, وهذا متعارض فأين الصواب إذن ؟  فرأيت أن أقدم الحل مع السؤال ,والدواء مع الداء, والعلاج مع التشخيص واعتبرته من باب{ مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ } الأعراف164  
كما ستجد يا أستاذي العزيز نصوصا قد أكون ذكرتها فى كتب لى أخرى ؛ وإنما جئت بها هنا لأني وجدت السياق فى حاجة إليها ؛ ولا عجب إذن ما دامت ستخدم موقعا جديدا وفكرة ملحة . وأعتبرت هذا التكرار من قبيل جمع النقاط الهامة فى كتيب واحد فيكون ملخصا للسلسلة الكريمة ( قل صدق الله ) والتي تتألف من عشر كتب . ومن أراد المزيد فعليه بالرجوع إلى أصل الموضوع فى الكتاب الخاص به في السلسلة السالفة الذكر .
                 تقبل الله منا ومنكم وجزاكم الله خيرا

            


                              بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

                      

                 " قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ"


إعداد
             أ / أحمد إسماعيل زيد


             محاضر بالأكاديمية الإسلامية
             لدراسات الأديان والمذاهب
محاضر بقناة الأمة الفضائية



   
بين الإسلام والمسيحية
                              
                                بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
{يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ عَلَى فَتْرَةٍ مِّنَ الرُّسُلِ أَن تَقُولُواْ مَا جَاءنَا مِن بَشِيرٍ وَلاَ نَذِيرٍ فَقَدْ جَاءكُم بَشِيرٌ وَنَذِيرٌ وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } المائدة19
                   استاذى وشيخي الجليل فضيلة الإمام /أبو  إسلام 
 السلام عليكم ورحمة الله وبركاته  تحية من عند الله طيبة مباركة فى مستهل رسالتى إلي فضيلتكم ,  داعيا الحق سبحانه وتعالى أن يرفع شانكم وأن يعلي قدركم وأن ينفع بعلمكم البلاد والعباد  ,آمين إنه ولى ذلك والقادر عليه .
 وأصلى واسلم علي خير خلق الله سبحانه وتعالى سيدى وسيد الدنيا محمد صلى الله عليه وسلم الذى بعثه الحق سبحانه وتعالى رحمة للعالمين . جعلنى الله جلا وعلا وفضليتكم وجميع المسلمين تحت لؤائه يوم الدين .
 وبعد ؛ فإن هذه بضاعة مزجاة ؛ فإن كان هناك تقصير  فنسألكم الدعاء  وإن كان خيرا فالحمد لله رب العالمين . وستجد يا استاذى الجليل فى ثنايا الحديث جرعة اسلامية كثيرة إلى حد ما ؛ ولكنى أقدمها من باب من يقدم الدواء مع الداء ؛  لأنى أرى إن ظللنا نقول هذا خطا , وهذا محرف , وهذا متناقض, وهذا متعارض فأين الصواب إذن ؟  فرأيت أن أقدم الحل مع السؤال ,والدواء مع الداء, والعلاج مع التشخيص واعتبرته من باب{ مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ } الأعراف164 
كما ستجد يا أستاذي العزيز نصوصا قد أكون ذكرتها فى كتب لى أخرى ؛ وإنما جئت بها هنا لأني وجدت السياق فى حاجة إليها ؛ ولا عجب إذن ما دامت ستخدم موقعا جديدا وفكرة ملحة . وأعتبرت هذا التكرار من قبيل جمع النقاط الهامة فى كتيب واحد فيكون ملخصا للسلسلة الكريمة ( قل صدق الله ) والتي تتألف من عشر كتب . ومن أراد المزيد فعليه بالرجوع إلى أصل الموضوع فى الكتاب الخاص به في السلسلة السالفة الذكر .
                 تقبل الله منا ومنكم وجزاكم الله خيرا
                                   
           محتويات الكتاب

*- القضية الأولى : من صفحة//  7 //  إلى صفحة// 39 //
             *  أهل الكتاب وحديثهم عن الله جل وعلا *
* - القضية الثانية : من صفحة //40 //  إلى صفحة// 74  //
                * أهل الكتاب و سيدنا عيسى عليه السلام ؟ *
* - القضية الثالثة : من صفحة //75 // إلى صفحة//  124//
        * أهل الكتاب و النبي العظيم  محمد صلى الله عليه وسلم ؟*
*-   القضية الرابعة : من صفحة  // 125 //  إلى صفحة// 157//
           * أهل الكتاب و الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم ؟  *
*-  القضية الخامسة  : من صفحة  // 158 // إلى صفحة// 173//
        * بعض الآثار التي ترتبت على فهمهم الخاطئ للدين  . *
*- القضية السادسة  : من صفحة  // 174//  إلى صفحة // 207//
                  *   الكتب التى يؤمن بها أهل الكتاب . *
            * المراجع ص //208// *
                                

                                              المقدمة
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
{قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلاَ تَتَّبِعُواْ أَهْوَاء قَوْمٍ قَدْ ضَلُّواْ مِن قَبْلُ وَأَضَلُّواْ كَثِيراً وَضَلُّواْ عَن سَوَاء السَّبِيلِ }المائدة77
بادئ ذي بدء لقد تنصل اليهود من معظم أسفار العهدين القديم  والجديد ولم يؤمنوا  إلا بالأسفار الخمسة الأولى وزاد بعض الفرق عليها بعض الأسفار ورفضوا الباقي والعجيب أن حمل المسيحيون العهدين القديم والجديد دون تفكير أو  بحث ولو أنهم تروا قليلا وأمعنوا النظر فيهما لوصلوا إلى الحقيقة وهى الإيمان بالله جل وعلا وبنبيه محمد  صلى الله عليه وسلم .  ولذا ناداهم الحق سبحانه وتعالى فى القران الكريم بقوله جل وعلا {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّىَ تُقِيمُواْ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيراً مِّنْهُم مَّا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ طُغْيَاناً وَكُفْراً فَلاَ تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ }المائدة68
وهذا لأن العهدين القديم والجديد فى حاجة إلى تنقيح لأن بهما من التجاوزات والأخطاء التي لا يقبلها العقل والمنطق فضلا عن الدين  ولذا وجب علينا نحن المسلمين  أن نظهر الأخطاء  من باب { مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ }الأعراف164  ولعل سائلا يسأل ألم يكن  فى العهدين أى بقايا لدين سليم سبق الإسلام ؟ هذا ماسنتناوله وبالتفصيل في ثنايا هذا الكتاب بإذن الله تعالى .











                            " بين يدى الكتاب "
وإحقاقا للحق نقول : أن الحق سبحانه وتعالى كما أعمى أعين فرعون وجنوده عن موسي عليه السلام  بل وجعل فرعون يربى موسي عليه السلام فى قصره فى الوقت الذي أرسل فيه جنوده ليقتلوا من هم فى مثل سنه عليه السلام  ؛ و يربى من سيزول ملكه على يديه ليصدق قول الحق سبحانه { وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ } الأنفال  24  
 فكذلك أعمى الحق سبحانه وتعالى اليهود والنصارى عن بعض النصوص الحقيقية  لتظل شاهد صدق على قول الحق سبحانه {إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ } المائدة 44 
 وقوله تعالى {وَقَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِم بِعَيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَآتَيْنَاهُ الإِنجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ وَمُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ } المائدة46 
وكذلك النصوص التي تشهد بأن الحق سبحانه وتعالى اخبرهم عن نبينا محمد  صلى الله عليه وسلم لأنه جل وعلا  أخبرنا فى قرآنه الكريم بذلك فقال سبحانه وتعالى {الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلاَلَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ } الأعراف157
 ولذا رأيت أن أعرض بعض القضايا  محل الإختلاف والتي إن أمعنوا فيها النظر لكان  لهم شأن أخر ومن هذه القضايا :
- القضية الاولى : أهل الكتاب وحديثهم عن الله جل وعلا كما ورد فى العهدين القديم  والجديد ؟ 
 - القضية الثانية :   أهل الكتاب و سيدنا عيسى عليه السلام ؟
 - القضية الثالثة :  أهل الكتاب و النبي العظيم  محمد صلى الله عليه وسلم ؟
-   القضية الرابعة : أهل الكتاب و الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم ؟ 
-  القضية الخامسة  : بعض الآثار التي ترتبت على فهمهم الخاطئ للدين  .
- القضية السادسة  : الكتب التى يؤمن بها أهل الكتاب .
سنتولى بإذن الله تعالى تحليل هذه القضايا من كتبهم التى بين أيديهم ونعرضها لك عزيزى القارئ بما فيها من تناقضات وتجاوزات ثم إحقاقا للحق نصحح ما نجده من أخطاء بما لدينا  من آيات القرآن الكريم . ونبين لأهل الكتاب أنهم إن تروا وأمعنوا النظر لعلموا أن ما بين أيديم من كتب الآن إنما هى بعيدة كل البعد عما جاءهم به موسى وعيسى عليهما السلام وفى هذا ناداهم الحق سبحانه وتعالى أن يعودوا إلى التوراة والإنجيل الحقيقين فقال تعالى  {قُلْ      يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّىَ تُقِيمُواْ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيراً مِّنْهُم مَّا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ طُغْيَاناً وَكُفْراً فَلاَ تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ } المائدة68
وسبب ذلك أنهم اتبعوا أهواء أحبارهم ورهبانهم الذين تركوا ما انزل الله تعالى على انبياء واتبعوا سبيل الأقدمين من وثتيين وغيرهم فقال تعالى مبينا ومحذرا إياهم {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلاَ تَتَّبِعُواْ أَهْوَاء قَوْمٍ قَدْ ضَلُّواْ مِن قَبْلُ وَأَضَلُّواْ كَثِيراً وَضَلُّواْ عَن سَوَاء السَّبِيلِ }المائدة77
ولنبين لهم أيضا أن الإيمان برسولنا محمد صلى الله عليه وسلم وبما أنزل الحق سبحانه وتعالى عليه من القرآن الكريم هو خير لهم ولذا ناداهم الحق سبحانه وتعالى بقوله جل وعلا {الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلاَلَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ } الأعراف157
وأكبر دليل على سماحة الإسلام وهو يدعوهم إلى الإيمان بالله تعالى وبنبيه محمد صلى الله عليه وسلم هو ما قاله الحق سبحانه وتعالى{قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ }آل عمران64











                                  القضية الأولى :
 ونتناول فيها ما ذكره أهل الكتاب من صفات حسنى لله جل وعلا فى العهدين القديم والجديد وكذلك الصفات التي لا تليق بجلال الله سبحانه وتعالى  .
والحمد لله رب العالمين أن وجدنا فى كتبهم نصوصا صحيحة تُعلم الجميع بوحدانية الله تعالى وتبن أنه كانت لديهم توراة حقيقية وإنجيل حقيقى ؛ ومثل هذه النصوص تبين أنهم لولا أن أيديهم امتدت الى كتبهم لظلت على حالتها الأولى التى أنزلها الله تعالى عليها
 وما تبين لنا هذا إلا حين رأينا فى كتبهم صفات لا تليق بجلال الله تعالى وليس هذا فحسب بل إنهم ذكروا صفات لله تعالى لا يذكرها انسان عاقل بحال من الأحوال ولذا رأيت من الإنصاف أن أذكر ما وجدناه عندهم من نصوص صحيحة وأخرى باطلة ونثنى على الصحيح والحسن ونصحح المخطئ ونبين الصواب عملا بقول الله تعالى  {وَإِذَ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلاَ تَكْتُمُونَهُ  }آل عمران187
أولا:       الصفات  الحسنى  للحق جل وعلا في العهد القديم .
                     أولا: الله جل وعلا  واحد) لا اله إلا هو)
  يذكر العهدالقديم أن الله سبحانه وتعالى هو الله الواحد الأحد الذي لا إله غيره  "أنا الرب  وليس من رب أخر ,ليس من دوني  اله لكي يعلموا من مشرق الشمس ومن مغربها انه ليس غيري  أنا الرب وليس من رب أخر   "

5] I am the LORD, and there is none else, there is no God beside me: I girded thee, though thou hast not known me:
[6] That they may know from the rising of the sun, and from the west, that there is none beside me. I am the LORD, and there is none else.

كما يذكرون" لكي تعلموا وتؤمنوا  بي  وتفهموا أنى أنا هو  لم  يكن إله قبلي  ولا يكون إله بعدى  أنا أنا الرب  ولا مخلص غيري"
وهذه حقيقة أكدها القرآن الكريم فيقول سبحانه وتعالى ( هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ) الحديد/3ويقول سبحانه وتعالى ) لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا)  الأنبياء/22  من النصوص والآيات السابقة نرى أن هناك توافق بين ما ذكر في العهد القديم وبين ما ذكر في القرآن الكريم بشأن وحدانية الله جل وعلا والتي تدل على أن أهل الكتاب كانت لديهم توراة حقيقية بها مثل هذه الحقائق والتي تحث أتباعها على إتباع منهج الله جل وعلا .
  وكما حذر القرآن الكريم بنى آدم أن يتخذوا من دون الله آلهة أخرى فقال سبحانه وتعالى وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئا)  النساء/67 وقال سبحانه وتعالى أيضا ( وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ ( الإسراء/23  فكذلك حذر العهد القديم البشر أن الرب جل وعلا قال "أنا الرب  إلهك الذي أخرجك من ارض مصر  من بيت العبودية  لا يكن لك آلهة أخرى  امامى  لا تصنع لك تمثالا منحوتا  ولا صورة"
 [3] Thou shalt have no other gods before me.
[4] Thou shalt not make unto thee any graven image, or any likeness of any thing that is in heaven above, or that is in the earth beneath, or that is in the water under the earth:

ثانيا) :الله جل جلاله صادق)
  وكما أكد القرآن الكريم أن الحق جل وعلا صادق فيما أخبر به عن السابقين ومن ثم هو سبحانه صادق فيما يخبر به عن اللاحقين فقال جل وعلا) وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِير) ٍفاطر /14 وقال سبحانه وتعالى) وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ قِيلاً ) النساء/122قال تعالى ( وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ حَدِيثاً)  النساء/87 فهناك نصوص في العهد القديم تؤكد هذا المعنى" أنا الرب  وليس أخر لم أتكلم بالخفاء في مكان مظلم من الأرض لم أقل لنسل يعقوب باطلا اطلبونى  أنا الرب متكلم بالصدق  مخبر بالإستقامة كما يذكرون نصا أخر فيقولون فيه" بذاتي أقسمت خرج من فمي الصدق كلمة لا ترجع"  

18] For thus saith the LORD that created the heavens; God himself that formed the earth and made it; he hath established it, he created it not in vain, he formed it to be inhabited: I am the LORD; and there is none else.
[19] I have not spoken in secret, in a dark place of the earth: I said not unto the seed of Jacob, Seek ye me in vain: I the LORD speak righteousness, I declare things that are right.
 
ونحن المسلمين لسنا بحاجة إلى هذه النصوص لنصدق الحق جل وعلا وإنما نذكرها لنبين أن بنى إسرائيل  قوم بهت إذ كيف يكون لديهم مثل هذه النصوص الواضحة والتي تبين قدر الحق جل وعلا ثم هم ينكرون ذلك ويتحدثون عن الله جل وعلا بصفات لا تليق بجلاله سبحانه وتعالى كما سنبين الآن .
ثانيا :)الصفات التى ذكرها بنوا إسرائيل عن الله جل وعلا والتي لا تليق بجلاله(
أولا: - يزعمون أنه جل وعلا (حاشاه ) يدعو بالحرب والدمار
يذكر العهد القديم أن سيدنا موسى عليه السلام قال "هذا الهي فأمجده إله أبى فارفعه الرب رجل الحرب الرب اسمه  مركبات فرعون وجيشه القاهما  في البحر في هذا النص يزعمون أن سيدنا موسى عليه السلام يصف الرب جل وعلا بأنه رجل الحرب مشبها إياه سبحانه( حاشاه ) بالأبطال الأشداء الذين تعدهم الأوطان لمجابهة الصعاب.
والعجيب أن لديهم وفى كتبهم ما يناقض هذا النص لأنه جل وعلا حذرهم من أن يشبههوه سبحانه وتعالى فيقولون " بمن تشبهونني فأساويه  يقول القدوس  ارفعوا أعينكم إلى العلا  وانظروا  من خلق هذه  من الذي يخرج بعدد جندها  يدعوا كلها بأسماء لكثرة القوة  وكونه شديد القوة  ولا يفقد احد"  

[18] To whom then will ye liken God? or what likeness will ye compare unto him?

ومع هذا فبنوا إسرائيل يصرون على تشبيه الحق سبحانه بالبشر فيذكرون نصا في) سفر اشعياء " ( الرب كالجبار  يخرج كرجل حروب  يهتف ويصرخ  ويقوى على أعدائه   "      
ويبدوا أن بنى إسرائيل لا يعلمون وكذلك هم لا يفقهون لأن لديهم نص ينزه الله جل وعلا عن الشبيه والمثيل وهذا النص يقول " ليس مثل الله  "
[26] There is none like unto the God.

ولذا فهذا يدعونا إلى أن نقول : أن بنى إسرائيل يعلمون لديهم نصوص ليست من عند الله سبحانه وتعالى ولكنهم يكذبوا فيقولوا أن الرب (حاشاه ) وجل الحرب ليرهبوا الأمم الأخرى وهذا لأنهم يعتقدون أن الله جل وعلا إنما هو لهم وليس لكل العالمين.  
فدائما يؤكدون أن الله سبحانه وتعالى  إنما هو إله لبنى إسرائيل فيذكرون أن الله جل وعلا هو ) إله إبراهيم واله إسحاق واله يعقوب ) فهم بهذا إنما يرغبون  في تخويف الأعداء  فحين يعلم الأعداء أن إله بنى إسرائيل من القوة حتى أنه يصرخ ويهتف  ويصيح ويخيف الأعداء لاشك أنهم سيفكرون أكثر من مرة إذا أرادوا الإقدام عليهم
والحقيقة أن هذا ما يدور بخلد بنى إسرائيل لأنهم ذكروا في (البروتوكول التاسع ( ما يكشف عما بداخلهم فيقولون " إن لنا طموحا لا يحد شرها لا يشبع ونقمة لاترحم  وبغضاء لا تحس إننا مصدر إرهاب بعيد المدى

اThe ambitious does not limit us And an insatiable appetite
 and a curse to the unforgiving and hatred do not feel we are a long-term source of terrorism "


"  فهذه الفقرة تظهر ما يضمره بنوا إسرائيل للبشرية من أحقاد وبغضاء ورغبة جامحة في تدمير ما يستطيعون مؤكدين ذلك  بفقرة أخرى في )البروتوكول الرابع عشر) فيقولون :-"حينما نمكن لأنفسنا  فنكون سادة الأرض  لن نبيح قيام دين  غير ديننا  لهذا السبب  يجب علينا تحطيم كل عقائد الأديان    "

When to empower ourselves then we are masters of the land
Will not let the opportunityfor any religion except ours for this reason we must destroy all religious beliefs

ولذا حذرنا الحق جل وعلا من موالاة بنى إسرائيل فقال سبحانه وتعالى ) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ) المائدة /51 وبين سبحانه وتعالى السبب في ذلك فقال جل شانه) إِن يَثْقَفُوكُمْ يَكُونُوا لَكُمْ أَعْدَاء وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُم بِالسُّوءِ وَوَدُّوا لَوْ تَكْفُرُون)  َالممتحنه/  2 .
  ولأن طبيعة اليهود هي العداء السافر لبنى البشر وكأنهم لايريدون بشرا يجاورونهم  وبخاصة من يؤمن بالله حق الإيمان فقال سبحانه وتعالى) لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُود) َالمائدة /82 ومن ثم دعا الحق جل وعلا المؤمنين به سبحانه وتعالى وبرسوله محمد صلى الله عليه وسلم  إذا أرادوا أن يحيوا حياة كريمة  بعيدة عن المذلة والمسكنة والهوان أن يلتزموا بما أمروا به فى القرآن الكريم فقال جل وعلا) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ  (الأنفال /24
ولأن موالاة اليهود ومن على شاكلتهم لا تسمن ولا تغنى من جوع  بل إن موالاة  المغضوب عليهم لاتجلب إلا الغضب من الله سبحانه وتعالى فاليهود لايؤمن شرهم  ولايرجى خيرهم فماذا ينتظر من قوم غضب الله عليهم وأذلهم وأذاقهم الخزى إلا أن يذيقوا من والاهم مما ذاقوه من مذلة ومسكنة والتاريخ كله يشهد بذلك فمن الذى سعد بمولاته لليهود ؟
 فلقد عانت كل الدول  التى نزل بها اليهود أشد المعاناة لأنهم ما إن يستقروا بمكان حتى ينشروا فيه الفساد بعاملاتهم بالربا والرشا ناهيك عن الإباحية وتجارة السلاح  والغش لأنهم دائما وأبدا) يبغونها عوجا(
 ثانيا: زعمهم ان الله جل وعلا حاشاه) لايعلم كثيرا مما يعملون(
لقد تعرض كهنة اليهود وأحبارهم وكذلك ابناءهم للعديد من الكوارث والمصائب بسبب عصيانهم وبعدهم عن أوامر الله جل وعلا فلقد وقعوا فريسة لأهل أشور وبابل وغيرهم من الشعوب فظننت أنهم يتضرعون إلى الله جل وعلا ليفرج ما هم فيه من كرب وبلاء  عملا بقول الحق جل وعلا (  فَلَوْلا إِذْ جَاءهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُواْ وَلَـكِن قَسَتْ قُلُوبُهُمْ) الأنعام/43
وعميت بصائرهم  فبدلا من ذكر الحق جل وعلا والإلتزام بما أمرهم سبحانه وتعالى به وأن يجتنبوا ما نهاهم جل وعلا عنه وأن يلزموا أبنائهم بالعوده إلى كتاب الله سبحانه وتعالى ومنهج الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم فإذا بهم  ينسبون ماهم من شقاء وبؤس إلى الله جل وعلا فيتهمونه سبحانه وتعالى بأنه نسيهم مما أوقعهم فى ذل العبودية والشقاء 
ولعل قائلا يقول وماذا عن قول الحق سبحانه) نَسُواْ اللّهَ فَنَسِيَهُم (التوبة /67 نقول إن بنى إسرائيل لم يعترفوا بأن ذنوبهم وقتلهم الأنبياء هو الذى تسبب فيما هم فيه  ولكنهم جعلوا النسيان صفة من صفات الحق سبحانه (حاشاه ) وتعالى عن ذلك علوا كبيرا والعجيب أنهم سجلوا ما يفترون وما يزعمون فى كتاباتهم لتصبح دستورا لهم على مر السنين .
  فأول ما ذكروه فى ذلك أن هو الرب جل وعلا ( حاشاه ) لم يعلم  بما حدث من آدم وزوجته حين أكلا من الشجرة فقالوا:  - أن آدم وحواء " سمعا صوت الرب الاله  ماشيا فى الجنه عند هبوب ريح النهار فاختبأ  آدم وامراته  من وجه الرب الاله فى وسط الجنه  فنادى  الرب الاله ادم  وقال  له اين انت  قال سمعت صوتك فى الجنه فخشيت لأنى عريان فاختبأت  فقال له من أعلمك أنك عريان هل أكلت من الشجرة التى أوصيتك ألا تأكل منها  "   
[8] And they heard the voice of the LORD God walking in the garden in the cool of the day: and Adam and his wife hid themselves from the presence of the LORD God amongst the trees of the garden.
[9] And the LORD God called unto Adam, and said unto him, Where art thou?
[10] And he said, I heard thy voice in the garden, and I was afraid, because I was naked; and I hid myself.
[11] And he said, Who told thee that thou wast naked? Hast thou eaten of the tree, whereof I commanded thee that thou shouldest not eat?

  ولقد ذكر بنوا إسرائيل هذا النص وفى بداية العهد القديم  لأغراض فى نفوسهم  ومنها:  --- أرادوا أن يصوروا الذات الإلهيه جل وعلا ( حاشاه ) وهو يتريض فى الجنه  ونسى هؤلاء أنه سبحانه وتعالى لايحيطه زمان ولامكان والحق جل وعلا إن أراد أن يسمع أحدا من خلقه فليس بحاجة أن يقترب منه أو أن ينتظر هبوب رياح لتساعد الصوت على الوصول إلى مراده جل وعلا فهو سبحانه يسمع من يشاء .
--كما أنهم أرادوا تأصيل مبدأ غاية فى الغرابة ألا وهو أن الرب قد لا يعلم كثيرا مما يعملون وهذا ما يتمنونه لكثرة جرائمهم ) قاتلهم الله ( وهذا غير صحيح لأن القرآن الكريم يقول ( وَمَا يَعْزُبُ عَن رَّبِّكَ مِن مِّثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي السَّمَاء وَلاَ أَصْغَرَ مِن ذَلِكَ وَلا أَكْبَرَ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ)  يونس / 61  
--إلا أنهم زعموا أن الرب جل وعلا لم يعلم بما حدث من آدم وزوجته إلا بعد أن أخبراه جل وعلا بما بدر منهم . لأنهم ذكروا أن الرب جل وعلا  قال لآدم عليه السلام "من أعلمك أنك عريان هل أكلت من الشجرة التى نهيتك ألا تاكل منها "

[11] And he said, Who told thee that thou wast naked? Hast thou eaten of the tree, whereof I commanded thee that thou shouldest not eat?

فإن قالوا بأن السؤال قد يكون تقريرى اى أن الله جل وعلا أراد أن يجعل آدم عليه السلام ينطق بما بدر منه ؛ نقول لهم : إن تفسيركم غير صحيح لأن القرآن الكريم  عبر عن ذلك بطريقة أكثر بلاغة وأوضح وأبعد عن الشك فقال سبحانه وتعالى  ( فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْءَاتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَن تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُل لَّكُمَا إِنَّ الشَّيْطَآنَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُّبِينٌ) الأعراف/22
--إلا أن الأحبار أرادوا أن يبينوا لأبنائهم أن الحق جل وعلا ( حاشاه ) أصيب بذهول حين علم أن آدم عليه السلام أكل من الشجرة  تدرى  ما السبب فى إفتراءهم  ؟  لأنهم ذكروا أن الرب جل وعلا حين أسكن آدم عليه السلام الجنه لم يخبره بالحقيقه  التى أخبر عنها القرآن الكريم ألا وهى قول الله تعالى وتحذيره لآدم عليه السلام فقال سبحانه وتعالى (  إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلَا تَعْرَى )طه/118
ولن يحظى بذلك إلا إذا اتبع أوامر ربه حين قال سبحانه وتعالى (َقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلاَ مِنْهَا رَغَداً حَيْثُ شِئْتُمَا وَلاَ تَقْرَبَا هَـذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الْظَّالِمِينَ ( البقرة /35 
 ففى القرآن الكريم ينبه الحق جل وعلا آدم عليه السلام بأنه سيجلب على نفسه الشقاء إن إقترب من الشجرة وأكل منها وعصى ربه سبحانه وتعالى لأنه فى الجنة فى النعيم المقيم الذى لايبذل جهدا للحصول عليه ؛ فإن أخطأ وأكل من الشجرة سينزل إلى الأرض  ويعمل فيها ويكد للحصول على ما يسد رمقه  هو وابنائه ولذا قال الحق سبحانه وتعالى ) فَقُلْنَا يَا آدَمُ إِنَّ هَذَا عَدُوٌّ لَّكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى) طه/117 وذكر القرآن الكريم  ذلك  لأكثر من فائد:
--حين يصدر الحق سبحانه وتعالى نهيا لعباده فلا ينهاهم عن ارتكابه أو الوقوع فيه فحسب بل ينهاهم جل وعلا عن الإقتراب إلى المنكر فيقول سبحانه وتعالى(  وَلاَ تَقْرَبُواْ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ (  الانعام 151
 وبين الرسول صلى الله عليه وسلم سبب ذلك حين قال :كراعى يرعى حول الحمى يوشك أن يقع فيه)  ولقد بين القرآن الكريم من أول وهله لآدم عليه السلام ما ينفعه وما يضره  ولم يكذب عليه أو يخدعه .
--كما  بين القرآن الكريم أن الفترة  التى قضاها آدم عليه السلام فى الجنة إنما كانت فترة إعداد وليتعلم آدم عليه السلام وبالتجربة ثواب من يطع الله سبحانه وتعالى  وجزاء من يعص الحق سبحانه وتعالى لأن الله جل وعلا إنما خلق آدم لإعمار الأرض فقال سبحانه وتعالى (يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ هُوَأ َنشَأَكُم مِّنَ الأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فيها ) هود/61 ثم إن لهم ميعاد قال عنه سبحانه ( وَاتَّقُواْ يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ  البقرة /281   
بخلاف ما ذكر فى العهد القديم  بهذا الخصوص فقالوا: أن الرب جل وعلا ( حاشاه )  خدع آدم عليه السلام حين قال"من جميع شجر الجنة تأكل أكلا  أما شجرة معرفة  الخير والشر  فلا تأكل منها  لأنك  يوم تأكل منها  موتا تموت

[15] And the LORD God took the man, and put him into the garden of Eden to dress it and to keep it.
[16] And the LORD God commanded the man, saying, Of every tree of the garden thou mayest freely eat:
[17] But of the tree of the knowledge of good and evil, thou shalt not eat of it: for in the day that thou eatest thereof thou shalt surely die.

" فذكروا أن الرب جل وعلا حدد نوع الشجرة حتى لايأكل آدم منها ويصبح عارفا لكل شئ   ولذلك حين أكل من الشجرة غضب الرب فلم يكن الغضب لأنه عصى أوامره بل لأنه بهذا يصبح مصدر خطر حتى زعموا أن الرب جل وعلا قال  "  هوذا الانسان أصبح كواحد منا عارفا الخير والشر   '
[22] And the LORD God said, Behold, the man is become as one of us, to know good and evil:
ومن ثم زعموا أن الرب جل وعلا ( حاشاه )  فكر فى طريقة يتخلص بها من آدم عليه السلام  مبررا ذلك " والأن لعله يمد يده ويأخذ من شجرة الحياة  ايضا  ويأكل  ويحيا إلى الأبد
and now, lest he put forth his hand, and take also of the tree of life, and eat, and live for ever:

 ' فسارع الرب بإخراجه من الجنة فــ ـــ"  أخرجه الرب  الإله  من جنة عدن  ليعمل الأرض التى اخذ منها  فطرد الإنسان' 
[23] Therefore the LORD God sent him forth from the garden of Eden, to till the ground from whence he was taken.
[24] So he drove out the man; and he placed at the east of the garden of Eden Cherubims, and a flaming sword which turned every way, to keep the way of the tree of life.

 مما شجع اليهود على إرساء مبدأ من أشد المبادئ خطورة بناء على ما قام به الرب سبحانه وتعالى فقالوا فى) البروتوكول السادس(  وفى الوقت نفسه  سنعمل بكل وسيله ممكنه لطرد كل ذكاء  اممى من الارض 
At the same time we will work in every possible way to expel all nations intelligence from the ground

 أرايت عزيزى القارئ كيف رسم الأجداد الطريق للأحفاد لاستئصال كوادر الأرض ونرى هذا بين الحين والأخر بما يقومون به من إغتيالات) قاتلهم الله)
  كما زعموا أن الرب جل وعلا إنما وضع آدم عليه السلام فى الجنة  لا ليتعلم  كما ذكرنا ولكن ليعملها وليحفظها فقالوا  ووضع الرب الإله آدم  فى الجنة  ليعملها وليحفظها "  وذكروا ذلك  ليبينوا لأبنائهم  إن هناك امورا  قد يوكلها الرب لبعض خلقه ليتولوا حفظها  لأنه فى شغل دائم  ولايستطيع متابعة كل شى  (حاشاه) وتعالى عن ذلك علوا كبيرا  وأكدوا ذلك فقالوا إن الرب دائما فى حاجة إلى حاخاماتهم بدليل أنهم ذكروا بعد نزول آدم عليه السلام  الى الأرض  'واقام شرقى  جنةعدن  الكرويم  ولهيب سيف متقلب لحراسة طريق شجرة الحياة"
  وليس هذا فحسب بل أراد الكهنة  والأحبار أن يبينوا لأبنائهم أن المرأة هى سبب كل الشرور فهى فى نظرهم أول من تشككت فى كلام الرب حين  سالت الحية " فقالت المراة للحية  من ثمر الجنة نأكل  وأما ثمر الشجرة التى فى وسط  الجنة  فقال الله  لاتاكلا  منها  ولاتمساها لئلا تموتا

[2] And the woman said unto the serpent, We may eat of the fruit of the trees of the garden:
[3] But of the fruit of the tree which is in the midst of the garden, God hath said, Ye shall not eat of it, neither shall ye touch it, lest ye die.

  " ثم ذكروا أن آدم عليه السلام  ما أكل من الشجرة إلا بعد أن أغوته حواء"  فقال المراة التى اعطيتنى هى التى  أغرتنى فاكلت منها"
[12] And the man said, The woman whom thou gavest to be with me, she gave me of the tree, and I did eat.
وما قالوا ذلك إلا ليقللوا من مكانة المراة فجعلوا ذلك سببا فى عبوديتها للرجل فزعموا أن الرب جل وعلا بعد هذه الواقعه  قال "تكثيرا  أكثر أتعاب حبلك  بالوجع تلدين أولاد وإلى رجلك يكون اشتياقك  وهو يسود عليك "
[16] Unto the woman he said, I will greatly multiply thy sorrow and thy conception; in sorrow thou shalt bring forth children; and thy desire shall be to thy husband, and he shall rule over thee.

وبهذا فهم أول من أهان المراة ولولا أن القرآن الكريم أخبرنا بمكانة المراة من الرجل  فقال سبحانه وتعالى ) وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ )البقرة /  228  
ووعد الحق سبحانه وتعالى الجميع نساء ورجال بقوله جل وعلا (  فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ ) ال عمران /195 لو لا ذلك لظلت المرأة ترزخ تحت نير الذل والعبودية .
  زعموا أن الحية استطاعت أن تكشف ما حاول الرب إخفاءه عن آدم عليه السلام  فقالوا إن الحية " قالت الحية للمراة  لن تموتا بل الله عارف أنه يوم تاكلان منها  تتفتح اعينكما  وتكونان كالله عارفين الخير والشر"

[4] And the serpent said unto the woman, Ye shall not surely die:
[5] For God doth know that in the day ye eat thereof, then your eyes shall be opened, and ye shall be as gods, knowing good and evil.

وصدق الحق جل وعلا حين قال " كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِن يَقُولُونَ إِلَّا كَذِباً )الكهف/5  
وهذا يفسر لنا سبب اتخاذهم الحية شعارا لهم فهم يحاولون تقليدها بكل السبل فى ليونتها إذا أرادوا الوصول إلى غرض ما وفى خداعها وتربصها بمن حولها للإنقضاض عليه حين تحين لها الفرصة .
ثالثا  ـ زعموا أن الرب جل وعلا (حاشاه) قد يخطئ
 وصدق الحق جل وعلا حين قال فى قرآنه الكريم ( لاَ يَزَالُ بُنْيَانُهُمُ الَّذِي بَنَوْاْ رِيبَةً فِي قُلُوبِهِمْ ) التوبة/110  لأن أخطاء بنى إسرائيل وافتراتهم إنما سجلوها فى كتبهم لتظل شاهدة على سوء صنيعهم فهم الأن لا يستطيعون التنصل منها أو إلغائها؛ لأنهم حينئذ سيدمرون دستورهم ؛كما أن الإبقاء عليها يعرضهم لكثير من التساؤلات ومن ثم فهم يقاتلون بضراوة ليشغلوا الرآى العام عن هذه النصوص وليس هذا فحسب بل نراهم يلقون بالتهم جزافا على الأخرين .
ولأنهم يرتكبون العديد من الأخطاء أرادوا تبرير ذلك  لأبنائهم بوضع نصوص فى العهد القديم  والجديد  تخبر أن الرب جل وعلا وهو رب العالمين قد يخطئ ويندم على فعل أقدم عليه من قبل وعليه أن يصحح هذا الخطأ ولو بالتخلص  منه  .
كما أرادوا أن يبينوا لأبنائهم إن غيرهم من البشر لايساوون شيئا عند الله جل وعلا  ولذا فكر الله سبحانه وتعالى أن يتخلص منهم  ولو أبادهم تماما ومن ثم فلا حرج إن هم أيضا ساهموا فى إبادة الجنس البشرى وإنما هم بذلك يقلدون الله جل وعلا لأنه سبحانه فى فكرهم إله بنى إسرائيل وليس لكل العالمين وعن ما سبق قالوا" وراى الرب إن شر الإنسان قد كثر فى الأرض وأن كل تصور أفكار قلبه إنما هو شرير  كل يوم  فحزن الرب أنه عمل الإنسان  فى الأرض  وتأسف فى قلبه" 

"The Lord saw that the wickedness of man was great in the earth and that all thoughts of his heart was only evil every day the Lord was grieved that the work of man on earth, and regrets in his heart"
                                      

                                        نرى فى هذا النص :
   ـ زعمهم أن الرب جل وعلا( حاشاه ) فوجئ بالشر الذى قام به بنوا آدم عليه السلام وهذا محال لأن الحق جل وعلا يقول) وَمَا يَعْزُبُ عَن رَّبِّكَ مِن مِّثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي السَّمَاء)  يونس /61وهذا حقيقى لأنه من البديهى أن يعلم الحق سبحانه وتعالى كل ما يصدر من خلقه ( أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِير) ُالملك  / 14  إنما  زعموا أن الرب أدرك أنه لافائدة من بقاء الإنسان على الأرض  لأنه لم يكن على المستوى الائق ولم يقم بما هو مطلوب منه .
ـ زعموا أن الرب جل وعلا حزن وندم لما رآ ى شر الإنسان وفساده فى تزايد مستمر وهذا محال لأن الحق سبحانه وتعالى يقول ( إِن تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنكُمْ وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِن تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ ( الزمر/7 ثم لو أراد الله سبحانه وتعالى  هلاك الدنيا ومن فيها فمن يحول بين الله جل وعلا وبين ذلك وهو جل وعلا القائل (إِن يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ أَيُّهَا النَّاسُ وَيَأْتِ بِآخَرِينَ وَكَانَ اللّهُ عَلَى ذَلِكَ قَدِيراً )النساء/133  
  وما ذلك على الله بعزيز .
 إذن فما أخبر به بنوا إسرائيل أن الرب حزن وتأسف وشعر بالندم لخلقه الإنسان  ما هو إلا من عند بنى إسرائيل ومن حقدهم الأعمى للبشر ورغبتهم الجامحة فى إبادة البشر وإن لم يجدوا إلا بنى جنسهم لحارب بعضهم بعضا ولما لا وقد أخبرنا الحق سبحانه وتعالى عنهم بقوله جل وعلا( وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ لاَ تَسْفِكُونَ دِمَاءكُمْ وَلاَ تُخْرِجُونَ أَنفُسَكُم مِّن دِيَارِكُمْ ثُمَّ أَقْرَرْتُمْ وَأَنتُمْ تَشْهَدُونَ 0 ثُمَّ أَنتُمْ هَـؤُلاء تَقْتُلُونَ أَنفُسَكُمْ وَتُخْرِجُونَ فَرِيقاً مِّنكُم مِّن دِيَارِهِمْ تَظَاهَرُونَ عَلَيْهِم بِالإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَإِن يَأتُوكُمْ أُسَارَى تُفَادُوهُمْ وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ إِخْرَاجُهُمْ أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ)  البقرة/84/85
 فهم يسيئون إلى أنفسهم أفلا يسيئون إلى الأخرين ولكن المحزن هنا هو افترائهم على ذات الحق جل وعلا وهذا الظن السئ هو الذى عجل بإنتقام الحق سبحانه وتعالى منهم فقال ( وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنتُم بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُم مِّنْ الْخَاسِرِينَ) فصلت/23
ولم يكتف بنوا إسرائيل بذلك اى إنهم نسبوا الحزن لله جل وعلا  بل زعموا أن الرب جل وعلا ( حاشاه ) قال " أمحو عن وجه الأرض الإنسان الذى خلقته"
     لقد غرس الكهنه والأحبار مثل هذه النصوص فى كتبهم ليأصلوا لأبنائهم فكرة إبادة الأخر ولذا  قالوا فى البروتوكول ) الخامس عشر "' ( ولكى ترد كل الجماعات  الأممية على أعقابها  نستخدم معها  إجراءات  لارحمة فيها  بمثل هذه الإجراءات  ستعرف الأمم أن سلطتنا  لايمكن أن يعتدى عليها  ويجب ألا يعتد  بكثرة  الضحايا  الذين  سنضحى بهم  للوصول  إلى النجاح فى المستقبل  لأننا لم تعتد بالضحايا من ذرية أولئك البهائم  من الأممين   وعقل الأممى  لكونه ذا  طبيعه بهيميه محضه فهو غير قادر  على تحليل  أى شى وملاحظته "

And so are all the groups the nations to wake use with procedures for no mercy where such procedures you'll learn Nations that our power can not be attacked and must be not significant abundance of victims who will sacrifice them to reach success in the future because we did not invoke the victims from the offspring of those animals from the internationalists and the mind of a gentile, being a The nature of the beast is purely unable to analyze anything and be seen "

  ولذا صار ابنائهم على هذا النهج الغريب حتى قالوا فى التلمود "   تقرب الى الله بقتل الصالح من غير اليهود "
 وهذا يفسر لنا سبب قيام اليهود بين الحين والأخر  بتصفية جسدية للعديد من الشخصيات البارزة فى العا لم وبخاصة المسلمين منهم كما يفسر لنا ما يقومون به من إحتلال وتشريد لأهل البلاد التى يغتصبونها ولكن القرآن الكريم تناول قصة سيدنا نوح والتى فيها ذكر الطوفان باسلوب لطيف رقيق وبشكل منطقى .
ـ  ذكر القرآن الكريم  أن الله سبحانه وتعالى أرسل سيدنا نوح عليه السلام الى قومه  لهدايتهم  ولإخراجهم من الظلمات إلى النور وظل يدعوهم لعبادة الله الواحد الأحد ولبث فيهم عمرا مديدا فقال تعالى(  وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَاما)العنكًبوت /14 واستنفذ معهم كافة الأساليب وفى هذا يقول القرآن الكريم ( إِنَّا أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَى قَوْمِهِ أَنْ أَنذِرْ قَوْمَكَ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) نوح/1 ومضى سيدنا نوح عليه السلام فى دعوته إلى أن قال عنه الحق جل وعلا ( قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلاً وَنَهَارا *ً فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَائِي إِلَّا فِرَار) نوح /5/6 
ثم شرع يبين ما بدر منهم ( وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَارا  * ثُمَّ إِنِّي دَعَوْتُهُمْ جِهَاراً *ثُمَّ إِنِّي أَعْلَنتُ لَهُمْ وَأَسْرَرْتُ لَهُمْ إِسْرَاراً) نوح /7/8/9وذكر نبى الله نوح عليه السلام أنه أرشد قومه إلى الصواب فقال كما حكى القرآن الكريم " فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً* يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارا *وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَاراً)  نوح/10/11/12 
ومع هذا لم يؤمن مع سيدنا نوح عليه السلام إلا عدد قليل من قومه وكان ينتظر  جيلا بعد الأخر لعل الجيل القادم يكون أفضل حظا من سابقه كما حدث مع المعصوم محمد صلى الله عليه وسلم حين عانده أهل مكه وأرسل الحق جل وعلا إليه ملك الجبال ليطبق عليهم الجبلين فإذا بالمعصوم صلى الله عليه وسلم يقول لا لعل الله جل وعلا يخرج من أصلابهم من يقول لا إله الا الله محمد رسول الله , وقد كان .
  فما هى إلا سنوات ودخل أهل مكه وما حولها من القرى فى دين الله افواجا أما قوم سيدنا نوح عليه السلام فما أتى جيل إلا وهو أكثر عنادا من الجيل السابق وفى هذا يقول القرآن الكريم على لسان سيدنا نوح عليه السلام"  قَالَ نُوحٌ رَّبِّ إِنَّهُمْ عَصَوْنِي وَاتَّبَعُوا مَن لَّمْ يَزِدْهُ مَالُهُ وَوَلَدُهُ إِلَّا خَسَاراً )نوح/21  ثم بين عليه السلام سبب ذلك فقال كما حكى القرآن الكريم ) إِنَّكَ إِن تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِراً كَفَّارا )  ًنوح/27
إذن بلغ قوم نوح عليه السلام من الكفر والعناد درجة لم يسبق لها مثيل وراينا ما بذله نوح عليه السلام فى سبيل هداية قومه إلا أنهم " أصروا واستكبروا استكبارا" وهنا أراد سيدنا نوح عليه السلام أن يفصل الحق جل وعلا بين الحق والباطل لئلا يشك المؤمنون  فى وعد الله وأن يرى العصاة جزاء عنادهم وليكون فيهم العبرة لمن سياتى من بعدهم وتوضيحا للبشر بأن الحق جل وعلا إذا أراد فلا راد لقضائه ولامعقب لحكمه .
بل وليبين للجميع أنه جل وعلا قادر أن يرحم وأن يعذب بالشئ الواحد كما أن الله سبحانه وتعالى أراد أن يخبر الجميع أن الدنيا بما فيها قد تزول بكلمة من الله سبحانه وتعالى ولذا كانت الطريقة الوحيدة التى نتعلم منها كل هذه الدروس هى الطوفان  ولأن نبى الله نوح عليه السلام دعا ربه سبحانه وتعالى دعوة  لايوافقها إلا هذا العقاب ( وَقَالَ نُوحٌ رَّبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّاراً ( نوح/26  
وكان من السهل أن يقبض الله جل وعلا أرواحهم أو أن يخسف بهم الأرض أو يصيبهم بوباء أو  أمر من عنده" فيصبحوا على ما أسروا فى أنفسهم نادمين " كما أن الحق سبحانه وتعالى أرادها موعظة على مر الدهور ولذا حين قال نبى الله نوح عليه السلام  ( فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ )القمر/10 استجاب له الحق سبحانه بقوله) فَانتَصِرْ  ) وكذلك كل الأنبياء لأن الحق جل وعلا وعدهم جميعا بالنصر والتأييد  فقال سبحانه  (وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنصُورُونَ0 وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ ) الصافات/171/172/173 
ولذا أخبر الله جل وعلا بقوله سبحانه ) فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاء بِمَاء مُّنْهَمِرٍ 0وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُوناً فَالْتَقَى الْمَاء عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِر )القمر /12/13 ثم قال الحق سبحانه وتعالى ( لِنَجْعَلَهَا لَكُمْ تَذْكِرَةً وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ) الحاقة /12
وبعدما هلك المعاندون قال القرآن الكريم ) وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءكِ وَيَا سَمَاء أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاء وَقُضِيَ الأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْداً لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ )هود/44وبدا سيدنا نوح عليه السلام ومن معه حياة جديدة وبقيت فى أذهانهم العبرة.
أرايت عزيزى القارئ كيف تناول القرآن الكريم قصة سيدنا نوح عليه السلام  بإسلوب منطقى راق بخلاف ما ذكر بنوا إسرائيل من حزن للرب وندم وتأسف) قاتلهم الله (
ومن ثم ينبغى على الجميع أن يحذر أقوال بنى إسرائيل فإنها لا أساس لها كما راينا فإن من كذب على الله جل وعلا وعلى الأنبياء فمن السهل أن يكذب على البشر وبخاصة إذا كانو يرون اليشر بصورة دنئيه كما راينا فى بروتوكولاتهم وصدق الحق سبحانه وتعالى حين قال) وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللّهُ إِلَيْكَ)المائدة/49
رابعا :زعم بنوا إسرائيل أن الرب جل وعلا(حاشاه) نسى . 
راينا كيف افترى  بنى إسرائيل على الله جل وعلا الكذب وزعموا أنه سبحانه وتعالى  ندم على خلقه للإنسان وتأسف فى قلبه حتى زعموا أنه جل وعلا  قال" أمحوا عن وجه الأرض الإنسان  الذى خلقته"  وراينا أن مازعموه ليس له أساس ولم يكن  من الصواب بمكان ولم يكتف بنوا إسرائيل بذلك بل ذكروا أن الرب جل وعلا حين تخلص من الإنسان بالطوفان ندم مرة ثانية على أنه جل وعلا (حاشاه) أقدم على هذه الفعلة حتى قال (وقال الرب فى قلبه  لاعود العن الأرض ايضا  من اجل الانسان  لان تصور قلب الانسان شرير منذ حداثته  فلا اعود  اميت  كل حى  كما فعلت مدة كل ايام الأرض)
                       نلحظ فى هذا النص عدة أمور غاية فى الغرابة:
ـ تناقض هذا النص مع النص السابق فأين الرغبة الجامحة فى ضرورة التخلص من الجنس البشرى  من هذه النغمة الحزينة الكئيبة والتى تنم عن حزن دفين  لما اقدم الرب عليه حتى قال ) فلا اعود اميت كل حى كما فعلت ـ  يشعرنا هذا النص بأننا لسنا أمام نصوص مقدسة تنسب الى الحق جل وعلا لما فيه من تردد وحزن .
 - يبدو من هذا النص أن بنى إسرائيل تذكروا بأنهم وإن كانوا يعلمون ابنائهم انهم أرقى الأجناس إلا أنهم فى النهاية بشر وبما أن النص الأول بين رغبة الله جل وعلا حسب زعمهم فى إبادة بنى البشر من الأرض فقد يصل الأمر إليهم يوما ما ولذا عدلوا سريعا بنص أخر قالوا فيه ) لا أعود العن الأرض أيضا من أجل الإنسان )
وقدوتهم فى ذلك إبليس اللعين حين قال كما حكى عنه القرآن الكريم ) قَالَ أَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ)الأعراف/14 فإبليس اللعين يأمل أن يظل إلى الأبد رغبة منه ان يشرف مع أبنائه على اغواء بنى آدم جيلا بعد جيل وكأنه لايثق بابنائه من بعده إن هو هلك 
 وكذلك بنو إسرائيل  حكى عنهم القرآن الكريم (وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ  (البقرة/96 كما أن إبليس اللعين  يعلم جزاءه ولذلك أراد أن يؤجل هذا الموقف قدر المستطاع وكذلك بنوا إسرائيل  ( قُلْ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ هَادُوا إِن زَعَمْتُمْ أَنَّكُمْ أَوْلِيَاء لِلَّهِ مِن دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ) الجمعة/6
و لأن الحق جل وعلا قال لهم وللجميع (قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُون ) َالجمعة/8
وهناك دليل أخر  على افتراء بنى إسرائيل  على الله سبحانه وتعالى  هو زعمهم أن الله جل وعلا وضع تذكار فى الكون  يذكره بالطوفان حتى لايقدم على هلاك البشر مرة ثانية  فقالوا  )  وكلم الله نوحا  وبنيه معه قائلا ها انا مقيم ميثاقى معكم من نسلكم من بعدكم وضعت قوسى فى السحاب  فتكون علامة ميثاق بينى  وبين الارض  فيكون متى  انشر سحابا على الارض وتظهر القوس فى السماء  ان اذكر  ميثاقى الذى بينى  وبين كل نفس حية  فى كل جسد  فلا يكون المياة ايضا طوفان (

[8] And God spake unto Noah, and to his sons with him, saying,
[9] And I, behold, I establish my covenant with you, and with your seed after you;
[10] And with every living creature that is with you, of the fowl, of the cattle, and of every beast of the earth with you; from all that go out of the ark, to every beast of the earth.
[11] And I will establish my covenant with you; neither shall all flesh be cut off any more by the waters of a flood; neither shall there any more be a flood to destroy the earth.
[12] And God said, This is the token of the covenant which I make between me and you and every living creature that is with you, for perpetual generations:
[13] I do set my bow in the cloud, and it shall be for a token of a covenant between me and the earth.
[14] And it shall come to pass, when I bring a cloud over the earth, that the bow shall be seen in the cloud:
[15] And I will remember my covenant, which is between me and you and every living creature of all flesh; and the waters shall no more become a flood to destroy all flesh.
[16] And the bow shall be in the cloud; and I will look upon it, that I may remember the everlasting covenant between God and every living creature of all flesh that is upon the earth.

تدرى لماذا ذكروا هذا النص لقد ذكر بنوا إسرائيل هذا النص ليأصلوا لاولادهم  أن الرب فى حاجة إلى حاخاماتهم بل وفى حاجة ( حاشاه ) إلى من يذكره بعواقب الأمور  حتى لايحدث مالا يحمد عقباه فقالوا فى التلمود ( ان الله ليس معصوما من الطيش ولا من الغضب  وانه دائما محتاج الى حاخاماتهم  ( 
  لا تعجب من ذلك  فلقد بلغ بهم السفه فقالوا أن الرب جل وعلا ( حاشاه )  يستشبر حاخاماتهم  فى اى امر يستجد عليه أو يصعب الوصول فيه إلى قرار فقالوا فى التلمود  ) إن تعاليم الحاخامات لايمكن  تغيرها  ولانقضها  ولو بأمر من الله  تدرى لماذا  لأنهم قالوا )  بأنه قد وقع  يوما اختلاف  بين البارى وعلماء  اليهود  فى مسألة  فبعد أن طال الجدال  تقرر احالة فصل الخلاف إلى احد  الحاخامات  واضطر الله ان يعترف  بخطئه بعد حكم الحاخام)
 بهذه الافكار المسمومه استطاع بنوا إسرائيل أن يغرسوا فى نفوس ابنائهم هذا الضلال  والزيف مما جعلهم يزعمون أنهم إما مساوون للذات الإهية أو على الأقل إنما هم يقلدونه فيما يفعل)  قاتلهم الله (
  ومن ثم فإن استعباد البشر أو ابادتهم شى يرجع إليهم فإن أبادوا البشر فلا بأس  وإن استعبدوهم فهذة منة منهم وفضل فهم يرون العالم وكأنهم شرذمة قليلون وبسبب هذه الأفكار المسمومة يعانى العالم الامرين من تفكيرهم وخططهم ولذا قال الحق جل وعلا) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ خُذُواْ حِذْرَكُمْ ( النساء / 71   لأن  الحق جل وعلا يعلم ان بنى إسرائيل (لاَ يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلاًّ وَلاَ ذِمَّةً التوبة  )/10 ولذا نبه الحق جل وعلا المسلمين بقوله سبحانه (وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُم مَّيْلَةً وَاحِدَةً)  النساء/102
خامسا : زعم بنوا اسرائيل  ان الرب جل وعلا( حاشاه) شره وغضوب ومتعطش للدماء
  لم يجد بنوا إسرائيل ما ينفثون به عن سمومهم وعما يدور بخلدهم إلا كتبهم فسجلوا  فيها نصوصا تتفق إلى حد كبير وطبائعهم ونفوسهم المريضه إلا أنهم نسبوها لله جل وعلا ليبرروا لابنائهم بأنهم انما يتشبهون بالرب جل وعلا فى افعاله ( قاتلهم الله ) ومن الصفات العجيبه التى  نسبها بنوا إسرائيل للذات العلية سبحانه وتعالى أنه ( حاشاه ) شره و غضوب ومتعطش للدماء .
فذكروا فى العهد القديم أن الرب جل وعلا لديه رغبة ملحة فى رؤية الدماء فقالوا إن الرب قال لموسى)  كلم بنى إسرائيل  أن ياخذوا لى تقدمة  من كل من يحبه قلبه  وهذه هى التقدمه  التى تاخذونها  منهم ذهب  وفضه  ونحاس واسمانجونى  وارجوانى  وقرمز وبوصى وسفر مقدس  وجلود كباش محمرة  وجلود)
وليس هذا فحسب بل أكدوا هذا النص بأخر )  كلم بنى إسرائيل  وقل لهم  إذا قرب إنسان  منكم قربانا  للرب من البهائم  فمن البقر والغنم  تقربون قرابينكم  ويذبح العجل امام الرب ويرشون  الدم  على المذبح  الذى لدى باب خيمة الاجتماع  اما اذا كان يمام  او حمام  يعصر دمه على حائط المذبح        (
                                    من الفقرتين السابقتين  نرى:
ـ  إن الأحبار نسبوا للرب جل وعلا حاشاه الرغبة فى إمتلاك كل شى واى شى بداية من الذهب الى البوص والجلود وهذا لايجوز لان الحق جل وعلا له ملكوت السموات والارض وخذائنه جل وعلا لاتنفد ( وَلِلَّهِ خَزَائِنُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ  ) المنافقون /7
 وإن قالوا بأن هذه قرابين دعا اليها موسى عليه السلام قومه للتقرب لله جل وعلا  نقول لهم نعم ونحن المسلمين امرنا بتقديم الأضاحى ولكن ليست بهذه الطريقه والحق جل وعلا بين ذلك حين قال ( لَن يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِن يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنكُمْ (  الحج  /37
فإن دل ذلك إنما يدل على رغبة بنى إسرائيل انفسهم فى رؤية الدماء بهذا أصل بنوا إسرائيل لابنائهم إراقة دماء الاخرين فبه يتقربون الى الله جل وعلا وهو سبحانه وتعالى برئ مما يزعمون  بدليل أنهم قالوا)    انه يجب علينا حين نستحوذ على السلطه ان نمحق كلمة الحرية من معجم الانسانية  باعتبار ان السلطة رمز القوة  الوحشية  الذى يمسخ الشعب حيوانت متعطشه للدماء   (

That we must when we command authority we will  root out word of liberty from the lexicon of human freedom as the power symbol of brute force which Imsch make people animals but hungry for blood
وفى التلمود قالوا) :  اقتل الصالح من غير اليهود( كما يقولون ( محرم على اليهودى  ان ينجى احدا من باقى الامم من الهلاك  او يخرجه من حفرة يقع فيها(
حقا انهم( يبغونها عوجا ( أرايت كيف  غرس بنوا إسرائيل فى نفوس ابنائهم حقد الأخرين والرغبة فى التخلص منهم أين هذا الحقد الأعمى من التوجيهات الرحيمة التى أوصى  بها الحق جل وعلا  فى القرآن الكريم  فقال سبحانه وتعالى(يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ) الحجرات/13
  فى هذه الأية الكريمة  يخبر الحق جل وعلا العباد بأنهم جميعا ابناء لاب واحد فلا ينبغى أن يتعالى بعضهم على بعض أو أن يظلم بعضهم بعضا وأكد الحق جل وعلا ذلك فى الحديث القدسى حين قال  ) يا عبادى انى حرمت الظلم على نفسى وجعلته بينكم محرما فلاتظالموا )
 فالحق جل وعلا أمر خلقه أن يتجنبوا الظلم بكل أشكاله ومن اشد انواع الظلم هو أن يظلم الإنسان أخيه بلا ذنب إلا انه يختلف عنه فى اللون أو الجنس أو الدين فالحق جل وعلا يأبى ذلك كله وكذلك أوصى الرسول محمد صلى الله عليه وسلم أصحابه والأمة بأسرها ألا تمتد ايديهم بسوء إلى أحد أيا كان جنسه أو لونه أو دينه حتى قال صلى الله عليه وسلم ( من آذى ذميا فأنا خصمه يوم القيامة( بخلاف ما يدعوا إليه بنوا إسرائيل كما رأينا .
 سادسا :  زعم بنوا إسرائيل أن الرب جل وعلا ( حاشاه ) حل ضيفا على إبراهيم عليه السلام
 وفى هذا الصدد يذكر بنوا إسرائيل فى العهد القديم أن الرب جل وعلا) حاشاه)  ظهر لإبراهيم عليه السلام عند باب الخيمه قبل رحيله إلى قرية سدوم ليهلكها فأصر نبى الله إبراهيم أن يُطعم الحق جل وعلا أولا , ولعله بعد الطعام يستطيع أن يثنيه عن عزمه وألا يهلك قرى قوم لوط عليه السلام فقالوا ) وهنا فكر ابراهيم بسرعه  وقال  يا سيد  ان كنت فد وجدت نعمة  فى عينيك  فلا تتجاوز عبدك  ( فذكروا أن إبراهيم أحضر الماء ليغسل الرب ومن معه أيديهم وارجلهم ثم احضر لهم الطعام)  ركض ابراهيم الى البقر واخذ عجلا رخصا جيدا  واعطاه للغلام  فاسرع ليعمله ووضعها قدامهم  واذ كان هو واقفا لديهم تحت الشجرة  اكلوا
                            وهنا بعض الاخطاء :
  تصور بنوا إسرائيل أن الرب جل وعلا الذى وسع كرسيه السموات والأرض حل ضيفا على نبى الله إبراهيم  فإذا كان الكرسى بهذه الصورة فما بالك بالعرش ثم هو سبحانه وتعالى على العرش استوى بل ان الحق جل وعلا أخبرنا بأنه إذا كان يوم القيامه) وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ ) الزمر/67
    فهذا يعنى أن  السموات والأرض لا تستطيع أن تحيط بالله جل وعلا بل إن الدنيا بأسرها قال عنها سبحانه وتعالى ( وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء)البقرة/255 ومن ثم فلا زمان ولا مكان يحيطان به سبحانه وتعالى  .
  زعم بنوا إسرائيل أنه بعدما وضع نبى الله إبراهيم الطعام امام الرب ومن معه مدوا أيديهم وأكلوا الطعام وهذا محال لأن الحق جل وعلا ليس بحاجة الى طعام او شراب  فهو سبحانه وتعالى ( وَهُوَ يُطْعِمُ وَلاَ يُطْعَمُ ) الأنعام /14 فإن قالوا بأننا كنا نقصد الملائكه , فالملائكة  أخبرنا الرب جل وعلا انهم مخلوقات نورانيه لا تأكل ولا تشرب والحق هو الذى بينه القرآن الكريم بهذا الخصوص و  هو أن الله سبحانه وتعالى أرسل الملائكة  للقيام بهذه المهمة فقال جل وعلا  (هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ *  إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلَاماً قَالَ سَلَامٌ قَوْمٌ مُّنكَرُونَ  )  الذاريات 24/25  إذن فالملائكه هم الذين نزلوا ضيوفا على إبراهيم عليه السلام ولم يكن يعرفهم وإن كانوا على صورة بشر وقام بواجب الضيافه ) فَرَاغَ إِلَى أَهْلِهِ فَجَاء بِعِجْلٍ سَمِينٍ  0 فَقَرَّبَهُ إِلَيْهِمْ قَالَ أَلَا تَأْكُلُونَ  )الذاريات 26/27
ثم أكمل القرآن الكريم فقال تعالى (فَلَمَّا رَأَى أَيْدِيَهُمْ لاَ تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُواْ لاَ تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمِ لُوطٍ ) هود /70 وقتها طمأنوه قالوا لاتخف  وليس هذا فحسب بل بفضل الله تعالى) قَالُواْ لاَ تَوْجَلْ إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ عَلِيمٍ ) الحجر /53
هذا بخلاف ما ذكر فى العهد القديم حين قالوا ان الرب هو الذى بشر إبراهيم عليه السلام  بنفسه قائلا  ) أين ساره  امراتك  فقال ها هى  فى الخيمه  وقال انى ارجع اليك  نحو زمان الحياه  وسيكون  لساره امراتك  ابن )  ثم يقولون أن الرب بعدما تناول الطعام استحى ان يرحل الى مراده دون ان يخبر إبراهيم عليه السلام  بما ينوى أن يفعله ( هل اخفى عن ابراهيم  ما انا فاعله  وإبراهيم يكون امة كبيرة (
والحق إن القرآن الكريم ذكر أن الملائكه بعد ان افصحت عن هويتها شرع ابراهيم  عليه السلام يسألهم عن وجهتهم التى يريدونها) قَالَ فَمَا خَطْبُكُمْ أَيُّهَا الْمُرْسَلُونَ) الحجر
57  
 فاجابوه قائلين (قَالُواْ إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمٍ مُّجْرِمِينَ )الحجر فَجَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ  )الحجر/74 ومن المعلوم أن نبى الله إبراهيم يتصف بالرحمه) إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُّنِيبٌ )هود/75 
ولذا اشفق على نبى الله لوط ان يرى بعينيه هلاك قومه كما أنه أراد لقوم لوط ان يثوبوا إلى رشدهم وان يعودوا الى ربهم لينجوا من العذاب المهين فـ(قَالَ إِنَّ فِيهَا لُوطاً قَالُوا نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَن فِيهَا لَنُنَجِّيَنَّهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ) العنكبوت /  32  وبما أنهم رسل الله فمن البديهى أن يخبرهم بأحوال القوم ومن فيها من المؤمنين ولذا اجابوا نبى الله إبراهيم قائلين (نحن أعلم بمن فيها ) وعن قول الحق سبحانه وتعالى (فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ الرَّوْعُ وَجَاءتْهُ الْبُشْرَى يُجَادِلُنَا فِي قَوْمِ لُوطٍ  ) هود /74 
  والجدال هنا مع الملائكة لأن رسالتهم واضحة فبما أنهم لايعصون الله ما أمرهم هم يعلمون أن الحق جل وعلا إذا حكم لا معقب لحكمه ولا راد لقضائه ومن ثم فلا مجال  للتبديل ولا للتغير) ولن تجد لسنة الله تبديلا  )
  وإنما نستفيد من الجدال هو أن الأنبياء أرسلهم الله جل وعلا رحمة للعالمين  وأن كل  ما يتمنونه هو هداية البشر وان لم يكونوا من أقوامهم وهذا هو الذى دفع نبى الله إبراهيم أن يحاور الملائكة فى امر قوم لوط عليه السلام لعل الله يهديهم فى اخر لحظة 
 إلا أن العهد القديم تناول هذا الأمر بطريقة  غريبة فذكروا ان الرب حين خاطب إبراهيم عليه السلام ويشره بالغلام وأخبره عن وجهته التى يسير اليها  هنا تشجع ابراهيم عليه السلام على الحوار فقال) أفتهلك البار مع الأثيم 
وزعموا ان نبى الله ابراهيم يعلم انه ليس بالمدينةصالحا غير لوط وابنتيه الا أنه حاول ان يستدرج الرب فقال( عسى ان يكون خمسون بارا فى المدينه  ) وهنا قال الرب ) ان وجدت فى سدوم خمسون  بارا  فى المدينه فانى اصفح  عن المكان من اجلهم( 
ولأن الرب يعلم انه ليس فى سدوم هذا العدد وافق على اقتراح ابراهيم عليه السلام   إلا أن إبراهيم  فى زعمهم انه بهذا استطاع أن يفتح حوار مع الرب  ومن ثم فاذا به يخبر الرب وان كانوا اربعين ثم ثلاثين ثم عشرين وفى كل مرة يوافقه الحق بأن لايهلك القريه إن كان بها هذا العدد  إلى ان وصل به المطاف الى عشرة  فقال) عسى ان يوجد عشرة) فقال )  لاأهلك   من اجل العشرة  )
 الى هنا مضى إبراهيم عليه السلام  وهو يظن انه استطاع ان يثنى الرب كما فى زعمهم عما أراد  إلا أنه بعد قليل )  فأمطر الرب على سدوم  وعمورة  كبريت ونارا من عذاب  الرب من السماء وقلب تلك المدن  وكل الدائرة وجميع  سكان  المدن           (
  والعجيب أنهم ذكروا أن الرب تذكر ما دار بينه وبين ابراهيم ) وحدث لما اخرب الله مدن الدائرة ان الله ذكر ابراهيم ( وهذا يفسر لنا ما يفعله بنوا إسرائيل  فى محادثاتهم وهم يعلمون النهايه الحتمية التى يودون القيام بها فنراهم دائما يظهرون بمظرالأمين الحريص على المصلحه ولذا أرسوا مبدأ من اشد المبادى خطورة .
 فى البروتوكول السابع  ) يجب أن ننشر فى سائر الاقطار الفتنه والمنازعات والعداوات  المتبادلة ولكى نصل  الى  هذه الغايات  يجب  علينا ان ننطوى على كثير من الدهاء  والخبث  خلال  المفاوضات  والاتفاقات  ولكننا نتظاهر بعكس ذلك كى نظهر بمظهر الامين المتحمل المسئوليه

We Must  spread in other countries, civil strife, conflicts and mutual animosities In order to reach these goals we must have  a lot of cunning triks and mocking through negotiations and agreements, but we pretend otherwise, so we'll Secretary Stoic LIABILITY

 سابعا:زعم بنوا اسرائيل ان الرب جل وعلا ( حاشاه )  رضى عن خداع يعقوب لابيه نبى الله إسحاق عليهما السلام.
من القضايا العجيبة التى تناولها العهد القديم  والتى تثير العديد من التساؤلات هى قضية نبى الله يعقوب عليه السلام فنحن المسلمين نؤمن بأن نبى الله يعقوب عليه السلام نبى من أنبياء الله صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين وأن الله سبحانه وتعالى وهبه النبوة وبشر جده ابراهيم عليه السلام بذلك فقال سبحانه وتعالى (  فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ وَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَكُلّاً جَعَلْنَا نَبِيّاً  * وَوَهَبْنَا لَهُم مِّن رَّحْمَتِنَا وَجَعَلْنَا لَهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ عَلِيّاً )مريم 49/50  
بهذه الكلمات الراقية الهادفة وصلت لنا الرسالة بأن نبى الله يعقوب نبى بأمر من الله سبحانه وتعالى و آمنا بذلك إلا أننا اصابتنا الدهشة حين اطلعنا على قصة نبى الله يعقوب فى العهد القديم وما اضافه الأحبار والكهنه من افعال واحداث لا يقبلها عقل ولا منطق فذكروا ان النبوة آلت الى يعقوب عليه السلام بطريقة عجيبة فيزعمون أنه إحتال على والده وكذب عليه لينل منه البركه والنبوة .
 واليك عزيزى القارئ القصة كما وردت فى العهد القديم: -
وتبدا قصة سيدنا يعقوب عليه السلام حين تزوج نبى الله إسحاق من سيدة اسمها رفقه  وظلا فترة دون إنجاب إلى ان صلى نبى الله اسحاق الى الرب ودعاه سبحانه ان يرزقه بذرية صالحه تتحمل معه الأمانه فقالوا (  وصلى إسحاق الى الرب لاجل امراته لانها كانت عاقرا ))  فاستجاب  له الرب فحبلت  رفقه امراته)
وبعد شهور الحمل ) فلما كملت  أيامها لتلد  اذا فى بطنها  تؤامان فخرج الاول احمر  كله  كفروة  شعر  فدعوا اسمه  عيسو  وبعد ذلك خرج  اخوه  ويده قابضة  بعقب عيسو فدعى اسمه يعقوب وكان إسحاق بن  ستين سنه لما ولدتهما )
 من هذا النص نفهم أن الابن الأكبر انما هو عيسو وبنوا إسرائيل يقدسون الابن الأكبر ويعرفون للبكر حقه وقدره حتى ولو كان ابن جاريه أوامراة مكروه فقالوا ) اذا كان لرجل  امراتان احداهما محبوبه  والاخرى مكروهه  فانجبتا له بنين المحبوبه والمكروه  فلا يقدم ابن المحبوبه البكر على ابن المكروه البكر بل يوم يقسم  يعطى ابن  المكروهه  البكر ضعف ابن المحبوبه البكر لانه اول قدرته  له حق البكورية

If a man has two women, one beloved and the other hatefuland they have born babies ؛ his beloved  and hated it provides beloved eldest son to eldest son hated it divides the given day I'm hated virgin twice beloved eldest son of his ability to be the first birthright


    وبناء على نصوصهم المقدسة فإن لعيسو النصيب الأكبر إلا انهم ذكروا ان يعقوب عليه السلام تحايل  على عيسو حتى اشترى البكوريه من اخيه وليته قدرها حق قدرها  قال لاخيه( بعنى اليوم حق بكوريتك   فباع بكوريته ليعقوب ( لا ادرى كيف تباع البكورية وتتحول ومع هذا اشتراها بثمن بخس  ) فاعطى يعقوب  عيسو خبزا  وطبيخ عدس ( حقا إن هذا لشئ عجيب  ولكن هذا ليس ببعيد على بنى إسرائيل فهم يريدون أغلى الأشياء بأقل تكلفه وبأرخص الأثمان بعدما يشعرون صاحبها بتفاهتها وعدم جدواها حتى يزهد فيها ويتنازل عنها باى ثمن ولكنه لايدرك قيمتها الا بعد فوات الآوان
ويمضى العهد القديم فى سرد الاحداث فيذكر ان نبى الله اسحاق لما كبر فى السن اراد ان يمنح ابنه الاكبر البركه ليصبح هو النبى من بعده حسب شرائعهم  فقالوا ( حدث لما شاخ اسحاق  وكلت عيناه عن النظر  انه دعا عيسو  ابنه الاكبر  وقال له  فالان خذ عدتك  واخرج الى  البريه  وتصيد لى صيدا جيدا  واصنع لى اطعمه  كما احب  واتنى بها لاكل حتى تباركك نفسى قبل ان اموت )
  وما هى علاقة الأكل بالمباركة وبالنبوة ؟ولكنها طبيعة بنى إسرائيل الذين حاولوا ان يؤصلوا لابنائهم ان كل شى لابد له من مقابل فلا يقدمون شيئا لاحد دون ان يبذل فيه الأخر قدر استطاعته ولكن لولم يستطع عيسو احضار الطعام أو تاخر هل تضيع البركة وتذهب النبوة سدى ؟
   هيا نرى ما حدث حين خرج عيسو ليحضر الصيد لابيه  حدث مالم يكن يتوقع وهو أن رفقه كانت تتصنت على اسحاق)  وكانت  رفقه سامعه  اذ تكلم اسحاق  مع عيسو ابنه ورغم أن كليهما ابنائها إلا أنها سارعت الى ابنها يعقوب واخبرته الخبر بل ورسمت له خطة يستطيع بها ان يخدع اباه وان يسرق النبوة من اخيه  فقالوا ) فاستدعت ابنها يعقوب  فقالت له اننى قد سمعت اباك  يكلم عيسو اخاك  قائلا  انت  تصيد  واصنع لى اطعمه لاكل واباركك امام الرب قبل وفاتى ثم يذكرون انهما وضعا خطة عجيبة)  فقالت   اذهب الى الغنم  وخذ لى  من هناك جديين  جيدين من المعزى  فاصنعهما اطعمة لابيك  كما يحب فتحضرها الى ابيك  لياكل  حتى يباركك قبل وفاته وحين واجهتهم مشكلة ألا وهى أن يعقوب أملس بينما عيسو اخيه مشعرسأل امه ) قال يعقوب لرفقه هوذا عيسو  اخى رجل اشعر وانا رجل املس (الا ان رفقه) اخذت ثياب عيسو  ابنها  الاكبر  الفاخره  التى كانت عندها فى البيت  والبست يعقوب  ابنها الاصغر  والبست يديه  وملاسة عنقه  جلود جدى  المعزى واعطت الاطعمه  والخبز التى صنعت   فى يد يعقوب ابنها ( 
  ثم يذكر العهد القديم  أن يعقوب دخل على ابييه وكذب عليه قائلا  ) قال يعقوب  لابيه  أنا عيسو  بكرك قد فعلت كما كلمتنى  قم اجلس  وكل  من  صيدى  لكى تباركنى نفسك )إلا ان نبى الله اسحاق كاد أن يدرك الاختلاف فى الاصوات ) فقال الصوت صوت يعقوب  ولكن اليدين يد عيسو) ولم يعرف ) لان يديه  كانت مشعرتين  كيدى عيسو  اخيه فبارك(   ثم دعا له  قائلا  )فليعطك الله من ندى السماء  ومن دسم الارض  وكثرة حنطه  وخمر يستعبد لك شعوب  وتسجد لك قبائل  كن سيدا  لاخوتك  ويسجد لك بنوا امك   ليكن لاعنوك ملعونين  ومباركوك  مباركين  ( حقا صدق الله حين قال)  غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُواْ بِمَا قَالُوا )  المائدة /64
 لأن ما ذكروه من نصوص غاية فى الغرابة اذ  كيف تتصنت زوجة نبى الله اسحاق على الحوار الذى دار بين زوجها وبين ابنهما عيسو؟  ثم  كيف تفضل رفقه ابنها الأصغر على الاكبر مخالفة بذلك تعاليم شريعتها كما ذكرنا  وكيف تسول لنبى الله يعقوب  نفسه ان يسرق  النبوة  من اخيه عيسو ؟
 ألم يدرك نبى الله اسحاق ما فعله ابنه يعقوب  وأين  أسرار النبوة اذن ؟  وإن كان هذا أو ذاك فأين الله جل وعلا  هل رضى بما فعله يعقوب عليه السلام   ووافق عليه واقره وجعله نبيا بهذه الطريقه  اين هذا من حديث المعصوم صلى الله عليه وسلم ) من غشنا فليس منا   (
إذن بناء على ذلك فلا ينبغى أن يكون نبى الله يعقوب نبيا إن الكذب من شيم اللئيم   ولايليق بأحاد الناس فما بالك بالأنبياء  العظماء  ولاينبغى أن ينسب اليهم الكذب ولا الخداع  فكيف يجرؤ نبى الله يعقوب  على خداع والده حاشاهم ذلك والأعجب من ذلك  أن بنى إسرائيل زعموا أن الرب جل وعلا  تابع هذه المسرحيه الهزلية  دون تدخل وترك الأنبياء  يكذبون
  وكأن قدر الله جل وعلا ليس له مكان  انما اراد بنوا إسرائيل ان يؤصلوا لابنائهم بان يعقوب عليه السلام هو الأولى بالرسالة  وحين ادرك ان الأمر الإلهى سيخطئه  تحايل حتى نال ما يريد رغم انف القدر  لقد أراد الأحبار والكهنه  أن يشوهوا صورة الانبياء وسيرتهم امام ابنائهم ليعلموهم ان (الغايه تبرر الوسيله( وظهر هذا جليا  فى البروتوكول الأول (  فقالوا   ان السياسة  لاتتفق مع الاخلاق  فى شى والحاكم المقيد بالاخلاق  ليس بسياسى بارع  وهو  لذلك غير راسخ  على عرشه  لابد لطالب الحكم  من الالتجاء  الى المكر  والرياء  فان الشمائل  الانسانيه  العظيمه   من الاخلاق  والامانه تصير رذائل فى السياسه )
They said that the policy is inconsistent with morality at all in ruling restricted morality is not a skilled politician, he is not firm on his throne to be a wanted  of government to resort to deception and duplicity, the merits of the great human morality and honesty become vices in politics
  أين ما سبق من قول المعصوم محمد صلى الله عليه وسلم ) ان الرائد لا يكذب اهله     فكيف يفترون على الله الكذب ويبلغ بهم الهراء مبلغه حتى يكذبوا على انبياء الله  بل ويسجلوا هذا الكذب فى كتاب ويسمونه الكتاب المقدس فكيف ذلك ؟  
  نحن المسلمين نبرأ الى الله من هذا الهراء  لأننا نؤمن بان الله جل وعلا) أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ  (الانعام /124 كما أنه جل وعلا يعصم انبيائه من الوقوع فى الأخطاء فهم قدوة البشر  وصنعهم الله على عينه  والانبياء يعلمون  (وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُم مُّسْوَدَّة )الزمر /60 ومن ثم فإن ما ذكروه  فى حق نبى الله يعقوب  لا نقبله  ولانؤمن به  .
  وماذا على بنى إسرائيل لو تركوا الامور على ما هى عليه  فنبى الله يعقوب  هو النبى دون هذا الخداع و الكذب ولكن كيف يعيش بنوا اسرائيل دون كذب اوخداع  فهم اهل الكذب والبهت وكأنهم لايستطيعون العيش الا فى هذه الأجواء الحالكة الظالمة  .
وليس هذا فحسب بل انهم بما ذكروه عن زوجة نبى الله اسحاق  وما قامت به من خداع  وتخطيط  أرادوا ان يؤصلوا لابنائهم ان المراة هى أساس كل الشرور فلو لم تتصنت رفقه  ولم تخطط ما حدث هذا المكر والخداع  ونحن نؤمن بان زوجة نبى الله اسحاق لا تقدم على مثل هذا الصنيع  فهى زوجة نبى وام  نبى  فلا ينبغى  على سيدة تحيا فى  هذا البيت الطاهر ان تفعل هذا وتتسبب فى التفرقه بين ابنائها بل وتجعل من يحصل على النبوة يحصل عليها  بالسرقة والخداع وهى تعلم ان  هذا لايليق  بالانبياء  وصدق الحق حين قال عن بنى إسرائيل ) يبغونها عوجا)
ثامنا : زعم بنوا إسرائيل  ان الرب جل وعلا) حاشاه)  يخشى من اجتما ع خلقه
 ذكر كتاب العهد القديم ان  الرب جل وعلا حين راى المكانة التى وصل اليها البشر  من تقدم وحضارة ورغبة فى بناء مدينة حصينة  وبرج لمراقبة الاعداء  وتامين المدينه   لم يطق  أن يجتمع خلقه على هدف واحد  فذكر ان الرب سمعهم حين قالوا
 )       هلم نبنى لانفسنا مدينة وبرجا  راسه بالسماء  ونصنع لانفسنا اسما  لئلا نبدد على وجه كل الارض  ( حينئذ انتظر الرب حتى جاء المساء )  فنزل الرب  لينظر المدينه والبرج الذين  كان بنوا ادم يبنونهما  وقال الرب  هوذا شعب واحد  ولسان واحد  لجميعهم  وهوذا ابتداءهم  بالعمل  والان  ليمتنع عليهم كل ما ينون ان يعملوه  هلم ننزل  ونبلبل  هناك لسانهم  حتى لايسمع بعضهم لسان بعض  فبددهم الرب من هناك على وجه كل الارض )
       فى هذا النص الغريب يزعم بنوا اسرائيل  :
      ان الله جل وعلا  حاشاه نزل من علياءه لينظر المدينه والبرج  وكأنه انتظر حتى انصرف القوم الى منازلهم ونزل كالعسس ليلا ) قاتلهم الله  ) إنما هذا دأبهم فهم لايستطيعون العمل فى النور بل ودائما يتابعون بنى البشر فى اى تقدم ثم يقدمون على تدمبره  ويتضح ذلك فى البروتوكول السادس عشر ) رغبة فى تدمبر  اى نوع من المشروعات  الجمعيه  غير مشروعنا  سنبدا العمل الجماعى فى المرحله التمهيديه اى اننا  سنعيد انشاء الجامعات حسب خططنا الخاصه
Desire todestroy  any kind of projects the society is not our collective will start work at the preliminary stage of any we we will create our own universities as

يتضح من النص ان بنوا إسرائيل لايستطيعون العيش الا فى قرى محصنه كما قال الحق سبحانه وتعالى ( لَا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعاً إِلَّا فِي قُرًى مُّحَصَّنَةٍ أَوْ مِن وَرَاء جُدُر ) الحشر /14  ولأن نفوسهم مريضة  ويضمرون الحقد  فهم دائما يتوقعون العداء من الاخر  ولذا قالوا فى البروتوكول  الثامن ) يجب ان نؤمن كل الات التى  قد يوجهها  اعداؤنا ضدنا )
       زعم بنوا إسرائيل ان الرب جل وعلا أدرك الخطوره على ملكه من اجتماع خلقه على هدف واحد وبخاصه اذا كانو يتحدثون لغة واحدة مما يساعدهم على توحد الافكار  والهدف  ولذا سولت لهم انفسهم المريضه ان الرب جل وعلا سارع فى تدمير المدينه والبرج وليس هذا فحسب بل صورت لهم انفسهم ان الرب لم يكتف بذلك بل غير السنتهم  ظنا منهم انهم بذلك لا يسمع بعضهم بعضا 
وهذا هو عين الافتراء لأن الحق جل وعلا القادر على تدمير الأرض جميعا فى لمح البصر  والقادرعلى تغيير الالسن والالوان  انما عجزت عقول بنى إسرائيل على فهم مراد الحق جل وعلا  من اختلاف اللون والسان فقال سبحانه وتعالى(  وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّلْعَالِمِينَ (  الروم/22 كما قال جل وعلا  ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ) الحجرات /  13  فهذه قدرة لا تدانيها قدره اذ كيف يكون الأب واحد وهو ادم عليه السلام  ثم تختلف لهجات ابناءه والسنتهم  فسبحان الله الذى لا يعجزه شى فى الارض ولا فى السماء
  استطاع بنوا اسرائيل بهذا النص  أن يؤصلوا لابناءهم مبدا غاية فى الخطورة  ألا وهو) فرق تسد   ( وهذا ما يقوم به بنوا إسرائيل واعوانهم  فى كل زمان ومكان  فقالوا فى البروتوكول  الخامس ) ولضمان الراى العام  يجب اولا  ان نحيره كل الحيره  بتغيرات من جميع  النواحى  لكل اساليب الاراءالمتناقضه  حتى يضيع الاممين فى  مناهجهم هذه  السياسه  ستساعدنا  ايضا فى تبرير  الخلافات بين الهيئات  وفى تفكيك كل القوى  المجتمعه  وفى تثبيط كل تفوق  فردى  ربما يعوق اغراضنا  باى اسلوب من الاساليب

 

and to ensure that public opinion must first  all puzzling changes in all aspects of each styles  even lost internationalists in their curricula, this policy will help us also to justify the differences between the bodies and in the dismantling of all the forces assembled and in the inhibition of each individual than might hinder our purposes in any manner of styles

أراد الأحبار  والكهنه  أن يغرسوا فى نفوس ابناءهم ان الدنيا كلها ضدهم بل واضافوا الى ذلك الرب جل وعلا و حاشاه  ان يكون ضد شعب بعينه  وبلا ذنب  فالحق ان الله جل  ما كان ليهلك قرية  الا اذا غيرت وبدلت نعمة الله كفرا اما ان يبيد امه او يتربص بها  فهذا لا يليق بجلال الله سبحانه وتعالى  ومن ثم علم الاحبار ابناءهم ان يعاملوا العالم بنفس الطريقه  فلا يتركون شعبا متحدا ولا امة تفكر فى الاتحاد الا سارعوا الى تفكيكها والتخلص منها لا لشى الا لا نهم يشعرون برعب وخوف شديدين من اجتماع اى شعب على هدف واحد  لانهم يرون نهايتهم مع اتحاد الامم والشعوب على افكار واحده
  ولذا ) يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ ( يس /26بما يدبر لهم  فلا أمان لهؤلاء فهم لا يريدون للبشر  خيرا . وانما  يقتربون  منا ليصبحون على علم بكل ما نقوم به ليسهل لهم القضاء علينا والإباده كما تسول لهم انفسهم  ولذا قال الحق جل وعلا (  وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللّهُ إِلَيْكَ ) المائدة/49
تاسعا :زعموا ان الرب جل وعلا ( حاشاه ) اشتكي لداود عليه السلام
يزعم بنوا إسرائيل ان الرب جل وعلا تفرغ لهم وكأنه لم يكن فى الكون غيرهم  أو أنهم على درجة إيمانيه تجعلهم دائما فى رعاية الله سبحانه وتعالى فذكروا ان الرب إنما كان يسير امامهم ليل نهار )  وكان الرب يسير امامهم  نهارا فى عمود سحاب  ليهديهم  الطريق  وليلا فى عمود نار ليضى لهم  لكى يمشوا نهارا وليلا  ولم يبرح عمود السحاب  نهارا  وعمود النار ليلا  من امام الشعب )
The Lord went before them by day in a pillar of cloud to guide them on the road and at night in a pillar of fire to light  for them to walk during the day and night did not depart pillar of cloud by day and a pillar of fire by night from the front of the people)

فى هذا النص  امورا غاية فى الغرابة  افتراء بنوا إسرائيل على الحق جل وعلا  وزعمهم أنه سبحانه وتعالى كان يسير امامهم  والحق جل وعلا لا يحيطه زمان ولا مكان  فاى سحاب او اى نار هذه التى تستطيع احتواء جلال الله سبحانه وتعالى  ثم ما هو حال باقى الكون ؟ فمن يدبر امره اذن ؟
  إنما أراد الأحبار ان يؤصلوا لابناءهم انهم من الله جل وعلا بمكان لدرجة ترك فيها ملكه ليسير معهم وليهديهم الطريق  وهذا وان لم يحدث فهو ليس فى صالحهم  لان به دليل واضح ان بنى اسرائيل بهم من الغباء والجهل ما يجعلهم يضلون عن سواء السبيل ان افتقدوا الدليل 
   ولما لا وهم بمجرد خروجهم من البحر( وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتَوْاْ عَلَى قَوْمٍ يَعْكُفُونَ عَلَى أَصْنَامٍ لَّهُمْ قَالُواْ يَا مُوسَى اجْعَل لَّنَا إِلَـهاً كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ الاعراف /138 وليس هذا فحسب  بل حين تاخر  عليهم سيدنا موسىصنعوا لانفسهم  عجلا من ذهب وعكفوا على عبادته  واضلهم السامرى (فَأَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلاً جَسَداً لَهُ خُوَارٌ فَقَالُوا هَذَا إِلَهُكُمْ وَإِلَهُ مُوسَى فَنَسِي  )   َطه/88
  أراد الأحبار والكهنه أن يؤصلوا لابناءهم  ان يلجئوا دائما وابدا الى قوة عظمى يحتمون بها إذ أنهم لايستطيعون السير أو العمل بمفردهم ونرى ذلك واضحا عبر التاريخ  فما من قوة عظمى إلا وارتموا فى احضانها يستفيدون من خيراتها ويحتمون بقوتها  فإن ظهرت قوة اخرى  يسارعون اليها وكأنهم لم يكن بينهم وبين الأولى مودة ورحمه فرايناهم فى أحضان روما قديما .
ولكن حين فطن لهم الرومان  ساموهم سوء العذاب فا ختباؤ فى الجحور وحين جاء الإسلام ودعاهم لعبادة الله الواحد الأحد صموا اذانهم واستكبروا استكبارا  وناصبوه العداء  رغبة منهم فى القضاء عليه ولكن هيهات  انى لهم ذلك  وقد تكفل الحق جل وعلا بنصر الإسلام واهله ) وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنصُورُونَ وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ)الصافات 171/172/173
 ومع هذا سولت لهم انفسهم أن قريشا وهى أم القرى آنذاك  هى القوة العظمى  فانضموا إليها  لعلها تساعدهم فى القضاء على المسلمين ودفعهم هذا الى الكذب  فحين ذهب كعب بن الاشرف ومعه وفد من اليهود الى قربش وهناك سالوهم سؤالا بديهيا  كان من الممكن ان  صدقوا الله ان ينجوا هم وقريش من العذاب الأليم  فى الدنيا والاخر
فقالوا لهم ) ننشدكم الله هل تعلمون ادين محمد حق ام ديننا ؟فقالوا لهم اخبرونا عن دينكم  فقالوا نحن نخدم البيت ومن يحج اليه ونفك العانى ونقرى الضيف فأجاب كعب بن الأشرف قائلا إن دينكم خير من دين محمد ولم يكتف بذلك بل عظم الهتهم هبل واللات وغيرهما وفيهم نزل قول الحق جل وعلا  ( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُواْ نَصِيباً مِّنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ هَؤُلاء أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آمَنُواْ سَبِيلاً  ) النساء/51     
    فظلوا يحتمون بقريش ويدفعونها إلى المهالك والى محاربة المسلمين  وتم لهم هذا الأمر حين جاءت قريش وغطفان والأحزاب فى غزوة الخندق ولكن الله سلم  ( وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْراً وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيّاً عَزِيزاً )  الأحزاب /125
بل وجرت عليهم الوبال فقتل منهم من دبر لهذه المكيده واخرج الأخرون من المدينة  ثم كتموا انفاسهم لما راو مكانة المسلمين تعلوا بفضل الله جل وعلا منتظرين اى لحظة ضعف  يستطيعون من خلالها السطو على المسلمين وكسر شوكتهم ووجدوا فى المغول والصليبين بغيتهم فساعدوهم بكل ما لديهم من مال وعتاد ولكنهم باؤ بغضب من الله وابقى الله جل وعلا ما يسؤؤهم فانتهى التتار وقضى على الصليبين  بفضل الله سبحانه وتعالى
  وحين خمدت اوروبا بعد الحروب الصليبيه بالتالى خمدت جذوتهم الى ان ظهرت بريطانيا على مسرح الحياه كقوة عظمى سرعان ما ارتموا فى احضانها ولم تغرب شمس بريطانيا الا بعد ان سرقت قطعة من ارض العرب والمسلمين واعطتها لليهود  يا سبحان الله من لايملك اعطى لمن لا يستحق
 وليس هذا فحسب بل حين انتهى دور بريطانيا البطولى وظهرت امريكا فسارع اليهود يقدمون فروض الولاء والطاعه حتى اصبحوا ابناء امريكا المدللين سبحان الله بعدما كانوا يسمون انفسهم ابناء الله اصبحوا ابناء الشيطان ولما لا وقد حققت لهم امريكا مالم يحلمون به                والسؤال الآن لمن سيلجئون بعد أمريكا ؟
 وبخاصه إذا آل الأمر إلينا نحن المسلمين لان وعد الله لا يتخلف ) وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ  ) الانبياء/105  واذكرهم بقول الله جل وعلا ) قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ  ) الجمعة/8 فهم يهربون من مواجهتنا بمفردهم وانه لات لامحاله ان غدا لناظره لقريب لان الحق سبحان وتعالى يقول) وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ  (ال عمران  / 140 وقتها ) وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ   ( الشعراء/ 227
زعم بنوا اسرائيل ان الرب جل وعلا لم يطق السير فى السحاب وفى النار فطلب من موسى عليه السلام  ان يصنع له خيمة  ليحل بها  فقالوا " اخذ موسى  الخيمه ونصبها  له خارج المحله  بعيدا عن المحله  ودعاها خيمة الاجتماع  فكان كل من يطلب الر ب  يخرج  الى خيمة الاجتماع  التى خارج المحله  وكان عمود السحاب  اذا دخل موسى الخيمه  ينزل ويقف  عند باب  الخيمه ويتكلم الرب مع موسى  فيرى جميع الشعب  عمود السحاب ويكلم الرب موسى وجها لوجه  كما يكلم الرجل صاحبه "
فى هذا النص:  يزعم بنوا اسرائيل ان الرب جل وعلا حاشاه طلب من موسى ان يصنع له خيمه ليحل بها كيف ؟ وقد  وسع كرسيه السموات والارض  والعجيب ان الغرض منها  ان من اراد الرب ذهب الى تلك الخيمه ذكروا ان موسى وضع الخيمه خارج البلدة التى يعيشون فيها فان دل ذلك فانما يدل  على انه ليس ثمة مكان  فيها يصلح  للعبادة ومناجاة الرب سبحانه وتعالى
   نحن لا ننكر ان الرب جل وعلا  كلم موسى تكليما ولكن ليس لدرجة ان يقال  كما زعموا ان الرب كان يكلم موسى كما يكلم الرجل صاحبه  فتعالى الحق عن ذلك علوا كبيرا
نؤمن نحن المسلمين بان الله جل وعلا اقرب الى البشر من حبل الوريد ومن ثم فمن اراد ان يناجى الله جل وعلا فليناجيه فى اى وقت وفى اى مكان ) وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ  )  البقرة/186
   ومع هذا  هل حفظ بنوا اسرائيل للخيمة قدسيتها كمكان يبتهلون فيه الى ربهم سبحانه وتعالى ؟ فقد كانت بمثابة المرشد لهم  فقالوا ) متى ارتفعت السحابه  عن الخيمه  كان بعد ذلك  بنوا اسرائيل  يرتحلون  وفى المكان حيث حلت السحابه  هناك كان بنوا اسرائيل  ينزلون (  فمعنى ذلك ان الرب جل وعلا لم يكن يفارقهم لا ليل ولا نهار  ومع هذا لم يخشوا ربهم وارتكبوا الفاحشه علانية  لا فى البلدة بعيدا عن خيمة الاجتماع  بل فيها فقالوا انه حين بلغ كبير الكهنه من السن عتيا وكان اسمه )  عالى (لم يستطع ان يردع ابناءه  ولا ابناء بنى اسرائيل من الفاحشه ) وشاخ عالى جدا  وسمع بكل ما عمله بنوه  بجميع اسرائيل  وبانهم كانوا يضاجعون  النساء المجتمعات  فى باب خيمة الاجتماع    (
فاذا ارتكب ابناء الكاهن والذين يفترض فيهم القدوة  هذه الفواحش  فما بالك بباقى الشعب فلا شك انهم اشد فسادا واضل عن سواء السبيل فسلط الله جل وعلا  عليهم من يسومهم سوء العذاب ووقعوا سبايا فى أيدى اعداءهم  وظلوا تحت الحصار  والإحتلال  فترة طويلة .
 ـ وحين من الله جل وعلا عليهم  بعبده داود  عليه السلام واعاد لهم مكانتهم   زعموا ان الرب جل وعلا طلب من داود مقابل هذا النصر والتاييد ان يبنى له بيتا فقد تعب من السير فى السحاب وفى الخيمه حاشاه  فقالوا :
  )  كان كلام الرب الى ناثان  قائلا  اذهب وقل لعبدى داود  هكذا قال الرب اانت تبنى لى بيتا لسكناى ؟ لانى لم اسكن فى بيت  مذ يوم اصعدت بنى اسرائيل  من مصر  الى هذا اليوم  بل كنت اسير فى خيمه وفى مسكن ( وليس هذا فحسب بل زعموا ان الرب جل وعلا قطع عهدا مع داود عليه السلام  قائلا ) هو يبنى بيتا لاسمى  وانا  اثبت كرسيه مملكته
    والعجيب انه مع هذا العهد وبعد هذا الرجاء وبعد تلك الشكوى لم يقم  داود  ببناء البيت للرب جل وعلا وخروجا من هذا المازق زعموا ان نبى الله سليمان عليه السلام  اراد ان يبنى  البيت عوضا عن ابيه
      فقالوا ) فارسل سليمان  الى حيرام  يقول  انت تعلم  ان داود  ابى لم يستطع ان يبنى  بيتا لاسم الرب  الهه  بسبب الحروب  التى احاطت به  حتى جعلهم الرب تحت بطن قدميه  وهانذا قابل على بيت لاسم  الرب الهى كما كلم الرب داود  ابى قائلا  ان ابنك الذى  اجعله  مكانك  على كرسيك هو يبنى البيت لاسمى 
سرعان ما نقل بنوا اسرائيل  الوصيه من الاب الى الابن دون حرج  ومع هذا وبعدما  بذل سليمان عليه السلام كل جهده فى بناء البيت  لم يحافظ عليه بنوا اسرائيل  فعصوا الله سبحانه وتعالى وارتكبوا من الاثام الكثير حتى سلط الحق جل وعلا عليهم من هدم لهم هذا البناء  ومن ثم لم يعد لبنى اسرائيل مكان مقدسا يلجئون الى الله سبحانه وتعالى فيه ولذا فنحن المسلمين نحمد الله جل وعلا  ان اكرمنا بفضله  وجعل لنا الارض مسجدا وطهورا
     لقول المعصوم صلى الله عليه وسلم : جعلت لى الارض مسجدا وطهورا فايما رجل ادركته الصلاة فليصل .. كما نحمد الله جل وعلا ان جعل لنا قبلة واحدة  فقال جل وعلا (جَعَلَ اللّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَاماً لِّلنَّاس)   ِالمائدة/67    ثم امر المسلمين فى مشارق الارض ومغاربها بالاتجاه اليه فى الصلاة    (فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّواْ وُجُوِهَكُمْ شَطْرَهُ)البقرة /144
 ومن كرم الله سبحانه وتعالى  بالامه الاسلاميه ان جعل لها مقومات لم تتوفر لغيرها من الامم  وهى:-يؤمن جميع المسلمين بالله الواحد جل وعلا . للمسلمين دين هو افضل الأديان  ألا وهو الإسلام  الذى ارتضاه رب العالمين  فقال جل وعلا : (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينا  )ً المائدة/3
  يؤمن المسلمون بالقران الكريم الذى  اخبر عنه الحق جل وعلا (إِنَّ هَـذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ  )  الاسراء/9     
 مهما أصيب المسلمين من تفرق وشتات إلا أن لهم مواسم للطاعة تجمعهم وتذكرهم بانهم ماخلقوا ليتفرقوا  ومنه :الحج الى بيت الله الحرام بمكه .كما انهم يصومون شهر رمضان فى كل عام .   إذن المسلمون لهم رب واحد ,وقبلة واحده , وقران واحد  ,وشهر للصوم واحد , وكعبة واحدة يحجون اليها فهذا دليل على ان مايمر به المسلمون اليوم من فرقة واختلاف انما هى سحابة صيف تنقشع عما قريب ويعودون الى سالف عهدهم والى كتاب ربهم وسنة نبيهم محمد صلى الله عليه وسلم .
 فالغرب يرونه بعيدا ونحن بفضل الله نراه قريبا  فوعد الله جل وعلا لهذه الأمة الكريمة لن يتخلف (وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ) الانبياء/105   وليس هناك على وجه الارض من هم اصلح واتقى من امة محمد صلى الله عليه وسلم فيكفيهم انهم الامة الوحيدة التى تسجد لله رب العالمين فى كل وقت وحين .
عاشرا: زعم بنوا اسرائيل ان الرب جل وعلا ( حاشاه ) امر بارتكاب الفواحش
  يزعم بنوا إسرائيل فى العهد القديم ان الله سبحانه وتعالى لم يعصم نبيه داود من الوقوع فى الخطيئه  حين استدعى سيدة اسمها  بثشبع بنت اليعام وزوجة لأوريا الحثى زعموا ( قاتلهم الله  ان نبى الله داود استغل فرصة وجود زوجها فى الحرب  وادخلها البيت وضاجعها  فقالوا : (   فارسل داود رسلا واخذها  فدخلت اليه  فاضطجع معها  وهى مطهرة من طمثها  ثم رجعت الى بيتها  وحبلت المراة فارسلت  واخبرت داود  فقالت انى حبلى )   ونحن المسلمين نبرا من هذا الهراء  ولكن مادامو يزعمون ان كتبهم مقدسة وانها من عند الله جل وعلا احببنا ان نبين لهم  ما يفترونه على انبياء الله وانه لولا القران الكريم الذى حفظه الحق سبحانه وتعالى لظل الناس فى ضلال مبين .وهذا دليل على فساد بنى اسرائيل الاخلاقى  وحبهم للرذيله  ورغبتهم فى انتشارها باى وسيله  ومن ثم نسبوها للانبياء صلوات الله وسلامه عليهم ليكون لهم فيهم القدوة  ولا حول ولا قوة الا بالله العلى العظيم . والأسوا من ذلك هو زعمهم أن الله جل وعلا  حين أراد أن يعاقب داود عليه السلام على صنيعه هذا  زعموا عذرا اقبح من ذنب فقالوا أن الرب جل وعلا عرض نساء النبى داود  لنفس الفعل الذى زعموه  فذكروا ( هكذا قال الرب :هانذا  اقيم عليك الشر  من بيتك  واخذ نساءك امام عينيك  واعطيهن لقريبك  فيضطحع مع نساءك  فى عين هذه الشمس   )      ( قاتلهم الله)
    وانما ارادوا بذلك ان يؤصلوا لاولادهم  ان الرب هوالذى شرع القصاص فى هذه المسالة  وانهم لاذنب لهم انما هى نصوص مقسة , وصدق الحق حين قال عنهم  (وَإِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً قَالُواْ وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءنَا وَاللّهُ أَمَرَنَا بِهَا) الاعراف/28   
   وهنا يرد القران بكل قوة وحزم (قُلْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاء أَتَقُولُونَ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ) الاعراف /28 وليس هذا فحسب بل بين سبحانه وتعالى كذب هؤلاء  فقال جل وعلا (شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ)الشورى /13      
 والله جل وعلا شرع لنا البعد عن الفواحش بكل اشكالها والوانها فقال سبحانه وتعالى (قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُواْ بِاللّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ) الاعراف /33     
فما كان لله جل وعلا ان يامر امة بترك الفواحش ويامر اخرى بارتكابها فى عين الشمس  حقا صدق ربى جل وعلا حين قال (كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِن يَقُولُونَ إِلَّا كَذِباً) الكهف /5
 ولذا فانا اهيب بامتنا الحبيبه  واقول لهم ان من يكذب على الله جل وعلا وافترى الكذب على الانبياء فمن السهل واليسير ان يكذب على البشر  ولذا حذرنا الحق جل وعلا منهم  حين قال سبحانه وتعالى (وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللّهُ إِلَيْكَ ) المائدة /49   والعجيب ان العهد القديم الذى يقدسونه ويصرون على انه من عند الله به من امثال هذه القصص الكثير والتى يعف اللسان عن ذكرها.
             فــ الحمد لله على نعمة الإسلام وعلى القرآن الكريم . 










                                 القضية الثانية  :
 ونتناول فيها قصة سيدنا عيسى عليه السلام كما تناولها أهل الكتاب أولا لنبين كم وكيف أخطاوا الطريق وظلموا أنفسهم حين جعلوا المسيح عليه السلام إلها بل ونسبوا له الخلق والإحياء ؛ ثم زعموا أن اليهود قتلوه وصلبوه ولنرى أيضا كيف تسبب أهل الكتاب فى إقحام العالم فى متاهة الناسوت واللاهوت وقضية لا أخر ولا طائل من ورائها إلا الخسران المبين والبعد عن طريق الله المستقيم .
ونحمد الله جل وعلا الذى حفظ القرآن الكريم وحفظ فيه الأسس الأصيلة وحياة الأنبياء صادقة يقبلها العقل والمنطق ويرتاح لها الضمير وستشعر بذلك عزيزى القارئ ونحن نتناول قصة المسيح عليه السلام من العهدين القديم والجديد ثم نعقب ونصحح مافيهما من تجاوزات وأخطاء بما جاء فى القرآن الكريم من آيات بينات .
.أولا :- نسب السيد المسيح كما جاء فى الأناجيل "
من المعلوم أنه لدى المسيحين أربع أناجيل يعترفون بهم الآن وكنا نتمنى أن يذكروا جميعا نسب المسيح عليه السلام فربما اتفق اثنين أو ثلاثة إلا أننا فوجئنا بأن كتابين فقط ذكرا نسب المسيح عليه السلام والعجيب أنهما اختلفا حتى فى نسبه فنذكر أولا ما جاء فى الأناجيل بخصوص نسب المسيح عليه السلام ثم نذكر الاختلافات .
 -- ما جاء فى انجيل متى :- 
1كِتَابُ مِيلاَدِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ بْنِ دَاوُدَ بْنِ إِبْراهِيمَ. 2إِبْراهِيمُ وَلَدَ إِسْحاقَ. وَإِسْحاقُ وَلَدَ يَعْقُوبَ. وَيَعْقُوبُ وَلَدَ يَهُوذَا وَإِخْوَتَهُ. 3وَيَهُوذَا وَلَدَ فَارِصَ وَزَارَحَ مِنْ ثَامَارَ. وَفَارِصُ وَلَدَ حَصْرُونَ. وَحَصْرُونُ وَلَدَ أَرَامَ. 4وَأَرَامُ وَلَدَ عَمِّينَادَابَ. وَعَمِّينَادَابُ وَلَدَ نَحْشُونَ. وَنَحْشُونُ وَلَدَ سَلْمُونَ. 5وَسَلْمُونُ وَلَدَ بُوعَزَ مِنْ رَاحَابَ. وَبُوعَزُ وَلَدَ عُوبِيدَ مِنْ رَاعُوثَ. وَعُوبِيدُ وَلَدَ يَسَّى. 6وَيَسَّى وَلَدَ دَاوُدَ لْمَلِكَ. وَدَاوُدُ لْمَلِكُ وَلَدَ سُلَيْمَانَ مِنَ لَّتِي لأُورِيَّا. 7وَسُلَيْمَانُ وَلَدَ رَحَبْعَامَ..... وَأَلِيعَازَرُ وَلَدَ مَتَّانَ. وَمَتَّانُ وَلَدَ يَعْقُوبَ. 16وَيَعْقُوبُ وَلَدَ يُوسُفَ رَجُلَ مَرْيَمَ الَّتِي وُلِدَ مِنْهَا يَسُوعُ الَّذِي يُدْعَى الْمَسِيحَ.
-- وما جاء فى انجيل لوقا :
23وَلَمَّا \بْتَدَأَ يَسُوعُ كَانَ لَهُ نَحْوُ ثَلاَثِينَ سَنَةً وَهُوَ عَلَى مَا كَانَ يُظَنُّ \بْنَ يُوسُفَ بْنِ هَالِي 24بْنِ مَتْثَاتَ بْنِ لاَوِي بْنِ مَلْكِي بْنِ يَنَّا بْنِ يُوسُفَ...... 31بْنِ مَلَيَا بْنِ مَيْنَانَ بْنِ مَتَّاثَا بْنِ نَاثَانَ بْنِ دَاوُدَ 32بْنِ يَسَّى بْنِ عُوبِيدَ بْنِ بُوعَزَ بْنِ سَلْمُونَ بْنِ نَحْشُونَ 33بْنِ عَمِّينَادَابَ بْنِ آرَامَ بْنِ حَصْرُونَ بْنِ فَارِصَ بْنِ يَهُوذَا 34بْنِ يَعْقُوبَ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ.......... 38بْنِ أَنُوشَ بْنِ شِيتِ بْنِ آدَمَ ابْنِ اللهِ.
وقد اختلفا فيما يلى :-
1 - يذكر متى أن يعقوب هو أبو يوسف " رجل مريم " بينما يذكر لوقا أن يوسف " رجل مريم " هو أبن هالى
 2- يذكر متى أن نسب المسيح عليه السلام  يرجع إلى سليمان بن داود عليهما السلام  بينما يذكر لوقا أن نسب المسيح برجع إلى ناثان بن داود .  
3- يذكر لوقا أن نسب المسيح عليه السلام يرجع الى " أبن أدم , أبن الله " بينما يذكر متى أن المسيح بن داود بن إبراهيم وهناك العديد من الإختلافات فى الأنساب إلا أننا اكتفينا بذكر الثلاثة ليسهل حفظها؛ علاوة على ان النسب المذكور إنما هو ليوسف الذى زعموا أنه خطيب السيدة مريم وليس نسب المسيح عليه السلام وعليه فيكون النبأ  من بدايته خطأ.
 مما سبق يتضح لنا أن أهل الكتاب لم يستطيعو فقط الإتفاق فى نسب المسيح عليه السلام بل طعنوا فى نسبه  عليه السلام – حيث قال متى (وَدَاوُدُ الْمَلِكُ وَلَدَ سُلَيْمَانَ مِنَ الَّتِي لأُورِيَّا) والخطأ الذى وقع فيه متى فى قوله السابق كالآتى :- 
يروى ابن جرير عن ما ورد فى كتبهم بشأن هذه القضية " أن داود عليه السلام كان يصلى فى محرابه ثم تطلع من نافذة المكان فرأى امرأة جميلة فأرسل إليها فجاءته فسألها عن زوجها فأخبرته بأن زوجها اسمه " أوريا " وأنه خرج مع الجيش الذى يحارب الأعداء فأمر داود عليه السلام  قائدة أن يجعل " أوريا" فى المقدمة ليكون عرضة للقتل وبعد قتله تزوج داود بتلك المرآة وأنجب منها سيدنا سليمان .
 يقول أبن كثير إن هذه القصة من الإسرائيليات ويقول الرقاعى " هذه القصة وأمثالها من كذب اليهود فقد حدثنى بعض من أسلم منهم أنهم تعمدوا ذلك فى نسب داود عليه السلام لأن عيسى عليه السلام من ذريته ليجدوا سبيلاً إلى الطعن فيه إلا أن التوراة تؤكد ما قاله متى بشأن داود عليه السلام وامرأة أوريا وفى هذا يقولون فى  سفر صموئيل الثانى الاصحاح الحادى عشر :" وَأَمَّا دَاوُدُ فَأَقَامَ فِي أُورُشَلِيمَ. 2وَكَانَ فِي وَقْتِ الْمَسَاءِ أَنَّ دَاوُدَ قَامَ عَنْ سَرِيرِهِ وَتَمَشَّى عَلَى سَطْحِ بَيْتِ الْمَلِكِ، فَرَأَى مِنْ عَلَى السَّطْحِ امْرَأَةً تَسْتَحِمُّ. وَكَانَتِ الْمَرْأَةُ جَمِيلَةَ الْمَنْظَرِ جِدّاً. 3فَأَرْسَلَ دَاوُدُ وَسَأَلَ عَنِ الْمَرْأَةِ، فَقَالَ وَاحِدٌ: «أَلَيْسَتْ هَذِهِ بَثْشَبَعَ بِنْتَ أَلِيعَامَ امْرَأَةَ أُورِيَّا الْحِثِّيِّ؟» 4فَأَرْسَلَ دَاوُدُ رُسُلاً وَأَخَذَهَا، فَدَخَلَتْ إِلَيْهِ فَاضْطَجَعَ مَعَهَا وَهِيَ مُطَهَّرَةٌ مِنْ طَمْثِهَا. ثُمَّ رَجَعَتْ إِلَى بَيْتِهَا. 5وَحَبِلَتِ الْمَرْأَةُ، فَأَرْسَلَتْ وَأَخْبَرَتْ دَاوُدَ وَقَالَتْ: «إِنِّي حُبْلَى». "..........
 14وَفِي الصَّبَاحِ كَتَبَ دَاوُدُ مَكْتُوباً إِلَى يُوآبَ وَأَرْسَلَهُ بِيَدِ أُورِيَّا. 15وَكَتَبَ فِي الْمَكْتُوبِ يَقُولُ: «اجْعَلُوا أُورِيَّا فِي وَجْهِ الْحَرْبِ الشَّدِيدَةِ، وَارْجِعُوا مِنْ وَرَائِهِ فَيُضْرَبَ وَيَمُوتَ».23 .........وَقَالَ الرَّسُولُ لِدَاوُدَ: «قَدْ تَجَبَّرَ عَلَيْنَا الْقَوْمُ وَخَرَجُوا إِلَيْنَا إِلَى الْحَقْلِ فَكُنَّا عَلَيْهِمْ إِلَى مَدْخَلِ الْبَابِ. 24فَرَمَى الرُّمَاةُ عَبِيدَكَ مِنْ عَلَى السُّورِ، فَمَاتَ الْبَعْضُ مِنْ عَبِيدِ الْمَلِكِ، وَمَاتَ عَبْدُكَ أُورِيَّا الْحِثِّيُّ أَيْضاً»...........
 26فَلَمَّا سَمِعَتِ امْرَأَةُ أُورِيَّا أَنَّهُ قَدْ مَاتَ أُورِيَّا رَجُلُهَا نَدَبَتْ بَعْلَهَا. 27وَلَمَّا مَضَتِ الْمَنَاحَةُ أَرْسَلَ دَاوُدُ وَضَمَّهَا إِلَى بَيْتِهِ، وَصَارَتْ لَهُ امْرَأَةً وَوَلَدَتْ لَهُ ابْناً. وَأَمَّا الأَمْرُ الَّذِي فَعَلَهُ دَاوُدُ فَقَبُحَ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ......... 24وَعَزَّى دَاوُدُ بَثْشَبَعَ امْرَأَتَهُ وَدَخَلَ إِلَيْهَا وَاضْطَجَعَ مَعَهَا فَوَلَدَتِ ابْناً، فَدَعَا اسْمَهُ سُلَيْمَانَ


ثانيا :- البشارة  بالمسيح عليه السلام  فى الأناجيل
أولاً :-- يذكر يوحنا فى إنجيله فى الإصحاح الأول عن المسيح تحت عنوان " الكلمة صار جسداً " ( فى البدء كان الكلمة والكلمة كان عند الله , وكان الكلمة الله , والكلمة صار جسداً وحل بيننا ) من هذه الفقرة يتضح لنا أن يوحنا يقصد أن عيسى عليه السلام فى البداية كان كلمة من الله وأثناءها كان عند الله ومعه سبحانه وتعالى لأن الكلمة ملازمة لله رب العالمين فلما أطلق الله – جل وعلا – الكلمة والتى بها خلق – سبحانه وتعالى – سيدنا عيسى عليه السلام أصبح سيدنا عيسى الكلمة من الله أى أصبح جزءاً من الله وبها يصبح إلها , ولأن البشر لن يستجيبوا إلا إلى بشر مثلهم يعاشيهم ويتقرب إليهم فألبس الله هذه الكلمة جسداً ليستطيع العيش مع الناس .
 هذا ما يعتقده النصارى من هذا النص محاولين أن يلووا عنق الحقيقة , وكأنهم يستنتجون معادلة رياضية متجاهلين قدرة الله العظيم الذى لا يعجزه شىء : فتفسيرهم هذا غير منطقى بحال من الأحوال لأســباب  :-
 أ- : إن عيسى عليه السلام – بهذه الطريقة مخلوق بكلمة من الله وهو بهذا لن يرق إلى مقام الألوهية مطلقاً وهذا ما أكدة القرآن الكريم حين قال – سبحانه وتعالى " لن يستنكف المسيح أن يكون عبداً لله )
ب- : لو كان عيسى عليه السلام – إلها لما مر بمراحل الحمل  أن يحمل فى بطن امرأة ثم يولد ثم يكون طفلاً الخ . فأى إله هذا الذى حوته بطن سيده وتغذى على دم الحيض ؟ ج- : إذا كان هذا هو منطق النصارى فلا حرج إذن على من يعبد الشمس والقمر و الأصنام فكل هذه الأشياء بل والكون كله خلق بكلمة من الله فهل نعتبر الكون بما فيه إلهة من دون الله ؟ 
د- :ومع ما سبق فإنهم ذكوا فى أنا جيلهم أن المسيح عليه السلام تبرأ مما نسبه إليه النصارى فى قولهم أنه إلها أو ابن إله فى أكثر من موضوع فى الإنجيل :
(أ) يعترف المسيح – عليه السلام – بأن الله جل وعلا إله واحد لا إله غيره وذكر ذلك فى الإنجيل تحت عنوان " الوصية العظمى " حين جاءه واحد من الكتبة وسأله " أى وصيه هى أول للكل " فأجابه يسوع إن أول كل الوصايا هى : أسمع يا إسرائيل الرب إلهنا إله واحد وتحب الرب إلهك من كل قلبك ( هذا النص يبن لنا أن المسيح – عليه السلام – يؤمن بأن الله إله وأحد لا شريك له كما أنه يؤمن بأنه عبد الله ورسوله بدليل قوله " الرب إلهنا رب واحد "
(ب) وليس هذا فحسب بل أن المسيح فى يوم القيامة يتبرأ ممن رفعوه لمقام الالوهيه ويؤكد ذلك ما ذكر فى إنجيل متى " كثيرون سيقولون لى فى ذلك اليوم يا رب . يا رب , أليس باسمك تنبأنا وباسمك أخرجنا شياطين وباسمك صنعنا قوات كثيرة – حينئذ أصرخ فيهم إنى لم أعرفك قط إذهبو يا فاعلى الإئم "
 ( ثانياً : يذكر متى فى إنجيله تحت عنوان " ميلاد يسوع المسيح " ( يا يوسف بن داود لا تخف أن تأخذ مريم آمراتك لآن الذى حبل به فيها هو من روح القدس . فستلد ابنا وتدعو أسمه يسوع لأنه يخلص شعبه من خطاياهم , وفى إنجيل يوحنا يذكر أن يوحنا المعمدان " نبى الله يحيى " يقول " وفى الغد أيضاً كان يوحنا واقفا هو واثنان من تلاميذه فنظر إلى يسوع  فقال: ( هو ذا حمل الله)
 من النصين السابقين يتضح لنا كثير من المغالطات والافتراءات التي نسبها النصارى لنبي الله عيسى – عليه السلام – وهى :- 
 1- يذكرون أن مريم العذراء حملت من الله – حاشاه – ثم يذكرون أنها حملت من الروح القدس ونحن إذ نذكر ذلك لا نريد منهم أن يحددوا واحداً من الاثنين لأننا نرفض ذلك رفضا باتا لأن الله جل وعلا . تعالى عن ذلك علواً كبيراً
 فسيقولون هذا لله فماذا عن الروح القدس ( جبريل عليه السلام ) نقول لهم أيضاً إن هذا  لا يجوز بحال من الأحوال فالملائكة مخلوقات نورانية ولا يستطيعون القيام بمثل هذه الأفعال 2- كما أن النصارى يكيلون بمكيالين فهم رفعوا مكانة عيسى إلى مقام الألوهية وقدسوا معه سيدنا جبريل فلما لم يرفعوا سيدنا يحيى إلى مقام الألوهية ومعه سيدنا جبريل ؟ 
مع أن الدور الذي قام به جبريل عليه السلام هو واحد في الحالتين فهو الذي أرسله الله جل وعلا ليبشر سيدنا زكريا وزوجته اليصابات بميلاد سيدنا يحيى رغم أنهما كبيران فى السن وكانت عاقراً كما أن جبريل عليه السلام بشر السيدة مريم بميلاد سيدنا عيسى عليه السلام . 
3 - يناقض النصارى أنفسهم إذ يذكرون أن الله جل وعلا على كل شىء قدير ثم لا يتحملون أن يفهموا أن عيسى  عليه السلام ليس له أب أو أنه خلق بقدرة الله إذ يقولون ( هو ذا اليصابات نسيبتك هى أيضاً حبلى بإبن فى شيخوختها  وهذا هو الشهر السادس لتلك المدعوة عاقراً . لأنه ليس شيئاً غير ممكن لدى الله )
ولقد أكد القرآن الكريم ذلك فيقول الحق جل وعلا  {قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِراً وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيّاً }مريم8{قَالَ كَذَلِكَ قَالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِن قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئاً }مريم94  
- يذكر النصارى أن سيدنا عيسى عليه السلام ما جاء إلا ليخلص شعبه من خطاياه فيقولون  ( لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل أبنه الوحيد ( ومسالة الخلاص التى يتحدثون عنها مسألة عجيبة : لأن النصارى تعتقد أنه بسبب خطأ سيدنا أدم وأكله من الشجرة فى الجنة أهبطه الله جل وعلا إلى الأرض بالخطيئة وبالتالى ورثت ذرية أدم الخطيئة ومن ثم أصبح العالم فى حاجة إلى من يطهرهم ويخلصهم من الذنب الذى ورثوه عن أبيهم آدم عليه السلام فكان المسيح الذى قدمه الله سبحانه قربانا ليغفر بموته وصلبه  للعالم !
وهذا الاعتقاد لا يقبله منطق ولا عقل لأسباب :-  
1- لأن آدم عليه السلام قد غفر الله سبحانه وتعالى له قبل أن يهبطه إلى الأرض لأن المرحلة التى قضاها أدم عليه السلام فى الجنة كانت مرحلة اعداد واختبار ليتعلم آدم ما جزاء من يطع الله جل وعلا وماذا يحدث للإنسان أن عصى وتجاوز حدود الله وفى ذلك يقول الحق جل وعلا يا أدم أسكن أنت وزوجك الجنة ويقول سبحانه وتعالى "{إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلَا تَعْرَى }طه118{وَأَنَّكَ لَا تَظْمَأُ فِيهَا وَلَا تَضْحَى }طه119
ثم حذره الحق سبحانه وتعالى بقوله  {وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلاَ مِنْهَا رَغَداً حَيْثُ شِئْتُمَا وَلاَ تَقْرَبَا هَـذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الْظَّالِمِينَ }البقرة35  
ثم بين له الحق سبحانه وتعالى أن الشيطان له بالمرصاد وأنه لا يحب الخير لأدم ولا لزوجته فقال سبحانه وتعالى {فَقُلْنَا يَا آدَمُ إِنَّ هَذَا عَدُوٌّ لَّكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى }طه117وحين أخطأ أدم عليه السلام وأكل من الشجرة ظهر عليه فى الحال ما حذره الله سبحانه وتعالى وفى هذا يقول القرآن الكريم " فأكلا منها فبدت لهما سوءاتهما وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة وعصى أدم ربه فغوى
ولكن الحق سبحانه وتعالى لم يطرد أدم من رحمته . لأنه كما علم أدم الأسماء كلها علمه كيف يتوب من ذنبه حتى يعلم أدم وذريته أن لهم رباً كريما يغفر الذنوب فقال جل شأنه " فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم " ثم أنزل الحق سبحانه تعالى أدم عليه السلام إلى الأرض فقال عز شأنه " اهبطا منها جميعاً  فإما يأتينكم منى هدى فمن أتبع هداى فلا يضل ولا يشقى " أذن اهبط الله سبحانه وتعالى أدم عليه السلام مغفوراً له لأن الحق سبحانه وتعالى أجل من أن يأخذ أحداً بذنب أحد لأن القاعدة العامة التى أخيرنا بها الحق جل شانه " ولا تزر وازرة وزر أخرى " (ومن ثم فيكون الاعتقاد الذى يعتقده النصارى اعتقاد باطلً .
2-: إذا كان ما يعتقده النصارى صحيحاً فيما بينهم وهى فكرة أن العالم كان فى حاجة لمن يظهره من  ذنب  آدم عليه السلام وخطيته . فهل ننتظر أن يرسل الحق جل شأنه أبناً أخر ( حاشا لله ) ليطهر أبناء أبليس من الخطأ الذى وقع فيه أباهم أبليس اللعين الذى جاهر   بالعداء والمعصيه وأصر عليها وطرد من رحمة الله ؟
وفى هذا يقول الحق سبحانه وتعالى " ولقد خلقناكم ثم صورناكم ثم قلنا للملائكة إسجدوا لآدم فسجد إلا إبليس لم يكن من الساجدين – قال مامنعك ألا تسجد إذ أمرتك قال أنا خير منه خلقتنى من نار وخلقته من طين . قال فاهبط منها فما يكون لك أن تتكبر فيها فأخرج أنك من الصاغرين   
3- : إذا كان النصارى يعتقدون أن أدم أخطا واهبط بخطيئته  فأيهما أهون ؟ أن يضحى الحق سبحانه وتعالى يا أدم من البداية ويخلق إنسانا غيره لا يخطى ويعتبر بخطيئه سلفه  و  ماحدث له أم  أن ينتظر الحق جل وعلا طويلا حتى ازداد عدد البشر واضطر الحق ( حاشاه) أن يضحى بابنه الوحيد كما يزعمون ؟
4-ً:- ماذا يساوى هذا العالم حتى يرسل الله ابنه الوحيد ( حاشاه ) كما يزعم النصارى ويعرضه للقتل و الصلب بطريقة وحشيه , وإذا كان الحق جل شأنه رحم سيدنا إبراهيم عليه السلام حين ابتلاه بذبح أبنه إسماعيل عليه السلام وأنزل من السماء فداء له " ....
ويجدر بنا ان نذكر هذه الابيات الشعرية التى كتبها صاحب كتاب – الفاصل بين الحق والباطل –
 عجبى للمسيح بين النصارى                     والى اى والد نسبوه
اسلموه الى اليهود وقالوا                          انهم بعد قتله صلبوه
فان كان الذى يقولونه حقا                       وصحيحا فاين كان ابوه
حين خلى ابنه رهين الاعادى                   اتراهم ارضوه ام اغضبوه
   فلئن كانوا ارضوه                           فاحمدوهم لانهم عذبوه
ولئن كانوا اسخطوه  فاتركوه                   واعبدوهم لانهم غلبوه
5- : هل عاش كل من سبق سيدنا عيسى عليه السلام فى براثن الخطيئة بما فيهم الأنبياء صلوات الله وسلامة عليهم أجمعين وهم المعصومون أم أنهم كما قال عنهم المسيح عليه السلام (حاشاه) فى انجيل يوحنا ( أن كل من سبقنى لصوص) (حاشاهم صلوات الله وسلامه عليهم )                  
6- : يذكر النصارى أن المسيح ما جاء إلا لخلاص العالم  ونحن  نسألهم  يخلص من و لاجل من ؟ إذ كان المسيح الها كما يزعمون فلما لم يستطع أن يخلص نفسه أولا من القتل والصلب ؟
إذا كان المسيح أبن الله كما يزعمون فلأجل من يضحى الحق ( حاشاه ) به أمن أجل إله آخر ؟ أم ليسعد البشرية ؟ وأى سعادة هذه التى لا تكن إلا  بهذه الطريقة النكراء , وأين رحمه الله إذن الذى لا يستطيع أن يرحم ابنه حاشاه أو أن بنقذه من براثن الأعداء  ؟
ثانيا : - ما جاء فى الاناجيل بخصوص ميلاد السيد المسيح عليه السلام
 تذكر الأناجيل فى أكثر من موضع أن الملاك جاء ليوسف خطيب السيدة مريم فى حلم وأخبره بأن مريم اصبحت حبلى من روح القدس وأن عليه ألا يقربها بل يقوم بخدمتها هى ومن ستلده فيقول متى فى ذلك " إذ ملاك الرب قد ظهر له فى حلم قائلا يا يوسف ابن داود لا تخف أن تاخذ مريم امرءتك  لأن الذى حبل به فيها هو من روح القدس فستلد ابناً اسمه يسوع لانه يخلص شعبه من خطاياهم "
 ولقد قام يوسف بخدمة السيدة مريم على أكمل وجه حتى وضعت المولود فيذكر متى فى ذلك " فلما استيقظ يوسف من النوم فعل كما امره ملاك الرب واخذ امراته فلم يعرفها حتى ولدت ابنها البكر ودعا اسمه يسوع "
 وتذكر الأناجيل أن المسيح عليه السلام  ولد فى مدينة بيت لحم فيقول متى ايضا " ولما ولد يسوع فى بيت لحم اليهودية فى ايام هيرودس الملك اذ ماجوس من الشرق قد جاءوا الى اورشليم قائلين اين هو المولود ملك اليهود "
 وتذكر الأناجيل أيضا أن الملاك جاء ليوسف فى حلم وامره ان يهرب بمريم وابنها الى مصر خوفا من الملك هيرودس فيقول متى " اذ ملاك الرب قد ظهر ليوسف فى حلم قائلا : قم وخذ الصبى وامه واهرب الى مصر وكن هناك حتى اقول لك, ان هيرودس مزمع ان يطلب الصبى ليهلكه "
ثم بعد موت الملك هيرودس ظهر الملاك فى حلم ليوسف وامره ان يعود من مصر وان يستقر فى بلدة تسمى " ناصرة " فيقول متى " فلما مات هيرودس اذ ملاك الرب  ظهر فى حلم ليوسف فى مصر قائلا قم وخذ الصبى وامه واذهب الى مسقط راسه واسكن فى مدينة يقال لها ناصرة "
 وتذكر الأناجيل أيضا أن يوحنا " نبى الله يحي " كان يمهد الطريق أمام  المسيح عليه السلام فيقول متى " توبوا لانه قد اقترب ملكوت السموات "  وقام يوحنا بعد ذلك بتعميد السيد المسيح ونزل عليه روح القدس فيذكر متى فى انجيله " فلما اعتمد يسوع صعد للوقت من الماء واذ السموات قد  انفتحت له فرأى روح الله نازلا مثل حمامة واتى عليه صوت من السماء قائلاً : هذا هو ابنى الحبيب الذى به سررت "
"When Jesus was baptized, went up straightway from the water then the heavens were opened unto him, he saw the Spirit of God descending like a dove and it came a voice from heaven saying: This is my beloved Son, in whom I am well pleased"
كما تذكر الأناجيل أن المسيح عليه السلام ظل أربعين يوما يجرب من ابليس ليعرف قوة ايمانه فيقول متى " ثم صعد يسوع إلى البرية من الروح ليجرب من ابليس " وانتهت هذه الفترة بقدرة يسوع على فهم حيل ابليس الذى قال له " اعطيك هذه جميعا ان خررت وسجدت لى حينئذ قال له يسوع " اذهب يا شيطان لأنه مكتوب للرب إلهك تسجد وإياه وحده تعبد "  هذا ما ذكره متى بخصوص بداية المسيح عليه السلام
  اما لوقا فيذكر ماهو قريب من ذلك إلا أنه يضيف إلى ما سبق بعض التوضيحات فيذكر أن السيدة مريم ولدت ابنها فى المزود وهو مكان المواشى فيقول " وبينما هما هناك      تم ايامها تلك لتلد,  فولدت ابنها البكر وقمطته واضطجعته فى المزود اذ لم يكن لها موضع فى المنزل "
ويذكر لوقا أنه حين أتمت مريم أيام طهرها ذهبت إلى المذبح لتقديم زوج يمام ذبيحة للرب فيقول " ولكى يقدموا ذبيحة كما قيل فى ناموس الرب زوج يمام او فرخى حمام " كما يذكر لوقا ان المسيح كان يمكث فى الهيكل فترة طويلة ليتعلم وبعد فترة وجيزة اصبح لديه القدرة على ان يعلم ويعرف الناس بعض الامور فيقول لوقا " واما يسوع فكان يتدم فى الحكمة والقامة والنعمة عند الله والناس "
ثالثا :- المعجزات التى قام بها المسيح عليه السلام  والتى ذكرت فى الأناجيل
أولاً:- تذكر الأناجيل أن عيسى عليه السلام قام بإحياء ميت فيقولون فى إنجيل لوقا أن امرأة مات وحيدها وكانت تبكى لفراقه فتحنن عليها المسيح عليه السلام وأحياه لها " فلما رأها الرب تحنن عليها وقال لها : " لا تبكى " ثم تقدم ولمس النعش فوقف الحاملون فقال : " إيها الشاب لك أقول : قم " فجلس الميت وابتدأ يتكلم فرفعه الى أمه "
ثانياً :- تذكر الأناجيل أن عيسى عليه السلام قام بشفاء رجل أبرص فيقولون فى إنجيل لوقا أنه كان هناك رجل مملوء برصاً وطلب من يسوع المسيح أن يطهره قائلاً " يا سيد إن أردت تقبل أن تطهرنى " فمد يده قائلاً : " أريد , فأطهر " وللوقت ذهب عنه البرص
ثالثاُ :-تذكر الأناجيل أنه جاء رجل أصم وأعقد الى السيد المسيح فطلب منه أن يشفيه فيقولون فى إنجيل مرقس " وجاءوا إليه بأصم أعقد و وطلبوا إليه أن يضع يده عليه فأخذه من بين الجميع على ناحية , ووضع أصابعه فى أذنه وتفل ولمس لسانه , ورفع نظره نحو السماء , وأن وقال له : " إفتأ " أى إنفتح وللوقت  إنفتحت أذناه وأنحل رباط لسانه وتكلم مستقيماً
رابعاً : تذكر الإناجيل أن المسيح عليه السلام قام بالعديد من المعجزات منها شفاء أخرس وشفاء أعمى فيقولون أنه جاء أعميان الى المسيح يطلبون منه أن يشفيهما فلمس أعينهما قائلاً " حسب إيمانكما ليكن لكما " فإنفتحت أعينهما  كما أنهم يذكرون أنه قام بشفاء إمرأه كانت تنزف دماً كما أنه قام بشفاء مشلول ويذكرون أنه كان يمشى على الماء " وفى الهزيع الرابع من الليل مضى إليهم يسوع ماشياً على البحر فلما أبصره تلاميذه ماشياً على البحر إضطربوا قائلين " إنه خيال * ومن الخوف صرخوا فللوقت كلمهم يسوع قائلاً تشجعوا أنا هو لا تخافوا
* لقد ذكرت الأناجيل أن عيسى عليه السلام قام بما ذكرناه من معجزات وأكثر منها من تلقاء نفسه لأنهم يزعمون أنه ما قام بهذه المعجزات إلا لأنه إله وابن إله وهذا هو الفارق بين ما نؤمن به نحن المسلمين بخصوص هذه المعجزات وبين ما يؤمن به النصارى فقد ذكر القرآن الكريم أن هذه المعجزات هى تأييد من الله جل وعلا لنبيه عيسى عليه السلام .
 وأن عيسى عليه السلام رسول مثل غيره من الرسل وبشراً مثل باقى البشر يخضع لقانون البشرية ويخضع لإرادة الله " قل فمن يملك من الله شيئاً إن أراد أن يهلك المسيح بن مريم وأمه " أما النصارى فيصرون على ألوهية  المسيح عليه السلام
ولذا هناك تساؤلات بهذا الخصوص نستعرضها لنوضح إذا كانوا على حق أم لا :-
أولاً : هل يعتقد النصارى أن عيسى عليه السلام إلهاً لأنه أحيا أمواتا ؟ فما يقولون فيمن أحيوا أمواتاً غير المسيح عليه السلام  فلقد ذكروا فى العهد القديم أن نبياً من أنبياء الله وهو " إيلياء " أحيا أمواتا حين جاءوا إليه يشكون أن صبياً مات فطلب إيلياء من الله أن يحيى هذا الولد قائلاً : " يا رب إلهى , لترجع نفس هذا الولد الى جوفه , فسمع الرب صوت إيلياء , فرجعت نفس الولد الى جوفه فعاش فلماذا لم يجعل بنو إسرائيل إيلياء إلهاً ؟
فإذا كان إيلياء نبياً فإن هناك أحد تلاميذه المسيح قام أيضا .بإحياء ميت فيذكر فى العهد الجديد فى أعمال الرسل أن بطرس وهو أحد تلاميذ المسيح أقام ميتة " فأخرج بطرس الجميع خارجاً وجثا على ركبتيه وصلى ثم ألتفت الى الجسد وقال " ياطابئا " أى يا صبية قومى ففتحت عينها فلما أبصرت بطرس جلست فناولها يده وأقامها ثم نادى الفريسين والأرامل وأحضرها حيه "   
 ثانياً : هل يعتقد النصارى أن عيسى عليه السلام إلهاً لأنه ولد من غير أب ؟ فماذا يقولون فى آدم عليه السلام الذى خلق من غير أب أو أم بل ونفخ الله فيه من روحة مباشرة إذاً لو أخذنا بمنطق النصارى لكان آدم عليه السلام أولى بالألوهية من عيسى عليه السلام
ثالثاً : هل يعتقد النصارى أن عيسى عليه السلام إلهاً لأنه رفع الى السماء فيقولون " وأخرجهم خارجاً الى بيت عنيا , ورفع يديه وباركهم وفيما هو يباركهم أنفرد عنهم وأصعد الى السماء 
فماذا يقولون عن أنبياء العهد القديم الذين ذكروا فى التوراه وهم أيضاً رفعوا الى السماء فيقولون فى سفر التكوين عن نبى الله " أخنوخ " وهو أدريس عليه السلام " وصار أخنوخ مع الله ولم يوجد لأن الله أخذه "
كما يذكر العهد القديم أن النبى إيلياء أيضاً أصعد الى السماء فيقولون فى سفر الملوك الثانى " وفيما هما يسيران ويكلمان , إذا مركبه من نار وخيل من نار ففصل بينهما , فصعدا إيلياء فى العاصفة الى السماء " فلماذا لم تعتبر بنى إسرائيل إيلياء أو أخنوخ ألهة فلقد أصعدا الى السماء كما أصعد المسيح عليه السلام .
 والعجيب أن النصارى لا يستقرون على رأى بخصوص السيد المسيح عليه السلام فتارة يزعمون أنه إله إذ يذكرون فى الأناجيل " هو ذا العذراء تحبل وتلد إبناً , ويدعو إسمه عمانوئيل الذى تفسيره الله معنا ( ) وهذا التفسير ليس صحيحا لأن كلمة (عمانوئيل) تنقسم الى مقطعين الأول : عمانو – الثانى : ئيل – ومن المعروف أن الهمزة اذا جاءت فى أول الكلمة هى بمثابة الالف فكلمة ( ئيل ) تنطق أو تكتب ( ايل ) وهذه الكلمة فى العبرانية تعنى " الله "
فكلمة " عمانويل "  مثل " اسرائيل " تنقسم الى قسمين "  اسرا –ايل "  وهو يعنى عبد الله إذا فكلمة عمانويل لا تعنى مطلاقا الله معنا بل مثلها مثل اسرائيل ؛ وجبرائيل ؛ واسرافيل وميكائيل؛  فكل هذه الأسماء تعنى عبد الله وإنما تنوعها يشبه عندنا بين اسماء المسلمين مثل "نعمة الله – هبة الله – منة الله –عبدالله – رحمت الله "
إذا فالنصارى مخطئون فى تفسير كلمة " عمانويل " وهذا ما يؤكده الواقع والقرآن الكريم  فالواقع أن عيسى عليه السلام ابن مريم ؛ ومريم عليها السلام مثلها مثل باقى البشر يرجع نسبها إلى آدم عليه السلام ؛ وآدم وبنوه كلهم عبيد لله . أما القرآن الكريم وضح هذا الأمر على لسان عيسى ابن مريم حين تكلم فى المهد فــ( قال انى عبد الله ) ونحن نعجب لهذا الإله الذى حمل فى بطن إمرأه وتغذى على دم الحيض وولد ومر بمراحل الطفولة وأكل وشرب ........ فهل هذا إله ؟
ويزعمون أنه ابن الله فيذكر متى فى إنجيله أنه حينما جاء يسوع الى نواحى قيصيرية  تراى وسأل تلاميذه ماذا يقولون عنه فأجاب سمعان بطرس وقال : " أنت هو المسيح ابن الله الحى " (ونحن نعجب من هذا إذ أن الحق جل وعلا تعالى عن ذلك علواً كبيراً والأعجب من هذا أنهم يذكرون أن هذا الابن ما جاء إلا ليخلص العالم من الخطئية فيعرضوه للقتل والصلب وهذا لم يحدث لقول الحق سبحانه وتعالى " وما قتلوه يقيناً "
- ثم  يقول موضوع آخر بأنه نبى فيذكرون على لسان المسيح عليه السلام  قوله " لاتظنوا أنى جئت لأنقض الناموس  أو الأنبياء ما جاءت لأنقص بل لأكمل ,
ويزعم النصارى أن المسيح هو الرب فيقولون حين ذهب إلى الأرملة التى مات وحيدها وأحياه لها كما ذكرنا " فلما رأها الرب تحــنن عليها "
فى حين أن المسيح عليه السلام تبرأ من هذا إذ يقولون فى إنجيل متى على لسان المسيح عليه السلام " ليس كل من يقول لى : يا رب , يدخل ملكوت السموات . كثيرون سيقولون لى فى ذلك اليوم يا رب أليس بإسمك تنبأنا وبإسمك أخرجنا شياطين وبإسمك صنعنا قوات كثيرة فحينئذ أصرخ لهم : إنى لم أعرفكم قط إذهبوا عنى يا فاعلى الإثم
Not everyone who says to me: O Lord, will enter the kingdom of heaven. Many will say to me on that day, O Lord, not prophesy in your name and your name cast out demons and perform many miracles in your name, then scream to them: I never knew you depart from me, you evildoers
- وتذكر الأناجيل أيضاً أن عيسى عليه السلام إنسان فيقولون فى إنجيل مرقس " إن ابن الإنسان ماضٍ لما هو مكتوب عنه " (ثم يذكرون فى إنجيل متى أن النبى أشيعاء قال : قولوا لابنه صهيون (أورشليم) هو ذا ملكك يأتيك وديعاً راكباً على أتان
The Son of man indeed goeth, as is written of him "
(and then mention in the Gospel of Matthew that the Prophet Ociee said: Say to daughter Zion (Jerusalem) is a depositary and yours comes riding on a donkey
فلا ندرى لماذا كل هذا التخبط فلما لا يستقرون على رأى واحد ليريحوا عقولهم وليبتعدوا عن هذه الإضطربات التى لا تجعل الإنسان يهتدى إلى الصراط المستقيم ؟
وهذا يدعونا أن نناقش العقيدة فى القرآن والأناجيل لنبين لأهل الكتاب أن ما بنوه على خطأ فهو خطأ
أولا- الألوهية
نلحظ نحن المسلمين – ونحن نقرأ القرآن الكريم أن الحق سبحانه وتعالى حسم قضية العقيدة بشكل واضح لا غموض فيها ولا التباس ففى مسألة التوحيد وجدنا الحق سبحانه وتعالى أعلنها صريحة بقوله جلا وعلا : " ما من إله إلا الله " ويقوله سبحانه : " الله لا إله إلا هو الحى القيوم " وأكد الحق سبحانه وتعالى هذا بقوله جلا وعلا " قل هو الله أحد "
 بل إن الحق سبحانه وتعالى بين أن من يؤمن بغير ذلك أى يجعل لله ولداً أو صاحبه أو شريكا فلا يعد مؤمناً لقوله سبحانه : " لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم " بل وزجر من جعلوه سبحانه ثالث ثلاثة لقوله سبحانه : " لا تقولوا ثلاثة انتهوا خير لكم " وشبه الحق سبحانه وتعالى الذين يتخذون من دون الله شركاء كأنهم اتخذوا لأنفسهم بيتا كبيت العنكبوت " " مثل الذين إتخذوا من دون الله أولياء كمثل العنكبوت إتخذت بيتا وإن أوهن البيوت لبيت العنكبوت لوكانوا يعلمون وبهذا تكون قضيته الألوهية ووحدانية الله جل وعلا واضحة ومفهومة .
بينما نلحظ أن الأناجيل تناولت مسألة الإيمان بالله الواحد بشكل غامض مما يجعل القارىء أو المتلقى فى حيرة من أمره فنجد فى الأناجيل اعترافاً من المسيح عليه السلام بأن الله سبحانه وتعالى إله واحد وذكر هذا على لسانه عليه السلام تحت عنوان :
الوصيه العظمى : حين جاء واحد من الكتبة يستمع الى  المسيح عليه السلام  وسأله ( أية وصية هى أول الكل ؟ ) فأجابه يسوع: ( إن أول كل الوصايا هى : اسمع يا إسرائيل. الرب إلهنا رب واحد . وتحب الرب إلهك من كل قلبك فهذا النص اعتراف صريح من السيد المسيح بأن الله سبحانه وتعالى إله واحد
Jesus replied: (The first of all commandments is: Hear, O Israel. the Lord our God is one Lord. and love the Lord your God with all your heart, this text is explicit recognition of Christ that God the Almighty One God
وهذا ما أكده هذا الكاتب حين سمع هذه الوصية فيقولون فى نفس الإصحاح : فقال له الكاتب : ( جيداً يا معلم بالحق قلت , لأنه الله واحد وليس أخر سواه ولكن النصارى رفعوا المسيح عليه السلام الى مقام الألوهية فجعلوه مساوياً لله إذا يقولون فى إنجيل متى حين كان يسوع يجرب من إبليس قال له يسوع : ( مكتوب أيضاً : لا تجرب الرب إلهك )
بل ويجعلون المسيح عليه السلام فى درجة أعلى من ذلك أنه يهب الملك لمن يشاء ويعطى من يشاء فيقولون فى إنجيل متى حين  اعترف بطرس بالمسيح فقال له المسيح عليه السلام : ( وأعطيك مفاتيح ملكوت السماوات , فكل ما تربطة على الأرض يكون مربوطاً فى السموات , وكل ما تحله على الأرض يكون محلولاً فى السماوات
بل يغالون فى الأمر فيعطون المسيح عليه السلام سلطاناً يوم القيامة فيحاسب البشر بجوار الرب جل وعلا إذ يقولون : ( فإن ابن الإنسان سوف يأتى فى مجد أبيه مع ملائكته وحيئذ يجازى كل واحد حسب عمله )
ثم نفاجئ أن تحول ذكرهم للمسيح عليه السلام  من إله ورب الى ابن إنسان يقولون فى موضع أخر أنه ابن الله فيقولون : ( وكانت شياطين تخرج من كثيرين وهى تصرخ وتقول : ( أنت المسيح ابن الله ) 
                       " وما قتلوه وما صلبوه "
قد يتعرض الأنبياء إلى شدائد ومحن فى سبيل الدعوة إلى الله بل وقد يصل الأمر إلى استشهادهم في سبيل الله ولقد تعرض سيدنا عيسى عليه السلام مثل سائر الأنبياء لشدائد ومحن وكان من الممكن أن يقتل لولا عناية الله الذى حفظه ورفعه اليه فأعمى الحق سبحانه وتعالى أعين اليهود عن الإمساك بالمسيح عليه السلام والقى سبحانه وتعالى شبهه على رجل أخر قاموا بالإمساك به وقتلوه وصلبوه وظنوا انه المسيح عليه السلام وفى هذا يقول الحق سبحانه وتعالى " وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبهه لهم "
ونحن نعلم أن سيدنا عيسى عليه السلام كان ( آية ) يوم خلقه الله من غير اب بقدرة الله وكان ( آية ) يوم أن كلم الناس في المهد بقدرة الله وكذلك لابد أن يكون ( آية ) في نهايته
وكما كان عيسى عليه السلام دليلا على قدرة الله في الإعجاز في الخلق فأراد الحق سبحانه وتعالى أن يبين للناس قدرته جل علا في رفع المسيح عليه السلام إليه رغم أن اليهود أحكموا خطة الإمساك به .
إلا أنها قدرة الله الذى لا يعجزه شئ في الأرض ولا في السماء وفى هذا يقول الحق سبحانه وتعالى " واذ قال الله يا عيسى انى متوفيك ورافعك الى ومطهرك من الذين كفروا "
وللعلماء فى تفسير هذه الآية أقوال منها :-
أولا :- " أن الله سبحانه وتعالى قبض سيدنا عيسى بروحه وجسده ورفعه إلى السماء ليتوفى حظه من الحياة هناك وأن الله سبحانه وتعالى رفع سيدنا عيسى إليه دون موت "
ثانيا :- يذكر بعض العلماء أن الرفع لسيدنا عيسى عليه السلام إلى السماء لابد أن يكون بجسد سيدنا عيسى وروحه فلو أن عيسى عليه السلام رفع بالروح فقط لأصبح مواكبا لما يزعمه النصارى من قتله وصلبه وهذا يفترض ان يكون الرفع بالروح والجسد معا .
ثالثا :- يذكر بعض العلماء أن رفع الله سبحانه وتعالى لسيدنا عيسى بروحه وجسده يتناسب مع اكرام الله تعالى لنبيه عيسى عليه السلام ولا يصح أن تحمل الإماتة على التوفى لأن إماتة عيسى عليه السلام وقت حصار الأعداء ليس فيها إمتنان عليه برفعه إلى السماء جثه هامدة وقد نزه الله سبحانه وتعالى أن تكون السماء قبور لجثث الموتى كما أنه إذا كان الرفع بالروح فقط فأى ميزة لعيسى عليه السلام في ذلك على سائر الأنبياء والسماء مستقر أرواحهم الطاهرة .
فالحق أنه عليه السلام رفع إلى السماء بجسده حيا وكما كان عليه السلام في مبدأ خلقه ( آية ) ومعجزه ظاهرة كان في نهايته ( آية ) ومعجزه ظاهرة والمعجزات بأسرها فوق قدرة البشر ومدارك العقول "
ونحن نستريح للرأى الثالث إذ أنه يعبر عن قدرة الله جل وعلا ونضيف إليه أن الله سبحانه وتعالى إنما رفع سيدنا عيسى عليه السلام إلى السماء بروحه وجسده لينزله أخر الزمان فيملأ الأرض عدلا ويحكم بشرع الله وسنة النبى محمد صلى الله عليه وسلم ليكون رادعا لما يزعمه أهل الكتاب.
 لأن وجود سيدنا عيسى عليه السلام أخر الزمان بروحه وجسده مؤيدا لما حكاه القرآن الكريم ومبينا للنصارى خطأ الاعتقادات التي عاشوا عليه والتى كثيرا ما حاول القران الكريم تصويبها لهم وفى هذا يقول الحق جل وعلا " وان من اهل الكتاب الا ليؤمنن به قبل موته "
والمعنى أنه ما من أحد من أهل الكتاب إلا ليؤمنن بحقيقة سيدنا عيسى وهو عبد الله ورسوله كما حكى القرآن الكريم وقد يكون المعنى أنه ما من كتابى إلا وقبل خروج روحه يشهد أن عيسى عليه السلام عبد الله ورسوله ويؤمن بأن الله واحد لا شريك له ولكن بعد فوات الآوان والسؤال الذى يطرح نفسه الآن :
كيف يحيا سيدنا عيسى عليه السلام الآن في السماء وكم سيكون عمره وقت نزوله عليه السلام ؟
نجيب وبالله التوفيق ونقول :
أن الله سبحانه وتعالى بيده الزمان يقبضه على من يشاء فهو سبحانه وتعالى لا يسأل عما يفعل والقرآن الكريم يبين لنا في أكثر من موضع كيف أن الله سبحانه وتعالى  يقبض الزمان ويبسطه ونرى هذا واضحا في قصة الرجل الذى مر على قرية وهى خاوية على عروشها " مات اهلها " فتعجب الرجل وتسأل بينه وبين نفسه قائلا " انى يحى هذه الله بعد موتها " فأراد الحق سبحانه وتعالى أن يبين لهذا الرجل وللعالم بأسره أن الزمان هو أيضا خلق من  خلق الله يتحكم الحق سبحانه وتعالى فيه مثل سائر المخلوقات وأراد الحق سبحانه وتعالى أن يجعل السائل يرى بنفسه هذه المسألة " فامانه الله مائة عام ثم بعثة "
وقد كان الرجل يركب حمارا ومعه طعاما وجرى للحمار ما جرى للرجل وبعد المائة عام أحياه الله سبحانه وتعالى ثم سأل الرجل "كم لبثت " فلما نظر الرجل إلى نفسه وأنه كما هو ظن أن الفترة ليست طويلة فقال  " لبثت يوما أو بعض يوم " ولكن نظر الرجل إلى ما كان معه فراى عجبا : وجد الحمار قد تناثرت عظامه وبقى منها اثار قليلة مما يدل على انها فترة طويلة ونظر الى الطعام فوجده كما هو لم يصبه ضرر وهنا وقف صامتا امام هذه المعجزة الباهرة
فاخبره الحق سبحانه وتعالى بأنه قد بسط الزمان على الحمار فكانت مائة عام وقبض نفس الزمان على الطعام فكانت يوما أو بعض يوم وقال له الحق جل وعلا " بل لبثت مائة عام " ولكن الحق سبحانه وتعالى أراد أن يبين لهذا الرجل أن المائة عام مرت على الرجل وعلى الحمار وأن الله قبض الزمان على الطعام فكانها يوما او بعض يوم " فانظر الى طعامك وشرابك لم يتسنه وانظر الى حمارك ولنجعلك ايه للناس " ثم بين الحق جل وعلى آية اخرى تدل على قدرته وهى " وانظر الى العظام كيف ننشزها ثم نكسوها لحما فلما تبين له قال اعلم ان الله على كل  شئ قدير "
من هذا المنطلق وهذا المفهوم للزمان فإن الحق سبحانه وتعالى قبض الزمان على سيدنا عيسى عليه السلام فستكون الفترة منذ رفعه عليه السلام الى السماء الى نزوله إلى الأرض فترة وجيزة وما ذالك على الله بعزيز ومن ثم لن يختلف عمر سيدنا عيسى وقت هبوطه الأرض عن وقت رفعه الى السماء .
وعن وقت نزول سيدنا عيسى عليه السلام يقول المعصوم محمد صلى الله عليه وسلم " يوشك أن ينزل فيكم ابن مريم حكما عدلا , يقتل الدجال , ويقتل الخنزير ويكسر الصليب ويضع الجزية وتكون السجدة واحدة لله رب العالمين " ويقول ايضا صلى الله عليه وسلم " أن عيسى ابن مريم ينزل عند المنارة البيضاء شرقى دمشق بين مهرودتين واضعا كفيه على اجنحة ملكين إذا طأطأ رأسه قطر وإذا رفعه تحدر منه جمان كاللؤلؤ . فلا يحل لكافر ان يجد ريح نفسه الا مات , ونفسه ينتهى الى حيث ينتهى طرفه , فيطلب الدجال حتى يدركه بباب لد فيقتله
وسيحكم سيدنا عيسى عليه السلام بما في القرآن الكريم وسنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم تصديقا لما جاء في الانجيل على لسان سيدنا عيسى عليه السلام حين قال:
"لا تظنوا انى جئت لانقض الناموس أو الأنبياء ما جئت لأنقض بل لأكمل . فإن الحق أقول لكم أن نزول السماء والأرض و لا يزول حرف واحد او نقطة واحدة من الناموس حتى يكون الكل" .
وليس هذا فحسب بل أن المسيح عليه السلام لن يصلى إماما بالمسلمين حتى لا يظن أحد إن المسلمين تابعون له بل سيصلى عليه السلام وراء إمام المسلمين حيتئذ مصداقا لقول المعصوم محمد صلى الله عليه وسلم في أفضلية الامة الاسلامية : " منا من يصلى وراءه ابن مريم "
" أى أنه سيكون في امة سيدنا محمد أئمة ومسلمون عظماء يستحقون ان يتقدم احدهم على نبى الله عيسى عليه السلام .وهذا أيضا حتى لا يختلط الامر على الناس فتكون الرسالة واحدة والصلاة واحدة والسجدة واحدة لله رب العالمين فالجميع سيسجد لله بما فيهم ابن مريم عليه السلام "
            ما اقتبسه كتاب الأناجيل من الأساطير
مما سبق رأينا ان القرآن الكريم بين لنا بكل سهولة مسالة رفع  المسيح عليه السلام إلى السماء دون إجهاد للعقل . بعكس الأناجيل التي وضعت الناس فى حيرة بخصوص المسيح عليه السلام .
فإنك حين تقرأ في الأناجيل عملية القبض على المسيح عليه السلام ومحاكمته وقتله وصلبه كما يزعمون تجد أن الأمور لا تتعدى اسطورة من الأساطير التي كانت موجودة في العصور القديمة مثل قصة اوزويريس وغيره ولذا رأينا أن نستعرض حكاية اوزويريس ثم نعرض معها قصة القبض على المسيح عليه السلام  كما وردت في الأناجيل لنرى مدى التشابه بينهما ولنرى مدى التخبط والتناقض في الأقوال والأفعال التي تصل بنا في نهاية المطاف الى صدق قول الحق جل وعلا " وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبهه لهم "
أما ما ذكر في الأناجيل بخصوص نهاية المسيح عليه السلام نرى فيه غموض وعدم وضوح بما يبين أن عملية قتل المسيح عليه السلام  التي يزعمها النصارى ما هى الا اسطورة من الأساطير القديمة التي تأثر بها كتاب الأناجيل لحاجة في نفوسهم أرادوا أن يجعلوا لأنفسهم مكانة من لا شئ .
فقد ذكرت الكتب أنه في الماضى كانت تروى الأساطير عن آلهه ضحوا بأرواحهم من أجل شعوبهم مما دفع بكتاب الأناجيل أن يجعلوا من المسيح عليه السلام الها ضحى بروحه من أجل شعبه ولقد تحدثنا عن هذه النقطه كثيرا في الفصل الأول ونضيف إلى ذلك ما ذكر في كتاب تاريخ وحضارة مصر القديمة "
 نسج رجال الدين أسطورة أوزيرية لتكون نواة لنظام الحكم في مصر القديمة ولتأكيد ما ذهب إليه فكر ووجدان المصرى القديم بأن حاكمه ملك مؤله أو بمعنى أخر ينسب إلى عالم الآلهه وكانت هذه الأسطورة هي الدعامة أو الركيزة الشرعية لملوك مصر حيث كان يشار للملك المصرى على أنه إله يحكم على الأرض
من النص السابق نرى أن الأساطير القديمة ركزت على نقطة هامة وهى أن الحاكم المصري القديم لابد أن يكون منتسبا إلى الألهة وإذا نظرنا إلى الأناجيل لرأينا أن التهم التي نسبها اليهود للمسيح عليه السلام هي :
1-  انه ملك                         2 – انه إله
فالبنسبة للتهمة الأولى نرى أن كتاب الأناجيل أصروا أن يجعلوا المسيح عليه السلام ملكا منذ لحظة ميلاده فيقولون " ولما ولد يسوع في بيت لحم اليهودية في أيام هيردوس الملك اذ مجوس من الشرق قد جاءوا الى اورشليم قائلين اين هو المولود ملك اليهود ؟" (
والعجيب رغم انهم ذكرو انه ملك اليهود واعترفوا بذلك والمسيح لا يزال طفلا الا انهم جعلو هذه الصفة هي التهمة الاولى التي الصقها بيلاطس بالمسيح عليه السلام  فتقول الأناجيل أن بيلاطس سأل المسيح  عليه السلام وقال له" انت ملك اليهود , فأجاب يسوع وقال له " انت قلت "  وهذه الفقرة شديدة الشبه بما ذكر عن الأساطير القديمة فيقولون عن اوزويرس " انه عندما ولد اوزويرس ارتفع صوت من السماء من معبد طيبه معلنا ان الملك العظيم قد ولد "
ثم وجهه بيلاطس تهمة اخرى للمسيح عليه السلام قائلا له " انت المسيح ابن المبارك فقال يسوع " انا هو " في هذه الفقرة يذكر بيلاطس أن الوهية المسيح عليه السلام هي التي دفعتهم للقضاء عليه وهذا يشبه إلى حد كبير ما ذكر في اسطورة اوزويرس عند  موته فيقولون " كان اوزويرس الابن الاكبر لأله الارض" جب ", آلهة السماء" نوت " ملكا عادلا محبا للخير يحكم الارض كلها وعلم الناس مختلف الفنون والصناعات وحولهم من حالة الهمجية الى الحضارة "
وليس هذا فحسب بل إن التضارب في الأقوال التي ذكرت في الانجيل حول ما يزعمونه من قتلا للمسيح  عليه السلام اكبر دليل على ان الشخص الذى صلب وقتل لا يمكن ان يكون هو  المسيح عليه السلام
فتذكر الأناجيل ان كلوديا زوجة الوالى الرومانى بيلاطس تحذر زوجها بقولها " اياك وذلك البار لأنى تألمت كثيرا في حلم من اجلة "وفى الحال استجاب بيلاطس لطلب زوجته فقال للجموع الموجودين " انى برئ من دم هذا البار "  وبدلا من ان يقف بيلاطس بجانب المسيح عليه السلام  وان يدافع عن نبيه عيسى عليه السلام الا اننا فوجئنا ببيلاطس يسلم السيد المسيح لليهود ويقول لهم " خذوه أنتم وأحكمو عليه حسب ناموسكم "  والعجيب أن اليهود قالو لبيلاطس انه " لايجوز لنا ان نقتل احدا " ثم يقولون بعد ذلك " دمه علينا وعلى اولادنا " 
 لاشك أن هذه الفقرات التى تدل على التخبط في الأقوال والأفعال اكبر دليل على أن الشخص الذى أمسكوا به لا يمكن أن يكون هو المسيح عليه السلام لأنه هل يترك الله سبحانه وتعالى نبيه عيسى عليه السلام يتعرض الى هذه المهزلة والى السخرية والتهكم من الناس والى عدم معرفة مصيره بالطبع لا : لان الله جل وعلا " يدافع عن الذين امنوا " فما بالك بأنبياءه عليهم صلوات الله وسلامه
كما أن العهد القديم يؤكد أن الشخص المصلوب ليس هو المسيح  عليه السلام ففى سفر التثنية يقولون" اذا كان على انسان خطيئة حقها الموت وعلقته على خشبة فلا تبت جثته على الخشبة بل تدفنه في ذلك اليوم لان المعلق ملعون  من الله فلا تنجس ارضك التي يعطيك الرب الهك
ان هذه الفقرة هي اكبر دليل على ان ما يزعمونه من قتل وصلب المسيح عليه السلام ليس صحيحا بحال من الأحوال لأنه لا يمكن أن يكون المسيح عليه السلام ملعونا لأنه علق وصلب وهذا دليل على ان المصلوب شخص اخر غير  المسيح عليه السلام لأسباب كثيرة منها :-
اولا :- يؤكد ذلك ما جاء في انجيل برنابا بهذا الخصوص " لان الله سيصعدنى من الأرض , وسيغبر منظر الخائن حتى يطن كل احد انه اياى . ومع ذلك فانه لما يموت شر ميته , امكث في ذلك العار زمنا طويلا في العالم
ويقول برنابا أيضا ان السيد المسيح عليه السلام يقول "  وانى وان كنت بريئا ولكن بعض الناس لما قالو في حقى انه الله وابن الله كرة الله هذا  القول واقتضت مشيئته الا تضحك الشياطين يوم القيامه على ولا يستهزؤن بى فإستحسن بمقتضى لطفه ورحمته ان يكون الضحك والاستهزاء  في الدنيا بسبب موت يهوذا ويظن كل شخص انى صلبت ولكن هذه الاهانة والاستهزاء تبقيان الى ان يجئ محمد رسول الله فإذا جاء نبه كل مؤمن على الغلط  ونرتفع هذه الشبهه من قلوب الناس 
والحمد لله الذى أنزل القرآن الكريم على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم وأنزل فيه تبيان كل شئ فلقد ذكر الحق سبحانه وتعالى ذلك صراحة في اكثر من موضع حيث يقول جل وعلا " وما قتلوة وما صلبوه ولكن شبه لهم " ويقول سبحانه وتعالى " وماقتلوه يقينا "
ثانيا :- يحاول من كتب الأناجيل أن يقنعو الناس بأن الشخص المقتول والمصلوب هو المسيح عليه السلام فيقولون شيئا عجيبا لا يصدقه عقل ولا يقبله منطق وهو " ولما كانت الساعة السادسة كانت ظلمه على الارض كلها الى الساعة التاسعة "
في هذه الفقرة يزعم كاتب الإنجيل ان الدنيا اظلمت من الساعة السادسة حتى الساعة التاسعة وهذا غير منطقى لأكثر من سبب :
1- يذكرون ان هذه الاستعدادات كانت مساء يوم الجمعة في الساعة السادسة لانهم كانوا يريدون الانتهاء من القتل والصلب قبل حلول يوم السبت يوم عيدهم فيقولون ( ولما كان المساء اذ كان الاستعداد اى ما قبل السبت ) مرقس 15 : 42 اذن الوقت أصلا دخل في ظلمة الليل فكيف عرفوا ان هناك كسوفا للشمس ؟ و يقولون انه حين تم  القتل والصلب تعاطفت الشمس وحزنت وحجبت عن الارض لمدة ثلاث ساعات وهذا لا يعقل
لان من المعلوم ان الشمس والقمر من الظواهر الطبيعية التي لا تتأثر بما يحدث للبشر بل هي دليل على قدرة الله جل وعلا وأين مازعمته النصارى من قول المعصوم محمد حين تعرض لموقف مشابه : فقد مات ابراهيم ابن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم و كسفت الشمس يومها وقال الناس ان الشمس كسفت لموت ابراهيم وكان من الممكن ان يصمت رسول الله فهو في حالة حزن وفقد لابنه العزيز الا انها الامانه.
 فقال لهم النبى صلى الله عليه وسلم " ان الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا ينكسفان لموت احد او لحياته فإذا رأيتم ذلك فصلو وأدعو حتى يكشف عنكم "
يذكرنا كتاب الأناجيل بكتاب القصص الذين يريدون ان يضفوا على الحكايات التي يسردونها هاله من التقديس كأن يقال " لقد شاركت الطبيعة الشعب الأحزان لفقد زعيما نادرا ما يجود بمثله الزمان فغابت الشمس وراء السحاب وقامت الأعاصير وكان الدنيا تود الرحيل برحيل هذا الزعيم "
لان ما يزعمه النصارى غير منطقى فكان ينبغى على الكون كله ان يختل نظامه لا الشمس فقط فكسوف الشمس شئ لا يذكر في مقابل موت الاله ولا حول ولا قوة الا بالله
ثالثا :-لا يزال من كتب الاناجيل متاثرا بالأساطير القديمة فانظر عزيزى القارئ الى هاتين الفقرتين الاولى من قصة اوزويرس والأخرى من الانجيل لنرى مدى التشابه والاقتباس والتأثر فيقولون عن اوزويرس انه بعد موته " قامت الاختان ازيس ونفتيش بالبحث عن جثة اوزويريس في كل مكان حتى عثرتا على الجثة
وفى الانجيل يقولون عن السيد المسيح بعد موته كما يزعمون " كانت هناك نساء كثيرات ينتظرن من بعيد وهن كن قد تتبعنا يسوع من الجليل لخدمته ومنهن مريم المجدلية ومريم ام يعقوب
ويقولون ايضا " وكانت هناك مريم المجدلية ومريم الاخرى جالستين تجاه القبر "  
ويقول مرقس في انجيله وبعد موت المسيح عليه السلام كما يزعم ان بيلاطس استدعى قائد المئة وساله عن موته " ولما عرف من قائد المئة وهب الجسد ليوسف فاشترى كتانا وكفنه بالكتان ووضعه في قبر كان منحوتا في صخرة ودحرج حجرا على باب القبر وكانت مريم المجدلية ومريم ام يوسى تنظران اين وضع" آى اله هذا ؟ لا حول ولا قوة
رابعا :-وما يدل اكثر على ان الشخص المصلوب لم يكن  المسيح عليه السلام ما ذكروه في الانجيل ان الشخص المصلوب وصل به الامر الى حد القنوط والاعتراض على قدر الله ومن المعلوم ان الأنبياء لا يصلون الى هذه المرحلة لأنهم انما ينفذون تعاليم الله بكل رضا ويستقبلون قدر الله بنفس راضية مطمئنه فيقولون " ونحو الساعة السادسة صرخ يسوع بصوت عظيم قائلا ايلى ,ايلى : لماذا شبقتنى ؟ أى الهى  لماذا تركتنى ؟  
فيا عجبا لهؤلاء اله يستغيس باله ولا ينجده ! لو قلنا هذا في أقصوصة لأطفال لقذفونا بالحجارة لأنه كيف يذكر للاطفال شجاعة الأبطال وبسالتهم ثم نحكى لهم مثل هذه المواقف الهذيلة والعجيب انها تصدر من الهه ..... قاتلهم الله .....
ثم ماذا بعدما تركه الهه بالطبع مات كما يزعمون ووضع في القبر فكيف كان الكون يدار اذن والهه حبيس المقابر ؟ ان هذا لشئ عجيب .
خامسا: - يزعم النصارى ان المسيح ظهر بعد موته لتلاميذه . ولا نراهم الا انهم اقتبسوا هذه الفقرة " من قصة اوزوريس الذى ظهر في مصر في القرن الثامن عشر قبل الميلاد وكان اميرا مصلحا فظن الناس انه اله لان الالهه كما يعتقدون تلبس لباس ذوى الشرف الرفيع ولما ظهر شبحه بعد الممات ظنو ان الالهه سمحت بالحياة وأنها لم تعد غاضبه على الشعب الذى كان يرزخ في خطاياه وآثامه وأنها رفعت عنه غضبها  ولعنتها التي كتبت عليه بسبب آثامه وخطاياه "
وفى الانجيل يقولون ان المسيح عليه السلام ظهر بعد ثلاث ليال من موته ودفنه " جاء يسوع ووقف في الوسط وقال لهم سلام لكم ولما قال هذا اراهم يدية وجنبه ففرح التلاميذ اذا راو الرب وقال لهم " من غفرتم خطاياه تغفر له ومن امسكتم خطاياه  أمسكت
وفى الختام نُذكر النصارى بما قاله أحد أئمة المسلمين ملخصا لكل ما سبق :
أعباد المسيح لنا سؤال نريد جوابه ممن وعاه  
                                           إذا مات الإله بصنع قوم أماتوه فما هذا الإله؟  
  وهل أرضاه ما نالوه منه فبشراهم إذا نالوا رضاه؟  
                                            و إن سخط الذي فعلوه فيه فقوتهم إذا أوهت قواه؟
  وهل بقي الوجود بلا إله سميع يستجيب لمن دعاه؟ 
                                     و هل خلت الطباق السبع لما ثوى تحت التراب و قد علاه؟
و هل خلت العوالم من إله يدبرها و قد سُمّرَتْ يداه؟  
                                     و كيف تخلت الأملاك عنه بنصرهم و قد سمعوا بكاه؟
 و كيف أطاقت الخشبات حمل الإله الحق شداً على قفاه؟ 
                                       و كيف دنا الحديد إليه حتى يخالطه و يلحقه أذاه؟
و كيف تمكنت أيدي عداه و طالت حيث قد صفعوا قفاه؟  
                                         و هل عاد المسيح إلى حياة أم المحيي له رب سواه؟
 و يا عجبا لقبر ضم رباً و أعجب منه بطن قد حواه!   
                                       أقام هناك تسعاً من شهور لدى الظلمات من حيض غذاه.
 و شق الفرج مولوداً صغيراً ضعيفاً فاتحاً للثدى فاه. 
                                       و يأكل ثم يشرب ثم يأتي بلازم ذاك هل هذا إله؟
تعالى الله عن إفك النصارى سيسأل كلهم عما افتراه   
                                          أعباد الصليب لأي معنى يعظم أو يقبح من رماه؟
 و هل تقضى العقول بغير كسر و إحراق له و لمن بغاه؟   
                                              إذا ركب الإله عليه كرهاً و قد شدت لتسمير يداه
فذاك المركب الملعون حقا فدسه لا تبسه إذ تراه   
                                    يهان عليه رب الخلق طَرا و تعبده! فإنك من عداه
. فإن عظمته من أجل أن قد حوى رب العباد و قد علاه     
                                 و قد فقد الصليب فإن رأينا له شكلا تذكرنا سناه!
 فهلا للقبور سجدت طرا لضم القبر ربك في حشاه!    
                                     فيا عبد المسيح أفق فهذا بدايته وهذا منتهاه.
    ومن ثم رايت إن أعرض بعض الاسئلة  كالاتى:
1-هل كان اليهود يعرفون سيدنا عيسى عليه السلام ام لا ؟
 فان قالوا نعم  , هنا سؤال اخر  يطرح نفسه  ألا وهو  لماذا  دفع اليهود رشوة لاحد تلاميذ المسيح ليدلهم عليه ؟ فان انكروا نذكرهم  بما قالوه  فى انجيل متي " حينئذ ذهب واحد من الإثنى عشر  الذى يدعى يهوذا الاسخريوطى  الى رؤساء الكهنة  ماذا تريدون ان تعطونى وانا اسلمه اليكم  فجعلوا له ثلاثين من الفضة  ومن ذلك الوقت كان يطلب فرصة ليسلمه "وإن قالوا بان يهوذا هو الذى ذهب اليهم  نقول نعم ولكن بناء على طلب من اليهود  الذين تجمعوا فى دار قيافا  رئيس الكهنة " وتشاوروا لكى يمسكوا يسوع بمكر ويقتلوه وليس هذا فحسب  بل ذكرت الاناجيل ان يهوذا اعطاهم علامه ليعرفوا بها المسيح عليه السلام  الا وهى القبلة  فقالوا والذى اسلمه اعطاهم علامةقائلا  الذى اقبله هو هو امسكوه
       وإن قالوا بأن اليهود لم يكونوا على علم او معرفة بالمسيح عليه السلام فكيف ضمنوا  ان الشخص الذى امسكوا به هو المسيح عليه السلام ؟ ثم ما فائدة النصوص  التى ذكرت فى الأناجيل  بشأن تربية عيسى عليه السلام  بين ظهرانيهم  وفى معابدهم
      فقالوا عن المسيح عليه السلام " ولما جاء الى وطنه  كان يعلمهم فى مجمعهم حتى بهتوا  وقالوا  انى لهذا هذه الحكمة  والقوات  اليس هذا ابن النجار  اليست امه تدعى مريم  واخوته يعقوب ويوسى  وسمعان ويهوذا -
   ونصا اخر يقول "وجاء اليه الفريسيون  والصدوقيون  ليجربوه  فسالوه اية من السماء -- وقالوا ايضا " ورجع يسوع بقوة الروح الى الجليل  وخرج خبر عنه فى جميع الكورة  المحيطة  وكان يعلم فى مجامعهم  ممجدا من الجميع "----وكذلك قول المسيح لهم "يوم كنت معكم فى الهيكل اعلم ولا تمسكونى  "-        
 ثم من اعلمهم انه المسيح  فلما لم يخدعهم يهوذا ؟ لانه اى الامرين اقرب للصواب  والمنطق  أيسلم الحوارى يهوذا سيده لليهود  ام يخدع اليهود ويسلمهم اى شخص اخر وله الجنة ؟ ولما لم يكن القدر اسرع من الجميع  فشبه الحق سبحانه وتعالى يهوذا بشكل سيده يسوع  فى الوقت الذى رفع فيه الحق سبحانه وتعالى اليه  وبهذا تكون النجاة كتبت للجميع  فينجوا يسوع بقدرة الله سبحانه وتعالى  وينعم يهوذا بالجنة  وتثبت الحجة على بنى اسرائيل فلولم يشبه احد بالمسيح عليه السلام ويعرض للقتل والصلب لانكروا رغبتهم فى القتل .
2- هل تم القبض على المسيح عليه السلام ليلا ام نهارا ؟
تذكر الأناجيل ان عملية القبض تمت ليلا  فقالوا"ولما كان المساء  اتكا مع الاثنى عشر  وفيما هم ياكلون  قال الحق اقول لكم ان واحدا منكم يسلمنى "-- ثم دخل الجنود بعد العشاء اى فى ظلمة الليل  مما يسهل الخلط عليهم  والالتباس فى حقيقة الشخص الذى امسكوا به هل هو المسيح ام احدا اخر غيره ؟
3-ماهو موقف تلاميذ المسيح عليه السلام ؟
تذكر الأناجيل اشياء غاية فى الغرابة ومنها ان التلاميذ رغم ان المسيح عليه السلام اخبرهم بان واحدا منهم سيسلمه لليهود عما قليل الا انهم راحوا فى سبات عميق  وحاول المسيح ان يوقظهم مرارا فلم يتمكن من ذلك"ثم جاءهم وجدهم نياما  فقال لبطرس يا سمعان  انت نائم  ان قدرت ان تسهر ساعة واحدة --اى لم تستطع ان تسهر ساعة واحدة لتنقذ فيها سيدك
بالله عليك لو أن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم اخبر صحابته رضوان الله عليهم ان خطرا ما يحدق به  اتراهم ينامون  ؟ لا والله بل كثيرا ما تعرضوا لمثل هذه الامور فكان قولهم " نحورنا دون نحرك يارسول الله  وصدورنا دون صدرك يارسول الله "ولم تكن مجرد شعارات بل السنة والتاريخ يشهد بالعديد من صور الفداء والتضحية من اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم .
  اما هولاء فقد ناموا ملى جفونهم  ثم قاموا بعدها يشهدون  ان الذى امسك به هو المسيح  فكيف ادركوا ذلك وهم نيام ؟ ثم لم يكن النوم لمدة ساعة واستيقظوا  بل جاءهم المسيح عليه السلام مرارا وتكرارا لعلهم يفقيقوا ويتخذوا موقفا  ايجابيا  فقالوا " ثم رجع وجدهم ايضا نياما  اذ كانت اعينهم ثقيله  فلم يعلموا بماذا يجيبونه "        
  وليس هذا فحسب بل وصل المسيح عليه السلام الى درجة الياس من ان ينقذه احد من اصحابه  لانهم قالوا فى الاناجيل "ثم جاء ثالثة وقال لهم ناموا الان  واستريحوا – قد اتت الساعة  اذن فكيف يجزم قوما كانوا نياما  وحاول المسيح  ان يوقظهم ثلاث مرات فلم يجدى ذلك  ان يجزموا ان الشخص الذى امسكوا به هو المسيح عليه السلام .
   ولو استيقظوا ما ادركوا ما يحدث  لأن العشاء الذى تناولوه  كان به خمرا كثيرا  مما اثر على عقولهم  اذن فنوم وسكر  فكيف يدرك من ابتلى بهذين حقيقة الامور ثم هنا لمحة لطيفة تؤكد كذبهم فى ان المسيح احل لهم الخمر  لانهم قالوا ان المسيح اعلن لهم وهم فى العشاء الاخير  "خذوا كلوا هذا هو جسدى  واخذ الكاس وسكر  واعطاهم قائلا  اشربوا منها كلكم -فان كان المسيح كان قد تناول معهم العشاء الملئ بالخمر فلما لم يصبه ما اصابهم  من نوم وسكر.
4- هل تمت المحاكمة ليلا ام نهارا؟
تذكر الاناجيل أن المحاكمة تمت ليلا لاكثر من دليل  -  ان المسيح قال لبطرس " الحق اقول لك  انك فى هذه الليلة قبل ان يصيح ديك تنكرنى ثلاث مرات " -
5- ما الذى دار اثناء المحاكمة ؟
      ما دار اثناء المحاكمة يدل على ان الشخص المصلوب هو اخر  وليس المسيح عليه السلام لانه لم يجب على الاسئلة الموجهة اليه بصراحة  كما انه لم يصمد صمود الانبياء   فحين ساله بيلاطس "أأنت ملك اليهود "  فاجاب وقال له : انت قلت  فلم يجب يسوع بشى  مما جعل بيلاطس يعجب من ذلك
 وليس هذا فحسب  بل حين جاء هيرودس  ليسمع منه موعظة  او حكمة  اخيرة " واذا هيرودس فلما راى يسوع فرح جدا لانه كان يريد ان يراه لسماعه عنه اشياء كثيرة  وساله بكلام كثير فلم يجبه بشى  فاحتقره هيرودس
     اذن فلو أنه نبى  أو انه المسيح عليه السلام  لقالها  بمنتهى الصراحة  كما قالها المعصوم صلى الله عليه وسلم يوم حنين  فقال " انا النبى لا كذب  انا ابن عبد المطلب "  ولوا نه المسيح عليه السلام لأجاب هيرودس واسدى اليه اى نصيحه تظل دستورا الى الأبد  اما وانه قد وقف مكتوف الايدى  فإن دل هذا فانما يدل على ان الشخص المحاكم من المستحيل ان يكون المسيح علي السلام 
  6-  كيف دارت المحاكمة ؟
    تذكر الاناجيل  اخبارا غريبة  ففى البداية قال اليهود لبيلاطس حين امرهم ان يحكموا عليه "لا يجوز لنا ان نقتل احدا ثم بعدها قالوا لبيلاطس  " دمه علينا وعلى اولادنا وقالوا ان زوجة بيلاطس  الرومانى  حذرته من الاقتراب من هذا الرجل  فقالوا "واذ كان جالسا على كرسى الولاية ارسلت اليه امراته  قائلة : اياك وهذا البار لانى تالمت كثيرا فى حلم من اجله
ومن ثم قال بيلاطس على الفور مستجيبا لنصيحة زوجته " انى برى من دم هذا البار "  فكان ينبغى ان يلتزم بيلاطس بما قال وان يبذل ما ستطاع من جهد لمساعدة هذا الشخص المحاكم  الا انه اطلق سراح اللص  وحكم بالإعدام على يسوع المسيح  فكيف ذلك ؟  اما كان من الاولى ان يفرج عن المسيح النبى ؟  فقالوا " حينئذ اطلق لهم باراباس واما يسوع فجلده واسلمه ليصلب "
--فاين جلال النبوة  وقدرة الرب جل وعلا  فاى منطق هذا  الذى يسمح للص المفسد فى الارض ان يطلق سراحه بينما يصلب النبى المصلح فى الارض ؟  فلا يجوز هذا الا فى شريعة قوم يفسدون فى الارض ولا يصلحون    
 7- ماهو تصرف الشخص المصلوب  ؟
نؤمن نحن المسلمين بان المسيح عليه السلام من الانبياء العظماء المشهود لهم بانهم "أولى العزم " وحتى تعرف قدر هولاء العظماء  يكفى ان تعلم ان الحق جل وعلا امر نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم بالإقتداء بهم  فقال سبحانه وتعالى " فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُوْلُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ "  الأحقاف /35 
والنبى محمد صلى الله عليه وسلم صبر صبرا جميلا بل وضرب اروع الأمثال فى الصبر . فهذا يعنى ان المسيح عليه السلام على نفس الدرجة من الصبر  , الا اننا فوجئنا بشخص قانط  سرعان  ما خارت قواه فقالوا عنه انه فى اللحظات الخيرة "صرخ يسوع بصوت عظيم  قائلا  ايلى ايلى لماذا شبقتنى ؟ اى الهى الهى لماذا تركتنى ؟  
 هنا اكثر من خطا وقع فيه بنوا اسرائيل وهم لايشعرون  منها : ألم يوهموا ابنائهم بان المسيح عليه السلام إله  فهل تستغيث الالهه  ؟ اذن فعلى الدنيا السلام , ثم لوكان المسيح الها  فهل تقنط الاله ؟ ثم الم يزعموا ان المسيح عليه السلام ابن  لله جل وعلا (حاشاه ) فلما لم يجير الرب جل وعلا ابنه ؟
هب أن أحدا من بنى البشر تعرض ابنه امام عينيه لماساة شديدة مثل هذه واستغاث به  ايتركه نهبا للاغراب ؟ لا والله بل يبذل ما استطاع من جهد لانقاذه فما بالك بالالهه ؟ فلو علمنا ابنائنا مثل هذا الهراء لفقدوا الثقة فى كل شى  لانه وبمنتهى البساطه  مادام ليس فى الالهه خيرا لبعضها البعض فاين الخير اذن ؟   
   8- هل قام المسيح بعد ثلاثة ايام  ؟
 ولذا نقولها بملى الفم  والقلب  ونردد مع القران قول الحق سبحانه وتعالى {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ وَلاَ تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ إِلاَّ الْحَقِّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرُسُلِهِ وَلاَ تَقُولُواْ ثَلاَثَةٌ انتَهُواْ خَيْراً لَّكُمْ إِنَّمَا اللّهُ إِلَـهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَن يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَات وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَفَى بِاللّهِ وَكِيلاً } النساء171 وقول الله جل وعلا (  وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَـكِن شُبِّهَ لَهُمْ )النساء /157











                                   القضية الثالثة :
          محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم
 ونتناول فيها ما حاول علماء أهل الكتاب إخفاءه عبر القرون عن ابناءهم ألا وهو       إعلام وإعلان ابناءهم بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم فعند الحديث عن المعصوم محمد   (صلى الله عليه وسلم ) تأخذنى رهبه لأننى لا أتحدث عن شخص عادى بل سأتحدث عن  رجل صنعه الله على عينه وأدبه فأحسن تأديبه ورباه فأحسن تربيته وجعله خير خلقه     ورحم به العالمين .
فإذا ذكرت الرحماء وجدته (صلى الله عليه وسلم ) أرحم الناس وإذا ذكرت العظماء ووجدته  أعظم الناس وإذا ذكرت الكرام وجدته  أكرم الناس وفى هذا يقول أحمد شوقى :-
إذا سخوت بلغت بالجود المدى        وفعلت ما لا تفعـل الأنـــواء
وإذا رحمــــت فأنت أم أو أب    هذان فى الدنــيا هما الرحمـاء
وإذا عفوت فقــادراً ومقدراً           لا يســتهين بعفوك الجهلاء
وإذا قضـــيت فلا ارتياب             كأنما جاء الخصوم من السماء قضاء
- فكان (صلى الله عليه وسلم) عظيما فى تواضعه رحيماً فى عظمته لم يضعف يوم أن كان وحيداً بمكة ولم يتكبر حين من الله عليه بالفتح المبين .
- وكما أوردنا فى الفصل الأول نصوصاً من الكتب السابقة وبينا كيف ذكر الحق جل وعلا  أمة الإسلام قديماً فبإذن الله نورد فى هذا الفصل النصوص التى وردت فى الكتب السابقة بشان المعصوم محمد (صلى الله عليه وسلم) فلقد بين الحق سبحانه وتعالى صفات النبى محمد (صلى الله عليه وسلم) بياناً واضحاً لدرجة أن من شاهده من أهل الكتاب عرفوه وشهدوا له بالنبوة ومنهم من أمن به ومنهم من صد  عنه حسداً من عند أنفسهم .
ويقول المصطفى (صلى الله عليه وسلم) :- إن الله أصطفى من ولد إبراهيم إسماعيل وأصطفى من ولد إسماعيل كنانة وأصطفى من كنانة قريش وأصطفى من قريش بنى هاشم وأصطفانى من بنى هاشم فأنا خيار من خيار من خيار (  ) )
هذا الحديث الشريف يبين لنا أن سيدنا رسول الله (ص) يرجع نسبه إلى نبى الله إسماعيل ( عليه السلام ) إبن نبى الله إبراهيم ( عليه السلام ) . ولقد جاء فى العهد القديم نصوصا بشأن سيدنا إسماعيل ( عليه السلام ووعد الحق ( سبحانه وتعالى ) لنبيه إبراهيم عليه السلام بأن سيجعل من ذرية إسماعيل أمة مسـلمه وعلى رأسها نبى الله ( محمد صلى الله عليه وسلم ومنها ما ذكر فى العهد القديم فقالوا :  ( وأما إسماعيل فقد سمعت لك فيه , ها أنا أباركة وأثمره وأكثره كثيراُ جداً أثنى عشر رئيساً يلد وأجعله أمة كبيرة (  ) ) ونصا أخر يبين وعد الله جل وعلا لنبيه إبراهيم بأن نسل سيدنا إسماعيل يرث أرض أعداءة  فيقول ( ويرث نسلك باب أعدائه ويبارك فى نسلك جميع أمم الأرض ( ) )
ولقد حدث هذا بالفعل إذ بين الحق جل وعلا ذلك فى قرآنه الكريم مخاطباً سيدنا محمد (ص) وأصحابه بقوله ( سبحانه وتعالى ) : ( وهو الذى أورثكم أرضهم وديارهم وأموالهم وأرضاً لم تطئؤها ( ) وقال جل شأنه أيضاً ( لقد كتبنا فى الذبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادى الصالحون ( ) )
يزعم أهل الكتاب أن الله جل وعلا لم يخبرهم بمجىء الأمة الخاتمة أمه محمد صلى الله عليه وسلم ( يريدون ليطفئوا نور الله ) ولكن شاءت إرادة الله وعنايته عز وجل أن يحفظ نصوصاً واضحة ليدحض بها مزاعمهم الباطلة ( ليتم نوره ولوكره الكافرون ) . ومن هذه النصوص :
" الشاهد الأول "
( انظروا وأرسلوا إلى قيدار , وانتبهوا جداً , انظروا هل صار مثل هذا , هل بدلت أمه آلهة وهى ليست ألهه أما شعبى فقد بدل مجده بما لا ينفع (  ) )
[10] For pass over the isles of Chittim, and see; and send unto Kedar, and consider diligently, and see if there be such a thing.
[11] Hath a nation changed their gods, which are yet no gods? but my people have changed their glory for that which doth not profit.
ولكن لماذا اختصت النبؤة ( قيدار ) من أبناء إسماعيل عليه السلام ؟ يوضح ذلك ما ذكره صفى الرحمن المباركفوى بعد ما ذكر الإثنى عشر ولدا لسيدنا إسماعيل عليه السلام قال : ( وتشعبت من هؤلاء اثنا عشر قبيلة , سكنت كلها فى مكة مدة من الزمان , وكانت جل معيشتهم إذ ذاك التجارة من بلاد اليمن إلى بلاد الشام ومصر ثم انتشرت هذه القبائل فى إرجاء الجزيرة بل والى خارجها ثم أدرجت أحوالهم فى غياهب الزمان إلا أولاد نبايوت وقيدار
وأما قيدار بن إسماعيل فلم يزل أبناءه بمكة يتناسلون هناك حتى كان منه عدنان وولده معد ومنه حفظت العرب العدنانية أنسابها وعدنان هو الجد الحادي والعشرون فى سلسلة النسب النبوي .
وقد تفرقت بطون معد من ولده نزار والذي تشعبت منه أربعة قبائل : إياد وانمار وربيعة ومضر ومن مضر تشعبت قبيلتين  عظميتين قيس عيلان بن مضر  وبطون الياس بن مضر ومن الياس بن مضر كنانه بن خزيمه  ومن كنانه قريش وهو فهر بن مالك بن النضر ومن قريش قبائل شتى :أهمها قصى بن كلاب ومنه عبد مناف بن قصى ومن عبد مناف عبد المطلب ومن عبد المطلب عبد الله ومن عبد الله ولد خير خلق الله محمد صلى الله عليه وسلم (الرحيق المختوم ص262728)
فنسب نبينا العظيم قسمه العلماء إلى ثلاثة أقسام الأول : منه صلى الله عليه وسلم إلى عدنان والثانى : من عدنان إلى قيدار بن إسماعيل بن إبراهيم عليه السلام ؛ والثالث : من إبراهيم     عليه السلام إلى ابى البشرآدم عليه السلام .
أولا  : محمد بن عبد الله بن عبد المطلب ـ واسمه شَيْبَة ـ بن هاشم ـ واسمه عمرو ـ بن عبد مناف ـ واسمه المغيرة ـ بن قُصَىّ ـ واسمه زيد ـ بن كِلاب بن مُرَّة بن كعب بن لؤى بن غالب بن فِهْر ـ وهو الملقب بقريش وإليه تنتسب القبيلة ـ بن مالك بن النَّضْر ـ واسمه قيس ـ بن كِنَانة بن خُزَيْمَة بن مُدْرِكة ـ واسمه عامـر ـ بن إلياس بن مُضَر بن نِزَار بن مَعَدّ بن عدنان‏.‏
الثانى : ما فوق عدنان، وعدنان هو ابن أُدَد بن الهَمَيْسَع بن سلامان بن عَوْص بن بوز بن قموال بن أبي بن عوام بن ناشد بن حزا بن بلداس بن يدلاف بن طابخ بن جاحم بن ناحش بن ماخى بن عيض بن عبقر بن عبيد بن الدعا بن حَمْدان بن سنبر بن يثربى بن يحزن بن يلحن بن أرعوى بن عيض بن ديشان بن عيصر بن أفناد ابن أيهام بن مقصر بن ناحث بن زارح بن سمى بن مزى بن عوضة بن عرام بن قيدار ابن إسماعيل بن إيراهيم عليهما السلام‏.‏
الثالث : ما فوق إبراهيم عليه السلام، وهو ابن تارَح ـ واسمه آزر ـ بن ناحور بن ساروع ـ أو ساروغ ـ بن رَاعُو بن فَالَخ بن عابر بن شَالَخ بن أرْفَخْشَد بن سام بن نوح عليه السلام بن لامك بن مَتوشَلخَ بن أَخْنُوخ ـ يقال ‏:‏ هو إدريس النبي عليه السلام ـ بن يَرْد بن مَهْلائيل بن قينان بن أنُوش بن شِيث بن آدم ـ عليهما السلام‏.‏
نعود إلى النص السابق لنرى فيه إشارات واضحة تشير وتبشر بأمة محمد صلى الله عليه وسلم لأسباب كثيرة :-
1- فالنص يذكر أن الرب جل وعلا يأمر أهل الكتاب بأن ينظروا إلى ( قيدار ) وقيدار هذا كما ذكرنا أنه ابن سيدنا إسماعيل عليه السلام فهوا شارة للأمة التى ستأتى من نسلهما وهى  أمة  محمد صلى الله عليه وسلم
2- يذكر النص أن الأمة التى ستأتى من نسل قيدار لا تعبد إلا الله ولا تشرك به شيئاً ولا تتخذ من دونه آلهة كما فعل اليهود والنصارى ( فقالت اليهود عزير ابن الله  وقالت النصارى ( المسيح ابن الله ) بل وغالوا فى أمرهم حتى قالوا ( إن الله هو المسيح بن مريم ) مما جعل الحق سبحانه وتعالى يأمرهم فى هذا النص ( انظروا وأرسلوا الى قيدار وإنتبهوا جداً ) ثم نبه الحق سبحانه وتعالى أن مجىء هذه الأمة لتعلى كلمة لا إله إلا الله بعكس الأمم السابقة التى بدلت نعمة الله كفراً وقال فى هذا النص ( أما شعبى فقد بدل مجده بما لا ينفع .
* الشاهد الثانى :-
لقد أراد الحق سبحانه وتعالى أن يزيد الأمر وضوحاً فبين أمراً لا يكون إلا لأمة محمد صلى الله عليه وسلم ولم يشهده العالم إلا مع هذه الأمة وهو الركن الخامس من الإسلام وهو الحج لبيت الله الحرام والذهاب إليه بالإضاحى ومن المعلوم أن هذه الشعائر التى تتم فى مكة فى أيام الحج هى من سمات أمة محمد صلى الله عليه وسلم وليست لأمة أخرى .
 وفى هذا يقول الرب فى سفر أشعياء ( كل غنم قيدار تجتمع إليك وكباش نبايوت تخدمك , تصعد مقبولة على مذبحى ( ) ففى هذا النص بين الحق جل وعلا ما يحدث فى مناسك الحج من إحضار الهدى وذبحها عند منى وكما حكى القرآن الكريم ( والبدن جعلناها لكم من شعائر الله  لكم فيها خير ( ) ) وقوله تعالى ( لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم ( ) )
فهاتان الآيتان تدلان على أن الله جلا وعلا جعل الأنعام يتقرب بها المسلمون فى مناسك الحج وأن الله سبحانه وتعالى لا ينال منها شيئاً ولكن يظهر بها المسلمون إمتثالهم لأمر الله ويبينوا تقواهم لله الذى رزقهم هذه الأنعام وقال عنها جلا وعلا : ( ولكم فيها منافع الى أجل مسمى ثم محلها إلى البيت العتيق ( ) )
ويؤكد هذا النص نصاً آخر ذكره سيدنا عيسى عليه السلام فى موضحاً أن للأمه الخاتمة يوماً مشهوداً تحتفل به كل عام كما أنها ترفع وتعلن أن لا إله إلا الله وأن شعار هذه الأمة سيكون السجود لله رب العالمين فيقول : ( سيأتى بعدى مسيا ( ) , المرسل من الله لكل العالم , الذى لأجله خلق الله العالم , حينئذ يسجد لله فى كل العالم وتنال الرحمة حتى أن سنه اليوبيل التى تجىء الآن كل مائة سنه سيجعلها المسيا كل سنه ( )
ففى هذا النص يذكر المسيح عليه السلام صفات الأمة التى ستأتى بعده وصفات نبيها محمد صلى الله عليه وسلم كالآتى :-
1- فهو يقول ( مسيا يأتى بعدى ) وهذا أكده القرآن الكريم بقول الحق جل وعلا ( وإذ قال عيسى بن مريم يا بنى إسرائيل إنى رسول الله إليكم ومصدقا لما بين يدى من التوراة  ومبشراً برسول يأتى من بعدى أسمه أحمد )
2- بين المسيح عليه السلام أن بمجىء هذا الرسول من بعده يرحم الله العالم لأن من أجله خلق الله العالم وفى القرآن الكريم ما يؤكد ذلك بقول الحق جل وعلا : ( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين )
3- يبين المسيح عليه السلام أن لهذه الأمة يوماً مشهوداً يحتفلون به ويقدسون ربهم فيه وهو يوم الحج الأعظم
    الشاهد الثالث :
 وهناك نص أخر من سفر أشعياء ويؤكد ما سبق فيقول : ( تفرح البرية والأرض اليابسة ,حينئذ تتفتح عيون العمى , وأذان الصم تتفتح , وتكون هناك سكه وطريق يقال لها ( الطريق المقدسة ) لا يعبر فيها نجس , بل هي لهم من سلك فى الطريق حتى الجهال لا يضل , لا يكون هناك أسد وحش مفترس لا يصعد إليها ) 35

(happy dry land, then opening the eyes of blindness, and ears of the deaf bloom, and there is rood and the road is said to have (the holy road) does not accept the unclean,  so ignorant not to stray, there is no a lion can go up To)
هذه النبؤه تشير إلى بلد الله الحرام ( مكة المكرمة ) لأسباب :
-- تقول النبؤة (تفرح البرية والأرض اليابسة ) ولقد أشار العهد القديم  أن السيدة هاجر عليها السلام استقرت هى وابنها سيدنا إسماعيل عليه السلام فى برية فاران فيقول ( وكان الله مع الغلام فكبر وسكن فى البرية ,وكان ينمو رامى قوس ,وسكن فى برية فاران ) تكوين 21/21
 --  والأرض اليابسة )  هى بالطبع تشير إلى ( مكة المكرمة ) أيضا لأنه حين وضع سيدنا أبراهيم عليه السلام زوجته هاجر وابنها سيدنا اسماعيل عند البيت الحرام وفى عودته أتجه إلى ربه قائلاً كما حكى القرآن الكريم " ربنا أنى أسكنت من ذريتى بواد غير ذى زرع عند بيتك المحرم " ابراهيم
-- تشير الفقرة الثانية فى هذه النبؤه ( حينئذ تتفتح عيون العمى .. وأذان الصم تتفتح ) أن نبى الله أشعياء تنبأ بالإسلام الذى به فتح الله عيون الناس وبصرهم بالحقائق وأخرجهم من الظلمات إلى النور لأنها" لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التى فى الصدور" فجاء القرآن الكريم ففتح الله به عيوناً عمياً وقلوب غلقاً وأذاناً صما فتحولت الأمة الأمية والتى كانت تتميز بالغلظة والشدة والقسوة إلى خير امة أخرجت للناس ونشرت الإسلام والعلم شرقاً وغرباً .
 -- وتشير الفقرة الثالثة (وتكون هناك سكه وطريق يقال لها(الطريق المقدسة ) لا يعبر فيها  نجس بل هى لهم من سلك فى الطريق حتى الجهال لا يضل ) إلى بلد الله الحرام مكة ايضا لأن الحق  جل وعلا حرم مكة المكرمة وجعلها أرض مقدسة وأمر الحق سبحانه وتعالى ان لا يطوف بالبيت الحرام نجس وفى هذا يقول جل وعلا " إنما المشركون نجس فلا يقربوا المسجد الحرام   بعد عامهم هذا التوبة 2  كما أوضح الحق جل وعلا أن من أتبع رضوان الله يهديه ويصلح أحواله فيقول سبحانه وتعالى " من أتبع هداى فلا يضل ولا يشقى "  طه 123
 -- وتشير الفقرة الرابعة فى نبؤه نبى الله اشعياء (لا يكون هناك أسد وحش مفترس لا يصعد إليها ) إلى مكة التى شهدت ميلاد المعصوم محمد صلى الله عليه وسلم والتى جعلها الله سبحانه وتعالى حرما أمنا وهى أمان لكل من دخلها لقول الحق جل وعلا " إن أول بيت وضع للناس للذى ببكة مباركا وهدى للعالمين ,فيه آيات بينات مقام ابراهيم ومن دخله كان أمنا "  ال عمران 96/97 
الشاهد الرابع :
 وهناك نبؤه اخرى أكثر وضوحا تشير إلى  الإسلام وإلى الموطن الذى نشأ فيه الإسلام وهى بلد الله الحرام ( مكة المكرمة ) فبذكر العهد القديم فى سفر أشعياء ( ترنمى أيتها العاقر التى لم تلد أشيدي بالترنم أيتها التى لم تتمخض لأنك تمتدين إلى اليمين وإلى اليسار ويرث نسلك أمما ويعمر مدنا خربه ) أشعياء 24 ( 1,3 )

[1] Sing, O barren, thou that didst not bear; break forth into singing, and cry aloud, thou that didst not travail with child: for more are the children of the desolate than the children of the married wife, saith the LORD.
[2] Enlarge the place of thy tent, and let them stretch forth the curtains of thine habitations: spare not, lengthen thy cords, and strengthen thy stakes;
[3] For thou shalt break forth on the right hand and on the left; and thy seed shall inherit the Gentiles, and make the desolate cities to be inhabited.
زعم أهل الكتاب أن هذه النبؤه تشير إلى أورشليم ولكن هذا غير صحيح لأكثر من سبب كالأتي : -
-- إن أورشليم لم تكن عاقرا فلقد شهدت ميلاد العديد من الأنبياء بل وشهدت قتلهم حتى رثاها المسيح عليه السلام فقال ( يا أورشليم يا أورشليم يا قاتلة الأنبياء وراجمة المرسلين ) متى 23 ولكن مكة لم تشهد ميلاد أى نبى منذ أنشأها الحق جل وعلا إلا ميلاد المعصوم محمد صلى الله عليه وسلم ولذا فكانت عاقرا على مر الزمان
-- يزعم أهل الكتاب أن مكة شهدت نبى الله  إسماعيل عليه السلام قبل المعصوم محمد صلى الله عليه وسلم , هذا صحيح ولكن يبدو أن أهل الكتاب تناسوا أنهم ذكروا فى العهد القديم   أن سيدنا إسماعيل عليه السلام ولد فى الشام وانه إنما نشأ وتربى فى مكة المكرمه اذن لم        يولد نبى فى مكة قبل ولا بعد المعصوم محمد صلى الله عليه وسلم
-- ولقد صدقت النبؤه التى تقول (  لأنك تمتدين إلى اليمين وإلى اليسار ويرث نسلك أمما ويعمر مدنا خربه ) وحدث هذا بالفعل لأن الإسلام امتد إلى اليمين وإلى اليسار حتى وصل الى حدود الصين شرقا والى المغرب العربى غربا كما أن الإسلام وصل إلى ما هو أبعد من ذلك كما أن الدين الاسلامى ورث أرض الأمم الأخرى وفى هذا يقول الحق سبحانه وتعالى " وهو الذى أورثكم أرضهم وديارهم وأموالهم وأرضا لم تطئوها " ألأحزاب 27
والإسلام بمبادئه السامية وأهدافه النبيلة أحيا الأمم السابقة فقد كانوا امواتا وكانت مدنهم خربه من الناحية الاخلاقية فكانوا يتعاملون بالربا ويعتدى القوى منهم على الضعيف ولكن حين جاء الاسلام ارشد الناس الى الصواب وعلمهم ان جميعهم أولاد ادم وان ادم خلق من تراب فقال صلى الله عليه وسلم ( كلكم لأدم وادم من تراب ) فالناس امام الله سواسية كأسنان المشط      والافضل منهم هو من كان  تقيا عابدا لله رب العالمين وقال جل وعلا " إن أكرمكم عند الله اتقاكم "
- وعلم الإسلام العالم ان المال مال الله وانه جل وعلا أوصى الأغنياء بالفقراء وأمرهم بالإحسان و الإنفاق ووعدهم سبحانه وتعالى أن يضاعف لهم الحسنة بعشرة أمثالها وأكثر . قال جل وعلا " من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها "  ونهاهم الإسلام عن التعامل بالربا فيقول جل وعلا " أحل الله البيع وحرم الربا"   " يمحق الله الربا ويربى الصدقات "
-  كما علمهم الإسلام حق الجوار وأن يراعى كل إنسان جاره فيقول سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ( مازال جبريل يوصينى بالجار حتى ظننت انه سيورثه ) وقال صلى الله عليه وسلم ( ليس منا من لا يأمن جاره بوائقه ) قيل : وما بوائقه ؟ قال : شروره ) ومن ثم عاش المسلمون الاوائل فى امان وعلموا العالم كيف يعيش فى امان وأصلحوا ما افسدته الأهواء من أخلاق .
_ كما استطاع المسلمون الاوائل ان ينشروا العلم والمعارف شرقا وغربا مع انتشارهم فى مشارق الارض ومغاربها وفى هذا يقول احد علماء الغرب ( ول ديورانت ) عن سيدنا محمد وعن أمته:  واستطاع محمد فى جيل واحد ان ينتصر فى مائة معركة , وفى قرن واحد ان ينشئ مجتمعا عظيما . وان يبقى ( الاسلام ) الى يومنا هذا قوة ذات خطر عظيم )
الشاهد الخامس :-
نعلم أن الحق سبحانه وتعالى أخبر الناس بأنه على كل شىء قدير وأنه سبحانه وتعالى يجازى بالإحسان إحساناً ولكن إذا تعلق الأمر به جل وعلا أى إن جحد الناس فضله سبحانه وتعالى وأنكروا وجوده جل وعلا وزعموا أن له ولداً أو شبيهاً يستحقوا حينئذ لعنه الله وغضبه ثم ينزع الله منهم نوره وحكمته ويعطيها لقوم يستحقونها وهذا ما أيده الإنجيل حين قال المسيح عليه السلام .
لذلك أقول لكم إن ملكوت الله ينزع منكم ويعطى لأمه تعمل أثماره ( ) 
42] Jesus saith unto them, Did ye never read in the scriptures, The stone which the builders rejected, the same is become the head of the corner: this is the Lord's doing, and it is marvellous in our eyes?
[43] Therefore say I unto you, The kingdom of God shall be taken from you, and given to a nation bringing forth the fruits thereof.
[44] And whosoever shall fall on this stone shall be broken: but on whomsoever it shall fall, it will grind him to powder.
 فقلد ذكر المسيح    عليه السلام هذا القول لبنى إسرائيل مبيناً لهم أنه بسبب فسادهم وقتلهم الأنبياء بغير حق     نزع الله منهم النبوة والحكمة ووهبها لأمة محمد التى تجل الأنبياء وتقدر الله حق قدره فلقد شبه  المسيح بنى إسرائيل فى فسادهم بمثل الكرامين .
ففى هذا المثل يذكر السيد المسيح أن رجلاً زرع بستاناً وتركه مع أجراء أو عمال له وبعد   فترة أرسل عبداً من عنده ليجمع المحصول فقتله العمال القائمون على رعاية البستان فأرسل  عبداً آخر فلم يكن أحسن حظاً من سابقة فعذبوه وقتلوه فقال صاحب البستان من الأجدر     أن أرسل إبنى ليأتى بالمحصول ولكن عذبه العمال أيضاً وقتلوه فماذا يفعل صاحب البستان     إذن ؟
هل يبقى على هؤلاء العمال الجاحدين ؟ بالطبع لا فيستحقون إذن أن يحرموا من هذا النعيم   وأن يؤخذ منهم البستان ويعطى لعمال آخرين رحماء يقدرون الناس حق قدرهم وهذا ما أراده المسيح من هذا المثل فكان بنو إسرائيل يقتلون أنبياء الله الذين أرسلهم لهدايتهم ومن هؤلاء الأنبياء الذين تعرضوا للقتل وبطريقة نكراء على أيدى بنى إسرائيل هو نبى الله يحيى 
 فلقد ذكر الإنجيل أن غانية من بنى إسرائيل طلبت رأس سيدنا يحيى مهراً لها وذلك لأنه كان يحرم الخبائث ويأمر بالمعروف ورغم أن الملك كان يعلم أن يحيى عليه السلام نبى إلا أنه أمر بقتله واحضار رأسه لهذه المرآة الفاسقة ولقد حكى القرآن الكريم ( لعن الذين كفروا من بنى إسرائيل على لسان داود وعيسى بن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون ) 
* الشاهد السادس
يذكر المسيح عليه السلام بنى إسرائيل بما فعلوه قد يما والذى أدى إلى ذهاب النبوة منهم     فلقد ذكروا أنهم غير راضين عن سيدنا إسماعيل عليه السلام زاعمين أنه ابن جارية فلا     يستحق ما يستحقه الأحرار من ميراث ومعامله فذكروا فى التوراة ( أطرد هذه الجارية و إبنها لأن إبن هذه الجارية لا يرث مع إبنى إسحاق ( )
[30] Nevertheless what saith the scripture? Cast out the bondwoman and her son: for the son of the bondwoman shall not be heir with the son of the freewoman.
[31] So then, brethren, we are not children of the bondwoman, but of the free.
ففى هذا النص يزعم بنى إسرائيل أن السيدة سارة عليها السلام أمرت سيدنا إبراهيم عليه السلام أن يطرد السيدة هاجر عليها السلام وإبنها سيدنا إسماعيل عليه السلام ونسوا أن الله خلق الناس متساوين فهذا الغلام الذى رفضوه قديماً ( سيدنا إسماعيل عليه السلام ) أكرم الله به الدنيا كلها حين جاء من نسله خير الأنام   محمد صلى الله عليه وسلم .
 وفى هذا يذكر العهد القديم فى سفر التكوين ( وابن الجارية أيضاً سأجعله أمة لأنه نسلك( )  ففى هذا النص وعد من الله جل وعلا لنبى الله إبراهيم أن يجعل إبنه إسماعيل ومن ذريته         أمة لها قدر عند الله جل وعلا وفى هذا يذكر  المسيح عليه السلام مؤكدا هذه الحقيقة       فيقول ( الحجر الذى رفضه البناء ون هو قد صار رأس الزاوية ( )
ففى هذا النص أراد المسيح عليه السلام أن يبين لبنى إسرائيل أن من نسل سيدنا إسماعيل سيأتى رسول عظيم يكمل به بناء النبوات والرسالات ويصدق ذلك قول المعصوم محمد صلى الله عليه وســلم . ( مثلى ومثل الأنبياء من قبلى كمثل رجل بنى بيناً فجمله وأحسنه إلا موضع لبنه فجعل الناس يدخلونه ويعجبون به ويقولون لولا اللبنة فأنا اللبنة وأنا خاتم النبيين ( )
ففى هذا الحديث يبين النبى صلى الله عليه وسلم أن الله جل وعلا أكمل به صلى الله عليه وسلم البناء ليصدق ما قاله المسيح عليه السلام من أن الحجر الذى رفضه بنوا إسرائيل قديماً حقاً أصبح رأس الزاوية وبه أكتمل البناء 
* الشاهد السابع
إذا كانت الأدلة السابقة تشير الى الإسلام تلميحاً فهناك نص من  العهد القديم  يوضح    البشارة بالإسلام توضيحًا لا يدع مجالاًً للشك ففيه يذكر الحق جل وعلا النبوات الثلاث   متتابعة كما أرسلها الى البشرية فيقول ( جاء الرب من سيناء , وأشرق من ساعير وتلألأ من جبال فاران ( ) )

[1] And this is the blessing, wherewith Moses the man of God blessed the children of Israel before his death.
[2] And he said, The LORD came from Sinai, and rose up from Seir unto them; he shined forth from mount Paran, and he came with ten thousands of saints: from his right hand went a fiery law for them.

ففى هذا النص نرى أن الحق جل وعلا أوضح كيفيه مجىء هذه الرسالات والدور الذى قامت به كل رسالة والمكان الذى ظهرت فيه ونوضح ذلك كالأتى :-
1- ( جاء الرب من سيناء ) هذه إشارة واضحه على نبوة سيدنا موسى عليه السلام لأن الجميع يعلمون أن الله جل وعلا أوحى لسيدنا موسى بالرسالة فى سيناء ففى القرآن الكريم ( فلما قضى موسى الأجل وسار بأهله آنس من جانب الطور ناراً فقال لأهله إمكثو إنى آنست ناراً لعلى آتيكم منها بجذوه من النار لعلكم تصطلون فلما جاءها نودى من شاطىء الوادى الأيمن فى البقعة المباركة من الشجر أن يا موسى إنه أنا الله رب العالمين )
وفى العهد القديم يذكرون أن بعد الخروج الأول لسيدنا موسى عليه السلام من مصر استقر فى مدين وأنجب هناك ولدان وفى عودته الى مصر ظهر له ملاك الرب فى برية سيناء .
( ولما كملت له أربعون سنه ظهر له ملاك الرب من بريه جبل سيناء فى لهيب نار عليفه ( )  فلما رأى موسى ذلك تعجب من المنظر وفيما هو متقدم ليتطلع صار إليه صوت الرب : أنا إله آبائك إله إبراهيم وإله إسحاق وإله يعقوب " فارتعد موسى ولم يجسر أن يتطلع فقال له الرب اخلع نعل رجليك لأن الموضع الذى أنت واقف عليه أرض مقدسة (  )   
   وفى النص الأول ( جاء الرب من سيناء ) يشير الحق جل وعلا بأن نبوة موسى عليه السلام كانت بمثابة بزوغ فجر جديد للبشرية دعاهم فيها الحق سبحانه وتعالى أن يؤمنوا بنبيه موسى عليه السلام ومن يأتى بعده من الأنبياء مصدقا له .
وأنزل الحق جل وعلا على سيدنا موسى عليه السلام التوراة فقال عنها الحق جل وعلا ( إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور ) ولكن اختلف بنو إسرائيل على أنبيائهم ومنهم من قام بقتلهم فأرسل الحق سبحانه وتعالى نبيه عيسى عليه السلام ليصدق ما جاء به الأنبياء من قبله وبالتوراة وفى هذا يقول الحق جل وعلا فى القرآن الكريم ( إذ قال عيسى إبن مريم يا بنى إسرائيل أنى رسول الله إليكم مصدقاً لما بين يدى من التوراة ( ) )
وفى الإنجيل يذكر سيدنا عيسي لبني أسرائيل أنه ما جاء إلا ليواصل مسيرة الأنبياء من قبله فقال ( لا تظنوا أني جئت لأنقض الناموس أو ألأنبياء ما جئت لأنقض بل لأكمل ( )) فكانت شريعته مكملة لشريعة سيدنا موسي عليه السلام وكانت بمثابة إشراقة جديدة وإحياء لما مات من مبادئ وقيم لدي بني إسرائيل فشبة الحق جل وعلا رسالة عيسي عليه السلام بطلوع النهار وإشراق الشمس بعد رسالة موسي عليه السلام التي كانت بمثابة بزوغ الفجر هذا النهار فقال ( وأشرق من ساعير ) وساعير هي سلاسل جبال شرق الأردن في المنطقة القريبة من بيت لحم الفلسطينية حيث ولد المسيح عليه السلام وحيث أوحي الله عز وجل إليه
وشاءت إرادة الله جل وعلا أن يزداد النهار وضوحا وأن تسطع شمس الهداية علي البشرية كلها كما أن الشمس تشمل الجميع فأرسل نبي الهدي سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم لا للعرب فحسب ولا لبني إسرائيل خاصة بل للدنيا بأسرها فقال ( وتلألأ من جبال فاران ) وكما ذكرنا من قبل أن جبال فاران هي المكان الذي استقر فيه نبي الله إسماعيل عليه السلام مع أمه هاجر فهذه إشارة لنبي الله محمد صلي الله عليه وسلم
ونلاحظ أن الحق جل وعلا ذكر هذه النبوات الثلاثة في نص واحد حتي لا يظن أتباع كل نبي أن النص يخص أمة دون أخري بمعني لو أن الحق جل وعلا ذكر نبوة واحد من الثلاث لظن كل أتباع نبي أنها لهم ولقد أكد الحق جل وعلا في قرأنه الكريم علي هذه النبوات الثلاث وعلي النص المذكور من العهد القديم.
 فقال جل وعلا ( والتين والزيتون وطور سينين وهذا البلد الأمين( ) ) ففي الآيات البينات بين الحق سبحانه وتعالي الديانات الثلاثة بالإشارة إلى أماكن ظهورها ( فـ ( التين والزيتون ) هما نباتان معروفان ببلاد الشام وبخاصة فلسطين مسقط رأس المسيح عليه السلام فكأنها إشارة لرسالته أما ( وطور سنين ) فهو لا يخفى على أحد ولا يجهل أحد أن الله جل وعلا أوحى لسيدنا موسى بالرسالة عند جبل الطور بسيناء ( والبلد الأمين ) هى بلد المعصوم محمد صلى الله عليه وسلم ومسقط رأسه والتى أوحى الله جل وعلا برسالة الإسلام و بقرآنه الكريم لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم بها .                                                                   
الشاهد الثامن
( يا أيها النبى إنا أرسلناك شاهداً ومبشراً ونذيرا , وحرزاً للأميين , أنت عبدى ورسولى , سميتك المتوكل , ليس بفظ ولا صحاب فى الأسواق ولا يدفع السيئة بالسيئة إنما يدفع السيئة بالحسنة ولن يقبضه الله حتى يقيم به الملة العوجاء أن يقولو لا إله إلا الله ( ) ) .

O Prophet! sent thee as a witness and a bringer of good tidings and a warner, and an amulet for protection for the illiterate, You are my servant and my messenger,you are not cruel not in-holder in the market does not pay the bad evil and it is pushing the bad with good will takes possession of Allah until he lives pale sinuous that Icolo is no god but Allah () ).
هذا النص من التوراة يدل دلاله واضحة على أن النبى والرسول المشار إليه هو سيدنا محمد (ص) لأمور كثيرة :-
1- فعبارة ( يا أيها النبى ) من النداءات التى اختص الحق ( سبحانه وتعالى ) بها نبيه محمد صلى الله عليه وسلم لأنه جل وعلا حين خاطب أنبيائه خاطبهم بأسمائهم مجردة فقال ( جل وعلا ) لأدم عليه السلام :- ( ( يا أدم إسكن أنت وزوجك الجنة ( ) )
وحين خاطب جل وعلا نوحاً عليه السلام قال جل شأنه :-( يا نوح أهبط بسلام منا وبركات عليك ( ) )
وحين خاطب ( سبحانه وتعالى ) موسى عليه السلام قال سبحانه وتعالى ( يا موسى خذ ما أتيتك وكن من الشاكرين ( ) )
وحين خاطب ( سبحانه وتعالى ) نبى الله يحيى قال سبحانه وتعالى ):-( يا يحيى خذ الكتاب بقوة ( ) )
وحين خاطب سبحانه وتعالى نبى الله عيسى عليه السلام قال جل شأنه : ( يا عيسى بن مريم إذكر نعمتى عليك وعلى والدتك ) وقال أيضاً ( يا عيسى بن مريم أأنت قلت للناس إتخذونى وأمى ألهين من دون الله )
ولكن حين خاطب سيدنا محمد ( صلى الله عليه وسلم ) قال جل وعلا :-( يا أيها النبى إنا أرسلناك شاهداً ومبشراً ونذيرا" وقال أيضاً ( يأيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك )
وكلمة (شاهداً ) تدل على أن النبى المبشر به فى هذا النص لا بد أن يكون أخر الأنبياء وأن يكون معه كتاب فيه خبر السابقين حتى يتمكن من الشهادة لهم وفى هذا يقول الحق جل وعلا " فكيف إذا جئنا من كل أمه بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيداً ( )" ويقول " " سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم " " إذا كان يوم القيامة كنت إمام الأنبياء وخطيبهم وصاحب  شفاعتهم ولا فخراً ( )
وعبارة ( حرزاً للأمين ) تدل دلالة قطعية على أن النبى المشار إليه فى هذا النص إنما هو سيدنا محمد – صلى الله عليه وسلم . لأن كلمه حرز تعنى " الموضع الحصين " وأحرزت الشىء أى " حفظته وضممته إلى وصنته عن الأخذ ( ) )وكلمة (الأميين) هى جمع كلمة أمى وهو الذى لا يقرأ و لا يكتب وفى الحديث ( بعثت لأمة أمية) وهم العرب الأميون لأن الكتابة كانت فيهم عزيزة أوعديمة وفى هذا يقول سبحانه وتعالى " بعث فى الأمين رسولاً منهم "
وقيل عن سيدنا محمد – صلى الله عليه وسلم النبى الأمى لأنه لا يقرأ أو لا يكتب وكانت هذه الصفة أحدى آياته المعجزة لأنه – صلى الله عليه وسلم . رغم أميته تلا عليهم كتاب الله بالنظم الذى أنزل إليه فلم يغير ولم يبدل ألفاظه ( ) 
وكانت قريش تعجب من ذلك لأنها تعلم أن محمداً – صلى الله عليه وسلم أميا لا يقرأ ولا يكتب وفى هذا يقول الحق جلا وعلا " وما كنت تتلو من قبله من كتاب ولا تخطة بيمينك إذا لا ارتاب المبطلون"( ) إذن فهذه العبارة " جرزاً للأميين " أوضحت أن النبى الخاتم . صلى الله عليه وسلم – هو نبى أمى وسيبعث فى أمة أمية , وهناك دليل آخر من التوراة يؤكد هذا المعنى " هم أغارونى بغير الله وأغضبونى بمعبوداتهم الباطلة وأنا أغيرهم بغير شعب وبشعب جاهل أغضبهم "
ففى هذا النص يعنى الحق سبحانه وتعالى أن بنى إسرائيل جعلوا الله أنداداً فاستحقوا غضب الله " فباءوا بغضب من الله " فكان الجزاء من جنس العمل فلقد أراد الحق سبحانه وتعالى أن يبعث أمة غيرهم تقدر الله حق قدرة وأخبرهم الحق جلا وعلا عن هذه الأمة الخاتمة بأنها أمة أميه وبشعب جاهل أغضبهم ومن المعلوم أن الأمة العربية قبل الإسلام كانت يطلق عليها فى هذه الحقبة " الجاهلية " ففى  قوله تعالى " أفحكم الجاهلية يبغون " وقوله تعالى " ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى "
 ولقد تحولت هذه الأمة بفضل الله جل وعلا وبفضل القران الكريم إلى " خير أمة أخرجت للناس " ونشرت الدين والعلم والمعارف شرقا وغربا وفى هذا يقول العلامة الإنجليزى ( جونسون ) : ( إننا نرى إخواننا المسلمين مولعين بالوقوف على عاداتنا ويسعون فى تقليدنا ولكنا نحن الذين يجب علينا ان نأخذ عنهم ونعلم منهم,  فهم أصحاب التعاليم الحكيمة وهم المقدمون  علينا فى الهداية , وهم اصحاب علم الالهيات وعلم التشريع فى العالم الممتدين بأسرة
 وان لهم الصنيع الجميل على تقدم المدنية الغربية ومن واجب على اهل المملكه الانجليزية أن يحترموا آثارهم ويسعوا فى دفع الاباطيل المنتشرة بين عامتنا عن دينهم وعاداتهم من القرن الرابع عشر وان يراعوا احترام شريعتهم وكتبهم المقدسة ولو أننا تبصرنا من قبل فى أحوالهم وشرائعهم بإخلاص لما وجد بيننا محل للنزاع فى فضائلهم وأدائهم وسمو تشريعهم .
    وعبارة " ليس فظ ولا صخاب فى الأسواق " هى أيضا من صفات سيدنا محمد صلى الله وسلم  "  فبم رحمه من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لا نفضوا من حولك "
وعبارة (لا يدفع السيئة بالسيئة وإنما يدفع السيئة بالحسنة ) هى كذلك من صفات المعصوم – محمد لأنه – صلى الله عليه وسلم – لم ينتقم لنفسه قط وإنما كان يعفو وبصفح أمتثالا لأمر ربه " فأعف عنهم وإستغفر لهم"  وكان – صلى الله عليه وسلم – رمزا للرحمة حتى أثنى عليه الحق سبحانه وتعالى بقوله جل وعلا " لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم " 
ويؤيد هذا الوصف ما ذكره الحق سبحانه وتعالى عن وصف سيدنا محمد هو وأصحابه رضوان الله عليهم " محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعاً سجداً يبتغون فضلاً من الله ورضوانا سيماهم فى جوههم من أثر السجود  ذلك مثلهم فى التوراة
وعبارة " لن يقبضه الله حتى يقيم به الملك العوجاء أن يقولوا لا إله إلا الله " وقد حدث هذا الفعل فلقد بعث رسوله الله والعالم يعيش فى ظلمات بعضها فوق بعض فمنهم من يشرب الخمر ومنهم من يدفن بناته أحياء ومنهم من يعكف على حجر لا يضر ولا ينفع فعلمهم وأرشدهم وأخرجهم من الظلمات إلى النور ولم يقبضه الله حتى قال الجميع " لا إله إلا الله .. محمد رسول الله " والدليل على ذلك أنه خرج من مكة مهاجراً هو وعدد قليل  من أصحابه ثم عاد إليها فاتحا فى عدد لا بأس به وبعد الفتح بعامين جاء فى حجة الوداع ومعه أكثر من مائه ألف ليؤدوا مناسك الحج
الشاهد التاسع
لقد ذكرنا نصوصاً من التوراة بينت صفات المعصوم محمد (ص) وكيف كان رحيماً وربى أمة رحيمة وجعل الله هذا الوصف فى التوراة ليبين لبنى إسرائيل الذين قست قلوبهم وعصوا ربهم حتى قتلوا أنبياءه أن الأمة الخاتمة أمة تعبد الله ولا تشرك به شيئاً وهى أمة رحيمة , وليس معنى ذلك أنها تعيش فى رهبانية وخضوع ولكنها أمة تعمل وتعمر الأرض .
 فكما أنهم ( ركعاً سجداً ) فهم أيضاً ( يبتغون فضلاً من ربهم ورضوانا ) ولذلك وصفهم الحق . جلا وعلا . فى الإنجيل بأنهم : بأنهم يشبهون الزرع الذى ينمو وظهر هذا حين : قدم لهم المسيح عليه السلام مثلاً أخر قائلاً : يشبه ملكوت السماوات حبه خردل أخذها إنسان وزرعها فى حقله , وهى أصغر جميع البذور , ولكن متى تمت فهى أكبر البقول , وتصير شجرة , حتى إن طيور السماء تأتى وتأوى فى أغصانها ( ) 
[31] Another parable put he forth unto them, saying, The kingdom of heaven is like to a grain of mustard seed, which a man took, and sowed in his field:
[32] Which indeed is the least of all seeds: but when it is grown, it is the greatest among herbs, and becometh a tree, so that the birds of the air come and lodge in the branches thereof.

فهذا النص من الإنجيل ينبئ عن الأمة الخاتمة أمة محمد (ص) وصفاتها من الإنجيل وصفات أصحابه كما يلى :-
أ- كما أن أمتنا الإسلامية بدأت بفرد واحد وهو المعصوم صلى الله عليه وسلم فكذلك هذا المثل بين كيف أن الشجرة الكبيرة بدأت من حبة صغيره .
ب- يذكر هذا النص أن طيور السماء تأتى لترتاح فى ظل وثمار هذه الشجرة وهذا ما حدث ويحدث بالنسبة لأمتنا الإسلامية فمنذ نشأتها إلى الآن والى قيام الساعة يأوى إليها كل من تعرض لظلم وجور الأديان الأخرى ويدخلون فى دين الله أفوجاً .
ج- يبين هذا النص أن الأمة الخاتمة هى أمة تعمل وتعبد الله جلا وعلا ويؤكد ذلك ما جاء فى القرآن الكريم :- ( ومثلهم فى الإنجيل كزرع أخرج شطئه فأذره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار (  ) )
ويقول الإمام الطبرى فى تفسير هذه الآية : " إنما مثلهم بالزرع لأنهم إبتدءوا فى الدخول فى الإسلام وهم عدد قليل ثم جعلوا يتزايدون ويدخل الجماعة بعد الجماعة حتى كثروا وقووا
الشاهد العاشر :-
تذكرة التوراة فى أحد أسفارها – وهو سفر ( أشيعاء النبى وهو من أنبياء بنى إسرائيل – أن نبياً يأتى آخر الزمان وتصفه كالتالى :-
( هو ذا فتاى الذى إخترته حبيبى الذى سرت به نفسى , أضع روحى عليه فيخبر الأمم بالحق . لا يخاصم ولا يصيح ولا يسمع أحد فى الشوارع صوته , قصبه مرضوضة لا يقصف , وفتيله مدخنه لا يطفىء , حتى يخرج الحق الى النصره . وعلى أسمه يكون رجاء الأمم ( ) )
 [18] Behold my servant, whom I have chosen; my beloved, in whom my soul is well pleased: I will put my spirit upon him, and he shall shew judgment to the Gentiles.
[19] He shall not strive, nor cry; neither shall any man hear his voice in the streets.
[20] A bruised reed shall he not break, and smoking flax shall he not quench, till he send forth judgment unto victory.
[21] And in his name shall the Gentiles trust.
نلحظ من هذه النبؤة أنها شديدة الشبه بالنبوات السابقة التى ذكرناها والتى أوضحت وصف المعصوم محمد صلى الله عليه وسلم وكيف جعله الحق سبحانه تعالى رحمة للعالمين , وأنه يحوز ( قصب السبق ) أى أنه صلى الله عليه وسلم متميز عن غيره من الأنبياء , لأن كل نبى بعثه الله سبحانه وتعالى الى قوم معينين والى زمان محدود أما المعصوم صلى الله عليه وسلم فأرسله الله للناس كافة – عربى وأعجمى – أرسله على طول الزمان والى قيام الســاعة والى ما بعدها ( وجئنا بك على هؤلاء شهيداً ) وهنا المعنـــــى ما قصده بنى الله ( أشـعياء ) فى نبوءته عن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ( قصبه مرضوضة لا يقصف ) .
وهذه النبوءة تؤكد رحمة رسول الله صلى الله عليه وسلم ( فيما رحمه من الله لنت لهم ولو كنت فظاً غليظ القلب لا نفضوا من حولك ) وعبارة ( وعلى أسمه يكون رجاء الأمم ) يؤكدها نص آخر من الإنجيل نذكره أولاً ( إن الرب أطلع موسى على الأنبياء فآراه الله من ثم رسوله على ذراعى إسماعيل وإسماعيل على ذراعى إبراهيم , ووقف على مقربه من إسماعيل إسحاق , وكان على ذراعيه طفلاً هو المسيح عيسى بن مريم يشير بأصبعه الى رسول الله قائلاً : هذا هو الذى لأجله خلق الله كل شىء . فصرخ موسى من ثم بفرح : يا إسماعيل إن على ذراعيك العالم كله , والجنة . إذكرنى أنا عبد الله وجد نعمه فى نظر الله بسبب إبنك الذى لأجله صنع الله كل شىء ( ) )
فى هذا النص يتضح لنا أن النبى المشار إليه هو سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم لأسباب كثيرة :
أ- أن النبى محمد صلى الله عليه وسلم من نسل سيدنا إسماعيل عليه السلام
ب- أن الحق سبحانه وتعالى – أرسل سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم للعالم كله .
جـ- الأنبياء يشهدون لرسول الله محمد صلى الله عليه وسلم بمكانته من الله وأنه بسببه خلق الله كل شىء ورحم به العالمين , وهذا يؤكد ما قاله المسيح عليه السلام – فى قوله على النبى الذى سيأتى بعده أنه : ( سيأتى بعدى مسيا – رسول – المرسل من الله لكل العالم الذى لأجله خلق الله العالم , يسجد لله فى كل العالم وتنال الرحمة ( ) )
فهذا النص يدل دلاله واضحة أن النبى المشار إليه هو محمد صلى الله عليه وسلم لأن أنبياء بنى إسرائيل كانوا مرسلين من الله لهداية بنى إسرائيل فقط لا لغيرهم من الأمم , وهذا ما أكده السيد المسيح عليه السلام فى أكثر من موقع فى الإنجيل :
أولاً: حين أرسل السيد المسيح تلاميذه ليدعوا الناس للإيمان بالله حدد لهم الأماكن التى يذهبون اليها قائلاً : ( الى طريق أمم لا تمضوا , الى مدينة للسامرين لا تدخلوا , بل إذهبوا بالحرى الى خراف بيت إسرائيل الضالة ( ) )
[5] These twelve Jesus sent forth, and commanded them, saying, Go not into the way of the Gentiles, and into any city of the Samaritans enter ye not:
[6] But go rather to the lost sheep of the house of Israel.
فى هذا النص نرى أن السيد المسيح عليه السلام حذر تلاميذه من الذهاب الى الأمم الأخرى وأن يركزوا دعوتهم فى بنى إسرائيل فقط .
ثانياً : حين جاءت امرأة كنعانية ( عربية ) ليست من بنى إسرائيل تطلب مساعدة نبى الله عيسى – عليه السلام – أن يشفى إبنتها فقال لها : ( ما جئت إلا لخراف بيت إسرائيل الضالة ( ) ) .
الشاهد الحادى عشر:
وهناك نبؤه أخرى فى الكتاب المقدس تشير إلى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فتقول النبؤه ( أحمد عبدى المختار ,لا فظ ولا غليظ ,  ولا صخاب فى الأسواق , ولا يجزى بالسيئة السيئة , يعفو ويغفر . مولده بكاء . وهجرته طابا , وملكه بالشام , وأمته الحمادون يحمدون الله على كل نجد ,ويسبحونه فى كل منزل , يوضئون أطرافهم , ويأتزرون على أنصافهم , وهم رعاة الشمس , ومؤذنهم فى جو السماء, وصفهم فى القتال وصفهم فى الصلاة  سواء , رهبان بالليل أسد بالنهار , ولهم دوى كدوى النحل , يصلون الصلاة حيث ما أدركتهم ) أشعياء : 42
 (Ahmed my chosen servant,not rude and coarse, and clamorous in the market, not rewarded, evil bad, forgive and forget. Birth in mecca. And migration of Taba, and his Levant, and his nation  praise God for all we find, and praising in every home, they purifytheir limbs, and they cover their waists , and they are sponsors of the sun, and their announcer in an atmosphere of heaven, and described in the fighting described in the prayer either, monks at night a lion during the day, and they have the sound of bees, praying the prayer where they caught up )
من هذه النبؤه يتضح لنا أنها تشير إلى المعصوم محمد صلى الله عليه وسلم فجميع ما فيها من صفات تتفق وصفات المعصوم محمد صلى الله عليه وسلم كالأتى :-
1- ( أحمد عبدى المختار لا فظ ولا غليظ ولا صخاب  فى الأسواق ولا يجزى بالسيئة السيئة يعفو ويغفر) هذه الفقرة تشير إلى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم فإن كلمة ( أحمد ) لا تشير الا إلى رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم فقد ذكر السيد المسيح عليه السلام أن النبى الذى سيأتى بعده أسمه أحمد فيقول ( إنى ذاهب وسيأتيكم الفارقليط روح الحق لا يتكلم من قبل نفسه إنما هو كما يقال له ) يوحنا 16-1
ولقد وضح العلماء أن كلمة فارقليط تعنى :
أ‌)    أنه الحامد أو الحمد ويستشهدون بقول يوشع ( من عمل حسنة يكون له    فارقليط جيد ) أى حمد جيد
ب‌)    يعتقد النصارى أن كلمة فارقليط تعنى المخلص وقيل أنها كلمة سريانية تعنى فارق او فاروق وزادوا عليها كلمة ليط بمعنى فصيح المعنى
فاروق هو :   انظر كتاب : أقانيم النصارى  , ابن القيم الجوزية  
مما سبق يتضح لنا أن الفارقليط بالمعنيين يشير إلى نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم فهو أحمد لقول الحق  جل وعلا " ومبشرا برسول يأتى من بعدى اسمه أحمد " الصف 51
وهو محمد لقول الله جل وعلا " والذين أمنوا بما نزل على محمد وهو الحق من ربهم "
وهو الفاروق لأن الحق سبحانه وتعالى انزل عليه القران الكريم ففرق الله به بين الحق والباطل فقال جل وعلا " تبارك الذى نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا " الفرقان 1 
وباقى الاوصاف فى هذه الفقرة أوضحناها فى الشاهد الأول .
2- الفقرة الثانية (مولده بكاء وهجرته طابا وملكه بالشام )
تؤكد كل المصادر أن ( بكاء) أى ( مكة ) هى مسقط رأس سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم ولقد أطلق الحق سبحانه وتعالى عليها أكثر من اسم ومنها :-
1)    مكة : لقول الحق جل وعلا " وهو الذى كف ايديهم عنكم وأيديكم عنهم ببطن مكة من بعد أن أظفركم عليهم " الفتح 24
2)    بكة : لقول الحق جل وعلا "  إن اول بيت وضع للناس للذى ببكة مباركا وهدى للعالمين " ال عمران 96
3)    البلد الأمين : لقول الحق سبحانه وتعالى " والتين والزيتون وطور سنين وهذا البلد الامين " التين 1-2-3
4)    أم القرى : لقول الحق سبحانه وتعالى " لتنذر أم القرى ومن حولها "
ولقد ولد المعصوم محمد صلى الله عليه وسلم فى هذا البلد الأمين حسبما ذكرت جميع المصادر ومنها ابن كثير فى البداية والنهاية ومنها ما ذكره محمود باشا الفلكى فى كتاب نتائج الأفهام فى تقويم العرب قبل الإسلام : ( ولد سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم بشعب بنى هاشم بمكة فى صبيحة يوم الاثنين من شهر ربيع الأول , لأول عام من حادثة الفيل )
ولقد لبث فيها المعصوم محمد صلى الله عليه وسلم اربعون عاما قبل الدعوة وفى هذا يقول الحق سبحانه وتعالى " ولبثت فيكم عمرا من قبله أفلا تعقلون "
وأنزل الحق سبحانه وتعالى عليه القران الكريم فى غار حراء فى ليلة مباركة وفى هذا يقول الحق سبحانه وتعالى " إنا انزلناه فى ليلة مباركة إنا كنا منذرين " الدخان 3
وشهدت مكة أول ايام الدعوة ولبث فيها ثلاث عشر عاما يدعو أهله فى مكة ومن حولها من القرى لعبادة الله الواحد الأحد وترك عبادة الأصنام ودعاهم الى حسن الجوار وصلة الارحام حتى امره الحق سبحانه وتعالى ان يهاجر الى المدينة المنورة وكانت مكة هى احب بلاد الله اليه فقال صلى الله عليه وسلم ( والله انك لأحب بلاد الله الى الله والى  ولولا ان اهلك اخرجونى منك ما خرجت )
والحق سبحانه وتعالى يعلم ان مكة هى احب بلاد الله الى حبيبه محمد صلى الله عليه وسلم فأراد ان يطمئنه بقوله جل وعلا " ان الذى فرض عليك القران لرادك إلى معاد " ولقد اوفى الحق سبحانه وتعالى بوعده لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم وفتح الله له مكة المكرمة فقال جل وعلا " لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله أمنين محلقين رؤوسكم ومقصرين لا تخافون فعلم مالم تعلموا فجعل من دون ذلك فتحا قريبا " الفتح 27
وتؤكد العديد من المصادر ان مكة هى مبعث نبينا محمد صلى الله عليه وسلم منها :-
1-     أن زيد بن عمرو وورقة بن نوفل خرجا يلتمسان الدين حتى انتهيا إلى راهب بالموصل فقال لزيد : من أين أقبلت ؟ قال : من بيت ابراهيم ( يقصد بيت الله الحرام بمكة ) قال وما تلتمس ؟ قال ألتمس الدين . قال أرجع فإنه يوشك أن يظهر الذى تطلب فى أرضك , فرجع وهو يقول ( لبيك حقا حقا , تعبدا ورقا ) إلا أن الموت ادركه قبل أن يدرك مكة وهو عائد إليها فدعا ربه قائلا ( اللهم إن لم يكن لي حظ فى إتباع دينك الجديد فلا تحرم ابني سعيد من الإيمان به ) واستجاب الله سبحانه وتعالى دعاء هذا الرجل الصالح بل وأصبح ابنه سعيد بن زيد من أفاضل الصحابة ومن العشرة المبشرين بالجنة ( الطبراني ) ( البداية والنهاية ابن كثير )
2-     تروى السيدة عائشة فتقول ( سكن يهودي بمكة يبيع بها تجارات فلما كانت ليلة ولد رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم قال فى مجلس من مجالس قريش هل كان فيكم من مولود هذه الليلة ؟ قالوا : لا نعلمه قال : انظروا يا معشر قريش وأحصوا ما أقول لكم ولد هذه الليلة نبى هذه الأمة ( أحمد ) وبه شامة كتفية فيها شعرات فانصرف القوم من مجالسهم وهم يعجبون من حديثه فلما صاروا فى منازلهم ذكروه لأهاليهم فقيل لبعضهم ولد لعبد الله بن عبد المطلب الليلة غلام وسماه محمدا فاتوا اليهودي فى منزله فقالوا : علمت انه ولد فينا غلام .
3-     فقال : أبعد خبري أم قبله ؟ فقالوا قبله واسمه احمد قال : فاذهبوا بنا إليه فخرجوا حتى أتوا أمه فأخرجته إليهم فرأى الشامة في ظهره فغشى على اليهودي ثم أفاق فقالوا مالك ؟ ويلك ! فقال : ذهبت النبؤة من بنى إسرائيل وخرج الكتاب من أيديهم فازت العرب بالنبؤة أفرحتم يا معشر قريش ؟! أما والله ليسطون بكم سطوة يخرج نبؤها من المشرق إلى المغرب )
ثانيا ( هجرته طابا ) وهذه النبؤة أيضا حقيقية لان المدينة التي هاجر إليها المعصوم محمد صلى الله عليه وسلم كان اسمها يثرب الا انه صلى الله عليه وسلم بدل هذا الاسم إلى طيبة وطابه وفى هذا يقول بن خالويه : سماها النبي صلى الله عليه وسلم بعده أسماء وهى : طيبة وطبه وطابه والمطيببة والجابرة والمجبورة والحبيبة والمحببة.
قال الشاعر : فأصبح ميمونا بطيبة راضيا
وقال بن الأثير في الحديث أنه أمر أن تسمى المدينة : طيبة وطابه وهما من الطيب لان المدينة كان اسمها يثرب والتثريب هو الإفساد فنهى أن تسمى به وسماها طابه وطيبة وهما تأنيث طيب وطاب وقيل هو من الطيب الطاهر لخلوها من الشرك وبطهرها منه , ومنه جعلت لى الأرض طيبة وطهورا اى نظيفة غير خبيثة (1) لسان العرب 4/2734
4- ( وملكه بالشام ) تؤكد جميع المصادر أن النبؤة كانت في مكة ثلاث عشرة سنة وفى المدينة عشر سنوات ثم خلافة راشدة ثلاثون عاما ثم انتقل الحكم والخلافة إلى الشام على هيئة ملك على يد سيدنا معاوية بن أبى سفيان
ويقول الطبراني في الأوسط ( 5/ 189 ) أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم قال : ستكون خلافه نبوة ورحمة ثم يكون ملك ورحمة ثم يكون ملك وجبرية ثم يكون ملك عضوض) وفى رواية أخرى :( تكون خلافة لنبوة ثلاثين سنة ثم يصير ملكا ) .حديث صحيح أخرجه الإمام احمد ( 5/ 220 ) ( 1)
وكانت هذه الفترة كما يلي :
1)    إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قبض يوم الاثنين لثنتى عشر ليله خلت من شهر ربيع الأول سنه عشر من الهجرة واستخلف أبو بكر الصديق يوم الثلاثاء ثاني وفاة النبي (ص)
2)    وتوفى أبو بكر الصديق ليلة الاثنين لسبع عشر ليله مضيت من جمادى الآخرة وكانت خلافته سنتين وثلاثة اشهر واثنين وعشرين يوما ثم استخلف عمر بن الخطاب رضي الله عنه وكانت خلافته عشر سنين وستة اشهر وأربع ليال
3)    ثم عثمان بن عفان رضي الله عنه ثم قتل وكانت خلافته اثني عشر سنه الا اثني عشر يوما
4)    ثم استخلف على بن أبى طالب وقتل وكانت خلافته خمس سنين وثلاثة اشهر الا أربع عشر يوما - ثم دخلت سنه إحدى وأربعين هجريه وما كان فيها تسليم الحسن بن على الأمر إلى معاوية ودخول معاوية الكوفة – وبيعه أهل الكوفة معاوية بالخلافة  .
5)    وحمى الله المسلمين من فتنه أخرى على يد الإمام الحسن بن على وصدق فيه قول المعصوم محمد صلى الله عليه وسلم ( ابني هذا سيد ولعل الله يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين( 2)  وتسمى هذه السنة : بسنة الجماعة وكان معاوية رضي الله عنه يقول " أنا أول الملوك وأخر خليفة " ( 3) وهكذا نشأت دولة بنى أميه ودامت ثلاثة وثمانين سنه وأربعة اشهر ( 4)
4- ما سبق كان وصفا لرسول الله صلى الله عليه وسلم ثم تكمل النبؤة .
أما أوصاف امة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم فى نبوة أشعياء كالأتي
أ‌-    " وأمته الحمادون , يحمدون الله على كل خير ويسبحونه في كل منزل " ولما لا؟  وقد أمرهم الحق سبحانه وتعالى بقوله جل وعلا " قل الحمد لله وسلام على عبادة الذين اصطفى " النحل  وقول المعصوم محمد صلى الله عليه وسلم ( كلمتان خفيفتان على اللسان , حبيبتان إلى الرحمن , ثقيلتان في الميزان ,  سبحان الله وبحمده , سبحان الله العظيم ) ويقول صلى الله عليه وسلم : (  سبحان الله والحمد لله تملأن ما بين السماء والأرض )
ب‌-     ونحن المسلمين نحمد الله على كل حال وفى كل آن . قد علمنا الحق سبحانه وتعالى أن نقول ( الحمد لله )وهى صيغة الحمد والشكر التي أراد الحق سبحانه وتعالى أن نحمده بها وهى رحمة من الله بعباده فليس كل العباد يحسنون المدح أو الثناء ولذلك طلب الحق جل وعلا من عباده صيغة واحدة يحمدونه بها وهى ( الحمد لله )
ت‌-    ( يوضئون أطرافهم ) : وهذه الصفة ليست إلا لأمة محمد صلى الله عليه وسلم وفي هذا يقول الحق جل وعلا " يا أيها الذين امنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم و أيديكم إلى المرافق وامسحوا برؤسكم وأرجلكم إلى الكعبين وان كنتم جنبا فاطهروا فان لم تجدوا ماءاً فتيمموا صعيدا طيبا " والوضوء هو الذي يميز امة محمد صلى الله عليه وسلم يوم القيامة لقول المعصوم محمد صلى الله عليه وسلم حين سأله احد الصحابة ( كيف تعرفنا يوم القيامة يا رسول الله ؟ قال صلى الله عليه وسلم : أرأيتم لو أن لرجل خيلا دهم بهم ودخلت فيهم خيول غرا محجلين أيعرف صاحب هذه الخيول خيله قالوا نعم قال فكذلك أنتم يوم القيامة من آثار الوضوء )
ج- ( ويأتزرون على أنصافهم ) وأيضا هذه ميزة أخرى ليست إلا لأمة محمد صلى الله عليه وسلم وهذا لا يخفى على احد أن الحجاج في موسم الحج يأتزرون على أنصافهم وهم يؤدون مناسك الحج .
يقول الإمام أبو حنيفة فى الإحرام للحج : لبس إزار ورداء والإزار هو ما يستر به من سرته إلى ركبته والرداء هو ما يكون على الظهر والصدر والكتفين وان زر الإزار أو عقده أساء ولا دم عليه ويستحب أن يكون الإزار والرداء جديدين أو مغسولين طاهريين . كتاب الحج – كتاب الصفة على المذاهب الأربعة ص 568 عبد الرحمن الحريري
حين أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم دخول مكة فى عمرة القضاء وعلم الرسول صلى الله عليه وسلم من ربه جل وعلا : أن المشركين خرجوا إلى جبل فى شمال مكة وقد قالوا فيما بينهم انه يقدم عليكم وفد وهنتم حمى يثرب فأمر النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه أن يرملوا الأشواط الثلاثة  . أن يمشوا ما بين الركنين ولم يمنعه أن يأمرهم أن يرملوا الأشواط كلها إلا الإبقاء عليهم . وإنما أمرهم بذلك ليرى المشركين قوتهم كما أمرهم أن يكشفوا المناكب اليمنى ويضعوا أطراف الرداء على اليسرى فلما رآهم المشركون قالوا هؤلاء الذين زعمتم أن الحمى قد رهنتهم هؤلاء اجلد من كذا . البخاري 1/218/2  , مسلم 1/412
د- ( وهم رعاة الشمس ومؤذنهم في جو السماء ) والمقصود هنا أن مواعيد الصلاة يعرفونها بالشمس أثناء النهار وان النداء للصلاة يسرى في الفضاء مدويا معلنا ( الله اكبر . الله اكبر , لا اله الا الله )
عن جابر بن سمرة رضي الله عنهما قال : خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : ألا تصفون كما تصف الملائكة عند ربها ؟ فقلنا يا رسول الله : كيف تصف الملائكة عند ربها ؟ قال : يتمون الصفوف الأولى ويتزاحمون فى الصف . رواه مسلم . رياض الصالحين 194/1082
وعن انس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : سووا صفوفكم فان تسوية الصفوف من تمام الصلاة ) متفق عليه . رياض الصالحين 194/1087
وعن أبى هريرة رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إن أمتي يدعون يوم القيامة غرا محجلين من أثار الوضوء فمن استطاع أن يطيل غرته فليفعل ) متفق عليه 
اى هريرة – 185 / 1029
وعنه انه قال أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى المقبرة فقال : السلام عليكم دار قوم مؤمنين وأنا إن شاء الله بكم لاحقون وودت أنا قد رأينا إخواننا قالوا أولسنا إخوانك يا رسول الله ؟ فقال : انتم أصحابي وإخواننا الذين لم يأتوا بعد قالوا : كيف تعرف من لم يأت بعد من أمتك يا رسول الله ؟ فقال أرأيت لو أن رجلا
له خيل غر محجلة بين ظهري خيل دهم بهم ألا يعرف خيله ؟ قالوا : بلى يا رسول الله قال : فإنهم يأتون غرا محجلين من الوضوء , وأنا فرطهم على الحوض . رواه مسلم 186/1034 باب فضل الأذان 
عن معاوية رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال المؤذنون أطول الناس أعناقا يوم القيامة  . رواه مسلم 51/348  باب الرجاء . رياض الصالحين
عن أبى نجيح عمرو بن عبسة السلمي رضي الله عنه قال : كنت وأنا فى الجاهلية أظن أن الناس على ضلالة , وإنهم ليسوا على شئ وهم يعبدون الأوثان فسمعت برجل بمكة يخبر أخبار فقعدت على راحلتي فقدمت عليه فإذا رسول الله مستخفيا جراء عليه قومه فانطلقت حتى دخلت عليه مكة فقلت له ما أنت ؟ قال ( أنا نبي قلت وما نبي ؟ قال : أرسلني الله . قلت وبأي شئ لرسلك ؟ قال : أرسلني لصلة الأرحام وكسر الأوثان وان يوحد الله لا شريك به شئ . قلت : من معك على هذا قال : حر وعبد ومعه يومئذ أبو بكر وبلال رضي الله عنهما قلت :
أنى متبعك قال : ( انك لن تستطيع ذلك يومك هذا ) أولا ترى حالي وحال الناس ولكن ارجع إلى اهلك فإذا سمعت بي قد ظهرت فإتنى قال : فذهبت إلى أهلي وقدم رسول الله إلى المدينة وكنت فى أهلي فجعلت أتحر الأخبار وأسال الناس حين قدم المدينة فقالوا الناس إليه سراع وقد أراد قومه قتله فلم يستطيعوا ذلك فقدمت المدينة فدخلت عليه فقلت يا رسول الله أتعرفني قال نعم أنت الذي لقيتني بمكة قال : فقلت يا رسول الله اخبرني عما علمك الله ووجدته اخبرني عن الصلاة قال:  صل صلاة الصبح ثم اقصر عن الصلاة حتى ترتفع  الشمس قيد رمح فانه تطلع حين تطلع بين قرني شيطان وحينئذ يسجد لها الكفار .صلى فان الصلاة مشهودة محضورة حتى يستقل الظل بالرمح ثم اقصر عن الصلاة فانه حينئذ تسجر جهنم فإذا اقبل الفئ فصلى فان الصلاة مشهودة محضورة حتى تصلى العصر ثم اقصر عن الصلاة حتى تغرب الشمس فإنها تغرب بين قرني شيطان وحينئذ يسجد لها الكفار   رواه مسلم
 هـ- ( وصفهم في القتال وصفهم في الصلاة سواء , رهبان بالليل ,أسد بالنهار,  ولهم دوى كدوى النحل , يصلون الصلاة حيث أدركتهم ) وهذه أوصاف امة محمد صلى الله عليه وسلم وفى هذا يقول الحق جل وعلا  " إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا واحدا كأنهم بنيان مرصوص " الصف 2
ويقول المعصوم محمد صلى الله عليه وسلم (المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا ) كما كان سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه  " محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم "  واخبرهم الرسول صلى الله عليه وسلم أن الأرض طهرها الحق جل وعلا لأمة محمد صلى الله عليه وسلم ولذا أمرهم الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله ( جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا فأيما رجل أدركته الصلاة فليصل ) .
وقال عبد المنعم بن إدريس عن أبيه عن وهب قال فى قصة داود ومما أوحى الله إليه فى الزبور : ( يا داود انه سيأتي من بعدك نبي يسمى احمد ومحمد صادقا سيدا لا اغضب عليه أبدا ولا يغضبني أبدا قد غفرت له قبل أن يعصينى ما تقدم من ذنبه وما تأخر وأمته مرحومة أعطيتهم من النوافل مثل ما أعطيت الأنبياء وافترضت عليهم الفرائض التي افترضت على الأنبياء والرسل حتى يأتوني يوم القيامة ونورهم مثل نور الأنبياء
وذلك أنى  افترضت عليهم أن يتطهروا لكل صلاة كما افترضت على الأنبياء قبلهم وأمرتهم بالغسل من الجنابة كما أمرت الأنبياء قبلهم وأمرتهم بالحج كما أمرت الأنبياء قبلهم وأمرتهم بالجهاد كما أمرت الرسل قبلهم , يا داود إني فضلت محمداً وأمته على الأمم كلها أعطيتهم ست خصال لم أعطها غيرهم من الأمم لا أؤاخذهم بالخطأ والنسيان , وكل ذنب ارتكبوه على غير عمد إذا استغفروني منه غفرته لهم وما قدموا لأخرتهم من شئ طيبه به أنفسهم عجلته لهم أضعافا مضاعفة أفضل من ذلك وأعطيتهم على المصائب إذا صبروا واسترجعوا الصلاة والرحمة والهدى فان دعوني استجبت لهم . يا داود من لقيني من امة محمد يشهد أن لا اله إلا الله أنا وحدي لا شريك لي صادقا بها فهو معي فى جنتي وكرامتي ومن لقيني وقد كذب محمدا أو كذب بما جاء به واستهزاء بكتابي صببت عليه فى قبره العذاب صباً وضربت الملائكة وجهه ودبره عند منشره فى قبره ثم ادخله فى الدرك الأسفل من النار 
الشاهد الثانى عشر:-
تذكر التوراة أنه سيأتى وقت على العالم يعيشون فيه فى ظلام الجهل والبعد عن الإيمان بالله ولكن يدرك الله العالم برحمته فيرسل نبيه محمد (ص) حينئذ يسطع النور فى العالم وترى الدنيا كافة هذا النور وتقول التوراة ( هاهى الظلمة تغطى الأرض والظلام الدامس الأمم أما عليك فيشرق الرب فتسير الأمم فى نورك والملك فى ضياء إشراقك ( )) وهذه حقيقة لا ينكرها أحد  فإن الغرب والدنيا كانت تعيش فى ظلام دامس وقد كانوا يطلقون على هذه العصور" العصور المظلمة ( ) وبظهور الإسلام أشرقت نور الداهية وسرى نور العلم وساهم المسلمون فى بث هذا النور للدنيا بأسرها
وهذا ما أكده العلامة الفرنسى " دروى " وزير معارف فرنسا سابقاً " بينما أهل أوروبا تائهون فى بيداء الجهالة لا يرون النور الا من  سم الخياط إذ سطع نور قوى من جانب الأمة الإسلامية من علم , أدب , فلسفة , صناعات , أعمال يدوية وغير ذلك . حيث كانت مدينه بغداد , وسمقرند , والقيروان,  ومصر,  وتونس,  وغرناطه,  وقرطبة مراكز عظيمة لدائرة معارف ومنها أشرقت الأمم واغتنم منها أهل أوربا فى القرون الوسطى مكتشفات وصناعات وفنون عامة وأقاموا أساس ممالكهم على شرائع الإسلام
وفى هذا يقول الحق سبحانه وتعالى  بسم الله " ألر كتاب أنزلنه إليك لتخرج الناس من الظلمات الى النور " بإذن ربهم إلى صراط العزيز الحميد ( )  "
الشاهد الثالث عشر :
 " تذكر التوراة أن الله سبحانه وتعالى أخبر سيدنا موسى عليه السلام ( ) بأنه جل وعلا سيرسل رسولاً من العرب يختم به الرســالات فقال ( أقيم لهم نبيا من وسط أخوتهم مثلك , أحيل كلامى فى فمه فيتكلم بكل ما أوحيه به ) وفى الإنجيل يقولون ( فإن موسى قال للأباء  إن نبيا مثلى يقيم لكم الرب إلهكم من أخوتكم له تسعون فى كل ما يتكلم به ( ) )
[18] I will raise them up a Prophet from among their brethren, like unto thee, and will put my words in his mouth; and he shall speak unto them all that I shall command him.
[37] This is that Moses, which said unto the children of Israel, A prophet shall the Lord your God raise up unto you of your brethren, like unto me; him shall ye hear.
ومن النص الاول والثانى يتبين لنا أن النبى المقصود هو سيدنا محمد صلى الله علية وسلم – للأسباب التالية
1 – عبارة ( من وسط أخوتهم ) لم يقل ( من أخوتكم ) تدل على أن هذا النبى لن يكون من بنى إسرائيل والا لكان اللفظ غير ذلك لقال الرب مثلا " من بينكم " أو " منكم " وكلمة أخوتهم تدل على العرب الذين هم من نسل سيدنا إسماعيل أخو سيدنا إسحاق عليه السلام . كماً وصفنا فى الفصل الأول
2- كلمة " مثلك " تدل على أن النبى المشار إليه سيكون مثل بنى الله موسى : أنه سيكون متزوجاً ولديه أولاد وجيوش ويحارب الأعداء وهذا ينطبق على سيدنا محمد – صلى الله عليه وسلم – كما أنه أوحى إليهما فى سن واحدة : حين بلغا أربعين سنه
3- عبارة " أحيل كلامى فى فيه ويتكلم بكل ما أوصيه به " تدل دلالة قطعيه على أنه النبى محمد صلى الله عليه وسلم – لأنه لا يتكلم من تلقاء نفسه وبلغ القرآن بالنظم الذى أوحاه الله إليه فقال سبحانه وتعالى " وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحى يوحى (  ) "
4- جاء فى الإنجيل ما يؤكد على أن النبى الخاتم – محمد (ص) لا يتكلم من نفسه فقال سيدنا عيسى عليه السلام . حين بشر بالنبى محمد " وأما متى جاء ذاك روح الحق فهو يرشدكم الى جميع الحق , لأنه لا يتكلم من نفسه بل كل ما يسمع ينطق به ويخبركم بأمور آتيه ( )
12 «I have many things to say to you, but you can not bear them now. 13 But when He, the Spirit of truth, He will guide you into all truth, because he does not speak of himself, but whatever He hears He will speak, and tell you things to come.
فلقد أكد السيد المسيح – عليه السلام – ما ذكر فى التوراة بخصوص النبى محمد – ص – وأضاف بأن هذا النبى سيكون معه كتاب يخبر فيه الحق . جل وعلا – عن الأمور التى ستحدث فيما بعد ويؤيد ذلك قول الحق – سبحانه وتعالى " سنريهم آياتنا فى الآفاق وفى أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق ( )
الشاهد الرابع عشر :-
إن القرآن الكريم عرف الأنبياء قدرهم وصحح ما أفسده . أهل الكتاب بشأن الأنبياء . فقد ألصق أهل الكتاب بالأنبياء ما لا يليق بهم , فمن المعلوم أن الأنبياء هم أكمل البشر
فعلى سبيل المثال : يزعم أهل الكتاب أن آدم – عليه السلام – هو سبب ما حدث فى العالم من خطيئة وفساد مما جعلهم يفكرون فى التضحية والفداء ويختلقون قصة صلب المسيح ليخلصوا العالم من خطيئة أبيهم آدم عليه السلام – والقرآن الكريم أكرم الأنبياء ووضعهم فى مكانتهم التى تليق بهم فقال جلا وعلا – عن آدم عليه السلام : ( وإذ قال ربك للملائكة إنى خالق بشراً من طين فإذا سويته ونفخت فيه من روحى فقعوا له ساجدين ( ) .
ولقد حمد السيد المسيح علية السلام . الله سبحانه وتعالى . حين أرسل من بعده نبينا محمداً (ص) لييريء السيد المسيح علية السلام مما ألصقته به النصارى : فقد زعم النصارى أن المسيح هو الله وتارة يقولون هو أبن الله ويغالون فيزعمون أنه صلب وقتل ولذا فلقد قال المسيح علية السلام فى الإنجيل :
 ( وإنى وأن كنت بريئاً – لكن بعض الناس لما قالوا فى حقى أنه الله وإبن الله , كره الله هذا ( القول ) واقتضت مشيئته الا تضحك الشياطين يوم القيامة على , ولا يستهزءون بى , فأستحسن بمقتضى لطفه ورحمته أن يكون الضحك والاستهزاء فى الدنيا بسبب موت يهوذا ويظن كل شخص أنى صلبت . ولكن هذه الإهانة والإستهزاء تبقيان إلى أن يجيئ محمد رسول الله . فإذا جاء نبهه كل مؤمن على الغلط وترتفع هذه الشبهه من قلوب الناس ( ) )

(and I and I am an  innocent - but some people  said in my right to be God and Son of God, hating God, this is (say) and it required his will but laugh Devils Day of Resurrection, nor mock Pei,  for his kindness and mercy to be laughter and ridicule in the world because of the death of Judas And everyone thinks that I have been crucified. But this humiliation and ridicule are keeping to the coming of Muhammad is the messenger of God. If every believer shall call him came on a mistake and rise from the hearts of people compromised
 فى هذا النص تتضح عدة أمور منها :
أ- أن عيسى عليه السلام تبرأ ممن قالوا عنه أنه الله , وأبن الله والقرآن الكريم يصدق ذلك بقوله جلا وعلا :
( وإذ قال الله يا عيسى ابن مريم أأنت قلت للناس إتخذونى وإمى إلهين من دون الله قال سبحانك ما يكون لى أن أقول ما ليس لى بحق أن كنت قلته فقد علمته تعلم ما فى نفسى ولا أعلم ما فى نفسك أنك أنت علام الغيوب ما قلت له إلا ما أمرتنى به أن أعبدوا الله ربى وربكم وكنت عليهم شهيداً مادمت فيهم فلما توفيتنى كنت أنت الرقيب عليهم ( ) )
ب- أن الله سبحانه وتعالى أنزل فى القرآن الكريم تبيان كل شىء وتصحيح المفاهيم الخاطئة لدى أهل الكتاب كما أنه جلا وعلا حفظ مكانة أنبيائه – أحياءً كانوا أم أمواتاً
ج- لقد بشر هذا النص من الإنجيل بنبينا محمد (ص) وبأنه يصحح الأخطاء التى وقع فيها السابقون من أهل الكتاب وأن الله جلا وعلا : أنزل معه كتاباً فيه تفصيل كل شىء ( يا أهل الكتاب قد جاءكم رسولنا يبين لكم ما كنتم تخفون من الكتاب ( ) )
ولما ذكر سيدنا عيسى علية السلام أن الله سبحانه وتعالى – سيبعث بعده رسولاً سأله أحد الحواريين عن صفاته وموعده , وهذا نذكره فى الشاهد التالى
الشاهد الخامس عشر :-
( قال أندروس وهو أحد حوارى السيد المسيح : ( يا معلم اذكر لنا علامة لنعرفه )
أجاب يسوع : ( أنه لا يأتى فى زمنكم بل يأتى بعدكم بعده سنين . حينما يبطل أنجيلى , ولا يكاد يوجد ثلاثون مؤمناً فى ذلك الوقت يرحم الله العالم , فيرسل رسوله الذى تستقر على رأسه غمامة بيضاء , يعرفه أحد مختارى الله . هو سيظهره للعالم , وسيأتى بقوة , عظيمة على الفجار , ويبيد عباده الأصنام من العالم , وإنى أسر بذلك لأنه بواسطته سيعلن ويمجد الله ويظهر صدقى , وينتقم من الذين يقولون أنى أكبر من إنسان ( ) .
He does not come in your age but comes after you after years. When invalidate the Evangelist, There is hardly a believer in the thirtieth time that God have mercy on the world, sends his messenger, who settled on the head with a white cloud, a known God's elect.  and will come in force, the great lechery, and shall destroy idolatry of the world, and I am so for families that will be announced by him and glorify God and shows truth, and take revenge from those who say that I is greater than man.
لا شك أن هذا النص يدل دلالة قطعية على أن الرسول المشار إليه فى هذا النص هو سيدنا محمد (ص) فهو الذى أباد عبادة الأصنام , والقرآن الكريم أوضح صدق نبى الله عيسى عليه السلام فى إنه إنسان وليس إله.
كما أن هذا النص بين أن أهل الكتاب سيتعرفون على رسول الله محمد (ص) من خلال علامات وضحها لهم السيد المسيح عليه السلام ومنهم الراهب ( بحيرى ) الذى تعرف على رسول الله محمد (ص) وهو فى الثانية عشر من عمره وأوصى عمه أبا طالب أن يعود به الى مكة وأن يخشى عليه من اليهود .
يقول الترمذي :- قال : لما خرج أبو طالب إلى الشام وخرج معه رسول الله صلى الله عليه وسلم في المرة الأولى وهو ابن ثنتى عشر سنه فلما نزل الركب بصرى من ارض الشام وبها راهب يقال له بحيرا في صومعة له وكان علماء النصارى يكونون في تلك الصومعة يتوارثونها عن كتاب يدرسونه فلما نزلوا على بحيرا وكانوا كثيرا ما يمرون به ولا يكلمهم حتى إذا كان ذلك العام ونزلوا منزلا قريبا من صومعته قد كانوا ينزلونه قبل ذلك كلما مروا , فصنع لهم طعاما ثم دعاهم وإنما حمله على دعائهم انه رآهم حين طلعوا وغمامة تظل رسول الله صلى الله عليه وسلم من دونهم حتى نزلوا تحت الشجرة ثم نظر إلى تلك الغمامة أظلت تلك الشجرة فاظلت أغصان الشجرة على رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى استظل تحتها .
فلما رأى بحيرا ذلك نزل من صومعته وأمر بذلك الطعام فأتى به وأرسل إليهم وقال أنى صنعت لكم طعاما يا معشر قريش وأنا أحب أن تحضروه كلكم ولا تخلفوا احد منكم كبيرا ولا صغيرا حرا ولا عبدا فان هذا شئ تكرموني به , فقال رجل :  إن لك لشأنا يا بحيرا , ما كنت تصنع هذا فما شانك اليوم ؟ قال أنى أحب أن أكرمكم ولكم حق فاجتمع القوم إليه وتخلف رسول الله صلى الله عليه وسلم من بين القوم لحداثة سنه في رحالهم تحت الشجرة .
فلما نظر بحيرا إلى القوم فلم  يرى للصفة التي يعرفها ويجدها عنده ,  وجعل ينظر فلا يرى الغمامة على احد من القوم ويراها على رسول الله صلى الله عليه وسلم . فقال بحيرا : يا معشر قريش لا يتخلفن منكم احد عن طعامي ؟
 قالوا : ما تخلف احد الا غلام هو أحدث القوم سنا في رحالهم , فقال ادعوه ليحضر طعامي فما أقبح أن تحضروا ويتخلف رجل واحد مع أنى أراه من أنفسكم , فقال القوم هو والله أوسطنا نسبا وهو ابن آخى هذا الرجل يعنون أبا طالب وهو من ولد عبد المطلب فقال الحارث بن عبد المطلب والله إن كان بنا للوم أن يتخلف بن عبد المطلب من بيننا ثم قام إليه فاحتضنه واقبل به حتى أجلسه على الطعام والغمامة تسير على رأسه وجعل بحيرا يلحظه لحظا شديدا وينظر إلى أشياء في جسده قد كان يجدها عنده في صفته .
فلما تفرقوا عن الطعام قام إليه الراهب فقال : يا غلام أسالك بحق اللات والعزى الا ما أخبرتني عما أسالك ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تسألني باللات والعزى فوالله ما ابغض شيئا بغضهما , فبالله الا أخبرتني عما أسالك عنه قال : سلني عما بدا لك فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يخبره فيوافق ذلك ما عنده ثم جعل ينظر بين عينيه ثم كشف عن ظهره فرأى خاتم النبوة بين كتفيه على الصفة التي عنده فقبل موضع الخاتم .
قالت قريش : إن لمحمد عند هذا الراهب لقدرا وجعل أبو طالب لما يرى من الراهب يخاف على ابن أخيه فقال الراهب لأبى طالب ما هذا الغلام منك ؟ قال هو ابني قال ما ينبغي لهذا الغلام أن يكون أبوه حيا قال فابن آخى قال فما فعل أبوه ؟ قال هلك و أمه حبلى فيه ,  قال فما فعلت أمه ؟ قال توفيت قريبا , قال صدقت ارجع بابن أخيك إلى بلدة واحظر عليه اليهود فوالله لئن عرفوا منه ما اعرف ليبغنه عنتا فانه كائن لابن أخيك هذا شان عظيم نجدة في كتابنا واعلم أنى قد أديت إليك النصيحة فلما فرغوا من تجارتهم خرج به سريعا وكان رجال من يهود قد راؤوا رسول الله صلى الله عليه سلم وعرفوا صفته فأرادوا أن يغتالوه فذهبوا إلى بحيرا فذكروا له أمره فنهاهم اشد النهى وقال لهم أتجدون صفته ؟ قالو نعم قالو فما لكم إليه سبيل فصدقوه وتركوه ورجع أبو طالب فما خرج به سفرا بعد ذلك خوفا عليه       رواه الترمذي  
وذكرت كتب السيرة أن ميسرة غلام السيدة خديجة . وهو فى رحله التجارة الى الشام مع سيدنا محمد (ص) كانت تظلله غمامة أينما حل أو أرتحل .
ولم يكن ( بحيرى ) وحده الذى تعرف على رسول الله محمد (ص) بل إن أهل الكتاب يعرفونه كما حكى القرآن الكــــريم بقوله جلا وعلا ( يعرفونه كما يعرفون أبناءهم ( ) ) وتصديقا لهذه الأية الكريمة نذكر مثالين من أهل الكتاب ممن رأوا رسول الله وتعرفوا عليه , فمتهم من أمن به وأيده ومنهم من ناصبه العداء وحاربه .
المثال الأول
هو عبد الله بن سلام رضى الله عنه – فلقد روى البخارى فى صحيحه  ( كان عبد الله بن سلام ممن كانوا ينتظرون رسول الله بالمدينة وقت الهجرة , فلما وصل رسول الله الى المدينة جاءه عبد الله بن سلام , فسمع منه ثم رجع الى أهله , فلما خلا نبى الله (ص)  جاءه عبد الله بن سلام فقال : أشهد أنك نبى الله حقاً وأنك جئت بالحق , ولقد علمت اليهود أنى سيدهم وأعملهم . فأدعهم وأسالهم عنى قبل أن يعلموا أنى قد أسلمت , فإنهم إن يعلموا أنى أسلمت قالوا ما ليس فى ...... فأرسل نبى الله (ص) إليهم فدخلوا عليه فقال لهم نبى الله (ص) : يا معشر اليهود ويلكم إتقوا الله فو الله الذى لا إله إلا هو إنكم لتعلمون أنى رسول الله حقاً وأنى جئتكم بالحق فاسلموا . قالوا : ما نعلمه . فأعادها عليهم ثلاثاً وهم يجيبونه كذلك . قال فأى رجل فيكم عبد الله  ابن سلام ؟ قالوا ذاك سيدنا وإبن سيدنا وأعلمنا وابن أعلمنا
قالوا أفريتم إن أسلم ؟
قالوا حاشا لله ما كان ليسلم .
فقال يا إبن سلام : أخرج عليهم , فخرج عليهم فقال يا معشر اليهود ويلكم إتقوا الله الذى لا إله إلا هو إنكم لتعلمون أنه رسول الله حقاً وأنه جاء بالحق .
قالوا : أنت شرنا وإبن شرنا
فقال ابن سلام : هذا الذى كنت أخاف يا رسول الله ( )

* المثال الثانى :-
من الشخصيات التى عرفت رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكنهم أضمروا له العداء ( حيى بن أخطب ) فتحكى لنا السيدة صفيه بنت حيى فتقول :-
( لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة , ونزل قباء غدا ( أى ذهب إليه أبى ) ( حيى بن أخطب ) وعمى أبو ياسر إبن أخطب مغلسين ( داخلين فى ظلمة الليل ) فلم يرجعا حتى كان غروب الشمس فأتيا كالين ( يبدوعليهما الإعياء والتعب ) كسلانين متساقطين يمشيان الهونيى فهششت إليهما كما كنت أفعل فما التفت إلى أحد منهما مع ما بهما من الهم فسمعت عمى أبا ياسر يقول لأبى : أهو هو ؟ أى هو الذى بشرت به التوراة والكتب السابقة ؟ قال : نعم والله , قال عمى أتثبته ؟ قال نعم , قال عمى فما فى نفسك منه ؟ قال عداوته والله ما بقيت .
وهذا العداء من جهة حيى بن أخطب ما هو إلا حلقة فى سلسلة بدأها أجداده اليهود حين قالوا عن هاجر وإبنها إسماعيل عليهما السلام :-( اطرد الجارية وإبنها ) فهم أول من زرعوا فكرة التفرقة العنصرية وتكبروا بغير حق والعجيب أن أحفادهم ورثوا هذا الشعور المنفر حتى قال بولس الرسول فى رسالته الى أهل غلاطيه تحت عنوان ( مثل هاجر وساره ) ( إذاً لسنا أولاد الجارية بل نحن أولاد الحره ( )
وصدق الله إذ يقول : ( قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاء مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ ( )
وأنا أعجب اشد العجب لعداوة اليهود لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم والذي فرحت لمقدمه الدنيا بل والعالم بأسره
وفى هذا يقول الشيخ صلاح الدين القوصى :
ولما مست ذات رسول الله        الأرض و ولد محمد
حجب الجن وهدم القصر          وأطفأ نار الكفر محمد
لا بالروح ولكن جسدا           فيه السر بنفس محمد
عطر كل الكون النفس            وشرف كل الكون محمد
حتى الحجر وحتى الشجر           تهلل من إشراق محمد
ديوان ألفية محمد صلى الله عليه وسلم الجزء الحادي العشر ص 121

الشاهد السادس عشر
يذكر السيد المسيح عليه السلام نبؤه أخرى تبشر بمجئ سيد المرسلين محمد صلى الله عليه وسلم  فيقول : (  إن لي كلاما كثيرا أريد أن أقوله لكم ولكنكم لا تستطيعون حمله لكن إذا جاء روح الحق ذك يرشدكم إلى جميع الحق لأنه ليس ينطق من عنده بل يتكلم بما يسمع ويخبركم بكل ما يأتي ) يوحنا 14: 15
في هذه النبؤة يقول السيد المسيح عليه السلام أن بنى إسرائيل لن يستطيعوا تحمل الأمانة ولذلك لم يخبرهم السيد المسيح عليه السلام بكل شئ ومع هذا اخبرهم بأنه سيأتي بعده ( نبي )  من عند الله يخبرهم ويخبر الجميع بكل شئ وهذه حقيقة لان الحق جل وعلا يقول " وأنزلنا عليك القران فيه تبيان كل شئ " وقوله جلا وعلا " ما فرطنا في الكتاب من شئ "
كما اخبرهم السيد المسيح عليه السلام أن النبي الخاتم الذي يأتي بعده لا يتكلم من نفسه بل بما يوحى إليه وفى هذا يقول السيد المسيح عليه السلام في موضع أخر ( ابن البشر ذاهب والفارقليط من بعده يجئ لكم بالأسرار ويفسر لكم كل شئ هو يشهد لي كما شهدت له فاني أجيبكم بالأمثال وهو يأتيكم بالتأويل ) يوحنا 150 ترجمة اليوسعين
ويؤكد القران الكرم ذلك في أكثر من موضع :-
1-    " والنجم إذا هوى ما ضل صاحبكم وما غوى وما ينطق عن الهوى "
2-    " ولو نقول علينا بعض الأقاويل لأخذنا منه باليمين ولقطعنا منه الوتين " الحاقة
3-    لقد شهد القران الكريم براءة السيد المسيح عليه السلام مما الصقه به اليهود والنصارى من قولهم انه اله أو ابن اله فلقد قال القران الكريم " لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح بن مريم " وقوله عز وجل " ما المسيح ابن مريم الا رسول قد خلت من قبله الرسل " وقول الحق جل وعلا " وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم " 
كما أن السيد المسيح عليه السلام شهد لرسولنا محمد صلى الله عليه وسلم ووضح صفاته ولم يكتمها عن قومه وذكرها في أكثر من موضع في الإنجيل ولقد ذكرنا منها أكثر من شاهد .
ولقد ذكر الحق سبحانه وتعالى في الزبور :
( انه يولد ولد من نسل سيدنا داود ) ولكن تختلط الأمور على الناس فيقول ( سيولد لك ولد ادعى له أبا ويدعى لي ابنا ثم ابعث جاعل السنة كي يعلم الناس انه بشر ) الزبور 98
في هذه الفقرة يبين الحق جل وعلا أمورا ستحدث في المستقبل كما أن هذه الفقرة تبشر برسولين عظيمين:
1-    (سيولد لك ولد ادعى له أبا ويدعى لي ابنا ) والمقصود به سيدنا عيسى عليه السلام وقد حدث هذا بالفعل فلقد زعم بنو إسرائيل أن المسيح ابن الله : قاتلهم الله :
2-    (ثم ابعث جاعل السنة كي يعلم الناس انه بشر ) وقد حدث هذا بالفعل إذ بعث الحق سبحانه وتعالى رسوله محمد صلى الله عليه وسلم واخبر الناس بحقيقة سيدنا عيسى عليه السلام وهذا ما سنوضحه بإذن الله في الجزء الثانى من هذا الكتاب
ويؤكد ما سبق نبؤه ذكرها نبي الله أشعياء عن أوصاف سينا محمد صلى الله عليه وسلم فيقول ( فلا يقضى بحسب نظر عينيه لا يحكم بحسب سمع أذنيه بل يقضى بالعدل للمساكين ويحكم بالإنصاف لبائس الأرض فيسكن الذئب مع الخروف ويكون في ذلك اليوم يصل الرسول القائم رأيه للشعوب إياه تطلب الأمم ) أشعياء 11/2001
ويجدر بنا أن نذكر هنا ما ذكره الدكتور شميس في احد الاجتماعات ببرلين فيقول : ( يعتقد بعض العلماء أن القران كلام محمد , وهذا هو الخطأ المحض ,فالقران هو كلام الله تعالى الموحى على لسان رسوله محمد ,  وليس في استطاعة محمد ذلك الرجل الأمي في تلك العصور الغابرة أن يأتينا بكلام تحار فيه عقول الحكماء , ويهدى به الناس من الظلمات إلى النور ربما تعجبوا من اعتراف رجل أوروبي بهذه الحقيقة , لا تعجبوا فاني درست القران فوجدت فيه تلك المعاني العالية والنظم المحكمة , تلك البلاغة التي لم أر مثلها قط فجملة واحدة منه تغنى عن مؤلفات , والقران دون شك اكبر معجزة أتى بها محمد من ربه )
الشاهد السابع عشر
يذكر العهد القديم بشارة تؤكد أن الرسول الخاتم هو { محمد } صلى الله عليه وسلم
لقد ذكر الحق سبحانه وتعالى اسم نبينا الأعظم  " محمد "  صلى الله عليه وسلم فى قرآنه الكريم أربع مرات فقال جل وعلا :
1-  وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللّهُ الشَّاكِرِينَ (آل عمران : 144 )
2-  مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً (الأحزاب : 40 )
3-  وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ (محمد : 2 )
4-  مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً (الفتح : 29 )
هذا ما كان عن اسم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فى القرآن الكريم وفى الأخيرة منها والتى ذكرت فى سورة الفتح بين الحق سبحانه وتعالى أن له عليه الصلاة و السلام ولأصحابه رضوان الله عليهم ذكرا فى التوراة والانجيل . ولقد ذكر علماءنا العديد مما ذكر فى التوراة والانجيل عن الرسول صلى الله عليه وسلم  وكما بينا ما ذكر فى العهد القديم عن اسم نبينا " أحمد " فالأن أبين ما ذكر بخصوص اسم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم .
إعتاد اليهود على الكتابة بالأرقام, ويحوّلون الكلام إلى أرقام وقد يقوم الكتّاب بعد ذلك بتحويل تلك الأرقام إلى كلام ثان ويعرف هذا بحساب الجُمَّل وتصديقا لذلك ما ذكره رحمت الله الهندى في مقدمة كتابه اظهار الحق ما نصه ( ولما غير الربانيون والأحبار كتاب التوراة راعوا ان تكون نصوص النبوءات عن محمد صلى الله عليه وسلم نبى الإسلام واضحة للدارسين وخافية عن غير الدارسين )
وشارك النصارى وهم الشريك الأول لليهود فى إخفاء معالم وبشارات النبى محمد صلى الله عليه وسلم فتعلموا كذلك حساب الجمل .واعترف الكثير من الأحبار والربّانيين من الذين أسلموا بأنّ إسم نبي الإسلام " محمد " صلى الله عليه وسلّم قد ورد  فى العهد القديم فى سفر التكوين عن وعد الله جل وعلا لإبراهيم عليه السلام فقال ( وأما إسماعيل فقد سمعت لك فيه , ها أنا أباركة وأثمره وأكثره كثيراُ جداً أثنى عشر رئيساً يلد وأجعله أمة كبيرة (  )
18] And Abraham said unto God, O that Ishmael might live before thee!
[19] And God said, Sarah thy wife shall bear thee a son indeed; and thou shalt call his name Isaac: and I will establish my covenant with him for an everlasting covenant, and with his seed after him.
[20] And as for Ishmael, I have heard thee: Behold, I have blessed him, and will make him fruitful, and will multiply him exceedingly; twelve princes shall he beget, and I will make him a great nation
والأصل فى العبري كا لتالى :" وليشماعيل شمعتيخا هنى بيراختي أوثووهفريتي أوثووهربيتي بماد ماد "فحذفوا " بماد ماد "  ووضعوا ( أمة كبيرة ) بدلا منها ومع هذا استطاع علماءنا بحساب الجمّل ان يثبنوا انها تشير إلى النبى المعصوم صلى الله عليه وسلم وحساب  الجمل هو كالأتى : هو أن يبدلوا كل حرف برقم فسنكتب الحروف ونضع تحت كل حرف الرقم المناسب له ثم نتعامل مع الارقام و الألفاظ فسنجد أنها تعطى نفس المعنى كالأتى  :
ا  ب   ج   د    ه   و   ز  ح   ط   ى    ك  ل   م  ن   س   ع      ف    ص      
1  2  3   4   5   6   7  8  9  10  20 30 40 50  60  70 80 90
   ق     ر         ش    ت
100   200  300 400     
   فلو أخذنا كلمة  " بماد ماد "  وعوضنا عنها بالحروف كالأتى :
             ب      م     ا    د     م     ا      د 
             2    40   1  4   40   1   4       = 92
واسم نبينا الأعظم  صلى الله عليه وسلم " محمد "
           م      ح    م     د
          40   8   40   4   = 92
أرايت مدى التوافق فالحمد لله رب العالمين أن بصرنا بما حاول أهل الكتاب إخفاءه وصدق الحق حين قال { لَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلاَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاَتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً }النساء : 83 )
وليس هذا فحسب بل إن إنجيل برنابا نقل عن المسيح التصريح بالبشارة بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم بإسمه وذلك في مواطن عدة  منها: أن اليهود سألوا المسيح عليه السلام عن اسم النبي المنتظر فقال: "فقال الكاهن حينئذ: ماذا يسمى مسيا، وما هي العلامة التي تعلن مجيئه ؟ فأجاب يسوع: إن اسمه المبارك "محمد". حينئذ رفع الجمهور أصواتهم قائلين: يا الله، أرسل لنا رسولك، يا محمد، تعال سريعاً لخلاص العالم.
 ما رأيك عزيزى القارئ ؟ لقد ذكرت لك ما ذكره القرآن الكريم وما كان من العهد القديم ومافى العهد الجديد ثم ماذكر من انجيل برنابا . وراينا الى مدى تشابه ما فى انجيل برنابا مع ماهو فى القرآن الكريم  . ولولا ما حرفوه فى العهد القديم وتغيرهم لإنجل المسيح بالعهد الجديد لكان موافقا تماما لما ذكر فى القرآن الكريم وصدق الحق حين قال { إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَقُصُّ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ } (النمل : 76 )
ولذا نقول لهم ماقاله الحق سبحانه وتعالى { قُولُواْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ } (البقرة : 136 )






                                القضية الرابعة :
               (( قصص الأنبياء الكرام بين القران والعهد القديم ))
 ونعرض فيها  بعض ما وصفوا به الأنبياء والمرسلين  وما اتهموهم به من صفات لا تليق بآحاد الناس فضلا عن هؤلاء الأطهار الأخيار .                      
                   1-  سيدنا آدم عليه السلام :
     لقد اكرم القران الكريم سيدنا ادم ايما تكريم واعاد اليه حقه كأبى البشر {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ }البقرة  30  
     والوحيد الذى امر الحق سبحان وتعالى الملائكة بالسجود له  فقال جل وعلا {فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُواْ لَهُ سَاجِدِينَ } الحجر29 وأول من علمه الله جل وعلا الاسماء كلها فقال سبحانه وتعالى {وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلاَئِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاء هَـؤُلاء إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ }البقرة31 وأول من اسكنه الله جل وعلا الجنة فقال سبحانه وتعالى {وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ  )
 وأول من اخضعه الحق سبحانه وتعالى للتجربة  فقال جل وعلا (وَكُلاَ مِنْهَا رَغَداً حَيْثُ شِئْتُمَا وَلاَ تَقْرَبَا هَـذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الْظَّالِمِينَ }البقرة35  ) 
       فبه علمنا إلى من نلجأ إن خدعنا الشيطان وعلمنا إنه من الأفضل  العودة الى الرحمن بدلا من التمادى فى الباطل وعلمنا أن لنا ربا رحيما يقبل العبد ان تاب اليه  وعلمنا ان الانسان وإن حاولت الدنيا ان تضره  ثم لجأ الى الله  فلن يضره باذن الله شى
       وعلمه ربه سبحانه وتعالى كيف يتوب إن اخطأ  فاستغفر ربه وطلب منه المغفرة  فكانت رحمة لنا الى يوم الدين وإلا لو استكبر آدم ولم يعترف بذنبه ولم يرجو من الله العفو لكنا من الهالكين .اذ انه عليه السلام  ما إن أخطا حتى اعترف بذنبه على الفور قائلا {قَالاَ رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ } الأعراف23
   وزاد هذا الموقف يقيننا بأن الله جل وعلا صدق حين قال سبحانه وتعالى  (  وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ  ) الأعراف /156  وفى الحديث ( لله افرح بتوبة عبده من احدكم وقع على راحلته ووقد اضلها فى فلاة فقال من شدة الفرح  اللهم انت عبدى وانا ربك )
 كما تعلمنا  من قصة سيدنا ادم عليه السلام إن وعد الله جل وعلا لايتخلف  فرغم أن آدم عليه السلام  اسكنه الحق جل وعلا الجنة  ويسر له المقام فيها وحذره من عدوه وبين له  أن العاقبة كئود إن خالف اوامر ربه {إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلَا تَعْرَى } طه118 {وَأَنَّكَ لَا تَظْمَأُ فِيهَا وَلَا تَضْحَى }   طه119  
    وليس هذا فحسب بل بين له الحق سبحانه وتعالى أنه إن أهبط الى الارض فانه كرجل سيكون هو المتحمل للمعاناة ولمشقة الحياة  فقال سبحانه وتعالى {فَقُلْنَا يَا آدَمُ إِنَّ هَذَا عَدُوٌّ لَّكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى }طه117  ومع هذا  {وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِن قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً }  طه 115
 ليحدث ما اخبر به الحق سبحانه وتعالى  الا وهو  ( إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً)  ونستفيد من هذا ان علم الله جل وعلا علما ازليا  وانه لا يحدث فى كون الله إلا ما  أراده الله سبحانه وتعالى  فى الوقت الذى لا يجبر فيه الانسان على فعل شى بل انه يصل بنفسه الى ما كتبه الله جل وعلا  دون ارغامه على شى  والا فهل ارغم الحق سبحانه وتعالى ادم عليه السلام ان ياكل من الشجرة وان يعصيه حتى  يهبطه الى الارض رغم انفه  أم أان أدم عليه السلام هو الذى وصل باعماله الى مراد الله جل وعلا ؟
           فسبحان الله الذى لا يعجزه شى فى الارض ولا فى السماء  وليصمت من يدعون ان الإنسان مجبر على المعصيه  وانه لا ذنب عليه إن أخطا فكل شى مقدر . نعم كل شى مقدر بعلم الله سبحانه وتعالى ولكن يصل اليه الانسان بإرادته دون  اجباره على فعل شى والا لكان من الاولى ان يجبر الحق سبحانه وتعالى خلقه جميعا على الإيمان به  وان يقضى على الفور على اى انسان تسول له نفسه الجراة على الله سبحانه وتعالى        
  وهذا ليس بحاجة الى دليل  فنحن نحيا فى عالم به المليارات من البشر  وجميعهم يعيشون برحمة الله جل وعلا  ومن نعيمه سبحانه وتعالى وتحت سمائه وفوق ارضه ويسر لهم سبل العيش بامان ومع هذا  لا يشهد لله بالوحدانية الا امة محمد صلى الله عليه وسلم  فلو ان الامر إجبار لأرغم الحق سبحانه وتعالى الخلق اجمعين على الايمان به وحده جل وعلا وقالها الحق سبحانه وتعالى {إِن نَّشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِم مِّن السَّمَاء آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ }   الشعراء4         
 كما تعلمنا من قصة ادم عليه السلام ان الشيطان حقا ( للانسان عدو مبين ) فلم يترك إبليس  ادم عليه السلام  ولا حواء حتى اوقعهم فيما يغضب الله جل وعلا  فحين فشلت كل محاولاته فى اغوائهما  حلف لهما بالله سبحانه وتعالى لانه  يعلم انهما يقدسان الله جل وعلا وانه لن يقسم احد بالله كذبا {وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ }الأعراف21
       وناخذ من هذا الموقف امرين غاية فى الخطورة :
      أولهما  :  ان نسمع ونطيع اوامر الحق سبحانه وتعالى  وان نثق بها {أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ }الملك14 فمادام الحق جل وعلا اخبر بان هذا ( عدو لك ولزوجك ) كان ينبغى فهم هذا الامر على انه ليس مجرد تخويف  بل  حقيقة  وشاء الله سبحانه وتعالى ان يمر ادم عليه السلام  بهذه المراحل دون إرغام من الله جل وعلا له على شى ليكون لنا فيه العبرة والعظه .
  وثانيهما : انه  لا ينبغى علينا ان نجرب الله سبحانه وتعالى   فإن اخبر عن شى على الفور يجب القول ( سمعنا واطعنا )  كما ينبغى لنا ان لانثق فيمن حذرنا الحق سبحانه وتعالى منهم او من الاقتراب منهم لان الراعى يرعى حول الحمى يوشك ان يقع فيه  وان العدو مهما تزين لك فهو فى نهاية الامر عدو انما يريد لك الهلاك {إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللّهِ وَعَنِ الصَّلاَةِ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ }المائدة91
      وقياسا على ذلك ينبغى على امتنا الحبيبة  ان  لا تسير فى ركب ابناء القردة والخنازير لأن ( بعضهم اولياء بعض )  وقال سبحانه وتعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ }المائدة51  ومن ثم ( فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ }النور63
        ولأن الحق سبحانه وتعالى قال (وَخُلِقَ الإِنسَانُ ضَعِيفاً }النساء28 فهو جل وعلا  اخذ على نفسه عهدا إن اذنب  الانسان او ارتكب خطا  وعاد اليه سبحانه وتعالى ان يقبله على الفور  فقال جل وعلا {الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاء وَاللّهُ يَعِدُكُم مَّغْفِرَةً مِّنْهُ وَفَضْلاً وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ }البقرة268
     كما تعلمنا من قصة آدم عليه السلام ان حواء عليها السلام مشتركة فى الامر سواء بسواء كما انها وادم عليهما السلام وقعا فى المحظور معا  وليس كما يقال انها هى التى اغوت ادم وتسببت فى خروجه من الجنه فلقد ذكر القران الكريم فى سياق هذه القصة انهما مشتركين فى كل خطوة  ومن ذلك قول الحق سبحانه وتعالى (فكلا منها رغدا حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين ) إذن الامر هنا فى شدة الوضوح انه لهما دون تفريق .
      كما بين القران الكريم أن اغواء إبليس لهما كان معا فقال سبحانه وتعالى(  فأزلهما الشيطان ) وقال سبحانه ( فدلاهما بغرور )  وقال سبحانه وتعالى ايضا فى هذا الصدد  ان ابليس قال لهما {فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِن سَوْءَاتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَـذِهِ الشَّجَرَةِ إِلاَّ أَن تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ } الأعراف20  ولما كاد إبليس أن ييأس  تذكر انهما لن يقعا فيما يريد الا اذا دخل لهما فى ثياب الحملان فبين الحق جل وعلا مافعله فقال سبحانه وتعالى  {وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ) وليس هذا فحسب بل بين القران الكريم انهما اخطأ سويا فقال سبحانه وتعالى (  فاكلا منها  ) وقال جل وعلا ايضا ( فلما ذاقا الشجرة ) إذن هما تناولا من الشجرة معا  وتعرضا للجزاء معا فى نفس اللحظة {فَدَلاَّهُمَا بِغُرُورٍ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْءَاتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَن تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُل لَّكُمَا إِنَّ الشَّيْطَآنَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُّبِينٌ } الأعراف22
    وإلا لو اكل أحدهما قبل الاخر لظهرت عليه اعراض المعصية على الفور و لتنبه الاخر , فوقوع واحد اهون من وقوع الاثنين وطلب المغفرة لواحد ايسر , ولكن قول الحق سبحانه ( فلما ذاقا الشجرة بدت لهما سؤاتهما وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة ) يدل على انهما مشتركين فى كل خطوة لا كما يدعى الاخرون ان المراة هى سبب كل الشرور
         ما سبق كان إطلالة سريعة على قصة سيدنا ادم عليه السلام من وجهة نظر الاسلام وراينا كيف تناول القران الكريم القصة باسلوب يسير واضح دون التواء اوتضليل  كما ان الحق سبحانه وتعالى بين الامور دون اخفاء شى بل وصدق سبحانه وتعاى حين قال {وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ }  القمر40
        فلم يتحامل القران الكريم على ادم عليه السلام ولا على السيدة حواء فهما فى نهاية الامر بشر  يخطئان ويصيبان وليسا معصومين من الخطا  ثم انهما تابا الى الله جل وعلا  وهذا من التوجيهات التى ارادها الحق سبحانه وتعالى من قصة ادم عليه السلام {فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ }البقرة37
          وحتى تتعرف على سماحة القران الكريم وصدق كلماته والتى يقبلها العقل والمنطق بسهولة ويسر  اعرض لك عزيزى القارى ما ذكره العهد القديم بخصوص ادم عليه السلام وزوجته لنرى ( هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلاً)
ا– نعم ذكر العهد القديم ان الله سبحانه وتعالى خلق ادم عليه السلام من تراب  فقالوا : وجعل الرب الاله ادم ترابامن الارض ونفخ فى انفه نسمة حياة فصار ادم نفسا حية الا انهم قالوا ان الرب جل وعلا صور ادم على صورته جل وعلا فقالوا : فخلق الله الانسان على صورته وان قيل وماذا فيها ألم يقل رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك (ان الله خلق ادم على صورته )
         نقول نعم ولكن ليس بالمعنى الذى يقصده بنوا اسرائيل  فالرسول صلى الله عليه وسلم انما يعنى ان الله سبحانه وتعالى انما خلق ادم عليه السلام على صورته البشريه التى نعرفها  فالمقصود هنا هو ادم وبشريته وليس الحق جل وعلا ,لاننا والرسول صلى الله عليه وسلم امامنا نشهد بان الله جل وعلا لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ } الشورى /11 
  أما بنوا اسرائيل انما يقصدون المعنى الحرفى للفظ اى ان الله سبحانه وتعالى انما خلق ادم على صورته هو جل وعلا فقالو :وقال الله : نعمل الانسان على صورتنا كشبهنا  .واكدوا ذلك بقولهم : فخلق الله الانسان على صورته  على صورة الله خلقه .
ب– لم يذكروا شيئا عن امر الله جل وعلا للملائكة بالسجود لادم , ولم يتطرقوا الى ذكر معصية ابليس  لله سبحانه وتعالى  هل لانهم لايريدون ان يذكروا ابليس بسوء  ويريدون ان يحملوا ادم مسئولية المعصية وحده وان ابليس برئ من التهم التى نذكرها عنه ؟ ام انهم تجاهلوا ذلك لحاجة فى انفسهم؟ نعرفها بعد قليل ان شاء الله ..
ج-  ذكروا بان الله سبحانه وتعالى  : خلق جنة فى عدن شرقا  ووضع هناك ادم الذى خلقه .. وماذا فى ذلك ؟ لاشى غير انهم قالوا ان سبب سكنى ادم للجنه ليس للتجربة والاعداد كما بين القران الكريم انما قالو ان الله جل وعلا انما وضع ادم عليه السلام فى الجنة لسبب اخر فقالوا ( واخذ الرب الاله ادم ووضعه فى جنة عدن ليعملها ويحفظها 
د-  ذكر بنوا اسرائيل نوع الشجرة التى حذر الحق سبحانه وتعالى ادم عليه السلام من الاقتراب منها فقالوا : واوصى الرب الاله ادم قائلا من جميع شجر الجنة تاكل اكلا  اما شجرة معرفة الخير والشر  فلا تاكل منها  لانك يوم تاكل منها موتا تموت .. وهنا اكثر من غاية فى الغرابة  منها : ماذا يفيد تحديد نوع الشجرة  ؟
       فى الحقيقة بالنسبة لنا نحن المسلمين لاشى لاننا تعودنا مع القران الكريم ان العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب ,  و هذا نراه واضحا فى العديد من ايات القران الكريم اذ انه يركز على الحدث والفائدة المرجوة منه دون ذكر من نزلت فيه الايه لتظل بركة الاية  او وعيدها الى يوم الدين وحتى لا يظن احد انما هى كانت لشخص وانتهى الامر . فمثلا حين يقول القران الكريم{وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ وَاللّهُ رَؤُوفٌ بِالْعِبَادِ } البقرة207  مع ان معظم التفاسير ذكرت انها نزلت فى سيدنا " صهيب " رضى الله عنه  الذى ترك جميع ماله لقريش على ان يخلو بينه وبين الهجرة الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فى المدينه .
 إلا ان القران الكريم ذكرها دون ذكر اسم من نزلت فيه لتظل هذه الاية الكريمه تؤدى دورها مع كل من يقتدى به رضى الله عنه ويهاجر الى الله ورسوله وان كلفه ذلك التضحية بكل ما يملك لايمانهم بانه (يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ } النور32 وقد كان  فاصبح صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما بعد قادة وحكاما .
النقطة الثانية فى هذا النص هو ادعائهم قول الرب جل وعلا لادم : لاتاكل منها لانك يوم تاكل منها موتا تموت . وهل الرب سبحانه وتعالى فى حاجة لمثل هذا ؟ فماذا لو اكل ادم من الشجرة ولم يمت ؟  ما هو مقف الرب حينئذ ؟ أيقول انما كنت اهدده فحسب ؟
      من المستحيل : لأن بنوا إسرائيل قد لا يعلمون ما نعلم نحن المسلمين بأن الحق سبحانه وتعالى قال  {مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ }ق29  وقال جل وعلا {وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلاً لاَّ مُبَدِّلِ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ }الأنعام115 فلو ان الحق سبحانه وتعالى قال لادم  انك يوم تأكل منها موتا تموت  ثم اكل من الشجرة لمات من فوره . ولكنهم بنوا اسرائيل   فقد ذكروا ذلك لحاجة فى انفسهم ألا وهى انهم انما يريدون ان يخططوا لمشكلة اكبر من ذلك الا وهى  :ان يشرك العديد من بنى البشر بالله سبحانه وتعالى ولكن كيف ذلك  ؟
       فقد زعموا ان بوقوع ادم فى المعصية انه مات موتا روحيا وان لم يمت جسدا ومن ثم فاصبحت ذريته ومن جاء من نسله فى حكم الميت بل وفى العذاب المقيم ولذا اصبحت البشرية فى حاجة ماسة الى من يخلصهم من الموت ومن العذاب  ومن يقدر على ذلك ؟  فاختلقوا مشكلة اخرى الا وهى  زعمهم ان الله سبحانه وتعالى له ولد  {وَقَالُواْ اتَّخَذَ اللّهُ وَلَداً سُبْحَانَهُ بَل لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ كُلٌّ لَّهُ قَانِتُونَ } البقرة116 والحق (وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ } الصافات152 لانه  {مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِن وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذاً لَّذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ }المؤمنون91  
      لكنهم زعموا ذلك ليعرضوا هذا الابن الى الصلب والذبح فيكون هو الذبيحة الكبرى والتى ضحى بها الرب رغم انفة ليغفر لبنى البشر  فقالوا :من اجل ذلك كانما بانسان واحد دخلت الخطيئه الى العالم  وبالخطيئه الموت  وهكذا اجتاز الموت الى جميع الناس , قد ملك الموت من ادم الى موسى  لانه كما بمعصية الواحد صار الكثيرون خطاة  هكذا ايضا باطاعة الواحد  سيجعل الكثيرون ابرار وقالو ايضا : ان المسيح بعدما اقيم من الاموات  لا يموت ايضا  لايسود عليه الموت بعد  لان الموت الذى ماته  قد ماته للخطيئه مرة واحدة . ولا حول ولا قوة الا بالله . رغم انهم يذكرون فى العهد القديم بانه لا يؤخذ الابناء باى ذنب يرتكبه الاباء
فقالوا :لايقتل الاباء عن الاولاد  ولايقتل الاولاد عن الاباء  كل انسان بخطيئته يقتل ... وهذا ما يؤكده القران الكريم اذ يقول الحق سبحانه وتعالى  {أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى } النجم38  فماذا إذن ؟ فهم انما يناقضون انفسهم بل و (يبغونها عوجا )
ه– زعموا ان حواء لم تثق فى تهديد الرب فارادت ان تستوثق من الامر فسالت الحيه والتى فى زعمهم اذكى جميع الحيوانات فقالوا : وكانت الحية احيل جميع الحيوانات  فلما اخبرتها حواء بما امرهما به الرب  وهو انهما لايكلان من الشجرة لئلا يموتا    قالت الحية : لن تموتا  بل الله عالم انكما يوم تاكلان منها  تتفتح اعينكما وتصبحان كالله عارفين الخير والشر ..
    لقد اظهروا بغبائهم ان الله جل وعلا ( حاشاه ) مخادع  لانه بهذا لم يخبرهما بالحقيقة  فربما لو اخبرهما لما وقعا فى المعصية .  ثم من اعلم الحيه بذلك هل لان بيدها الموت والحياة , ام ان الله جل وعلا اطلعها على الغيب ,  ام انها من الذكاء حتى استطاعت ان تصل بفطنتها الى ما سكت عنه الرب جل وعلا , ام انهم بنوا  اسرائيل الذين يرغبون ان يبينوا لابنائهم بان لايثقوا كثيرا فيما يخبر به الرب وان لا يثقوا الا فى أحبارهم ورهبانهم  ؟ 
{وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللّهِ وَقَالَتْ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُم بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِؤُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ } التوبة30  ومن ثم فمادام ليس هناك موت وان الامر خدعه وان الرب هوالذى لا يريد لهما الخير فماذا لو أكلا  ؟
و– زعم بنوا اسرائيل بأن حواء كما سارعت وسألت الحية واكتشفت الامر  , هى التى بادرت واكلت من الشجرة واعطت زوجها ادم عليه السلام : اى هى التى اضرت بالبشر فتسببت فى اخراجهم من الجنة .
فقالوا :فرات المراة ان الشجرة جيدة للاكل وانها بهجة للعيون  وان الشجرة شهية المنظر  فاخذت من ثمرها  واكلت  وقلنا من قبل بان هذا من المستحيل لانه لوكان كذلك لظهرت اثار المعصية على الفور  عليها ولنجا ادم عليه السلام  من هذه الكارثة وكان من الايسر ان يستغفر لزوجته  إنما اراد بنوا اسرئيل ان يبينوا للناس بأن المراة هى اساس كل الشرور ..
      ز-  زعم بنوا اسرئيل  ان الرب سبحانه اصبح ( حاشاه ) فى قلق وحيرة وبخاصة بعدما اكل ادم وحواء من شجرة الخير والشر فقالوا : وفال الرب الاله هو ذا الانسان قد صار كواحد منا عارفا الخير والشر وماذ اذن  ؟ فشرع الرب يفكر فى الخلاص من هذا الامر لانه اصبح يخشى  ان يتجول ادم فى الجنة  ويرى شجرة الحياة  فيكل منها ويصبح من الخالدين
          وبالطبع سينجب آدم ذرية والولد يشبه اباه اذن ستكون الذرية كلها عارفة الخير والشر مثل الله سبحانه وتعالى كما يزعمون بل واضف الى ذلك انهم اصبحوا من الخالدين  ولذا ظن بنوا اسرائيل ان الرب جل وعلا راى انه من الايسر التخلص من ادم وحواء  قبل ان يتفاقم الامر ويصبح من الخطورة بمكان .
         فقالوا فى العهد القديم ما يدل على قلق الرب  وسرعة اتخاذ القرار واسبابه : هوذا الانسان قد صار كواحد منا عارفا الخير والشر   ولعله يمد يده الان وياكل من شجرة الحياة  وياكل منها فيحيا الى الابد   فاخرج الرب الاله ادم من الجنة ليعمل الارض التى اخذ منها والعجيب انهم اكدوا حرص الرب على الا يقرب احد من شجرة الحياة  حتى بعد نزول ادم الى الارض  فقالوا ان الرب : اقام لهيب سيف متقلب فى طريق شجرة الحياة ليحرسها من من ؟ لاندرى وقد اهبط ادم الى الارض اذن فى راى بنى اسرائيل ان الرب جل وعلا لم يهبط ادم الى الارض  لانه جل وعلا انما خلق ادم عليه السلام  لها حين قال سبحانه وتعالى  ( وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً ) البقرة /30
 وإنما فى علمهم  هى مسالة خوف من ان يتفاقم امر ادم فى الجنة  بدليل انهم لم يكتفوا بذلك بل اصروا على ان الله جل وعلا لم يغفر لادم ولا لزوجته  وظل ادم وذريته يرزخون تحت نير الذنب احقابا عديده مما جعلهم يختلقون قضية اخرى اوقعت العديد من بنى البشر فى الضلال والشرك ولا حول ولا قوة الا بالله  الا وهى زعمهم ان المسيح عيسى بن مريم هو ابن الله (حاشاه )
 تدرى لماذا  ؟
  فى زعمهم لا لشئ سوى ليقربه الرب قربانا لنفسه ليغغر بهذا الفعل الشنيع لادم وذريته  { إِنَّ هَـذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ }هود72  لانه اما كان من الاولى ان يهلك الرب سبحانه وتعالى ادم عليه السلام وزوجته ثم ينشى خلقا اخر {وَمَا ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ } إبراهيم20  بدلا من ان يظل الرب هذه الأماد الطويله يفكر كيف يغفر لادم وذريته .
  وصدق الحق سبحانه وتعالى حين قال {أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفاً كَثِيراً }النساء82 ولقد راينا بعض ما زعمه بنوا إسرائيل فى شان ادم عليه السلام وكيف ضلوا عن سواء السبيل  وصدق الحق سبحانه وتعالى حين قال {مَا أَشْهَدتُّهُمْ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَا خَلْقَ أَنفُسِهِمْ وَمَا كُنتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُداً } الكهف51
   فالحمد لله الذى هدانا لدينه القويم ولقرانه الكريم  والذى من علينا بخير خلقه محمد صلى الله عليه وسلم الذى لم يألوا جهدا فى تبليغ الرسالة واضحة ليلها كنهارها  وربى أصحابا بذلوا الغالى والنفيس حتى وصلت الرسالة الينا كما ارادها الحق سبحانه وتعالى  والحمد لله الذى هيأ لامتنا اهل رشد وصلاح حفظوا للانبياء حرمتهم فلم يخوضوا فى اعراضهم ولم يتجاوزوا ما اخبر به الحق سبحانه وتعالى لانهم دائما وابدا يقولون (لاَ عِلْمَ لَنَا إِنَّكَ أَنتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ }المائدة109
بخلاف بنى اسرائيل الذين ظنوا (أَنَّ اللَّهَ لَا يَعْلَمُ كَثِيراً مِّمَّا تَعْمَلُونَ }فصلت22 ولقد اخبرهم الله جل وعلا بعاقبة هذا التفكير السئ فقال جل وعلا {وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنتُم بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُم مِّنْ الْخَاسِرِينَ ْ}فصلت  23
2-  سيدنا إبراهيم عليه السلام
   كما اختلق بنوا اسرائيل اساطير حول قصة سيدنا ادم عليه السلام فكذلك لم يألوا جهدا فى تشويه تاريخ ابى الانبياء ابراهيم عليه السلام فبذلوا ما استطاعوا من جهد لتغير المعالم الرئيسية فى حياته حقدا من عند انفسهم  وما هذا الا ليصرفوا الناس عن سيد الخلق محمد صلى الله عليه  وسلم .
ولكن سيقول قائل ما علاقة بنى اسرائيل بنبى الله ابراهيم ونبى الله محمد صلى الله عليه وسلم  ؟ نقول ان العلاقة واضحة للعيان  فنبى الله ابراهيم هو الجد الأعلى لنبى الله محمد صلى الله عليه وسلم والذى حاول بنوا اسرائيل وبكل ما اوتوا من مكر ودهاء ان يغيروا فى التوراة
  وفى الأناجيل رغبة منهم فى ان يثبتوا لابنائهم بانه ليس لمحمد صلى الله عليه وسلم وجود من بعيد او من قريب فى كتبهم  ولكن شاء الله سبحانه وتعالى ان يسجل ما فعلوه  ( ليذوقوا وبال امره ) وابقى لهم الحق سبحانه وتعال ما يسؤؤهم  {وَيُحِقُّ اللّهُ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ }  يونس82
  ولذا سنركز فى قصة سيدنا ابراهيم على النقاط التى اختلقوها وتسببت فى هذا الخلط زعمهم ان نبى الله ابراهيم رضى عن تعذيب السيدة سارة للسيدة هاجر  ولم يحرك ساكنا مما غرس فى نفوس ابنائهم احتقار السيدة هاجر او من ياتى من نسلها   فقالوا :فقالت سارى لابرام ظلمى عليك  يقضى الرب بينى وبينك انا دفعت اليك جاريتى فلما رات انها حبلت صغرت فى عينيها فقال ابرام لسارى هوذا جاريتك فافعلى بها ما يحسن فى عينيك  .
  من الطبع ان هذا الكلام  هراء  لانه من المستحيل ان يتصرف ال بيت نبى الله ابراهيم عليه السلام بهذه الطريقة  لان ابراهيم عليه السلام اخبر الحق جل وعلا عنه  بقوله سبحانه {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتاً لِلّهِ حَنِيفاً وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ }النحل120 {شَاكِراً لِّأَنْعُمِهِ اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ }النحل121
    فالرجل الذى تجمعت فيه اخلاق امة من الكرم والمرؤءة والشهامة والشجاعة والوفاء والاحسان الى اخر هذه الاخلاق الكريمة والتى استطاع ان يتحدى قومه بها بمفرده أيقف مكتوف الايدى امام تعذيب إحدى زوجاته للاخرى ؟
   كما ان ما يزعمونه لا يليق بالسيدة سارة  فهى زوجة نبى وام نبى وجدة انبياء  وهولاء هم اهل واصل الاخلاق الحميدة فى كل زمان  ناهيك  ان السيدة هاجر حملت بجنين طال انتظاره من كليهما  من السيدة سارة ومن نبى الله ابراهيم  ليحمل معه امانة الدعوة لله رب العالمين  فكيف حين يمنّ الحق سبحانه وتعالى عليهم به تدب بذور الخلاف  ؟ فهذا لم يحدث الا فى عقول بنى اسرائيل المريضة بدليل ان الحق جل وعلا كافأ السيدة سارة ب (غلام عليم ) رغم انها كانت ( عجوز عقيم )
    فإن دل ذلك فانما يدل على ان الجزاء من جنس العمل فكما احسنت الى نبى الله ابراهيم ولم تمنعه من الزواج بغيرها وصبرت وهى انثى على العقم بل ورات ان جاريتها رزقت بمولود وعاملتهما افضل معماملة  لان هذا من شيم الأبرار وهل هناك من هو أبر من بيوت الانبياء؟ ومن ثم منّ الحق سبحانه وتعالى عليها بنبى الله اسحاق  ولذا قال نبى الله ابراهيم ({الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاء } إبراهيم39       
  أما بنوا إسرائيل بما لديهم من خبث وحقد نسجوا من خيالهم قصة عجيبه الا وهى ان السيدة سارة اصرت على طرد السيدة هاجر فزعموا انها قالت لنبى الله ابراهيم : اطرد الجارية وابنها  لانه لايرث ابن الجارية مع ابنى اسحاق )    ونسى هولاء أن الفترة التى هاجرت فيها السيدة هاجر الى مكة بنبى الله اسماعيل كان لايزال رضيعا بينما لم ترزق السيدة سارة بنبى الله اسحاق الا بعده بفترة . فكيف اذن ؟
  كما انه غاب عن عقول هولاء ان الحق سبحانه وتعالى انما اراد ان تنشا امة اخرى الا وهى امة محمد صلى الله عليه وسلم بعيدا عن بيئة بنى اسرائيل وعن اراهم ومعتقداتهم فلم يكن هناك مكان افضل من المكان الذى يضم بين جنباته بيت الله الحرام {إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكاً وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ } آل عمران96
    وحتى لايكون لأحد فضل على امة محمد صلى الله عليه وسلم سوى الله سبحانه وتعالى  تولى الله جل وعلا رعايتها وهى لاتزال فى صلب الرجال  فمن اجرى الماء للسيدة هاجر وابنها نبى الله اسماعيل  الا الله العلى القدير .. ومن الذى اطعمهم من جوع وامنهم من خوف غير الله العزيز العليم  ومن ساق اليهم البشر من " جرهم "  ومن غيرهم ليأنسوا بهم الا الله الحكيم الخبير   ولو ظللنا نعدد الفضائل التى من الله سبحانه وتعالى بها على امة محمد صلى الله عليه وسلم ما استطعنا الى ذلك سبيلا .
  وإنما أردنا بذلك ان نخبر بنى إسرائيل ان هجرة السيدة هاجر الى مكة كانت بناء على امر الله سبحانه وتعالى ولا دخل لأحد فيها وانما كان ابراهييم عليه السلام مجرد منفذ لاوامر الله سبحانه وتعالى  ولذا حين رات السيدة هاجر زوجها ابراهيم يضعهم فى مكان لا انيس فيه ولا جليس وتركهما وانصرف قالت : يابراهيم االله امرك بهذا ؟ قال نعم , قالت بكل ثقة : اذن لن يضيعنا الله ابدا 
وقد كان والحمد لله رب العالمين .ثم لم يكتف بنوا اسرائيل بما غرسوه فى نفوس ابنائهم زورا وبهتانا انهم ابناء الحرة ونحن ابناء الجارية كما اخبرهم بهذا بولس فى رسالته الى اهل رومية فقال : اذن ياسادة نحن اولاد الحره ولسنا اولاد الجارية  .. وما هذا الا ليضلواعن سواء السبيل  .
   وانما عمدوا الى الحقائق الثابته والتى لا تقبل الجدال وغيروها وسبحان الله العليم الحكيم الذى ابقى لهم مايكشف زيفهم ومن كتبهم فقالو عن مسالة الذبح  اى الرؤيا التى راها نبى الله ابراهيم ان يذبح ابنه نبى الله اسماعيل زعموا انها لنبى الله اسحاق  رغم انها لا تصلح الا مع نبى الله اسماعيل  فقالوا ان الرب جل وعلا قال فى العهد القديم لنبى الله ابراهيم
   : لانك لم تمسك ابنك وحيدك  اسحاق اباركك مباركة  واكثر نسلك .. مع انهم ذكروا انه فى هذه الاثناء لم يكن لنبى الله اسحاق وجود  لانه حين فرض عليهم الختان  قالوا ( ذلك اليوم ختن ابراهيم واسماعيل ابنه )
ولم يذكر نبى الله اسحاق  وانما ارادوا بكل هذا التضليل ان يصرفوا ابناءهم عن النبى الخاتم محمد صلى الله عليه وسلم ( صرف الله قلوبهم ) لانه {وَلَوْ عَلِمَ اللّهُ فِيهِمْ خَيْراً لَّأسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّواْ وَّهُم مُّعْرِضُونَ }الأنفال23      ألا بعدا لبنى إسرائيل كما بعدت ثمود .
كما أنهم أظهروا سيدنا ابراهيم بصورة غريبة حين تنزل به نازلة  فزعموا مرتين فى العهد القديم ان نبى الله ابراهيم حين حدث جوع فى الأرض اخذ زوجته سارة وذهب بها الى مصر تارة والى ابيمالك تارة اخرى  وان اكان هذا ليس بسبب  فالهجرة محمودة ولكن الذى نقصده هنا هو طريقة تعبيرهم عن الحدث  فبينوا ان نبى الله ابراهيم انما يريد لحياة باى ثمن  فقالوا فيكون اذا راك المصريون  انهم يقولون هذه امراته  فيقتلوننى ويستبقونك  قولى انك اختى  ليكون لى خير بسببك وتحيا نفسى من اجلك          
  ونسى هؤلاء ان هذا هو دابهم  فقال عنهم الحق سبحانه {وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ } لكن الله سبحانه وتعالى طمأنهم وبشرهم  فالجزاء من جنس العمل فقال جل وعلا  { وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذَابِ أَن يُعَمَّرَ } لماذا ؟
      لأن الله سبحانه وتعالى (وَاللّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ }البقرة96 ولقد نبه سيدنا عيسى عليه السلام على انهم خالفوا  ملة إبراهيم عليه السلام فقال : لوكنتم ابناء ابراهيم لكنتم تعملون اعمال ابراهيم ولكنهم من سفاهتهم بدلا من خجلهم وإعادة  النظر فيما يفعلون إذا بهم يسبون نبى الله عيسى عليه السلام فى نفسه وفى امه البتول الطاهرة  فقالوا قاتلهم الله : نحن ابناء ابراهيم ولكننا لم نولد من زنا .. ( لعنوا بما قالو )
ثم انهم عمدوا الى كل مااوصت به التوراة وغيروه  فحين امروا بالختان :هذا هو عهدى الذى تحفظونه بينى وبينكم وبين نسلك من بعدك يختن منكم كل ذكر   جاءهم من زعم ان لا ختان  الا وهو بولس فقال:فان الختان ينفع ان عملت بالناموس ولكن ان كنت متعديا الناموس  فقد صار ختانك غرلا......... وحين امروا بتعظيم السبت والا يعملوا : فتحفظون السبت لانه مقدس لكم  من دنسه يقتل قتلاتنهكوا حرمته  فى ذلك الوقت ذهب يسوع فى السبت بين الزروع فجاع تلاميذه وابتداوا يقطفون سنابل وياكلون
سادسا :( آل ابرهيم عليه السلام  )
أولا :  فى القرآن الكريم
لقد ذكر القرآن الكريم أن السيدة سارة كانت عاقراً  فقال تعالى عنها قولها  { عَجُوزٌ عَقِيمٌ } (الذاريات : 29 ) وذكر المفسرون انها عرضت ً على سيدنا إبراهيم أن يتزوج بالسيدة هاجر و نحن المسلمين نعلم أن الأنبياء عليهم صلوات الله وسلامة يتصفون بالرحمة لأنهم رسل الله ورحمة الله للعالمين فلا ينبغى أن يترك نبى الله إبراهيم زوجته السيدة سارة تعذب زوجته هاجر وأم إبنه إسماعيل كما زعم بنوا اسرائيل فى العهد القديم .
 كما أننا نعلم أن السيدة سارة زوجة نبى وأم نبى وجدة أنبياء فهل يليق بهذه السيدة العظيمة بعد أن تقدم الإحسان والعطف على زوجها وتنصحه بأن يتزوج لعل الله يرزقه بولد صالح يتحمل معه أمانه الدعوة , تتمرد عليه وتعذب  زوجته وإبنه ؟
ونحن المسلمين نؤمن بأن سيدنا إسماعيل عليه السلام  وأمه السيدة هاجر حقاً استقربهم المقام فى أرض الحجاز ولكن ليس هرباً من العذاب كما يزعمون ولكن لحكمة أرادها الحق سبحانه وتعالى فيقول ابن عباس :
( فخرج إبراهيم عليه السلام بهاجر وإبنيهما إسماعيل وهى ترضعه وسار بهما حتى وضعهما عند البيت عند دوحة زمزم فى أعلى المسجد وليس بها ماء فوضعهما هنالك ووضع عندهما جراباً فيه تمر وسقاء فيه ماء ثم رجع إبراهيم عليه السلام فتبعته أم إسماعيل فقالت يا إبراهيم أين تذهب وتتركنا فى هذا الوادى الذى ليس به أنيس ولا شىء ؟ فقالت له ذلك مراراً وجعل لا يلتفت إليها حتى قالت له : أألله أمرك بهذا ؟ قال نعم قالت : إذن لا يضيعنا الله ثم رجعت فانطلق إبراهيـــم حتى إذا كان عند الثنية : أى أعلى مكة حيث لا تراه استقبل البيت وقال كما حكى القرآن الكريم :
 قال تعالى  (رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُواْ الصَّلاَةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ (إبراهيم : 37 )
وجعلت أم إسماعيل ترضعه وتشرب من هذا الماء حتى نفذ ماء السقاء وعطشت وعطش إبنها وجعلت تنظر إليه وهو يتلوى فانطلقت كراهية أن تنظر إليه فوجدت الصفا أقرب جبل فى الأرض يليها فقامت عليه ثم إستقبلت الوادى تنظر هل ترى من أحد فلم تر أحداً فهبطت من الصفا حتى إذا بلغت بطن الوادى ثم سعيت سعى الإنسان المجهد حتى جاوزت الوادى وأتت المروة فقامت عليها فلم تر أحداً ففعلت ذلك سبع مرات .
فلما أشرفت على المروة فى آخر مره سمعت صوتاً فنظرت الى أعلى فإذا هى بالملك (جبريل) عليه السلام فسألها ليختبرها ويختبر إيمانها قائلاً من أنت ؟ وما جاء بك هنا ؟ فكانت إجابة هذه السيدة المؤمنة تدل على رضاً بالله وبقدرة ومع ما هى فيه فلم تسخط أو تندب حظها بل قالت : أنا هاجر زوجة نبى الله إبراهيم وأم إبنه إسماعيل , فسألها ولمن وكلكم ؟ فقالت بكل ثقة : لله
فقال أعلمى أن الله لا يضيع أهله فضرب الأرض بجناحه فنبع ماء زمزم فملأت السقاء وآخذت تحوط الماء حتى تحفظه من الزوال ولو لمدة فقال لها جبريل عليه السلام أن الجزاء من جنس العمل فكما قلت لإبراهيم بأن الله لا يضيعنا فلا تخافى الضياع بل وبشرها بأن هذا الغلام سيكون له شأن عظيم فقال لها إن ها هنا لله بيتاً ينبه هذا الغلام وأبوه وفى هذا يقول الحق سبحانه {وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ } (البقرة : 127 )ومما سبق يتضح لنا أن سيدنا إسماعيل استقر عند بيت الله الحرام بمكة حيث تربى وتزوج وأنجب وجاء من نسله خير الأنام محمد صلى الله عليه وسلم ( )
ثانيا فى العهد القديم "               
يحكى العهد القديم أن إبراهيم عليه السلام تزوج من السيدة سارة وكانت عاقراً فلم تنجب فنصحته أن يتزوج بجاريتها هاجر المصرية فأنجبت له أبناً أسماه إسماعيل وهو الجد الأكبر لخير الأنام " محمد " صلى الله عليه وسلم
" وأما ساراى  امرأة ابرام  لم تلد له " وقالت هو ذا الرب قد أمسكنى عن الولادة فقالت أدخل على جاريتى فدخل على هاجر فحبلت فولدت هاجر لابرام أبناً ودعا ابرام أبنه الذى ولدته هاجر إسماعيل ( )

"As for Sarai Abram wife did not give birth to him" and said it is, the Lord has kept me from birth to so you can marry  Hagar conceived, Hagar bare Abram a son, and Abram called his son that Hagar bore him Ishmael
ومن هذا النص تبين لنا أن سيدنا إسماعيل عليه السلام هو الابن الأول لسيدنا إبراهيم عليه السلام ولكن يذكر العهد القديم أن السيدة سارة حزنت حينما علمت بحمل السيدة هاجر بل وإشتد غيظها حينما رأت إبنها إسماعيل معها فى المنزل فألحقت السيدة سارة بالسيدة هاجر العذاب .
بل ويذكر العهد القديم أن سيدنا إبراهيم عليه السلام لم يفعل شيئاً تجاه هذا التعذيب بل وترك للسيدة سارة حرية التعامل مع السيدة هاجر وفى هذا يقول العهد القديم  " فقالت ساراى لإبرام ظلمى عليك , وأنا دفعت جاريتى الى حضنك , فلما رأت أنها حبلت , صغرت فى عينيها , يقضى الرب بينى وبينك فقال ابرام لساراى هو ذا جاريتك فى يدك افعلى بها ما يحسن فى عينيك فأذلتها ساراى فهربت من وجهها ( )  " .
وكان نتيجة هذا الإذلال أن هربت السيدة هاجر تاركة البلاد وهامت على وجهها هى وإبنها فى الصحراء إلى أن إستقر بهما المقام فى أرض " فاران ( ) وفى هذا يقول العهد القديم  فى هذه الأثناء قابلها الملاك فى الطريق وطمأنها وبشرها بأن إبنها إسماعيل سيكون له شأن عظيم فلا تحزن لما ألم بها .
فقال الملاك ( مالك يا هاجر لا تخافى لأن الله قد سمع لصوت الغلام حيث هو , قومى احملى الغلام , وشدى يدكى لأنى سأجعله أمه عظيمة , وفتح عينيها على إبنها فأبصرت بئر ماء فذهبت وملأت القربة ماء , وسقت الغلام , وكان الله مع الغلام فكبر وسكن فى البرية , كان ينمو رامى قوس وسكن فى بريه فاران ( )  من هذا النص يتضح أن سيدنا إسماعيل :-
1- أنه إبن سيدنا إبراهيم فهو عبرانى الأصل
2- استقر المقام بسيدنا إسماعيل فى بريه فاران وكما ذكرنا أنها مكة أو الحجاز حالياً والذى جاء من نسله سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
وفى العهد القديم ايضا :
 وكان أبرام ابن ستة وثمانين سنة حين ولدت هاجر إسماعيل لأبرام"(تكوين 16 :16) بينما ولد إسحاق ولإبراهيم (عليهما السلام ) من العمر مائة سنة (تكوين 21 :5 ) أي أنه يكبره بأربعة عشر عاما .أما إنجيل برنابا فيقول أنه يكبره بسبع سنوات (فصل 44 :11).
3- إذن فـ ( نبى الله إسماعيل هو الأخ الأكبر لنى الله إسحاق  عليهما السلام .
رابعا انجيل برنابا : 
 ذكرنا فيما سبق أن إنجيل برنابا أخبر عن الأحداث التى وقعت من إبراهيم عليه السلام مع قومه ومحاولتهم إحراقه وأخبركذلك عن تحطيم إبراهيم للأصنام وبينا كيف اختلف إنجيل برنابا مع أناجيل العهد الجديد وأسفار العهد القديم أما عن نسب ابراهيم عليه السلام فلم يتناوله انجيل برنابا بالتفصيل كما اننا لا نجد في إنجيل برنابا أي ذكر للكعبة ولفاران (الاسم القديم لمكة المكرمة ) وإن كان يمكن القول أنها ما أشار إليه بقوله "مدينة الآباء "(فصل 72 :23 ).
كما لا نجد به معجزة إحياء إبراهيم عليه السلام للطير بإذن الله والتي ذكرها القرآن الكريم فى قوله تعالى { َإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِـي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَى وَلَـكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِّنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِّنْهُنَّ جُزْءاً ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْياً وَاعْلَمْ أَنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ } (البقرة : 260 )
 كما لم يرِد به حواره مع ملك كافر والذي ورد في سورة البقرة { أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَآجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رِبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِـي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِـي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ } (البقرة : 258 )  
وعدم إحتواء إنجيل برنابا لهذه الحقائق التى ذكرها القرآن الكريم مما يبطل دعوى أهل الكتاب وهى أن مؤلفا مسلما هو من كتب إنجيل برنابا . فلو كان كذلك لذكر هذا المؤلف تلك النقاط التى ذكرها القرآن الكريم  لانها كانت تضيف للتقابل قوة ومكانة .                        
إلا أنه يحمد لإنجيل برنابا أنه برأ إبراهيم عليه السلام مما يتهمه به العهد القديم حين زعم كاتبوه أنه قدَّم زوجته سارة لفرعون مصر رغبة في المنفعة "قال لساراي امرأته فقولي إنك أختي حتى يُحسن إلي بسببك وتحيا نفسي من أجلك..ومدحوها لدى فرعون فأخذت المرأة إلى بيته. فأحسن إلى أبرام (إبراهيم) بسببها فصار له غنم وبقر ) فيذكر انجيل برنابا ان  "فرعون أخذ زوجته " فلم يكن هو من أعطاها له ومن هنا نجاها الله منه  واكرمها .
لقد أبتلي إبراهيم عليه السلام بأمره بترك بيت أبيه في صباه وهو بحكم سنه في أشد الحاجة لمن يرعاه فقَِبل، وها هو يبتلى وقد بلغ من العمر ما بلغ وهو في أشد الحاجة لابن يرعاه في شيخوخته ويحفظ اسمه بعد مماته بالأمر بذبحه وهو مع هذا يقبل أيضا .                  
 سابعا:   ( الإبتلاءات )
أولا : فى القرآن الكريم
لقد بين القرآن الكريم أن إبراهيم عليه السلام تعرض للكثير من الصعوبات والإبتلاءت وأخطر هذه الإبتلاءات حين رآى رؤيا مفادها أن يتقرب إلى الله جل وعلا بذبح ابنه إسماعيل عليه السلام وتبدأ القصة حين دعا نبى الله إبراهيم عليه السلام ربه جل وعلا أن يرزقه بغلام حليم يتحمل معه أعباء الدعوة ويكون إمتداد للدعوة الطاهرة فقال كما حكى القرآن الريم (رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ *فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ (الصافات : 100/ 101 )
 فرزقه الله جل وعلا هذا الغلام ولكن من المعلوم أن حياة الانبياء كلها دروس وعبر فأراد الله سبجانه أن يعلمنا كيف نصبر عند الإبتلاء مادام من عند الله فإن ختامه خير وهذا ما حدث { فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ * فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ *وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ * قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ * إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاء الْمُبِينُ *وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ * وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِين * سَلَامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ  }(الصافات : 102/ 109  
سبحان الله لقد كان إمتحان وابتلاء من الشدة بمكان ولكن استطاع نبى الله ابراهيم وابنه نبى الله اسماعيل عليهما السلام اجتيازه بفضل الله فكان التوفيق من الله وكان الجزاء أفضل بكثير فأكرم الحق جل وعلا الاب الرحيم أن أبقى له ابنه وفداه بذبح عظيم  بل وجعل من نسله جير خلق الله محمد صلى الله عليه وسلم وختم به الأنبياء 
وليس هذا فحسب بل رزق الحق سبحانه إبراهيم عليه السلام بما لم يكن يخطر له على بال فكما كان على استعداد أن يضحى بابنه لله وابقاه الله جل وعلا له انعم الله جل وعلا عليه بابن ثان من السيدة سارة فقال تعالى ( وبشـّرناه باسحاق نبيا من الصالحين * وباركنا عليه وعلى اسحاق " (سورة الصافات : 100 ـ 113 )  فهذا دليل على أن السيدة سارة أحبت نبى الله إسماعيل عليه السلام  وما تعرضت له ولا لامه هاجر بالتعذيب كما زعم أهل الكتاب وإلا ما كافأها الحق سبحانه وتعالى .
كما يتضح لنا ودون أدنى شك أو تفكير أن الذبيح هو إسماعيل عليه السلام  إلا أن بنى إسرائيل يصرون على أن يلوا عنق الحقائق ويصرون على أن الذبيح هو اسحاق فكيف ذلك وهو لم يولد بعد ؟ وتعنتهم هذا أوقعهم فى أخطاء واضحة لا يقع فيه من لديه مسحة من عقل
ثانيا :فى العهد القديم
لقد بينا وبإختصار ما ذكر فى القرآن الكريم بشأن قصة الفداء لنبى الله اسماعيل والآن نعرضها من العهد القديم ففي سفر التكوين يذكرون قول الرب جل وعلا لنبيه إبراهيم ألا وهو " بذاتي أقسمت يقول الرب اني من أجل أنك فعلت هذا الأمر ولم تمسك ابنك وحيدك أباركك مباركة وأكثر نسلك تكثيرا كنجوم السماء وكالرمل الذي على شاطىء البحر ويرث نسلك باب أعدائه ويتبارك في نسلك جميع أمم الأرض . من أجل أنك سمعت لقولي " 

Says the LORD swore to myself that I did for you this did not hold your only son I will bless you more and multiply your seed as the stars of the sky and the sand by the seaside and your descendants will inherit the door of his enemies and be blessed in thy seed shall all the nations of the earth. For you have heard to say
بالله عليك مارايك فى قولهم ( ولم تمسك ابنك وحيدك ) هل تنطبق على احد غير نبى الله اسماعيل ؟ هل من المعقول أن يكون لدى إبراهيم ولدان ثم يقال له تلك العبارة ( ابنك وحيدك ) هل يجوز ذلك فى حق الله سبحانه وتعالى ؟
إلا أنهم أدخلو على تلك العبارة رغم وضوحها كلمة " اسحاق  ".فقالوا فى سفر التكوين 22 :2 "قال خذ ابنك وحيدك الذي تحبه إسحاق" فهذا دليل واضح على اضافتها للنص لانه بمنتهى البساطة لو كان لإبراهيم عليه السلام ابنان و أمر بذبح أحدهما فلن يكون لما فعله نفس المعنى والتقدير ولكن ليكون الإبتلاء عمليا ذا معنى ومغزى ان يكون ابنا وحيدا وليس لديه غيره ولم يرزق به إلا بعد عمر مديد ينقطع معه الرجاء فى ابن اخر هنا يكون الإبتلاء حقيقى أما أن يكون لديه ولدان ويؤمر بذبح احدهما فما المغزى اذن وما العبرة ؟ 
وأما  ما  جاء في سفر التكوين 17 :4 ـ 9   عن نبى الله اسحاق ( بأنه سيكون أبا لجمهور أمم  )  فذلك كان قبل ميلاد نبى الله إسحاق عليه السلام  فإذا كان قد أمره بعد ذلك بذبح إسحاق فهناك كان سيعلم إبراهيم عليه السلام بأن الله سينقذ إسحاق بطريقة ما وحينها فلا مجال للخوف لانه لا إحتمال أن يموت إسحاق ذبحا أو بأي طريقة أخرى قبل أن يكون له نسل وبالتالي فإنه لن يكون ثمة إبتلاء فيما فعل إبراهيم ليستحق عليه الجزاء العظيم.
 مما يجعل الظن يتجه إلى أن المكان الأصلي لأمر إبراهيم بذبح ابنه سابق على العهود المثبتة في سفر التكوين . وأنه قد عدلت بعض ألفاظه. وهو ما يشير بلا شك أن الذي كان سيذبح هو اسماعيل عليه السلام ، وأن من نسله النبي الذي يبارك به الله قبائل الأرض. ولذا نقول لبنى اسرائيل ما أمرهم به الحق سبحانه وتعالى { قُولُواْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ } (البقرة : 136 )
ثالثا:فى العهد الجديد
لم يذكر العهد الجديد آى من هذه الإبتلات ولا تلك  فلم يذكر شيئا عن نبى الله إبراهيم ولا ابنه اسماعيل عليهما السلام فى هذا الخصوص ولم يركز إلا على الاكذوبة التى ملاؤ بها الدنيا ضجيجا ألا وهى زعمهم أن المسيح عليه السلام تعرض للصلب والقتل وليس هذا بجديد علبهم فكما كذبوا  قديما وحرفوا الكلم عن مواضعه وأضافوا للنصوص من عند انفسهم لتواكب ما بداخلهم فاذا بهم يرتكبون نفس الخطا فيغيرون ويحورون النصوص طبق اهوائهم ليثبتوا للعالم أن المسيح عليه السلام قد صلب .
ولقد بينا فى هذا الكتاب الذى نحن بصدده خطأ هذا الزعم ورأينا أن ندخل إلى إنجيل برنابا ليكون حكما عليهم وبخاصة أننا رأينا العهد القديم يذكر العديد من القصص وإن كان في بعضها أخطاء بينما تجاهل كتبة العهد الجديد العديد من القصص  .
رابعا : فى انجيل برنابا
بينما تناول إنجيل برنابا القصة فى فصل 44 :1 ـ 12   على لسان المسيح عليه السلام فقال "  حينئذ قال التلاميذ :’ يا معلم هكذا كتب في كتاب موسى أن العهد صنع بإسحاق ‘ .أجاب يسوع متأوها :" هذا هو المكتوب . ولكن موسى لم يكتبه ولا يشوع .بل أحبارنا الذين لا يخافون الله .الحق أقول لكم أنكم إذا أعملتم النظر في كلام الملاك جبريل تعلمون خبث كتبتنا وفقهائنا . لأن الملاك قال:’ يا إبراهيم سيعلم العالم كله كيف يحبك الله . ولكن كيف يعلم العالم محبتك لله . حقا عليك أن تفعل شيئا لأجل محبة الله ‘ 
. أجاب إبراهيم :’ ها هو عبد الله مستعد أن يفعل كل ما يريد الله‘ . فكلم الله حينئذ إبراهيم قائلا:’ خذ ابنك بكرك إسماعيل واصعد الجبل لتقدمه ذبيحة‘ .فكيف يكون إسحاق البكر وهو لما ولد كان إسماعيل ابن سبع سنين .‘ فقال حينئذ التلاميذ: إن خداع الفقهاء لجلي "
ثانياً: أنه نقل عن المسيح التصريح بأن الذبيح هو إسماعيل عليه السلام، وليس إسحاق كما يزعم اليهود، وفي هذا يقول انجيل برنابا :- "أجاب يعقوب: يا معلم قل لنا من صنع هذا العهد، فإن اليهود يقولون بإسحاق، والإسماعيليون يقولون بإسماعيل؟
أجاب يسوع: صدقوني؛ لأني أقول لكم الحق،إن العهد صنع بإسماعيل لابإسحاق. حينئذ قال التلاميذ: يامعلم هكذا كتب في كتاب موسى أن العهدصنع إسحاق. أجاب يسوع متأوهاً: هذا هو المكتوب، وأعاد الكلام ثانية فقال :
 ولكن موسى لم يكتبه ولا يشوع، بل أحبارنا الذين لا يخافون الله.
 الحق أقول لكم: إنكم إذا أعملتم النظر في كلام الملاك جبريل تعلمون حديث كتبتنا وفقهائنا؛ لأن الملاك قال: يا إبراهيم، سيعلم العالم كله كيف يحبك الله، ولكن كيف يعلم العالم محبتك لله حقًّا، يجب عليك أن تفعل شيئاً لأجل محبة الله، أجاب إبراهيم: هاهو ذا عبد الله مستعد أن يفعل كل ما يريد الله، فكلَّم الله حينئذ إبراهيم قائلاً: خذ ابنك بكرك إسماعيل، واصعد الجبل لتقدمه ذبيحة.  فكيف يكون إسحاق البكر وهو لما ولد كان إسماعيل ابن سبع سنين؟  فقال حينئذ التلاميذ: إن خداع الفقهاء لجلي، لذلك قل لنا أنت الحق؛ لأننا نعلم أنك مرسل من الله"
وذكر برنابا أيضاً أن المسيح خاطب رئيس كهنة اليهود قائلاً له: "إن إبراهيم أحب الله حيث إنه لم يكتف بتحطيم الأصنام الباطلة تحطيماً ولا بهجر أبيه وأمه، ولكنه كان يريد أن يذبح ابنه طاعة لله.  أجاب رئيس الكهنة: إنما أسألك هذا ولا أطلب قتلك، فقل لنا :
من كان ابن إبراهيم هذا ؟  أجاب يسوع: إن غيرة شرفك با الله تؤججني ولا أقدر أن أسكت. الحق أقول: إن ابن إبراهيم هو إسماعيل الذي يجب أن يأتي من سلالته مسيا الموعود به إبراهيم أن به تتبارك كل قبائل الأرض.  فلما سمع هذا رئيس الكهنة حنق وصرخ: لنرجم هذا الفاجر؛ لأنه إسماعيلى، وقد جدف على موسى وعلى شريعة الله"
أرايت عزيزى القارئ كيف بين إنجيل برنابا قضية الذبح والفداء باسلوب بسيط يشبه إلى حد كبير ما ذكر فى القرآن الكريم مما يجعلنا نتساءل اين العهد الجديد من هذه القصص ؟  وصدق الحق حين قال { إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَقُصُّ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ } (النمل : 76 )
ولذا نقول لهم ماقاله الحق سبحانه وتعالى { قُولُواْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ } (البقرة : 136 )
ثامنا : الحوار مع النمروذ فى القران الكريم
أخبرنا القرآن الكريم عن حوار دار بين نبى الله إبراهيم عليه السلام وبين طاغية من طواغيت الأرض كان يدعى النمروذ ولم نجد فى العهد القديم ولا العهد الجديد أى إشارة لهذا الحوار لأنه يخالف ما يدعوا إليه العهدين القديم والجديد من ضعف وخوار فى الدعوة إلى الله جل وعلا .
 إذ نرى فى نهاية هذا الحوار أن إبراهيم عليه السلام استطاع بفضل الله أن يتغلب عليه  ويعلن له أن الله جل وعلا هو وحده القادر على كل شئ  وفى هذا يقول تعالى :
{ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَآجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رِبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِـي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِـي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ } (البقرة : 258 )   وفى الوقت الذى افتقدنا فيه هذا الحوار فى العهدين القديم والجديد وكذلك افتقدناه فى إنجيل برنابا وجدناه  فى التلمود وان كان بصورة مختلفة .
النمروذ وإبراهيم فى التلمود :
فذكروا في مدراش رباه وهي من أجزاء التلمود : أن أبا ابراهيم عليه السلام  حنق عليه حين كسر الأصنام فخاصمه إلى النمروذ فسأله النمروذ:’ إن كنت لا تعبد الصور والمشبهات فلماذا لاتعبد النار ؟‘ قال إبراهيم :’ أولى من عبادة النار أن أعبد الماء الذي يطفئها‘ قال النمروذ:’ فأعبد الماء إذن؟‘ قال إبراهيم :’بل أولى من عبادة الماء أن أعبد السحاب الذي يحمله‘ قال النمروذ:’إذن تعبد السحاب ..‘
 قال إبراهيم :’ وأولى من السحاب بالعبادة ريح تبدده وتسير به من فضاء إلى فضاء‘ قال النمروذ:’ فما لك لا تعبد الريح ؟‘ قال إبراهيم:’إن الإنسان يحتويها بأنفاسه فهو إذن أحق منها بالعبادة ‘ . ومفاد الحوار أن الإنسان عندما ينظر في خلق الله يدرك أن هناك خالقا قديرا لايضيره شيء.
عندذاك أمر النمروذ " بسجنه سنة بدون ماء ولا طعام ولم يمت ، وضرب عنقه بالسيف فلم يعمل فيه السيف فأمر أحد أعوانه بإحراقه فخرج من الأتون لسان  نار وإلتهم الجلاد ولم يقترب من إبراهيم . فاتفقوا على احراقه بإلقائه في النار بمنجنيق ،فضرع الملائكة إلى الله أن ينجيه فأذن لهم أن يعملوا لنجاته  ما يستطيعون ، ولكنه أبى أن يعتمد في نجاته على أحد غير الله ، وإذا بالجمر من حوله كأنه فراش من الورد والريحان  . "
وإن كان الحوار مختلف إلا أنه  يحمد للتلمود ذكره لهذا الحوار الذى يدل على فهم للحقيقة الواضحة وهى أن ما فى الكون قوة يرجع اليها الامر كله إلا الله جل وعلا . وكذلك نعتبره حجة على أهل الكتاب فما افتقدناه فى أحد كتبهم نجده فى كتاب أخر وهذا ما يحمد للقرآن الكريم انه لم ينسى شيئا من أخبار الأولين لها قيمة إلا وذكرها وصدق الحق سبحانه وتعالى حين قال :
  {وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلاَّ أُمَمٌ أَمْثَالُكُم مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ } (الأنعام : 38 )وصدق سبحانه وتعالى حين قال{ وَكُـلاًّ نَّقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَاء الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَاءكَ فِي هَـذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ } (هود : 120 ) وقوله تعالى { كَذَلِكَ نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَاء مَا قَدْ سَبَقَ وَقَدْ آتَيْنَاكَ مِن لَّدُنَّا ذِكْراً } (طه : 99 )
   3  -نبى الله يحي عليه السلام
      نقرا فى القران الكريم العديد من الأيات و التى تخبر عن قتل بنى اسرائيل للانبياء  ومن ذلك قول الحق سبحانه وتعالى {إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الِّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ }آل عمران21  وقوله جل وعلا {فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ وَكُفْرِهِم بَآيَاتِ اللّهِ وَقَتْلِهِمُ الأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقًّ وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ طَبَعَ اللّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُونَ إِلاَّ قَلِيلاً } النساء155
      وكنا نتعجب  حين يجرؤ قوم على معاداة الانبياء   وازداد عجبنا ودهشتنا حين قرانا ان بنى اسرائيل لم يعادوا الأنبياء فحسب بل قتلوهم  ولا حول لا قوة الا بالله  والمذهل هو الاسباب التى من اجلها اقدموا على قتل الانبياء  من الطبيعى لو انهم جاؤ بقراب الارض مبررات فلن تقبل منهم  لان ملوك الدنيا لا يقبلون  ان  يهان مبعوثا من عندهم  برسالة  .
       بل قد يشنون حربا شعواء ان اصيب هذا المبعوث  او قتل  فما بالكم برسل الله العزيز الحميد  الذى لايعجزه شى فى الارض ولا فى السماء  فلقد توعدهم جل وعلا (  وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَن يَسُومُهُمْ سُوءَ الْعَذَابِ ) الاعراف /167    وفى الاخرة جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ } البقرة206
  لن تشفق عليهم عزيزى  القارئ حين تقرا الان لماذا وكيف قتلوا نبى الله يحي عليه السلام وهذه قصة مقتل نبى من الاف الانبياء الذين قتلوهم  ولكنها بقيت كدليل على صدق القران الكريم  فلقد اخفوا من كتبهم مايشير من بعيد او من قريب الى قتلهم الانبياء وسبحان الله الذى( وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ } الأنفال24 فأعمى ابصارهم عن قصة مقتل نبى الله يحي عليه السلام لتظل شاهد صدق على قول الحق سبحانه {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَقُصُّ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ } النمل76  ففى العهد الجديد قالوا  " فان هيرودس كان قد امسك يوحنا واوثقه  وطرحه فى سجن من اجل هيروديا امراة فيليبس اخيه  لان يوحنا كان يقول  لا يحل ان تكون لك 
ولما اراد ان يقتله خاف من الشعب لانه كان عندهم مثل نبى  ثم لما صار مولد هيرودس  رقصت ابنة هيروديا  فى الوسط فسرت هيرودس  من ثم وعد بقسم  انه مهما طلبت  يعطيها  فهى اذ كانت قد تلقت من امها قالت اعطنى ههنا على طبق راس يوحنا المعمدان  فاغتم الملك  ولكن من اجل الاقسام والمتكئين معه  امر ان يعطى  فارسل وقطع راس يوحنا فى السجن  فاحضر راسه على طبق ودفع الى الصبية
- حين تحدث القرآن الكريم عن الأنبياء من لدن آدم الى محمد ( ص ) ذكر أنهم أكمل البشر على الاطلاق إصطفاهم الله جلا وعلا ورفع قدرهم ولم ينقص أحداً منهم قدرة فقال الحق جلا وعلا" الحمد لله وسلام على عبادة  الذين إصطفى "
ويقول سبحانه وتعالى :- " ووهبنا لدواد سليمان نعم العبد أنه أواب " ويقول سبحانه وتعالى : " وإذكر فى الكتاب إبراهيم إنه كان صديقاً نبياً " كما يقول جل وعلا : وإذكر فى الكتاب موسى إنه كان مخلصاوكان رسولاً نبياً " ويقول جل وعلا : " وأذكر فى الكتاب إسماعيل إنه كان صادق الوعد وكان رسولاً نبياً " ويقول سبحانه وتعالى : " يايحيى خذ الكتاب بقوة وآتيناه الحكم صبياً "
ويقول سبحانه وتعالى  عن  يوسف عليه السلام : " وكذلك يجتبيك ربك ويعلمك من تأويل الأحاديث ويتم نعمته عليك وعلى والديك كما أتمها على أبويك من قبل إبراهيم وإسحاق إن ربك حكيم عليم "
فهذه الآيات بعض من كل أثنى الحق سبحانه وتعالى على أنبيائة وأخبرنا بسيرتهم الحسنه وأمرنا بالإيمان بهم جميعاً ولا نفرق بين أحد منهم فقال سبحانه وتعالى : " آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير "
كما أننا نلاحظ أن القرآن الكريم تناول حياة الأنبياء وكيف أدوا رسالات ربهم وكيف قابلت الأمم هذه الرسالات وكيف أيد الحق سبحانه وتعالى أنبيائه بشكل واضح مما يجعل من يرد أن يتعرف على حياة الأنبياء وماجاؤ به يجد فى القرآن الكريم ما يريد .
وذكر القرآن الكريم قصص الأنبياء ليكون لنا فيها العبره والعظة ولقتدى بهم جميعاً ومن ثم حرص القرأن الكريم على أن يتحدث عن الأنبياء  بشكل راق وبأسلوب واضح والقرآن الكريم إذ يذكر ذلك فإنه لا يجمل الصورة أولا يريد الإفصاح عن شىء فعله لأنبياء ( حاشا ذلك ) ولكن القرأن الكريم أخبرنا بأن الأنبياء عليهم صلوات الله وسلامة رسل لله الى الناس فلا بد أن يكونوا على درجة عاليه من الإيمان والعفه والطهارة والنقاء و التقوى حتى يتسنى لهم أن يأخذو بايدى الناس وليرشدوهم وليقيموا الدين لله
فقال سبحانه وتعالى يخاطب سيدنا محمد بعد ذكر الأنبياء " أولئك الذين هدى الله فبهداهم إقتده " وقال سبحانه وتعالى عنهم أنهم " المصطفين الإخيار " ومن ثم فنحن المسلمين ملتزمون بما أمر به الحق جل وعلا وبخاصة لأن القرآن الكريم يدعوا الى المساواة والإخوه والى مكارم الأخلاق فيقول سبحانه وتعالى " أن الله يأمر بالعدل والإحسان وأيتاء ذى القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغى " .
بينما نلحظ أن الأناجيل تناولت الأنبياء بشكل آخر فيقللون من شأن بعضهم ويمرون بذكرهم مرور الكرام حتى إنك لا تستطيع أن تتعرف على حياة الأنبياء معرفة واضحة فمثلاً
1- تذكر الأناجيل أن نبى الله يحيى المعروف عندهم بإسم يوحنا المعمدان قال عن نفسه وهو يقدم المسيح عليه السلام : ( يأتى بعدى من هو أقوى منى , الذى لست أهلاً أن أنحنى وأحل سيور حذائه. فى هذه الفقرة تذكر الأناجيل أن سيدنا يحيى لا يرتقى لدرجة تسمح له أن يحل سيور حذاء سيدنا عيسى عليه السلام وهذا غير منطقى لأن كليهما نبى باعتراف الأناجيل فيقولون عن يوحنا " يحيى" : ( وقال آخرون : أنه نبى أو كأحد الأنبياء ويقولون فى موضع أخر : ( فخافوا الشعب لأن يوحنا كان عند الجميع أنه بالحقيقية نبى )( ويقولون عن المسيح عليه السلام : ( فقالت الجموع : ( هذا يسوع النبى الذى من ناصرة الجليل
فأنى لنبى الله يحيى أن يقول  ذلك وقد قال عنه القرآن الكريم حين بشر الحق سبحانه وتعالى سيدنا زكريا عليه السلام ( أن الله يبشرك بيحى مصدقاً بكلمة من الله وسيداً وحصوراً ونبينا من الصالحين " (فإن كان نبى الله عيسى عليه السلام كلمة من الله فإن نبى الله يحيى أيضا كلمة من الله وإن كان نبى الله عسى ( آية ) فأيضا سيدنا يحى ( آية ) فهذا دليل على مدى إفتراء وكذب بنى إسرائيل وما كتبوه عن الأنبياء كما أنهم لم يقدموا تقريرا أو تصورا كاملا للأنبياء وحياتهم او ما حدث للانبياء مع اممهم فلا ندرى لماذا تجاهلوهم ؟
2- يذكر كتاب الاناجيل ان نبى الله عيسى عليه السلام افضل من سيدنا ادم عليه السلام فيزعمون ان خطيئة ادم تسببت فى موت العالم وأصبح الجميع يحملون قدرا من هذه الخطيئة مما جعل الحق سبحانه وتعالى حاشاه ان يرسل ابنه فيعرضه للموت والقتل والصلب ليغفر بهذا للبشر نتيجة ما تسبب فيه اباهم ادم وليحيا العالم من جديد بموت المسيح " قاتلهم الله انى يؤفكون " فيقولون فى الانجيل " من اجل  ذلك كانما بإنسان واحد دخلت الخطيئة الى العالم وبالخطيئة الموت وهكذا اجتاز الموت الى جميع الناس لأنه كما بمعصية الانسان الواحد جعل الكثيرون خطاه هكذا تملك النعمه بالبر للحياة الابدية بيسوع المسيح ربنا "
(الا ان القران الكريم بين لنا ان الانبياء جميعهم مرسلون من الله الى العباد لهدايتهم وإخراجهم من الظلمات الى النور وحين تحدث القرآن الكريم عن نبى الله عيسى عليه السلام شبهه الحق سبحانه وتعالى بسيدنا ادم عليه السلام فقال جلا وعلا " ان مثل عيسى عند الله كمثل ادم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون " بل لو بحثنا عن التفاضل بينهما لوجدنا ان ادم عليه السلام خلقه الله بيديه واسجد له ملائكته وعلمه الاسماء كلها فلا ندرى من اين جاء النصارى بما يزعمون على انبياء الله
3- يذكر كتاب الاناجيل أن نبى الله عيسى عليه السلام افضل من نبى الله موسى اذ يزعمون ان موسى عليه السلام ما هو الا خادم فى بيت الرب اما سيدنا عيسى فانه ابن صاحب البيت ولا حول ولا قوة الا بالله فيقولون " فان هذا قد حسب اهلا لمجد اكثر من موسى بمقدار ما لبانى البيت من كرامه اكثر من البيت . لان كل بيت يبنيه انسان ما ولكن بانى الكل هو الله وموسى كان امينا فى كل بيت كخادم وأما المسيح فكأبن على بيته لا ندرى لماذا كل هذا الاجهاد للعقول ومحاولة تغيير الامور ؟
هل يريدون ان يفرقون بين رسل الله؟  ام يريدون رفع مقام السيد المسيح لدرجة الالوهية ؟ والعجيب انهم أخطاؤ حتى فى هذه المقارنات لأنهم يعتقدون ان المسيح عليه السلام الها فكيف يقارنوه بالأنبياء ؟ فهذا الخلط دليل على ان ما ذكر فى الاناجيل فيه افتراء كثير على عيسى عليه السلام
ونحمد الله ان هدانا نحن المسلمين الى ما فيه الخير مما جعلنا نؤمن بما جاء به جميع الانبياء ولم نفرق بين احد منهم ولم نضع من قدر احدهم وفى هذا يقول الحق سبحانه وتعالى " امن الرسول بما انزل اليه من ربه والمؤمنون كل امن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين احد من رسله وقالو سمعنا واطعنا غفرانك ربنا واليك المصير "
- كما أن الأناجيل لا تحتوى على سرد واضح لحياه الأنبياء فإنك لا تجد فى الأناجيل ما قام به الأنبياء من دعوة وتبليغ الرسالة وكيف قابلت الأمم هذه الرسالات ولا نجد إلا إشارات بسيطة .
من الأنبياء وربما ذكرت للتقليل من شأنهم إذا ما قارنوهم بالسيد المسيح عليه السلام لأن النصارى تصر على رفع مكانة المسيح الى مقام الألوهية ولذا فهم يعتبرونه أفضل من الأنبياء
ويرجع السبب فى التقليل من شأن الأنبياء فى الأناجيل الى تأثر من كتب الأناجيل بما ذكر فى العهد القديم عن الأنبياء لأن اليهود والأحبار حين كتبوا التوراة لم يتقوا الله ولم يراعوا حق الأنبياء ووصفوهم بأوصاف لا يقبلها عقل ولا دين ونذكر مثالين لنبيين عظيمين ونرى كيف أهانهما أهل الكتاب فهم أعداء الفطرة السليمة والأخلاق الحميدة
فيقولون عن نبى الله " سليمان " عليه السلام
( وأحب الملك سليمان نساء غريبة كثيرة مع بنت فرعون موأبيات وعمونيات وأدوميات صيدونيات وحيثيات من الأمم الذين قال عنهم الرب لبنى إسرائيل لا تدخلو إليهم وهم لا يدخلون إليكم لأنهم يميلون قلوبكم وراء ألهتهم . فالتصق سليمان بهؤلاء بالمحبة وكانت له سبع مائة من النساء السيدات وثلاث مائة من السرارى فأمالت نساؤه قلبه وكان فى زمان شيخوخة سليمان أن نساؤه أملن قلبه وراء آلهة أخرى ولم يكن قلبه كاملاً مع الرب ألهه )
[1] But king Solomon loved many strange women, together with the daughter of Pharaoh, women of the Moabites, Ammonites, Edomites, Zidonians, and Hittites;
[2] Of the nations concerning which the LORD said unto the children of Israel, Ye shall not go in to them, neither shall they come in unto you: for surely they will turn away your heart after their gods: Solomon clave unto these in love.
[3] And he had seven hundred wives, princesses, and three hundred concubines: and his wives turned away his heart.
[4] For it came to pass, when Solomon was old, that his wives turned away his heart after other gods: and his heart was not perfect with the LORD his God, as was the heart of David his father.
[5] For Solomon went after Ashtoreth the goddess of the Zidonians, and after Milcom the abomination of the Ammonites.
[6] And Solomon did evil in the sight of the LORD, and went not fully after the LORD, as did David his father.

 إن هذا النص الذى ذكر فى التوراة عن نبى الله سليمان غير منطقى ولا يقبله عقل ولا دين لأسباب :
1- إن نبى الله سليمان عليه السلام من الأنبياء الكرام الذين إصطفاهم الحق سبحانه وتعالى وإثنى عليه بقوله جل وعلا ( ووهبنا لداود سليمان نعم العبد أنه أواب )
فكيف يخبر الحق عنه بأنه " نعم العبد " ثم هو يميل الى الهه أخرى .
2- أن الأنبياء أرسلهم الحق سبحانه وتعالى ليبلغوا رسالات ربهم وأن يؤدوا الأمانة كاملة فليس لديهم وقت لهذه الشهوات والملذات لأنهم ما أرسلوا إلا ليرشدو الناس الى الخير وليعلموا الناس العفة والطهارة فكيف يقدمون على ذلك وهم غارقون فى الملذات ؟ " حاشاهم "
3- ما فعل اليهود ذلك الا ليجدو سبيلا للطعن فى نسب سيدنا عيسى عليه السلام فهم يريدون أن يقللو من شأن السيد المسيح ويظنون أنه لا ينسنى لهم ذلك إلا إذ غيرو فى الأنساب من البداية ولكن شأت إرادة الله سبحانه وتعالى أن تكشف كذبهم وافتراءهم على الأنبياء فأنزل الحق سبحانه وتعالى القرآن الكريم وحفظ فيه سيرة الأنبياء كاملة ولندافع نحن المسلمين بالقرآن الكريم عن هؤلاء العظماء لقول الحق سبحانه وتعالى ( وجاهدهم به جهاداً كبيراً )
كما تذكر التوراة أن النبى لوط عليه السلام بعدما هلكت قريته ونجاه الله هو وابنتيه إستقر بهم المقام فى مغارة فيزعم اليهود أن ابنتى لوط عليه السلام سقتا أباهما خمراً ونامتا معه فيقولون
( وصعد لوط من صوغر وسكن فى الجبل وابنتاه معه لأنه خافا أن يسكن فى صوغر فسكن فى المغارة هو وابنتاه وقالت البكر للصغيرة أبونا قد شاخ وليس فى الأرض رجل ليدخل علينا كعادة كل الأرض , هلم نسقى أبانا خمراً ونضطجع معه فنحى من أبينا نسلاً , فسقتا أباهما خمراً فى تلك الليلة ودخلت البكر واضطجعت مع أبيها ولم يعلم باضطجاعها ولا بقيامها . وحدث فى الغد أن البكر قالت للصغيرة : إنى أضجعت البارحة مع أبى فنسقيه خمرا الليلة أيضا فأدخلى اضجعى معه فنحي من أبينا نسلاً فسقتاً أباهما خمراً فى تلك الليله أيضاً وقامت الصغيرة واضطجعت معه ولم يعلم بإضطجاعها ولا بقيامها .
فحملتا ابنتا لوط من أبيهما فولدت البكر ابنا ودعت اسم موأب وهو أبو المؤأبين الى اليوم والصغيرة أيضاً ولدت أبناً ودعت إسمه بن عمى وهو أبو بنو عمون الى اليوم ) ( )
[30] And Lot went up out of Zoar, and dwelt in the mountain, and his two daughters with him; for he feared to dwell in Zoar: and he dwelt in a cave, he and his two daughters.
[31] And the firstborn said unto the younger, Our father is old, and there is not a man in the earth to come in unto us after the manner of all the earth:
[32] Come, let us make our father drink wine, and we will lie with him, that we may preserve seed of our father.
[33] And they made their father drink wine that night: and the firstborn went in, and lay with her father; and he perceived not when she lay down, nor when she arose.
[34] And it came to pass on the morrow, that the firstborn said unto the younger, Behold, I lay yesternight with my father: let us make him drink wine this night also; and go thou in, and lie with him, that we may preserve seed of our Father.
[35] And they made their father drink wine that night also: and the younger arose, and lay with him; and he perceived not when she lay down, nor when she arose.
[36] Thus were both the daughters of Lot with child by their father.
[37] And the firstborn bare a son, and called his name Moab: the same is the father of the Moabites unto this day.
[38] And the younger, she also bare a son, and called his name Benammi: the same is the father of the children of Ammon unto this day.
لو لم يوجد فى التوراة نص غير هذا لكفى به إثماً مبيناً إذ إن اليهود يفترون على الله الكذب ويفترون على أنبياء الله وعلى أسرهم فهذا النص دليلا قطعياً على مدى غباء اليهود وحقدهم الأعمى وأنهم دعاة الرذيلة والفحشاء فكيف يقولون عن نبى الله لوط ذلك فإن ما قيل باطل ومحال للأسباب كثيرة :-
أولاً : إن نبى الله لوط من الأنبياء الذين إصطفاهم الله ليكون قدوة للبشر وحقاً كان كذلك بشهادة قومة له أجمعين حين أمرهم بترك الفاحشة فيقول القرآن الكريم " ولوط إذ قال لقومه أتأتون تالفاحشة ما سبقكم بها من أحد من العالمين . قالوا أخرجوا آل لوط من قريتكم إنهم إناس يتطهرون "
ثانياً : لو كانت ابنتا لوط بهذه الأخلاق الرذيلة لأهلكهم الحق سبحانه وتعالى مع أهل القرية بدليل أن الله جل وعلا أهلك امرأة لوط كما أهلك ابن سيدنا نوح أمام عينيه حين قال
" ربى إن أبنى من أهلى قال أنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح "
إذن كان السهل إهلاكهم بدلاً من أن يقعا فى الرذيلة ويدنسوا أباهم النبى .
ثالثاً: هل حين أهلك الله هذه القرية أهلك معها كل من على الأرض حتى لم يبقى فى الأرض رجلاً واحد ؟
بالطبع لا لأن ما كانت قرية لوط إلا قرية من ألاف القرى إذن فلو رحلوا أو تحركوا لوجدوا قرى أخرى بها رجالا يستطيعون أن يعاشروهم بالمعروف .
رابعاً : كيف لم يعصم الحق سبحانه وتعالى نبيه لوط من الوقوع فى المحرمات فهل كان الله جل وعلا غائباً " حاشا لله " وقت هذه الجريمة فيترك نبيه مرتين ليتعرض فيها بالزنا وهو لا يدرى .
خامساً : ألم تكن لدى نبى الله لوط نخوة الرجولة فيسأل بناته عن حملهن ومن أين جاءو بهذه الأبناء أم أنه كان مغيباً ورضى بما فعلوه ؟ فلو كان ذلك فكيف يعدونه نبياً ؟
سادساً : نحن نبرأ الى الله من هذه الافتراءات والأكاذيب التى يقوم بها أحبار اليهود ويدسونها ليشككوا الناس فى أمور العقيدة وليشيعوا الفاحشة ونحن ما ذكرنا هذين المثاليين الا لنلتمس العذر لمن كتب الأناجيل فإذا ما قارنا بين ذكر الأنبياء فى التوراة وذكرهم فى الأناجيل لو جدنا فارقاً كبيراً إذ أنهم فى الأناجيل مروا بالأنبياء مرور الكرام ويبنوا أن الأنبياء ليسوا بمثل مكانة السيد المسيح عليه السلام دون أن يخوضوا فى أعراضهم إلا أن من كتب الأناجيل تأثر ببعض ما كتب فى التوراة عن الأنبياء .








                             القضية الخامسة  :
*   صور من فساد بنى إسرائيل فى حق البشرية *
 ونذكر فيها بعض الآثار التي ترتبت على الفهم الخاطئ للدين والتي كان لها بالغ الأثر على المجتمعات  .                  
    أولا : الحروب الصليبية
تذكر كتب التاريخ ان الحروب الصليبية قديمة فقد بدت بوادرها مع ظهور الاسلام  فعندما تغلب هرقل على الفرس واعاد الصليب وبيت المقدس  وكانت الكنيسه تسانده  فاعلن انها حربا صليبيه حتى لقب هرقل  "أول الصليبين "
       الا انه اذا ذكرت الحروب الصليبية  يصرف الذهن على الفور الى الحروب الصليبية التى شنتها اوروبا فى اول الالفية الثانية  ولقد تناول الحروب الصليبية , والاحتلال الاوروبى  والعدوان الامريكى   العديد من الكتب  وبالتفصيل الا اننى هنا احاول ذكرها باختصار شديد لاننى     لست بصدد تاريخها  انما اريد ان اركز على ما قام به بنو اسرائيل على مر التاريخ  من اعتداءات  على المسلمين  وهذا لا يتسع له دائرة معارف  فجعلتها  فى نقاط  موجزة تذكرة لامتى الحبيبة  من باب (مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ }الأعراف164
     المدة :   مايقرب من مائتى عام  اى  منذ عام /1095 الى /1314
  البلاد المعتدية : معظم دول اوروبا  ومنها بريطانيا وفرنسا والمانيا وبلجيكا وغيرهم 
 البلاد المعتدى عليهم:      الدول الاسلامية وبخاصة الشرق الاوسط
الأسباب الدينية  :  ذكر ول ديورانت  :  ان الكنيسة انذاك كانت تعانى من مشاكل عديدة داخلية وخارجية مما جعل البابا اوربان الثانى  حين وصل الى كرسى البابوية  ولم يجد خلاصا لهذه المشاكل سرعان ما كرس جهده فى اشعال حروب خارجية وبخاصة مع دول الشرق الأوسط   بحجة لم شمل الكنائس جميعا تحت إمرته وتكون رومة هى حاضرة العالم المسيحى  العظيم القوة  وكانت لدية رغبة جامحة  فى السيطرة على العالم
  ومن ثم اشعل فتيل الازمة  وبث فى روح شعبه روح الجهاد بعدما وعدهم بغفران الخطايا  ومنحهم صكوك الغفران  واعفاء جميع المسجونين وبخاصة من كانت عليهم احكام بالاعدام  شريطة ان يخدموا بقية اعمارهم فى فلسطين  وحتى  يتسنى له ذلك كذب على شعبه  اتهم المسلمين  بما ليس فيهم وذكر افعالا لم يقوموا بها  وكان مما قال " يا شعب الفرنجة  شعب الله المختار   لقد جاءت من تخوم فلسطين انباء محزنة  تعلن ان جنسا  لعينا  ابعد ما يكون عن الله  قد طغى وبغى  فى تلك البلاد بلاد المسيحين وخربها بما نشره فيها من اعمال السلب والنهب  بالحرائق  ولقد ساقوا الاسرى الى بلادهم  وقتلوا بعضهم الاخر  بعد ان عذبوهم  أبشع التعذيب  وهم يهدمون المذابح فى الكنائس بعد ان دنسوها برجسهم
   انظر الى مدى يكذب البابا  فبدلا من يسخر ذكاءه  وفكره فى اصلاح كنيسته والاهتمام بامرها شغل بال شعبه  بل والامم المجاورة له من رعاياه بقتال المسلمين  وهتك استارهم  ونهب  اموالهم وثرواتهم    
          ولم بكن البابا وحده  بل  قالها غيره : فها هو القس " لبسوس " فيقول : ان الشرق  يدعو الغرب  لشد ازره  فجل ما نتوخاه ان نحرر الشرق  بواسطة السيد المسيح  ونخلص الكنائس المسيحيه  من ظلم الاسلام  ونفتح طريقا للسيد المسيح  بارجاع هذه الكنائس  لسيتها الاولى  هلموا الى قلب العالم الاسلامى  لنحرز فوز الصليب على الهلال  –
 ثم قال المستر " بلس "  ان الدين الاسلامى  هو العقبة القائمة  فى طريق تقدم التيشير  والمسلم فقط هو العدو اللدود لنا  -
        الأسباب الإقتصادية  :تذكر كتب التاريخ ان اوروبا فى تلك الأونة كانت قد سئمت الفقر جعلت اهلها على استعداد  ان  يبذلوا كل جهدهم فى سبيل الحصول  على اى مال  وان كلفهم ارواحهم فهم لا يملكون شيئا يبكون عليه فان  استجابوا لرغبة البابا وذهبوا الى بلاد الشرق  وامتلكوا ما فيها من اراضى وعقارات  واموال وثروات  وان هلكوا  فما خسروا شيئا , ونتج هذا الفقر عن اشياء كثيره منها عدم العدالة فى توزيع الميراث  فقد كانوا  يعطون الابن الاكبر الميراث  باكمله ويبحث اخوته الاخرون عن عمل يربحون منه ومن ثم اصبح هناك اقطاعيون فى الوقت الذى ازدادت فيه البطالة بشكل مطرد   , كما انه ظهرت طائفة من التجار والذين كانوا يرغبون فى الاتجار فى بطائع الشرق  والتى لا تعرف عنها اوروبا شيئا  .
         الأسباب الاستراتيجية :هو حلم البابا اوربان الثانى فى ضم الكنيسة الشرقية والكنائس الاخرى  المخالفة لكنيستة  الى حظيرة الكنيسة الام فى روما لانه كانت لديه رغبه جامحة فى السلطة لا تعلوها رغبة  وكانه لا يريد دينا اخر بجوارههم  فهو فى هذا الصدد شديد الشبه باخوانه اليهود الذين ذكروا فى بروتوكولاتهم  انه :حين نصبح سادة العالم لن نسمح بقيام دين غير ديننا     ويؤكد ذلك ما قاله  القائد " البوكرك "فى يومياته : فكان هدفنا الوصول الى الاراضى  المقدسة للمسلمين  واقتحام المسجد النبوى  , واخذ رفاة النبى محمد رهينة  لنساوم عليه العرب من اجل استرداد القدس  وكان هدفنا الثاتنى : احتلال جنوب مصر  من اجل تغيير مجرى نهر النيل كى يصب فى البحر الاحمر بدلا من مروره على القاهرة  فات طريقه الى البحر المتوسط مما يضمن لنا خنق  القلب الذى يقود الحرب ضدنا  .
 our goal to reach the Holy Land for Muslims and the storming of the mosque, and took the remains of the Prophet Mohammed held hostage to the compromise of the Arabs in order to recover Jerusalem and the goal was Althatny: the occupation of southern Egypt in order to change the course of the Nile River to pour into the Red Sea rather than passing on Cairo laps en route to the sea Medium, which ensures that our throttle heart, who is leading the war against us.

      الإدعاءات  والأكاذيب :راينا كيف كذب البابا على شعبه وأوهمهم ان المسلمين هم الجنس اللعين  وانهم ابعد مايكون عن الله  وكانه يذكر احوال شعبه  الذين وصل بهم الحال الى اسوا ما يكون   فقد بعدوا عن طريق الله   وافسدوا فى الارض  وخالفوا اوامر الله جل وعلا  حتى ارتكب ملك فرنسا جريمة الزنا  مما اوقع البابا فى حرج لانه كان يكيل بمكيالين   فكانت القوانين الكنسية تطبق على الضعفاء بحذافيرها  بينما يمثل السادة  شوكة فى حلق الكنيسة     مما جعل البابا  لا يرى حلا الا فى ابعاد الجميع عن اوروبا  فهو كالطبيب العاجز  الذى اراد ان يريح نفسه وكذلك المريض  فاعطاه سما قاتلا على انه الدواء  فان مات المريض لا يسئل عنه الطبيب فهو امام الجميع مات موتا طبيعيا . وليس هذا فحسب بل ذكر  " ول ديورانت  "  ان القسيس  بطرس بارثليموا  حتى يلهب مشاعر المقاتلين ادعى انه عثر على الحربة التى طعن بها المسيح  وجعلها علما امام الجنود 
والأعجب من ذلك  هو اتفاقه مع ثلاثة من الجنود  ان يختبؤ وراء التل  ويلبسون ثيابا بيض حتى اذا نادى على ارواح شهداء قديسين ماتوا قديما ظهروا وكانهم هم  فنادى البابا الرسول ادمهار على الشهداء القديسين  موريس , وتيودور , وجورج   وكأنها عادة البابوات  لماذا ؟ وهم القدوة وقد وصلوا الى ارقى مكانة يحلم بها من هم فى اهل ملتهم
 وهنا نحمد الله جل وعلا  على نعمة الاسلام الذى امرنا بالصدق وحذرنا من الكذب  .وجعل نبينا محمد صلى الله عليه وسلم المثل الأعلى حين قال " ان الرائد لايكذب اهله "  ولذا نجح المعصوم فى تربية جيل من المسلمين له من المبادى والقيم ما لم تشهد الدنيا لهم مثيل  واثنى عليهم الحق سبحانه وتعالى فقال جل وعلا   ( كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ) ال عمران /110  اما البابوات فقد اوردوا انفسهم واهليهم المهالك  وصدق الحق حين قال {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُواْ نِعْمَةَ اللّهِ كُفْراً وَأَحَلُّواْ قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ } إبراهيم28
        أحوال المسلمين : فى الوقت الذى كذب فيه البابا على رعاياه بخصوص المسلمين  فقد ذكر المؤرخون بان المسيحين فى الشرق الأوسط كانوا ينعمون انذاك  بما لم ينعم به اخوانهم فى اى مكان  وفى اى زمان  ولقد كان الحجاج المسيحين  يسيرون الى بلاد المقدس امنين مطمئنين فى حماية المسلمين 
       لأن المسلمين يعلمون جيدا ما اوصى به المعصوم صلى الله عليه وسلم بخصوص الذميين  والمعاهدين  وان الرسول صلى الله عليه وسلم سيكون خصما لمن اذى ذميا  ومن ثم فلم تمتد ايدى المسلمين الى احد من النصارى  الا ان البابا واعونه  استطاعوا  ان يبثوا الرعب والفرقه بين  المسلمين والمسيحين  فقد تمكنوا من ارسال قوات تابعة لهم فقتلوا الحجاج المسيحين  والصقوا التهمة بالمسلمين مما اشعل نار الفتنة بينهم وجعل القادة فى اوروبا يتحركون للثار لاخوانهم  ولتامين الطريق الى بيت الرب فى فلسطين  فلم يجنوا الا الدمار  لانفسهم ولشعوبهم   والعجيب ان القادة وكانهم منزوعى الارادة  فقد ساروا  وراء اوهام البابا حتى خلت بلادهم تقريبا من ساكنيها  فكانت هناك سبع نسوة لكل رجل  وكانت هناك ارامل لازواج احياء .        
  القادة المعتدون :رغم اننا حين نقرا التاريخ  نشعر ان ملوك اوروبا انذاك كانو وكانهم مغيبون فكانو يتصفون بالحمق  والتهور  والغدر والخيانة وعدم الوفاء بالعهد  فقد ارتكبوا من الاثام  والافعال مما يخجل الانسان من ذكرها  رغم المعاملة الحسنة  التى كانوا يتلقونها من المسلمين قادة وشعوب .       
  ومن ذلك ان صلاح الدين الايوبى كان قد عقد صلحا مع المملكة المتحدة  الا ان  احد القادة المسيحين  وهو ريجنلد سئم طول المدة  وكانه يكره الامن والامان فاعترض قافلة  وقتل من بها من الرجال  ونهب ما فيها من اموال وثروات وسبى النساء  وكانت من بينهم اخت صلاح الدين  فهو بهذا يكون قد خان العهد ونقض الصلح وروع الامنين  كل هذا فوق احتلاله للارض  واغتصابها من اهلها 
       القادة المسلمون  ابان تلك الحروب :من الطبيعى اذا تحدثنا عن القادة المسلمين فاننا سنذكر المحاسن والفضائل  وحتى لا يقال اننا نجامل اهل ملتنا , رايت ان اذكر ماقاله  اهل ملتهم ممن عاصروا القادة وراوا  بانفسهم الأخلاق مجسدة  فيهم بشكل أذهلهم لأنهم راوا فارقا شاسعا بين تصرفات قادتهم والتى تتسم بالطيش والتهور والغدر.
 وبينما نرى  تصرفات القادة المسلمين والتى تتسم بالرحمة والعفو والعجيب انها ليست نتيجة ضعف وانما عفوا وصفح عن قدرة وتمكين ولذا قال ول ديورانت ":وكان العالم قد كيف نفسه لقبول سيطرة المسلمين على الشرق الادنى  وكان الفاطميون يحكمون فلسطين حكما سمحا رحيما  استمتعت فيه الطوائف المسيحية بحرية واسعة فى ممارسة شعائر دينها  وكان فى وسع الحجاج المسيحين ان يدخلوا الاماكن المقدسة  بكامل حريتهم  مما لم يوفره القدادة المسيحين لابنائهم  بل بين الحين والاخر وليشعلوا فتيل الازمات  ويثيروا حمية جنودهم كانوا ينتظرون حجاجهم ويعتدون عليهم  ,    
بل وقال : إن صلاح الدين كان شفيقا على الضعفاء رحيما بالمغلوبين يسمو على اعدائه  فى وفائه بوعده  سمو حعل المؤرخين المسيحين يعجبون كيف يخلق الدين الاسلامى ( الخاطى ) فى ظنهم  رجلا يصل فى العظمة  الى هذا الحد وكان يعامل خدمه ارقى معامله  ويستمع بنفسه الى مطالب الشعب جميعها  وكانت قيمة المال عنده لا تزيد على قيمة التراب  ولم يترك فى خزائنه الخاصة بعد موته  الا دينارا واحدا .
             الحمد لله رب العالمين  ان ارسل الينا خير رسله فعلمنا مكارم الاخلاق  , فلو اننا نحن الذين ذكرنا هذا عن صلاح الدين وغيره من القادة العظماء لقالوا اننا نبالغ فى مدح القادة   الاان الغرب لم يتعود على مثل تلك الأخلاق   .
  الإنتهاكات التى ارتكبها القادة المعتدون :بالطبع لم نشهد ما فعلوه وانما حرصت ان انقل مافعلوه على لسان مؤرخيهم  وصدق الله جل وعلا حين قال (وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِّنْ أَهْلِهَا) يوسف /26      فيحكى " ول ديورانت " هو ايضا على لسان شاهد عيان  وهو القس " ريمند لاجيلى " قوله :وشاهدنا اشياء عجيبه اذ قطعت رؤؤس عدد كبير من المسلمين  وقتل غيرهم رميا بالسهام  او ارغموا  ان يلقوا بانفسهم  من فوق الابراج وظل بعضهم الاخر يعذبون عدة ايام  ثم احرقوا بالنار وكنت ترى فى الشوارع اكوام الرؤؤس والايدى والاقدام  وكان الانسان اينما سار فوق جواده يسير بين جثث الرجال .    
And we saw things wonderful as cut headers a large number of Muslims and killing others shot with arrows, or forced to throw themselves over the towers has been some other tortured for several days and then burned with fire and you see in the streets, piles , hands and feet and the krights wherever they went over the horse walking among the bodies of men. .
كما يروى " ول ديورانت  " على لسان شاهد اخر قوله : إن النساء كن يقتلن  بالسيوف والحراب  والاطفال الرضع يخطفن بارجلهن من اثداء امهاتهم  ويقذف بهم من فوق الاسوار  وتهشم رؤؤسهم بدقها بالعمد وذبح السبعون الف من المسلمين الذين بقوا فى المدينه    .
The women were murdered with swords and spears, and babies  feet so the breasts of their mothers and thrown over the walls and smashed their heads  By raising and slaughter of seventy thousand Muslims who remained in the city.
قاتلهم الله  ارايت ثم يتهموننا بالإرهاب  فمن  الإرهابى اذن ؟
  نتائج تلك الحملات والحروب : كان ينبغى ان تكون هناك نتائج مرضية  تساوى ماقاموا به من اعمال لاتقوم بها الحيوانات فى الغابة ,الا ان  " ول ديورانت "   ذكر فى كتابه  ما نصه :اذا نظرنا الى الحروب الصليبية من حيث اغراضها  المباشرة  والتى دارت رحاها من اجلها قلت انها اخفقت لا محاله    (  ذلك انه بعد ما دامت هذه الحروب قرنين من الزمان  بقيت بيت المقدس فى ايدى المسلمين  ولم يكسب المسيحيون شيئا سوى تقليلل عدد الحجاج الى بيت المقدس  لخوفهم ان يحدث معهم ما احدثه قادتهم بابناء المسلمين  يضاف الى هذا  ان الحكومات الاسلامية  التى كالنت تمتاز بالتسامح  مع اصحاب الاديان الاخرى  قد ذهب عنها تسامحها  بسبب الهجمات المتكررة على بلادها ).    
: If you look at the Crusades in terms of its goals and direct, which took place for it I said it failed inevitably (so that after as long as these wars two centuries remained Jerusalem in the hands of the Muslims did not earn Christians nothing but reduce the number of pilgrims to Jerusalem for fear that What happens with them sons of Muslims brought about by their leaders should be added that Muslim governments, which  characterized by tolerance with other religions has gone by the tolerance due to repeated attacks on the country)
وعلى الصعيد الاخر  فقد الاباطرة هيبتهم  لعجزهم  عن استرداد بيت المقدس  بل ودارت الخلافات بينهم فى بلادهم وكانها تصفية حسابات  لان عودة القادة والجنود ليبحثون عن اقطاعياتهم  ومن عاد منهم اراد ان يسطوا على اراضى غيره  ومن ثم نشبت الحروب الاهلية   والعجيب ان البابوات باركوا تلك النزاعات  ومنحوا الاطراف المتقاتله صكوك الغفران مما اذهل العاقلين  فقالو كيف يبارك البابا حربا نشبت بين الاخوة ولكى يكيدوا للبابا استدعوا بعض المتسولين وتصدقوا عليهم باسم محمد  لانهم راوا راى العين ان اتباع محمد صلى الله عليه وسلم افضل من اتباع المسيح عليه السلام .  
How  Pope blesses war broke out between brothers, in order to  the Pope summoned some of the beggars and believe them on behalf of Mohammed because they saw eye view of the followers of Muhammad peace be upon him better than to follow Christ, peace be upon him.
                          ثانيا : الاحتلال الاوروبى
       يقول احد المنصرين  وقتها : لماذا كنا نحاول البفاء  فى الجزائر  ؟ ويجيب على نفسه قائلا :  اننا لم نكن نسخر نصف مليون جندى  من اجل نبيذ الجزائر  او صحاريها او زيتونها  اننا كنا نعتبر انفسنا  سور اوروبا  الذى يقف فى وجه الزحف الاسلامى المحتمل ان يقوم به الجزائريون  واخوانهم من المسلمين عبر المتوسط  ليستعيدوا الاندلس  التى فقدوها  وليدخلوا معنا فى قلب فرنسا  بمعركة " بواتيه " جديدة  ينتصرون فيها  ويكتسحون اوروبا  الواهنة  ويكملون ما عزم عليه الامويون لتحويل البحر المتوسط الى بحيرة اسلامية  من اجل ذلك كنا نحارب الجزائر  –
   المدة :من القرن الخامس عشر  الى الخمسينات والستينات من القرن العشرين
 البلاد المعتدية :معظم دول اوروبا  ومنها اسبانيا والبرتغال وبريطاني وفرنسا والماني وايطاليا  وغيرهم
 البلاد المعتدى عليها : العديد من دول العالم الثالث وبخاصة دول العالم الاسلامىفى الشرق الاوسط
  الاسباب الدينية :تذكر كتب التاريخ  : انه بعدما خرجت اوروبا من العزلة ومن سطوة الكنيسة فلم يجد البابوات وسيلة للتخفيف من معاناتهم لانهم فقدوا الكثير بمجرد ان انسحب البساط من تحتهم الا ان يباركوا هذه  الحملات ومن ثم  حمل البرتغال لواء حركة دينية  يعترها البعض امتداد للحركة الصليبية  وذلك بهدف تعقب القوى الاسلامية  والاتصال بملك الحبشة المسيحى  للاشتراك فى معركة تطويق للدول الاسلامية  ولذا سارع  الباباوات فى فض النزاع بين اسبانيا والبرتغال  فى معاهدة شهيرة عام /1494  وهى معاهدة  توردميلاس 
  الأسباب الاقتصادية :بعد الثورة الصناعية التى قامت بها اوروبا  اصبحت فى حاجة ماسة الى العديد من الايدى العاملة  التى تقوم على التصنيع ليظل اهل اوروبا فى مكان السيادة  والقيادة وليصبح الايدى العاملة التى جلبوها من شتى البلاد هم العبيد والعمال  
           كما أن اهل اوروبا يحتاجون الى المواد الخام فهى متوفرة بكثرة فى البلاد العربيه وهم سياخذونها بلا مقابل  ومن ثم يتسنى لهم التصنيع بأرخص الاثمان واذا احتاجوا الى سوق فيعيدون ماتم تصنيعه الى تلك البلاد مرة اخرى ولذا فالمحتلون الأوروبيون لم يرقبوا فى اهل البلاد التى احتلوها عهدا  ولا ذمة  ففى مقابل المال  فعلوا كل شى فقد سلبوا الاموال والاولاد  وتركوا البلاد خالية من العمال والمهرة ومن ثم تسببوا فى تخلف اهل هذه البلاد عن الركب والتقدم الى سنوات طويلة والى الان تقريبا نعانى من جراء هذا الاحتلال  .
الأسباب الإستراتيجية :قديما قالوا  من لايملك اعطى لمن لايستحق  لاننا رايناهم يقتسمون البلاد وكأنهم ورثوها  فراينا كل منهم يختار البلاد التى يستفيد منها بشكل ميسر واكثر فعلى سبيل المثال  اختارت اسبانيا المغرب  واستاثرت ايطاليا بليبيا  وفرنسا بالجزائر  واخذت بريطانيا  نصيب الاسد فاحتلت البلاد التى تقع فى مواقع حساسة اى انها اختارت البلاد التى تقع على المضايق  والقنوات   لتظل متحكمة فى تلك البلاد بل وفى مصالح اخوانها السفاحين  وبالمناسبة انتهت بريطانيا  التى كانت لا تغرب عنها الشمس   فباذن الله سينتهى غيرها من الوجود  وما ذلك على الله بعزيز .
     كما ان الفاتيكان فى خرائطه منذ ما قبل القرن السادس عشر , يرسم قارات اسيا وافريقيا واوروبا  على  شكل ثلاث دوائر بيضاوية تتصل اعناقها الثلاث بحلقةهى القدس  اى ان فلسطين تشكل النقطة المركزية  الاستراتيجية  التى تمسك بخناق التقاطع الاستراتيجى بين قارات العالم  
  الإدعاءات والاكاذيب :سار الاحفاد المحتلين من اسبان وبرتغال وبريطان وفرنسيين  وغيرهم على نهج اجدادهم فى الاستعداد للحروب  فكما اوهم البابا  اوربان الثانى العالم المسيحى انذاك  بالخطورة التى يتعرض لها اخوانهم المسيحين فى الشرق  وتسبب فى اندفاع الالاف من ابناء اوروبا الى الشرق ظانين ان  البابا لايكذب  ,
          فكذلك أوهم المحتلون الجدد ابناهم بانه من الضرورى استئصال المسلمين لان بلادهم تفيض عسلا ولبنا وموارد خام وايدى عاملة من الكثرة بمكان   وانهم لايستحقونها  وان المحتلين هم اولى بها  لانهم حسب اراء الأحبار والرهبان والباباوات هم شعب الله المختار و من ثم فما ارادوه لا ينبغى ان يحرموا منه  ولا يمنعوا من الحصول عليه  وان ناوئهم اهل الأديان الاخرى وان كانوا مسلمين ابادوهم  ليتقربوا الى الله جل وعلا بذلك .
              والعجيب انهم يجدون اذانا مصغية  والمحزن انهم لايفيقون الا بعد فوات الاوان  فلم يدرك  "ريتشارد قلب الاسد  "  انه خدع بما حكوه عن قسوة المسلمين  الا حين راى بعينيه  ما فعله صلاح الدين معه ومع الجنود من تسامح ومودة لم يشهد لها مثيل بينما  لم يرى من اهل ملته الا الغدر  والخيانه  مما جعله يبادر بعقد صلح  مع صلاح الدين  والانسحاب فورا من الاراضى المقدسة  تاركا البلاد المقدسة تحت امرة المسلمين فهم احق الناس بها بل وهى فى امان اكثر  مادامت فى ايدى المسلمين  بخلاف ما اعتقد الباباوات واوهموا اهل ملتهم 
    احوال المسلمين انذاك : كان العالم الاسلامى انذاك يعانى الامرين من جراء العثمانيين  بفرضهم الحصار على العالم الاسلامى الذى تسبب فى تخلفهم عن ركب الحضارة  والعالم الاوروبى انذاك كان قد تقدم فى العلم  والحضارة  حتى اصبحت لديهم تكنولوجيا ومعدات لايستطيع العالم العربى والاسلامى مقاومتها 
     ومن ثم فكان العالم الاسلامى فوق رحمته وتسامحه التى يتصف بها      ليس بحاجة ان يجر على نفسه ويلات لايستطيع دفعها ولا قوات لايستطيع ردها   بدليل ان التاريخ لم يذكر انه كانت هناك مناوشات بين المسلمين والمسيحين  ولم يذكر ان المسلمين اعتدوا على المسيحين او اليهود فى عقر دارهم بل فوجئ المسلمون بما قام به بنوا اسرائيل من اعتداءات عليهم فى عقر دارهم وبدون انذار سابق   او ردا لاعتداء سابق  وانما هو الحقد  لاكثر  وصدق الحق حين قال ( وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ )  البقرة /120
القادة المعتدون :ما اشبه الليلة بالبارحة , فكما استغل  بوهمند  وريجنلد  من قبل فكرة البابا اوربان  الثانى  فى استغلال ثروات الشرق  وركعوا امام البابا  ليبارك لهم هذه الخطوات  سرعان ما استغل فاسكوا داجاما  وكريستوفر كولمبس حاجة بلادهم للموارد الخام  والايدى العاملة
             فلم يجدوا امامهم سوى البلاد الاسلامية والتى كانت تعانى من حصار وتخلف  وضعف  ولم يراقبوا الله جل وعلا فيهم  فساموا اهل البلاد الاسلامية سوء العذاب  من قتل  ونهب وتخريب  والتاريخ يشهد بما قام به فاسكوا داجاما من قتل  للبحارة الذين ارشدوه لطريق راس الرجاء الصالح الذى ضاع فى سبيله العديد من الارواح  والعتاد .
                 والأدهى من ذلك ما قام به نابليون بونابرت  من قتل لأهل غزة بعد ان عقد معهم صلحا  والقوا السلاح لمجرد الصلح فاستدار عليهم  وقتل ثلاثة الاف جندى فى جملة واحدة  ولن ينسى التاريخ ما فعله الايطاليون  بــ ( عمر  المختار ) الرجل المجاهد الذى  ظل يدافع عن بلده لسنوات رغم كبره وضعف المؤن والمعتدات  ناهيك عما فعله رؤساء امريكا المعتدون على العالم الاسلامى بداية من كلينتون   وبوش الاب والابن  الذين لم يألو جهدا فى تشريد ابناء المسلمين وتخريب بلادهم  ونهب اموالهم  وثرواتهم وسرقة حضارة الشعوب الاسلامية  على مراى ومسمع من العالم 
القادة المسلمون انذاك : لايخفى على القارئ العادى ان احوال المسلمين عامة انذاك كان يرثى له  وكذلك الحكام  :  لأن  الشعوب فى منعة وقوة وعزة  مادام حكامهم اقوياء ,  الا اننا حين نقرا التاريخ نفاجأ بان المسلمين  بعد انتهاء الخلافة العباسية  وصدر دولة المماليك اصبحوا مطمع للغزاة  والمحتلين الذين استغلوا انشغال بعض ولاة الامور الى الدنيا متجاهلين قول الحق سبحانه (وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُم مَّيْلَةً وَاحِدَةً) النساء /102
        وقد كان فما ان غفل القادة وضعفت الرعية الا وانقض عليها الاعداء من كل حدب وصوب مصداقا لقول المعصوم محمد صلى الله عليه وسلم سوف تتداعى عليكم الأمم كما تداعى الأكلة الى قصعتها  قالو او من قلة نحن يومئذ يا رسول الله قال : بل كثير  ولكنكم غثاء كغثاء السيل  وينزع الله مهابتكم من قلوب أعداءكم ويصيبكم بالوهن  قالوا وما الوهن يارسول الله  قال حب الدنيا وكراهية الموت )  حقا صدق رسول الله  ,    والله ما  اصيب القادة ومن بعدهم اممهم  الا بالركون الى الدنيا  والفناء من اجلها  ولقد نسى هولاء القادة الامانة التى حملوها   وهى ان يضحوا بارواحهم من اجل امتهم ودينهم  ان اروادوا ان يكونوا قادة ولكن شغل القادة انفسهم بتأمين قصورهم وضياعهم وثرواتهم  وشتان بين من يريد الدنيا ومن يريد الاخرة  فمن اراد الدنيا  وكل اليها  وهى دائما ابدا تقتل اصحابها  اما من اراد الاخرة اعانه الله جل وعلا على الدنيا واعطاه الله سبحانه وتعالى حظه من الدنيا لان الحق سبحانه وتعالى يعطى الدنيا لمن احب ولمن لا يحب   ولايعطى جل وعلا الدين الا لمن احب  .
           ولا يجتمع حب الله جل وعلا والدنيا فى قلب واحد لان الله سبحانه وتعالى اغنى الشركاء عن الشرك  فمن اشرك مع الله احدا فعمله للذى اشرك والله جل وعلا  منه براء   وعليه فان قادة الامم الاسلامية ابان الحروب  كانوا من الضعف بمكان   .
          ومن عاد الى التاريخ  على الأقل وجد ان القادة  لا يمثلون خطرا على جيرانهم  ومن باب اولى الاعداء اذن  فالاعتداء عليهم  انما هو اعتداء دون مبرر   ولا يمثل الا رغبة فى تدمير المسلمين  ويبدوا ان القادة  المسلمين  لم يكونوا يدركون مدى الخطورة لوجود الاعداء بين ظهرانيهم  فكانوا يظنون انها مجرد حركة تطهير  ثم يعودون  الا اننا وهم فوجئنا بهم  جاثمون على صدورنا  بعد ان سرقوا حضارتنا  ونهبوا ثروات البلاد  وارتكبوا فى سبيل ذلك من المجازر  البشرية ما لا يخطر لا حدهم على بال .     
 الإنتهاكات التى ارتكبها المعتدون :  لقد سلب الإحتلال الاوروبى  البلاد الاسلامية خيرة شبابها  الى بلادهم لا لشى الا  رغبة منهم فى استئصال شافة المسلمين  والقضاء عليهم   بتنصيرهم   والضغط  عليهم لترك الإسلام بكل الوسائل ,   ثم رغبتهم فى الإستفادة من الايدى العاملة  التى يحتاجونها  بشدة وبخاصة بعد الثورة الصناعية  التى غيرت  مجرى الحياة هناك  وقبل هذا  وذاك  رغبتهم  فى الحصول على المواد الخام لتشغيل المصانع  وهم على استعداد ان يحصلوا على المواد الخام  وإن كلفهم ذلك القضاء على أهل تلك البلاد   .
والعجيب انهم استغلوا تلك الشعوب  التى تئن تحت وطاة الاحتلال  ومن تلك الجرائم  سوقا لمنتجاتهم وسوقا للرقيق   فقد كانت قانونهم  هو امتصاص زبد الاقاليم  وان الميدان الحقيقى  للحصول على ذلك هو ميدان القتال ضد المسلمين       ولذا اصدر المشير  بادوليو  عام /1929  قرارا قال فيه "اذا ما  ارغمنا على القتال  فسوف نخوضها حربا شعواء  باساليب  ووسائل  جبارة  ستبقى ذكراعا  عالقة بالذهان  ولن يتذوق  ثائر واحد ولا سرته  او قطعانه او ورثته  طعم الهناء  ونحن جازمون  على تحطيم كل شى  رجالا   ونساء  واولالدا  وبناتا  واننا موجدون هنا  وسنبقى الى الابد 
نتائج الاحتلال الاوروبى على البلاد المعتدى عليها : تسبب الإحتلال الاوروبى فى خلق العديد من المشاكل  منها :    
  مشكلة الحدود :  فقد زرع الإحتلال الفرقة بين البلاد بما قام به من تغير حدود البلاد  مما أوقع البلاد الاسلامية فى حير وفى نزاع  مستمر  بسبب الحدود  كما نرى  فى منطقة المغرب العربى   وكما شاهدنا بين العراق وايران ثم العراق والكويت  ونسى المسلمون  ان المبدا الذى يعيش عليه اليهود واعوانهم  الا وهو " فرق  تسد " 
 مشكلة التخلف الاقتصادى :كما اوضحنا  ان الإحتلال  الاوروبى قام بشفط كل مقدرات الشعوب   بالاضافة الى سلب الابناء  والفتيات  والفتيان وتقريبا خلت البلاد من خيرة شبابها  ومن ثرواتها   فكيف ينتجون ؟ وما معهم شى  وما لديهم شى  ,
 مشكلة التخلف العلمى :من  المعلوم ان الاقتصاد هو عصب الحياة للافراد والمجتمعات  فبالاقتصاد يستطيع الفرد وكذلك المجتمع ان يمول الابحاث العلمية  ويتابعها حتى يصلون الى النتائج المرجوة والتى بها يتطور الفرد والمجتمع  فما بالك والاحتلال قد سلب الاموال والايدى العاملة كذلك  ولم يبقى لاهل تلك البلاد الا ما يبكون عليه . 
          ومن ثم عاشت البلاد  المعتدى عليها فى ضنك من العيش وتخلف علمى وحضارى بسبب الاحتلال  ولذا نرى الان الفجوة واضحة بين الشرق الاوسط وبين الغرب  وهذا لان منطقة  الشرق الأوسط فى صراع مرير منذ امد بيعيد فلم تكد تفيق من حرب حتى تقع فى اخرى  وحتى البلاد التى ليس لها شان بالحروب فهى ايضا تتاثر بما يحدث لاخواتها  وجيرانها فهى ايضا فى حالة طوارئ ومن ثم فلا مجال لها للتطور العلمى وبخاصة ان البلاد المعتدية لا تمول احدا ولا تاخذ بايدى احد فى تلك الاونة                                                       
                        ثالثا : العدوان الأوروامريكى
 المدة :من اواخر القرن العشرين الى الأن .
البلاد المعتدية :امريكا وحلفاءها  ومنهم بريطانيا  والمانيا واسبانيا وفرنسا واسرائيل  والعجيب أن عاون امريكا على الاعتداء على المسلمين بلادا لاول مرة تشارك فى حروب بتلك الصورة مثل اليابان والصين   ناهيك عن معظم بلاد اوروبا .
البلاد المعتدى عليها :البلاد الاسلامية ومنها افغانستان والعراق وجنوب السودان ولبنان  ولم تكتف بذلك بل يتحرشون بسوريا وايران  .
الأسباب الدينية :يقضى المخطط الأمريكى بإخضاع المنطقة لإسرائيل واستلاب العالم الاسلامى  وحضارة الاسلام  قيمة وثقافتة  هذا بالاضافة الى ان امريكا وحلفاءها يكنون عداء غير مبرر للإسلام واهله  ويظهر هذا بوضوح فى الحروب التى شنتها عليهم .
الأسباب الاقتصادية : رغبة امريكا فى السيطرة على منابع البترول  للتحكم فى مسار العالم الاقتصادى  ومنع تطور الراسمالية القومية  وخاصة فى البلدان الاسلامية  لان البترول  هو عصب التطور الصناعى  ومن ثم الراسمالى  ومن يسيطر على البترول يستطيع ان يتحكم فى كل شى  وفى حجم المسموح به من التصنيع والتطور  ومن ثم فلم تتوانى امريكا وحلفاءها من السيطرة على منابع اليترول  وان ازهقت الارواح  .
الأسباب الإستراتيجية  : يهدف المشروع الامريكى  والعدوان على العالم الاسلامى  هو اخضاع العالم لارادة  واشنطن التى تريد ان تهيمن على العالم الاسلامى  وبدات بالعراق لتؤمن الاماكن البعيدة فى افغانستان  ثم جاءت الى العراق  لتنطلق منها الى الشرق والغرب  لتخضع المنطقة لصالح اسرائيل
الادعاءات :ما اشبه الليلة بالبارحة : فكما كذب البابا اوربان الثانى على ملوك اوروبا وشعوبها واشعل فتيل الحروب الصليبية والتى عانت منها اوروبا والعالم الاسلامى كثيرا  , كذلك كذب بوش الابن على العالم وزعم ان بالعراق اسلحة دمار شامل ان تركت دون تدمير  فلن تقوم للعالم قائمة  وانه ينبغى ان يقف العالم جنبا الى جنب مع اليهود والمسيحين  الامريكان واعونهم لكى يحموا العالم من هذه الاسلحة الفتاكه .
   ولا نعجب حين استجاب  القادة الصهيو مسيحين لرغبة بوش الملحة فى تدمير العراق ومقدراته بدعوى امتلاكه اسلحة دمار شامل  لأن ملة الكفر واحدة ولقد اخبرنا القران بذلك حين قال جل وعلا ( ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى  حتى تتبع ملتهم )
 ولكننا نعجب لدرجة الأسى من القادة المسلمين وبخاصة العرب منهم  الذين اعانوا بوش على تدمير العراق  وانا لن أتطاول بالألفاظ على أحد ولكن ثمة سؤال اوجهه الى كل من اعان بوش ولو بالكلمة  : ماذا تقول لربك حين يسالك عن البنات اللائى هتك زبانية بوش اعراضهن  وعن الايتام الذين سفك بوش وزبانيته دماء  اباءهم  وعن الارامل اللائى  قتل بوش وجنوده ازواجهن  وعن مقدرات العراق التى نهبها الصهاينه ؟
              ألا تذكرون قول رسول الله صلى الله عليه وسلم " من أعان على قتل مسلم ولو بشطر كلمة جاء يوم القيامة مكتوب بين عينيه آيس من رحمة الله  , فقال عمر بن الخطاب هذا لمن أعان فما بال القاتل يارسول الله ؟  قال صلى الله عليه وسلم لقد قال فيه جل وعلا ( ومن قتل مومنا متعمدا فجزاءه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه واعد له عذابا عظيما )
      أحوال المسلمين :لايخفى على العالم الحالة التى عليها المسلمون الأن فقد وصلوا الى مرحلة عجيبة من الإحباط واليأس  والتخلف العلمى والحضارى درجة جعلت خداع العالم لهم بمنتهى السهولة  وانا اعحب  غاية العجب  للمسلمين الذين لا يملكون صرفا ولا عدلا  ولا يملكون اى طاقة للتغير  وليس لهم الان اى شوكة يخشى بأسها  او قدرة يحسب لها الحساب  ولم يرتكبون جرائم تجعل العالم  فى حيرة من امرهم او ان على العالم ان يسارعو بتلقين المسلمين درسا لاينسوه وانما هم فى غاية الضعف الذى لمنشهد له مثيل  .  
       وإن ما حدث من إحتراق وتدمير لمبنى التجارة العالمى  إنما هو من صنيعة بوش واعوانه اليهود  فهذا دأبهم  فكذلك فعل جدهم الأكبر نيرون  حين اراد ان يجعل العالم وشعبه انذاك يتعاطف معه فى محاربة اليهود وطردهم من روما ,  تدرى ماذا فعل ؟  قام بحرق روما  ونسب الحريق الى اليهود واتهمهم بانهم دائما وابدا يثيرون الشغب فى بلاده  ومن ثم فلم يحاسبه احد حين شرع لنفسه الانتقام من اليهود وطردهم من بلاده  والقضاء على من بقى منهم بارضه .
 فعلى نفس الدرب سار بوش واليهود فقاموا بضرب مبنىالتجارة العالمىواتهموا المسلمين بانهم هم من دمر هذا البرج ليسمحوا لأنفسهم بضرب المسلمين فى عقر دارهم والعجيب ان العالم الإسلامى فرح طربا لضرب البرج وسارع بالتعبير عن فرحته بأن احد ابنائه هو الذى دمر هذا البرج .
     وزكى الصهاينة تلك الاشاعة حتى اعتقد  الناس مسلمون وغير مسلمين  بأن المسلمين ارهابيون وانهم يستحقون ان يعاقبوا الى ان وقعوا فى المحظور  ولم يدركوا هذا الفخ الا بعد فوات الاوان  بعدما صنع اليهود مالم يكن يحلمون به  فهل كانت تحلم امريكا ان يكون لها قاعدة فى قلب المسلمين  وعلى مقربة من البيت الحرام  ( إنا لله وإنا اليه راجعون ) 
ولذا ( ياليت قومى يعلمون ) بما يحاك وبما يدبر ويبيت لهم  فاليهود والصهيومسيحيون لا يرغبون فى رؤية المسلمين  بل ويريدون استئصالهم  ولكن بقدرة الله جل وعلا ( حيل بينهم وبين ما يشتهون )وعليهم ان يتذكروا قول الله سبحانه وتعالى ( إن يثقفوكم يكونوا لكم اعداء )     
  المعتدون : بعد قراءات عديدة عن الحروب التى شنها اليهود والمسيحين على المسلمين  عبر التاريخ  راينا انه لافارق بين أول حرب واخرها   إلا فيما صاحب كل حرب من وسائل متطورة  اما الاسس والمبادئ فهى هى لا تختلف الا فى اسماء القادة  المعتدين والمعتدى عليهم   فكما دخل بوهمند وريتشارد وريجنلد  ارض القدس وذبحوا  اهلها  ودمروا  مقدساتهم واستحلوا  المحرمات  فكذلك دخل بوش وتونى بلير ورامسفيلد  وكولن باول  وغيرهم الى العراق وذبحوا قائده بعدما قتلوا الرجال ودمروا الشباب  وهتكوا الأعراض  وسرقوا حضارته  واوقفوا العراق مئات السنين  . (قاتلهم الله )
   ولقد كذبوا على الشعوب كما كذب البابا  اوربان وغيره من قبل ولقد اعترف بوش   فى مؤتمر صحفى فى العراق قبل انتهاء فترة ولايته  مما اثار حفيظة الصحفى العراقى  ( منتظر الزيدى )   فلم يملك الا الحذاء فرشق به بوش  على مراى ومسمع من العالم 
الإنتهاكات : لقد إرتكب الصهيو مسيحيون من المجازر مالم يرتكب من قبل  ففى العراق الان الالاف من المشردين  ومن المعاقين ومن الارامل اللائى لا عائل لهن كما سرق المحتلون المقدرات التى كانت من الممكن ان تاخذ بايدى الشعب الى النجاة وكذلك اصيب العراقيين بالأمراض التى لا علاج لها  فمن يرى العراق الان يرثى له .
        وكما قال شاهد العيان ابان الحروب الصليبية انه اينما سار الانسان على جواده سار على الرؤؤس وجثث القتلى  فكذلك فى اغتصاب العراق ذكر شهود عيان امريكان انه اينما سار الانسان فى بغداد كان يشم رائحة اللحم المشوى  وهذا صحيح لأن الامريكان استخدموا فى العراق الاسلحة المحرمة دوليا  واستطاع اليهود واعونهم بما لديهم من ادوات إعلام وإعلان  ان يخدعوا العالم وهم يحاولون ان يجتثوا العراق من جذوره  من تدمير للقرى  والمدن وتلويث المياه وصب الوان البلاء على ابناء العراق حتى يفقدوهم  القدرة على الحركة والعمل والدفاع عن انفسهم
       ولكى يوهم اليهود العالم  ان العراق بخير يقوم الزبانية الامريكان بين الحبن والاخر بعملية تدمير بعربية مفخخه وينسبونها الى القاعدة  وشاء الله ان يكشف زيفهم فيعلنون انهم قبضوا على زعيم القاعدة فى العراق  ثم يعلنون بعدها بفترة انهم تم لهم السيطرة على زعيم القاعدة فى ارض الرافدين  والغريب اننا فى كل مرة نصدقهم ونقول ينبغى على ابناء العراق ان ينهوا تلك العمليات حتى يطالب العالم اليهود والامريكان بالخروج من العراق   وكأننا لم نعى الدرس  ولا حول ولا قوة الا بالله .
النتائج :لقد خسر العدوان الأورو امريكى بعدوانه على المسلمين اكثر ما كان يتوقع من غنائم  فلو كسب بعض البترول فسرعان ما ينفد وكسب بعض الشهرة فسرعان ماتتلاشى ولكن الجروح والالام لن تموت  انما نجح الصهيو مسيحيون فى غرس الحقد والكراهية والرغبة فى الانتقام منهم فى اى وقت وفى اى مكان  ففى نفوس المسلمين الأن من الغيظ مما لو اشتعل  يوما ما لأحرق الاجضر واليابس  .
ولن يكون هذا عجيبا  فانما هم الذين سبقونا الى ذلك تدرى ماذا كان يقول الجندى الصهيومسيحى 
لامه وهو قادم على تدمير بلادنا :اماه اعلى صلاتك , لاتبك , بل اضحكى ,  فانا ذاهب الى ارض المسلمين فرحا مسرورا  سأبذل دمى فى سبيل  سحق الامه الملعونه ساحارب الديانه الاسلامية  ساقاتل بكل قوتى لمحو القران .  لماذ كل هذا التعنت ؟ لان الحاخامات شرعوا لابنائهم ذلك  فقد قال الحاخام اليهودى عوفاديا يوسف وهو يصف المسلمين بانهم صراصير وحشرات  وينبغى سحقهم بالاقدام 



















                 القضية السادسة
ونتناول فيه الكتب التى يؤمن بها المسيحيون  فعلى الرغم من أنهم يؤمنون بالعهد الجديد الا انهم تحملوا معه العهد القديم
 أولا الأناجيل
الإنجيل : كلمة يونانية (  الخبر السعيد أو البشارة ) ولقد قام أتباع السيد المسيح عليه السلام بكتابة الأناجيل ولكن بعد رفع السيد المسيح بفترة من الزمن وذلك اختلط الامر في الأناجيل واضاف كاتبوها من عند أنفسهم , ظانين أنهم بذلك أحسنوا للإنجيل ولكنهم بهذا أساءوا إلى الإنجيل فضلوا وأضلوا كثيرا .
  إلا أن إرادة الله شاءت أن يحفظ الحق جل وعلا الإنجيل الأصلي كما نزل على السيد المسيح عليه السلام ليطلع عليه المسلمون وبحمد والله وليعلموا صدق الله حيث قال " إنا أنزلنا الإنجيل فيه هدى ونور " المائدة وهذا هو انجيل برنابا الذي وقف له اليهود والنصارى بالمرصاد ومنعوا انتشار هذا الإنجيل وابقوا على الأناجيل الأخرى ليصدق فيهم قول الحق جل وعلا " يا بنى إسرائيل لم تلبسون الحق بالباطل وتكتمون الحق وانتم تعلمون " البقرة
أولا : انجيل برنابا
برنابا : هو احد حوارى السيد المسيح عليه السلام , اشتهر بينهم بالصدق والصلاح والتقوى ولم يكن خبيثا ولا سيئ الخلق وكان حسن الظن بالآخرين وهذه الأخلاق الحميدة هى التى دفعت بولس ان يلجا اليه ويصاحبه كى يدخل من خلاله الى النصارى لان بولس يعلم ان النصارى تكن احتراما  للحوارى العزيز برنابا وفى هذا تقول اعمال الرسل : ( ولما جاء شاول اى بولس الى اورشليم حاول ان يلتصق بالتلاميذ وكان الجميع يخافونه غير مصرفين انه تلميذ . فاخذه برنابا واحضره الى الرسل ) اعمال الرسل 9: 26 , 27
واخذ بولس يستغل وجود برنابا معه وسافر الى اكثر من مكان وظهر امام الكثيرين حتى يثق به الجميع وما ان شعر بولس انه لم يصبح في حاجة الى برنابا افتعل معه مشاجرة ثم افترقا على اثرها فيقولون ( فحصل بينهما مشاجرة حتى فارق احدهما الاخر وبرنابا اخذ مرقس وسافر في البحرالى قبرص واما بولس فاختار سيلا ) اعمال الرسل 4,49:15
وبعد هذه المشاجرة ادرك برنابا الشرك الذي وقع فيه وانه هو الذي ساعد بولس في الدخول الى المسيحية ولكن برنابا كان يقصد خيرا لعله بذلك يستطيع كف ايدى بولس عن تعذيب النصارى كما كان يفعل وليت بولس ظل يعذب النصارى ولم يدخل في المسيحية فقد قلب الدين راسا على عقب واحدث في الدين ما ليس فيه وقال عن الله عز وجل ما لم يقل وتحدث عن لسان المسيح بما لم يتحدث به وابتدع امورا في الدين افرغت المسيحية من مضمونها ولقد شعر برنابا بخيبة امل فيقول :
( وان هناك كثيرون ضلوا بسبب تعاليم بولس و الذين ضل في عدادهم ايضا بولس الذي لا اتكلم عنه الا مع الاسى ) برنابا 2 : 4 فهذه العبارة تحمل في طياتها حزن واسى شديدين مما دفع برنابا ان يسجل وبسرعه وبخط يده المبادى والاسس السليمه التى جاء بها سيدنا عيسى عليه السلام لتكون حجة على من يختلف غيرها ولتكون مرجعا اليها وقت الحاجه
فقال بعد ما رأى من ضلال بولس ومن معه وضاع الكثير من مبادئ الإنجيل القيمه " وهو السبب الذى  لاجله اسطر ذلك الحق الذي رايته وسمعته في اثناء معاشرتى ليسوع  ليسوع , لكىتخلصوا ولايضللنكم الشيطان فتهلكوا في دينونه , وعليه فاخذروا كل واحد يبشركم بتعليم جديد مضاد لما اكتبه لتخلصوا اخلاصا ايدينا " برنابا 2 , 9
وبهذا استطاع برنابا ان يبرئ زمته امام الله جل وعلا وان يكون خادما مطيعا لدينه القيم ولرسوله عيسى بن مريم عليه السلام فبين في انجيله كثيرا مما اخفاه الاخرون مثل:
1- بين برنابا في انجيله ان البشر لم يتحملوا وزر اليهم ادم وعليه فليسو في حاجه الى من يخلصهم وان كل انسان في حاجه ان يخلص نفسه بنفسه عن طريق الايمان بالله الواحد الاحد فهو سبحانه وتعالى الذي يغفر الذنوب جميعا
2- واكد برنابا ان سيدنا اسماعيل عليه السلام هو الابن البكر وعليه فهو الذي تعرض للذبح وليس اسحاق عليه السلام وان وعد الله عز وجل  لابراهيم ان برت ابنه باب اعدائه وانما المقصود به هو سيدنا اسماعيل ومن ياتى من ذريته وهو  اْلمعصوم محمد (ص) وامته ...
3- اكد برنابا ان المسيح عيسى ابن مريم عبد الله ورسوله مثل سائر الانبياء وانه بشر وليس اله ولا ابن اله فيقول: ( فلما كان الناس قد دعونى الله وابن الله على انى كنت بريئافى العالم " برنابا لباب " واجاب يسوع انى حقا ارسلت الى بيت "اسرائيل نبى "  برنابا 82 ,16
4- ذكر برنابا ان السيد المسيح عليه السلام بشر في انجيله بالرسول محمد (ص) في اكثر من موضع فقال " ولكن سياتىبعدى ميسا اىرسول المرسل من الله لكل العالم الذى لاجله خلق الله العالم " برنابا 82 :17
5- اكد برنابا على ان السيد المسيح لم يتعرض للقتل ولا للصلب وان الذي قتل هو يهوذا الخائن وان السيد المسيح رفع الى السماء دون قتل أو صلب فيقول " لان الله سيصعدنى من الارض , وسيغير منظر الخائن حتى يظنه كل احد اياى :برنابا .....
6- اكد برنابا ان سيدنا محمد رسول صلى الله عليه وسلم سياتى في اخر الزمان ومعه القران الكريم ليشهد صدق نبى الله عيسى عليه السلام " ولكن متى جاء محمد رسول الله المقدس تزال عنى هذة الوصمة " برنابا ويقول في موضع اخر " وسيبقى هذا الى ان ياتى محمد رسول الله الذي متى جاء كشف هذا الخداع للذين يؤمنون بشريعة الله . برناباالباب 22
 ولما شاهد بولس ومن معه ماكتبه برنابا وان الحقائق لابد انها ستكشف خداعهم وتزييفهم لان الناس لاشك أنهم سيصدقون ما قاله برنابا فهو الذي عاشر وعايش السيد المسيح عليه السلام لاننا لو قلنا على سبيل المثال :
 لوحدث اختلاف بين سيدنا عمر بن الخطاب رضى الله عنه وبين رجل ممن اسلموا بعد فتح مكه واقترفا سيكون الحق مع من منهما ؟  لاشك انه سيكون مع سيدنا عمر بن الخطاب لانه عايش وجاهد وهاجر وراى رسول الله  سيدنا محمد ( ص) اكثر من الاخر "
 ولذا سارع اليهود بالتنكيل بالنصارى وقتل اكبر عدد منهم وقد ذكرو في الكتاب لهم يسمى ( سد حادوروت ) بانهم
1- الامبراطور ( مارك اوريل ) قتل جميع النصارى بناء على ايعاز ليهود
2- لقد ثار اليهود على المسيحين في فلسطين عام 70م وذبحوا منهم خلقا كثيرا . وفى عام 105م في عهد الحاخام ( اكيا ) ذبحوا من المسيحين 200 الف في ليبيا , 240 الف في قبرص
3- وفى عام 124م ذبح اليهود وشنقوا عشرات الالاف من الفلسطينين . 4- وفى عام 135م قتل اليهود بقيادة ( باركوخيا ) عشرات الالاف من المسيحين الفلسطينين
كل هذه الاعمال الوحشيه وغيرها جعلت من الذين يتبعون انجيل برنابا يتركون المدن ويلجئون الى الصحراء للاقامه والعباده فيها واصبحت الفرصه سانحه لليهود ان يبثو افكارهم من خلال مبادئ بولس ومن تبعه ووقفوا بالمرصاد لكل من يحاول ان يخرج انجيل برنابا أو يتعامل به
وظهر هذا واضحا حين ظهر اّريوس ونادى بان الله واحد لاشريك له وان عيسى بن مريم مخلوق وبشر ورسول مثل سائر الرسل حكمو على اريوس بالسجن وسارعو الى عقد مجمع لنيقية المعروف والغاء كل ما نادى به اريوس بناء على انجيل برنابا ولم يهدا لهم  بال حتى اصدر البابا 0 جلاسيوس )امرا باباويا عام  492م بتحريم  التعامل بانجيل برنابا مطلقا
وظل الامر كذلك اى يعقد المجمع تلو المجمع لتاكيد مبادئ اليهود والبعد كل البعد عن انجيل برنابا واصبح انجيل برنابا فى طى النسيان حتى (عثر كرمر مستشار ملك بروسيا على نسخه لانجيل برنابا مترجمه الى اللغه الايطاليه ولما لها من قيمه تاريخيه اهداها الى البرنس يوجين سافواى ثم  انتقلت النسخه مع سائر مكتبة البرنس الزاخرة بالاثار التاريخيه والكتب الغاليه الى مكتبة  البلاط الملكى فى فيينا حيث لا تزال هناك حتى الان ص148( محمد فى التوراة والانجيل  والقران ابراهيم خليل احمد )
وحين ظهر هذا الانجيل مرة اخرى فى القرن الخامس عشر اسرع اليهود ومن عاونهم  من النصارى كتابة نسخه اخرى من الانجيل بلغات اخرى محاولين ان يغيروا التعاليم التى تميز بها هذا الانجيل عن غيرة حتى اصبحنا نرى الان نسخه كبيرة لانجيل برنابا فى الاسواق بعيدة كل البعد عن النسخه الاصليه صدق الله حيث يقول " باهل الكتاب قد جاكم رسولنا يبن لكم كثير مما كنتم تخفون "  من الكتاب و يعفو عن كثير قد جاءكم من الله  نور وكتاب مبين " المائده15
وفى هذا يقول " رحمت الله الهندى عن ما سبق ( ما نصه : ان الله قد عرف بنى اسرائيل فى التوراة ان نبيا من بنى اسماعيل سوف ياتى فى يوم من الايام ليبلغ العالم رساله منه , هو محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم " ولكراهيتهم لابناء اسماعيل ولحبهم لانفسهم غيرو التوراة لتكون شريعة لهم الى يوم القيامه ولما جاء المسيح بن مريم عليه السلام ليبشر بمجىء بنى الاسلام من بعده اضطهوده وحرفو دعوته )


العهد الجديد
يحتوى على الأنجيل الأربعة : انجيل متى " انجيل مرقس " انجيل لوفا " انجيل يوحنا " ثم أعمال الرسل ثم رسائل بولس وبطرس ويعقوب ويوحنا اللاهوتى "
وقبل ان نكتب عن هذه الإنجيل نورد ما ذكره ( هورن) فى الباب الثانى من القسم الثانى من المجلد الرابع من تفسيره المطبوع سنه 1812 فيقول عن الإنجيل ما نصه
" الحالات التى وصلت إلينا فى  باب زمن تأليف الإنجيل من قدماء مؤرخى الكنيسة ناقصة ولا توصلنا إلى أمر معين " ومشايخ القدماء الأولون صدقوا الروايات الواهية وكثبوها " وقبل الذين جاوءا من بعدهم كتابتهم تعظيما لهم " وهذه الروايات الصادقة والكاذبة وصلت من كاتب إلى كاتب أخر وتعذر تنقيحها بعد انقضاء المدة )
" انجيل متى
(متى) هو احد تلاميذ السيد المسيح وأول من امنوا برسالته وكان يعمل جابيا للضرائب وكان بنوا إسرائيل يكرهون هذه المهنة لأنهم يرون إن الضرائب كانت تجمع من الموطنين لصالح الرومان ولذا فكان مثى وأمثاله فى نظر المجتمع مخطئون فيذكر منى عن إيمانه بالسيد المسيح ما يلى : وفيما يسوع مجتاز من هناك " رأى إنسانا جالسا عند مكان الجباية " اسمه متى " فقال له " ( اتبعنى ) فقام وتبعه ثم يذكر متى أن السيد المسيح جمع هؤلاء واكل معهم وتعجب اليهود لذلك
 ( فلما نظر الفريسيون قالو لتلاميذه " لماذا يأكل معلمكم مع العشارين والخطاة ) إلا أن السيد المسيح بين لهم انه جاء رحمه وانه يأخذ بأيدى هؤلاء فقال ( لا يحتاج الاصحاء الى طبيب بل المرضى) فأذهبو وتعلمو ما هو " أنى أريد رحمه لا ذبيحه " لانى لم آت لأدعو أبرار بل خطاة إلى التوبة ) متى 9: 1329
ويحتوى انجيل متى على 28 إصحاح وتحتوى هذه الإصحاحات على 116 سند ما بين معجزه قام بها السيد المسيح أو أمثال ذكرها السيد المسيح عليه السلام لليهود . ويتكلم متى فى إنجيله عن السيد المسيح عليه السلام بداية من نسب السيد المسيح مرورا بميلاده ثم ذهابه الى مصر مع العائلة المقدسة والعودة مره أخرى إلى مدينه أخرى اسمها الجليل 
وتناول حياة السيد المسيح أثناء تعليمه فى الهيكل ومعموديته من سيدنا يحيى ( يوحنا المعمدان ) ثم بذكر المعجزات التى قام بها السيد المسيح والامثله التى ذكرها " وتكلم عن فضائل بعض العبادات كالصلاه والصوم والزكاة ثم يختم إنجيله بالتآمر على السيد المسيح والقبض عليه ثم صلبه وقتله ودفنه وقيامته ورفعه الى السماء وتحدث عن ايمان التلاميذ بالسيد المسيح ووصاياه لهم ونبؤات السيد المسيح بما سيحدث من التلاميذ
•    نلحظ ان متى ركز فى الإنجيل على النبؤات التى ذكرت فى العهد القديم  التى كانت نبشر بالنبى الخاتم صلى الله عليه وسلم الا ان متى  جعلها كلها للسيد المسيح حتى يساعد اليهود ويقنعهم على الإيمان به إلا أن هناك ملحوظات كثيرة منها " لقد ذكر متى فى إصحاح واحد نصين عجبين "
•    فقال ان الملاك ظهر فى حلم ليوسف قائلا " يايوسف ابن دواد لا تخف ان نأخذ مريم امرائتك لان الذى حبل به فيها هو من الروح القدس " فستلد ابنا وتدعو اسمه (يسوع) فقد ذكر فى هذا النص إن المولود القادم اسمه (يسوع) ثم يذكر فى نص أخر ( هو ذاء العذراء تحبل وتلد ابنا ويدعون اسمه عما نويل ) الذى تفسيره (الله معنا ) 1 : 23
فالنص الأول هو الاصوب لان القران الكريم يقول فى هذا الخصوص ( إذا قالت الملائكة يا مريم إن الله يبشرك بكلمه منه اسمه المسيح عيسى بن مريم وجبها فى الدنيا والاخرة ومن المقربين _ ال عمران : 45
2_ ذكر متى أن نسب السيد المسيح يرجع إلى سليمان بن داود من أمراه أوربا فيقول ( ويسى ولد دواد الملك : وداود الملك ولد سليمان من التى لأوربا ) 1 : 6
وذكرنا من قبل هذه القصة وكيف أنها لا تليق بهؤلاء الأنبياء العظماء فلا تدرى كيف استطاع متى ذكر هذه القصة الغريبة
3_ يذكر متى إن دواد عليه السلام قال ( قال الرب لربى اجلس عن يمنى حتى أضع أعداءك موطئا لقدمك ) 22 : 44
هذا النص من النصوص التى ذكرها متى من العهد القديم مبشرا بها للسيد المسيح عليه السلام ولكن كيف ذلك والمسيح عليه السلام من أبناء دواد فليس هناك ابن سيد ابيه إلا أن هذا النص بذكره سيدنا دواد ويعنى به سيد المرسلين , محمد صلى الله عليه وسلم لانه صلى الله عليه وسلم  يقول :
إذا كان يوم القيامة كنت إمام الانبياء وصاحب شفاعتهم ولا فخر ) فالنبى محمد  ) سيد ولد ادم عله السلام وهذا النص دليل على شفاعه النبى محمد  يوم القيامة.
وهناك العديد من الاختلافات التى نجعلنا فى حيره " أن رجلا مثل متى عاصر وعايش السيد المسيح يكتب هذه الأمور العجيبة مما يجعلنا نصدق ما قاله ( بوبى ) فى دائرة المعارف الانسانية عن انجيل متى ما نصه ( كتب هذا الإنجيل فى السنة الحادية والأربعين باللسان العبرانى " وباللسان الذى ما بين الكلدانى والسريانى لكن الموجود منه الترجمة اليونانية " والتى توجد الان باللسان العبرانى فهى ترجمه الترجمه اليونانيه "
اذن فالانجيل الحالى هو ترجمه عن ترجمه " الخ مع عدم ذكر من قام بهذه التراجم ومدى ثقتهم والمامهم باللغات " كما ان علماء النصارى يختلفون حتى فى وقت كتابه هذا الإنجيل فيقول ( هورن) فى المجلد الرابع الباب الثانى عن انجل متى ( ألف الإنجيل الأول سنه37 او سنه 38 او سنه 41 او سنه 43 او سنه 48 او سنه 61 او سنه 62 او سنه 63 او سنه 64 من الميلاد    ويذكر موارخوا المسيحية ان متى ظل بالحبشة بضع وعشرون سنه يبشر بالمسيحيه ومات بها فى سنه 70 م ""
انجيل مرقس
لم يكن مرقس من تلاميذ السيد المسيح عليه السلام ولكن ذكرت أعمال الرسل أن مرقس ابن أخت الحوارى برنابا فيقولون فى ذلك فأشار برنابا أن يأخذا معهم ايضا يوحنا الذى يدعى مرقس
وبعدما حدثت المشاجرة بين برنابا وبولس افترقا (وبرنابا اخذ مرقس وسافر فى البحر الى قبرص  ثم بعد وفاة برنابا عاد مرقس للعمل مع بولس وظهر هذا فى رساله بولس الى اهل كولوسى  حين قال بولس
( يسلم عليكم ارسترخسى المأسور معى ؛ ومرقس ابن أخت برنابا الذى أخذتم لأجله وصايا ؛ إن أتى إليكم فاقبلوه ) كولوسى
وقد ظل مرقس مع بولس فزه من الزمن حتى تشرب مبادئه حتى يقول ( يسلم عليكم ابفراس المأسور معى فى المسيح يسوع (ومرقس)
كما تتلمز مرقس على يد بطرس الذى تنكر للسيد المسيح وقت الشده ثلاث مرات ويذكربطرس فى رسالته الاولى قائلا ( تسلم عليكم التى فى بابل المختارة معكم ومرقس ابنى ) رساله بطرس الاولى
ويذكر المؤرخون ان بطرس هو الذى علم مرقس وبناء عليه قام مرقس  بكتابه هذا الانجيل فلماذ لم يقم بطرس بكتابته ونسبته اليه ؟ فلو كان ذلك لكان اقرب الى الصواب ولكن هذا ما حدث
ويتضمن انجيل مرقس (16) سنه عشر اصحاحا وتحتوى هذه الاصحاحات على 85) خمسه وثمانون سند ما بين المعجزة قام بها السيد المسيح وأمثال ذكرها السيد المسيح لليهود وكما ذكر مرقس ما حدث للمسيح من تامر وقبض وصلب الى أخر ذلك وقد اختلف المؤرخون فى تاريخ كتابه هذا الإنجيل كما اختلفو فى تحديد زمان غيره من الإناجيل
الملحوظات الموجوده فى انجيل مرقس
هناك العديد من التناقض فى انجيل مرقس إلا اننى ساذكر اثنين فقط
1_ يذكرون فى انجيل مرقس ان بطرس اعترف بالسيد المسيح حين سالهم يسوع ( من يقول الناس انى انا ) فاجاب بطرس وقال له ( انت المسيح )
ثم يذكر مرقس ان بطرس تنكر للسيد المسيح وقت الشده حين سالو عن يسوع الناصرى فانكره وقال ( لست ادرى ولا افهم ما تقولون )
وتكررهذا اكثر من مره الى ان قال ( فابتدا يلعن ويحلف (( انى لا اعرف هذا الرجل الذى تقولون عنه )
ثم يذكر مرقس ان المسيح ظهر للاثنى عشر بعد موته وباركهم جميعا وكأن شياء لم يكن ""
يبدو ان مرقس نسى ما فعله يهوذا الذى خان السيد المسيح وشنق نفسه . فهل كان موجودا ايضا ضمن الاثنى عشر ؟
2_ يذكر مرقس ان السيد المسيح عليه السلام قال تحت عنوان يسوع ينبئ  بموته وقيامته ( وابتدا يعلمهم ان ابن  الانسان ينبغى   ان يتالم كثير " ويرفض من الشيوخ ورؤساء الكهنه والكتبه ويقتل " وبعد ثلاثه ايام  يقوم " مرقس  8: 31
الا ان المدة من الموت الى القيامة لا تتعدى يوما لا ثلاثة ايام كما ذكر مرقس فيقول مرقس فى نفس الانجيل تحت عنوان الدفن ( ولما كان المساء اذ كان الاستعداد اى ما قبل السبت ) مرقس 15: 42
فاراد ان يدفنوه قبل الاحتفال بعيد السبت فيقول ( ولما عرف من قائد المئه وهب الجسد ليوسف فاشترى كتانا فانزله وكفنه بالكتان ووضعه فى قبر كان منحوتا فى صخره ودحرج حجر على باب القبر ) مرقس 15 : 45
ثم يذكر مرقس تحت عنوان القيامة الاصحاح السادس عشر ( وبعد ما مضى السبت اشترت مريم المجدلية ومريم ام يعقوب وسالومة حنوطا لباتين ويدهنه وباكرا جدا فى اول الاسبوع اتين الى القبر اذ طلعت الشمس وكن يقلن فيما بينهن : من يدحرج لنا الحجر عن باب القبر ؟! فتطلعن وراين ان الحجر قد دحرج لانه كان عظيما جدا ولما دخلن القبر راين شابا جالسا عن اليمين لابسا حله بيضاء فاندهشن فقال لهن ( لاتندهشن ) اانتن تطلبن يسوع الناصرى المصلوب . قد قام اليس هو هنا ) مرقس 16 : 621
اذن بناء على هذين النصين الذين ذكرهما مرقس يتضح لنا ان المدة التى قضاها المسيح من الموت الى القيامة لم تكن ثلاثة ايام كما راينا فقد مات كما يزعمون يوم السبت وقام اول الاسبوع وهو يوم الاحد مما يؤكد لنا ان القصة برمتها ليس لها اساس من الصواب .
انجيل لوقا :-
لوقا لم يعاصر او يعايش السيد المسيح ولم يسمع منه عليه السلام ولكنه كان تلميذا نجيبا وصديقا مخلصا لبولس وذكر بولس ذلك اكثر من مرة فى اكثر من رسالة فيقول ( يسلم عليكم لوقا الطيب الحبيب ) كولوسى 4 : 14
وفى موضع اخر ( يسلم عليكم ابفراس الماسور معى فى المسيح يسوع ومرقس وارسترخس وديماسى ولوقا العاملون معى ) فليمون 23 , 24
والعجيب ان لوقا يذكر انه كتب الاناجيل كما سمعه من الاولين الذين عايشوا السيد المسيح فيقول فى مقدمه الانجيل ( اذ كان كثيرون قد اخذوا بتاليف قصة فى الامور المثبقنة عندنا كما سلمها الينا الذين كانوا منذ البدء معاينين وخداما للكلمة رايت انا ايضا اذ قد تتبعت كل شئ من الاول بتدقيق ان اكتب على التوالى اليك ايها العزيز ثاوفيلسى )
فلماذا لم يكتب تلاميذ السيد المسيح عليه السلام الانجيل ؟
فلو حدث ذلك لاستراح الجميع ثم من هم الذين بلغوا لوقا بكل ما سمعوه من السيد المسيح عليه السلام ؟
من الواضح ان لوقا لم يتلق الانجيل من تلاميذ السيد المسيح عليه السلام لاسباب :
1- لانه لو تلق الانجيل من تلاميذ السيد المسيح عليه السلام لما اختلف مع متى فى ابسط شئ وهو نسب السيد المسيح عليه السلام كما اوضحنا من  قبل
2- كما اننا نلحظ ان انجيل لوقا شديد الشبه بانجيل مرقس مما يجعلنا نجزم بان المصدر الذى اخذا من مصدر واحد واغلب الظن انه بولس
3- لوجود تناقضات فى انجيل لوقا لا يمكن ان تكون صادرة من السيد المسيح عليه السلام ولا من حواريه فعلى سبيل المثال يذكر لوقا تحت عنوان محبة الأعداء ( ان السيد المسيح عليه السلام يقول " لكنى اقول لكم أيها السامعون أحبوا أعدائكم أحسنوا إلى مبغضيكم باركوا لاعنيكم وصلوا لأجل الذين يسيئون إليكم ) لوقا 6: 27 , 28
ثم يذكر لوقا فى الإصحاح الثانى عشر تحت عنوان لا سلام بل انقسام  ان السيد المسيح عليه السلام يقول " جئت لالقى نار على الأرض , فماذا أريد لو اضطر مت؟ أتظنون أنى جئت لأعطى  سلاما على الأرض ؟ أقول لكم بل انقساما " لوقا 12: 49, 51
فاى النصين إذن هو للسيد المسيح عليه السلام ؟  إذا كان الأول فمن قائل الثاني ؟!
وهناك العديد من التناقضات التي لا يتسع المجال لذكرها هنا ويحتوى انجيل لوقا على 24 إصحاح وتحتوى هذه الإصحاحات على 131 سند ما بين معجزة قام بها السيد المسيح أو مثل كما انه تناول حياة السيد المسيح عليه السلام من البداية باختصار شديد وركز لوقا على نهاية السيد المسيح عليه السلام من وجهة نظره لأننا لاحظنا أن فيها تخبطا مثل الذي ذكرناه في انجيل مرفس بهذا الخصوص ولم يستطع المؤرخون تحديد العام الذي كتب فيه انجيل لوقا .
انجيل يوحنا :
يعتقد النصارى أن يوحنا صاحب هذا الإنجيل هو يوحنا الحواري احد تلاميذ السيد المسيح عليه السلام الذى قال عنه متى في إنجيله فيذكر انه أثناء سير السيد المسيح عليه السلام عند بحر الجليل رأى يوحنا وأخوه ودعاهما لإتباعه فيقول ( ثم اجتاز من هناك فرأى اخوين آخرين : يعقوب بن زبدى واخاه , في السفينة مع زبدى ابيهما يصلحان شباكهما , فدعاهما , فللوقت تركا السفينة واباهما وتبعاه ) متى 4: 21 , 22
ويحتوى انجيل يوحنا على 21 إصحاح وتحتوى الإصحاحات على 58 سند ويتكلم عن السيد المسيح عليه السلام وعن المعجزات التى قام بها ثم تحدث عن نهاية السيد المسيح كما في الاناجيل الاخرى
إلا أن الأفكار التى تضمنها هذا الإنجيل جعلت المؤرخون يعتقدون أن كاتب هذا الإنجيل يوحنا أخر يوحنا الحواري :
كتب استنادين في كتابه ان كاتب انجيل يوحنا طالب من طلبة المدرسة الإسكندرية بلا ريب ) جـ 205 المجلد السابع المطبوع سنة 1844 من كاثوليك هولد
ويستدل على ذلك ما ذكر في أخر الإنجيل ما نصه ( هذا هو التلميذ الذى يشهد بهذا وكتب هذا , وتعلم ان شهادته حق ) يوحنا 21 : 24
فيقول المحقق انه النص يقول ( ونعلم ان شهادته حق ) وشهادته حق بضمير الغائب لا بضمير المتكلم فكان ينبغى أن يقول : هذا هو التلميذ الذى يشهد بهذا أو كتب هذا واعلم ان شهادتى حق ومن ثم يرى المحقق ان اخر غير يوحنا عثر على مكتوبات يوحنا فنقل عنه مع زيادة ونقصان – اظهار الحق جـ 99 الباب الاول – الفصل الثانى
ويذكر رحمت الله الهندى في كتابه اظهار الحق صـ99 ما نصه ( وان فاستيس الذى هو من اعظم علماء فرقة  ( مانى كينر ) كان يصيح في القرن الرابع : ( ان العهد الجديد ما صنفه المسيح ولا الحواريون , بل صنفة رجل مجهول الاسم ونسبه الى الحواريون , ورفقاء الحواريون ليعتبره الناس , واذن المريدين لعيسى ابتداءا بليغا بان الف الكتب التى فيها الاغلاط والتناقضات )
ونذكر هنا ما قاله الامام محمد ابو زهرة في كتاب محاضرات في النصرانية صـ 46 ما نصه ( و لقد جاء في دائرة المعارف البريطانية التى اشترك في تاليفها خمسمائة من علماء النصارى ما نصه : اما انجيل يوحنا فانه لا مرية ولا شك كتاب مزور اراد صاحبه مضادة اثنين من الحواريون بعضهما لبعض وهما القديسان يوحنا ومتى وقد ادعى هذا الكاتب الممرور في متن الكتاب انه هو الحواري الذى يحبه المسيح فاخذت الكنيسة هذه الجملة على علاتها )
التناقضات
    اولا ً : نحن المسلمين نؤمن بان سيدنا عيسى عليه السلام كان رمزا للسلام والرحمة ولكن وجدنا في الأناجيل ما يناقض ذلك فيقولون في انجيل لوقا ان السيد المسيح عليه السلام قال لهم " أحبوا أعدائكم أحسنوا إلى مبغضيكم باركوا لاعنيكم وصلوا لأجل الذين يسيئون إليكم من ضربك على خدك الأيمن فاعرض له الأخر أيضا ومن اخذ ردائك فلا تمنعه  ثوبك أيضا " (  ) هذا كلام حسن جميل وهذا ما نعتقده في سيدنا عيسى عليه السلام إلا أننا فوجئنا بنص أخر يقلب هذه الحقائق رأسا على عقب فيقول متى في إنجيله على لسان السيد المسيح  "لا تظنوا إني جئت لألقى سلاماً على الأرض ما جئت لألقى سلاما بل سيفا فاني جئت لأفرق الإنسان ضد أبيه والابنة ضد أمها والكنه ضد حماتها أعداء الإنسان أهل بيته " ( ) 
     نحن نؤمن بان النص الاول قد يكون للسيد المسيح لأنك تلحظ فيه الرحمة والموعظة الحسنة الا ان النص الثانى يشعرنا بان هناك ايدى خفية تسللت إلى الاناجيل لينفثوا ما بداخلهم واعتقد ان كاتب هذا النص تأثر بما فى العهد القديم لأننا نجد فى التوراة نصا قريبا من ذلك وهو " وراى الرب ان شر الانسان قد كثر فى الأرض وان كل تصور افكار قلبه انما هو شرير كل يوم فحزن الرب انه عمل الانسان فى الأرض وتاسف فى قلبه فقال الرب امحو عن وجهه الأرض الانسان الذى خلقته "  (1)
ويؤكد ذلك ما ذكره لوقا فى انجيله فيقول عن لسان السيد المسيح " جئت لألقى نارا على الأرض فماذا اريد لو اضطرمت اتظنون انى جئت لالقى سلاما على الأرض بل انقساما "( )
    ثانيا : تحكى الاناجيل موقفا حدث بين سيدنا عيسى عليه السلام وبين امرأة طلبت منه مساعدة فرد عليها السيد المسيح عليه السلام بطريقة غريبة فيقولون فى الانجيل " ان امرأة كنعانية جاءت للسيد المسيح ترجوه ان يشفى ابنتها قائلة ( ارحمنى يا ســــيد يا بن داود ابنتى مجنونة جداً  ) فلم يجيبها بكلمة فتقدم تلاميذه وطلبوا اليه قائلين اصرفها لأنها تصبح وراءنا فأجاب  وقال " لم ارسل الا إلى خراف بيت اسرائيل الضالة " فاتت وسجدت له قائله :" يا سيد أعنى ! " فأجاب وقال "ليس حسنا ان يؤخذ خبز النبيين ويطرح للكلاب " فقالت نعم يا سيد والكلاب ايضا تأكل من الفتات الذى يسقط من مائدة اربابها "( )
 بعد قراءة هذا النص هل يعقل ان تصدر مثل هذه العبارات من السيد المسيح ؟ بالطبع لا لأننا رأينا فى هذا النص ان السيد المسيح يخبر المرآة الكنعانية أنها هى وجنسها ما هم الا كلاب ولم يكتف بذلك بل اخبرها بأنه ليس من الصواب ان يؤخذ خبز النبيين ويعطيه للكلاب بمعنى ان السيد المسيح يشبه بنى اسرائيل بأنهم ابناءه وان الاجناس الاخرى فى نظره ما هى الا كلاب مما جعل المرآة تحت ضغط مرض ابنتها  تضع السيد المسيح فى حرج قائلة له ان الكلاب تأكل من الفتات الذى يسقط من المائدة !
ونحن نلحظ ان من كتب هذا النص متاثر بالنزعة  اليهودية لأنهم هم الذين يعتبرون الاجناس الاخرى اقل منهم درجة فيقولون فى التلمود " مصرح لليهودى فى الاعياد ان يطعم الكلب وليس له ان يطعم الاجانب "
ثالثاً : نلحظ ان هناك تناقضاً بين العديد من الفقرات منها : يذكر الانجيل ان السيد المسيح طلب من تلاميذه ان يبشروا بالإنجيل بنى اسرائيل فقط وان لا يذهبوا إلى امم اخرى فيقول متى فى انجيله ان السيد المسيح كلم الأثنا عشر وأوصاهم قائلا " إلى طريق امم لا تمضوا " والى مدينة للسامرين لا تدخلوا بل اذهبوا بالحرى إلى خراف بيت إسرائيل الضالة " ( )
فى هذه الفقرة اعلان واضح وصريح يدل على ان السيد المسيح عليه السلام هو رسول لبنى اسرائيل فقط ولم يكن رسولا لكل العالم وهذا ما يؤكده القران الكريم اذ يقول الحق جلا وعلا " واذ قال عيسى بن مريم يا بنى اسرائيل انى رسول الله اليكم مصدقا لما بين يدى من التوراة " ( )
نلحظ ان الآية الكريمة تبين حقيقتين هامتين :
الاولى :- ان عيسى عليه السلام انما ارسل لبنى اسرائيل وهذا ما اكدته الفقرة السابقة من الانجيل .
الثانية :- ان عيسى عليه السلام جاء ليصدق ما جاء بالتوراة ويؤكد ذلك ما جاء فى الانجيل : حيث طلب بنو اسرائيل من السيد المسيح ان يأتى لهم بشرع جديد غير شريعة موسى عليه السلام قال لهم " لا تظنوا  انى جئت لانقض الناموس او الانبياء ما جئت لأنقص بل لأكمل " ( )
بعد ما رأينا فى الفقرات السابقة ان السيد المسيح ارسل لبنى اسرائيل نفاجىء بان الانجيل يذكر شيئا اخر وهو ان المسيح امرهم بان يبشروا العالم اجمع بالإنجيل
 فيقولون " اخيرا ظهر للاحد عشر وهم متكئون ووبخ عدم ايمانهم وقسوة قلوبهم , لأنهم لم يصدقوا الذين نظروه قد قام وقال لهم : اذهبوا إلى العالم اجمع واكرزوا بالإنجيل للخليقة كلها " ( )
فأى الفقرتين اذا هى للسيد المسيح ؟
لاحظنا ان السيد المسيح عليه السلام أمر اتباعه ان يذهبوا إلى بنى اسرائيل فقط وهو امامهم على قيد الحياة ثم يذكرون انه بعد وفاته امرهم ان يذهبوا إلى العالم اجمع .
ما فعل النصارى ذلك الا ليصرفوا اذهان الناس عن النبى الخاتم محمد صلى الله عليه وسلم والذى بشر به السيد المسيح ومحاولين ان يوهموا الناس انهم هم حملة الرسالة الخاتمة زاعمين ان هذا بأمر الله والمسيح عليه السلام على علم به وهو منه براء لان السيد المسيح عليه السلام اكد فى اكثر من موضع فى الانجيل انه ما جاء الا لبنى اسرائيل
كما ان السيد المسيح عليه السلام بين ان هناك نبيا ورسولا سياتى بعده سيكون صاحب الرسالة الخاتمة والمهيمنة على الكتب والرسالات السابقة  وليس نبى الله عيسى عليه السلام وحده هو الذى بشر بسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ولكن كل الانبياء فلقد بينا بعضا منها فى الجزء الاول
ونضيف اليها نصا ذكر فى الانجيل على لسان نبى الله يحيى ونبى الله عيسى عليهما السلام فيذكر متى فى انجيله ان نبى الله يحيى قال لليهود " توبو لأنه قد اقترب ملكوت السموات " ( )
فظن النصارى ان المقصود بملكوت السموات انما هو عيسى بن مريم عليه السلام ولكن ماذا بقول النصارى فيما قاله السيد المسيح عليه السلام بنفسه قائلا " وفيما انتم ذاهبون اكرزوا قائلين     انه قد اقترب ملكوت السموات " اذا قلنا ان نبى الله يحيى بشر بنبى الله عيسى عليهما السلام  مستخدما عبارة " اقترب ملك السموات " فلمن استخدم نبى الله عيسى عليه السلام عبارة " اقترب ملكوت السموات " ؟
اذا فهذا دليل واضح على ان النبيين العظيمين بشروا بنبى يأتى اخر الزمان وهو نبى الله محمد صلى الله عليه وسلم لان لو الامر يراد به سيدنا عيسى عليه السلام لكانت العبارة مختلفة ولقال    سيدنا عيسى " جاء ملكوت السموات " بدلا من ( اقترب ) لأنه اصبح الان بين ايديهم فلا    مجال هنا لكلمة ( اقترب ) ثم قال لتلاميذه " استريحوا لقد حضر ملكوت السموات "
 ولكن رأينا فى الانجيل ان نبى الله يحيى ونبى اله عيسى واتباع سيدنا عيسى عليه السلام الجميع يرددون عبارة واحدة وهى " اقترب ملكوت السموات " فهى اذا يراد به النبى محمد صلى الله عليه وسلم .
رابعا : من الاشياء المتناقضة ايضا ما تذكره الاناجيل بخصوص سيدنا يحيى وسيدنا عيسى عليهما السلام فيقولون ان نبى الله يحيى ابتهج وهو جنين فى بطن امه اثناء زيارة السيدة مريم العذراء لها وهى حامل بالسيد المسيح فيقول لوقا ان السيدة مريم دخلت بيت زكريا وسلمت على اليصابات ( زوجة سيدنا زكريا ) فلما سمعت اليصابات سلام مريم ارتكض الجنين فى بطنها وقالت فمن أين لى هذا ان تأتى أم ربى إلى ؟( 1)
فى هذه الفقرة يتبين لنا ان سيدنا يحيى تعرف على سيدنا عيسى وهما اجنة بل وتحرك فرحا وسرورا بهذه الزيارة .
ولكن نرى فى فقرة اخرى فى الاناجيل انه حين كان سيدنا يحيى فى السجن وسمع عن سيدنا عيسى وما يقوم به من شفاء لمرضى وإحياء لموتى اسرع سيدنا يحيى على الفور وأرسل إلى سيدنا عيسى رجلين يسالنه هل هو المسيح الذى كان يبشر به ام لا وفى هذا فيقول لوقا " انت هو الاتى ام ننتظر اخر " 
خامساً : نرى نصوصا فى الاناجيل تدعوا إلى التفرقة العنصرية وتقسيم البشر إلى سادة وعبيد فيقولون فى الانجيل ان السيدة سارة زوجة سيدنا ابراهيم قالت له عن السيدة هاجر زوجة سيدنا ابراهيم وام سيدنا اسماعيل انها ليست فى مقام السيدة سارة قائلة " اطرد الجارية وابنها لأنه لا يرث ابن الجارية مع ابن الحرة اذا ايها الاخوة لسنا اولاد جارية بل اولاد حرة " ( )
ان هذه الفقرة دليل واضح على ما قام به كتاب الاناجيل من اضافات وافتراءات من عند انفسهم لان الجميع يعلم ان الله سبحانه وتعالى خلق البشر كلهم من اب واحد وام واحدة اذن فكل البشر لأدم وكلهم خلقوا من تراب اذن لا فضل لأحد  من بنى ادم على الاخر الا بما حقق وأنجز للبشرية وبتقواه لله جل وعلى وهذا ما اكده القران الكريم اذ يقول الحق سبحانه و تعالى " إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ "
اذا الاتقى هو الاقرب والأكرم عند الله الا ان من كتب الانجيل اصر على ان يفرق بين البشر من البداية فيجعل الناس سادة وعبيد لا لشىء الا ليظهروا ما بداخلهم من حقد وبغضاء وهذا دليل على ان هناك ايدى خفية تسللت إلى الانجيل لأنه من المستحيل ان تصدر مثل هذه العبارات  عن نبى الله عيسى عليه السلام او السيدة سارة لأنها سيدة عظيمة زوجة نبى عظيم هو نيى الله ابراهيم وأم نبى الله اسحاق وجدة نبى الله يوسف فكيف لهذه السيدة العظيمة ان يصدر منها هذه العبارات .
ولذا نعتقد ان من كتب هذا لازال متاثرا بالنزعة اليهودية فهم الذين يعتقدون انهم ارقى من الاجناس الاخرى فيقولون فى الكنز المرصود " ان ارواح اليهود تتميز عن باقى الارواح بأنها جزء من الله كما ان الابن جزء من ابيه
ومع هذا الدور الذي قام به بولس إلا أننا رأينا نصا كتبه بولس فى رسالته إلى أهل كورتثوس مخالفا  لما ذكر فى الأناجيل  ففي الوقت الذي يذكر فيه(متى –ومرقس أن المسيح ظهر بعد قيامته لأحد عشر من أتباعه لأنهم يعلمون أن يهوذا شنق نفسه قبل ذلك فيقولون عن يهوذا
 (حينئذ لما رأى يهوذا الذي أسلمه أنه قد دين ندم ورد الثلاثين من الفضة إلى رؤساء الكهنه0 فطرح الفضة فى الهيكل وانصرف ثم مضى وخنق نفسه)ومن ثم أصبح الإثنى عشر رسولا احد عشر وفى هذا يقولون عن ظهور السيد المسيح بعد قيامته( وأما الأحد عشر تلميذا فانطلقوا إلى الجليل حيث أمرهم يسوع ولما رأوه سجدوا له (متى28/16)
إلا أن بولس ذكر غير ذلك فقال أن المسيح مات من أجل خطايانا حسب الكتاب وأنه دفن وأنه قام فى اليوم الثالث حسب الكتب وأنه ظهر لصفا ثم للإثنى عشر) فى هذا النص يذكر بولس أن المسيح مات ولم يذكر أنه صلب أو قتل-ثم يذكر أن المسيح ظهر للإثنى عشر فلا تدرى أي هذه النصوص صحيحة؟
الحواريون
نعلم جميعا بان الأنبياء هم أفضل خلق الله لأن الله جل وعلا اصطفاهم وطهرهم واختارهم على العالمين فكانوا مصابيح الهدى . اخرجوا أقوامهم من الظلمات إلى النور بإذن ربهم.
والحق سبحانه وتعالى أيدهم بأصحاب وأتباع أوفياء كانوا عونا للأنبياء على أداء الرسالة التى كلفهم الحق سبحانه وتعالى بها وفى هذا يقول الحق جل وعلا ( وهو الذى أيدك بنصرة وبالمؤمنين )
إذن فلن يرتقى لدرجة صحابي أو حواري الا ان يكون  متميز ذا خلق ومرؤة ودين يجعله نعم العون لنبيه,
ودليلا على ان هذا النبى استطاع ونجح فى اختيار اصحابه ونرى هذا واضحا فى صحابة رسول الله محمد صلى الله علية وسلم اذا كانو جميعا على استعداد ان يضحوا بأرواحهم من اجلة ( صلى الله عليه وسلم ) ولم يتخلفوا عنه فى غزوة حتى كانو مثلا رائعا فى الصحبة حتى اثنى عليهم الحق جل وعلا فقال سبحانه وتعالى " محمد رسول الله والذين معه" وبقوله سبحانه وتعالى " والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار الذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنه ورضوا عنه "
والقران الكريم أثنى على إتباع سيدنا عيسى عليه السلام إذ يقول الحق جل وعلا : " فلما أحس عيسى منهم الكفر قال من أنصارى إلى الله قال الحواريون نحن أنصار الله أمنا بالله واشهد بانا مسلمون " ال عمران (52 )
وقد حث القران الكريم أصحاب نبينا محمد صلى الله عليه وسلم أن يكونوا كأصحاب سيدنا عيسى علية السلام وفى هذا يقول الحق جل وعلا : " يا أيها الذين امنوا كونوا أنصار الله كما قال عيسى بن مريم للحواريين من أنصارى إلى الله قال الحواريون نحن أنصار الله " الصف 14
عن ابن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
( ما من نبي بعثه الله فى أمه قبلي إلا كان له من أمته حواريون وأصحاب يأخذون بسنته ويقتدون بأمره ثم إنها تخلف من بعدهم خلوف يقولون ما لا يفعلون ويفعلون ما لا يؤمرون فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن وليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل .) مسلم (50 )
عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : بلغوا عنى ولو آية وحدثوا عنى بنى إسرائيل ولا حرج ومن كذب على متعمدا فليتبواء مقعده من النار . البخاري رياض الصالحين 248/1350
وهذا ما نعتقده في إتباع كل نبي إلا أننا حين نقرا الإنجيل نرى أن إتباع سيدنا عيسى لم يذكروا بشكل لائق فتذكر الأناجيل أن منهم الخائن وان منهم من تنكر لسيدة وقت المحنة ................. الخ .
ولا ندرى أكان ذلك عمدا أم  أنها الحقيقة ولذلك أرى أن اعرض ما ذكر أولا في الأناجيل بخصوص أتباع سيدنا عيسى ثم نعلق عليها
اولا :- يهوذا الاسخريوطى
يعد يهوذا واحد من اتباع السيد المسيح الذين يعرفون بتلاميذ السيد المسيح الذين اختارهم وأعطاهم قوة وسلطانا لإخراج شياطين فتذكر الاناجيل ان المسيح علية السلام جمع تلاميذه الاثنى عشر وأوصاهم " ودعا تلاميذه الاثنى عشر وأعطاهم قوة وسطانا على جميع الشياطين وشفاء المرضى " ( 1)
من هذه الفقرة نفهم ان تلاميذ السيد المسيح في مناعة من الشياطين ولديهم قوة لشفاء المرضى الا اننا فوجئنا بمن كتبوا الاناجيل يقولون ان يهوذا دخله الشيطان :" تتدخل الشيطان في يهوذا الذى يدعى الاسخريوطى  وهو من جملة الاثنى عشر " (  )
فماذا حدث ؟ هل السلطان الذى اعطاه السيد المسيح لتلاميذه لم يكن محكما حتى استطاع الشيطان ان يتسرب الى يهوذا ؟ ام ان المسيح لم يكن موفقا في اختيار أتباعه ؟
وحين ارادوا الخروج من هذا المأذق ذكروا ان السيد المسيح هو الذى تنبأ بان يهوذا سيخون السيد المسيح وانه سيسلمه الى اليهود فيكر يوحنا فى انجيله بهذا الخصوص ان عيسى عليه السلام قال " الحق الحق اقول لكم ان واحدا منكم سيسلمنى " ( )
وحين سألو السيد المسيح عنه اجابهم " اجابة يسوع هو ذك الذى اغمس انا االقمة وأعطيه , فغمس اللقمة وأعطاها ليهوذا سمعان الاسخريوطى  ( )
وهذا التحلل والخروج من المأذق غير مقبول منطقيا اذ كيف يعلم المسيح ان يهوذا رجل خائن لا يؤتمن ثم يجعله احد  تلاميذه ويعطيه قوى وسلطانا لاخرج الشياطين
والعجيب انه رغم اعلان السيد المسيح امام الجميع ان يهوذا سيسلمه وسمع يهوذا بذلك لم ينتبه يهوذا ولم يرشده احد الى الصواب بل  ومضى يهوذا في ضلالة فيذكر لوقا في انجيله عن الخيانة   التي قام بها يهوذا " فمضى يتكلم مع رؤساء الكهنة وقواد الجند كيف يسلمه اليهم ففرحوا وعاهدوه ان يعطوه فضه , فواعدهم وكان يطلب منهم فرصة ليسلمه اليهم "( )
ويتابع لوقا خيانة يهوذا فيقول " وبينما هو يتكلم اذ جمع والذى يدعى يهوذا احد الاثنى عشر يتقدمهم فدنى من يسوع ليقبله فقال له يسوع " يا يهوذا ابقبله تسلم ابن الانسان " ( )
ثم تحكى الاناجيل انه تم القبض على السيد المسيح الا ان القران الكريم اكد على ان اليهود لم يستطيعوا الامساك به لان الحق سبحانه تعالى رفع اليه السيد المسيح وجعل اليهود يمسكون بمن شبهه الله بالسيد المسيح وفى هذا يقول القران الكريم " وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم " وهذا ما سنوضحه فيما بعد ان شاء الله .
ثانيا : بطرس :-
حين تقرا الاناجيل وتطلع على اعتراف بطرس بالسيد المسيح تشعر لأول وهلة ان بطرس سيكون من اكثر التلاميذ اخلاصا ووفاء لمعلمه الا اننا اصابتنا الدهشة حين قرانا تنكر بطرس للسيد المسيح وقت الشدة وتركه بمفرده
فتذكر الاناجيل عن اعتراف بطرس حين قابل السيد المسيح قائلا : " فأجاب سمعان بطرس فقال انت هو المسيح ابن الله الحى , فأجاب يسوع طوبا لك يا سمعان "( )
ثم تذكر الاناجيل ان السيد المسيح عليه السلام بارك بطرس قائلا له " وأعطيك مفاتيح ملكوت السموات فكل ما تحله على الارض يكون محلولا في السموات وكل ما تربطه على الارض يكون مربوطا في السموات " ( )
بالإضافة الى ما سبق اصبح بطرس احد الاثنى عشر المقربين الذين باركهم السيد المسيح واختارهم ليحملوا الامانة فكان ينبغى على هؤلاء ان يضحوا بأرواحهم من اجل معلمهم.
والعجيب ان السيد المسيح تنبأ ان بطرس سيتنكر له يوما ما ، وحاول بطرس ان ينفى هذه    النبؤة " فأجابه بطرس وقال له : " وان شك فيك الجميع فانا لا شك ابدا
" ( )
نلحظ من هذه الاجابة ان بطرس شديد الايمان بالسيد المسيح وانه على استعداد ان يقف بجواره ويفديه بروحه وبدمه الا ان السيد المسيح اكد له انه لن ينكره مرة واحدة بل ثلاث مرات قائلا " الحق اقول لك انك في هذه اليلة قبل ان  يصيح ديك تنكرنى ثلاث مرات " ( )
ولقد تحقق ما قالة السيد المسيح رغم اصرار بطرس على انه لن يتخلى عن نبيه ومعلمه فتذكر الاناجيل انه حين حول اليهود القبض على السيد المسيح علية السلام وامسكوا ببطرس وسألوه عن السيد المسيح فاخبرهم بأنه لم يعرف السيد المسيح وتنكر له تماما  وقال اليهود :" ان لغتك تشبه لغته فأنت جليلى مثله" فكرر بطرس تنكره  فلما شددو عليه اخذ يسب ويلعن وفى هذا تقول الاناجيل " وفى الثالثة بدا يلعن ويحلف انى لا أعرف الرجل "( ) وترك سيدة يواجه الصعاب وحدة وليت الامر ينتهى عند يهوذا وبطرس الا من كتب الاناجيل اظهروا اتباع السيد المسيح بشكل دنئ لا يليق باتباع نبى ولا ندرى لماذا حاولو التقليل من شانهم 
ثالثا : يعقوب ويوحنا ابن زبدى
وهذان ايضا من تلاميذ السيد المسيح علية السلام الا انهم لم يستطيعوا اخفاء مطامعهم فطلبو من السيد المسيح ان يجعل لهم نصيبا وان يحدده لهم قبل ان يواصلوا الطريق معه فقالو ( يا معلم نريد ان تفعل لنا ما طلبنا ) وقال السيد المسيح لهما " ماذا تريدان ان افعل لكما ؟ فقال له اعطنا ان نجلس واحد عن يمينك والآخر عن يسارك في مجدك " 
لو ان هذا المطلب من اناس عاديين لقلنا ان الامر عادى بأنهم سيكونون في حاجة تشد ازرهم وتساعدهم على الايمان بالدين الجديد ولكن ان يأتى الامر من تلاميذ السيد المسيح الذين اختارهم عونا له لأداء الرسالة هذا هو العجيب
ولم يكن باقى التلاميذ اكثر صدقا من هؤلاء فقد رأينا ما فعله يهوذا وبطرس ويعقوب ويوحنا فقد قام باقى التلاميذ بما يشبه التمرد لأنهم شاهدوا اخوانهم لم يكونوا على المستوى اللائق وفى هذا يقول الانجيل " ولما سمع العشرة ابتداو يغتاظون من اجل يعقوب ويوحنا "
ولذا حاول السيد المسيح ان يشترى رضاهم فقال لهم " تجلسون انتم ايضا على اثنى عشر كرسيا  تدينون اسباط اسرائيل الاثنى عشر " ( )
رابعا : برنابا وبولس
ان حكاية حياة  هذين الرجلين حكاية غريبة فالأول ( برنابا ) رجل عاصر وعايش السيد المسيح واخذ منه ونقل عنه والثانى ( بولس ) رجل يهودى الاصل لطالما عذب اتباع السيد المسيح بشكل لم يسبق له مثيل وحين فكر كيف يبث افكاره اليهودية المتطرفة والغريبة لم يجد طريقة سوى ان يدعى انه شاهد المسيح وانه دعاه ان يتولى تبليغ الرسالة ثم استغل تلاميذ المسيح حتى وثق الناس به اختلق الخلافات معهم ثم انفرد هو بما كان يريد
ونترك المجال للاناجيل لتعرف منها على ما حدث بالتفصيل :
يحكى بولس حكايته فى الجزء الخاص المعروف " اعمال الرسل " فيذكر انه كان اسمه شاؤل وكان يونانى الجنسية ويهودى الديانة وكان شديد التأثر بفلاسفة اليونان مثل ارسطو وأفلاطون فذكرو في اعمال الرسل ان بولس والذى كان يدعى شاؤل كان يعذب اتباع المسيح تعذيبا شديدا فقالو : ( اما شاول فكان لم يزل ينفث تهددا وقتلا على تلاميذ الرب " ( )
وليس هذا فحسب بل قالو : حتى اذا اوجد اناسا من الطريق , رجالا ونساء يسوقهم موثقين الى اورشليم " ( )
التحول فى حياة شاؤل (بولس):
تذكر الاناجيل ان شاؤل وهو في طريقه يعذب الرجال والنساء الذين يؤمنون بالمسيح ظهر له برق من السماء وسمع صوتا يناديه ودار بينهما الحوار التالى كما ذكر في اعمال الرسل " وفى ذهابه حدث انه اقترب الى دمشق فبغته ابرق حوله نور من السماء فسقط على الارض وسمع صوتا قائلا له : شاؤل شاؤل لماذا تضطهدنى ؟ فقال له من انت يا سيد ؟ فقال الرب انا يسوع الذى أنت تضطهده " ( )
ثم  تذكر اعمال الرسل ان السيد المسيح طلب من شاؤل ان يكف عن اضطهاد اتباعه وليس هذا فحسب بل كلفه السيد المسيح ان يقوم بالدعوة باسمه ولكن لم يستطيع احد ان يصدق ما يقوله شاؤل فقام بحيلة عجيبة وهى اقترابه من احد تلاميذ المسيح وهو ( برنابا ) الرجل المخلص والمحبوب لدى المسيحيين وتحت رغبة برنابا في انضمام شاؤل الى المسيحيين وان يكف عن تعذيب الرجال والنساء اصطحبه برنابا ودخل به على الناس وتقول اعمال الرسل في ذلك " ولما جاء شاؤل الى اورشليم حاول ان يلتصق بالتلاميذ وكان الجميع يخافونه غير مصدقين انه تلميذ فأخذه برنابا واحضره الى الرسل "( )
ولما استقر الامر لشاؤل وبلغ ما يريد زعم شاؤل ان روح القدس حل عليه فقال :" قال الروح القدس : افرزوا لى برنابا وشاؤل للعمل الذى دعوتهما اليه "
تقول اعمال الرسل انه حين خرج برنابا وشاؤل ليعملوا كما امرهم روح القدس ذهبا الى قبرص وكان بها والى صالح اسمه سرجيوس بولس  حينئذ قام بولس بتغيير ( شاؤل اسمه الى بولس ) تيمنا بهذا الوالى وفى هذا يقول اعمال الرسل " وأما شاؤل الذى هو بولس ايضا فامتلاء من الروح القدس "
وظل بولس يعمل مع برنابا حتى شعر بولس انه لم يعد في حاجة لبرنابا وأراد ان يبتعد عنه ليتفرغ لمبادئه التي دخل المسيحية من اجلها فاختلق مشكلة معه وعلى اثرها تفرقا فيقولون في اعمال الرسل " فحصل بينهما مشاجرة حتى فارق احدهما الاخر وبرنابا اخذ مرقس وسافر في البحر الى قبرص وأما بولس فاختار سبيلا "( )
وهنا ادرك برنابا ان بولس خدعه وانه استغله ليتقرب من المسيحيين حتى اذا وثقوا به تركه كما ادرك برنابا ان بولس بمفرده سيحاول ان يبث افكاره ومبادئه التي هي بعيدة عن مبادئ السيد المسيح فراى ان من واجبه ان ينبه المسيحيين الى خطر بولس فقال " الاعزاء ان الله العظيم العجيب قد افتقدنا في هذه الايام الاخيرة بنبيه يسوع المسيح برحمته العظيمة للتعليم والآيات التي اتخذها الشيطان ذريعة لتضليل كثرين بدعوى التقوى مبشرين بتعليم شديد الكفر داعين المسيح ابن الله رافضين الختان الذى امر الله به دائما مجوزين كل لحم بخس الذى ضل في عدادهم بولس الذى لا اتكلم عنه الا مع الاسى" ( )



مبادئ بولس :-
كان الانجيل على حالته الاولى التي نزل بها على سيدنا عيسى عليه السلام حتى استطاع بولس بسط نفوذه وأصبحت مقاليد الدعوة بيديه فشرع في ارساء المبادئ التي عانى كثيرا لكى يدخل المسيحية من اجلها فقلب مبادئ الديانة المسيحية رأسا على عقب كالتالى :-
1-يعد بولس اول من رفع درجة المسيح من نبى ورسول لله رب العالمين الى درجة ابن اله ومساو لله في ذات الوقت وفى هذا يقول بولس في اعمال الرسل " وللوقت جعل يكرز في المجامع بالمسيح : ان هذا هو ابن الله "( )
ثم يذكر بولس ان المسيح هو الله فيقول ان المسيح الذى هو صورة الله غير المنظورة بكر كل خليقة فان فيه خلق الكل ما في السموات وما في الارض ما يرى وما لا يرى ( )
2-جعل بولس من نفسه ومن يقوم بدوره من بعده بمثابة رسول للمسيح ليحظى بمكانة الرسل من التصديق  والتوقير والإيمان بما ينادى به من مبادئ فيقول بولس في رسالة الى اهل رومية " بولس عبد ليسوع  المسيح المدعو رسولا المفرز لانجيل الله . الذى سبق فواعد به انبياءه في الكتب المقدسة عن ابية الذى صار من نسل داود من جهة الجسد وتعين ابن الله بقوة من جهة روح القداسة " ( )
لقد حاول بولس بما تعلم من فلسفة أرسطو كيف يطوع الكلام لصالحه الشخصي . لأنك حين تنظر النص السابق نجد فيه إجهاد للعقل ومحاولة للوصول الى شئ ما لا يعلمه الا من كتب هذا النص .
   ولم يكتفى بولس بذلك بل اكد انه رسول ولا ندرى من الذى بعثة بالطبع ليس الله رب العالمين وهذا يبرر لنا لماذا رفع بولس المسيح الى درجة الا لوهيه ليدعى ان المسيح ( الاله ) هو الذى ارسله وفى هذا يقول بولس في رسالتة الى اهل كورنيوس . الست انا رسول ؟ الست حر ؟ اما رأيت يسوع المسيح ربنا ؟ الستم انتم عمل في الرب ؟ ( ) 
ويفيق بولس لحظة ويتذكر انه هو الذى جعل من نفسه رسولا فيقول " إن كنت لست رسولا إلى آخرين" ثم تعاوده نزعاته فيقول " فإنما أنا إليكم رسول " (  )
1-    يعد بولس المسئول الأول عن خروج المسيحية الى العالمية مغيرا بذلك تعاليم معلمه ورسوله عيسى عليه السلام لأننا ذكرنا ورأينا في أكثر من موضع في الأناجيل إصرار المسيح على انه رسول إلى بنى إسرائيل خاصة ولم يدع تلاميذه الى اى أمم اخرى فكان يقول لهم ( إلى طريق أمم لا تمضوا الى مدينة للسامريين لا تدخلوا ولكن اذهبوا بالحرى إلى خراف بنى إسرائيل الضالة " (  )
إلا أن بولس أصر أن ينقل هذه الديانة إلى اكبر عدد من البلاد وليته نقلها سليمة لكان خيرا له وللجميع ولكنه غير وبدل فكان كما قال برنابا ضل وأضل الآخرين معه ولا حول ولا قوة الا بالله فيقول بولس " يسبب النعمة التي وهبت لى من الله حتى أكون خادما ليسوع المسيح لأجل الأمم مباشرا لانجيل الله ككاهن ليكون قربان الأمم " ( )
فأيهما اذا على صواب سيدنا عيسى عليه السلام ام بولس ؟
نحن المسلمين نؤمن ونصدق بما جاء به سيدنا عيسى عليه السلام ونعلم علم اليقين ان ما قام به بولس هو ادعاء وافتراء على الله وعلى المسيح عليه السلام
2-استطاع بولس أن يؤثر على كتاب الإنجيل مثل ( لوقا ومرقس ) حيث دخل معهم ونشر إليهم مبادئه وأوهمهم انه رأى المسيح فيقول بولس في رسالته لـ ( تيموثاوس) : لوقا وحده معى . خذ مرقس واحضره معك لأنه نافع لى للخدمة " ( )
وفى رسالة بولس إلى فيمون " يسلم عليك ابفراس المأثور معى في المسيح يسوع ومرقس وارسترجس وديماس ولوقا العاملون معى " ( )
وهذه الصحبة هي التي فسرت لنا لماذا أصر لوقا على القيام بكتابة انجيل خاص به فيقول في مقدمة إنجيله " اذا كان كثيرون قد اخذوا بتأليف قصة في الامور المتيقنة عندنا . رأيت أنا أيضا اذ قد نتبعت كل شئ من الاول بتدقيق .اكتب على التوالى إليك أيها العزيز ساوفيلس " ( )
كما تفسر لنا هذه الصحبة لماذا اختلف لوقا مع متى في نسب السيد المسيح ولأنه لو كان لوفا منذ البدء معاينا لراجع الأمر مع متى والقفا على الأقل في ذكر النسب الصحيح للسيد المسيح علية السلام
وأيضا فسرت لنا صحبة مرقس لبولس وجود كلمات في انجيل مرقس لا يمكن أن تكون صادرة عن السيد المسيح كما جاء في حديثة عليه السلام مع المرآة الكنعانية حين قال لها " ليس حسنا ان يؤخذ خبز البنين ويطرح للكلاب " ( )
وليس هذا فحسب بل وجدنا في الأناجيل ما يدعو للتقرفة العنصرية حيث قال بولوس " لسنا أولاد الجارية بل أولاد الحرة " ( )
الإنجيل : كلمة يونانية الخبر السعيد أو البشارة ولقد قام أتباع السيد المسيح عليه السلام بكتابة الأناجيل ولكنه بعد رفع السيد المسيح بفترة من الزمن وذلك اختلط في الأناجيل الأمر . وأصناف كاتبوها من عند أنفسهم , ظانين أنهم بذلك أحسنوا للإنجيل ولكنهم بهذا أساءوا إلى الإنجيل  فضلوا وأضلوا كثيرا إلا أن إرادة الله شاءت أن يحفظ الحق جل وعلا الإنجيل الأصلي كما نزل على السيد المسيح عليه السلام ليطلع عليه المسلمون وبحمد والله وليعلموا صدق الله حيث    قال " إنا أنزلنا الإنجيل فيه هدى ونور " المائدة وهذا هو انجيل برنابا الذي وقف له اليهود والنصارى بالمرصاد ومنعوا انتشار هذا الإنجيل وابقوا على الأناجيل الأخرى ليصدق فيهم قول الحق جل وعلا " يا بنى إسرائيل لم تلبسون الحق بالباطل وتكتمون الحق وانتم تعلمون " البقرة
5- ويجدر بنا أن نذكر ما قاله زكى شنودة فى كتابه تاريخ الأقباط الجزء الأول ص 148 عن بولس : فيقول :
 ( أن بولس أول من ابتدع فى شأن المسيح اللاهوت والناسوت وكانت النصارى قبله كلمة واحدة : أن المسيح عبد الله ورسوله مخلوق ومصنوع لا يختلف فيه اثنان منهم فقال بولس وهو أول من افسد دين النصارى أن سيدنا المسيح عليه السلام خلق من اللاهوت إنسان كواحد منا فى جوهرة وان ابتداء الابن من مريم وانه اصطفى ليكون مخلصا للجوهر الإنسي صحبته النعمة الإلهية فحلت فيه بالمحبة والمشيئة ولذلك سمي ابن الله .وبعد موت بولس اجتمع 13 أسقفا فى مدينة انطاكيا ونظروا فى مقالة بولس فأوجبوا علية اللعن فلعنوه ولعنوا من يقول بقوله وانصرفوا .
- اراد بولس بذكائه ان يصد الباب أمام اى احد يحاول أن يفعل مثله فاخبر الجميع ان الشيطان قد يظهر فى صورة ملاك فان ظهر لأحد ملاك وقال انه المسيح فلا تصدقوه وفى هذا يقول بولس " ولكن ما افعله سأفعله لأقطع فرصة الذين يريدون فرصة كى يوجدوا كما نحن أيضا في ما يفتخرون به . لان مثل هؤلاء هم رسل كذبة فعلة ماكرون , مغيرين شكلهم الى شبه رسل المسيح . ولا عجب لان الشيطان نفسه يغير شكله الى شبة ملاك نور ( )
ارايت عزيزى القاري كيف قطع بولس الطريق على من تسول له نفسه ان يفعل مثله ؟ وماذا يدرينا أن الذى ظهر لبولس وابرق له في الطريق نور شيطان
وإذا لم يكن كذلك فلماذا لم يعطينا بولس وصفا لنور الملاك ليعرف الناس الفارق بينهما ؟ ام ان بولس فعل ما يريد ثم أغلق الباب علية وحدة
فبدلاً من الإذعان للأمر والإيمان  بعيسى عليه السلام  والاستعداد للإيمان بمحمد صلي الله عليه وسلم ناصبوا عيسي عليه السلام العداء وأضمروا العداء مسبقا لمحمد صلي الله عليه وسلم قبل مجيئه فاخذوا يدبرون و يكيدون . فضلهم أخاهم إبليس حين سول لهم قتل المسيح عليه السلام رغبة منهم أن يسكتوه ولكن الله حال بينهم وبين ما يشتهون  بأن رفع المسيح عيسي بن مريم إليه معززاً مكرماً ونالوا هم الخزي في الدنيا والعذاب في الدنيا والأخرة  فماذا يفعلون إذن وقد أخبر المسيح الدنيا بالرسول الخاتم محمد صلي الله عليه وسلم
فظنوا أن الحل في العهد القديم فأعادوا النظر فيه بعد ما انتهوا منه في عصر عزرا الكاهن ليضيفوا إليه أو يحذفوا منه ما يشاءون مما جعل طائفة منهم وهم السامريون لا يسلمون ولا يعتقدون إلا ببعض من الكتاب المقدس وهي الأسفار الخمسة الولي – التكوين ويسمي سفر الخليقة – سفر الخروج – سفر اللاوين ويسمي الأحبار – سفر العدد – سفر التثنية  ويسمي سفر الاستثناء هي المعروفة باسم التوراة ثم سفر يشوع وسفر  القضاة ومن ثم تخالف التوراة السامرية نسخة التوراة الموجودة مع باقي اليهود. وهناك العديد من الأسفار التي لم يعترف بها ولا ندري لماذا استبعدوها من العهد القديم فمن يدري أكانت صالحة أم هي من عند أنفسهم؟
والأسفار المحذوفة هي:- سفر باروخ – سفر طوبيا – سفر يهوديت – سفر وزدم – سفر إيكليزيا  ستكس- سفر المقابين الأول – سفر المقابين الثاني.
ولقد ذكر رحمت الله الهندي أن المسيحيين شكوا في صحة أسفار العهدين القديم والجديد ثم اعترفت مجالسهم بها إلا أن بعض الفرق نقضت هذا الاعتراف ومن ذلك:- عام 325م انعقد مجلس علماء المسيحية في عهد قسطنطنين في بلده(ناتس) لبحث الكتب المشكوك فيها فقرروا بعد المشاورة أن سفر يهوديت واجب التسليم وابقوا سائر الأسفار المشكوك فيها كما كانت.
وفي عام 364م انعقد مجلس آخر يسمي مجلس ( لوديسيا ) فأبقي حكم المجلس الأول كتاب يهوديت على حالة وزاد عليه سبعة أسفار أخري وجعلها واجبة هي :- سفر استير – رسالة يعقوب – الرسالة الثانية لبطرس – الرسالة الثانية ليوحنا – الرسالة الثالثة ليوحنا – رسالة يهوذا – رسالة بولس إلي العبرانين ولم يدخلوا سفر مشاهدات يوحنا في هذين المجلسين.وفي عام 397م:- انعقد مجلس آخر وحضره 127 من العلماء المشهورين فابقوا حكم المجلسين الأولين وزادوا على حكمهما هذه الأسفار:-
سفر وزدم – سفر طوبيا – سفر باروخ – سفر إنكليزيا سبنكس – سفر المقايين الأول – سفر المقايين الثاني – رؤيا يوحنا.لكن أعتبر أهل المجلس سفر باروخ بمنزلة جزء من كتاب آرميا لأن باروخ كان بمنزلة النائب والخليفة لأرميا.
ثم انعقدت ثلاث مجالس :- 1- ترلو       2- فلورانس         3- ترست وفيه أبقي العلماء حكم المجلس المنعقد في عام 397م على حاله .
وأما المجلسين الأخرين كتبوا سفر باروخ في فهرست أسماء الكتب على حده فبعد انعقاد هذه المجالس صارت هذه الأسفار المشكوك فيها مسلمة بين جمهور المسيحين وبقيت هكذا حتي ظهرت فرقة البروتستانت في القرن السادس عشر الميلادي فرد علماؤها حكم هؤلاء الأسلاف في:- سفر باروخ – سفر طوبيا – سفر يهوديت – سفر وزدم – سفر ايكليزيا ستكس وسفري المكايين وقالوا أن هذه الأسفار واجبة الرد وغير مسلمة      ص51-55رحمت الله الهندي إظهار الحق.



                           المراجع
1-    القرآن الكريم
2-    الجامع لاحكام القرآن – أبو عبد الله محمد بن أحمد الانصاري القرطبي – دار الفكر للطباعة والنشر 1991
3-    مختصر الطبري للامام محمد بن جرير الطبري
4-    الميزان فى تفسير القرآن
5-    فتح الرحمن فى تفسير القران
6-    تفسيرالبضاوى
7-    التفسير الشامل
8-    الكشاف الزمخشرى
9-    كتب السنة
10-    البخاري
11-    الموطأ للامام مالك
12-    المسند للامام أحمد
13-    الترمذي
14-    أبو داود
15-    ابن ماجة
16-    البداية والنهاية لابن كثير
17-    سير أعلام الحديث
18-    كتاب السنن
19-    شذرات الذهب
20-    علوم الحديث للامام ابن كثير
21-    سير أعلام النبلاء
22-    فتح الباري-- للبخاري
23-    تهذيب التهذيب--  للحافظ ابن حجر العسقلاني
24-    رياض الصالحين للامام شرف الدين النووي الدمشقي – دار المنار للطباعة والنشر
25-    لسان العرب-- ابن منظور 
26-    معجم الادباء – ياقوت الحموي
27-    السنن– البيهقي
28-    تحفة المودود-- ابن القيم
29-    الرحيق المختوم – صفي الرحمن المباركفوري
30-    المستدرك --للحاكم 
31-    الزواجر--- للهيثمى
32-     الفتح  ---الحافظ بن حجر
33-    فتح البارئ --للخطابى
34-     المجموع-- للنووى
35-    الإرواء للألبانى
36-    ديوان ألفية محمد – د. -  صلاح القوسي
37-    ديوان هاشم الرفاعي
38-    إظهار الحق – رحمت الله الهندي
39-    هداية الحيارى – ابن قيم الجوزية
40-    الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح-- ابن تيمية
41-    الصفة على المذاهب الاربعة --عبد الرحمن الحريرى
42-    محمد فى التوراة والإنجيل والقرآن --- إبراهيم خليل أحمد
43-    محمد فى الكتاب المقدس--- عبد الأحد داود
44-    قصة الحضارة . ويل ديورانت – ترجمة محمد بدران
45-    بروتوكولات حكماء صهيون ترجمة د / أحمد السقا
46-    تاريخ الأقباط  -- زكى شنودة

47 -  أحمد الرشيدي , المجتمع الدولي والقضية الفلسطينية , معهد البحوث والدراسات العربية , القاهرة , 1993.
    48- أحمد خليفة , مفاوضات السلام : الموقف الإسرائيلي عشية مؤتمر مدريد , مجلة الدراسات الفلسطينية , بيروت , عدد 8 , خريف 1991.
   49-  أحمد سعيد نوفل , القدس بين التهويد والأمم المتحدة ومشاريع السلام , المستقبل العربي , عدد 74 , إبريل 1985.
50- أحمد فارس عبد المنعم , الإتحاد السوفييتي والصراع العربي الإسرائيلي منذ حرب 1973 , شؤون فلسطينية , عدد 27 , 1983.
51-  إبراهيم أبو حليوة, القدس في السياسة الأمريكية من 1947 – 2000 , مركز الدراسات الاستراتيجية للبحوث والتوثيق , بيروت, ط 1 ,2001.
52-  الأمم المتحدة , قضية فلسطين والأمم المتحدة , منشور إعلامي , نيويورك 2001.
53-   بيار فايس , حركة عدم الانحياز وقضية فلسطين , شؤون عربية ,    ع 33 / 34 نوفمبر / ديسمبر 1983.
54  - تقرير الندوة الدولية بشأن القدس بعنوان " القدس مدينة السلام " , القاهرة , 12 – 14/3/1995.
55-تيسير جبارة , تاريخ فلسطين , دار الشروق للنشر والتوزيع , عمان , ط 1 , 1998.
56- جامعة الدول العربية , جامعة الدول العربية وقضية القدس في المجال الدولي , شؤون عربية , الأمانة العامة , عدد 40 , يونيو 1993.
57- جمال عبد الجواد , السياسة الأوروبية والصراع العربي الإسرائيلي , شؤون عربية , عدد 34 , 33 نوفمبر / ديسمبر 1983.
58-   حازم نسيبة , القدس في ضوء الأوضاع الراهنة واستشراف المستقبل , رابطة العالم الإسلامي, جدة, سلسلة دعوة الحق, العدد 155, 1415هـ.
59-حسن عبد القادر صالح , فلسطين المحتلة 1967 الجغرافيا والديمغرافيا , شؤون عربية 60 , ديسمبر 1989.
60-  خالد بن سلطان بن عبد العزيز , موسوعة مقاتل من الصحراء , الرياض.
61- خليل السواحري , الخطة الصهيونية لتهويد القدس العربية , شؤون عربية عدد 19 , جامعة الدول العربية , أكتوبر 1982.
62-   خليل إسماعيل الحديثي, القضية الفلسطينية في الأمم المتحدة    ""مرحلة أخري من الصراع بين الشرعية والقوة"" , شؤون عربية ,       عدد 56 , ديسمبر 1988.
63-   خليل حسين , المفاوضات العربية الإسرائلية , بيان للنشر والتوزيع , بيروت , ط 1 , 1993.
64-  ديفيد ماكدوول , فلسطين وإسرائيل : الانتفاضة وما بعدها , عرض : عماد فزي شعيب , شؤون عربية , عدد 60.
65-  رفيق الخطيب التميمي , إجراءات تهويد القدس , سلسلة دعوة الحق رابطة العالم الاسلامي , عدد : 155 , مكة المكرمة , 1415 هـ.
66-  روحي الخطيب, المؤتمرات الإسرائلية علي القدس 1965 – 1975 , أمانة القدس.
67-  روحي الخطيب , تهويد القدس , لجنة إنقاذ القدس , عمان 1970.
68- زعيف سكيف , مجلة الشؤون الخارجية الإسرائيلية , العدد 70 , ربيع 1971 , ص 19 , عن مجلة الدراسات الفلسطينية , مؤسسة الدراسات الفلسطينية , بيروت , عدد 7 , صيف 1991.
69-   زياد أبو زياد , نقطة الانطلاق الإسرائيلية بين الوهم والواقع , مجلة الدراسات الفلسطينية , بيروت , عدد 12 , خريف 1992.
70-   جيفري أرونسون , مستقبل المستعمرات الإسرائيلية في الضفة والقطاع , مؤسسة الدراسات الفلسطينية , بيروت , 1990.
71-  سعيد الحسن , حول اتفاق غزة – أريحا أولاً ""وثائق ودراسات "" , تقديم وإشراف خالد الحسن (أبو السعيد), ط الثاني , يناير 1995.
72-   سليم نوران الجنيدي, المستقبل السياسي للأراضي المحتلة في المنظور الإسرائيلي, شؤون عربية, عدد60 , فبراير1986, ص52, 53.
73-سليمان فتوح , اليهود والقدس – دراسة تاريخية للادعاءات الصهيونية وممارساتها في المدينة.
74-  سمير جريس , " القدس " المخططات الصهيونية , الاحتلال , التهويد , مؤسسة الدراسات الفلسطينية, بيروت , العدد 61, ط 1 , 1981.
75-  صالح مسعود أبو يصير , جهاد شعب فلسطين , ط 2 , دار الفتح , القاهرة 1969.
76-  صلاح العقاد , تطور النزاع العربي الإسرائيلي 1956- 1967 , معهد البحوث والدراسات العربية , القاهرة , ص 233.
77-  صلاح عبد المقصود , القدس ولعبة المفاوضات , مجلة القدس , مركز الإعلام العربي , العدد : 0 , 1998 , القاهرة.
78- طاهر شاش , مفاوضات التسوية النهائية والدولة الفلسطينية الآمال والتحديات , دار الشروق , القاهرة , ط 1 , 1999.
79-  عبد العزيز محمد الشناوي , الدولة العثمانية دولة إسلامية مفتري عليها , ج 2 , مكتبة الأنجلو المصرية , القاهرة , 1970.
80-  عبد العزيز المهنا , فلسطين وإسرائيل , مطابع دار الهلال , الرياض , ط 1 , 1994.
81-   عبد الله الأشعل , القدس في المنظورين العربي والإسرائيلي , مجلة القدس , العدد :30 , مركز الإعلام العربي , القاهرة , يونيو , 2001.
82-  عبير ياسين , القدس الشرقية و 36 عاما من الضم , مجلة القدس , العدد : 55 , مركز الإعلام العربي , القاهرة , يوليو 2003.
83-  علي الدين هلال , السلام الإسرائيلي – دراسة لمشروعات التسوية الإسرائيلية , شؤون عربية عدد 33 نوفمبر / ديسمبر 1983.
84-   عمران أبو صبيح , دليل المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي العربية المحتلة , دار الجليل للنشر والدراسات والأبحاث الفلسطينية  ,      ط 1 عمان , 1993.
85-   فايز جابر وآخرين , القدس في ضمير العالم الإسلامي , رابطة العالم الإسلامي , سلسلة دعوة الحق , العدد 155 , 1415 هـ .
86-   فوزي طايل , الجولة الإسرائيلية العربية السادسة , مجلة استراتيجيا , بيروت , العدد 109 , نوفمبر 1991.
87-   فوزي طايل , القدس بين المواثيق الدولية والأطماع الصهيونية , سلسلة قراءة في فكر علماء الاستراتيجية , إعداد : جمال عبد الهادي وعبد الراضي أمين , دار الوفاء , المنصورة , ط 1 , 2001.
88-  فوزي محمد طايل , النظام السياسي في اسرائيل , دار الوفاء , المنصورة , 1992.
89-  كامل محمود خلة , تشويه تعليم وتاريخ وجغرافية الوطن العربي في المرحلة الابتدائية في فلسطين , شؤون عربية 19 , أكتوبر 1982.
90-   اللجنة الملكية لشؤون القدس , عمان – الأردن , 1994.
91-  محسن صالح , القضية الفلسطينية خلفياتها وتطوراتها حتي سنة 2001 , مركز الإعلام العربي , القاهرة , ط 1 , 2002.-
92-  محسن محمد صالح , فلسطين , دراسات منهجية في القضية الفلسطينية , سلسلة دراسات فلسطينية , العدد :1 , مركز الإعلام العربي , ط 1 , 2003 , القاهرة.
93-   محمد السيد سليم , منظمة المؤتمر الإسلامي والقضية الفلسطينية , شؤون عربية , عدد 56 , أكتوبر 1985.
94-  محمد الفرا , قضية القدس علي الساحتين العربية والدولية , شؤون عربية , عدد 40 , ديسمبر 1984.
95-  محمد جاد الله , عام من محادثات التسوية – نظرية نقدية , مجلة الدراسات الفلسطينية , بيروت , عدد 12 , خريف 1992.
96-  محمد خالد الإزهري , القوي الأوروبية الكبري وقضية فلسطين , شؤون عربية , عدد 50 , يونيو 1987.
97-   محمد خليفة حسن, القدس والاستيطان " مؤامرة التهويد والمواجهة " , المجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة , القاهرة 1999.
98-   محمد علي حلة , القدس الشريف حقائق التاريخ وآفاق المستقبل , رابطة العالم الإسلامي, جدة, سلسلة دعوة الحق, عدد 192 , لعام 1421.
99-      محمد علي حلة , الحركة الصهيونية , ج 2 , القاهرة.
100-  محمد نصر الدين مهنا, مشكلة فلسطين والصراع الدولي 1945-1967 , معهد البحوث والدراسات العربية , سلسلة الدراسات الخاصة رقم : 14 , القاهرة 1978.
101-    محمود شيت خطاب , أهداف إسرائيل التوسعية , دار الاعتصام , القاهرة , ط 3.
102-   معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدني , استراتيجية أمريكا لعملية السلام العربية  لإسرائيلية, مجلة الدراسات الفلسطينية , عدد 12,      خريف 1992.
103-  ممدوح الروسان , إسرائيل مصلحة قومية أمريكية , شؤون عربية , الأمانة العامة لجامعة الدول العربية , القاهرة , عدد 33/34 نوفمبر / ديسمبر 1983.
104-   منظمة المؤتمر الإسلامي , القرارات الخاصة بالقدس الشريف وفلسطين , الأمانة العامة , الجماهرية العظمي.
105-   ميرون بنفينسيتي , العناق الحاسم " الانتفاضة - حرب الخليج - عملية السلام " , ترجمة أوري ديفيز , مجلة الدراسات الفلسطينية , بيروت , عدد 12 , خريف 1992.
106-   ناصر الفضالة , أرض الإسراء دروس في العزة والفداء , مركز الإعلام العربي , القاهرة , سلسلة كتاب القدس , العدد رقم : 28 , الطبعة الأولي , 2005 م , ص 50.
107-  نظام محمود بركات , الاستيطان الإسرائيلي في فلسطين بين النظرية والتطبيق , مركز دراسات الوحدة العربية , بيروت , 1988.
108-   هنري كتن , قضية فلسطين , ترجمة : رشدي الأشهب , السلطة الوطنية الفلسطينية , مطبوعات وزارة الثقافة , ط 1 , 1999.
109-  وحيد عبد المجيد , إدارة ريجان الثانية "" مرحلة ثالثة للسياسة الأمريكية في الشرق الأوسط "" , المستقبل العربي , عدد 73.
110الكتاب المقدس  بعهديه القديم والجديد
131-إنجبل برنابا
      رقم الإيداع //              /2011
 

قل يا أهل الكتاب

Download

About the book

Author :

أحمد إسماعيل زيد

Publisher :

www.islamland.com

Category :

Comparative Religions