هل عندكم من علم فتخرجوه لنا

إن الحق سبحانه وتعالى بقدرته خلق الإنسان , وبرحمته علمه البيان , وبلطفه أرسل إليه الرسل والأنبياء , وبعظمته أنزل عليه الكتاب , ومنّ جل وعلا على بعض خلقه فأتاهم الحكمة وفصل الخطاب , فسبحانه وتعالى علم الإنسان مالم يعلم , وكان فضل الله علي الجميع عظيما .
فمن البشر من شكر نعم الله سبحانه وتعالى وقال (هَذَا مِن فَضْلِ رَبِّي ) ومنهم من حجد فضل الله جل وعلا وقال (إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِندِي) وأثنى الحق سبحانه وتعالى على الشاكرين  فـ( أتاهم تقواهم ) وتوعد الجاحدين فقال (حَسْبُهُمْ جَهَنَّمُ يَصْلَوْنَهَا فَبِئْسَ الْمَصِيرُ) وهذا لأن  الله جل وعلا (مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لَا مَوْلَى لَهُمْ)
ومن كان الله جل وعلا مولاه (فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ) وسعد فى الدنيا والأخرة  . أما الكافرون  (فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ) والعجيب أنهم ما ضلوا إلا (مِن بَعْدِ مَا جَاءتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْياً بَيْنَهُمْ) مع أن ما علموه لا يتعدى (ظَاهِراً مِّنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ)
بل زعموا أن بإمكانهم أن يأتوا (مِثْلَ مَا أُوتِيَ رُسُلُ اللّهِ) (وغرهم بالله الغرور ) فشرعوا  لأنفسهم ولأبناهم (مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ اللَّهُ)  وسولت لهم أنفسهم فدونوا ما أختلقوه من أكاذيب وأباطيل فى كتب وقالوا زورا وبهتانا أنها ( من عند الله ) فضلوا وأضلوا عن سواء السبيل .
 وأصبحت الكتب بما أضافوه فيها وغيروه لا تليق بكتب سماوية من عند الله العزيز الحكيم فخرجت عن القدسية لأنها لاتعرف لله جل وعلا قدرا ولم تجل الأنبياء ولم تحفظ مكانتهم كما أنها لاتعرف للبشر حقوقا.  فعاثوا فى الأرض الفساد ( بما أخلفوا الله ما وعدوه )
وما كان الحق سبحانه وتعالى ليذر الناس على ماهم عليه (حتى يميز الخبيث من الطيب )  فرحم الله جل وعلا العالم  وأرسل إليه خير خلقه سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم  وأنزل  عليه خبر كتبه القرآن الكريم فــ ( لم يجعل له عوجا ) وجعله ( يهدى للتى هى أقوم )
كما أن القرآن الكريم  (لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ) وأصبح القرآن الكريم ( فيه تبيان كل شئ ) من آمن به  نجا ؛ ومن عمل به أجر ؛ ومن دعا  إليه  هدى  إلى صراط مستقيم . لأن المعصوم صلى الله عليه وسلم قال ( تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدى أبدا ؛ كتاب الله وسنتى )
 ولقد حظى القرآن الكريم بما لم يحظ به كتاب من قبل ولا من بعد فجاء رائعا فى اسلوبه ومنطقه وبلاغته فهو بحق راقيا وعاليا قدر منزله ومشرعه جل وعلا .
وكما أن النبى محمد صلى الله عليه وسلم عصمه الحق سبحانه وتعالى فقال جل وعلا             عنه ( وما ينطق عن الهوى ) فأصبح كل ما بدر من النبى صلى الله عليه وسلم من قول أو فعل  أو تقرير يحظى بالقدسية .
كذلك لقوله تعالى (وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا)    وإذا ما قارنا بين القرآن الكريم والسنة النبويه من جانب وبين العهدين القديم والجديد الذين يؤمن بهما اليهود والنصارى من جانب أخر لوجدنا أن القرآن الكريم والسنة النبوية يحظيان بصفات تفوق الحصر .
 وعملا بقول الحق سبحانه وتعالى ( ليحق الحق بكلماته ) نذكر بعض الصفات التى اختص بها الحق سبحانه وتعالى كتابه الكريم وكذلك ما وفق فيه نبيه محمد صلى الله عليه وسلم مقارنا إياها بما فى العهدين القديم والجديد .
لنرى بأعيننا بعد ايماننا بالقلوب قول الحق سبحانه وتعالى ( هل يستويان ) ولنعلم أن صدق الله جل وعلا حين  قال (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجَا * قَيِّماً لِّيُنذِرَ بَأْساً شَدِيداً مِن لَّدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً حَسَناً}الكهف2وليعلم أهل الكتاب أنه الحق  .
 وحتى لا يكون الكلام مرسلا أو يظن البعض أنه تعصب لديننا ؛ رأيت أن أسرد فى هذا الكتاب بعضا من الأمور الهامة مثل النبؤات والعقيدة وبعض الأحكام من القرآن الكريم ومن العهدين القديم والجديد لترى عزيزى القارئ الفارق بين  كتابنا القرآن الكريم الذى ( أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير ) وبين كتب أدلى فيها البشر بدلوهم ظانين أنهم يستطيعون أن ينزلوا مثل ما أنزل الله  ؛ أو تبلغ تشريعاتهم قدر تشريع الحق سبحانه وتعالى!!! 
 فإن كان لديهم أثارة من علم فليأتوننا بها أو كان عندهم علم من عند الله كتموه عن أبناءهم فليخرجوه  لنا والله يحكم بيننا وإليه المصير .
ولذا حاولت جهدى فى هذا الكتاب أن أبين عجز الكتب التى بين يدى بنى إسرائيل الآن من    عهد قديم وجديد أن يواكبوا العصور ولا أن يوافوا بحقوق الأبناء مما جعل أبناءهم فى حيرة  يترددون وفى الظلمات يعمهون  مقارنا ما لديهم من عجز بما حبانا الله جل وعلا من كمال       فى الدين وتمام النعمة سبحانه وتعالى فله الحمد والمنة 
ولذا ناديتهم فى هذا الكتاب بما ناداهم به الحق سبحانه وتعالى حين قال جل وعلا " هل عندكم من علم فتخرجوه لنا " 
وقد قسمت الكتاب إلى ستة أبواب وتناولت فيها الفارق بين الإسلام وبين الأديان الأخرى فى أكثر من مجال  : ففى مجال النبؤات بينت فيه أى النبؤات كانت أصدق مبينا ذلك بالدليل من آيات القرآن الكريم والأحاديث النبوية وبالنصوص من العهدين القديم والجديد كما تحدثت عن الفارق بين القرآن الكريم الذى شهد له العدو قبل الصديق وبين العهدين القديم والجديد والذين شهد لهما أنبياء بنى إسرائيل بالتحرييف والتزييف .
وأن أيدى بنى إسرائيل امتدت اليهما على مر الزمان مما أفرغوهما من المضمون بل وأصبح     فيهما من الألفاظ والعبارات التى لا تليق بكتاب زعم أصحابه أنه كتاب مقدس وكذلك تحدثت عن الفارق بين الأسرة فى الإسلام وبين الأسرة فى الأديان الأخرى بما فيهم اليهودية والمسيحية وبينت في هذا الجزء كيف صان الإسلام الإنسان فى كل مراحله وراعى تطوراته النفسية والعمرية بعكس ما رأينا فى الأديان الأخرى التى صورت الإنسان بوجه عام والمرأة على وجه الخصوص بصور قاتمة كما سنرى باذن الله تعالى .
 وفى النهاية اسأل الله العلى القدير أن يعلمنا وأن ينفعنا بما علمنا وأن يهدينا ويهدى بنا وأن يجعلنا سببا لمن اهتدى إنه ولى ذلك والقادر عليه . 

                              


 
  
                  "  هَلْ عِندَكُم مِّنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا"
                    
إعداد

أ / أحمد إسماعيل زيد
محاضر بالأكاديمية الإسلامية
لدراسات الأديان والمذاهب
محاضر بقناة الأمة الفضائية


                   
                                           إهداء
إلى العلماء العاملين بكتاب الله وسنة رسوله محمد صلى الله عليه وسلم وزوداً عن حياض الإسلام ونخص بالذكر:-
* فضيلة الأستاذ الشيخ / أبو إسلام أحمد عبد الله ..رئيس قناة  الأمة , فلقد عاوننى كثيراً وأخذ بيدى إلى الصواب فجزاه الله خيراً .
*وفضيلة الأستاذ الشيخ / وحيد عبد السلام بالى ..الداعية الإسلامى ، فلقد قدم لى العديد من الخدمات والتى أسهمت فى إخراج أعمالى إلى النور فأدعوا الله أن يجعلها فى ميزان حسناته وأن يوفقه وينفع به البلاد و العباد .
* كما أهدى هذا العمل إلى زوجتى وأولادى الذين سهروا معى فى إعداد هذا العمل الطيب فكثيراً ما كنت أكلفهم بالبحث عن أرقام الآيات أو تخريج الأحاديث النبوية فجزاهم الله خيراً ..
* ولا ننسى الأخوة الأخيار الذين دعوا الله أن يوفقنى فى هذا العمل الطيب فجزى الله الجميع خيراً
    المؤلف :
                                      أحمد إسماعيل زيد


















                                        المقدمة :
إن الحق سبحانه وتعالى بقدرته خلق الإنسان , وبرحمته علمه البيان , وبلطفه أرسل إليه الرسل والأنبياء , وبعظمته أنزل عليه الكتاب , ومنّ جل وعلا على بعض خلقه فأتاهم الحكمة وفصل الخطاب , فسبحانه وتعالى علم الإنسان مالم يعلم , وكان فضل الله علي الجميع عظيما .
فمن البشر من شكر نعم الله سبحانه وتعالى وقال (هَذَا مِن فَضْلِ رَبِّي ) ومنهم من حجد فضل الله جل وعلا وقال (إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِندِي) وأثنى الحق سبحانه وتعالى على الشاكرين  فـ( أتاهم تقواهم ) وتوعد الجاحدين فقال (حَسْبُهُمْ جَهَنَّمُ يَصْلَوْنَهَا فَبِئْسَ الْمَصِيرُ) وهذا لأن  الله جل وعلا (مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لَا مَوْلَى لَهُمْ)
ومن كان الله جل وعلا مولاه (فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ) وسعد فى الدنيا والأخرة  . أما الكافرون  (فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ) والعجيب أنهم ما ضلوا إلا (مِن بَعْدِ مَا جَاءتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْياً بَيْنَهُمْ) مع أن ما علموه لا يتعدى (ظَاهِراً مِّنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ)
بل زعموا أن بإمكانهم أن يأتوا (مِثْلَ مَا أُوتِيَ رُسُلُ اللّهِ) (وغرهم بالله الغرور ) فشرعوا  لأنفسهم ولأبناهم (مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ اللَّهُ)  وسولت لهم أنفسهم فدونوا ما أختلقوه من أكاذيب وأباطيل فى كتب وقالوا زورا وبهتانا أنها ( من عند الله ) فضلوا وأضلوا عن سواء السبيل .
 وأصبحت الكتب بما أضافوه فيها وغيروه لا تليق بكتب سماوية من عند الله العزيز الحكيم فخرجت عن القدسية لأنها لاتعرف لله جل وعلا قدرا ولم تجل الأنبياء ولم تحفظ مكانتهم كما أنها لاتعرف للبشر حقوقا.  فعاثوا فى الأرض الفساد ( بما أخلفوا الله ما وعدوه )
وما كان الحق سبحانه وتعالى ليذر الناس على ماهم عليه (حتى يميز الخبيث من الطيب )  فرحم الله جل وعلا العالم  وأرسل إليه خير خلقه سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم  وأنزل  عليه خبر كتبه القرآن الكريم فــ ( لم يجعل له عوجا ) وجعله ( يهدى للتى هى أقوم )
كما أن القرآن الكريم  (لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ) وأصبح القرآن الكريم ( فيه تبيان كل شئ ) من آمن به  نجا ؛ ومن عمل به أجر ؛ ومن دعا  إليه  هدى  إلى صراط مستقيم . لأن المعصوم صلى الله عليه وسلم قال ( تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدى أبدا ؛ كتاب الله وسنتى )
 ولقد حظى القرآن الكريم بما لم يحظ به كتاب من قبل ولا من بعد فجاء رائعا فى اسلوبه ومنطقه وبلاغته فهو بحق راقيا وعاليا قدر منزله ومشرعه جل وعلا .
وكما أن النبى محمد صلى الله عليه وسلم عصمه الحق سبحانه وتعالى فقال جل وعلا             عنه ( وما ينطق عن الهوى ) فأصبح كل ما بدر من النبى صلى الله عليه وسلم من قول أو فعل  أو تقرير يحظى بالقدسية .
كذلك لقوله تعالى (وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا)    وإذا ما قارنا بين القرآن الكريم والسنة النبويه من جانب وبين العهدين القديم والجديد الذين يؤمن بهما اليهود والنصارى من جانب أخر لوجدنا أن القرآن الكريم والسنة النبوية يحظيان بصفات تفوق الحصر .
 وعملا بقول الحق سبحانه وتعالى ( ليحق الحق بكلماته ) نذكر بعض الصفات التى اختص بها الحق سبحانه وتعالى كتابه الكريم وكذلك ما وفق فيه نبيه محمد صلى الله عليه وسلم مقارنا إياها بما فى العهدين القديم والجديد .
لنرى بأعيننا بعد ايماننا بالقلوب قول الحق سبحانه وتعالى ( هل يستويان ) ولنعلم أن صدق الله جل وعلا حين  قال (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجَا * قَيِّماً لِّيُنذِرَ بَأْساً شَدِيداً مِن لَّدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً حَسَناً}الكهف2وليعلم أهل الكتاب أنه الحق  .
 وحتى لا يكون الكلام مرسلا أو يظن البعض أنه تعصب لديننا ؛ رأيت أن أسرد فى هذا الكتاب بعضا من الأمور الهامة مثل النبؤات والعقيدة وبعض الأحكام من القرآن الكريم ومن العهدين القديم والجديد لترى عزيزى القارئ الفارق بين  كتابنا القرآن الكريم الذى ( أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير ) وبين كتب أدلى فيها البشر بدلوهم ظانين أنهم يستطيعون أن ينزلوا مثل ما أنزل الله  ؛ أو تبلغ تشريعاتهم قدر تشريع الحق سبحانه وتعالى!!! 
 فإن كان لديهم أثارة من علم فليأتوننا بها أو كان عندهم علم من عند الله كتموه عن أبناءهم فليخرجوه  لنا والله يحكم بيننا وإليه المصير .
ولذا حاولت جهدى فى هذا الكتاب أن أبين عجز الكتب التى بين يدى بنى إسرائيل الآن من    عهد قديم وجديد أن يواكبوا العصور ولا أن يوافوا بحقوق الأبناء مما جعل أبناءهم فى حيرة  يترددون وفى الظلمات يعمهون  مقارنا ما لديهم من عجز بما حبانا الله جل وعلا من كمال       فى الدين وتمام النعمة سبحانه وتعالى فله الحمد والمنة 
ولذا ناديتهم فى هذا الكتاب بما ناداهم به الحق سبحانه وتعالى حين قال جل وعلا " هل عندكم من علم فتخرجوه لنا " 
وقد قسمت الكتاب إلى ستة أبواب وتناولت فيها الفارق بين الإسلام وبين الأديان الأخرى فى أكثر من مجال  : ففى مجال النبؤات بينت فيه أى النبؤات كانت أصدق مبينا ذلك بالدليل من آيات القرآن الكريم والأحاديث النبوية وبالنصوص من العهدين القديم والجديد كما تحدثت عن الفارق بين القرآن الكريم الذى شهد له العدو قبل الصديق وبين العهدين القديم والجديد والذين شهد لهما أنبياء بنى إسرائيل بالتحرييف والتزييف .
وأن أيدى بنى إسرائيل امتدت اليهما على مر الزمان مما أفرغوهما من المضمون بل وأصبح     فيهما من الألفاظ والعبارات التى لا تليق بكتاب زعم أصحابه أنه كتاب مقدس وكذلك تحدثت عن الفارق بين الأسرة فى الإسلام وبين الأسرة فى الأديان الأخرى بما فيهم اليهودية والمسيحية وبينت في هذا الجزء كيف صان الإسلام الإنسان فى كل مراحله وراعى تطوراته النفسية والعمرية بعكس ما رأينا فى الأديان الأخرى التى صورت الإنسان بوجه عام والمرأة على وجه الخصوص بصور قاتمة كما سنرى باذن الله تعالى .
 وفى النهاية اسأل الله العلى القدير أن يعلمنا وأن ينفعنا بما علمنا وأن يهدينا ويهدى بنا وأن يجعلنا سببا لمن اهتدى إنه ولى ذلك والقادر عليه . 













                                    







                                    الباب الأول
                    " هل يستويان "
تمهيد :-
كان من البديهى أن تتصف الكتب السماوية على اختلاف أزمانها بصفات واحدة ؛ لأنها جميعا تنزيل من " حكيم حميد " ومن ثم فينبغى أن نجدها جميعا تنادى بما يليق بكتب سماوية من عند الله العزيز الحكيم ؛ فتجدها تنادى بالصدق والأمانة والطهر والعفاف والزهد مما فى أيدى الناس والرغبة فيما عند الله .
 ورحمة بالعباد وتقديم يدى العون لهم إلى أخر هذه الصفات الرحيمة التى لا يختلف عليها اثنان وأن ينبذ الصفات الرذيلة التى تفسد على الناس حياتهم  كالقتل والعنف والإرهاب والسرقة والزنا والغش والحقد والحسد إلى أخر هذه الصفات الذميمة التى بدورها تهلك أى مجتمع يتخلق  بها أفراده .
وبدلا من إلقاء التهم جزافا لبعض الكتب التى يدعى أصحابها أنها سماوية دون دليل أو بينة فيجعل القارئ يظن أننا نتعصب لديننا ونتهم الأخرين دون بينة أو دليل ومن ثم رأيت أن أعقد مقارنة هادئة بين ما نادى به الإسلام وكذلك ما نادى به العهدين القديم والجديد ؛ وأترك لك عزيزى القارئ الحكم بنفسك  ثم تجيب على الآية الكريمة  " هل يستويان "
 أولا : الإسلام والصدق
الصدق من أهم وأسمى المبادئ التى نادى بها الإسلام فقال جل وعلا{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ }التوبة119وأثنى سبحانه وتعالى على الصادقين فقال {وَالَّذِي جَاء بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ }الزمر33
 وحث النبى صلى الله عليه وسلم على الصدق فقال ( عليكم بالصدق فإن الصدق يهدى إلى البر وإن البر يهدى إلى الجنة ولا يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا ) وحذر سبحانه وتعالى من الكذب فقال جل وعلا {وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُم مُّسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْمُتَكَبِّرِينَ }الزمر60
وشدد النبى محمد صلى الله عليه وسلم على الكذب أيما تشديد  فقال (وإياكم والكذب فإن الكذب يهدى إلى الفجور وإن الفجور يهدى إلى النار ولايزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا )
 ثانيا : المسيحية والصدق
بينما نلحظ أن كبيرا من مؤسسى المسيحية والذى يعدونه رسولا ألا وهو بولس يوصى بالكذب ويحث عليه ؛ وقبل الحديث عن ما قاله بولس نورد لك عزيزى القارئ فى عجالة " من هو بولس وكيف دخل المسيحية ؛ فالأثر يدل على المسير لأنه إن كانت هذه بدايته فكيف يكون سبيله وكيف تكون دعوته ؟
 فهناك  ثلاث روايات عن بولس وتحوله إلى المسيحية وهو في طريقه إلى دمشق، جميعها تناقض بعضها الآخر حول ما حدث لرفاق بولس في السفر فلنقرأ  ما أوردوه فى الجزء المعروف عندهم بأعمال الرسل فقالوا :
1أَمَّا شَاوُلُ فَكَانَ لَمْ يَزَلْ يَنْفُثُ تَهَدُّدًا وَقَتْلاً عَلَى تَلاَمِيذِ الرَّبِّ، فَتَقَدَّمَ إِلَى رَئِيسِ الْكَهَنَةِ 2وَطَلَبَ مِنْهُ رَسَائِلَ إِلَى دِمَشْقَ، إِلَى الْجَمَاعَاتِ، حَتَّى إِذَا وَجَدَ أُنَاسًا مِنَ الطَّرِيقِ، رِجَالاً أَوْ نِسَاءً، يَسُوقُهُمْ مُوثَقِينَ إِلَى أُورُشَلِيمَ. 3وَفِي ذَهَابِهِ حَدَثَ أَنَّهُ اقْتَرَبَ إِلَى دِمَشْقَ فَبَغْتَةً أَبْرَقَ حَوْلَهُ نُورٌ منَ السَّمَاءِ، 4فَسَقَطَ عَلَى الأَرْضِ وَسَمِعَ صَوْتًا قَائِلاً لَهُ:«شَاوُلُ، شَاوُلُ! لِمَاذَا تَضْطَهِدُنِي؟» 5فَقَالَ:«مَنْ أَنْتَ يَا سَيِّدُ؟»
 فَقَالَ الرَّبُّ:«أَنَا يَسُوعُ الَّذِي أَنْتَ تَضْطَهِدُهُ. صَعْبٌ عَلَيْكَ أَنْ تَرْفُسَ مَنَاخِسَ». 6فَقَاَلَ وَهُوَ مُرْتَعِدٌ وَمُتَحَيِّرٌ:«يَارَبُّ، مَاذَا تُرِيدُ أَنْ أَفْعَلَ؟»فَقَالَ لَهُ الرَّبُّ:«قُمْ وَادْخُلِ الْمَدِينَةَ فَيُقَالَ لَكَ مَاذَا يَنْبَغِي أَنْ تَفْعَلَ». 7وَأَمَّا الرِّجَالُ الْمُسَافِرُونَ مَعَهُ فَوَقَفُوا صَامِتِينَ، يَسْمَعُونَ الصَّوْتَ وَلاَ يَنْظُرُونَ أَحَدًا. 8فَنَهَضَ شَاوُلُ عَنِ الأَرْضِ، وَكَانَ وَهُوَ مَفْتُوحُ الْعَيْنَيْنِ لاَ يُبْصِرُ أَحَدًا. فَاقْتَادُوهُ بِيَدِهِ وَأَدْخَلُوهُ إِلَى دِمَشْقَ. 9وَكَانَ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ لاَ يُبْصِرُ، فَلَمْ يَأْكُلْ وَلَمْ يَشْرَبْ.
نلحظ فى هذا النص قولهم - "وَأَمَّا الرِّجَالُ الْمُسَافِرُونَ مَعَهُ فَوَقَفُوا صَامِتِينَ يَسْمَعُونَ الصَّوْتَ وَلاَ يَنْظُرُونَ أَحَداً." أعمال الرسل 9 :7
ولكننا فى نص اخر نرى ما يناقض ذلك فقالوا :- "وَالَّذِينَ كَانُوا مَعِي نَظَرُوا النُّورَ وَارْتَعَبُوا وَلَكِنَّهُمْ لَمْ يَسْمَعُوا صَوْتَ الَّذِي كَلَّمَنِي."  أعمال الرسل 22 :9
وفى نص ثالث يقولون على لسان بولس :
- "فَلَمَّا سَقَطْنَا جَمِيعُنَا عَلَى الأَرْضِ سَمِعْتُ صَوْتاً يُكَلِّمُنِي بِاللُّغَةِ الْعِبْرَانِيَّةِ: شَاوُلُ شَاوُلُ لِمَاذَا تَضْطَهِدُنِي؟ صَعْبٌ عَلَيْكَ أَنْ تَرْفُسَ مَنَاخِسَ". أعمال الرسل 26 :14
وليس هذا فحسب بل الذى يثير اهتمامنا هو ما أرساه بولس بعد من مبادئ  ؛ فإذا به  يحث على الكذب ويوصى  به فيقول فى رسالته إلى أهل رومية : ( فإنه إذا كان مجد الله قد يزداد بكذبى فلماذا تعدوننى خاطئ ) وهل عظمة الله جل وعلا ومجده فى حاجة الى الكذب ؟ بالطبع  لا ؛ فهو جل وعلا القائل (إِن تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنكُمْ وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ إلا أنه سبحانه وتعالى برحمته وبما أعده من نعيم لا يعلم منتهاه إلا هو ؛  ومن عذاب لا يعلم شقاءه  إلا هو  فسبحانه وتعالى ( لا يرضى لعباده الكفر )
 ولم يكتف بولس بذلك بل حث أهل ملته على المراوغة ؛ فالغاية عنده تبرر الوسيلة  فيقول فى رسالته إلى أهل كورونثوس ( وصرت لليهود كيهودى لأربح اليهودى , وللذين  تحت الناموس كأنى تحت الناموس لأربح الذين تحت الناموس , وللذين بلا ناموس كأنى بلا ناموس مع أنى لست  بلا ناموس بل تحت ناموس للمسيح لأربح الذين هم بلا ناموس , وصرت للضعفاء كضعيف لأربح الضعفاء )
 أما المعصوم صلى الله عليه وسلم فغرس فى أصحابه الثبات والصدق وإن كلفهم  أرواحهم وضرب صلى الله عليه وسلم أروع الأمثلة فى هذا الميدان ومنها (يوم حنين ) حين باغت المشركون المسلمين فتفرقوا .ولم يبق إلا المعصوم صلى الله عليه وسلم وعدد قليل يعدون على الأصابع لا يستطيعون حمايته من جيش كامل . وقتها أعلنها صلى الله عليه وسلم صريحة ومدوية قائلا (أنا النبى لا كذب أنا ابن عبد المطلب ) رغم أن الموقف كان يتطلب الإختفاء .
 فهو القائد ؛ وإن أصابه مكروه  ( لا قدر الله )  هلكت الأمة ولكنه المعصوم الذى صدق  ربه  جل وعلا حين قال  {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ }المائدة67
 بخلاف مارأينا فى العهد القديم وما أوردوه عن كذب نبى الله يعقوب ( حاشاه ) على ابيه اسحاق عليهما السلام ليسرق النبوة من أخيه عيسوا فقالوا عن ذلك ( فدخل إلى ابيه وقال  :  ياأبى ؛  فقال :  هانذا  ؛ قال : من أنت ؟ فقال يعقوب لابيه :  أنا عيسو بكرك )
والحق إن الصدق يفيض من جوانب القرآن الكريم فما أخبر الحق سبحانه وتعالى نبيه محمد صلى الله عليه وسلم إلا صدقا ( فمن أصدق من الله قيلا ) فلم يحابى الحق سبحانه وتعالى نبيا لقربه ولم يجمل الفاظا نطق بها الأعداء ( ومن أصدق من الله حديثا )
ودليل ذلك أن آدم عليه السلام الذى خلقه الله جل وعلا بيديه , ونفخ فيه من روحه , وأسجد له ملائكته وأسكنه الجنة حين التزم آدم عليه السلام وزوجه بما أمرهما به الحق جل وعلا حين قال لهما ({وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلاَ مِنْهَا رَغَداً حَيْثُ شِئْتُمَا وَلاَ تَقْرَبَا هَـذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الْظَّالِمِينَ }البقرة35كانا فى الجنة ينعمان  بها ؛ وحينها أخبره الحق سبحانه  ({إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلَا تَعْرَى }طه118{وَأَنَّكَ لَا تَظْمَأُ فِيهَا وَلَا تَضْحَى }طه119
ولكن حين وسوس لهما الشيطان وزين لهما الأكل من الشجرة بل {وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ }الأعراف21فقال تعالى ({وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِن قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً }طه115حينها قال جل وعلا  {فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى }طه121
 هنا عاتبهما الحق سبحانه وتعالى قائلا (أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَن تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُل لَّكُمَا إِنَّ الشَّيْطَآنَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُّبِينٌ }الأعراف22وأخبرنا القرآن الكريم أن الحق سبحانه وتعالى كما علم آدم عليه السلام الأسماء كلها ؛ علمه جل وعلا كيف يتوب فـــ{قَالاَ رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ }الأعراف23وعن هذا يقول الحق سبحانه وتعالى  {فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ }البقرة37وليس هذا فحسب بل أخبرنا القرآن الكريم بأن الحق سبحانه وتعالى {ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَى }طه122
 وكذلك كل الأنبياء والمرسلين تناول القرآن الكريم سيرهم وحياتهم باسلوب راق وبنظم  بديع دون أن يخدش حياءهم أو يمس أعراضهم  أو ينل من مكانتهم وإذ بدر من بعضهم ما يظن أنه مخالفة لاوامر الله جل وعلا حينها يعاتبه الحق سبحانه وتعالى عتابا رقيقا .
وهذا من أجمل ما يتصف به القرآن الكريم بخلاف العهدين القديم والجديد فقد تعامل بنوا إسرائيل مع سيرالأنبياء باسلوب غريب ؛  فأثنوا على بعضهم ثناءا أخرجهم من دائرة النبوة إلى الالوهية كما حدث لسيدنا عيسى بن مريم عليه السلام ؛ ونحن نؤمن بأنه برئ مما ألصقوه به عليه السلام .
 ولقد نالوا من قدر العديد من الأنبياء حتى أفرغوا النبوءات التى جاءوا  بها من مضمونها وخاضوا فى أعراضهم بشكل لا يليق بمقام الأنبياء مما أفرغ العهدين القديم والجديد من الصدق تماما .
 والدليل على ذلك ما ذكره بنوا إسرائيل فى العهد القديم عن الأنبياء والنيل من مكانتهم فقالوا عنهم  ما لايليق بهم ؛  ومما قالوه عن آدم عليه السلام ونسبوه لله جلا وعلا زورا وبهتانا"وقال الرب : هوذا الإنسان قد صار كواحد منا عارفا الخير والشر والأن لعله يمد يده  ويأخذ  من شجر الحياة أيضا ويأكل ويحيا إلى الأبد فأخرجه الرب من جنة عدن ليعمل الأرض التى   أخذ منها فطرد الإنسان وأقام شرقى جنة عدن الكرويم سيف متقلب لحراسة طريق شجرة   الحياة ."
فى هذا النص العديد من التجاوزات منها :
- يزعمون أن الرب جل وعلا  ( حاشاه ) لم يكن يعلم  أنه حين يأكل آدم من الشجرة سيصبح عارفا الخير والشر .
- زعموا أن الرب سبحانه وتعالى ( حاشاه )  شعر بالقلق حين أكل آدم من الشجرة بل وأصيح  يخشى أن تمتد يديه إلى شجرة الحياة ويأكل منها فيحيا إلى الأبد ويكون من الخالدين .
- زعموا أن الرب جل وعلا ( حاشاه ) سرعان  ما طرد آدم من الجنة إلا خشية أن يكون خالدا ؛  لأنه إضافة إلى معرفة الخير والشر فقد ينازعه فى الملك أو يصعب على الرب ( حاشاه )  فيما بعد السيطرة على آدم وذريته  سبحانه وتعالى عن ذلك علوا كبيرا .
- كما انهم يصرون على أن الشجر الموجود فى الجنة قد يُحدث ما لم يرد به الله سبحانه وتعالى ؛  أى أنه من أكل من شجرة الخلد لا يموت ومن أكل من شجرة القوة لا ينازعه أحد وهكذا . ولذا سولت لهم أنفسهم أن الرب جل وعلا ( حاشاه ) خشية أن يحدث ذلك (  أقام  لهيب سيف متقلب لحراسة طريق شجرة الحياة )
- وليس هذا فحسب بل غالوا فى حق سيدنا آدم عليه السلام ونالوا من مكانته فزعموا أن  خطيئته وراثيه مما تسبب فى موت البشرية بهذا الذنب ؛  والذى معه اضطر الرب جل وعلا ( حاشاه ) حسب اعتقادهم الخاطئ أن يرسل المسيح عليه السلام ويعرضه للذبح والصلب ليغفر للبشرية بهذا الصلب والقتل ( قاتلهم الله انى يؤفكون )
 فقالوا : 16لأَنَّهُ هكَذَا أَحَبَّ اللهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ، لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ، بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ. 17لأَنَّهُ لَمْ يُرْسِلِ اللهُ ابْنَهُ إِلَى الْعَالَمِ لِيَدِينَ الْعَالَمَ، بَلْ لِيَخْلُصَ بِهِ الْعَالَمُ.
وبلغت بهم الجراة فقالوا ( من أجل ذلك كأنما بإنسان واحد دخلت الخطيئة الى العالم وبالخطيئه الموت وهكذا اجتاز الموت إلى جميع الناس قد ملك الموت من آدم إلى موسى )
وهكذا راينا أنهم حين أحبوا بعض الأنبياء وهو عيسى عليه السلام رفعوه إلى مقام الالوهية فضلوا وأضلوا عن سواء السبيل .
ولذا فنحن المسلمين نحمد الله جل وعلا أن هدانا لدينه الذى يضع الأمور فى نصابها  فالإله الأعظم إلهنا هو الله جل وعلا رب العالمين . والأنبياء هم عباد مكرمون أرسلهم الله جل وعلا لهداية البشرية كما أنهم لا يعصون الله جل وعلا.
 والكتب التى أرسلها الله جل وعلا على رسله ليحق بها الحق وأنه سبحانه وتعالى أرسل محمدا صلى الله عليه وسلم وأنزل عليه القرآن الكريم وتولى جل وعلا حفظه لأنه مهيمن على ما سبقه من الكتب وشاهد صدق  على أن الأنبياء بلغوا رسالات ربهم .
أما أهل الكتاب فقالوا عن المسيح عيسى بن مريم عليه السلام ( ماذا تظنون فى المسيح ؟  ابن من هو ؟ قالوا له ابن داود , قال لهم فكيف يدعوه داود بالروح ربا  قائلا قال الرب لربى اجلس عن يمينى حتى أضع أعداءك موضعا لقدميك   فإن كان داود يدعوه ربا فكيف يكون ابنه ؟ بل وفاضلوا بين عيسى عليه السلام وبين موسى عليه السلام فقالوا ( فان هذا قد حسب   أهلا  لمجد أكثر من موسى بمقدار مالبانى البيت من كرامة  أكثر من البيت لان كل بيت يبنيه انسان ما  ولكن بانى الكل هو الله وموسى كان امينا فى كل بيت كخادم اما المسيح فكابن على بيته ) عبرانيين 3/3
فهم يريدون أن يثبتوا لأبناءهم مازعموه : بأن المسيح عليه السلام ابن صاحب البيت والمقصود به الكون لأن الله جل وعلا خالق الكون ؛ لأنه من المستحيل أن يقصدوا البيوت العادية التى يسكنها البشر إنما يقصدون الكون الذى خلقه الرب جل وعلا فزعموا أن موسى عليه السلام كان مجرد خادم بينما المسيح كابن صاحب البيت
- وكثيرا ماكذب بنوا إسرائيل على الأنبياء فأخبروا أبناهم أحداثا خاطئة ولولا رحمة الله{الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ }الأعراف196) فأنزل جل وعلا القرآن الكريم والذى به صحح جل وعلا ما أفسده بنوا إسرائيل من سير العظماء وكان مما قالوا أنهم زعموا  بل وذكروا فى العهد القديم أن نبى الله هارون عليه السلام هو الذى صنع لهم العجل والذى بسببه ضل  بنوا إسرائيل ( قاتلهم الله )
وكذبوا ؛ لأن الحق سبحانه وتعالى أيد نبيه موسى عليه السلام بأخيه  هارون عليه السلام فحين دعا ربه قائلا {وَاجْعَل لِّي وَزِيراً مِّنْ أَهْلِي }طه29{هَارُونَ أَخِي }طه30{اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي } طه31{وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي }طه32استجاب الحق سبحانه وتعالى له فــ{قَالَ قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يَا مُوسَى }طه36وحين قال موسى عليه السلام {وَلَهُمْ عَلَيَّ ذَنبٌ فَأَخَافُ أَن يَقْتُلُونِ } الشعراء14{وَأَخِي هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَاناً فَأَرْسِلْهُ مَعِيَ رِدْءاً يُصَدِّقُنِي إِنِّي أَخَافُ أَن يُكَذِّبُونِ } القصص 34 
قال الحق سبحانه وتعالى { سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَاناً فَلَا يَصِلُونَ إِلَيْكُمَا بِآيَاتِنَا أَنتُمَا وَمَنِ اتَّبَعَكُمَا الْغَالِبُونَ }القصص35
فهل يؤيد الحق جل وعلا موسى عليه السلام بأخيه هارون ثم يخونه هارون ويخون الأمانة ويعصى ربه جل وعلا  ( حاشاه ذلك )  بالطبع لا ؛ ولكنهم بنوا إسرائيل ؛ الذين  يجرى الكذب فى دمائهم وكأنهم لايستطيعون العيش بدونه ؛  فقالوا حين ذهب موسى عليه السلام للقاء ربه جل وعلا :-
( ولما راى الشعب  أن موسى أبطأ فى النزول من الجبل اجتمع الشعب على هارون وقالوا له : قم اصنع لنا آلهة تسير أمامنا لأن هذا موسى الرجل الذى أصعدنا من أرض مصر لا نعلم ماذا أصابه  فقال لهم هارون انزعوا أقراط الذهب التى  فى  آذان نسائكم  وبنيكم وبناتكم وأتونى بها
 فنزع كل الشعب   أقراط  الذهب التى فى آذانهم وأتوا بها إلى هارون فأخذ ذلك من أيديهم وصوره بالأزميل وصنعه عجلا مسبوكا فقالوا هذه آلهتك ياإسرائيل التى أصعدتك  من أرض مصر فلما نظر هارون بنى مذبحا أمامه ونادى    هارون وقال غدا عيد للرب )
 بينما برأ القرآن الكريم ساحة نبى الله هارون عليه السلام لأنه بذل جهدا كبيرا حين أضلهم السامرى فقال جل وعلا عن  هارون عليه السلام {وَلَقَدْ قَالَ لَهُمْ هَارُونُ مِن قَبْلُ يَا قَوْمِ إِنَّمَا فُتِنتُم بِهِ وَإِنَّ رَبَّكُمُ الرَّحْمَنُ فَاتَّبِعُونِي وَأَطِيعُوا أَمْرِي }طه90) إلا أنهم أصروا على العصيان فقال عنهم القرآن الكريم ( فقالوا لن نبرح عليه عاكفين حتى يرجع إلينا موسى )
وليس هذا فحسب بل إن بنى إسرائيل أساوا إلى نبى الله سليمان عليه السلام فزعموا أنه  خالف وصية والده نبى الله داود عليه السلام بل وخالف أوامر ربه جل وعلا وسارع وراء شهوات من إمتلاك العديد من النساء الحسناوات والسرارى  والعجيب أنهن من البلاد التى  نهاه الرب جل وعلا من الإقتراب إليها لئلا يتسببن فى إستدراجه إلى عباده آلهتهم المزعزمه فقالوا ( وأحب الملك سليمان نساء غريبه كثيرة مع بنت فرعون مؤابيات وعمونيات  وصيدونيات وحيثيات  ..... وكانت له سبع مئه من النساء السيدات وثلاث مئه من السرارى فامالت   نساءه قلبه وراء آلهة أخرى ولم يكن قلبه كاملا مع الرب إلهه ) قاتلهم الله
إذن فأين علمهم الذى يزعمون ؟ بالله عليك هل يصح ما قالوه عن الأنبياء أو يصلح مازعموه أن يكون منهجا يتبع ؟ فلولا القرآن الكريم الذى ذكر سيرة الأنبياء العظماء بما يليق بمكانتهم كرسل لله جل وعلا وعلى قدر الرسالة التى كلفهم الحق سبحانه وتعالى بحملها وتبليغها للناس .
 فعن نبى الله سليمان قال الحق جل وعلا {وَوَهَبْنَا لِدَاوُودَ سُلَيْمَانَ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ }ص30
كما ذكر القرآن الكريم أن الحق سبحانه وتعالى وهب لسليمان عليه السلام ملكا لم ينبغى لأحد من بعده فقال جل وعلا {قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكاً لَّا يَنبَغِي لِأَحَدٍ مِّنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ }ص35{فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَاء حَيْثُ أَصَابَ }ص36وفوق كل ماسبق فى الأخرة حظ عظيم فقال جل وعلا  {فَغَفَرْنَا لَهُ ذَلِكَ وَإِنَّ لَهُ عِندَنَا لَزُلْفَى وَحُسْنَ مَآبٍ }ص25
كما فضله الحق سبحانه وتعالى هو ووالده نبى الله داود عليهما السلام فقال جل وعلا عنهما{وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ عِلْماً وَقَالَا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي فَضَّلَنَا عَلَى كَثِيرٍ مِّنْ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ }النمل15
 أرأيت عزيزى القارى الفارق بين الغث والثمين وبين ماهو من عند الله  وما هو من عند أبناء القردة والخنازير وعبد الطاغوت (أُوْلَـئِكَ شَرٌّ مَّكَاناً وَأَضَلُّ عَن سَوَاء السَّبِيلِ }المائدة60ولذا نادى الحق سبحانه وتعالى الناس جميعا إلى القرآن الكريم فقال سبحانه وتعالى{وَهَذَا ذِكْرٌ مُّبَارَكٌ أَنزَلْنَاهُ أَفَأَنتُمْ لَهُ مُنكِرُونَ }الأنبياء50ثم قال جل وعلا {ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ }ص1 أى ذو الشأن العظيم والمكانة الرفيعة العالية  ولما لا وهو ( تنزيل من حكيم حميد )  
       ثالثا :   النبؤات
إن من الحقائق التى لا ينكرها عاقل أنه  قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُمَاتُ وَالنُّورُ أَمْ جَعَلُواْ لِلّهِ شُرَكَاء خَلَقُواْ كَخَلْقِهِ فَتَشَابَهَ الْخَلْقُ عَلَيْهِمْ قُلِ اللّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ }الرعد16وكذلك الأفراد فمنهم من هو { أَبْكَمُ لاَ يَقْدِرُ عَلَىَ شَيْءٍ وَهُوَ كَلٌّ عَلَى مَوْلاهُ أَيْنَمَا يُوَجِّههُّ لاَ يَأْتِ بِخَيْرٍ } ومنهم { َمَن يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَهُوَ عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ }النحل76
فكما يتفاضل الأفراد فيما بينهم فكذلك الأمم والكتب المنزلة إليهم فبنوا إسرائيل مع أنهم أصحاب الكتاب الأول وكان فيهم الأنبياء  {وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ اذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنبِيَاء وَجَعَلَكُم مُّلُوكاً وَآتَاكُم مَّا لَمْ يُؤْتِ أَحَداً مِّن الْعَالَمِينَ }المائدة20
ولأن النبؤات من الأمور التى تظهر صدق الكتب وفضل بعضها على بعض رأيت أن أستعرض فى الصفحات التالية الفارق بين النبؤات فى القرآن الكريم وفى العهدين القديم والجديد مناديا بنى إسرائيل بما ناداهم به القرآن الكريم حين قال لهم  ( هل عندكم من علم قتخرجوه لنا ) لأن فى النبؤات مبدأين من أهم المبادئ وأشدها خطورة :-
- الأول: التحدى إذا يخبر الحق سبحانه وتعالى نبيه بأمر ما أو نبؤة ستحدث فى المستقبل  والنبى صلى الله عليه وسلم لم يخفها بل يعلنها على الملأ  وتصبح  قرآنا يتلى على مسامع الجميع  وهنا مكمن الخطورة .
لأن النبى صلى الله عليه وسلم والصحابة يعلمون أن للدين أعداء يتربصون به الدوائر     وينتظرون له أى هفوة أو سقطة ليضروا بالدين ومع هذا يصر النبى صلى الله عليه وسلم ومن معه من المسلمين يتلون آيات الله جل وعلا والتى تحمل فى طياتها نبؤات دون تردد أو خوف ؛وهذا أكبر مظهر من مظاهر التحدى .
-وثانيها :  المصداقية لأنه حين يحقق الحق سبحانه وتعالى الأمر أو النبؤءة بعد أن محص الله جل وعلا المؤمنين تحقيقا لقوله تعالى {لِيَمِيزَ اللّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَيَجْعَلَ الْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلَىَ بَعْضٍ فَيَرْكُمَهُ جَمِيعاً فَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّمَ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ }الأنفال37 وقتها يقول المؤمنون الذين صدقوا الله ورسوله{وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَاناً وَتَسْلِيماً }الأحزاب22
أما العهدين القديم والجديد يفتقدان إلى هذين المبدأين إذ لاتحدى فيهما ولا مصداقية  لأننا كما نعلم أن الآيات فى القرآن الكريم كانت تنزل منجمة تبعا للمواقف والأحداث إذ كان الحق سبحانه وتعالى يراعى هذه الأمة الوليدة والتى تنتقل من جاهلية إلى علم ؛ ومن شرك إلى إيمان ؛ ومن يقين بأنها الدنيا وفقط إلى اليقين بأن هناك يوما يقابلون فيه ربهم جل وعلا يخبرهم بما قدمت أيديهم ؛ وشاء الله جل وعلا أن تكون أمة محمد صلى الله عليه وسلم  بحق " خير امة أخرجت للناس "  فلم يلوى عنقها ولم يفرض عليها الدين جملة ولم ينزل الأحكام دفعة واحدة .
وإنما رعاها سبحانه وتعالى كما يراعى الطبيب العاقل والأب الحنون أبناءه فكلما إجتازوا مرحلة وأتقنوها انتقل بهم إلى مرحلة اخرى ومن ثم عاش النبى صلى الله عليه وسلم والمسلمون التحدى لحظة بلحظة من نزول للآيات وإخبار عن النبؤات إلى تحقيقها .
أما العهدين القديم والجديد لم يذكر كاتبوها أن الأنبياء  أو أتباعهم عاشوا هذه اللحظات العصيبة لأن العهدين كتبا بعد إنتقال جميع أنبياء بنى إسرائيل إلى جوار ربهم  ومن ثم أصبح فى مخيلة كتبة العهدين المقدمات والتى من السهل بناء النتائج المناسبة لها ومن ثم فلا تحدى  فى نبؤات العهدين  وبالتالى فلا مصداقية .
 وليس هذا فحسب بل إن العديد من النبؤات والعهود يناقض بعضها بعضا وما وجدنا فيها غير أنها يعاد ذكرها مع كل نبى وانتهى عصر الأنبياء فى بنى إسرائيل دون تحقيق أى نبؤءة لأنه ببساطة لم يعلم الأنبياء بهذه النبؤات التى سطرها الأحبار والكهنة فى العهدين  .
 ولذا رأيت أن أذكر بعضا من النبؤات فى القرآن الكريم مقارنا إياها ببعض ما ذكر فى العهدين لنرى وبالدليل ( هل يستويان مثلا )   
                         بعض النبؤات من القرآن الكريم
إن بالقرآن الكريم والسنة النبوية من النبؤات ما لا يعد ولا يحصى ؛ منها ما تحقق فى زمن المعصوم محمد صلى الله عليه وسلم ؛ ومنها ما تحقق بعد إنتقاله صلى الله عليه وسلم  إلى جوار ربه جل وعلا ومنها ما ننتظر  تحقيقه بل وإلى قيام الساعة لأن الحق جل وعلا يقول  {سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ } فصلت53
 ومن المعلوم أن النبؤات من الخطورة بمكان وبخاصة وقت نزول القرآن لأن الإسلام وقتها كان لايزال فى مهده ؛ والأعداء يتربصون به الدوائر ؛ فأى إخفاق فى أى نبؤءة أمرا غير محمود العواقب ومن أشد تلك النبؤات خطورة :
1- سورة المسد        2- سورة الروم         3- فتح مكة
فتلك النبؤات هى من الخطورة بمكان إذ أنها كانت آيات تتلى على مسامع المسلمين ويعلم بها المشركون فى وقت يرجوا فيه المسلمون العزة والغلبة لدينهم وفى المقابل ينتظر المشركون للإسلام أى هفوة أو سقطة .
  أولا : سورة المسد :
هى من أوائل السور التى نزلت بمكة ونزلت فى أبى لهب وزوجته وفيها قال جل وعلا {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ *مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ * سَيَصْلَى نَاراً ذَاتَ لَهَبٍ * وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ * فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِّن مَّسَدٍ }المسد1/ 5
يظن بعض الناس أن السورة نزلت لمجرد أن قال أبو لهب للرسول صلى الله عليه وسلم" تبا لك " والحق أننا لم نعهد هذا فى القرآن الكريم لأن الحق سبحانه وتعالى قال { وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَي } الأعراف156فالحق سبحانه وتعالى  لا يأخذ المعاندين الجاحدين لأول خطأ يقعون فيه وإلا      { مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِن دَابَّةٍ }فاطر 45 أما { مَّن شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْراً  }النحل106وأسفر عن وجهه القبيح  فالله جل وعلا يقول فلــ {يَحْذَرُ الْمُنَافِقُونَ أَن تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُمْ بِمَا فِي قُلُوبِهِم قُلِ اسْتَهْزِئُواْ إِنَّ اللّهَ مُخْرِجٌ مَّا تَحْذَرُونَ } التوبة64
وهذا ما حدث من أبى لهب فقد عادى رسول الله صلى الله عليه وسلم مرارا وصبر عليه الرسول صلى الله عليه وسلم كثيرا وانتظر القرآن الكريم طويلا لعله يرتدع أو يفيق أوعلى الأقل يلتزم الحياد  فالرسول محمد صلى الله عليه وسلم ابن اخيه وصاحب الخلق الكريم الصادق الأمين صلى الله عليه وسلم ؛ ولكن أبا لهب ما وجد موطنا يستطيع النيل من رسول الله صلى الله عليه وسلم  إلا وأقدم عليه دون حياء أو  تردد  أو خجل .
ناهيك عن ما حدث منه ومن زوجته بعد نزول السورة ولكن سنركز على أسباب نزول السورة لنرى كيف صدق  القرآن الكريم فيما أخبر به الحق سبحانه وتعالى حين قال  {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ }الأنفال24وأن الله سبحانه وتعالى حقا هو { غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ }يوسف21
  أبو لهب وبعض من  مواقفه السلبية :
 وإليك عزيزى القارئ بعضا من المواقف السلبية الجارحة التى صدرت من أبى لهب للرسول محمد صلى الله عليه وسلم ؛ فقد أجمعت المصادر على أن الحق سبحانه وتعالى أمر نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم أن يجهر بالدعوة إلى الله وإلى الإسلام بعد مضى ثلاث سنوات من الدعوة السرية وبعدما آمن بالله جل وعلا وبرسوله صلى الله عليه وسلم رجالا أوفياء مخلصون بلغ عددهم  مائة وثلاثون رجلا وامراة وهم المعروفون بالسابقين الأولين .
 وعلى رأسهم الصديق وعلى بن ابى طالب وعثمان بن عفان وأم المؤمنين خديجة رضى الله عنهم أجمعين فقال جل وعلا {وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ }الشعراء214فاستجاب النبى صلى الله عليه وسلم  على الفور وهنا بدر من أبى لهب مالم يكن فى الحسبان  .
فقد أوضح الرسول صلى الله عليه وسلم لأقرب الناس إليه أن التصديق بهذه الرسالة هو حياة الصلات بينه وبينهم، وأن عصبة القرابة التي يقوم عليها العرب ذابت في حرارة هذا الإنذار الآتى من عند الله ‏.‏ ولم يزل هذا الصوت يرتج دويه في أرجاء مكة حتى نزل قوله تعالى‏:‏ ‏{‏فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ‏}‏ ‏[‏الحجر‏:‏94‏]‏
 فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم يجهر بالدعوة إلى الإسلام في مجامع المشركين ونواديهم، يتلو عليهم كتاب الله ،ويقول لهم ما قالته الرسل لأقوامهم‏:‏ ‏{‏يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ الله َ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ‏}‏ ‏[‏الأعراف‏:‏59‏] وبدء صلى الله عليه وسلم يعبد الله تعالى أمام أعينهم، فكان يصلى بفناء الكعبة نهارًا جهارًا وعلى رءوس الأشهاد‏.‏ وقد نالت دعوته مزيدًا من القبول، ودخل الناس في دين الله واحدًا بعد واحد‏.‏ وحصل بينهم وبين من لم يسلم من أهل بيتهم تباغض وتباعد وعناد واشمأزت قريش  من كل ذلك، وساءهم ما كانوا يبصرون‏ .
1- فأول ما قام به سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أنه دعا عشيرته بني هاشم بعد نزول هذه الآية، فجاءوا ومعهم نفر من بني المطلب بن عبد مناف، فكانوا نحو خمسة وأربعين رجلًا‏.فلما أراد أن يتكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم بادره أبو لهب وقال‏:‏ هؤلاء عمومتك وبنو عمك فتكلم، ودع الصباة، وأعلم أنه ليس لقومك بالعرب قاطبة طاقة.
 وأنا أحق من أخذك، فحسبك بنو أبيك، وإن أقمت على ما أنت عليه فهو أيسر عليهم من أن يثب بك بطون قريش، وتمدهم العرب، فما رأيت أحدًا جاء على بني أبيه بشر مما جئت به، فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يتكلم في ذلك المجلس‏.‏
لك أن تتخيل ما يضمره أبو لهب فى صدره من غل وحقد وغلظة وعداوة فهذا أول مجلس يدعوا فيه الرسول صلى الله عليه وسلم أهله جهارا ولم يعطه أبو لهب وقتا ليخبرهم بسبب هذا اللقاء وكان يخيل إلينا أن أبا لهب إن لم يساعد النبى صلى الله عليه وسلم فعلى الأقل سيسالمه تدرى   لماذا ؟
أولا : رسول الله صلى الله عليه وسلم ابن أخيهم المحبوب الذى افتقدوه فى شبابه والذى شهدت مكة فداءه بمائة من الإبل  لمكانته عند أبيه وعند أهل مكة وكرامة للمعصوم صلى الله عليه وسلم .
ثانيا : من المعلوم أنه صلى الله عليه وسلم الملقب بالصادق الأمين ولم يجربوا عليه ولو كذبة واحدة {وَمَاذَا عَلَيْهِمْ لَوْ آمَنُواْ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَنفَقُواْ مِمَّا رَزَقَهُمُ اللّهُ وَكَانَ اللّهُ بِهِم عَلِيماً } النساء39
ثالثا : فوق ماسبق فهما أصهار ؛ لأن أبناء أبى لهب عتبة وعتيبة كان قد كتبا على ابنتى الرسول صلى الله عليه وسلم  "رقية وأم كلثوم " .
رابعا : أما كان من الأولى أن ينتظر أبو لهب إلى ما سيسفر عنه اللقاء فهوا العم القريب ؛ لأن أبا لهب اسمه عبد العزى بن عبد المطلب بن عبد مناف ولقد بلغ به الفرح حين ولد المعصوم صلى الله عليه وسلم أن اعتق الجاريه التى بلغته الخبر الميمون  فمع هذه القرابة الوثيقة خالف وعاند فهذه بداية غير مطمئنة وغير مشجعة .
 وبخاصة أن من يأتى إلى الحج  لاشك أنه سيسأل أعمام النبى صلى الله عليه وسلم عن أحواله فإن كان أعمامه أشد الناس كفرا فهذا أدعى لجحود الأخرين ونكرانهم فكان ينبغى أن يكون  هناك رد رادع لأبى لهب حتى لا يفتتن به غيره وليكون فيه العبرة والعظة ولكنها الرحمة فأملى الحق سبحانه وتعالى له فإذا به يتمادى وظهر تماديه وتطاوله فى المواقف التالية للموقف الأول .
2-وبعد المجلس الأول بأيام دعا النبى صلى الله عليه وسلم أهله مرة ثانية لأنه لم يتمكن من الحديث فى المرة الأولى وعليه أن يبلغ رسالة ربه جل وعلا وأن يبلغ الأقربين له كما أمره الحق سبحانه وتعالى فقال صلى الله عليه وسلم ‏‏ ‏(‏الحمد لله، أحمده وأستعينه، وأومن به، وأتوكل عليه‏.‏ وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له‏)‏‏.‏ ثم قال‏:‏ ‏(‏إن الرائد لا يكذب أهله، والله الذي  لا إله إلا هو، إنى رسول الله إليكم خاصة وإلى الناس عامة، والله لتموتن كما تنامون، ولتبعثن كما تستيقظون، ولتحاسبن بما تعملون، وإنها الجنة أبدًا أو النار أبدًا‏)‏‏.‏
وبعد هذه الكلمة الطيبة وقف أبو طالب عم النبى صلى الله عليه وسلم فقال كلاما طيبا ألا وهو‏ :‏ "ما أحب إلينا معاونتك، وأقبلنا لنصيحتك، وأشد تصديقًا لحديثك‏.‏ وهؤلاء بنو أبيك مجتمعون، وإنما أنا أحدهم، غير أني أسرعهم إلى ما تحب، فامض لما أمرت به‏.‏ فوالله ، لا أزال أحوطك وأمنعك، غير أن نفسى لا تطاوعنى على فراق دين عبد المطلب‏.‏"
وإن كان فى نهاية الكلمة رفض الإنضمام إلى النبى صلى الله عليه وسلم والإيمان به وبدعوته ولكنه على الأقل أفضل من أبى لهب الذى أظهر عداوته وجاهر بها لأن أبا طالب أعلن عن استعداده لنصرة الرسول صلى الله عليه وسلم ومسانتده فكان ينبغى على أبى لهب حينئذ أن يصمت فإن كبيرهم أبا طالب لخص ما يريدون فى كلمات فهم إلى هذه اللحظة يشعرون أنهم ذرية إبراهيم عليه السلام وهم سدنة البيت الحرام وحماته ومقصد أهل الجزيرة .
إلا أن أبا لهب صاحب الصدر الضيق والحظ التعس سولت له نفسه أن يهاجم الرسول صلى الله عليه وسلم للمرة الثانية فبعدما انتهى أبو طالب من حديثه قال أبو لهب‏ :‏ " هذه والله  السوأة،خذوا على يديه قبل أن يأخذ غيركم ."
 قاتله الله , إلا أن أبا طالب سرعان ما أدرك الخطورة والفتنة التى قد يحدثها هذا الأحمق  ؛ فقد يشجع أعمام النبى وأبنائهم على الجرأة على الرسول صلى الله عليه وسلم فحسم أبو طالب الأمر فى لحظة فقال أبو طالب‏:‏ والله لنمنعه ما بقينا‏.‏ واكتفى القرآن الكريم هذه المرة أيضا بالجواب الذى قام به أبو طالب ولم يعجل العقوبة والحكم على أبى لهب .
3-لم يرتدع أبو لهب ولم يفق حتى بعد مقالة أبى طالب وأصر على ما هو فيه من عناد وجحود وماذا عليه لو ترك الرسول صلى الله عليه وسلم وشأنه ؟  فقد جاءهم بعز الدنيا والأخرة ولكن  يبدوا أن أبا لهب من الأشقياء لإصراره على النيل من مكانة المعصوم صلى الله عليه وسلم  وظهر  هذا جليا فى الموقف الذى رواه أبو هريرة عن طارق بن عبد الله المحاربى فيقول :
 " إنى بسوق  ذى المجاز إذ بإنسان يقول : أيها الناس قولوا لا إله الا الله تفلحوا وإذا برجل خلفه يرميه فأدمى ساقية وعرقوبيه ويقول ياأيها الناس إنه كذاب فلا تصدقوه فقلنا من هذا  ؟ فقالوا : محمد  يزعم أنه نبى وهذا عمه أبو لهب يزعم أنه كذاب ."  لا حول ولا قوة الا بالله .
ماذا ترك أبو لهب للغلمان والسفهاء والمجانين ؟ !!!!!  فرجل فى مثل سنه ومكانته من قومه وقرابته  من النبى صلى الله عليه وسلم لا ينبغى له مثل ذلك ؛  ومع هذا لم يعجل القرآن الكريم  بالرد عليه ؛ لأن أخذ الحق سبحانه وتعالى أليم شديد لايطيقه لا أبولهب ولا الدنيا بأسرها وإنها كما قال المعصوم لجنة أبدا أو لنار أبدا .ومن ثم أمهله الحق سبحانه وتعالى  تحقيقا لقوله تعالى ( إنهم يكيدون كيدا * وأكيد كيدا * فمهل الكافرين وأمهلهم رويدا )  
4-لم يكتف أبو لهب بما سبق ولم تتحرك فيه الرحم كما تحركت فى أخيهم أبو طالب فيروى عبد الرحمن بن زيد :" أن أبا لهب أتى النبى صلى الله عليه وسلم فقال ماذا أعطى إن آمنت  بك يا محمد ؟ قال صلى الله عليه وسلم : كما يعطى المسلمون ,قال أبو لهب مالى عليهم فضل ؟ قال صلى الله عليه وسلم : وأى شئ ينبغى ؟ قال أبو لهب تبا لهذا من دين أن أكون أنا وهؤلاء وسواء ."
إذن هو يريدها صفقة ووجاهه لا طاعة وإيمان  ؛ وفوق هذا سليط اللسان قبيح البيان وماذا عليه لو انصرف صامتا دون سب أو إهانة ؟  وصدق القائل ( رحم الله إمرأ قال خيرا فغنم أو سكت فسلم ) ولكن من ؟ أبو لهب الذى يفيض الحقد والغل من جوانبه ؟
 والعجيب أنه لا لشئ ؛ لأنه إن عاند أهل مكة كأبى جهل وأمثاله رغم أنهم لا عذر لهم لقيل : إن العصبية القبلية والفخر آنذاك قد يكون حائلا بين الإيمان بالدين الجديد الذى يجعل الناس سواء , كما أن هولاء من قصر تفكيرهم ظنوا أن الفخر والمجد سينسب لقوم دون  أخرين  فجحود هذه النعمة لا لشئ إلا لأنها نزلت على المعصوم صلى الله عليه وسلم من بنى  هاشم فماذا للعائلات الأخرى ؟ هذا ظنهم وقد قالوها أكثر من مرة{وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِّنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ }الزخرف31
بل وتروى كتب السيرة أن الأخنس بن شريق لقى أبا جهل يوما عند الكعبة وقال له             ياأبا الحكم أصدقنى القول فليس معنا أحد وإنى سألك فأصدقنى ؛ فقال : أصادق محمد أم كاذب ؟ فقال أبو جهل : بل محمد صادق وما جربنا عليه كذبا قط ؛ قال فماذا إذن ؟ قال أبوجهل كنا نحن وبنى هاشم نتنافس الشرف ؛ أطعموا فاأطعمنا وسقوا الحجيج فسقينا حتى إذا كنا كفرسى رهان قالوا منا نبى فأنى ندرك ذلك ؟ قال إذن هو الجحود فحسب قال نعم ..
  وفى هذا يقول   سبحانه وتعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم  {قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لاَ يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللّهِ يَجْحَدُونَ }الأنعام33
فإن كان للأغراب ما يتعللون به , فما عذر أبو لهب ؟ فهو عم الرسول صلى الله عليه وسلم  ؛ وعزه عزهم ,  وشرفه شرفهم ؛ فهم جميعا بنو رجل واحد فكأنى برسول الله صلى الله عليه وسلم   ينظر إليهم ويقول { بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْراً فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ } يوسف18
5-مع كل ماسبق والرسول صلى الله عليه وسلم صاير ومحتسب ولم يدع على عمه ولا على غيره وترك الأمر لله فهو ولى ذلك والقادر عليه {أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ }الملك14وهو القائل جل شانه {أَمْ أَبْرَمُوا أَمْراً فَإِنَّا مُبْرِمُونَ * أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لَا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُم بَلَى وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ }الزخرف79/80 
ولقد سجلت ملائكة الله سبحانه وتعالى على أبى لهب الكثير والكثير من الجحود والنكران والهذيان والإهانات وأكبر تلك الإهانات وأشدها والتى كانت: - قاصمة الظهر لأبى لهب ما حدث منه يوم الصفا  .
كل هذا وعناد أبى لهب يزداد كل يوم ضراوة ؛ وغره إمهال الحق سبحانه وتعالى له وصبر الرسول صلى الله عليه وسلم فكان مما يفعله :  مارواه البخارى عن عبد الرحمن بن كيسان قائلا : كان إذا وفد على النبى صلى الله عليه وسلم وفد انطلق إليهم أبو لهب فيسألونه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ويقولون له : أنت أعلم به منا ؛  فيقول أبو لهب :إنه ساحر وكذاب , فيرجعون  عنه ؛ حتى أتى وفد ففعل معه مثل ذلك فقالوا :  لا ننصرف حتى نراه ونسمع كلامه فقال لهم أبو لهب : إنا لم نزل نعالجه فتبا له وتعسا فأخبر بذلك النبى صلى لله  عليه وسلم فاكتأب لذلك .
ألا يكفى ما سبق حتى ينزل الحق سبحانه وتعالى قرآنا فى شأن أبى لهب ؟ نعم يكفى ولكن  سبق فى علم الله أنه لن يؤمن ؛ وحتى لا يقال إن القرآن تعجل عليه فلو إنتظر لأسلم  وحتى  لا يترك القرآن مغمزا لمتشكك ننتظر بعد كل ما مضى وذكرناه موقفا أخر لعله يرجع عن  غيه وإلا  .
6-وبعد أمر الله جل وعلا للنبي صلى الله عليه وسلم بأن يصدع بالأمر وأن يجهر بالدعوة  صعد النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم على الصفا، فعلا أعلاها حجرًا، ثم هتف‏:‏ ‏(‏يا صباحاه‏)‏ وكانت كلمة إنذار تخبر إما عن هجوم جيش أو وقوع أمر عظيم ‏.‏ ثم جعل ينادى بطون قريش، ويدعوهم قبيلة قبيلة:‏ ‏(‏يا بني فهر، يا بني عدى، يا بني فلان، يا بني فلان، يا بني عبد مناف، يا بني عبد المطلب‏)‏‏.‏فلما سمعوا قالوا‏:‏ من هذا الذي يهتف‏؟‏
قالوا‏:‏ محمد‏.‏ فأسرع الناس إليه، حتى إن الرجل إذا لم يستطع أن يخرج إليه أرسل رسولًا لينظر ما هو، فجاء أبو لهب وقريش‏.‏فلما اجتمعوا قال صلى الله عليه وسلم ‏:‏ ‏(‏أرأيتكم لو أخبرتكم أن خيلًا بالوادى بسَفْح هذا الجبل تريد أن تغير عليكم أكنتم مُصَدِّقِىَّ‏؟‏‏)‏‏.‏
قالوا‏:‏ نعم، ما جربنا عليك كذبًا، ما جربنا عليك إلا صدقًا‏.‏ فقال صلى الله عليه وسلم ‏:‏ ‏(‏إنى نذير لكم بين يدى عذاب شديد، إنما مثلى ومثلكم كمثل رجل رأي العَدُوّ فانطلق يَرْبَأ أهله‏)‏‏(‏ أي يتطلع وينظر لهم من مكان مرتفع لئلا يدهمهم العدو‏)‏ ‏(‏خشى أن يسبقوه فجعل ينادى‏:‏ يا صباحاه‏)‏
ثم دعاهم إلى الحق، وأنذرهم من عذاب الله ، فخص وعم فقال ‏:-‏
‏(‏يا معشر قريش، اشتروا أنفسكم من الله ، أنقذوا أنفسكم من النار، فإنى لا أملك لكم من الله ضرًا ولا نفعًا، ولا أغنى عنكم من الله شيئًا‏.‏
يا بني كعب بن لؤى، أنقذوا أنفسكم من النار، فإني لا أملك لكم ضرًا ولا نفعًا‏.‏
يا بني مرة بن كعب، أنقذوا أنفسكم من النار‏.‏ يا معشر بني قصى، أنقذوا أنفسكم من النار، فإنى لا أملك لكم ضرًا ولا نفعًا‏.‏
يا معشر بني عبد مناف، أنقذوا أنفسكم من النار، فإنى لا أملك لكم من الله ضرًا ولا نفعًا، ولا أغنى عنكم من الله شيئًا‏.‏
يا بني عبد شمس، أنقذوا أنفسكم من النار‏.‏
يا بني هاشم، أنقذوا أنفسكم من النار‏.‏
يا معشر بني عبد المطلب، أنقذوا أنفسكم من النار، فإني لا أملك لكم ضرًا ولا نفعًا، ولا أغنى عنكم من الله شيئًا، سلونى من مالى ماشئتم، لا أملك لكم من الله شيئًا‏.‏
يا عباس بن عبد المطلب، لا أغنى عنك من الله شيئًا‏.‏
يا صفية بنت عبد المطلب عمة رسول الله ، لا أغنى عنك من الله شيئًا‏.‏
يا فاطمة بنت محمد رسول الله ، سلينى ما شئت من مالى، أنقذى نفسك من النار، فإنى لا أملك لك ضرًا ولا نفعًا، ولا أغنى عنك من الله شيئًا‏.‏ غير أن لكم رحمًا سأبُلُّها بِبلاَلها‏)‏ أي أصلها حسب حقها‏.‏
وبعد هذا الإنذار وقف الجميع مشدوهين فمنهم من يفكر فى الأمر ومنهم من لا يعى ما يحدث ومنهم من يهئ نفسه للإيمان خشية العذاب الذى آنذرهم إياه الرسول الصادق صلى الله عليه وسلم ومنهم من يعلم أن محمدا صادقا ومن ثم فإن لم يؤمن فإن عاقبته ستكون وخيمة .
إلى أخر هذه الخواطر التى تدور بخلد من يحضر مثل هذا اللقاء المهيب وكاد الجميع أن ينصرف بهدوء وسكينة إلا أن أبا لهب تعيس الحظ لم يترك هذا اللقاء دون أن يضع فيه بصماته الحقيرة ولكنه لم يدرى أنها النهاية . حقا قد طاف الصاع فلم يترك أبولهب لرضا الله ورسوله مدخلا فجهر أمام هذا الجمع قائلا : "‏ تبا لك سائر اليوم، ألهذا جمعتنا‏؟ "
ألم أقل لك عزيزى القارئ إن لكل أمر نهاية , وصدق الحق حين قال ( فلا يغرنك تقلب الذين كفروا فى البلاد {مَتَاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ }آل عمران197إذن فلا يغرنك الباطل فإن له لحظة يدهمه فيها الحق وفى هذا يقول تعالى  {بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ }الأنبياء18وقتها لا يجنى الباطل إلا البوار لقول الله جل وعلا {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُواْ نِعْمَةَ اللّهِ كُفْراً وَأَحَلُّواْ قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ }إبراهيم28ولقد غر أبو لهب صمت الرسول صلى الله عليه وسلم تجاهه وظن أن الله جل وعلا لن يعصم نبيه أو لا يسانده هيهات وهو جل وعلا القائل  {إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ } الحج38
 فما بالك برسله صلوات الله وسلامه عليهم فقد قال جل وعلا  {إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ }غافر51) والقائل جل وعلا {كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ }المجادلة21
فما إن نطق أبو لهب وتوعد الرسول صلى الله عليه وسلم بالهلاك والعذاب قائلا تبا لك سائر  اليوم . إلا و نزل جبريل الأمين على قلب المعصوم صلى الله عليه وسلم بوعيد أشد وأنكى من الله العزيز القدير لأبى لهب ومن هم على شاكلته فقال سبحانه وتعالى {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ *مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ * سَيَصْلَى نَاراً ذَاتَ لَهَبٍ * وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ * فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِّن مَّسَدٍ }المسد1/ 5
 حقا صدق الله جل وعلا حين قال {وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ } الأعراف 183والسورة فوق أنها ردت على أبى لهب وعيده ؛ ولكن شتان بين وعيد ووعيد ؛ فوعيد الله جل وعلا لا يغلب فهو القائل {وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ }الأنعام18أما أبو لهب فإن وعيده لايساوى شيئا لأنه لا يستطيع النيل من رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثر من الأقوال لقوله جل وعلا {لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ أَذًى كَثِيراً وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ }آل عمران186
والحمد لله أن الرسول الكريم على درجة من الصبر والتحمل  والرحم لأهله ما يجعله يتحمل من أمثال أبى لهب الكثير فقال جل وعلا  {لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ }التوبة128
 فهى تمثل خطورة بالنسبة للمسلمين فمنهم من لم يزل حديثى عهد بالإسلام كما أن الإسلام مازال فى مهده وهذه الآيات حكمت وقضت أن أبا لهب من أهل النار ومعنى هذا  أنه لن يؤمن بالله ولا برسوله فمن يضمن للمسلمين ذلك ؟ وماذا لو عاش أبو لهب وقتا طويلا فيندم على ما بدر منه  ويتوب ويدخل الإسلام ؟
وماذا لو ضغط أهل مكة على أبى لهب ولو لينطق بالشهادة ظاهرا ليضرب الإسلام فى مقتل ؟ وهناك العديد من هذه التساؤلات والتى تدور بخلد المسلمين لترى عزيزى القارئ مكمن الخطورة فى النبؤات فى القرآن الكريم  وكيف عاشها الرسول صلى الله عليه وسلم  ومن معه لحظة بلحظة ؛ والعجيب أنهم لم يخفوا الآيات بل إنهم يتلونها ليل نهار وكلهم ثقة بالله جل وعلا أنه لن يضيع أهله كما أنهم يعلمون أنه  {اللّهُ لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لاَ رَيْبَ فِيهِ وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ حَدِيثاً }النساء87
حقا إنه جل وعلا إن أراد فلا راد لقضائه وإن حكم فلا معقب لحكمه .وسبحان الله القدير القائل {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ }الأنفال24فقد عاش أبولهب بعد نزول السورة سنين عدة فلقد ظل الرسول بعد نزول هذه السورة  فى مكة عشر سنين ثم هاجر إلى المدينة وفى العام الثانى الهجرى كانت غزوة بدر الكبرى ؛ وكتب الله جل وعلا لرسوله وللمؤمنين الغلبة والنصر وقتل صناديد قريش وعلى رأسهم أبوجهل وعتبة وشيبة ابنى ربيعة وغيرهم غير أن أبا لهب كان قد تخلف عن الغزوة خشية القتل
ولكنه مات بما هو أسوا من القتل فهيا نرى حالته النفسية التى وصل إليها بعد غزوة بدر وقبل هلاكه ؛  فقد قال ابن إسحاق‏:‏ وكان أول من قدم بمصاب قريش الحَيْسُمَان  بن عبد الله الخزاعى، فقالوا‏:‏ ما وراءك‏ ؟‏ قال‏:‏ قتل عتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة وأبو الحكم بن هشام وأمية بن خلف، في رجال من الزعماء سماهم‏.‏ فلما أخذ يعد أشراف قريش فقال صفوان بن أمية وهو قاعد في الحِجْر‏:‏ والله إن يعقل هذا، فاسألوه عنى‏.‏ قالوا ‏:‏ ما فعل صفوان بن أمية ‏؟‏  قال‏:‏ ها هو ذا جالس في الحجر، وقد والله رأيت أباه وأخاه حين قتلا‏ .
وقال أبو رافع ـ مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ كنت غلامًا للعباس وكان الإسلام قد دخلنا أهلَ البيت، فأسلم العباس، وأسلمت أم الفضل، وأسلمت، وكان العباس يكتم إسلامه، وكان أبو لهب قد تخلف عن بدر، فلما جاءه الخبر كبته الله وأخزاه، ووجدنا في أنفسنا قوة وعزًا، وكنت رجلًا ضعيفًا أعمل الأقداح، أنحتها في حجرة زمزم، فوالله إني لجالس فيها أنحت أقداحى وعندى أم الفضل جالسة، وقد سرنا ما جاءنا من  الخبر،
 إذ أقبل أبو لهب يجر رجليه بشر حتى جلس على طُنُب الحجرة، فكان ظهره إلى ظهرى، فبينما  هو جالس إذ قال الناس‏:‏ هذا أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب قد قدم، فقال له أبو لهب‏:‏ هلم إلىَّ، فعندك لعمرى الخبر، قال‏:‏ فجلس إليه،والناس قيام عليه‏.‏ فقال‏:‏ يابن أخي، أخبرني كيف كان أمر الناس‏؟‏
قال‏:‏ ما هو إلا أن لقينا القوم فمنحناهم أكتافنا، يقتلوننا كيف شاءوا، ويأسروننا كيف شاءوا وايم الله مع ذلك ما لمت الناس، لَقِينَا رجال بيض على خيل بُلْق بين السماء والأرض، والله ما تُلِيق شيئًا، ولا يقوم لها شيء‏.‏
قال أبو رافع‏:‏ فرفعت طنب الحجرة بيدى، ثم قلت‏:‏ تلك والله الملائكة‏.‏ قال‏:‏ فرفع أبو لهب يده، فضرب بها وجهي ضربة شديدة، فثاورته، فاحتملنى فضرب بى الأرض، ثم برك علىّ يضربني، وكنت رجلًا ضعيفًا . فقامت أم الفضل إلى عمود من عُمُد الحجرة فأخذته، فضربته  به ضربة  فَلَعَتْ في رأسه شجة منكرة، وقالت‏:‏ استضعفته أن غاب عنه سيده، فقام موليًا ذليلًا، فوالله ما عاش إلا سبع ليال حتى رماه الله بالعدسة ‏[‏وهي قرحة تتشاءم بها العرب‏]‏ فقتلته، فتركه بنوه،  وبقى ثلاثة أيام لا تقرب جنازته، ولا يحاول دفنه، فلما خافوا السبة في تركه حفروا له، ثم  دفعوه بعود في حفرته، وقذفوه بالحجارة من بعيد حتى واروه‏ .‏ وصدق الحق جل وعلا حين قال {لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ }فصلت42
2-سورة الروم
لقد حدث فى إبان السنوات الأولى من الدعوة أن إحتدم الصراع بين الفرس والروم وكانتا دولتين كبيرتين تلتقى حدودهما فى شمال الجزيرة العربية مما جعل الحروب بين الدولتين لم تنقطع ؛ وقبل الإسلام لم تشغل العرب بالها بهما إلا من باب متابعة الجيران  لا أكثر ؛  لأنهم كانوا فى مأمن من أن يصل إليهم أى منهما وبخاصة بعد حادثة الفيل وما حدث لأبرهة وجنوده .
غير أن أهل مكة بدأت أنظارهم تتجه نحو الفرس والروم لا ليساعدوهم على محمد صلى الله عليه وسلم ومن معه بل ليتفألوا بهم لأنه اصبح بمكة فئتين يشبهان إلى حد كبير أهل فارس والروم  مع الفارق  . فقريش ترى أن أهل الروم هم أهل كتاب إذن فهم يشبهون محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه .
فإذا دارت حربا بين الروم وفارس انتظر أهل مكة النتيجة بشغف بالغ  وحدث فى بداية ظهور الإسلام أن انتصر الفرس على الروم وهزموهم هزيمة منكرة هنا ابتهج أهل مكة  لأن إخوانهم من الفرس انتصروا على أصحاب الكتاب ومن ثم أصبحوا يفتخرون على المسلمين ويتوعدوهم فشق ذلك على الرسول الكريم ومن معه وتمنوا لو انتصر أهل الكتاب حتى يكون على الأقل رادعا معنويا لأهل مكة  .
ولكن الحق سبحانه وتعالى لا يعجل بعجلة العباد ولم يرد  لأهله واتباع دينه أن يعيشوا على مجرد التفاءل أو التشاءم بل عليهم العمل والعبادة تاركين الأمربعد ذلك لله رب العالمين .ومع هذا أراد الحق سبحانه وتعالى أن يطمئن نبيه بأن الأمور ستتغير وإن  الغلبة فى اللقاء القادم للروم ولكن بعد أن يستقر الإسلام فى قلوب اتباعه أولا وليصبحوا مؤمنين بحق وقتها وبحق يصدق فيهم قول ربنا جل وعلا {إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ } غافر51
 والعجيب أن انتظر الصحابة ولو رؤيا تخبرهم بذلك أوحدثا يطمئنهم إلا أنه الحق جل وعلا وكعادة القرآن الكريم الذى اثبت ويثبت كل يوم انه حقا {تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ }فصلت42
 بل وتحدى به الحق سبحانه وتعالى العرب والعجم لأنه {أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفاً كَثِيراً }النساء82 وليس هذا فحسب بل وإلى قيام الساعة ننتظر من القرآن ما هو جديد آخاذ  يجذب الإنتباه  ويخبر الجميع بأن الله جل وعلا {وَمَا يَعْزُبُ عَن رَّبِّكَ مِن مِّثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي السَّمَاء وَلاَ أَصْغَرَ مِن ذَلِكَ وَلا أَكْبَرَ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ } يونس61
ولذا يقول سبحانه وتعالى {سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ }فصلت53
من هذا المنطلق فوجئ الجميع بآيات تتنزل على قلب المعصوم صلى الله عليه وسلم فى شأن الروم وفارس وتخبر عن أشياء مستقبلية فقال سبحانه وتعالى {الم * غُلِبَتِ الرُّومُ * فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُم مِّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ *فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ } الروم1/ 4
يالعظمة القرآن وعظمة وقدر منزله ومشرعه سبحانه وتعالى وقدر من نزل عليه صلى الله عليه وسلم فسبحان الله العظيم الذي أراد أن يطفئ خيال قريش حتى لا تذهب بهم الأحلام  بعيدا ويأخذهم الشيطان كل مأخذ .
 ولتعلم قريش ومن هم على شاكلتها أنه لا يحدث في كون الله إلا ما أراده الله سبحانه وتعالى ؛ وكان بإمكان الحق سبحانه أن يلوى أعناقهم ويجعلهم جميعا كالسماء والأرض طائعين أرادوا أو لم يريدوا فهو جل وعلا القائل {إِن نَّشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِم مِّن السَّمَاء آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ } الشعراء4ولكن الحق سبحانه أرادهم أن يأتوا إلي دينه طائعين مختارين لأنهم سيتحملون أمانة الدعوة إلى من بعدهم وإلى يوم الدين  .
وماكان ذلك مع قريش إلا لعلها تفيق أو ترتدع حتى لا يحدث لها مثل ما حدث لقوم صالح أو قوم لوط أو قوم ثمود وما يحدث لليهود ليس منهم ببعيد ومن رحمة الله أن فهم بعض الشخصيات مراد الله جل وعلا فسارعت للإيمان بالله وبرسوله .
ومن هؤلاء العظماء الفاروق عمر بن الخطاب رضى الله عنه فتحكى كتب السير عنه قبل إسلامه رضى الهع عنه أنه كان يسير يوما وراء رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو متجه إلى الكعبة ولكنه كان يضمر له سوءا حتى إذا وصل النبى صلى الله عليه وسلم إلى الكعبة اختبأ عمر رضى الله عنه فى ستار الكعبة حتى يتسنى له سماع ما يقوله الرسول صلى الله عليه وسلم دون أن يقاطعة وبعدها يرى فيه رأيه فيقول :  ما إن شرع الرسول فى القراءة فأخذ يقرأ سورة الحاقة فقلت فى نفسى  : والله إنه لشاعر كما قالت قريش , فإذا به عليه الصلاة والسلام يقرأ قول الله تعالى {وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلاً مَا تُؤْمِنُونَ }الحاقة41
 فقال عمر بن الخطاب رضى الله عنه : فقلت فى نفسى لعله قول كاهن فإذا بالآية التى بعدها تقول {وَلَا بِقَوْلِ كَاهِنٍ قَلِيلاً مَا تَذَكَّرُونَ }الحاقة42حينها قال  : حين رايت محمد ينطق بما يجول بخاطرى تركته وانصرفت .
فكانت فاتحة خير على عمر بن الخطاب رضى الله عنه حتى كان يوم الميعاد مع العزة والنعمة يوم ذهابه إلى اخته ووجد عندها سيدنا خباب بن الأرت  , والقى الحق سبحانه وتعالى الإيمان فى قلبه واستجاب الحق سبحانه لدعوة نبيه حين قال : اللهم أعز الإسلام بأحب العمرين إليك عمر بن الخطاب وعمرو بن هشام فكانت من نصيب عمر بن الخطاب رضى الله عنه .
الشاهد لوأن قريش حين تنزل عليها آيات تخبرهم عن السابقين واللاحقين وتخبرهم عما يجول بخاطرهم آمنوا بالله وبرسوله , وبخاصة أن المبلغ لهم النبى محمد النبى الأمى الذين يعرفون صدقه وأمانته بل ويعلمون جيدا أنه ما قرأ كتابا قط  وقال عنه سبحانه وتعالى {وَمَا كُنتَ تَتْلُو مِن قَبْلِهِ مِن كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذاً لَّارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ }العنكبوت48وعلى لسان المعصوم يقول القرآن الكريم  ( فقد لبثت فيكم عمرا من قبله أفلا تعقلون )
 حقا " فإنها لاتعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التى فى الصدور " لأنه حين نزلت الآيات  والتى تتحدث عن الفرس والروم  والتى أخبرفيها الحق سبحانه وتعالى نبيه محمد عليه الصلاة والسلام بهزيمة الفرس وغلب الروم فقد نزل عليه قوله تعالى " ألم غلبت الروم * في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون * فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ }الروم4
    فلم يخفها النبى صلى الله عليه وسلم ولا الصحابة بل اصبحت آيات تتلى على مسامع الجميع مسلمين وغير مسلمين بل ربما تناقلها الناس عن المسلمين حتى وصلت الى من نزلت فيهم الآيات ومع هذا لم  يخشى الرسول صلى الله عليه وسلم ومن معه أى شئ لأنه حتى لو بلغت الآيات الفرس فلن يغير فى مراد الله جل وعلا شئ لأنه سبحانه وتعالى إن حكم فلا معقب لحكمه وإن قضى فلا راد لقضائه .
ولذا أسرع الصديق رضى الله عنه إلى قريش يقرأ عليهم الآيات ويخبرهم بما أخبر به الحق سبحانه وتعالى وأن العاقبة إن عاجلا أو آجلا إنما هى للمسلمين ووعد الله جل وعلا لن يتخلف لأنه يعلم {وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللّهِ }التوبة111فالتنيجة فى نظر الصديق محسومه وكأنها رأى عين غير أن قريش  بها من الخيلاء والبطر والكبر ما يجعلها بعيدة كل البعد عن مراد الله جل وعلا فلم يصدقوا الصديق رضى الله عنه بل راهنوه على هذه الأحداث ظانين أنهم بهذا قد يعجزوا الصديق أو يثنوه عن عزمه أو الآيات التى جاء يبلغهم بها عن الرسول صلى الله عليه وسلم وتناقلت قريش هذه النبوءة الغريبة التي خالفت أهواءهم التي مالت إلى جانب الفرس إخوانِهم في الوثنية، بينما أحب المسلمون انتصار الروم لما هم عليه من الكتاب، واستبشروا بالخبر.
فيروي الترمذي بإسناده عن ابن عباس قال: (كان المشركون يحبون أن يظهر أهل فارس على الروم، لأنهم وإياهم أهلُ أوثان، وكان المسلمون يحبون أن يظهر الروم على فارس لأنهم أهلُ كتاب، فذكروه لأبي بكر، فذكره أبو بكر لرسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أما إنهم سيغلبون.
فذكره أبو بكر لهم، فقالوا: اجعل بيننا وبينك أجلاً، فإن ظهرنا [أي بدوام انتصار الفرس] كان لنا كذا وكذا [أي من الرهن]، وإن ظهرتم [أي بانتصار الروم] كان لكم كذا وكذا، فجعل أجلاً خمس سنين، فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال: ألا جعلته إلى دون العشر [أي طلب منه زيادة الأجل إلى تسع سنين، لأن البضع في لغة العرب مادون العشر]، والله قد وعد بظفر الروم في بضع سنين.قال أبو سعيد: والبضع ما دون العشر.قال: ثم ظهرت الروم بعد، قال ابن عباس: فذلك قوله تعالى: ]غلبت الروم * في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون * في بضع سنين [. الترمذي ح (3193).
 وفى رواية أخرى :
قال أناس من قريش لأبى بكر الصديق رضى الله عنه  تخير موعدا يكون بيننا وبينك  , أفلا نراهنك على ذلك ؟ قال : بلى وذلك قبل تحريم الرهان  , فارتهن أبو بكر والمشركون  وتواضعوا الرهان قالوا لأبى بكر : كم تجعل البضع ثلاث اوتسع فسم بيننا وبينك وسطا ننتهى اليه ؟ فسموا بينهم ست سنين ثم أتى الرسول صلى الله عليه وسلم  فقال لأبى بكر هلا احطت فى الأمر؟ فالبضع مابين الثلاث الى التسع والعشر إرجع اليهم فاستزدهم فى الرهان والأجل .
لقد كان الأمر كما تنبأ عليه الصلاة والسلام، ففي عام 623م استطاع هرقل أن يخرج الفرس من بلاد الرومان. وفي عام 626م وصل الرومان إلى ضفاف دجلة داخل حدود الدولة الفارسية، ولو تأملنا قوله تعالى: ( غلبت الروم * في أدنى الأرض ) لوقفنا على برهان آخر من براهين نبوته صلى الله عليه وسلم ، لأن قوله تعالى: ( في أدنى الأرض ( يشير إلى حقيقة علمية كشف عنها العلم الحديث، وهي أن البقعة التي انتصر فيها الروم على الفرس في منطقة الأغوار قريباً من البحر الميت هي أدنى الأرض، أي أخفض مكان في الأرض كما تؤكده الموسوعة البريطانية.
 ففعل أبو بكر وظلت الآيات تتلى ولاتزال إلى قيام الساعة إن شاء الله تبارك وتعالى شاهدة على أنه ( لا تبديل لكلمات الله ) لأنه من ( أصدق من الله حديثا ) وكان لهذه السورةكما لغيرها من السور العديد من الدروس والعبر وأجل مافيها أن تصقل المسلمين وتزيد فى إيمانهم بالله وبرسوله لأن بمثل هذه النبؤات وتحقيقها يجعل المسلم  يزداد إيمانا ويقين بل وتجعله يثق فيما أنزل إليه ويؤمن به بلا نقاش ولا تردد لما جربوه  وراوه رأى العين من تحقيق النيؤات وإن وعد الله سبحانه وتعالى لا يتخلف .
وأن الله سبحانه وتعالى ( غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون ) فالحق جل وعلا يريد للأمة أن تصل فى إيمانها إلى إيمان الصديق الذى قال لقريش حين أخبروه عن الإسراء والمعراج  فقال لهم " إن كان قال فقد صدق "
لأنه كان بإمكان الحق سبحانه أن يضع حدا فاصلا لمن يخالف دينه وأولياءه بأن ينزل عليهم صاعقة أو يرفع الجبال عليهم كما فعل مع بنى إسرائيل فكان من الممكن أن يحرق أبا لهب أو أن  يجعل الروم هى التى تتغلب على الفرس من البداية ولكن إذا جاءت كل الأمور على هوى المسلمين  دون أن يبذلوا جهدا فى التفكير فكيف سيميز بين الخبيث والطيب ساعتها سيقال أليس الله أعلم بما فى صدور العالمين .
  نقول نعم  هذا لله ولكن آنى لنا نحن المسلمين معرفة ذلك  ؟ هل كان سيعرف نفاق  عبد الله بن أبى بن سلول لولا مابدر منه يوم أحد وغيرها من المواقف وصدق الحق حين قال ( ليميز الله الحبيث من الطيب ) لأن الحق سبحانه لايريد أجسادا بلا روح كأنهم خشب مسندة بل يريد رجالا صدقوا ما عاهدوا الله عليه ورجالا لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله .
 فتاتى النبؤات وبها من التحدى والتمحيص مالا لا يعلمه إلا الله لأن قريش ومن هم على شاكلتها يتربصون بالمسلمين الدوائر والمسلمون فى حالة بناء  .
ومن ثم فإن للنبؤات فى الإسلام خطرها وقدرها لأن الأوائل عاشوها لحظة بلحظة ففى الوقت الذى يتمنون فيه للإسلام النصرة والعزة فإذا بمواقف تجعلهم على حذر لأنهم بين مشركين يتمنون للدين أى هفوة ومنافقين أخبرنا القرآن الكريم بما يدور بخلدهم فقال جل وعلا  {وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ مَّا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُوراً }الأحزاب12وكفارا يقولون { لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ }فصلت26وبين يهود يقولون لأتباعهم { آمِنُواْ بِالَّذِيَ أُنزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُواْ وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُواْ آخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ }آل عمران72
وبين كل هذه الإضطرابات وغيرها يفاجأ المسلمون بالرسول يعلن على المسلمين آيات ونبؤات دون حرج أو تردد لأنه يعلم ( ومن أوفى بعهده من الله ) وشاء الله أن يحدث ما تنبأ به القرآن الكريم  وغلبت الروم الفرس فى معركة فاصلة استردوا بعدها هيبتهم فصدق قول الحق سبحانه وتعالى ( ألم غلبت الروم )
والرائع الآية التى بعدها وهى قول الله سبحانه ( فى بضع سنين لله الأمر من قبل ومن بعد ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله ) وقد كان ؛ فشاء الله جل وعلا أن تهزم الروم الفرس فى اليوم الذى تغلب فيه المسلمون على قريش فى معركة فاصلة يوم الفرقان يوم التقى الجمعان  ألا وهو يوم  بدر وفيه فرق الحق سبحانه وتعالى بين الحق والباطل فمع أن المسلمين لم يكونوا على استعداد الحرب ولم تكن لديهم عدة ولكن أرادها الله كذلك ليثبت للجميع أن ( النصر من عند الله ) وأنه جل وعلا ( ينصر من يشاء) " فقال سبحانه {وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللّهُ بِبَدْرٍ وَأَنتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ }آل عمران123ويومها فرح المومنون بنصر الله وليقول المؤمنون { هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَاناً وَتَسْلِيماً }الأحزاب22
لن تفلح الأمة إلا إذا بلغت فى إيمانها هذه الدرجة وإن وعد الله لا يتخلف فهو سبحانه وتعالى القائل {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ }النور55
3-فتح مكة
لقد كان فتح مكة من أعظم الأحداث فى التاريخ الإسلامى ؛ وقد سبق فتح مكة أحداث وغزوات ودروس تفوق الحصر و لايتسع المجال الأن لذكرها وبما أننا الأن بصدد الحديث عن النبؤات فالذى يهمنا هو أن نبين صدق وعد الله جل وعلا لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم فيما أخبره به . فالمدة بين قول الله تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم {إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ } القصص 85  وبين دخوله عليه الصلاة والسلام مكة فاتحا منتصرا سنوات وأحداث وغزوات وعناد  من قريش لم يكن يتصور معه أن تفتح مكة يوما .
وبين القرآن الكريم ذلك فقال جل وعلا مخاطبا المنافقين والكفار {بَلْ ظَنَنتُمْ أَن لَّن يَنقَلِبَ الرَّسُولُ وَالْمُؤْمِنُونَ إِلَى أَهْلِيهِمْ أَبَداً وَزُيِّنَ ذَلِكَ فِي قُلُوبِكُمْ وَظَنَنتُمْ ظَنَّ السَّوْءِ وَكُنتُمْ قَوْماً بُوراً } الفتح12وهذا كان له  أسبابه  :
 ا-كانت مكة هى قبلة الجزيرة وحاضنة البيت الحرام ومستقبلة للوفود من كل أنحاء الجزيرة فى كل عام مما جعل أهلها يحظون بمكانة وتقدير من كل قبائل الجزيرة تقريبا وعليه فإن العديد من القبائل تدين بالدين الذى تعتنقه مكة لأنهم يرونها القدوة والمثل الأعلى . وزاد هذا الإعتقاد حين رأوا رأى العين ماحدث لأبرهة فازدات مكانة قريش بعد هذه الحادثة ومع أن هذا الحدث كان تقدمة للمعصوم محمد صلى الله عليه وسلم الذى ولد فى هذا العام  إلا أنهم لم يرتقوا إلى هذا الصفاء والنقاء .
ب- إعتقاد العديد من القبائل بأن الإتباع يجب لمن له السيطرة على البيت الحرام وفى          رأيهم مادام المسلمون أُخرجوا من مكة ولم يستطيعوا دخولها كل هذه السنوات فهم فى رأيهم  لم يزالوا بعيدين عن الصدارة .
ومن ثم فقد سبق فى علم الله جل وعلا أنه لم يبق فى عمر المعصوم محمد صلى الله عليه وسلم سوى أعوام قليلة فإذا انتقل المعصوم إلى جوار ربه دون فتح مكة فقد تستعصى على من بعده كما أنه كان سيقال وأين وعد الله جل وعلا له عليه الصلاة والسلام بفتح مكة ؟
وهذا هو الفارق بين النبؤات فى الإسلام وغيره من الأديان الأخرى لأنه مهما طال الأمد فإن ما أخبر به الحق سبحانه وتعالى لابد أن يتحقق لأنه ما من أحد ( أصدق من الله قيلا ) وأنه جل وعلا إذا قضى فلا راد لقضائه وإن حكم فلا معقب لحكمه . كما أنه جل وعلا { فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ } هود107
الأسباب التى هيأها الحق سبحانه وتعالى للفتح الأعظم
من المعلوم أنه من الهجرة حتى فتح مكة أحداثا وحروبا كان من المستحيل أن يعتقد أحد معها بأن مكة ستفتح يوما ما ؛ فكانت هناك العديد من الغزوات والسرايا ؛ ولعل أهمها غزوة بدر وغزوة أحد وأشدها خطورة يوم الخندق لأنه إن كتب التوفيق فيه لقريش لحدث ما لا يحمد عقباه ؛ ثم كان صلح الحديبية وما قامت فيه قريش من صد للمسلمين عن البيت الحرام ولو معتمرين.
  وحتى لا نطيل عليك عزيزى القارئ الكريم  فرأيت أن أركز على الأسباب التى هيأها الله جل وعلا للفتح والخطوات التى اتخذها الرسول صلى الله عليه وسلم إلى أن تم له الفتح المبين  ؛ ففى أواخر السنة الثامنة من الهجرة كان قد مضى على صلح الحديبية سنتان .
 وكان من بين شروطه : أنه من أحب أن يدخل فى عهد محمد صلى الله عليه وسلم  دخل فيه ومن أحب أن يدخل في عهد قريش دخل فيه .وبمقتضى هذا الشرط دخلت قبلية خزاعة فى حلف مع النبى صلى الله عليه وسلم  ودخلت قبيلة بنى بكر فى حلف مع قريش، وكانت القبيلتان تسكنان أحياء من مكة وضواحيها وبينهما تارات قديمة وعداء متوارث يرجع تاريخه إلى ما قبل البعثة.
خزاعة تستنجد بالرسول صلى الله عليه وسلم
وذات يوم تحركت هذه الأحقاد فاغتنم بنو بكر حلفاء قريش هدنة الحديبية وفاجئوا خزاعة حلفاء النبى محمد صلى الله عليه وسلم وأمدتهم قريش بالخيل والسلاح حتى لقد ذكر الواقدى :  أن ممن أشترك فى القتال سرا صفوان بن أمية , وعكرمة بن أبى جهل , وسهيل بن عمرو مع غيرهم وعبيدهم وقد بلغ بهم الحمق والطغيان أن يطاردوا خزاعة حتى الحرم ويقاتلونهم فيه حيث لا يجوز فيه القتال.
فلما انتهوا إليه قال نفر من بنى بكر لرئيسهم نوفل بن معاوية إنا قد دخلنا الحرم إلهك إلهك فقال كلمة عظيمة : لا إله اليوم يا بنى بكر أصيبوا ثأركم فلعمرى إنكم لتسرقون فى الحرم أفلا تصيبون ثأركم فيه.
ولعل السر فى تورط قريش ومساعدتها لبنى بكر هو أنها فسرت تفسيرا خاطئا ما جرى لجيش المسلمين فى سرية مؤته إذ اعتقدت أن ما جرى كان هزيمة كبيرة لحقت بالمسلمين وهذا خطأ فادح وقعت فيه وترتب عليه ارتكابها لهذا الخطأ الأحمق وانتهاكها لشروط صلح الحديبية وما ترتب على ذلك من فتح مكة كما سنرى.
التأهب لفتح مكة
واضطربت الأحوال فى مكة عقب عودة أبى سفيان وإبلاغه بما حدث لكن النبى صلى الله عليه وسلم  لم يتركها طويلا فى اضطرابها فقد عقد العزم على فتح مكة، وتجهز النبى صلى الله عليه وسلم والمسلمون للخروج واستعان على أمره بالكتمان ثم أعلم الناس أنه سائر إلى مكة وأمرهم بالجد والإستعداد وقال: اللهم خذ العيون والأخبار عن قريش حتى نبغتها فى بلادها.وكان الرسول صلى الله عليه وسلم لا يريد الدماء ويرد دخول مكة فى سلام حتى لا تمس حرمتها وأن يدخل أهلها في الإسلام لينعم أهلها بنعمة الإيمان.
وبينما الرسول والمسلمون على أمرهم من الإستعداد والكتمان حدثت محاولة من أحد الصحابة كادت أن تكشف نية المسلمين لمشركي مكة، فقد كتب حاطب بن أبى بلتعة كتاب إلى قريش يخبرهم بالذي أجمع عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم من الغزو، ثم أعطى حاطب الكتاب لامرأة وجعل لها جعلا على أن تبلغه قريشا فجعلته فى قرون رأسها ثم خرجت به.
وأتى رسول الله الخبر من السماء بما صنع حاطب فبعث رسول الله على بن أبى طالب والزبير بن العوام فقال أدركا امرأة قد كتب معها حاطب بن أبى بلتعة بكتاب إلى قريش يحذرهم ما قد أجمعنا له فى أمرهم . فخرجا حتى أدركاها بالحليفة فاستنزلاها فى رحلها فلم يجدا شيئاً فقال لها على رضى الله عنه– انى أحلف ما كذب رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا كذبنا ولتخرجن الكتاب أو لنكشفنك، فلما رأت الجد منه قالت: أعرض فأعرض عنها فحلت قرون رأسها فاستخرجت الكتاب منها فدفعته إليه، فدعا رسول الله حاطبا.
فقال يا حاطب ما حملك على هذا ؟ فقال يا رسول الله أما والله إني لمؤمن بالله ورسوله ما غيرت ولا بدلت ولكنى كنت امرأ ليس لى فى القوم أصل ولا عشيرة وكان لي بين أظهرهم ولد وأهل فصانعتهم عليهم فقال عمر بن الخطاب دعني يا رسول الله أضرب عنقه فإنه قد نافق فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنه قد شهد بدرا وما يدريك يا عمر لعل الله أطلع على أهل بدر فقال أعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم.
وهكذا شفع لحاطب ماضيه الطيب مع الإسلام والمسلمين ونيته التي جعلته يتخذ هذا الموقف لا عن كفر أو بغض للإسلام وإنما مصانعة لقريش من أجل أهله وأولاده وقد سامحه الله على هذا الضعف الإنساني الذي تعرض له فى هذا الموقف.
وفى حاطب نزل قول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاء تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءكُم مِّنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَن تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِن كُنتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَاداً فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاء مَرْضَاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنتُمْ وَمَن يَفْعَلْهُ مِنكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاء السَّبِيلِ} سورة الممتحنة – الآية 1.
وتحرك الجيش مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى مكة فى رمضان من السنة الثامنة للهجرة وكلما تقدموا انضم إليهم من سائر القبائل من يزيد فى عدد المسلمين ومنعتهم حتى بلغوا مالا يقل عن عشرة آلاف مسلم، وصام الرسول وصام الناس معه حتى إذا كان بالكديد (قرية قرب مكة) أفطر ومضى حتى نزل (مر الظهران) على بعد ثلاثين كيلو مترا شرقي مكة فضربوا خيامهم فيه وعمى الله الأخبار عن قريش فلم يأتهم خبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يدرون ما هو فاعل وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم الجيش فأوقدوا النيران فأوقدت عشرة آلاف نار حتى أضاء منها الوادي.
أبو سفيان يستطلع الأخبار
وحينما رأى القرشيون فجأة هذه المشاعل الكثيرة دهشوا ولم يعلموا حقيقة ما يرون فخرج منهم أبو سفيان بن حرب ومعه حكيم بن حزام وبديل بن ورقاء يتحسسون الأخبار.
وكان العباس بن عبد المطلب قد خرج من مكة قبل ذلك بأهله وعياله مسلما مهاجرا إلى المدينة فقابلوا الرسول صلى الله عليه وسلم فى الطريق مقبلا بجيشه على مكة، فأمره الرسول أن يعود معه إلى مكة ويرسل أهله إلى المدينة وقال له الرسول: هجرتك يا عم آخر هجرة كما أن نبوتي آخر نبوة.
ورأى العباس بن عبد المطلب قوة جيش المسلمين ففكر فى أمر قريش وماذا ستصنع أمام الرسول وجيشه وكان فى قلق شديد على مكة أن تفتح عنوة فقال: (واصباح قريش والله لئن دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة عنوة قبل أن يأتوه فيستأمنوه إنه لهلاك قريش إلى آخر الدهر) وهداه تفكيره أن يخرج عسى أن يقابل أحدا يرسله إلى مكة ليخبر قريشا بما عزم عليه رسول الله ليخرجوا إليه فيستأمنوه قبل أن يدخلها عليهم عنوة، وبذلك يدخل الرسول مكة من غير أن تسفك دماء.
وبينما هو كذلك سمع كلام أبى سفيان وبديل بن ورقاء (الذين بعثت بهم قريش ليتعرفوا لها خبر الجيش فى مر الظهران كما ذكرنا) وهما يتراجعان، وأبو سفيان يقول: ما رأيت كالليلة نيرانا قط ولا عسكرا.
فرد عليه بديل بن ورقاء: هذه والله خزاعة حمشتها (أحرقتها) الحرب.
فرد عليه أبو سفيان: خزاعة أذل وأقل من أن تكون هذه نيران عسكرها ، فعرف العباس صوت أبى سفيان فنادى : يا أبا حنظلة ؛  فعرف صوته فقال: أبو الفضل فقال العباس نعم فقال أبو سفيان: مالك ؟ فداك أبي و أمي فقال العباس: ويحك يا أبا سفيان هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم فى الناس واصباح قريش والله  قال فما الحيلة ، فداك أبي و أمي فقال له العباس والله لئن ظفر بك ليضربن عنقك فاركب عجز هذه البغلة حتى آتى بك رسول الله فأستأمن لك .
وأركبه العباس وخشى عليه أن يدركه أحد المسلمين فيقتلة، وأتى بأبي سفيان إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما رآه قال: ويحك يا أبا سفيان ألم يأن لك أن تعلم أنه لا إله إلا الله.
قال أبو سفيان: بأبي أنت و أمي ما أحلمك وأكرمك وأوصلك والله لقد ظننت أن لو كان مع الله إله غيره لقد أغنى عنى شيئا بعد.
قال الرسول: ويحك يا أبا سفيان ألم يأن لك أن تعلم أني رسول الله ؟
قال: بأبي أنت و أمي ما أحلمك وأكرمك وأوصلك أما هذه والله فإن فى النفس منها حتى الآن شيئا.فقال العباس: ويحك أسلم وأشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله قبل أن تضرب عنقك فأسلم وشهد شهادة الحق ثم أسلم حكيم بن حزام وبديل بن ورقاء.
وقال العباس للرسول إن أبا سفيان رجل يحب الفخر فاجعل له شيئا قال نعم من دخل دار أبي سفيان فهو آمن ومن أغلق بابه فهو آمن ومن دخل المسجد فهو آمن، وقد أرضاه الرسول صلى الله عليه وسلم كما يقول الشيخ الغزالي بما لا يضر أحد ولا يكلف جهدا .
غادر رسول الله صلى الله عليه وسلم مر الظهران إلى مكة، وأمر العباس أن يحبس أبا سفيان بمضيق الوادي عند خَطْمِ الجبل، حتى تمر به جنود الله فيراها، – فلا تبقى فى نفسه أثارة لمقاومة-  ففعل، فمرت القبائل على راياتها، كلما مرت به قبيلة قال‏:‏ يا عباس، من هذه‏ ؟‏ فيقول ـ مثلا ـ سليم، فيقول‏:‏ مالى ولِسُلَيْم‏؟‏   ثم تمر به القبيلة فيقول‏:‏ يا عباس، من هؤلاء‏؟‏ فيقول‏:‏ مُزَيْنَة، فيقول‏:‏ ما لي ولمزينة‏؟‏
حتى نفذت القبائل، ما تمر به قبيلة إلا سأل العباس عنها، فإذا أخبره قال‏:‏ مالي ولبني فلان‏؟‏ حتى مر به رسول الله صلى الله عليه وسلم في كتيبته الخضراء، فيها المهاجرون والأنصار، لا يري منهم إلا الحَدَق من الحديد، قال‏:‏ سبحان الله‏!‏ يا عباس، من هؤلاء‏؟‏ قال‏:‏ هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم في المهاجرين والأنصار، قال‏:‏ ما لأحد بهؤلاء قِبَلٌ ولا طاقة‏.‏ ثم قال‏:‏ والله يا أبا الفضل، لقد أصبح مُلْكُ ابن أخيك اليوم عظيماً‏.‏
 قال العباس‏:‏ يا أبا سفيان، إنها النبوة، قال‏:‏ فنعم إذن‏.‏ وكانت راية الأنصار مع سعد بن عبادة، فلما مر بأبي سفيان قال له‏:‏ اليوم يوم الملحمة، اليوم تُسْتَحَلُّ الحُرْمَة، اليـوم أذل الله قـريشاً‏.‏ فلما حـاذي رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا  سفيان قال‏:‏ يا رسول الله، ألم تسمع ما قال سعد‏؟‏ قال‏:‏ ‏(‏وما قال‏؟‏‏)‏ فقال‏:‏ قال كذا وكذا‏.‏ فقال عثمان وعبد الرحمن بن عوف‏:‏ يا رسول الله، ما نأمن أن يكون له في قريش صولة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏بل اليوم يوم تُعَظَّم فيه الكعبة، اليوم يوم أعز الله فيه قريشاً‏)‏ ثم أرسل إلى سعد فنزع منه اللواء، ودفعه إلى ابنه قيس، ورأي أن اللواء لم يخرج عن سعد‏.‏ ‏‏
 الجيش الإسلامي يجوس شعاب مكة‏ .
ولما مر رسول الله صلى الله عليه وسلم بأبي سفيان ومضي قال له العباس‏:‏ النجاء إلى قومك ‏.‏ فأسرع أبو سفيان حتى دخل مكة، وصرخ بأعلى صوته‏:‏ يا معشر قريش، هذا محمد، قد جاءكم فيما لا قبل لكم به‏.‏ فمن دخل دار أبي سفيان فهو آمن‏.‏ فقامت إليه زوجته هند بنت عتبة فأخذت بشاربه فقالت‏:‏ اقتلوا الحَمِيت الدسم الأخمش الساقين،قُبِّحَ من طَلِيعَة قوم‏.‏
قال أبو سفيان‏:‏ ويلكم، لاتغرنكم هذه من أنفسكم، فإنه قد جاءكم بما لا قبل لكم به،  فمن دخل دار أبي سفيان فهو آمن‏.‏ قالوا‏:‏ قاتلك الله، وما تغني عنا دارك‏؟‏ قال‏:‏ ومن أغلق عليه بابه فهو آمن، ومن دخل المسجد فهو آمن‏.‏ فتفرق الناس إلى دورهم وإلى المسجد، ووبشوا أوباشاً لهم، وقالوا‏:‏ نقدم هؤلاء، فإن كان لقريش شيء كنا معهم، وإن أصيبوا أعطينا الذي سئلنا‏.‏
 فتجمع سفهاء قريش وأخِفَّاؤها مع عكرمة بن أبي جهل، وصفوان بن أمية، وسهيل بن عمرو بالخَنْدَمَة ليقاتلوا المسلمين‏.‏ وكان فيهم رجل من بني بكر ـ حِمَاس بن قيس فيمن اجتمعوا في الخندمة‏ .‏
ـ كان يعد قبل  ذلك سلاحاً، فقالت له امرأته‏:‏ لماذا تعد ما أري‏؟‏ قال‏:‏ لمحمد وأصحابه‏.‏ قالت‏:‏ والله ما يقوم  لمحمد وأصحابه شيء‏.‏ قال‏:‏ إني والله لأرجو أن أخدمك بعضهم، ثم قال‏:‏
إن يقبلوا اليوم فمالي عِلَّه ** هــذا ســلاح كامــل وألَّه
                  وذو غِرَارَيْن سريع السَّلَّة **
الجيش الإسلامي بذي طُوَى‏‏ :
أما رسول الله صلى الله عليه وسلم فمضي حتى انتهي إلى ذي طوي ـ وكان يضع رأسه تواضعاً لله حين رأي ما أكرمه الله به من الفتح، حتى أن شعر لحيته ليكاد يمس واسطة الرحل ـ وهناك وزع جيشه، وكان خالد بن الوليد على المُجَنَّبَةِ اليمني ـ وفيها أسْلَمُ وسُلَيْم وغِفَار   ومُزَيْنَة وجُهَيْنَة وقبائل من قبائل العرب ـ فأمره أن يدخل مكة من أسفلها، وقال‏:‏ ‏(‏إن عرض لكم أحد من قريش فاحصدوهم حصداً، حتى توافوني على الصفا‏)‏‏.‏
وكان الزبير بن العوام على المُجَنَّبَةِ اليسري، وكان معه راية رسول الله صلى الله عليه وسلم،  فأمره أن يدخل مكة من أعلاها ـ من كَدَاء ـ وأن يغرز رايته بالحَجُون، ولا يبرح حتى يأتيه‏.‏
وكان أبو عبيدة على الرجالة والحُسَّر ـ وهم الذين لاسلاح معهم ـ فأمره أن يأخذ بطن الوادي حتى ينصب لمكة بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏
الجيش الإسلامي يدخل مكة‏ :
وتحركت كل كتيبة من الجيش الإسلامي على الطريق التي كلفت الدخول منها‏.‏فأما خالد وأصحابه فلم يلقهم أحد من المشركين إلا أناموه‏.‏ وقتل من أصحابه من المسلمين كُرْز بن جابر الفِهْرِي وخُنَيْس بن خالد بن ربيعة‏.‏ كانا قد شذا عن الجيش، فسلكا طريقاً غير طريقه فقتلا جميعاً، وأما سفهاء قريش فلقيهم خالد وأصحابه بالخَنْدَمَة فناوشوهم شيئا من قتال، فأصابوا من المشركين اثني عشر رجلاً، فانهزم المشركون، وانهزم حِمَاس بن قيس ـ الذي كان يعد السلاح لقتال المسلمين ـ حتى دخل بيته، فقال لامرأته‏:‏ أغلقي على بابي‏.‏ فقالت‏:‏ وأين ما كنت تقول‏؟
‏ فقال‏:
إنك لوشهدت يوم الخندمة    إذ فر صفوان وفر عكرمة
وأبو يزيد قائم كالمؤتمة      واستقبلتهم بالسيوف المسلمة
يقطعن كل ساعد وجمجمة   ضربا فلا تسمع إلاغمغمة
لهم نهيت خلفنا وهمهمة    لم تنطقى فى اللوم أدنى كلمة
‏ وأقبل خالد يجوس مكة حتى وافى رسول الله صلى الله عليه وسلم على الصفا‏.‏ وأما الزبير فتقدم حتى نصب راية رسول الله صلى الله عليه وسلم بالحَجُون عند مسجد الفتح، وضرب له هناك قبة، فلم يبرح حتى جاءه رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏.‏
الرسول صلى الله عليه وسلم يدخل المسجد الحرام ويطهره من الأصنام‏ .
ثم نهض رسول الله صلى الله عليه وسلم، والمهاجرون والأنصار بين يديه وخلفه وحوله، حتى  دخل المسجد، فأقبل إلى الحجر الأسود، فاستلمه، ثم طاف بالبيت، وفي يده قوس، وحول البيت ثلاثمائة وستون صنما، فجعل يطعنها بالقوس، ويقول‏:‏ ‏{‏جَاء الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا‏}‏‏ [‏الإسراء‏:‏81‏]‏، ‏{‏قُلْ جَاء الْحَقُّ وَمَا يُبْدِئُ الْبَاطِلُ وَمَا يُعِيدُ‏}‏ ‏[‏سبأ‏:‏49‏]‏ والأصنام تتساقط على وجوهها‏.‏
وكان طوافه على راحلته، ولم يكن محرماً يومئذ، فاقتصر على الطواف، فلما أكمله دعا عثمان بن طلحة، فأخذ منه مفتاح الكعبة، فأمر بها ففتحت فدخلها، فرأي فيها الصور، ورأي فيها صورة إبراهيم، وإسماعيل ـ عليهما السلام ـ يستقسمان بالأزلام، فقال‏:‏ ‏(‏قاتلهم الله، والله ما استقسما بها قط‏)‏‏.‏ ورأي في الكعبة حمامة من عيدان، فكسرها بيده، وأمر بالصور فمحيت‏.‏
الرسول صلى الله عليه وسلم فى الكعبة -
الرسول صلى الله عليه وسلم صلي في الكعبة ثم خطب أمام قريش
ثم أغلق عليه الباب، وعلى وأسامة وبلال رضى الله عنهم فاستقبل الجدار الذي يقابل الباب حتى إذا كان بينه  وبينه ثلاثة أذرع وقف، وجعل عمودين عن يساره، وعموداً عن يمينه، وثلاثة أعمدة وراءه ـ وكان البيت يومئذ على ستة أعمدة ـ ثم صلي هناك‏.‏ ثم دار في البيت، وكبر في نواحيه، ووحد الله، ثم فتح الباب، وقريش قد ملأت المسجد صفوفاً ينتظرون ماذا يصنع‏؟‏ فأخذ بعضادتي الباب وهم تحته، فقال‏:‏
‏(‏لا إله إلا الله وحده لا شريك له، صدق وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده، ألا كل  مأثُرَة أو مال أو دم فهو تحت قدمي هاتين، إلا سِدَانَة البيت وسِقاية الحاج، ألاوقتيل الخطأ شبه العمد ـ السوط والعصا ـ ففيه الدية مغلظة، مائة من الإبل أربعون منها في بطونها أولاد‏.‏
يا معشر قريش إن الله قد أذهب عنكم نخوة الجاهلية وتعظمها بالآباء، الناس من آدم، وآدم من تراب ثم تلا هذه الآية‏:‏ {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ }الحجرات13 لا تثريب عليكم اليوم ثم قال‏:‏ ‏(‏يا معشر قريش ما ترون أني فاعل بكم‏؟‏‏)‏ قالوا‏:‏ خيرًا، أخ كريم وابن أخ كريم، قال‏:‏ ‏(‏فإني أقول لكم كما قال يوسف لإخوته‏:‏ ‏{‏لاَ تَثْرَيبَ عَلَيْكُمُ‏}‏ اذهبوا فأنتم الطلقاء‏)‏‏.‏
وأمر بلالا رضى الله عنه أن يصعد فيؤذن على الكعبة ورؤساء قريش وأشرافهم يسمعون كلمة الله تعلو وصداها يتردد فى أرجاء مكة، ودخل الرسول دار أم هانئ بنت أبى طالب فاغتسل وصلى ثماني ركعات صلاة الفتح شكر الله تعالى على ما انعم به عليه.
وبهذه الكلمات والتصرفات عفا الرسول عن كل شئ وتناسى كل إساءة وتجاوز عن جرائم قريش الماضية كلها حتى لقد امتد عفوه فشمل من كان قد أهدر دماءهم عند دخول مكة وإن تعلقوا بأستار الكعبة وقبل شفاعة من لم ينفذ فيه القتل منهم ورأت قريش تلك السماحة وذلك الكرم ففتحت للرسول قلوبها فكان هذا الفتح بلا شك أجل وأعظم من أن تصل إليه سيوف المسلمين فقد لانت أفئدة ما كانت لتلين ورقت القلوب القاسية والتفت حول الرسول فى إعجاب بالغ على الصفا حين جلس للبيعة.


بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وهند بنت عتبة
جلس رسول الله صلى الله عليه وسلم على الصفا واجتمع الناس حوله لبياعوه على الإسلام فأخذ عليهم العهد بالسمع والطاعة لله ولرسوله فيما استطاعوا، ولما فرغ من بيعة الرجال بايع النساء وفيهن هند بنت عتبة زوج أبى سفيان متنقبة متنكرة لما كان من صنيعها بحمزة عم النبي صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لهن: بايعنني على ألا تشركن بالله شيئا.
فقالت هند: والله إنك لتأخذ علينا أمرا لا تأخذه على الرجال وسنؤتيكه
فقال النبي: ولا تسرقن فقالت: والله إني كنت أصبت من مال أبى سفيان الهنة وما كنت أدري أكان حلا لي أم لا؟ فقال أبو سفيان وكان شاهدا لما تقول: أما ما أصبت فيما مضى فأنت منه في حل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: وإنك لهند بنت عتبة ؟  قالت: نعم فاعف عما سلف عفا الله عنك .
ثم قال: ولا تزنين فقالت: يا رسول الله وهل تزني الحرة ولما قال: ولا تقتلن أولادكن
قالت: ربيناهم صغارا وقتلتهم يوم بدر كبارا فأنت وهم أعلم
فضحك عمر بن الخطاب من قولها حتى استغرب "أي بالغ فى الضحك "
فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: ولا تأتين بهتان تفترينه بين أيديكن وأرجلكن
قالت: والله إن إتيان البهتان لقبيح ولبعض التجاوز أمثل
ثم قال: ولا تعصينني في معروف قالت: ما جلسنا هذا المجلس ونحن نريد نعصيك فى معروف وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يصافح النساء ولا يمس امرأة ولا تمسه إلا امرأة أحلها الله له أو ذات محرم منه .
تخوف الأنصار من بقاء الرسول بمكة
ولما فتح الله مكة على رسوله –وهى بلده و وطنه وأحب بلاد الله الى قلبه-تحدث الأنصار فيما بينهم فقالوا: أترون رسول الله إذ فتح الله عليه أرضه وبلده يقيم بها؟
فبعد أن تبع رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمون من انهزم من هوازن على ثقيف بالطائف ، وحاصرها أياماً فلم تفتح عليه ، عاد إلى المدينة وفي الطريق قسم غنائم معركة حنين ، وكانت ستة آلاف من الذراري والنساء ، ومن الأبل والشياه مالا يدري عدته ، وقد أعطى قسماً كبيراً منها للاشراف من العرب يتألفهم على الاسلام ، وأعطى كثيراً منها لقريش  ولم يعط منها للأنصار شيئاً ، وتكلم بعضهم في ذلك متألمين من حرمانهم من هذه الغنائم ، حتى قال بعضهم : لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم قومه ، أي إنه لم يعد يذكرنا بعد أن فتح الله مكة ودانت قريش بالاسلام ، فجمع رسول الله صلى الله عليه وسلم الأنصار وخطب فيهم فقال بعد أن حمد الله وأثنى عليه : " يا معشر الأنصار ! مقالة بلغني عنكم ، وجدة ( أي عتب ) وجدتموها على في أنفسكم ؟ ألم تكونوا ضلاًلاً فهداكم الله ؟ وعالة فأغناكم الله ؟ وأعداء فألف الله بين قلوبكم ؟  " بلى ! الله ورسوله أمن وأفضل .  ثم قال : " ألا تجيبونني يا معشر الأنصار " ؟ قالوا : بماذا نجيبك يا رسول الله ؟لله ولرسوله المن والفضل ، " أما والله لو شئتم لقلتم فلصدقتم : أتيناك مكذباً فصدقناك ، ومخذولاً فنصرناك ، وطريداً فأويناك ، وعائلاً فأسيناك ، أوجدتم يا معشر الأنصار في أنفسكم في لعاعة ( البقية اليسيرة ) من الدنيا تألفت بها قوماً ليسلموا ، وتركتكم إلى إسلامكم ، ألا ترضون يا معشر الأنصار أن يذهب الناس بالشاة والبعير ، وترجعوا برسول الله إلى رحالكم ؟ فو الذي نفس محمد بيده ، لولا الهجرة لكنت امرءاً من الأنصار ، ولو سلك الناس شعباً ( هو الطريق بين جبلين ) وسلك الأنصار شعباً لسلكت شعب الأنصار ، اللهم أرحم الأنصار ، وأبناء الأنصار وأبناء أبناء الأنصار " فبكي القوم حق أخضلوا ( بللوا ) لحاهم ، وقالوا : رضينا برسول الله قسماً وحظاً .
إسلام فضالة
وعندما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمسجد يطوف بالبيت اقترب منه فضالة بن عمير وهم بقتله فلما دنا منه قال له: أي فضالة
قال: نعم يا رسول الله فقال له الرسول: ماذا كنت تحدث به نفسك ؟
قال: لا شئ كنت اذكر الله فضحك النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال: استغفر الله ثم وضع يده على صدره فسكن قلبه .
وكان فضالة يقول والله ما رفع يده عن صدري حتى ما خلق الله شيئا أحب إلى منه ورجع فضالة إلى أهله فمر بأمراة كان يتحدث إليها فقالت هلم إلى الحديث فقال لا وانبعث فضالة يقول والله لقد جئتكم من عند خير الناس .
تطهير ضواحي مكة من الأصنام
وأقام الرسول بمكة بضعة عشرة يوما ينظم شئونها ويفقه أهلها فى الدين وفى هذه الأثناء بعث السرايا للدعوة على الإسلام لا للقتال؛ ولتحطيم الأصنام من غير سفك الدماء ؛ فوجه خالد بن الوليد لهدم صنم (العزى) أكبر أصنام قريش وأرسل عمرو بن العاص لهدم (سواع) وهو أكبر أصنام هذيل وبعث سعد بن زيد الأشهلي لهدم (مناة) وقد عادت كل هذه السرايا مكللة بالنجاح وذهبت هيبة الأوثان من النفوس وزال سلطانها.

سرية خالد بن الوليد إلى بنى خزيمة
فى شوال سنة ثمان قبل الخروج إلى حنين عند جميع أهل المغازي وقد بعثه عليه الصلاة والسلام لما رجع من هدم العزى والرسول مقيم بمكة وبعث معه ثلاثمائة وخمسين رجلا داعيا الى الإسلام.
حرمة مكة
وقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فى مكة خطيبا فأعلن حرمة مكة إلى يوم القيامة  لا يحل لامرء يؤمن بالله واليوم الآخر أن يسفك فيها دما أو يعضد (يقطع) بها شجرة وقال: (لم تحلل لأحد كان قبلي ولا تحل لأحد يكون بعدي) ثم أنصرف راجعا إلى المدينة.
اثر فتح مكة
وكان لفتح مكة أثر عميق فى نفوس العرب فشرح الله صدر كثير منهم للإسلام ، وأقبلوا على الإسلام إقبالا لم يعرف قبل ذلك وصاروا يدخلون فى دين الله أفواجا.أرايت عزيزى القارئ ان وعد الله سبحانه وتعالى لا يتخلف وان ظن الناس الظنونا.وصدق الحق جل وعلا حين قال ( إن الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد ) والحمد الله أن كان وتم كما أراد الحق سبحانه وتعالى وليعلم المؤمنون ان الله جل وعلا على كل شئ قدير وأنه جل وعلا الفعال لما يريد .
رابعا : نبؤات المعصوم صلى الله عليه وسلم
لا ندعى أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يعلم الغيب فالحق سبحانه وتعالى يقول عن ذاته جل وعلا   {وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَا وَلاَ حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلاَ رَطْبٍ وَلاَ يَابِسٍ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ }الأنعام59 وكذلك يقول جل وعلا على لسان الرسول صلى الله عليه وسلم {قُل لاَّ أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعاً وَلاَ ضَرّاً إِلاَّ مَا شَاء اللّهُ وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاَسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَاْ إِلاَّ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ } الأعراف188
إلا أن الحق سبحانه وتعالى يقول {عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَداً * إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِن رَّسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَداً * لِيَعْلَمَ أَن قَدْ أَبْلَغُوا رِسَالَاتِ رَبِّهِمْ وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِمْ وَأَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ عَدَداً }الجن 26/27/28
وبهذا يؤيد الحق سبحانه وتعالى أنبياءه فيخبرهم بامور مستقبلية ويأمرهم أن يخبروا بها الناس ويحققها لهم ليزداد يقين من آمن منهم . وليفكر فيها من لم يؤمن فتكون أدعى لإيمانه لأنه  من يخبر بامور غيبية لابد أن له اتصالا يفوقهم .
 فراينا سيدنا يوسف عليه السلام حين شعر رفاقه فى السجن أنه يتفوق عليهم فكان يخبرهم بما يأتيهم من طعام وشراب  وكذلك سيدنا عيسى عليه السلام من الأمور التى ميزه بها الحق سبحانه وتعالى أنه كان يخبر بنى إسرائيل بما يدخرون فى بيوتهم.. بهذا يثق العباد فى أن  الرسول مبلغ عن ربه سبحانه وتعالى وقد كان الإخبار عن الامور المستقبلية من الامور التى اطلع الحق جل وعلا عليها نبينا محمد صلى الله عليه وسلم  ومنها  :
  أولا : مقتل أبي بن خلف‏
فقد ورد فى الاثر أن أُبى بن خلف قال لرسول الله جل وعلا فى مكة يوما إنى أعلف فرسى هذا لأ قتلك عليه . فقال صلى الله عليه وسلم  : بل أنا قاتلك إن شاء الله .  فلما كان يوم  أحد يقول ابن إسحاق‏:‏ فلما أسند رسول الله صلى الله عليه وسلم في الشعب أدركه أبي بن خلف وهو يقول‏:‏ أين محمد ‏؟‏ لا نجوتُ إن نجا‏.‏ فقال القوم‏:‏ يا رسول الله، أيعطف عليه رجل منا ‏؟‏  فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏‏‏(‏دعوه‏)‏،
 فلما دنا منه تناول رسول الله صلى الله عليه وسلم الحربة من الحارث بن الصمة، فلما        أخذها منه انتفض انتفاضة تطايروا عنه تطاير الشعر عن ظهر البعير إذا انتفض، ثم استقبله وأبصر تَرْقُوَتَه من فرجة بين سابغة الدرع والبيضة، فطعنه فيها طعنة تدأدأ ـ تدحرج ـ منها عن فرسه مراراً‏.
 فلما رجع إلى قريش وقد خدشه في عنقه خدشاً غير كبير، فاحتقن الدم، قال‏:‏ قتلني والله محمد، قالوا له‏:‏ ذهب والله فؤادك، والله إن بك من بأس، قال‏:‏ إنه قد كان قال لي بمكة‏:‏‏‏(‏أنا أقتلك‏)‏  ، فوالله لو بصق على لقتلني‏.‏ فمات عدو الله ( بسَرِف )  وهم قافلون به إلى مكة‏.‏وفي رواية أبي الأسود عن عروة، وكذا في رواية سعيد بن المسيب عن أبيه‏:‏ أنه كان يخور خوار الثور، ويقول‏:‏ والذي نفسي بيده، لو كان الذي بي بأهل ذي المجاز لماتوا جميعاً .
ثانيا :مادار بين النبى وصلى الله عليه وسلم وعدى بن حاتم
روى الإمام البخاري رحمه الله بإسناده إلى عدي بن حاتم قال: بينا أنا عند الني صلى الله عليه وسلم إذا أتاه رجل فشكا إليه الفاقة ، ثم أتاه آخر فشكا إليه قطع السبيل .
فقال: يا عدي، هل رأيت الحيرة ؟
قلت: لم أرها، وقد أنبئت عنها
قال: فإن طالت بك حياة لترين الظعينة ترتحل من الحيرة حتى تطوف بالكعبة لا تخاف أحداً إلا الله، قلت فيما بيني وبين نفسي فأين دعار (الدعار هو الخبث الشديد) طيء الذين قد سعروا البلاد؟ ولئن طالت بك حياة لتفتحن كنوز كسرى .
قلت: كسرى بن هرمز؟
قال: كسرى بن هرمز. ولئن طالت بك حياة لترين الرجل يخرج ملء كفه من ذهب أو فضة يطلب من يقبله منه فلا يجد أحداً يقبله منه، وليلقين الله أحدكم يوم يلقاه وليس بينه وبينه ترجمان يترجم له، فيقولن ألم أبعث إليك رسولاً فيبلغك فيقول بلى .
فيقول: ألم أعطك مالاً وأفضل عليك ؟
فيقول : بلى فينظر عن يمينه فلا يرى إلا جهنم، وينظر عن يساره فلا يرى إلا جهنم .
قال عدي: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: اتقوا النار ولو بشق تمرة، فمن لم يجد شق تمرة فبكلمة طيبة .
قال عدي: فرأيت الظعينة ترتحل من الحيرة حتى تطوف بالكعبة لا تخاف إلا الله، وكنت فيمن افتتح كنوز كسرى بن هرمز، ولئن طالت بكم حياة لترون ما قال النبي أبو القاسم صلى الله عليه وسلم: يخرج ملء كفه - رواه البخاري
وقد روى هذا الحديث أبو نعيم بإسناده في دلائل النبوة أن الشعبي رحمه الله دخل على عدي بن حاتم الطائي فقال: إنه بلغني عنك حديث كنت أحب أن أسمعه منك
قال: نعم، بعث النبي صلى الله عليه وسلم وكنت من أشد الناس له كراهية، وكنت بأقصى أرض العرب من الروم، فكرهت مكاني أشد من كراهيتي لأمري الأول، فقلت لآتين هذا الرجل، فإن كان صادقاً لا يخفى علي أمره، وإن كان كاذباً لا يخفى علي، أو قال: لا يضرني، قال: فقدمت المدينة، فاستشرفني الناس فقالوا: عدي بن حاتم
فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا عدي أسلم تسلم
قلت: إن لي ديناً، قال: أنا أعلم بدينك منك
قلت: ما يجعلك أعلم بديني مني؟
قال: أنا أعلم بدينك منك. ألست ترأس قومك؟
قلت: بلى
قال: ألست تأخذ المرباع - أي ربع الغنيمة
قلت: بلى
قال: فإن ذلك لا يحل لك
قلت: أجل
قال: فكان ذلك أذهب بعض ما في نفسي
قال: أنه يمنعك من أن تسلم خصاصة فقر من ترى حولنا، وإنك ترى الناس علينا إلباً واحداً، أو قال يداً واحدة
قلت: نعم
قال: هل أتيت الحيرة؟
قلت: لا، وقد علمت مكانها
قال صلى الله عليه وسلم: يوشك الظعينة أن تخرج من الحيرة حتى تطوف بالبيت بغير جوار ويوشك أن تفتح كنوز كسرى بن هرمز
قال: قلت: كنوز كسرى بن هرمز.
قال: كنوز كسرى بن هرمز ويوشك أن يخرج الرجل الصدقة من ماله فلا يجد من يقبلها منه .
قال عدي رضي الله عنه: فلقد رأيت الظعينة تخرج من الحيرة حتى تطوف بالبيت بغير جوار، وكنت في أول خيل أغارت على السواد، والله لتكونن الثالثة أنه لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وفي رواية أبي بكر بن خلاد ومحمد بن أحمد قال عدي فأنا سرت بالظعينة من الحيرة، قال: إلى البيت العتيق في غير جوار، يعني أنه حج بأهله، وكنت في أول خيل أغارت على المدائن، والله لتكونن الثالثة كما كانت هاتان أنه تحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم إياي .
وفي رواية أخرى
قدم عدي بن حاتم الطائي الكوفة، فأتيته في أناس منا، من أهل الكوفة، قلنا: حدثنا بحديث سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بالنبوة ولا أعلم أحداً من العرب كان له أشد بغضاً مني، ولا أشد كراهية له مني، حتى لحقت بأرض الروم، فتنصرت فيهم، فلما بلغني ما يدعو إليه من الأخلاق الحسنة، وما اجتمع إليه من الناس ارتحلت حتى أتيته، فوقفت عليه وعنده صهيب وبلال وسلمان رضى الله عنهم
فقال: يا عدي بن حاتم أسلم تسلم
فقلت : أخ أخ فأنخت، فجلست وألزقت ركبتي بركبته
فقلت: يا رسول الله ما الإسلام؟
قال: تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله، وتؤمن بالقدر خيره وشره، وحلوه ومره. يا عدي بن حاتم لا تقوم الساعة حتى تفتح خزائن كسرى وقيصر. يا عدي بن حاتم لا تقوم الساعة حتى تأتي الظعينة من الحيرة –ولم يكن يومئذ كوفة- حتى تطوف بالكعبة بغير خفير، لا تقوم الساعة حتى يحمل الرجل جراب المال فيطوف به فلا يجد أحد يقبله، فيضرب به الأرض فيقول: ليتك كنت تراباً - دلائل النبوة لأبي نعيم 2/693-696
ثالثا : إخباره صلى الله عليه وسلم عن مجئ ابى سفيان قبل الفتح
لما تظاهرت بنو بكر وقريش على خزاعة وأصابوا منهم ما أصابوا ونقضوا ما كان بينهم وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم من العهد والميثاق بما استحلوا من خزاعة خرج عمرو بن سالم الخزاعي وقدم على رسول الله فى المدينة وأنشده أبياتا ينشده فيها الحلف الذي كان بينه وبين خزاعة ويسأله المعونة والنجدة ويخبره بأن قريشا اخلفوه الموعد ونقضوا الميثاق المؤكد فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: نصرت يا عمرو ابن سالم.
وأراد الرسول صلى الله عليه وسلم أن يستوثق منهم الخبر ويعذر إلى قريش فبعث إليهم رجلاً يخيرهم بين ثلاث – أن يدفعوا دية قتلى خزاعة – أو يبرأوا من حلف بنى نفاثة (بطن من بنى بكر) الذين قادوا الحملة على خزاعة – أو ينبذ إليهم على سواء فأجابه بعض زعمائهم لكن ننبذ إليهم على سواء وبذلك برئت ذمة قريش وقامت عليهم الحجة.فقال صلى الله عليه وسلم ( كأنى  بأبى سفيان يأتيكم ليشد العقد ويزيد فى المدة )
 ففكرت قريش في الأمر مليا واقتنعت أن المسلمين ألان قد أصبحوا قوة لا يمكن مواجهتها وأن فيهم ألان من أبطالهم السابقين خالد بن الوليد , وعمرو بن العاص وقبائل كثيرة قد اعتنقت الإسلام، ولذلك ندمت علي ما أجاب به بعض سفهائها من إجابة متهورة، وانتهى  رأيهم أن يبعثوا أبا سفيان إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليجدد العهد ويزيد من المدة ويتدارك الأزمة قبل استفحال خطرها.
وقدم أبو سفيان على رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ودخل على ابنته ( أم حبيبة) زوج النبى ليزورها فلما ذهب ليجلس على فراش رسول الله طوته عنه:
فقال يا بنية: ما أدرى أرغبت بي عن هذا الفراش أم رغبت به عنى؟
قالت: بل هو فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنت رجل مشرك نجس ولم أحب أن تجلس على فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقال: والله لقد أصابك يا بنية بعدي شر .
وخرج من عندها غضبان أسفا حتى أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فكلمه أبو سفيان فلم يرد النبي شيئا فذهب أبو سفيان إلى أبي بكر فأعرض عنه كما أعرض عمر و علي فعاد أبو سفيان دون ان يحصل من النبي على وعد باستمرار المسالمة و لكنه ظهر بعهد الجوار حتى وصل إلى مكة.
فلما قدم على قريش قالوا لابي سفيان: ما ورائك ؟ قال جئت محمدا فكلمته فوالله ما رد على شيئاً ثم جئت ابن أبى قحافة فلم أجد فيه خيراً ثم جئت ابن الخطاب فوجدته أدنى العدو ثم جئت علياً فوجدته ألين القوم وقد أشار علي بشئ صنعته فوالله ما أدرى هل يغنى ذلك شيئا أم لا ؟     قالوا: وبم أمرك ؟قال: أمرني أن اجير بين الناس ففعلت قالوا: فهل أجاز ذلك محمد ؟        قال: لاقالوا:ويلك والله ما زاد الرجل على أن لعب بك فما يغني عنك ما قلت قال: لا والله            ما وجدت غير ذلك
رابعا : إخباره صلى الله عليه وسلم عن موت النجاشى :
إخبارُه صلى الله عليه وسلم عن موت النجاشي في أرض الحبشة في يوم وفاته، وهذا خبر يستغرق وصوله أكثر من شهر يومذاك ، فقد روى البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم (نعى النجاشي في اليوم الذي مات فيه ، خرج إلى المصلى، فصف بهم، وكبر أربعاً).( البخاري ح (1254
خامسا : حين تنبأ صلى الله عليه وسلم بالنصر وهم فى أحلك الظروف
حين كان المسلمون يعانون في مكة صنوف الإضطهاد ؛ وفي وسط هذا البلاء نزل على النبي عليه الصلاة والسلام قوله تعالى: أَمْ يَقُولُونَ نَحْنُ جَمِيعٌ مُّنتَصِرٌ (44) سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ (45) (سورة القمر).فقال عمر بن الخطاب [أي في نفسه] : أي جمع يهزم؟ أي جمع يُغلَب؟ فلما كان يوم بدر رأيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يثِب في الدرع، وهو يقول : {سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ }القمر45 فعرفت تأويلها يومئذ.( تفسير ابن كثير (4/266).
فهذه الآية نزلت قبل الهجرة بسنوات تتحدث عن غزوة بدر، واندحار المشركين فيها، وتتنبأ بهزيمتهم وفلول جمعهم.وقبيل معركة بدر أدرك النبي صلى الله عليه وسلم اقتراب تحقق الوعد القديم الذي وعده الله،  فقام إلى العريش يدعو ربه ويناجيه: (اللهم إني أنشِدُك عهدَك ووعدَك، اللهم إن شئت لم تُعبَد بعدَ اليوم )
وكان في اليوم السابق ليوم بدر ، جعل رسول الله يتفقد أرض المعركة المرتقبة، ويشير إلى مواضع مقتل المشركين فيها، ويقول : هذا مصرع فلان , قال أنس: ويضع يده على الأرض هاهنا هاهنا. قال أنس: فما ماطَ أحدهم عن موضع يد رسول الله صلى الله عليه وسلم .( مسلم ح (1779)
سادسا :حين أخبر صلى الله عليه وسلم عن استشهاد عمر وعثمان رضى الله عنهما :-
، فقد أخبر أن موتهم سيكون شهادة،.فقد جاء في صحيح مسلم عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان على حراءٍ هو وأبو بكرٍ وعمرُ وعثمانُ وعليُ وطلحةُ والزبيرُ، فتحركت الصخرة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اهدأ، فما عليك إلا نبيٌ أو صديقٌ أو شهيد)).( مسلم ح (2417).) فشهد لنفسه بالنبوة، ولأبي بكر بالصديقية، ولعثمانَ وعليَ وطلحةَ بالشهادة .
كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عثمانَ بشهادته، فقد أخبره أنها ستكون في فتنة طلب منه أن يصبر عليها.
 فقد جاء في صحيح البخاري أن أبا موسى الأشعري جلس مع النبي صلى الله عليه وسلم على بئر أريس في حائط من حيطان المدينة .يقول أبو موسى : فجاء إنسان يحرك الباب، فقلت: من هذا؟ فقال: عثمانُ بن عفان. فقلت: على رسْلك، فجئت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته، فقال: ((ائذن له ، وبشره بالجنة على بلوى تصيبه. يقول أبو موسى: فجئتُه، فقلت له: ادخل، وبشّرك رسول الله بالجنة على بلوى تصيبُك.( البخاري ح (3674).)
سابعا : حين أخبر صلى الله عليه وسلم عثمان بن عفان عن الفتنة التى تصيبه:
أخبار الصحابة بأن أول الفتن خروج المنافقين على عثمان بن عفان رضي الله عنه وطلب نزعه من الخلافة ثم قتله ، وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عثمان بن عفان رضى الله عنه  ببعض معالم هذه الفتنة فقال له: ((يا عثمانُ، إنه لعل الله يقمّصُك قميصاً، فإن أرادوك على خلعه، فلا تخلعه لهم )).( الترمذي ح (3705)، وأحمد في المسند ح (24639
قال المباركفوري: "يعني إن قصدوا عزلك عن الخلافة، فلا تعزل نفسك عنها لأجلهم لكونك على  حين حاصرُوه على الحقّ، وكونهم على الباطل . ".( تحفة الأحوذي (10/137
ثامنا : حين أخبر صلى الله عليه وسلم عمار بن ياسر بما يحدث له.
فقد أخبر الرسول عليه الصلاة والسلام بمقتل عمار بن ياسر في فتنة تقع بين المسلمين فقد رآه النبي عليه الصلاة والسلام عند بناء مسجده يحمل لبِنَتين لبنتين فيما كان الصحابة يحملون لبِنة لبِنة، فجعل عليه الصلاة والسلام ينفض التراب عنه، ويقول: ((ويح عمار، تقتلُه الفئة الباغية، يدعوهم إلى الجنة ، ويدعونه إلى النار))، قال أبو سعيد: يقول عمار: أعوذ بالله من الفتن. (رواه البخاري ح (428)، ومسلم (5192) واللفظ للبخاري
قال النووي في شرحه للحديث : " وفيه معجزة ظاهرة لرسول الله من أوجه : منها أن عمارًا يموت قتيلًا وأنه يقتله مسلمون , وأنهم بغاةٌ , وأن الصحابة يقاتِلون , وأنهم يكونون فِرقتين : باغية , وغيرها, وكل هذا قد وقع مثل فلق الصبح , صلى الله وسلم على رسوله الذي لا ينطق عن الهوى , إن هو إلا وحي يوحى". شرح النووي (8/40).قد قتِل عمارُ في جيش علي سنة سبع وثلاثين للهجرة النبوية.
تاسعا : حين أخبر صلى الله عليه وسلم بفتح اليمن والشام والعراق .
فقد بشّر النبي عليه الصلاة والسلام بفتوح اليمن والشام والعراق واستيطان المسلمين بهذه البلاد، حيث قال عن اليمن "  فيأتي قوم يُبِسُّون فيتحملون بأهلهم ومن أطاعهم، والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون، وتفتح الشام فيأتي قومٌ يُبِسُّون، فيتحملون بأهليهم ومن أطاعهم، والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون، وتفتح العراق فيأتي قومٌ يُبِسُّون، فيتحملون بأهليهم ومن أطاعهم، والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون)).( مسلم ح (1875
قال النووي: "قال ، لأنه أخبر بفتح هذه الأقاليم، ويقول العلماء: إن في هذا الحديث معجزاتٌ لرسول الله أن الناس يتحملون بأهليهم إليها ويتركون المدينة، وأن هذه الأقاليم تفتح على هذا الترتيب [اليمن ثم الشام ثم العراق]، ووجِد جميعُ ذلك كذلك بحمد الله وفضله".( شرح صحيح مسلم (9/159
وأما فتح فارس، فقد بشر به رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه، فقال: ((لتفتحن عصابة من المسلمين كنز آل كسرى الذي في الأبيض)).( مسلم ح (2919)) وذكر ابن كثير أن أول من رأى القصر الأبيض ضرار بن الخطاب، فجعل الصحابة يكبرون ويقولون: هذا ما وعدنا الله ورسوله .( البداية والنهاية (7/64
ولما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بفتح مصر؛ دعا إلى الإحسان إلى أهلها إكراماً لهاجر أم إسماعيل، فقد كانت من أرض مصر، كما أخبر بدخولهم في الإسلام واشتراكهم مع إخوانهم في التمكين له، قال صلى الله عليه وسلم : ((إنكم ستفتحون مصر .. فإذا فتحتموها فأحسنوا إلى أهلها؛ فإن لهم ذِمة ورحِماً))،. رواه مسلم ح (2543)
عاشرا : حين أخبر النبى صلى الله عليه وسلم عن مستقبل أصحابه
فقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن الفتوح التي تقع على أيدي أصحابه ومن بعدهم،  وأنها تستمر إلى ثلاثة أجيال بعده صلى الله عليه وسلم قبل أن تتوقف، ففي الصحيحين من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
((يأتي على الناس زمانٌ  يغزو فِئام من الناس، فيقال لهم: فيكم من رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فيقولون: نعم، فيفتح لهم، ثم يغزو فئام من الناس فيقال لهم: فيكم من رأى من صحب رسولَ الله صلى  الله عليه وسلم ؟ فيقولون: نعم، فيفتح لهم، ثم يغزو فئام من الناس فيقال لهم: هل فيكم من رأى من صحب من صحب رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقولون: نعم، فيفتح لهم)).( رواه البخاري ح (3649)، ومسلم ح (2532) واللفظ له
حادى عشر :حين أخبر صلى الله عليه وسلم أصحابه بعد غزوة الخندق عن قدرتهم فى الغزو.
فعندما انقضت غزوة الأحزاب، وولت جموعهم الأدبار، أخبر النبي صلى الله عليه وسلم اصحابه فقال: ((الآن نغزوهم ولا يغزوننا، نحن نسير إليهم (البخاري ح (4110
وهكذا كان، إذ كانت غزوة الأحزاب آخر غزاة غزتها قريش في حربها مع النبي صلى الله عليه وسلم ، وقد غزاهم المسلمون بعدها، وفتحوا مكة بعون الله وقدرته.
ثانى عشر :حين أخبر صلى الله عليه وسلم أم حرام بنت ملحان عن غزوها مع المسلمين فى البحر 
من الغيوب التي كشفت لنبينا صلى الله عليه وسلم خبر أم حرام بنت ملحان ، فقد سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: أول جيش من أمتي يغزون البحر قد أوجبوا)) قالت أم حرام: قلتُ: يا رسول الله أنا فيهم؟ قال: ((أنتِ فيهم)) ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم : ((أول جيش من أمتي يغزون مدينة قيصر مغفور لهم)) فقلتُ: أنا فيهم يا رسول الله؟ قال: ((لا)). البخاري ح (2924
وقد ركبت أمُّ حرامٍ بنتِ مِلحانٍ البحرَ في زمن معاوية رضي الله عنه، فصُرعت عن دابتها حين خرجت من البحر، فهلكت.كما جاء في البخاري ح (2789)، ومسلم ح (1912). وقد نقل الطبراني وغيره أن قبرها معروف في جزيرة قبرص. (الطبراني ح (316)، وأبو نعيم في الحلية ح (2/62
ثالث عشر: إشارة نبوية إلى أن أبا بكر الصديق رضي اللّه عنه سيلي أمر الأمة بعد الرسول  عليه السلام:
فمن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم لتلك المرأة التي قال لها ارجعي فقالت أرَأَيْتَ إن لم أَجدكَ كأنها تُعَرِّضُ بالموت فقال: "إِنْ لَمْ تجدِيني فآتي أبا بكرٍ" رواه البخاري فكان القائم بعده بالأمر أبو بكر، وقوله صلى الله عليه وسلم حين أَراد أَن يكتب للصديق كتاباً بالخلافة فتركه لعلمه أَن أَصحابه لا يعدلون عنه لعلمهم بسابقته وفضله رضي الله عنه فقال: "يأبى الله والمؤمنون إلا أبا بكر" فوقع كذلك وهو في الصحيح أيضَاً، وقوله: "باللذين من بعدي أبي بكر وعمر" رواه أحمد وابن ماجة والترمذي وحسنه وصححه ابن اليمان، وقد روي من طريق ابن مسعود وابن عمر وأبي الدرداء،  والمقصود: أنه وقع الأمر كذلك ولِّي أبو بكر الصديق بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم الخلافة ثم وليها بعده عمر بن الخطاب كما أخبر صلى الله عليه وسلم

رابع عشر : إشارة نبوية إلى أن المسلمين يفتتحون مصر:
وروى مالك والليث عن الزهري، عن ابن كعب بن مالك، عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إِذَا افْتَتَحْتمُ مِصْرَ فاستوْصوا بالقِبْط" وفي رواية: "فَاستَوصُوا بِأَهْلِها خَيْراً فَإِنَّ لهم ذمة وَرَحِماً".وقد افتتحها عمرو بن العاص في سنة عشرين أيام عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وفي صحيح مسلم عن أبي ذر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنكم سَتَفتَحُونَ أرضاً يذْكَر فيها القيراطُ فاستَوصوا بأهلها خيراً فإن لهم ذمةً ورحماً". سواء بسواء.











                          الباب الثانى                               
     أولا :هل تحققت نبؤات العهد الجديد؟
قلنا سابقا بأن النبؤات فى العهدين القديم والجديد ما هى الا تأريخ للأحداث لأن كاتبيها إنما قاموا بتسجيلها بعد ذهاب أصحابها الى جوار ربهم بمائات السنين ومن ثم فهى تفتقد للمبدأين الرئيسيين للنبؤات ألا وهما التحدى والمصداقية .
وإليك عزيزى القارئ بعض ما قام به كتبة الأناجيل من نبؤات تتنبأ عن سيدنا عيسى عليه السلام والذى يسمونه فى كتبهم يسوع  محاولين إرغام انف النصوص من العهد القديم لتدل عليه والعجيب انها اتت بنتيجة عكسية تماما اذ تسببت فى إفراغ النبؤات من مضمونها .
 كما إنك ستجد عزيزى القارئ أننى بين الحين والأخر أعيد ذكر سيدنا عيسى عليه السلام بين صفحات هذا الكتاب وكان ينبغى أن أضع كل ما يختص بسيدنا عيسى عليه السلام تحت عنوان واحد ولكننى آثرت أن أجعل الحديث عنه عليه السلام فى أبواب متفرقة لأن لكل مقام مقال ولأن لكل حدث ما يناسبه من الأحداث التى تأتى بعده أو قبله لتناسق الأحداث والأقوال .
أولا : عن مجئ يهوه ورسوله إيلياء.
استغل أهل الكتاب من يهود ونصارى  نصوصا من العهد القديم تتحدث عن مجئ يهوه ورسوله إيلياء الذى يمهد له الطريق , وأراد كتبة الأناجيل  قلب الحقائق فجعلوها تتحدث عن مجئ يسوع ورسوله يوحنا الذى يمهد الطريق له !!
-- ففى إنجيل مرقس :1- " بدء انجيل يسوع المسيح ابن الله "
                               2- "كما هو مكتوب في الأنبياء ها أنا أرسل أمام وجهك ملاكي الذي يهيئ طريقك قدامك"
فيزعم مرقس أنه مكتوب فى كتب الأنبياء السابقين نبوة تتنبأ عن مجئ يسوع ففيها يتحدث يهوه ويخاطب يسوع معلنا له أنه سيرسل ملاكه أو رسوله ليهيئ الطريق أمامه , ونعلم من الآيات التالية أن يوحنا المعمدان هو ذلك الذى سيمهد الطريق ليسوع !!والحقيقة أن هناك نبؤة فى سفر ملاخى قام كاتب الإنجيل بالتغيير فى نصها ليجعلها تنطبق على المسيح عليه السلام ويوحنا المعمدان
-- والنبوة  فى سفر ملاخى تكتشف هذا الزيف فإليك عزيزى القارئ النيؤة "ملاخى 3"
1«هأَنَذَا أُرْسِلُ مَلاَكِي فَيُهَيِّئُ الطَّرِيقَ أَمَامِي. وَيَأْتِي بَغْتَةً إِلَى هَيْكَلِهِ السَّيِّدُ الَّذِي تَطْلُبُونَهُ، وَمَلاَكُ الْعَهْدِ الَّذِي تُسَرُّونَ بِهِ. هُوَذَا يَأْتِي.قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ» 2وَمَنْ يَحْتَمِلُ يَوْمَ مَجِيئِهِ؟ وَمَنْ يَثْبُتُ عِنْدَ ظُهُورِهِ؟ لأَنَّهُ مِثْلُ نَارِ الْمُمَحِّصِ، وَمِثْلُ أَشْنَانِ الْقَصَّارِ. 3فَيَجْلِسُ مُمَحِّصًا وَمُنَقِّيًا لِلْفِضَّةِ. فَيُنَقِّي بَنِي لاَوِي وَيُصَفِّيهِمْ كَالذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ، لِيَكُونُوا مُقَرَّبِينَ لِلرَّبِّ، تَقْدِمَةً بِالْبِرِّ. 4فَتَكُونُ تَقْدِمَةُ يَهُوذَا وَأُورُشَلِيمَ مَرْضِيَّةً لِلرَّبِّ كَمَا فِي أَيَّامِ الْقِدَمِ وَكَمَا فِي السِّنِينَ الْقَدِيمَةِ.
 5«وَأَقْتَرِبُ إِلَيْكُمْ لِلْحُكْمِ، وَأَكُونُ شَاهِدًا سَرِيعًا عَلَى السَّحَرَةِ وَعَلَى الْفَاسِقِينَ وَعَلَى الْحَالِفِينَ زُورًا وَعَلَى السَّالِبِينَ أُجْرَةَ الأَجِيرِ: الأَرْمَلَةِ وَالْيَتِيمِ، وَمَنْ يَصُدُّ الْغَرِيبَ وَلاَ يَخْشَانِي، قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ.
-- فنجد فى سفر ملاخى أن الرب جل وعلا الذى يسمونه فى كتبهم ( يهوه ) هو المتكلم حيث يقول  أنه سيرسل ملاكه أو رسوله ليهيئ الطريق أمامه ( أمام يهوه نفسه ) فليس هناك أى نبوءة عن يسوع فى هذا النص , كما أنه واضح أن يهوه ورسوله هما الذين يتحدث عنهما النص , وليس يسوع ويوحنا .
-- أما عن من يتحدث كاتب سفر ملاخى كمرسل ليهيئ طريق يهوه فهو إيلياء    النبى تحديدا بلا أدنى ريب وذلك نجده فى الفصل التالى 4: 5 حيث يكرر هذه النبوءة مع ذكر اسم الشخص الذى سيرسله يهوه ليهيئ الطريق أمامه فيقول :5«هأَنَذَا أُرْسِلُ إِلَيْكُمْ إِيلِيَّا النَّبِيَّ قَبْلَ مَجِيءِ يَوْمِ الرَّبِّ، الْيَوْمِ الْعَظِيمِ وَالْمَخُوفِ، 6فَيَرُدُّ قَلْبَ الآبَاءِ عَلَى الأَبْنَاءِ، وَقَلْبَ الأَبْنَاءِ عَلَى آبَائِهِمْ. لِئَلاَّ آتِيَ وَأَضْرِبَ الأَرْضَ بِلَعْنٍ».
إذن ما جاء بملاخى يتلخص فى أن يهوه سيأتى وقبل مجيئه سوف يرسل إيلياء كتمهيد  فما علاقة هذا المجئ بسيدنا عيسى وسيدنا يوحنا عليهما السلام من ناحية اخرى لا يمكن بأى حال من الأحوال أن تنطبق نبوة ملاخى على يسوع لأن ملاخى بعد أن قال على لسان يهوه أنه سيأتى بنفسه بعد إرسال إيلياء , يصف يوم مجيئ يهوه بأنه يوما عاصفا لا يحتمله بشر ويوم دينونة   وهلاك :
-- وهو الذى وصفه الحق سبحانه وتعالى فى القرآن الكريم: {هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ أَن تَأْتِيهُمُ الْمَلآئِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لاَ يَنفَعُ نَفْساً إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْراً قُلِ انتَظِرُواْ إِنَّا مُنتَظِرُونَ } الأنعام158
ولذا فهم يقولون :  2وَمَنْ يَحْتَمِلُ يَوْمَ مَجِيئِهِ؟ وَمَنْ يَثْبُتُ عِنْدَ ظُهُورِهِ؟ لأَنَّهُ مِثْلُ نَارِ الْمُمَحِّصِ، وَمِثْلُ أَشْنَانِ الْقَصَّارِ.
وهذا هو يوم القيامة فى رهبته وهوله لأن " يهوه " سوف يحرق الناس بالنار ليطهر بنى لاوى ويصفيهم .وفى نفس يوم مجيئه يقضى ويبيد السحرة والفاسقين والحالفين زورا واللصوص وظالمى الأجير والأرملة واليتيم :
3فَيَجْلِسُ مُمَحِّصًا وَمُنَقِّيًا لِلْفِضَّةِ. فَيُنَقِّي بَنِي لاَوِي وَيُصَفِّيهِمْ كَالذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ، لِيَكُونُوا مُقَرَّبِينَ لِلرَّبِّ، تَقْدِمَةً بِالْبِرِّ. 4فَتَكُونُ تَقْدِمَةُ يَهُوذَا وَأُورُشَلِيمَ مَرْضِيَّةً لِلرَّبِّ كَمَا فِي أَيَّامِ الْقِدَمِ وَكَمَا فِي السِّنِينَ الْقَدِيمَةِ. 5«وَأَقْتَرِبُ إِلَيْكُمْ لِلْحُكْمِ، وَأَكُونُ شَاهِدًا سَرِيعًا عَلَى السَّحَرَةِ وَعَلَى الْفَاسِقِينَ وَعَلَى الْحَالِفِينَ زُورًا وَعَلَى السَّالِبِينَ أُجْرَةَ الأَجِيرِ: الأَرْمَلَةِ وَالْيَتِيمِ، وَمَنْ يَصُدُّ الْغَرِيبَ وَلاَ يَخْشَانِي، قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ.
1«فَهُوَذَا يَأْتِي الْيَوْمُ الْمُتَّقِدُ كَالتَّنُّورِ، وَكُلُّ الْمُسْتَكْبِرِينَ وَكُلُّ فَاعِلِي الشَّرِّ يَكُونُونَ قَشًّا، وَيُحْرِقُهُمُ الْيَوْمُ الآتِي، قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ، فَلاَ يُبْقِي لَهُمْ أَصْلاً وَلاَ فَرْعًا.
هذه هى نبوة ملاخى عن مجيئ يهوه وإيلياء وعن يوم مجيئة
لا يمكن أبدا أن ينطبق ذلك على مجيئ يسوع الوديع الذى جاء ,كما تذكر الأناجيل , فحل السلام على الأرض وكان وديعا  ولم يبيد لا سحرة ولا فاسقين ولا لصوص الخ
إن كاتب إنجيل مرقس اقتبس آية من ملاخى بعد أن اقتطعها من سياقها ولفقها وانطقها ما لم تقل , لخدمة العقيدة المسيحية التى أراد أن يؤسسها على نبؤات قديمة لاتنطبق على المسيح عليه السلام .
كما أننا لوا استخدمنا حساب الجمل لعرفنا أن إيلياء لا تنطبق على المسيح عليه السلام إنما تنطبق على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم . فجاء فى سورة الصف على لسان سيدنا عيسى قول الحق تعالى {وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءهُم بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ } الصف6
فحروف إيلياء هى كالاتى : إ  ي  ل   ي  ا  ء  ولو استبدلنا هذه الحروف بارقام كالاتى :
                             1 10 30 10 1 1 =53
وكذلك إذا كتبنا حروف إسم نبينا الأعظم :
" أحمد "فتكون كالاتى : أ ح  م  د
وبالأرقام :              1 8 40 4 =53
-- إذن فان هذه النبؤة انما هى للمعصوم محمد صلى الله عليه وسلم وعن يوم القيامة وعن هذا يقول سبحنه وتعالى فى القران الكريم {فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَـؤُلاء شَهِيداً }النساء41
ثانيا: زكريا يهنئ اليهود على عودتهم من السبى إلى أورشليم
وإليك عزيزى القارئ موقفا أخر أراد كتبة الأناجيل أن يجعلوه نبؤءة للمسيح عليه السلام
-- فنرى فى سفر " زكريا " أنه يهنئ اليهود على عودتهم من السبى إلى أورشليم فجعلها كاتب إنجيل متى نبوة لدخول يسوع إلى أورشليم على جحش
فى إنجيل متى 21
1وَلَمَّا قَرُبُوا مِنْ أُورُشَلِيمَ وَجَاءُوا إِلَى بَيْتِ فَاجِي عِنْدَ جَبَلِ الزَّيْتُونِ، حِينَئِذٍ أَرْسَلَ يَسُوعُ تِلْمِيذَيْنِ 2قَائِلاً لَهُمَا:«اِذْهَبَا إِلَى الْقَرْيَةِ الَّتِي أَمَامَكُمَا، فَلِلْوَقْتِ تَجِدَانِ أَتَانًا مَرْبُوطَةً وَجَحْشًا مَعَهَا، فَحُّلاَهُمَا وَأْتِيَاني بِهِمَا.
 3وَإِنْ قَالَ لَكُمَا أَحَدٌ شَيْئًا، فَقُولاَ: الرَّبُّ مُحْتَاجٌ إِلَيْهِمَا. فَلِلْوَقْتِ يُرْسِلُهُمَا». 4فَكَانَ هذَا كُلُّهُ لِكَيْ يَتِمَّ مَا قِيلَ بِالنَّبِيِّ الْقَائِلِ: 5«قُولُوا لابْنَةِ صِهْيَوْنَ: هُوَذَا مَلِكُكِ يَأْتِيكِ وَدِيعًا، رَاكِبًا عَلَى أَتَانٍ وَجَحْشٍ ابْنِ أَتَانٍ». 6فَذَهَبَ التِّلْمِيذَانِ وَفَعَلاَ كَمَا أَمَرَهُمَا يَسُوعُ، 7وَأَتَيَا بِالأَتَانِ وَالْجَحْشِ، وَوَضَعَا عَلَيْهِمَا ثِيَابَهُمَا فَجَلَسَ عَلَيْهِمَا. 8وَالْجَمْعُ الأَكْثَرُ فَرَشُوا ثِيَابَهُمْ فِي الطَّرِيقِ. وَآخَرُونَ قَطَعُوا أَغْصَانًا مِنَ الشَّجَرِ وَفَرَشُوهَا فِي الطَّرِيقِ.
 9وَالْجُمُوعُ الَّذِينَ تَقَدَّمُوا وَالَّذِينَ تَبِعُوا كَانُوا يَصْرَخُونَ قَائِلِينَ:«أُوصَنَّا لابْنِ دَاوُدَ! مُبَارَكٌ الآتِي بِاسْمِ الرَّبِّ! أُوصَنَّا  فِي الأَعَالِي!». 10وَلَمَّا دَخَلَ أُورُشَلِيمَ ارْتَجَّتِ الْمَدِينَةُ كُلُّهَا قَائِلَةً:«مَنْ هذَا؟» 11فَقَالَتِ الْجُمُوعُ:«هذَا يَسُوعُ النَّبِيُّ الَّذِي مِنْ نَاصِرَةِ الْجَلِيلِ».
وفى سفر زكريا:-
9اِبْتَهِجِي جِدًّا يَا ابْنَةَ صِهْيَوْنَ، اهْتِفِي يَا بِنْتَ أُورُشَلِيمَ. هُوَذَا مَلِكُكِ يَأْتِي إِلَيْكِ. هُوَ عَادِلٌ وَمَنْصُورٌ وَدِيعٌ، وَرَاكِبٌ عَلَى حِمَارٍ وَعَلَى جَحْشٍ ابْنِ أَتَانٍ. 10وَأَقْطَعُ الْمَرْكَبَةَ مِنْ أَفْرَايِمَ وَالْفَرَسَ مِنْ أُورُشَلِيمَ وَتُقْطَعُ قَوْسُ الْحَرْبِ. وَيَتَكَلَّمُ بِالسَّلاَمِ لِلأُمَمِ، وَسُلْطَانُهُ مِنَ الْبَحْرِ إِلَى الْبَحْرِ، وَمِنَ النَّهْرِ إِلَى أَقَاصِي الأَرْضِ. 11وَأَنْتِ أَيْضًا فَإِنِّي بِدَمِ عَهْدِكِ قَدْ أَطْلَقْتُ أَسْرَاكِ مِنَ الْجُبِّ الَّذِي لَيْسَ فِيهِ مَاءٌ. 12ارْجِعُوا إِلَى الْحِصْنِ يَا أَسْرَى الرَّجَاءِ. الْيَوْمَ أَيْضًا أُصَرِّحُ أَنِّي أَرُدُّ عَلَيْكِ ضِعْفَيْنِ.
-- فهل توجد نبؤة فى العهد القديم تقول أن المسيح المنتظر سوف يدخل اورشليم راكبا جحشا ؟  فكاتبها يتحدث عن فرحة اليهود بعودتهم إلى اورشليم بعد غربتهم فى السبى , ويذكر أن اليهود وعلى رأسهم الملك اليهودى سيدخلون اورشليم ويعيشون فيها بعد حرمانهم وغربتهم عنها
-- يقول زكريا فى الإصحاح الأول ما يؤكد على هذا :
7فِي الْيَوْمِ الرَّابعِ وَالْعِشْرِينَ مِنَ الشَّهْرِ الْحَادِي عَشَرَ، هُوَ شَهْرُ شَبَاطَ. فِي السَّنَةِ الثَّانِيَةِ لِدَارِيُوسَ، كَانَتْ كَلِمَةُ الرَّبِّ إِلَى زَكَرِيَّا بْنِ بَرَخِيَّا بْنِ عِدُّو النَّبِيِّ قَائِلاً: 8رَأَيْتُ فِي اللَّيْلِ وَإِذَا بِرَجُل رَاكِبٍ عَلَى فَرَسٍ أَحْمَرَ، وَهُوَ وَاقِفٌ بَيْنَ الآسِ الَّذِي فِي الظِّلِّ، وَخَلْفَهُ خَيْلٌ حُمْرٌ وَشُقْرٌ وَشُهْبٌ. 9فَقُلْتُ: «يَا سَيِّدِي، مَا هؤُلاَءِ؟» فَقَالَ لِي الْمَلاَكُ الَّذِي كَلَّمَنِي: «أَنَا أُرِيكَ مَا هؤُلاَءِ». 10فَأَجَابَ الرَّجُلُ الْوَاقِفُ بَيْنَ الآسِ وَقَالَ: «هؤُلاَءِ هُمُ الَّذِينَ أَرْسَلَهُمُ الرَّبُّ لِلْجَوَلاَنِ فِي الأَرْضِ». 11فَأَجَابُوا مَلاَكَ الرَّبِّ الْوَاقِفِ بَيْنَ الآسِ وَقَالُوا: «قَدْ جُلْنَا فِي الأَرْضِ وَإِذَا الأَرْضُ كُلُّهَا مُسْتَرِيحَةٌ وَسَاكِنَةٌ».
12فَأَجَابَ مَلاَكُ الرَّبِّ وَقَالَ: «يَا رَبَّ الْجُنُودِ، إِلَى مَتَى أَنْتَ لاَ تَرْحَمُ أُورُشَلِيمَ وَمُدُنَ يَهُوذَا الَّتِي غَضِبْتَ عَلَيْهَا هذِهِ السَّبْعِينَ سَنَةً؟» 13فَأَجَابَ الرَّبُّ الْمَلاَكَ الَّذِي كَلَّمَنِي بِكَلاَمٍ طَيِّبٍ وَكَلاَمِ تَعْزِيَةٍ. 14فَقَالَ لِي الْمَلاَكُ الَّذِي كَلَّمَنِي: «نَادِ قَائِلاً: هكَذَا قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ: غِرْتُ عَلَى أُورُشَلِيمَ وَعَلَى صِهْيَوْنَ غَيْرَةً عَظِيمَةً. 15وَأَنَا مُغْضِبٌ بِغَضَبٍ عَظِيمٍ عَلَى الأُمَمِ الْمُطْمَئِنِّينَ. لأَنِّي غَضِبْتُ قَلِيلاً وَهُمْ أَعَانُوا الشَّرَّ. 16لِذلِكَ هكَذَا قَالَ الرَّبُّ: قَدْ رَجَعْتُ إِلَى أُورُشَلِيمَ بِالْمَرَاحِمِ فَبَيْتِي يُبْنَى فِيهَا، يَقُولُ رَبُّ الْجُنُودِ، وَيُمَدُّ الْمِطْمَارُ عَلَى أُورُشَلِيمَ.
 فمن الواضح أن زكريا يتحدث عن دخول اليهود إلى أورشليم وعودتهم اليها , ومع هذا حاول  كاتب انجيل متى أن يجعل هذا الإحتفال للمسيح عليه السلام .
ثالثا :نبؤءة عن المعصوم محمد صلى الله عليه وسلم
وإليك عزيزى القارئ إستغلال أخر لما هو موجود فى العهد القديم فيزعم كاتب إنجيل  متى أن الرواية التى فى سفر إشعياء والتى تنبئ عن المعصوم صلى الله عليه وسلم وزعم أنها تشير وتنبئ عن المسيح عليه السلام :
-- ففى إنجيل متى 12/14فَلَمَّا خَرَجَ الْفَرِّيسِيُّونَ تَشَاوَرُوا عَلَيْهِ لِكَيْ يُهْلِكُوهُ، 15فَعَلِمَ يَسُوعُ وَانْصَرَفَ مِنْ هُنَاكَ. وَتَبِعَتْهُ جُمُوعٌ كَثِيرَةٌ فَشَفَاهُمْ جَمِيعًا. 16وَأَوْصَاهُمْ أَنْ لاَ يُظْهِرُوهُ، 17لِكَيْ يَتِمَّ مَا قِيلَ بِإِشَعْيَاءَ النَّبِيِّ الْقَائِلِ: 18«هُوَذَا فَتَايَ الَّذِي اخْتَرْتُهُ، حَبِيبِي الَّذِي سُرَّتْ بِهِ نَفْسِي. أَضَعُ رُوحِي عَلَيْهِ فَيُخْبِرُ الأُمَمَ بِالْحَقِّ. 19لاَ يُخَاصِمُ وَلاَ يَصِيحُ، وَلاَ يَسْمَعُ أَحَدٌ فِي الشَّوَارِعِ صَوْتَهُ. 20قَصَبَةً مَرْضُوضَةً لاَ يَقْصِفُ، وَفَتِيلَةً مُدَخِّنَةً لاَ يُطْفِئُ، حَتَّى يُخْرِجَ الْحَقَّ إِلَى النُّصْرَةِ. 21وَعَلَى اسْمِهِ يَكُونُ رَجَاءُ الأُمَمِ».
-- فى حين أنهم ذكروا فى سفر إشعياء 42/1«هُوَذَا عَبْدِي الَّذِي أَعْضُدُهُ، مُخْتَارِي الَّذِي سُرَّتْ بِهِ نَفْسِي. وَضَعْتُ رُوحِي عَلَيْهِ فَيُخْرِجُ الْحَقَّ لِلأُمَمِ. 2لاَ يَصِيحُ وَلاَ يَرْفَعُ وَلاَ يُسْمِعُ فِي الشَّارِعِ صَوْتَهُ. 3قَصَبَةً مَرْضُوضَةً لاَ يَقْصِفُ، وَفَتِيلَةً خَامِدَةً لاَ يُطْفِئُ. إِلَى الأَمَانِ يُخْرِجُ الْحَقَّ. 4لاَ يَكِلُّ وَلاَ يَنْكَسِرُ حَتَّى يَضَعَ الْحَقَّ فِي الأَرْضِ، وَتَنْتَظِرُ الْجَزَائِرُ شَرِيعَتَهُ».
5هكَذَا يَقُولُ اللهُ الرَّبُّ، خَالِقُ السَّمَاوَاتِ وَنَاشِرُهَا، بَاسِطُ الأَرْضِ وَنَتَائِجِِهَا، مُعْطِي الشَّعْبِ عَلَيْهَا نَسَمَةً، وَالسَّاكِنِينَ فِيهَا رُوحًا: 6«أَنَا الرَّبَّ قَدْ دَعَوْتُكَ بِالْبِرِّ، فَأُمْسِكُ بِيَدِكَ وَأَحْفَظُكَ وَأَجْعَلُكَ عَهْدًا لِلشَّعْبِ وَنُورًا لِلأُمَمِ، 7لِتَفْتَحَ عُيُونَ الْعُمْيِ، لِتُخْرِجَ مِنَ الْحَبْسِ الْمَأْسُورِينَ، مِنْ بَيْتِ السِّجْنِ الْجَالِسِينَ فِي الظُّلْمَةِ.
يلاحظ أنه لا توجد أى علاقة بين الحادثة التى يتحدث عنها كاتب الإنجيل وبين الإقتباس الذى أورده من سفر إشعياء كنبؤة عن يسوع , فتفاصيل الحادثة تذكر أن :
-- اليهود تشاوروا ليهلكوا يسوع , فعلم يسوع بالمؤامرة فهرب او انسحب , وانه شفى كثير من المرضى وطلب منهم ان يخفوا ما فعله بهم , ثم نجد الكاتب الملفق يقتبس من اشعياء موضحا ان تلك التفاصيل السابقة سبق اشعياء ان تنبأ بها , وعندما نقرأ ما كتبه اشعياء لا نجد اى علاقة بين ما يقوله وبين تلك التفاصيل !!!
-- ولتوضيح هذه النبؤءة نوضحها كالاتى:نلحظ من هذه النبؤة أنها تصف المعصوم محمد صلى الله عليه وسلم وكيف جعله الحق سبحانه  تعالى رحمة للعالمين , وأنه يحوز ( قصب السبق ) أى أنه صلى الله عليه وسلم متميز عن غيره  من الأنبياء , لأن كل نبى بعثه الله سبحانه وتعالى إلى قوم معينين وإلى زمان محدود أما المعصوم  صلى الله عليه وسلم فأرسله الله جل وعلا  للناس كافة – عربى وأعجمى – أرسله على طول الزمان وإلى قيام الســاعة وإلى ما بعدها فقال تعالى ( وجئنا بك على هؤلاء شهيداً ) وهذا  ما قصده ( إشـعياء ) فى نبوءته عن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم حين قال ( قصبه مرضوضة لا يقصف ) .
--وهذه النبوءة تؤكد رحمة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال تعالى {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ }آل عمران159 
--( وعلى أسمه يكون رجاء الأمم ) يؤكدها نص آخر من إنجيل  برنابا نذكره أولاً 
 ( إن الرب أطلع موسى على الأنبياء فآراه الله من ثم رسوله على ذراعى إسماعيل .  وإسماعيل على ذراعى إبراهيم , ووقف على مقربه من إسماعيل إسحاق , وكان على ذراعيه طفلاً هو المسيح عيسى بن مريم يشير بأصبعه إلى رسول الله قائلاً : هذا هو الذى لأجله خلق الله كل شىء . فصرخ موسى من ثم بفرح : يا إسماعيل إن على ذراعيك العالم كله , والجنة . إذكرنى أنا عبد الله وجد نعمه فى نظر الله بسبب إبنك الذى لأجله صنع الله كل شىء ( ) ) فى هذا النص يتضح لنا أن النبى المشار إليه هو سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم لأسباب كثيرة :
أ- أن النبى محمد صلى الله عليه وسلم من نسل سيدنا إسماعيل عليه السلام
ب- أن الحق سبحانه وتعالى – أرسل سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم للعالم كله .
جـ- الأنبياء يشهدون لرسول الله محمد صلى الله عليه وسلم بمكانته من الله وأنه بسببه خلق  الله كل شىء ورحم به العالمين , وهذا يؤكد ما قاله المسيح عليه السلام – فى قوله عن النبى الذى سيأتى بعده أنه :( سيأتى بعدى مسيا – رسول – المرسل من الله لكل العالم الذى لأجله خلق الله العالم , يسجد لله فى كل العالم وتنال الرحمة ( ) )
 --فهذا النص يدل دلاله واضحة أن النبى المشار إليه هو محمد صلى الله عليه وسلم لأن أنبياء بنى إسرائيل كانوا مرسلين من الله لهداية بنى إسرائيل فقط لا لغيرهم من الأمم , وهذا ما أكده المسيح عليه السلام فى أكثر من موقع فى الإنجيل حين قال : أولاً: حين أرسل السيد المسيح تلاميذه ليدعوا أهلهم للإيمان بالله جل وعلا حدد لهم الأماكن   التى يذهبون اليها قائلاً :(إلى طريق أمم لا تمضوا ,إلى مدينة للسامرين لا تدخلوا , بل إذهبوا بالحرى إلى خراف بيت إسرائيل الضالة ( ) )فى هذا النص نرى أن المسيح عليه السلام حذر تلاميذه من الذهاب إلى الأمم الأخرى وأن  يركزوا دعوتهم فى بنى إسرائيل فقط .
ثانياً : حين جاءت امرأة كنعانية ( عربية ) ليست من بنى إسرائيل تطلب مساعدة نبى الله عيسى – عليه السلام – أن يشفى إبنتها فقال لها : ( ما جئت إلا لخراف بيت إسرائيل الضالة ( ) 
إذن فما علاقة النص فى سفر إشعياء بنبى الله عيسى عليه السلام ؟
رابعا : نبوءة لا وجود لها-
كاتب إنجيل متى يقتبس نبوءة لا وجود لها ,ألا وهى " سكن يسوع فى الناصرة ليتمم نبوة    أنه سيدعى ناصرى " متى 2/19فَلَمَّا مَاتَ هِيرُودُسُ، إِذَا مَلاَكُ الرَّبِّ قَدْ ظَهَرَ فِي حُلْمٍ لِيُوسُفَ فِي مِصْرَ 20قَائِلاً:«قُمْ وَخُذِ الصَّبِيَّ وَأُمَّهُ وَاذْهَبْ إِلَى أَرْضِ إِسْرَائِيلَ، لأَنَّهُ قَدْ مَاتَ الَّذِينَ كَانُوا يَطْلُبُونَ نَفْسَ الصَّبِيِّ». 21فَقَامَ وَأَخَذَ الصَّبِيَّ وَأُمَّهُ وَجَاءَ إِلَى أَرْضِ إِسْرَائِيلَ. 22وَلكِنْ لَمَّا سَمِعَ أَنَّ أَرْخِيلاَوُسَ يَمْلِكُ عَلَى الْيَهُودِيَّةِ عِوَضًا عَنْ هِيرُودُسَ أَبِيهِ، خَافَ أَنْ يَذْهَبَ إِلَى هُنَاكَ. وَإِذْ أُوحِيَ إِلَيْهِ فِي حُلْمٍ، انْصَرَفَ إِلَى نَوَاحِي الْجَلِيلِ. 23وَأَتَى وَسَكَنَ فِي مَدِينَةٍ يُقَالُ لَهَا نَاصِرَةُ، لِكَيْ يَتِمَّ مَا قِيلَ بِالأَنْبِيَاءِ:«إِنَّهُ سَيُدْعَى نَاصِرِيًّا»
-- لا توجد أى إشارة أو تلميح فى جميع كتب العهد القديم تذكر مدينة الناصرة أو تذكر تنبأ عن سكن المسيح فى تلك المدينة !! لأنه جاء بقاموس الكتاب المقدس تحت مادة الناصرة :
--"ولم تكن الناصرة ذات أهمية في الأزمنة القديمة، لذلك لم يرد لها أي ذكر في العهد القديم، ولا كتب يوسيفوس ولا الوثائق المصرية والأشورية والحيثية والأرامية والفينيقية السابقة للميلاد.  وأول ما ذكرت في الإنجيل "
--وجاء بدائرة المعارف الكتابية :الناصرة قرية في ولاية الجليل ، وكانت موطن يوسف ومريم العذراء والرب يسوع. وكانت على الدوام قرية صغيرة منعزلة ، فلا تذكر مطلقاً في العهد القديم ، ولا في التلمود ، ولا فى الأسفار الأبوكريفية ، ولا في كتابات يوسيفوس المؤرخ اليهودى ."
فماذا إذن ؟!!!!!
خامسا : نبؤة ملفقة
نبؤة اقتسام ثياب المسيح والقاء قرعة عليها ملفقة و لا توجد فى أقدم المخطوطات
متى 27 : 35
" ولما صلبوه اقتسموا ثيابه مقترعين عليها لكي يتم ما قيل بالنبي اقتسموا ثيابي بينهم و على لباسي القوا قرعة " بداية يجب التنبيه أن هذه الآية فى أقدم المخطوطات وأصحها تقول :
" و لما صلبوه اقتسموا ثيابه مقترعين عليها " فقط
اما باقى الاية :
" لكي يتم ما قيل بالنبي اقتسموا ثيابي بينهم و على لباسي القوا قرعة "
فلا وجود لها فى أقدم المخطوطات وأصحها !!وبالرجوع الى الكتاب المقدس ( الترجمة العربية البروتستانتية ذات الشواهد ) جاءت الآية هكذا :
" و لما صلبوه اقتسموا ثيابه مقترعين عليها ( لكي يتم ما قيل بالنبي اقتسموا ثيابي بينهم و على لباسي القوا قرعة ) "حيث وضعت الجزء الملفق داخل قوسين , وماذا يعنى هذا ؟
جاء بمقدمة الكتاب المقدس هذا التنبيه :
" والهلالان  ( )  يدلان على ان الكلمات التى بينهما ليس لها وجود فى اقدم النسخ وأصحها " !!اما الترجمة القياسية المنقحة الانجليزية Revised StandardVersion فحذفتها نهائيا من النص ولم تكلف نفسها حتى مجرد الإشارة إليها فى حاشية الصفحة وهذا يدل على تأكد اللجنة التى قامت بترجمة وتحقيق الكتاب المقدس من زيفها .
وترجمتها :وعندما صلبوه اقتسموا ملابسه بينهم عن طريق القاء القرعة .
أما كاتب إنجيل يوحنا فقال :يوحنا 19 : 23 –24
ثم إن العسكر لما كانوا قد صلبوا يسوع أخذوا ثيابه و جعلوها أربعة أقسام لكل عسكري قسما وأخذوا القميص أيضا و كان القميص بغير خياطة منسوجا كله من فوق فقال بعضهم لبعض لا نشقه بل نقترع عليه لمن يكون ليتم الكتاب القائل اقتسموا ثيابي بينهم و على لباسي القوا قرعة هذا فعله العسكر .
كتبوا ذلك لكى يوهموا من يقرأ هذا بأن هناك نبيا فى العهد القديم تنبأ عن صلب المسيح وعن إقتسام الذين صلبوه لملابسه وإلقاء قرعة عليها لكن عندما نرجع إلى ما كتبه هذا النبى المقتبس   منه ذلك لا نجد اى شئ من هذا التلفيق وهذا الإدعاء .
لأن هذه العبارة المقبسة موجودة بالمزمور 22 ولكنها فى سياقها مع باقى نص المزمور  لا تعطى معنى أو مفهوم ما زعمه كاتب الإنجيل الذى اقتطعها من السياق ووظفها واستغلها استغلالا مغرضا يخالف معناها ومفهومها فى سياق النص , واليك النص :
مزمور 22
1- الهي الهي لماذا تركتني بعيدا عن خلاصي عن كلام زفيري
2- الهي في النهار ادعو فلا تستجيب في الليل ادعو فلا هدو لي
3- و انت القدوس الجالس بين تسبيحات اسرائيل
4- عليك اتكل اباؤنا اتكلوا فنجيتهم
5- اليك صرخوا فنجوا عليك اتكلوا فلم يخزوا
6- اما انا فدودة لا انسان عار عند البشر و محتقر الشعب
7- كل الذين يرونني يستهزئون بي يفغرون الشفاه و ينغضون الراس قائلين
8- اتكل على الرب فلينجه لينقذه لانه سر به
9- لانك انت جذبتني من البطن جعلتني مطمئنا على ثديي امي
10- عليك القيت من الرحم من بطن امي انت الهي
11- لا تتباعد عني لان الضيق قريب لانه لا معين
12- احاطت بي ثيران كثيرة اقوياء باشان اكتنفتني
13- فغروا علي افواههم كاسد مفترس مزمجر
14- كالماء انسكبت انفصلت كل عظامي صار قلبي كالشمع قد ذاب في وسط امعائي
15- يبست مثل شقفة قوتي و لصق لساني بحنكي و الى تراب الموت تضعني
16- لانه قد احاطت بي كلاب جماعة من الاشرار اكتنفتني ثقبوا يدي و رجلي
17- احصي كل عظامي و هم ينظرون و يتفرسون في
18- يقسمون ثيابي بينهم و على لباسي يقترعون
19- اما انت يا رب فلا تبعد يا قوتي اسرع الى نصرتي
20- انقذ من السيف نفسي من يد الكلب وحيدتي
21- خلصني من فم الاسد و من قرون بقر الوحش استجب لي
22- اخبر باسمك اخوتي في وسط الجماعة اسبحك
23- يا خائفي الرب سبحوه مجدوه يا معشر ذرية يعقوب و اخشوه يا زرع اسرائيل جميعا
24- لانه لم يحتقر و لم يرذل مسكنة المسكين و لم يحجب وجهه عنه بل عند صراخه اليه استمع
25- من قبلك تسبيحي في الجماعة العظيمة اوفي بنذوري قدام خائفيه
26- ياكل الودعاء و يشبعون يسبح الرب طالبوه تحيا قلوبكم الى الابد
27- تذكر و ترجع الى الرب كل اقاصي الارض و تسجد قدامك كل قبائل الامم
28- لان للرب الملك و هو المتسلط على الامم
29- اكل و سجد كل سميني الارض قدامه يجثو كل من ينحدر الى التراب و من لم يحي نفسه
فكاتب المزمور يتحدث عن تجربة شخصية حدثت له فى الماضى تعرض فيها لمحن ومتاعب قاسية ,  و مثل أى إنسان فى وقت الشدة كان يشعر أن الجميع تركوه , بل إن الإله نفسه يبدو أنه  تخلى عنه , لأنه تركه يعانى ولم يستجب لدعواته وبكائه .
ولقد شعر بالمهانة حتى أنه يصف نفسه بالدودة الحقيرة وأنه كان فى وضع لا يرتقى لوضع البشر " أما أنا فدودة لا إنسان "ويذكر بمرارة السخرية التى تعرض لها , لذلك يتوسل للإله  أن ينهى كربه وضيقه " لا تتباعد عني لأن الضيق قريب لأنه لا معين "
وباسلوب شعرى تشبيهى يصور كيف أن الجميع ضايقوه ونكلوا به فيقول إن الثيران أحاطت به وأن الأسود فغرت أفواهها لتفترسه , ويقصد بالثيران والأسود أعدائه ومضايقوه ,
-- وإزاء هذا يصور حالته النفسية المحبطة بنفس الاسلوب الشعرى التشبيهى فيقول " كالماء انسكبت انفصلت كل عظامي صار قلبي كالشمع قد ذاب في وسط أمعائي . يبست مثل شقفة قوتي و لصق لساني بحنكي و إلى تراب الموت تضعني , لأنه قد أحاطت بي كلاب جماعة من الأشرار اكتنفتني ثقبوا يدي و رجلي , احصي كل عظامي و هم ينظرون و يتفرسون في , يقسمون     ثيابي بينهم و على لباسي يقترعون "فواضح أنه لا يقصد حرفيا ما يقوله فلا يقصد حرفيا الكلاب التى احاطت به ولا الإحصاء لعظامه .
--ويستمر فى لغته الشعرية التشبيهية فيطلب من الإله إنقاذه من الكلب ومن فم الأسد ومن قرون بقر الوحش , وبديهى أنه لا يقصد حرفيا تلك الحيوانات وإنما هى رمز لقوة أعدائه ومضايقيه من الواضح أن كل ما ذكره كاتب المزمور عبارة عن تجربة مريرة مر بها فى الماضى  ولا علاقة لها بأحداث مستقبلية أو نبوات فإذا جئنا لكاتب إنجيل متى وإنجيل يوحنا نجد أنهما إقتبسا من هذا المزمور جملة نزعاها من السياق وجعلا منها نبوة عن صلب المسيح وتقسيم الجنود لملابسه بينهم .
-- بينماكاتب المزمور لم يتحدث عن نبوءات وإنما كان يتحدث عن تجربته الشخصية التى وقعت فى الماضى ولا علاقة لها نهائيا بالتلفيق الذى لفقه كاتب إنجيل متى أو يوحنا
من ناحية اخرى نلاحظ أن كاتب إنجيل مرقس ذكر حادثة تقسيم ملابس يسوع كحدث عادى مألوف ومتوقع أن يحدث فى مثل هذه الظروف دون أن يضفى عليه اللمسة التنبؤية الملفقة كما فعل كاتب إنجيل متى ويوحنا فيقول" و لما صلبوه اقتسموا ثيابه مقترعين عليها ماذا يأخذ كل واحد " مرقس 15 : 24من ناحية أخرى :هل قال كاتب المزمور إن الأشرار ثقبوا يديه ورجليه ؟
فى النص  16 من المزمور 22
-- لأنه قد احاطت بي كلاب جماعة من الأشرار اكتنفتني ثقبوا يدي و رجلي
طبعا قالها طبقا للترجمة العربية ( ترجمة فانديك ) الشائعة فى البلاد التى تتحدث بالعربية
وإذا انتقلنا للترجمة العربية المشتركة للكتاب المقدس نجد النص جاء هكذا :
الكلابُ يُحيطونَ بي. زُمرةٌ مِنَ الأشرارِ يُحاصِرونَني. أوثَقُوا يَدَيَ ورِجلَيَّ،
ترجمة تقول : ثقبوا يديه ورجليه
وترجمة تقول : أوثقوا يديه ورجليه !!
وغنى عن البيان الدلالة المختلفة للفعلين !!
 وهى تعطى نفس المعنى كما جاء بترجمة الملك جيمس والترجمة العربية , لكن فى هامش الصفحة جاء تعليق على كلمة" ثقبوا " piered يقول : Syr Jerome
" Gk: Heb like a lion "
أى أنه فى النص العبرى الكلمة التى ترجمت ب " ثقبوا " تعنى " مثل الأسد " وهذا موجود أيضا  فى الترجمات اليونانية والسريانية التى قام بها القديس جيروم ولننظر كيف ترجم اليهود هذه النص إلى العبرية فى الموقع اليهودى الذى يورد نصوص العهد القديم والتلمود :
כִּי סְבָבוּנִי, כְּלָבִים: עֲדַת מְרֵעִים, הִקִּיפוּנִי; כָּאֲרִי, יָדַי וְרַגְלָי
الترجمة للعربية : مثل الأسد , هم على يدى وقدمي وخلاصة الموضوع أن " ثقبوا يدى ورجلى " ما هى إلا ترجمة مغرضة من المترجمين المسيحيين لأسفار العهد القديم للإيحاء بفكرة الصلب وما يتبعه من ثقب اليدين والرجلين , لأن النص العبرى لم يقل " ثقبوا يدى ورجلى " أو أوثقوا يدى ورجلى " وانما قال " مثل الأسد " وتكون ترجمة النص طبقا للنص العبرى :لأن الكلاب من حولى , جماعة من الأشرار تحاصرنى , هم ( يفترسون ) مثل الأسد يدى وقدمى .
فالنص العبرى لا يفيد ثقب يدين أو رجلين !!لكن المترجمون المسيحيون الذين يؤمنون بصلب المسيح وبالتالى ثقب يديه ورجليه , فضلوا ترجمة العبارة بما يخدم اعتقادهم واظهارها بمظهر نبوة يتنبأ بها كاتب المزمور عن صلب المسيح !!
ولقد دافع المسيحيون على هذا الإعتراض فى ( كتاب شبهات وهمية حول الكتاب المقدس ) فصل المزامير وهذا هو دفاعهم :قال المعترض الغير مؤمن: ورد في مزمور 22: 16 وكلتا يديّ مثل الأسد , وترجمها المسيحيون ثقبوا يديّ ورجليّ ليبرهنوا أن المسيح قد صُلب ,
-- وللرد نقول بنعمة الله : الترجمة الصحيحة هي ثقبوا يديَّ ورجليَّ فهكذا ترجمتها السبعينية قبل صَلْب المسيح بمئتي سنة، وهكذا ترجمتها الفولجاتا والسريانية, ولو أن ترجمة المعترض كانت صحيحة لكان ينقصها الفعل لكلتا يديَّ مثل الأسد، فماذا جرى لكلتا يديه؟!
-- والفعل العبري المترجم ثقبوا هو كآرو , أما ترجمة كأسد فيجب أن تكون كآري , وقد جاءت العبارة في الترجوم اليهودي يلتهم كأسد ,قال ابن الأثير في المَثَل السائر : لا يخلو تأويل المعنى من ثلاثة أقسام: إما أن يُفهم منه شيء واحد لا يُحتَمل غيره، وإما أن يُفهم منه الشيء وغيره, وتلك الغيرية إما أن تكون ضداً أو لا تكون , ثم ضرب أمثلة من القرآن والأحاديث والأشعار, ونقتصر على إيراد ما يأتي, فورد في القرآن قوله :  ( ولا تقتلوا أنفسكم  ) فيُراد بها القتل الحقيقي، أو القتل المجازي، وهو الإكباب على المعاصي, فإذا ترجم المُترجم القتل بالمعنى الحقيقي كان مصيباً، وإذا ترجمه بالمعنى المجازي كان مصيباً أيضاً .
 سادسا:- تنبؤات بنجاة المسيح عليه السلام ونقيضها
 تنبؤات العهد الجديد بنجاة المسيح عليه السلام والتى تناقض زعمهم فى قتله وصلبه.قد يتعرض الأنبياء إلى شدائد ومحن فى سبيل الدعوة إلى الله بل وقد يصل الأمر إلى إستشهادهم   في سبيل الله ولقد تعرض سيدنا عيسى عليه السلام مثل سائر الأنبياء لشدائد ومحن وكان من الممكن أن يقتل لولا عناية الله الذى حفظه ورفعه إليه فأعمى الحق سبحانه وتعالى أعين اليهود عن الإمساك بالمسيح عليه السلام والقى سبحانه وتعالى شبهه على رجل أخر قاموا بالإمساك به وقتله وصلبه وظنوا أنه المسيح عليه السلام
وفى هذا يقول الحق سبحانه وتعالى {وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَـكِن شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِيناً }النساء157ونحن نعلم أن سيدنا عيسى عليه السلام كان ( آيه ) يوم خلقه الله من غير أب بقدرة الله وكان ( آيه ) يوم أن كلم الناس في المهد بقدرة الله وكذلك لابد أن يكون ( آيه ) في نهايته.
-- وكما كان عيسى عليه السلام دليلا على قدرة الله في الإعجاز في الخلق فأراد الحق سبحانه وتعالى أن يبين للناس قدرته جل علا في رفع المسيح إليه رغم أن اليهود أحكموا خطة للإمساك به إلا أنها قدرة الله الذى لا يعجزه شئ في الأرض ولا في السماء وفى هذا يقول الحق سبحانه وتعالى
{إِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ }آل عمران55
وللعلماء فى تفسير هذه الآية أقوال منها :-
أولا :- " إن الله سبحانه وتعالى قبض سيدنا عيسى بروحه وجسده ورفعه إلى السماء ليتوفى حظه من الحياة هناك وأن الله سبحانه وتعالى رفع سيدنا عيسى إليه دون موت " 
ثانيا :- يذكر بعض العلماء أن الرفع لسيدنا عيسى إلى السماء لابد أن يكون بجسد سيدنا    عيسى وروحه فلو أن عيسى عليه السلام رفع بالروح فقط لأصبح مواكبا لما يزعمه النصارى من قتله وصلبه وهذا يفترض أن يكون الرفع بالروح والجسد معا .
ثالثا :- يذكر بعض العلماء أن رفع سيدنا عيسى بروحه وجسده يتناسب مع إكرام الله تعالى  لنبيه عيسى عليه السلام ولا يصح أن تحمل الإماتة على التوفى لأن إماتة عيسى عليه السلام وقت حصار الأعداء ليس فيها إمتنان عليه برفعه إلى السماء جثه هامدة وقد نزه الله سبحانه وتعالى أن تكون السماء قبورا لجثث الموتى كما أنه إذا كان الرفع بالروح فقط فأى ميزه لعيسى عليه السلام  في ذلك على سائر الأنبياء والسماء مستقر أرواحهم الطاهرة .
فالحق أنه عليه السلام رفع إلى السماء بجسده حيا وكما كان عليه السلام في مبدأ خلقه ( آيه ) ومعجزه ظاهرة كان في نهايته ( آيه ) ومعجزه ظاهرة والمعجزات بأسرها فوق قدرة البشر ومدارك العقول " ( )
ونحن نستريح للرأى الثالث إذ أنه يعبر عن قدرة الله جل وعلا ونضيف إليه أن الله سبحانه وتعالى إنما رفع سيدنا عيسى عليه السلام إلى السماء بروحه وجسده لينزله أخر الزمان فيملأ الأرض عدلا ويحكم بشرع الله وسنة النبى محمد صلى الله عليه وسلم ليكون رادعا لما يزعمه أهل الكتاب .
لأن وجود سيدنا عيسى عليه السلام أخر الزمان بروحه وجسده مؤيدا لما حكاه القرآن الكريم وليجعل النصارى يفهمون الإعتقادات التي طالما ذكرهم بها القرآن الكريم
 وفى هذا يقول الحق جل وعلا  {وَإِن مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلاَّ لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً }النساء159"والمعنى أنه ما من أحد من أهل الكتاب إلا ليؤمنن بحقيقة سيدنا عيسى وهو عبد الله ورسوله  كما حكى القرآن الكريم وقد يكون المعنى أنه ما من كتابى إلا وقبل خروج روحه يشهد  أن عيسى عليه السلام عبد الله ورسوله ويؤمن بأن الله واحد لا شريك له ولكن بعد فوات الآوان "
 رابعا : والسؤال الذى يطرح نفسه الآن :كيف يحيا سيدنا عيسى عليه السلام الآن في السماء وكم سيكون عمره وقت نزوله عليه السلام ؟
نجيب وبالله التوفيق ونقول :إن الله سبحانه وتعالى بيده الزمان يقبضه على من يشاء فهو سبحانه وتعالى{لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ }الأنبياء23 والقرآن الكريم يبين لنا في أكثر من موضع كيف أن الله سبحانه وتعالى يقبض الزمان ويبسطه ونرى هذا واضحا في قصة الرجل الذى مر على قرية وهى خاوية على عروشها " مات أهلها " فتعجب الرجل وتسأل بينه وبين نفسه قائلا " آنى يحى هذه الله بعد موتها " فأراد الحق سبحانه وتعالى أن يبين لهذا الرجل وللعالم بأسره أن الزمان هو أيضا خلق من  خلق الله يتحكم الحق  سبحانه وتعالى فيه مثل سائر المخلوقات وأراد الحق سبحانه وتعالى أن يجعل السائل يرى بنفسه  هذه المسألة " فأماته الله مائة عام ثم بعثة "
وقد كان الرجل يركب حمارا ومعه طعاما وجرى للحمار ما جرى للرجل وبعد المائة عام أحياه   الله سبحانه وتعالى ثم سأله  "كم لبثت " فلما نظر الرجل إلى نفسه ورأى أنه كما هو ظن أن الفترة ليست طويلة فقال  " لبثت يوما أو بعض يوم " ولكن نظر الرجل إلى ما كان معه فرأى عجبا : وجد الحمار قد تناثرت عظامه وبقى منها أثار قليلة مما يدل على أنها فترة طويلة ونظر إلى الطعام فوجده كما هو لم يصبه ضرر وهنا وقف صامتا أمام هذه المعجزة الباهرة .
فأخبره الحق سبحانه وتعالى بأنه قد بسط الزمان على الحمار فكانت مائة عام وقبض نفس الزمان على الطعام فكانت يوما أو بعض يوم وقال له الحق جل وعلا " بل لبثت مائة عام " ولكن الحق سبحانه وتعالى أراد أن يبين لهذا الرجل أن المائة عام مرت على الرجل وعلى الحمار كذلك ولكن الله جل وعلا قبض الزمان على الطعام فكأنها يوما أو بعض يوم وفى هذا يقول تعالى  { فَانظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانظُرْ إِلَى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِّلنَّاسِ }
ثم بين الحق جل وعلا آية اخرى تدل على قدرته فقال سبحانه وتعالى  " وَانظُرْ إِلَى العِظَامِ كَيْفَ نُنشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْماً فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }البقرة259
من هذا المنطلق وهذا المفهوم للزمان فإن الحق سبحانه وتعالى قبض الزمان على سيدنا عيسى عليه السلام فستكون الفترة منذ رفعه عليه السلام إلى السماء وإلى نزوله إلى الأرض فترة وجيزة وما ذالك على الله بعزيز ومن ثم لن يختلف عمر سيدنا عيسى عليه السلام وقت هبوطه إلى الأرض عن وقت رفعه إلى السماء .
وعن وقت نزول سيدنا عيسى عليه السلام يقول المعصوم محمد صلى الله عليه وسلم " يوشك أن ينزل فيكم ابن مريم حكما عدلا , يقتل الدجال , ويقتل الخنزير ويكسر الصليب ويضع الجزية وتكون السجدة واحدة لله رب العالمين " ( )
ويقول أيضا صلى الله عليه وسلم فى حديث ما معناه " أن عيسى ابن مريم عليه السلام ينزل عند المنارة البيضاء شرقى دمشق بين مهرودتين واضعا كفيه على أجنحة ملكين إذا طأطأ رأسه قطر وإذا رفعه تحدر منه جمان كاللؤلؤ . فلا يحل لكافر أن يجد ريح نفسه إلا مات , ونفسه ينتهى إلى حيث ينتهى طرفه , فيطلب الدجال حتى يدركه بباب لد فيقتله .( )
وسيحكم سيدنا عيسى عليه السلام بما في القرآن الكريم وسنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم تصديقا لما جاء في الأناجيل على لسان سيدنا عيسى عليه السلام .
"لا تظنوا أنى جئت لأنقض الناموس أو الأنبياء ما جئت لأنقض بل لأكمل . فإنى الحق أقول لكم أن نزول السماء والأرض ولا يزول حرف واحد أو نقطة واحدة من الناموس حتى يكون الكل" . ( )
وليس هذا فحسب بل إن المسيح عليه السلام لن يصلى إماما بالمسلمين حتى لا يظن أحد أن المسلمين تابعين له بل سيصلى عليه السلام وراء إمام المسلمين آنذاك مصداقا لقول المعصوم    محمد صلى الله عليه وسلم في أفضلية الأمة الإسلامية : " منا من يصلى وراءه ابن مريم "
" اى أنه سيكون في أمة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أئمة ومسلمون عظماء يستحقون أن يتقدم أحدهم  على نبى الله عيسى عليه السلام . وحتى لا يختلط الأمر على الناس فتكون الرسالة واحدة والصلاة واحدة  والسجدة واحدة لله رب العالمين فالجميع سيسجد لله بما فيهم ابن مريم عليه السلام "
 خامسا : ما اقتبسه كتبة الأناجيل من الأساطير :-
مما سبق رأينا أن القرآن الكريم بين لنا بكل سهولة مسالة رفع المسيح عليه السلام إلى السماء  دون إجهاد للعقل . بعكس الأناجيل التي وضعت الناس فى حيرة بخصوص  المسيح عليه السلام .
فإنك حين تقرأ في الأناجيل  ما زعموه من القبض على المسيح عليه السلام ومحاكمته وقتله وصلبه , تجد أن الأمور لا تتعدى اسطورة من أساطير العصور القديمة مثل قصة اوزويريس وغيره ولذا رأينا أن نستعرض حكاية اوزويريس ثم نعرض معها قصة القبض على المسيح عليه السلام  كما وردت في الأناجيل لنرى مدى التشابه بينهما ولنرى مدى التخبط والتناقض في الأقوال والأفعال التي تصل بنا في نهاية المطاف الى صدق قول الحق جل وعلا " وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبهه لهم"
أما ما ذكر في الأناجيل بخصوص نهاية المسيح عليه السلام نرى فيه غموض وعدم وضوح بما يبين أن عملية قتل المسيح عليه السلام التي يزعمها النصارى وذكرت فى الأناجيل لحاجة في  أنفسهم .
فقد ذكرت الكتب أنه في الماضى كانت تروى الأساطير عن آلهه ضحوا بأرواحهم من أجل  شعوبهم مما دفع بكتاب الأناجيل أن يجعلوا من  المسيح عليه السلام إله ضحى بروحه من أجل  شعبه  فلقد ذكر في كتاب تاريخ وحضارة مصر القديمة
 " نسج رجال الدين اسطورة اوزيرية لتكون نواه لنظام الحكم في مصر القديمة ولتأكيد ما ذهب إليه فكر ووجدان المصرى القديم بأن حاكمه ملك مؤله , أو بمعنى أخر ينسب إلى عالم الآلهه وكانت هذه الاسطورة هي الدعامة أو الركيزة الشرعية لملوك مصر حيث كان يشار للملك المصرى على أنه إله يحكم على الأرض " ( )
من النص السابق نرى أن الأساطير القديمة ركزت على نقطة هامة وهى أن الحاكم المصري القديم لابد أن يكون منتسبا إلى الألهة وإذا نظرنا إلى الأناجيل لرأينا أن التهم التي نسبها اليهود      المسيح  عليه السلام هي :
1-  أنه ملك                         2 – أنه إله
فالبنسبة للتهمة الأولى نرى أن كُتاب الأناجيل أصروا أن يجعلوا المسيح عليه السلام  ملكا   منذ لحظة ميلاده فيقولون " ولما ولد يسوع في بيت لحم اليهودية في أيام هيردوس الملك إذ    مجوس من الشرق قد جاءوا إلى أورشليم قائلين أين هو المولود ملك اليهود ؟" ( )
والعجيب رغم أنهم ذكرو أنه ملك اليهود واعترفوا بذلك والمسيح عليه السلام  لا يزال طفلا إلا أنهم جعلوا هذه الصفة هي التهمة الأولى التي الصقها بيلاطس بالمسيح عليه السلام  فتقول الأناجيل أن بيلاطس سأل المسيح عليه السلام وقال له" أنت ملك اليهود , فأجاب يسوع وقال له أنت قلت "  ( ) بمعنى أن هذا قولك أنت ولم أقل أنا .
وهذه الفقرة شديدة الشبه بما ذكر عن الأساطير القديمة فيقولون عن اوزويرس " أنه عندما ولد اوزويرس ارتفع صوت من السماء من معبد طيبه معلنا أن الملك العظيم قد ولد " ( )
ثم وجهه بيلاطس تهمة أخرى للسيد المسيح قائلا له " أنت المسيح ابن المبارك فقال  يسوع أنا هو " ( )
في هذه الفقرة يذكر بيلاطس أن الوهية المسيح عليه السلام  هي التي دفعتهم للقضاء عليه وهذا يشبه إلى حد كبير ما ذكر في اسطورة أوزويرس عند  موته فيقولون " كان اوزويرس الإبن الأكبر لإله الأرض" جب " و إلهة السماء" نوت " ملكا عادلا محبا للخير يحكم الأرض كلها وعلم الناس مختلف الفنون والصناعات وحولهم من حالة الهمجية إلى الحضارة " ( )
وليس هذا فحسب بل إن التضارب في الأقوال التي ذكرت في الإنجيل حول ما يزعمونه من  قتل المسيح عليه السلام أكبر دليل على أن الشخص الذى صلب وقتل ليس هو  المسيح عليه السلام .
 فتذكر الأناجيل أن كلوديا زوجة الوالى الرومانى بيلاطس تحذر زوجها بقولها " إياك وذلك     البار لأنى تألمت كثيرا في حلم من أجلة "  ( ) 
وفى الحال استجاب بيلاطس لطلب زوجته فقال للجموع الموجودين " إنى برئ من دم هذا     البار "  ( )
وبدلا من أن يقف بيلاطس بجانب المسيح عليه السلام وأن يدافع عنه نبيه  إلا  أننا فوجئنا ببيلاطس يسلم المسيح عليه السلام  لليهود ويقول لهم " خذوه أنتم وأحكمو عليه حسب ناموسكم "  ( )
والعجيب أن اليهود قالو لبيلاطس أنه " لا يجوز لنا أن نقتل أحد " ( ) 
ثم يقولون بعد ذلك " دمه علينا وعلى أولادنا "  ( ) 
 لاشك أن هذه الفقرات التى تدل على التخبط في الأقوال والأفعال أكبر دليل على أن الشخص الذى أمسكو به لا يمكن أن يكون هو  المسيح لأنه هل يترك الله سبحانه وتعالى نبيه عيسى عليه السلام يتعرض إلى هذه المهزلة وإلى السخرية والتهكم من الناس وإلى عدم معرفة مصيره بالطبع   لا :
لأن الله جل وعلا  " يدافع عن الذين آمنوا " فما بالك بأنبياءه عليهم صلوات الله وسلامه .
كما أن  التوراة تؤكد أن الشخص المصلوب ليس هو السيد المسيح ففى سفر التثنية يقولون  " إذا كان على إنسان  خطيئة حقها الموت وعلقته على خشبة فلا تبت جثته على الخشبة بل   تدفنه  في ذلك اليوم لأن المعلق ملعون من الله فلا تنجس أرضك التي يعطيك الرب إلهك   
إن هذه الفقرة هي أكبر دليل على أن ما يزعمونه من قتل وصلب المسيح عليه السلام  ليس صحيح بحال من الأحوال لأنه لا يمكن أن يكون المسيح عليه السلام  ملعون لأنه علق وصلب وهذا دليل على أن المصلوب شخص أخر غيره عليه السلام .
 النصوص التى تؤكد أن المصلوب شخصا أخر غير المسيح عليه السلام .
اولا :- يؤكد ذلك ما جاء في إنجيل برنابا بهذا الخصوص " لأن الله سيصعدنى من الأرض , وسيغبر منظر الخائن حتى يطن كل أحد أنه إياى . ومع ذلك فإنه لما يموت شر ميته , أمكث في ذلك العار زمنا طويلا في العالم (  )
ويقول برنابا أيضا أن المسيح عليه السلام يقول "  وإنى وإن كنت بريئا ولكن بعض الناس لما    قالو في حقى أنه الله وابن الله كرة الله هذا  القول واقتضت مشيئته ألا تضحك الشياطين يوم القيامه على ولا يستهزؤن بى فإستحسن بمقتضى لطفه ورحمته أن يكون الضحك والإستهزاء      في الدنيا بسبب موت يهوذا ويظن كل شخص أنى صلبت ولكن هذه الإهانة والإستهزاء تبقيان  إلى أن يجئ محمد رسول الله فإذا جاء نبه كل مؤمن على الغلط  ونرتفع هذه الشبهه من قلوب الناس  ( )
والحمد لله الذى أنزل القرآن الكريم على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم وأنزل فيه تبيان كل شئ فلقد ذكر الحق سبحانه وتعالى ذلك صراحة في أكثر من موضع حيث يقول جل  وعلا " وما قتلوة وما صلبوه ولكن شبه لهم "  ( )  ويقول سبحانه وتعالى " وماقتلوه يقينا "  ( )
ثانيا :- يحاول من كتب الأناجيل أن يقنعوا الناس بأن الشخص المقتول والمصلوب هو  المسيح عليه السلام فيقولون شيئا عجيبا لا يصدقه عقل ولا يقبله منطق وهو " ولما كانت الساعة السادسة كانت ظلمه على الأرض كلها إلى الساعة التاسعة " ( ) 
في هذه الفقرة يزعم كاتب الإنجيل أن الدنيا أظلمت من الساعة السادسة حتى الساعة التاسعة وهذا غير منطقى لأكثر من سبب :
1- يذكرون أن هذه الإستعدادات كانت مساء يوم الجمعة في الساعة السادسة لأنهم كانوا يريدون الإنتهاء من القتل والصلب قبل حلول يوم السبت يوم عيدهم فيقولون ( ولما كان المساء إذ كان الإستعداد أى ما قبل السبت ) مرقس 15 : 42 إذن الوقت قد دخل فعلا في ظلمة الليل فكيف عرفوا أن هناك كسوفا للشمس ؟
و يقولون أنه حين تم  القتل والصلب تعاطفت الشمس وحزنت وحجبت عن الأرض            لمدة ثلاث ساعات وهذا لا يعقل لأن من المعلوم أن الشمس والقمر من الظواهر الطبيعية التي  لا تتأثر بما يحدث للبشر بل هي دليل على قدرة الله جل وعلا .
وأين مازعمته النصارى من قول المعصوم محمد صلى الله عليه وسلم حين تعرض لموقف مشابه : فقد مات إبراهيم بن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم و كسفت الشمس يومها وقال الناس : إن الشمس كسفت لموت إبراهيم وكان من الممكن أن يصمت رسول الله فهو في حالة حزن وفقد لإبنه العزيز إلا أنها الأمانه فقال لهم النبى صلى الله عليه وسلم " إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا ينكسفان لموت أحد أو لحياته فإذا رأيتم ذلك فصلو وأدعو حتى يكشف عنكم "  ( )
يذكرنا كُتاب الأناجيل بكُتاب القصص الذين يريدون أن يضفوا على الحكايات التي يسردونها  هاله من التقديس كأن يقولون  " لقد شاركت الطبيعة الشعب الأحزان لفقد زعيما نادرا ما يجود  بمثله الزمان فغابت الشمس وراء السحاب وقامت الأعاصير وكان الدنيا تود الرحيل برحيل    هذا الزعيم "
لأن ما يزعمه النصارى غير منطقى فكان ينبغى على الكون كله أن يختل نظامه لا الشمس فقط فكسوف الشمس شئ لا يذكر في مقابل موت الإله .  ولا حول ولا قوة الا بالله
ثالثا :-لا يزال من كتب الأناجيل متاثرا بالأساطير القديمة فأنظر عزيزى القارئ إلى هاتين الفقرتين الأولى من قصة اوزويرس والأخرى من الإنجيل لنرى مدى التشابه والإقتباس والتأثر فيقولون عن اوزويرس أنه بعد موته " قامت الاختان إزيس ونفتيس بالبحث عن جثة اوزويريس  في كل مكان حتى عثرتا على الجثة "  ( )
وفى الإنجيل يقولون عن المسيح عليه السلام بعد موته كما يزعمون " كانت هناك نساء كثيرات ينتظرن من بعيد وهن كن قد تتبعن يسوع من الجليل لخدمته ومنهن مريم المجدلية ومريم    أم يعقوب  ( )
ويقولون أيضا " وكانت هناك مريم المجدلية ومريم الأخرى جالستين تجاه القبر "   ويقول مرقس في إنجيله وبعد موت المسيح عليه السلام كما يزعم أن بيلاطس استدعى قائد المئة وسأله عن موته
" ولما عرف من قائد المئة وهب الجسد ليوسف فاشترى كتانا وكفنه بالكتان ووضعه في قبر كان منحوتا في صخرة ودحرج حجرا على باب القبر وكانت مريم  المجدلية ومريم أم يوسى تنظران اين وضع " ( )  أى إله هذا ؟ لا حول ولا قوة إلا بالله
رابعا :-وما يدل على أن الشخص المصلوب لم يكن  المسيح عليه السلام ما ذكروه في الإنجيل أن الشخص المصلوب وصل به الأمر إلى حد القنوط والإعتراض على قدر الله ومن المعلوم أن الأنبياء لا يصلون إلى هذه المرحلة لأنهم إنما ينفذون تعاليم الله بكل رضا ويستقبلون قدر الله بنفس راضية مطمئنه فيقولون " ونحو الساعة السادسة صرخ يسوع بصوت عظيم قائلا     إيلى ,إيلى : لماذا شبقتنى ؟ أى الهى  لماذا تركتنى ؟  
فيا عجبا لهؤلاء إله يستغيث بإله ولا ينجده ! لو قلنا هذا في أقصوصة لأطفال لقذفونا بالحجارة لأنه كيف يذكر للأطفال  شجاعة الأبطال وبسالتهم ثم نحكى لهم مثل هذه المواقف الهذيلة والعجيب أنها تصدر من آلهه ..... قاتلهم الله .....
ثم ماذا بعدما تركه إلهه بالطبع مات كما يزعمون ووضع في القبر فكيف كان الكون يدار إذن  وإلهه حبيس المقابر ؟ إن هذا لشئ عجيب .
خامسا: - يزعم النصارى أن المسيح ظهر بعد موته لتلاميذه . ولا نراهم إلا أنهم اقتبسوا هذه الفقرة " من قصة اوزوريس الذى ظهر في مصر في القرن الثامن عشر قبل الميلاد وكان  أميرا مصلحا فظن الناس أنه إله لأن الآلهه كما يعتقدون تلبس لباس ذوى الشرف الرفيع ولما   ظهر شبحه بعد الممات ظنوا أن الآلهه سمحت بالحياة وأنها لم تعد غاضبه على الشعب الذى كان يرزخ في خطاياه وآثامه وأنها رفعت عنه غضبها  ولعنتها التي كتبت عليه بسبب آثامه وخطاياه "
وفى الإنجيل يقولون أن المسيح عليه السلام ظهر بعد ثلاث ليال من موته ودفنه " جاء يسوع ووقف في الوسط وقال لهم سلام لكم ولما قال هذا أراهم يدية وجنبه ففرح التلاميذ إذا رأوا   الرب وقال لهم " من غفرتم خطاياه تغفر له ومن أمسكتم خطاياه  أمسكت " 
وفى الختام نُ ذكر النصارى بما قاله أحد أئمة المسلمين ملخصا لكل ما سبق :
أعباد المسيح لنا سؤال           نريد جوابه مــمن وعاه
إله مات بصنع قوم قتلوه        فهل هــــــذا اله
ويا عجبا لقبر ضم ربا           وأعجب منه بطن قد حواه
أقام هناك تســعا من       شهور ودم الحيـــض غذاه                            
وشق الفرج للحياة             كالغلمان  فاتـــحا فاه                               
واكل وشرب واتى بلازم       ذاك فهـــل هذا إله ؟
النصوص التى تؤكد ما سبق :
أولا : كما أن خبر تنبؤ المسيح بقتله وصلبه، معارَض بنصوص كثيرة، أخبر المسيح فيها  بنجاته،  ومنها قوله حسبما جاء في يوحنا: " فأرسل الفريسيون ورؤساء الكهنة خداماً ليمسكوه،  فقال لهم يسوع: أنا معكم زمانا يسيراً بعد ثم أمضي إلى الذي أرسلني، ستطلبونني ولا تجدونني وحيث أكون أنا لا تقدرون أنتم أن تأتوا "
.وقد فهم منه اليهود أنه أراد نجاته منهم " فقال    اليهود فيما بينهم: إلى أين هذا مزمع أن يذهب حتى لا نجده نحن ؛ ألعله مزمع أن يذهب إلى  شتات اليونانيين، ويعلم اليونانيين، ما هذا القول الذي قال: ستطلبونني ولا تجدونني، وحيث أكون أنا لا تقدرون أنتم أن تأتوا" ( يوحنا 7/32 – 36 )
ثانيا : ومرة أخرى، جاهر المسيح بنجاته منهم قائلاً: " أعلم من أين أتيت، وإلى أين  أذهب، وأما أنتم، فلا تعلمون من أين آتي، ولا إلى أين أذهب …. قال لهم يسوع أيضاً: أنا أمضي، وستطلبونني وتموتون في خطيتكم، حيث أمضى أنا، لا تقدرون أنتم أن تأتوا. فقال اليهود: ألعله يقتل نفسه حتى يقول: حيث أمضي أنا لا تقدرون أنتم أن تأتوا. فقال لهم: أنتم  من أسفل. أما أنا فمن فوق. أنتم من هذا العالم …
فقال لهم يسوع: متى رفعتم ابن الإنسان، فحينئذ تفهمون إني أنا هو، ولست أفعل شيئاً  من نفسي، بل أتكلم بهذا كما علمني أبي، والذي أرسلني هو معي، ولم يتركني الأب وحدي،  لأني في كل حين أفعل ما يرضيه " ( يوحنا 8/21 - 29 ).
ثالثا : ثم مرة أخرى، لما أعطى  يهوذا اللقمة قال لتلاميذه: " يا أولادي أنا معكم زماناً قليلاً بعد، ستطلبونني، وكما قلت لليهود حيث أذهب أنا لا تقدرون أنتم أن  تأتوا، أقول لكم أنتم الآن..... قال له سمعان بطرس : يا سيد، إلى أين تذهب، أجابه يسوع: حيث أذهب لا تقدر الآن أن تتبعني، ولكنك ستتبعني أخيراً " ( يوحنا 13/32 - 36 ).
ومنها أيضا قول المصلوب ( يهوذا ) وهو في المحاكمة: " من الآن يكون ابن الإنسان جالساً  عن يمين قوة الله " ( لوقا 22/69 ) فقد رأى يهوذا نجاة المسيح بما رآه أو سمعه من المسيح عن نجاته ،  وما شاهده من نجاة المسيح لحظة  ألقي الشبه عليه، وهو يخبر أنه في تلك اللحظة، المسيح في السماء، وقد رفع بقوة الله.
وقد رأى المحققون في هذه النصوص نبوءة واضحة بنجاة المسيح عليه السلام من يد أعدائه، وأنه سيرفع للسماء، فهو المكان الذي لا يقدرون عليه، ولو كان مقصده الموت، فإن ذلك أمر يطيقه كل أحد، كما أن أحداً لا يتحدى بأنه سيموت وهم لن يستطيعوه . لقد كان المسيح يتحدى أعداءه وهو يقول: " هو ذا بيتكم، يترك لكم خراباً، لأني أقول لكم: إنكم لا ترونني من الآن، حتى تقولوا:مبارك الآتي باسم الرب " ( متى 23/28 - 29 ).
رابعا : ومن النصوص التي تحدثت أيضاً عن نجاة المسيح قوله : "هو ذا تأتي ساعة وقد أتت الآن، تتفرقون فيها، كل واحد إلى خاصته، وتتركونني وحدي، وأنا لست وحدي، لأن الآب  معي،  قد كلمتكم بهذا ليكون لكم في سلام، في العالم سيكون لكم ضيق، ولكن ثقوا أنا قد غلبت    العالم " (يوحنا 16/32 - 33)
فأين هذا من القول بصفع المسيح وصلبه وضربه ؟ ومن النصوص الدالة أيضاً على نجاة   المسيح قول يوحنا: " من عند الله خرج، وإلى الله يمضي " ( يوحنا 13/3 ) ولو كان المقصود الموت، فكل الناس إلى الله تمضي، والقول بأن مضيه إنما يكون بعد الدفن ثلاثاً، يحتاج لدليل يثبت ذلك .
 ومن النصوص الدالة أيضاً على نجاة المسيح ما جاء في متى " فقال لهم يسوع: هل يستطيع بنو العرس أن ينوحوا مادام العريس معهم ؛ ولكن ستأتي أيام، حين يرفع العريس عنهم، فحينئذ يصومون " ( متى 9/15 )، ومقصده رفعه للسماء. ولئن كان بولس قد تولى كبر القول بصلب المسيح، فإن الحق يراه المتبصر في فلتات لسانه، فيجد ما يدله على نجاة المسيح من الصلب. ومن ذلك قوله في وصف ملكي صادق: " لأن ملكي صادق هذا ملك ساليم، كاهن الله العلي،.. بلا أب، وبلا أم، بلا نسب، لا بداءة أيام له، ولانهاية حياة، بل هو مشبه بابن الله، هذا يبقى إلى الأبد " ( عبرانيين 7/1 -3 )
 فيفهم من قول بولس هذا: أن ليس للمسيح نهاية أرضية سابقة، كما هو الحال في ملكي صادق. ومن ذلك أيضاً: أن في أقوال بولس ما يجعل حادثة الصلب قضية غير مسلم أنها حصلت للمسيح، ويُرى ذلك بالإمعان في هذه الأقوال، يقول بولس: "أما نحن فنكرز بالمسيح    مصلوباً، شكاً لليهود، وجهالة للأمم " ( كورنثوس (1) 1/ 23 )، وقد قال قبلها:" فإن كلمة الصليب عند الهالكين جهالة، وأما عندنا نحن المخلصين، فهي  قوة الله " ( كورنثوس (1) 1/18 ).
خامسا :ومن أظهر أدلة نجاة المسيح ما قاله بولس عن المسيح: " في أيام بشريته قَرب تضرعات واستغاثات، وصراخ شديد، ودموع ذوارف للقادر، الذي   بوسعه أن يخلصه من الموت، فاستجاب له من أجل تقواه "( عبرانيين 5/7 )
فهذا النص، شهادة ناطقة، بأن الله استجاب للمسيح تضرعه في تلك الليلة، وصرف عنه ما كان يحذره  ويخافه من الصلب. ولنا أن تساءل عن تضرع المسيح ودعائه وطلبه صرف الصلب عنه، هل كان المسيح بجهل أنه سيصلب، وإذا كان يعلم أنه سيصلب فما فائدة هذا الدعاء والتضرع ؟ فقيام المسيح بالدعاء دليل على ثقته بأن الله سيستجيب له .
 ثم لا يليق أن يقال بأن الله جل وعلا رد المسيح عليه السلام خائباً بعد هذا التضرع والدعاء، فمثل هذا لا يحصل إلا مع عصاة العباد.ومما يؤكد استجابة الله للمسيح: ظهور ملاك له ليقويه   39وَخَرَجَ وَمَضَى كَالْعَادَةِ إِلَى جَبَلِ الزَّيْتُونِ، وَتَبِعَهُ أَيْضًا تَلاَمِيذُهُ. 40وَلَمَّا صَارَ إِلَى الْمَكَانِ قَالَ لَهُمْ:«صَلُّوا لِكَيْ لاَ تَدْخُلُوا فِي تَجْرِبَةٍ». 41وَانْفَصَلَ عَنْهُمْ نَحْوَ رَمْيَةِ حَجَرٍ وَجَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ وَصَلَّى 42قَائِلاً:«يَا أَبَتَاهُ، إِنْ شِئْتَ أَنْ تُجِيزَ عَنِّي هذِهِ الْكَأْسَ. وَلكِنْ لِتَكُنْ لاَ إِرَادَتِي بَلْ إِرَادَتُكَ». 43وَظَهَرَ لَهُ مَلاَكٌ مِنَ السَّمَاءِ يُقَوِّيهِ. 44وَإِذْ كَانَ فِي جِهَادٍ كَانَ يُصَلِّي بِأَشَدِّ لَجَاجَةٍ، وَصَارَ عَرَقُهُ كَقَطَرَاتِ دَمٍ نَازِلَةٍ عَلَى الأَرْضِ. 45ثُمَّ قَامَ مِنَ الصَّلاَةِ وَجَاءَ إِلَى تَلاَمِيذِهِ، فَوَجَدَهُمْ نِيَامًا مِنَ الْحُزْنِ. 46فَقَالَ لَهُمْ:«لِمَاذَا أَنْتُمْ نِيَامٌ؟ قُومُوا وَصَلُّوا لِئَلاَّ تَدْخُلُوا فِي تَجْرِبَةٍ».لوقا 22/43 ).................... 
  فهل جاء ذلك الملاك ليسخر منه أم ليبشره بأن الله جل وعلا سمع دعائه وسينجده وسيخلصه من يدى اعدائه ؟ و هذا هو ما يليق بعدل الله ورحمته، وحقا لقد استجاب الله جل وعلا للمسيح عليه السلام فأنجاه، وصلب يهوذا الخائن، فهذا أليق بعدل الله وكرمه من القول بعدم استجابته للمسيح، وصلبه. فاستجابة الله للأنبياء والصالحين حال دعائهم أمر مشهود، فقد وعد رسله بالنجاة ؛ كما وعد دواد "لا أموت، بل أحيا، وأحدث بأعمال الرب.. إلى الموت لم يسلمني "( مزمور 118/17 – 18 )،
وفي رسالة يعقوب " صلاة الإيمان تشفي المريض، والرب يقيمه…" طلبة البار تقتدر كثيراً في فعلها، كان إيليا إنسانا تحت الآلام، ومثلنا صلى صلاة أن لا تمطر، فلم تمطر على الأرض ثلاث سنين وستة أشهر، ثم صلى أيضاً فأعطت السماء مطراً، وأخرجت الأرض ثمرها " ( يعقوب 5/15 – 18 )
 وقد استجاب الله عز وجل لإبراهيم لما أمره بذبح ابنه، فامتثل لأمر الله، فأنجى الله ابنه واستجاب له طلبه. ويؤكد العلامة ديدات على قرينة وحدة أفعال الله، لإبطال صلب المسيح والحكم بنجاته، فقد نجى الله  دانيال، وإبراهيم، والفتية الثلاثة الذين ألقوا في النار.
أما نجاة إبراهيم، فقد ذكرت في قوله  قلنا يا نار كوني بردا فقال تعالى { قالوا حرقوه وانصروا آلهتكم إن كنتم فاعلين * فأرادوا به كيداً فجعلناهم الأخسرين } (الأنبياء: 68 - 70).
سادسا : وأما دانيال، فقد ألقاه الملك في جُبَّ مع الأُسود، وختم الجب بخاتمه، ثم لما فتحه ناداه "   يا دانيال عبد الله الحي. هل إلهك الذي تعبده دائماً قادر على أن ينجيك من الأسود ؟ فتكلم دانيال مع الملك: يا أيها الملك، عش إلى الأبد، إلهي أرسل ملاكه، وسد أفواه الأسود،   فلم تضرني،
 لأني وجدت بريئاً قدامه وقدامك أيضاً.. فأمر الملك، فأحضروا أولئك الرجال  الذين اشتكوا على دانيال، وطرحوهم في جب الأسود هم وأولادهم، ولم يصلوا إلى أسفل الجب حتى بطشت بهم الأُسود، وسحقت كل عظامهم " ( دانيال 6/15 - 24 ).
 وأما الفتية الثلاثة فقد أُلقوا في النار، ولكن " لم تكن للنار قوة على أجسامهم، وشعرة من رؤوسهم لم تحترق، وسراويلهم لم تتغير، ورائحة النار لم تأت عليهم " ( دانيال 3/27 ).
والعجب هو إصرار النصارى على تكذيب المسيح وقد أخبر بنجاته، وقد أمكن الله له سبل النجاة المتنوعة، كما يسرها لكثيرين دونه في الفضل، منهم بطرس الذي دخل ملاك الرب إلى سجنه، وحطم سلاسله وهو نائم، وأمره بالخروج6وَلَمَّا كَانَ هِيرُودُسُ مُزْمِعًا أَنْ يُقَدِّمَهُ، كَانَ بُطْرُسُ فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ نَائِمًا بَيْنَ عَسْكَرِيَّيْنِ مَرْبُوطًا بِسِلْسِلَتَيْنِ، وَكَانَ قُدَّامَ الْبَابِ حُرَّاسٌ يَحْرُسُونَ السِّجْنَ.
7وَإِذَا مَلاَكُ الرَّبِّ أَقْبَلَ، وَنُورٌ أَضَاءَ فِي الْبَيْتِ، فَضَرَبَ جَنْبَ بُطْرُسَ وَأَيْقَظَهُ قَائِلاً: «قُمْ عَاجِلاً!». فَسَقَطَتِ السِّلْسِلَتَانِ مِنْ يَدَيْهِ.
 8وَقَالَ لَهُ الْمَلاَكُ:«تَمَنْطَقْ وَالْبَسْ نَعْلَيْكَ». فَفَعَلَ هكَذَا. فَقَالَ لَهُ:«الْبَسْ رِدَاءَكَ وَاتْبَعْنِي». 9فَخَرَجَ يَتْبَعُهُ. وَكَانَ لاَ يَعْلَمُ أَنَّ الَّذِي جَرَى بِوَاسِطَةِ الْمَلاَكِ هُوَ حَقِيقِيٌّ، بَلْ يَظُنُّ أَنَّهُ يَنْظُرُ رُؤْيَا.
 10فَجَازَا الْمَحْرَسَ الأَوَّلَ وَالثَّانِيَ، وَأَتَيَا إِلَى بَابِ الْحَدِيدِ الَّذِي يُؤَدِّي إِلَى الْمَدِينَةِ، فَانْفَتَحَ لَهُمَا مِنْ ذَاتِهِ.
 فَخَرَجَا وَتَقَدَّمَا زُقَاقًا وَاحِدًا، وَلِلْوَقْتِ فَارَقَهُ الْمَلاَكُ.11فَقَالَ بُطْرُسُ، وَهُوَ قَدْ رَجَعَ إِلَى نَفْسِهِ:«الآنَ عَلِمْتُ يَقِينًا أَنَّ الرَّبَّ أَرْسَلَ مَلاَكَهُ وَأَنْقَذَنِي مِنْ يَدِ هِيرُودُسَ، وَمِنْ كُلِّ انْتِظَارِ شَعْبِ الْيَهُودِ». أعمال 12/7 ).
وكذلك نجا بولس - في زعمهم - فقد تزلزلت الأرض، وتصدع السجن، وتحطمت القيود. وانفتحت الأبواب، فهرب وصاحبه سِيلا من سجنهما.
25وَنَحْوَ نِصْفِ اللَّيْلِ كَانَ بُولُسُ وَسِيلاَ يُصَلِّيَانِ وَيُسَبِّحَانِ اللهَ، وَالْمَسْجُونُونَ يَسْمَعُونَهُمَا. 26فَحَدَثَ بَغْتَةً زَلْزَلَةٌ عَظِيمَةٌ حَتَّى تَزَعْزَعَتْ أَسَاسَاتُ السِّجْنِ، فَانْفَتَحَتْ فِي الْحَالِ الأَبْوَابُ كُلُّهَا، وَانْفَكَّتْ قُيُودُ الْجَمِيعِ.
(  أعمال 16/26 ).فِلمَ أمكن هذا لبطرس وبولس، ولم يمكن للمسيح وهو أولى منهما برعاية الله وحفظه ؟!وهكذا ومن خلال هذه الأمثلة، نرى أن رعاية الله قد أحاطت بالمسيح، وأنجته من يدي أعدائه، فتحقق ما كان قد تنبأ به بقوله: " والذي أرسلني هو معي، ولم يتركني الأب وحدي، لأني في كل حين أفعل ما يرضيه " ( يوحنا 8/9 )..
سابعا:- تنبوءات الأناجيل المرفوضة عند الكنيسة بنجاة المسيح -
ومما يؤكد ما ذهب إليه علماؤنا من نجاة المسيح وصلب غيره: ما جاء في إنجيل برنابا، وما وجد في مخطوطات نجع حمادي في مصر؛ حيث كشف بعد الحرب العالمية الثانية عن ثلاثة وخمسين نصاً، تقع في ألف ومائة وثلاثة وخمسين صفحة، ومن هذه النصوص ما تحدث عن نجاة المسيح، وأنه لم يصلب.
ولم يرد في هذه المخطوطات أيُّ ذِكْرٍ لمحاكمة المسيح وصلبه، بل جاء في إنجيل بطرس على لسان بطرس: "رأيته يبدو كأنهم يمسكون به، وقلت: ما هذا الذي أراه يا سيد ؟ هل هو أنت حقاً من يأخذون ؟.. أم أنهم يدقون قدميّ ويديّ شخص آخر ؟.. قال لي المخلص.. من يُدخلون المسامير في يديه وقدميه هو البديل، فهم يضعون الذي بقي في شبهة في العار ! انظر إليه، وانظر إليه ".
وفي مخطوطة أخرى من هذه المخطوطات وهي كتاب " سيت الأكبر " جاء على لسان المسيح "كان شخص آخر، هو الذي شرب المرارة والخل، لم أكن أنا... كان آخر الذي حمل الصليب فوق كتفيه، كان آخر هو الذي وضعوا تاج الشوك على رأسه. وكنت أنا مبتهجاً في العُلا.. أضحك لجهلهم ".وفي مخطوطة " مقالة القيامة ": ما يدل على أن المسيح مات موتاً طبيعياً، وأن روحه المقدسة لا يمكن أن تموت.
أما إنجيل برنابا، فيذكر قصة مقاربة لتلك القصة الموجودة في الأناجيل، ومن التشابه فيها:   أن المسيح دعا وتضرع في البستان، وكان معه تلاميذه الأحد عشر، وأن يهوذا جاء مع الجند ليدلهم على مكان المسيح، مقابل ثلاثين من الفضة، وأن التلاميذ كانوا نياماً، وأنهم هربوا لما استيقظوا ورأوا الجند.وكذا يذكر برنابا أن المأخوذ ( يهوذا ) قد أخذ إلى رئيس الكهنة الذي سأله إن كان هو المسيح،
وعرضه على الوالي الذي كان يريد إطلاق سراحه، لقناعته ببراءة المقبوض عليه. لكن الجموع رفضت ذلك. وقد ذكر برنابا أيضاً تحويل بيلاطس - المقبوض عليه - إلى هيردوس، وسخرية هيردوس منه بعد أن كان يتمنى لقياه، وأنه ألبسه إكليلاً من الشوك، وثوباً من الأرجوان، ثم أخرج فصلب.
ثامنا : وثمة نقاط صغيرة كثيرة تتشابه فيها رواية برنابا والروايات الإنجيلية، لكن رواية   برنابا تفترق  في نقاط. أهمها:
1- أن المقبوض عليه هو يهوذا، الذي ألقي عليه شبه المسيح.
2- ويذكر أن المسيح أخرجته الملائكة سالماً، وصعدت به إلى السماء، وأنه عاد بعد ذلك واجتمع بتلاميذه، وأخبرهم بحقيقة ما حصل، وبأنه نجا، وأن الذي دفنوه وصلبوه وسرقوه هو يهوذا الإسخريوطي.
3- كما يذكر برنابا أن الجسد المصلوب قد سرقه بعض التلاميذ من القبر، وأشاعوا قيامة المسيح من القبر، ثم يختم بذكر صعوده إلى السماء، بعد وداعه لتلاميذه ولأمه.
ومما ذكره برنابا في قصته: " فاعلم يا برنابا أنه لأجل هذا يجب عليّ التحفظ، وسيبيعني أحد تلاميذي بثلاثين قطعة نقود، وعليه فأنا على يقين من أن من يبيعني يقتل باسمي، لأن الله يصعدني في الأرض، وسيغير منظر الخائن، حتى يظنه كل أحد إياي.
ومع ذلك لما يموت شر ميتة؛ أمكث في ذلك العار زمناً طويلاً في العالم، ولكن متى جاء محمد رسول الله المقدس، تزال عني هذه الوصمة، وسيفعل الله هذا لأني اعترفت بحقيقة مسيّا، الذي سيعطيني هذا الجزاء، أي أن أعرف أني حي،  وأني بريء من وصمة تلك الميتة.
فأجاب من يكتب: يا معلم. قل لي من هو ذلك التعيس؟ لأني وددت لو أُميته خنقاً. أجابه يسوع: صه، فإن الله هكذا يريد، فهو لا يقدر أن يفعل غير ذلك، ولكني متى حلت هذه  النازلة بأمي،   فقل لها الحق، لكي تتعزى...
وخرج يسوع من البيت، ومال إلى البستان ليصلي، فجثا على ركبتيه مائة مرة معفراً وجهه  كعادته في الصلاة … ولما دنت الجنود مع يهوذا في المحل الذي كان فيه يسوع سُمع دنو جم غفير، فلذلك انسحب إلى البيت خائفاً، وكان الأحد عشر نياماً،
 فلما رأى الله الخطر على عبده، أمر جبريل وميخائيل ورفائيل وأوريل سفراءه أن يأخذوا يسوع من العالم، فجاء الملائكة الأطهار، وأخذوا يسوع من النافذة المشرفة على الجنوب، فحملوه، ووضعوه في السماء الثالثة في صحبة الملائكة التي تسبح الله إلى الأبد"
 "ودخل يهوذا إلى الغرفة. دخل يهوذا مندفعاً أمام جميع من كانوا معه إلى الحجرة التي كان فيها عيسى، ثم رفع منها إلى السماء بينما كان التلاميذ نياماً على أن الله العظيم القادر على كل شيء، تصرف تصرفاً عجيباً، فحول يهوذا إلى صورة عيسى وهيئته وصوته وأسلوب حديثه تماماً حتى اعتقدنا أنه عيسى،
ولما استيقظنا من النوم كان يدور ليعرف مكان المعلم، أما نحن فعجبنا للأمر، فقلنا له: إنك أنت معلمنا ومولانا، هل نسيتنا ؟ فضحك يهوذا، وقال: إنكم لحمقىْ ألا تعرفونني؟ أنا يهوذا الأسخريوطي، وفي هذه اللحظة دخل الجنود، ووضعوا أيديهم على يهوذا فقد كان صورة طبق الأصل لعيسى.
ولما سمعنا نحن قول يهوذا ورأينا كتائب الجنود هربنا واختفينا، كان يوحنا يلتف بقماش من التيل، فاستيقظ وهرب، ولما أمسك أحد الجنود بقطعة القماش، تركها له، وفر هارباً عاري الجسد، إذ كان الله قد سمع دعوة عيسى، وبالفعل نجا التلاميذ الأحد عشر من كل شر". ( برنابا 214/1 - 216/13 )
 ثم لما رجع يسوع من السماء لوداع أمه " وبخ كثيرين من الذين اعتقدوا أنه مات، وقام قائلاً: أتحسبونني أنا والله كاذبين، لأن الله وهبني أن أعيش حتى قبيل انقضاء العالم، كما قد قلت لكم، الحق أقول لكم: إني لم أمت، بل يهوذا الخائن. احذروا، لأن الشيطان سيحاول جهده أن يخدعكم...
 وبعد أن انطلق يسوع تفرق التلاميذ في أنحاء إسرائيل والعالم المختلفة.أما الحق المكروه في الشيطان فقد اضطهده الباطل كما هي الحال دائماً فإن فريقاً من الأشرار المدعين أنهم تلاميذ بشّروا بأن يسوع مات ولن يقوم، وآخرون بشروا بأنه مات بالحقيقة ثم قام.
وآخرون بشروا ولا يزالون يبشرون بأن يسوع هو ابن الله، وقد خدع في عدادهم بولس. أما نحن فإنما نبشر - بما كتبت - الذين يخافون الله، ليخلصوا في اليوم الأخير لدينوية الله" (برنابا 221/15 - 222/6 )
وهكذا نجد الأدلة الإنجيلية تتوالى، وهي تصرح بوضوح تام بنجاة المسيح من كيد أعدائه، فما على النصارى إلا الإذعان لهذه النصوص والقول بنجاة المسيح من الصلب.وهكذا نرى الحقيقة بادية وضوح الشمس في رابعة النهار، نطقت بها النبوات نبياً بعد نبي في جلاء ووضوح عجيب.
تاسعا : ويتساءل المرء: لِمَ لَمْ يتوصل النصارى إلى هذه الحقيقة الجلية ؟
وفي الإجابة عن هذا السؤال يرى منصور حسين أن الطريقة التي يفكر بها النصارى، هي التي حجبت شمس الحقيقة عنهم. وكمثال لطريقتهم في التفكير، ينقل عن الدكتور ر.أ. ترى في كتابه " كيف تدرس الكتاب المقدس ".
فقد وضع الدكتور النصراني شروطاً ينبغي أن يتحلى بها قارئ الكتاب المقدس، ليحصل على أكبر قدر من الفائدة فمن هذه الشروط: أن يكون القارئ مولوداً ولادة ثانية ( مسيحياً )، وأن يكون محباً للكتاب المقدس، وعنده استعداد للكد والجد في دراسته....
ويتوقف منصور حسين مع شرطين مهمين:
أولهما: أن يكون عند الدارس " إرادة مسلَّمة تسليماً كاملاً.... " وثانيهما: " أن ندرسه باعتباره كلمة الله " فيرى الأستاذ منصور حسين أن هذين الشرطين يفرضان على قارئ الكتاب المقدس التسليم والإيمان بأن ما يقرأه هو وحي الله، الذي لاشك فيه ولا لبس، مهما ظهر فيه     من التناقض، والخطأ، والتعارض مع المعتقدات النصرانية. فمثلاً: عندما يقرأ النصراني في المزمور قوله " أما أنا فدودة لا إنسان، عار عند البشر " (المزمور 22/6) يجد أنه من غير المنطقي أن يكون هذا عن المسيح، لكنه يسلم لمشيئة مؤلفي العهد الجديد، فيقول بأنه نبوءة عن المسيح رغم استحالتها بحقه. ويفعل الشيء نفسه، وهو يقرأ " الرب مخلص مسيحه " ( المزمور 20/6 )
وهكذا فهم يضعون النتائج أولاً، ثم يقرؤون الكتاب المقدس.
وهكذا، فإن المتأمل لهذين الشرطين " ليكاد يقطع بأن واضعهما يعرف بيقين أن لو أطلقت  للباحث حرية البحث عن الحقيقة وحدها، فإنه سينتهي من العهد القديم .إلى ما يخالف ما جاء به العهد الجديد ( من حديث عن صلب المسيح ) فيصل إلى أن الله مخلص مسيحه، ورافعه إليه، وأن الذي سيقبض عليه ويحاكم ويصلب هو يهوذا ".

                          






                             ثانيا :
       تناقضات وشواهد التحريف في العهدين القديم والجديد
تمنيت لو أن التوراة التي أنزلها الحق جل وعلا على نبيه موسى عليه السلام بحالتها التى كانت عليها فى زمان نبى الله موسى عليه السلام  لقمت بتدوينها ومتابعة تنزيلها وسجلتها في كتابي هذا إلا انه حال بينى وبين ذلك عدة أمور منها :-
1- استبدل بنو إسرائيل التوراة بكتاب أطلقوا عليه  العهد القديم .
2- لم يبقوا على التوراة الأصليه أو يذكروا نصوصها كما هي ولكنهم أصروا أن يذكروا النصوص على ألسنتهم مما جعل العهد القديم يحتوى على كثير من التناقضات والغموض  والتى سنوضحها فى  هذا الفصل إن شاء الله تعالى .
3- لم يستقر بنو إسرائيل على توراة واحده فبعضهم يؤمن بالتوراة السامرية وآخرون بالتوراة العبرية وغيرهم يفضل التلمود على التوراة .
إلا أن الحكمة تقتضى أن نبين التناقضات والإختلافات الموجودة فى العهدين القديم والجديد وحتى نكون صادقين راينا أنه من الأفضل أن نأتى بالنصوص من العهدين ونترك لك عزيزى القارئ الحكم والشهادة  .
فيذكر الزمخشرى في الكشاف أن سيدنا موسى عليه السلام كان قد وعد قومه إن أهلك الله عدوهم ومكنهم في الأرض أن يسأل الله أن ينزل عليهم كتابا ينظم فيه حياتهم وهذا ما كان   يتمناه سيدنا موسى عليه السلام وأكده الحق جل وعلا فى القرآن الكريم  فيقول سبحانه وتعالى  (عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الأَرْضِ ) الأعراف 129.
 وما إن صدق الله وعده ومكن نبيه موسى عليه السلام وأهلك عدوه إلا وأسرع موسى عليه السلام يدعو ربه لينزل عليهم الكتاب الذى وعد قومه به ليكون لهم شريعة ومنهجاً فأمره ربه جل وعلا أن يصوم ثلاثين يوما وأتمها الله بعشرة أيام وفى هذا يقول الحق سبحانه وتعالى (وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلاَثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً) الاعراف 142 .
 ثم أمر سيدنا موسى عليه السلام أخاه أن يراعى بنى إسرائيل ويشد من أذرهم  ويذكرهم بفضل الله عليهم الذي أخرجهم من مصر ونجاهم من فرعون وجنوده ووهبهم حياة جديده مع أنبياء عظماء وعن هذا يقول سبحانه وتعالى (وَقَالَ مُوسَى لِأَخِيهِ هَارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلاَ تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ) الأعراف 142.
 ولا بأس أن ينبه سيدنا موسى سيدنا هارون عليهما السلام فهو يعلم أن بنى إسرائيل قساة القلوب وأنهم قد يقدموا على أفعال فاسدة فإن لم يستطع تقويمهم فعليه أن يتحمل ولا يركن  إليهم، وإن قال قائل أليس هارون عليه السلام نبياً فكيف يخشى عليه نبى الله موسى عليه السلام وكيف يحذره وينبهه ؟  نقول إن هذا يدل على تنبؤ سيدنا موسى بما سيحدث من قومه من فساد .
وقد كان ؛ فحين أتم موسى عليه السلام الميقات وذهب للقاء ربه جل وعلا وأنزل الله عليه الألواح وكانت بمثابة التوراة الإجماليه وكان هذا فى عام 1445ق.م
 وكان فى الألواح بيان الحلال والحرام وتوضيح المحاسن والقبائح ليكون ذلك موعظة لهم من شأنها تؤثر فى قلوبهم ترغباً وترهباً إن تمسكوا بها وفى ذلك يقول الحق سبحانه وتعالى فى القرآن الكريم {وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الأَلْوَاحِ مِن كُلِّ شَيْءٍ مَّوْعِظَةً وَتَفْصِيلاً لِّكُلِّ شَيْءٍ فَخُذْهَا بِقُوَّةٍ وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُواْ بِأَحْسَنِهَا سَأُرِيكُمْ دَارَ الْفَاسِقِينَ } الأعراف145ثم حذرهم سبحانه : بأنهم إن ضلوا فإن لهم عاقبة السوء وفى هذا يقول سبحانه وتعالى (سَأُوْرِيكُمْ دَارَ الْفَاسِقِينَ) الأعراف 145
 ودل هذا على أن هؤلاء لن يأخذوا بأحسنها بل سيكونوا من الفاسقين وقد كان، لقول نبى الله موسى عليه السلام فى القرآن الكريم حين {قَالَ رَبِّ إِنِّي لا أَمْلِكُ إِلاَّ نَفْسِي وَأَخِي فَافْرُقْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ }المائدة25
 ومن فسق بني إسرائيل وخروجهم عن الطريق الجادة هو تدخلهم فى التوراة وإضافتهم إليها ما ظنوا أنه يوافق زمانهم وأحداثهم فغيروا وبدلوا وحرفوا الكلم عن مواضعه فضلوا وأضلوا عن سواء السبيل . ولذا نستعرض فى الصفحات الأتية التناقضات والتحريف فى العهدين القديم والجديد بل ونطالبهم بما طالبهم به الحق سبحانه وتعالى فى القرآن الكريم حين قال جل وعلا ( هل عندكم من علم فتخرجوه لنا ) وكذلك قوله تعالى {قُلْ أَرَأَيْتُم مَّا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ أَرُونِي مَاذَا خَلَقُوا مِنَ الْأَرْضِ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّمَاوَاتِ اِئْتُونِي بِكِتَابٍ مِّن قَبْلِ هَذَا أَوْ أَثَارَةٍ مِّنْ عِلْمٍ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ } الأحقاف4ليعلم بنوا إسرئيل لو كانوا أبقوا على التوراة الحقيقية لكان خيرا لهم .
أولا : شهادة القرآن الكريم بالتحريف :
قال تعالى في محكم كتابه الكريم {فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَـذَا مِنْ عِندِ اللّهِ لِيَشْتَرُواْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُمْ مِّمَّا يَكْسِبُونَ }البقرة79وقوله تعالى  {وَلَمَّا جَاءهُمْ رَسُولٌ مِّنْ عِندِ اللّهِ مُصَدِّقٌ لِّمَا مَعَهُمْ نَبَذَ فَرِيقٌ مِّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ كِتَابَ اللّهِ وَرَاء ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ }البقرة101 من الآيتين الكريميتين وأمثالهما من آيات القرآن الكريم والتى تتحدث عن بنى إسرائيل نرى أن بنى إسرائيل لم يألوا جهدا فى تحريف الكلم عن مواضعه ومحاولة إلباس الحق بالباطل ليضلوا الناس عن سواء السبيل . ولكن شاء الله سبحانه وتعالى أن يرسل رسوله محمد بالهدى ودين الحق وليظهربه ما أجهدوا أنفسهم فى إخفاءه        فقال تعالى {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيراً مِّمَّا كُنتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ قَدْ جَاءكُم مِّنَ اللّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ }المائدة15
ثانيا : شهادة سيدنا موسي عليه السلام:-
وإن إعترضوا على الآيات نقول لهم وماذا عن النصوص التى تنبأ بها نبى الله موسى  عليه السلام عن بنى إسرائيل وقيامهم بتحريف الكلم وتغيير الأحكام والفساد فى الأرض  والإبتعاد عن طريق الله جل وعلا فيقولون فى سفر التثنية :
" أَمَرَ مُوسَى اللاوِيِّينَ حَامِلِي تَابُوتِ عَهْدِ الرَّبِّ: «خُذُوا كِتَابَ التَّوْرَاةِ هَذَا وَضَعُوهُ بِجَانِبِ تَابُوتِ عَهْدِ الرَّبِّ إِلهِكُمْ لِيَكُونَ هُنَاكَ شَاهِداً عَليْكُمْ. لأَنِّي أَنَا عَارِفٌ تَمَرُّدَكُمْ وَرِقَابَكُمُ الصُّلبَةَ. هُوَذَا وَأَنَا بَعْدُ حَيٌّ مَعَكُمُ اليَوْمَ قَدْ صِرْتُمْ تُقَاوِمُونَ الرَّبَّ فَكَمْ بِالحَرِيِّ بَعْدَ مَوْتِي!
اِجْمَعُوا إِليَّ كُل شُيُوخِ أَسْبَاطِكُمْ وَعُرَفَاءَكُمْ لأَنْطِقَ فِي مَسَامِعِهِمْ بِهَذِهِ الكَلِمَاتِ وَأُشْهِدَ عَليْهِمِ السَّمَاءَ وَالأَرْضَ. لأَنِّي عَارِفٌ أَنَّكُمْ بَعْدَ مَوْتِي تَفْسِدُونَ وَتَزِيغُونَ عَنِ الطَّرِيقِ الذِي أَوْصَيْتُكُمْ بِهِ وَيُصِيبُكُمُ الشَّرُّ فِي آخِرِ الأَيَّامِ لأَنَّكُمْ تَعْمَلُونَ الشَّرَّ أَمَامَ الرَّبِّ حَتَّى تُغِيظُوهُ بِأَعْمَالِ أَيْدِيكُمْ»." تثنية 31 :25-29
ونصا أخر أكثر وضوحا حذرهم فيه قائلا " لا تَزِيدُوا عَلى الكَلامِ الذِي أَنَا أُوصِيكُمْ بِهِ وَلا تُنَقِّصُوا مِنْهُ لِتَحْفَظُوا وَصَايَا الرَّبِّ إِلهِكُمُ التِي أَنَا أُوصِيكُمْ بِهَا." تثنية 4 :2  فهل حافظوا على عهد الله وعهد رسوله ؟ فتؤكد كتبهم أنهم خالفوا وعاندوا وفعلوا الشر وعبدوا آلهة الوثنين فاستحقوا غضب الله ولعنته فقالوا  ( 11وَفَعَلَ بَنُو إِسْرَائِيلَ الشَّرَّ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ وَعَبَدُوا الْبَعْلِيمَ. 12وَتَرَكُوا الرَّبَّ إِلهَ آبَائِهِمِ الَّذِي أَخْرَجَهُمْ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ، وَسَارُوا وَرَاءَ آلِهَةٍ أُخْرَى مِنْ آلِهَةِ الشُّعُوبِ الَّذِينَ حَوْلَهُمْ، وَسَجَدُوا لَهَا وَأَغَاظُوا الرَّبَّ. 13تَرَكُوا الرَّبَّ وَعَبَدُوا الْبَعْلَ وَعَشْتَارُوثَ. 14فَحَمِيَ غَضَبُ الرَّبِّ عَلَى إِسْرَائِيلَ، فَدَفَعَهُمْ بِأَيْدِي نَاهِبِينَ نَهَبُوهُمْ ، وَبَاعَهُمْ بِيَدِ أَعْدَائِهِمْ حَوْلَهُمْ، وَلَمْ يَقْدِرُوا بَعْدُ عَلَى الْوُقُوفِ أَمَامَ أَعْدَائِهِمْ.)  قضاة 2/11
 ثالثا : شهادة النبي ارمياء:-
ولكى نؤكد المنهج الذى نسير عليه وهو أن نظهر التناقضات من كتبهم فإليك عزيزى القارئ الشهادات من عندهم فها هو النبى ارمياء يشهد بهذا التحريف , فهيأ نقرأ ما قال وما تنبأ به ومن المعلوم أن النبى ارمياء كان بعد نبى الله موسى عليه السلام بسنوات عديدة بل وبعد نبى الله داود وابنه نبى الله سليمان  عليهما السلام  بل كان تقريبا أيام السبى البابلى أى فى منتصف القرن الخامس قبل الميلاد فإذا به يقول :
" أَمَّا وَحْيُ الرَّبِّ فَلاَ تَذْكُرُوهُ بَعْدُ لأَنَّ كَلِمَةَ كُلِّ إِنْسَانٍ تَكُونُ وَحْيَهُ إِذْ قَدْ حَرَّفْتُمْ كَلاَمَ الإِلَهِ الْحَيِّ رَبِّ الْجُنُودِ إِلَهِنَا."إرمياء 23/26
" كَيْفَ تَقُولُونَ: نَحْنُ حُكَمَاءُ وَشَرِيعَةُ ألرَّبِّ مَعَنَا؟ حَقّاً إِنَّهُ إِلَى الْكَذِبِ حَوَّلَهَا قَلَمُ الْكَتَبَةِ الْكَاذِبُ."ارمياء 8/8
فالنصين ليسا فى حاجة إلى شرح أو توضيح إذ قد بين نبى الله ارمياء أن الكهنة والأحبار ومن اشتغلوا بتسجيل التوراة حولوها إلى كذب بعدما حرفوها وفقا أهواءهم وصدق  الحق حين قال {فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَـذَا مِنْ عِندِ اللّهِ لِيَشْتَرُواْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُمْ مِّمَّا يَكْسِبُونَ } البقرة79
رابعا : شهادة النصارى :-
ولم يكن اليهود وحدهم الشاهدون على هذا الزيغ والتحريف بل أراد النصارى أن يدلوا بدلوهم فى هذا المضمار فقالوا :
" لأَنَّ اللهَ لَيْسَ إِلَهَ تَشْوِيشٍ بَلْ إِلَهُ سَلاَمٍ كَمَا فِي جَمِيعِ كَنَائِسِ الْقِدِّيسِينَ."كورنثوس الأولى 14/33
" فَإِنَّهُ إِنْ أَعْطَى الْبُوقُ أَيْضاً صَوْتاً غَيْرَ وَاضِحٍ فَمَنْ يَتَهَيَّأُ لِلْقِتَالِ؟"كورنثوس الأولى 14/8
ولكن مهما قرأت من كتب فلن تجد أكثر تغيرا وتحريفا  من الكتاب الذي بين أيدي النصارى في أيامنا هذه، فيما يلي قليل من كثير ، تناقضات، تحريف، فقرات مكررة وأخرى ناقصة فلنقرأ النصوص التالية وهى من أكثر من مصدر حتى ترى رأى العين الأخطاء التى وقعوا فيها والعجيب أنهم إما تناسوها أو يتجاهلوها والمذهل أنهم ينشرون سهامهم علينا من كل حدب وصوب .
 ولذا رأيت أن أذكرهم بهذة النصوص التى حرفوها وغيروها وأذكرهم معها بقول المسيح عليه السلام حين قال ( ترى القزى فى عين أخيك ولا ترى الخشبة التى فى عينك ) ونرى أن نقسمها إلى فقرات كالتالى :    

            تناقضات بشأن المسيح وأمه عليهما السلام
أولا :- تناقضات بخصوص الالوهية:-
" فإن الذين يشهدون في السماء هم ثلاثة الآب والكلمة والروح القدس وهؤلاء الثلاثة هم واحد."  رسالة يوحنا الاولى 5/7
For there are three that bear record in heaven :                                                                                             : and these three the Word, and the Holy Ghost are one  ,the Father)
والنص يختفى تماما من النسخة الأمريكية القياسية والأن لنرى صورة من النص فى الطبعة الجديدة.
 
والجديد الذى أود أن أضيفه هنا : أن الكاتب " جون جلكر إيست " فى كتابه للرد على العلامة الشيخ "احمد ديدات "واسم الكتاب "نعم الكتاب المقدس كلمة الله" يعترف بذلك و يلقى باللوم على نساخ الإنجيل واليك نص كلامه من موقع كتابه على الإنترنت . فيقول:
( 3 المثل الثالث الذي أورده ديدات هو أحد العيوب التي صحَّحتها ترجمة RSV, وهذا ما نقرّ به. ففي 1يوحنا 5:7 في ترجمة KJV نجد آية تحدِّد الوحدة بين الآب والكلمة والروح القدس, بينما حُذفت هذه الآية في ترجمة RSV. ويظهر أنَّ هذه الآية قد وُضعت أولاً كتعليق هامشي في إحدى الترجمات الأولى, ثم وبطريق الخطأ اعتبرها نُسَّاخ الإنجيل في وقت لاحق جزءاً من النص الأصلي. وقد حُذفت هذه الآية من جميع الترجمات الحديثة, لأنَّ النصوص الأكثر قِدَماً لا تورد هذه الآية. ويفترض ديدات أنَّ "هذه الآية هي أقرب إلى ما يُسمِّيه النصارى بالثالوث الأقدس وهو أحد دعائم النصرانية" صفحة 16)
ولكن فوجئنا بالنص يختفى تماما من النسخة الأمريكية القياسية :
 
لقد وضعت الجملة( فى السماء الاب والكلمة والروح القدس وهؤلاء الثلاثة هم واحد) بين قوسين كما هو واضح فى الصورة . وما يوضع بين القوسين هو غير موجود بالأصل كما هو مذكور  فى أول الكتاب فى تنبية وهذه صورة من هذا التنبية
 
وهذا إعتراف صريح من كتبة الأناجيل أن الأبحاث المعروفة التى تقول إن هذا النص اضيف بعد القرن الثالث عشرالميلادى وغير موجود فى أى مخطوطة يونانية. أى أن صيغة التثليث هذه فقرة مزيفة من عمل كاتب مجهول .ولذا رايت أن اشير فى عجالة إلى من هو يوحنا كاتب الإنجيل الرابع وصاحب الرسائل :
يعتقد النصارى أن يوحنا صاحب هذا الإنجيل هو يوحنا الحواري أحد تلاميذ المسيح عليه السلام الذى قال عنه متى في إنجيله فيذكر انه أثناء سير لمسيح عليه السلام عند بحر الجليل رأى يوحنا وأخوه ودعاهما لإتباعه فيقول ( ثم اجتاز من هناك فرأى اخوين آخرين : يعقوب بن زبدى واخاه , في السفينة مع زبدى ابيهما يصلحان شباكهما , فدعاهما , فللوقت تركا السفينة واباهما وتبعاه ) متى 4: 21 , 22
ويحتوى إنجيل يوحنا على 21 إصحاح وتحتوى الإصحاحات على 58 سند . إلا أن الأفكار التى تضمنها هذا الإنجيل جعلت المؤرخين يعتقدون أن كاتب هذا الإنجيل يوحنا أخر غير يوحنا الحواري :
فكتب استنادين في كتابه أن كاتب إنجيل يوحنا طالب من طلبة المدرسة الإسكندرية بلا ريب ) جـ 205 المجلد السابع المطبوع سنة 1844 من كاثوليك هولد
ويستدل على ذلك ما ذكر في أخر الإنجيل ما نصه ( هذا هو التلميذ الذى يشهد بهذا وكتب  هذا , ونعلم أن شهادته حق ) يوحنا 21 : 24
فيقول المحقق إن النص يقول ( ونعلم أن شهادته حق )  ( وشهادته حق ) بضمير الغائب لا بضمير المتكلم فكان ينبغى أن يقول : هذا هو التلميذ الذى يشهد بهذا أو كتب هذا وأعلم  أن شهادتى حق ومن ثم يرى المحقق أن أخر غير يوحنا عثر على مكتوبات يوحنا فنقل عنه مع زيادة ونقصان – اظهار الحق جـ 99 الباب الأول – الفصل الثانى
ويذكر رحمت الله الهندى في كتابه اظهار الحق صـ99 ما نصه ( وإن فاستيس الذى هو من أعظم علماء فرقة  ( مانى كينر ) كان يصيح في القرن الرابع : ( إن العهد الجديد ما صنفه المسيح ولا الحواريون , بل صنفة رجل مجهول الإسم ونسبه إلى الحوارين , ورفقاء الحوارين ليعتبره الناس , وأذن المريدين لعيسى إبتداءا بليغا بأن الف الكتب التى فيها الأغلاط والتناقضات )
ونذكر هنا ما قاله الإمام محمد أبو زهرة في كتاب محاضرات في النصرانية صـ 46 ما نصه ( و لقد جاء في دائرة المعارف البريطانية التى اشترك في تاليفها خمسمائة من علماء النصارى ما نصه : أما إنجيل يوحنا فإنه لا مرية ولا شك كتاب مزور ,  أراد صاحبه مضادة اثنين من الحوارين بعضهما لبعض وهما القديسان يوحنا ومتى وقد ادعى هذا الكاتب الممرور في متن الكتاب أنه هو الحواري الذى يحبه المسيح فأخذت الكنيسة هذه الجملة على علاتها )
 والسؤال الآن كما يقول اللواء أحمد عبد الوهاب فى كتابه اختلافات فى تراجم الكتاب المقدس من المسئول عن مصائر الملايين من النصارى الذين هلكوا أو سيهلكون  وهم يعتقدون أن عقيدة التثليث التى تعلموها تقوم على نص هو فى حقيقة أمره دخيل أقحمته يد  كاتب مجهول؟؟
 ثانيا :- تناقضات بخصوص العذراء مريم :
أما متى فقد ذكر فى الإصحاح الأول عن العذراء مريم ما نصه  :
18 أما ولادة يسوع المسيح فكانت هكذا .لما كانت مريم امه مخطوبة ليوسف قبل أن يجتمعا وجدت حبلى من الروح القدس . 19 فيوسف رجلها إذ كان بارا ولم يشأ أن يشهرها أراد  تخليتها سرّا . 20 ولكن فيما هو متفكر في هذه الأمور إذا ملاك الرب قد ظهر له في حلم قائلا يا يوسف ابن داود لا تخف أن تأخذ مريم امرأتك . لأن الذي حبل به فيها هو من الروح القدس . متى 18/20
 
فى هذا النص تم استبدال كلمة رجلها بكلمة خطيبها وكذلك كلمة امراتك استبدلت ب عروسك.وهذا تلاعب واضح

ثالثا :- اعترافهم بوحدانية الله جل وعلا ثم هم يشركون :-
سبحان الله القائل ( واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه ) فالأن سترى بعينيك شهادة يوحنا بأنه " لا إله الا الله وأن عيسى رسول الله "  ثم لا أدرى كيف ينكرونها ويصرون على التثليث والكفر ؟ لا حول ولا قوة الا بالله
فيقول يوحنا فى الاصحاح 17 العدد 3 :
3 وهذه هي الحياة الأبدية ان يعرفوك انت الاله الحقيقي وحدك ويسوع المسيح الذي ارسلته .
And this is life eternal, that they might know thee the true God, and Jesus Christ, whom thou hast sent only   .
 
حين علم التصارى أن المسلمين يستخدمون هذا العدد على أن معناه ( لا اله الا الله عيسى رسول الله ) تم تغييره كما ترى بحيلة اكروباتية لم تغير المعنى كثيرا لكن ابعدته عن المعنى الصواب لأنهم وضعوا عبارة والذى ارسلته يسوع المسيح فى نفس الجملة .  إلا أنها واضحة لتناقضها مع لفظة وحدك  إلا إذا كانت لديهم مشكلة فى تعريف الأعداد ويصرون على أن الواحد يعنى اثنين والله المستعان.


 رابعا :- تناقضات فى فقرة واحدة:-
وفى رؤيا يوحنا الإصحاح السابع العدد  :10- وهم يصرخون بصوت عظيم قائلين الخلاص لالهنا الجالس على العرش وللخروف.
And cried with a loud voice, saying, Salvation to our
GOd and unto the Lamb which sitteth upon the throne,.

 
فى النص الأول الناس تصرخ بصوت عظيم طالبة الخلاص للإله الجالس على العرش وللخروف وكذلك النص الإنجليزى أما النص الجديد فقد تحول الخروف إلى حمل!! والصراخ إلى هتاف   وهذا هين لكن الكارثة أن الخلاص للإله تحول إلى الخلاص من عند الإله والمعنى لا يمكن تحت أى منطق أن يكون واحدا.



خامسا :- اختلاف فى فقرة واحدة بين إنجيلين :-
ويقول يوحنا ما نصه :
7 - هوذا يأتي مع السحاب وستنظره كل عين والذين طعنوه وينوح عليه جميع قبائل الارض.نعم آمين.
8 - انا هو الالف والياء البداية والنهاية يقول الرب الكائن والذي كان والذي يأتي القادر على كل شيء

 
هذا النص به مشكلتين :
- الأولى كلمتى البداية والنهاية وضعت بين قوسين أى هى غير موجودة بالأصل كما سبق أن وضحنا ونلاحظ أنها اختفت تماما من الطبعة الأمريكية القياسية المذكورة .
- المشكلة الثانية ينوح عليه تحولت إلى ينوح بسببه وهذا ايضا اختلاف جذرى فى المعنى يدل على أن المترجم غير أمين على النص وله أغراض خاصة.
{فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَـذَا مِنْ عِندِ اللّهِ لِيَشْتَرُواْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُمْ مِّمَّا يَكْسِبُونَ }البقرة79
سادسا :- يخالفون قول المسيح عليه السلام:-
وكذلك فى إنجيل متى الإصحاح 19 عدد 16 -17  نرى التناقض واضجا فيما يلى:
16 - واذا واحد تقدم وقال له أيها المعلم الصالح أي صلاح أعمل لتكون لي الحياة الأبدية .
17 - فقال له لماذا تدعوني صالحا .ليس أحد صالحا إلا واحد وهو الله .ولكن إن أردت تدخل الحياة فاحفظ الوصايا.
 
منذ العلامة رحمة الله الهندى فى كتابه اظهار الحق وحتى اليوم وهذان العددان يستخدمان كدليل واضح على عدم الوهية المسيح الذى يقرر بكل وضوح أن ليس أحدا صالحا إلا واحدا وهو " الله جل وعلا "  ويرفض أن يدعوه أحد صالحا.
والذين يكتبون الكتاب بأيديهم فى النسخة الجديدة يحاولون إخفاء ذلك فتحولت إجابة المسيح عليه السلام الى المقطع المبتور "واحد هو الصالح" هكذا فقط بدون ذكر الله وبدون نفى صفة الصلاح عن غيره.
والنص الأخير به تناقض جديد لأنه يقول على لسان المسيح لماذا تسالنى عن الصالح مع أن السؤال كان عن أى صلاح أعمل وأرجو أن يراعى الكتبة تصحيح ذلك فى الطبعات القادمة   والله المستعان.


 سابعا :- حدث غير معقول:-
ويذكر متى فى إنجيله الإصحاح 21 عدد 7  أمرا فى منتهى الغرابة فيقول عن المسيح عليه السلام ما نصه :
7 - وأتيا بالاتان والجحش ووضعا عليهما ثيابهما فجلس عليهما .
 
قصة الجحش و الأتان دائما تذكر فى باب التناقضات كما فعل الشيخ العلامة احمد ديدات فى كثير من مناظراته الناجحة وهى باختصار كيف يركب المسيح عليه السلام على جحش واتان فى نفس الوقت؟؟ ولتلافى هذا العيب غير الكتبة الجدد النص ليصبح "فركب" بدلا من "فركب عليهما" لرفع الحرج. وقد يقول قائل هنا إن النص الجديد اكثر معقولية فاذا وافقناه على ذلك فلا بد ان نشك فى كاتب الطبعة القديمة الذى يقع فى خطا ساذج مثل هذا.
 ثامنا :- يسوع اله أم مخلص ؟
يهوذا 1: 25 :الاله الحكيم الوحيد مخلّصنا له المجد والعظمة والقدرة والسلطان الآن والى كل الدهور.آمين
اما النص فى الطبعة الجديدة :25 -  لِلهِ الْوَاحِدِ، مُخَلِّصِنَا بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ رَبِّنَا ... الْمَجْدُ وَالْجَلاَلُ وَالْقُدْرَةُ وَالسُّلْطَةُ، مِنْ قَبْلِ أَنْ كَانَ الزَّمَانُ، وَالآنَ وَطَوَالَ الأَزْمَانِ آمِين !
 
النص القديم يقول" الإله الحكيم الوحيد مخلّصنا له المجد" مما يعطى إحتمال أن يكون الكلام عائد على المسيح و يساعد فى إثبات الوهية المسيح أما النص الجديد فيقول " مُخَلِّصِنَا بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ رَبِّنَا " مما يفصل الإله عن المسيح و يقلل من إحتمال الالوهية جدا و يحدد أن يسوع هو واسطة الخلاص بين الإله الحكيم الواحد و الناس . هل الطبعة الجديدة ضد الوهية المسيح ؟؟؟؟
اعتقد أن توجهات الكاتب الأول كانت لإثبات الوهية المسيح بأى طريقة حتى لو حذف ما يتعارض معها أما الكاتب الحديث فيهمه التقيد بالنصوص الموجودة فعلا بقدر ما يسمح به الوضع بصرف النظر عن موضوع الالوهية لأن الأمر اختلف الان و هناك من يقرأ ومن يطلع و كل النصوص التى تسمى أصلية سهل الإطلاع عليها الأن غير القرن التاسع عشر عندما كنت لا تجد من يطلع على الكتاب المقدس كله اصلا .
و الأن من عنده الطبعة الجديدة فقط سوف يفهم معنى مختلف تماما عن المعنى المفهوم فى النص القديم .

                              



                                                          الباب الثالث
                     أولا : ما لا يليق بكتاب مقدس
                             تناقضات بشأن بولس وأفكاره
من المعلوم أن الرسل بلغوا من الكمال درجة لم يبلغها البشر العاديين  لانهم مُبلغين عن الله سبحانه وتعالى ومن ثم نجدهم صادقين غير كاذبين وآمناء غير خائنين  ولم يترددوا فى كلمة قالوها لأنهم يصبحون قدوة لغيرهم .وأهل الكتاب من يهود أو نصارى يزعمون أن الكتاب المقدس الذى بين أيديهم هو التوراة والإنجيل الذين نزلا على نبييه وعبديه موسى وعيسى عليهما السلام.
ولكن حين اطلعنا على الكتاب المقدس وقارناه بما ينبغى أن يكون وبالاوصاف التى تليق بكتب سماوية من عند الله العزيز الحكيم فوجدنا فارقا مذهلا ؛ بل وذهبوا به بعيدا عن موارده الأصلية واعتمد اليهود على عزرا الكاهن فى كتابة العهد القديم وعلى بولس فى إرساء مبادئ المسيحية الحديثة . لأنهم زعموا أن بولس رسول من عند المسيح عليه السلام ومن ثم قام بولس بتغيير ما جاء به المسيح عليه السلام وما جاء به موسى عليه السلام من قبل .
 ففى هذا الفصل نقطف من نصوص الكتاب المقدس نصوصا لموضوعات مختلفة  لنرى هل بينها توافق ام انها مخالفة لبعضها البعض هيا نبدأ ببعض من أقوال بولس والتى ذكروها على لسانه فى الجزء المعروف بأعمال الرسل لنرى هل يتحلى بولس بما تحلى وتخلق به الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين من أمانة وإخلاص وصدق ؟
 ثم نعقب بنصوص لموضوعات مختلفة تاركا لك عزيزى القارئ الحكم فى نهاية المطاف هلى كتبهم حقا من عند الله ؟ وكذلك نود أن نعلم هل ما عند بنى إسرائيل من علم أفادهم أم ضل بهم عن سواء السبيل ؟
أولا :- - ولئلا ارتفع بفرط الاعلانات اعطيت شوكة في الجسد ملاك الشيطان ليلطمني لئلا ارتفع. كور 2 –12 /7
And lest I should be exalted above measure through the abundance of the revelations, there was given to me a thorn in the flesh, the messenger of Satan to buffet me, lest I should be exalted above measure.
 
المقصود هنا بولس والنص القديم ينص بوضوح أن "ملاك الشيطان يلطم بولس" لكن حتى لا يظن احد حسب النص القديم أن رسول الشيطان يلطمه لا مانع من اضافة كلمة" كأنها" يعنى الموضوع تشبية أو رمز جديد يضاف إلى مئات الرموز التى يدعيها هؤلاء القوم الذين لا عقل لهم.وهناك تغيير أخر فى النص ملاك الشيطان تحول إلى رسول من الشيطان والأمر كما ترى عزيزى القارىء لا يخضع لاى قواعد.
 ثانيا:-  ليتكم تحتملون غباوتي قليلا.بل انتم محتملي. كورنثوس الثانية - 11 عدد 1 :
Would to God ye could bear with me a little in my folly: indeed bear with me.
 
كما ترى عزيزي القارىء فى النص الأول يقول  " تحتملون غباوتي قليلا " ولكن  تحول الى" تحتملون منى بعض الغباوة  والعجيب أنهم يعدونه رسولا  وهل يتصف الرسل بالغباء ؟!!!
 ثالثا :- 11 قد صرت غبيا وانا افتخر.انتم الزمتموني لانه كان ينبغي ان امدح منكم اذ لم انقص شيئا عن فائقي الرسل وان كنت لست شيئا.
I am become a fool in glorying; ye have compelled me: for I ought to have been commended of you: for in nothing am I behind the very chiefest apostles, though I be nothing.
 
واضح أن بولس فى حالة تخبط فهو يقدم أوصافا للرسل ومن أولها الغباء ثم يجزم أنه لا يقل عن فائقى الرسل  وهل يتصف  فائقى الرسل بالغباء ؟!!!!!  لا حول ولا قوة إلا بالله .
وهناك نص أخر يبين فيه أن أكثر الاخوة وهم واثقون في الرب بوثقي يجترئون اكثر على التكلم بالكلمة بلا خوف فقال :- 14 - كَمَا أَنَّ أَكْثَرَ الإِخْوَةِ، وَقَدْ صَارُوا وَاثِقِينَ بِالرَّبِّ بِسَبَبِ قُيُودِي، يَجْرُؤُونَ عَلَى التَّبْشِيرِ بِكَلِمَةِ اللهِ دُونَ خَوْفٍ. فيليبى 1: 14
الخلاف ليس بسيط هنا فى النص الأول الكلمة تحولت إلى كلمة الله فى النص الثانى !!!! و التكلم تحول إلى التبشير !!!!! طبعا التكلم بكلمة الله يحمل معانى لاهوتية اكثر من التكلم بالكلمة فقط بمفردها ؟؟؟؟
لا حظ أن بولس يتكلم قبل ذلك بعددين عن الانجيل (الذى هو الكلمة فى معناها الطبيعى  فيقول بولس : 12  - ثم اريد ان تعلموا أيها الاخوة ان اموري قد آلت اكثر الى تقدم الإنجيل .
وطبعا إذا سألت أحدهم أين هذا الإنجيل الذى يقول عنه بولس قبل كتابة الأناجيل الأربعة يرد و يقول هو البشارة المفرحة. إذن الكلمة هنا ايضا هى البشارة المفرحة و ليس لها اى معنى لاهوتى .و فى النصوص الثلاثة السابقة كان التحريف بالزيادة يعنى النصوص الجديدة فى الثلاث حالات تضيف على النص القديم  . والسؤال : هل معنى هذا أن النص القديم كان يهمل فى النصوص و يحذف منها ؟  !!
رابعا :-وإن قالوا إن هذه الأناجيل موحى بها فما قولهم فيما قاله بولس :- ولكن ان كان احد يظن انه يعمل بدون لياقة نحو عذرائه اذا تجاوزت الوقت وهكذا لزم ان يصير فليفعل ما يريد.انه لا يخطىء فليتزوجا. كورنثوس الاولى  7 عدد  36  :
But if any man think that he behaveth himself uncomely toward his virgin, if she pass the flower of her age, and need so require, let him do what he will, he sinneth not: let them marry.
 
يذكرون فى النص الأول إن قام أحد بعمل غير لائق مع عذراء تخطت سن الشباب أو كما فى النص الانجليزى مرت زهرة شبابها وتجاوز بعمله حدود اللياقة فعليه فى هذه الحالة أن يتزوجها او عليهما ان يتزوجا.
أما النص المعدل يتحدث عن رجل يتصرف تصرف غير لائق مع عزوبيته!!! ولم يذكر أى انثى على الإطلاق معنى هذا أن الحديث تحول إلى الذكور العزاب مع أنفسهم فاذا تصرف تصرف غير لائق فليتزوج!!!!!!! فإلى أى المعنيين يشير النص ؟ وصدق الحق جل وعلا حين قال :فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِندِ اللّهِ لِيَشْتَرُواْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُمْ مِّمَّا يَكْسِبُونَ  سورة البقرة 79
  خامسا :  الفاظ لا تليق بكتاب مقدس : –
ونستعرض الآن بعض النصوص التى ذكروها فى الكتاب المقدس والتى تخالف الأصول التى أخذوا منها والترجمات الأخرى ولذا رأيت أن أذكر النص من الكتاب المقدس كما هو موجود لديهم وكذلك بالنص الأصلى أو المترجم لترى عزيزى القارئ مدى الإختلاف وأود أن يخبرنا بنوا إسرائيل أى هذه النصوص يتعبدون بها القديمة منها أم الحديثة ؟
أولا : يحكى الكتاب المقدس فى سفر صمويل الأول 20 : 30 :
-- فَحَمِيَ غَضَبُ شَاوُلَ عَلَى يُونَاثَانَ وَقَالَ لَهُ: "يَا ابْنَ الْمُتَعَوِّجَةِ الْمُتَمَرِّدَةِ, أَمَا عَلِمْتُ أَنَّكَ قَدِ اخْتَرْتَ ابْنَ يَسَّى لِخِزْيِكَ وَخِزْيِ عَوْرَةِ أُمِّكَ؟
--فَاسْتَشَاطَ شَاوُلُ غَضَباً عَلَى يُونَاثَانَ وَقَالَ لَهُ: "يَا ابْنَ الْمُتَعَوِّجَةِ الْمُتَمَرِّدَةِ، أَتَظُنُّ أَنَّنِي لَمْ أَعْلَمْ أَنَّ انْحِيَازَكَ لاِبْنِ يَسَّى يُفْضِي إِلَى خِزْيِكَ وَخِزْيِ أُمِّكَ الَّتِي أَنْجَبَتْكَ؟
فى النص  الأول لِخِزْيِكَ وَخِزْيِ عَوْرَةِ أُمِّكَ؟  وأما النص الجديد فقد تم حذف عورة الأم واكتفى بخزى عام لها و اضيفت كلمة خِزْيِكَ وَخِزْيِ أُمِّكَ الَّتِي أَنْجَبَتْكَ وفات كتبه هذه الطبعة أنه حتى بعد التعديل فإن هذا النص يعتبر سب علنى يقع قائله تحت طائلة القانون .
 و السؤال هنا هل هذه الكلمات موحى بها من الله وممكن للنصارى أن يتعبدوا بتلاوتها . وهل يجوز لهم أن يعلموها أبنائهم ؟
 ثانيا  طَأْطَأَ السَّمَاوَاتِ وَنَزَلَ وَضَبَابٌ تَحْتَ رِجْلَيْهِ. 11-رَكِبَ عَلَى كَرُوبٍ وَطَارَ، وَرُئِيَ عَلَى أَجْنِحَةِ \لرِّيحِ. صمويل الثانى   22  / 10-11 :
He bowed the heavens also, and came down; and darkness was under his feet. 11- And he rode upon a cherub, and did fly: and he was seen upon the wings of the wind.
-طَأْطَأَ السَّمَاوَاتِ وَنَزَلَ، فَكَانَتِ الْغُيُومُ الْمُتَجَهِّمَةُ تَحْتَ قَدَمَيْهِ. 11-امْتَطَى مَرْكَبَةً مِنْ مَلاَئِكَةِ الْكَرُوبِيمِ وَطَارَ وَتَجَلَّى عَلَى أَجْنِحَةِ الرِّيحِ.
 المقصود هنا أن الرب تعالى الله عما يصفون والكروب الذى سوف يركبه هو الملاك الصغير وجمعها كاروبيم وتنطق باليونانية شاروبيم وفى القاموس الامريكى يذكر فى تعريف هذه الكلمة .
American Heritage Dictionary:  Cherub One of the second order angels
أى ملاك من الدرجة الثانية وهكذا بخل كتبة الكتاب المقدس على الرب حتى أن يركب درجة أولى و يطير على أجنحة الريح و الصورة كما ترى صورة سفيهة لا يصدقها طفل صغير .
 وقد حاول الذين يكتبون الكتاب بأيديهم تعديل هذه الصورة فى الطبعة الجديدة فتحول الكروب إلى كاروبيم أى مجموعة و لم يركب الإله عليهم مباشرة بل على مركبة يجرها الكاروبيم المساكين و لعل الصورة الجديدة تخفف الحرج قليلا و لكن السؤال هنا من أين أتى هؤلاء الكتبة بكلمة مركبة الغير موجودة فى جميع الطبعات السابقة ؟؟؟ .
 ثالثا  : النص الأصلى
17-فَأَتَاهَا بَنُو بَابِلَ فِي مَضْجَعِ الْحُبِّ وَنَجَّسُوهَا بِزِنَاهُمْ, فَتَنَجَّسَتْ بِهِمْ وَجَفَتْهُمْ نَفْسُهَا.
 18-وَكَشَفَتْ زِنَاهَا وَكَشَفَتْ عَوْرَتَهَا, فَجَفَتْهَا نَفْسِي كَمَا جَفَتْ نَفْسِي أُخْتَهَا. 19-وَأَكْثَرَتْ زِنَاهَا بِذِكْرِهَا أَيَّامَ صِبَاهَا \لَّتِي فِيهَا زَنَتْ بِأَرْضِ مِصْرَ.
 20-وَعَشِقَتْ مَعْشُوقِيهِمِ \لَّذِينَ لَحْمُهُمْ كَلَحْمِ \لْحَمِيرِ وَمَنِيُّهُمْ كَمَنِيِّ \لْخَيْلِ. 21-وَ\فْتَقَدْتِ رَذِيلَةَ صِبَاكِ بِزَغْزَغَةِ \لْمِصْرِيِّينَ تَرَائِبَكِ لأَجْلِ ثَدْيِ صِبَاكِ. حزقيال 23 / 17 :
وفى النسخة المعدلة :-
17-فَأَقْبَلَ إِلَيْهَا أَبْنَاءُ بَابِلَ وَعَاشَرُوهَا فِي مَضْجَعِ الْحُبِّ وَنَجَّسُوهَا بِزِنَاهُمْ. وَبَعْدَ أَنْ تَنَجَّسَتْ بِهِمْ كَرِهَتْهُمْ.
 18- وَإِذْ وَاظَبَتْ عَلَى زِنَاهَا عَلاَنِيَةً، وَتَبَاهَتْ بِعَرْضِ عُرْيِهَا، كَرِهْتُهَا كَمَا كَرِهْتُ أُخْتَهَا.
 19-وَمَعَ ذَلِكَ أَكْثَرَتْ مِنْ فُحْشِهَا، ذَاكِرَةً أَيَّامَ حَدَاثَتِهَا حَيْثُ زَنَتْ فِي دِيَارِ مِصْرَ. 20-فَأُوْلِعَتْ بِعُشَّاقِهَا هُنَاكَ، الَّذِينَ عَوْرَتُهُمْ كَعَوْرَ ةِ الْحَمِيرِ وَمَنِيُّهُمْ كَمَنِيِّ الْخَيْلِ. 21-وَتُقْتِ إِلَى فُجُورِ حَدَاثَتِكِ حِينَ كَانَ الْمِصْرِيُّونَ يُدَاعِبُونَ تَرَائِبَ عِذْرَتِكِ طَمَعاً فِي نَهْدِ حَدَاثَتِكِ .
هنا عزيزى القارئ مشكلة نادرة الحدوث فهؤلاء الكتبة الجدد منهجهم عادة تصحيح ما وقع من الكتبة السابقين من أخطاء لرفع الحرج أو التعمية على فهم معنى معين للنص ولكن هنا حدث العكس !!!! فالنص الأصلى يتحدث عن رجال لحمهم كلحم الحمير والكتبة الجدد حولوها إلى عورنهم كعورة الحمير فما الذى جعلهم يتمسكون بعورة الرجال هنا و يتخلصوا منها فى النص الأول ربما لأن النص الأول يتحدث عن عورة النساء؟ .
20- were like There she lusted after her lovers, whose genitals those of donkeys and whose emission was like that of horses.
وكما ترى النص يحدد بوضوح أن عورة أو أعضاء الرجال التناسلية هى التى تشبة تلك التى للحمير و نحن الأن عزيزى القارىء أمام مذهبين مختلفين مذهب لحم الحمير واتباعه ممكن تسميتهم اللحميين وهو المذهب القديم أما المذهب الجديد مذهب العورة الصريحة واقترح تسميتهم بالعوراتيين ولك أن تسأل أى نصرانى هل أنت من اللحميين أو من العوراتيين ولا تنسى أن المذهبين فى النهاية تعود للحمير سواء لحم أو عورة .
وقبل أن نختم هذه الفقرة ظهر النص الذى يحل المشكلة كلها هو الترحمة الحديثة
20-She lusted after lovers whose attentions were gross bestial.
وهنا تم الإستغناء عن العورة واللحم تماما واصبح الحديث شهوة بهيمية أو وحشية ولم يعترض على هذا التعديل إلا الحمير الذين تم حذفهم من النص الأخير تماما والأمر تحول إلى مهزلة لا رابط لها ولا ضابط والله المستعان ولا حول ولا قوة الا به سبحانه.
 رابعا: يقول كاتبوا الكتاب المقدس :
20-فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ يَحْلِقُ السَّيِّدُ بِمُوسَى مُسْتَأْجَرَةٍ فِي عَبْرِ النَّهْرِ بِمَلِكِ أَشُّورَ الرَّأْسَ وَشَعْرَ الرِّجْلَيْنِ وَتَنْزِعُ اللِّحْيَةَ أَيْضاً.
20-فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ يَسْتَأْجِرُ الرَّبُّ مَلِكَ أَشُورَ مِنْ عَبْرِ نَهْرِ الْفُرَاتِ، فَيَكُونُ الْمُوسَى الَّتِي يَحْلِقُ بِهَا الرَّبُّ شَعْرَ رُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلِكُمْ، وَحَتَّى لِحَاكُمْ أَيْضاً. اشعيا 7 /  20 
20 -In the same day shall the Lord shave with a razor that is hired, namely, by them beyond the river, by the king of Assyria, the head, and the hair of the feet: and it shall also consume the beard.
هنا يستأنف الكتبة نشاطهم المعتاد فيذكرون أن السيد فى النص الأول هو الرب تعالى الله عما يصفون وهو يحلق بموسى مستاجرة ! شعر الرأس واللحية و الأرجل ولكن انظر النص العربى الثانى فى محاولتهم الفاشلة لتحسين النص لرفع الحرج ففى النص الثانى لمن يقراه دون أن يعلم بوجود النص الأول لن يحدد بدقة ما هو الشىء المؤجر ويحدد أن الرب يحلق لمجموعة رجال وليس لنفسه كما هو واضح من النص الأول.
خامسا : وإليك عزيزى القارئ بعض النصوص من نشيد الإنشاد
10-حَبِيبِي أَبْيَضُ وَأَحْمَرُ. مُعْلَمٌ بَيْنَ رَبْوَةٍ. (الْمَحْبُوبَةُ): حَبِيبِي مُتَأَلِّقٌ وَأَحْمَرُ، عَلَمٌ بَيْنَ عَشَرَةِ آلاَفٍ. نشيد الإنشاد  5 / 10
My beloved is white and ruddy, the chiefest among ten thousand.
من المعروف أن سفر نشيد الإنشاد  يزخر بالتحريفات والعجائب فاخترت منها هذا النص لأن  البابا شنودة بنفسه  قام بمحاولة تفسيره و اضفاء صبغة روحية عليه  : فقد تحول الحبيب من    ابيض و احمر الى متالق واحمر!!! وتحولت معلم بين ربوة الى علم بين عشرة الاف!!!
و التلاعب واضح لا يحتاج الى شرح. والمشكلة هنا عزيزى القارىء أن البابا شنودة اجهد نفسه فى نصف صفحة فى جريدة وطنى القاهرية النصرانية لمحاولة تفسير معنى هذا الحبيب الأبيض و الأحمر وبذل قصارى جهده لجعل هذه الصفات اللونية لعيسى عليه السلام وقد ذهب كل هذا الجهد هباء بعد تغيير كلمة ابيض بكلمة متالق و راجع صورة من المقال المرفقة .
 
أما موضوع تحول النص من "معلم بين ربوة" إلى "علم بين عشرة الاف" فهذا فوق مستوى المناقشة ويعتبر من الإعجاز الفهمى للكتاب الذى لم يعد مقدسا .
 سادسا : -وإليك عزيزى القارئ نصين أخرين من سفر نشيد الإنشاد 8 / 10 يختلفان تمام الاختلاف : - لَنَا أُخْتٌ صَغِيرَةٌ لَيْسَ لَهَا ثَدْيَانِ. فَمَاذَا نَصْنَعُ لِأُخْتِنَا فِي يَوْمٍ تُخْطَبُ؟ نشيد الانشاد 8 10:
We have a little sister, and she hath no breasts: what we do for our sister in the day when she shall be spoken for?
8 - لَنَا أُخْتٌ صَغِيرَةٌ لَمْ يَنْمُ نَهْدَاهَا بَعْدُ، فَمَاذَا نَصْنَعُ لأُخْتِنَا فِي يَوْمِ خِطْبَتِهَا :مرة أخرى مع نشيد الإنشاد النص العربى القديم يحدد المشكلة بأن الأخت الصغيرة ليس لها ثديان فما العمل فى هذه المشكلة عندما تخطب هذه المسكينة. تم تعديل النص أو بمعنى أدق تحريفه إلى لم ينم نهداها بعد والجواب سهل ننتظر حتى ينموا أم يؤخذ هذا النص الجديد كدليل شرعى  (إذا كان أحد من النصارى يفهم معنى دليل شرعى) على أنه ممكن خطبة البنات الصغيرات قبل أن تنمو اثدائهن أو نهودهن ؟؟؟؟ هل من رجل رشيد يخبرنا ماذا يقول النص الأصلى لأنه لا يمكن  أن يحتمل المعنيين.
                  ثانيا : الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم 
 أولا : فى القرآن الكريم :
 إن الأنبياء والرسل صلوات الله وسلامه عليهم هم صفوة الخلق، وأئمة الحق، وأعلام التقى، حيث اصطفاهم الله-سبحانه وتعالى- على سائر خلقه بالمثل الكامل للإنسانية فكانوا آية لمن توسم وقدوة لمن اعتصم حتى عكست حياتهم الصور الإيمانية الحقة من صبر وشجاعة وتضحية وفداء قال تعالى: {لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُوْلِي الأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثاً يُفْتَرَى وَلَـكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ }يوسف111
وعالمنا العجيب الواسع الذي نعيش فيه ونتفيأ تحت ظلاله وما يحيط به من أسرار غامضة يدعونا  إلى التأمل والتفكر في صنعه العظيم لنصل في نهاية المطاف إلى الاستشعار بقدرته سبحانه وتعالى.. قال الله تعالى: ( إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِّأُولِي الأَلْبَابِ * الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا  مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ). آل عمران من الآيات 190-191.
 والشيطان منذ أن أبعده الله تعالى من رحمته وهو يترصد بالإنسان لإيقاعه في شراكه الخبيث انتقاماً من آدم وذريته: ( قَالَ رَبِّ فَأَنظِرْنِي إِلَى يَوْم يُبْعَثُونَ * قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ * إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ * قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَلأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ ). الحجر من الآية 36 إلى الآية40.
- هكذا ترصد الشيطان لبني آدم بالإيذاء والصد عن سبيل الله سبحانه وتعالى ومنعهم         سلوك الطريق السوي المستقيم حتى يكونوا عرضة لأفكاره الخبيثة وأباطيله الملتوية بالمكر والدهاء لذلك حذر الحق عز وجل عباده بقوله: ( الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاء وَاللَّهُ يَعِدُكُم مَّغْفِرَةً مِّنْهُ وَفَضْلاً وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ). البقرة - الآية 286.
- ولما كان الشيطان على هذه الصفات القبيحة والأفعال الذميمة، أرسل الله سبحانه وتعالى  الأنبياء والرسل مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل وأيدهم  بالمعجزات الباهرة والأدلة الواضحة والبراهين الساطعة قال تعالى: ( لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ... ). الحديد25.
- وبعد أن أبرز الله سبحانه وتعالى مكانة هؤلاء الأنبياء والرسل في حياتنا جعل الإيمان بهم  أصلاً من أصول الإيمان: ( قُلْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَالنَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ  لَهُ مُسْلِمُونَ ).. سورة آل عمران - آية 84.
بل جعل من يكفربهم خارجاً من نطاق دائرة الإيمان قال تعالى: ( وَمَن يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاًبَعِيدًا ). النساء - الآية 136.
* ولقد ذكر ابن القيم رحمه الله تعالى حاجة الناس الماسة إلى هؤلاء الصفوة المختارة من الأنبياء والرسل عليهم السلام بقوله: " إن الضرورة إليهم أعظم من ضرورة البدن إلى روحه والعين  إلى نورها والروح إلى حياتها، فأي ضرورة وحاجة فرضت فضرورة العبد وحاجته إلى الرسل   فوقها بكثير ".
- وهؤلاء الصفوة المختارة جاء ذكر بعضهم في القرآن الكريم بينما لم يذكر الكثير منهم وكذلك الأمر في السنة النبوية المطهرة قال تعالى:  وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَّن نَّشَاء إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ * وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ كُلاًّ هَدَيْنَا وَنُوحًا هَدَيْنَا مِن قَبْلُ وَمِن ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ * وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَى وَعِيسَى وَإِلْيَاسَ كُلٌّ مِّنَ الصَّالِحِينَ * وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطًا وَكُلاًّ فَضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ ). الأنعام من الآية 83 إلى الآية 86.
- أما الباقون فجاء ذكرهم في آيات متفرقات من القرآن الكريم
- وقد فضل الله تعالى بين هؤلاء الأطهار وميز منهم أولي العزم من الرسل قال تعالى: ( وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنكَ وَمِن نُّوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَأَخَذْنَا مِنْهُم مِّيثَاقًا غَلِيظًا ). سورة الأحزاب - آية 7..
- وخص الله سبحانه وتعالى نبينا محمداً  أنه خير رسله وخاتمهم، وأنه سيد الأولين والآخرين وأنه أعلاهم منزلة قال: أنا سيد ولد آدم يوم القيامة و لا فخر ، و بيدي لواء الحمد و لا فخر ، و ما من نبي يومئذ آدم فمن سواه إلا تحت لوائي ، و أنا أول شافع ، و أول مشفع ، و لا فخر ). صحيح الجامع.
* فائدة: الفرق بين الرسول والنبي:
- إن الشائع عند العلماء أن الرسول أعم من النبي .. فالرسول هو من أوحي إليه بشرع  وأمر بتبليغه .. أما النبي هو من أوحي إليه بشرع ولم يؤمر بتبليغه، وعلى ذلك فكل رسول  نبي وليس كل نبي رسول!.
- ورجّح الشيخ عمر الأشقر في كتابه ( الرسل والرسالات ): أن الرسول هو من أوحي إليه بشرع جديد بينما النبي هو المبعوث لتقرير شرع من قبله. ونقل ذلك عن تفسير الألوسي.
هذا ما حكاه القرآن الكريم باختصار عن الرسل بشكل عام ولا يتسع المجال هنا أن نتحدث عن كل نبى بالتفصيل  لأننا بصدد توضيح ما خالف فيه بنوا إسرائيل الفطرة السليمة وما خاضوه فى عرض أنبياهم فإن كنا ذكرنا آيات عامة عن الأنبياء إلا أنها تفيض عظمة وتقديرا لمكانة الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين .
 وعن المعصوم صلى الله عليه وسلم  قال الله عزّ و جلّ {قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً } الكهف110 إنّ من أعظم معجزات الأنبياء عليهم السّلام و دلالتهم على الله عزّ و جلّ ، هو كونهم بشرٌ من جنس البشر .
بشرٌ أشرقتْ فيهم أنوار الله و ساروا بها خلُقاً و معاملةً و أنساً باطنا و ظاهرا.
و قد يقولُ القائلُ إذا كانوا أنبياءً مؤيّدين من السّماء فأينَ الإعجازُ في هدايتهم و انقيادهم للحقّ بخلاف غيرهم ؟و الحقّ أنّ الإعجازَ يقعُ هنا حيثُ هذا السؤالُ و هذه الالتفاتة  ذلك أنّ الإيمانَ أنّهم مؤيّدون من عند الله هو عينُ الإيمان بالله الواحد الأحد الذي جاؤوا لدعوة النّاس من أجل الإيمان به و الإنقياد له .
و ليس بين الإنسان و بين الإنقياد سوى الإيمان فتمامُ انقياد أنبياء الله عليهم السّلام و كمال أخلاقهم و معاملاتهم هو عينُ الدّعوة إلى توحيد الله و الإيمان به ربّاً خضعتْ له الأكوانُ و العوالم ، فخضع له هؤلاء البشرُ المؤيّدون من ربّهم بناصر و معين و تأييد و إمداد طوّع لهم الحياة و سهّل لهم الاتّباع .
فبان من حضرة الأنبياء عليهم السّلام أنّ الإنسان قادرٌ أن يصلَ الى مرتبة التأييد الرّباني بانقياده الحقيقي لله من خلال اتّباع طريق الأنبياء عليهم السّلام و تعاليمهم التي جاؤوا بها و بأن أنّ الإنسان مطلوبٌ أن يقتدي بنبيّه صلوات الله و سلامه على نبيّنا و جميع الأنبياء قال: " {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً }الأحزاب21.
و أنّ تمام الإقتداء المرهون بالإستطاعة و السّعي و الحبّ و التعلّق موجبٌ أن ينصرَ الله عبده المقتدي الرّاجي ربّه و رحمته بتأييد منه و إمداد قريباً من تأييد أنبيائه عليهم السّلام
ويؤيد إمداد الله جل وعلا عباده بمدد من عنده وحفظه سبحانه وتعالى لهم هو قوله  {إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلاَّ مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ }الحجر42
فالعبودية لله و التحقّق بها تدخلُ العبد في مصافّ المحفوظين المؤيّدين من الله . فليس للشيطان و لا للهوى و النّفس سلطان عليهم .إنّ تلك البشرية المخصوصة التي أرسلها الله للبشر لهداية النّاس دلّتْ على فضل زائد مخصوص بخلاف لو بعث الله الرّسل ملائكة أو خلقا آخر
دلّت على أنّ الله ادّخر للإنسان خصوصية يدخلُ بها حضرته التي عصمَتْ الأنبياء عليهم السّلام و أنّ للمقتدين و المتّبعين عطاءٌ من جنس عطاء الرّسل و الأنبياء نوراً و إشراقاً و هدايةً و تأييداً
فالله الله في بعثة سيّدنا محمّد صلوات الله و سلامه عليه و على آله و صحبه التي جعلتْ لأتباعه شرفَ الاتّباع و الاقتداء و الأخذ المتصّل من حضرة عن حضرة متّصلة بالسماء و أنوراها و أسرارها التي اتّصلتْ بالنبيّ صلوات الله و سلامه عليه و على آله و صحبه.
فلا تزالُ هذه الدنيا بخير و في خير ما دام فيها أولئك القائمون في حضرة الله تعالى يستمدّون أنوارهم و أمدادهم و تأييدهم منه و يمدّون غيرهم نوراً و تأديباً و تعليما و صلّى الله على سيدنا محمد و على آله و صحبه و سلّم كثيرا . هذا ماكان عن الأنبياء فى القرآن الكريم فياترى كيف تناول الكتاب المقدس الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم . وهي مجرد محاولة تأمل في هذا الكتاب الذي يتعبد به اليهود والنصارى والذي اخذوا منه التشريعات والأخلاق ولن نتحدث عن كل الأنبياء .
الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم فى العهد القديم :-
أولا : نبى الله نوح عليه السلام :-
نبي الله نوح عليه السلام يشرب الخمر ويسكر ويتعرى !!
 سفر التكوين [ 9: 20 ]( وَاشْتَغَلَ نُوحٌ بِالْفَلاحَةِ وَغَرَسَ كَرْماً، وَشَرِبَ مِنَ الْخَمْرِ فَسَكِرَ وَتَعَرَّى دَاخِلَ خَيْمَتِهِ، فَشَاهَدَ حَامٌ أَبُو الْكَنْعَانِيِّينَ عُرْيَ أَبِيهِ، فَخَرَجَ وَأَخْبَرَ أَخَوَيْهِ اللَّذَيْنِ كَانَا خَارِجاً. فَأَخَذَ سَامٌ وَيَافَثُ رِدَاءً وَوَضَعَاهُ عَلَى أَكْتَافِهِمَا وَمَشَيَا الْقَهْقَرَى إِلَى دَاخِلِ الْخَيْمَةِ، وَسَتَرَا عُرْيَ أَبِيهِمَا مِنْ غَيْرِ أَنْ يَسْتَدِيرَا بِوَجْهَيْهِمَا نَحْوَهُ فَيُبْصِرَا عُرْيَهُ. وَعِنْدَمَا أَفَاقَ نُوحٌ مِنْ سُكْرِهِ وَعَلِمَ مَا فَعَلَهُ بِهِ ابْنُهُ الصَّغِيرُ قَال: لِيَكُنْ كَنْعَانُ مَلْعُوناً، وَلْيَكُنْ عَبْدَ الْعَبِيدِ لإِخْوَتِهِ». ثُمَّ قَالَ: تَبَارَكَ اللهُ إِلَهُ سَامٍ. وَلْيَكُنْ كَنْعَانُ عَبْداً لَهُ. لِيُوْسِعِ اللهُ لِيَافَثَ فَيَسْكُنَ فِي خِيَامِ سَامٍ. وَلْيَكُنْ كَنْعَانُ عَبْداً لَهُم )
عنصرية اليهود البغيضة
إن هذه القصة من افتراءات الكتاب المقدس على أنبياء الله وإتهامهم بإرتكاب الكبائر، وهي تفضح عنصرية اليهود البغيضة حيث قصدوا بهذه القصة اللعنة إلي الكنعانيين سكان فلسطين قبل اليهود، ونسبوا أنفسهم إلي سام وادعوا اختصاصهم بذلك ليتسنى لهم ادعاء حق السيطرة على الكنعانيين وأرضهم فلسطين.
 ولنا على هذه القصة المكذوبة عدة ملاحظات تفضح افتراءها منها:
كيف يقولون أن نبى الله نوح َشَرِبَ مِنَ الْخَمْرِ وَسَكِرَ وَتَعَرَّى دَاخِلَ خَيْمَتِهِ وهم يعلمون أن الخمر محرمة فى كل الأديان ؟_ كيف يلام حام وهو لم يفعل شيئاً يستحق اللوم عليه إضافة إلي أنه كان طفلاً صغيراً ؟_ وكيف يلعن نوح كنعان بن حام _ الذي سيولد بعد 20 سنة ؟... فما ذنب كنعان ؟ وكيف يتحمل ذنب أبيه _ إن كان لأبيه ذنب ؟أليس الكتاب يقول  " بر البار يكون له وإثم الفاجر يكون عليه."
ثانيا :نبي الله ابراهيم عليه السلام
زعم بنوا إسرائيل أن نبى الله ابراهيم عليه السلام قدم زوجته سارة إلي فرعون لينال الخير بسببها !! فقالوا فى سفر التكوين [ 12: 10، 19 ] ( وحدث لما قرب أن يدخل مصر أنه قال  لساراي  امرأته: إني قد علمت انك امرأة حسنة المنظر. فيكون إذا رآك المصريون أنهم يقولون هذه امرأته فيقتلونني ويستبقونك. قولي: انك اختي. ليكون لي الخير بسببك وتحيا نفسي من أجلك )
و يكتب الكاتب بعد ذلك أنه حصل لنبي الله ابراهيم الخير بسببها:
 وحدث لما دخل أبرام إلي مصر أن المصريين رأوا المرأة حسنة جداً ورآها رؤساء فرعون ومدحوها لدى فرعون فأخذت المرأة إلي بيت فرعون فصنع إلي أبرام خيراً بسببها، وصار له غنم وبقر وحمير وعبيد وإماء وأتن وجمال.. فدعا فرعون أبرام وقال: ما هذا الذي صنعت بي ؟ لماذا لم تخبرني أنها امرأتك؟ لماذا قلت هي أختي حتى اخذتها لي لتكون زوجتي؟ )
ثالثا : يتهمون نبي الله لوط عليه السلام بما لا يليق به :-
سفر التكوين [ 19: 30 ]: يقول كاتب السفر:(وصعد لوط من صوغر فسكن في مغارة بالجبل هو وابنتاه. وقالت البكر للصغيرة: أبونا قد شاخ. وليس في الأرض رجل ليدخل علينا. هلمي نسقي أبانا خمرًا ونضطجع معه فنحيي من أبينا نسلاً. فسقتا أباهما خمرًا في تلك الليلة، ودخلت البكر واضطجعت مع أبيها، ولم يعلم باضطجاعها ولا بقيامها. وحدث في الغد أن البكر قالت للصغيرة: إني قد اضطجعت البارحة مع أبي:، فَتَعَالَيْ نسقيه خمرًا الليلة أيضًا. وقامت الصغيرة واضطجعت معه، ولم يعلم باضطجاعها ولا بقيامها. فحبلت ابنتا لوط من أبيهما)
نسى بنوا إسرائيل أن من مهام لوط عليه السلام القيام بتطهير قومه من آفة الشذوذ الجنسي، وأن مما يدعو إلي الدهشة والغرابة أن دعوة لوط عليه السلام والتى حكاها القرآن الكريم هى في جوهرها دعوة للطهر والعفاف ومحاربة الشذوذ الجنسي والرذيلة والفجور الفاحش إلا أن الكتاب المقدس وصمه بما جاء ليطهر الناس منه !!!
هذا وقد شهد بطرس في رسالته الثانية [ 2: 7 ] شهد لنبي الله لوط بالبر والصلاح والإستقامة فهو يقول: ( وَإِذْ حَكَمَ اللهُ عَلَى مَدِينَتَيْ سَدُومَ وَعَمُورَةَ بِالْخَرَابِ، حَوَّلَهُمَا إِلَى رَمَادٍ، جَاعِلاً مِنْهُمَا عِبْرَةً لِلَّذِينَ يَعِيشُونَ حَيَاةً فَاجِرَةً. وَلَكِنَّهُ أَنْقَذَ لُوطاً الْبَارَّ، الَّذِي كَانَ مُتَضَايِقاً جِدّاً مِنْ سُلُوكِ أَشْرَارِ زَمَانِهِ فِي الدَّعَارَةِ. فَإِذْ كَانَ سَاكِناً بَيْنَهُمْ، وَهُوَ رَجُلٌ بَارٌّ، كَانَتْ نَفْسُهُ الزَّكِيَّةُ تَتَأَلَّمُ يَوْمِيّاً مِنْ جَرَائِمِهِمِ الَّتِي كَانَ يَرَاهَا أَوْ يَسْمَعُ بِهَا. وَهَكَذَا نَرَى أَنَّ الرَّبَّ يَعْرِفُ كيف يُنْقِذَ الأَتْقِيَاءَ مِنَ الْمِحْنَةِ، ] ترجمة كتاب الحياة فكيف يتفق هذا مع ما جاء في سفر التكوين من أن لوط عليه السلام شرب الخمر وسكر وتعرى وزنى مع أبنتيه الكبرى والصغرى ؟!
رابعا : نبي الله داودعليه السلام :-
زعم بنوا إسرائيل أن نبي الله داود عليه السلام ( حاشاه )  زني بزوجة جاره ودبر مؤامرة دنيئة ضده لاغتياله فيها !!!فقالوا فى سفر صموئيل الثاني [ 11: 2 ]:
( قام داود عن سريره وتمشى على سطح بيت الملك فرأى من على السّطح امرأة تستحمّ، وكانت المرأة جميلة المنظر جدًا. فأرسل داود وسأل عن المرأة. فقال واحد: أليست هذه بشثبع بنت اليعام امرأة أوريا الحتي؟ فأرسل داود رسلاً وأخذها، فدخلت إليه فاضطجع معها وهي مطهرة من طمثها، ثم رجعت إلى بيتها. وحبلت المرأة فأخبرت داود بذلك فدعا داود زوجها (أوريا الحثي) فأكل أمامه وشرب وأسكره.
وفي الصباح كتب داود مكتوبًا إلى يؤاب وأرسله بيد أوريا. وكتب في المكتوب يقول: اجعلوا أوريا في وجه الحرب الشديدة، وارجعوا من ورائه: فيُضرب ويموت. ومات أوريا … فأرسل داود وضم امرأة أوريا إلى بيته وصارت له امرأة وولدت له ابنًا. )  [ هو سليمان عليه السلام ]
وليس هذا فحسب بل اقرأ عزيزى القارئ ما سجلوه فى كتابهم الذى يزعمون أنه من عند الله تعالى عن نبي الله داود عليه السلام :
5 - وَدَاوُدُ وَكُلُّ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ يَلْعَبُونَ أَمَامَ الرَّبِّ بِكُلِّ أَنْوَاعِ الآلاَتِ مِنْ خَشَبِ السَّرْوِ بِالْعِيدَانِ وَبِالرَّبَابِ وَبِالدُّفُوفِ وَبِالْجُنُوكِ وَبِالصُّنُوجِ.
  6  -و لَمَّا انْتَهُوا إِلَى بَيْدَرِ نَاخُونَ مَدَّ عُزَّةُ يَدَهُ إِلَى   تَابُوتِ اللَّهِ وَأَمْسَكَهُ، لأَنَّ الثِّيرَانَ تَعَثَّرَتْ.
 7  - فَحَمِيَ غَضَبُ الرَّبِّ عَلَى عُزَّةَ وَضَرَبَهُ اللَّهُ    هُنَاكَ لأَجْلِ غَفَلِهِ، فَمَاتَ هُنَاكَ لَدَى تَابُوتِ اللَّهِ.
 8 - فَاغْتَاظَ دَاوُدُ لأَنَّ الرَّبَّ اقْتَحَمَ عُزَّةَ اقْتِحَاماً، وَسَمَّى ذَلِكَ الْمَوْضِعَ "فَارِصَ عُزَّةَ" إِلَى هَذَا الْيَوْمِ.
  5 - And David and all the house of Israel played before the LORD on all manner of instruments made of fir wood, even on harps, and on psalteries, and on timbrels, and on cornets, and on cymbals.
  6 - And when they came to Nachon's threshingfloor Uzzah put, forth his hand to the ark of God, and took hold of it; for the oxen shook it.
  7 - And the anger of the LORD was kindled against and God Uzzah; smote him there for his error; and there he died by the ark of God.
  8 - And David was displeased, because the LORD had made a breach upon Uzzah: and he called the name of the place Perezuzzah to this day.
ثم أنظر إلى التعديل : -5- وَدَاوُدُ وَسَائِرُ مُرَافِقِيهِ مِنَ الإِسْرَائِيلِيِّينَ يَعْزِفُونَ أَمَامَ الرَّبِّ عَلَى كُلِّ أَنْوَاعِ الآلاَتِ الْمَصْنُوعَةِ  مِنْ خَشَبِ السَّرْوِ، كَالْعِيدَانِ وَالرَّبَابِ والدُّفُوفِ وَالْجُنُوكِ وَالصُّنُوجِ.
 6 -وَعِنْدَمَا بَلَغُوا بَيْدَرَ  نَاخُونَ تَعَثَّرَتِ الثِّيرَانُ الَّتِي تَجُرُّ الْعَرَبَةَ، فَمَدَّ عُزَّةُ يَدَهُ وَأَمْسَكَ تَابُوتَ الرَّبِّ خَوْفاً عَلَيْهِ مِنَ السُّقُوط
  7 - فَاحْتَدَمَ غَضَبُ الرَّبِّ عَلَيْهِ، وَأَهْلَكَهُ لأَجْلِ جَسَارَتِهِ وَجَهْلِهِ، فَمَاتَ هُنَاكَ بِجِوَارِ التَّابُوتِ.
8  - فَشَقَّ الأَمْرُ عَلَى دَاوُدَ لأَنَّ الرَّبَّ أَهْلَكَ عُزَّةَ وَأَبَادَهُ. وَدَعَا ذَلِكَ الْمَوْضِعَ فَارَصَ عُزَّةَ (وَمَعْنَاهُ انْكِسَارُ عُزَّةَ) إِلَى هَذَا الْيَوْمِ.
القصة باختصار : أن "  عزة  " (بضم العين) يمد يده ليمسك تابوت الرب قبل ان يسقط لان الثيران التى تجره تعثرت وهو تصرف تلقائى لا غبار عليه ولكن الرب غضب على عزة هذا فضربه واهلكه لدى التابوت المقدس وهى كما ترى امور تظهر الرب بصورة الظالم ولذلك يذكر النص الأول أن داوود اغتاظ لأن الرب قتل عزة قتلا . والنص اغتاظ داود تحول الى "فشق الامر على داود" لزوم التخفيف .ولا يفوتنا هنا ان نشكر الكتبة على تعديل أخر هو وضع كلمة يعزفون بدلا من يلعبون وهى أدق واصح وهو خطأ من المترجم الأول كما هو واضح .
25 -  القائل بفم داود فتاك لماذا ارتجّت الامم وتفكر الشعوب بالباطل. اعمال 4 : 25 :
والنص في الطبعة الجديد :
25 يَامَنْ قُلْتَ بِالرُّوحِ الْقُدُسِ عَلَى لِسَانِ عَبْدِكَ دَاوُدَ: لِمَاذَا ضَجَّتْ الأُمَمُ؟ وَلِمَاذَا تَآمَرَتِ الشُّعُوبُ بَاطِلاً؟ هنا حصل العكس غفل الكاتب القديم عن ذكر الروح القدس و كان الرب هو القائل بفم داود مباشرة و لكن النص الثانى يحشر الروح القدس بين الرب و داود و لا أعرف هل ظهر نص جديد مثلا به الروح القدس أم أن المترجم القديم أخطأ من الأصل أم أن الموضوع على حسب مزاج من يكتب .!!!!!!!
خامسا : النبي هوشع
زعم بنوا إسرائيل انه اتخذ لنفسه زانية !!!  فقالوا فى سفر هوشع [ 1: 2 ]:
( أول ما كلم الرب هوشع قائلاً: اذهب خذ لنفسك امرأة زانية وأولاد زنى لأن الأرض قد زنت زني.)
سادسا : نبي الله هارون عليه السلام
 اتهمه بنوا إسرائيل بما هو فيهم : فقالوا فى سفر الخروج [ 32: 2 ]   ( قال هارون لبني إسرائيل: انزعوا أقراط  الذهب. فنزعوها وأتوا بها إلى هارون وبنى لهم عجلاً مسبوكًا. بنى أمامهم مذبحًا فقال: هذه آلهتك يا إسرائيل التي أصعدتك من أرض مصر).
سابعا :نبي الله سليمان عليه السلام :
زعم بنوا إسرائيل أن نبى الله سليمان عليه السلام ( حاشاه )  خالف وصايا الرب و كفر في أواخر حياته وعبد الأوثان !! فقالوا فى سفر الملوك الأول [ 11: 1 ]: ( وَأُوْلِعَ سُلَيْمَانُ بِنِسَاءٍ غَرِيبَاتٍ كَثِيرَاتٍ، فَضْلاً عَنِ ابْنَةِ فِرْعَوْنَ، فَتَزَوَّجَ نِسَاءً مُوآبِيَّاتٍ وَعَمُّونِيَّاتٍ وَأَدُومِيَّاتٍ وَصِيدُونِيَّاتٍ وَحِثِّيَّاتٍ، وَكُلُّهُنَّ مِنْ بَنَاتِ الأُمَمِ الَّتِي نَهَى الرَّبُّ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَنِ الزَّوَاجِ مِنْهُمْ قَائِلاً لَهُمْ: «لاَ تَتَزَوَّجُوا مِنْهُمْ وَلاَ هُمْ مِنْكُمْ، لأَنَّهُمْ يُغْوُونَ قُلُوبَكُمْ وَرَاءَ آلِهَتِهِمْ». وَلَكِنَّ سُلَيْمَانَ الْتَصَقَ بِهِنَّ لِفَرْطِ مَحَبَّتِهِ لَهُنَّ. فَكَانَتْ لَهُ سَبْعُ مِئَةِ زَوْجَةٍ، وَثَلاَثُ مِئَةِ من السراري، فَانْحَرَفْنَ بِقَلْبِهِ عَن الرَّبِّ. فَاسْتَطَعْنَ أَنْ يُغْوِينَ قَلْبَهُ وَرَاءَ آلِهَةٍ أُخْرَى، فَلَمْ يَكُنْ قَلْبُهُ مُسْتَقِيماً مَعَ الرَّبِّ وَمَا لَبِثَ أَنْ عَبَدَ عَشْتَارُوثَ آلِهَةَ الصِّيدُونِيِّينَ)..
ثامنا : نبي الله أيوب عليه السلام 
اتهم بنوا اسرائيل نبى الله ايوب بأنه ( حاشاه ) سب الله جل وعلا  !! فقد نسب كاتب السفر لنبي الله أيوب الآتي: هو ذالله: لاَ يَأْتَمِنُ عَبِيدَهُ، وَإِلَى مَلاَئِكَتِهِ يَنْسِبُ حَمَاقَةً )  سفر أيوب [ 4: 18 ]:( قَدْ طَرَحَنِي اللهُ فِي الْحَمْأَةِ فَأَشْبَهْتُ التُّرَابَ وَالرَّمَادَ. أَسْتَغِيثُ بِكَ فَلاَ تَسْتَجِيبُ، وَأَقِفُ أَمَامَكَ فَلاَ تَأْبَهُ بِي. أَصْبَحْتَ لِي عَدُوّاً قَاسِياً، وَبِقُدْرَةِ ذِرَاعِكَ تَضْطَهِدُنِي. ) [ ترجمة كتاب الحياة) ]سفر أيوب [ 30: 19 ].(قَدْ كَرِهْتُ حَيَاتِي، لِهَذَا أُطْلِقُ الْعَنَانَ لِشَكْوَايَ، وَأَتَحَدَّثُ عَنْ أَشْجَانِي فِي مَرَارَةِ نَفْسِي، قَائِلاًَ لِلهِ: لاَ تَسْتَذْنِبْنِي. فَهِّمْنِي لِمَاذَا تُخَاصِمُنِي؟ أَيَحْلُو لَكَ أَنْ تَجُورَ وَتَنْبِذَ عَمَلَ يَدِكَ، وَتُحَبِّذَ مَشُورَةَ الأَشْرَارِ؟ أَلَكَ عَيْنَا بَشَرٍ، أَمْ كَنَظَرِ الإِنْسَانِ تَنْظُرُ ؟ ) سفر أيوب [ 10: 1 ]
ونجد كلاماً كفرياً آخر ينسبه كاتب السفر لأيوب عليه السلام وهذا نصه: ( وَإِنْ شَمَخْتُ بِرَأْسِي تَقْتَنِصُنِي كَالأَسَدِ، ثُمَّ تَعُودُ فَتَصُولُ عَلَيَّ. تُجَدِّدُ شُهُودَكَ ضِدِّي، وَتُضْرِمُ غَضَبَكَ عَلَيَّ، وَتُؤَلِّبُ جُيُوشاً: تَتَنَاوَبُ ضِدِّي. لِمَاذَا أَخْرَجْتَنِي مِنَ الرَّحِمِ؟ أَلَمْ يَكُنْ خَيْراً لَوْ أَسْلَمْتُ الرُّوحَ وَلَمْ تَرَنِي عَيْنٌ ؟ فَأَكُونُ كَأَنِّي لَمْ أَكُنْ فَأُنْقَلُ مِنَ الرَّحِمِ إِلَى الْقَبْرِ. أَلَيْسَتْ أَيَّامِي قَلِيلَةً؟ كُفَّ عَنِّي لَعَلِّي أَتَمَتَّعُ بِبَعْضِ الْبَهْجَةِ ) سفر أيوب [ 10: 16 ]
تاسعا : نبي الله موسى عليه السلام
انظر أيها القارىء العزيز كيف يكلم موسى عليه السلام الرب جل وعلا :
 فَقَالَ مُوسَى لِلرَّبِّ: "اسْتَمِعْ أَيُّهَا \لسَّيِّدُ لَسْتُ أَنَا صَاحِبَ كَلاَمٍ مُنْذُ أَمْسِ وَلاَ أَوَّلِ مِنْ أَمْسِ وَلاَ مِنْ حِينِ كَلَّمْتَ عَبْدَكَ بَلْ أَنَا ثَقِيلُ \لْفَمِ وَ\للِّسَانِ". 11فَقَالَ لَهُ \لرَّبُّ: "مَنْ صَنَعَ لِلْإِنْسَانِ فَماً أَوْ مَنْ يَصْنَعُ أَخْرَسَ أَوْ أَصَمَّ أَوْ بَصِيراً أَوْ أَعْمَى؟ أَمَا هُوَ أَنَا \لرَّبُّ؟ 12فَالآنَ \ذْهَبْ وَأَنَا أَكُونُ مَعَ فَمِكَ وَأُعَلِّمُكَ مَا تَتَكَلَّمُ بِهِ". 13فَقَالَ: "اسْتَمِعْ أَيُّهَا \لسَّيِّدُ أَرْسِلْ بِيَدِ مَنْ تُرْسِلْ". 14فَحَمِيَ غَضَبُ \لرَّبِّ عَلَى مُوسَى وَقَالَ: "أَلَيْسَ هَارُونُ \للاَّوِيُّ أَخَاكَ؟ تهرُّب موسى خروج 4 10 :
 10 - فَقَالَ مُوسَى لِلرَّبِّ: "اصْغَ يَارَبُّ، أَنَا لَمْ أَكُنْ فِي يَوْمٍ مِنَ الأَيَّامِ فَصِيحاً، لاَ فِي الأَمْسِ، وَلاَ مُنْذُ أَنْ خَاطَبْتَ عَبْدَكَ. إِنَّمَا أَنَا بَطِيءُ النُّطْقِ عَيِيُّ اللِّسَانِ". 11فَقَالَ الرَّبُّ لَهُ: "مَنْ هُوَ بَارِيءُ فَمِ الإِنْسَانِ؟ أَوْ مَنْ يَجْعَلُهُ أَخْرَسَ أَوْ أَصَمَّ أَوْ بَصِيراً أَوْ كَفِيفاً؟ أَلَسْتُ أَنَا الرَّبُّ؟ 12فَالآنَ انْطَلِقْ فَأُلَقِّنَ فَمَكَ النُّطْقَ، وَأُعَلِّمَكَ مَاذَا تَقُولُ". 13لَكِنَّ مُوسَى أَجَابَ: "يَاسَيِّدُ، أَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ أَنْ تُرْسِلَ مَنْ تَشَاءُ غَيْرِي". 14فَاحْتَدَمَ غَضَبُ الرَّبِّ عَلَى مُوسَى وَقَالَ: "أَلَيْسَ هَرُونُ اللاَّوِيُّ أَخَاكَ؟
10 -And Moses said unto the LORD, O my LORD, I am not eloquent neither heretofore, nor since thou hast spoken unto thy servant: but I am slow of speech, and of a slow tongue.
انظر أيها القارىء العزيز كيف يكلم موسى عليه السلام الرب على زعمهم مرتين متتاليتين قائلا اسمع ايها السيد وهو كما ترى قول جاف وجرى تعديله إلى اسلوب اكثر تهذيبا و هو اصغ يا رب وفى الثانية اتوسل اليك يا سيد والتى تطابق الى حد كبير النص الانجليزى.
كما زعم بنوا اسرائيل ان نبى الله موسى عليه السلام أمر بالسرقة بناء على طلب الرب !! فقالوا فى سفر الخروج [ 3: 22 ]: ان الرب جل وعلا ( حاشاه ) قال لهم ( فَلاَ تَخْرُجُونَ فَارِغِينَ حِينَ تَمْضُونَ، بَلْ تَطْلُبُ كُلُّ امْرَأَةٍ مِنْ جَارَتِهَا أَوْ نَزِيلَةِ بَيْتِهَا جَوَاهِرَ فِضَّةٍ وَذَهَبٍ وَثِيَاباً تُلْبِسُونَهَا بَنِيكُمْ وَبَنَاتِكُمْ فَتَغْنَمُونَ ذَلِكَ مِنَ الْمِصْرِيِّين)
وليس هذا فحسب بل زعموا أن موسى وهارون عليهما السلام خانا الرب ولم يثقا به في وسط بني اسرائيل !!! فقالوا فى سفر التثنية[52 32: 48، ]
( وكلم الله موسى... قائلاً  : إصعد إلى جبل عفاريم في أرض موآب الذي قبالة أريحا، وانظر أرض كنعان التي أنا أعطيها لبني اسرائيل ملكاً، ومت في الجبل الذي تصعد إليه وانضم إلى قومك، كما مات هارون من قبل في جبل هور...، لأنكما خنتماني في وسط بني اسرائيل... إذ لم تقدساني في وسط بني اسرائيل...)
عاشرا : النبي إشعياء
زعموا أمرا فى منتهى الغرابة ألا وهو أن الرب جل وعلا أمر النبى اشعياء بخلع ملابسه وبكشف عورته للناس  فقالوا فى سفر إشعياء [20: 2 ]:
(تَكَلَّمَ الرَّبُّ عَلَى لِسَانِ إِشَعْيَاءَ بْنِ آمُوصَ قَائِلاً: «اذْهَبْ وَاخْلَعِ الْمُسُوحَ عَنْ حَقَوَيْكَ، وَانْزِعْ حِذَاءَكَ مِنْ قَدَمَيْكَ». فَفَعَلَ كَذَلِكَ وَمَشَى عَارِياً حَافِياً.)
أخي القارئ: هذه قليل من كثير مما طعن به الكتاب المقدس أنبياء الله وصفوة البشر وبعد هذا من الطبيعي أن يتساءل المرء هل صدر كل ذلك عن الرسل والأنبياء حملة الوحي وصفوة البشر وخير الخلق والذين بعثهم الله لهداية البشرية ؟!
               ثالثا :      تناقض أم نسيان ؟
نذكر الآن لك عزيزى القارئ بعضا من نصوص الكتاب المقدس لأننا رأينا فيها عجبا فلم ندرى أهو تناقض أم نسيان ؟
أولا :أخبار الأيام  2 22 :
 1 - وَمَلَّكَ سُكَّانُ أُورُشَلِيمَ أَخَزْيَا ابْنَهُ الأَصْغَرَ عِوَضاً عَنْهُ لأَنَّ جَمِيعَ الأَوَّلِينَ قَتَلَهُمُ الْغُزَاةُ الَّذِينَ جَاءُوا مَعَ الْعَرَبِ إِلَى الْمَحَلَّةِ. فَمَلَكَ أَخَزْيَا بْنُ يَهُورَامَ مَلِكِ يَهُوذَا.
 2كَانَ أَخَزْيَا ابْنَ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِينَ سَنَةً حِينَ مَلَكَ وَمَلَكَ سَنَةً وَاحِدَةً فِي أُورُشَلِيمَ وَاسْمُ أُمِّهِ عَثَلْيَا بِنْتُ عُمْرِي.
  1 - And the inhabitants of Jerusalem made Ahaziah his youngest son king in his stead: for the band of men that came with the Arabians to the camp had slain all the eldest. So Ahaziah the son of Jehoram king of Judah reigned.
  2 - Forty and two years old was Ahaziah when he began to reign, and he reigned one year in Jerusalem. His mother's name also was daughter of Omri. Athaliah the
وَنَصَّبَ سُكَّانُ أُورُشَلِيمَ أَخَزْيَا أَصْغَرَ أَبْنَائِهِ مَلِكاً عَلَيْهِمْ خَلَفاً لَهُ، لأَنَّ الْغُزَاةَ الَّذِينَ انْضَمُّوا إِلَى الْعَرَبِ وَأَغَارُوا عَلَى أُورُشَلِيمَ قَتَلُوا سَائِرَ إِخْوَتِهِ، فَمَلَكَ أَخَزْيَا بْنُ يَهُورَامَ عَلَى يَهُوذَا.2وَكَانَ أَخَزْيَا فِي الثَّانِيَةِ وَالْعِشْرِينَ مِنْ عُمْرِهِ حِينَ تَوَلَّى الْمُلْكَ، وَدَامَ حُكْمُهُ سَنَةً وَاحِدَةً  فِي أُورُشَلِيمَ، وَاسْمُ أُمِّهِ عَثَلْيَا، وَهِيَ حَفِيدَةُ عُمْرِي.
فى هذا النص عمر أخزيا تحول من الثانية والأربعين إلى الثانية و العشرين   والسبب هو أن أبو أخزيا مات و عمره أربعون سنة راجع الإصحاح 21ولا يمكن أن يكون  عمر الابن أكبر من عمر الأب فلا مانع من تعديل العمر!!!!!
ولاحظ أن طبعة الملك جيمس الإنجليزية تحدد العمر ب 42 سنة وهذه الطبعة عمرها أكثر من 400 عام وبقى فيها وفى  الطبعة العربية القديمة عمر الابن أكبر من عمر الأب حتى تدارك الذين يكتبون الكتاب بأيديهم ذلك فى الطبعة الجديدة .
مزمور 105 28 : أَرْسَلَ ظُلْمَةً فَأَظْلَمَتْ وَلَمْ يَعْصُوا كَلاَمَهُ.
  28 - He sent darkness, and made it dark; and they rebelled not against his word.
28  - بَعَثَ ظَلاَماً، تَغَشَّتْ بِهِ الأَرْضُ، وَلَكِنَّ الْمِصْرِيِّينَ عَانَدُوا كَلِمَتَهُ.
النص العربى الأول والإنجليزى كذلك ينفى المعصية عن المصريين أما النص العربى الجديد يصر  على أن المصريين عاندوا كلمته أى عصوا الرب وهو عكس المعنى .
ثانيا  :26 وكانت المرأة اممية وفي جنسها فينيقية سورية .فسألته أن يخرج الشيطان من ابنتها . مرقص 7 : 26 :
و فى الطبعة الجديدة :26وَكَانَتِ الْمَرْأَةُ يُونَانِيَّةً، مِنْ أَصْلٍ سُورِيٍّ فِينِيقِيٍّ .
و فى الملك جيمس مرقص 7 : 26
    nation   26 -The woman was a Greek, a Syrophenician by  and she besought him that he would cast forth the devil out of her daughter.
و هذا متى فى نفس القصة يقول  :متى 15 : 22 فى النسخة القديمة .22 واذا امرأة كنعانية خارجة من تلك التخوم هذه المراة الخارقة المتعددة الجنسيات لها خمسة جنسيات و هى :  اممية  فنيقية  سورية  كنعانية  يونانية
ثالثا : عبرانيين 7 : 3 " يتحدث عن ملكى صادق " 3 بلا أب بلا أم بلا نسب.لا بداءة أيام له ولا نهاية حياة بل هو مشبه بابن الله هذا يبقى كاهنا إلى الأبد.
والنص في الطبعة الجديدة :
3 وَالْوَحْيُ لاَ يَذْكُرُ لَهُ أَباً وَلاَ أُمّاً وَلاَ نَسَباً، كَمَا لاَ يَذْكُرُ شَيْئاً عَنْ وِلاَدَتِهِ أَوْ مَوْتِهِ. وَذَلِكَ لِكَيْ يَصِحَّ اعْتِبَارُهُ رَمْزاً لابْنِ اللهِ، بِوَصْفِهِ كَاهِناً إِلَى الأَبَدِ .
يستدل بعض النصارى على الوهية المسيح بأن لا أب له هكذا يحاولوا أن يقنعوا أنفسهم  و الإجابة التقليدية لهذا السبب هو النص الأول من العبرانيين 7 : 3 الذى يثبت أن ملكى صادق بلا أب و لا أم هو الأخر فهل هو إله أيضا مثل يسوع ؟؟؟؟
و قد فطن كتبة الكتاب المقدس فى الطبعة الجديدة لهذه الثغرة التى تثبت فساد رأيهم فتم تغيرها كما تلاحظوا فى النص الثانى الذى هو محاولة لتغيير النصوص لدفع الحرج بقدر الإمكان بدون أى اعتبار لنسخة أصلية أو خلافه مجرد شخص يكتب و فى ذهنه أمر ما يريد إخفائه و التعمية عليه .فمن يرى النص الأول يعتبره جحة ضد النصارى الذين يستدلون على الوهية المسيح  أنه بلا أب فنقول لهم ها هو ملكى صادق أيضا بلا أب و لذلك كانت الترجمة الثانية لتلافى هذا العيب .
رابعا :يوحنا 3 : 2 : هذا جاء إلى يسوع ليلا وقال له يا معلّم نعلم انك قد أتيت من الله معلّما لأن ليس أحد يقدر أن يعمل هذه الآيات التي أنت تعمل إن لم يكن الله معه.
3 اجاب يسوع وقال له الحق الحق اقول لك إن كان أحد لا يولد من فوق لا يقدر إن  يرى ملكوت الله.
أما فى النص الجديد المسمى كتاب الحياة :
2 جَاءَ إِلَى يَسُوعَ لَيْلاً وَقَالَ لَهُ: «يَامُعَلِّمُ، نَعْلَمُ أَنَّكَ جِئْتَ مِنَ اللهِ مُعَلِّماً، لأَنَّهُ لاَ يَقْدِرُ أَحَدٌ أَنْ يَعْمَلَ مَا تَعْمَلُ مِنْ آيَاتٍ إِلاَّ إِذَا كَانَ اللهُ مَعَهُ». 3فَأَجَابَهُ يَسُوعُ: «الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ  لَكَ:  لاَ أَحَدَ يُمْكِنُهُ أَنْ يَرَى مَلَكُوتَ اللهِ إِلاَّ إِذَا وُلِدَ مِنْ جَدِيدٍ».
الإختلاف واضح هل الذى يرى الملكوت هو من يولد من فوق أم من يولد من جديد ؟؟؟؟
و هناك مشكلة أخرى فى هذا النص هى كلمة يا معلم فهى لم تطلق على اليهود إلا بعد دمار الهيكل الثانى حوالى سنة 70 ميلادية .
و فى نفس الموضوع انظر متى 23 : 7 :  والتحيات في الأسواق وأن يدعوهم الناس        سيدي سيدي .
تجد النص فى الطبعة الجديدة  :7 وَأَنْ تُلْقَى عَلَيْهِمِ التَّحِيَّاتُ فِي السَّاحَاتِ، وَأَنْ يَدْعُوَهُمُ    النَّاسُ: يَامُعَلِّمُ، يَامُعَلِّمُ.
و هذا النص من النصوص التى تثبت أن الإنجيل المنسوب إلى متى لم يكتب قبل دمار الهيكل الثانى و هذه اللفظة لم تذكر فى العهد القديم أبدا .
خامسا :اشعيا 7 : 18 : - وَيَكُونُ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ أَنَّ الرَّبَّ يَصْفِرُ لِلذُّبَابِ الَّذِي فِي أَقْصَى تُرَعِ مِصْرَ وَلِلنَّحْلِ الَّذِي فِي أَرْضِ أَشُّورَ
18 - فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ يَصْفِرُ الرَّبُّ لِلْمِصْرِيِّينَ فَيَجِيئُونَ عَلَيْكُمْ مِنْ كُلِّ أَنْهَارِ مِصْرَ، وَلِلأَشُورِيِّينَ فَيَجِيئُونَ عَلَيْكُمْ كَأَسْرَابِ النَّحْلِ .
كما ترى عزيزى القارىء أن الرب يصفر إلى الذباب فى النص الأول و تحول التصفير إلى المصريين فى النص الثانى .
أ : التفسير التطبيقى للكتاب المقدس يذكر النص المعدل بدون ذباب و لكن عند التفسير يذكر بالحرف صفحة 1390 : فى تفسير العدد 7 : 18 " الذباب و النحل رموز لدينونة الله كما فى خروج 23 : 28 " و كما ترى أخى الفاضل الكتاب يذكر النص بدون ذباب و يذكر الذباب فى التفسير و تعجب معى كيف يحذف الذباب من النص و يذكره فى التفسير !!!
ب: فهرس الكتاب المقدس و هو المرجع الأساسى لهم بلا خلاف يذكر أن الذباب ورد مرتين فى الكتاب المقدس مرة فى الجامعة 10 : 1
" 1 - اَلذُّبَابُ الْمَيِّتُ يُنَتِّنُ "
و المرة الثانية فى اشعيا 7: 18 و هذا يثبت أن من حذف الذباب مزور و محرف و غير أمين  على النصوص .
و العودة لفهرس الكتاب المقدس تكشف التحريف فى معظم الأحيان و هذه نصيحة لمن  يحرف يجب عليه أن يحرف فهرس الكتاب المقدس أيضا .
ت : النص العبرى الأصلى به ذبابة واحدة و نحلة واحدة فقط بالمفرد كما ترى أخى هذه أدق ترجمة إنجليزية للنص العبرى :
  in that day, that the LORD shall hiss for the fly and for the bee 
و نسخة الملك جيمس تتفق فى ذلك اى تذكر ذبابة واحدة و نحلة واحدة بالمفرد فمن اين اتى هؤلاء القوم بصيغة الجمع ؟؟؟ هذه مهزلة و الموضوع اصبح اكبر من تحريف.
 سادسا :  متى 8 : 28 : ولما جاء الى العبر إلى كورة الجرجسيين استقبله مجنونان
28 وَلَمَّا وَصَلَ يَسُوعُ إِلَى الضَّفَّةِ الْمُقَابِلَةِ، فِي بَلْدَةِ الْجَدَرِيِّينَ، لاَقَاهُ رَجُلاَنِ تَسْكُنُهُمَا الشَّيَاطِين 
الخلاف واضح النسخة القديمة تسمى البلدة الجرجسيين و الطبعة الجديدة تسميها الجدريين !!!! و لنرى ماذا يسميها مرقص و لوقا اللذان ذكرا نفس القصة :مرقص 5 : 1  وجاءوا الى عبر البحر الى كورة الجدريين .و لوقا فى 8 : 26 وساروا الى كورة الجدريين التي هي مقابل الجليل .
الأمر معقد بعض الشىء مرقص و لوقا فى الطبعة القديمة يتفق مع متى فى الطبعة الجديدة  و لكن يختلفا مع متى فى نفس طبعتهم !!!!
و الآن لنرى ماذا يسمى مرقص و لوقا هذه البلدة فى الطبعة الجديدة :
مرقص فى الطبعة الجديدة : ثُمَّ وَصَلُوا إِلَى الضَّفَّةِ الْمُقَابِلَةِ مِنَ الْبُحَيْرَةِ، إِلَى بَلْدَةِ الْجِرَاسِيِّينَ.
و لوقا فى الطبعة الجديدة يتفق معه :  26وَوَصَلُوا إِلَى بَلْدَةِ الْجِرَاسِيِّينَ، وَهِيَ تَقَعُ مُقَابِلَ الْجَلِيلِ.
نبدأ باسم المدينة طبعا كالعادة متى مختلف عن مرقص و لوقا متى يسميها كورة الجرجسيين فى الطبعة القديمة , كما ترى سماها مرقص و لوقا كورة الجدريين وطبعا هذا خلاف  يجتهد النصارى فى حله بشتى الالعيب و الحيل .
أول مشكلة أن جرجسة تبعد ثلاثون ميلا جنوب شرقى البحيرة و هذا يعنى أن الخنازير  المسكينة عليها أن تجرى كل هذه المسافة لتلقى بنفسها فى البحر و تغرق ؛  المسافة أطول من  سباق الماراثون بخمسة أميال !!!!!!!! .
-- و جدرة تبعد ستة أميال و تفصلها منحدرات اليرموك و هنا على الخنازير أن تتمرن           على الوثب العالى و الطويل الوثبة الواحدة طولها ستة أميال لكى تقفز فوق المرتفعات و تسقط  فى البحر و تغرق و لكى نريح القارىء و اريح نفسى نرى ماذا يقولون هم فى تفسيراتهم .
ننقل من تفسيرهم بالحرف :"كلمة جرجسيين ادخلت غالبا بواسطة اوريجانوس لأنه              لا جدرا ولا المدينة الرومانية جرجسة (جراسا ) كانتا على شاطىء البحيرة أى بحيرة شرق الأردن " . التفسير الحديث انجيل متى صفحة 174 .
و فى تفسير لوقا بقلم القس ليون موريس صفحة 159 نقرأ الآتى بعد شرح التناقض      "يفضل العلامة اوريجون هذا الاسم (كورة الجرجسيين ) و هو يرى أن الاسمين الآخرين  يشيران الى اماكن بعيدة جدا و يعتقد ان الاختلاف فى نطق الاسم راجع إلى أن الكُتاب لم  يكونوا يعرفون بلدة جرجسة الصغيرة و لذلك ابدلوها باسماء يعرفونها "
و ليس هناك أوضح من ذلك مرقص و لوقا كتبوا اسم بلدة خطأ رغم تدقيق لوقا الشديد  و تم تدارك الموقف فى متى بيد اوريجانوس أو اوريجون باعترافهم هم و طبعا لا ذكر للروح القدس التى توحى لهم بهذه اللخبطة.
و الخلاصة أن متى الذى ينقل من مرقص ( و ربما لوقا ايضا ) كتب اسم البلدة مختلف لأنه  أحس أن الاسم عند لوقا و مرقص خطأ و هذا الاسم لم يعجب اوريجانوس فغيره بدوره باعترافهم الواضح الصريح إلى اسم بلدة تقع على شاطىء البحر .و لكن هل انتهى الأمر عند هذا الحد كلا ما رايكم أن نراجع كتاب الحياة و هو الترجمة العربية الحديثة للإنجيل راجعتها ووجدت ما ياتى :فى متى 8 : 28 وَلَمَّا وَصَلَ يَسُوعُ إِلَى الضَّفَّةِ الْمُقَابِلَةِ، فِي بَلْدَةِ الْجَدَرِيِّينَ .
يعنى تحولت كورة الجرجسيين فى النص العربى التقليدى الى بلدة الجدريين و لاحظ ان كلمة جرجسيين هى التى اضافها اوريجانوس و ربما تقول ان الكتبة حرفوها لتنطبق مع ما جاء فى مرقص و لوقا لرفع الحرج و ازالة التناقض و لكن انظر النص فى مرقص 5 : 1  ثُمَّ وَصَلُوا إِلَى الضَّفَّةِ الْمُقَابِلَةِ مِنَ الْبُحَيْرَةِ، إِلَى بَلْدَةِ الْجِرَاسِيِّينَ.
و نفس الاسم فى لوقا 8 : 26 وَوَصَلُوا إِلَى بَلْدَةِ الْجِرَاسِيِّينَ، وَهِيَ تَقَعُ مُقَابِلَ الْجَلِيل .
و هذا عكس الموجود فى النسخة العربية التقليدية التى تنص على كورة الجدريين فى مرقص  و لوقا هل تعرف ماذا حدث تم تبديل الأماكن متى اخذ بلدة الجدريين واعطى لوقا و مرقص الجراسيين و لا حول و لا قوة الا بالله العلى العظيم
سابعا :و هنا سوف نحتاج لنسخ اضافية هذا أولا من مرقص الطبعة العربية التقليدية 1 : 2
كما هو مكتوب في الأنبياء .ها أنا أرسل أمام وجهك ملاكي الذي يهيّئ طريقك قدامك .
و كلا النصين يشير الى نص فى ملاخى هَئَنَذَا أُرْسِلُ مَلاَكِي فَيُهَيِّئُ الطَّرِيقَ أَمَامِي .ملاخى 3 : 1
و هذا واضح تماما و لكن متى اكتشف خطأ مرقص ثانيا فجعل النص هكذا انظر متى
3 -  فان هذا هو الذي قيل عنه باشعياء النبي القائل صوت صارخ في البرية اعدوا طريق الرب .اصنعوا سبله مستقيمة . متى 3 : 3
و فى طبعة كتاب الحياة الجديدة تحول النص فى مرقص الى نص متطابق مع نص متى تقريبا انظر مرقص 1 : 2 فى الطبعة الجديدة المعدلة و المحرفة :
2  - كَمَا كُتِبَ فِي كِتَابِ إِشَعْيَاءَ:«هَا أَنَا أُرْسِلُ قُدَّامَكَ رَسُولِي الَّذِي يُعِدُّ لَكَ الطَّرِيقَ؛ 3صَوْتُ مُنَادٍ فِي الْبَرِّيَّةِ: أَعِدُّوا طَرِيقَ الرَّبِّ، وَاجْعَلُوا سُبُلَهُ مُسْتَقِيمَةً!» مرقص 1 : 2
فلا ندرى من اقتبس من الأخر ؟ وأين النص الأصلى الذى اقتبسوا منه ؟ فكل ادعى أصلا غير الذى ادعاه الأخر .
ثامنا:فى مرقص 7 : 31 من النسخة العربية القديمة - ثم خرج ايضا من تخوم صور وصيدا وجاء الى بحر الجليل في وسط حدود المدن العشر.
لاحظ المترجم هنا يقول من تخوم صور و صيدا و لكن فى النص الاصلى كانت العبارة من  خلال صيدا او مرورا بصيدا و دليلى ببساطة هو الطبعة الجديدة العربية التى جعلت النص    كما يلى :
31  - ثُمَّ غَادَرَ يَسُوعُ نَوَاحِي صُورَ وَعَادَ إِلَى بُحَيْرَةِ الْجَلِيلِ، مُرُوراً بِصَيْدَا وَعَبْرَ حُدُودِ الْمُدُنِ الْعَشْرِ.
المشكلة هنا ان خط السير هذا مثل ان تكون فى القاهرة مثلا و تذهب الى الإسكندرية مرورا بأسيوط !! و لا يكتب هذه العبارة إلا شخص لا يدرى شيئا عن المنطقة و لا يتوخى الدقة و كاتب إنجيل متى لم يصحح هذا الخطأ (ربما اصابه الملل ) .و هنا تحريف اخر فى نفس الموضوع :
24 -  ثم قام من هناك ومضى الى تخوم صور وصيدا .ودخل بيتا وهو يريد ان لا يعلم احد .فلم يقدر ان يختفي .
نجد هذا النص كتاب الحياة :  24 - ثُمَّ تَرَكَ يَسُوعُ تِلْكَ الْمِنْطَقَةَ وَذَهَبَ إِلَى نَوَاحِي صُورَ. فَدَخَلَ بَيْتاً وَهُوَ لاَ يُرِيدُ أَنْ يَعْلَمَ بِهِ أَحَدٌ. و السؤال هنا اين ذهبت صيدا فى النص الجديد ؟؟؟؟؟؟ هل من مجيب !!!!!!!!!!
تاسعا:- كَانَ يَهُويَاكِينُ ابْنَ ثَمَانِي سِنِينَ حِينَ مَلَكَ وَمَلَكَ ثَلاَثَةَ أَشْهُرٍ وَعَشَرَةَ أَيَّامٍ فِي أُورُشَلِيمَ. أخبار الأيام الثانى 36 : 9 :من هذا النص نفهم أن الطفل يهوياكين عنده ثمانى سنوات حين ملك  .ولكن فوجئنا بهم يقولون :
وَكَانَ يَهُويَاكِينُ فِي الثَّامِنَةَ عَشْرَةَ مِنْ عُمْرِهِ حِينَ مَلَكَ، وَدَامَ حُكْمُهُ ثَلاَثَةَ أَشْهُرٍ وَعَشَرَةَ أَيَّامٍ فِي أُورُشَلِيمَ .اصبح فى الثامنة عشرة فى النص الجديد و لا حظ الدقة انه ملك ثلاثة شهور و عشرة ايام و لكن هذه الدقة تفشل فى تحديد عمره و فرق عشرة سنوات لا يمكن تبريره .
 عاشرا :-وأقول لكم ان من طلّق امرأته الا بسبب الزنى وتزوج باخرى يزني .والذي يتزوج بمطلّقة  يزني . متى 19 : 9 :
الجزء الأخير من النص و هو عن الذى يتزوج بمطلقة يزنى مضاف و غير موجود فى الاصول القديمة و إليك أمثلة :
Matthew 19:9 :: New International Version (NIV)
  I tell you that anyone who divorces his wife,     - 9
except for marital unfaithfulness, and marries another
woman  commits adultery."
لا ذكر اطلاقا للجزء الأخير و هذه الطبعة يستشهد بها النصارى فى مواضيع اخرى هل يعتبروها صحيحة ؟؟؟ لا وجود لهذا الجزء فيها . و هذا الإختلاف يجعلنى أشك فى النص المهم جيدا فى التحريم و التحليل .
وهذا هو النص بالعربى موجود وعلى يمينه و فى نفس الصفحة باللغة الانجليزية الجزء الخاص بالمطلقة محذوف ؟؟؟ و هذه صورة للجزء من الكتاب المقدس . و تعجب معى ؟؟
 
                      رابعا :   تناقضات فى العقيدة
ولقد ذكر أحد العلماء الأجلاء تناقضات فى عقيدة النصارى نذكره بتصريف يسير  ولأن ردود النصارى فيما مضى تتلخص فى الأتى : هو قولهم بأن الإختلافات التى ذكرناها فيما مضى لا تمس العقيدة وإنما هى اختلافات مترجمين  بمعنى إذا ذكرت طبعة مثلا ان عمر الملك ثمانى سنوات و ذكرت طبعة اخرى ان عمره  ثمانية عشر سنة هذا خلاف غير معتبرعندهم لأنه لا يمس العقيدة .
فرأينا فى هذا الجزء أن نذكر الإختلافات التى تمس امور العقيدة و التى لا يمكن أن يؤمن بهما معا اى شخص فى وقت واحد و لنبدأ بعون الله و توفيقه ومعنا طبعتين من الكتاب المقدس الأولى هى الطبعة التقليدية و نسميها طبعة فان دايك و الثانية نسميها طبعة كتاب الحياة و هى بالمناسبة مجهولة  المترجم و اطلب من اى نصرانى عنده علم أن يخبرنا من هو الشخص أو الهيئة التى ترجمت  هذه الطبعة إلى اللغة العربية  ؟؟؟؟؟؟.مصداقا لقول الله جل وعلا " هل عندكم من علم فتخرجوه لنا "
 أولا:- بخصوص المسيح وامه عليهما السلام
ولم يعرفها حتى ولدت ابنها البكر .ودعا اسمه يسوع . متى 1 :25 من طبعة فان دايك
هنا يسوع هو ابنها البكر بكل وضوح لا لبس فيه و لا تأويل أى أن السيدة مريم الصديقة  لها اكثر من ولد .
 اما نفس العدد من كتاب الحياة : 25 - وَلكِنَّهُ لَمْ يَدْخُلْ بِهَا حَتَّى وَلَدَتِ ابْناً، فَسَمَّاهُ يَسُوعَ.
فى الطبعة الجديدة اختفت كلمة ابنها البكر و تحولت الى ابنا فقط نكرة غير معرف و بديهى أن النص الأول الموجود عند معظم النصارى العرب لا يصلح لاثبات دوام بتولية العذراء التى يتمسك بها النصارى و لذلك تم حذفها من الطبعة الجديدة و بديهى أيضا أن هذا خلاف عقائدى هام جدا لا يمكن تأويل النصين معا ابدا .
و الآن إذا اعتبرنا النص التالى وثيقة معتمدة فيجب علينا هنا أن نرفض طبعة فان دايك التى تشير الى ابن بكر و نتهم مترجمها بالغفلة و الجهل و نشكر مترجمى الطبعة الجديدة الذين لا نعرفهم على هذا التصحيح .
و المطلوب من أى نصرانى منصف أن يخبرنا بعد هذه النصوص اليونانية أى ترجمة  هى الصحيحة حتى نرفض الأخرى و نعتبر هذا خطأ من مترجم و لكنه كما هو واضح يمس عقيدة اساسية لا ينفع فيها الأخطاء و الله المستعان .
و بقدر اجتهادى أنا اعتبر النص القديم خطأ على اساس كتاب الدكتور موريس تاوضورس وقع فيه من ترجم نسخة الملك جيمس الذى نقل عنه مترجم النسخة العربية القديمة
 
إذن من النص السابق كلمة ابنها البكر غير موجودة و إذا تطوع نصرانى و قال ان كلمة ابنها البكر موجودة فى بعض الاصول و غير موجودة فى البعض الاخر هذا الامر يزيد المشكلة تعقيدا لأننا لن نعرف اى نص نتبع و هذا بالمناسبة ما لاحظته فى كل الموضوعات كلما تعمقت فى البحث يزداد الامر تعقيدا و يصبح لا مفر من رفض نص واحد على الأقل و لنستمر فى البحث ربما لا نجد مفر فى النهاية من رفض كل النصوص و الترجمات ..

ثانيا :-وأما أنا فاقول لكم ان كل من يغضب على اخيه باطلا يكون مستوجب الحكم .ومن قال لاخيه رقا يكون مستوجب المجمع .ومن قال يا احمق يكون مستوجب نار جهنم . من طبعة فان دايك  متى 5 : 22 :
أما من طبعة كتاب الحياة : 22 - أَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: كُلُّ مَنْ هُوَ غَاضِبٌ عَلَى أَخِيهِ، يَسْتَحِقُّ الْمُحَاكَمَةَ؛ وَمَنْ يَقُولُ لأَخِيهِ: يَاتَافِهُ! يَسْتَحِقُّ الْمُثُولَ أَمَامَ الْمَجْلِسِ الأَعْلَى؛ وَمَنْ يَقُولُ: يَاأَحْمَقُ! يَسْتَحِقُّ نَارَ جَهَنَّمَ!
النص الأول يقيد الغاضب الذى يستحق المحاكمة إذا كان غضبه باطل اى بدون سبب و لكن النص الجديد حذف كلمة باطلا و جعل اى غضب يستحق المحاكمة و المترجم الأول وضع كلمة باطلا  حتى يزيل الحرج عن النصوص الموجودة فى الأناجيل و التى غضب فيها يسوع نفسه انظر مثلا هذا النص فى مرقص 3 : 5
5  - فنظر حوله اليهم بغضب حزينا على غلاظة قلوبهم وقال للرجل مدّ يدك
و المثير للدهشة أن الطبعة الجديدة التى من المفروض انها تحسن و تنقح اخطاء الطبعة القديمة  تحذف كلمة موضوعة حتى تثبت ان يسوع بلا خطايا !!!!!!و هذا خلاف يمس العقيدة بلا جدال .
ثالثا :-   4  - لكي تكون صدقتك في الخفاء .فابوك الذي يرى في الخفاء هو يجازيك علانية6  - واما انت فمتى صلّيت فادخل الى مخدعك واغلق بابك وصلّ الى ابيك الذي في الخفاء .فابوك الذي يرى في الخفاء يجازيك علانية من طبعة فان دايك 6 : 4 و6 و 18
18  - لكي لا تظهر للناس صائما بل لابيك الذي في الخفاء .فابوك الذي يرى في الخفاء يجازيك علانية .
فى الإصحاح السادس فى متى ثلاث مرات يذكر الكاتب أن الرب أو الأب يجازى المؤمنين  علانية . و تكرار النص ثلاثة مرات فى اصحاح واحد يؤكد المعنى بما لا يدع مجال للشك .و الآن ماذا حدث فى كتاب الحياة هل تصدق تم حذف كلمة علانية ثلاث مرات .
فى طبعة كتاب الحياة  :4 -  لِتَكُونَ صَدَقَتُكَ فِي الْخَفَاءِ، وَأَبُوكَ السَّمَاوِيُّ الَّذِي يَرَى فِي الْخَفَاءِ، هُوَ يُكَافِئُكَ.
6  - أَمَّا أَنْتَ، فَعِنْدَمَا تُصَلِّي، فَادْخُلْ غُرْفَتَكَ، وَأَغْلِقِ الْبَابَ عَلَيْكَ، وَصَلِّ إِلَى أَبِيكَ الَّذِي فِي الْخَفَاءِ. وَأَبُوكَ الَّذِي يَرَى فِي الْخَفَاءِ، هُوَ يُكَافِئُكَ.
18  - لِكَيْ لاَ تَظْهَرَ لِلنَّاسِ صَائِماً، بَلْ لأَبِيكَ الَّذِي فِي الْخَفَاءِ. وَأَبُوكَ الَّذِي يَرَى فِي الْخَفَاءِ، هُوَ يُكَافِئُك.
 هل يستطيع أحد أن يفسر ذلك  ؟ و هل يستطيع أحد أن يقول ما هو المذكور فى الثلاثة أعداد السابقة فى النص الأصلى الحقيقى إن وجد ؟  !!!!!!
و هل يقبل أى عاقل هذا الخلاف ؟ كتاب يذكر كلمة علانية ثلاث مرات و كتاب أخر يحذفها تماما .و هل المترجم الذى حذف كلمة علانية حسن النية و الا تسبب خلاف عقائدى مع المذكور فى كولوسى 3 : 4
3 -  لانكم قد متم وحياتكم مستترة مع المسيح في الله.
4 -  متى اظهر المسيح حياتنا فحينئذ تظهرون انتم ايضا معه في المجد
 رابعا:-13  - ولا تدخلنا في تجربة .لكن نجنا من الشرير .لان لك الملك والقوة والمجد الى الابد .آمين . متى 6 : 13 من فان دايك
و الموجود فى طبعة كتاب الحياة  :13 - وَلاَ تُدْخِلْنَا فِي تَجْرِبَةٍ، لَكِنْ نَجِّنَا مِنَ الشِّرِّيرِ، لأَنَّ لَكَ الْمُلْكَ وَالْقُوَّةَ وَالْمَجْدَ إِلَى الأَبَدِ. آمِين . كما ترى النصين متطابقين فاين المشكلة ؟؟؟؟؟
انظر إلى النص الإنجليزى اختفت جملة " لان لك الملك و القوة و المجد الى الابد امين   "   النص على اليمين العربى به هذه الجملة و لكنها حذفت من النص الموجود على نفس الصفحة جهة اليسار هل القارئ الانجليزى يعامل معاملة غير القارئ العربى و اى نص هو الصحيح هنا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟.
 
خامسا :-متى 8 : 29 من فان دايك
29 واذا هما قد صرخا قائلين ما لنا ولك يا يسوع ابن الله .أجئت الى هنا قبل الوقت لتعذبنا .
من كتاب الحياة :29 وَفَجْأَةً صَرَخَا قَائِلَيْنِ: «مَا شَأْنُكَ بِنَا يَايَسُوعُ ابْنَ اللهِ؟ أَجِئْتَ إِلَى هُنَا قَبْلَ الأَوَانِ لِتُعَذِّبَنَا؟»
مثل النص السابق لا يوجد خلاف لكن لو راجعت الى الطبعة العربية الانجليزية
 
هنا اختلافين  :
- الأول : هو اختفاء كلمة يسوع من الترجمة الانجليزية .
- الثانى : كيف عرف هذان المجنونان انه يسوع ابن الله  بمنتهى السهولة و تلاميذه المرافقين له طول الوقت يجدوا صعوبة فى ذلك من البداية الى النهاية  و من المحير ايضا  لماذا قالا له انه جاء قبل الوقت ؟؟؟؟.
سادسا :-من طبعة فان دايك متى 9 : 8
8  - فلما رأى الجموع تعجبوا ومجدوا الله الذي اعطى الناس سلطانا مثل هذا .
من كتاب الحياة  :8 - فَلَمَّا رَأَتِ الْجُمُوعُ ذَلِكَ، اسْتَوْلَى عَلَيْهِمِ الْخَوْفُ، وَمَجَّدُوا اللهَ الَّذِي أَعْطَى النَّاسَ مِثْلَ هَذِهِ السُّلْطَة.
 ليس هناك اى سبب تعجل الجموع يستولى عليها الخوف النص الأول يقول انهم  تعجبوا و النص الثانى يقول استولى عليهم الخوف بعد ان شفى يسوع المفلوج و الحكم للقارىء هل النصين يعتبروا اختلاف ترجمة وهل رؤية معجزة شفاء المفلوج يصحبها خوف ام تعجب ؟؟؟؟؟؟؟.
سابعا :-من فان دايك 15 : 8
- يقترب اليّ هذا الشعب بفمه ويكرمني بشفتيه واما قلبه فمبتعد عني بعيدا .
-  هَذَا الشَّعْبُ يُكْرِمُنِي بِشَفَتَيْهِ، أَمَّا قَلْبُهُ فَبَعِيدٌ عَنِّي جِدّاً!
و فى اشعيا 29 : 13 من فان دايك 
- فَقَالَ السَّيِّدُ: «لأَنَّ هَذَا الشَّعْبَ قَدِ اقْتَرَبَ إِلَيَّ بِفَمِهِ وَأَكْرَمَنِي بِشَفَتَيْهِ وَأَمَّا قَلْبُهُ      فَأَبْعَدَهُ عَنِّي وَصَارَتْ مَخَافَتُهُمْ مِنِّي وَصِيَّةَ النَّاسِ مُعَلَّمَةً
و فى مرقص 7 : 6 من فان دايك
- فاجاب وقال لهم حسنا تنبأ اشعياء عنكم انتم المرائين كما هو مكتوب .هذا الشعب يكرمني بشفتيه واما قلبه فمبتعد عني بعيدا .
و من كتاب الحياة مرقص 7 : 6
- فَرَدَّ عَلَيْهِمْ قَائِلاً: «أَحْسَنَ إِشَعْيَاءُ إِذْ تَنَبَّأَ عَنْكُمْ أَيُّهَا الْمُرَاؤُونَ، كَمَا جَاءَ فِي الْكِتَابِ: هَذَا الشَّعْبُ يُكْرِمُنِي بِشَفَتَيْهِ، وَأَمَّا قَلْبُهُ فَبَعِيدٌ عَنِّي جِدّاً.
فى طبعة كتاب الحياة تم حذف الفم تماما و اكتفى المترجم بالشفة رغم ان الاصل فى الكلام نبؤة فى اشعيا و لا يوجد سبب واضح لحذف الكلمة إلا انها غير موجودة فى النص اليونانى الأصلى و اضيفت لتتلائم مع النص فى اشعيا .
ثامنا :-من فان دايك متى 16 : 2
3 -وفي الصباح اليوم شتاء .لان السماء محمرة بعبوسة .يا مراؤون تعرفون ان تميّزوا وجه السماء واما علامات الازمنة فلا تستطيعون .
من كتاب الحياة  :3 - وَإِذَا كَانَتِ السَّمَاءُ حَمْرَاءَ مُتَجَهِّمَةً فِي الصَّبَاحِ، تَقُولُونَ: الْيَوْمَ مَطَرٌ! إِنَّكُمْ تَسْتَدِلُّونَ عَلَى حَالَةِ الطَّقْسِ مِنْ مَنْظَرِ السَّمَاءِ. أَمَّا عَلاَمَاتُ الأَزْمِنَةِ، فَلاَ تَسْتَطِيعُونَ الِاسْتِدْلالَ عَلَيْهَا! تم حذف كلمة مراؤون فى الطبعة الجديدة و السؤال هنا هل هذه الكلمة تعتبر سبة ام لا واذا كانت لا تعتبر شتيمة لماذا حذفت و نريد ان نعرف على وجه التحديد هل    قال يسوع هذه الكلمة ام لم يقلها ؟.
تاسعا :-متى 18 : 2
2 - فدعا يسوع اليه ولدا واقامه في وسطهم .
و من طبعة كتاب الحياة  :2  - فَدَعَا إِلَيْهِ وَلَداً صَغِيراً وَأَوْقَفَهُ وَسْطَهُمْ .
هذا التحريف تكرر بكثرة حذف كلمة يسوع ووضعه بصيغة الغائب و لا تفسير لذلك إلا أن المترجم القديم اضاف هذه الكلمة و هى ليست موجودة فى النص الأصلى .
 عاشرا :-متى 18 : 35
" فهكذا ابي السماوي يفعل بكم ان لم تتركوا من قلوبكم كل واحد لاخيه زلاته "
و من طبعة كتاب الحياة  :
- هَكَذَا يَفْعَلُ بِكُمْ أَبِي السَّمَاوِيُّ إِنْ لَمْ يَغْفِرْ كُلٌّ مِنْكُمْ لأَخِيهِ مِنْ قَلْبِه
تجاهل النص الثانى كلمة زلاته و التى توضح ما هو المفروض ان يغفره الاخ لاخيه ؟؟؟؟؟.
 الحادي عشر:-متى 20 : 16
16" هكذا يكون الآخرون اولين والاولون آخرين .لان كثيرين يدعون وقليلين ينتخبون "
و فى كتاب الحياة اصبح النص :16 - فَهَكَذَا يَصِيرُ الآخِرُونَ أَوَّلِينَ، وَالأَوَّلُونَ آخِرِينَ. »
و اختفت فى ظروف غامضة الجملة الخيرة لأن كثيرين يدعون و قليلين ينتخبون. هل يستطيع أحد أن يفسر لنا سبب الاختفاء هذا و هل يستطيع احد ان يخبرنا اى نص هو الصحيح ؟؟؟؟؟؟.
 الثاني عشر:-12 - ودخل يسوع الى هيكل الله واخرج جميع الذين كانوا يبيعون ويشترون في الهيكل وقلب موائد الصيارفة وكراسي باعة الحمام . متى 21: 12
اما فى طبعة كتاب الحياة فتحول النص الى :- ثُمَّ دَخَلَ يَسُوعُ الْهَيْكَلَ، وَطَرَدَ مِنْ سَاحَتِهِ جَمِيعَ الَّذِينَ كَانُوا يَبِيعُونَ وَيَشْتَرُونَ؛ وَقَلَبَ مَوَائِدَ الصَّيَارِفَةِ وَمَقَاعِدَ بَاعَةِ الْحَمَام .
و الكلمة المحذوفة هنا هى لفظ الجلالة الله هل هذه بسيطة ؟؟؟؟؟؟؟؟ و هل المكتوب هو الهيكل ام هيكل الله .
  الثالث عشر:-- والتحيات في الأسواق وأن يدعوهم الناس سيدي سيدي .
8  - واما انتم فلا تدعوا سيدي لان معلمكم واحد المسيح وانتم جميعا اخوة . متى 23 : 8
و فى طبعة كتاب الحياة :7 وَأَنْ تُلْقَى عَلَيْهِمِ التَّحِيَّاتُ فِي السَّاحَاتِ، وَأَنْ يَدْعُوَهُمُ النَّاسُ: يَامُعَلِّمُ، يَامُعَلِّمُ. 8أَمَّا أَنْتُمْ، فَلاَ تَقْبَلُوا أَنْ يَدْعُوَكُمْ أَحَدٌ: يَامُعَلِّمُ! لأَنَّ مُعَلِّمَكُمْ وَاحِدٌ، وَأَنْتُمْ جَمِيعاً إِخْوَة
تغيرت كلمة سيدى سيدى الى كلمة يا معلم يا معلم و الكلمة الاصلية هنا هى كلمة رابى  العبرية و هى لا يمكن ان تترجم سيدى ابدا و انا اسال هنا هل الاصح الترجمة الاولى ام    الترجمة الثانية .....
و بالمناسبة كلمة رابى العبرية تدل على ان كاتب انجيل متى قد كتبه بعد عام 70 بعد سقوط اورشليم لان هذه التسمية غير موجودة قبل هذا الوقت .
  الرابع عشر:-فاسهروا اذا لانكم لا تعرفون اليوم ولا الساعة التي يأتي فيها ابن الانسان. متى 25 : 13
و اختفت كلمة ابن الانسان من الطبعة الجديدة :13 فَاسْهَرُوا إِذَنْ، لأَنَّكُمْ لاَ تَعْرِفُونَ الْيَوْمَ وَلاَ السَّاعَة َ!الذى يقرا النص الثانى لا يعرف شيئا عن هذه الساعة و هذا اليوم و القارىء القديم يعرف انها الساعة التى ياتى فيها ابن الانسان و لكن ابن الانسان هذا حذف من الطبعة الجديدة  بكل تعسف و استهتار.!!!!!.
  الخامس عشر:-6 ليس هو ههنا لانه قام كما قال .هلم انظرا الموضع الذي كان الرب مضطجعا فيه . متى 28 : 6
و فى طبعة كتاب الحياة  :6إِنَّهُ لَيْسَ هُنَا، فَقَدْ قَامَ، كَمَا قَالَ. تَعَالَيَا وَانْظُرَا الْمَكَانَ الَّذِي كَانَ مَوْضُوعاً فِيهِ. و نسأل اى خبير هل كلمة مضطجعا تساوى كلمة موضوعا و هل اختفاء كلمة الرب من النص الثانى ليس له اهمية ؟؟؟؟
  السادس عشر:-31 فتقدم واقامها ماسكا بيدها فتركتها الحمّى حالا وصارت تخدمهم مرقص 1 : 31
و فى طبعة كتاب الحياة :31 فَاقْتَرَبَ إِلَيْهَا، وَأَمْسَكَ بِيَدِهَا وَأَنْهَضَهَا. فَذَهَبَتْ عَنْهَا الْحُمَّى حَالاً، وَقَامَتْ تَخْدُمُهُمْ. لا خلاف بين النصين و لكن الخلاف يتضح عندما نضع النص الانجليزى بجانب النص العربى تجد ان النص الانجليزى يحذف كلمة حالا من النص رغم ان النص العربى الموجود على اليمين به هذه الكلمة ؟؟؟.
هل الانجليز قوم مختلفون عن العرب و لاحظ ان كلمة حالا مهمة جدا لكى يتضح انها معجزة من يسوع و لكن كما ترى نص عربى على اليمين به كلمة حالا و نص على الشمال لا توجد به هذه الكلمة ؟؟؟؟؟؟؟.
 
  السابع عشر:-17 - فلما سمع يسوع قال لهم .لا يحتاج الاصحاء الى طبيب بل المرضى .لم آت لادعو ابرارا  بل خطاة الى التوبة . مرقص 2 : 17
و فى كتاب الحياة :17 -  فَسَمِعَ يَسُوعُ، وَأَجَابَ: «لَيْسَ الأَصِحَّاءُ هُمُ الْمُحْتَاجُونَ إِلَى الطَّبِيبِ، بَلِ الْمَرْضَى. مَا جِئْتُ لأَدْعُوَ أَبْرَاراً بَلْ خَاطِئِين .  هل يسوع يدعو خطاة الى التوبة كما فى النص الاول ام يدعو خطاة فقط كما فى النص الثانى و هل يستطيع احد ان يحدد كيف تكون التوبة التى فى النص الاول تفسير كلمة التوبة هنا يوقع النصارى فى مشكلة عقائدية هامة تلغى تماما مبدأ الصلب و الفداء و قد تنبه المترجم الجديد لذلك و حذفها بلا تردد .
انظر متى 9 : 13 فى طبعة فان دايك 13 - فاذهبوا وتعلّموا ما هو .اني اريد رحمة لا ذبيحة .لاني لم آت لادعو ابرارا بل خطاة الى التوبة
وفى طبعة كتاب الحياة نلاحظ نفس المشكلة كلمة الى التوبة حذفت و هذا يدل على ان الموضوع مدبر بفعل فاعل يكتب الكتاب بيده و ويل له فى الدنيا و الاخرة .....
13 - اِذْهَبُوا وَتَعَلَّمُوا مَعْنَى الْقَوْلِ: إِنِّي أَطْلُبُ رَحْمَةً لاَ ذَبِيحَةً. فَإِنِّي مَا جِئْتُ لأَدْعُوَ أَبْرَاراً بَلْ خَاطِئِينَ .
  الثامن عشر:-15- ويكون لهم سلطان على شفاء الامراض واخراج الشياطين . ومرقص 3 : 15
و فى كتاب الحياة :15-  وَتَكُونَ لَهُمْ سُلْطَةٌ عَلَى طَرْدِ الشَّيَاطِينِ
اختفت كلمة شفاء الامراض هل سحبت هذه السلطة فى الطبعة الجديدة ام هى مضافة  زورا و بهتانا فى الطبعة القديمة طبعا لن يجيب احد و لكن لن نمل من السؤال و التكرار ماذا  يقول النص الاصلى ؟؟؟؟؟.
  التاسع عشر:-وكل من لا يقبلكم ولا يسمع لكم فاخرجوا من هناك وانفضوا التراب الذي تحت ارجلكم شهادة عليهم .الحق اقول لكم ستكون لارض سدوم وعمورة يوم الدين حالة اكثر احتمالا مما لتلك المدينة . مرقص 6 : 11
و انظر الى طبعة كتاب الحياة و تعجب معى :11 - وَإِنْ كَانَ أَحَدٌ لاَ يَقْبَلُكُمْ وَلاَ يَسْمَعُ لَكُمْ فِي مَكَانٍ مَا، فَاخْرُجُوا مِنْ هُنَاكَ، وَانْفُضُوا التُّرَابَ عَنْ أَقْدَامِكُمْ شَهَادَةً عَلَيْهِمْ».
اين ذهبت جملة سدوم و عمورة التى من المفروض انها تحت عقاب نار ابدية مستمرة هل اضافها المترجم القديم ام نسيها المترجم الجديد ؟؟؟؟؟؟؟.
  العشرون:-8 - لانكم تركتم وصية الله وتتمسكون بتقليد الناس .غسل الاباريق والكؤوس وامورا أخر كثيرة مثل هذه تفعلون . مرقص 7 :8
8 - فَقَدْ أَهْمَلْتُمْ وَصِيَّةَ اللهِ وَتَمَسَّكْتُمْ بِتَقْلِيدِ النَّاسِ!»غسل الاباريق و امور كثيرة اخرى حذفت .... يسوع يريد ان يقول ان التمسك بتقاليد الناس مذموم و غير مقبول لماذ تحذف الطبعة الجديدة ذلك؟؟؟  هل من مجيب ؟
  الحادى والعشرون:-- فنظر اليه يسوع واحبه وقال له يعوزك شيء واحد .اذهب بع كل مالك واعط الفقراء فيكون  لك كنز في السماء وتعال اتبعني حاملا الصليب . مرقص 10 : 21
و فى كتاب الحياة : 21  - وَإِذْ نَظَرَ يَسُوعُ إِلَيْهِ، أَحَبَّهُ، وَقَالَ لَهُ: «يَنْقُصُكَ شَيْءٌ وَاحِدٌ: اذْهَبْ، بِعْ كُلَّ مَا عِنْدَكَ، وَوَزِّعْ عَلَى الْفُقَرَاءِ، فَيَكُونَ لَكَ كَنْزٌ فِي السَّمَاءِ، ثُمَّ تَعَالَ اتْبَعْنِي».
هذا النص وحده يكفى لرفض الطبعة الجديدة تماما و يكفى ايضا لاثبات التحريف المستمر هل تعرف عزيزى القارىء ما الذى حذف من فى الطبعة الجديدة الجملة اتبعنى حاملا الصليب حتى الصليب الذى يعتبروه اساس العقيدة حذف من النص الجديد و تعجب معى لا يزال بعضهم  يقول لا يوجد تحريف فى الكتاب المقدس و النص الأصلى موجود و محفوظ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟.
و انا اتحدى اى نصرانى ان يفسر هذا النص فقط تفسير يطمئن له من يؤمن بالصليب و من  يؤمن بسلامة الكتاب المقدس من التحريف .
  الثانى والعشرون:-- فمتى نظرتم رجسة الخراب التي قال عنها دانيال النبي قائمة حيث لا ينبغي .ليفهم القارئ .فحينئذ ليهرب الذين في اليهودية الى الجبال مرقص 13 : 14
و فى كتاب الحياة :14 - فَعِنْدَمَا تَرَوْنَ رَجَاسَةَ الْخَرَابِ قَائِمَةً حَيْثُ لاَ يَنْبَغِي، لِيَفْهَمْ الْقَارِيءُ! عِنْدَئِذٍ لِيَهْرُبْ الَّذِينَ فِي مِنْطَقَةِ الْيَهُودِيَّةِ إِلَى الْجِبَالِ . لماذا حذف المرجع من النص الثانى اى حذفت الاشارة  الى سفر دانيال ؟؟؟؟
حذفت لان اى قارىء منصف سوف يكتشف على الفور ان دانيال يشير الى حادثة وقعت قبل المسيح بحوالى 160 عام فترجع المترجم الجديد عن ذكر الاشارة الى دانيال لعل الامر يمر و لا يكتشف احدا التلاعب الواضح .
  الثالث والعشرون:-22 وفيما هم يأكلون اخذ يسوع خبزا وبارك وكسر واعطاهم وقال خذوا كلوا هذا هو جسدي مرقص 14 : 22
و فى كتاب الحياة : 22  - وَبَيْنَمَا كَانُوا يَأْكُلُونَ، أَخَذَ يَسُوعُ رَغِيفاً، وَبَارَكَ، وَكَسَّرَ، وَأَعْطَاهُمْ قَائِلاً: «خُذُوا: هَذَا هُوَ جَسَدِي».
حذفت كلمت كلوا من النص الثانى و السؤال هنا هل امر الاكل اضافة من المترجم القديم؟؟ غير موجود فى الاصل اذا كان هناك ما يطلق عليه اصل و من يتبع النص الحديث لن يجد هناك امرا باكل الخبز و لكن امر باخذه فقط فهل يستقيم الاعتقاد هنا .و نكتفى بهذا القدر و لم نتجاوز انجليى متى و مرقص _
                                


                     عُشاق التحريف
كتب الاخ ابو المنتصر شاهين بحثا عن النصارى وعشقهم للتحريف نذكره بتصريف يسر فيقول : هؤلاء قوم عشقوا التحريف عشقاً عجيبا , من صغيرهم إلى كبيرهم , كلهم مولعون بالتحريف , تربوا عليه منذ طفولتهم وكبروا وترعرعوا وهم يمارسون التحريف , في كل شيء التحريف , التحريف في نقل أقوال الآباء , التحريف في إقتباس كلام العلماء , التحريف حتى في نقل الكتب , وهذه هي الحالة التي سنوضحها بعد قليل إن شاء الله تعالى  .
سنرى كبف قام القس عبد المسيح بسيط أبو الخير راعي كنيسة العذراء الأثرية بمسطرد بتحريف كتاب القس الدكتور منيس عبد النور التابع للكنيسة الإنجيلية في قصر الدبارة.
ما الذي حرفه القس عبد المسيح بسيط أبو الخير ؟
قام القس عبد المسيح بسيط أبو الخير بحذف الفصل الذي كتبه القس منيس عبد النور , الخاص بالأسفار القانونية الثانية من كتابه شبهات وهمية حول الكتاب المقدس .

متى حرف القس عبد المسيح بسيط ؟
قام القس  عبد المسيح بسيط أبو الخير بالتحريف عندما نقل كتاب القس منيس  عبد النور - شبهات وهمية حول الكتاب المقدس - على موقعه بشبكة الإنترنت .

لماذا حرف القس عبد المسيح بسيط أبو الخير ؟
قام بالتحريف لأن القس منيس عبد النور في هذا الفصل يرد على الأرثوذكس في إعتقادهم  بأن الأسفار القانونية الثانية جزء أصيل من الكتاب المقدس , وقد أثبت القس منيس عبد النور  بالدليل والبرهان أن الأسفار القانونية الثانية لم تكتب بوحي الله وهذا يخالف اعتقاد الأرثوذكس ولهاذا أراد القس عبد المسيح بسيط اخفاء كلام القس منيس عبد النور لأنه يخالف عقيدته فحذف هذا الفصل من موقعه .
لصالح من حرف القس عبد المسيح بسيط أبو الخير ؟
حرف القس عبد المسيح بسيط أبو الخير لصالح شعب الكنيسة الأرثوذكسية , إذ أنهم لو قاموا بقراءة ما كتبه القس منيس عبد النور عن الأسفار القانونية الثانية , لانحرفوا عن الإيمان الأرثوذكسي السليم , لذلك قام بالتحريف خوفاً على الشعب المسكين .

أدلة تحريف القس عبد المسيح بسيط أبو الخير :
أمامكم صور الكتاب من موقع مسيحي وتم نقل الكتاب كاملاً

 


 

يضع القس عبد المسيح بسيط بانر جميل للكتاب في موقعه

 

وعندما تفتح الكتاب من الداخل ترى المواضيع تِباعاً

سلامة أسفار العهد القديم

 

سلامة أسفار العهد الجديد

 

أين كتب الأبوكريفا ؟
 

وهذه هي أمانة النقل عند القس عبد المسيح بسيط أبو الخير
وهكذا يتعامل مع كتب زملائه في المسيحية , ولا ندري لماذا يكون موقع أرثوذكسي ينقل كتاب إنجيلي ؟ هل لا يوجد كتاب أخر أرثوذكسي مقابل لكتاب القس منيس عبد النور ؟

نرجوا من القس عبد المسيح بسيط أبو الخير أن يقلل من هذه التحريفات قدر الإمكان

وصدق الحق سبحانه وتعالى حين قال ( فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَنَسُواْ حَظّاً مِّمَّا ذُكِّرُواْ بِهِ وَلاَ تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَىَ خَآئِنَةٍ مِّنْهُمْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمُ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ( المائدة 13
                    خامسا :  أصول العهد القديم والجديد
أولا :أصول التوراة مفقودة ويوجد منها ثلاثة نسخ مختلفة من حيث الأسفار وبعض جمل زائدة ومتناقضة وهذه النسخ هي :
1) النسخة اليونانية : وهي النسخة التي بقيت معتبرة لدى النصارى حتى القرن الخامس عشر وخلال ذلك كانوا يصفون النسخة العبرانية بالتحريف وما تزال الكنيسة اليونانية تعتبرها  صحيحة وكذلك سائر كنائس المشرق.
2) النسخة العبرانية: وهي المعتبرة لدى اليهود والبروتستانت، وتشتمل على 39 سفرا من الأسفار وقد كان إجماع النصارى قائما على صحة وسلامة النسخة اليونانية حتى القرن  الخامس عشر وان النسخة العبرانية قد حرفها اليهود عام 130 م عمدا بهدف التشكيك في  صحة النسخة اليونانية التي يعتمدها النصارى آنذاك كما يضاف لذلك بأن التحريف يستهدف النصارى ويهود السامرة معا ولكن بعد ظهور طائفة البروتستانت في القرن السادس عشر انعكس الأمر فذهب البروتستانت إلى صحة النسخة العبرانية والقول بتحريف النسخة اليونانية.
 
3) النسخة السامرية:  والسامرة فرقة يهودية تسكن جبال نابلس وهذه النسخة لا تحوي سوى سبع كتب من العهد القديم وما زاد يعتبره يهود السامرة زيادة مزورة وفيها جمل وفقرات لا توجد في باقي النسخ، ويعتبرها بعض المحققين من البروتستانت دون النسخة العبرانية وان كانوا يلجئون إليها في بعض المواقع فيقدمونها على العبرانية.
 أين ذهب الأصل ؟
مع الغزو البابلي لليهود وما لحق بهم ضاعت التوراة وفقدت فقام عزرا بإعادة كتابتها          مجددا ويلاحظ أن البروتستانت لا يعتبرون سفر عزرا سماويا فيقال بأن الكتب السماوية ضاعت فألهم عزرا أن يكتبها مرة أخرى من الحفظ ويقال أن الكتب المقدسة أعدمت فأوجدها عزرا مرة أخري بالإلهام ولكن بعض الكاثوليك يسجلون ضياعين إذ يقولون بأن نسخة التوراة الأصلية ضاعت وكذا نسخ العهد القديم ضاعت من أيدي عسكر بخت نصر ولما ظهرت نقولها الصحيحة بواسطة عزرا، ضاعت تلك النقول أيضا في حادثة انيتوكس (الذي حكم  بلاد الشام من 175-163 قبل الميلاد).
توجد ثمانية كتب من العهد القديم كان النصارى يشكون في صحتها وسلامتها حتى عام 324 م وهي :
 " استير، باروخ، طوبيا، يهوديت، زدم، ايكليز، ستيكس والكتابين الأول والثاني للمكابيين ."
 فلما عقد الإمبراطور قسطنطين المؤتمر المسيحي الأول حكم بصحة يهوديت دون الباقي. ولما عقد مؤتمر سنة 364م حكموا بصحة استير فقط،
وعقد مؤتمر قبل نهاية القرن في 397م واعتبر باروخ جزأ من كتاب ارميا ثم سار النصارى على هذا المنوال فكل مؤتمر يعترف بكتاب حتى صارت كلها صحيحة بعد أن لم تكن كذلك  في القرن الرابع الميلادي .
فلما قامت فرقة البروتستانت رفضت ستة منها وحكمت بوجوب ردها وجاءوا إلى كتاب استير وفيه "  ستة عشر بابا فسلموا بالأبواب التسعة مع ثلاث آيات  من العاشر وردوا ما سواها " محتجين بأن هذه الكتب جرى تحريفها بينما تعتبرها الكنيسة الرومانية سليمة بل واجبة التسليم فما كان محرفا بالأمس صار صحيحا اليوم ثم جاء البروتستانت ليقبلوا قسما ويرفضوا آخر.
لنجعل كتابهم حكما بيننا وبينهم، لن نستشهد من القرآن الكريم لسببين، السبب الأول هو ان قرآننا يشهد لنفسه والسبب الثاني هو بكل بساطة، ان اليهود وأتباعهم من المسيحيين المتصهينين  لا يعترفون للقرآن الكريم بأنه كتاب من عند الله ولا يعترفون أصلا بالدين الإسلامي الذي ليس  في حاجة لاعترافهم، هو الدين الأسرع انتشارا بين الأديان.
 لقد زوروا في الترجمات المختلفة لكتابهم من أجل أن يخفوا الإشارات الكثيرة إلى سيدنا محمد عليه السلام كخاتم للأنبياء، ولكن السحر ينقلب على الساحر، فقد أوقعوا انفسهم في ارباك شديد كانوا بغنى عنه لو حكموا عقولهم ولكن هيهات.

ثانيا :والسؤال الآن :هل تعهد الرب جل وعلا بحفظ الكتاب المقدس من التحريف ؟؟
فاليهود والنصارى يبذلان كل الجهد ليقنعوا اولادهم بان ما كتبوه هو من عند الله سبحانه وتعالى ليحظى بالقدسية وحتى لا ندخل فى جدال عقيم فهيا بنا نستعرض بعضا من النصوص التى زعموا نها من عند الله  بحفظ الكتاب لمقدس ثم ناتى بالشواهد ومن عندهم ايضا لنرى هل استطاعوا ان  يفوا لعهد الله ويحافظوا على الكتب المقدسة ام تركوها استهزاء وسخرية حتى ضاعت من بين ايديهم وباؤا بغضب من الله ؟
 فذكروا ان عيسى عليه السلام أخبرهم بقوله :
" فاني الحق اقول لكم إلى أن تزول السماء والأرض لا يزول حرف واحد او نقطة واحدة من الناموس حتى يكون الكل ". متى 18:5
" ولكن زوال السماء والارض ايسر من ان تسقط نقطة واحدة من الناموس ". لوقا 17:16 " 
ولكن ............. ؟؟
ستلحظ عزيزى القارئ فى النصوص التالية انها ناقصة ونحن لم نبتر منها شيئا وانما هى كذلك فهم من وضعوا نجوما بدل كلمات كالاتى :-
" فقلت عن البالية في الزنى الآن يزنون زنى معها وهي*** ". وُضعت نجوم محل الكلمة الناقصة !! أين ذهب بقية كلام الرب ؟ ان نسيتك يا اورشليم تنسى يميني**** حزقيال :23:43: 43
" فأتى بالكتاب إلى ملك إسرائيل يقول فيه****** !!! ، فالآن عند وصول هذا الكتاب إليك هوذا قد أرسلت إليك نعمان عبدي، فاشفه من برصه" (الملوك(2) 4/6)
وليس هذا فحسب بل هناك إشارات واضحة  بالتحريف :-
فذكر مرقس فى انجيله عن قومه انهم ابطلوا كلام الله جل وعلا فقال: " مبطلين كلام الله بتقليدكم الذي سلمتموه.وأمورا كثيرة مثل هذه تفعلون " . مرقس :7:13: 13
أما فى سفر إرمياء فهناك العديد من النبؤات التى تبين تحريف الكتاب المقدس :
أولا : " فقال الرب لي بالكذب يتنبأ الانبياء باسمي لم ارسلهم ولا امرتهم ولا كلمتهم.برؤيا كاذبة وعرافة وباطل ومكر قلوبهم هم يتنبأون لكم " . ارميا :14:14: 14
ثانيا : " الانبياء يتنبأون بالكذب والكهنة تحكم على ايديهم وشعبي هكذا احب.وماذا تعملون في آخرتها" ارميا :5:31
ثالثا : " اما وحي الرب فلا تذكروه بعد لان كلمة كل انسان تكون وحيه اذ قد حرّفتم كلام الاله الحي رب الجنود الهنا ". ارميا :23:36: 36
رابعا : كيف تقولون نحن حكماء وشريعة الرب معنا.حقا انه الى الكذب حوّلها قلم الكتبة الكاذب ". ارميا :8:8: 8 "
خامسا : " لانهم من صغيرهم الى كبيرهم كل واحد مولع بالربح ومن النبي الى الكاهن كل واحد يعمل بالكذب ". ارميا :6:13: 13
و قالوا" الذين اخذتم الناموس بترتيب ملائكة ولم تحفظوه ". أعمال الرسل :7:53: 53 
ومع هذا كثيرا ما يذكر اليهود والنصارى ان لديهم التوراة الحقيقية والانجيل الحقيقى  وكنا نتمنى ذلك لانهما كانا سيقربان المسافة بيننا ولكن نسى بنوا اسرائيل انهم غيروا التوراة والانجيل وجعلوهما عهدين قديم وجديد بل واطلقوا عليهما الكتاب المقدس .
 والسؤال الذى يطرح نفسه الآن : كيف اصبحت كتب بنى اسرائيل العهد القديم والعهد الجديد بعدما كانا (التوراة والانجيل) ؟
ثالثا :الكتاب المقدس بدلا من التوراة والإنجيل :-
الكتاب المقدس : هو الكتاب الذى يحتوى أسفار العهدين القديم والجديد مُترجم من اللغات الأصلية الى اللغة العربية. بمعنى ان كتاب النصارى غالبا ما يحمل باللغة العربية اسم الكتاب المقدس ويظهر هذا الاسم على عنوان الكتاب وهو يشتمل على كتابي اليهود والنصارى معا، حيث يطلق على كتاب اليهود في الكتاب المقدس اسم (العهد القديم)، فيما يُطلق على الأجزاء الباقية (المكملة) في الكتاب المقدس اسم (العهد الجديد).
 ويشتمل العهد القديم في الكتاب المقدس على تسعة وثلاثين سفرا، فيما يشتمل العهد الجديد على سبعة وعشرين سفرا. ويختلف عدد وترتيب اسفار كتاب اليهود بين كتاب النصارى وكتاب اليهود ولكن هذا سيأتي ذكره لاحقا، إذ بداية لا بد أن نوضح لماذا تُرجم كتاب النصارى الى العربية، وفي أي لغات كتب أصلا، ولماذا يعتبر النصارى كتاب اليهود جزءا من كتابهم..؟ للإجابة على هذه الأسئلة وغيرها لا بد من العودة الى البداية .
نشأة الديانة المسيحية وتدوين الأسفار المقدسة:-
استنادا الى كتابات المؤرخ اليهودي يوسف بن متتياهو "يوسيفوس فلافيوس" (القرن الأول ميلادي)، واعتمادا على أسفار العهد الجديد (يمكن القول إن الأوضاع اليهودية الدينية والسياسية والمذهبية التي سادت عشية ظهور الديانة المسيحية ابان القرن الأول للميلاد، مهّدت الطريق لنشوء مذهب جديد يحسم الخلاف القائم بين مذهب الفريسيين (المفسرين)، ومذهب الصادوقيين (أتباع مذهب الكاهن صادوق)، ومذهب الايسيين (أهل الشفاء) او المعتزلة (اعتزلوا الفريقين السابقين ولجأوا الى صحراء يهودا).
وقد رافق هذا الانقسام المذهبي تردي في الأوضاع الأقتصادية والسياسية بفعل خضوع مملكة يهودا لسيطرة رومانية مباشرة. وقد بلغت الأزمة ذروتها مع اندلاع الثورة اليهودية الكبرى ضد الرومان وخراب بيت المقدس اليهودي في أورشليم عام 70 لميلاد المسيح عليه السلام.
وحسب المصادر الإنجيلية : إن أحد الواعظين اليهود الكبار كان يدعى يوحنا الذي أطلق عليه فيما بعد اسم (يوحنا المعمدان) وهو ذاته النبي يحيى في الاسلام. وكان يوحنا يعظ الناس ويحثهم على العودة الى الله، وشرع بتعميد الناس في نهر الأردن للتطهّر من الآثام استعدادا للخلاص (ملكوت السماء).
وكان أحد المؤمنين اليهود الذين لبوا دعوة يوحنا، شاب يهودي متحمس للتغيير والنجاة وعالم بالتوراة، يسمى يشوع (يسوع) وهو ذاته المسيح عيسى بن مريم في الإسلام. في أعقاب تعميده في نهر الأردن على يد يوحنا، شرع يشوع يطوف القرى اليهودية في يهودا والجليل ويدعو المستضعفين من اليهود للفرار الى الله والعودة الى الدين الصحيح، داعيا إياهم الى التطهر إيذانا بقرب ملكوت السماء.
 أولى يشوع في مواعظه أهمية خاصة لقاعدة (انما الأعمال بالنيات)، حتى ان "بولس") ذهب الى بطلان الفرائض الدينية حيثما صلُحت النية، ليصبح هذا الأمر ساريا حسب المذهب الجديد الذي أسس له يشوع وتلاميذه ومن ثم استطاع بولس أن يحوّل هذا المذهب لاحقا الى ديانة جديدة هي الديانة المسيحية.  وبعد أن عظم شأن يشوع وطفق بعض أتباعه يؤمنون انه المسيح اليهودي المنتظر، اعتبر يشوع بنظر القيادات الدينية اليهودية، خارجا عن الملة، ولم تعترض هذه القيادات على حكم الاعدام الذي صدر بحقه من قبل الوالي الروماني على أورشليم "بونتيوس بيلاطس" بتهمة إثارة الفتن والاخلال بالنظام العام.
ثم شرعت كل طائفة تكتب ما تذكرته من ايام المسيح عليه السلام زاعمين انه الهام من روح القدس ومن ثم ظهرت المئات من الأناجيل وظل الأمر كذلك حتى عقدوا العديد من المجامع ليختاروا أى الأناجيل يعملون بها ويرفضون الأخر ولاندرى ما هى المقاييس التى على اساسها قبلوا هذه الأناجيل ؟ والعجيب أن بعضها صدر عن أشخاص لم يعاصروا المسيح عليه السلام من أمثال لوقا  ويوحنا .
رابعا :(العهد القديم (وينقسم إلى :-
التوراة :يزعمون أن الخمسة أسفار الأولى هي الأسفار التي نزلت على موسى عليه السلام ، ومن هنا تتمتع اسفار التوراة برتبة عالية من القداسة مع ما بها من تجاوزات تخرجها من القدسية.
أسفار الأنبياء:
 وعددها ثمانية أسفار وهي الأسفار التي نزلت على أنبياء بنى إسرائيل على مر العصور، وتنسب إليها درجة نبوة  أقل من أسفار التوراة.
كتوفيم:
وعددها أحد عشر سفرا دوّنها علماء اليهود بوحي روح القدس كما يزعمون بعد انقطاع النبوة، وتُنسب إليها درجة نبوة أقل من أسفار الأنبياء.
وطبقا  للمسيحية يعتبر التناخ جزءا من كتاب النصارى، فقد أورد متى على لسان  المسيح عليه السلام أنه قال: "لا تظنُّوا أني جئت لأَنقض الناموس أو الأنبياءَ. ما جئت لأنقض بل لأكمّل. فإني الحقَّ أقول لكم إلى أن تزول السماء والأرض لا يزول حرفٌ واحدٌ أو نقطةٌ واحدةٌ من الناموس حتى يكون الكل."
طبقا لهذا النص نرى أن العهد الجديد قد كمّل العهد القديم، وفقا للإعتقاد المسيحي، وكان ينبغى ألا أننا وجدنا به العديد من النصوص التى خالفت ما جاء فى العهد القديم وكذلك ما جاء به المسيح عليه السلام .
وأما تسمية (العهد القديم) فهي تسمية مسيحية  حيث زعموا أن الله جل وعلا عاهد إبراهيم عليه السلام عهدا أبديا أن يرث نسله الأرض من النيل الى الفرات . وزعم المسيحيون أن المسيح عليه السلام هو العهد الجديد الذي وعد الله به في العهد القديم حين قال على لسان ارميا النبي: "ها إنها تأتي ايام، يقول الرب، أقطع فيها مع بيت إسرائيل وبيت يهوذا عهدا جديـدا .
ترتيب أسفار العهد القديم في كتاب النصارى :-
يختلف ترتيب وعدد أسفار (العهد القديم) في كتاب النصارى عنه في كتاب اليهود، وفقا لتسلسل الأحداث والنبوءات التي ترتبط بمجيء المسيح. وظروف ميلاده، وحياته وموته، وقيامته، حسب المعتقد المسيحي.
 ترجمة الكتاب المقدس :-
تظهر المراجع التاريخية أن نسخ الأناجيل وأعمال الرسل وبقية أسفار العهد الجديد كتبت خلال الفترات التي أعقبت المسيح، باللغة اليونانية والعبرية والأرامية، التي كانت سائدة في ذلك الزمان، وقام هيرونيموس ابان القرن الرابع للميلاد، بترجمة هذه النسخ الى اللغة اللاتينية، وتم اعتماد هذه الترجمة من قبل بابا الفاتيكان كترجمة رسمية،
 وظل هذا الوضع قائما حتى ظهور مارتن لوثر في القرن السادس عشر، حيث قام بترجمة الكتاب المقدس للغة الألمانية، وكان هذا أحد أسباب الانقسام الذي حصل بين الكنيسة الكاثوليكية والكنيسة البروتستانتية..
وبعد انعقاد مجمع الفاتيكان ما بين عامى 1960 الى 1969، أزيل الحظر الذي كان مفروضا على ترجمة الكتاب المقدس والصلوات الى اللغات الدارجة. اما بالنسبة لترجمة الانجيل الى اللغة العربية فبدأت ايضا في وقت مبكر، وتحديدا في الفترات التي أعقبت الفتح الاسلامي.
 ورد في احد المصادر التاريخية أن القائد العربي عمر بن سعد ابن أبي وقاص طلب من البطريرك اليعقوبي يوحنا أن يضع ترجمة الإنجيل في اللغة العربية. وقد تمت عشرات الترجمات للانجيل الى العربية خلال القرون المتوالية.  وفي عام 1865 قام بطرس البستاني والمرسلان الإنجيليان " عالي سميث - وكرنيليوس فاندايك" بنقل الانجيل الى العربية من مصادره الأصلية، وهذب عباراته الشيخ ناصيف اليازجي والشيخ يوسف الأسير. وهذه هي أشهر الترجمات العربية للكتاب المقدس وأوسعها انتشاراً في العالم العربي والعالم.
خامسا : العهـــد الجــديــد :- 
كما كانت في أيام نوح كذلك يكون مجيء الإنسان لأنهم كما كما كانوا ما قبل الطوفان  يأكلون ويشربون ويتزوجون ويزوجون الى اليوم الذي دخل فيه نوح الفلك . ولم يعملوا  حتى جاء الطوفان وأخذ الجميع . كذلك يكون مجيء ابن الإنسان .
(متى 24: 39-37)
 ومن ثم فالسؤال الآن هل الانجيل حقا كلمة الله ؟ لا يوجد على وجه الأرض عالما توراتيا موثوقا يستطيع أن يدعي بأن الانجيل قد كتب من قبل المسيح نفسه، جميعهم يتفقون على انه قد كتب بعد رحيله ، لذلك فان كان كتبة الانجيل هم أناس غير  المسيح عليه السلام  فهل كان معهم المسيح عليه السلام ام الروح القدس يقودانهم او يملون عليهم كلمة كلمة مما يكتبون؟ كالعادة، فان جواب هذا السؤال لا، من يقول ذلك؟
 إلا أن معظم علماء المسيحية الثقاة هذه الأيام يقولون نعم، مثال على ذلك فان الدكتور " دبليو جراهام سكروجي " من "Moody Bible Institute, Chicago" وهي بعثة مسيحية انجيلية رفيعة المستوى يقول : "نعم، ان الكتاب المقدس هو من عمل الانسان، غيرأن البعض بدافع من الحماس وليس المعرفة قد أنكر هذا، لقد مرت هذه الكتب من خلال عقل الانسان، كتبت بلغته، سطرت بيد الانسان وتحمل في اساليبها خصائص الانسان ……" ويتابع "…… انه من عمل الانسان ولكنه مقدس"
عالم مسيحي آخر وهو كينيث جراج، اسقف القدس الانجليكاني يقول "…. ليس العهد الجديد كذلك ….. هنالك تلخيص وتعديل، هنالك اعادة للانتاج ممتازة وشاهدة، لقد أتت الأناجيل من خلال عقل الكنيسة من وراء المؤلفين، انهم يمثلون الخبرة والتاريخ ……."
                              









                                       الباب الرابع
                                   مفهوم الإله لدى بنى إسرائيل
قبل الحديث عن كيف يرى بنوا إسرائيل الحق سبحانه وتعالى رأيت أن اسبق هذه الروى ببعض التناقضات التى وجدت فى الأناجيل بخصوص المسيح عليه السلام وإن سأل سائل لماذا ؟  آى لماذا المسيح عليه السلام ؟ نقول :  لأن  بعض بنى إسرائيل يؤمنون بأن المسيح عليه السلام إله وابن إله  ونحن نؤمن أنه عليه السلام برئ مما يزعمون ويدعون .  فأردت أن أعرض للتناقضات بشأن  المسيج عليه السلام أولا لأنهم إن اختلفوا فيه وهو بشر فكيف يتسنى لهم رفعه إلى درجة الإله ؟
أولا :– كتبة الأناجيل والمسيح عليه السلام :-
لقد حاول كتبة الانجيل وبالأخص "  متى  " أن يتحدثوا عن عيسى عليه السلام  بأنه المسيح المبشر به وذلك كتحقيق لنبوءات العهد القديم، وبنتائج غريبة غير مطابقة للنص التى وردت فيه في بعض الأحيان كما في رواية ركوبه للحمارين ورواية الثلاثين من الفضة. وكذلك الفوارق التي بين أناجيل يسوع وبولس .
 وبذل متى جهدا كبيرا ليجعل الإنجيل الذي بشر به إلى اليهود  متوافق مع  ما تم التنبؤ به في العهد القديم من حيث الطبيعة البشرية للمسيح وحكمه على مملكة إسرائيل، مملكة المحبة والسلام، ولذا كان على شعب إسرائيل أن يتبرأ من خطيئته لأن الاستقامة الشخصية هي ضرورة للدخول في هذه المملكة.
 بالمقابل فان الأناجيل التي بُشر بها لدى اليهود وباقي الأمم بواسطة  بولس والذي ذكره بولس بقوله "انجيلي" والانجيل "الذي ابشر به" ليميز بينه وبين الذي بشر به الحواريون.
ففي انجيل بولس اصبح المسيح اليهودي الانسان مخلصا سماويا لجميع الأمم، ومملكة اسرائيل  أصبحت مملكة سماوية وإن الدخول إلى هذه المملكة مبني على الإيمان عوضا عن الاستقامة الشخصية.
لقد سبب الانجيلان عداوة كبيرة بين بولس والحواريين الأصليين، وهي عداوة ظهرت             في كتب أعمال الرسل والرسالة الى غلاطية، والتي ما انفكت تظهر في أماكن عدة، عندما تم تدمير أورشليم في العام 70 للميلاد، قتل أو تفرق شمل اليهود المسيحيين (المتنصرين) وتم التخلص من الإنجيل المعارض لإنجيل بولس.

بعض الأمور المتشابهة بين المسيحية وديانات أخرى
عندما فكر اليهود فى تغيير يسوع من يهودي "ابن داود" يجلس على عرش داود، الى مبشرا "ابن الله" يجلس على عرشا سماويا كان من الضروري اختراع سيرة الهية له مثل الولادة العذرية والمعجزات والقيامة بعد الصلب لتواكب الوهيته حتى لا يكون كالبشر العاديين  الخ…….
فمحور العقيدة النصرانية هو زعمهم أن يسوع الناصري هو ابن الله وهذا جزء من عقيدة التثليث لديهم، وقد ولد من عذراء، بشر للجماهير، تحمل المعاناة، مات على الصليب فداء لخطيئة البشر، ثم قام من الموت في اليوم الثالث، هذا بالاضافة الى الايمان بأن مولده كان مسبوقا بمعجزات، دسائس سياسية ومبشر بها من قبل حكماء منذ نشأة العقيدة النصرانية.
المسيح عليه السلام والآلهة القديمة:-
 فالعقيدة النصرانيه إما أنه قد اضيف لها بعض الأشياء مشابهة لديانات شرقية أقدم منها  أو أن  هذه التشابهات هي تأكيد ايجابي على أن مؤسسي الكنيسة قد انتحلوا هذه العقائد. وإليك عزيزى القارئ بعض ما ذكره أصحاب الديانات السابقة عن الأشخاص الذين صنعوا منهم آلهة من أمثال كونفشيوس , وكريشنا وغيرهم :
- فعن ولادة كونفوشيوس (551-479 قبل الميلاد) قالوا بأنها تمت بحضور خمسة حكماء، ملائكة وموسيقى سماوية تأتي من السماء، وقد بشر كونفوشيوس "
 أن كريشنا هو تجسيدا لفيشنو إله الهندوس، وقد مات ليكفر عن خطايا العالم .
- وكما زعموا بأن يسوع كان إلها، وابن إله وإنسان كامل، فكذلك كان كريشنا أيضا  "مفرطا في الألوهية" حسب ما تذكر الرامايانا التي كتبت في العام 300 قبل الميلاد، وكانت ولادة كريشنا بمعجزة  من العذراء ديفاكي، وتمت ولادته بحضور ملائكة ورعاة، كما نجا كريشنا من القتل حيث كان هنالك مرسوم من قبل كاسما الطاغية والذي أمر بقتل الأبكار المولودين، ونجا كريشنا من القتل  بأن تم تهريبه عبر النهر،وكان تغسيل كريشنا في نهرالجانج يوازي تعميد يسوع من قبل يوحنا   المعمدان في نهر الأردن .
وعرف كريشنا بمعجزاته وهو طفل، وكذلك تكلم في الأخلاقيات ؛ ومن وصاياه أن يحب الانسان جاره ويغفر لأعدائه، وان يتجنب الأفكار الشريرة وأن يدين الثروة الدنيوية، وكمازعموا أن المسيح قام من بين الأموات فكذلك قام كريشنا من الموت بعد ثلاثة أيام .
- وبالتالى لم يكن ميلاد يسوع المسيح الأول من نوعه ولم يكن الأخير ، فزعم الهنود أن بوذا إله الهنود  ولد من العذراء مايا أو ماري في القرن الثالث قبل الميلاد،  فو لي، إله اسطوري صيني ولد من عذراء في العام 3468 قبل الميلاد .
- وكذلك لاو-كيوم (لاو-تسزي) ولد من عذراء في العام 604 قبل الميلاد.
- كما ان رع إله المصريين القدماء ولد من جانب امه .
-  وكذلك زرادشت، إله الفرس ولد دون دنس من حمل طاهر بواسطة شعاع مقدس.
- وأيضا فرساوس ابن جوبيتر كبير آلهة الرومان، ولد من عذراء .
- والأغرب مما سبق هو زعمهم أن هرقل ابن جوبيتر ولد من أم ميتة .
-  وكذلك ابوللو ابن جوبيتر أيضا .
-  وايضا رومولس مؤسس روما المزعوم تمت ولادته  من عذراء أيضا. فمن الواضح أن الديانة المسيحية تأثرت إلى حد كبير بالديانات السابقة وببعض أفكار الحضارات المعاصرة لها آنذاك
ونحن المسلمين لا ننكر أن المسيح عليه السلام ولد من العذراء مريم دون اب . ولكن الفارق بيننا نحن المسلمين وبين المسيحين فى هذا الصدد أننا نؤمن بأن الله جل وعلا على كل شئ قدير فسبحانه وتعالى   يخلق ما يشاء ولا يعجزه شئ فى الأرض ولا فى السماء . ومن ثم فنحن آمنا بأن المسيح عليه السلام بشر من خلق الله تعالى وأنه عليه السلام رسول من رسل الله سبحانه وتعالى .
 أما النصارى فلأن التاريخ آنذاك كان مشحونا بالعديد من الأساطير التى تذكر ميلاد الكثير من البشر بهذه الصورة الغريبة ومن ثم جعلتهم شعوبهم آلهة فاقتدى المسيحيون بهم وزعموا أن المسيح عليه السلام كذلك إله . والعجيب أنهم صاروا وراء الأساطير خطوة بخطوة ولم يسيروا وراء هدى رب العالمين ولو قيد آنملة وصدق الحق حين قال {وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللّهِ وَقَالَتْ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُم بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِؤُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ }التوبة30
- وليس ميلاد المسيح عليه السلام وحسب بل كذلك عقيدة التثليث(Trinity) كفكرة لها أصل هندوسي، فالكلمة مشتقة من كلمة " TRIMURTI" في اللغة السنسكريتية والتي تعني ثلاثة أجساد في إله واحد، وهي الإتحاد المقدس بين براهما، فيشنو , و سيفا (divine unity of Brahma, Vishnu and Siva). إذن فعقيدة النصارى كانت فى حاجة إلى إعادة النظر وتنقيتها من هذه الأمور التى لحقت بهم من الأساطير القديمة حتى لا يضلوا ابناءهم.
     ثانيا : مفهوم الإله لدى بنى إسرائيل :-
مع أنه ينبغى على أتباع جميع الديانات السماوية (اليهودية، المسيحية و الإسلام)  أن يؤمنوا بإله واحد عملا بقول الحق سبحانه وتعالى {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ }الذاريات56  فمن الجدير الذكر أن التوحيد أوضح ما يمكن في الإسلام  فيؤمن المسلمون بأن الله جل وعلا  واحد أحد فرد صمد  تعالى سبحانه وتعالى عن الزوجة والشريك والولد فنؤمن جميعا بقوله تعالى " قل هو الله أحد * الله الصمد * لم يلد ولم يولد * ولم يكن له كفؤا أحد " وكذلك نؤمن بقوله تعالى {بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُن لَّهُ صَاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ } الأنعام101" والقرآن الكريم به من الآيات التى تبين وحدانية الله جل وعلا بل والكون كله آيات تثبت وحدانيته جل وعلا نذكرها فى حينها إن شاء الله تعالى .
 بينما يثور الجدل في الديانتين الأخرتين اليهودية والمسيحية حول عملية التوحيد . ويتعللون بأن اليهود نشأوا وسط شعوب تؤمن بعبادة الآلهة الكثيرة حيث أن ديانات الشعوب المجاورة لهم آنذاك كانت تعتمد على تعدد الآلهة فتأثر اليهود بهم وهذا ما نأخذه عليهم : هو أن الحق سبحانه وتعالى أرسل إليهم الأنبياء والمرسلين  وأراد لهم الخير والنجاة وأمرهم بدخول الأرض المقدسة ليحميهم من الشعوب الأخرى وما يعبدون من أصنام وأوثان ؛ إلا أنهم لم يستجيبوا لله ولا للرسول , بل ومالوا إلى الألهة الأخرى وعبدوها من دون الله جل وعلا ؛ فنجد في العهد القديم  العديد من النصوص التي تتحدث عن تعدد الآلهة: ومنها : -
ففى سفر التكوين : 6 /2،
 2 - أَنَّ أَبْنَاءَ اللهِ رَأَوْا بَنَاتِ النَّاسِ أَنَّهُنَّ حَسَنَاتٌ. فَاتَّخَذُوا لأَنْفُسِهِمْ نِسَاءً مِنْ كُلِّ مَا اخْتَارُوا.
وفى  مزمور: 82 ،
  1 - اَللهُ قَائِمٌ فِي مَجْمَعِ اللهِ. فِي وَسْطِ الآلِهَةِ يَقْضِي
 5 - «لاَ يَعْلَمُونَ وَلاَ يَفْهَمُونَ. فِي الظُّلْمَةِ يَتَمَشَّوْنَ. تَتَزَعْزَعُ كُلُّ أُسُسِ الأَرْضِ.
  6 - أَنَا قُلْتُ: إِنَّكُمْ آلِهَةٌ وَبَنُو الْعَلِيِّ كُلُّكُمْ.
7 - لكِنْ مِثْلَ النَّاسِ تَمُوتُونَ وَكَأَحَدِ الرُّؤَسَاءِ تَسْقُطُونَ».
وَلاَشَى كَهَنَةَ الأَصْنَامِ الَّذِينَ جَعَلَهُمْ مُلُوكُ يَهُوذَا لِيُوقِدُوا عَلَى الْمُرْتَفَعَاتِ فِي مُدُنِ يَهُوذَا وَمَا يُحِيطُ بِأُورُشَلِيمَ، وَالَّذِينَ يُوقِدُونَ: لِلْبَعْلِ، لِلشَّمْسِ، وَالْقَمَرِ، وَالْمَنَازِلِ، وَلِكُلِّ أَجْنَادِ السَّمَاءِ. الملوك 2: 23/5
ولأن النصارى أقرب الأثنيين إلينا فنحن نتحاور معهم رغبة منا فى تبصيرهم بالصراط المستقيم  لأنه قد ثبت وبالتجربة عداء اليهود للجميع ؛ ومن أخطر ما صنعه اليهود بالمسيحين فوق أنهم يستغلونهم فى تنفيذ رغباتهم من شن حروب وإحتلال وقتل إلى أخر هذه الأمور التى تسببت فى تدمير الإقتصاد العالمى .
 فأسوأ ما قام به اليهود هو قتلهم العديد من الأباء المسيحين الأوائل والذين كانوا على علم بالحقائق وبما جاء به المسيح عليه السلام وأنه رسول من عند الله فقتل اليهود هؤلاء العظماء وأرغموا من بقى بعد ذلك على إعتناق مبادئ لا تمت إلى الدين بصلة بل وبدلا من إعادتهم إلى سواء الصراط أرغموهم على إتباع أديان الوثنيين لتفرغ المسيحية من مضمونها وتصبح وكأنها ليست على شئ .
وهذا ما دفع المسيحين يوما ما أن يقولو عن اليهود أنهم ضالين وكذلك لأن اليهود يعرفون حقيقة ما فرضوه على المسيحين وأنه كذلك لاشئ قالوا عنهم أنهم ضالين وسجل القرآن الكريم ذلك فقال تعالى {وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَى عَلَىَ شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ مِثْلَ قَوْلِهِمْ فَاللّهُ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُواْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ }البقرة113والحق هو ما ذكره القرآن الكريم عنهم بعد اتهامهم لبعضهم البعض .
 فقال تعالى {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّىَ تُقِيمُواْ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيراً مِّنْهُم مَّا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ طُغْيَاناً وَكُفْراً فَلاَ تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ } المائدة68 بمعنى إن رجعوا إلى التوراة الحقيقية والإنجيل الحقيقى حينها يصبحون مؤمنين بالله جل وعلا الإيمان الحق أما الأن وباتباعهم لما وضعه الوثنيون فليسوا على شئ مما افترضه الله سبحانه وتعالى عليهم  .
ولذا رأيت أن أعرض بعضا من الأسئلة على من يزعمون الوهية المسيح عليه السلام عملا بقول الحق سبحانه وتعالى {وَكَذَلِكَ أَنزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً وَصَرَّفْنَا فِيهِ مِنَ الْوَعِيدِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْراً }طه113وبعدها نطالبهم بما طالبهم به الحق جل وعلا  وعلا حين قال لهم {  هَلْ عِندَكُم مِّنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا إِن تَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ أَنتُمْ إَلاَّ تَخْرُصُونَ }الأنعام148فإن كان لديهم علم نافع مفيد أفضل مما جاء هم به الله سبحانه وتعالى فليبينوه لنا .
1- هل المسيح اله ؟
لأنهم قالوا : وَإِلَهُ السَّلاَمِ الَّذِي أَقَامَ مِنَ الأَمْوَاتِ رَاعِيَ الْخِرَافِ الْعَظِيمَ، رَبَّنَا يَسُوعَ،" عبرانيين 13 :20
ولذا نسألهم كيف وقد حذرهم الرب جل وعلا فى الوصايا العشر حين قال : "لاَ يَكُنْ لَكَ آلِهَةٌ أُخْرَى أَمَامِي." خروج 20 :3 وليس هذا فحسب بل تبرأ المسيح عليه السلام ممن دعوه ربا فقالوا فى إنجيل متى فى الإصحاح السابع  " 22 - كَثِيرُونَ سَيَقُولُونَ لِي فِي ذلِكَ الْيَوْمِ: يَارَبُّ، يَارَبُّ! أَلَيْسَ بِاسْمِكَ تَنَبَّأْنَا، وَبِاسْمِكَ أَخْرَجْنَا شَيَاطِينَ، وَبِاسْمِكَ صَنَعْنَا قُوَّاتٍ كَثِيرَةً؟ 23فَحِينَئِذٍ أُصَرِّحُ لَهُمْ: إِنِّي لَمْ أَعْرِفْكُمْ قَطُّ! اذْهَبُوا عَنِّي يَا فَاعِلِي الإِثْمِ!
                        2- هل الأب والابن متساويان ؟
لقد قالوا زورا وبهتانا على لسان المسيح : "أَنَا وَالآبُ وَاحِدٌ" يوحنا 10 :30
وأعادوها ثاينة إلا أنهم لم ينتبهوا لما فيها من التوضيح فقالوا  "سَمِعْتُمْ أَنِّي قُلْتُ لَكُمْ أَنَا أَذْهَبُ ثُمَّ آتِي إِلَيْكُمْ. لَوْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَنِي لَكُنْتُمْ تَفْرَحُونَ لأَنِّي قُلْتُ أَمْضِي إِلَى الآبِ لأَنَّ أَبِي أَعْظَمُ مِنِّي." يوحنا 14 :28
فقد أعلن لهم أن الأب أعظم منه إذن هناك فارق واضح  فماذا إذن يصرون على المساواة  ؟  
                        3- هل كان يسوع ابنه الوحيد ؟
زعم النصارى أن المسيح ابن الله لأنه كان دائما يذكر لهم أنه ذاهب إلى الاب  أو يقول ابى    الذى فى السماء ؛ فما عما يذكره العهد القديم :-
1-  "فَتَقُولُ لِفِرْعَوْنَ: هَكَذَا يَقُولُ الرَّبُّ: إِسْرَائِيلُ ابْنِي الْبِكْرُ." خروج 4 :22
 2- "أَنَا أَكُونُ لَهُ أَباً وَهُوَ يَكُونُ لِيَ ابْناً. إِنْ تَعَوَّجَ أُؤَدِّبْهُ بِقَضِيبِ النَّاسِ وَبِضَرَبَاتِ بَنِي آدَمَ." صموئيل الثاني 7 :13-14
3-"بِالْبُكَاءِ يَأْتُونَ وَبِالتَّضَرُّعَاتِ أَقُودُهُمْ. أُسَيِّرُهُمْ إِلَى أَنْهَارِ مَاءٍ فِي طَرِيقٍ مُسْتَقِيمَةٍ لاَ يَعْثُرُونَ فِيهَا. لأَنِّي صِرْتُ لإِسْرَائِيلَ أَباً وَأَفْرَايِمُ هُوَ بِكْرِي." ارميا 31 :9
 4-"بْنِ أَنُوشَ بْنِ شِيتِ بْنِ آدَمَ ابْنِ اللهِ." لوقا 3 :38
 5-"أَنْتُمْ أَوْلادٌ لِلرَّبِّ إِلهِكُمْ. لا تَخْمِشُوا أَجْسَامَكُمْ وَلا تَجْعَلُوا قَرْعَةً بَيْنَ أَعْيُنِكُمْ لأَجْلِ مَيِّتٍ." التثنية 14 :1
6- "لأَنَّ كُلَّ الَّذِينَ يَنْقَادُونَ بِرُوحِ اللهِ فَأُولَئِكَ هُمْ أَبْنَاءُ اللهِ." رومية 8 :14
 7-"وَأَمَّا كُلُّ الَّذِينَ قَبِلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ سُلْطَاناً أَنْ يَصِيرُوا أَوْلاَدَ اللَّهِ" يوحنا 1 :12
8- "لِكَيْ تَكُونُوا بِلاَ لَوْمٍ، وَبُسَطَاءَ، أَوْلاَداً للهِ بِلاَ عَيْبٍ فِي وَسَطِ جِيلٍ مُعَوَّجٍ وَمُلْتَوٍ، تُضِيئُونَ بَيْنَهُمْ كَأَنْوَارٍ فِي الْعَالَمِ." فلبي 2 :15
9-" 1أُنْظُرُوا أَيَّةَ مَحَبَّةٍ أَعْطَانَا الآبُ حَتَّى نُدْعَى أَوْلاَدَ اللهِ! مِنْ أَجْلِ هَذَا لاَ يَعْرِفُنَا الْعَالَمُ، لأَنَّهُ لاَ يَعْرِفُهُ. أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ، الآنَ نَحْنُ أَوْلاَدُ اللهِ، وَلَمْ يُظْهَرْ بَعْدُ مَاذَا سَنَكُونُ. وَلَكِنْ نَعْلَمُ أَنَّهُ إِذَا أُظْهِرَ نَكُونُ مِثْلَهُ، لأَنَّنَا سَنَرَاهُ كَمَا هُوَ." رسالة يوحنا الأولى 3 :1-2
10-"عِنْدَمَا تَرَنَّمَتْ كَوَاكِبُ الصُّبْحِ مَعاً وَهَتَفَ جَمِيعُ بَنِي اللهِ؟" أيوب 38 :7
فهل كل هؤلاء آلهة ؟ ولذا نناديهم  بما ناداهم به القرآن الكريم حين قال تعالى {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيراً مِّمَّا كُنتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ قَدْ جَاءكُم مِّنَ اللّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ }المائدة15
ثم هذه أسئلة نوجهها إلى بنى إسرائيل يهودا أم مسيحين  ( لعلهم يتقون أو يحدث لهم ذكرا )
                                 1- هل الله جل وعلا ( حاشاه ) يكذب ؟
لأنهم ذكروا فى الكتاب المقدس أن الرب جل وعلا قال لآدم عليه السلام :
"وَأَمَّا شَجَرَةُ مَعْرِفَةِ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ فَلاَ تَأْكُلْ مِنْهَا لأَنَّكَ يَوْمَ تَأْكُلُ مِنْهَا مَوْتاً تَمُوتُ»." التكوين 2 :17
ولكنه أكل ولم يمت وقالوا : "فَكَانَتْ كُلُّ أَيَّامِ آدَمَ الَّتِي عَاشَهَا تِسْعَ مِئَةٍ وَثَلاَثِينَ سَنَةً وَمَاتَ." التكوين 5 :5



              2- هل الله جل وعلا ( حاشاه )  ينسى ؟
لأنهم قالوا فى العهد القديم أن الرب جل وعلا قال لسيدنا يعقوب عليه السلام "وَقَالَ لَهُ اللهُ: «اسْمُكَ يَعْقُوبُ. لاَ يُدْعَى اسْمُكَ فِيمَا بَعْدُ يَعْقُوبَ بَلْ يَكُونُ اسْمُكَ إِسْرَائِيلَ». فَدَعَا اسْمَهُ إِسْرَائِيلَ." سفر التكوين 35 :10
ثم ذكروا أن الرب (حاشاه ) نسى أن يناديه بإسرائيل الإسم الذى وعده به فقالوا  :
2- فَكَلَّمَ اللهُ إِسْرَائِيلَ فِي رُؤَى اللَّيْلِ وَقَالَ: «يَعْقُوبُ يَعْقُوبُ». فَقَالَ: «هَئَنَذَا»." سفر التكوين   46 :2 "
           3- هل يمكن سماع صوت الله جل وعلا  ؟
فلنقرا أولا معا في متى بالإصحاح السابع عشر :-
1 - وبعد ستة أيام أخذ يسوع بطرس ويعقوب ويوحنا اخاه وصعد بهم الى جبل عال منفردين.
2 - وتغيّرت هيئته قدّامهم واضاء وجهه كالشمس وصارت ثيابه بيضاء كالنور.
3  -واذا موسى وايليا قد ظهرا لهم يتكلمان معه.
4  - فجعل بطرس يقول ليسوع يا رب جيد ان نكون ههنا.فان شئت نصنع هنا ثلاث مظال . لك واحدة ولموسى واحدة ولايليا واحدة.
5  -وفيما هو يتكلم اذا سحابة نيرة ظللتهم وصوت من السحابة قائلا هذا هو ابني الحبيب  الذي به سررت. له اسمعوا.
6  -ولما سمع التلاميذ سقطوا على وجوههم وخافوا جدا.
7  -فجاء يسوع ولمسهم وقال قوموا ولا تخافوا.
8  -فرفعوا اعينهم ولم يروا احدا الا يسوع وحده
كما رايت انهم ذكروا فى العدد الخامس أن التلاميذ سمعوا صوت من السحابة أي الاب اي الله وهذا مكرر هنا ايضا في متى بالاصحاح الثالث الأعداد الرابعة عشر إلى السابعة عشر :
14- حينئذ جاء يسوع من الجليل إلى الاردن الى يوحنا ليعتمد منه.
 ولكن يوحنا منعه قائلا انا محتاج ان اعتمد منك وانت تأتي اليّ.
15  - فاجاب يسوع وقال له اسمح الآن.لانه هكذا يليق بنا ان نكمل كل بر.حينئذ سمح له.        
16  - فلما اعتمد يسوع صعد للوقت من الماء.واذا السموات قد انفتحت له فرأى روح الله نازلا مثل حمامة وآتيا علي راسه
 17  - وصوت من السموات قائلا هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت .

والإصحاحان يؤكدان سماع الصوت ( صوت الآب ) الذي يخاطب الابن و الناس الموجودين وهذان الإصحاحان يتناقضان مع ما ورد في انجيل يوحنا
حيث يقول :
والآب نفسه الذي ارسلني يشهد لي.لم تسمعوا صوته قط ولا ابصرتم هيئته. يوحنا :5:37 :37

و التناقض واضح حيث ان المسيح ينفي ان يكون احد سمع صوت الله الآب في يوحنا بينما يؤكد كاتب انجيل متى ان هناك صوت مسموع لله الآب قائل ابني الحبيب هوذا به سررت  فبأى من النصين يتعبد النصارى ؟ وأى النصين يذكر النصارى لأبنائهم ؟
   4- هل الله جل وعلا  ( حاشاه )  يندم ويحزن ؟
نرى فى العهد القديم الذى يتعبد به اليهود والنصارى على السواء  العديد من الصفات التى لا تليق بالله سبحانه وتعالى مع علمهم التام بالحقائق والصفات العلى لله سبحانه وتعالى ومنها :
1- فى سفر ملاخى أن الله جل وعلا قال "لأَنِّي أَنَا الرَّبُّ لاَ أَتَغَيَّرُ" سفر ملاخي 3 :6 
2- وفى  سفر العدد "ليْسَ اللهُ إِنْسَاناً فَيَكْذِبَ وَلا ابْنَ إِنْسَانٍ فَيَنْدَمَ. هَل يَقُولُ وَلا يَفْعَلُ؟ أَوْ يَتَكَلمُ وَلا يَفِي؟ عدد 23 :19 "
3- وفى سفر حزقيال "أَنَا الرَّبَّ تَكَلَّمْتُ. يَأْتِي فَأَفْعَلُهُ. لاَ أُطْلِقُ وَلاَ أُشْفِقُ وَلاَ أَنْدَمُ. حَسَبَ طُرُقِكِ وَحَسَبَ أَعْمَالِكِ يَحْكُمُونَ عَلَيْكِ, يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ]." حزقيال 24 :14
4- وفى رسالة يعقوب "كُلُّ عَطِيَّةٍ صَالِحَةٍ وَكُلُّ مَوْهِبَةٍ تَامَّةٍ هِيَ مِنْ فَوْقُ، نَازِلَةٌ مِنْ عِنْدِ أَبِي الأَنْوَارِ، الَّذِي لَيْسَ عِنْدَهُ تَغْيِيرٌ وَلاَ ظِلُّ دَوَرَانٍ." رسالة يعقوب 1 :17
 
- ولكن فوجئنا بهم يقولون :
1- فى سفر الخروج "فَنَدِمَ الرَّبُّ عَلَى الشَّرِّ الَّذِي قَالَ إِنَّهُ يَفْعَلُهُ بِشَعْبِهِ." خروج 32 :14
2- وكذلك فى سفر التكوين "فَحَزِنَ الرَّبُّ أَنَّهُ عَمِلَ الإِنْسَانَ فِي الأَرْضِ وَتَأَسَّفَ فِي قَلْبِهِ. فَقَالَ الرَّبُّ: «أَمْحُو عَنْ وَجْهِ الأَرْضِ الإِنْسَانَ الَّذِي خَلَقْتُهُ: الإِنْسَانَ مَعَ بَهَائِمَ وَدَبَّابَاتٍ وَطُيُورِ السَّمَاءِ. لأَنِّي حَزِنْتُ أَنِّي عَمِلْتُهُمْ»." تكوين 6 :6-7
3- وايضا فى سفر يونان "فَلَمَّا رَأَى اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ أَنَّهُمْ رَجَعُوا عَنْ طَرِيقِهِمِ الرَّدِيئَةِ نَدِمَ اللَّهُ عَلَى الشَّرِّ الَّذِي تَكَلَّمَ أَنْ يَصْنَعَهُ بِهِمْ فَلَمْ يَصْنَعْهُ." يونان 3 :10
4- وفى سفر ارميا "إِنْ كُنْتُمْ تَسْكُنُونَ فِي هَذِهِ الأَرْضِ فَإِنِّي أَبْنِيكُمْ وَلاَ أَنْقُضُكُمْ وَأَغْرِسُكُمْ وَلاَ أَقْتَلِعُكُمْ. لأَنِّي نَدِمْتُ عَنِ الشَّرِّ الَّذِي صَنَعْتُهُ بِكُمْ." ارميا 42: 10
ولست أدرى بأى هذه النصوص يتعبد بنوا إسرائيل أو يوصون ابناءهم ؟ فالحمد لله على نعمة الإسلام والقرآن الكريم الذى قال عنه الحق سبحانه وتعالى ( وإنه لكتاب عزيز لا ياتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد )
5- هل الرب جل وعلا ( حاشاه ) بحاجة للنزول إلى الأرض ؟
يذكر العهد القديم نصوصا تبين أن الله جل وعلا ( حاشاه ) كثيرا ما كان ينزل إلى  الأرض  فقالوا :
1- فى سفر التكوين "فَنَزَلَ الرَّبُّ لِيَنْظُرَ الْمَدِينَةَ وَالْبُرْجَ اللَّذَيْنِ كَانَ بَنُو آدَمَ يَبْنُونَهُمَا."  تكوين 11 :5 "
2-وفى موضع أخر فى سفر التكوين"وَقَالَ الرَّبُّ: «إِنَّ صُرَاخَ سَدُومَ وَعَمُورَةَ قَدْ كَثُرَ وَخَطِيَّتُهُمْ قَدْ عَظُمَتْ جِدّاً. أَنْزِلُ وَأَرَى هَلْ فَعَلُوا بِالتَّمَامِ حَسَبَ صُرَاخِهَا الْآتِي إِلَيَّ وَإِلَّا فَأَعْلَمُ»." تكوين 18 :20-21
3- وفى سفر الخروج "فَقَالَ الرَّبُّ: «إِنِّي قَدْ رَأَيْتُ مَذَلَّةَ شَعْبِي الَّذِي فِي مِصْرَ وَسَمِعْتُ صُرَاخَهُمْ مِنْ أَجْلِ مُسَخِّرِيهِمْ. إِنِّي عَلِمْتُ أَوْجَاعَهُمْ فَنَزَلْتُ لِأُنْقِذَهُمْ مِنْ أَيْدِي الْمِصْرِيِّينَ وَأُصْعِدَهُمْ مِنْ تِلْكَ الأَرْضِ إِلَى أَرْضٍ جَيِّدَةٍ وَوَاسِعَةٍ إِلَى أَرْضٍ تَفِيضُ لَبَناً وَعَسَلاً إِلَى مَكَانِ الْكَنْعَانِيِّينَ وَالْحِثِّيِّينَ وَالأَمُورِيِّينَ وَالْفِرِزِّيِّينَ وَالْحِوِّيِّينَ وَالْيَبُوسِيِّينَ. " خروج 3 :7
4- وفى سفر أخبار الأيام الثاني "لأَنَّ عَيْنَيِ الرَّبِّ تَجُولاَنِ فِي كُلِّ الأَرْضِ لِيَتَشَدَّدَ مَعَ الَّذِينَ قُلُوبُهُمْ كَامِلَةٌ نَحْوَهُ فَقَدْ حَمِقْتَ فِي هَذَا حَتَّى إِنَّهُ مِنَ الآنَ تَكُونُ عَلَيْكَ حُرُوبٌ." أخبار الأيام الثاني 16 :9
5- وفى المزمور 139 :2 "أَنْتَ عَرَفْتَ جُلُوسِي وَقِيَامِي. فَهِمْتَ فِكْرِي مِنْ بَعِيدٍ."
                6- هل أحدا رأى الله سبحانه وتعالى ؟
زعم كتبة العهد القديم أن العديد من الأنبياء وغيرهم من البشر راؤا الله جل وعلا فقالوا :
1- فى سفر التكوين "فَدَعَا يَعْقُوبُ اسْمَ الْمَكَانِ «فَنِيئِيلَ» قَائِلاً: «لأَنِّي نَظَرْتُ اللهَ وَجْهاً لِوَجْهٍ وَنُجِّيَتْ نَفْسِي». " تكوين 32 :30
2- "وَيُكَلِّمُ الرَّبُّ مُوسَى وَجْهاً لِوَجْهٍ كَمَا يُكَلِّمُ الرَّجُلُ صَاحِبَهُ. وَإِذَا رَجَعَ مُوسَى إِلَى الْمَحَلَّةِ كَانَ خَادِمُهُ يَشُوعُ بْنُ نُونَ الْغُلاَمُ لاَ يَبْرَحُ مِنْ دَاخِلِ الْخَيْمَةِ." خروج 33 :11
3-"ثُمَّ صَعِدَ مُوسَى وَهَارُونُ وَنَادَابُ وَأَبِيهُو وَسَبْعُونَ مِنْ شُيُوخِ إِسْرَائِيلَ وَرَأُوا إِلَهَ إِسْرَائِيلَ وَتَحْتَ رِجْلَيْهِ شِبْهُ صَنْعَةٍ مِنَ الْعَقِيقِ الأَزْرَقِ الشَّفَّافِ وَكَذَاتِ السَّمَاءِ فِي النَّقَاوَةِ. وَلَكِنَّهُ لَمْ يَمُدَّ يَدَهُ إِلَى أَشْرَافِ بَنِي إِسْرَائِيلَ. فَرَأُوا اللهَ وَأَكَلُوا وَشَرِبُوا." خروج 24 :9-11
4-"فَقَالاَ: «إِلَهُ الْعِبْرَانِيِّينَ قَدِ الْتَقَانَا فَنَذْهَبُ سَفَرَ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ فِي الْبَرِّيَّةِ وَنَذْبَحُ لِلرَّبِّ إِلَهِنَا لِئَلاَّ يُصِيبَنَا بِالْوَبَإِ أَوْ بِالسَّيْفِ»." خروج 5 :3
والعجيب أن لديهم من النصوص التى تناقض ما ذكروه فقالوا : -
1-"وَقَالَ: «لاَ تَقْدِرُ أَنْ تَرَى وَجْهِي لأَنَّ الْإِنْسَانَ لاَ يَرَانِي وَيَعِيشُ»." خروج 33: 20
2-"وَكَانَ الرَّبُّ قَدْ قَالَ لِمُوسَى: «قُلْ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ: أَنْتُمْ شَعْبٌ صُلْبُ الرَّقَبَةُِ. إِنْ صَعِدْتُ لَحْظَةً وَاحِدَةً فِي وَسَطِكُمْ أَفْنَيْتُكُمْ. وَلَكِنِ الآنَ اخْلَعْ زِينَتَكَ عَنْكَ فَأَعْلَمَ مَاذَا أَصْنَعُ بِكَ»." خروج33 :5
               7- لا  يتبدل القول لدى الله جل وعلا   ؟
إليك عزيزى القارئ نصوصا غاية فى الغرابة فتارة يثبتون أن الله جل وعلا لايتغير ولا يتبدل القول لديه وتارة يقولون غير ذلك فقالوا : -
1- فى سفر ملاخي"لأَنِّي أَنَا الرَّبُّ لاَ أَتَغَيَّرُ فَأَنْتُمْ يَا بَنِي يَعْقُوبَ لَمْ تَفْنُوا." ملاخي 3 :6
2- فى رسالة يعقوب "كُلُّ عَطِيَّةٍ صَالِحَةٍ وَكُلُّ مَوْهِبَةٍ تَامَّةٍ هِيَ مِنْ فَوْقُ، نَازِلَةٌ مِنْ عِنْدِ أَبِي الأَنْوَارِ، الَّذِي لَيْسَ عِنْدَهُ تَغْيِيرٌ وَلاَ ظِلُّ دَوَرَانٍ." رسالة يعقوب 1 :17
3- وفى سفر صموئيل الأول "وَأَيْضاً نَصِيحُ إِسْرَائِيلَ لاَ يَكْذِبُ وَلاَ يَنْدَمُ لأَنَّهُ لَيْسَ إِنْسَاناً لِيَنْدَمَ»." صموئيل الأول 15 :29
إلا أننا فوجئنا بهم يقولون :-
1-  فى سفر يونان قالوا "فَلَمَّا رَأَى اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ أَنَّهُمْ رَجَعُوا عَنْ طَرِيقِهِمِ الرَّدِيئَةِ نَدِمَ  اللَّهُ عَلَى الشَّرِّ الَّذِي تَكَلَّمَ أَنْ يَصْنَعَهُ بِهِمْ فَلَمْ يَصْنَعْهُ." يونان 3 :10
2- وإليك عزيزى القارئ تناقضا فى موقف واحد ففى سفر الملوك الثاني قالوا :"فِي تِلْكَ الأَيَّامِ مَرِضَ حَزَقِيَّا لِلْمَوْتِ. فَجَاءَ إِلَيْهِ إِشَعْيَاءُ بْنُ آمُوصَ النَّبِيُّ وَقَالَ لَهُ: [هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ: أَوْصِ بَيْتَكَ لأَنَّكَ تَمُوتُ وَلاَ تَعِيشُ]. فَوَجَّهَ وَجْهَهُ إِلَى الْحَائِطِ وَصَلَّى إِلَى الرَّبِّ: [آهِ يَا رَبُّ، اذْكُرْ كَيْفَ سِرْتُ أَمَامَكَ بِالأَمَانَةِ وَبِقَلْبٍ سَلِيمٍ وَفَعَلْتُ الْحَسَنَ فِي عَيْنَيْكَ].
 وَبَكَى حَزَقِيَّا بُكَاءً عَظِيماً. وَلَمْ يَخْرُجْ إِشَعْيَاءُ إِلَى الْمَدِينَةِ الْوُسْطَى حَتَّى كَانَ كَلاَمُ الرَّبِّ إِلَيْهِ: [ارْجِعْ وَقُلْ لِحَزَقِيَّا رَئِيسِ شَعْبِي: هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ إِلَهُ دَاوُدَ أَبِيكَ: قَدْ سَمِعْتُ صَلاَتَكَ. قَدْ رَأَيْتُ دُمُوعَكَ. هَئَنَذَا أَشْفِيكَ. فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ تَصْعَدُ إِلَى بَيْتِ الرَّبِّ. وَأَزِيدُ عَلَى أَيَّامِكَ خَمْسَ عَشَرَةَ سَنَةً، وَأُنْقِذُكَ مِنْ يَدِ مَلِكِ أَشُّورَ مَعَ هَذِهِ الْمَدِينَةِ، وَأُحَامِي عَنْ هَذِهِ الْمَدِينَةِ مِنْ أَجْلِ نَفْسِي وَمِنْ أَجْلِ دَاوُدَ عَبْدِي]. فَقَالَ إِشَعْيَاءُ: [خُذُوا قُرْصَ تِينٍ]. فَأَخَذُوهَا وَوَضَعُوهَا عَلَى الدَّبْلِ فَبَرِئَ." الملوك الثاني 20: 1-7
3- وفى سفر العدد "وَقَال الرَّبُّ لِمُوسَى وَهَارُونَ: «افْتَرِزَا مِنْ بَيْنِ هَذِهِ الجَمَاعَةِ فَإِنِّي أُفْنِيهِمْ فِي لحْظَةٍ!» فَخَرَّا عَلى وَجْهَيْهِمَا وَقَالا: «اللهُمَّ إِلهَ أَرْوَاحِ جَمِيعِ البَشَرِ هَل يُخْطِئُ رَجُلٌ وَاحِدٌ فَتَسْخَطَ عَلى كُلِّ الجَمَاعَةِ؟» فَقَال الرَّبُّ لِمُوسَى: «كَلِّمِ الجَمَاعَةَ قَائِلاً اطْلعُوا مِنْ حَوَاليْ مَسْكَنِ قُورَحَ وَدَاثَانَ وَأَبِيرَامَ». فَقَامَ مُوسَى وَذَهَبَ إِلى دَاثَانَ وَأَبِيرَامَ وَذَهَبَ وَرَاءَهُ شُيُوخُ إِسْرَائِيل. فَقَال لِلجَمَاعَةِ: «اعْتَزِلُوا عَنْ خِيَامِ هَؤُلاءِ القَوْمِ البُغَاةِ وَلا تَمَسُّوا شَيْئاً مِمَّا لهُمْ لِئَلا تَهْلكُوا بِجَمِيعِ خَطَايَاهُمْ».
فَطَلعُوا مِنْ حَوَاليْ مَسْكَنِ قُورَحَ وَدَاثَانَ وَأَبِيرَامَ وَخَرَجَ دَاثَانُ وَأَبِيرَامُ وَوَقَفَا فِي بَابِ خَيْمَتَيْهِمَا مَعَ نِسَائِهِمَا وَبَنِيهِمَا وَأَطْفَالِهِمَا. فَقَال مُوسَى: «بِهَذَا تَعْلمُونَ أَنَّ الرَّبَّ قَدْ أَرْسَلنِي لأَعْمَل كُل هَذِهِ الأَعْمَالِ وَأَنَّهَا ليْسَتْ مِنْ نَفْسِي. إِنْ مَاتَ هَؤُلاءِ كَمَوْتِ كُلِّ إِنْسَانٍ وَأَصَابَتْهُمْ مَصِيبَةُ كُلِّ إِنْسَانٍ فَليْسَ الرَّبُّ قَدْ أَرْسَلنِي.
 وَلكِنْ إِنِ ابْتَدَعَ الرَّبُّ بِدْعَةً وَفَتَحَتِ الأَرْضُ فَاهَا وَابْتَلعَتْهُمْ وَكُل مَا لهُمْ فَهَبَطُوا أَحْيَاءً إِلى الهَاوِيَةِ تَعْلمُونَ أَنَّ هَؤُلاءِ القَوْمَ قَدِ ازْدَرُوا بِالرَّبِّ». فَلمَّا فَرَغَ مِنَ التَّكَلُّمِ بِكُلِّ هَذَا الكَلامِ انْشَقَّتِ الأَرْضُ التِي تَحْتَهُمْ وَفَتَحَتِ الأَرْضُ فَاهَا وَابْتَلعَتْهُمْ وَبُيُوتَهُمْ وَكُل مَنْ كَانَ لِقُورَحَ مَعَ كُلِّ الأَمْوَالِ فَنَزَلُوا هُمْ وَكُلُّ مَا كَانَ لهُمْ أَحْيَاءً إِلى الهَاوِيَةِ وَانْطَبَقَتْ عَليْهِمِ الأَرْضُ فَبَادُوا مِنْ بَيْنِ الجَمَاعَةِ. وَكُلُّ إِسْرَائِيل الذِينَ حَوْلهُمْ هَرَبُوا مِنْ صَوْتِهِمْ لأَنَّهُمْ قَالُوا: «لعَل الأَرْضَ تَبْتَلِعُنَا». وَخَرَجَتْ نَارٌ مِنْ عِنْدِ الرَّبِّ وَأَكَلتِ المِئَتَيْنِ وَالخَمْسِينَ رَجُلاً الذِينَ قَرَّبُوا البَخُورَ." عدد 16 20-35
4- سفر العدد "فَقَال الرَّبُّ لِمُوسَى: «اِطْلعَا مِنْ وَسَطِ هَذِهِ الجَمَاعَةِ فَإِنِّي أُفْنِيهِمْ بِلحْظَةٍ». فَخَرَّا عَلى وَجْهَيْهِمَا. ثُمَّ قَال مُوسَى لِهَارُونَ: «خُذِ المَجْمَرَةَ وَاجْعَل فِيهَا نَاراً مِنْ عَلى المَذْبَحِ وَضَعْ بَخُوراً وَاذْهَبْ بِهَا مُسْرِعاً إِلى الجَمَاعَةِ وَكَفِّرْ عَنْهُمْ لأَنَّ السَّخَطَ قَدْ خَرَجَ مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ. قَدِ ابْتَدَأَ الوَبَأُ». فَأَخَذَ هَارُونُ كَمَا قَال مُوسَى وَرَكَضَ إِلى وَسَطِ الجَمَاعَةِ وَإِذَا الوَبَأُ قَدِ ابْتَدَأَ فِي الشَّعْبِ. فَوَضَعَ البَخُورَ وَكَفَّرَ عَنِ الشَّعْبِ. وَوَقَفَ بَيْنَ المَوْتَى وَالأَحْيَاءِ فَامْتَنَعَ الوَبَأُ. فَكَانَ الذِينَ مَاتُوا بِالوَبَإِ أَرْبَعَةَ عَشَرَ أَلفاً وَسَبْعَ مِئَةٍ عَدَا الذِينَ مَاتُوا بِسَبَبِ قُورَحَ. ثُمَّ رَجَعَ هَارُونُ إِلى مُوسَى إِلى بَابِ خَيْمَةِ الاِجْتِمَاعِ وَالوَبَأُ قَدِ امْتَنَعَ." عدد 16 :44-50
5- وفى سفر التكوين حوارا عجيب بين إبراهيم عليه السلام والرب جل وعلا فقالوا:-
  "فَتَقَدَّمَ إِبْرَاهِيمُ وَقَالَ: «أَفَتُهْلِكُ الْبَارَّ مَعَ الأَثِيمِ؟ عَسَى أَنْ يَكُونَ خَمْسُونَ بَارّاً فِي الْمَدِينَةِ. أَفَتُهْلِكُ الْمَكَانَ وَلاَ تَصْفَحُ عَنْهُ مِنْ أَجْلِ الْخَمْسِينَ بَارّاً الَّذِينَ فِيهِ؟ حَاشَا لَكَ أَنْ تَفْعَلَ مِثْلَ هَذَا الأَمْرِ أَنْ تُمِيتَ الْبَارَّ مَعَ الأَثِيمِ فَيَكُونُ الْبَارُّ كَالأَثِيمِ. حَاشَا لَكَ! أَدَيَّانُ كُلِّ الأَرْضِ لاَ يَصْنَعُ عَدْلاً؟»
فَقَالَ الرَّبُّ: «إِنْ وَجَدْتُ فِي سَدُومَ خَمْسِينَ بَارّاً فِي الْمَدِينَةِ فَإِنِّي أَصْفَحُ عَنِ الْمَكَانِ كُلِّهِ مِنْ أَجْلِهِمْ». فَقَالَ إِبْرَاهِيمُ: «إِنِّي قَدْ شَرَعْتُ أُكَلِّمُ الْمَوْلَى وَأَنَا تُرَابٌ وَرَمَادٌ. رُبَّمَا نَقَصَ الْخَمْسُونَ بَارّاً خَمْسَةً. أَتُهْلِكُ كُلَّ الْمَدِينَةِ بِالْخَمْسَةِ؟» فَقَالَ: «لاَ أُهْلِكُ إِنْ وَجَدْتُ هُنَاكَ خَمْسَةً وَأَرْبَعِينَ». فَعَادَ يُكَلِّمُهُ أَيْضاً وَقَالَ: « عَسَى أَنْ يُوجَدَ هُنَاكَ أَرْبَعُونَ». فَقَالَ: «لاَ أَفْعَلُ مِنْ أَجْلِ الأَرْبَعِينَ».
 فَقَالَ: «لاَ يَسْخَطِ الْمَوْلَى فَأَتَكَلَّمَ. عَسَى أَنْ يُوجَدَ هُنَاكَ ثَلاَثُونَ». فَقَالَ: «لاَ أَفْعَلُ إِنْ وَجَدْتُ هُنَاكَ ثَلاَثِينَ». فَقَالَ: «إِنِّي قَدْ شَرَعْتُ أُكَلِّمُ الْمَوْلَى. عَسَى أَنْ يُوجَدَ هُنَاكَ عِشْرُونَ». فَقَالَ: «لاَ أُهْلِكُ مِنْ أَجْلِ الْعِشْرِينَ». فَقَالَ: «لاَ يَسْخَطِ الْمَوْلَى فَأَتَكَلَّمَ هَذِهِ الْمَرَّةَ فَقَطْ. عَسَى أَنْ يُوجَدَ هُنَاكَ عَشَرَةٌ». فَقَالَ: «لاَ أُهْلِكُ مِنْ أَجْلِ الْعَشَرَةِ»." تكوين 18 :23-33 
    8- هل الله جل وعلا يدعو للسلم أم للحرب  ؟
1- فقد ذكروا فى سفر اشعياء " فَيَقْضِي بَيْنَ الأُمَمِ وَيُنْصِفُ لِشُعُوبٍ كَثِيرِينَ فَيَطْبَعُونَ سُيُوفَهُمْ سِكَكاً وَرِمَاحَهُمْ مَنَاجِلَ. لاَ تَرْفَعُ أُمَّةٌ عَلَى أُمَّةٍ سَيْفاً وَلاَ يَتَعَلَّمُونَ الْحَرْبَ فِي مَا بَعْدُ" اشعياء 2 :4
2- وفى الرسالة الى روما قال بولس "ِالَهُ السَّلاَمِ مَعَكُمْ أَجْمَعِينَ. آمِينَ. " رومية 15 :33
 
ولكنهم نقضوا ما سبق فى النصوص الآتية :
1- "الرَّبُّ رَجُلُ الْحَرْبِ. الرَّبُّ اسْمُهُ." خروج 15 :3
2- "نَادُوا بِهَذَا بَيْنَ الأُمَمِ. قَدِّسُوا حَرْباً. أَنْهِضُوا الأَبْطَالَ. لِيَتَقَدَّمْ وَيَصْعَدْ كُلُّ رِجَالِ الْحَرْبِ. اِطْبَعُوا سِكَّاتِكُمْ سُيُوفاً وَمَنَاجِلَكُمْ رِمَاحاً. لِيَقُلِ الضَّعِيفُ: بَطَلٌ أَنَا! " يوئيل 3 :9-10
3- "فَقَالَ شَاوُلُ: «هَكَذَا تَقُولُونَ لِدَاوُدَ: لَيْسَتْ مَسَرَّةُ الْمَلِكِ بِالْمَهْرِ, بَلْ بِمِئَةِ غُلْفَةٍ مِنَ الْفِلِسْطِينِيِّينَ لِلاِنْتِقَامِ مِنْ أَعْدَاءِ الْمَلِكِ». وَكَانَ شَاوُلُ يَتَفَكَّرُ أَنْ يُوقِعَ دَاوُدَ بِيَدِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ. فَأَخْبَرَ عَبِيدُهُ دَاوُدَ بِهَذَا الْكَلاَمِ.
 فَحَسُنَ الْكَلاَمُ فِي عَيْنَيْ دَاوُدَ أَنْ يُصَاهِرَ الْمَلِكَ. وَلَمْ تَكْمُلِ الأَيَّامُ. حَتَّى قَامَ دَاوُدُ وَذَهَبَ هُوَ وَرِجَالُهُ وَقَتَلَ مِنَ الْفِلِسْطِينِيِّينَ مِئَتَيْ رَجُلٍ, وَأَتَى دَاوُدُ بِغُلَفِهِمْ فَأَكْمَلُوهَا لِلْمَلِكِ لِمُصَاهَرَةِ الْمَلِكِ. فَأَعْطَاهُ شَاوُلُ مِيكَالَ ابْنَتَهُ امْرَأَةً." صموئيل الأول 18 :25-27
          9- هل الرب جل وعلا ( حاشاه ) يتعب ؟
لقد تحدث بنوا إسرائل عن الله جل وعلا بما لا يليق به سبحانه وتعالى  فقالوا : -
1- وَبَارَكَ اللهُ الْيَوْمَ السَّابِعَ وَقَدَّسَهُ لأَنَّهُ فِيهِ اسْتَرَاحَ مِنْ جَمِيعِ عَمَلِهِ الَّذِي عَمِلَ اللهُ خَالِقاً."تكوين 2 / 3
2- "هُوَ بَيْنِي وَبَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلاَمَةٌ إِلَى الأَبَدِ لأَنَّهُ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ صَنَعَ الرَّبُّ السَّمَاءَ وَالأَرْضَ وَفِي الْيَوْمِ السَّابِعِ اسْتَرَاحَ وَتَنَفَّسَ»." خروج 31 :17 " والحمد لله أن شهد شاهد منهم ففى العهد القديم  وفى سفر اشعياء قالوا :
"أَمَا عَرَفْتَ أَمْ لَمْ تَسْمَعْ؟ إِلَهُ الدَّهْرِ الرَّبُّ خَالِقُ أَطْرَافِ الأَرْضِ لاَ يَكِلُّ وَلاَ يَعْيَا. لَيْسَ عَنْ فَهْمِهِ فَحْصٌ." اشعياء 40 / 28



                      10- هل الله جل وعلا لم يرانا ؟
لأنهم قالوا فى سفر التكوين "وَسَمِعَا صَوْتَ الرَّبِّ الإِلَهِ مَاشِياً فِي الْجَنَّةِ عِنْدَ هُبُوبِ رِيحِ النَّهَارِ فَاخْتَبَأَ آدَمُ وَامْرَأَتُهُ مِنْ وَجْهِ الرَّبِّ الإِلَهِ فِي وَسَطِ شَجَرِ الْجَنَّةِ. فَنَادَى الرَّبُّ الإِلَهُ آدَمَ: «أَيْنَ أَنْتَ؟»." تكوين 3/ 8-9
قالوا ما سبق وعندهم فى سفر الأمثال الحقيقة الواضحة الت تقول "فِي كُلِّ مَكَانٍ عَيْنَا الرَّبِّ مُرَاقِبَتَيْنِ الطَّالِحِينَ وَالصَّالِحِينَ." أمثال 15/ 3
   11-كيف يُعامل الرب سبحانه وتعالى المخطئين ؟؟
فقد ذكروا فى سفر العدد " ضربهم الرب ضربة عظيمة جداً فماتوا ".عدد 11/32
قالوا ماسبق وعندهم  فى سفر التثنية " كما يؤدب الإنسان ابنه قد أدبك الرب ".تثنية 8/5
              ثانيا : تناقضات فى أحكام الكتاب المقدس :
من أهم ما ذكر فى العهد القديم هى الوصايا العشر ففيها أوامر الله جل وعلا لبنى إسرائيل بأن  يعبدوه سبحانه وتعالى وحده  ولا يشركوا به شيئا ؛ ولا يسرقوا ولا يكذبوا ولايرتكبوا الفواحش  إلا أن بنى إسرائيل دائما وأبدا  " يبغونها عوجا "  فإذا بهم يتنصلون من العديد من هذه الوصايا ويفسدون فى الأرض وليس مع الأخر فحسب بل ببعضهم البعض والعجيب هو  تسجيلهم الفساد فى الكتاب المقدس ثم يزعمون أنه ايضا من عند الله تعالى (حاشاه وتعالى عن ذلك علوا كبيرا ) فسأعرض لك عزيزى القارئ الوصايا العشر وما فيها من أوامر ونواهى ثم  ما قام به بنوا إسرائيل من نقض لتلك الأوامر والنواهى:
                   أولا :  الوصايا العشر (عرض ونقد ):-
1ثُمَّ تَكَلَّمَ اللهُ بِجَمِيعِ هذِهِ الْكَلِمَاتِ قَائِلاً: 2«أَنَا الرَّبُّ إِلهُكَ الَّذِي أَخْرَجَكَ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ مِنْ بَيْتِ الْعُبُودِيَّةِ. 3لاَ يَكُنْ لَكَ آلِهَةٌ أُخْرَى أَمَامِي. 4لاَ تَصْنَعْ لَكَ تِمْثَالاً مَنْحُوتًا، وَلاَ صُورَةً مَا مِمَّا فِي السَّمَاءِ مِنْ فَوْقُ، وَمَا فِي الأَرْضِ مِنْ تَحْتُ، وَمَا فِي الْمَاءِ مِنْ تَحْتِ الأَرْضِ. 5لاَ تَسْجُدْ لَهُنَّ وَلاَ تَعْبُدْهُنَّ، لأَنِّي أَنَا الرَّبَّ إِلهَكَ إِلهٌ غَيُورٌ، أَفْتَقِدُ ذُنُوبَ الآبَاءِ فِي الأَبْنَاءِ فِي الْجِيلِ الثَّالِثِ وَالرَّابعِ مِنْ مُبْغِضِيَّ، 6وَأَصْنَعُ إِحْسَانًا إِلَى أُلُوفٍ مِنْ مُحِبِّيَّ وَحَافِظِي وَصَايَايَ. 7
لاَ تَنْطِقْ بِاسْمِ الرَّبِّ إِلهِكَ بَاطِلاً، لأَنَّ الرَّبَّ لاَ يُبْرِئُ مَنْ نَطَقَ بِاسْمِهِ بَاطِلاً.
 8اُذْكُرْ يَوْمَ السَّبْتِ لِتُقَدِّسَهُ. 9سِتَّةَ أَيَّامٍ تَعْمَلُ وَتَصْنَعُ جَمِيعَ عَمَلِكَ، 10وَأَمَّا الْيَوْمُ السَّابعُ فَفِيهِ سَبْتٌ لِلرَّبِّ إِلهِكَ. لاَ تَصْنَعْ عَمَلاً مَا أَنْتَ وَابْنُكَ وَابْنَتُكَ وَعَبْدُكَ وَأَمَتُكَ وَبَهِيمَتُكَ وَنَزِيلُكَ الَّذِي دَاخِلَ أَبْوَابِكَ. 11لأَنْ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ صَنَعَ الرَّبُّ السَّمَاءَ وَالأَرْضَ وَالْبَحْرَ وَكُلَّ مَا فِيهَا، وَاسْتَرَاحَ فِي الْيَوْمِ السَّابعِ. لِذلِكَ بَارَكَ الرَّبُّ يَوْمَ السَّبْتِ وَقَدَّسَهُ.
 12أَكْرِمْ أَبَاكَ وَأُمَّكَ لِكَيْ تَطُولَ أَيَّامُكَ عَلَى الأَرْضِ الَّتِي يُعْطِيكَ الرَّبُّ إِلهُكَ.
13لاَ تَقْتُلْ. 14لاَ تَزْنِ. 15لاَ تَسْرِقْ. 16لاَ تَشْهَدْ عَلَى قَرِيبِكَ شَهَادَةَ زُورٍ.
 17لاَ تَشْتَهِ بَيْتَ قَرِيبِكَ. لاَ تَشْتَهِ امْرَأَةَ قَرِيبِكَ، وَلاَ عَبْدَهُ، وَلاَ أَمَتَهُ، وَلاَ ثَوْرَهُ، وَلاَ حِمَارَهُ، وَلاَ شَيْئًا مِمَّا لِقَرِيبِكَ».
   أولا : «أَنَا الرَّبُّ إِلهُكَ الَّذِي أَخْرَجَكَ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ مِنْ بَيْتِ الْعُبُودِيَّةِ.
كما ترى عزيزى القارئ أن الله جل وعلا بين لبنى إسرائيل أنه سبحانه وتعالى هو الله والقادر على كل شئ والذى أنقذهم من خزى فرعون وتعذيبه لهم واستعباده اياهم ولذا وجب عليهم أن يعبدوه سبحانه هو وحده وأن بفردوه بالعبادة والتوحيد ولم تكتف الوصايا بذلك بل حذرهم الحق سبحانه وتعالى فى الفقرة التالية :
ثانيا : 3لاَ يَكُنْ لَكَ آلِهَةٌ أُخْرَى أَمَامِي. 4لاَ تَصْنَعْ لَكَ تِمْثَالاً مَنْحُوتًا، وَلاَ صُورَةً مَا مِمَّا فِي السَّمَاءِ مِنْ فَوْقُ، وَمَا فِي الأَرْضِ مِنْ تَحْتُ، وَمَا فِي الْمَاءِ مِنْ تَحْتِ الأَرْضِ. 5لاَ تَسْجُدْ لَهُنَّ وَلاَ تَعْبُدْهُنَّ،
نعم لقد نهى الحق سبحانه وتعالى بنى إسرائيل عن صنع التماثيل واتخاذها آلهة  فهى لاتنفع ولاتضر ولاتجلب على اصحابها الا السفاهة فى الدنيا والعذاب فى الاخرة وكما  حذر القرآن الكريم  فى اكثر من آية ان يشرك العباد بربهم جل وعلا أحدا  ومن هذه الآيات قوله تعالى " واعبدوا الله ولاتشركوا به شيئا " كذلك وجدنا لديهم فى العهد القديم نصوصا تحذر من الشرك بالله سبحانه وتعالى ومنها: -
 1 - لاَ يَكُنْ لَكَ آلِهَةٌ أُخْرَى أَمَامِي.
2- "لاَ تَصْنَعْ لَكَ تِمْثَالاً مَنْحُوتاً وَلاَ صُورَةً مَا مِمَّا فِي السَّمَاءِ مِنْ فَوْقُ وَمَا فِي الأَرْضِ مِنْ تَحْتُ وَمَا فِي الْمَاءِ مِنْ تَحْتِ الأَرْضِ. " خروج 20 :4
3- اِحْتَرِزُوا مِنْ أَنْ تَنْسُوا عَهْدَ الرَّبِّ إِلهِكُمُ الذِي قَطَعَهُ مَعَكُمْ وَتَصْنَعُوا لأَنْفُسِكُمْ تِمْثَالاً مَنْحُوتاً صُورَةَ كُلِّ مَا نَهَاكَ عَنْهُ الرَّبُّ إِلهُكَ." تثنية 4 :23
4-"مَلعُونٌ الإِنْسَانُ الذِي يَصْنَعُ تِمْثَالاً مَنْحُوتاً أَوْ مَسْبُوكاً رِجْساً لدَى الرَّبِّ عَمَل يَدَيْ نَحَّاتٍ وَيَضَعُهُ فِي الخَفَاءِ. وَيُجِيبُ جَمِيعُ الشَّعْبِ وَيَقُولُونَ: آمِينَ." تثنية 27 :15
5- "«لاَ تَصْنَعُوا لَكُمْ أَوْثَاناً وَلاَ تُقِيمُوا لَكُمْ تِمْثَالاً مَنْحُوتاً أَوْ نَصَباً وَلاَ تَجْعَلُوا فِي أَرْضِكُمْ حَجَراً مُصَّوَراً لِتَسْجُدُوا لَهُ. لأَنِّي أَنَا الرَّبُّ إِلَهُكُمْ." لاويين 26 :1
 - ولكن فوجئنا بهم يذكرونا نصوصا يزعمون أنها من عند الله جل وعلا  بل أوصاهم فيها بالطرق المثلى لصنع المنحوتات ومنها :-
1- "وَتَصْنَعُ كَرُوبَيْنِ مِنْ ذَهَبٍ. صَنْعَةَ خِرَاطَةٍ تَصْنَعُهُمَا عَلَى طَرَفَيِ الْغِطَاءِ." خروج 25 :18
2- "فَاصْنَعْ كَرُوباً وَاحِداً عَلَى الطَّرَفِ مِنْ هُنَا وَكَرُوباً آخَرَ عَلَى الطَّرَفِ مِنْ هُنَاكَ. مِنَ الْغِطَاءِ تَصْنَعُونَ الْكَرُوبَيْنِ عَلَى طَرَفَيْهِ." خروج 25 :19
3- "وَيَكُونُ الْكَرُوبَانِ بَاسِطَيْنِ أَجْنِحَتَهُمَا إِلَى فَوْقُ مُظَلِّلَيْنِ بِأَجْنِحَتِهِمَا عَلَى الْغِطَاءِ وَوَجْهَاهُمَا كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى الآخَرِ. نَحْوَ الْغِطَاءِ يَكُونُ وَجْهَا الْكَرُوبَيْنِ." خروج 25 :20 "
4- "تَبْقَى الْعَصَوَانِ فِي حَلَقَاتِ التَّابُوتِ. لاَ تُنْزَعَانِ مِنْهَا. وَتَضَعُ فِي التَّابُوتِ الشَّهَادَةَ الَّتِي أُعْطِيكَ." ملوك الأول 7 :15-16
ثالثا  : لاَ تَنْطِقْ بِاسْمِ الرَّبِّ إِلهِكَ بَاطِلاً، لأَنَّ الرَّبَّ لاَ يُبْرِئُ مَنْ نَطَقَ بِاسْمِهِ بَاطِلاً.
 فى هذه الوصية يحثهم الحق جل وعلا على الصدق فى الأفوال والأفعال ولا يحلفوا بالله جل وعلا باطلا ليقتطعوا أموال الناس بالباطل وليس فى العهد القديم فحسب بل وفى العهد الجديد يحذرهم المسيح عليه السلام أيضا بقوله : "لا تَحْلِفُوا البَتَّةَ، لا بِالسَّمَاءِ لأَنَّهَا كُرْسِيُّ اللّهِ، وَلا بِالأَرْضِ لأَنَّهَا مَوْطِئُ قَدَمَيْهِ، وَلا بِأُورُشَلِيمَ لأَنَّهَا مَدِينَةُ المَلِكِ العَظِيمِ. وَلا تَحْلِفْ بِرَأْسِكَ، لأَنَّكَ لا تَقْدِرُ أَنْ تَجْعَلَ شَعْرَةً وَاحِدَةً بَيْضَاءَ أَوْ سَوْدَاءَ. بَلْ لِيَكُنْ كَلامُكُمْ: نَعَمْ نَعَمْ، لا لا. وَمَا زَادَ عَلَى ذلِكَ فَهُوَ مِنَ الشِّرِّيرِ"(متى 5: 34-37)
ومع هذه التأكيدات إلا أنهم نقضوا كل ما سبق ففى العهد الجديد فإذا بهم يحلفون بغير الله مما اضطر المسيح عليه السلام أن يوبخهم ففى سفر متى يقولون :
1- ويل لكم ايها القادة العميان القائلون من حلف بالهيكل فليس بشيء.ولكن من حلف    بذهب الهيكل يلتزم.
 2- ايها الجهال والعميان ايما اعظم الذهب ام الهيكل الذي يقدس الذهب.
3 - ومن حلف بالمذبح فليس بشيء.ولكن من حلف بالقربان الذي عليه يلتزم.
4- ايها الجهال والعميان ايما اعظم القربان أم المذبح الذي يقدس القربان.
5  - فان من حلف بالمذبح فقد حلف به وبكل ما عليه.
6 - من حلف بالهيكل فقد حلف به وبالساكن فيه.
7  - ومن حلف بالسماء فقد حلف بعرش الله وبالجالس عليه. متى 23: 16ـ22                                                                                   
  رابعا: اُذْكُرْ يَوْمَ السَّبْتِ لِتُقَدِّسَهُ.
لقد أخبرنا القرآن الكريم أن الحق سبحانه وتعالى نهى بنى إسرائيل عن المعصية يوم السبت  لا لشئ إلا لإختبارهم فالأيام كلها أيام الله إلا أنهم زعموا أن الله جل وعلا إنما نهاهم عن العمل يوم السبت لأنه اليوم الذى استراح فيه ( حاشاه ) من عمله تعالى عن ذلك علوا كبيرا فهوا القائل سبحانه وتعالى {وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِن لُّغُوبٍ }ق38 ومع هذا رأيناهم ينقضون السبت ويعملون فيه فلا ندرى أيهم الصادق اتباع سيدنا موسى عليه السلام  أم اتباع سيدنا عيسى عليه السلام ؟
 أم أن كلاهما يصدق فيهم قول ربنا  جل وعلا ( وقالت اليهود ليست النصارى على شئ وقالت النصارى ليست اليهود على شئ ) وحتى لا يكون الكلام مرسلا فإليك عزيزى القارئ ما زعموه عن يوم السبت وكيف نقضوه فى كتاب واحد ألا وهو الكتاب المقدس فقالوا :
1- اُذْكُرْ يَوْمَ السَّبْتِ لِتُقَدِّسَهُ. سِتَّةَ أَيَّامٍ تَعْمَلُ وَتَصْنَعُ جَمِيعَ عَمَلِكَ، وَأَمَّا الْيَوْمُ السَّابعُ فَفِيهِ سَبْتٌ لِلرَّبِّ إِلهِكَ. لاَ تَصْنَعْ عَمَلاً مَا أَنْتَ وَابْنُكَ وَابْنَتُكَ وَعَبْدُكَ وَأَمَتُكَ وَبَهِيمَتُكَ وَنَزِيلُكَ الَّذِي دَاخِلَ أَبْوَابِكَ. لأَنْ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ صَنَعَ الرَّبُّ السَّمَاءَ وَالأَرْضَ وَالْبَحْرَ وَكُلَّ مَا فِيهَا، وَاسْتَرَاحَ فِي الْيَوْمِ السَّابعِ. لِذلِكَ بَارَكَ الرَّبُّ يَوْمَ السَّبْتِ وَقَدَّسَهُ.خروج /20 /8- 11
2- " سِتَّةَ أَيَّامٍ يُصْنَعُ عَمَلٌ. وَأَمَّا الْيَوْمُ السَّابِعُ فَفِيهِ سَبْتُ عُطْلَةٍ مُقَدَّسٌ لِلرَّبِّ. كُلُّ مَنْ صَنَعَ عَمَلاً فِي يَوْمِ السَّبْتِ يُقْتَلُ قَتْلاً. " خروج 31 :15
3- "وَلمَّا كَانَ بَنُو إِسْرَائِيل فِي البَرِّيَّةِ وَجَدُوا رَجُلاً يَحْتَطِبُ حَطَباً فِي يَوْمِ السَّبْتِ." عدد 15 :32
4- "فَأَخْرَجَهُ كُلُّ الجَمَاعَةِ إِلى خَارِجِ المَحَلةِ وَرَجَمُوهُ بِحِجَارَةٍ فَمَاتَ كَمَا أَمَرَ الرَّبُّ مُوسَى." عدد / 15 -36
ولكنهم نقضوا ما سبق فقالوا : -
 1- لاَ تَعُودُوا تَأْتُونَ بِتَقْدِمَةٍ بَاطِلَةٍ. الْبَخُورُ هُوَ مَكْرُهَةٌ لِي. رَأْسُ الشَّهْرِ وَالسَّبْتُ وَنِدَاءُ الْمَحْفَلِ. لَسْتُ أُطِيقُ الإِثْمَ وَالاِعْتِكَافَ." اشعياء 1 :13
2- وَلِهَذَا كَانَ الْيَهُودُ يَطْرُدُونَ يَسُوعَ وَيَطْلُبُونَ أَنْ يَقْتُلُوهُ لأَنَّهُ عَمِلَ هَذَا فِي سَبْتٍ." يوحنا 5 :16
3- "فَلاَ يَحْكُمْ عَلَيْكُمْ احَدٌ فِي أكْلٍ اوْ شُرْبٍ، اوْ مِنْ جِهَةِ عِيدٍ اوْ هِلاَلٍ اوْ سَبْتٍ،"كولوسى 2/16
4- فِي دلِكَ الْوَقْتِ ذَهَبَ يَسُوعُ فِي السَّبْتِ بَيْنَ الزُّرُوعِ، فَجَاعَ تَلاَمِيذُهُ وَابْتَدَأُوا يَقْطِفُونَ سَنَابِلَ وَيَأْكُلُونَ. فَالْفَرِّيسِيُّونَ لَمَّا نَظَرُوا قَالُوا لَهُ:«هُوَذَا تَلاَمِيذُكَ يَفْعَلُونَ مَا لاَ يَحِلُّ فِعْلُهُ فِي السَّبْتِ!»
فَقَالَ لَهُمْ:«أَمَا قَرَأْتُمْ مَا فَعَلَهُ دَاوُدُ حِينَ جَاعَ هُوَ وَالَّذِينَ مَعَهُ؟ كَيْفَ دَخَلَ بَيْتَ اللهِ وَأَكَلَ خُبْزَ التَّقْدِمَةِ الَّذِي لَمْ يَحِلَّ أَكْلُهُ لَهُ وَلاَ لِلَّذِينَ مَعَهُ، بَلْ لِلْكَهَنَةِ فَقَطْ. أَوَ مَا قَرَأْتُمْ فِي التَّوْرَاةِ أَنَّ الْكَهَنَةَ فِي السَّبْتِ فِي الْهَيْكَلِ يُدَنِّسُونَ السَّبْتَ وَهُمْ أَبْرِيَاءُ؟ وَلكِنْ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ ههُنَا أَعْظَمَ مِنَ الْهَيْكَلِ! فَلَوْ عَلِمْتُمْ مَا هُوَ: إِنِّي أُرِيدُ رَحْمَةً لاَ ذَبِيحَةً، لَمَا حَكَمْتُمْ عَلَى الأَبْرِيَاءِ! فَإِنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ هُوَ رَبُّ السَّبْتِ أَيْضًا».
ثُمَّ انْصَرَفَ مِنْ هُنَاكَ وَجَاءَ إِلَى مَجْمَعِهِمْ، وَإِذَا إِنْسَانٌ يَدُهُ يَابِسَةٌ، فَسَأَلُوهُ قَائِلِينَ:«هَلْ يَحِلُّ الإِبْرَاءُ فِي السُّبُوتِ؟» لِكَيْ يَشْتَكُوا عَلَيْهِ. فَقَالَ لَهُمْ:«أَيُّ إِنْسَانٍ مِنْكُمْ يَكُونُ لَهُ خَرُوفٌ وَاحِدٌ، فَإِنْ سَقَطَ هذَا فِي السَّبْتِ فِي حُفْرَةٍ، أَفَمَا يُمْسِكُهُ وَيُقِيمُهُ؟ فَالإِنْسَانُ كَمْ هُوَ أَفْضَلُ مِنَ الْخَرُوفِ! إِذًا يَحِلُّ فِعْلُ الْخَيْرِ فِي السُّبُوتِ!» ثُمَّ قَالَ لِلإِنْسَانِ:«مُدَّ يَدَكَ». فَمَدَّهَا. فَعَادَتْ صَحِيحَةً كَالأُخْرَى. متى /12 / 3 -13
خامسا : " أَكْرِمْ أَبَاكَ وَأُمَّكَ لِكَيْ تَطُولَ أَيَّامُكَ عَلَى الأَرْضِ الَّتِي يُعْطِيكَ الرَّبُّ إِلهُكَ "
أنعم بها من وصية لأنها من الوصايا الكريمة التى أوصى بها الحق سبحانه وتعالى البشر جميعا ففى القرآن الكريم أكد الحق سبحانه وتعالى على حق الوالدين فقال تعالى {وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيماً }الإسراء23 وكذلك أوصى المعصوم صلى الله عليه وسلم الأمة جميعا أن يلزموا اقدام الامهات فيخدمونهن لينالوا رضا الله جل وعلا والجنة بل وفى الحديث الشريف يقول صلى الله عليه سلم  "انت ومالك لابيك " ومع هذا اخبرنا الحق سبحانه وتعالى {أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى } النجم38
إلا أننا فوجئنا ببنى إسرائيل وهم يفعلون بالأباء ما يشيب له الولدان فها هو راؤبين بن نبى الله يعقوب "  3رَأُوبَيْنُ، أَنْتَ بِكْرِي، قُوَّتِي وَأَوَّلُ قُدْرَتِي، فَضْلُ الرِّفْعَةِ وَفَضْلُ الْعِزِّ. 4فَائِرًا كَالْمَاءِ لاَ تَتَفَضَّلُ، لأَنَّكَ صَعِدْتَ عَلَى مَضْجَعِ أَبِيكَ. حِينَئِذٍ دَنَّسْتَهُ. عَلَى فِرَاشِي"
وكذلك بنات نبى الله لوط
30وَصَعِدَ لُوطٌ مِنْ صُوغَرَ وَسَكَنَ فِي الْجَبَلِ، وَابْنَتَاهُ مَعَهُ، لأَنَّهُ خَافَ أَنْ يَسْكُنَ فِي صُوغَرَ. فَسَكَنَ فِي الْمَغَارَةِ هُوَ وَابْنَتَاهُ. 31وَقَالَتِ الْبِكْرُ لِلصَّغِيرَةِ: «أَبُونَا قَدْ شَاخَ، وَلَيْسَ فِي الأَرْضِ رَجُلٌ لِيَدْخُلَ عَلَيْنَا كَعَادَةِ كُلِّ الأَرْضِ. 32هَلُمَّ نَسْقِي أَبَانَا خَمْرًا وَنَضْطَجعُ مَعَهُ، فَنُحْيِي مِنْ أَبِينَا نَسْلاً».
 33فَسَقَتَا أَبَاهُمَا خَمْرًا فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ، وَدَخَلَتِ الْبِكْرُ وَاضْطَجَعَتْ مَعَ أَبِيهَا، وَلَمْ يَعْلَمْ بِاضْطِجَاعِهَا وَلاَ بِقِيَامِهَا. 34وَحَدَثَ فِي الْغَدِ أَنَّ الْبِكْرَ قَالَتْ لِلصَّغِيرَةِ: «إِنِّي قَدِ اضْطَجَعْتُ الْبَارِحَةَ مَعَ أَبِي. نَسْقِيهِ خَمْرًا اللَّيْلَةَ أَيْضًا فَادْخُلِي اضْطَجِعِي مَعَهُ، فَنُحْيِيَ مِنْ أَبِينَا نَسْلاً».
35فَسَقَتَا أَبَاهُمَا خَمْرًا فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ أَيْضًا، وَقَامَتِ الصَّغِيرَةُ وَاضْطَجَعَتْ مَعَهُ، وَلَمْ يَعْلَمْ بِاضْطِجَاعِهَا وَلاَ بِقِيَامِهَا، 36فَحَبِلَتِ ابْنَتَا لُوطٍ مِنْ أَبِيهِمَا. 37فَوَلَدَتِ الْبِكْرُ ابْنًا وَدَعَتِ اسْمَهُ «مُوآبَ»، وَهُوَ أَبُو الْمُوآبِيِّينَ إِلَى الْيَوْمِ. 38وَالصَّغِيرَةُ أَيْضًا وَلَدَتِ ابْنًا وَدَعَتِ اسْمَهُ «بِنْ عَمِّي»، وَهُوَ أَبُو بَنِي عَمُّونَ إِلَى الْيَوْمِ.
والسؤال الآن :- هل يحمل الآباء خطيئة الأبناء ؟ لاننا نرى فى العهد القديم اشارات تدل على ذلك ونقيضها فى آن واحد  فقالوا :-
1 - "فَاجْتَازَ الرَّبُّ قُدَّامَهُ. وَنَادَى الرَّبُّ: «الرَّبُّ إِلَهٌ رَحِيمٌ وَرَأُوفٌ بَطِيءُ الْغَضَبِ وَكَثِيرُ الْإِحْسَانِ وَالْوَفَاءِ. حَافِظُ الْإِحْسَانِ إِلَى أُلُوفٍ. غَافِرُ الْإِثْمِ وَالْمَعْصِيَةِ وَالْخَطِيَّةِ. وَلَكِنَّهُ لَنْ يُبْرِئَ إِبْرَاءً. مُفْتَقِدٌ إِثْمَ الآبَاءِ فِي الأَبْنَاءِ وَفِي أَبْنَاءِ الأَبْنَاءِ فِي الْجِيلِ الثَّالِثِ وَالرَّابِعِ»." خروج 34 :6-7
2 - "لأَنَّهُ كَمَا فِي آدَمَ يَمُوتُ الْجَمِيعُ هَكَذَا فِي الْمَسِيحِ سَيُحْيَا الْجَمِيعُ."كورنثوس 15 / 22
3 - فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ قُرِئَ فِي سِفْرِ مُوسَى فِي آذَانِ الشَّعْبِ وَوُجِدَ مَكْتُوباً فِيهِ أَنَّ عَمُّونِيّاً وَمُوآبِيّاً لاَ يَدْخُلُ فِي جَمَاعَةِ اللَّهِ إِلَى الأَبَدِ. لأَنَّهُمْ لَمْ يُلاَقُوا بَنِي إِسْرَائِيلَ بِالْخُبْزِ وَالْمَاءِ بَلِ اسْتَأْجَرُوا عَلَيْهِمْ بَلْعَامَ لِيَلْعَنَهُمْ وَحَوَّلَ إِلَهُنَا اللَّعْنَةَ إِلَى بَرَكَةٍ." نحميا 13 :1-2
4 - لا يَدْخُل مَخْصِيٌّ بِالرَّضِّ أَوْ مَجْبُوبٌ فِي جَمَاعَةِ الرَّبِّ. لا يَدْخُلِ ابْنُ زِنىً فِي جَمَاعَةِ الرَّبِّ. حَتَّى الجِيلِ العَاشِرِ لا يَدْخُل مِنْهُ أَحَدٌ فِي جَمَاعَةِ الرَّبِّ. لا يَدْخُل عَمُّونِيٌّ وَلا مُوآبِيٌّ فِي جَمَاعَةِ الرَّبِّ. حَتَّى الجِيلِ العَاشِرِ لا يَدْخُل مِنْهُمْ أَحَدٌ فِي جَمَاعَةِ الرَّبِّ إِلى الأَبَدِ مِنْ أَجْلِ أَنَّهُمْ لمْ يُلاقُوكُمْ بِالخُبْزِ وَالمَاءِ فِي الطَّرِيقِ عِنْدَ خُرُوجِكُمْ مِنْ مِصْرَ ". تثنية 23 :1- 4 "
5 - "لاَ تَسْجُدْ لَهُنَّ وَلاَ تَعْبُدْهُنَّ لأَنِّي أَنَا الرَّبَّ إِلَهَكَ إِلَهٌ غَيُورٌ أَفْتَقِدُ ذُنُوبَ الآبَاءِ فِي الأَبْنَاءِ فِي الْجِيلِ الثَّالِثِ وَالرَّابِعِ مِنْ مُبْغِضِيَّ" خروج 20 :5
6 - "لا تَسْجُدْ لهُنَّ وَلا تَعْبُدْهُنَّ لأَنِّي أَنَا الرَّبُّ إِلهُكَ إِلهٌ غَيُورٌ أَفْتَقِدُ ذُنُوبَ الآبَاءِ فِي الأَبْنَاءِ وَفِي الجِيلِ الثَّالِثِ وَالرَّابِعِ مِنَ الذِينَ يُبْغِضُونَنِي" تثنية 5 :9
8 -" مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَأَنَّمَا بِإِنْسَانٍ وَاحِدٍ دَخَلَتِ الْخَطِيَّةُ إِلَى الْعَالَمِ وَبِالْخَطِيَّةِ الْمَوْتُ وَهَكَذَا اجْتَازَ الْمَوْتُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ إِذْ أَخْطَأَ الْجَمِيعُ. "رومية 5 / 12
 
ثم نقضوا كل ما سبق فقالوا : كلا، كل يحمل ذنبه
1-"وَكَانَ إِلَيَّ كَلاَمُ الرَّبِّ: مَا لَكُمْ أَنْتُمْ تَضْرِبُونَ هَذَا الْمَثَلَ عَلَى أَرْضِ إِسْرَائِيلَ, قَائِلِينَ: الآبَاءُ أَكَلُوا الْحِصْرِمَ وَأَسْنَانُ الأَبْنَاءِ ضَرِسَتْ؟ حَيٌّ أَنَا يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ, لاَ يَكُونُ لَكُمْ مِنْ بَعْدُ أَنْ تَضْرِبُوا هَذَا الْمَثَلَ فِي إِسْرَائِيلَ. هَا كُلُّ النُّفُوسِ هِيَ لِي. نَفْسُ الأَبِ كَنَفْسِ الاِبْنِ. كِلاَهُمَا لِي. النَّفْسُ الَّتِي تُخْطِئُ هِيَ تَمُوتُ.
 وَالإِنْسَانُ الَّذِي كَـانَ بَارّاً وَفَعَلَ حَقّاً وَعَدْلاً, لَمْ يَأْكُلْ عَلَى الْجِبَالِ وَلَمْ يَرْفَعْ عَيْنَيْهِ إِلَى أَصْنَامِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ, وَلَمْ يُنَجِّسِ امْرَأَةَ قَرِيبِهِ وَلَمْ يَقْرُبِ امْرَأَةً طَامِثاً, وَلَمْ يَظْلِمْ إِنْسَاناً, بَلْ رَدَّ لِلْمَدْيُونِ رَهْنَهُ, وَلَمْ يَغْتَصِبِ اغْتِصَاباً بَلْ بَذَلَ خُبْزَهُ لِلْجَوْعَانِ وَكَسَا الْعُرْيَانَ ثَوْباً, وَلَمْ يُعْطِ بِـالرِّبَا, وَلَمْ يَأْخُذْ مُرَابَحَةً, وَكَفَّ يَدَهُ عَنِ الْجَوْرِ, وَأَجْرَى الْعَدْلَ الْحَقَّ بَيْنَ الإِنْسَانِ, وَالإِنْسَانِ وَسَلَكَ فِي فَرَائِضِي وَحَفِظَ أَحْكَـامِي لِيَعْمَلَ بِـالْحَقِّ فَهُوَ بَارٌّ. حَيَاةً يَحْيَا يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ." حزقيال 18 :1-9
2- "اَلنَّفْسُ الَّتِي تُخْطِئُ هِيَ تَمُوتُ. الاِبْنُ لاَ يَحْمِلُ مِنْ إِثْمِ الأَبِ وَالأَبُ لاَ يَحْمِلُ مِنْ إِثْمِ الاِبْنِ. بِرُّ الْبَارِّ عَلَيْهِ يَكُونُ وَشَرُّ الشِّرِّيرِ عَلَيْهِ يَكُونُ." حزقيال  18 :20
3- "«لا يُقْتَلُ الآبَاءُ عَنِ الأَوْلادِ وَلا يُقْتَلُ الأَوْلادُ عَنِ الآبَاءِ. كُلُّ إِنْسَانٍ بِخَطِيَّتِهِ يُقْتَلُ. " تثنية 24 :16 
4-"فِي تِلْكَ الأَيَّامِ لاَ يَقُولُونَ بَعْدُ: [الآبَاءُ أَكَلُوا حِصْرِماً وَأَسْنَانُ الأَبْنَاءِ ضَرِسَتْ]. بَلْ: [كُلُّ وَاحِدٍ يَمُوتُ بِذَنْبِهِ]. كُلُّ إِنْسَانٍ يَأْكُلُ الْحِصْرِمَ تَضْرَسُ أَسْنَانُهُ." ارميا 31 :29-30
سادسا : النهى عن القتل -
من المعلوم أن الحق سبحانه وتعالى نهى عن قتل أى نفس مهما كان دينها أو جنسها لأنهم جميعا خلق الله جل وعلا فقال تعالىفى القرآن الكريم  {مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً وَلَقَدْ جَاءتْهُمْ رُسُلُنَا بِالبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيراً مِّنْهُم بَعْدَ ذَلِكَ فِي الأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ }المائدة32
فالقرآن الحكيم هو الذى علمنا تقديس الروح الإنسانية . فى المسلم وفى غير المسلم .. فالكرامة وقداسة الروح هى لكل بنى الإنسان .. ففى القرآن المجيد : " وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً " ( الإسراء 70 ) .. سبحانه وتعالى هو الذى "خَلَقَ الإنسَانَ * عَلَّمَهُ الْبَيَانَ  " ( الرحمن 3 ،4 ) ..
 سبحانه خلق الإنسان فسواه وعدله ، وهو سبحانه القائل :" وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ إِذَا أَنتُم بَشَرٌ تَنتَشِرُونَ " ( الروم 20 ) .ويقول جل شأنه : " اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ " ( الروم 40 ) .. هذه الأرواح خلقها الله ، وأمْرها له سبحانه وتعالى ، وروح الواحد هى روح الناس جميعا ،
 وفى القرآن الحكيم يقول رب العزة  : " أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا " (المائدة 32) ، فهذه الحياة هبة ربانية مقدسة ، لكل إنسان بل وفى الحيوان .. وفى صحيحى البخارى ومسلم من حديث رسول القرآن عليه السلام : " ليس من نفسٍ تُقتل ظلما ـ إلاّ كان على ابن آدم الأول (قابيل) كفل من دمها ، لأنه أول من سن القتل . " ، وفى الحديث أيضا : "  لزوال الدنيا أهون على الله من قتل نفس بغير حق ". " وأن قتل النفس التى حرم الله ـ من السبع الموبقات !
كما يعلمنا الإسلام ، الذى قدس الروح الإنسانية ، أن قتل الأبرياء ـ ناهيك بقتلهم غيلة ـ من أشد الموبقات ، جزاؤه جهنم وغضب الله ولعنته ، وما أعده للقاتل من عذاب أليم ( النساء 93 ) ، وعلمنا أن المسئولية فى الدنيا وفى الآخرة لا تلحق بأحد إلاّ عن فعله هو لا عن فعل أو عمل غيره ..لا مجال فى شرعة الإسلام لأن يتحمل أحد أو يُحمل بوزر أو خطيئة غيره حتى لو كان من أقرب ذوى قرباه ..
 لقول الحق سبحانه : " وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَآئِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنشُورًا  " ( الإسراء 13) ، وقوله أيضا : " وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا  " ( مريم 95 ) .. من مبادئ المسئولية فى شرعة القرآن الحكيم أن لا تزر وازرة وزر أخرى ، فيقول الحكم العدل : " وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى " ( الأنعام 164 ، فاطر 18 ) ، وفى سورة النجم ، قال عز من قائل : "  أَلاّ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى *  وَأَن لَّيْسَ للإنسَانِ إِلاّ مَا سَعَى "  ( النجم 38 ، 39 )
 .. لا يُمنح الثواب ، ولا يقرر الجزاء ، إلاّ لقاء العمل الشخصى .. خيرا أو شرا .. " فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ " ( الزلزلة 7 ، 8 ) .. لا يعرف الإسلام عقوبة تصيب بريئا ، ولا شهادة تجامل قريبا ،  أو شنآنا يبرر تحاملاً .. فالشاهد لا يشهد إلاّ بالحق ولو على نفسه  أو الوالدين والأقربين : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاء لِلّهِ وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ " ( النساء 135 )
 ولا يبرر له شنآن فرد أو جماعة أو قوم أن يحيد فى عمله  أو سلوكه أو شهادته عن العدل أو الحق ،  فإنصاف الشانئ نفسه واجب ، ولا يسقط شنآنه واجب العدل والتزام الحق معه ، بل يجب على المسلم أن يعدل معه فى كل الأحوال ، " يَا أَيُّهَآ الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ " (المائدة 8 .
فالله سبحانه وتعالى : " هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ " ( الصف 9 ) ، وهو سبحانه الذى أمر رسوله بأن يبلغ الناس رسالة ربه بأنه عز وجل "  يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ  " ( النحل 90 ) ، وأنه تعالت حكمته : لا يقبل الظلم لأحد ، مسلما كان أو غير مسلم ، ويقول فى كتابه المبين : " وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْمًا لِّلْعِبَادِ " ( غافر 31
ومن ويخرج عن مبادىء وأحكام وعقيدة هذا الدين الذى كرم الروح ورعاها فى كل مخلوق حتى فى عالم الطير والحيوان يعد آثما مستحق للعقاب .. وفى الحديث :  " من قتل عصفوراً عبثا عج إلى الله يوم القيامة يقول : يارب ، إن فلانا قتلنى عبثا  " !!
ومن ثم فإن قتل الأبرياء بغير حق ، لا يتفق والدين ، ولا يصحح خطأ ، ولا يشفى غليلا .
ومن أميز ما فى الإسلام ،أن جميع المبادىء والأحكام  التى قررها تصب فى آليات تحقيق الأمن والأمان المجتمعى التى يحرص عليها الإسلام ، لأمان الإنسان ـ كل إنسان ـ على روحه ونفسه وعرضه وماله ، فهذا الأمان هو مهجة وعمود وغاية كل المبادىء والقواعد والأحكام الإسلامية .. وليس أجزى للإنسان ، وأمان مجتمعه ، من دين يطوى الناس جميعا فى أسرة إنسانية واحدة ينعم فيها الكل بالأمان ، ولا تفاضل فيما بين أفرادها إلاّ بالتقوى والعمل الصالح .. وصدق تبارك وتعالى إذ قال فى كتابه المبين : " يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ " ( الحجرات 13 )
وليس هذا فحسب بل ولقد كتب مصطفى السباعى فى كتابه السيرة النبوية دروس وعبر  فى هذا الصدد فقال : كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم مثلاً أعلى للإنسانية الكاملة، وكانت شخصيته الخُلُقية شخصيةً كاملة سامية متعددة النواحي، وقد اجتمع فيه من محاسن الآداب ومكارم الأخلاق ما لم يجتمع لغيره من الناس؛ سواء في شبابه أو في رجولته؛ وسواء قبل بعثته أو بعدها، وقد أجمع المتقدمون والمتأخرون من الرواة والمؤرخين في الشرق والغرب على أنه عُرف في صباه وشبابه بالصدق والأمانة، والتمسك بالفضائل، والترفع عن الرذائل حتى عُرف بين قومه بالأمين، وقد أعده الله تعالى للنهوض بأعباء الرسالة ونشر الدين الحنيف بالحكمة والموعظة الحسنة.
وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم -مبينًا الغرض الأساسي من بعثته النبوية السامية-:
 ( إنما بُعثت لأتمم مكارم الأخلاق)[رواه أحمد]، ومكارم الأخلاق هذه هي الأساس في حفظ حقوق الآخرين، وعدم الاعتداء، وسلامة المجتمع، ومن ثم التقليل من الخسائر بما يضمن للآخرين التعايش بالصورة الإنسانية الصحيحة.
وكانت سيرته صلى الله عليه وسلم تؤكد أن كل من هادَنَه لم يقاتلْه؛ سواء أكان من مشركي العرب أم من غيرهم، والمتتبع لأحكام السُنة النبوية ووصايا الرسول صلى الله عليه وسلم في الحروب وسيرته العطرة يري أن الخُلُق العظيم هو جوهر رسالته.

فقد عاش رسول الله صلى الله عليه وسلم بالأخلاق في سلمه وحربه إلى أن لقي ربه، فهو الصادق إذا ذكر الصدق، وهو الوفي الكريم، الزاهد، الشجاع، المتواضع، الرحيم، البار، الحكيم، الأمين، الوفي، العابد، كان الرسول صلى الله عليه وسلم هذا كله، وكان فوق هذا، فكانت أخلاقه فوق الصعاب، وفوق كل الظروف والتقلبات التي تأتي بها الأيام، فقد كان قادرا على أن يلتزم الموقف الأخلاقي المناسب، مهما تكن اللحظة التاريخية حرجة وحاسمة .
 إنه نبي يشرع بسلوكه،وينطلق من منهج واضح وليس من ردّ فعل تُمليه أو تفرضه أية ضغوط أو ظروف. وفي الحرب ضرب الرسولُ الكريم أروعَ المثل على الرحمة والعدل والتفضل ومراعاة أعلى آدابها الإنسانية؛ ففي قتاله لا يَغدر ولا يفسد ولا يَقتل امرأة أو شيخًا أو طفلا، ولا يَتبع مُدبرا، ولا يُجهز على جريح، ولا يُمثِل بقتيل، ولا يسيء إلى أسير، ولا يلطم وجها، ولا يتعرض لمسالم. فمن وصايا النبي صلى الله عليه وسلم لأمراء السرايا والجيوش:
فعن بريدة رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أمّر أميرًا على جيش أو سرية أوصاه في خاصته بتقوى الله عز وجل وبمن معه من المسلمين خيرًا ثم قال: (اغزوا باسم الله في سبيل الله، قاتلوا من كفر بالله، اغزوا ولا تغُلّوا ولا تغدروا ) أخرجه مسلم. ويقول صلى الله عليه وسلم: (إن الغادر يُنصب له لواءٌ يوم القيامة فيُقال: هذه غَدْرة فلان بن فلان)[ البخاري ومسلم
وقال صلى الله عليه وسلم: (لكل غادرٍ لواء يوم القيامة يُعرف به)[سنن البيهقي
وقال أيضًا: (لا تقتلوا ذرية ولا عسيفًا ولا تقتلوا أصحاب الصوامع)[مسند أحمد
وقد رأى الرسول صلى الله عليه وسلم في إحدى الغزوات (غزوة حنين) امرأة مقتولة فغضب وقال: (ما كانت هذه تُقاتِل)[رواه أحمد
ولا شك في أن النهي عن قتل الضعفاء، أو الذين لم يشاركوا في القتال، كالرهبان، والنساء، والشيوخ، والأطفال، أو الذين أجبروا على القتال، كالفلاحين، والأجراء (العمال) شيء تفرد به الإسلام في تاريخ الحروب في العالم، فما عهد قبل الإسلام ولا بعده حتى اليوم مثل هذا التشريع الفريد المليء بالرحمة والإنسانية، فلقد كان من المعهود والمسلّم به عند جميع الشعوب أن الحروب تبيح للأمة المحاربة قتل جميع فئات الشعب من أعدائها المحاربين بلا استثناء[
واضاف السيد محمد شديد قائلا : حياة الإنسان لدى النبي الكريم مصونة لايجوز التعرض لها بالترويع أو الضرب أو السجن أو الجلد أو المثلة والتشويه. فعلى أساس احترام النفس الإنسانية كان الرسول صلى الله عليه وسلم يربي أصحابه
والرسول صلى الله عليه وسلم يوفي بالعهود والوعود التي يقطعها على نفسه، ويشدد على نفسه إلى أقصى مدى حقنا للدماء. وما أروعَ قولَ الرسول صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية: "والله لا تدْعوني قريشٌ إلى خُطَّة توصل بها الأرحام، وتعظم فيها الحُرُمات إلا أعطيتهم إياها"[البخاري
أما الأسرى فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوم بشئونهم بنفسه، ويتعهدهم ويرفق بهم، فكانت رحمته أسبق من غضبه، وحلمه وعفوه ورفقه أسبق من انتقامه؛ ذكر ابن كثير أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم (أمر أصحابه يوم بدر أن يكرموا الأسرى، فكانوا يقدمونهم على أنفسهم عند الغداء)[ تفسير ابن كثير 4/454]،
وقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن إلحاق الأذى بهم وحث على الرفق بالأسرى فقال: (استوصوا بالأسارى خيرًا)[ رواه الطبراني في الصغير
ولذا فغير صحيح ما يدعيه خصوم واعداء الإسلام من أن الإسلام انتشر بالسيف أو أن المسلمين دعاة حرب وإنما رأينا كتاب اليهود و النصارى هو من يأمر بالقتل والإرهاب والإبادة المستمدة من صفحاته.
ولأن دين الله جل وعلا واحد فلقد نهى الحق سبحانه وتعالى فى الوصايا العشر بنى إسرائيل عن القتل قائلا- لاَ تَقْتُلْ سفر الخروج 20 :13
ومن ثم شرع لهم عقوبة الجانى فقال :"وَإِذَا أَمَاتَ أَحَدٌ إِنْسَاناً فَإِنَّهُ يُقْتَلُ." لاويين 24 :17
 
ولكن فوجئنا بهم يغيرون تلك المبادئ فيقولون :" وَضَرَبَ أَهْلَ بَيْتَشَمْسَ لأَنَّهُمْ نَظَرُوا إِلَى تَابُوتِ الرَّبِّ. وَضَرَبَ مِنَ الشَّعْبِ خَمْسِينَ أَلْفَ رَجُلٍ وَسَبْعِينَ رَجُلاً. فَنَاحَ الشَّعْبُ لأَنَّ الرَّبَّ ضَرَبَ الشَّعْبَ ضَرْبَةً عَظِيمَةً." صموئيل الأول 6 :19 هكذا دون سبب وليس هذا فحسب بل :-
يزعم  أهل الكتاب من يهود ونصارى  أن الديانة المسيحية أو اليهودية ديانة متميزة عن كل أديان الأرض بدعوتهما الزائفة الدائمة للمحبة المطلقة وخلو نصوصها من شائبة العنف أو الدعوة اليه   أو الإرهاب ودعوتهما الى إنكار الذات وحمل الصليب والتحلى بأخلاق الوداعة واللطف..
في الحقيقة كنا نتمنى أن يكون هذا هو الواقع لكن دراسة شبه متأنية ستقودك لنتائج مختلفة عن هذا كله نتعجب حين نعلم أن الكتاب الوحيد في العالم الذي يأمر بقتل الأطفال والنساء والرجال والشيوخ والبهائم حتى أمر بشق بطون الحوامل وقتل الأجنة في بطون أمهاتهم ..ولذا فلا عجب حينما نرى أن الصليبين قتلوا أكثر من 80 ألف مسلم حين دخولهم إلى القدس و قتلوا أكثر من 100 ألف مسلم عند دخولهم معرة النعمان في بلاد الشام ...
وراجعوا كتب التاريخ لتجدوا أن جُلَّ المذابح التي ارتكبت ضد بني البشر كان مرتكبوها نصارى وهذه حقيقة واضحة للعيان .
.. نعم أبادوا للهلاك وقتلوا فقط للهلاك كما حدث في نجازاكي وهيروشيما وفي البوسنة والهرسك وكما قتلوا الهنود الحمر وأبادوهم عن بَكرة أبيهم وفي الصرب وفي كوسوفو وفي كشمير وفي الفلبين وفي أسبانيا وفي جنوب فرنسا وفي أفريقيا وغيرها الكثير من المذابح والقتل والابادة علي يد النصارى وفي أماكن كثيرة , وما زال مسلسل الإبادة والقتل للهلاك مستمرا على يد النصارى واليهود في أفغانستان وفي العراق وفي فلسطين بدعم من أكبر دولة صليبية ,, أعطني أصحاب عقيدة واحدة أو مجموعة معينة من البشر فعلت المذابح والقتل كما فعل اليهود و النصارى في العالم كله وعلى مَرّ تاريخ الكرة الأرضية منذ عرف الناس التاريخ إلى الآن .
 والآن إليك عزيزى القارئ بعضا من فيض من نصوصهم من الطبعة المعروفة ( فان دايك )  تاركا لك الحكم
-- لا تظنوا اني جئت لألقي سلاما على الارض.ما جئت لألقي سلاما بل سيف فاندايك متى Mt:10:34 
-- الشيخ والشاب والعذراء والطفل والنساء اقتلوا للهلاك.ولا تقربوا من انسان عليه السمة وابتدئوا من مقدسي.فابتدأوا بالرجال الشيوخ الذين امام البيت فاندايك Ez:9:6
-- وقال لهم نجسوا البيت واملأوا الدور قتلى.اخرجوا.فخرجوا وقتلوا في المدينة Ez:9:7
-- اما اعدائي اولئك الذين لم يريدوا ان املك عليهم فأتوا بهم الى هنا واذبحوهم قدامي Lk:19:27
-- تجازى السامرة لانها قد تمردت على الهها.بالسيف يسقطون.تحطم اطفالهم والحوامل تشقّ Hos:13:16
-- فقال لهم لكن الآن من له كيس فليأخذه ومزود كذلك.ومن ليس له فليبع ثوبه ويشتر سيفا Lk:22:36
-- فيحمى غضبي واقتلكم بالسيف.فتصير نساؤكم ارامل واولادكم يتامى . Ex:22:24
-- فضربا تضرب سكان تلك المدينة بحد السيف وتحرّمها بكل ما فيها مع بهائمها بحد السيف . Dt:13:15
-- لان الرب بالنار يعاقب وبسيفه على كل بشر ويكثر قتلى الرب . Is:66:16
-- لان الرب الهك هو نار آكلة اله غيور Dt:4:24
--  ملعون من يعمل عمل الرب برخاء وملعون من يمنع سيفه عن الدم Jer:48:10
-- فهتف الشعب وضربوا بالابواق.وكان حين سمع الشعب صوت البوق ان الشعب هتف هتافا عظيما فسقط السور في مكانه وصعد الشعب الى المدينة كل رجل مع وجهه واخذوا المدينة . Jos:6:20
--وحرّموا كل ما في المدينة من رجل وامرأة من طفل وشيخ حتى البقر والغنم والحمير بحد السيف Jos:6:21
-- وامسك اجاج ملك عماليق حيّا وحرّم جميع الشعب بحد السيف. (9)وعفا شاول والشعب عن اجاج وعن خيار الغنم والبقر والثنيان والخراف وعن كل الجيد ولم يرضوا ان يحرّموها.وكل الاملاك المحتقرة والمهزولة حرّموها (10)وكان كلام الرب إلى صموئيل قائلا (11) ندمت على اني جعلت شاول ملكا لأنه رجع من ورائي ولم يقم كلامي.فاغتاظ صموئيل وصرخ إلى الرب الليل كله . صموائيل 1 :15 عدد 8
-- طوبى لمن يمسك اطفالك ويضرب بهم الصخرة Ps:137:9
-- هكذا تقول له.هكذا قال الرب .هانذا اهدم ما بنيته واقتلع ما غرسته وكل هذه الارض . Jer:45:4
 -- واقطع القاضي من وسطها واقتل جميع رؤسائها معه قال الرب Am:2:3
-- لذلك هكذا قال رب الجنود.هانذا اعاقبهم.بموت الشبان بالسيف ويموت بنوهم وبناتهم بالجوع . Jer:11:22
-- ولا تكون لهم بقية لاني اجلب شرا على اهل عناثوث سنة عقابهم . Jer:11:23
-- حين يصومون لا اسمع صراخهم وحين يصعدون محرقة وتقدمة لا اقبلهم بل بالسيف والجوع والوبإ انا افنيهم . Jer:14:12
-- وان لم يسمعوا فاني اقتلع تلك الامة اقتلاعا وابيدها يقول الرب . Jer:12:17
 -- ميتات امراض يموتون.لا يندبون ولا يدفنون بل يكونون دمنة على وجه الارض وبالسيف والجوع يفنون وتكون جثثهم أكلا لطيور السماء ولوحوش الارض . Jer:16:4
--  لانه هكذا قال الرب.لا تدخل بيت النوح ولا تمض للندب ولا تعزهم لاني نزعت سلامي من هذا الشعب يقول الرب الاحسان والمراحم Jer:16:5
--فيموت الكبار والصغار في هذه الارض.لا يدفنون ولا يندبونهم ولا يخمشون انفسهم ولا يجعلون قرعة من اجلهم Jer:16:6
--لاني قد جعلت وجهي على هذه المدينة للشر لا للخير يقول الرب.ليد ملك بابل تدفع فيحرقها بالنار . Jer:21:10
--شعب كبير وكثير وطويل كالعناقيين ابادهم الرب من قدامهم فطردوهم وسكنوا مكانهم  . Dt:2:21
--فيحمى غضبي واقتلكم بالسيف.فتصير نساؤكم ارامل واولادكم يتامى . Ex:22:24
-- وتطردون اعداءكم فيسقطون امامكم بالسيف. ] Lv:26:7
-- يطرد خمسة منكم مئة ومئة منكم يطردون ربوة ويسقط اعداؤكم امامكم بالسيف. Lv:26:8
-- ويعثر بعضهم ببعض كما من امام السيف وليس طارد ولا يكون لكم قيام امام اعدائكم . Lv:26:37
-- واذرّيكم بين الامم واجرّد وراءكم السيف فتصير ارضكم موحشة ومدنكم تصير خربة. Lv:26:33
-- والباقون منكم ألقي الجبانة في قلوبهم في اراضي اعدائهم فيهزمهم صوت ورقة مندفعة فيهربون كالهرب من السيف ويسقطون وليس طارد. Lv:26:36

-- ولماذا اتى بنا الرب الى هذه الارض لنسقط بالسيف.تصير نساؤنا واطفالنا غنيمة.أليس خيرا لنا ان نرجع الى مصر. Nm:14:3
 -- واذا دفعها الرب الهك الى يدك فاضرب جميع ذكورها بحد السيف. Dt:20:13
--من خارج السيف يثكل ومن داخل الخدور الرعبة.الفتى مع الفتاة والرضيع مع الاشيب. Dt:32:25
 -- واخذ يشوع مقيدة في ذلك اليوم وضربها بحد السيف وحرّم ملكها هو وكل نفس بها.لم يبق شاردا.وفعل بملك مقيدة كما فعل بملك اريحا. Jos:10:28
--فدفعها الرب هي ايضا بيد اسرائيل مع ملكها فضربها بحد السيف وكل نفس بها.لم يبق بها شاردا وفعل بملكها كما فعل بملك اريحا. Jos:10:30

 --وأخذوها وضربوها بحد السيف مع ملكها وكل مدنها وكل نفس بها.لم يبق شاردا حسب كل ما فعل بعجلون فحرّمها وكل نفس بها Jos:10:37
--بالسيف تسقطون.في تخم اسرائيل اقضي عليكم فتعلمون اني انا الرب. Ez:11:10
أرأيت عزيزى القارئ أن الكتاب المقدس هو الكتاب الوحيد فى العالم الذى يأمر بقتل الأطفال .. حتى كتب النازية لم تأمر بقتل الأطفال الرضع أو شق بطون الأمهات وإخراج ما فيها من أجنة وقتلهم .. والعجيب بعدما قرأنا ما سبق نرى اليهود و النصارى وهم يتهمون الإسلام بالإرهاب ولم يكلفوا أنفسهم حتى النظر لتلك النصوص المنافية لأبسط مبادئ الرحمة ...والتى  لم يسلم منها حتى الأطفال والشيوخ والنساء والحمير والغنم والبقر من القتل والذبح !!! ما ذنب الحيوانات في خطيئة ارتكبها البشر ؟؟؟ ما ذنب الأطفال الرضع والأجنة في بطون أمهاتهم ؟؟؟
 أيها الناس ألا تعقلون ؟ هل الله يأمر بذلك؟ هل
الرحيم الحليم يأمر بهذه الأمور من قتل وسفك دماء الأطفال والشيوخ والنساء؟ حتى الأجنة في بطون أمهاتها ؟ هذه النصوص أن الله يأمرهم بالقتل والإبادة الشاملة .. نعم يقول لهم اقتلوا للهلاك .. اقتلوا للهلاك , مجرد قتل للهلاك .
وإليك المزيد من النصوص من العهدين للتوضيح :
 فزعموا أن الرب يأمر بقتل الأصناف الآتية :
1-  أي شخص يقترب من تابوت العهد:-
ففى سفر العدد  148: لأنَّ الرّبَ كلَّمَ موسى فقالَ : 49 أمَّا سِبْطُ لاوي فلا تَعُدَّهُم ولا تُحْصِ جملتَهُم فيما بَينَ بَني إِسرائيلَ 50 لكن وكِّلِ اللاَويِّينَ بِمسكِنِ تابوتِ العَهدِ وجميعِ أمتعَتِهِ وكُلِّ ما يتعلَّقُ بهِ، وهُم يَحمِلونَ المَسكِنَ وجميعَ أمتعَتِه، وهُم يَخدِمُونَه وحَوالَيهِ يَنزِلونَ. 51 فإذا رحَلَ المَسكِنُ فاللاَويُّونَ يُقَوِّضونَه، وإذا حَلَ فهُم يَنصِبونَه، وإنِ اَقْتَرَبَ مِنهُ أحدٌ سِواهُم يُقتَلْ .
كل من يقترب من تابوت العهد يقتل .. أين الآن هذا التابوت ؟
2- بقتلِ الناس الذين لا يَستمعونَ إلى الكهنةِ
التثنية 17/12 و الرجل الذي يعمل بطغيان فلا يسمع للكاهن الواقف هناك ليخدم الرب الهك او للقاضي يقتل ذلك الرجل فتنزع الشر من اسرائيل .
3- القتل لكل من لا يؤمن بيسوع
اخبار2-15-12: وتَعاهدوا على أَن يَلتَمِسوا الرَّبَّ إِلهَ آبائِهم بِكُلِّ قُلوبِهم كلِّ نُفوسِهم.
4- فكُلُّ مَن لا يَلتَمِسُ الرَّبَّ، إِلهَ إسْرائيل، يُقتَل، مِنَ الصَّغيرِ وحتَّى الكَبير، رَجلاً كانَ أَو آمرأَة .
بلد تُحرق بكامل سُكانها لتتحول قربان نار ليسوع
 والعجيب أن بنى إسرائيل صوروا النبى عيسى بن مريم المعروف عندهم بــ( يسوع )بصور قاتمة وجعلوه رمزا للحرب والدمار لانهم وجدوه يدعو للسلام والرحمة فإليك بعضا مما قالوا أو نسبوه ليسوع .
-- ولنفترض أنك سمعت أن مواطن من المدينة التي سخرها الرب لك لتكون ملكاً عليها قام بحملة إعلان عن إله جديد لبعض سكان هذه المدينة ليشجعهم على عبادة إله أخر غير إله اسرائيل (يسوع) ..
 ففي مثل هذه الحالة وبكونك الحاكم عليها أن تفحص الحقائق بعناية وتدقيق .. فإن اكتشفت صدق حقيقة الأمر فعليك ان تهاجم هذه المدينة وتقتل كل من فيها من شيوخ ورجال ونساء وأطفال وحيوانات وحشرات وتحرق مزارعها وتحطم كل مساكنها بالكامل ونهب كل خيراتها ووضعها ككومة في وسط أهم شوارعها فتحرق هذه المدينة بأكملها لتكون هذه المحرقة قربان نار للرب (يسوع) لتصبح هذه المدينة خراب إلى الابد ولا يُعاد بنائها مرة اخرى .... وقد قدم الرب جائزة لكل من يقوم بمثل هذه المجازر وهي عبارة عن رحمة وإكثار الذرية التثنية13(12-18
5- وكثير هو ارهاب هولاء الذي لا ينتهي ولا يدركونه حتى ان أعجب الإحصائيات الحديثة وجدنا أن أكثر من 90 بالمائة مِنْ المسيحيينِ غير قادرين على استيعاب أو قبول الحقائق الإجرامية الإرهابية التي ارتبطت بيسوع إله العهد القديم والجديد .
- لقد اصابهم الفزع عندما لفتنا نظرهم حول المجهول في حياة يسوع قبل حياته التي ظهرت من خلال العهد الجديد .. إله إجرامي شيء مُفزع يُأرق المسيحي حين تتم محاكمة يسوع كمجرم حرب .
- فلو كنت انت قاتل وتم القبض عليك وتمت محاكمتك فمن المؤكد بأنه سيتم الحكم عليك بالإعدام وهذا ما حدث مع يسوع في العهد الجديد حيث حكم عليه بالقتل .
- فسواء كان يسوع العهد القديم والجديد شخصية وهمية وما كان لها وجود إلا أن لدينا كتاب يحمل من جرائم قتل وتحريض للقتل لأغراض شخصية تخالف القيم الإنسانية .
- فقد نضع يسوع في قفص الإتهام ولكنه لا يملك لسان يُدافع به عن نفسه إلا الكلمات التي جاءت على لسانه بالعهدين  .
- إذن فإن وصف نفسه بالطيب واللين والحب فما قدمناه وما سنقدمه يُثبت عكس ذلك .. ولكن من خلال دراسة العهدين لم نجد من يسوع ما يُشير بأنه المحبة بل هي إدعاءات تستخدمها الكنيسة لإخفاء الوجه الحقيقي ليسوع .
- فأسفار العهدين القديم والجديد والإصحاحات والفقرات تثبت أن يسوع يتشوق ويعشق لرائحة الدم وجثث الموتى . فالعالم مكان خطير جداً للعيش عليه لا بسبب الناس أجمع بل بسبب الذين يؤمنوا بأقوال وأفعال يسوع بالعهدين .

يقول بطرس :-  1 15 كُونُوا دَائِماً مُسْتَعِدِّينَ لأَنْ تُقَدِّمُوا جَوَاباً مُقْنِعاً لِكُلِّ مَنْ يَسْأَلُكُمْ

فهل الكنيسة لديها القدرة بالرد على مذابح يسوع الدموية التي عُرضت وستعرض ؟
7 - "هَيِّئُوا لِبَنِيهِ قَتْلاً بِإِثْمِ آبَائِهِمْ فَلاَ يَقُومُوا وَلاَ يَرِثُوا الأَرْضَ وَلاَ يَمْلَأُوا وَجْهَ الْعَالَمِ مُدُناً." اشعياء 14 :21
سابعا : لاَ تَزْنِ.خروج  20/ 14
مع ان الحق سبحانه وتعالى نهى بنى اسرائيل عن الوقوع فى الزنا واكدوا هذا الوصية بالعديد من النصوص :
1-"هَذَا يَأْخُذُ امْرَأَةً عَذْرَاءَ. أَمَّا الأَرْمَلَةُ وَالْمُطَلَّقَةُ وَالْمُدَنَّسَةُ وَالزَّانِيَةُ فَمِنْ هَؤُلاَءِ لاَ يَأْخُذُ بَلْ يَتَّخِذُ عَذْرَاءَ مِنْ قَوْمِهِ امْرَأَةً. " لاويين 21 :13-14
2-"لا يَدْخُلِ ابْنُ زِنىً فِي جَمَاعَةِ الرَّبِّ." تثنية 23 :1
3- "وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ كُلَّ مَنْ يَنْظُرُ إِلَى امْرَأَةٍ لِيَشْتَهِيَهَا فَقَدْ زَنَى بِهَا فِي قَلْبِهِ." متى 5: 28
ومع ها سبق فإليك عزيزى القارئ العجب العجاب أذكر لك النصوص بدون تعليق  :
1-" أَوَّّلَ مَا كَلَّمَ الرَّبُّ هُوشَعَ قَالَ الرَّبُّ لِهُوشَعَ: «اذْهَبْ خُذْ لِنَفْسِكَ امْرَأَةَ زِنًى وَأَوْلاَدَ زِنًى لأَنَّ الأَرْضَ قَدْ زَنَتْ زِنًى تَارِكَةً الرَّبَّ!». فَذَهَبَ وَأَخَذَ جُومَرَ بِنْتَ دِبْلاَيِمَ فَحَبِلَتْ وَوَلَدَتْ لَهُ ابْناً. " هوشع 1 :2-3
2-"وَقَالَ الرَّبُّ لِي: «اذْهَبْ أَيْضاً أَحْبِبِ امْرَأَةً حَبِيبَةَ صَاحِبٍ وَزَانِيَةً كَمَحَبَّةِ الرَّبِّ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ وَهُمْ مُلْتَفِتُونَ إِلَى آلِهَةٍ أُخْرَى وَمُحِبُّونَ لأَقْرَاصِ الزَّبِيبِ»." هوشع 3 /1
وليس هذا فحسب بل أنظر إلى هذا النص :
3- (11هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ: هَئَنَذَا أُقِيمُ عَلَيْكَ الشَّرَّ مِنْ بَيْتِكَ، وَآخُذُ نِسَاءَكَ أَمَامَ عَيْنَيْكَ وَأُعْطِيهِنَّ لِقَرِيبِكَ، فَيَضْطَجِعُ مَعَ نِسَائِكَ فِي عَيْنِ هَذِهِ الشَّمْسِ. 12لأَنَّكَ أَنْتَ فَعَلْتَ بِالسِّرِّ وَأَنَا أَفْعَلُ هَذَا الأَمْرَ قُدَّامَ جَمِيعِ إِسْرَائِيلَ وَقُدَّامَ الشَّمْسِ».) صموئيل الثانى 12: 11-12
وهذا لأنهم زعموا ما هوا أسؤا من ذلك ألا وهو فزعموا هذا الحدث بين داود عليه السلام ( حاشاه ) وامرأة أوريا الحثي
4-" وَكَانَ فِي وَقْتِ الْمَسَاءِ أَنَّ دَاوُدَ قَامَ عَنْ سَرِيرِهِ وَتَمَشَّى عَلَى سَطْحِ بَيْتِ الْمَلِكِ، فَرَأَى مِنْ عَلَى السَّطْحِ امْرَأَةً تَسْتَحِمُّ. وَكَانَتِ الْمَرْأَةُ جَمِيلَةَ الْمَنْظَرِ جِدّاً. فَأَرْسَلَ دَاوُدُ وَسَأَلَ عَنِ الْمَرْأَةِ، فَقَالَ وَاحِدٌ: «أَلَيْسَتْ هَذِهِ بَثْشَبَعَ بِنْتَ أَلِيعَامَ امْرَأَةَ أُورِيَّا الْحِثِّيِّ؟» فَأَرْسَلَ دَاوُدُ رُسُلاً وَأَخَذَهَا، فَدَخَلَتْ إِلَيْهِ فَاضْطَجَعَ مَعَهَا وَهِيَ مُطَهَّرَةٌ مِنْ طَمْثِهَا. ثُمَّ رَجَعَتْ إِلَى بَيْتِهَا. وَحَبِلَتِ الْمَرْأَةُ، فَأَرْسَلَتْ وَأَخْبَرَتْ دَاوُدَ وَقَالَتْ: «إِنِّي حُبْلَى». " سفر صموئيل الثاني 11 :2-5
5-" فَلَمَّا سَمِعَتِ امْرَأَةُ أُورِيَّا أَنَّهُ قَدْ مَاتَ أُورِيَّا رَجُلُهَا نَدَبَتْ بَعْلَهَا. وَلَمَّا مَضَتِ الْمَنَاحَةُ أَرْسَلَ دَاوُدُ وَضَمَّهَا إِلَى بَيْتِهِ، وَصَارَتْ لَهُ امْرَأَةً وَوَلَدَتْ لَهُ ابْناً." سفر صموئيل الثاني 26-27
6-" وَعَزَّى دَاوُدُ بَثْشَبَعَ امْرَأَتَهُ وَدَخَلَ إِلَيْهَا وَاضْطَجَعَ مَعَهَا فَوَلَدَتِ ابْناً، فَدَعَا اسْمَهُ سُلَيْمَانَ، وَالرَّبُّ أَحَبَّهُ" سفر صموئيل الثاني 12 :22
 
والمؤسف هنا هو ان الرب جل وعلا ( حاشاه ) ترك داود عليه السلام (حاشاه ) يخطئ بامرأة أوريا الحثي ثم عاقبه على فعلته
7- "لِمَاذَا احْتَقَرْتَ كَلاَمَ الرَّبِّ لِتَعْمَلَ الشَّرَّ فِي عَيْنَيْهِ؟ قَدْ قَتَلْتَ أُورِيَّا الْحِثِّيَّ بِالسَّيْفِ، وَأَخَذْتَ امْرَأَتَهُ لَكَ امْرَأَةً، وَإِيَّاهُ قَتَلْتَ بِسَيْفِ بَنِي عَمُّونَ. وَالآنَ لاَ يُفَارِقُ السَّيْفُ بَيْتَكَ إِلَى الأَبَدِ، لأَنَّكَ احْتَقَرْتَنِي وَأَخَذْتَ امْرَأَةَ أُورِيَّا الْحِثِّيِّ لِتَكُونَ لَكَ امْرَأَةً. هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ: هَئَنَذَا أُقِيمُ عَلَيْكَ الشَّرَّ مِنْ بَيْتِكَ، وَآخُذُ نِسَاءَكَ أَمَامَ عَيْنَيْكَ وَأُعْطِيهِنَّ لِقَرِيبِكَ، فَيَضْطَجِعُ مَعَ نِسَائِكَ فِي عَيْنِ هَذِهِ الشَّمْسِ." سفر صموئيل الثاني 12 :9-11
 
والمحزن انهم اكدوا ان العذاب قد تحقق بأهل داود عليه السلام فقالوا :
8-" وَقَالَ أَبْشَالُومُ لأَخِيتُوفَلَ: «أَعْطُوا مَشُورَةً مَاذَا نَفْعَلُ». فَقَالَ أَخِيتُوفَلُ لأَبْشَالُومَ: «ادْخُلْ إِلَى سَرَارِيِّ أَبِيكَ اللَّوَاتِي تَرَكَهُنَّ لِحِفْظِ الْبَيْتِ، فَيَسْمَعَ كُلُّ إِسْرَائِيلَ أَنَّكَ قَدْ صِرْتَ مَكْرُوهاً مِنْ أَبِيكَ، فَتَتَشَدَّدَ أَيْدِي جَمِيعِ الَّذِينَ مَعَكَ». فَنَصَبُوا لأَبْشَالُومَ الْخَيْمَةَ عَلَى السَّطْحِ، وَدَخَلَ أَبْشَالُومُ إِلَى سَرَارِيِّ أَبِيهِ أَمَامَ جَمِيعِ إِسْرَائِيلَ. وَكَانَتْ مَشُورَةُ أَخِيتُوفَلَ الَّتِي كَانَ يُشِيرُ بِهَا فِي تِلْكَ الأَيَّامِ كَمَنْ يَسْأَلُ بِكَلاَمِ اللَّهِ. هَكَذَا كُلُّ مَشُورَةِ أَخِيتُوفَلَ عَلَى دَاوُدَ وَعَلَى أَبْشَالُومَ جَمِيعاً سفر صموئيل الثاني 16 :20-23
كما زعموا " قاتلهم الله " أن الرب جل وعلا ( حاشاه ) يهيج العشاق للفاحشة والفجور
9- لأجل ذلك يا أهوليبة، قال السّيّد الرّب: ها أنذا أهيج عليك عشاقك: ينزعون عنك ثيابك... ويتركونك عريانة وعارية، فتنكشف عورة زناك ورذيلتك وزناك. تمتلئين سكرًا وحزنًا كأس التّحيّر والخراب... فتشربينها وتمتصّينها وتقضمين شقفها. وتجتثّين ثدييك لأنّي تكلّمتُ. فهوذا جاءوا. هم الذين لأجلهم استحممتِ. وكحّلتِ عينيك وتحلّيت بالحليّ. وجلستِ على سرير فاخر... فقلت عن البالية في الزّنا الآن يزنون زنًا معها. (حزقيا23: 22)

وزادوا الامر سؤا فاتهموا نبى الله لوط عليه السلام و(حاشاه ) بما لا يليق فقالوا : -
10- "وَصَعِدَ لُوطٌ مِنْ صُوغَرَ وَسَكَنَ فِي الْجَبَلِ وَابْنَتَاهُ مَعَهُ لأَنَّهُ خَافَ أَنْ يَسْكُنَ فِي صُوغَرَ. فَسَكَنَ فِي الْمَغَارَةِ هُوَ وَابْنَتَاهُ. وَقَالَتِ الْبِكْرُ لِلصَّغِيرَةِ: «أَبُونَا قَدْ شَاخَ وَلَيْسَ فِي الأَرْضِ رَجُلٌ لِيَدْخُلَ عَلَيْنَا كَعَادَةِ كُلِّ الأَرْضِ. هَلُمَّ نَسْقِي أَبَانَا خَمْراً وَنَضْطَجِعُ مَعَهُ فَنُحْيِي مِنْ أَبِينَا نَسْلاً». فَسَقَتَا أَبَاهُمَا خَمْراً فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ وَدَخَلَتِ الْبِكْرُ وَاضْطَجَعَتْ مَعَ أَبِيهَا وَلَمْ يَعْلَمْ بِاضْطِجَاعِهَا وَلاَ بِقِيَامِهَا. وَحَدَثَ فِي الْغَدِ أَنَّ الْبِكْرَ قَالَتْ لِلصَّغِيرَةِ: «إِنِّي قَدِ اضْطَجَعْتُ الْبَارِحَةَ مَعَ أَبِي. نَسْقِيهِ خَمْراً اللَّيْلَةَ أَيْضاً فَادْخُلِي اضْطَجِعِي مَعَهُ فَنُحْيِيَ مِنْ أَبِينَا نَسْلاً». فَسَقَتَا أَبَاهُمَا خَمْراً فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ أَيْضاً وَقَامَتِ الصَّغِيرَةُ وَاضْطَجَعَتْ مَعَهُ وَلَمْ يَعْلَمْ بِاضْطِجَاعِهَا وَلاَ بِقِيَامِهَا فَحَبِلَتِ ابْنَتَا لُوطٍ مِنْ أَبِيهِمَا. فَوَلَدَتِ الْبِكْرُ ابْناً وَدَعَتِ اسْمَهُ «مُوآبَ» - وَهُوَ أَبُو الْمُوآبِيِّينَ إِلَى الْيَوْمِ. وَالصَّغِيرَةُ أَيْضاً وَلَدَتِ ابْناً وَدَعَتِ اسْمَهُ «بِنْ عَمِّي» - وَهُوَ أَبُو بَنِي عَمُّونَ إِلَى الْيَوْمِ. " تكوين 19: 30-38
وإليك عزيزى القارئ ما هو اكثر جرما مما سبق فقالوا : ألا وهو :
زنا المحارم، فقالوا فى سفر صموئيل الثانى ان " أمنون " والعجيب انه ابن نبى الله داود فعل حيلة ليزنى باخته " ثامار " وإليك عزيزى القارئ القصة كما سردوها فى كتابهم :
11-"وَجَرَى بَعْدَ ذَلِكَ أَنَّهُ كَانَ لأَبْشَالُومَ بْنِ دَاوُدَ أُخْتٌ جَمِيلَةٌ اسْمُهَا ثَامَارُ، فَأَحَبَّهَا أَمْنُونُ بْنُ دَاوُدَ. وَأُحْصِرَ أَمْنُونُ لِلسُّقْمِ مِنْ أَجْلِ ثَامَارَ أُخْتِهِ لأَنَّهَا كَانَتْ عَذْرَاءَ، وَعَسُرَ فِي عَيْنَيْ أَمْنُونَ أَنْ يَفْعَلَ لَهَا شَيْئاً. وَكَانَ لأَمْنُونَ صَاحِبٌ اسْمُهُ يُونَادَابُ بْنُ شَمْعَى أَخِي دَاوُدَ. وَكَانَ يُونَادَابُ رَجُلاً حَكِيماً جِدّاً. 4فَقَالَ لَهُ: «لِمَاذَا يَا ابْنَ الْمَلِكِ أَنْتَ ضَعِيفٌ هَكَذَا مِنْ صَبَاحٍ إِلَى صَبَاحٍ؟ أَمَا تُخْبِرُنِي؟» فَقَالَ لَهُ أَمْنُونُ: «إِنِّي أُحِبُّ ثَامَارَ أُخْتَ أَبْشَالُومَ أَخِي».
 فَقَالَ يُونَادَابُ: «اضْطَجِعْ عَلَى سَرِيرِكَ وَتَمَارَضْ. وَإِذَا جَاءَ أَبُوكَ لِيَرَاكَ فَقُلْ لَهُ: دَعْ ثَامَارَ أُخْتِي فَتَأْتِيَ وَتُطْعِمَنِي خُبْزاً وَتَعْمَلَ أَمَامِي الطَّعَامَ لأَرَى فَآكُلَ مِنْ يَدِهَا». فَاضْطَجَعَ أَمْنُونُ وَتَمَارَضَ، فَجَاءَ الْمَلِكُ لِيَرَاهُ. فَقَالَ أَمْنُونُ لِلْمَلِكِ: «دَعْ ثَامَارَ أُخْتِي فَتَأْتِيَ وَتَصْنَعَ أَمَامِي كَعْكَتَيْنِ فَآكُلَ مِنْ يَدِهَا». فَأَرْسَلَ دَاوُدُ إِلَى ثَامَارَ إِلَى الْبَيْتِ قَائِلاً: «اذْهَبِي إِلَى بَيْتِ أَمْنُونَ أَخِيكِ وَاعْمَلِي لَهُ طَعَاماً». فَذَهَبَتْ ثَامَارُ إِلَى بَيْتِ أَمْنُونَ أَخِيهَا وَهُوَ مُضْطَجِعٌ. وَأَخَذَتِ الْعَجِينَ وَعَجَنَتْ وَعَمِلَتْ كَعْكاً أَمَامَهُ وَخَبَزَتِ الْكَعْكَ وَأَخَذَتِ الْمِقْلاَةَ وَسَكَبَتْ أَمَامَهُ، فَأَبَى أَنْ يَأْكُلَ.
 وَقَالَ أَمْنُونُ: «أَخْرِجُوا كُلَّ إِنْسَانٍ عَنِّي». فَخَرَجَ كُلُّ إِنْسَانٍ عَنْهُ. ثُمَّ قَالَ أَمْنُونُ لِثَامَارَ: «اِيتِي بِالطَّعَامِ إِلَى الْمَخْدَعِ فَآكُلَ مِنْ يَدِكِ». فَأَخَذَتْ ثَامَارُ الْكَعْكَ الَّذِي عَمِلَتْهُ وَأَتَتْ بِهِ أَمْنُونَ أَخَاهَا إِلَى الْمَخْدَعِ. وَقَدَّمَتْ لَهُ لِيَأْكُلَ، فَأَمْسَكَهَا وَقَالَ لَهَا: «تَعَالَيِ اضْطَجِعِي مَعِي يَا أُخْتِي».
 فَقَالَتْ لَهُ: «لاَ يَا أَخِي، لاَ تُذِلَّنِي لأَنَّهُ لاَ يُفْعَلُ هَكَذَا فِي إِسْرَائِيلَ. لاَ تَعْمَلْ هَذِهِ الْقَبَاحَةَ. أَمَّا أَنَا فَأَيْنَ أَذْهَبُ بِعَارِي، وَأَمَّا أَنْتَ فَتَكُونُ كَوَاحِدٍ مِنَ السُّفَهَاءِ فِي إِسْرَائِيلَ! وَالآنَ كَلِّمِ الْمَلِكَ لأَنَّهُ لاَ يَمْنَعُنِي مِنْكَ». فَلَمْ يَشَأْ أَنْ يَسْمَعَ لِصَوْتِهَا، بَلْ تَمَكَّنَ مِنْهَا وَقَهَرَهَا وَاضْطَجَعَ مَعَهَا. ثُمَّ أَبْغَضَهَا أَمْنُونُ بُغْضَةً شَدِيدَةً جِدّاً حَتَّى إِنَّ الْبُغْضَةَ الَّتِي أَبْغَضَهَا إِيَّاهَا كَانَتْ أَشَدَّ مِنَ الْمَحَبَّةِ الَّتِي أَحَبَّهَا إِيَّاهَا. وَقَالَ لَهَا أَمْنُونُ: «قُومِي انْطَلِقِي!» فَقَالَتْ لَهُ: «لاَ سَبَبَ! هَذَا الشَّرُّ بِطَرْدِكَ إِيَّايَ هُوَ أَعْظَمُ مِنَ الآخَرِ الَّذِي عَمِلْتَهُ بِي». فَلَمْ يَشَأْ أَنْ يَسْمَعَ لَهَا، بَلْ دَعَا غُلاَمَهُ الَّذِي كَانَ يَخْدِمُهُ وَقَالَ: «اطْرُدْ هَذِهِ عَنِّي خَارِجاً وَأَقْفِلِ الْبَابَ وَرَاءَهَا»." صموئيل الثانى 13/1--17
ولم يكن أمنون وحده بل سبقه جده الاكبر الذى يفتخرون بالانتساب اليه الا وهو يهوذا فقد ذكروا عنه ما هو اقبح من ذلك فإليك القصة كما وردت فى كتابهم ( سفر التكوين ) دون نقص او زيادة  :-
12- "وَلَمَّا طَالَ الزَّمَانُ مَاتَتِ ابْنَةُ شُوعٍ امْرَأَةُ يَهُوذَا. ثُمَّ تَعَزَّى يَهُوذَا فَصَعِدَ إِلَى جُزَّازِ غَنَمِهِ إِلَى تِمْنَةَ هُوَ وَحِيرَةُ صَاحِبُهُ الْعَدُلَّامِيُّ. فَأُخْبِرَتْ ثَامَارُ: «هُوَذَا حَمُوكِ صَاعِدٌ إِلَى تِمْنَةَ لِيَجُزَّ غَنَمَهُ». فَخَلَعَتْ عَنْهَا ثِيَابَ تَرَمُّلِهَا وَتَغَطَّتْ بِبُرْقُعٍ وَتَلَفَّفَتْ وَجَلَسَتْ فِي مَدْخَلِ عَيْنَايِمَ الَّتِي عَلَى طَرِيقِ تِمْنَةَ - لأَنَّهَا رَأَتْ أَنَّ شِيلَةَ قَدْ كَبِرَ وَهِيَ لَمْ تُعْطَ لَهُ زَوْجَةً. فَنَظَرَهَا يَهُوذَا وَحَسِبَهَا زَانِيَةً لأَنَّهَا كَانَتْ قَدْ غَطَّتْ وَجْهَهَا. فَمَالَ إِلَيْهَا عَلَى الطَّرِيقِ وَقَالَ: «هَاتِي أَدْخُلْ عَلَيْكِ». لأَنَّهُ لَمْ يَعْلَمْ أَنَّهَا كَنَّتُهُ. فَقَالَتْ: «مَاذَا تُعْطِينِي لِكَيْ تَدْخُلَ عَلَيَّ؟»
 فَقَالَ: «إِنِّي أُرْسِلُ جَدْيَ مِعْزَى مِنَ الْغَنَمِ». فَقَالَتْ: «هَلْ تُعْطِينِي رَهْناً حَتَّى تُرْسِلَهُ؟» فَقَالَ: «مَا الرَّهْنُ الَّذِي أُعْطِيكِ؟» فَقَالَتْ: «خَاتِمُكَ وَعِصَابَتُكَ وَعَصَاكَ الَّتِي فِي يَدِكَ». فَأَعْطَاهَا وَدَخَلَ عَلَيْهَا. فَحَبِلَتْ مِنْهُ. ثُمَّ قَامَتْ وَمَضَتْ وَخَلَعَتْ عَنْهَا بُرْقُعَهَا وَلَبِسَتْ ثِيَابَ تَرَمُّلِهَا. فَأَرْسَلَ يَهُوذَا جَدْيَ الْمِعْزَى بِيَدِ صَاحِبِهِ الْعَدُلَّامِيِّ لِيَأْخُذَ الرَّهْنَ مِنْ يَدِ الْمَرْأَةِ فَلَمْ يَجِدْهَا. فَسَأَلَ أَهْلَ مَكَانِهَا: «أَيْنَ الزَّانِيَةُ الَّتِي كَانَتْ فِي عَيْنَايِمَ عَلَى الطَّرِيقِ؟»
فَقَالُوا: «لَمْ تَكُنْ هَهُنَا زَانِيَةٌ». فَرَجَعَ إِلَى يَهُوذَا وَقَالَ: «لَمْ أَجِدْهَا. وَأَهْلُ الْمَكَانِ أَيْضاً قَالُوا: لَمْ تَكُنْ هَهُنَا زَانِيَةٌ». فَقَالَ يَهُوذَا: «لِتَأْخُذْ لِنَفْسِهَا لِئَلَّا نَصِيرَ إِهَانَةً. إِنِّي قَدْ أَرْسَلْتُ هَذَا الْجَدْيَ وَأَنْتَ لَمْ تَجِدْهَا». وَلَمَّا كَانَ نَحْوُ ثَلاَثَةِ أَشْهُرٍ أُخْبِرَ يَهُوذَا وَقِيلَ لَهُ: «قَدْ زَنَتْ ثَامَارُ كَنَّتُكَ. وَهَا هِيَ حُبْلَى أَيْضاً مِنَ الزِّنَا». فَقَالَ يَهُوذَا: «أَخْرِجُوهَا فَتُحْرَقَ». أَمَّا هِيَ فَلَمَّا أُخْرِجَتْ أَرْسَلَتْ إِلَى حَمِيهَا قَائِلَةً: «مِنَ الرَّجُلِ الَّذِي هَذِهِ لَهُ أَنَا حُبْلَى!»
وَقَالَتْ: «حَقِّقْ لِمَنِ الْخَاتِمُ وَالْعِصَابَةُ وَالْعَصَا هَذِهِ». فَتَحَقَّقَهَا يَهُوذَا وَقَالَ: «هِيَ أَبَرُّ مِنِّي لأَنِّي لَمْ أُعْطِهَا لِشِيلَةَ ابْنِي». فَلَمْ يَعُدْ يَعْرِفُهَا أَيْضاً. وَفِي وَقْتِ وِلاَدَتِهَا إِذَا فِي بَطْنِهَا تَوْأَمَانِ." تكوين 38/12--
ما حكم المخصي في الكتاب المقدس ؟؟
سفر التثنية 23 :1- 4 " لا يَدْخُل مَخْصِيٌّ بِالرَّضِّ أَوْ مَجْبُوبٌ فِي جَمَاعَةِ الرَّبِّ. لا يَدْخُلِ ابْنُ زِنىً فِي جَمَاعَةِ الرَّبِّ. حَتَّى الجِيلِ العَاشِرِ لا يَدْخُل مِنْهُ أَحَدٌ فِيجَمَاعَةِ الرَّبِّ. لا يَدْخُل عَمُّونِيٌّ وَلا مُوآبِيٌّ فِي جَمَاعَةِ الرَّبِّ. حَتَّى الجِيلِ العَاشِرِ لا يَدْخُل مِنْهُمْ أَحَدٌ فِي جَمَاعَةِ الرَّبِّ إِلى الأَبَدِ مِنْ أَجْلِ أَنَّهُمْ لمْ يُلاقُوكُمْ بِالخُبْزِ وَالمَاءِ فِي الطَّرِيقِ عِنْدَ خُرُوجِكُمْ مِنْ مِصْرَ ".والسؤال : كيف سيعرفون أنه مخصى ؟
ولكن
جاء عن الترغيب في الخصي لكسب ملكوت السموات في ( متى 19 : 11-15) : " فقال لهم ليس الجميع يقبلون هذا الكلام بل الذين أعطي لهم. لانه يوجد خصيان ولدوا هكذا من بطون امهاتهم ويوجد خصيان خصاهم الناس.ويوجد خصيان خصوا انفسهم لاجل ملكوت السموات.من استطاع ان يقبل فليقبل حينئذ قدم اليه اولاد لكي يضع يديه عليهم ويصلّي.فانتهرهم التلاميذ اما يسوع فقال دعوا الاولاد يأتون اليّ ولا تمنعوهم لان لمثل هؤلاء ملكوت السموات فوضع يديه عليهم ومضى من هناك .
    ثامنا : لاَ تَسْرِقْ."خروج - 20 / 15
كان يكفى هذا النهى لينتهى بنوا إسرائيل عن السرقة  ومع هذا أكدوا على هذا النهى فى اكثر من موضع منها :1- لاَ تَغْصِبْ قَرِيبَكَ وَلاَ تَسْلِبْ وَلاَ تَبِتْ أُجْرَةُ أَجِيرٍ عِنْدَكَ إِلَى الْغَدِ." لاويين 19 :13 "«
الا انهم سرعان ما نقضوا كل ما سبق فقالوا فى اكثر من موضع :
1- "بَلْ تَطْلُبُ كُلُّ امْرَأَةٍ مِنْ جَارَتِهَا وَمِنْ نَزِيلَةِ بَيْتِهَا أَمْتِعَةَ فِضَّةٍ وَأَمْتِعَةَ ذَهَبٍ وَثِيَاباً وَتَضَعُونَهَا عَلَى بَنِيكُمْ وَبَنَاتِكُمْ. فَتَسْلِبُونَ الْمِصْرِيِّينَ»."
خروج 3 :22
2-"وَفَعَلَ بَنُو إِسْرَائِيلَ بِحَسَبِ قَوْلِ مُوسَى. طَلَبُوا مِنَ الْمِصْرِيِّينَ أَمْتِعَةَ فِضَّةٍ وَأَمْتِعَةَ ذَهَبٍ وَثِيَاباً. وَأَعْطَى الرَّبُّ نِعْمَةً لِلشَّعْبِ فِي عُِيُونِ الْمِصْرِيِّينَ حَتَّى أَعَارُوهُمْ. فَسَلَبُوا الْمِصْرِيِّينَ." خروج 12 :35-36
3-"وَإِذْ قَرُبَ مِنْ بَيْتِ فَاجِي وَبَيْتِ عَنْيَا عِنْدَ الْجَبَلِ الَّذِي يُدْعَى جَبَلَ الزَّيْتُونِ أَرْسَلَ اثْنَيْنِ مِنْ تَلاَمِيذِهِ قَائِلاً: «اِذْهَبَا إِلَى الْقَرْيَةِ الَّتِي أَمَامَكُمَا وَحِينَ تَدْخُلاَنِهَا تَجِدَانِ جَحْشاً مَرْبُوطاً لَمْ يَجْلِسْ عَلَيْهِ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ قَطُّ. فَحُلاَّهُ وَأْتِيَا بِهِ. وَإِنْ سَأَلَكُمَا أَحَدٌ: لِمَاذَا تَحُلاَّنِهِ؟ فَقُولاَ لَهُ: إِنَّ الرَّبَّ مُحْتَاجٌ إِلَيْهِ». فَمَضَى الْمُرْسَلاَنِ وَوَجَدَا كَمَا قَالَ لَهُمَا. وَفِيمَا هُمَا يَحُلاَّنِ الْجَحْشَ قَالَ لَهُمَا أَصْحَابُهُ: «لِمَاذَا تَحُلاَّنِ الْجَحْشَ؟» فَقَالاَ: «الرَّبُّ مُحْتَاجٌ إِلَيْهِ»" لوقا 19 :29-34
تاسعا : -لاَ تَشْهَدْ عَلَى قَرِيبِكَ شَهَادَةَ زُورٍ.
فى هذه الوصية النهي عن شهادة الزور والكذب
1- "لاَ تَشْهَدْ عَلَى قَرِيبِكَ شَهَادَةَ زُورٍ." خروج 20 :16
2- كَرَاهَةُ الرَّبِّ شَفَتَا كَذِبٍ أَمَّا الْعَامِلُونَ بِالصِّدْقِ فَرِضَاهُ. " أمثال 12 :22 "
 
ولكنهم نقضوا هذا فقالوا :
1- وَالآنَ هُوَذَا قَدْ جَعَلَ الرَّبُّ رُوحَ كَذِبٍ فِي أَفْوَاهِ جَمِيعِ أَنْبِيَائِكَ هَؤُلاَءِ، وَالرَّبُّ تَكَلَّمَ عَلَيْكَ بِشَرٍّ." ملوك الأول 22 :23 "
2-"وَلأَجْلِ هَذَا سَيُرْسِلُ إِلَيْهِمُ اللهُ عَمَلَ الضَّلاَلِ، حَتَّى يُصَدِّقُوا الْكَذِبَ،" تسالونيكي الثانية  2:11
3-"فَأَخَذَتِ الْمَرْأَةُ الرَّجُلَيْنِ وَخَبَّأَتْهُمَا وَقَالَتْ: «نَعَمْ جَاءَ إِلَيَّ الرَّجُلاَنِ وَلَمْ أَعْلَمْ مِنْ أَيْنَ هُمَا. وَكَانَ نَحْوَ انْغِلاَقِ الْبَابِ فِي الظَّلاَمِ أَنَّهُمَا خَرَجَا. لَسْتُ أَعْلَمُ أَيْنَ ذَهَبَا. اسْعُوا سَرِيعاً وَرَاءَهُمَا حَتَّى تُدْرِكُوهُمَا». وَأَمَّا هِيَ فَأَطْلَعَتْهُمَا عَلَى السَّطْحِ وَوَارَتْهُمَا بَيْنَ عِيدَانِ كَتَّانٍ لَهَا مُنَضَّدَةً عَلَى السَّطْحِ." يشوع 2 :4-6
4- "كَذَلِكَ رَاحَابُ الّزَانِيَةُ أَيْضاً، أَمَا تَبَرَّرَتْ بِالأَعْمَالِ، إِذْ قَبِلَتِ الرُّسُلَ وَأَخْرَجَتْهُمْ فِي طَرِيقٍ آخَرَ؟" رسالة يعقوب 2 :25
عاشرا : لاَ تَشْتَهِ بَيْتَ قَرِيبِكَ. لاَ تَشْتَهِ امْرَأَةَ قَرِيبِكَ، وَلاَ عَبْدَهُ، وَلاَ أَمَتَهُ، وَلاَ ثَوْرَهُ، وَلاَ حِمَارَهُ، وَلاَ شَيْئًا مِمَّا لِقَرِيبِكَ».
إن بين سطورالكتاب المقدس العديد من القصص التى تثبت انهم لم يلتزموا بهذه الوصية فكثيرا ما استحلوا حرمات اخوانهم واخواتهم ناهيك عما فعلوه مع الأخرين من الأمم الأخرى ونكتفى بذكر حادثة واحدة جاء ذكرها فى سفر صموئيل الثانى الإصحاح الثالث عشر نذكرها كما جاءت وأترك لك عزيزى القارئ التعليق عليها :
- 1 وَجَرَى بَعْدَ ذلِكَ أَنَّهُ كَانَ لأَبْشَالُومَ بْنِ دَاوُدَ أُخْتٌ جَمِيلَةٌ اسْمُهَا ثَامَارُ، فَأَحَبَّهَا أَمْنُونُ بْنُ     دَاوُدَ. 2وَأُحْصِرَ أَمْنُونُ لِلسُّقْمِ مِنْ أَجْلِ ثَامَارَ أُخْتِهِ لأَنَّهَا كَانَتْ عَذْرَاءَ، وَعَسُرَ فِي عَيْنَيْ أَمْنُونَ    أَنْ يَفْعَلَ لَهَا شَيْئًا. 3وَكَانَ لأَمْنُونَ صَاحِبٌ اسْمُهُ يُونَادَابُ بْنُ شِمْعَى أَخِي دَاوُدَ. وَكَانَ يُونَادَابُ رَجُلاً حَكِيمًا جِدًّا. 4فَقَالَ لَهُ: «لِمَاذَا يَا ابْنَ الْمَلِكِ أَنْتَ ضَعِيفٌ هكَذَا مِنْ صَبَاحٍ إِلَى صَبَاحٍ؟ أَمَا تُخْبِرُنِي؟» فَقَالَ لَهُ أَمْنُونُ: «إِنِّي أُحِبُّ ثَامَارَ أُخْتَ أَبْشَالُومَ أَخِي».
- 5فَقَالَ يُونَادَابُ: «اضْطَجعْ عَلَى سَرِيرِكَ وَتَمَارَضْ. وَإِذَا جَاءَ أَبُوكَ لِيَرَاكَ فَقُلْ لَهُ: دَعْ ثَامَارَ أُخْتِي فَتَأْتِيَ وَتُطْعِمَنِي خُبْزًا، وَتَعْمَلَ أَمَامِي الطَّعَامَ لأَرَى فَآكُلَ مِنْ يَدِهَا». 6فَاضْطَجَعَ أَمْنُونُ وَتَمَارَضَ، فَجَاءَ الْمَلِكُ لِيَرَاهُ. فَقَالَ أَمْنُونُ لِلْمَلِكِ: «دَعْ ثَامَارَ أُخْتِي فَتَأْتِيَ وَتَصْنَعَ أَمَامِي كَعْكَتَيْنِ فَآكُلَ مِنْ يَدِهَا». 7فَأَرْسَلَ دَاوُدُ إِلَى ثَامَارَ إِلَى الْبَيْتِ قَائِلاً: «اذْهَبِي إِلَى بَيْتِ أَمْنُونَ أَخِيكِ وَاعْمَلِي لَهُ طَعَامًا». 8فَذَهَبَتْ ثَامَارُ إِلَى بَيْتِ أَمْنُونَ أَخِيهَا وَهُوَ مُضْطَجِعٌ. وَأَخَذَتِ الْعَجِينَ وَعَجَنَتْ وَعَمِلَتْ كَعْكًا أَمَامَهُ وَخَبَزَتِ الْكَعْكَ،
- 9وَأَخَذَتِ الْمِقْلاَةَ وَسَكَبَتْ أَمَامَهُ، فَأَبَى أَنْ يَأْكُلَ. وَقَالَ أَمْنُونُ: «أَخْرِجُوا كُلَّ إِنْسَانٍ عَنِّي». فَخَرَجَ كُلُّ إِنْسَانٍ عَنْهُ. 10ثُمَّ قَالَ أَمْنُونُ لِثَامَارَ: «ايتِي بِالطَّعَامِ إِلَى الْمِخْدَعِ فَآكُلَ مِنْ يَدِكِ». فَأَخَذَتْ ثَامَارُ الْكَعْكَ الَّذِي عَمِلَتْهُ وَأَتَتْ بِهِ أَمْنُونَ أَخَاهَا إِلَى الْمِخْدَعِ. 11وَقَدَّمَتْ لَهُ لِيَأْكُلَ، فَأَمْسَكَهَا وَقَالَ لَهَا: «تَعَالَيِ اضْطَجِعِي مَعِي يَا أُخْتِي». 12فَقَالَتْ لَهُ: «لاَ يَا أَخِي، لاَ تُذِلَّنِي لأَنَّهُ   لاَ يُفْعَلُ هكَذَا فِي إِسْرَائِيلَ. لاَ تَعْمَلْ هذِهِ الْقَبَاحَةَ. 13أَمَّا أَنَا فَأَيْنَ أَذْهَبُ بِعَارِي؟ وَأَمَّا أَنْتَ فَتَكُونُ كَوَاحِدٍ مِنَ السُّفَهَاءِ فِي إِسْرَائِيلَ! وَالآنَ كَلِّمِ الْمَلِكَ لأَنَّهُ لاَ يَمْنَعُنِي مِنْكَ». 14فَلَمْ يَشَأْ أَنْ يَسْمَعَ لِصَوْتِهَا، بَلْ تَمَكَّنَ مِنْهَا وَقَهَرَهَا وَاضْطَجَعَ مَعَهَا.
- 15ثُمَّ أَبْغَضَهَا أَمْنُونُ بُغْضَةً شَدِيدَةً جِدًّا، حَتَّى إِنَّ الْبُغْضَةَ الَّتِي أَبْغَضَهَا إِيَّاهَا كَانَتْ أَشَدَّ مِنَ الْمَحَبَّةِ الَّتِي أَحَبَّهَا إِيَّاهَا. وَقَالَ لَهَا أَمْنُونُ: «قُومِي انْطَلِقِي». 16فَقَالَتْ لَهُ: «لاَ سَبَبَ! هذَا الشَّرُّ بِطَرْدِكَ إِيَّايَ هُوَ أَعْظَمُ مِنَ الآخَرِ الَّذِي عَمِلْتَهُ بِي». فَلَمْ يَشَأْ أَنْ يَسْمَعَ لَهَا، 17بَلْ دَعَا غُلاَمَهُ الَّذِي كَانَ يَخْدِمُهُ وَقَالَ: «اطْرُدْ هذِهِ عَنِّي خَارِجًا وَأَقْفِلِ الْبَابَ وَرَاءَهَا».
- 18وَكَانَ عَلَيْهَا ثَوْبٌ مُلوَّنٌ، لأَنَّ بَنَاتِ الْمَلِكِ الْعَذَارَى كُنَّ يَلْبَسْنَ جُبَّاتٍ مِثْلَ هذِهِ. فَأَخْرَجَهَا خَادِمُهُ إِلَى الْخَارِجِ وَأَقْفَلَ الْبَابَ وَرَاءَهَا. 19فَجَعَلَتْ ثَامَارُ رَمَادًا عَلَى رَأْسِهَا، وَمَزَّقَتِ الثَّوْبَ الْمُلَوَّنَ الَّذِي عَلَيْهَا، وَوَضَعَتْ يَدَهَا عَلَى رَأْسِهَا وَكَانَتْ تَذْهَبُ صَارِخَةً.
-  20فَقَالَ لَهَا أَبْشَالُومُ أَخُوهَا: «هَلْ كَانَ أَمْنُونُ أَخُوكِ مَعَكِ؟ فَالآنَ يَا أُخْتِي اسْكُتِي. أَخُوكِ هُوَ. لاَ تَضَعِي قَلْبَكِ عَلَى هذَا الأَمْرِ». فَأَقَامَتْ ثَامَارُ مُسْتَوْحِشَةً فِي بَيْتِ أَبْشَالُومَ أَخِيهَا. 21وَلَمَّا سَمِعَ الْمَلِكُ دَاوُدُ بِجَمِيعِ هذِهِ الأُمُورِ اغْتَاظَ جِدًّا. 22وَلَمْ يُكَلِّمْ أَبْشَالُومُ أَمْنُونَ بِشَرّ وَلاَ بِخَيْرٍ، لأَنَّ أَبْشَالُومَ أَبْغَضَ أَمْنُونَ مِنْ أَجْلِ أَنَّهُ أَذَلَّ ثَامَارَ أُخْتَهُ.
                           ثالثا : إختلافات واضحة للعيان
فى هذه الفقرة نأتى بالعديد من المتناقضات الواضحة للعيان والتى ليست فى حاجة إلى شرح أو توضيح أو تعليق  نضعها أمام من يعتقدون بقدسية الكتاب المقدس ويزعمون أنه من عند الله وبدلا من الدخول فى جدال هل هو من عند الله أم لا فيكفى أن نعرض تلك المتناقضات ونضعها أمام أعينهم من باب ( معذرة إلى ربكم ولعلهم يتقون ) ومن باب ( لعلهم يتقون أو يحدث لهم ذكرا ) لأنه ليس من المنطقى أن ينزل الله جل وعلا فى كتاب واحد معلومات ناقصة أو متناقضة أو يخالف بعضها بعضا والعجيب أنها فى مجالات لا تحتمل أكثر من تأويل وحتى لا أطيل عليك فى المقدمة فإليك عزيزى القارئ هذه الموضوعات تاركا لك الرأى الأخير .
1- خلق الكون :
 
هنالك روايتان عن خلق الكون وردتا متناقضتين في سفر التكوين تبدأ الأولى في الاصحاح  1 :1 وتنتهي بالاصحاح 2: 3،والتى تتحدث عن الخلق فتبدأ : بالسموات والأرض ثم الليل والنهار ثم النباتات والشمس والقمر  يليهما المخلوقات البحرية ثم الحيوانات البرية  وتنتهى بخلق الرجل والمراة معا فى آن واحد .  بينما الرواية الثانية فتبدأ بالاصحاح 2 :4 وتنتهي بالاصحاح 2 :25 وهى تختلف عن الاولى لنقرأ الآن بعض التناقضات في هذه الرواية :
 الترتيب في الرواية الأولى :                                 الترتيب في الرواية الثانية  :
 1)     السماوات والأرض                               1)    الرجل
2)     الضوء (النهار والليل)                             2)     النباتات
3)    النباتات                                             3)    الطيور والحيوانات البرية
4)     الشمس، القمر، النجوم                           4)    المرأة
5)     المخلوقات البحرية والطيور
6)     الحيوانات البرية
7)     الرجل والمرأة في نفس الوقت


 2-  ثم متى خلق الله تعالى النور والظلام ؟
 " وَقَالَ اللهُ: «لِيَكُنْ نُورٌ» فَكَانَ نُورٌ. وَرَأَى اللهُ النُّورَ أَنَّهُ حَسَنٌ. وَفَصَلَ اللهُ بَيْنَ النُّورِ وَالظُّلْمَةِ. وَدَعَا اللهُ النُّورَ نَهَاراً وَالظُّلْمَةُ دَعَاهَا لَيْلاً. وَكَانَ مَسَاءٌ وَكَانَ صَبَاحٌ يَوْماً وَاحِداً." تكوين 1 :3-5
"وَكَانَ مَسَاءٌ وَكَانَ صَبَاحٌ يَوْماً ثَالِثاً. وَقَالَ اللهُ: «لِتَكُنْ أَنْوَارٌ فِي جَلَدِ السَّمَاءِ لِتَفْصِلَ بَيْنَ النَّهَارِ وَاللَّيْلِ وَتَكُونَ لآيَاتٍ وَأَوْقَاتٍ وَأَيَّامٍ وَسِنِينٍ." تكوين 1: 3-14 
3-  : هل غرق فرعون أم نجى ؟؟
فى الإصحاح الرابع عشر من سفر الخروج: " فرجع الماء وغطى مركبات وفرسان جميع جيش فرعون الذى دخل وراءهم فى البحر. لم يبق منهم ولا واحد " خروج 14 /
وفى الإصحاح الخامس عشر من نفس السفر: " تغطيهم اللجج. قد هبطوا فى الأعماق كحجر " وفى تفسير التوراة ما نصه: " ولا سبيل لنا هنا إلى الحكم بغرق فرعون ، إذ لا دلالة عليه فى هذا النبأ  " خروج / 15
 ولا من قول المرنِّم [ مز 78: 53 و 106: 11] وساق المفسرون أربع حجج على عدم غرقه. ومعنى قولهم: إن قول المرنِّم لا يدل على غرقه هو: أن داود ـ عليه السلام
ـ فى ( المزمور 78 والمزمور 106 ) قال كلاماً عن فرعون لا يدل صراحة على غرقه.
ونص 78: 3 هو " أما أعداؤهم فغمرهم البحر " ونص 106: 11 هو " وغطّت المياه مضايقيهم. واحدا منهم لم يبق " هذا عن عدم غرق فرعون.
 وأما عن غرقه ففى ( المزمور 136: 15 ) " ودفع فرعون وقوته فى بحر سوف ؛ لأنه إلى الأبد رحمته " وفى ترجمة أخرى: " أغرق فرعون وجيشه فى البحر الأحمر إلى الأبد رحمته (3) " ومفسرو الزبور ـ وهم أنفسهم الذين صرحوا بعدم غرق فرعون ـ كتبوا عن فرعون: " فإن هذا الأخير قد حاول جهد المستطاع أن يرجع الإسرائيليين إلى عبوديتهم ؛ فما تم له ما أراد ، بل اندحر شر اندحار " انتهى
4- أين مات هارون وأين ارتحل بني اسرائيل بعد موته ؟؟
  "فَصَعِدَ هَارُونُ الكَاهِنُ إِلى جَبَلِ هُورٍ حَسَبَ قَوْلِ الرَّبِّ وَمَاتَ هُنَاكَ فِي السَّنَةِ الأَرْبَعِينَ لِخُرُوجِ بَنِي إِسْرَائِيل مِنْ أَرْضِ مِصْرَ في الشَّهْرِ الخَامِسِ فِي الأَوَّلِ مِنَ الشَّهْرِ. وَكَانَ هَارُونُ ابْنَ مِئَةٍ وثَلاثٍ وَعِشْرِينَ سَنَةً حِينَ مَاتَ فِي جَبَلِ هُورٍ. وَسَمِعَ الكَنْعَانِيُّ مَلِكُ عَرَادَ وَهُوَ سَاكِنٌ فِي الجَنُوبِ فِي أَرْضِ كَنْعَانَ بِمَجِيءِ بَنِي إِسْرَائِيل. ثُمَّ ارْتَحَلُوا مِنْ جَبَلِ هُورٍ وَنَزَلُوا فِي صَلمُونَةَ. ثُمَّ ارْتَحَلُوا مِنْ صَلمُونَةَ وَنَزَلُوا فِي فُونُونَ. ثُمَّ ارْتَحَلُوا مِنْ فُونُونَ وَنَزَلُوا فِي أُوبُوتَ." عدد 33 :38-42
"(وَبَنُو إِسْرَائِيل ارْتَحَلُوا مِنْ آبَارِ بَنِي يَعْقَانَ إِلى مُوسِيرَ. هُنَاكَ مَاتَ هَارُونُ وَهُنَاكَ دُفِنَ. فَكَهَنَ أَلِعَازَارُ ابْنُهُ عِوَضاً عَنْهُ. مِنْ هُنَاكَ ارْتَحَلُوا إِلى الجِدْجَادِ وَمِنَ الجِدْجَادِ إِلى يُطْبَاتَ أَرْضِ أَنْهَارِ مَاءٍ." تثنية 10 :6-7
هل أخذ موسى الدم أم نصفه ؟؟ وهل رش به المذبح والشعب ام الشعب والكتاب ؟؟
ففى سفر الخروج :" فأخذ موسى نصف الدم ووضعه في الطسوس.ونصف الدم رشّه على المذبح ". خروج 24:6 
أما فى الرسالة إلى العبرانيين :" لان موسى بعدما كلم جميع الشعب بكل وصية بحسب الناموس اخذ دم العجول والتيوس مع ماء وصوفا قرمزيا وزوفا ورشّ الكتاب نفسه وجميع الشعب ".عبرانيين 9 / 19 -21
5- كم سنة مكث العبرانيون في مصر ؟
 لأنهم قالوا :  "فَقَالَ لأَبْرَامَ: «اعْلَمْ يَقِيناً أَنَّ نَسْلَكَ سَيَكُونُ غَرِيباً فِي أَرْضٍ لَيْسَتْ لَهُمْ وَيُسْتَعْبَدُونَ لَهُمْ فَيُذِلُّونَهُمْ أَرْبَعَ مِئَةِ سَنَةٍ." تكوين 15 :13
"وَتَكَلَّمَ اللهُ هَكَذَا: أَنْ يَكُونَ نَسْلُهُ مُتَغَرِّباً فِي أَرْضٍ غَرِيبَةٍ فَيَسْتَعْبِدُوهُ وَيُسِيئُوا إِلَيْهِ أَرْبَعَ مِئَةِ سَنَةٍ " أعمال الرسل 7/6
وإذا بهم يقولون : "وَأَمَّا إِقَامَةُ بَنِي إِسْرَائِيلَ الَّتِي أَقَامُوهَا فِي مِصْرَ فَكَانَتْ أَرْبَعَ مِئَةٍ وَثَلاَثِينَ سَنَةً."خروج 12 / 40
6- هل قام داود بالاحصاء، بأمر الرب أم باغواء من الشيطان ؟
أنظر إلى تلك العبارة :  "وَعَادَ فَحَمِيَ غَضَبُ الرَّبِّ عَلَى إِسْرَائِيلَ فَأَهَاجَ عَلَيْهِمْ دَاوُدَ قَائِلاً: «امْضِ وَأَحْصِ إِسْرَائِيلَ وَيَهُوذَا»." صموئيل الثاني 24 :1
ولكنهم قالوا فى موضع أخر : " َوَقَفَ الشَّيْطَانُ ضِدَّ إِسْرَائِيلَ وَأَغْوَى دَاوُدَ لِيُحْصِيَ إِسْرَائِيلَ." أخبار الأيام الأول 21 :1
7- كم كانت نتيجة الاحصاء ؟
 هذا هو الإحصاء الأول : "فَدَفَعَ يُوآبُ جُمْلَةَ عَدَدِ الشَّعْبِ إِلَى دَاوُدَ, فَكَانَ كُلُّ إِسْرَائِيلَ مِلْيُوناً وَمِئَةَ أَلْفِ رَجُلٍ مُسْتَلِّي السَّيْفِ وَيَهُوذَا أَرْبَعَ مِئَةٍ وَسَبْعِينَ أَلْفَ رَجُلٍ مُسْتَلِّي السَّيْفِ, وَأَمَّا لاَوِي وَبِنْيَامِينُ فَلَمْ يَعُدَّهُمْ مَعَهُمْ لأَنَّ كَلاَمَ الْمَلِكِ كَانَ مَكْرُوهاً لَدَى يُوآبَ." أخبار الأيام الأول 21: 5–6
ثم فى الإحصاء الثانى : "فَدَفَعَ يُوآبُ جُمْلَةَ عَدَدِ الشَّعْبِ إِلَى الْمَلِكِ، فَكَانَ إِسْرَائِيلُ ثَمَانَ مِئَةِ أَلْفِ رَجُلٍ ذِي بَأْسٍ مُسْتَلِّ السَّيْفِ، وَرِجَالُ يَهُوذَا خَمْسَ مِئَةِ أَلْفِ رَجُلٍ." صموئيل الثاني 24 :9
8- هل كان داود بمفرده ؟
 فى العهد القديم قالوا :  "فَجَاءَ دَاوُدُ إِلَى نُوبٍ إِلَى أَخِيمَالِكَ الْكَاهِنِ. فَاضْطَرَبَ أَخِيمَالِكُ عِنْدَ لِقَاءِ دَاوُدَ وَقَالَ لَهُ: «لِمَاذَا أَنْتَ وَحْدَكَ وَلَيْسَ مَعَكَ أَحَدٌ؟»" صموئيل الأول 21 :1
إلا أنهم فى العهد الجديد يقولون : " فَقَالَ لَهُمْ: «أَمَا قَرَأْتُمْ قَطُّ مَا فَعَلَهُ دَاوُدُ حِينَ احْتَاجَ وَجَاعَ هُوَ وَالَّذِينَ مَعَهُ كَيْفَ دَخَلَ بَيْتَ اللَّهِ فِي أَيَّامِ أَبِيَاثَارَ رَئِيسِ الْكَهَنَةِ وَأَكَلَ خُبْزَ التَّقْدِمَةِ الَّذِي لاَ يَحِلُّ أَكْلُهُ إلاَّ لِلْكَهَنَةِ وَأَعْطَى الَّذِينَ كَانُوا مَعَهُ أَيْضاً؟»" مرقس 2 :25-27
 9- اختلاف في أسماء المدن .
 اختلف النساخ فى اسماء المدن التى احضر داود منها النحاس فقالوا فى سفر صموئيل :  "وَمِنْ بَاطِحَ وَمِنْ بِيرَوَثَايَ مَدِينَتَيْ هَدَدَ عَزَرَ أَخَذَ الْمَلِكُ دَاوُدُ نُحَاساً كَثِيراً جِدّاً." صموئيل الثاني 8 :8
أما فى سفر اخبار الأيام الأول قالوا : "وَمِنْ طَبْحَةَ وَخُونَ مَدِينَتَيْ هَدَدَ عَزَرَ أَخَذَ دَاوُدُ نُحَاساً كَثِيراً جِدّاً صَنَعَ مِنْهُ سُلَيْمَانُ بَحْرَ النُّحَاسِ وَالأَعْمِدَةَ وَآنِيَةَ النُّحَاسِ. " أخبار الأيام الأول 18 :8
 وثمة اختلاف أخر في الأسماء :
 
1- "فَأَرْسَلَ تُوعِي يُورَامَ ابْنَهُ إِلَى الْمَلِكِ دَاوُدَ لِيَسْأَلَ عَنْ سَلاَمَتِهِ وَيُبَارِكَهُ لأَنَّهُ حَارَبَ هَدَدَ عَزَرَ وَضَرَبَهُ، لأَنَّ هَدَدَ عَزَرَ كَانَتْ لَهُ حُرُوبٌ مَعَ تُوعِي. وَكَانَ بِيَدِهِ آنِيَةُ فِضَّةٍ وَآنِيَةُ ذَهَبٍ وَآنِيَةُ نُحَاسٍ." صموئيل الثاني 8 :10
2-"فَأَرْسَلَ هَدُورَامَ ابْنَهُ إِلَى الْمَلِكِ دَاوُدَ لِيَسْأَلَ عَنْ سَلاَمَتِهِ وَيُبَارِكَهُ, لأَنَّهُ حَارَبَ هَدَدَ عَزَرَ وَضَرَبَهُ. (لأَنَّ هَدَدَ عَزَرَ كَانَتْ لَهُ حُرُوبٌ مَعَ تُوعُوَ). وَبِيَدِهِ جَمِيعُ آنِيَةِ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالنُّحَاسِ. " أخبار الأيام الأول 18 :10
1-"وَصَادُوقُ بْنُ أَخِيطُوبَ وَأَخِيمَالِكُ بْنُ أَبِيَاثَارَ كَاهِنَيْنِ، وَسَرَايَا كَاتِباً"
صموئيل الثاني 8 :17
2-"وَصَادُوقُ بْنُ أَخِيطُوبَ وَأَبِيمَالِكُ بْنُ أَبِيَاثَارَ كَاهِنَيْنِ, وَشَوْشَا كَاتِباً" أخبار الأيام الأول 18 :16
 وكذا اختلاف في أسماء الأمم :
 1- مِنْ أَرَامَ وَمِنْ مُوآبَ وَمِنْ بَنِي عَمُّونَ وَمِنَ الْفِلِسْطِينِيِّينَ وَمِنْ عَمَالِيقَ وَمِنْ غَنِيمَةِ هَدَدَ عَزَرَ بْنِ رَحُوبَ مَلِكِ صُوبَةَ." صموئيل الثاني 8 :12 "
2-"هَذِهِ أَيْضاً قَدَّسَهَا الْمَلِكُ دَاوُدُ لِلرَّبِّ مَعَ الْفِضَّةِ وَالذَّهَبِ الَّذِي أَخَذَهُ مِنْ كُلِّ الأُمَمِ مِنْ: أَدُومَ وَمِنْ مُوآبَ وَمِنْ بَنِي عَمُّونَ وَمِنَ الْفِلِسْطِينِيِّينَ وَمِنْ عَمَالِيقَ." أخبار الأيام الأول 18 :11
وكذا اختلاف فى تاريخ لا ينبغى الاختلاف فيه :
1-وَاجْتَاحَ مَلِكُ أَشُورَ أَرْضَ إِسْرَائِيلَ، وَحَاصَرَ السَّامِرَةَ ثَلاَثَ سَنَوَاتٍ. 6وَفِي السَّنَةِ التَّاسِعَةِ    مِنْ حُكْمِ هُوشَعَ سَقَطَتِ السَّامِرَةُ، " ملوك ثان 17 /65
2- وَفِي السَّنَةِ الرَّابِعَةِ لِحُكْمِ الْمَلِكِ حَزَقِيَّا، الْمُوَافِقَةِ لِلسَّنَةِ السَّابِعَةِ لاِعْتِلاَءِ هُوشَعَ بْنِ أَيْلَةَ        عَرْشَ إِسْرَائِيلَ، زَحَفَ شَلْمَنْأَسَرُ مَلِكُ أَشُورَ عَلَى السَّامِرَةِ وَحَاصَرَهَا، 10وَتَمَكَّنَ مِنَ الاسْتِيلاَءِ عَلَيْهَا فِي نِهَايَةِ ثَلاَثِ سَنَوَاتٍ، " ملوك ثان 18 / 9-10
10 -   إختلافات فى أعدادالعائدين من السبي .
- "بَنُو فَحَثَ مُوآبَ مِنْ بَنِي يَشُوعَ وَيُوآبَ أَلْفَانِ وَثَمَانُ مِئَةٍ وَاثْنَا عَشَرَ." عزرا 2 :6
"بَنُو فَحَثَ مُوآبَ مِنْ بَنِي يَشُوعَ وَيُوآبَ أَلْفَانِ وَثَمَانُ مِئَةٍ وَثَمَانِيَةَ عَشَرَ."نحميا 7 :11
  -"بَنُو زَتُّو تِسْعُ مِئَةٍ وَخَمْسَةٌ وَأَرْبَعُونَ." عزرا 2 :8
 "بَنُو زَتُّو ثَمَانُ مِئَةٍ وَخَمْسَةٌ وَأَرْبَعُونَ." نحميا 7 :13
  -"بَنُو عَرْجَدَ أَلْفٌ وَمِئَتَانِ وَاثْنَانِ وَعِشْرُونَ." عزرا 2 :12
 "بَنُو عَزْجَدَ أَلْفَانِ وَثَلاَثُ مِئَةٍ وَاثْنَانِ وَعِشْرُونَ." نحميا 7 :17
 - "بَنُو عَادِينَ أَرْبَعُ مِئَةٍ وَأَرْبَعَةٌ وَخَمْسُونَ." عزرا 2 :15
 "بَنُو عَادِينَ سِتُّ مِئَةٍ وَخَمْسَةٌ وَخَمْسُونَ." نحميا 7 :20
  -"بَنُو حَشُومَ مِئَتَانِ وَثَلاَثَةٌ وَعِشْرُونَ." عزرا 2 :19
 "بَنُو حَشُومَ ثَلاَثُ مِئَةٍ وَثَمَانِيَةٌ وَعِشْرُونَ." نحميا 7 :22
 - "رِجَالُ بَيْتِ إِيلَ وَعَايَ مِئَتَانِ وَثَلاَثَةٌ وَعِشْرُونَ." عزرا 2 :28
 "رِجَالُ بَيْتِ إِيلَ وعَايَ مِئَةٌ وَثَلاَثةٌ وَعِشْرُونَ." نحميا 7 :32
11- من الذي خلف أبيه ؟
  "وَأَخَذَ شَعْبُ الأَرْضِ يَهُوآحَازَ بْنَ يُوشِيَّا وَمَلَّكُوهُ عِوَضاً عَنْ أَبِيهِ فِي أُورُشَلِيمَ. أخبار الأيام الثاني 36 :1
"لأَنَّهُ هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ عَنْ شَلُّومَ بْنِ يُوشِيَّا مَلِكِ يَهُوذَا الْمَالِكِ عِوَضاً عَنْ يُوشِيَّا أَبِيهِ: [الَّذِي خَرَجَ مِنْ هَذَا الْمَوْضِعِ لاَ يَرْجِعُ إِلَيْهِ بَعْدُ. " ارميا 22 :11
12- وماذا عن آحاز ؟؟
-وَفِي السَّنَةِ السَّابِعَةَ عَشْرَةَ مِنْ حُكْمِ فَقْحَ بْنِ رَمَلْيَا، اعْتَلَى آحَازُ بْنُ يُوثَامَ عَرْشَ يَهُوذَا 2وَكَانَ لَهُ مِنَ الْعُمْرِ عِشْرُونَ سَنَةً حِينَ مَلَكَ. وَدَامَ حُكْمُهُ سِتَّ عَشْرَةَ سَنَةً فِي أُورُشَلِيمَ، وَارْتَكَبَ الشَّرَّ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ إِلَهِهِ، عَلَى نَقِيضِ دَاوُدَ أَبِيهِ "
أي أن عمره كان 36 سنة عندما مات وتولى ابنه حزقيا الحكم . ملوك ثان 16 / 1

 -وَفِي السَّنَةِ الثَّالِثَةِ لِحُكْمِ هُوشَعَ بْنِ أَيَلْةَ مَلِكِ إِسْرَائِيلَ، اعْتَلَى حَزَقِيَّا بْنُ آحَازَ عَرْشَ يَهُوذَا، 2وَكَانَ لَهُ مِنَ الْعُمْرِ خَمْسٌ وَعِشْرُونَ سَنَةً حِينَ مَلَكَ، وَدَامَ حُكْمُهُ فِي أُورُشَلِيمَ تِسْعاً وَعِشْرِينَ سَنَةً، وَاسْمُ أُمِّهِ أَبِي ابْنَةُ زَكَرِيَّا "وبذلك كان عمر آحاز 11 عاماً عندما أصبح أباً لحزقيا لأن الأخير تولى الحكم مباشرة بعد موت أبيه !ملوك ثان 18 / 2
13- وكذلك ماذا عن يهورام والد اخزيا ؟؟
--وَكَانَ ابْنَ اثْنَتَيْنِ وَثَلاَثِينَ سَنَةً حِينَ مَلَكَ، وَحَكَمَ ثَمَانِي سَنَوَاتٍ فِي أُورُشَلِيمَ"
أي أن عمره كان 40 سنة عندما تولى ابنه الحكم من بعده ملوك ثان 8 /17
--...فملك أخزيا بن يهورام ملك يهوذا 2 كان أخزيا ابن اثنتين وأربعين سنة حين ملك وملك سنة واحدة في أورشليم واسم أنه عتليا بنت عمري " . أي أن الابن يكبر أبيه بسنتين !اخبار الايام الثانى 22 /1
14- من الذي قتل شاؤل ؟؟
  "فَقَالَ شَاوُلُ لِحَامِلِ سِلاَحِهِ: «اسْتَلَّ سَيْفَكَ وَاطْعَنِّي بِهِ لِئَلَّا يَأْتِيَ هَؤُلاَءِ الْغُلْفُ وَيَطْعَنُونِي وَيُقَبِّحُونِي». فَلَمْ يَشَأْ حَامِلُ سِلاَحِهِ لأَنَّهُ خَافَ جِدّاً. فَأَخَذَ شَاوُلُ السَّيْفَ وَسَقَطَ عَلَيْهِ. وَلَمَّا رَأَى حَامِلُ سِلاَحِهِ أَنَّهُ قَدْ مَاتَ شَاوُلُ, سَقَطَ هُوَ أَيْضاً عَلَى سَيْفِهِ وَمَاتَ مَعَهُ. فَمَاتَ شَاوُلُ وَبَنُوهُ الثَّلاَثَةُ وَحَامِلُ سِلاَحِهِ وَجَمِيعُ رِجَالِهِ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ مَعاً." صموئيل الأول 31 :4-6
" فَقَالَ لِي: قِفْ عَلَيَّ وَاقْتُلْنِي لأَنَّهُ قَدِ اعْتَرَانِيَ الدُّوَارُ لأَنَّ كُلَّ نَفْسِي بَعْدُ فِيَّ. فَوَقَفْتُ عَلَيْهِ وَقَتَلْتُهُ لأَنِّي عَلِمْتُ أَنَّهُ لاَ يَعِيشُ بَعْدَ سُقُوطِهِ، وَأَخَذْتُ الإِكْلِيلَ الَّذِي عَلَى رَأْسِهِ وَالسِّوارَ الَّذِي عَلَى ذِرَاعِهِ وَأَتَيْتُ بِهِمَا إِلَى سَيِّدِي هَهُنَا" صموئيل الثاني 1 :9-10
15- هل كان أرفكشاد والد شالح أم جده ؟؟
 وَعَاشَ أَرْفَكْشَادُ خمسا وَثَلاَثِينَ سَنَةً وَوَلَدَ شَالَحَ." تكوين 11 :12 " 12
"بْنِ سَرُوجَ بْنِ رَعُو بْنِ فَالَجَ بْنِ عَابِرَ بْنِ شَالَحَ بْنِ قِينَانَ بْنِ أَرْفَكْشَادَ بْنِ سَامِ بْنِ نُوحِ بْنِ لاَمَكَ" لوقا 3 :35-36
16- هل كان سيسرا نائما أم واقفا عندما قتلته ياعيل ؟؟
 1- "فَخَرَجَتْ يَاعِيلُ لاِسْتِقْبَالِ سِيسَرَا وَقَالَتْ لَهُ: «مِلْ يَا سَيِّدِي, مِلْ إِلَيَّ. لاَ تَخَفْ». فَمَالَ إِلَيْهَا إِلَى الْخَيْمَةِ وَغَطَّتْهُ بِاللِّحَافِ. فَقَالَ لَهَا: «اسْقِينِي قَلِيلَ مَاءٍ لأَنِّي قَدْ عَطِشْتُ». فَفَتَحَتْ قِرْبَةَ اللَّبَنِ وَأَسْقَتْهُ ثُمَّ غَطَّتْهُ. فَقَالَ لَهَا: «قِفِي بِبَابِ الْخَيْمَةِ, وَيَكُونُ إِذَا جَاءَ أَحَدٌ وَسَأَلَكِ: أَهُنَا رَجُلٌ؟ أَنَّكِ تَقُولِينَ لاَ. فَأَخَذَتْ يَاعِيلُ امْرَأَةُ حَابِرَ وَتَدَ الْخَيْمَةِ وَالْمِطْرَقَةَ فِي يَدِهَا, وَسَارَتْ إِلَيْهِ بِهُدُوءٍ وَضَرَبَتِ الْوَتَدَ فِي صُدْغِهِ فَنَفَذَ إِلَى الأَرْضِ وَهُوَ مُتَثَقِّلٌ فِي النَّوْمِ وَمُتْعَبٌ فَمَاتَ." قضاة 4 :18-21
2-"تُبَارَكُ عَلَى النِّسَاءِ يَاعِيلُ امْرَأَةُ حَابِرَ الْقِينِيِّ. عَلَى النِّسَاءِ فِي الْخِيَامِ تُبَارَكُ. طَلَبَ مَاءً فَأَعْطَتْهُ لَبَناً. فِي قَصْعَةِ الْعُظَمَاءِ قَدَّمَتْ زُبْدَةً. مَدَّتْ يَدَهَا إِلَى الْوَتَدِ وَيَمِينَهَا إِلَى مِضْرَابِ الْعَمَلَةِ, وَضَرَبَتْ سِيسَرَا وَسَحَقَتْ رَأْسَهُ, شَدَّخَتْ وَخَرَّقَتْ صُدْغَهُ. بَيْنَ رِجْلَيْهَا انْطَرَحَ, سَقَطَ اضْطَجَعَ. بَيْنَ رِجْلَيْهَا انْطَرَحَ سَقَطَ. حَيْثُ انْطَرَحَ فَهُنَاكَ سَقَطَ مَقْتُولاً." قضاة 5 :24-27
 17- من الذي أخذ دبير ؟ يشوع أم عثنيئيل ؟؟
 1- " ثُمَّ رَجَعَ يَشُوعُ وَكُلُّ إِسْرَائِيلَ مَعَهُ إِلَى دَبِيرَ وَحَارَبَهَا, وَأَخَذَهَا مَعَ مَلِكِهَا وَكُلِّ مُدُنِهَا, وَضَرَبُوهَا بِحَدِّ السَّيْفِ وَحَرَّمُوا كُلَّ نَفْسٍ بِهَا. لَمْ يُبْقِ شَارِداً. كَمَا فَعَلَ بِحَبْرُونَ كَذَلِكَ فَعَلَ بِدَبِيرَ وَمَلِكِهَا, وَكَمَا فَعَلَ بِلِبْنَةَ وَمَلِكِهَا. فَضَرَبَ يَشُوعُ كُلَّ أَرْضِ الْجَبَلِ وَالْجَنُوبِ وَالسَّهْلِ وَالسُّفُوحِ وَكُلَّ مُلُوكِهَا. لَمْ يُبْقِ شَارِداً, بَلْ حَرَّمَ كُلَّ نَسَمَةٍ كَمَا أَمَرَ الرَّبُّ إِلَهُ إِسْرَائِيلَ. يشوع 10 :38-40
"وَسَارَ مِنْ هُنَاكَ عَلَى سُكَّانِ دَبِيرَ (وَاسْمُ دَبِيرَ قَبْلاً قَرْيَةُ سَفَرٍ). فَقَالَ كَالِبُ: «الَّذِي يَضْرِبُ قَرْيَةَ سَفَرٍ وَيَأْخُذُهَا, أُعْطِيهِ عَكْسَةَ ابْنَتِي امْرَأَةً». فَأَخَذَهَا عُثْنِيئِيلُ بْنُ قَنَازَ أَخُو كَالِبَ الأَصْغَرِ مِنْهُ. فَأَعْطَاهُ عَكْسَةَ ابْنَتَهُ امْرَأَةً. وَكَانَ عِنْدَ دُخُولِهَا أَنَّهَا غَرَّتْهُ بِطَلَبِ حَقْلٍ مِنْ أَبِيهَا. فَنَزَلَتْ عَنِ الْحِمَارِ, فَقَالَ لَهَا كَالِبُ: «مَا لَكِ؟» فَقَالَتْ لَهُ: «أَعْطِنِي بَرَكَةً. لأَنَّكَ أَعْطَيْتَنِي أَرْضَ الْجَنُوبِ فَأَعْطِنِي يَنَابِيعَ مَاءٍ». فَأَعْطَاهَا كَالِبُ الْيَنَابِيعَ الْعُلْيَا وَالْيَنَابِيعَ السُّفْلَى. قضاة 1 :11-15
 18- خمسين شاقل فضة أم ستمائة شاقل ذهب ؟؟
 "فَقَالَ الْمَلِكُ لأَرُونَةَ: «لاَ. بَلْ أَشْتَرِي مِنْكَ بِثَمَنٍ وَلاَ أُصْعِدُ لِلرَّبِّ إِلَهِي مُحْرَقَاتٍ مَجَّانِيَّةً». فَاشْتَرَى دَاوُدُ الْبَيْدَرَ وَالْبَقَرَ بِخَمْسِينَ شَاقِلاً مِنَ الْفِضَّةِ.صموئيل الثاني 24 :24
"فَقَالَ دَاوُدُ لِأُرْنَانَ: «أَعْطِنِي مَكَانَ الْبَيْدَرِ فَأَبْنِيَ فِيهِ مَذْبَحاً لِلرَّبِّ. بِفِضَّةٍ كَامِلَةٍ أَعْطِنِي إِيَّاهُ, فَتَكُفَّ الضَّرْبَةُ عَنِ الشَّعْبِ». فَقَالَ أُرْنَانُ لِدَاوُدَ: «خُذْهُ لِنَفْسِكَ, وَلْيَفْعَلْ سَيِّدِي الْمَلِكُ مَا يَحْسُنُ فِي عَيْنَيْهِ. انْظُرْ. قَدْ أَعْطَيْتُ الْبَقَرَ لِلْمُحْرَقَةِ, وَالنَّوَارِجَ لِلْوَقُودِ, وَالْحِنْطَةَ لِلتَّقْدِمَةِ. الْجَمِيعَ أَعْطَيْتُ». فَقَالَ الْمَلِكُ دَاوُدُ لِأُرْنَانَ: «لاَ! بَلْ شِرَاءً أَشْتَرِيهِ بِفِضَّةٍ كَامِلَةٍ, لأَنِّي لاَ آخُذُ مَا لَكَ لِلرَّبِّ فَأُصْعِدَ مُحْرَقَةً مَجَّانِيَّةً». وَدَفَعَ دَاوُدُ لِأُرْنَانَ عَنِ الْمَكَانِ ذَهَباً وَزْنُهُ سِتُّ مِئَةِ شَاقِلٍ." اخبار الأيام الأول 21 :22-25
 19- كم كان طول العمود ؟؟
 1- "وَصَوَّرَ الْعَمُودَيْنِ مِنْ نُحَاسٍ، طُولُ الْعَمُودِ الْوَاحِدِ ثَمَانِيَةَ عَشَرَ ذِرَاعاً. وَخَيْطٌ اثْنَتَا عَشَرَةَ ذِرَاعاً يُحِيطُ بِالْعَمُودِ الآخَرِ." ملوك الآول 7 :15
2-"وَعَمِلَ أَمَامَ الْبَيْتِ عَمُودَيْنِ طُولُهُمَا خَمْسٌ وَثَلاَثُونَ ذِرَاعاً وَالتَّاجَانِ اللَّذَانِ عَلَى رَأْسَيْهِمَا خَمْسُ أَذْرُعٍ." أخبار الأيام الثاني 3 :15-17
20- كيف هي السماوات في عيني الرب ؟؟
--" رأى الله أن السموات حسنة ". تكوين 1 / 17
تناقض " السموات غير طاهرة بعيني الله ".ايوب 15 / 15
وتناقض " الكواكب غير نقية في عيني الله ". ايوب 25 /5
 21- كم كان عمر أخزيا عندما ملك أورشليم ؟؟
 -- وَكَانَ أَخَزْيَا ابْنَ اثْنَتَيْنِ وَعِشْرِينَ سَنَةً حِينَ مَلَكَ، وَمَلَكَ سَنَةً وَاحِدَةً فِي أُورُشَلِيمَ. وَاسْمُ أُمِّهِ عَثَلْيَا بِنْتُ عُمْرِي مَلِكِ إِسْرَائِيلَ."ملوك الثاني 8 :26
"كَانَ أَخَزْيَا ابْنَ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِينَ سَنَةً حِينَ مَلَكَ وَمَلَكَ سَنَةً وَاحِدَةً فِي أُورُشَلِيمَ وَاسْمُ أُمِّهِ عَثَلْيَا بِنْتُ عُمْرِي." أخبار الأيام الثاني 22 :2
22- الصعود الى السماء
  "وَكَانَ عِنْدَ إِصْعَادِ الرَّبِّ إِيلِيَّا فِي الْعَاصِفَةِ إِلَى السَّمَاءِ أَنَّ إِيلِيَّا وَأَلِيشَعَ ذَهَبَا مِنَ الْجِلْجَالِ." ملوك الثاني 2 :1
"وَلَيْسَ أَحَدٌ صَعِدَ إِلَى السَّمَاءِ إِلاَّ الَّذِي نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ ابْنُ الإِنْسَانِ الَّذِي هُوَ فِي السَّمَاءِ." يوحنا 3 :13
 وليس ها فحسب بل تذكر كتب التوراة التواريخ منذ خلق آدم إلى طوفان نوح فيظهر في كل نسخة تاريخ يختلف عن النسخ الأخرى فتوراة السامرة ذكرت 1307 سنوات وفي العبرانية 1656 سنة وفي النسخة اليونانية 2262 فأيهم اصدق؟ وكذا اختلاف فى أعمار الاشخاص :
23- اختلاف في الأعمار
 - حسب النسخة العبرانية فان آدم قد ولد سنة 130 أما اليونانية فتذكر سنة 230
- حسب النسخة العبرانية فان شيت قد ولد سنة 105 أما اليونانية فتذكر سنة 205
- حسب النسخة العبرانية فان أنوش قد ولد سنة 90 أما اليونانية فتذكر سنة 190
- حسب النسخة العبرانية فان قينان قد ولد سنة 70 أما اليونانية فتذكر سنة 170
- حسب النسخة العبرانية فان مهلائيل قد ولد سنة 65 أما اليونانية فتذكر سنة 165
- حسب النسخة العبرانية فان يارد قد ولد سنة 162 أما اليونانية فتذكر سنة 62
- حسب النسخة العبرانية فان لامك قد ولد سنة 182 أما اليونانية فتذكر سنة 53
 - الزمان من الطوفان حتى ولادة إبراهيم يظهر على الوجه التالي، اليونانية 107 سنة، نسخة السامرة 942 سنة وفي العبرانية 292 سنة فمن منهم نصدق بأنه وحي من الله ؟
 24- اختلاف في أسماء جبال
  في النسخة العبرانية "حِينَ تَعْبُرُونَ الأُرْدُنَّ تُقِيمُونَ هَذِهِ الحِجَارَةَ التِي أَنَا أُوصِيكُمْ بِهَا اليَوْمَ فِي جَبَلِ عِيبَال وَتُكَلِّسُهَا بِالكِلسِ." تثنية 4:27
 أما في نسخة السامرة فورد ( … فانصبوا الحجارة التي أنا أوصيكم في جبل جرزيم)  مع العلم بأن عيبال وجرزيم جبلان مختلفان عيبال في شمال مدينة نابلس وجرزيم جبل في جنوبها ، على الأول يقف يهود ليدعوا بالبركات وعلى الثاني آخرون يدعون باللعنات، فأي الجبلين أصح.
 25- ثلاثة سنين أم سبع سنين ؟
 ذكروا فى سفر صموئيل : "فَأَتَى جَادُ إِلَى دَاوُدَ وَقَالَ لَهُ: «أَتَأْتِي عَلَيْكَ سَبْعُ سِنِي جُوعٍ فِي أَرْضِكَ، أَمْ تَهْرُبُ ثَلاَثَةَ أَشْهُرٍ أَمَامَ أَعْدَائِكَ وَهُمْ يَتْبَعُونَكَ، أَمْ يَكُونُ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ وَبَأٌ فِي أَرْضِكَ؟ فَالآنَ اعْرِفْ وَانْظُرْ مَاذَا أَرُدُّ جَوَاباً عَلَى مُرْسِلِي»." صموئيل الثاني 13:24
أما فى سفر أخبار الأيام الأول قالوا : فَجَاءَ جَادُ إِلَى دَاوُدَ وَقَالَ لَهُ: «هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ: اقْبَلْ لِنَفْسِكَ إِمَّا ثَلاَثَ سِنِينَ جُوعٌ, أَوْ ثَلاَثَةَ أَشْهُرٍ هَلاَكٌ أَمَامَ مُضَايِقِيكَ وَسَيْفُ أَعْدَائِكَ يُدْرِكُكَ, أَوْ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ يَكُونُ فِيهَا سَيْفُ الرَّبِّ وَوَبَأٌ فِي الأَرْضِ, وَمَلاَكُ الرَّبِّ يَعْثُو فِي كُلِّ تُخُومِ إِسْرَائِيلَ. فَانْظُرِ الآنَ مَاذَا أَرُدُّ جَوَاباً لِمُرْسِلِي». " أخبار الأيام الأول 21: 11-12 "
25- فرق في الأعداد أيضا  :
 1- "وَكَانَ الذِينَ مَاتُوا بِالوَبَإِ أَرْبَعَةً وَعِشْرِينَ أَلفاً." عدد 25 :9
2-"وَلاَ نَزْنِ كَمَا زَنَى أُنَاسٌ مِنْهُمْ فَسَقَطَ فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ ثَلاَثَةٌ وَعِشْرُونَ أَلْفاً." كورنثوس الاولى 10 / 8
26-وكذالك هناك اختلاف فى عدد الحيوانات التي أدخلها نوح الى الفلك
فقالوا فى صفر التكوين : "وَمِنْ كُلِّ حَيٍّ مِنْ كُلِّ ذِي جَسَدٍ اثْنَيْنِ مِنْ كُلٍّ تُدْخِلُ إِلَى الْفُلْكِ لِاسْتِبْقَائِهَا مَعَكَ. تَكُونُ ذَكَراً وَأُنْثَى. مِنَ الطُّيُورِ كَأَجْنَاسِهَا وَمِنَ الْبَهَائِمَ كَأَجْنَاسِهَا وَمِنْ كُلِّ دَباَّبَاتِ الأَرْضِ كَأَجْنَاسِهِ. اثْنَيْنِ مِنْ كُلٍّ تُدْخِلُ إِلَيْكَ لِاسْتِبْقَائِهَا." تكوين 6 :19-20
والعجيب انه فى نفس السفر قالوا : "مِنْ جَمِيعِ الْبَهَائِمِ الطَّاهِرَةِ تَأْخُذُ مَعَكَ سَبْعَةً سَبْعَةً ذَكَراً وَأُنْثَى. وَمِنَ الْبَهَائِمِ الَّتِي لَيْسَتْ بِطَاهِرَةٍ اثْنَيْنِ: ذَكَراً وَأُنْثَى. 3وَمِنْ طُيُورِ السَّمَاءِ أَيْضاً سَبْعَةً سَبْعَةً: ذَكَراً وَأُنْثَى. لِاسْتِبْقَاءِ نَسْلٍ عَلَى وَجْهِ كُلِّ الأَرْضِ." تكوين 7 :2-3
ثم عادوا فقالوا : "وَمِنَ الْبَهَائِمِ الطَّاهِرَةِ وَالْبَهَائِمِ الَّتِي لَيْسَتْ بِطَاهِرَةٍ وَمِنَ الطُّيُورِ وَكُلِّ مَا يَدِبُّ عَلَى الأَرْضِ: دَخَلَ اثْنَانِ اثْنَانِ إِلَى نُوحٍ إِلَى الْفُلْكِ ذَكَراً وَأُنْثَى. كَمَا أَمَرَ اللهُ نُوحاً." تكوين 7 :8-9
               
















                                 الباب الخامس 
                    الألفاظ فى الكتاب المقدس  (عرض ونقد)
   " هذه الفاظ الكتاب المقدس . فما رايك ؟ " 
سأعرض عليك عزيزى القار  نصوصا من الكتاب المقدس لترى نزاهة وقدسية الكتاب المقدس وإلى أى مدى يراعى النفس البشرية :
 
1- "وَتَأْكُلُ كَعْكاً مِنَ الشَّعِيرِ. عَلَى الْخُرْءِ الَّذِي يَخْرُجُ مِنَ الإِنْسَانِ تَخْبِزُهُ أَمَامَ عُيُونِهِمْ»." حزقيال 4 :12
2-ويتألف الكتاب المقدس من 66 كتيب (نسخة الملك جيمس) تتضمن 783137 كلمة فيما يلي احصائية بسيطة لافتة للنظر :
 - يتكرر الأمر اقتل 126 مرة في 119 فقرة
-  يتكرر الأمر اذبح 117 مرة في 113 فقرة
-  تتكرر كلمة عدو 107 مرات في 106 فقرات
-  تتكرر فعل اضطجاع 39 مرة
 - تتكرر كلمة زنا 36 مرة في 32 فقرة
- تتكرر كلمة زانية وزاني ومومس 54 مرة في كثير من الفقرات
- تتكرر كلمة كره 87 مرة في 86 فقرة
- تتكرر كلمة القتل بوحشية 9 مرات في كثير من الفقرات
- تتكرر كلمة يبول مرتان في كثير من الفقرات
- تتكرر كلمة ذبح 56 مرة في 55 فقرة
- تتكرر كلمة الحرب 225 مرة في 220 فقرة
3-الشماتة في الكتاب المقدس
 "يَفْرَحُ الصِّدِّيقُ إِذَا رَأَى النَّقْمَةَ. يَغْسِلُ خَطَواتِهِ بِدَمِ الشِّرِّيرِ." المزمور 58 :10
4- استخفاف الكتاب المقدس بالعقول 
 "وَكَانَ بَعْدَهُ شَمْجَرُ بْنُ عَنَاةَ, فَضَرَبَ مِنَ الْفِلِسْطِينِيِّينَ سِتَّ مِئَةِ رَجُلٍ بِمِنْخَسِ الْبَقَرِ. وَهُوَ أَيْضاً خَلَّصَ إِسْرَائِيلَ." قضاة 3 :31
"وَوَجَدَ فَكَّ حِمَارٍ طَرِيّاً, فَأَخَذَهُ وَضَرَبَ بِهِ أَلْفَ رَجُلٍ." قضاة 15 : 15
   5-  تهيؤات  :
  "وَأَنْتَ يَا ابْنَ آدَمَ فَخُذْ لِنَفْسِكَ لِبْنَةً وَضَعْهَا أَمَامَكَ, وَارْسِمْ عَلَيْهَا مَدِينَةَ أُورُشَلِيمَ. 2وَاجْعَلْ عَلَيْهَا حِصَاراً, وَابْنِ عَلَيْهَا بُرْجاً, وَأَقِمْ عَلَيْهَا مِتْرَسَةً, وَاجْعَلْ عَلَيْهَا جُيُوشاً, وَأَقِمْ عَلَيْهَا مَجَانِقَ حَوْلَهَا." حزقيال 4 :1
6- وحشية الكتاب المقدس 
  "«مَتَى أَتَى بِكَ الرَّبُّ إِلهُكَ إِلى الأَرْضِ التِي أَنْتَ دَاخِلٌ إِليْهَا لِتَمْتَلِكَهَا وَطَرَدَ شُعُوباً كَثِيرَةً مِنْ أَمَامِكَ: الحِثِّيِّينَ وَالجِرْجَاشِيِّينَ وَالأَمُورِيِّينَ وَالكَنْعَانِيِّينَ وَالفِرِزِّيِّينَ وَالحِوِّيِّينَ وَاليَبُوسِيِّينَ سَبْعَ شُعُوبٍ أَكْثَرَ وَأَعْظَمَ مِنْكَ وَدَفَعَهُمُ الرَّبُّ إِلهُكَ أَمَامَكَ وَضَرَبْتَهُمْ فَإِنَّكَ تُحَرِّمُهُمْ. لا تَقْطَعْ لهُمْ عَهْداً وَلا تُشْفِقْ عَليْهِمْ  وَلا تُصَاهِرْهُمْ. ابْنَتَكَ لا تُعْطِ لاِبْنِهِ وَابْنَتَهُ لا تَأْخُذْ لاِبْنِكَ. لأَنَّهُ يَرُدُّ ابْنَكَ مِنْ وَرَائِي فَيَعْبُدُ آلِهَةً أُخْرَى فَيَحْمَى غَضَبُ الرَّبِّ عَليْكُمْ وَيُهْلِكُكُمْ سَرِيعاً. وَلكِنْ هَكَذَا تَفْعَلُونَ بِهِمْ: تَهْدِمُونَ مَذَابِحَهُمْ وَتُكَسِّرُونَ أَنْصَابَهُمْ وَتُقَطِّعُونَ سَوَارِيَهُمْ وَتُحْرِقُونَ تَمَاثِيلهُمْ بِالنَّارِ. لأَنَّكَ أَنْتَ شَعْبٌ مُقَدَّسٌ لِلرَّبِّ إِلهِكَ. إِيَّاكَ قَدِ اخْتَارَ الرَّبُّ إِلهُكَ لِتَكُونَ لهُ شَعْباً أَخَصَّ مِنْ جَمِيعِ الشُّعُوبِ الذِينَ عَلى وَجْهِ الأَرْضِ 7ليْسَ مِنْ كَوْنِكُمْ أَكْثَرَ مِنْ سَائِرِ الشُّعُوبِ التَصَقَ الرَّبُّ بِكُمْ وَاخْتَارَكُمْ لأَنَّكُمْ أَقَلُّ مِنْ سَائِرِ الشُّعُوبِ." تثنية 7 :1-7
7- الكتاب المقدس يبرر ما سبق :-
- "وَلكِنَّ الرَّبَّ إِنَّمَا التَصَقَ بِآبَائِكَ لِيُحِبَّهُمْ فَاخْتَارَ مِنْ بَعْدِهِمْ نَسْلهُمُ الذِي هُوَ أَنْتُمْ فَوْقَ جَمِيعِ الشُّعُوبِ كَمَا فِي هَذَا اليَوْمِ." تثنية 10 :15
- " لأَنِّي أَنَا مَعَكَ يَقُولُ الرَّبُّ لأُخَلِّصَكَ. وَإِنْ أَفْنَيْتُ جَمِيعَ الأُمَمِ الَّذِينَ بَدَّدْتُكَ إِلَيْهِمْ فَأَنْتَ لاَ أُفْنِيكَ بَلْ أُؤَدِّبُكَ بِالْحَقِّ وَلاَ أُبَرِّئُكَ تَبْرِئَةً." ارميا 30 :11
- "فَالآنَ إِنْ سَمِعْتُمْ لِصَوْتِي وَحَفِظْتُمْ عَهْدِي تَكُونُونَ لِي خَاصَّةً مِنْ بَيْنِ جَمِيعِ الشُّعُوبِ. فَإِنَّ لِي كُلَّ الأَرْضِ. وَأَنْتُمْ تَكُونُونَ لِي مَمْلَكَةَ كَهَنَةٍ وَأُمَّةً مُقَدَّسَةً. هَذِهِ هِيَ الْكَلِمَاتُ الَّتِي تُكَلِّمُ بِهَا بَنِي إِسْرَائِيلَ»." خروج 19 :5-6
- "وَقُلْتُ: [اللَّهُمَّ إِنِّي أَخْجَلُ وَأَخْزَى مِنْ أَنْ أَرْفَعَ يَا إِلَهِي وَجْهِي نَحْوَكَ لأَنَّ ذُنُوبَنَا قَدْ كَثُرَتْ فَوْقَ رُؤُوسِنَا وَآثَامَنَا تَعَاظَمَتْ إِلَى السَّمَاءِ. مُنْذُ أَيَّامِ آبَائِنَا نَحْنُ فِي إِثْمٍ عَظِيمٍ إِلَى هَذَا الْيَوْمِ. وَلأَجْلِ ذُنُوبِنَا قَدْ دُفِعْنَا نَحْنُ وَمُلُوكُنَا وَكَهَنَتُنَا لِيَدِ مُلُوكِ الأَرَاضِي لِلسَّيْفِ وَالسَّبْيِ وَالنَّهْبِ وَخِزْيِ الْوُجُوهِ كَهَذَا الْيَوْمِ." عزرا 9 /: 6-7
8- أحكام غريبة في الكتاب المقدس
-  "وَذَلِكَ النَّبِيُّ أَوِ الحَالِمُ ذَلِكَ الحُلمَ يُقْتَلُ لأَنَّهُ تَكَلمَ بِالزَّيْغِ مِنْ وَرَاءِ الرَّبِّ إِلهِكُمُ الذِي أَخْرَجَكُمْ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ وَفَدَاكُمْ مِنْ بَيْتِ العُبُودِيَّةِ لِيُطَوِّحَكُمْ عَنِ الطَّرِيقِ التِي أَمَرَكُمُ الرَّبُّ إِلهُكُمْ أَنْ تَسْلُكُوا فِيهَا. فَتَنْزِعُونَ الشَّرَّ مِنْ بَيْنِكُمْ.
-وَإِذَا أَغْوَاكَ سِرّاً أَخُوكَ ابْنُ أُمِّكَ أَوِ ابْنُكَ أَوِ ابْنَتُكَ أَوِ امْرَأَةُ حِضْنِكَ أَوْ صَاحِبُكَ الذِي مِثْلُ نَفْسِكَ قَائِلاً: نَذْهَبُ وَنَعْبُدُ آلِهَةً أُخْرَى لمْ تَعْرِفْهَا أَنْتَ وَلا آبَاؤُكَ مِنْ آلِهَةِ الشُّعُوبِ الذِينَ حَوْلكَ القَرِيبِينَ مِنْكَ أَوِ البَعِيدِينَ عَنْكَ مِنْ أَقْصَاءِ الأَرْضِ إِلى أَقْصَائِهَا فَلا تَرْضَ مِنْهُ وَلا تَسْمَعْ لهُ وَلا تُشْفِقْ عَيْنُكَ عَليْهِ وَلا تَرِقَّ لهُ وَلا تَسْتُرْهُ بَل قَتْلاً تَقْتُلُهُ. يَدُكَ تَكُونُ عَليْهِ أَوَّلاً لِقَتْلِهِ ثُمَّ أَيْدِي جَمِيعِ الشَّعْبِ أَخِيراً. تَرْجُمُهُ بِالحِجَارَةِ حَتَّى يَمُوتَ لأَنَّهُ التَمَسَ أَنْ يُطَوِّحَكَ عَنِ الرَّبِّ إِلهِكَ الذِي أَخْرَجَكَ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ مِنْ بَيْتِ العُبُودِيَّةِ." تثنية 13 :5-10
-"«إِنْ سَمِعْتَ عَنْ إِحْدَى مُدُنِكَ التِي يُعْطِيكَ الرَّبُّ إِلهُكَ لِتَسْكُنَ فِيهَا قَوْلاً: قَدْ خَرَجَ أُنَاسٌ بَنُو لئِيمٍ مِنْ وَسَطِكَ وَطَوَّحُوا سُكَّانَ مَدِينَتِهِمْ قَائِلِينَ: نَذْهَبُ وَنَعْبُدُ آلِهَةً أُخْرَى لمْ تَعْرِفُوهَا. وَفَحَصْتَ وَفَتَّشْتَ وَسَأَلتَ جَيِّداً وَإِذَا الأَمْرُ صَحِيحٌ وَأَكِيدٌ قَدْ عُمِل ذَلِكَ الرِّجْسُ فِي وَسَطِكَ فَضَرْباً تَضْرِبُ سُكَّانَ تِلكَ المَدِينَةِ بِحَدِّ السَّيْفِ وَتُحَرِّمُهَا بِكُلِّ مَا فِيهَا مَعَ بَهَائِمِهَا بِحَدِّ السَّيْفِ." تثنية 13 :12-15
- إِذَا وُجِدَ فِي وَسَطِكَ فِي أَحَدِ أَبْوَابِكَ التِي يُعْطِيكَ الرَّبُّ إِلهُكَ رَجُلٌ أَوِ امْرَأَةٌ يَفْعَلُ شَرّاً فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ إِلهِكَ بِتَجَاوُزِ عَهْدِهِ وَيَذْهَبُ وَيَعْبُدُ آلِهَةً أُخْرَى وَيَسْجُدُ لهَا أَوْ لِلشَّمْسِ أَوْ لِلقَمَرِ أَوْ لِكُلٍّ مِنْ جُنْدِ السَّمَاءِ - الشَّيْءَ الذِي لمْ أُوصِ بِهِ وَأُخْبِرْتَ وَسَمِعْتَ وَفَحَصْتَ جَيِّداً وَإِذَا الأَمْرُ صَحِيحٌ أَكِيدٌ. قَدْ عُمِل ذَلِكَ الرِّجْسُ فِي إِسْرَائِيل فَأَخْرِجْ ذَلِكَ الرَّجُل أَوْ تِلكَ المَرْأَةَ الذِي فَعَل ذَلِكَ الأَمْرَ الشِّرِّيرَ إِلى أَبْوَابِكَ الرَّجُل أَوِ المَرْأَةَ وَارْجُمْهُ بِالحِجَارَةِ حَتَّى يَمُوتَ. عَلى فَمِ شَاهِدَيْنِ أَوْ ثَلاثَةِ شُهُودٍ يُقْتَلُ الذِي يُقْتَلُ. لا يُقْتَل عَلى فَمِ شَاهِدٍ وَاحِدٍ. أَيْدِي الشُّهُودِ تَكُونُ عَليْهِ أَوَّلاً لِقَتْلِهِ ثُمَّ أَيْدِي جَمِيعِ الشَّعْبِ أَخِيراً فَتَنْزِعُ الشَّرَّ مِنْ وَسَطِكَ" تثنية 17 :2-7
9- نصائح الكتاب المقدس يناقض بعضها بعضا :
 - " واما انا فاقول لكم احبوا اعداءكم.باركوا لاعنيكم.احسنوا الى مبغضيكم.وصلّوا لاجل الذين يسيئون اليكم ويطردونكم ". متى 5:44
- " لكني اقول لكم ايها السامعون احبوا اعداءكم.احسنوا الى مبغضيكم ". لوقا 6:27
- " بل احبوا اعداءكم واحسنوا واقرضوا وانتم لا ترجون شيئا فيكون اجركم عظيما وتكونوا بني العلي فانه منعم على غير الشاكرين والاشرار ". لوقا 6:35
ولكن يناقض ما سبق فيأمر بقتل الأطفال والنساء وكبار السن :
-  "فَالآنَ اقْتُلُوا كُل ذَكَرٍ مِنَ الأَطْفَالِ. وَكُل امْرَأَةٍ عَرَفَتْ رَجُلاً بِمُضَاجَعَةِ ذَكَرٍ اقْتُلُوهَا." عدد 31 :17
- وَأَخَذْنَا كُل مُدُنِهِ فِي ذَلِكَ الوَقْتِ وَحَرَّمْنَا مِنْ كُلِّ مَدِينَةٍ الرِّجَال وَالنِّسَاءَ وَالأَطْفَال. لمْ نُبْقِ شَارِداً." تثنية 2 :34 "
- "هُمْ أَغَارُونِي بِمَا ليْسَ إِلهاً أَغَاظُونِي بِأَبَاطِيلِهِمْ. فَأَنَا أُغِيرُهُمْ بِمَا ليْسَ شَعْباً بِأُمَّةٍ غَبِيَّةٍ أُغِيظُهُمْ. إِنَّهُ قَدِ اشْتَعَلتْ نَارٌ بِغَضَبِي فَتَتَّقِدُ إِلى الهَاوِيَةِ السُّفْلى وَتَأْكُلُ الأَرْضَ وَغَلتَهَا وَتُحْرِقُ أُسُسَ الجِبَالِ. أَجْمَعُ عَليْهِمْ شُرُوراً وَأُنْفِدُ سِهَامِي فِيهِمْ إِذْ هُمْ خَاوُونَ مِنْ جُوعٍ وَمَنْهُوكُونَ مِنْ حُمَّى وَدَاءٍ سَامٍّ. أُرْسِلُ فِيهِمْ أَنْيَابَ الوُحُوشِ مَعَ حُمَةِ زَوَاحِفِ الأَرْضِ. مِنْ خَارِجٍ السَّيْفُ يُثْكِلُ وَمِنْ دَاخِلِ الخُدُورِ الرُّعْبَةُ. الفَتَى مَعَ الفَتَاةِ وَالرَّضِيعُ مَعَ الأَشْيَبِ." تثنية 32 :21-25
- "فَتَأْكُلُ ثَمَرَةَ بَطْنِكَ لحْمَ بَنِيكَ وَبَنَاتِكَ الذِينَ أَعْطَاكَ الرَّبُّ إِلهُكَ فِي الحِصَارِ وَالضِّيقَةِ التِي يُضَايِقُكَ بِهَا عَدُوُّكَ. " تثنية 28 :53
- "وَقَالَ لَهُ: [اعْبُرْ فِي وَسَطِ الْمَدِينَةِ أُورُشَلِيمَ, وَسِمْ سِمَةً عَلَى جِبَاهِ الرِّجَالِ الَّذِينَ يَئِنُّونَ وَيَتَنَهَّدُونَ عَلَى كُلِّ الرَّجَاسَاتِ الْمَصْنُوعَةِ فِي وَسَطِهَا». وَقَالَ لأُولَئِكَ فِي سَمْعِي: [اعْبُرُوا فِي الْمَدِينَةِ وَرَاءَهُ وَاضْرِبُوا. لاَ تُشْفِقْ أَعْيُنُكُمْ وَلاَ تَعْفُوا. اَلشَّيْخَ وَالشَّابَّ وَالْعَذْرَاءَ وَالطِّفْلَ وَالنِّسَاءَ. اقْتُلُوا لِلْهَلاَكِ. وَلاَ تَقْرُبُوا مِنْ إِنْسَانٍ عَلَيْهِ السِّمَةُ, وَابْتَدِئُوا مِنْ مَقْدِسِي». فَـابْتَدَأُوا بِـالرِّجَالِ الشُّيُوخِ الَّذِينَ أَمَامَ الْبَيْتِ." حزقيال 9 :4-6
- "اِيتُونِي بِسَيْفٍ. فَأَتُوا بِسَيْفٍ بَيْنَ يَدَيِ الْمَلِكِ. 25فَقَالَ الْمَلِكُ: اشْطُرُوا الْوَلَدَ الْحَيَّ اثْنَيْنِ" الملوك الأول 3 :24-25
- "حِينَئِذٍ ضَرَبَ مَنَحِيمُ تَفْصَحَ وَكُلَّ مَا بِهَا وَتُخُومَهَا مِنْ تِرْصَةَ. لأَنَّهُمْ لَمْ يَفْتَحُوا لَهُ. ضَرَبَهَا وَشَقَّ جَمِيعَ حَوَامِلِهَا." الملوك الثاني 15 :16
- "ثُمَّ قَالَ لَهَا الْمَلِكُ: [مَا لَكِ؟] فَقَالَتْ: [هَذِهِ الْمَرْأَةُ قَالَتْ لِي: هَاتِي ابْنَكِ فَنَأْكُلَهُ الْيَوْمَ ثُمَّ نَأْكُلَ ابْنِي غَداً. فَسَلَقْنَا ابْنِي وَأَكَلْنَاهُ." الملوك الثاني 6 :28-29
- وَتُحَطَّمُ أَطْفَالُهُمْ أَمَامَ عُيُونِهِمْ وَتُنْهَبُ بُيُوتُهُمْ وَتُفْضَحُ نِسَاؤُهُمْ. هَئَنَذَا أُهَيِّجُ عَلَيْهِمِ الْمَادِيِّينَ الَّذِينَ لاَ يَعْتَدُّونَ بِالْفِضَّةِ وَلاَ يُسَرُّونَ بِالذَّهَبِ فَتُحَطِّمُ الْقِسِيُّ الْفِتْيَانَ ولاَ يَرْحَمُونَ ثَمَرَةَ الْبَطْنِ. لاَ تُشْفِقُ عُيُونُهُمْ عَلَى الأَوْلاَدِ." اشعياء 13 :16-18 "
- "تُجَازَى السَّامِرَةُ لأَنَّهَا قَدْ تَمَرَّدَتْ عَلَى إِلَهِهَا. بِـالسَّيْفِ يَسْقُطُونَ. تُحَطَّمُ أَطْفَالُهُمْ وَالْحَوَامِلُ تُشَقُّ." هوشع 13 :16
- "يَا بِنْتَ بَابِلَ الْمُخْرَبَةَ طُوبَى لِمَنْ يُجَازِيكِ جَزَاءَكِ الَّذِي جَازَيْتِنَا! طُوبَى لِمَنْ يُمْسِكُ أَطْفَالَكِ وَيَضْرِبُ بِهِمُ الصَّخْرَةَ!" المزمور 137 :8-9
- "ثُمَّ صَعِدَ مِنْ هُنَاكَ إِلَى بَيْتِ إِيلَ. وَفِيمَا هُوَ صَاعِدٌ فِي الطَّرِيقِ إِذَا بِصِبْيَانٍ صِغَارٍ خَرَجُوا مِنَ الْمَدِينَةِ وَسَخِرُوا مِنْهُ وَقَالُوا لَهُ : [اصْعَدْ يَا أَقْرَعُ! اصْعَدْ يَا أَقْرَعُ!] 24فَالْتَفَتَ إِلَى وَرَائِهِ وَنَظَرَ إِلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ بِاسْمِ الرَّبِّ. فَخَرَجَتْ دُبَّتَانِ مِنَ الْوَعْرِ وَافْتَرَسَتَا مِنْهُمُ اثْنَيْنِ وَأَرْبَعِينَ وَلَداً." الملوك الثاني 2 :23-24
- "فَقَالَ لَهُمْ: «لَكِنِ الآنَ مَنْ لَهُ كِيسٌ فَلْيَأْخُذْهُ وَمِزْوَدٌ كَذَلِكَ. وَمَنْ لَيْسَ لَهُ فَلْيَبِعْ ثَوْبَهُ وَيَشْتَرِ سَيْفاً." لوقا 22 :36
10- ثم ماذا عن الجنة في الكتاب المقدس  ؟؟
- لأن ليس ملكوت الله اكلا وشربا . بل هو بر وسلام وفرح في الروح القدس . رومية 14:17
ولكن - جاء عن شرب الكرمة في ملكوت الله  لاني اقول لكم اني لا اشرب من نتاج الكرمة حتى يأتي ملكوت الله . لوقا 22:18
- الحق اقول لكم اني لا اشرب بعد من نتاج الكرمة الى ذلك اليوم حينما اشربه جديدا في ملكوت الله . مرقس 14:25
- وجاء عن اكل الخبز والفطير في ملكوت الله  فلما سمع ذلك واحد من المتكئين قال له طوبى لمن يأكل خبزا في ملكوت الله . لوقا 14:15
- " وجاء يوم الفطير الذي كان ينبغي ان يذبح فيه الفصح. فارسل بطرس ويوحنا قائلا اذهبا واعدّا لنا الفصح لناكل. فقالا له اين تريد ان نعدّ. فقال لهما اذا دخلتما المدينة يستقبلكما انسان حامل جرة ماء.اتبعاه الى البيت حيث يدخل وقولا لرب البيت يقول لك المعلّم اين المنزل حيث آكل الفصح مع تلاميذي. فذاك يريكما عليّة كبيرة مفروشة.هناك اعدا. فانطلقا ووجدا كما قال لهما.فاعدّا الفصح ولما كانت الساعة اتكأ والاثنا عشر رسولا معه. وقال لهم شهوة اشتهيت ان آكل هذا الفصح معكم قبل ان اتألم. لاني اقول لكم اني لا آكل منه بعد حتى يكمل في ملكوت الله ". لوقا 7:22
- بل جاء عن الاكل والشرب من مائدة المسيح في ملكوت الله () وانا اجعل لكم كما جعل لي ابي ملكوتا 30 لتأكلوا وتشربوا على مائدتي في ملكوتي وتجلسوا على كراسي تدينون اسباط اسرائيل الاثني عشر . لوقا 22 :30
11- ما موقف الكتاب المقدس من الخمر والسُـكر ؟؟
- " فعن الخمر والمسكر يفترز ولا يشرب خل الخمر ولا خل المسكر ولا يشرب من نقيع العنب ولا ياكل عنبا رطبا ولا يابسا ". عدد 6:3
- " من كل ما يخرج من جفنة الخمر لا تأكل وخمرا ومسكرا لا تشرب وكل نجس لا تأكل.لتحذر من كل ما اوصيتها ". قضاة 13:14
ولكن -( لاتكن فيما بعد شراب ماء بل استعمل خمرا قليلا من اجل معدتك و اسقامك الكثيرة ). ( رسالة بولس الى ثيموثاوس 23:5 ).تدرى لماذا يقولون هذا ؟ الجواب فى النص التالى :
-( اعطوا مسكرا لهالك و خمرا لمريئ النفس يشرب وينسى فقره ولايذكر تعبه). (الامثال6:31).
-( قال يسوع املاوا الاجران ماء. فملاوها الى فوق. ثم قال لهم: استقوا وقدموا الى رئيس المتكأ. فقدموا، فلما ذاق رئيس المتكأ الماء المتحول خمرا ولم يعلم من اين هي. لكن الخدام الذين كانوا قد استقوا علموا. دعا رئيس المتكأ العريس، وقال له: كل انسان انما يضع الخمر الجيدة اولا، ومتا سكروا فحينئذ الدون. اما انت فأبقيت الخمر الجيدة الى الان ).( يوحنا 7:2 ).
 12-السب والشتم فى الكتاب المقدس :-
 ماذا عن حكم السب والشتم في الكتاب المقدس وما موقفه منه وما هي عقوبته ؟؟

- أولا :- من العهد الجديد :-
- واما انا فاقول لكم ان كل من يغضب على اخيه باطلا يكون مستوجب الحكم .ومن قال لاخيه رقا يكون مستوجب المجمع .ومن قال يا احمق يكون مستوجب نار جهنم . متى 5 : 22
يعنى من يقول احمق يستوجب نار جهنم واضحة و لكن ما معنى احمق ؟
-اليك معنى احمق من كلام البابا نفسه يقول البابا فى مقال له فى جريدة وطنى " لماذا ان قال لاخيه يا احمق يكون مستوجبا لنار جهنم و ينبغى ان يكون الانسان مدققا فى الفاظه و كلمة احمق تعنى بلاشك ما يشابهها من الفاظ كأن تقول لشخص يا غبى او تقول انه لا يفهم " والمقال موجود على موقعه على الانترنت . اى ان غبى تساوى احمق و تستحق نار جهنم والان لنرى من قال يا غبى او اغبياء فى العهد الجديد
- فقال له الله يا غبي هذه الليلة تطلب نفسك منك . - الرب يقول يا غبى  - لوقا 12 : 20 20
حوّل خدك الأيسر اذا لُطمت كما يقول المسيح !!
" واما انا فاقول لكم لا تقاوموا الشر. بل من لطمك على خدك الايمن فحوّل له الآخر ايضا ". متى 5:39
ولكن مع ذلك فالرب يناقض الى ما يدعو اليه ولا ينفذ هذه الوصية في نفسه
يوحنا 23 :18 " ولما قال هذا لطم يسوع واحد من الخدام كان واقفا قائلا أهكذا تجاوب رئيس الكهنة.23 اجابه يسوع ان كنت قد تكلمت رديّا فاشهد على الردي وان حسنا فلماذا تضربني
فلماذا لم يحول يسوع خده الآخر للخادم ليلطمه ؟؟؟ وإن قال النصارى بعدم وجوب تفسير هذا النص تفسيرا حرفيا , فلماذا إذن قاوم يسوع الشر وأعترض عندما لطم الخادم ؟؟؟
وكذلك بولس يقول  :
- ايها الغلاطيون الاغبياء من رقاكم حتى لا تذعنوا للحق انتم الذين امام عيونكم قد رسم يسوع المسيح بينكم مصلوبا.
- أهكذا انتم اغبياء.أبعد ما أبتدأتم بالروح تكملون الآن بالجسد * أهذا المقدار احتملتم عبثا ان كان عبثا.
--و الان المسيح الذى لم يستطع احد ان يبكته على خطية :-
- وفيما هو يتكلم سأله فريسي ان يتغدى عنده .فدخل واتكأ .

-  واما الفريسي فلما رأى ذلك تعجب انه لم يغتسل اولا قبل الغداء .

- فقال له الرب انتم الآن ايها الفريسيون تنقون خارج الكاس والقصعة واما باطنكم فمملوء اختطافا وخبثا .
- يا اغبياء أليس الذي صنع الخارج صنع الداخل ايضا . غلاطية 3 : 1 – 3

النص واضح شخص فريسى  دعاه المسيح عليه السلام  الى الغذاء و كل جريمته انه تعجب لما راى المسيح لم يغتسل قبل الغذاء فيقول المسيح يا اغبياء مباشرة .
- وليس المسيح عليه السلام أو بولس من قاموا بسب الناس بل فى زعمهم ان الله جل وعلا ( حاشاه )  قال يا غبى . و احمق يعنى غبى و من يقول احمق يستوجب نار جهنم
وفى العهد القديم : فى سفر (ايوب) لان الغيظ يقتل الغبى و الغيرة تميت الاحمق . من يفسر كل هذا انا اشفق عليهم هؤلا ء الاغبياء . ايوب 5 : 2
وليتهم وقفوا عند هذا الحد  بل غالوا فى الامر الى ان وصل بهم الحد الى ان يقولوا : - يا أولاد الأفاعى : و المتكلم هنا هو المسيح عليه السلام فيقول : -
- يا اولاد الافاعي كيف تقدرون ان تتكلموا بالصالحات وانتم اشرار .فانه من فضلة القلب يتكلم الفم . متى 12 : 34
و ليس المسيح فحسب بل ( يوحنا  المعمدان ) وهو سيدنا يحي عليه السلام فيقول :-
- وكان يقول للجموع الذين خرجوا ليعتمدوا منه يا اولاد الافاعي من اراكم ان تهربوا من الغضب الآتي .( لوقا 3 : 7 )
اى انسان مازال يحترم عقله يستطيع ان يدرك ان كلمة اولاد الافاعى هذه شتيمة و اضحة فما عقاب من يشتم ولكن كيف يخرج النصارى من هذا المطب ؟ و اذا قال ان اولاد الافاعى ليست شتيمة نقول له انظر فى نفس الاصحاح السابق  :
- فأجاب واحد من الناموسيين وقال له يا معلّم حين تقول هذا تشتمنا نحن ايضا . ( لوقا 11:45 )
-  فقال وويل لكم انتم ايها الناموسيون لانكم تحمّلون الناس احمالا عسرة الحمل وانتم لا تمسون الاحمال باحدى اصابعكم . لوقا :46/12
لا حظ قولهم  " تشتمنا نحن ايضا يعنى الاولى فى الفريسيين و الثانية فى الناموسيين شتيمة معترف بها من الانجيل و الرد كان من المسيح " و ويل لكم "حرف الواو معناه ان المسيح لم ينفى الاتهام اى هو يشتم فيقال له انت تشتم فيقول وويل لكم حرف الواو اعتراف بالشتم .
وليت الأمر وقف عند الأغبياء واولاد الافاعى بل وصل الشتم والسباب إلى : - " الكلاب و الخنازير "
وياترى من هم الكلاب والخنازير ؟!
-فى (مرقس 7: 24) قال المسيح للتي أتته تستنجد مساعدته: " ليس حسنًا أن يُؤخذ خبز البنين ويُطرح للكلاب. فقالت: نعم يا سيّد والكلاب أيضًا تحت المائدة تأكل من فتات البنين." (انظر أيضًا متى 15: 21).
النص معروف و القصة واضحة لنرى كيف يفسره علمائهم يقول وليم باركلى فى تفسيره لانجيل مرقص صفحة 566 "القصة تحتاج الى بصيرة نافذة لفهمها " ثم يقول : ان التعبير قاسى لان الكلاب غير محبوبة بل مخلوقات بائسة تدل على الاهانة و كان اليونانيون يعتبرون المرأة الفاسدة التى تتصرف دون خجل ( كلبة)  والعجيب أنه فى النهاية يقول بالحرف "مهما حاولنا ان نخفف من وقع الكلمة فلا ننسى ان الكلاب كانت تستخدم فى السب "
وإليك عزيزى القارئ نصا أخر يدعو الى عنصرية :
- وقال أيضًا: " لا تعطوا القدس للكلاب ولا تطرحوا درركم قدام الخنازير لئلا تدوسها بأرجلها وتلتفت فتمزقكم ". متى 7: 6
وهنا يعترف باركلى ان النص مشكلة غير موضوع الشتيمة لانه يحمل فى الظاهر دعوة انفصالية او تفرقة بين الناس إلا أنه يحاول أن يجد مخرج من المأزق فيقول ما ملخصه : أن هناك اشخاص ليسوا مستعدين ليتقبلوا المسيحية التى تقدمها الكنيسة و لا نستطيع ان تحدث كل انسان بكل شىء وهؤلاء الجهلة هم الكلاب و الخنازير ثم يقول باركلى نص غريب جدا يقول بالحرف الواحد صفحة 159 " ان الضعف الذى يراه الناس فى المسيحية ليس فى ضعف الحجج المسيحية بل فى ضعف الحياة المسيحية التى يحياها الناس .

ثانيا :-  العهد القديم : تغيير الحقائق والمفاهيم
وليس ما سبق فحسب بل رأيناهم فى كتابهم المقدس يأمرون أبنائهم وينصحونهم باشياء هى أقرب إلى الهذيان لأنهم بهذه الأوامر يقلبون الحقائق ويغيرون المفاهيم . وإليك عزيزى القارئ بعضا منها تاركا لك التعليق :
1: فَحَمِيَ غَضَبُ شَاوُلَ عَلَى يُونَاثَانَ وَقَالَ لَهُ: «يَا \بْنَ \لْمُتَعَوِّجَةِ \لْمُتَمَرِّدَةِ, أَمَا عَلِمْتُ أَنَّكَ قَدِ \خْتَرْتَ \بْنَ يَسَّى لِخِزْيِكَ وَخِزْيِ عَوْرَةِ أُمِّكَ؟ ( صموئيل 1 - 20 : 30 )
كشف العورة
"وَلاَ تَصْعَدْ بِدَرَجٍ إِلَى مَذْبَحِي كَيْ لاَ تَنْكَشِفَ عَوْرَتُكَ عَلَيْهِ." خروج 20 :26
ومع هذه الوصية يقولون :"يُصْلِعُ السَّيِّدُ هَامَةَ بَنَاتِ صِهْيَوْنَ وَيُعَرِّي الرَّبُّ عَوْرَتَهُنَّ." اشعياء 3 :17 مع العلم هنا أنهم يقصدون بالسيد هنا  ( الله جل جلاله )
وإليك هذا النص الغريب :
"خُذِي الرَّحَى وَاطْحَنِي دَقِيقاً. اكْشِفِي نُقَابَكِ. شَمِّرِي الذَّيْلَ. اكْشِفِي السَّاقَ. اعْبُرِي الأَنْهَارَ. تَنْكَشِفُ عَوْرَتُكِ وَتُرَى مَعَارِيكِ. آخُذُ نَقْمَةً وَلاَ أُصَالِحُ أَحَداً»." اشعياء 47 :2-3
2- الهندسة الوراثية  فى التوراة
ففى سفر التكوين يخبر الكتاب المقدس أن يعقوب عليه السلام حين أراد أن تنجب أغنامه  قطيعا من الأغنام بأوصاف معينة تدرى ماذا فعل ؟ فاذا بهم يذكرون طريقة عجيبة من طرق الهندسة الوراثية فانظر ماذا يقولون "وَأَوْقَفَ الْقُضْبَانَ الَّتِي قَشَّرَهَا فِي الأَجْرَانِ فِي مَسَاقِي الْمَاءِ حَيْثُ كَانَتِ الْغَنَمُ تَجِيءُ لِتَشْرَبَ تُجَاهَ الْغَنَمِ لِتَتَوَحَّمَ عِنْدَ مَجِيئِهَا لِتَشْرَبَ. فَتَوَحَّمَتِ الْغَنَمُ عِنْدَ الْقُضْبَانِ وَوَلَدَتِ الْغَنَمُ مُخَطَّطَاتٍ وَرُقْطاً وَبُلْقاً." تكوين 30 :38-39
3-فى سفر التكوين يخبر الكتاب المقدس أن القمر يضئ بذاته فقال فى الإصحاح الأول : " القمر يضيء  " تكوين : 1  : 14-19 "
سفر التكوين 1 :16-17 "فَعَمِلَ اللهُ النُّورَيْنِ الْعَظِيمَيْنِ: النُّورَ الأَكْبَرَ لِحُكْمِ النَّهَارِ وَالنُّورَ الأَصْغَرَ لِحُكْمِ اللَّيْلِ وَالنُّجُومَ. وَجَعَلَهَا اللهُ فِي جَلَدِ السَّمَاءِ لِتُنِيرَ عَلَى الأَرْضِ"
إلا أنهم فى سفر أيوب أدركوا هذا الخطأ فقالوا "هُوَذَا نَفْسُ الْقَمَرِ لاَ يُضِيءُ" أيوب 25 :5
4- وماذا عن الأرض ؟
وفى سفر الرؤيا رأيناهم يذكرون أمرا فى منتهى الخطورة فذكروا أن للأرض أربع زوايا مما يدل على أن الأرض فى نظرهم مربعة الشكل مخالفين بذلك القواعد العلمية  فقالوا" وَيَخْرُجُ لِيُضِلَّ الأُمَمَ الَّذِينَ فِي أَرْبَعِ زَوَايَا الأَرْضِ: جُوجَ وَمَاجُوجَ، لِيَجْمَعَهُمْ لِلْحَرْبِ، الَّذِينَ عَدَدُهُمْ مِثْلُ رَمْلِ الْبَحْرِ ".سفر الرؤيا 20/8
5-دعوة للشرك :
يبدوا أنهم لم يجدوا مبررا لشركهم إلا أن ينسبوه لله جل وعلا ( حاشاه زاعمين انه سبحانه وتعالى هو الذى أمرهم بهذا فقالوا فى سفر القضاة : "وَأَنْتُمْ فَلاَ تَقْطَعُوا عَهْداً مَعَ سُكَّانِ هَذِهِ الأَرْضِ. اهْدِمُوا مَذَابِحَهُمْ. وَلَمْ تَسْمَعُوا لِصَوْتِي. فَمَاذَا عَمِلْتُمْ؟ 3فَقُلْتُ أَيْضاً: لاَ أَطْرُدُهُمْ مِنْ أَمَامِكُمْ بَلْ يَكُونُونَ لَكُمْ مُضَايِقِينَ, وَتَكُونُ آلِهَتُهُمْ لَكُمْ شَرَكاً»." قضاة 2: 2-3  ولن تعجب مما سبق إذا قرأت النصوص الآتية
6-ففى سفر الأمنثال "الْحِكْمَةُ هِيَ الرَّأْسُ فَاقْتَنِ الْحِكْمَةَ وَبِكُلِّ مُقْتَنَاكَ اقْتَنِ الْفَهْمَ."  أمثال 4 :7  هذه دعوة صريحة ومن كتبهم بالتحلى بالحكمة والفهم وهذا أمر محمود إلا أنهم قالوا :
فى سفر الجامعة  : "وَوَجَّهْتُ قَلْبِي لِمَعْرِفَةِ الْحِكْمَةِ وَلِمَعْرِفَةِ الْحَمَاقَةِ وَالْجَهْلِ. فَعَرَفْتُ أَنَّ هَذَا أَيْضاً قَبْضُ الرِّيحِ. 18لأَنَّ فِي كَثْرَةِ الْحِكْمَةِ كَثْرَةُ الْغَمِّ وَالَّذِي يَزِيدُ عِلْماً يَزِيدُ حُزْناً." الجامعة 1 :18
بل فى العهد الجديد تحذير غريب فقالوا : فى الرسالة الأولى الى كورنثوس  : "لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: «سَأُبِيدُ حِكْمَةَ الْحُكَمَاءِ وَأَرْفُضُ فَهْمَ الْفُهَمَاءِ»." كورنثوس 1 :19
وزاد الأمر سؤا ما قالوه فى النص التالى فى الرسالة الأولى الى كورنثوس "أَيْنَ الْحَكِيمُ؟ أَيْنَ الْكَاتِبُ؟ أَيْنَ مُبَاحِثُ هَذَا الدَّهْرِ؟ أَلَمْ يُجَهِّلِ اللهُ حِكْمَةَ هَذَا الْعَالَمِ؟ لأَنَّهُ إِذْ كَانَ الْعَالَمُ فِي حِكْمَةِ اللهِ لَمْ يَعْرِفِ اللهَ بِالْحِكْمَةِ اسْتَحْسَنَ اللهُ أَنْ يُخَلِّصَ الْمُؤْمِنِينَ بِجَهَالَةِ الْكِرَازَةِ لأَنَّ الْيَهُودَ يَسْأَلُونَ آيَةً وَالْيُونَانِيِّينَ يَطْلُبُونَ حِكْمَةً وَلَكِنَّنَا نَحْنُ نَكْرِزُ بِالْمَسِيحِ مَصْلُوباً: لِلْيَهُودِ عَثْرَةً وَلِلْيُونَانِيِّينَ جَهَالَةً!" كورنثوس 1 :20-23
وقاتلهم الله حين قالوا فى الرسالة الأولى الى كورنثوس "لأَنَّ جَهَالَةَ اللهِ أَحْكَمُ مِنَ النَّاسِ! وَضَعْفَ اللهِ أَقْوَى مِنَ النَّاسِ!" كورنثوس 1 :25
7- هل هذا معقول ؟؟
لأنهم يقولون فى سفر التكوين أمرا غاية فى الغرابة ألا وهو : وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ لِعَبْدِهِ كَبِيرِ بَيْتِهِ الْمُسْتَوْلِي عَلَى كُلِّ مَا كَانَ لَهُ: «ضَعْ يَدَكَ تَحْتَ فَخْذِي فَأَسْتَحْلِفَكَ بِالرَّبِّ إِلَهِ السَّمَاءِ وَإِلَهِ الأَرْضِ أَنْ لاَ تَأْخُذَ زَوْجَةً لِابْنِي مِنْ بَنَاتِ الْكَنْعَانِيِّينَ الَّذِينَ أَنَا سَاكِنٌ بَيْنَهُمْ"تكوين 24:2-3
ولم يتوانى العبد بل عمل ما امره به سيده فقالوا فى سفر التكوين  "فَوَضَعَ الْعَبْدُ يَدَهُ تَحْتَ فَخْذِ إِبْرَاهِيمَ مَوْلاَهُ وَحَلَفَ لَهُ عَلَى هَذَا الأَمْرِ." تكوين 24:9
  8- القدس :
 ذكروا في سفر ارميا أن الرب جل وعلا أخبرهم وطمأنهم بأن القدس ستظل إلى الأبد فقال :   "هَا أَيَّامٌ تَأْتِي يَقُولُ الرَّبُّ وَتُبْنَى الْمَدِينَةُ لِلرَّبِّ مِنْ بُرْجِ حَنَنْئِيلَ إِلَى بَابِ الزَّاوِيَةِ وَيَخْرُجُ بَعْدُ خَيْطُ الْقِيَاسِ مُقَابِلَهُ عَلَى أَكَمَةِ جَارِبَ وَيَسْتَدِيرُ إِلَى جَوْعَةَ وَيَكُونُ كُلُّ وَادِي الْجُثَثِ وَالرَّمَادِ وَكُلُّ الْحُقُولِ إِلَى وَادِي قَدْرُونَ إِلَى زَاوِيَةِ بَابِ الْخَيْلِ شَرْقاً قُدْساً لِلرَّبِّ. لاَ تُقْلَعُ وَلاَ تُهْدَمُ إِلَى الأَبَدِ."ارميا : 31/38-40
 إلا أنهم قالوا أن الرب جل وعلا أمر بتدمير المدينة بعد الوعد السابق فقالوا فى نفس السفر "لِذَلِكَ هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ. هَئَنَذَا أَدْفَعُ هَذِهِ الْمَدِينَةَ لِيَدِ الْكِلْدَانِيِّينَ وَلِيَدِ نَبُوخَذْنَصَّرَ مَلِكِ بَابِلَ فَيَأْخُذُهَا. فَيَأْتِي الْكِلْدَانِيُّونَ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ هَذِهِ الْمَدِينَةَ فَيُشْعِلُونَ هَذِهِ الْمَدِينَةَ بِالنَّارِ وَيُحْرِقُونَهَا وَالْبُيُوتَ الَّتِي بَخَّرُوا عَلَى سُطُوحِهَا لِلْبَعْلِ وَسَكَبُوا سَكَائِبَ لِآلِهَةٍ أُخْرَى لِيُغِيظُونِي. " ارميا 32: 28-29
وكان تبريرهم فى نفس السفر أيضا فقالوا : "لأَنَّ هَذِهِ الْمَدِينَةَ قَدْ صَارَتْ لِي لِغَضَبِي وَلِغَيْظِي مِنَ الْيَوْمِ الَّذِي فِيهِ بَنُوهَا إِلَى هَذَا الْيَوْمِ لأَنْزِعَهَا مِنْ أَمَامِ وَجْهِي" ارميا 32: 31
  9- أرض الميعاد
يزعمبنوا اسرائيل ان الرب جل وعلا وعدهم على لسان الانبياء بان ارض فلسطين لهم ولنسلهم من بعدهم وحتى يبدو الامر وكانه طبيعى ذكروه فى اكثر من موضع :
1- وَأُعْطِي لَكَ وَلِنَسْلِكَ مِنْ بَعْدِكَ أَرْضَ غُرْبَتِكَ كُلَّ أَرْضِ كَنْعَانَ مِلْكاً أَبَدِيّاً. وَأَكُونُ إِلَهَهُمْ»."تكوين 17 / 8
2-"لأَنَّ جَمِيعَ الأَرْضِ الَّتِي أَنْتَ تَرَى لَكَ أُعْطِيهَا وَلِنَسْلِكَ إِلَى الأَبَدِ."تكوين 13 /15
3-"اُذْكُرْ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَإِسْرَائِيلَ عَبِيدَكَ الَّذِينَ حَلَفْتَ لَهُمْ بِنَفْسِكَ وَقُلْتَ لَهُمْ: أُكَثِّرُ نَسْلَكُمْ كَنُجُومِ السَّمَاءِ وَأُعْطِي نَسْلَكُمْ كُلَّ هَذِهِ الأَرْضِ الَّتِي تَكَلَّمْتُ عَنْهَا فَيَمْلِكُونَهَا إِلَى الأَبَدِ»."خروج 32/13
ولكن فوجئنا بعم يذكرون أمرا غاية فى الغرابة فلم يعطه شيئا فقالوا :
1-"وَلَمْ يُعْطِهِ فِيهَا مِيرَاثاً وَلاَ وَطْأَةَ قَدَمٍ وَلَكِنْ وَعَدَ أَنْ يُعْطِيَهَا مُلْكاً لَهُ وَلِنَسْلِهِ مِنْ بَعْدِهِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ بَعْدُ وَلَدٌ. "أعمال  الرسل 7/5
ولو أن له عهدابامتلاك الأرض  لما اضطر ان يشترى قبرا له ولعائلته؟ :
1- "وَقَامَ إِبْرَاهِيمُ مِنْ أَمَامِ مَيِّتِهِ وَقَالَ لِبَنِي حِثَّ: «أَنَا غَرِيبٌ وَنَزِيلٌ عِنْدَكُمْ. أَعْطُونِي مُلْكَ قَبْرٍ مَعَكُمْ لأَدْفِنَ مَيِّتِي مِنْ أَمَامِي»."تكوين 3/4
فاجابوه فى سفر التكوين ايضا بالاتى :
2-"«يَا سَيِّدِي اسْمَعْنِي. أَرْضٌ بِأَرْبَعِ مِئَةِ شَاقِلِ فِضَّةٍ مَا هِيَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ؟ فَادْفِنْ مَيِّتَكَ». فَسَمِعَ إِبْرَاهِيمُ لِعِفْرُونَ وَوَزَنَ إِبْرَاهِيمُ لِعِفْرُونَ الْفِضَّةَ الَّتِي ذَكَرَهَا فِي مَسَامِعِ بَنِي حِثَّ. أَرْبَعَ مِئَةِ شَاقِلِ فِضَّةٍ جَائِزَةٍ عِنْدَ التُّجَّارِ. فَوَجَبَ حَقْلُ عِفْرُونَ الَّذِي فِي الْمَكْفِيلَةِ الَّتِي أَمَامَ مَمْرَا الْحَقْلُ وَالْمَغَارَةُ الَّتِي فِيهِ وَجَمِيعُ الشَّجَرِ الَّذِي فِي الْحَقْلِ الَّذِي فِي جَمِيعِ حُدُودِهِ حَوَالَيْهِ لإِبْرَاهِيمَ مُلْكاً لَدَى عُيُونِ بَنِي حِثَّ بَيْنَ جَمِيعِ الدَّاخِلِينَ بَابَ مَدِينَتِهِ."تكوين 23/15-18
"بئر سبع "
ذكر العهد القديم أن  إبراهيم ( عليه السلام  ) هو الذي حفر البئر وزعموا أنهم أسموها  بئر سبع لأن إبراهيم عليه السلام اعطى ابيمالك سبع نعاج : 
" فاخذ ابراهيم غنما وبقرا واعطى ابيمالك فقطعا كلاهما ميثاقا , واقام ابراهيم سبع نعاج من الغنم وحدها .فقال ابيمالك لابراهيم ما هذه السبع النعاج التي اقمتها وحدها .  فقال انك سبع نعاج تاخذ من يدي لكي تكون لي شهادة باني حفرت هذه البئر .  لذلك دعا ذلك الموضع بئر سبع . لانهما هناك حلفا كلاهما"  .تكوين 21/27-31
ولكنهم فى موضع أخر يقولون أن اسحاق عليه السلام هو الذى حفر البئر فقالوا : "وحدث في ذلك اليوم ان عبيد اسحق جاءوا واخبروه عن البئر التي حفروا وقالوا له قد وجدنا ماء . فدعاها شبعة . لذلك اسم المدينة بئر سبع الى هذا اليوم .تكوين 26/32
10-  الإختلاف فى الأعداد
عودة ثانية للإختلاف فى الأعداد نذكر بعض منها تاركا لك عزيزى القارئ الحكم هل هذه النصوص من عند الله جل وعلا أم لا ؟
أولا : عن أبناء يعقوب عليه السلام
"وَابْنَا يُوسُفَ اللَّذَانِ وُلِدَا لَهُ فِي مِصْرَ نَفْسَانِ. جَمِيعُ نُفُوسِ بَيْتِ يَعْقُوبَ الَّتِي جَاءَتْ إِلَى مِصْرَ سَبْعُونَ."تكوين 46/27
"وَكَانَتْ جَمِيعُ نُفُوسِ الْخَارِجِينَ مِنْ صُلْبِ يَعْقُوبَ سَبْعِينَ نَفْساً"خروج 1/5
"فَأَرْسَلَ يُوسُفُ وَاسْتَدْعَى أَبَاهُ يَعْقُوبَ وَجَمِيعَ عَشِيرَتِهِ خَمْسَةً وَسَبْعِينَ نَفْساً."اعمال الرسل 7/14
 ثانيا : عن رؤساء العمال.
"هَؤُلاَءِ رُؤَسَاءُ الْمُوَكَّلِينَ عَلَى أَعْمَالِ سُلَيْمَانَ خَمْسُ مِئَةٍ وَخَمْسُونَ، الَّذِينَ كَانُوا يَتَسَلَّطُونَ عَلَى الشَّعْبِ الْعَامِلِينَ الْعَمَلَ."ملوك أول 9/23
وَهَؤُلاَءِ رُؤَسَاءُ الْمُوَكَّلِينَ الَّذِينَ لِلْمَلِكِ سُلَيْمَانَ مِئَتَانِ وَخَمْسُونَ الْمُتَسَلِّطُونَ عَلَى الشَّعْبِ."أخبار الأيام الأول 8/10
ثالثا :عن عدد بنوا إسرائيل :
"فَارْتَحَلَ بَنُو إِسْرَائِيلَ مِنْ رَعَمْسِيسَ إِلَى سُكُّوتَ نَحْوَ سِتِّ مِئَةِ أَلْفِ مَاشٍ مِنَ الرِّجَالِ عَدَا الأَوْلاَدِ. وَصَعِدَ مَعَهُمْ لَفِيفٌ كَثِيرٌ أَيْضاً مَعَ غَنَمٍ وَبَقَرٍ مَوَاشٍ وَافِرَةٍ جِدّاً."خروج 12/37-38
"فَكَانَ جَمِيعُ المَعْدُودِينَ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيل حَسَبَ بُيُوتِ آبَائِهِمْ مِنِ ابْنِ عِشْرِينَ سَنَةً فَصَاعِداً كُلُّ خَارِجٍ لِلحَرْبِ فِي إِسْرَائِيل سِتَّ مِئَةِ أَلفٍ وَثَلاثَةَ آلافٍ وَخَمْسَ مِئَةٍ وَخَمْسِينَ. وَأَمَّا اللاوِيُّونَ حَسَبَ سِبْطِ آبَائِهِمْ فَلمْ يُعَدُّوا بَيْنَهُمْ إِذْ قَال الرَّبُّ لِمُوسَى: «أَمَّا سِبْطُ لاوِي فَلا تَحْسِبْهُ وَلا تَعُدَّهُ بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيل."عدد 1/45-46
رابعا :عن عدد المشرفين على العمال
"مَاعَدَا ثَلاَثَةَ آلاَفٍ وَثَلاَثَ مِئَةٍ مِنَ الْمُشْرِفِينَ عَلَى هَؤُلاَءِ الْعُمَّالِ." ملوك أول 5/16
"وَاسْتَخْدَمَ فِي ذَلِكَ سَبْعِينَ أَلْفَ حَمَّالٍ، وَثَمَانِينَ أَلْفَ نَحَّاتٍ فِي الْجَبَلِ، يُشْرِفُ عَلَيْهِمْ ثَلاَثَةُ آلافٍ وَسِتُّ مِئَةِ وَكِيلٍ."أخبار الأيام الثانى 2/2
خامسا : كم عدد الفرسان ؟
" فَأَخَذَ دَاوُدُ مِنْهُ أَلْفاً وَسَبْعَ مِئَةِ فَارِسٍ وَعِشْرِينَ أَلْفَ رَاجِلٍ. وَعَرْقَبَ دَاوُدُ جَمِيعَ خَيْلِ الْمَرْكَبَاتِ  " وَأَخَذَ دَاوُدُ مِنْهُ أَلْفَ مَرْكَبَةٍ وَسَبْعَةَ آلاَفِ فَارِسٍ وَعِشْرِينَ أَلْفَ رَاجِلٍ, وَعَرْقَبَ دَاوُدُ كُلَّ خَيْلِ الْمَرْكَبَاتِ وَأَبْقَى مِنْهَا مِئَةَ مَرْكَبَةٍ"أخبار الأيام الثانى 18/4
سادسا :وعن إحصاء الموتى:
"وَكَانَ الذِينَ مَاتُوا بِالوَبَإِ أَرْبَعَةً وَعِشْرِينَ أَلفاً" عدد25/9
أما فى الرسالة الأولى الى كورنثوس "وَلاَ نَزْنِ كَمَا زَنَى أُنَاسٌ مِنْهُمْ فَسَقَطَ فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ ثَلاَثَةٌ وَعِشْرُونَ أَلْفاً." كورنثوس 10/8
 سابعا : عدد القتلى :
"وَهَرَبَ أَرَامُ مِنْ أَمَامِ إِسْرَائِيلَ، وَقَتَلَ دَاوُدُ مِنْ أَرَامَ سَبْعَ مِئَةِ مَرْكَبَةٍ وَأَرْبَعِينَ أَلْفَ فَارِسٍ، وَضَرَبَ شُوبَكَ رَئِيسَ جَيْشِهِ فَمَاتَ هُنَاكَ."صموئيل الثانى 10/18
أخبار الأيام الأول 19 :18 "وَهَرَبَ أَرَامُ مِنْ أَمَامِ إِسْرَائِيلَ, وَقَتَلَ دَاوُدُ مِنْ أَرَامَ سَبْعَةَ آلاَفِ مَرْكَبَةٍ وَأَرْبَعِينَ أَلْفَ رَاجِلٍ, وَقَتَلَ شُوبَكَ رَئِيسَ الْجَيْشِ."
ثامنا : أبناء ميكال بنت شاؤل
"وَلَمْ يَكُنْ لِمِيكَالَ بِنْتِ شَاوُلَ وَلَدٌ إِلَى يَوْمِ مَوْتِهَا."صموئيل الثانى 6/23
" فَأَخَذَ الْمَلِكُ ابْنَيْ رِصْفَةَ ابْنَةِ أَيَّةَ اللَّذَيْنِ وَلَدَتْهُمَا لِشَاوُلَ: أَرْمُونِيَ وَمَفِيبُوشَثَ، وَبَنِي مِيكَالَ ابْنَةِ شَاوُلَ الْخَمْسَةَ الَّذِينَ وَلَدَتْهُمْ لِعَدْرِئِيلَ بْنِ بَرْزِلاَّيَ الْمَحُولِيِّ،"صموئيل الثانى 21/8
تاسعا : أربعة آلاف أم أربعون ألفا ؟
"وَكَانَ لِسُلَيْمَانَ أَرْبَعَةُ آلاَفِ مِذْوَدِ خَيْلٍ وَمَرْكَبَاتٍ وَاثْنَا عَشَرَ أَلْفَ فَارِسٍ فَجَعَلَهَا فِي مُدُنِ الْمَرْكَبَاتِ وَمَعَ الْمَلِكِ فِي أُورُشَلِيمَ."أخبار الأيام الثانى 9/25
"وَكَانَ لِسُلَيْمَانَ أَرْبَعُونَ أَلْفَ مِذْوَدٍ لِخَيْلِ مَرْكَبَاتِهِ، وَاثْنَا عَشَرَ أَلْفَ فَارِسٍ."ملوك اول 4/26
 عاشرا تناقضات بشأن الجلاء
 - الجلاء الأول " فَاسْتَسْلَمَ يَهُويَاكِينُ مَلِكُ يَهُوذَا وَأُمُّهُ وَرِجَالُهُ وَقَادَتُهُ وَخِصْيَانُهُ إِلَى مَلِكِ بَابِلَ، فَقَبَضَ عَلَيْهِ نَبُوخَذْنَاصَّرُ. وَكَانَ ذَلِكَ فِي السَّنَةِ الثَّامِنَةِ لِمُلْكِهِ." ملوك ثان 24/12
" وَهَذَا هُوَ إِحْصَاءُ الشَّعْبِ الَّذِينَ سَبَاهُمْ نَبُوخَذْنَاصَّرُ فِي السَّنَةِ السَّابِعَةِ: ثَلاَثَةُ آلاَفٍ وَثَلاَثَةٌ وَعِشْرُونَ مِنَ الْيَهُودِ " ارمياء 52/28
- الجلاء الثاني   وَفِي السَّنَةِ التَّاسِعَةِ لِمُلْكِ صِدْقِيَّا، فِي الْيَوْمِ الْعَاشِرِ مِنَ الشَّهْرِ الْعَاشِرِ، زَحَفَ نَبُوخَذْنَاصَّرُ مَلِكُ بَابِلَ بِكَامِلِ جَيْشِهِ عَلَى أُورُشَلِيمَ وَحَاصَرَهَا، وَأَقَامَ حَوْلَهَا أَبْرَاجاً. " ملوك ثان 25/1
" وَهَذَا هُوَ إِحْصَاءُ الشَّعْبِ الَّذِينَ سَبَاهُمْ نَبُوخَذْنَاصَّرُ فِي السَّنَةِ السَّابِعَةِ: ثَلاَثَةُ آلاَفٍ وَثَلاَثَةٌ وَعِشْرُونَ مِنَ الْيَهُودِ. " ارمياء 52/28
 الجلاء الثالث  "  وَفِي الْيَوْمِ السَّابِعِ مِنَ الشَّهْرِ الْخَامِسِ مِنَ السَّنَةِ التَّاسِعَةَ عَشْرَةَ مِنْ حُكْمِ الْمَلِكِ نَبُوخَذْنَاصَّرَ مَلِكِ بَابِلَ، قَدِمَ نبُوزَرَادَانُ قَائِدُ الْحَرَسِ الْمَلَكِيِّ مِنْ بَابِلَ إِلَى أُورُشَلِيمَ " ملوك ثان 25/8
"وَفِي السَّنَةِ الثَّالِثَةِ وَالْعِشْرِينَ لِحُكْمِ نَبُوخَذْنَاصَّرَ سَبَى نَبُوزَرَادَانُ رَئِيسُ الشُّرْطَةِ مِنَ الْيَهُودِ سَبْعَ مِئَةٍ وَخَمْسَةً وَأَرْبَعِينَ شَخْصاً، فَكَانَتْ جُمْلَةُ الْمَسْبِيِّينَ أَرْبَعَةَ آلاَفٍ وَسِتَّ مِئَةِ شَخْصٍ." ارمياء 52/30
                   " لوجدوا فيه إختلافا كثيرا "
لقد أوردنا فيما سبق بعضا من التناقضات والإختلافات فى العهد القديم وحين اطلعنا على العهد الجديد وجدنا به من الإختلافات والتناقضات ما يقارب تناقضات واختلافات العهد القديم  .فقلت صدق الحق سبحانه وتعالى حين قال " ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا"
وحتى لا يكون الكلام مرسلا رأيت أن أذكر بعضا من النصوص الموجودة والموثقة من العهد الجديد وودت لو أجابونا أو وضحوا لنا ولا بنائهم سبب هذه الإختلافات والتناقضات فهم يقيمون الدنيا ولا يقعدونها إذا عثر أحدهم على متشابهات من القرآن الكريم . فبرغم ما  يقوم به العلماء من توضيح وتفسير لما غمض عليهم فهمه , فإذا به يملا الدنيا صياح وعويل مناديا هذا هو القرآن الذى يشيد المسلمون به  .
 ونحن لن نفعل مثلهم بل نجادلهم بالتى هى أحسن ونسألهم بما سألهم به القرآن الكريم حين قال تعالى ( هل عندكم من علم فتخرجوه لنا ) ولذا رأيت عزيزى القارئ أن أعرض بعضا من التناقضات والإختلافات فى موضوعات مختلفة ؛ تاركا لك فى النهاية الحكم والإجابة على السؤال الذى يطرح نفسه دائما :  هل العهد الجديد كلمة الله ؟ وهل يليق بجلال الله سبحانه  أن ينزل مثل هذه التناقضات ؟ أم أن الله جل وعلا يتدارك الأمور أمرا بعد الأخر ( حاشاه ) وتعالى عن ذلك علواكبيرا .
    أولا :  المسيح ويوحنا المعمدان :
1- متى تعارفا ؟
لقد أخبر العهد الجديد أن يحيى وعيسى عليهما السلام بينهما درجة قرابة بل وتعارفا فى توقيت عجيب إلا أننا قبلناه على اعتبار انهما أنبياء فقالوا فى العهد الجديد  :"فَهُوَذَا حِينَ صَارَ صَوْتُ سَلاَمِكِ فِي أُذُنَيَّ ارْتَكَضَ الْجَنِينُ بِابْتِهَاجٍ فِي بَطْنِي."لوقا 1 / 44 
وليس هذا فحسب بل ذكروا أنه هو الذى قدمه لبنى إسرائيل فقالوا " وَفِي الْغَدِ نَظَرَ يُوحَنَّا يَسُوعَ مُقْبِلاً إِلَيْهِ فَقَالَ: «هُوَذَا حَمَلُ اللَّهِ الَّذِي يَرْفَعُ خَطِيَّةَ الْعَالَمِ. هَذَا هُوَ الَّذِي قُلْتُ عَنْهُ يَأْتِي بَعْدِي رَجُلٌ صَارَ قُدَّامِي لأَنَّهُ كَانَ قَبْلِي. وَأَنَا لَمْ أَكُنْ أَعْرِفُهُ. لَكِنْ لِيُظْهَرَ لِإِسْرَائِيلَ لِذَلِكَ جِئْتُ أُعَمِّدُ بِالْمَاءِ».
وَشَهِدَ يُوحَنَّا: «إِنِّي قَدْ رَأَيْتُ الرُّوحَ نَازِلاً مِثْلَ حَمَامَةٍ مِنَ السَّمَاءِ فَاسْتَقَرَّ عَلَيْهِ. وَأَنَا لَمْ أَكُنْ أَعْرِفُهُ لَكِنَّ الَّذِي أَرْسَلَنِي لِأُعَمِّدَ بِالْمَاءِ ذَاكَ قَالَ لِي: الَّذِي تَرَى الرُّوحَ نَازِلاً وَمُسْتَقِرّاً عَلَيْهِ فَهَذَا هُوَ الَّذِي يُعَمِّدُ بِالرُّوحِ الْقُدُسِ. وَأَنَا قَدْ رَأَيْتُ وَشَهِدْتُ أَنَّ هَذَا هُوَ ابْنُ اللَّهِ». وَفِي الْغَدِ أَيْضاً كَانَ يُوحَنَّا وَاقِفاً هُوَ وَاثْنَانِ مِنْ تلاَمِيذِهِ فَنَظَرَ إِلَى يَسُوعَ مَاشِياً فَقَالَ: هُوَذَا حَمَلُ اللَّهِ " يوحنا 1 / 29-36
 إلا أننا فوجئنا بهم يذكرون أمرا عجيبا ؛ فيذكرون أنه حين ظهر المسيح عليه السلام يدعوا بنى إسرائيل فإذا بهم يقولون أن يحى عليه السلام أرسل اليه يتعرف عليه هل هو المسيح أم لا  فقالوا :" فَأَخْبَرَ يُوحَنَّا تَلاَمِيذُهُ بِهَذَا كُلِّهِ. فَدَعَا يُوحَنَّا اثْنَيْنِ مِنْ تَلاَمِيذِهِ وَأَرْسَلَ إِلَى يَسُوعَ قَائِلاً: «أَنْتَ هُوَ الآتِي أَمْ نَنْتَظِرُ آخَرَ؟» فَلَمَّا جَاءَ إِلَيْهِ الرَّجُلاَنِ قَالاَ:
 «يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانُ قَدْ أَرْسَلَنَا إِلَيْكَ قَائِلاً: أَنْتَ هُوَ الآتِي أَمْ نَنْتَظِرُ آخَرَ؟» وَفِي تِلْكَ السَّاعَةِ شَفَى كَثِيرِينَ مِنْ أَمْرَاضٍ وَأَدْوَاءٍ وَأَرْوَاحٍ شِرِّيرَةٍ وَوَهَبَ الْبَصَرَ لِعُمْيَانٍ كَثِيرِينَ. فَأَجَابَ يَسُوعُ: «اذْهَبَا وَأَخْبِرَا يُوحَنَّا بِمَا رَأَيْتُمَا وَسَمِعْتُمَا: إِنَّ الْعُمْيَ يُبْصِرُونَ وَالْعُرْجَ يَمْشُونَ وَالْبُرْصَ يُطَهَّرُونَ وَالصُّمَّ يَسْمَعُونَ وَالْمَوْتَى يَقُومُونَ وَالْمَسَاكِينَ يُبَشَّرُونَ. وَطُوبَى لِمَنْ لاَ يَعْثُرُ فِيَّ» ".لوقا 7 /18 - 23
2- المسيح عليه السلام والخطيئة المزعومة
يقوم النصارى بتعميد ابنائهم بعد الميلاد بفترة زاعمين أن هذا تكفير عن خطيئة آدم عليه السلام والسؤال الأن : ألم يخبروا ابناءهم بأن المسيح قتل ليكفر عنهم تلك الخطيئة ؟  أم أن ما ذكروه كان ضربا من الخيال ؟ ثم لماذا يذهب المسيحيون بعد ذلك إلى الكنائس وقد غفرت كل خطاياهم حتى قبل القيام بها ؟ إذن فالذهاب إلى الكنائس أمر شكلى لا أكثر  ثم  لما تنصب الكنيسة رجالا لا عمل لهم إلا مغفرة الذنوب لمن يعترف لهم بها ؟
الأعجب من هذا هو ما قالوه عن تعميد المسيح عليه السلام حيث قالوا على لسان يحيى عليه السلام  "" أَنَا أُعَمِّدُكُمْ بِمَاءٍ لِلتَّوْبَةِ وَلَكِنِ الَّذِي يَأْتِي بَعْدِي هُوَ أَقْوَى مِنِّي الَّذِي لَسْتُ أَهْلاً أَنْ أَحْمِلَ حِذَاءَهُ. هُوَ سَيُعَمِّدُكُمْ بِالرُّوحِ الْقُدُسِ وَنَارٍ."متى 3 /11فما هو التفسير والسبب لمعمودية المسيح عليه السلام ؟
والأغرب من هذا هو إدعاءهم بأن المسيح عليه السلام كان فى حاجة إلى التعميد واستشهدوا بالنصوص التالية : "فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «لِمَاذَا تَدْعُونِي صَالِحاً؟ لَيْسَ أَحَدٌ صَالِحاً إلاَّ وَاحِدٌ وَهُوَ اللَّهُ."مرقس 10/18 وأيضا فى انجيل لوقا  : "فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «لِمَاذَا تَدْعُونِي صَالِحاً؟ لَيْسَ أَحَدٌ صَالِحاً إِلاَّ وَاحِدٌ وَهُوَ اللهُ."لوقا 18/19
 3-لماذا لم يصبح يوحنا المعمدان من أتباع المسيح عليه السلام ؟
إذا كان يوحنا المعمدان قد عرف وصدق بأن المسيح عليه السلام هو ابن الله فلماذا لم يتبعه؟  ولماذا لم يتبعه جميع اتباع يوحنا أو حتى معظمهم ؟ معظم اتباع يوحنا المعمدان، بقوا أوفياء له  حتى بعد موته بل إن طائفة من أتباعه ثابرت على ذلك لعدة قرون .
إن كتبة الأناجيل قد أجبروا على تضمين معمودية المسيح عليه السلام في أناجيلهم ليستطيعوا أن يتجاوزوا ذلك، لم يستطيعوا أهمال ذلك لأن اتباع يوحنا المعمدان وبعض اليهود الذين علموا بمعمودية المسيح عليه السلام كانوا يستعملون ذلك لتحدي فكرة كون المسيح ابن الله الذي بدون خطيئة، لقد عانى كتاب الأناجيل ليختلقوا أحداثا تظهر أن يوحنا كان تابعا للمسيح عليه السلام .
 4- المسيح وشجرة التين .
ذكر المسيحون أمرا غاية فى الغرابة نذكره أولا ثم نبين جهة الغضاضة فيه "وَفِي الصُّبْحِ إِذْ  كَانَ رَاجِعاً إِلَى الْمَدِينَةِ جَاعَ فَنَظَرَ شَجَرَةَ تِينٍ عَلَى الطَّرِيقِ وَجَاءَ إِلَيْهَا فَلَمْ يَجِدْ فِيهَا شَيْئاً إِلاَّ  وَرَقاً فَقَطْ. فَقَالَ لَهَا: «لاَ يَكُنْ مِنْكِ ثَمَرٌ بَعْدُ إِلَى الأَبَدِ». فَيَبِسَتِ التِّينَةُ فِي الْحَال"  متى 21 / 18-19
وذكروها مرة اخرى فى انجيل مرقس"وَفِي الْغَدِ لَمَّا خَرَجُوا مِنْ بَيْتِ عَنْيَا جَاعَ، فَنَظَرَ شَجَرَةَ تِينٍ  مِنْ بَعِيدٍ عَلَيْهَا وَرَقٌ وَجَاءَ لَعَلَّهُ يَجِدُ فِيهَا شَيْئاً. فَلَمَّا جَاءَ إِلَيْهَا لَمْ يَجِدْ شَيْئاً إلاَّ وَرَقاً لأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ وَقْتَ التِّينِ. فَقَالَ يَسُوعُ لَهَا: «لاَ يَأْكُلْ أَحَدٌ مِنْكِ ثَمَراً بَعْدُ إِلَى الأَبَدِ». وَكَانَ تَلاَمِيذُهُ يَسْمَعُونَ."   مرقس 11/ 12 -14
وتكررت فى مرقس مرة اخرى  "وَفِي الصَّبَاحِ إِذْ كَانُوا مُجْتَازِينَ رَأَوُا التِّينَةَ قَدْ يَبِسَتْ مِنَ الأُصُولِ فَتَذَكَّرَ بُطْرُسُ وَقَالَ لَهُ: «يَا سَيِّدِي انْظُرْ التِّينَةُ الَّتِي لَعَنْتَهَا قَدْ يَبِسَتْ!»"مرقس 11 20 -21
ناهيك عن اختلافهم فى التوقيت الذى يبست فيه التينة إلا أن الحدث نفسة لم يكن هذا التوقيت المناسب حيث أن هذا حدث في الربيع قبل الفصح، فمن الجهل أن يتوقع يسوع أن تكون شجرة التين مثمرة في ذلك الوقت، هذا ان كان انسانا فكيف وهو الله ؟ ثم ألم يكن من الممكن أن يعلم قبل اقترابه منها أنها غير مثمرة وهو الله ؟  ايضا ما هو ذنب شجرة التين المسكينة لتلعن ؟ فما دام   المسيح  لاعنها فلن تثمر في ذلك الوقت .
ثم أما كان من الأولى أن يدعوا الله جل وعلا أن تثمر فى هذا الآون فتكون معجزة ؟ أو ما كان الأولى من هذا وذاك بما أنهم يعتبرونه إله أن يجعلها تثمر فينتفع الناس بها وتكون له علامة ؟ 
 5-بماذا أمرهم أن يعمدوا ؟
"فَاذْهَبُوا وَتَلْمِذُوا جَمِيعَ الأُمَمِ وَعَمِّدُوهُمْ بِاسْمِ الآبِ وَالاِبْنِ وَالرُّوحِ الْقُدُسِ. وَعَلِّمُوهُمْ أَنْ يَحْفَظُوا جَمِيعَ مَا أَوْصَيْتُكُمْ بِهِ. وَهَا أَنَا مَعَكُمْ كُلَّ الأَيَّامِ إِلَى انْقِضَاءِ الدَّهْرِ». آمِينَ."متى 28 /19
 من المؤكد بأن هذه الفقرات مضافة إلى إنجيل متى في وقت لاحق لسببين، الأول هو الكنيسة قد أخذت حوالي مائتا عام من القتال(الدامي في بعض الأحيان) من أجل اثبات عقيدة التثليث   قبل أن توضع طريقة التعميد هذه قيد الاستعمال، وان كانت موجودة في الانجيل الأصلي فلن يكون هنالك من حاجة الى القتال. والسبب الثاني نجد في أعمال الرسل بأن الناس يعمدون فانهم يعمدون باسم المسيح فقط ومنها هذه النصوص :
- "لأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ قَدْ حَلَّ بَعْدُ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ - غَيْرَ أَنَّهُمْ كَانُوا مُعْتَمِدِينَ بِاسْمِ الرَّبِّ يَسُوعَ."أعمال الرسل 8 / 16
-"فَلَمَّا سَمِعُوا اعْتَمَدُوا بِاسْمِ الرَّبِّ يَسُوعَ" أعمال الرسل 19 / 5
-"فَقَالَ لَهُمْ بُطْرُسُ: «تُوبُوا وَلْيَعْتَمِدْ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ عَلَى اسْمِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ لِغُفْرَانِ الْخَطَايَا فَتَقْبَلُوا عَطِيَّةَ الرُّوحِ الْقُدُسِ." أعمال الرسل 2 / 38
ولكن يناقض هذا ما قاله المسيح عليه السلام في البداية بأن رسالته هي لليهود فقط كما نقرأ  في متى "هَؤُلاَءِ الاِثْنَا عَشَرَ أَرْسَلَهُمْ يَسُوعُ وَأَوْصَاهُمْ قَائِلاً: «إِلَى طَرِيقِ أُمَمٍ لاَ تَمْضُوا وَإِلَى مَدِينَةٍ لِلسَّامِرِيِّينَ لاَ تَدْخُلُوا. بَلِ اذْهَبُوا بِالْحَرِيِّ إِلَى خِرَافِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ الضَّالَّةِ."متى  10/ 5-6
وكذلك فى نص أخر فى نفس السفر " فَأَجَابَ: «لَمْ أُرْسَلْ إِلاَّ إِلَى خِرَافِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ الضَّالَّةِ»"متى 15/24
6-  كيف جمع يسوع حوارييه ؟
يذكر متى فى انجيله "وَإِذْ كَانَ يَسُوعُ مَاشِياً عِنْدَ بَحْرِ الْجَلِيلِ أَبْصَرَ أَخَوَيْنِ: سِمْعَانَ الَّذِي يُقَالُ لَهُ بُطْرُسُ وَأَنْدَرَاوُسَ أَخَاهُ يُلْقِيَانِ شَبَكَةً فِي الْبَحْرِ فَإِنَّهُمَا كَانَا صَيَّادَيْنِ. فَقَالَ لَهُمَا: «هَلُمَّ وَرَائِي فَأَجْعَلُكُمَا صَيَّادَيِ النَّاسِ». فَلِلْوَقْتِ تَرَكَا الشِّبَاكَ وَتَبِعَاهُ. ثُمَّ اجْتَازَ مِنْ هُنَاكَ فَرَأَى أَخَوَيْنِ آخَرَيْنِ: يَعْقُوبَ بْنَ زَبْدِي وَيُوحَنَّا أَخَاهُ فِي السَّفِينَةِ مَعَ زَبْدِي أَبِيهِمَا يُصْلِحَانِ شِبَاكَهُمَا فَدَعَاهُمَا. فَلِلْوَقْتِ تَرَكَا السَّفِينَةَ وَأَبَاهُمَا وَتَبِعَاهُ."متى 4 / 18-22
أما مرقس فيقول "وَفِيمَا هُوَ يَمْشِي عِنْدَ بَحْرِ الْجَلِيلِ أَبْصَرَ سِمْعَانَ وَأَنْدَرَاوُسَ أَخَاهُ يُلْقِيَانِ شَبَكَةً فِي الْبَحْرِ فَإِنَّهُمَا كَانَا صَيَّادَيْنِ. فَقَالَ لَهُمَا يَسُوعُ: «هَلُمَّ وَرَائِي فَأَجْعَلُكُمَا تَصِيرَانِ صَيَّادَيِ النَّاسِ». فَلِلْوَقْتِ تَرَكَا شِبَاكَهُمَا وَتَبِعَاهُ. ثُمَّ اجْتَازَ مِنْ هُنَاكَ قَلِيلاً فَرَأَى يَعْقُوبَ بْنَ زَبْدِي وَيُوحَنَّا أَخَاهُ وَهُمَا فِي السَّفِينَةِ يُصْلِحَانِ الشِّبَاكَ. فَدَعَاهُمَا لِلْوَقْتِ. فَتَرَكَا أَبَاهُمَا زَبْدِي فِي السَّفِينَةِ مَعَ الأَجْرَى وَذَهَبَا وَرَاءَهُ.مرقس 1/16-20
هاتان روايتان متشابهتان عن كيفية انتقاء يسوع لتلاميذه ولكن للوقا رأيا آخر فقد دخل الى أحد السفينتين التين رآهما عند البحيرة وطلب من سمعان ان يبتعد عن البر حتى يستطيع يسوع أن يعظ الجماهير وكان يعقوب ويوحنا في مركب آخر وعندما انتهى من موعظته، علمهم كيف يصيدون كمية كبيرة من السمك فقال :
"وَإِذْ كَانَ الْجَمْعُ يَزْدَحِمُ عَلَيْهِ لِيَسْمَعَ كَلِمَةَ اللهِ كَانَ وَاقِفاً عِنْدَ بُحَيْرَةِ جَنِّيسَارَتَ. فَرَأَى سَفِينَتَيْنِ وَاقِفَتَيْنِ عِنْدَ الْبُحَيْرَةِ وَالصَّيَّادُونَ قَدْ خَرَجُوا مِنْهُمَا وَغَسَلُوا الشِّبَاكَ. فَدَخَلَ إِحْدَى السَّفِينَتَيْنِ الَّتِي كَانَتْ لِسِمْعَانَ وَسَأَلَهُ أَنْ يُبْعِدَ قَلِيلاً عَنِ الْبَرِّ. ثُمَّ جَلَسَ وَصَارَ يُعَلِّمُ الْجُمُوعَ مِنَ السَّفِينَةِ. وَلَمَّا فَرَغَ مِنَ الْكَلاَمِ قَالَ لِسِمْعَانَ: «أبْعُدْ إِلَى الْعُمْقِ وَأَلْقُوا شِبَاكَكُمْ لِلصَّيْدِ». فَأَجَابَ سِمْعَانُ: «يَا مُعَلِّمُ قَدْ تَعِبْنَا اللَّيْلَ كُلَّهُ وَلَمْ نَأْخُذْ شَيْئاً. وَلَكِنْ عَلَى كَلِمَتِكَ أُلْقِي الشَّبَكَةَ».
 وَلَمَّا فَعَلُوا ذَلِكَ أَمْسَكُوا سَمَكاً كَثِيراً جِدّاً فَصَارَتْ شَبَكَتُهُمْ تَتَخَرَّقُ. فَأَشَارُوا إِلَى شُرَكَائِهِمُِ الَّذِينَ فِي السَّفِينَةِ الأُخْرَى أَنْ يَأْتُوا وَيُسَاعِدُوهُمْ. فَأَتَوْا وَمَلَأُوا السَّفِينَتَيْنِ حَتَّى أَخَذَتَا فِي الْغَرَقِ. فَلَمَّا رَأَى سِمْعَانُ بُطْرُسُ ذَلِكَ خَرَّ عِنْدَ رُكْبَتَيْ يَسُوعَ قَائِلاً: «اخْرُجْ مِنْ سَفِينَتِي يَارَبُّ لأَنِّي رَجُلٌ خَاطِئٌ». إِذِ اعْتَرَتْهُ وَجمِيعَ الَّذِينَ مَعَهُ دَهْشَةٌ عَلَى صَيْدِ السَّمَكِ الَّذِي أَخَذُوهُ. وَكَذَلِكَ أَيْضاً يَعْقُوبُ وَيُوحَنَّا ابْنَا زَبْدِي اللَّذَانِ كَانَا شَرِيكَيْ سِمْعَانَ. فَقَالَ يَسُوعُ لِسِمْعَانَ: «لاَ تَخَفْ! مِنَ الآنَ تَكُونُ تَصْطَادُ النَّاسَ!»، وَلَمَّا جَاءُوا بِالسَّفِينَتَيْنِ إِلَى الْبَرِّ تَرَكُوا كُلَّ شَيْءٍ وَتَبِعُوهُ." لوقا 5/1-11
أما يوحنا فقد ذكر ما يناقض هذه الروايات فيقول "قَالَ لَهُمْ سِمْعَانُ بُطْرُسُ: «أَنَا أَذْهَبُ لأَتَصَيَّدَ». قَالُوا لَهُ: «نَذْهَبُ نَحْنُ أَيْضاً مَعَكَ». فَخَرَجُوا وَدَخَلُوا السَّفِينَةَ لِلْوَقْتِ. وَفِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ لَمْ يُمْسِكُوا شَيْئاً. وَلَمَّا كَانَ الصُّبْحُ وَقَفَ يَسُوعُ عَلَى الشَّاطِئِ. وَلَكِنَّ التّلاَمِيذَ لَمْ يَكُونُوا يَعْلَمُونَ أَنَّهُ يَسُوعُ. فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «يَا غِلْمَانُ أَلَعَلَّ عِنْدَكُمْ إِدَاماً؟». أَجَابُوهُ: «لاَ!» فَقَالَ لَهُمْ: «أَلْقُوا الشَّبَكَةَ إِلَى جَانِبِ السَّفِينَةِ الأَيْمَنِ فَتَجِدُوا». فَأَلْقَوْا وَلَمْ يَعُودُوا يَقْدِرُونَ أَنْ يَجْذِبُوهَا مِنْ كَثْرَةِ السَّمَكِ." يوحنا 21/3-6
وكذلك نجد رواية أخرى مختلفة في يوحنا فيقول " وَفِي الْغَدِ أَيْضاً كَانَ يُوحَنَّا وَاقِفاً هُوَ وَاثْنَانِ مِنْ تلاَمِيذِهِ فَنَظَرَ إِلَى يَسُوعَ مَاشِياً فَقَالَ: «هُوَذَا حَمَلُ اللَّهِ». فَسَمِعَهُ التِّلْمِيذَانِ يَتَكَلَّمُ فَتَبِعَا يَسُوعَ. فَالْتَفَتَ يَسُوعُ وَنَظَرَهُمَا يَتْبَعَانِ فَقَالَ لَهُمَا: «مَاذَا تَطْلُبَانِ؟» فَقَالاَ: «رَبِّي (الَّذِي تَفْسِيرُهُ: يَا مُعَلِّمُ) أَيْنَ تَمْكُثُ؟» فَقَالَ لَهُمَا: «تَعَالَيَا وَانْظُرَا». فَأَتَيَا وَنَظَرَا أَيْنَ كَانَ يَمْكُثُ وَمَكَثَا عِنْدَهُ ذَلِكَ الْيَوْمَ. وَكَانَ نَحْوَ السَّاعَةِ الْعَاشِرَةِ. كَانَ أَنْدَرَاوُسُ أَخُو سِمْعَانَ بُطْرُسَ وَاحِداً مِنَ الاِثْنَيْنِ اللَّذَيْنِ سَمِعَا يُوحَنَّا وَتَبِعَاهُ. هَذَا وَجَدَ أَوَّلاً أَخَاهُ سِمْعَانَ فَقَالَ لَهُ: «قَدْ وَجَدْنَا مَسِيَّا» (الَّذِي تَفْسِيرُهُ: الْمَسِيحُ)." يوحنا 1/35-42
معنى هذا أن مرقس ومتى يذكران أن المسيح عليه السلام رأى سمعان واندراوس على شاطيء الجليل فتبعاه، وبعد أن سار قليلا رأى يعقوب ابن زبدي وأخاه يوحنا، جميعهم كانوا يصلحون شباكهم عندما قابلوه.
أما يوحنا فيقول بأنه كان على ضفاف نهر الاردن عندما أشار اليه يوحنا المعمدان لاثنين من التلاميذ فتبعاه، أحدهما كان أندراوس أخو سمعان بطرس، أندراوس وجد أخاه سمعان وأحضره الى يسوع، ويسوع سماه صفا، في اليوم التالي ذهب يسوع الى الجليل ووجد فيلبس، بعد ذلك فيلبس وجد نثنائيل ولم يكن أي منهم يصلح شباكا في أي وقت من الأوقات.
7-بما أمر المسيح عليه السلام  تلاميذه ؟
عندما دعا يسوع الاثني عشر تلميذا ليذهبوا ويبشروا بملكوت الله ذكر لهم الأشياء التي لا  يأخذها التلميذ معه فقال : "لاَ تَقْتَنُوا ذَهَباً وَلاَ فِضَّةً وَلاَ نُحَاساً فِي مَنَاطِقِكُمْ وَلاَ مِزْوَداً لِلطَّرِيقِ  وَلاَ ثَوْبَيْنِ وَلاَ أَحْذِيَةً وَلاَ عَصاً لأَنَّ الْفَاعِلَ مُسْتَحِقٌّ طَعَامَهُ."متى 10/ 9-10
وفى لوقا أكد الأمر قائلا : "وَقَالَ لَهُمْ: «لاَ تَحْمِلُوا شَيْئاً لِلطَّرِيقِ لاَ عَصاً وَلاَ مِزْوَداً وَلاَ خُبْزاً    وَلاَ فِضَّةً وَلاَ يَكُونُ لِلْوَاحِدِ ثَوْبَانِ. وَأَيَُّ بَيْتٍ دَخَلْتُمُوهُ فَهُنَاكَ أَقِيمُوا وَمِنْ هُنَاكَ اخْرُجُوا. وَكُلُّ مَنْ لاَ يَقْبَلُكُمْ فَاخْرُجُوا مِنْ تِلْكَ الْمَدِينَةِ وَانْفُضُوا الْغُبَارَ أَيْضاً عَنْ أَرْجُلِكُمْ شَهَادَةً عَلَيْهِمْ»."لوقا 9 /3-5
ولكن النصين السابقين يخالفهما النص الذى جاء فى مرقس حيث ذكر فى انجيله : "وَأَوْصَاهُمْ  أَنْ لاَ يَحْمِلُوا شَيْئاً لِلطَّرِيقِ غَيْرَ عَصاً فَقَطْ لاَ مِزْوَداً وَلاَ خُبْزاً وَلاَ نُحَاساً فِي الْمِنْطَقَةِ. "مرقس 6/8
تفسير بولس لموت المسيح :
الرساله الى روما 7: 1-6 " أَمْ تَجْهَلُونَ أَيُّهَا الإِخْوَةُ - لأَنِّي أُكَلِّمُ الْعَارِفِينَ بِالنَّامُوسِ - أَنَّ النَّامُوسَ يَسُودُ عَلَى الإِنْسَانِ مَا دَامَ حَيّاً. فَإِنَّ الْمَرْأَةَ الَّتِي تَحْتَ رَجُلٍ هِيَ مُرْتَبِطَةٌ بِالنَّامُوسِ بِالرَّجُلِ الْحَيِّ. وَلَكِنْ إِنْ مَاتَ الرَّجُلُ فَقَدْ تَحَرَّرَتْ مِنْ نَامُوسِ الرَّجُلِ. فَإِذاً مَا دَامَ الرَّجُلُ حَيّاً تُدْعَى زَانِيَةً إِنْ صَارَتْ لِرَجُلٍ آخَرَ.
 وَلَكِنْ إِنْ مَاتَ الرَّجُلُ فَهِيَ حُرَّةٌ مِنَ النَّامُوسِ حَتَّى إِنَّهَا لَيْسَتْ زَانِيَةً إِنْ صَارَتْ لِرَجُلٍ آخَرَ. إِذاً يَا إِخْوَتِي أَنْتُمْ أَيْضاً قَدْ مُتُّمْ لِلنَّامُوسِ بِجَسَدِ الْمَسِيحِ لِكَيْ تَصِيرُوا لِآخَرَ لِلَّذِي قَدْ أُقِيمَ مِنَ الأَمْوَاتِ لِنُثْمِرَ لِلَّهِ. لأَنَّهُ لَمَّا كُنَّا فِي الْجَسَدِ كَانَتْ أَهْوَاءُ الْخَطَايَا الَّتِي بِالنَّامُوسِ تَعْمَلُ فِي أَعْضَائِنَا لِكَيْ نُثْمِرَ لِلْمَوْتِ. وَأَمَّا الآنَ فَقَدْ تَحَرَّرْنَا مِنَ النَّامُوسِ إِذْ مَاتَ الَّذِي كُنَّا مُمْسَكِينَ فِيهِ حَتَّى نَعْبُدَ بِجِدَّةِ الرُّوحِ لاَ بِعِتْقِ الْحَرْفِ ".
لو حللنا رموز هذه الفقرات من رسالة بولس الى أهل روما لوجدنا بأنه يحاول المقارنة بين موت المسيحي بالناموس بامرأة تتزوج ثانية بعد موت زوجها، بذلك فان بولس يبدو كاليائس المشوش في هل المسيحي كالزوجة ( في تحرره من الناموس) ام كالزوج ( في موته) أحد العلماء أشار اليه في هذا المقطع بأنه (مشوش الذهن بشكل ملفت للنظر)
8- كم يبلغ عدد تلاميذ المسيح ؟؟
لقد اختلفت الأناجيل فى عدد تلاميذ المسيح رغم انهم ليسوا بكثير ففى متى قالوا : فَأَجَابَهُمْ يَسُوعُ: «الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ عِنْدَمَا يَجْلِسُ ابْنُ الإِنْسَانِ عَلَى عَرْشِ مَجْدِهِ فِي زَمَنِ التَّجْدِيدِ، تَجْلِسُونَ أَنْتُمُ الَّذِينَ تَبِعْتُمُونِي عَلَى اثْنَيْ عَشَرَ عَرْشاً لِتَدِينُوا أَسْبَاطَ إِسْرَائِيلَ الاثْنَيْ عَشَرَ" متى 19 /28 
معنى هذا ان المسيح عليه السلام تنبأ لهم بأنهم سيكونون اثتى عشر حواريا وتابعين له  إلا أنهم ذكروا أن واحدا منهم وهو يهوذا الإسخريوطى خان سيده المسيح عليه السلام وشنق نفسه  فقالوا : فَأَلْقَى قِطَعَ الْفِضَّةِ فِي الْهَيْكَلِ وَانْصَرَفَ، ثُمَّ ذَهَبَ وَشَنَقَ نَفْسَهُ. " فصاروا 11 ! متى 27/5
ثم ذكر بولس فيما بعد فى رسالته الى كورنثوس زاعما ان المسيح بعد موته قام وراه التلاميذ فقال :"وَأَنَّهُ ظَهَرَ لِبُطْرُسَ، ثُمَّ لِلاثْنَيْ عَشَرَ." كورنثوس 15/5 أي أنهم أصبحوا ثلاثة عشر حتى بعد انتحار يهوذا ؟؟؟ !!!
إلا أنهم فى إنجيل لوقا قالوا : وَكَانَ اثْنَانِ مِنْهُمْ مُنْطَلِقَيْنِ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ إِلَى قَرْيَةٍ تَبْعُدُ سِتِّينَ غَلْوَةً (نَحْوَ سَبْعَةِ أَمْيَالٍ) عَنْ أُورُشَلِيمَ، اسْمُهَا عِمْوَاسُ. وَكَانَا يَتَحَدَّثَانِ عَنْ جَمِيعِ مَا حَدَثَ .وَبَيْنَمَا هُمَا يَتَحَدَّثَانِ وَيَتَبَاحَثَانِ، إِذَا يَسُوعُ نَفْسُهُ قَدِ اقْتَرَبَ إِلَيْهِمَا وَسَارَ مَعَهُمَا . ثُمَّ قَامَا فِي تِلْكَ السَّاعَةِ عَيْنِهَا، وَرَجَعَا إِلَى أُورُشَلِيمَ، فَوَجَدَا الأَحَدَ عَشَرَ وَالَّذِينَ مَعَهُمْ مُجْتَمِعِينَ" لوقا 24 /13---
حسب رواية لوقا هذه فإن عدد تلاميذ المسيح عليه السلام كانوا أربعة عشر وليس اثني عشر كما في الأناجيل الأخرى فقد ذُكر هنا " رجعا إلى أورشليم ووجدا الأحد عشر مجتمعين " فبذلك يصبح عددهم ثلاثة عشر لأن يهوذا الإسخريوطي كان قد انتحر.
وفي إنجيل مرقس قالوا: أَخِيراً ظَهَرَ لِلأَحَدَ عَشَرَ تِلْمِيذاً فِيمَا كَانُوا مُتَّكِئِينَ، وَوَبَّخَهُمْ عَلَى عَدَمِ إِيمَانِهِمْ وَقَسَاوَةِ قُلُوبِهِمْ، لأَنَّهُمْ لَمْ يُصَدِّقُوا الَّذِينَ شَاهَدُوهُ بَعْدَ قِيَامَتِهِ. 15وَقَالَ لَهُمْ: «اذْهَبُوا إِلَى الْعَالَمِ " مرقس 16/14
 فمن نصدق اذن ؟ ثم هل يخفى عل الله جل وعلا عدد التلاميذ ؟وان كان الإله قد عجز على ان يحدد التلاميذ وهم بهذا العدد البسيط فماذا عن غيرها من الامور المعقدة ؟ إلا ان هذا يدل على ان هذه الاناجيل انما هى من عند انفسهم وليست من عند الله جل وعلا بحال من الاحوال .
9- عودة المسيح عليه السلام
من الأمور التى تورط فيها المسيحيون الأوائل هى نقطة عودة المسيح عليه السلام  فقد ذكروا نصوصا تخالف الواقع تماما لانها تدل وتؤكد على عودة المسيح فبل انتهاء الجيل الاول منهم بل تبين ان اناسا ممن راوه وعاصروه سيكونون على قيد الحياة حين عودته فقالوا  :
- "اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لاَ يَمْضِي هَذَا الْجِيلُ حَتَّى يَكُونَ هَذَا كُلُّهُ."مرقس 13/30
-"وَمَتَى طَرَدُوكُمْ فِي هَذِهِ الْمَدِينَةِ فَاهْرُبُوا إِلَى الأُخْرَى. فَإِنِّي الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ لاَ تُكَمِّلُونَ مُدُنَ إِسْرَائِيلَ حَتَّى يَأْتِيَ ابْنُ الإِنْسَانِ."متى 10/13
-"اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ إِنَّ مِنَ الْقِيَامِ هَهُنَا قَوْماً لاَ يَذُوقُونَ الْمَوْتَ حَتَّى يَرَوُا ابْنَ الإِنْسَانِ آتِياً فِي مَلَكُوتِهِ»."متى 16/28
-"اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لاَ يَمْضِي هَذَا الْجِيلُ حَتَّى يَكُونَ هَذَا كُلُّهُ."متى 24/34
-"اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ لاَ يَمْضِي هَذَا الْجِيلُ حَتَّى يَكُونَ الْكُلُّ". لوقا 21/32
نفس الشيء حدث في الفترة التي كتب بها بولس الرسول رسالته الأولى الى كورينثوس " فَأَقُولُ هَذَا أَيُّهَا الإِخْوَةُ: الْوَقْتُ مُنْذُ الآنَ مُقَصَّرٌ لِكَيْ يَكُونَ الَّذِينَ لَهُمْ نِسَاءٌ كَأَنْ لَيْسَ لَهُمْ وَالَّذِينَ يَبْكُونَ كَأَنَّهُمْ لاَ يَبْكُونَ وَالَّذِينَ يَفْرَحُونَ كَأَنَّهُمْ لاَ يَفْرَحُونَ وَالَّذِينَ يَشْتَرُونَ كَأَنَّهُمْ لاَ يَمْلِكُونَ وَالَّذِينَ يَسْتَعْمِلُونَ هَذَا الْعَالَمَ كَأَنَّهُمْ لاَ يَسْتَعْمِلُونَهُ. لأَنَّ هَيْئَةَ هَذَا الْعَالَمِ تَزُولُ".كورنثوس 7/29-31
ولكن مشكلة بولس تكمن في أن بعض المؤمنين قد ماتوا فما الذي سيحدث لهم عند عودة  يسوع؟ يجيب بولس على هذا التساؤل في رسالته الأولى الى أهل تسالونيك 4 :13-18 "     
ثُمَّ لاَ أُرِيدُ أَنْ تَجْهَلُوا أَيُّهَا الإِخْوَةُ مِنْ جِهَةِ الرَّاقِدِينَ، لِكَيْ لاَ تَحْزَنُوا كَالْبَاقِينَ الَّذِينَ لاَ رَجَاءَ   لَهُمْ. لأَنَّهُ إِنْ كُنَّا نُؤْمِنُ أَنَّ يَسُوعَ مَاتَ وَقَامَ، فَكَذَلِكَ الرَّاقِدُونَ بِيَسُوعَ سَيُحْضِرُهُمُ اللهُ  أَيْضاً   مَعَهُ. فَإِنَّنَا نَقُولُ لَكُمْ هَذَا بِكَلِمَةِ الرَّبِّ: إِنَّنَا نَحْنُ الأَحْيَاءَ الْبَاقِينَ إِلَى مَجِيءِ الرَّبِّ لاَ نَسْبِقُ الرَّاقِدِينَ.
 لأَنَّ الرَّبَّ نَفْسَهُ سَوْفَ يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ بِهُتَافٍ، بِصَوْتِ رَئِيسِ مَلاَئِكَةٍ وَبُوقِ اللهِ، وَالأَمْوَاتُ فِي الْمَسِيحِ سَيَقُومُونَ أَوَّلاً. ثُمَّ نَحْنُ الأَحْيَاءَ الْبَاقِينَ سَنُخْطَفُ جَمِيعاً مَعَهُمْ فِي السُّحُبِ لِمُلاَقَاةِ الرَّبِّ فِي الْهَوَاءِ، وَهَكَذَا نَكُونُ كُلَّ حِينٍ مَعَ الرَّبِّ. لِذَلِكَ عَزُّوا بَعْضُكُمْ بَعْضاً بِهَذَا الْكَلاَمِ."
- "هُوَذَا يَأْتِي مَعَ السَّحَابِ، وَسَتَنْظُرُهُ كُلُّ عَيْنٍ، وَالَّذِينَ طَعَنُوهُ، وَيَنُوحُ عَلَيْهِ جَمِيعُ قَبَائِلِ الأَرْضِ. نَعَمْ آمِينَ". سفر الرؤيا 1/7
(هل عندكم من علم فتخرجوه لنا )
ياترى ما هو موقف الكنيسة الآن مما قاله أجدادهم ؟ فقد مضى ما يقرب من ستين جيلا بعد رفع المسيح عليه السلام ولم ينزل بعد والسؤال الآن هل مازالت مثل هذه النصوص تدرس فى الكنيسة وماذا يقول القساوسة لابنائهم حين يسألونهم عنها ؟ ولذا فنحن نعيد عليهم السؤال ثانية  الا وهو ( هل عندكم من علم فتخرجوه لنا ) فهذه المسألة التى أربكتهم وضحها الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم فى أحاديثه النبوية الشريفة فمنها قوله صلى الله عليه وسلم " " يوشك ان ينزل فيكم ابن مريم حكما عدلا , يقتل الدجال , ويقتل الخنزير ويكسر الصليب ويضع الجزية وتكون السجدة واحدة لله رب العالمين " ( )
ويقول ايضا صلى الله عليه وسلم " ان عيسى ابن مريم ينزل عند المنارة البيضاء شرقى دمشق بين مهرودتين واضعا كفيه على اجنحة ملكين إذا طأطأ رأسه قطر وإذا رفعه تحدر منه جمان كاللؤلؤ . فلا يحل لكافر ان يجد ريح نفسه الا مات , ونفسه ينتهى الى حيث ينتهى طرفه , فيطلب الدجال حتى يدركه بباب لد فيقتله .( )
وسيحكم سيدنا عيسى عليه السلام بما في القرآن الكريم وسنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم تصديقا لما جاء في الإنجيل على لسان سيدنا عيسى عليه السلام  حين قال :
"لا تظنوا أنى جئت لأنقض الناموس أو الأنبياء ما جئت لأنقض بل لأكمل . فانى الحق اقول لكم ان نزول السماء والأرض لا يزول حرف واحد او نقطة واحدة من الناموس حتى يكون الكل" . ( )
وليس هذا فحسب بل ان المسيح عليه السلام لن يصلى اماما بالمسلمين حتى لا يظن احد  ان المسلمين تابعين له بل سيصلى عليه السلام وراء امام المسلمين آنذاك مصداقا لقول المعصوم محمد صلى الله عليه وسلم في افضلية الامة الاسلامية : " منا من يصلى وراءه ابن مريم "
" اى انه سيكون في امة سيدنا محمد ائمة ومسلمون عظماء حتى يستحقون ان يتقدم احدهم  على نبى الله عيسى عليه السلام . وحتى لا يختلط الامر على الناس فتكون الرسالة واحدة والصلاة واحدة  والسجدة واحدة لله رب العالمين فالجميع سيسجد لله بما فيهم ابن مريم عليه السلام "
ومحاولة منا لتخفيف الحرج عن بنى إسرائيل فى هذه النقطة نذكر الآية الكريمة من القرآن الكريم والتى يقول الحق جل علا فيها " وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته "
والمعنى أنه ما من أحد من أهل الكتاب إلا ليؤمنن بحقيقة سيدنا عيسى وهو عبد الله ورسوله كما حكى القرآن الكريم  . وقد يكون المعنى أنه ما من كتابى إلا وقبل خروج روحه يشهد أن عيسى عليه السلام عبد الله ورسوله ويؤمن بأن الله واحد لا شريك له ولكن بعد فوات الاوان "
فربما ذكر لهم المسيح عليه السلام شيئا قريبا من ذلك ولكنهم أخطأوا فى تفسيرها مما اشكل عليهم الامور .
10- هناك عدد من الاسئلة نطرحها عليهم رغبة منا فى الوصول الى الحقيقة ومساعدة لهم إن كان لديهم أثارة من علم فليخرجوها لنا :
                      1- هل هنالك من هو بلا خطيئة ؟
يزعم النصارى أن المسيح عليه السلام اعطى تلاميذه ومن يحل محلهم فيما بعد سلطانا لإخراج شياطين , وقدرة على مغفرة الذنوب . وإن دل هذا فإنما يدل على أنهم معصومون ,  وإلا كيف يغفر الذنوب من هو فى حاجة إلى من يغفر له ؟ ولقد أكدوا فى الكتاب المقدس أنه ليس أحدا معصوما من الخطا , فقالوا فى العديد من النصوص ومنها:
-"إِذَا أَخْطَأُوا إِلَيْكَ - لأَنَّهُ لَيْسَ إِنْسَانٌ لاَ يُخْطِئُ - وَغَضِبْتَ عَلَيْهِمْ وَدَفَعْتَهُمْ أَمَامَ الْعَدُوِّ وَسَبَاهُمْ سَابُوهُمْ إِلَى أَرْضِ الْعَدُوِّ بَعِيدَةً أَوْ قَرِيبَةً،"ملوك أول 8/46
-"إِذَا أَخْطَأُوا إِلَيْكَ (لأَنَّهُ لَيْسَ إِنْسَانٌ لاَ يُخْطِئُ) وَغَضِبْتَ عَلَيْهِمْ وَدَفَعْتَهُمْ أَمَامَ الْعَدُوِّ وَسَبَاهُمْ سَابُوهُمْ إِلَى أَرْضٍ بَعِيدَةٍ أَوْ قَرِيبَةٍ"أخبار الأيام الثانى 6/36
-"مَنْ يَقُولُ: «إِنِّي زَكَّيْتُ قَلْبِي تَطَهَّرْتُ مِنْ خَطِيَّتِي؟» "أمثال 20/9
-"لأَنَّهُ لاَ إِنْسَانٌ صِدِّيقٌ فِي الأَرْضِ يَعْمَلُ صَلاَحاً وَلاَ يُخْطِئُ."الجامعة 7/20
-"إِنْ قُلْنَا إِنَّهُ لَيْسَ لَنَا خَطِيَّةٌ نُضِلُّ أَنْفُسَنَا وَلَيْسَ الْحَقُّ فِينَا. إِنِ اعْتَرَفْنَا بِخَطَايَانَا فَهُوَ أَمِينٌ وَعَادِلٌ، حَتَّى يَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَيُطَهِّرَنَا مِنْ كُلِّ إِثْمٍ. إِنْ قُلْنَا إِنَّنَا لَمْ نُخْطِئْ نَجْعَلْهُ كَاذِباً، وَكَلِمَتُهُ لَيْسَتْ فِينَا" رسالة يوحنا الأولى 1/8-10
                   2-  هل على الأرض السلام وبالناس المسرة ؟
يتغنى النصارى بهذا النشيد زاعمين أنهم رسل السلام إلى البشرية ويتناسون ما يفعلونه كل يوم بل كل ساعة بالشعوب من تدمير وتخريب واغتيالات ؛ فمن دمر العراق ومن يدمر افغانستان  ومن دمر الشام من قبل فى الحروب الصليبية ومن احتل العالم مرارا وتكرارا ومن يتربص بالعالم الان الدوائر متمنيا نقطة ضعف حتى ينقضوا على البقية الباقية ؟  ومع هذا يجدون من يصفق لهم حين يقولون أنهم دعاة السلام مؤكدين أقوالهم بهذه النصوص :
-"سلاَماً أَتْرُكُ لَكُمْ. سلاَمِي أُعْطِيكُمْ. لَيْسَ كَمَا يُعْطِي الْعَالَمُ أُعْطِيكُمْ أَنَا. لاَ تَضْطَرِبْ قُلُوبُكُمْ وَلاَ تَرْهَبْ."يوحنا 14/27
-"الْكَلِمَةُ الَّتِي أَرْسَلَهَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ يُبَشِّرُ بِالسَّلاَمِ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ. هَذَا هُوَ رَبُّ الْكُلِّ."أعمال الرسل 10/36
-"الْمَجْدُ لِلَّهِ فِي الأَعَالِي وَعَلَى الأَرْضِ السَّلاَمُ وَبِالنَّاسِ الْمَسَرَّةُ"لوقا 2/14
ولكن لم يحاولوا البتة أن يظهروا للناس النصوص الأخرى التى تحثهم على إبادة الأخر وإحراقه  وهى ايضا من كتبهم ومنها :
-«لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لِأُلْقِيَ سَلاَماً عَلَى الأَرْضِ. مَا جِئْتُ لِأُلْقِيَ سَلاَماً بَلْ سَيْفاً. فَإِنِّي جِئْتُ لِأُفَرِّق الإِنْسَانَ ضِدَّ أَبِيهِ وَالاِبْنَةَ ضِدَّ أُمِّهَا وَالْكَنَّةَ ضِدَّ حَمَاتِهَا. وَأَعْدَاءُ الإِنْسَانِ أَهْلُ بَيْتِهِ."متى 10/34-35
وفى لوقا "فَقَالَ لَهُمْ: «لَكِنِ الآنَ مَنْ لَهُ كِيسٌ فَلْيَأْخُذْهُ وَمِزْوَدٌ كَذَلِكَ. وَمَنْ لَيْسَ لَهُ فَلْيَبِعْ ثَوْبَهُ وَيَشْتَرِ سَيْفاً." لوقا 22/36
                 3- ما موقف المسيح عليه السلام من بطرس؟
لقد افترى النصارى على المسيح عليه السلام وأبلغوا ابنائهم كلاما لم يقله ؛ وإلا ماذا عن هذا التخبط فتارة يمنح أحد تلاميذه وساما أيما وسام  ثم يلعنه ويجعله شيطانا ؛ فقالوا فى انجيل متى عن بطرس : "فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «طُوبَى لَكَ يَا سِمْعَانُ بْنَ يُونَا إِنَّ لَحْماً وَدَماً لَمْ يُعْلِنْ لَكَ لَكِنَّ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ. وَأَنَا أَقُولُ لَكَ أَيْضاً: أَنْتَ بُطْرُسُ وَعَلَى هَذِهِ الصَّخْرَةِ أَبْنِي كَنِيسَتِي وَأَبْوَابُ الْجَحِيمِ لَنْ تَقْوَى عَلَيْهَا. وَأُعْطِيكَ مَفَاتِيحَ مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ فَكُلُّ مَا تَرْبِطُهُ عَلَى الأَرْضِ يَكُونُ مَرْبُوطاً فِي السَّمَاوَاتِ. وَكُلُّ مَا تَحُلُّهُ عَلَى الأَرْضِ يَكُونُ مَحْلُولاً فِي السَّمَاوَاتِ»."متى 16/17-19 
ثم فى نفس الإنجيل قالوا ان المسيح عليه السلام  "فَالْتَفَتَ وَقَالَ لِبُطْرُسَ: «اذْهَبْ عَنِّي يَا شَيْطَانُ. أَنْتَ مَعْثَرَةٌ لِي لأَنَّكَ لاَ تَهْتَمُّ بِمَا لِلَّهِ لَكِنْ بِمَا لِلنَّاسِ»."متى 16/23
   4-هل أرسل أحدا ؟ هل كانا دابة أم اثنتان؟ هل وجده بنفسه ؟
قائِلاً لَهُمَا: «اِذْهَبَا إِلَى الْقَرْيَةِ الَّتِي أَمَامَكُمَا فَلِلْوَقْتِ تَجِدَانِ أَتَاناً مَرْبُوطَةً وَجَحْشاً مَعَهَا فَحُلَّاهُمَا وَأْتِيَانِي بِهِمَا."متى 21/2
وفى مرقس "وَقَالَ لَهُمَا: «اذْهَبَا إِلَى الْقَرْيَةِ الَّتِي أَمَامَكُمَا فَلِلْوَقْتِ وَأَنْتُمَا دَاخِلاَنِ إِلَيْهَا تَجِدَانِ جَحْشاً مَرْبُوطاً لَمْ يَجْلِسْ عَلَيْهِ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ. فَحُلاَّهُ وَأْتِيَا بِهِ."مرقس 11/2
وفى إنجيل لوقا "قَائِلاً: «اِذْهَبَا إِلَى الْقَرْيَةِ الَّتِي أَمَامَكُمَا وَحِينَ تَدْخُلاَنِهَا تَجِدَانِ جَحْشاً مَرْبُوطاً لَمْ يَجْلِسْ عَلَيْهِ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ قَطُّ. فَحُلاَّهُ وَأْتِيَا بِهِ. "لوقا 19/30
أما فى يوحنا "وَوَجَدَ يَسُوعُ جَحْشاً فَجَلَسَ عَلَيْهِ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ"يوحنا 12/14
        5 - هل كان أخرس واحد أم جموع وعلل مختلفة ?
 
لأنهم فى مرقس " وَجَاءُوا إِلَيْهِ بِأَصَمَّ أَعْقَدَ وَطَلَبُوا إِلَيْهِ أَنْ يَضَعَ يَدَهُ عَلَيْهِ. فَأَخَذَهُ مِنْ بَيْنِ الْجَمْعِ عَلَى نَاحِيَةٍ وَوَضَعَ أَصَابِعَهُ فِي أُذُنَيْهِ وَتَفَلَ وَلَمَسَ لِسَانَهُ وَرَفَعَ نَظَرَهُ نَحْوَ السَّمَاءِ وَأَنَّ وَقَالَ لَهُ: «إِفَّثَا». أَيِ انْفَتِحْ. وَلِلْوَقْتِ انْفَتَحَتْ أُذْنَاهُ وَانْحَلَّ رِبَاطُ لِسَانِهِ وَتَكَلَّمَ مُسْتَقِيماً."مرقس 7/32-35
إلا أنهم فى إنجيل متى قالوا : "ثُمَّ انْتَقَلَ يَسُوعُ مِنْ هُنَاكَ وَجَاءَ إِلَى جَانِبِ بَحْرِ الْجَلِيلِ وَصَعِدَ إِلَى الْجَبَلِ وَجَلَسَ هُنَاكَ. فَجَاءَ إِلَيْهِ جُمُوعٌ كَثِيرَةٌ مَعَهُمْ عُرْجٌ وَعُمْيٌ وَخُرْسٌ وَشُلٌّ وَآخَرُونَ كَثِيرُونَ وَطَرَحُوهُمْ عِنْدَ قَدَمَيْ يَسُوعَ. فَشَفَاهُمْ حَتَّى تَعَجَّبَ الْجُمُوعُ إِذْ رَأَوُا الْخُرْسَ يَتَكَلَّمُونَ وَالشُّلَّ يَصِحُّونَ وَالْعُرْجَ يَمْشُونَ وَالْعُمْيَ يُبْصِرُونَ. وَمَجَّدُوا إِلَهَ إِسْرَائِيلَ."متى 15/29-31
                 6- هل كانت المرأة كنعانية أم فينيقية ؟
ذكر متى فى إنجيله  وَإِذَا امْرَأَةٌ كَنْعَانِيَّةٌ خَارِجَةٌ مِنْ تِلْكَ التُّخُومِ صَرَخَتْ إِلَيْهِ: «ارْحَمْنِي يَا سَيِّدُ يَا ابْنَ دَاوُدَ. ابْنَتِي مَجْنُونَةٌ جِدّاً»."متى 15/22
أما مرقس فذكر فى إنجيله "لأَنَّ امْرَأَةً كَانَ بِابْنَتِهَا رُوحٌ نَجِسٌ سَمِعَتْ بِهِ فَأَتَتْ وَخَرَّتْ عِنْدَ قَدَمَيْهِ. وَكَانَتْ الْمَرْأَةُ أُمَمِيَّةً وَفِي جِنْسِهَا فِينِيقِيَّةً سُورِيَّةً - فَسَأَلَتْهُ أَنْ يُخْرِجَ الشَّيْطَانَ مِنِ ابْنَتِهَا. "مرقس 7/25-26
           7- هل قبله يهوذا ليعرفوه أم هو عرف عن نفسه ؟
متى 26 :48-50 "وَالَّذِي أَسْلَمَهُ أَعْطَاهُمْ عَلاَمَةً قَائِلاً: «ألَّذِي أُقَبِّلُهُ هُوَ هُوَ. أَمْسِكُوهُ». فَلِلْوَقْتِ تَقَدَّمَ إِلَى يَسُوعَ وَقَالَ: «السَّلاَمُ يَا سَيِّدِي!» وَقَبَّلَهُ. فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «يَا صَاحِبُ لِمَاذَا جِئْتَ؟» حِينَئِذٍ تَقَدَّمُوا وَأَلْقَوُا الأَيَادِيَ عَلَى يَسُوعَ وَأَمْسَكُوهُ."
يوحنا 18 :3-12 "فَأَخَذَ يَهُوذَا الْجُنْدَ وَخُدَّاماً مِنْ عِنْدِ رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَالْفَرِّيسِيِّينَ وَجَاءَ إِلَى هُنَاكَ بِمَشَاعِلَ وَمَصَابِيحَ وَسِلاَحٍ. فَخَرَجَ يَسُوعُ وَهُوَ عَالِمٌ بِكُلِّ مَا يَأْتِي عَلَيْهِ وَقَالَ لَهُمْ: «مَنْ تَطْلُبُونَ؟» 5أَجَابُوهُ: «يَسُوعَ النَّاصِرِيَّ». قَالَ لَهُمْ: «أَنَا هُوَ». وَكَانَ يَهُوذَا مُسَلِّمُهُ أَيْضاً وَاقِفاً مَعَهُمْ. 6فَلَمَّا قَالَ لَهُمْ: «إِنِّي أَنَا هُوَ» رَجَعُوا إِلَى الْوَرَاءِ وَسَقَطُوا عَلَى الأَرْضِ. فَسَأَلَهُمْ أَيْضاً: «مَنْ تَطْلُبُونَ؟» فَقَالُوا: «يَسُوعَ النَّاصِرِيَّ». أَجَابَ: «قَدْ قُلْتُ لَكُمْ إِنِّي أَنَا هُوَ. فَإِنْ كُنْتُمْ تَطْلُبُونَنِي فَدَعُوا هَؤُلاَءِ يَذْهَبُونَ». لِيَتِمَّ الْقَوْلُ الَّذِي قَالَهُ: «إِنَّ الَّذِينَ أَعْطَيْتَنِي لَمْ أُهْلِكْ مِنْهُمْ أَحَداً».
               8 - هل لا أحد بار ؟
بين الحين والأخر يخرج بولس بتصريحات تناقض سابقيه من كتبة العهد القديم بل من كتبة العهد الجديد ايضا ؛  ففى الوقت الذى اثبت فيه الجميع أن المخلصين كثيرون أثبت بولس أنه ليس أحد بارا  البتة :
ففى سفر التكوين " وَلَمَّا كَانَ أَبْرَامُ ابْنَ تِسْعٍ وَتِسْعِينَ سَنَةً ظَهَرَ الرَّبُّ لأَبْرَامَ وَقَالَ لَهُ: «أَنَا اللهُ الْقَدِيرُ. سِرْ أَمَامِي وَكُنْ كَامِلاً" تكوين 17/1
ومرة أخرى فى سفر التكوين " وقال الرَّبُّ لِنُوحٍ: «ادْخُلْ أَنْتَ وَجَمِيعُ بَيْتِكَ إِلَى الْفُلْكِ لأَنِّي إِيَّاكَ رَأَيْتُ بَارّاً لَدَيَّ فِي هَذَا الْجِيلِ."تكوين 7/1
وفى سفرأيوب "كَانَ رَجُلٌ فِي أَرْضِ عُوصَ اسْمُهُ أَيُّوبُ. وَكَانَ هَذَا الرَّجُلُ كَامِلاً وَمُسْتَقِيماً يَتَّقِي اللهَ وَيَحِيدُ عَنِ الشَّرِّ."أيوب 1/1
ونصا أخر فى سفرأيوب " فَقَالَ الرَّبُّ لِلشَّيْطَانِ: [هَلْ جَعَلْتَ قَلْبَكَ عَلَى عَبْدِي أَيُّوبَ؟ لأَنَّهُ لَيْسَ مِثْلُهُ فِي الأَرْضِ. رَجُلٌ كَامِلٌ وَمُسْتَقِيمٌ يَتَّقِي اللهَ وَيَحِيدُ عَنِ الشَّرِّ]."أيوب 1/8
وفى العهد الجديد فى إنجيل لوقا "وَكَانَا كِلاَهُمَا بَارَّيْنِ أَمَامَ اللهِ سَالِكَيْنِ فِي جَمِيعِ وَصَايَا الرَّبِّ وَأَحْكَامِهِ بِلاَ لَوْمٍ." لوقا 1/6
إلا أن بولس نقض كل ما سبق فقال فى الرسالة الى روما " كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ: «أَنَّهُ لَيْسَ بَارٌّ وَلاَ وَاحِدٌ."رومية 3/10
  9-هل نزل الروح القدس أم لا ؟
فى إنجيل متى "فَلَمَّا اعْتَمَدَ يَسُوعُ صَعِدَ لِلْوَقْتِ مِنَ الْمَاءِ وَإِذَا السَّمَاوَاتُ قَدِ انْفَتَحَتْ لَهُ فَرَأَى   رُوحَ اللَّهِ نَازِلاً مِثْلَ حَمَامَةٍ وَآتِياً عَلَيْهِ وَصَوْتٌ مِنَ السَّمَاوَاتِ قَائِلاً: «هَذَا هُوَ ابْنِي الْحَبِيبُ الَّذِي بِهِ سُرِرْتُ»."متى 3/16-17
وفى نص أخر من إنجيل متى أيضا قالوا : "وَفِيمَا هُوَ يَتَكَلَّمُ إِذَا سَحَابَةٌ نَيِّرَةٌ ظَلَّلَتْهُمْ وَصَوْتٌ مِنَ السَّحَابَةِ قَائِلاً: «هَذَا هُوَ ابْنِي الْحَبِيبُ الَّذِي بِهِ سُرِرْتُ. لَهُ اسْمَعُوا»"متى 17/5
وفى إنجيل مرقس "وَكَانَتْ سَحَابَةٌ تُظَلِّلُهُمْ. فَجَاءَ صَوْتٌ مِنَ السَّحَابَةِ قَائِلاً: «هَذَا هُوَ ابْنِي الْحَبِيبُ. لَهُ اسْمَعُوا»."مرقس 9/7
وفى نص أخر من إنجيل مرقس أيضا قالوا :"وَلِلْوَقْتِ وَهُوَ صَاعِدٌ مِنَ الْمَاءِ رَأَى السَّمَاوَاتِ قَدِ انْشَقَّتْ وَالرُّوحَ مِثْلَ حَمَامَةٍ نَازِلاً عَلَيْهِ. وَكَانَ صَوْتٌ مِنَ السَّمَاوَاتِ: «أَنْتَ ابْنِي الْحَبِيبُ الَّذِي بِهِ سُرِرْتُ!»."مرقس 1/11
أما فى إنجيل لوقا "وَنَزَلَ عَلَيْهِ الرُّوحُ الْقُدُسُ بِهَيْئَةٍ جِسْمِيَّةٍ مِثْلِ حَمَامَةٍ. وَكَانَ صَوْتٌ مِنَ السَّمَاءِ قَائِلاً: «أَنْتَ ابْنِي الْحَبِيبُ بِكَ سُرِرْتُ!». "لوقا 3/22
وفى إنجيل لوقا أيضا : "وَصَارَ صَوْتٌ مِنَ السَّحَابَةِ قَائِلاً: «هَذَا هُوَ ابْنِي الْحَبِيبُ. لَهُ اسْمَعُوا"لوقا 9/35
10-هل شفى المسيح عليه السلام  مجنون أم مجنونان ؟
لأنهم ذكروا فى انجيل متى "وَلَمَّا جَاءَ إِلَى الْعَبْرِ إِلَى كُورَةِ الْجِرْجَسِيِّينَ اسْتَقْبَلَهُ مَجْنُونَانِ خَارِجَانِ  مِنَ الْقُبُورِ هَائِجَانِ جِدَّاً حَتَّى لَمْ يَكُنْ أَحَدٌ يَقْدِرُ أَنْ يَجْتَازَ مِنْ تِلْكَ الطَّرِيقِ."متى 8/28-29
أما فى انجيل مرقس فقالوا - "وَجَاءُوا إِلَى عَبْرِ الْبَحْرِ إِلَى كُورَةِ الْجَدَرِيِّينَ. وَلَمَّا خَرَجَ مِنَ السَّفِينَةِ لِلْوَقْتِ اسْتَقْبَلَهُ مِنَ الْقُبُورِ إِنْسَانٌ بِهِ رُوحٌ نَجِسٌ."مرقس 5/1-2
 11- هل كانت  ام زبدي أم ابناها من الحواريين ؟
ففى انجيل متى "حِينَئِذٍ تَقَدَّمَتْ إِلَيْهِ أُمُّ ابْنَيْ زَبْدِي مَعَ ابْنَيْهَا وَسَجَدَتْ وَطَلَبَتْ مِنْهُ شَيْئاً. فَقَالَ لَهَا: «مَاذَا تُرِيدِينَ؟» قَالَتْ لَهُ: «قُلْ أَنْ يَجْلِسَ ابْنَايَ هَذَانِ وَاحِدٌ عَنْ يَمِينِكَ وَالآخَرُ عَنِ الْيَسَارِ فِي مَلَكُوتِكَ». "متى 20/21
أما فى انجيل مرقس فقالوا : "وَتَقَدَّمَ إِلَيْهِ يَعْقُوبُ وَيُوحَنَّا ابْنَا زَبْدِي قَائِلَيْنِ: «يَا مُعَلِّمُ نُرِيدُ أَنْ تَفْعَلَ لَنَا كُلَّ مَا طَلَبْنَا». فَسَأَلَهُمَا: «مَاذَا تُرِيدَانِ أَنْ أَفْعَلَ لَكُمَا؟» فَقَالاَ لَهُ: «أَعْطِنَا أَنْ نَجْلِسَ وَاحِدٌ عَنْ يَمِينِكَ وَالآخَرُ عَنْ يَسَارِكَ فِي مَجْدِكَ»." مرقس 10/35-37
12- هل كان أعمى أم أعميان ؟؟
فى انجيل متى "وَفِيمَا هُمْ خَارِجُونَ مِنْ أَرِيحَا تَبِعَهُ جَمْعٌ كَثِيرٌ وَإِذَا أَعْمَيَانِ جَالِسَانِ عَلَى الطَّرِيقِ. فَلَمَّا سَمِعَا أَنَّ يَسُوعَ مُجْتَازٌ صَرَخَا قَائِلَيْنِ: «ارْحَمْنَا يَا سَيِّدُ يَا ابْنَ دَاوُدَ»."متى 20/29-30
أما فى انجيل مرقس " وجَاءُوا إِلَى أَرِيحَا. وَفِيمَا هُوَ خَارِجٌ مِنْ أَرِيحَا مَعَ تَلاَمِيذِهِ وَجَمْعٍ غَفِيرٍ كَانَ بَارْتِيمَاوُسُ الأَعْمَى ابْنُ تِيمَاوُسَ جَالِساً عَلَى الطَّرِيقِ يَسْتَعْطِي."مرقس 10/46


13- هل كان المسيح عليه السلام  ابن الله أم انسانا بارا ؟
فى انجيل مرقس  " وَلَمَّا رَأَى قَائِدُ الْمِئَةِ الْوَاقِفُ مُقَابِلَهُ أَنَّهُ صَرَخَ هَكَذَا وَأَسْلَمَ الرُّوحَ قَالَ: «حَقّاً كَانَ هَذَا الإِنْسَانُ ابْنَ اللَّهِ!» "مرقس 15/39
أما فى انجيل لوقا فقالوا : فَلَمَّا رَأَى قَائِدُ الْمِئَةِ مَا كَانَ مَجَّدَ اللهَ قَائِلاً: «بِالْحَقِيقَةِ كَانَ هَذَا الإِنْسَانُ بَارّاً!»"لوقا 32/47
14- هل كانت الموعظة على الجبل أم في السهل ؟
فى إنجيل متى "وَلَمَّا رَأَى الْجُمُوعَ صَعِدَ إِلَى الْجَبَلِ فَلَمَّا جَلَسَ تَقَدَّمَ إِلَيْهِ تَلاَمِيذُهُ. فَعَلَّمَهُمْ قَائِلاً: «طُوبَى لِلْمَسَاكِينِ بِالرُّوحِ لأَنَّ لَهُمْ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ."متى 5/1-3
أما فى إنجيل لوقا "وَنَزَلَ مَعَهُمْ وَوَقَفَ فِي مَوْضِعٍ سَهْلٍ هُوَ وَجَمْعٌ مِنْ تَلاَمِيذِهِ وَجُمْهُورٌ كَثِيرٌ مِنَ الشَّعْبِ مِنْ جَمِيعِ الْيَهُودِيَّةِ وَأُورُشَلِيمَ وَسَاحِلِ صُورَ وَصَيْدَاءَ الَّذِينَ جَاءُوا لِيَسْمَعُوهُ وَيُشْفَوْا مِنْ أَمْرَاضِهِمْ وَالْمُعَذَّبُونَ مِنْ أَرْوَاحٍ نَجِسَةٍ. وَكَانُوا يَبْرَأُونَ. وَكُلُّ الْجَمْعِ طَلَبُوا أَنْ يَلْمِسُوهُ لأَنَّ قُوَّةً كَانَتْ تَخْرُجُ مِنْهُ وَتَشْفِي الْجَمِيعَ. وَرَفَعَ عَيْنَيْهِ إِلَى تَلاَمِيذِهِ وَقَالَ: «طُوبَاكُمْ أَيُّهَا الْمَسَاكِينُ لأَنَّ لَكُمْ مَلَكُوتَ اللهِ." لوقا 6/17-20
        15- هل  كانت المراة صالحا أم خاطئة ؟
ففى إنجيل متى "وَفِيمَا كَانَ يَسُوعُ فِي بَيْتِ عَنْيَا فِي بَيْتِ سِمْعَانَ الأَبْرَصِ تَقَدَّمَتْ إِلَيْهِ امْرَأَةٌ مَعَهَا قَارُورَةُ طِيبٍ كَثِيرِ الثَّمَنِ فَسَكَبَتْهُ عَلَى رَأْسِهِ وَهُوَ مُتَّكِئٌ. فَلَمَّا رَأَى تَلاَمِيذُهُ ذَلِكَ اغْتَاظُوا قَائِلِينَ: «لِمَاذَا هَذَا الإِتْلاَفُ؟ لأَنَّهُ كَانَ يُمْكِنُ أَنْ يُبَاعَ هَذَا الطِّيبُ بِكَثِيرٍ وَيُعْطَى لِلْفُقَرَاءِ»."متى 26/6-9
أما فى إنجيل مرقس "وَفِيمَا هُوَ فِي بَيْتِ عَنْيَا فِي بَيْتِ سِمْعَانَ الأَبْرَصِ وَهُوَ مُتَّكِئٌ جَاءَتِ امْرَأَةٌ مَعَهَا قَارُورَةُ طِيبِ نَارِدِينٍ خَالِصٍ كَثِيرِ الثَّمَنِ. فَكَسَرَتِ الْقَارُورَةَ وَسَكَبَتْهُ عَلَى رَأْسِهِ. وَكَانَ قَوْمٌ مُغْتَاظِينَ فِي أَنْفُسِهِمْ فَقَالُوا: «لِمَاذَا كَانَ تَلَفُ الطِّيبِ هَذَا؟ لأَنَّهُ كَانَ يُمْكِنُ أَنْ يُبَاعَ هَذَا بِأَكْثَرَ مِنْ ثَلاَثِمِئَةِ دِينَارٍ وَيُعْطَى لِلْفُقَرَاءِ». وَكَانُوا يُؤَنِّبُونَهَا. أَمَّا يَسُوعُ فَقَالَ: «اتْرُكُوهَا! لِمَاذَا تُزْعِجُونَهَا؟ قَدْ عَمِلَتْ بِي عَمَلاً حَسَناً."مرقس 14/3-7
وفى إنجيل لوقا  "وَسَأَلَهُ وَاحِدٌ مِنَ الْفَرِّيسِيِّينَ أَنْ يَأْكُلَ مَعَهُ فَدَخَلَ بَيْتَ الْفَرِّيسِيِّ وَاتَّكَأَ. وَإِذَا امْرَأَةٌ فِي الْمَدِينَةِ كَانَتْ خَاطِئَةً إِذْ عَلِمَتْ أَنَّهُ مُتَّكِئٌ فِي بَيْتِ الْفَرِّيسِيِّ جَاءَتْ بِقَارُورَةِ طِيبٍ وَوَقَفَتْ عِنْدَ قَدَمَيْهِ مِنْ وَرَائِهِ بَاكِيَةً وَابْتَدَأَتْ تَبُلُّ قَدَمَيْهِ بِالدُّمُوعِ وَكَانَتْ تَمْسَحُهُمَا بِشَعْرِ رَأْسِهَا وَتُقَبِّلُ قَدَمَيْهِ وَتَدْهَنُهُمَا بِالطِّيبِ. فَلَمَّا رَأَى الْفَرِّيسِيُّ الَّذِي دَعَاهُ ذَلِكَ قَالَ فِي نَفْسِهِ: «لَوْ كَانَ هَذَا نَبِيّاً لَعَلِمَ مَنْ هَذِهِ الْمَرْأَةُ الَّتِي تَلْمِسُهُ وَمَا هِيَ! إِنَّهَا خَاطِئِةٌ»."لوقا 7/36-39
وأخيرا فى إنجيل يوحنا  "ثُمَّ قَبْلَ الْفِصْحِ بِسِتَّةِ أَيَّامٍ أَتَى يَسُوعُ إِلَى بَيْتِ عَنْيَا حَيْثُ كَانَ لِعَازَرُ الْمَيْتُ الَّذِي أَقَامَهُ مِنَ الأَمْوَاتِ. فَصَنَعُوا لَهُ هُنَاكَ عَشَاءً. وَكَانَتْ مَرْثَا تَخْدِمُ وَأَمَّا لِعَازَرُ فَكَانَ أَحَدَ الْمُتَّكِئِينَ مَعَهُ. فَأَخَذَتْ مَرْيَمُ مَناً مِنْ طِيبِ نَارِدِينٍ خَالِصٍ كَثِيرِ الثَّمَنِ وَدَهَنَتْ قَدَمَيْ يَسُوعَ وَمَسَحَتْ قَدَمَيْهِ بِشَعْرِهَا فَامْتَلَأَ الْبَيْتُ مِنْ رَائِحَةِ الطِّيبِ. فَقَالَ وَاحِدٌ مِنْ تلاَمِيذِهِ وَهُوَ يَهُوذَا سِمْعَانُ الإِسْخَرْيُوطِيُّ الْمُزْمِعُ أَنْ يُسَلِّمَهُ: «لِمَاذَا لَمْ يُبَعْ هَذَا الطِّيبُ بِثلاَثَمِئَةِ دِينَارٍ وَيُعْطَ لِلْفُقَرَاءِ؟»"يوحنا 12/1-6
هذه أربع روايات في الأربعة أناجيل ولكن بها كثير من التناقضات :
1) متى ومرقس قالا بأن الحادثة جرت في منزل سمعان الأبرص، لوقا قال انها كانت في بيت الفريسي، يوحنا قال انها جرت في منزل اليعازر.
2) لم يحدد متى ومرقس المرأة التي سكبت الطيب، لوقا قال بأن امرأة خاطئة قد فعلت ذلك، يوحنا قال أن مريم فعلت ذلك.
3) متى ومرقس قالا بأن المرأة سكبت الطيب على رأسه، لوقا ويوحنا قالا دهنت قدميه.
4) مرقس قال ان البعض اغتاظ لسكب العطر، متى قال بأن التلاميذ اغتاظوا، لوقا قال بأن الفريسي قد حدث نفسه، يوحنا قال بأن يهوذا الاسخريوطي قد اغتاظ.
    
        




                                         الباب السادس
                          الأسرة بين الإسلام والأديان الأخرى
                                       الزواج فى الأديان
الزواج فى الإسلام هو سنة من سنن الأنبياء، وضرورة من ضروريات الحياة، به تصان الأعراض وتحفظ الحرمات، ويقضى الإنسان شهوته، وهو وسيلة لحفظ النسل وبقاء الجنس البشرى واستمرار الحياة. كما أنه يُسهم في تقوية أواصر المحبة والتعاون من خلال المصاهرة أو النسب، فتتسع دائرة الأقارب ، ومن هنا دعا الإسلام إلى الزواج ورغَّب فيه، قال تعالى{ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجًا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون}[الروم: 21]
وقال صلي الله عليه وسلم (يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر، وأحصن للفرج، ومَنْ لم يستطع فعليه بالصوم، فإنه له وجاء (وقاية) [متفق عليه].
والزواج واجبٌ على كل مسلم إن كان قادرًا على القيام بأعبائه، وكان ممن يخاف على نفسه الوقوع في الفاحشة، ومن كان لا يستطيع الزواج لعدم القدرة المادية فليكثر من الصيام فيحفظه ويقيه من الانحراف.وإن كان لديه القدرة على أعباء الزواج، ولكنه لا يخاف على نفسه الوقوع في الفاحشة كان الزواج في حقه مستحبًا.
هذه سنة الإسلام فى الزواج وسنوضحها بالتفصيل إن شاء الله تعالى  ولكن بعد أن أقدم لك عزيزى القارئ صور من طرق الزواج فى الأديان الأخرى للتعرف على نمط الزواج عند الأديان والمذاهب المختلفة .ولنعلم مدى سماحة الإسلام فى التعامل مع كل البشر وكيف سمح الإسلام لأبنائه الزواج بالأخريات وهو ما يعرف بالزواج المختلط  فى الوقت الذى حرمت فيه المذاهب والأديان الأخرى الزواج من  أمثالهم فى الدين . ولكن تركوهم لمجرد الإختلاف فى المذهب ولنرى أى الأديان يدعوا للتسامح والتقارب وأيها يدعوا للعنف والتنابذ .
وسنعرض الآن صورا من الزواج فى ديانات مختلفة ثم نعقب بالزواج فى الإسلام ليعلم الجميع أنه لاعلم بعد علم الله جل وعلا القائل ( ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير ) ومن ثم فنحن نخاطب أهل الكتاب بما سألهم عنه الحق سبحانه وتعالى حين قال( هل عندكم من علم فتخرجوه لنا )
 فعندما تتجلى أمامنا صورة الزواج في الأديان نكون قد قطعنا شوطا ًمهما ً في تكوين الصورة عن الزواج في الإسلام . وكذلك نشير إلى الزواج المختلط ألا وهو زواج المسلم من نساء الأديان والمذاهب الأخرى غير الإسلامية فبعض هذه الأديان تمنع في الأساس الزواج المختلط وبعضها الآخر تسمح ضمن ضوابط فالإحاطة التامة بهذه الحقائق تجعلنا قادرين على المقارنة بين صورة الزواج في الإسلام وصورة الزواج عند الأديان :-
1-الزواج في المسيحية            2- الزواج في اليهودية
3 – الزواج فى القبائل القديمة    4- الزواج في الصين
5- الزواج في الديانة الفارسية   6- الزواج في الديانة الهندية
                        7 -الزواج فى الإسلام
أولا :- الزواج في المسيحية :-
تقوم المسيحية على قاعدة الرهبنة فالأصل أن يترهبن الناس رجالا ًو نساء كما زعم بولس وكما أرسى من مبادئ للمسيجين تخالف الفطرة السليمة ونرى هذا واضحا فى رسالته الى أهل كورنثوس حيث قال " فحسن للرجل أن لا يمس امراة " ولكنه أدرك أن الزواج   أمر فطرى فقال لهم "ولكن بسبب الزنا ليكن لكل واحد امراته وليكن لكل واحدة رجلها " وزعم أن هذه الرهبنة إنما هى للإنابة وطلب الغفران للخطيئة التي ارتكبها آدم عليه السلام 
وهذا تضليل أخر لأن عقيدتهم قائمة على الصلب والفداء ؛ وزعموا أن المسيح عليه السلام  افتدى الجميع بصلبه وفداهم بدمه فلماذا إذن هذه الرهبنة والانقطاع عن الدنيا وعمارة الأرض وليتهم رعوها حق رعايتها وصدق الحق جل وعلا حين قال " ورهبانية ابتدعوها  ما كتبناها عليهم إلا ابتغاء رضوان الله فما رعوها حق رعايتها "   
ومن ثم زعموا أنه لابد للإنسان أن يصرف وقته في التعبد ولا يخضع للشهوات والتى منها بالطبع الزواج، ولما كانت هذه الفكرة مخالفة للفطرة الإنسانية فقد أجيز الزواج خوفا ً من انتشار الزنا. وقد أبيح للرجل أن يتزوج بواحدة فقط ولا يجوز لأي من الزوجين أن يتزوج مرة أخرى إما إذا كان الفراق بالموت فإن الحي يجوز له أن يتزوج .
و المسيحية تخالف اليهودية في مسألة الطلاق فهي لا تجيز للزوج أن يطلق زوجته في حالة واحدة فقط يجوز المسيحيون الطلاق هي عندما يكون أحد الزوجين غير مسيحي فيصبح التفريق عند تهاجرهما وعدم الألفة . ومع هذا يهتم المسيحيون بكثرة النسل ويحاربون تحديده، ومما ينسب إلى البابا بولس الثاني عشر قوله في سنة 1958 :إن خصب الزواج شرط لسلامة الشعوب المسيحية ودليل على الإيمان بالله والثقة بعنايته الإلهية ومجلبة للأفراح العائلية.
وقبل الشروع فى الحديث عن الزواج فى الأديان فنحن لا نعيب على الأديان الوضعية إن  أهانت المراة أوقللت من شأنها لأنه ليس لديهم من عند الله شئ أما إذا أهانت الأديان الرسمية مثل اليهودية والمسيحية المراة فهذا ما لا يقبله الله جل وعلا الذى أكرم الإنسان  بكل طوائفة رجل , إمراة ,  طفل , شاب , فتاة ,  فقال تعالى فى القرآن الكريم  " ولقد كرمنا بنى آدم "
ووعد الحق سبحانه وتعالى أن يقبل أعمالهم جميعا فقال تعالى " إنى لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى بعضكم من بعض " وقال تعالى " من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حيواة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون " والحمد لله أن بالقرآن الكريم الآيات التى تحث وتؤكد على احترام الإنسان بوجه عام نذكرها فى حينها إن شاء الله .
ولذا رايت أن استعرض فى عجالة وضع المراة فى الكتاب المقدس لترى عزيزى القارئ بنفسك الفارق بين ما هو من عند الله  وما هو من عند أبناء أهل الكتاب
المرأة في الكتاب المقدس :-
لقد نظر الكتاب المقدس للمراة نظرة فى منتهى الغرابة فزعموا أنه تم خلق المرأة فقط لأن آدم لم يستطع أن يجد له زوجة من الحيوانات التي عرضها الرب عليه فقالوا فى سفر التكوين :
" فَدَعَا آدَمُ بِأَسْمَاءٍ جَمِيعَ الْبَهَائِمِ وَطُيُورَ السَّمَاءِ وَجَمِيعَ حَيَوَانَاتِ الْبَرِّيَّةِ. وَأَمَّا لِنَفْسِهِ فَلَمْ يَجِدْ مُعِيناً نَظِيرَهُ. فَأَوْقَعَ الرَّبُّ الإِلَهُ سُبَاتاً عَلَى آدَمَ فَنَامَ فَأَخَذَ وَاحِدَةً مِنْ أَضْلاَعِهِ وَمَلَأَ مَكَانَهَا لَحْماً. وَبَنَى الرَّبُّ الإِلَهُ الضِّلْعَ الَّتِي أَخَذَهَا مِنْ آدَمَ امْرَأَةً وَأَحْضَرَهَا إِلَى آدَمَ." تكوين 2 :20-22
ثم اتهموا المرأة بأنها هى التى أغرت آدم عليه السلام للأكل من الشجرة ومن ثم عاقبها الرب جل وعلا حسب زعمهم  بالآتى :-
"وَقَالَ لِلْمَرْأَةِ: تَكْثِيراً أُكَثِّرُ أَتْعَابَ حَبَلِكِ. بِالْوَجَعِ تَلِدِينَ أَوْلاَداً. وَإِلَى رَجُلِكِ يَكُونُ اشْتِيَاقُكِ وَهُوَ يَسُودُ عَلَيْكِ" تكوين 3/16-17
ولم يكتفوا بذلك بل ذكروا انها ليست طاهرة فى ذاتها فقالوا :-
قُلْ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ: إِذَا حَبِلَتِ امْرَأَةٌ وَوَلَدَتْ ذَكَراً تَكُونُ نَجِسَةً سَبْعَةَ أَيَّامٍ. كَمَا فِي أَيَّامِ طَمْثِ عِلَّتِهَا تَكُونُ نَجِسَةً. وَفِي الْيَوْمِ الثَّامِنِ يُخْتَنُ لَحْمُ غُرْلَتِهِ. 4ثُمَّ تُقِيمُ ثَلاَثَةً وَثَلاَثِينَ يَوْماً فِي دَمِ تَطْهِيرِهَا. كُلَّ شَيْءٍ مُقَدَّسٍ لاَ تَمَسَّ وَإِلَى الْمَقْدِسِ لاَ تَجِئْ حَتَّى تَكْمُلَ أَيَّامُ تَطْهِيرِهَا."لاوين 12 / 2-4
"وَإِنْ وَلَدَتْ أُنْثَى تَكُونُ نَجِسَةً أُسْبُوعَيْنِ كَمَا فِي طَمْثِهَا. ثُمَّ تُقِيمُ سِتَّةً وَسِتِّينَ يَوْماً فِي دَمِ تَطْهِيرِهَا." لاوين 12/5
وليس هذا فحسب بل لا مجال للمبادئ ولا للقيم لديهم فإن خطر على بال أحدهم ان يمس امراة فلا بأس عليه فليمس من شاء أيا كان شأنها عذراء متزوجة يعرفها لا يعرفها برضاها باغتصابها   فقالوا :"«وَإِذَا رَاوَدَ رَجُلٌ عَذْرَاءَ لَمْ تُخْطَبْ فَاضْطَجَعَ مَعَهَا يَمْهُرُهَا لِنَفْسِهِ زَوْجَةً. إِنْ أَبَى أَبُوهَا أَنْ يُعْطِيَهُ إِيَّاهَا يَزِنُ لَهُ فِضَّةً كَمَهْرِ الْعَذَارَى."خروج 22 /16-17
وليس هذا فحسب بل شرع الكهنة لابنائهم ارتكاب الخطيئة ووعدوهم المغفرة  فقالوا : "وَإِذَا اضْطَجَعَ رَجُلٌ مَعَ امْرَأَةٍ اضْطِجَاعَ زَرْعٍ وَهِيَ أَمَةٌ مَخْطُوبَةٌ لِرَجُلٍ وَلَمْ تُفْدَ فِدَاءً وَلاَ أُعْطِيَتْ حُرِّيَّتَهَا فَلْيَكُنْ تَأْدِيبٌ. لاَ يُقْتَلاَ لأَنَّهَا لَمْ تُعْتَقْ. وَيَأْتِي إِلَى الرَّبِّ بِذَبِيحَةٍ لإِثْمِهِ إِلَى بَابِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ: كَبْشاً ذَبِيحَةَ إِثْمٍ. فَيُكَفِّرُ عَنْهُ الْكَاهِنُ بِكَبْشِ الْإِثْمِ أَمَامَ الرَّبِّ مِنْ خَطِيَّتِهِ الَّتِي أَخْطَأَ فَيُصْفَحُ لَهُ عَنْ خَطِيَّتِهِ الَّتِي أَخْطَأَ. " لاوين 19/20-22
ثم انظر عزيزى القارئ الى هذا النص : "إِذَا وَجَدَ رَجُلٌ فَتَاةً عَذْرَاءَ غَيْرَ مَخْطُوبَةٍ فَأَمْسَكَهَا وَاضْطَجَعَ مَعَهَا فَوُجِدَا. يُعْطِي الرَّجُلُ الذِي اضْطَجَعَ مَعَهَا لأَبِي الفَتَاةِ خَمْسِينَ مِنَ الفِضَّةِ"  لاوين 22/28-29
وإن قال البعض بأن هذه نصوص من العهد القديم وكانت لليهود ولاعلاقة لهم بها نقول لهم  نعم وهاهى تعاليمكم فانظر كيف شرع بولس للتعامل مع المراة وتبريره لتلك المعاملة :
"وَلَكِنْ أُرِيدُ أَنْ تَعْلَمُوا أَنَّ رَأْسَ كُلِّ رَجُلٍ هُوَ الْمَسِيحُ. وَأَمَّا رَأْسُ الْمَرْأَةِ فَهُوَ الرَّجُلُ. وَرَأْسُ الْمَسِيحِ هُوَ اللهُ. كُلُّ رَجُلٍ يُصَلِّي أَوْ يَتَنَبَّأُ وَلَهُ عَلَى رَأْسِهِ شَيْءٌ يَشِينُ رَأْسَهُ. وَأَمَّا كُلُّ امْرَأَةٍ تُصَلِّي  أَوْ تَتَنَبَّأُ وَرَأْسُهَا غَيْرُ مُغَطّىً فَتَشِينُ رَأْسَهَا لأَنَّهَا وَالْمَحْلُوقَةَ شَيْءٌ وَاحِدٌ بِعَيْنِهِ. إِذِ الْمَرْأَةُ إِنْ كَانَتْ   لاَ تَتَغَطَّى فَلْيُقَصَّ شَعَرُهَا.
 وَإِنْ كَانَ قَبِيحاً بِالْمَرْأَةِ أَنْ تُقَصَّ أَوْ تُحْلَقَ فَلْتَتَغَطَّ. فَإِنَّ الرَّجُلَ لاَ يَنْبَغِي أَنْ يُغَطِّيَ رَأْسَهُ لِكَوْنِهِ صُورَةَ اللهِ وَمَجْدَهُ. وَأَمَّا الْمَرْأَةُ فَهِيَ مَجْدُ الرَّجُلِ. لأَنَّ الرَّجُلَ لَيْسَ مِنَ الْمَرْأَةِ بَلِ الْمَرْأَةُ مِنَ الرَّجُلِ. وَلأَنَّ الرَّجُلَ لَمْ يُخْلَقْ مِنْ أَجْلِ الْمَرْأَةِ بَلِ الْمَرْأَةُ مِنْ أَجْلِ الرَّجُلِ.  "كورنثوس الاولى 11/3-9
وليس هذا فحسب بل انظر الى هذه ايضا : "لِتَصْمُتْ نِسَاؤُكُمْ فِي الْكَنَائِسِ لأَنَّهُ لَيْسَ مَأْذُوناً    لَهُنَّ أَنْ يَتَكَلَّمْنَ بَلْ يَخْضَعْنَ كَمَا يَقُولُ النَّامُوسُ أَيْضاً. وَلَكِنْ إِنْ كُنَّ يُرِدْنَ أَنْ يَتَعَلَّمْنَ شَيْئاً فَلْيَسْأَلْنَ رِجَالَهُنَّ فِي الْبَيْتِ لأَنَّهُ قَبِيحٌ بِالنِّسَاءِ أَنْ تَتَكَلَّمَ فِي كَنِيسَةٍ."كورنثوس الاولى 14 /34-35
ولقد أمرهن بولس  بأمر لو قلناه نحن المسلمين لقامت الدنيا وزعموا أننا نقهر المراة               فها هو بولس يعلنها لهن صريحة فيقول : "أَيُّهَا النِّسَاءُ اخْضَعْنَ لِرِجَالِكُنَّ كَمَا لِلرَّبِّ" أفسس 5/22
وأكد الأمر السابق بقوله :"لِتَتَعَلَّمِ الْمَرْأَةُ بِسُكُوتٍ فِي كُلِّ خُضُوعٍ. وَلَكِنْ لَسْتُ آذَنُ لِلْمَرْأَةِ  أَنْ تُعَلِّمَ وَلاَ تَتَسَلَّطَ عَلَى الرَّجُلِ، بَلْ تَكُونُ فِي سُكُوتٍ، لأَنَّ آدَمَ جُبِلَ أَوَّلاً ثُمَّ حَوَّاءُ، وَآدَمُ لَمْ   يُغْوَ لَكِنَّ الْمَرْأَةَ أُغْوِيَتْ فَحَصَلَتْ فِي التَّعَدِّي."تيموثاوس الاولى 2/11-14
 وزعم بنوا إسرائيل أن موسى عليه السلام غضب ذات مرة من جنوده لانهم قتلو الذكور وأبقوا النساء دون قتل فماذاكان منه ؟ "وَقَال لهُمْ مُوسَى: «هَل أَبْقَيْتُمْ كُل أُنْثَى حَيَّةً؟ إِنَّ هَؤُلاءِ كُنَّ لِبَنِي إِسْرَائِيل حَسَبَ كَلامِ بَلعَامَ سَبَبَ خِيَانَةٍ لِلرَّبِّ فِي أَمْرِ فَغُورَ فَكَانَ الوَبَأُ فِي جَمَاعَةِ الرَّبِّ. فَالآنَ اقْتُلُوا كُل ذَكَرٍ مِنَ الأَطْفَالِ. وَكُل امْرَأَةٍ عَرَفَتْ رَجُلاً بِمُضَاجَعَةِ ذَكَرٍ اقْتُلُوهَا. لكِنْ جَمِيعُ الأَطْفَالِ مِنَ النِّسَاءِ اللوَاتِي لمْ يَعْرِفْنَ مُضَاجَعَةَ ذَكَرٍ أَبْقُوهُنَّ لكُمْ حَيَّاتٍ."عدد 31/15-18
ثم زعموا أمرا غاية فى الغرابة والدهشة فزعموا أن الرب جل وعلا أمرهم بالأتى :"وَرَأَيْتَ فِي السَّبْيِ امْرَأَةً جَمِيلةَ الصُّورَةِ وَالتَصَقْتَ بِهَا وَاتَّخَذْتَهَا لكَ زَوْجَةً فَحِينَ تُدْخِلُهَا إِلى بَيْتِكَ تَحْلِقُ  رَأْسَهَا وَتُقَلِّمُ أَظْفَارَهَا."تثنية 21/11-12
أين هذا الغث من الموقف النبيل الذى قام به المعصوم محمد صلى الله عليه وسلم مع واحدة كانت منهم وهى السيدة صفية رضى الله عنها فقد أكرمها النبى صلى الله عليه وسلم وتزوجها  وقد كانت فى السبى حين مكن الحق سبحانه وتعالى الرسول محمد صلى الله عليه وسلم من أهلها فأصبحت ام المؤمنين ولم يعاتبها ولو بكلمة .
وقد كان ابوها من اشد الناس حقدا وكرها للرسول محمد صلى الله عليه وسلم . بل حين غارت السيدة عائشة رضى الله عنها منها يوما  وقالت  لها " يايهودية يابنت يهوديين " واشتكت السيدة صفية للرسول صلى الله عليه وسلم قال لها إن عادت لذلك ثانية فقولى لها " إن أبى موسى وأخى هارون وزوجى محمد"  فأنا بنت نبى وأخت نبى وزوجة نبى " الله اكبر ؛ صدق من سماك " الرؤؤف الرحيم  " ومع هذا يتهمونه صلى الله عليه وسلم بما لا يليق , فحسبنا الله ونعم الوكيل .
ثم انظر عزيزى القارئ إلى المبادئ التى يعلمها الكتاب المقدس لأبنائه حين يقول :" «إِذَا اتَّخَذَ رَجُلٌ امْرَأَةً وَحِينَ دَخَل عَليْهَا أَبْغَضَهَا وَنَسَبَ إِليْهَا أَسْبَابَ كَلامٍ وَأَشَاعَ عَنْهَا اسْماً رَدِيئاً وَقَال: هَذِهِ  المَرْأَةُ اتَّخَذْتُهَا وَلمَّا دَنَوْتُ مِنْهَا لمْ أَجِدْ لهَا عُذْرَةً. يَأْخُذُ الفَتَاةَ أَبُوهَا وَأُمُّهَا وَيُخْرِجَانِ عَلامَةَ عُذْرَتِهَا إِلى شُيُوخِ المَدِينَةِ إِلى البَابِ وَيَقُولُ أَبُو الفَتَاةِ لِلشُّيُوخِ: أَعْطَيْتُ هَذَا الرَّجُل ابْنَتِي زَوْجَةً فَأَبْغَضَهَا.
وَهَا هُوَ قَدْ جَعَل أَسْبَابَ كَلامٍ قَائِلاً: لمْ أَجِدْ لِبِنْتِكَ عُذْرَةً. وَهَذِهِ عَلامَةُ عُذْرَةِ ابْنَتِي. وَيَبْسُطَانِ الثَّوْبَ أَمَامَ شُيُوخِ المَدِينَةِ."تثنية 22 /13 -21 لا حول ولا قوة إلا بالله , ثم يزعمون أننا نهين المراة " فاعتبروا ياأولى الأبصار " هذا هو العلم الذى لدى بنى إسرائيل تجاه المراة ؛ فما رأيكم ؟
وإليك هذا النص أيضا :«إِذَا كَانَتْ فَتَاةٌ عَذْرَاءُ مَخْطُوبَةً لِرَجُلٍ فَوَجَدَهَا رَجُلٌ فِي المَدِينَةِ وَاضْطَجَعَ مَعَهَا فَأَخْرِجُوهُمَا كِليْهِمَا إِلى بَابِ تِلكَ المَدِينَةِ وَارْجُمُوهُمَا بِالحِجَارَةِ حَتَّى يَمُوتَا. الفَتَاةُ مِنْ أَجْلِ أَنَّهَا لمْ تَصْرُخْ فِي المَدِينَةِ وَالرَّجُلُ مِنْ أَجْلِ أَنَّهُ أَذَل امْرَأَةَ صَاحِبِهِ. فَتَنْزِعُ الشَّرَّ مِنْ وَسَطِكَ."   تثنية 22/23-24
والعجيب تجده فى النص الآتى :"وَقَالَ الرَّبُّ: «مِنْ أَجْلِ أَنَّ بَنَاتِ صِهْيَوْنَ يَتَشَامَخْنَ وَيَمْشِينَ مَمْدُودَاتِ الأَعْنَاقِ وَغَامِزَاتٍ بِعُيُونِهِنَّ وَخَاطِرَاتٍ فِي مَشْيِهِنَّ وَيُخَشْخِشْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ يُصْلِعُ السَّيِّدُ هَامَةَ بَنَاتِ صِهْيَوْنَ وَيُعَرِّي الرَّبُّ عَوْرَتَهُنَّ." إشعياء 3/16-17
 نظرة المسيحية إلى المرأة :
تنظر المسيحية إلى المرأة نظرة تشاؤمية فهي إنسان من الدرجة الثانية ويجب أن تكون تابعة تماما ًللرجل، فهي تعطي الأفضلية للجنس الذكري وتجعل الجنس الأنثوي في المرتبة الثانية. فقد سجل العهد الجديد ماقاله بولس فى هذا الخصوص  : وَلَكِنْ أُرِيدُ أَنْ تَعْلَمُوا أَنَّ رَأْسَ كُلِّ رَجُلٍ هُوَ الْمَسِيحُ. وَأَمَّا رَأْسُ الْمَرْأَةِ فَهُوَ الرَّجُلُ. وَرَأْسُ الْمَسِيحِ هُوَ اللهُ. كُلُّ رَجُلٍ يُصَلِّي أَوْ يَتَنَبَّأُ وَلَهُ عَلَى رَأْسِهِ شَيْءٌ يَشِينُ رَأْسَهُ. وَأَمَّا كُلُّ امْرَأَةٍ تُصَلِّي أَوْ تَتَنَبَّأُ وَرَأْسُهَا غَيْرُ مُغَطّىً فَتَشِينُ رَأْسَهَا لأَنَّهَا وَالْمَحْلُوقَةَ شَيْءٌ وَاحِدٌ بِعَيْنِهِ.
 إِذِ الْمَرْأَةُ إِنْ كَانَتْ لاَ تَتَغَطَّى فَلْيُقَصَّ شَعَرُهَا. وَإِنْ كَانَ قَبِيحاً بِالْمَرْأَةِ أَنْ تُقَصَّ أَوْ تُحْلَقَ فَلْتَتَغَطَّ. فَإِنَّ الرَّجُلَ لاَ يَنْبَغِي أَنْ يُغَطِّيَ رَأْسَهُ لِكَوْنِهِ صُورَةَ اللهِ وَمَجْدَهُ. وَأَمَّا الْمَرْأَةُ فَهِيَ مَجْدُ الرَّجُلِ. لأَنَّ الرَّجُلَ لَيْسَ مِنَ الْمَرْأَةِ بَلِ الْمَرْأَةُ مِنَ الرَّجُلِ. وَلأَنَّ الرَّجُلَ لَمْ يُخْلَقْ مِنْ أَجْلِ الْمَرْأَةِ بَلِ الْمَرْأَةُ مِنْ أَجْلِ الرَّجُلِ."كورنثوس الاولى 11/3-9  
وليس هذا فحسب بل إن بولس حرم على المرأة التعليم أيضا ً.ولولا أنهم وجدونا نعلم  أبناءنا ما علموهن ولا أدبوهن ففي رسالة بولس إلى تيوثاوس: " ولكن لست آذن للمرأة   أن تتعلم ولا تتسلط على الرجل بل تكون في سكوت لأن آدم جبل أولا ً ثم حواء وآدم لم يغو ولكن المرأة أغويت فحصلت في التعدي  "
وأجازوا ضرب المرأة فقد قدم أوغسطن في اعترافاته : لما أتى بعض صديقات أم القديسة مونيك يشكون إليها ضرب أزواجهن لهن فبدلا ًمن أن ترق لهن وجدت ذلك أمرا ً طبيعيا ً وحكمت عليهن بأنهن استحققن هذا التأديب بردهن في وجه بعولتهن أو بقلة احترامهن    لهم , هذا وجاء من بعد الفلاسفة الذين وصموا المرأة بأنها نكبة أنحس من الأفعى فسموها منبع الشر واصل الخطيئة (وحجر القبر) وباب جهنم ومآل التعاسة 
وان (ترتو للين) صرخ قائلا ً : " أيتها المرأة يجب عليك دائما ً أن تكوني مغطاة بالحداد والفوانيس ولا تظهرين للأبصار إلا بمظهر الخاطئة الحزينة الغارقة في الدموع  "
من هنا نلاحظ أن الفكر المسيحي جعل المرأة هي المسؤولة عن الخطيئة الأولى عن خروج  آدم عليه السلام  من الجنة وقد لاحظنا أيضا ً كيف نسب بولس الخطيئة إلى المرأة وحدها دون الرجل طالبا ً منها الخضوع للرجال كما يخضعن للرب .
 الزواج عند المسيحيين:
وقبل الحديث عن الزواج فى المسيحية نعرض بعض أراء مؤسس المسيحية ألا وهو بولس وهو يرسى دعائم الأسرة فأدعوك عزيزى القارئ أن تقرا هذه النصوص بدقة لنرى هل تقوم الحياة الزوجية على مجرد التخمين  كما نرى هل اصبح بولس هو المشرع الأول للزواج من عدمه لانه يقول : 
1-  وَأَمَّا مِنْ جِهَةِ الأُمُورِ الَّتِي كَتَبْتُمْ لِي عَنْهَا فَحَسَنٌ لِلرَّجُلِ أَنْ لاَ يَمَسَّ امْرَأَةً." كورنثوس 7 :1  اذن هو هنا يدعوهم للرهبنة ويفضل للرجل ان يحيا بدون زوجة ويؤكد ذلك فى رسالاته التالية حيث يقول :
2- "وَلَكِنْ أَقُولُ لِغَيْرِ الْمُتَزَوِّجِينَ وَلِلأَرَامِلِ إِنَّهُ حَسَنٌ لَهُمْ إِذَا لَبِثُوا كَمَا أَنَا." كورنثوس الأولى  7 :8
3- "أَنْتَ مُرْتَبِطٌ بِامْرَأَةٍ فَلاَ تَطْلُبْ الِانْفِصَالَ. أَنْتَ مُنْفَصِلٌ عَنِ امْرَأَةٍ فَلاَ تَطْلُبِ امْرَأَةً." كورنثوس الأولى  7 :27
4- "الْمَرْأَةُ مُرْتَبِطَةٌ بِالنَّامُوسِ مَا دَامَ رَجُلُهَا حَيّاً. وَلَكِنْ إِنْ مَاتَ رَجُلُهَا فَهِيَ حُرَّةٌ لِكَيْ تَتَزَوَّجَ بِمَنْ تُرِيدُ فِي الرَّبِّ فَقَطْ. وَلَكِنَّهَا أَكْثَرُ غِبْطَةً إِنْ لَبِثَتْ هَكَذَا بِحَسَبِ رَأْيِي. وَأَظُنُّ أَنِّي أَنَا أَيْضاً عِنْدِي رُوحُ اللهِ." كورنثوس الأولى 7 :39-40
وسعى علماء المسيحية فيما بعد بالدعوة للعزوبية فيقول تيرتوليان:العزوبية أقصر الطرق للوصول إلى الملكوت من طريق الزواج، حتى أنه صدر قرار من المجامع المحلية المسمى ب(GRNGRA)على أن الزواج يمنع المسيحي من الدخول في ملكوت الله، وقد ثار مارتن لوثر على هذه التعاليم في القرن السادس عشر مشيرا ًإلى خطأ هذه النظرة السوداوية إلى الزواج.
 إثبات الزواج
يشترط المسيحيون لإثبات الزوجية رضا الزوجين كما ورد في المادة 72 من الإرادة لرسولية للكاثوليك والمادة 9 من الإنجيلين الوطنيين والمادة 16 من مجموعة الأقباط الأرثوذكس 955 التي تنص بأنه لا زواج إلا برضا الزوجين.
 سن الزواج
عند الأرثوذكس الأقباط سن الزواج هو 18 سنة للرجل وستة عشر للمرأة حسب المادة 15 وهو يحتاج إلى موافقة الولي حتى السن 21 حسب المادة 19 .
وفي المذهب الكاثوليك يكفي بلوغ الرجل سن 16 والبنت 14 سنة ويستقل الطرفان في زواج نفسيهما دون موافقة الوالي حتى لو كانا لا يزالان بعد قاصرين المادة57 في الإرادة الرسولية.
 ولاية الأب في الزواج:
في المذهب الأرثوذكس يجعلون الولاية للأب حتى سن 21 سنة أما الإنجيلين البروتستانت فالفرد تحت ولاية أبيه حتى سن التكليف وهو سن ال18 للذكر والأنثى.
أما الكاثوليك فيرون أنه إذا بلغ الزوجان سن الزواج أمكنهما أن يستقلا  بإبرامه دون ولاية أحد عليهما، وإن أوجبت الإرادة الرسولية مع ذلك على الكاهن أن يحرص على نصح الأولاد القصر بعدم عقد الزواج دون علم والديهم .
 الاستمتاع المشترك:
الاستمتاع في الزواج أمر مشترك بين الرجل والمرأة فكلما للرجل حق الاستمتاع كذلك للمرأة الحق في الاستمتاع، جاء في رسالة بولس إلى تيموثاوس : ليوف الرجل المرأة حقها الواجب، ولذلك المرأة أيضاً، الرجل ليس للمرأة تسلط على جسدها  بل للرجل، وكذلك الرجل أيضاً ليس له تسلط على جسده بل للمرأة
 الحرمة في المسيحية:
ومن أسباب الحرمة عند المسيحيين المصاهرة وهم الأخوة والأخوات ونسلهم والأعمام والعمات والأخوال والخالات دون نسلهم .و عند الصهيونية لا يحل لرجل أن يتزوج أم زوجته وأخت زوجته وزوجة جده وزوجة أبيه وزوجة عمه وزوجة خاله وزوجة أخيه وزوجة ابن أخيه وزوجة ابن أخته وزوجة ابنه وبنت أخ زوجته وبنت أخت زوجته وبنت زوجته وبنت بنت زوجته، وبنت ابن زوجته وبنت زوجته .
 المهر:
لم تلحظ المسيحية المهر كأساس ركني في عقد الزواج ، تقول المادة 69 مجموعة الأرثوذكس: بأنه ليس المهر من أركان الزواج فكلما يجوز أن يكون الزواج بمهر يجوز أن يكون بغير مهر أيضاً .
 النفقة:
لم تلحظ الكاثوليكية النفقة في تعاليمها، أما الأرثوذكس فقد ذكروا أن النفقة على الرجل كما ورد في المادة 45 من مجموعة 1955 .
 التعدد في الزوجات :
لم يثبت قيمة التعدد في الزوجات بل أن أصل وجود الزواج لم يكن واجباً .
 الزواج المختلط
لم يسمح النصارى  بالتزاوج بين اليهود والنصارى، كما و إن بعض المذاهب المسيحية حرمت على أتباعها الزواج من أبناء المذهب الآخر، فكانت الكنيسة الكاثوليكية تحرم الزواج المختلط بين الطوائف المسيحية، وقد أثرت هذه النزعة الدينية في القوانين الأوربية التي منعت في بعض القرون الزواج المختلط .
 الطلاق:
أما الطلاق فقد جاء صريحاً منعه في جواب المسيح للفريسيين على سؤالهم هل يحل للرجل أن يطلق امرأته فأجاب وقال لهم : بماذا أوصاكم موسى فقالوا أوصى أن يكتب كتاب طلاق فتطلق   فأجاب يسوع وقال لهم (من أجل قساوة قلوبكم كتب لكم هذه الوصية ولكن من بدء الخليقة ذكراً وأنثى خلقهما الله من أجل هذا يترك الرجل أباه وأمه ويلتصق بامرأته ويكون الاثنان جسداً واحداً إذاً ليس يعدان اثنين بل جسداً واحداً، فالذي جمع الله لا يفرقه إنسان، ثم في البيت سأله تلاميذه أيضاً عن ذلك فقال لهم من طلق امرأته وتزوج بأخرى يزني، وإن طلقت امرأة زوجها وتزوجت بآخر تزني).



ثانيا :-  الزواج فى اليهودية  
نظرة اليهود إلى المرأة :-
تتضح نظرة اليهود إلى المرأة من أحاديث قادة الفكر اليهودي الذين اعتبروا المرأة أسؤا     من الموت ،فنظرتهم لا تختلف بشيء عن نظرة جاهلية الجزيرة العربية التي كانت تؤد    البنات وتعتبر المرأة عاراً. فاليهود لا يختلفون في نظرتهم إلى المرأة عن نظرة هؤلاء.
فقد ورد في العهد القديم : درت أنا وقلبي لا علم ولا بحث ولا طلب حكمة وعقلاً ،و لا عرف الشر أنه جهالة، والحماقة أنها جنون، فوجدت أمرَ من الموت المرأة التي هي شباك وقلبها إشراك، ويداها قيود .
ويقول البابا بترة: ما أسعد من رزقه الله ذكوراً، وما أسوأ حظ من لم يرزقه بغير الإناث،   نعم لا ينكر لزوم الإناث للتناسل إلا أن الذرية كالتجارة سواء بسواء فالجلد والعطر كلاهما لازم للناس إلا أن النفس تميل إلى رائحة العطر الذكية، وتكره رائحة الجلد الخبيثة، فهل يقاس الجلد بالعطر .
نظرة اليهود إلى الزواج
يقول غوستاف لوبون عن الزواج عند اليهود : إن الزواج في اليهودية صفقة شراء تعد المرأة به مملوكة تشترى من أبيها فيكون زوجها سيدها المطلق فقد اعتبروا المرأة المتزوجة كالقاصر والصبي والمجنون، لا يجوز لها البيع ولا الشراء .و كل ما تملكه المرأة هو ملك لزوجها وليس لها سوى ما فرض لها في مؤخر الصداق في عقد النكاح تطالب به بعد موته، أو عند الطلاق منه ، وعلى هذا فكل ما دخلت به من مال، وكل ما تلتقطه وتكسبه من سعي، وكل ما يهدى إليها في عرسها ملك حلال لزوجها يتصرف فيه كيف شاء بدون معارض ولا منازع .
 وقف الزوجية:
وقف الزوجية هو مصطلح في الشريعة اليهودية معناه: أن توقف أموال الزوجة ويصبح الزوج قيماً عليها يستغلها دون أن يبيعها أو يرهنها فتصبح الزوجة بذلك مالكة لرقبة الأموال، والزوج مالكاً للمنفعة. فإذا حصلت الفرقة عادت الثروة للزوجة، وقد أوجبوا الأخذ بهذه القاعدة عند الشقاق والفرقة بين الزوج والزوجة .
 أعمال المرأة في المنزل:
وعلى الزوجة مهما بلغت ثروتها ومكانتها أن تقوم بالأعمال اللازمة لبيتها صغيرة كانت الأعمال أو كبيرة , ويحدد (Arthur) دور المرأة في أعمال المنزل فيقول
إن على المرأة أن تطحن الحبوب وتخبز وتغسل الملابس وتطبخ وترضع ولدها وتنظف البيت وتنظمه وتغزل وتخيط الثياب ولكنها إن أحضرت معها خادماً تابعاً لها في بيت أبيها فإنها تعفى من الطحن والخبز والغسيل، وإن أحضرت خادمين معها أعفيت من الطبخ والرضاعة، وإذا أحضرت ثلاثة فإنها تعفى من تنظيف البيت وتنظيمه، وإذا أحضرت أربعة فإنها تعفى من كل الأعمال لكن الأستاذ (Eliezer) يقول: إن الزوجة إذا أحضرت معها مائة خادم فإنها لا تعفى من الغزل، ولزوجها أن يرغمها عليه لأن البطالة تقود إلى الفساد.
 الإرث :
يذكرون فى التلمود ما نصه : لا ترث المرأة زوجها وكل ما لها بعد موته هو مؤخر الصداق أما باقي ثروتها فقد آل كما قلنا آنفاً إلى زوجها ومنه إلى ورثته، وإذا أخذت مؤخر صداقها مضت إلى حال سبيلها، أما إذا لم تطالب به فلها أن تعيش مع الورثة من مال التركة .
 سن الزواج :
السن المفروضة لصحة الزواج عند اليهود هي الثالثة عشرة للرجل والثانية عشرة للمرأة ،و لكن يجوز نكاح من بدت عليه علامات بلوغ الحلم قبل هذه السن، ومن بلغ العشرين ولم يتزوج فقد استحق اللعنة .
 تعدد الزوجات :
تعدد الزوجات شرعاً جائز وبدون حد، ولم يروا في التوراة نهي عن تعدد الزوجات ولا عن تحديد عددهن، وعلى العكس في ذلك فقد ورد في التوراة ما يعين تعدد الزوجات للأنبياء وغير الأنبياء.
 الزواج المختلط :
تعتبر اليهودية غير اليهودي وثني، ومن أجل ذلك فهي لا تجيز زواج اليهودي أو اليهودية من غير اليهودي.
 الزواج من المحارم:
لا تحرم اليهودية على اليهودي الزواج ممن كانت زوجة لعمه، ومن كانت زوجة لأخيه إذا أنجبت منه، ولا تجعل اليهودية الرضاعة سبباً للتحريم. وفيما يتعلق بزوجة الأخ المتوفى فقد نصت التوراة على أنه إذا لم يكن للمتوفى ابن فلا تصير امرأة الميت إلى خارج لرجل أجنبي ، بل يدخل عليها أخو زوجها ويتخذها لنفسه زوجة، والبكر الذي تلده يقوم باسم أخيه الميت لئلا يمحى اسمه من إسرائيل .
و بعض اليهود القرائين  يحرمون امرأة زوج الأخت، فإذا تزوج زوج الأخت زوجة أخرى ثم طلقها أو مات عنها فإنها تكون محرمة على اخوة ضرتها، وبعضهم يجعل الزوج والزوجة كشخص واحد ويجرون التحريم على هذا الأساس، ومعنى هذا أنه يحرم على الزوجة ما يحرم على زوجها لو قدر زوجها امرأة أي أنها يحرم عليهاأخوه وعمه وخاله وابنه .
 وجوب الزواج:
تعتقد اليهودية أن الزواج أمراً واجباً على عكس المسيحية فقد ورد في المادة 16 من مجموعةا بن شمعون أن الزواج فرض على كل إسرائيلي، وقد ورد في المشنا بالزواج المبكر : زوج أولادك ولو كانت يديك لا تزال على رقبتهم  .
ويعتقد اليهود أن الزواج يتقرر في السماء من قبل ميلاد الشخص فقد ورد في المشنا أنه (قبل ميلاد الطفل بأربعين يوماً يعلن في السماء أنه سيتزوج بنت فلان).
و يكره غير المتزوج على الزواج طبقاً لما ورد في التلمود قوله  تستطيع السلطات إكراه الشخص على الزواج لأن الذي يعيش دون زواج حتى سن العشرين يكون ملعوناً من الرب ولهم وصايا في الزواج ومنها :-
 ولاية الأب في الزواج:
جاء في العهد القديم فى سفر الخروج الإصحاح 21 عدد  7 وفى سفر التكوين الإصحاح 29 عدد  23 والإصحاح 24 آية 34 وما بعد وفى سفر التثنية  الإصحاح 22 عدد 16 في تقديم وصاية الأب وأن له السلطة المطلقة في تزويج أبنائه وبناته بما يراه دون ملاحظة موافقة آرائهم أو حتى استشارتهم فإن إرادة الأب مقدمة على الجميع وكذا بالنظر إلى التلمود حتى أنه جاء عن مجموعة ابن شمعون مما يدل على ذلك وسماه بولاية الإجبار في الزواج .
و إذا كانت الفتاة صغيرة دون سن الزواج كان للأب ولاية إجبار في تزويجها دون حاجة  إلى رضاها أو بالرغم منه راجع مما جاء في المادة 245 من مجموعة ابن شمعون ويقع زواجاً صحيحاً ولا ينقض إلا بالطلاق ولو ادعت أن زواجها بغير قبولها كما تشاهد ذلك في المادة 25 من مجموعة ابن شمعون .
أما إذا كانت القاصرة يتيمة فإن لأمها أو أحد أخوتها أن يزوجها في شريعة الربانيين لكن بشرط موافقتها هي على هذا الزواج كما في المادة 24 لابن شمعون هذا في شريعة الربانيين أما في شريعة القرائين فليس لغير الأب ولاية تزويج الصغيرة ,فيرون أن ولاية الأب مستمرة حتى ولو طلقت أو توفى زوجها فيلزم رضاء والدها إلى جانب رضاها إذا أرادت معاودة الزواج وإلا وقع باطلاً .
أما في شريعة الربانيين فلا ولاية في الزواج على الأب الذي بلغ السن المحددة له، أما بالنسبة للقاصر فإنه لا يطلق بل يفسخ وإنما هو يطلق إذا رشد واختلى بزوجته، راجع المادة 33 لابن شمعون.
موانع الزواج:
يؤكد العهد القديم على عدم الزواج من الأقارب،إلا أنهم ذكروا في سفر التكوين الإصحاح 11 آية 19 أن إبراهيم تزوج من سارة أخته لأبيه كما جاء في نص التوراة (بالحقيقة    أيضاً هي أختي ابنة أبي غير أنها ليست ابنة أمي فصارت لي زوجة).
وقد جمع يعقوب بين الأختين راجع سفر التكوين الإصحاح 20 آية 15 وما بعدها، وقد زعموا أن  لوط عليه السلام مع ابنتيه وحملتا منه راجع سفر التكوين الإصحاح 19 آية 31-37 
هذا ما كان قديماً أما الآن فبعد اطلاع علماء اليهودية على تعاليم الإسلام والتى تمنع مثل هذا الزواج سرعان ما فكروا فى حل يخرجهم من هذا المآزق  فقد جاء في المادة 37 لابن شمعون بأنه لا يصح العقد مع وجود قرابة تحريم أو مانع وفي المادة 38 فمحرمات النوع الأول هي الأم والبنت وبنت الابن وبنت ابن الابن وبنت بنت البنت وبنت ابن البنت وبنت ابن الزوجة وبنت بنت الزوجة وجدة أبي الزوجة وجدة أم الزوجة وجد الجد وامرأة الأم لأب وامرأة الخال.
 المهر:
يعتبر المهر ركناً أساسياً من أركان الزواج عند اليهود، إذ لا يثبت الزواج إلا بوجود المهر، أما تحديد مقداره فقد جاءت الشرائع المتأخرة لتحدد مقداره ففي مجموعة ابن شمعون المادة 99 تم التمييز بين الفتاة البكر وغير البكر فمهر غير البكر نصف البكر .
أما تحديده فللبكر مائتا من الحبوب أو سبعة وثلاثين درهماً فضة ولغير البكر النصف غنية كانت الزوجة أم فقيرة ويشترط في المهر أن يكون مما يجوز الانتفاع به وألا يكون من الأشياء المقدسة وألا يكون الزوج قد حصل عليه من سرقة أو خيانة أو غصب أو لقطة وإلا كان الزواج باطلاً.
 النفقة:
جاء في المادة 106 من مجموعة ابن شمعون بوجوب الإنفاق على الرجل وأما نص المادة فهو: على الزوج للزوجة مهرها ومؤونتها وكسوتها. وجاء في المادة 75 ما يناقض هذا النص، فقد ورد في المجموعة للرجل الحق في مال المرأة، وورد في المادة 85 عدم جواز تصرف المرأة في أموالها إلا بإذن زوجها.وورد في المادة 116-117 أنه يمكن أن تنفق المرأة على نفسها من مالها ويكون سبباً لإعفاء الرجل عن النفقة .
وتبتدئ النفقة من حين الخطبة والتقديس كما ورد في المادة 245 من مجموعة ابن شمعون من إسقاط نفقة الأرملة إذا هي خطبت أو تقدست ويستفاد من هذه المادة أن ابتداء النفقة بلحاظ مفهوم الشرط فيها وهي أنه إذا لم تخطب أو تقدس من قبل الغير.
وتمتد النفقة إلى ما بعد وفاة الزوج بشرط بقاء الزوجة في بيته فلها حق أن تأكل من ماله ما دامت إذا شاءت هي وبناتها إلى أن يتزوجن ولها حق أن تعيش من مال الرجل ولو أوصى بغير ذلك، راجع في ذلك المادة 238 من مجموعة ابن شمعون.
ولكن إذا نظرنا الآن إلى بنات بنى إسرائيل يهودا كانوا ام مسيحين لوجدناهن مختلفات تمتم الاختلاف عما فى العهدين القديم والجديد وهذا لانهن لم يقتنعن بما فى العهدين من اوامر  ونواهى لم تراعى النفوس البشرية ومن ثم قمن بحالة من التمرد فنرى نساء وبنات بنى إسرائيل لم يغطين رؤسهن ولم يوافقوا على نظام الزواج .
 بل أصبح هناك ما يسمى boy friend  بل وأصبحوا يعيرون الفتاة التى لم يكن لها صديق فى تلك السن  ونرى العديد من الرجال والنساء يتزوجن بعد انجاب طفلين أو ثلاثة ويرون انهما نجحا فى المعاشرة والقدرة على الانجاب ومن ثم يصبحوا قادرين على الزواج بعد الزنا الصريح ولا حول ولا قوة إلا بالله .
 ثالثا : الزواج فى القبائل القديمة :-
قدم ول ديورانت في كتابه  قصة الحضارة صور عن تقاليد الزواج عند الشعوب والقبائل القديمة نذكر الشائع منها :-
-- فعند قبيلة «أورانج ساكاي» Orang Sakai في ملقا كانت المرأة تعاشر كل رجل من رجال القبيلة حيناً، حتى إذا ما أتمّت الدورة بدأت من جديد.
-- وعند قبيلة «ياكوت» Yakuts في سيبيريا وقبيلة «بوتوكودو» Botocudos في جنوب أفريقيا، والطبقات الدنيا في التبت، وكثير غير هذه من الشعوب، كان الزواج تجريبياً خالصاً بمعنى أن كلاً من الزوجين له الحق في فضّ العلاقة إذا شاء وبغير أن يبدي لذلك سبباً أو يطالب بالسبب.
-- وعند قبيلة «بوشمن» يكفي أقل خلاف بين الزوجين لانحلال الزوجية، ولا يلبث الزوجان أن يجد كل منهما زوجاً آخر.
-- وعند قبيلة Damatvas فيما يروي سير فرانسز جولتن: يتبدل الزوج مرة كل أسبوع تقريباً، وقلما استطعتُ أن أعرف إلا بعد استقصاء وبحث من ذا كان زوجاً مؤقتاً لهذه السيدة أو تلك في وقت معين، وكذلك في قبيلة «بايلا» ينتقل النساء من رجل إلى رجل ويتركن زوجاً لينتقلن إلى زوج آخر بمحض اختيارهن؛ والفتيات اللائي كدن لا يجاوزن العشرين، تجد للواحدة منهن في كثير من الحالات أربعة أزواج أو خمسة كلهم أحياء.
وكلمة الزواج في هواي معناها في الأصل «تجربة» وقد كان الزواج في تاهيتي منذ قرن حراً من القيود وينحل لغير سبب ما دام الزوجان لم ينسلا، أما إن أنجبا طفلاً فلهما أن يقتلوه دون أن يقع عليهما لوم من المجتمع، أو هما يقومان على تربيته وبذلك يبدءان حياة دائمة الصلات، بحيث يتعهد الرجل للمرأة أن يعولها في مقابل رعايتها للطفل التي أخذتها الآن على عاتقها.
-- وكتب ماركو بولو عن قبيلة في آسيا الوسطى، كانت تسكن إقليم بين Peyn، وهي تعرف الآن باسم كيريا Keriya في القرن الثالث عشر، يقول: إذا سافر رجل متزوج بحيث بعد عن بلده ليغيب في رحلته عشرين يوماً، فلزوجته الحق - إذا شاءت - أن تتزوج من رجل آخر؛ والمبدأ صحيح كذلك بالنسبة للرجال، فيتزوجون حيث أقاموا وهكذا ترى الأساليب الجديدة التي أدخلناها في زواجنا وأخلاقنا حديثاً قديمة في أصلها.
-- يقول «لِتُرو Letourreau» عن الزواج: «لقد جُرّبت كل صورة من صور الزواج مما يتفق مع طول بقاء المجتمعات الهمجية والوحشية، ولا يزال بعضها اليوم قائماً لدى أجناس مختلفة، دون أن يطوف بأذهان أهلها أية فكرة من الأفكار الخلقية التي تسود أوروبا عادةً. فهناك تجارب أجريت في العلاقة بين الزوجين إلى جانب التجارب التي أجريت لاختبار مدة الزواج؛ ففي حالات قليلة نرى (زواجاً جماعياً) بمعنى أن تتزوج طائفة من رجال ينتمون إلى جماعة من طائفة من النساء تنتمين إلى جماعة أخرى، بحيث يكون الزواج جمعياً بين الطائفتين؛ وفي التبت مثلاً كانت العادة أن تتزوج طائفة من الأشقاء طائفة من الشقيقات، بحيث تقدم الشيوعية الجنسية بين الطائفتين، لكل رجل أن يعاشر كل امرأة».
-- وعن تعدد الزوجات يقول ول ديورانت: ولا شك أن تعدد الزوجات لاءم حاجة المجتمع البدائي في ذلك الصدد أتم ملاءمة، لأن النساء فيه يزدن عدداً على الرجال؛ وقد كان لتعدد الزوجات فضلٌ في تحسين النسل أعظم من فضل الزواج من واحدة الذي نأخذ به اليوم لأنه بينما نرى أقدر الرجال وأحكمهم في العصر الحديث هم الذين يتأخر بهم الزواج عن سواهم،
وهم الذين لا ينسلون إلا أقل عدد من الأبناء ترى العكس في قلة  تعدد الزوجات الذي يتيح لاقٌدر الرجال أن يظفروا - على الأرجح - بخير النساء، أن ينسلوا أكثر الأبناء، ولهذا استطاع تعدد الزوجات أن يطول بقاؤه بين الشعوب الفطرية كلها تقريباً، بل بين معظم جماعات الإنسان المتحضر، ولم يبدأ في الزوال في بلاد الشرق إلا في عصرنا الحاضر.
-- وعن وجوب الزواج في القبائل البدائية يقول: ومهما يكن أمر الصورة التي يتخذها الزواج فقد كان إجباراً بين الشعوب البدائية كلها تقريباً، ولم يكن للرجل الأعزب منزلة في المجتمع، أو عدّ مساوياً لنصف رجل فحسب، كذلك كان إجباراً على الرجل أن يتزوج من غير عشيرته، ولسنا ندري إن كانت هذه العادة قد نشأت لأن العقل البدائي داخله الشك فيما يترتب على زواج الأقارب من سوء النتائج أو لأن التصاهر بين الجماعات أوجد تحالفاً سياسياً مفيداً بينها، أو زاد هذا التحالف قوة إن كان موجوداً بالفعل، وبهذا زاد التنظيم الاجتماعي تقدماً وقلل من أخطار الحروب.
-- ثم يتطرق إلى طبيعة الزواج في مرحلة سيطرة الأم: فكيف كان يتاح للرجل أن يظفر بزوجته من قبيلة أخرى، لما كانت الأسرة التي ترأسها الأم هي النظام السائد، كان يطلب إلى الزوج في كثير من الحالات أن يعيش مع عشيرة المرأة التي أراد زواجها؛ فلما تطور نظام الأسرة الأبوية، سمح للخطيب أن يأخذ عروسه إلى عشيرته، على شرط أن يقيم فترة معلومة قبل ذلك في خدمة أبيها .
 فمثلاً خدم يعقوب لابان في سبيل زواجه من «ليمه» و«راحيل» لكن الخطيب كان أحياناً يقتصر الأمر باصطناعته للقوة الصريحة الغاشمة؛ وكان من حسنات الرجل وميزاته أن يأخذ زوجته من أهلها قسراً، فذلك يجعل منها أمة رخيصة من جهة، كما يستولدها عبيداً من جهة أخرى، وهي إذا ما ولدت له هؤلاء الأطفال العبيد، ازدادت بعبوديتها له صلةً وربطاً، ومثل هذا الزواج الذي يتم بطريق الاغتصاب لم يكن القاعدة الشاملة، لكنه كان يقع في العالم البدائي حيناً بعد حين.
-- ثم يتحدث عن نوع آخر من الزواج: والزواج بالشراء يسود أصقاع أفريقيا جميعاً وهو النظام المألوف في الصين واليابان، وكان شائعاً في الهند القديمة وعند اليهود القدماء وفي أمريكا الوسطى قبل عهد كولمبس وفي بيرو، بل لا تزال أمثلة منه في أوروبا اليوم وهو تطور طبيعي لنظام الأسرة الأبوية، لأن الوالد يملك ابنته، وفي وسعه أن يتصرف فيها بما يراه مناسباً لا يحدد حقه في هذا إلا حدود ضئيلة .
ويعبر عن هذا هنود (أورنوكو) بقولهم إن الخطيب يجب عليه أن يدفع للوالد ثمن تربيته لفتاة سينتفع بها هو ويحدث أحياناً أن تعرض الفتاة في معرض للعرائس أمام جماعة من الرجال قد يكون منهم لها خطيب؛ وكذلك من عادة أهل الصومال أن يزينوا العروس أفخر الزينة، ويعرضوها على ظهر جواد أو ماشية على قدميها في جو يفوح بالعطور لعلها تثير الخطّاب فيدفعوا فيها ثمناً أعلى.
 الحياة قبل الزواج:
ثم يتحدث عن الحياة قبل الزواج: عند الهنود في أمريكا الشمالية، يتصل الشبان بالشابات اتصالاً حراً دون أن يكون ذلك عائقاً للزواج، وكذلك عند قبيلة بابوا في غينيا الجديدة تبدأ الحياة الجنسية في سن مبكرة جداً والقاعدة قبل الزواج هي الشيوعية الجنسية وكذلك توجد مثل هذه الحرية قبل الزواج في قبيلة «السويوت» Soyots واليوشمن في أفريقيا؛ وقبائل نيجيريا وأوغندا وجورجيا الجديدة وجزائر مري وجزائر اندمان وتاهيتي وبولينزيا وأسام وغيرها.
 الطلاق عند الشعوب البدائية:
ويقول ول  ديورانت: وكان الوفاء الزوجي أيسر على أهل «بابوا» لأنهم كمعظم الشعوب البدائية لا يقيمون إلا قليلاً من الطوائف التي تعوق الزوج عن طلاق زوجته، حتى أن الاتحاد الزوجي أوشك ألا يزيد بين الهنود الأمريكيين على عدد قليل من السنين؛
ويقول في ذلك «سكولكرافت» SchoolCraft: إن نسبة كبيرة من الرجال الكهول أو الشيوخ، قد اتصلت بزوجات كثيرة حتى أن هؤلاء ليجهلون أبناءهم المنتشرين في أرجاء إقليمهم.. كان الطلاق عملية لا تتفق وقواعد الاقتصاد في رأي الرجل، لأن طلاق الزوجة معناه في حقيقة الأمر تفريط في أمة تعود على سيدها بالربح .
ولما أصبحت الأسرة هي نواة الإنتاج في المجتمع، تحرث الأرض وترعاها بالتعاون ازدادت ثراء كلما ازدادت نفراً وتماسكاً على فرض المساواة في سائر الظروف بينها وبين ما هو أصغر منها في الأسرة ؛ وتبين للناس ما هو في صالح المجتمع من أن الرابطة الزوجية ينبغي أن تدوم بين الزوجين  حتى يفرغا من تربية أصغر الأبناء.. ولم يعد الطلاق إلى اتساع نطاقه من جديد إلا بعد  انتقال الإنسان إلى الصناعة في المدن، وما تبع ذلك من ضعف لعدد أفراد الأسرة وقلة في خطرها.
الأمومة، والأطفال:
ثم يقول: ويمكن القول بصفة عامة أن الرجال خلال عصور التاريخ كلها أحبوا كثرة الأطفال؛ ولذا جعلوا الأمومة مقدسة ؛ بينما النساء اللاتي يقاسين مرارة النسل قد اضطربت في أنفسهن   ثورة خفية على هذا التكليف الثقيل، فاستخدمن ما لا عدد له من الوسائل ليتخففن من أعباء الأمومة؛ فالرجال البدائيون لا يأبهون عادة لعدد السكان أن يزيد على غير تحديد، لأن الأبناء مربحون لهم في ظروف الحياة السوية، ولئن أسف الرجل على شيء فذاك أنه يستحيل عليه أن يستولد امرأته البنين بغير البنات؛ أما المرأة فتقابل هذا من ناحيتها بالإجهاض ووأد الأطفال وضبط النسل.. فحتى هذا الأخير يحدث آناً بعد آن في الشعوب البدائية.
رابعا:- الزواج عند الفرس :-
انتشرت الديانة الزرادشتية في بلاد فارس، وتقوم هذه الديانة على مبدأ صراع الخير والشر، وقد أيقظ هذا المبدأ الشعور بالحاجة إلى الأخلاق، فهناك قوة خارجية تحض الإنسان على التمسك بالأخلاق الفاضلة، وكانت الزرادشتية تمثل الكون في صورة ميدان كفاح بين الأرواح الخيرة والأرواح الشريرة، وبذلك كان كل إنسان مقاتلاً أراد ذلك أو لم يرده، في جيش الله أو في جيش الشيطان .
وقد قامت على الفلسفة الأخلاقية للديانة الزرادشتية الطقوس والعبادات والعادات والتقاليد ومنها تقاليدهم في الزواج.فكانت شريعتهم قاسية مع من يرتكب خطايا الجسد، فكان الاستمناء باليد يعاقب عليه بالجلد، وعقاب من يزني أو يلوط وعقاب السحاق هو القتل، ولم تكن شريعته تشجع الفتيات على العزوبية، ولا العزاب أن يبقوا بلا زواج .
 ولكنه كان يبيح التسرّي وتعدد الزوجات، ذلك بأن المجتمعات الحربية في حاجة ماسة إلى كثرة الأبناء. وفي ذلك تقول الأبستاق (كتاب العلم والحكمة) : «إن الرجل الذي له زوجة يفضل كثيراًعلى من لا زوجة له، والرجل الذي يعول أسرة يفضل كثيراًعلى من لا أسرة له، والذي له أبناء يفضل كثيراً من لا أبناء له، والرجل ذو الثراء أفضل كثيراً ممن لا ثروة له».
 قيمة الزواج عند الزرادشتية:
من الأسئلة التي ألقاها زرادشت على أهورا - مزدا (الآلهة): أي إلهي خالص العالم المادي إلهي القدوس! ما هو المكان الثاني الذي تحس الأرض فيه أنها أسعد ما تكون؟ ويجيبه أهورا  مزدا عن سؤاله هذا بقوله: إنه المكان الذي يشيد فيه أمة المؤمنين بيتاً في داخله كاهن، وفيه ماشية وفيه زوجة، وفيه أطفال، وفيه أنعام طيبة، والذي تكثر فيه الماشية بعدئذٍ من النتاج، وتكثر فيه الزوجة من الأبناء، وينمو فيه الطفل، وتشتعل فيه النار، وتزداد فيه جميع نعم الحياة.
 مقام المرأة عند الفرس:
وكان للمرأة في بلاد الفرس مقام سام في أيام زرادشت كما هي عادة القدماء؛ فقد كانت تسير بين الناس بكامل حريتها سافرة الوجه، وكانت تمتلك العقار وتصرف شؤونه، وفي وسعها أن تدير شؤون زوجها باسمه أو بتوكيل منه. ثم انحطت من منزلتها بعد دارا، وخاصة بين الأغنياء، فأما المرأة الفقيرة فقد احتفظت بحريتها في التنقل لاضطرارها إلى العمل، وأما غير الفقيرات فقد كانت العزلة المفروضة عليهن في أيام حيضهنّ كلها تمتد حتى تشمل جميع حياتهن الاجتماعية .
•    الحضانة وتعليم الأولاد:
كان الوليد يبقى في حضانه أمه حتى السنة الخامسة من عمره ثم يحتضنه أبوه حتى السابعة، وفي هذه السن يدخل المدرسة، وكان التعليم يقتصر في الغالب على ابناء الأغنياء ويتولاه الكهنة عادة. فكان التلاميذ يجتمعون في الهيكل أو بيت الكاهن؛ وكان من المبادئ المقررة ألا تقوم مدرسة بالقرب من السوق حتى لا يكون ما يسودها من كذب وسباب وغش سبباً في إفساد الصغار، وكانت الكتب الدراسية هي الأبستاق(كتاب العلم والحكمة)  وشروحها، وتشمل المواد الدراسية الدين، الطب، والقانون.
 عادات الزواج:
كان الآباء ينظمون شؤون الزواج لمن يبلغ الحلم من أبنائهم، وكان مجال الاختيار لديهم واسعاً، فقد قيل لنا أن الأخ كان يتزوج أخته، والأب ابنته، والأم ولدها وكان التسرّي من المتع التي اختص بها الأغنياء، ولم يكن الأشراف يخرجون للحرب إلا ومعهم سراريهم، وكان عدد السرائر في قصر الملك في العصور المتأخرة من تاريخ الامبراطورية يتراوح بين 329 و360، فقد أصبحت العادة في تلك الأيام ألا يضاجع الملك امرأة مرتين إلا إذا كانت رائعة الجمال.
«وفي أوائل القرن الخامس الميلادي جاء مزدك بمذهب يدعو إلى إباحة النساء والأموال وجعل الناس شركاء فيها، فانتهكت الأعراض وانتشرت اللصوصية وأصبح الفرد وهو لا يؤمن على أمواله ونسائه، فكان الأقوياء يدخلون البيوت فينهبونها ويمتلكون النساء والمزارع والأراضي التي باتت خربة مقفرة في العهد المزدكي، لأن الملوك الجدد لم يكن لهم عهد بالزراعة.
خامسا  :الزواج فى الصين :-
يعتبر كنفوشيوس (511-479 ق.م) أشهر وأعظم فلاسفة الصين وهو صاحب المذهب الأخلاقي. وكان  من تعاليمه في الرجل والمرأة «الرجل رئيس فعليه أن يأمر والمرأة تابعة فعليها الطاعة ومن المقتضي أن تكون أعمالها مثل أعمال السماء والأرض متممة لبعضها تعاوناً على حفظ نظام الكون، والمرأة في المجتمع مديونة لزوجها بكل ما هي عليه».
وقد سمح ليكي في شريعته للرجل بأن يجمع بين مائة وثلاثين امرأة واشتهر أباطرة الصين القدماء بوفرة عدد الحريم وقد ذكروا أن الامبراطور (كن) آخر عواهل عائلة (يو) الشهير بقساوته وسفاهته جمع في قصره نحو ثلاثين ألف امرأة.
وللرجل عندهم أن يطلق امرأته إلا في أحوال خاصة رحمة بها، والصينية المتزوجة والعزباء لا سيما الطبقة الممتازة تعيش في عزلة أبدية، فالابنة منذ صباها تُعزل حتى عن شقائقها والنساء عامة لا يخرجن من بيوتهن ولا يستقبلن رجلاً، ولذلك كانت المنازل تقسم إلى حرمة ودار للرجال منعاً للمخالطة وفضلاً عن ذلك فقد حرموا المرأة من ميراث زوجها وأبيها، إلا ما يقدمه لها في حياته من قبيل العطية حين زواجها.
 الإنجاب هو علة الزواج:
يقول ول  ديورانت: «وكان الصينيون يفترضون أن الغرض الذي يهدف إليه القانون الأخلاقي هو أن يحول فوضى العلاقات الجنسية إلى نظام ثابت مقرر يهدف إلى تنشئة الأبناء. فالطفل هو علة وجود الأسرة، ويرى الصينيون أن الأطفال مهما كثروا لا يمكن أن يزيدوا على الحد الواجب المعقول، ذلك أن الأمة معرضة على الدوام لهجمات الغزاة فهي في حاجة إلى من يحميها، وأن الأرض خصبة غنية يجد ملايين الناس فيها كفايتهم؛ وإذا فرض أن اشتد تنازع البقاء بين الناس في الأسرة الكبيرة والبيئات المزدحمة فإن هذا التنازع نفسه سيقضي على أضعفهم ويحتفظ بأقدرهم على الحياة، فيتضاعف عددهم ليكونوا دعامة قوية للأمة ومصدرا لعزة آبائهم وكرامتهم، يرعون قبور أسلافهم الرعاية الدينية الواجبة. ولقد صاغت عبادة الأسلاف بين الأجيال المتعاقبة سلسلة قوية لا آخر لها، كثيرة الحلقات تربط الأجيال بعضها ببعض وتضاعف قوتها، فكان على الزوج أن يلد أبناء ليقربوا له القربان بعد وفاته وليواظبوا في الوقت نفسه على تقريب القربان لأسلافه، وفي ذلك يقول منشيس: ثلاثة أشياء لا يليق صدورها من الآباء، وشرها كلها ألا يكون لهم أبناء».
 عفة النساء:
ويتحدث ول ديورانت حول المرأة الصينية وما تمتاز به من عفة فيقول في ذلك "  وكان الآباء يحرصون عليها أشد الحرص في بناتهم، وقد نجحوا في غرس هذه الفضيلة في البنات نجاحاً منقطع النظير، يدلّ عليه أن البنات الصينيات كنّ في بعض الأحيان يقتلن أنفسهن إذا اعتقدن أن شرفهنً قد تلوّث بأن مسهن رجل مصادفة، غير أنهم لم يبذلوا أي مجهود يرمي إلى أن يحتفظ الرجل غير المتزوج بعفته، بل كان يعد من الأمور العادية المشروعة أن يتردد على المواخير، وكان الزنا عند الرجال من الشهوات المألوفة الواسعة الانتشار، يستمتع به الرجل ما يشتهي من غير أن يناله من ورائة أي عار إلا ما ينال المفرط في أية عادة من العادات.
 طقوس الزواج:
قدّس الصينيون الرابطة الزوجية أشد قدسية وقد أقاموا بناء الأسرة على قواعد متينة بعيداً عن النزعات النفسية الوقتية، فكان الآباء يختارون لأبنائهم أفضل البنات وكذلك آباء الفتيات كانوا يختارون لبناتهم أفضل الشبان، أما العزوبية فهي محرمة عندهم، لأنها تعتبر جريمة في حق الأسلاف، ومما يذكر أن مأموراً للدولة تعينه الحكومة من أجل أن يتأكد أن كل إنسان في الثلاثين من عمره متزوج وأن كل امرأة قد بلغت العشرين متزوجة أيضاً.
وكان الصينيون يرغبون في الزواج من خارج القبيلة، فالأفضل للزوج أن تكون زوجته من أسرة بعيدة النسب عنه بعداً يجعلها خارج دائرة عشيرته، والأمر نفسه يصدق على الزوجة التي هي بنفسها تفضل الزواج من رجل بعيد عن أسرتها وعشيرتها.
 تعدد الزوجات:
يعتبر تعدد الزوجات عند الصينيين وسيلة لتحسين النسل، وحجتهم في هذا أن من يستطيع القيام بنفقاته في العادة هو الأقدر في العشيرة على إنجاب الأبناء.وإذا كانت الزوجة الأولى عاقراً فهي التي تحثه على الزواج الثاني، وكثيراً ما كانت هي نفسها تتبنى ابن إحدى النساء.
وفي أسوأ الفروض عندما ترفض الزوجة فكرة التعدد فهي تسمح لزوجها بأن يتخذ لنفسه بعض الجواري ويأتي بهنّ إلى بيته ويتخذهن زوجات له لكن في الدرجة الثانية حيث تبقى زوجته الأولى في المنزلة العالية.
 الطلاق:
يقول ول ديورانت عن الطلاق عند الصينيين: على أن الطلاق كان مع ذلك قليلاً، ويرجع بعض السبب في هذا إلى ما كان ينتظر المطلقة من مصير أسوأ من أن تستطيع التفكير فيه، وبعضه إلى أن الصينيين فلاسفة بطبيعتهم يرون الألم أمراً طبيعياً وأنه من مقتضيات النظام العام.
سادسا :- الزواج عند الهنود :-
يعتبر الزواج وحفظ النسل بالمرتبة الثانية من الواجبات الدينية عند الهندوس وذلك بعد احترام البراهمة وتقديس البقر.
فقد أعلن «مانو»: «بالنسل وحده يكمل الرجل، فهو يكمل إذا ما أصبح ثلاثة شخصه وزوجه وابنه».
ويعتبر ما كتبه مانو من كتب هي الكتب المقدسة عند البرهمية، وتلك الكتب ترجع بحسب رأي مكس مللر إلى القرن الثامن قبل الميلاد.
فمن يقرأ هذه الشرائع يجد كم كان «مانو» حريصاً على الزواج وإكثار النسل ولا سيما الذكور منه.
وقد اعتبر «مانو» أشد المصائب التي تصيب البشرية هو العقم و وضع له حلين:
1- من كان عقيماً من الذكور  " أى لم ينجب ذكورا " إن كان له ابنة يسعى لزواجها على أن يكون مولودها الذكر ابناً له.
2- إن كان غير صالح للإنجاب فعليه أن يستولد امرأته من أحد إخوانه أو أهله، وقد قضت هذه الشريعة على الرجال بالزواج المبكر حتى أنه أصبح عندهم من المشين عدم اقتران من يبلغ الثانية والعشرين من العمر فنتج عن ذلك أنه لوحظ في سنة 1830م في مقاطعة (أجابوترا) فقدان البنات إلى حد أن حاكم إحدى المقاطعات الغربية الإنكليزي أكد سنة 1896 أنه في سبع قرى في مقاطعته لم يجد غير بنت واحدة إزاء مائة رجل، ولمثل ذلك قضت هذه الشريعة على أولياء البنات أن يبادروا لتزويجهن حتى قبل أن يبلغن سن الثامنة، وإذا مضى على استعداد البنت للاقتران ثلاث سنين قبل أن يزوجها وليها فلها أن تخرج من ثم عن رضاه وتختار من تشاء عقوبة له، وإذا ماتت الزوجة فعلى بعلها أن يتزوج عاجلاً بدون تريث، غير أنه مما يستغرب في هذا الشأن هو مناقضة تلك الشريعة سنتها هذه فيما لو كان الميت البعل دون الزوجة، فإنها على ما هي عليه من الترغيب تقضي والحالة هذه على الأرملة بأن تبقى عزباء متقشفة حزينة ويجوز لها أيضاً أن تحرق نفسها وذلك يكفي لتعذير سقوط المرأة بنظره فالابنة في حكمها ملك أبيها وهو حر مطلق التصرف فيها وإذا تزوجت أمست عبدة طول حياتها لزوجها.
 الزواج إجباري:
لم يكد الإنسان يولد عند الهنود حتى يأخذ الأب يفكر في تزويجه، لأن الزواج عندهم أمر إجباري، والرجل الأعزب طريد الطبقات، ليس له في المجتمع مكانة ولا اعتبار وكذلك بالنسبة للفتاة إن طال بها الأمد عذراء بغير زواج، فذلك عار أي عار.ولما كان الزواج إجباري أصبح مسؤولية اجتماعية يشترك فيها جميع أفراد القبيلة وبالأخص يجب أن يتم باتفاق الأبوين، أما الزواج الذي يتم باتفاق الزوجين فقط دون مشاركة الأبوين فإنه زواج شائن سماه مانو بـ«الزواج الجاندارقا».
 الزواج داخل الطبقة وخارج العائلة:
ينبغي للشاب الهندي حسب طقوس الهندوس أن يختار زوجته من خارج مجموعته العائلية لكن ضمن دائرة طبقته الاجتماعية.إذ لا يسمح لأبناء الطبقات الدنيا الزواج من نساء الطبقات العليا أو العكس.
 تعدد الزوجات:
تسمح الهندوسية للزوج أن يتزوج ما يشاء من النساء لكن واحدة منهنَ فقط يكون لها السيادة على الأخريات، ويشترط فيها أن تكون من طبقته الاجتماعية، على أن الأفضل - في رأي مانو - أن يقتصر الزوج على زوجة واحدة وكان على الزوجة أن تحب زوجها وتتفان في حبه. أما الزوج فليس المطلوب منه سوى توفير الحماية الأبوية للأسرة .
 الأب بعدالأسرة:
الأسرة في الهند تقوم على أساس السيادة الأبوية، فالوالد هو السيد الكامل الذي له السيادة المطلقة على الزوجة والأبناء والعبيد، وكانت المرأة مخلوقاً جميلاً لكنها أحط منزلة من الرجل فلا حقّ لها بالتعليم لأن باعتقاد البراهمة أن النساء إذا عرفن كيف ينظرن إلى اللذة والألم والحياة والموت نظرة فلسفية أصابهنّ مسّ من الجنون، أو أبين بعد ذلك أن يظللن على خضوعهن.


 العلاقة الزوجية:
ثلاثة أشخاص في تشريع مانو لا يجوز لهم أن يملكوا شيئاً: الزوجة والابن والعبد، فكل ما يكسبه هؤلاء يصبح ملكاً لسيد الأسرة على أنه يجوز للزوجة أن تحتفظ بملكية المهر والهدايا التي جاءتها عند زواجها، وكذلك يجوز لأم الأمير أن تحكم البلاد في مكان ابنها حتى يبلغ الرشد، ومن حق الرجل أن يطلق زوجته لخيانتها الزوجية لكن الزوجة لا تستطيع أن تطلق زوجها لأي سبب من الأسباب، وفي مقدور الزوج إذا ما شربت زوجته الخمر أو إذا مرضت أو إذا شقت عليه عصا الطاعة أو كانت مسرفة أو مشاكسة أن يتزوج من غيرها في أي وقت شاء (لا أن يطلقها).
                         سابعا :-الأسرة فى الإسلام
وبعد هذه الإطلالة على الزواج والأسرة فى العديد من الديانات الرسمية والوضعية رأيت أن أختم هذه الفقرة بما يريح القلب والبال ويشرح الصدر ؛ ألا وهو الحديث عن الأسرة وقوامها فى الإسلام .
فمن المعلوم أن الزواج سنة من سنن الأنبياء، وضرورة من ضروريات الحياة، به تصان الأعراض وتحفظ الحرمات، ويقضى الإنسان شهوته، وهو وسيلة لحفظ النسل وبقاء الجنس البشرى واستمرار الحياة. كما أنه يُسهم في تقوية أواصر المحبة والتعاون من خلال المصاهرة أو النسب، فتتسع دائرة الأقارب ، ومن هنا دعا الإسلام إلى الزواج ورغَّب فيه.
 قال تعالى:{ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجًا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون}[الروم: 21]. وقال صلي الله عليه وسلم: (يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر، وأحصن للفرج، ومَنْ لم يستطع فعليه بالصوم، فإنه له وجاء (وقاية) [متفق عليه].
والزواج واجبٌ على كل مسلم إن كان قادرًا على القيام بأعبائه، وكان ممن يخاف على نفسه الوقوع في الفاحشة، ومن كان لا يستطيع الزواج لعدم القدرة المادية فليكثر من الصيام فيحفظه ويقيه من الانحراف.وإن كان لديه القدرة على أعباء الزواج، ولكنه لا يخاف على نفسه الوقوع في الفاحشة كان الزواج في حقه مستحبًا.ولقد وضع الإسلام اسسا وصفات يختار على أساسها الأباء الزوجات والأزواج لأبنائهم وبناتهن ولايظن أحد أن هذا سيؤدى إلى التأخر فى سن الزواج ولكن وضع الإسلام تلك الاسس لنربى عليها ابنائنا وبناتنا .

صفات المرأة المخطوبة:
1- ذات الدين: على المسلم إذا أراد الزواج أن يحسن اختيار الزوجة، فيختار صاحبة الدين، الصالحة، المطيعة؛ لقول الرسول صلي الله عليه وسلم: (تُنكح المرأة لأربع: لمالها، ولحسبها، ولجمالها، ولدينها. فاظفر بذات الدين تربت يداك) [متفق عليه]. وسئل النبي صلي الله عليه وسلم عن أي النساء خير للرجل؟ قال: (التي تسره إذا نظر، وتطيعه إذا أمر، ولا تخالفه في نفسها ومالها بما يكره ) [النسائي].
وقال صلى الله عليه وسلم  أيضًا: (الدنيا متاع، وخير متاع الدنيا المرأة الصالحة) [مسلم والنسائي وابن ماجة]. وهذا لا يمنع أن يختار الرجل من بين الصالحات الجميلة أو الغنية أو صاحبة الحسب، وإنما يكون الدين هو الميزان الأول والسابق لأي معيار آخر.
2- الولود: وللرجل كذلك أن يختار المرأة الولود، ويعرف ذلك بسلامة بدنها وبمقارنتها بأخواتها وعماتها وخالاتها، قال صلي الله عليه وسلم: (تزوجوا الودود الولود؛ فإني مكاثر بكم الأمم يوم القيامة) [أبو داود والنسائي].
3- البكر: كما يستحب أن تكون الزوجة بكرًا لقوله صلي الله عليه وسلم لجابر -رضى الله عنه-: (فهلا بكرًا )
4- أن تكون أجنبية:أى عن الأسرة  لأن ذلك أدعى للألفة والعشرة أكثر من القريبة، لما ذلك من فوائد، منها:
أ - الحفاظ على صلة الرحم وعدم قطعها، لأنه في الغالب ما تحدث خلافات بين الزوجين ، فلا يفضي إلا إلى قطع الرحم .
ب- ليكون الولد أقوى؛ لأنه غالبًا ما يكون المولود من القريبة ضعيف الجسد. ولكن زواج الأقارب ليس فيه أية شبهة.
5- أن يكون بها نسبة من الجمال: لتسكن به نفسه، ويغض به بصره، ولتكمل المودة بين الزوجين ؛ إن نظر إليها سرته. والجمال نسبي، يختلف من شخص لآخر.
--  وكما أن من حق الزوج أن يختار زوجته، فإن على الزوجة أن تختار لها صاحب الدين والخلق والقدرة على تحمل أعباء الزواج، الذي يصون عرضها ويحسن معاشرتها، قال صلي الله عليه وسلم: (إذا جاءكم مَنْ ترضون دينه وخلقه فأنكحوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد) [الترمذي وابن ماجة].
الخطبة:
هى طلبٌ للزواج ووعدٌ به في المستقبل، فيتقدم الرجل فيطلب من المرأة أو من ولىِّ أمرها أن تكون زوجة له، كما يجوز لولى أمر الفتاة أن يعرض على الرجل الذي يراه كفئًا للزواج، أن يتزوج من ابنته، فقد ورد أن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- حين مات زوج ابنته حفصة قال: أتيت عثمان بن عفان فعرضت عليه حفصة فقال: سأنظر في أمري، فلبثت ليالي، ثم لقيني فقال: قد بدا لي أن لا أتزوج. فقال عمر: فلقيت أبا بكر الصديق فقلت: إن شئت زوجتك حفصة بنت عمر. فصمت أبو بكر فلم يرجع إلىَّ شيئًا، وكنت أوجد (أغضب) عليه منى على عثمان،
فلبثت ليالي، ثم خطبها رسول الله صلي الله عليه وسلم فأنكحتها إياه، فلقيني أبو بكر فقال: لعلك وجدت علىَّ حين عرضت علىَّ حفصة فلم أرجع إليك شيئًا؟ قال عمر: نعم. قال أبو بكر: فإنه لم يمنعني أن أرجع إليك فيما عرضت علىّ إلا أنى كنت علمت أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قد ذكرها، فلم أكن لأفشى سر رسول الله صلي الله عليه وسلم ، ولو تركها رسول الله صلي الله عليه وسلم لقبلتها) [البخاري والنسائي].
وقد أباح الإسلام لمن أراد الخطبة أن ينظر إلى مَنْ أراد خطبتها فينظر إلى وجهها وكفَّيْها، لأن ذلك أدعى لحصول الألفة والمودة بينهما، قال صلي الله عليه وسلم: (إذا خطب أحدكم المرأة، فإن استطاع أن ينظر إلى ما يدعوه إلى نكاحها فليفعل) [أبو داود والترمذي وأحمد]. وقال صلي الله عليه وسلم للمغيرة بن شعبة عندما خطب امرأة: أنظرت إليها؟ قال المغيرة: لا. فقال النبي صلي الله عليه وسلم: (انظر إليها، فإنه أحرى أن يؤدم بينكما) [الترمذي وابن ماجة].
ويجوز للخاطب أن يرسل إلى المرأة التي يريد خطبتها امرأة يثق بها تنظر إليها ثم تعود إليه فتصفها له، فقد ورد أن النبي صلي الله عليه وسلم أرسل أم سليم تنظر إلى جارية فقال: (انظري إلى عرقوبها (أسفل ساقيها مع القدم) وشُمِّى عوارضها (فمها) [أحمد والطبراني والبيهقي].
وكما يجوز للرجل أن ينظر إلى المرأة التي يريد خطبتها، فإنه يجوز للمرأة أيضًا أن تنظر إلى الرجل المتقدم لخطبتها، حتى تحصل الألفة بين كل منهما ، فيرتاح إلى الآخر.ويجوز للخاطب والمخطوبة أن يجلسا معًا في وجود مَحْرَم، فإن لم يُوجد المحْرم فلا يحل لهما الجلوس معًا.
قال صلي الله عليه وسلم: (لا يخلون رجلٌ بامرأة إلا مع ذي محْرم) [متفق عليه].
ولا يحلّ لأحدهما إن جلسا معًا في وجود محْرم أن يلمس أحدهما الآخر، كما لا يجوز للمخطوبة أن تظهر لخطيبها شيئًا من جسدها، لأنها أجنبية عنه ، فالخطبة مجرد وعد بالزواج فقط ، والمخطوبة أجنبية عن خطيبها حتى يتم العقد.
وعلى الرجل أن يتخيَّر الأوقات التي يتقدم فيها لخطبة المرأة، فلا يتقدم لخطبة المطلقة وقت  عدتها، أو من مات زوجها قبل انتهاء عدتها، ويجوز له التعريض بالخطبة لمن مات زوجها، أما  التي طلَّقها زوجها طلاقًا رجعيّا فيحرم عليه التقدم للخطبة لا بالتعريض ولا بالتصريح؛ لأنها مازالت في عصمته ، وله الحق أن يراجعها، فإن كان الطلاق بائنًا جاز التعريض فقط عند جمهور الفقهاء؛ لأن العلاقة بينها وبين زوجها قد انتهت.
وإذا علم الرجل أن شخصًا ما سبق إلى خطبة هذه المرأة فلا يحل له أن يتقدم هو الآخر لخطبة المرأة نفسها إلا إذا علم بانتهاء الخطبة، فعندئذٍ يجوز له أن يتقدم، وقد نهى النبي صلي الله عليه وسلم أن يخطب الرجل على خطبة أخيه حتى يترك الخاطب قبله أو يأذن له. [رواه الجماعة] ، إلا إذا كان الرجل قد تقدَّم ولم يردَّ عليه أهلها ، وإن خطبها على خطبة أخيه، صحَّت الخطبة ، وأثم لانتهاكه حقوق غيره.
وعلى الولي أن يسأل عن حال منْ تقدم لخطبة ابنته، فيسأل عنه بين أهله، أو في مكان عمله، أو بين أصدقائه. ولابد من رضا المرأة وإذنها لقوله صلي الله عليه وسلم: (لا تنكح الأيم حتى تُستأمر ، ولا البكر حتى تُستأذن). قالوا: يا رسول الله وكيف إذنها؟ قال: (أن تسكت) [رواه الجماعة].
الآثار المترتبة على فسخ الخطبة:
يجوز لكل من الخاطب والمخطوبة العدول عن الخطبة أو فسخها إذا وُجدت ضرورة لذلك . فإذا وُجدت الضرورة كان التعجيل بالفسخ أفضل.فإذا تمّ الفسخ تُردّ هدايا الخاطب التي لم تهلك إليه إذا كان الفسخ من جانب المخطوبة، وقيل: لا تُردّ لأنها في حكم الهبة ولا يجوز للواهب أن يرجع في هبته.وإذا ترتب على فسخ الخطبة ضرر ، وكان العادل عنها هو السبب في هذا الضرر، وجب عليه التعويض، كأن يشترط الخاطب أن تترك خطيبته عملها فوافقت، ثم فسخ هو الخطوبة، فعليه في هذه الحالة تعويضها عن هذا الضرر.
تأثيث البيت:
تأثيث البيت من واجبات الرجل، والأثاث ملك له مادام قد جهَّزه بماله، ودفع للعروس  مهرها، فإن اتفق مع أهل العروس على أن يدفع مهرًا معينًا ويقومون هم بتأثيث بيت الزوجية جاز ذلك ، ولكن يصبح الأثاث ملكًا للزوجة ، فإن اشترك الزوج والزوجة في تأثيث البيت  فالأثاث لهما بالمشاركة، وإن لم يدفع الرجل مهرًا على أن يقوم بتأثيث بيت الزوجية أصبح الأثاث ملكًا للزوجة وعوضًا عن المهر.
شروط الزواج: يشترط لصحة الزواج ما يلي:
1- إذن ولى المرأة: وهو والدها أو أخوها أو قريبها من ناحية الأب في حالة عدم وجود أب أو أخ ، أو من تختاره المرأة -في حالة عدم وجود هؤلاء- وترى أنه يحرص على سعادتها ومصلحتها. ويرى جمهور الفقهاء أنه لا يجوز للمرأة أن تزوِّج نفسها بدون إذن وليها، قال صلي الله عليه وسلم: (لا نكاح إلا بولى) [أبو داود]. وقال صلي الله عليه وسلم: (أيما امرأة نكحت بغير إذن وليها فنكاحها باطل) [أبو داود والترمذي وأحمد].
ويشترط في الولى أن يكون رجلا بالغًا عاقلا مسلمًا فلا يكون أنثى ولا صبيًا صغيرًا ولا مجنونًا ولا مشركًا.
2- أن يكون الزوج مسلمًا: وألا تكون الزوجة مُحَرَّمة على الرجل، كأن تكون إحدى  المحارم، أو تكون غير مسلمة أو كتابية.
3- رضا الرجل والمرأة: فإن أكره أحدهما فلا يصح الزواج.
4- الإشهاد على الزواج: ويكون برجلين مسلمين عاقلين بالغين حُرّين عَدْلَين ممّن يعرفان    بالأمانة والصدق لقول الرسول صلي الله عليه وسلم: (لانكاح إلا بولى وشاهدى عدل) [ابن حبان والدارقطنى].
ويشترط سماع الشهود وكلام العاقدين وفهم المراد منه وهو الزواج، ولذا لا ينعقد النكاح  بشهادة نائمين أو أصمين وكذلك لا تصح شهادة السكران.
5- أن يكون العقد مؤبدًا: فلا يُحدد بفترة زمنية معينة ، كأن يتزوج الرجل المرأة لمدة عام    مثلا، وهو ما يعرف بزواج المتعة، وهو حرامٌ .
6- تعيين الزوجين بالاسم: فيقول الرجل لغيره زوجتك ابنتى فاطمة مثلا وهكذا.
7- ألا يكون أحد الزوجين أو الولى مُحْرِمًا بالحج أو العمرة: قال صلي الله عليه وسلم: ( لايُنكِح المُحرم ولا يُنكَح ولا يخطب) [رواه الخمسة].
8- يتم الزواج بإيجاب وقبول: فيعبر الرجل عن رغبته في الزواج لولىِّ المرأة، فيقبل الولى بعد رضاها كأن يقول: زوجنى ابنتك فلانة. ويذكر اسمها فيقول الولى: زوجتك إياها. أو أن يكتب له أو يشير له بإشارة مفهومة إن كان لا يستطيع الكلام فيوافق الولى، فالزواج يتم بعاقدين ، وأجاز بعض الفقهاء أن ينعقد الزواج بعاقد واحد إذا كانت له ولاية على الطرفين، كأن يكون جد الزوجين، أو وكيلًا لهما.
شروط الزوجة في وقت العقد:
ويجوز للمرأة أن تشترط على زوجها شرطًا في عقد الزواج مادام الشرط لا يحلُّ حرامًا ولا يحرِّم حلالا ، ولا يسقط حقَّا من حقوق الزوج ، كأن تشترط عليه ألا تسافر معه إذا سافر، وعلى الرجل الوفاء به، قال صلي الله عليه وسلم: (أحق الشروط أن تُوفُوا بها ما استحللتم به  الفروج) [متفق عليه].
الإعلان: ويجب إعلان الزواج لقول النبي صلي الله عليه وسلم: (أعلنوا النكاح) [الترمذي وأحمد والحاكم].
الزفاف:
 لا بأس بزفاف العروس إلى زوجها لإظهار السعادة والفرح، وتنشد الأناشيد ويضرب بالدف مع الالتزام التام بآداب الإسلام في عدم الاختلاط بين الرجال والنساء، يقول النبي صلي الله عليه وسلم: (فصل ما بين الحلال والحرام ضرب الدفِّ والصوت في النكاح) [الترمذي والنسائي].
الدعوة والوليمة:
ويحرص الزوج على دعوة الأهل والأصدقاء لحضور العرس لدعم روح المحبة والتعاون، كما  يجب على المدعو أن يقبل دعوة العرس، قال صلي الله عليه وسلم: (أجيبوا هذه الدعوة إذا دعيتم لها) [متفق عليه].
ويستحب لصاحب العرس أن يُولم وليمة (يُعد طعامًا للمدعوين) قال صلي الله عليه وسلم لعبد الرحمن بن عوف -رضى الله عنه- عندما علم بزواجه: ( أَوْلِمْ ولو بشاة) [مسلم]. وعلى المدعو لوليمة العرس أن يقبل الدعوة لقوله صلي الله عليه وسلم: (إذا دُعى أحدكم إلى الوليمة فليأتها) [متفق عليه]. وعلى صاحب العرس ألا ينسى الفقراء في الدعوة إلى الوليمة لقوله صلي  الله عليه وسلم: (شرُّ الطعام طعام الوليمة يُدعى لها الأغنياء ويترك الفقراء) [متفق عليه].
الخُطبة : ويستحب للزوج أن يخطب خُطبة، ويقال كلام طيب قبل عقد الزواج عن التماس التزويج.


الدعاء للزوجين:
كما يستحب الدعاء للزوجين، فعن أبى هريرة أن النبي صلي الله عليه وسلم كان إذا رفَّأ الإنسان (دعا للمتزوج) قال: (بارك الله لك، وبارك عليك، وجمع بينكما في خير) [أبو داود والترمذي]. وإذا دخل الرجل بأهله ، فيستحب له أن يصلي ركعتين بأهله ثم يأخذ برأسها ، ويدعو بما ورد عن النبي صلي الله عليه وسلم ، فعنه صلي الله عليه وسلم قال: (إذا تزوج أحدكم امرأة، أو اشترى خادمًا ، فليقل:اللهم إني أسألك خيرها ، وخير ما جبلت عليه ، وأعوذ بك من شرها وشر ما جبلتها عليه) [أبو داود]،--
المهر:
هو المال الذي تستحقه الزوجة بالعقد عليها أو بالدخول بها حقيقة، من الرجل وله أسماء كثيرة، منها: المهر والصداق والصدقة والنحلة والأجر والفريضة وغيرها ، وهو واجب على الرجل دون المرأة لما دلت على ذلك أدلة الكتاب والسنة وإجماع المسلمين.
والحكمة من وجوب المهر هو إظهار قيمة هذا العقد ومكانته ، وإعزاز المرأة وإكرامها ، وتقديم الدليل على حسن النية في معاشرتها بالمعروف ودوام الزواج ، وفيه أيضًا مساعدة للزوجة على أن تتهيأ للزوج بما يلزمها من ثياب ونفقة.
وليس للمهر حد أدنى ولا حد أقصى، فللرجل أن يدفع للمرأة مهرًا قدر استطاعته ولا يعنى ذلك المغالاة في المهور، فقد دعا الإسلام إلى عدم المغالاة في المهور ، واعتبر أكثر النساء بركة أقلهن مهرًا، وقد ورد أن النبي صلي الله عليه وسلم زوَّج رجلا ببعض آيات يحفظها من القرآن، وعندما عرضت عليه امرأة نفسها، فلم يرغب في زواجها،
فقام رجل فقال: يارسول الله، أنكحنيها. فقال صلي الله عليه وسلم: (هل عندك من شىء؟) قال: لا. قال: (اذهب فاطلب ولو خاتمًا من حديد). فذهب، ثم جاء فقال: ما وجدت شيئًا، ولا خاتمًا من حديد. فقال صلي الله عليه وسلم: (هل معك من القرآن شىء؟). قال: معى سورة كذا وسورة كذا .فقال صلي الله عليه وسلم: (اذهب فقد أنكحتكها بما معك من القرآن) [البخارى]. وهذا حكم خاص بهذا الصحابي، لا يجوز لغيره.
كما روى أن عمر بن الخطاب -رضى الله عنه- قال: لا تغالوا صداق النساء فإنها لو كانت  مكرمة في الدنيا أو تقوى عند الله، كان أولاكم وأحقكم بها محمد صلي الله عليه وسلم، ما أصدق امرأة من نسائه، ولا أُصدِقت امرأة من بناته أكثر من اثنتى عشرة أوقية ) [ابن ماجة].   (والأوقية: عشرون درهمًا).ويدفع المهر للمرأة وقت العقد أو فيما بعد ، أو يُعطى بعضه مقدمًا وبعضه مؤخرًا، فإن أخِّر المهر أو أخِّر جزءًا منه فهو دَيْنٌ على الزوج يجب عليه أن يؤديه . فإن وهبته المرأة له أو تبرَّعت به له أو تنازلت عنه فلا شىء عليه ، فإن لم تتبرَّع به ولم تهبه له، فقد وجب على الزوج أداؤه.
الحقوق والواجبات الزوجية :-
هى على أنواعٍ ثلاثة:
 - حق الزوج على زوجته:
فهناك حقوق للزوج تؤديها الزوجة كواجبات عليها تجاه زوجها، ومنها:
(1) الطاعة: فللزوج على زوجته أن تطيعه مادام لم يأمرها بمعصية، قال صلي الله عليه وسلم:   (أيما امرأة ماتت وزوجها عنها راضٍ دخلت الجنة) [ابن ماجة].
(2) التزين: فعلى المرأة أن تتزين لزوجها حتى تبدو حسنة المظهر مما يديم العشرة ويزيد المودة    بين الزوجين، وكي لا ينظر الزوج إلى امرأة غير الزوجة ، فعليها أن تكفيه.
(3) الاستئذان: فعلى الزوجة أن تستأذن زوجها في معظم أمورها ، فلا تخرج إلا بإذنه ولا تسمح لأحدٍ بدخول بيته إلا بإذنه، ولا تصوم تطوعًا إلا بإذنه، قال صلي الله عليه وسلم: (لايحل  للمرأة أن تصوم وزوجها شاهد (أي حاضر معها في البيت) إلا بإذنه، ولا تأذن في بيته إلا بإذنه) [متفق عليه].
(4) القيام بأعباء المنزل: من طهى الطعام وتربية الأولاد وغسل الثياب إلى غير ذلك من الأعمال المنزلية،إذا كان قد جرى العرف بقيام الزوجة بأعمال الزوجية، أما إذا كانت المرأة من وسط لا تخدم فيه ، فعلى الزوج أن يستأجر لها خادمة لتقوم بخدمتها وليصح في هذا الأمر العرف السائد ، وقد كانت فاطمة بنت النبي صلي الله عليه وسلم تعمل لعليّ في بيته.
(5) المحافظة على عرضه وماله وبيته وولده عند غيبته: جاء في الحديث: (.. والمرأة راعية على  بيت زوجها وولده...) [متفق عليه].
ب- حقوق الزوجة على زوجها:
للزوجة على زوجها حقوق مالية، وحقوق غير مالية:
أولاً: الحقوق المالية:
(1) المهر: أعطى الإسلام للمرأة حقها في التملك، ومن وسائل هذا التملك المهر، وهو فرض     لها على الرجل ، وليس لأبيها ولا لغيره الحق فيه أو أخذ شىء منه إلا بإذنها ورضاها.
(2) النفقة: والمقصود بها توفير ما تحتاج إليه الزوجة من طعام وسكن وخدمة ودواء وغيره     لقول الله تعالى: {أسكنوهن من حيث سكنتم من وجدكم ولا تضاروهن لتضيقوا عليهن وإن كن أولات حمل فأنفقوا عليهن حتى يضعن حملهن} [الطلاق: 6]. وقوله تعالى: {لينفق ذو سعة من سعته ومن قدر عليه رزقه فلينفق مما آتاه الله لا يكلف الله نفسًا إلا ما آتاها} [الطلاق: 7].
ثانيًا: الحقوق غير المالية: منها:
(1) حسن المعاشرة: فيجب على الزوج أن يحسن معاملة زوجته وأن يعاشرها بالمعروف، ويقدم   ما يمكن تقديمه إليها مما يؤلف قلبها ، ويخلق جوَّا من الحب والسعادة بينهما، قال تعالى: {وعاشروهن بالمعروف فإن كرهتموهن فعسي أن تكرهوا شيئًا ويجعل الله فيه خيرًا كثيرًا}  [النساء: 19].
(2) أن يعلمها أحكام دينها: ويراقبها في تصرفاتها، فاهتمام الزوج بزوجته لا يقف عند الجانب المادى فقط بل يتعدى ذلك إلى الجانب المعنوى ، وذلك بتعليمها أحكام دينها والاهتمام بتهذيب خلقها، وذلك عن طريق النصح الواعى البعيد عن التوبيخ أو التجريح، قال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارًا وقودها الناس والحجارة} [التحريم: 6]. وقال تعالى: {وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها} [طه: 132].
(3) ألا يفشى سرها: وذلك لقول النبي صلي الله عليه وسلم: (إن من أشر الناس عند الله      منزلة يوم القيامة الرجل يفضى إلى امرأته وتفضى إليه ، ثم ينشر سرها) [مسلم].
(4) العدل بين الزوجات: إذا كان الزوج متزوجًا بأكثر من زوجة كان عليه العدل بينهن في  المبيت والنفقة، وكان رسول الله صلي الله عليه وسلم يعدل بين نسائه، فقد قالت السيدة عائشة -رضى الله عنها- كان رسول الله صلي الله عليه وسلم يعدل بين نسائه ويقول: (اللهم هذا قسمى فيما أملك ، فلا تلمنى فيما تملك ولا أملك) [أبو داود].
ج- الحقوق المشتركة بـين الزوجين:
(1) حق التوارث: فكل من الزوجين يرث الآخر بعد موته.
(2) تلبية الرغبة الجنسية: فالزوجة تلبى رغبة زوجها إذا طلبها للفراش، قال صلي الله عليه وسلم: (إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه، فأبت، فبات غضبان عليها، لعنتها الملائكة حتى تصبح) [متفق عليه].وكذلك على الرجل أن يلبى رغبة زوجته الجنسية ما لم تكن حائضًا، ولا يحل له أن يترك جماع زوجته أكثر من أربعة أشهر، أو ستة أشهر إن كان مسافرًا، فكل منهما يغني صاحبه في قضاء حاجته.
(3) حسن المعاشرة: على المرأة أن تسرَّ زوجها إن نظر إليها، وأن تعاونه وتحفظ سره وتشاركه أفراحه وأحزانه، وتخلص له الودَّ والحب وتصدقه الحديث، فلا تكذب عليه أبدًا، وتبتعد عما  يؤذيه أو يغضبه قدر استطاعتها. وعلى الرجل ألا يؤذى زوجته أو يضربها بغير ذنب، وأن     يحسن الكلام معها ويتلطف في ذلك كما كان الرسول صلي الله عليه وسلم يفعل مع أزواجه.
المحرمات من النساء:-
 ليست كل النساء حل للرجل ، فهناك نساء يحرم على الرجل الزواج منهن ، والمحرمات من النساء نوعان:
1- نوع يحرم حرمة مؤبدة.
2 - نوع يحرم حرمة مؤقتة.
النوع الأول: المحرمات حرمة مؤبدة:
وهى التي تحرم على الرجل أبدًا بسبب دائم إما من جهة النسب أومن جهة المصاهرة أو من جهة الرضاع.
(ا) المحرمات بسبب النسب وهن: (الأم والبنت، والأخت، وبنت الأخت، وبنت الأخ، والعمة، والخالة).
(ب) المحرمات بسبب المصاهرة وهن: (زوجة الأب أو الجد، وزوجة الابن أو ابن الابن أو ابن البنت، وأم الزوجة وجدتها وبنت الزوجة المدخول بها).
(جـ) المحرمات بسبب الرضاع:
القاعدة العامة التي تحكم المحرمات من الرضاعة هى قول النبي صلي الله عليه وسلم: (يحرم من الرضاعة ما يحرم من النسب)[رواه الجماعة].
وقد اختلف الفقهاء فيما يثبت به التحريم من الرضاع فقيل: لا يثبت بأقل من خمس رضعات مشبعات متفرقات. وقيل: بل يثبت بثلاث رضعات فأكثر. وقيل: إن قليل الرضاع وكثيره يثبت التحريم والأرجح أن التحريم يثبت بخمس رضعات مشبعات؛ لأن بها يتم التأثير الفعلي في تكوين جسم الجنين من خلال الرضاعة.
النوع الثانى: المحرمات حرمة مؤقتة:
وهن اللائى يحرم الزواج بهن حرمة مؤقتة بسبب معين، فإذا زال السبب زالت الحرمة، وهن خمسة أصناف هى:
(1) المطلقة ثلاثـًا: فلا تحل المرأة لمن طلقها ثلاث مرات إلا إذا تزوحت بغيره ، ودخل بها هذا الغير ثم طلقها باختياره، أو مات عنها فتعود إلى الزوج الأول كزواج جديد بعقد ومهر جديدين.
(2) المرأة المتزوجة: فلا يحل لأحد أن يعقد عليها مادامت متزوجة، والمرأة المعتدة، وهى التي تكون في أثناء العدة من زواج سابق سواء عدة طلاق أو وفاة، فلا يحل لأحد غير زوجها الأول التزوج بها حتى تنقضى عدتها، لأن المرأة تكون مرتبطة به في وقت العدة، فله أن يراجعها ، فلا يسقط حقه بالطلاق الرجعي في وقت العدة.
(3) المرأة المشركة التي لا تدين بدين سماوى: وهى التي تعبد إلهًا آخر غير الله كالأصنام أو الكواكب أو النار أو الحيوان، ومثلها المرأة الملحدة أو المادية وهى التي تؤمن بالمادة إلهًا ، وتنكر وجود الله ، ولا تعترف بالأديان السماوية، فإذا أسلمت هذه المرأة جاز الزواج بها ؛ لإبطال سبب المنع وهو الكفر.
(4) الجمع بين الأخت وعمتها أو خالتها أو غيرها من المحارم: فيحرم على الرجل أن يجمع بين الأختين أو بين المرأة وعمتها وخالتها لقوله تعالى: {وأن تجمعوا بين الأختين إلا ما قد سلف} [النساء: 23]. وعن أبى هريرة -رضى الله عنه- قال: نهى النبي صلي الله عليه وسلم أن تنكح المرأة على عمتها أو خالتها. [رواه الجماعة] ، لما في ذلك من قطيعة الرحم التي أمر الله أن توصل.
(5) المرأة الخامسة لمتزوج بأربع سواها: فلا يجوز للرجل أن يجمع أكثر من أربع زوجات في عصمته في وقت واحد، فإن أراد أن يتزوج بخامسة فعليه أن يطلق إحدى زوجاته الأربع، ثم يتزوج بمن أراد. قال تعالى: {فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثني وثلاث ورباع فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة أو ما ملكت أيمانكم ذلك أدني ألا تعولوا} [النساء:3].

أنواع محرمة من الزواج:
1-زواج الشغار: وهو أن يزوج الرجل أخته أو ابنته لرجلٍ على أن يزوجه هذا الرجل ابنته أو أخته، دون دفع مهر، قال صلي الله عليه وسلم: (لاشغار في الإسلام) [مسلم والنسائي].
(2) زواج المتعة: وهو الزواج المحدد بوقت كأن يتفق الرجل مع المرأة على أن يتزوجها لمدة شهرين مثلا.
(3) زواج التحليل: وهو إذا طلق الرجل امرأته ثلاث طلقات، فإنها تعتبر بذلك حرامًا عليه، لا يحل له زواجها وإعادتها إلى عصمته، حتى تنكح زوجًا غيره زواجًا صحيحًا بقصد الإحصان ودوام العشرة، فإذا حدث وطلقها هذا الرجل أو مات عنها فإنها تصير بذلك حلالا للزوج الأول إن رغب في زواجها ورغبت فيه، بعقد ومهر جديدين.
ولكن قد يحدث أن تتزوج المرأة المطلقة ثلاثًا رجلا ليحلها لزوجها الأول، فهذا النوع من الزواج هو زواج التحليل وهو محرم، وفاعله (الزوج الثانى) والمفعول له (الزوج الأول) كلاهما ملعون، والمرأة لاتحل به لزوجها الأول.
الوكالة في الزواج:
يجوز للرجل أن يوكل غيره في أن يزوجه امرأة مادام بالغًا عاقلا حرَّا. أما المرأة فيرى جمهور الفقهاء أنه لا يصح لها أن توكل غير وليها في الزواج ؛ لأنها لا تملك إتمام العقد بنفسها، فلا تملك توكيل غيرها فيه، وذلك لاستطاعة الرجل أن يحكم عقله فيما هو صالح له، أما المرأة ففي الأغلب تتبع هواها ، فقد تخدع ببعض المظاهر.
والوكالة نوعان مقيدة ومطلقة:
1) فالوكالة المقيدة: هى أن يُقَيَّد الموكِّل الوكيل بأوصاف معينة فيمن يختارها له، أو بمهرٍ معيّن لا يدفع أكثر منه، أو بامرأة معينة لا يزوجه غيرها.وفى هذه الحالة يجب على الوكيل أن ينفذ ما طلبه الموكل وألا يتعدّاه.
2) وأما الوكالة المطلقة: فهى التي لا يعيِّن الموكل فيها صفات ولا مهرًا ولا امرأة بعينها، وهنا يتقيّد الوكيل بالمتعارف عليه، فيختار له مَنْ هى كفء له، ويعيِّن مهرًا معقولاً متعارفًا لا مبالغة فيه، فإن فعل غير ذلك توقف الزواج على إجازة الموكل.
ولا يطالب الوكيل في الزوج بحقوق عقد الزواج كأداء المهر أو زفاف المرأة إلى زوجها أو النفقة عليها أو غير ذلك، لأن الوكيل ما هو إلا سفير ومعبِّر عن رغبة الموكِّل.
تعدد الزوجات:
أباح الإسلام للرجل أن يتزوج أكثر من واحدة، بشرط ألا يجمع في عصمته أكثر من أربع نسوة في وقت واحد، واشترط عليه لهذا التعدد أن يعدل بين الزوجات في الطعام والكساء والسكن والمبيت وكل ما كان في قدرته، فإن كان الشيء خارجًا عن قدرته كالميل العاطفى، فلا شيء عليه إن لم يستطع ذلك، وقد كان رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول: "اللهم هذا قسمى فيما أملك (يقصد المأكل والملبس ومثلهما) فلا تلمني فيما تملك ولا أملك (يقصد العاطفة)" [أبو داود والترمذي].
وإن خاف الرجل ألا يعدل بين الزوجات فيما يملك وجب عليه الاقتصار على زوجة واحدة، قال تعالى: {فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة أو ما ملكت أيمانكم} [النساء: 3].
وقد أباح الإسلام تعدد الزوجات لأسباب عديدة، منها:
-  أن المرأة قد تكون مريضة بمرض لا يُرجى شفاؤها منه، فيتزوج الرجل ليحصن نفسه من الوقوع في الرذيلة، أو قد تكون المرأة عقيمة لا تلد، فيتزوج حتى ينجب الولد.
- النشوز بـين الزوجين:إن وجد الرجل نشوزًا من زوجته (أي عصيانًا منها أو امتناعًا منها عن حق من حقوقه)
 قام بوعظها أولاً، فإن لم ينفع الوعظ اشتد عليها في القول دون تجريح، فإن لم تستقم هَجَرَهَا في المضجع فلا يجامعها بشرط ألا تزيد مدة الهجر عن أربعة أشهر، فإن لم تستقم ضربها ضربًا خفيفًا ويتجنب ضرب وجهها، فإن لم تستقم رفع الأمر إلى القاضى لتوجيه حكمين إليهما حكمًا من أهله وحكمًا من أهلها؛ لينظرا في أمرهما فإما الصلح  وإما الطلاق، شريطة أن يتوفر في الحكمين الرغبة في الإصلاح ، ولذا اشترط أن يكونا من أهل الزوجين ، وأن يعرف عنهما الإصلاح، فإذا لم   يتوفر الإصلاح فيهما ، أو عرف عنهما عدم الرغبة في الإصلاح بعث ولي الأمر حكمين من أهل الحل والعقد؛ قال تعالي : {واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجرهن في المضاجع واضربوهن  فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلاً إن الله كان عليًا كبيرًا. وإن خفتم شقاق بينكم فابعثوا حكمًا من أهله وحكمًا من أهلها إن يريدا إصلاحًا يوفق الله بينهما أن الله كان عليمًا خبيرًا} [ النساء:34- 35].
- وكذلك الحال ، إن خافت المرأة من زوجها نشوزًا أو إعراضًا، فلُيبعث من أهلها حكم، ومن أهله حكم، قال تعالي: {وإن امرأة خافت من بعلها نشوزًا أو إعراضًا فلا جناح عليهما إن يصلحا بينهما صلحًا والصلح خير} [النساء: 128].
                                 الطـلاق
-الطلاق إنهاء للعلاقة الزوجية بسبب من الأسباب، وقد أباحه الشرع عندما تصبح الحياة بين الزوجين مستحيلة، وعندما يشتد الشقاق والنزاع بينهما.
- الطلاق حل نهائى لما استعصى حله على الزوجين وأهل الخير والحكمين بسبب اختلاف الأخلاق، وتنافر الطباع، وفشل استمرار مسيرة الحياة بين الزوجين، مما قد يؤدى إلى ذهاب المحبة والمودة وتوليد الكراهية والبغضاء؛ فيكون الطلاق عندئذ طريقًا للخلاص من كل ذلك.
- ويكون الطلاق بيد الزوج، لأنه أكثر تحكمًا في الأمور من المرأة، فهى سريعة الانفعال والاندفاع، كما أن الرجل عادة أكثر تقديرًا لعواقب الأمور وأبعد عن الطيش في اتخاذ القرارات، وأشد تحكمًا في عاطفته من المرأة، ومع ذلك فمن حق المرأة أن تطالب بطلاقها في حالة سوء العشرة وغيرها من الحالات.
أركان الطلاق:
للطلاق أركان هي: المطلق، والقصد في الطلاق، ومحل الطلاق.
أولاً: المطلق.
ثانيًا: القصد في الطلاق: وهو أن يقصد المتكلم الطلاق إذا تلفظ به، فلا تقع طلاق الفقيه، إذا لم يقصده لأنه عادة ما يكرره، ولا طلاق من يحكي الطلاق عن نفسه أو غيره، ولا طلاق أعجمي لقن لفظ الطلاق بلا فهم منه لمعناه، كما لا يقع طلاق مَرَّ بلسان نائم، أو من زال عقله؛ لعدم توافر القصد في الطلاق.
ثالثًا: محل الطلاق:
محل الطلاق هو المرأة، فهي التي يقع عليها الطلاق، وذلك إذا كانت في حال زواج صحيح قائم فعلاً، ولو قبل الدخول، أو في أثناء العدة من طلاق رجعي، لأن الطلاق الرجعي لا تزول به العلاقة الزوجية.
ولا يقع الطلاق على المرأة إذا كانت في عدة الطلاق البائن بينونة كبرى، لأن العلاقة الزوجية انتهت بين الزوجين، وكذلك لا يقع في الطلاق البائن بينونة صغرى عند الجمهور، ولا يقع عند الأحناف لبقاء بعض الأحكام الزوجية كوجوب النفقة أو السكنى في بيت الزوجية وعدم حل زواجها بآخر في العدة، كما لا يقع الطلاق على المرأة بعد انتهاء العدة.
أنواع الطلاق وحكم كل نوع:
ينقسم الطلاق إلى عدة تقسيمات باعتبارات متنوعة كالتالي  من حيث الموافقة للسنة وعدمها ينقسم الطلاق إلى:-ا) سني موافق للسُّنة، وبدعي (مخالف للسُّنة).
(ب) من حيث الرجعة وعدمها ينقسم إلى رجعى وبائن.
(جـ) من حيث الصيغة ينقسم إلى صريح وكناية.
أولاً: تقسيم الطلاق من حيث السنة والبدعة:
ينقسم الطلاق من حيث موافقته للسنة أو البدعة إلى سنى وبدعى.
الطلاق السني: هو الطلاق الواقع على الوجه الذي ندب إليه الشرع؛ وهو أن يطلق الزوج زوجته طلقة واحدة في طهرٍ (غير حائض)، لم يمسسها فيه (أي لم يجامعها فيه)، وهو الطلاق المشروع، ويكون بأن يطلق مرة يعقبها رجعة، ثم مرة ثانية يعقبها رجعة، ثم يخير نفسه بعد ذلك إما أن يمسكها بمعروف أو يفارقها بإحسان، قال تعالى: {الطلاق مرتان فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان} [البقرة :229]. فإن طلقها الثالثة فلا يحل له أن يراجعها إلا بعد أن تتزوج زوجًا غيره زواجًا صحيحًا.
الطلاق البدعى: هو الطلاق المخالف للشرع كأن يطلقها ثلاثًا بكلمة واحدة، أو متفرقات بمجلس واحد، كأن يقول: أنت طالق، أنت طالق، أنت طالق، أو يطلقها اثنتين بكلمة واحدة، أو يطلقها في حيض أو نفاس أو في طهر جامعها فيه، وقد أجمع العلماء على أن الطلاق البدعى حرام وأن فاعله آثم، واختلفوا هل يقع أم لا، فقال بعضهم: يقع. وقال البعض الآخر: لا يقع.
ثانيًا: تقسيم الطلاق من حيث الرجعة:
ينقسم الطلاق من حيث رجوع الزوجة إلى زوجها أو عدم رجوعها إلى: طلاق رجعى، وطلاق بائن.
أ- الطلاق الرجعى: هو الطلاق الأول أو الثانى الذي يوقعه الزوج على زوجته التي دخل بها حقيقة حيث يكون له بعده حق إرجاع الزوجة إليه مادامت في عدتها.
فللرجل أن يُرجع زوجته إن طلقها طلقة واحدة أو اثنتين وكانت لا تزال في عدتها، ويكون الرجوع بالكلام كأن يقول لها: راجعتك. أو بالفعل كأن يقبِّلها أو يجامعها.
ويستحب الإشهار على الرجعة عند جمهور الفقهاء لكنه لا يشترط.
ورجوع الزوجة حق للرجل خلال مدة العدة، فإذا انقضت مدة العدة فلا مراجعة.
ب- الطلاق البائن: فهو الطلاق الذي يوقعه الزوج بزوجته وهو نوعان:
1- طلاق بائن بينونة صغرى: مثل الطلاق قبل الدخول، والطلاق بالطلقة الأولى أو الثانية مع انقضاء عدة الطلاق دون رجوع من الزوج.
وبهذا الطلاق تصبح المرأة أجنبية عن زوجها فلا يحل الاستمتاع بها، ولا يتوارثان، ولا يحل للرجل أن يُرجع زوجته إلا بعقد ومهر جديدين وبرضاها، وتنقص به عدد الطلقات التي يملكها الرجل، ويحل به مؤخر الصداق.
2- طلاق بائن بينونة كبرى: وهو طلاق الرجل للمرأة للمرة الثالثة، وبه تنفصل المرأة عن الرجل انفصالا نهائي، فلا يحلُّ له أن يتزوجها إلا إذا تزوجت غيره زواجًا صحيحًا، فإن تزوجها غيره زواجًا صحيحًا، ثم طلقت منه حلَّ له أن يتزوجها، وهذا الطلاق يمنع التوارث، ويحل به الصداق المؤجل، وتُحَرَّم به المطلقة تحريمًا مؤقتًا على الزوج حتى تتزوج بآخر ويدخل بها دخولا حقيقيًا ثم يطلقها أو يموت عنها، فالطلاق البائن بينونة كبرى لا يبقى للزوجية أثرًا على الإطلاق سوى العدة.
ثالثًا: تقسيم الطلاق من حيث الصيغة:
يقع الطلاق باللغة العربية أو بغيرها من اللغات ، سواء أكان الطلاق باللفظ أم بالكتابة أم بالإشارة.
الطلاق يقع بلفظ من الزوج يفيد إنهاء العلاقة الزوجية، مثل: أنت طالق أو أنت مطلقة، أو فارقتك أو سرحتك أو بالألفاظ غير الصريحة مثل: اذهبى إلى بيت أبيك ولا تعودى إلىَّ أبدًا إذا قصد بهذا القول الطلاق.
وينقسم الطلاق من حيث الصيغة إلى صريح وكناية:
الطلاق الصريح: ويكون باللفظ الذي يفهم منه المراد ويغلب استعماله عرفًا في الطلاق مثل (أنت طالق) و(مطلقة) و(طلقتك) وغير ذلك مما هو مشتق من لفظ الطلاق، وألفاظ الطلاق الصريحة كما جاءت في القرآن ثلاثة: الطلاق والفراق والسراح.
ويقع الطلاق بهذه الألفاظ دون حاجة إلى نية تبين المراد منه لظهور دلالته ووضوح معناه.
طلاق الكناية: وهو كل لفظ يحتمل الطلاق وغيره ولم يتعارف عليه الناس في الطلاق مثل قول الرجل لزوجته: الحقى بأهلك أو اذهبى أو اخرجى أو أنت بائن أو أنت علىَّ حرام إلى غير ذلك. ولايقع الطلاق بهذه الألفاظ إلا بالنية.
كما يقع الطلاق بالكتابة ، فإن كانت الكتابة صريحة بالطلاق يقع الطلاق، وإن كانت الكتابة فيها كناية ، فهي تفتقر إلي النية، فإن كان الطلاق وقع ، وإلا فإنه لا يقع.
كما يكون الطلاق بإرسال رسول إلى الزوجة ، فيقول الزوج للرسول : قل لها : أنت طالق، ويقع الطلاق بمجرد أن يتلفظ بهذا اللفظ.
والطلاق يقع بالإشارة للأخرس، لعدم قدرته على النطق ، أما إذا أشار المتكلم فإن إشارته لا تجدي في الطلاق ولا الزواج.
وللرجل أن يفوض امرأته في تطليق نفسها كأن يقول لها: أمرك بيدك، أو طلقى نفسك إن شئت. فإن اختارت الطلاق كان الطلاق طلاقًا بائنًا. وإن اختارت البقاء فلا شىء عليهما ولا يُعد ذلك طلاقًا.
الإشهاد على الطلاق: كما يجب الإشهاد على الزواج يستحب الإشهاد عند الطلاق وعند الرجعة، قال تعالى: {فإذا بلغن أجلهن فأمسكوهن بمعروف أو فارقوهن بمعروف وأشهدوا ذوي عدل منكم} [الطلاق: 2].
التفريق بالقضاء: وقد تلجأ المرأة إلى القضاء لتمكينها من إنهاء العلاقة الزوجية التي لا تستطيع إنهاءها بنفسها، فإن حُكم لها بالتفريق بينها وبين زوجها لعدم إنفاق زوجها عليها، أو لعيوب جسمية أو جنسية خاصة بالرجل تمنع الاستمتاع والإنجاب، أو لسوء العشرة عُدّ هذا التفريق طلاقًا بائنًا، وإن كان لسبب يمنع استمرار الزواج كاكتشاف أن الزوجين أخوان في الرضاعة، عُدّ هذا التفريق فسخًا للزواج، وبه تنتهى الحياة الزوجية حين حدوثه.
قيود إيقاع الطلاق :الزواج رباط مقدس، وحل هذا الرباط فيه كثير من الأضرار في الغالب، لذا فإن الشرع قد وضع قيودًا لإيقاع الطلاق هي :
- أن يكون الطلاق لحاجة مقبولة: فإن كان لحاجة غير مقبولة ، فإنه يقع ويأثم المطلِّق.
- أن يكون في طهر لم يجامعها فيه: فقد طلق ابن عمر زوجته وهي حائض ، فذكر ذلك للنبي صلي الله عليه وسلم فقال: (مره ، فليراجعها أو ليطلقها طاهرًا أو حاملا) [البخاري]. والطلاق في العدة فيه ضرر على المرأة، وذلك لإطالة مدة العدة إلا من الحيضة التي وقع فيها الطلاق لا تحتسب من العدة ، والطلاق في الحقيقة يقع عند المذاهب الأربعة ، مع أنه إثم ، لأن هذا الطلاق هو الطلاق البدعي ، وقال الشيعة الإمامية والظاهرية وابن تيمية وابن الهيثم أن الطلاق لا يقع.
- أن يكون الطلاق مفرقًا ليس بأكثر من واحدة: ومن حلف ثلاثًا بلفظ واحد ، فالجمهور - ومنهم المذاهب الأربعة والظاهرية على أنه يقع ثلاثًا ، ويرى الشيعة الإمامية أنه لا يقع به شىء.
المتعة: -هى مالٌ يدفعه المطلق إلى مطلقته بحسب حاله بين الغنى والفقر، وهو واجبٌ في الطلاق الذي يكون قبل الدخول في زواجٍ لم يُحدد فيه المهر لا قبل العقد ولا بعده، قال تعالى: {لا جناح عليكم إن طلقتم النساء ما لم تمسوهن أو تفرضوا لهن فريضة ومتعوهن علي الموسع قدره وعلي المقتر قدره متاعًا بالمعروف حقًا علي المحسنين} [البقرة: 236].
وفى المتعة أقوال كثيرة للفقهاء بين الوجوب والاستحباب، والأرجح أن المتعة واجبة لكل مطلقة سواء أكان الطلاق قبل الدخول أم بعده، إلا للمطلقة قبل الدخول والتي حُدد لها مهرٌ ، فإنه يكتفى لها بنصف المهر.
     اللعان:
وهو أن يتهم الرجل زوجته بالزنى، أو أن ينفى نسب طفل ولدته زوجته إليه، فيقسم أربع شهادات بالله إنه صادق في اتهامه، ويقسم قسمًا خامسًا بأن لعنة الله عليه إن كان من الكاذبين، فإن أنكرت الزوجة أقسمت أربع مرات إنه من الكاذبين، وتقسم قسمًا خامسًا أن غضب الله عليها إن كان من الصادقين. قال تعالى: {والذين يرمون أزواجهم ولم يكن لهم شهداء إلا أنفسهم فشهادة أحدهم أربع شهادات بالله إنه من الصادقين. والخامسة أن لعنت الله عليه إن كان من الكاذبين. ويدرأ عنها العذاب أن تشهد أربع شهادات بالله إنه من الكاذبين. والخامسة أن غضب الله عليها إن كان من الصادقين} [النور: 6-9].
ويُقدِّم الحاكمُ الزوج فيشهد قبل المرأة، فإن امتنع عن اللِّعَان أقام عليه حدَّ القذف، وإن امتنعت هى عن اللعان أقام عليها حد الزنى، وتتم التفرقة بين الزوجين باللعان، ولا يحل لهما الزواج ببعضهما أبدًا.
                  الإيلاء:
وهو أن يقسم الزوج أن يمتنع عن مجامعة زوجته مدة لا تزيد عن أربعة أشهر، فإن عاد فجامعها كانت عليه كفارة يمين، وإن مضت الشهور الأربعة ولم يرجع الزوج في قسمه يكون بذلك قد عزم الطلاق.والإيلاء حرام عند الجمهور للإيذاء، لأنه يمين على ترك واجب.
وكفارة الإيلاء هى نفسها كفارة اليمين؛ وهى أن يطعم عشرة مساكين يومًا واحدًا أو كسوتهم أو تحرير رقبة، فمن لم يجد شيئًا من ذلك وجب عليه صيام ثلاثة أيام متتابعات، وذلك كله إذا رجع عن يمينه، أما إذا لم يجامع الزوج زوجته قبل مرور أربعة أشهر ولم يقربها يكون قد طلقها طلقة بائنة.
                                   الظهار:
وهو أن يقول الرجل لامرأته: أنت علىَّ كظهر أمى. والظهار حرام، وبه تكون المرأة محرمة على زوجها .وكفارة ذلك أن يعتق المسلم رقبة، فإن لم يجد يصوم شهرين متتابعين، فإن لم يستطع يطعم ستين مسكينًا، يقول تعالى: {والذين يظاهرون من نسائهم ثم يعودون لما قالوا فتحرير رقبة من قبل أن يتماسا ذلكم توعظون به والله بما تعملون خبير. فمن لم يجد فصيام شهرين متتابعين من قبل أن يتماسا فمن لم يستطع فإطعام ستين مسكينًا ذلك لتؤمنوا بالله ورسوله وتلك حدود الله وللكافرين عذاب أليم} [المجادلة: 3-4].
                                      الخلع:
هو أن يفارق الرجل زوجته مقابل بدل يحصل عليه منها ؛ فقد لا تقدر المرأة على المعيشة مع زوجها لعدم الوفاق بينهما مثلا أو لكراهيته، فترد لزوجها كل ما أخذت منه (المهر الذي دفعه لها) إلا أن يقبل هو بأقل مما ما دفع لها، وبذلك تكون قد خلعت نفسها منه، قال تعالى: {فإن خفتم ألا يقيما حدود الله فلا جناح عليهما فيما افتدت به} [البقرة: 229].
وعن ابن عباس قال: جاءت امرأة ثابت بن قيس بن شماس إلى رسول الله صلي الله عليه وسلم فقالت: يارسول الله، إني ما أعتب عليه في خلق ولا دين، ولكني أكره الكفر في الإسلام، فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم: (أتردين عليه حديقته؟ قالت: نعم. فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم: (أقبل الحديقة، وطلقها تطليقة) [البخاري والنسائي]. وقيل طلاق بائن.
العدة: هى مدة محدودة، لا يحل للمرأة فيها الزواج، وتبدأ من لحظة فراق زوجها بالطلاق أو الموت، وهى واجبة على المرأة.
                                   أنواع العدة:
1- عدة الحامل: تنتهى بوضع الحمل سواء أكانت المرأة مطلقة أم متوفى عنها زوجها، لقول الله تعالى: {وأولات الأحمال أجلهن أن يضعن حملهن} [الطلاق: 4]. سواء أكان الحمل حيًّا أم ميتًا، تام الخلقة أو ناقصها، نفخ فيه الروح أو لم ينفخ.
2- عدة المتوفى عنها زوجها: وعدتها أربعة أشهر وعشرة أيام مالم تكن حاملا، لقول الله تعالى: {والذين يتوفون من منكم ويذرون أزواجًا يتربصن بأنفسهن أربعة أشهر وعشرًا} [البقرة: 234]. ولا فرق بين أن يكون الرجل قد دخل بزوجته أو لم يدخل بها.
3- عدة المطلقة: إذا طلقت المرأة ولم تكن حاملا، وكانت من ذوات الحيض فعدتها ثلاثة قروء، قال تعالى: {والمطلقات يتربصن بأنفسهن ثلاثة قروء} [البقرة: 228]. والقروء: جمع قُرْء. وهو الحيض، وعلى ذلك فعدة المطلقة هنا ثلاث حيضات.
أما إذا كانت المرأة من غير ذوات الحيض كالصغيرة التي لم تبلغ أو الكبيرة التي لا تحيض حيث بلغت سن اليأس فعدتها ثلاثة أشهر، لقول الله تعالى: {واللائي يئسن من المحيض من نسائكم إن ارتبتم فعدتهن ثلاثة أشهر واللائي لم يحضن وأولات الاحمال أجلهن أن يضعن حملهن}      [الطلاق: 4] .
وإذا طلق الرجل زوجته قبل الدخول بها فلا عدة عليها، لقول الله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا إذا نكحتم المؤمنات ثم طلقتموهن من قبل أن تمسوهن فما لكم عليهن من عدة تعتدونها} [الأحزاب: 49].
4- عدة المفقود زوجها: عدة المرأة التي غاب عنها زوجها ولم يُعْرَف أحىٌّ هو أم ميت، قيل: فعلى الزوجة عدتها أن تنتظر أربع سنوات، ثم تعتد عدة الوفاة وهى أربعة أشهر وعشرة أيام؛ ودليل ذلك ما روى عن عمر -رضى الله عنه- أن رجلا غاب عن امرأته وفقد، فجاءت امرأته إلى عمر، فذكرت ذلك له، فقال: تربصى (انتظرى) أربع سنين. ففعلت، ثم أتته فقال: أين ولى هذا الرجل؟ فجاءوا به، فقال: طلقها. ففعل. فقال عمر: تزوجى من شئت. [الدارقطنى].وقيل: ليس لها أن تعتد حتى يتحقق موته أو طلاقه لها.
5- عدة المختلعة: المختلعة وهى المرأة التي خلعت نفسها من زوجها بأن أعطته ما دفعه من مهر وغيره مقابل طلاقه لها، فعدتها حيضة واحدة ودليل ذلك ما قاله رسول الله صلي الله عليه وسلم لثابت: (خذ الذي لها عليك وخل سبيلها). قال: نعم. فأمرها رسول الله صلي الله عليه وسلم أن تعتد بحيضة واحدة وتلحق بأهلها) [النسائي].
أحكام المعتدة وحقوقها:
1- تحريم الخطبة: لا يجوز للأجنبى خطبة المعتدة صراحة سواء أكانت مطلقة أم متوفى عنها زوجها، لأن المطلقة طلاقًا رجعيَّا في حكم الزوجة، ولا يجوز التعريض بالخطبة للمعتدة عدة طلاق، ويجوز ذلك في عدة الوفاة، لقوله تعالى: {ولا جناح عليكم فيما عرضتم به من خطبة النساء} [البقرة: 235].
2- تحريم الزواج: لا يجوز للأجنبى إجماعًا زواج المعتدة، لقوله تعالى: {ولا تعزموا عقدة النكاح حتى يبلغ الكتاب اجله} [البقرة 235]، أي لا تعقدوا عقد النكاح حتى تنقضى العدة التي كتبها الله على المعتدة، وإذا وقع الزواج كان باطلا.
3- تحريم الخروج من البيت: لا يجوز للمعتدة الخروج من البيت إلا لعذر، ولا يجوز لها المبيت خارج بيتها.
4- النفقة: وهى واجبة على الزوج.
فإذا كانت المعتدة مطلقة طلاقًا رجعيًا وجبت لها النفقة بأنواعها المختلفة من طعام وكساء وسكن، لأنها تعد زوجة ما دامت في العدة.
وإذا كانت معتدة من طلاق بائن فهى إما أن تكون حاملا أو غير حامل، فإن كانت حاملا وجبت لها النفقة بأنواعها المختلفة؛ لقوله تعالى: {وإن كن أولات حمل فأنفقوا عليهن حتى يضعن حملهن} [الطلاق: 6].
وإن كانت غير حامل وجب لها النفقة عند بعض الفقهاء، ولا يجب لها ذلك عند البعض الآخر، وقيل: يجب لها السكن فقط. أما إذا كانت معتدة من وفاة فلا نفقة لها باتفاق العلماء لانتهاء الحياة الزوجية بالموت، ولها السكن عند بعضهم مدة العدة.
                    التفريق القضائي:
يكون التفريق القضائي عند تعسف الرجل في عدم تطليق المرأة إذا كانت هناك أسباب تدعو إلى ذلك ، وربما كان التفريق القضائي فسخًا للعلاقة الزوجية بين الزوجين.
والتفريق القضائي يكون طلاقًا بسبب عدم الإنفاق أو بسبب الإيلاء ،و أو لعلل معينة ، وللشقاق بين الزوجين، أو للغيبة أو للحبس ، أو للتعسف. وقد يكون التفريق القضائي فسخًا لعقد الزوجية ، كما هو الحال في العقد الفاسد، كالتفريق بسبب الردة وإسلام أحد الزوجين .
                          التفريق لعدم الإنفاق :
للمرأة الحق في رفع دعوى بالتفريق بينها وبين زوجها إذا كان الزوج لاينفق عليها .
- فإن كان للزوج مال معلوم ، نفذ الحكم عليه بأن ينفق عليها من ماله ، ولا داعي للتفريق.
- فإن لم يكن له مال ظاهر معلوم، فإن كان حاضرًاِ ولم يثبت عجزه عن الإنفاق، وأصر على الامتناع؛ فرق القاضي بينهما في الحال.
- فإن ثبت عجز الزوج عن الإنفاق ، أمهله القاضي ثلاثة شهور علي الأكثر أو أي مدة يراها القاضي فإن مضت المدة ولم ينفق الزوج عليها فالقاضي يفرق بينهما.
فإن كان غائبًا وليس له مال ظاهر فيجب إعذاره وإمهاله إلي مدة لا تتجاوز ثلاثة أشهر، فإن مضت المدة ولم ينفق علي الزوجة فرق القاضي بينهما .
والتفريق القضائي بسبب عدم الإنفاق هو رأي الجمهور، ويرى الحنفية أنه لا يجوز التفريق بسبب عدم الإنفاق .
والتفريق القضائي طلاق رجعي عند المالكية فإن أيسر الزوج في العدة وأنفق علي زوجته ؛ جاز له إرجاعها ويرى الشافعية والحنابلة أن الفرقة لأجل النفقة فسخ لا طلاق.
التفريق بسبب العيوب:-
يجوز للقاضي التفريق بين الزوجين إذا كان أحدهما مريضًا مرضًا جنسيًا ، وهو قطع الذكر ، والعنة ، وهي العجز عن الجماع بسبب صغر الذكر أو غير ذلك ، والخصاء وهو استئصال أو قطع الخصيتين وذلك بالنسبة للرجل ، أما المرأة ، فإن كان بها الرتق ، وهو أن يكون الفرج مسدودًا ملتصقًا بلحم من أصل الخلقة لا مسلك للذكر فيه. والقرن ، وهو عظم أو غدة تمنع دخول الذكر. والغفل ، وهو رغوة تمنع لذة الوطء. ونخر الفرج، وهو رائحة منتنة تثور في الوطء ، وانخراق ما بين القبل والدبر.
أو كان التفريق لمرض منفر ، بحيث لا يمكن المقام معه ، كالجنون والجذام والبرص، إلا إذا كان يمكن مداواته المرض، فإن لم يكن من الممكن علاجه، تم التفريق بينهما. والتفريق بين الزوجين لمرض أو علة، يعد طلاقًا بائنًا.
      التفريق للشقاق أو الضرر وسوء العشرة:
فإذا ثبت إضرار الزوج لزوجته ، وسوء عشرته لها ، كأن يضربها ضربًا مبرحًا ،أو يشتمها شتمًا مقذعًا ،أو يحملها على معصية الله، أو يعرض عنها من غير سبب ، جاز للمرأة رفع أمرها للقاضي، فإذا ثبتت دعواها فللقاضي أن يفرق بينهما، وهذا رأي المالكية. أما الأحناف والحنابلة والشافعية ،فهم لا يجيزون التفريق بسبب الشقاق وسوء العشرة ،بل على القاضي أن يؤدبه حتى يستقيم أمره ، فإن لم ينصلح حاله ، يبعث حكمًا من أهله وحكمًا من أهلها لأجل الإصلاح ، أو ما يتفق عليه لمصلحة الزوجين
أرأيت عزيزى القارئ كيف راعى الإسلام حقوق المراة والرجل ؛ فبعدما راعى مطلبا هاما من مطالب الحياة وضع له الأسس والمبادئ التى تحميه وتحمى الأسرة والأفراد الجدد راعى الاسلام كذلك  حق المراة  بداية من  تربيتها وهى فتاة صغيرة فى بيت أبيها وحتى تُطلب للزواج ضمن لها الإسلام كل الحقوق ؛ فجعل موافقتها شرط أساسى فى الزواج وجعل من حقها أن يتفق الزوج عليها .
وإن حدث بينها وبين زوجها شقاق أوخلاف دعا الإسلام الحكماء من الطرفين أن يتدخلا ليحلا الخلاف وإن استحالت المعيشة بينهما دعاهما الإسلام الى التواصل بالمعروف أو التفرقة بالمعروف وسمح لها بطلب الطلاق وجعله مرتين ويتراجعا وثالثة ثم تتزوج بأخر حتى تتحرك الغيرة عند الرجل فلا يقدم على هذا الصنيع ؛ ثم جعل لها الإسلام حرية طلب الخلع إن رأت فى زوجها ضعفا أو أمرا تستحيل الحياة معه وأفضل من هذا أن جعل لها الإسلام ملكية خاصة وتصرف خاص فى مالها كما أنها ترث زوجها بعد وفاته ويرثها الزوج كذلك القدر الذى حدده الشرع  ولها أن تتزوج إن تقدم إليها أحد بعد العدة وأرادت الزواج  ومن ثم شعرت المرأة فى الاسلام انها مساوية للرجل وليست اقل منه بحال منه الاحوال وصدق الرسول الكريم حين قال " النساء شقائق الرجال "
الرِّق بين الإسلام والأديان الأخرى:-
الرق : لغة : هو الشئ الرقيق ، نقيض الغليظ .  واصطلاحًا: هو المِلْك والعبودية ، أى نقيض  العِتْق والحرية. والرقيق بمعنى العبد يطلق على المفرد والجمع ، وعلى الذكر والأنثى أما العبد ، فهو: الرقيق الذكر ، ويقابله: الأَمَة للأنثى. ومن الألفاظ الدالة على الرقيق الذكر لفظى: الفتى   أو الغلام.. وعلى الأنثى لفظى: الفتاة ، والجارية. أما القنّ فهو أخص من العبد ، إذ هو الذى  مُلِك هو وأبواه. ومالك الرقيق هو: السيد ، أو المولى.
والرق نظام قديم قدم المظالم والاستعباد والطبقية والاستغلال فى تاريخ الإنسان ، وإليه أشار القرآن الكريم فى قصة يوسف عليه السلام:(وجاءت سيارة فأرسلوا واردهم فأدلى دلوه قال يا بُشْرى هذا غلام وأسروه بضاعة والله عليم بما يعملون. وشروه بثمن بخس دراهم معدودة وكانوا فيه من الزاهدين. وقال الذى اشتراه من مصر لامرأته أكرمى مثواه عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولداً ) (1)  وكان الاسترقاق من عقوبات السرقة عند العبرانيين القدماء ، وعندما سئل إخوة يوسف عن جزاء السارق لصواع الملك (قالوا جزاؤه من وُجد فى رحله فهو جزاؤه..) (2).
وفى الحضارات القديمة كان الرق عماد نظام الإنتاج والاستغلال ،
وفى بعض تلك الحضارات كالفرعونية المصرية والكسروية الفارسية كان النظام الطبقى المغلق يحول دون تحرير الأرقاء ، مهما توفرت لأى منهم الرغبة أو الإمكانات.. وفى بعض تلك الحضارات كالحضارة الرومانية كان السادة هم الأقلية الرومانية ، وكانت الأغلبية فى الامبراطورية برابرة أرقاء ، أو فى حكم الأرقاء.. وللأرقاء فى تلك الحضارات ثورات من أشهرها ثورة " اسبارتاكوس " [ 7371ق م ].
وعندما ظهر الإسلام كانت للمظالم الاجتماعية والتمييز العرقى والطبقى منابع وروافد عديدة تغذى " نهر الرق " فى كل يوم بالمزيد من الأرقاء.. وذلك من مثل:
 -1 الحرب ، بصرف النظر عن حظها من الشرعية والمشروعية ، فالأسرى يتحولون إلى أرقاء ، والنساء يتحولن إلى سبايا وإماء..
2  -والخطف ، يتحول به المخطوفون إلى رقيق..
3   - وارتكاب الجرائم الخطيرة كالقتل والسرقة والزنا كان يحكم على مرتكبيها بالاسترقاق..
 - 4والعجز عن سداد الديون ، كان يحوِّل الفقراء المدينين إلى أرقاء لدى الأغنياء الدائنين..
 -5 وسلطان الوالد على أولاده ، كان يبيح له أن يبيع هؤلاء الأولاد ، فينتقلون من الحرية إلى العبودية.
-6 وسلطان الإنسان على نفسه ، كان يبيح له بيع حريته ، فيتحول إلى رقيق..
-7 وكذلك النسل المولود من كل هؤلاء الأرقاء يصبح رقيقا ، حتى ولو كان أباه حرا..
ومع كثرة واتساع هذه الروافد التى تمد نهر الرقيق فى كل وقت بالمزيد والمزيد من الأرقاء .
 الإسلام وإصلاح مسألة الرق :-
كانت أبواب العتق والحرية إما موصدة تماما ، أو ضيقة عسيرة على الولوج منها..
وأمام هذا الواقع ، اتخذ الإسلام ، إبان ظهوره ، طريق الإصلاح الذى يتفيا تحرير الأرقاء ، وإلغاء نظام العبودية ، وطى صفحته من الوجود ، لكن فى " واقعية ثورية " إذا جازالتعبير.. فهو لم يتجاهل الواقع ولم يقفز عليه..
 وأيضا لم يعترف به على النحو الذى يبقيه ويكرسه..لقد بدأ الإسلام فأغلق وألغى وحرّم أغلب الروافد التى كانت تمد نهر الرقيق بالمزيد من الأرقاء.. فلم يبق منها إلا أسرى الحرب المشروعة والشرعية ، والنسل إذا كان أبواه من الأرقاء.. وحتى أسرى الحرب المشروعة فتح الإسلام أمامهم باب العتق والحرية المنّ أو الفداء: (فإذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب حتى إذا أثخنتموهم فشدوا الوثاق فإما منًّا بعد وإما فداء حتى تضع الحرب أوزارها.. )
 (3) فعندما تضع الحرب أوزارها ، يتم تحرير الأسرى ، إما بالمن عليهم بالحرية وإما بمبادلتهم بالأسرى المسلمين لدى الأعداء..ومع إغلاق الروافد روافد الاسترقاق ومصادره التفت الإسلام إلى " كتلة " واقع الأرقاء ، فسعى إلى تصفيتها بالتحرير ، وذلك عندما عدد ووسع مصابّ نهر الرقيق..ولقد سلك الإسلام إلى ذلك المقصد سبيل منظومة القيم الإسلامية. وسبيل العدالة الاجتماعية الإسلامية. فحبب إلى المسلمين عتق الأرقاء تطوعا، إذ فى عتق كل عضو من أعضاء الرقيق عتق لعضو من أعضاء سيده من النار  فتحرير الرقيق سبيل لتحرير الإنسان من عذاب النار يوم القيامة..
 كما جعل الإسلام عتق الأرقاء كفارة للكثير من الذنوب والخطايا.. وجعل للدولة والنظام العام مدخلاً فى تحرير الأرقاء عندما جعل هذا التحرير مصرفا من المصارف الثمانية لفريضة الزكاة فهو جزء من أحد أركان الإسلام (إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفى الرقاب والغارمين وفى سبيل الله وابن السبيل فريضة من الله والله عليم حكيم )
 (4). كما جعل الحرية هى الأصل الذى يولد عليه الناس ، والرق هو الاستثناء الطارئ الذى يحتاج إلى إثبات ، فمجهولوا الحكم هم أحرار ، وعلى مدعى رقهم إقامة البينات ، وأولاد الأمة من الأب الحر هم أحرار و" متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً ؟
5 - كذلك ، ذهب الإسلام فساوى بين العبد والحر فى كل الحقوق الدينية ، وفى أغلب الحقوق المدنية ، وكان التمييز فقط ، فى أغلب حالاته بسبب التخفيف عن الأرقاء مراعاة للاستضعاف والقيود التى يفرضها الاسترقاق على الإرادة والتصرف.. فالمساواة تامة فى التكاليف الدينية ، وفى الحساب والجزاء.. وشهادة الرقيق معتبرة فى بعض المذاهب الإسلامية عند الحنابلة وله حق الملكية فى ماله الخاص ، وإعانته على شراء حريته بنظام المكاتبة والتدبير مرغوب فيها دينياً (والذين يبتغون الكتاب مما ملكت أيمانكم فكاتبوهم إن علمتم فيهم خيراً وآتوهم من مال الله الذى آتاكم )
 6. والدماء متكافئة فى القصاص..
وبعد أن كان الرق من أكبر مصادر الاستغلال والثراء لملاك العبيد ، حوّله الإسلام بمنظومة القيم التى كادت أن تسوى بين العبد وسيده إلى ما يشبه العبء المالى على ملاك الرقيق.. فمطلوب من مالك الرقيق أن يطعمه مما يأكل ويلبسه مما يلبس ولا يكلفه من العمل مالا يطيق.. بل ومطلوب منه أيضاً إلغاء كلمة " العبد " و الأمة " واستبدالها بكلمة " الفتى " و " الفتاة
بل لقد مضى الإسلام فى هذا السبيل إلى ما هو أبعد من تحرير الرقيق ، فلم يتركهم فى متاهة   عالم الحرية الجديد دون عصبية وشوكة وانتماء ، وإنما سعى إلى إدماجهم فى القبائل والعشائر والعصبيات التى كانوا فيها أرقاء ، فأكسبهم عزتها وشرفها ومكانتها ومنعتها وما لها من إمكانات ، وبذلك أنجز إنجازاً عظيماً وراء وفوق التحرير عندما أقام نسيجاً اجتماعياً جديداً التحم فيه الأرقاء السابقون بالأحرار ، فأصبح لهم نسب قبائلهم عن طريق " الولاء " ، الذى قال عنه الرسول (: [ الولاء لُحْمَةٌ كلُحْمَة النسب ] رواه الدارمى.
 حتى لقد غدا أرقاء الأمس " سادة " فى أقوامهم ، بعد أن كانوا " عبيداً " فيهم.. وقال عمر بن الخطاب وهو من هو فى الحسب والنسب عن بلال الحبشى ، الذى اشتراه أبو بكر الصديق وأعتقه: " سيدنا أعتق سيدنا " !..
كما تمنى عمر أن يكون سالم مولى أبى حذيفة حياً فيختاره لمنصب الخلافة.. فالمولى ، الذى نشأ رقيقاً ، قد حرره الإسلام ، فكان إماماً فى الصلاة وأهلاً بخلافة المسلمين.ولقد ساعد على هذا الاندماج فى النسيج العربى فضلاً عن الإسلامى ذلك المعيار الذى حدده الإسلام للعروبة وهو  معيار اللغة وحدها .
 فباستبعاد " العرق.. والدم " غدت الرابطة اللغوية والثقافية انتماءً واحداً للجميع ، بصرف النظر عن ماضى الاسترقاق وعن هذا المعيار للعروبة تحدث الرسول(فى معرض النقد والرفض للذين أرادوا إخراج الموالى ، ذوى الأصول العرقية غير العربية ، من إطار العروبة ، فقال: [ أيها الناس ، إن الرب واحد ، والأب واحد.. وليست العربية بأحدكم من أب أو أم ، وإنما هى اللسان ، فمن تكلم العربية فهو عربى.
هكذا كان الإسلام إحياء وتحريراً للإنسان ، مطلق الإنسان ، يضع عن الناس إصرهم والأغلال التى كانت عليهم ، ويحرر الأرقاء ، لأن الرق فى نظره " موت " ، والحرية " حياة وإحياء ".. ولقد أبصر هذه الحكمة الإسلامية الإمام النسفى [ 710هجرية /1310م ] وهو يعلل جعل الإسلام كفارة القتل الخطأ تحرير رقبة: (ومن قتل مؤمناً خطأ فتحرير رقبة مؤمنة)
(6).. فقال: إن القاتل " لما أخرج نفساً مؤمنة من جملة الأحياء لزمة أن يدخل نفساً مثلها فى جملة الأحرار ، لأن اطلاقها من قيد الرق كإحيائها ، من قِبَل أن الرقيق ملحق بالأموات ، إذ الرق أثر من آثار الكفر ، والكفر موت حكماً.."
(7).. فالإسلام قد ورث نظام الرق عن المجتمعات الكافرة فهو من آثار الكفر ، ولأنه موت لروح وملكات الأرقاء ، وسعى الإسلام إلى إلغائه ، وتحرير أى إحياء موات هؤلاء الأرقاء ، كجزء من الإحياء الإسلامى العام (يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم)
8ومع أن مقاصد الإسلام فى تصفية نهر الرقيق بإغلاق روافده وتجفيف منابعه ، وتوسيع مصباته لم تبلغ كامل آفاقها ، إذ انتكس "الواقع التاريخى" للحضارة الإسلامية ، بعد عصر الفتوحات ، وسيطرة العسكر المماليك على الدولة الإسلامية.. إلا أن. حال الأرقاء فى الحضارة الإسلامية قد ظلت أخف قيوداً وأكثر عدلاً بما لا يقارن من نظائرها خارج الحضارة الإسلامية .فهيا نتابع كيف تعامل الغرب مع الرق .
الحضارة الغربية والرق
فالحضارة الغربية ، التى تزعمت فى العصر الحديث الدعوة إلى تحرير الأرقاء..
فلقد اقترن عصر النهضة الأوروبية بزحفها الاستعمارى على العالمين القديم والجديد ، وبعد أن استعبد المستعمرون الأسبان والبرتغاليون والإنجليز والفرنسيون سكان أمريكا الأصليين ، وأهلكوهم فى سخرة البحث عن الذهب وإنشاء المزارع ، مارسوا أكبر أعمال القرصنة والخطف فى التاريخ ، تلك التى راح ضحيتها أكثر من أربعين مليوناً من زنوج إفريقيا ، سلسلوا بالحديد ، وشحنوا فى سفن الحيوانات ، لتقوم على دمائهم وعظامهم المزارع والمصانع والمناجم التى صنعت رفاهية الرجل الأبيض فى أمريكا وأوروبا.. ولا يزال أحفادهم يعانون من التفرقة العنصرية فى الغرب حتى الآن.
وما فعل الغرب ذلك إلا لأن كتابهم المقدس الذى يؤمنون به يدعوهم الى استرقاق البشر  بل ويدعو العبيد أن يخضعوا لأسيادهم ولم تفرض شرائعهم أوامرا  لتحريرهم كما راينا فى الاسلام واليك بعض النصوص التى يؤمنون بها فى تثبيت الرق واستعباد البشر :
1-    العبودية في الكتاب المقدس :
أولا : فى العهد القديم :-
ها هو العهد القديم يؤصل للرق ويضع له الأسس فزعموا أن نوح عليه السلام هوالذى ارسى مبدأ الرق حين لعن أحد أبناءه وجعله عبدا لاخوته :
2- "فَقَالَ: «مَلْعُونٌ كَنْعَانُ. عَبْدَ الْعَبِيدِ يَكُونُ لإِخْوَتِهِ»." تكوين 9 :25
وليس هذا فحسب بل شرعوا يضعون القوانين التى يتعامل بها السادة مع العبيد فبدلا من الدعوة الى تحريرهم فاذا بهم يدعونهم الى المزيد من إذلالهم فيقولون :
2-  "وَأَمَّا عَبِيدُكَ وَإِمَاؤُكَ الَّذِينَ يَكُونُونَ لَكَ فَمِنَ الشُّعُوبِ الَّذِينَ حَوْلَكُمْ. مِنْهُمْ تَقْتَنُونَ عَبِيداً وَإِمَاءً. وَأَيْضاً مِنْ أَبْنَاءِ الْمُسْتَوْطِنِينَ النَّازِلِينَ عِنْدَكُمْ مِنْهُمْ تَقْتَنُونَ وَمِنْ عَشَائِرِهِمِ الَّذِينَ عِنْدَكُمُ الَّذِينَ يَلِدُونَهُمْ فِي أَرْضِكُمْ فَيَكُونُونَ مُلْكاً لَكُمْ. " لاويين 25 :45-46
3- "إِذَا اشْتَرَيْتَ عَبْداً عِبْرَانِيّاً فَسِتَّ سِنِينَ يَخْدِمُ وَفِي السَّابِعَةِ يَخْرُجُ حُرّاً مَجَّاناً. إِنْ دَخَلَ وَحْدَهُ فَوَحْدَهُ يَخْرُجُ. إِنْ كَانَ بَعْلَ امْرَأَةٍ تَخْرُجُ امْرَأَتُهُ مَعَهُ. إِنْ أَعْطَاهُ سَيِّدُهُ امْرَأَةً وَوَلَدَتْ لَهُ بَنِينَ أَوْ بَنَاتٍ فَالْمَرْأَةُ وَأَوْلاَدُهَا يَكُونُونَ لِسَيِّدِهِ وَهُوَ يَخْرُجُ وَحْدَهُ. وَلَكِنْ إِنْ قَالَ الْعَبْدُ: أُحِبُّ سَيِّدِي وَامْرَأَتِي وَأَوْلاَدِي. لاَ أَخْرُجُ حُرّاً يُقَدِّمُهُ سَيِّدُهُ إِلَى اللهِ وَيُقَرِّبُهُ إِلَى الْبَابِ أَوْ إِلَى الْقَائِمَةِ وَيَثْقُبُ سَيِّدُهُ أُذْنَهُ بِالْمِثْقَبِ فَيَخْدِمُهُ إِلَى الأَبَدِ. وَإِذَا بَاعَ رَجُلٌ ابْنَتَهُ أَمَةً لاَ تَخْرُجُ كَمَا يَخْرُجُ الْعَبِيدُ."   خروج 21 :2-7
4- وَإِذَا ضَرَبَ إِنْسَانٌ عَبْدَهُ أَوْ أَمَتَهُ بِالْعَصَا فَمَاتَ تَحْتَ يَدِهِ يُنْتَقَمُ مِنْهُ. لَكِنْ إِنْ بَقِيَ يَوْماً أَوْ يَوْمَيْنِ لاَ يُنْتَقَمُ مِنْهُ لأَنَّهُ مَالُهُ." يوئيل 3 :8 "وَأَبِيعُ بَنِيكُمْ وَبَنَاتِكُمْ بِيَدِ بَنِي يَهُوذَا لِيَبِيعُوهُمْ لِلسَّبَائِيِّينَ لِأُمَّةٍ بَعِيدَةٍ لأَنَّ الرَّبَّ قَدْ تَكَلَّمَ»." خروج 21 :20-21 "
ثانيا : العهد الجديد :-أما العهد الجديد لم يكن أكثر حظا من العهد القديم بل أكد ما قاله العهد القديم  فقال:1- "وَأَمَّا ذَلِكَ الْعَبْدُ الَّذِي يَعْلَمُ إِرَادَةَ سَيِّدِهِ وَلاَ يَسْتَعِدُّ وَلاَ يَفْعَلُ بِحَسَبِ إِرَادَتِهِ فَيُضْرَبُ كَثِيراً." لوقا 12 :47-48
2- "أَيُّهَا الْعَبِيدُ، اطِيعُوا فِي كُلِّ شَيْءٍ سَادَتَكُمْ حَسَبَ الْجَسَدِ، لاَ بِخِدْمَةِ الْعَيْنِ كَمَنْ يُرْضِي النَّاسَ، بَلْ بِبَسَاطَةِ الْقَلْبِ، خَائِفِينَ الرَّبَّ." كولوسي 3 :22
3- "وَالْعَبِيدَ أَنْ يَخْضَعُوا لِسَادَتِهِمْ، وَيُرْضُوهُمْ فِي كُلِّ شَيْءٍ، غَيْرَ مُنَاقِضِينَ" تيطس 2 :9
4- "5أَيُّهَا الْعَبِيدُ، أَطِيعُوا سَادَتَكُمْ حَسَبَ الْجَسَدِ بِخَوْفٍ وَرِعْدَةٍ، فِي بَسَاطَةِ قُلُوبِكُمْ كَمَا لِلْمَسِيحِ" أفسس 6: 5
إذن فكتابهم بعهديه القديم والجديد اوصاهم بإستعباد البشر وهذه النصوص هى قطرة من فيض ملأت كتابهم والعجيب أن باركهم البابوات والحاخامات وصدق الحق حين قال ( لولا ينهاهم الربانيون والأحبار عن قولهم الاثم )
و حين سعت أوروبا فى القرن التاسع عشر إلى إلغاء نظام الرق ، وتحريم تجارته ، لم تكن دوافعها فى أغلبها روحية ولا قيمية ولا إنسانية ، وإنما كانت فى الأساس دوافع مادية ، لأن نظامها الرأسمالى قد رأى فى تحرير الرقيق سبيلاً لجعلهم عمالاً أكثر مهارة ، وأكثر قدره على النهوض باحتياجات العمل الفنى فى الصناعات التى أقامها النظام الرأسمالى..
فلقد غدا الرق بمعايير الجدوى الاقتصادية عبئاً على فائض رأس المال الذى هو معبود الحضارة الرأسمالية المادية وأصبحت حرية الطبقة العاملة أعون على تنمية مبادراتها ومهاراتها فى عملية الإنتاج..والمضحك المبكى  انه فى  القرن الذى دعت فيه أوروبا لتحرير الرقيق هو القرن الذى استعمرت فيه العالم ، فاسترقّت بهذا الاحتلال  الأمم والشعوب استرقاقاً جديداً ، لا تزال الإنسانية تعانى منه حتى الآن..
ويترك الغرب كل ماسبق وينسون انفسهم وما فعلوه بالبشرية ويوجهون لنا هذا السؤال الا وهو لماذا أقر الإسلام بالرق ؟ و هل يرضى الله أن يجعل الإنسان المُكرّم سلعة تباع وتشترى ؟ و إذا كان لا يرضى فلِمَ لم ينص القرآن على تحريمه ؟ و كيف يبيح لرجل أن يطأ ملك اليمين مع أنها ليست زوجة ؟
 والجواب : - إن الإسلام لم يبتدع الرق فقد كان سائدا لقرون طويلة بين أبناء الأديان المختلفة و كان استخدام الرقيق يتم بصورة وحشية غير آدمية و كانوا يُعَرّضون للقمع و الذل و الإهانة و يُضربون بالسوط ( الكرباج ) لا لشئ إلا لمجرد لذة السيادة و يتم استخداهم فى الأعمال الشاقة و المهينة فى شدة الحر و البرد و هم مقيدون بالحديد حتى لا يهربوا و ليس لهم أدنى حق حتى فى الشكوى و كان يُنظر لهم على أنهم أشياء ليسوا كبقية البشر خُلِقوا ليُستَعبَدوا فعلى سبيل المثال كان الهنود المجوس يعتبرونهم خُلِقوا من قدم الإله و لابد أن يُذلوا و يُحتقروا و يعملوا الأعمال الشاقة المهينة و يُعذبوا عسى أن تُنسَخ أرواحهم بعد مماتهم على هيئة البشر !
   و كان الأمر فى بلاد الفرس مثل ذلك و فى العصر الرومانى كانوا يغيرون على البلاد الفقيرة  لينهبوا خيراتها و يستعبدوا أهلها ( كما يحدث فى عصرنا الحاضر ) و يسومونهم سوء العذاب و يحرقوهم بالنار حتى أنهم كانوا يجبرونهم على مبارزات بالسهام و النبال لا لشئ إلا لمتعتهم برؤية دماء هؤلاء العبيد المساكين و لا يجدون فى أنفسهم أى شفقة عليهم حتى لو زهقت نفوسهم فى هذه المبارزة بل كان السادة و ربما الأمبراطور نفسه يحضرون هذه المهرجانات و يضحكون و يصفقون لمن يقضى على خصمه و لا دية لهم و لا ينتصر لهم أحد أو يسمع شكواهم و كأنهم كلاب قتلها أصحابها و انتهى الأمر.
و ورثهم الأوربيون مَن بعدهم فكانوا يغيرون على البلاد الأفريقية و يخطفون الرجال و النساء و الأطفال و يقومون بنقلهم فى سُفن البضائع فى مكان ضيق مظلم كريه الرائحة الرجال مع النساء لا يُسمَح لهم حتى بالمسافة التى تكون بين بقرة و بقرة يبولون و يتغوطون على بعضهم مع الحشرات و الفئران دون أدنى مراعاة لآدميتهم بل كان التعامل معهم أحط و أحقر من معاملة البهيمة و شاهد على ذلك مسلسل جذور الذى أنتجوه بأنفسهم ليكون شاهدا على ظلمهم أمام الأجيال المتعاقبة و كان الرجل الأبيض يستعبد الرجل الأسود و يرى أن من حقه أن يفعل فيه ما يشاء ينهب أرضه و يهتك عِرضه ليحيا حياة المُنعَّمين المترفين و لو على حساب الآخرين فكان و ما زال ينطبق عليهم قول القائل :
   " قتل رجل أبيض شئ لا يُغتفر و قتل شعب بأكمله أمر فيه نظر "
و ما زالت التفرقة العنصرية إلى الآن شاهدة على ماضيهم الأسود و من العجيب أن هؤلاء الظلمة المحتلون الذين سفكوا الدماء و هتكوا الأعراض وسلبوا الأموال هم الذين يثيرون الشكوك حول الإسلام كالذى ينفخ بفمه تجاه الشمس ليطفئ نورها !
 و نقول لهؤلاء الحاقدين إن المشركين فى الجزيرة العربية قبل الإسلام كانوا لا يختلفون عن أسلافهم فى قمع العبيد و إذلالهم و تعذيبهم و كانوا يغيرون على القبائل و يخطفون الرجال و النساء و الأطفال لبيعهم فى سوق النخاسة و عندما جاء الإسلام لم يحرم الرق فإن هؤلاء العبيد كانوا رؤوس أموال لأصحابهم و لنتخيل لو جاء أى نظام جديد يَحرم الناس من أملاكهم ماذا يكون رد فعلهم ؟ إن هذا سيصد الكثيرين عن اتباعه و خاصة فى بادئ الأمر قبل أن تقبله العقول و ترضاه النفوس و أيضا لو حُرِّم الرق فكيف كان يُعامل أسرى الحروب ؟ أيُعاملون مثل معاملتهم فى وقتنا الحاضر فيُسجنوا و يُهانوا و يُعَذبوا أم ينعموا بحياة آدمية مطمئنة فى بيوت نظيفة يأكلون و يشربون و يلبسون مثل أصحابها ؟ و أخذ الأسرى من العدو فى الحروب و استرقاقهم هو معاملة بالمثل و لكن بشروط معينة يُرجع إليها فى كتب الفقه ,
 و لكن الإسلام جعل لهم حقوقا تكفل لهم العيش الكريم مع إخوانهم و جعلهم مكرمين لهم حقوق كسائر البشر و حرم ظلمهم أو الإعتداء عليهم بأى وسيلة و أمر ملاكهم بألا يحملوهم ما لا يطيقون من الأعمال الشاقة و إذا كلفوهم أن يعينوهم قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : إخوانكم خولكم جعلهم الله قنية تحت أيديكم فمن كان أخوه تحت يده فليطعمه من طعامه و ليلبسه من لباسه و لا يكلفه ما يغلبه فإن كلفه ما يغلبه فليُعِنه " صححه الألباني برقم : 238 في صحيح الجامع .. سبحان الله هل هناك خلق أفضل من هذا ؟
 لقد جعلهم إخوان لمن هم تحت أيديهم و خولكم معناها الذين يتخولون مصالحكم كما نقول بلغتنا خول الجنينة أى الذى يتعهد البستان برعايته و إصلاحه , جعلهم الله قنية بكسر القاف و ضمها أى ملكا لكم , فليطعمه من طعامه و ليلبسه من لباسه و ليس كما كان قبل الإسلام من ردئ المطعم و الملبس و المسكن و تخيلوا معى كم تساوى كلمة إخوانكم و كيف كان رفعها لمعنويات هؤلاء الخدم بعد أن كانوا يعاملون على أنهم أشياء محتقرة ذليلة , إن الخدم فى عصرنا الحاضر ليَتَمنّوا أن تكون لهم مثل هذه الحقوق التى لم يحصلوا عليها فى ظل ما يدّعونه من مراعاة حقوق الإنسان فى العالم المتحضر ,
و من إكرام الإسلام لهم قول رسول الله صلى الله عليه و سلم " لا يقولن أحدكم عبدي و أمتي كلكم عبيد الله و كل نسائكم إماء الله و لكن ليقل غلامى و جاريتى و فتاى و فتاتى " صححه الألبانى برقم : 7765 في صحيح الجامع و قال " من ضرب غلاما له حدا لم يأته أو لطمه فإن كفارته أن يعتقه " صححه الألبانى برقم : 6375 في صحيح الجامع فهل بعد هذا حفظا للحقوق ؟ لقد جعل مجرد ضربهم أو لطمهم سببا لعتقهم ! و هذا إذا كان بغير ذنب و هو معنى ( له حدا لم يأته ) و هذ العتق كفارة لذنبه لينجيه من عذاب الله يوم القيامة و ليس مُلزما له فى الدنيا إلا عند الإمام مالك و الله أعلم و لطم الوجه عموما نهى عنه الرسول صلى الله عليه و سلم حتى أنه نهى عن ضرب وجه البهيمة فقال " أما بلغكم أني لعنت من وسم البهيمة في وجهها أو ضربها في وجهها " صححه الألبانى برقم : 1326 في صحيح الجامع .. سبحان الله !
هل علم العالم أجمع فى قديمة أو حديثه أرفع من هذا الخلق ؟ أو رفقا بالحيوان أعظم من هذا ؟ فالذى رفق بالحيوان لهو أجدر بأن يرفق بالإنسان فالحمد لله على نعمة الإسلام و كفى بها نعمة , ورد عن الرسول صلى الله عليه و سلم أنه قال " من قتل عبده قتلناه و من جدع عبده جدعناه " ضعّفه الألبانى و ورد فى حديث آخر ضعّفه الألبانى أيضا " من خصى عبده خصيناه " , و بغض النظر عن كونهما ضعيفين فإن الإسلام حرم قتلهم أو الإعتداء عليهم بغير حق سواء بضربهم أو جدع أنوفهم أو إخصائهم و قد كان منتشرا فى الجاهليه قبل ظهور الإسلام ليصبحوا غير قادرين على المعاشرة الزوجية لأنهم كانوا يدخلون على نسائهم فى غيابهم .
 ‌و هل هناك تكريم عرفته البشرية أكبر من أن يتزوج الحر الأمة و أن تتزوج الحرة العبد ؟ إن الناس يستنكفون من زواج الخادم و الخادمة بل و يستنكفون من زواج من هم دونهم فى الجاه و المنصب و التعليم.. إلى آخره فما بالكم بالعبد و الأمَة ؟ و لكن الله الرحيم اللطيف بعباده شرع ذلك للمؤمنين فقال فى كتابه الكريم فى سورة البقرة { و لأمَة مؤمنة خير من مشركة و لو أعجبتكم } و { و لعبد مؤمن خير من مشرك و لو أعجبكم } لأن تفاضل الناس عند الله بالتقوى { إن أكرمكم عند الله أتقاكم } الحجرات و قال فى سورة النساء
نماذج رفع الإسلام قدرها :-
{ و من لم يستطع منكم طولا أن ينكح المحصنات المؤمنات فمِمَّا ملكت أيمانكم من فتياتكم المؤمنات و الله أعلم بإيمانكم بعضكم من بعض فانكحوهن بإذن أهلهن و آتوهن أجورهن بالمعروف محصنات غير مسافحات و لا متخذات أخدان } بإذن أهلهن تماما كالحرة فالحرة لا يصح زواجها بغير إذن وليها لقول رسول الله صلى الله عليه و سلم " لا نكاح إلا بولى " صححه الألبانى برقم 7555 فى صحيح الجامع .
و بالفعل حدث هذا حينما تزوج سيدنا زيد ابن حارثة مولى رسول الله صلى الله عليه و سلم من السيدة زينب بنت جحش رضى الله عنها و أرضاها و هى الشريفة القرشية بنت عمة رسول الله صلى الله عليه و سلم و لم يذكر الله عز و جل أحدا بإسمه إلا سيدنا زيد فقال فى سورة الأحزاب { فلما قضى زيد منها وطرا }
 و أمّره الرسول صلى الله عليه و سلم فى غزوة مؤته على المهاجرين و الأنصار و استشهد فيها رضى الله عنه و أرضاه و أمّر ابنه سيدنا أسامة رضى الله عنه و أرضاه و هو ابن سبعة عشرة سنة على الجيش و فيهم أسيادنا أبا بكر و عمر و على و عثمان و خالد ابن الوليد و غيرهم من الصحابة الأجلاء رضى الله عنهم و أرضاهم أجمعين .
 قال رسول الله صلى الله عليه و سلم " كلكم بنو آدم و آدم خلق من تراب لينتهين قوم يفتخرون بآبائهم أو ليكونن أهون على الله من الجعلان " صححه الألبانى برقم : 4568 في صحيح الجامع و قال " إن الجنة لتشتاق إلى ثلاثة : علي و عمار و سلمان " حسنه الألباني برقم : 1598 في صحيح الجامع و سيدنا عمّار و سيدنا سلمان كانا عبدين مملوكين ‌و روى أن سيدنا أبا بكر حينما أعتق سيدنا بلال قال له يا سيدى فقال له لا تقل سيدى إنما أنا أخوك
و قال سيدنا عمر عن سيدنا ابى بكر وسيدنا بلال  : سيدنا و أعتق سيدنا و توارثت الأجيال تعظيمهم جيلا بعد جيل فلا يذكر بلال الحبشى إلا و يقال سيدنا وكذلك عمار ابن ياسر و صهيب الرومى و سلمان الفارسى و غيرهم رضى الله عنهم و أرضاهم أجمعين اللهم اجعلنا معهم يوم الدين.. آمين , و لم يكتف الإسلام بكل هذا بل عمل على تجفيف منابع الرق فحرم بيع الأحرار و حث على عتق الرقاب و جعله قربى لله سبحانه و تعالى مثل ما ورد فى سورة البلد { و ما أدراك ما العقبة فك رقبة }
 فكان أول من امتثل لأمر الله سبحانه و تعالى هو الرسول صلى الله عليه و سلم بأن أعتق ما عنده من العبيد و كذلك سيدنا أبو بكر رضى الله عنه و أرضاه أنفق ماله فى تحرير العبيد ليرحمهم من التعذيب الذى كانوا يلاقونه على أيدى الكفار ليفتنوهم عن دينهم , و جعل الله عز و جل عتقهم تكفيرا للذنوب فعلى سبيل المثال لا الحصر : القتل الخطأ , كفارة اليمين , الظهار , الجماع فى نهار رمضان , و جعل لعتقهم نصيبا من زكاة المال { و فى الرقاب } التوبة .
المكاتبة:
 و حث جل وعلا على تحريرهم بالمكاتبة فقال عز و جل فى سورة النور { و الذين يبتغون الكتاب مما ملكت أيمانكم فكاتبوهم إن علمتم فيهم خيرا و آتوهم من مال الله الذى آتاكم }
 و المكاتبة هى أن يطلب العبد من سيده أن يحرره مقابل مبلغ من المال بحيث يتركه يعمل و يسدده له على أقساط و إذا عمل عند سيده يكون عمله بأجر و أمر الله سبحانه و تعالى سيده أو غيره بإعطائه نصيبا من المال لإعانته على هذا الأمر قال صلى الله عليه و سلم " لا يسأل الرجل مولاه من فضل هو عنده فيمنعه إياه إلا دعي له يوم القيامة فضله الذي منعه شجاعا أقرع " حسنه الألبانى برقم : 7709 في صحيح الجامع ..
 أرأيتم كيف كان عقاب من منع وليه فضل ما عنده ؟ أن يُمَثّل له ثعبانا ضخم الهيئة يُسمى الشجاع الأقرع و العياذ بالله , و إذا رفض سيده أن يكاتبه فله أن يشتكيه للقاضى و يلزمه القاضى بقبول المكاتبة بشرط أن يكون هذا العبد موثوقا فى أمانته و صدقه , و كان الرسول صلى الله عليه و سلم يفك الأسرى المشركين مقابل تعليم المسلمين القراءة و الكتابة فكان من يعلم عشره من المسلمين يفك أسره ويكفى أن آخر وصية للرسول صلى الله عليه و سلم قبل موته كانت بالعبيد فقال " الصلاة و ما ملكت أيمانكم الصلاة و ما ملكت أيمانكم " صححه الألبانى برقم 3873 فى صحيح الجامع ,
 أما بالنسبة لوطء الرجل أمته فإن هذا تكريما لها و ليس إهانة فإنها كانت قبل الإسلام ليست ملكا لسيدها وحده بل لإبنه و أبيه و لمن شاء أن يقدمها له من الضيوف فحرم الإسلام إجبارهن على البغاء فقال الله عز و جل فى سورة النور { و لا تكرهوا فتياتكم على البغاء إن أردن تحصنا لتبتغوا عرض الحياة الدنيا }
و هى امرأة و لها متطلباتها كبقية النساء و إذا تُركت بغير زوج فمن يعفها إذا ؟  إنها فى هذه الحالة تكون عرضة لمطمع الفسقة من الرجال و هذا يعرضها للأمراض فضلا عن إشاعة الفساد فى المجتمع , و لها تكريم آخر أنها إذا ولدت ولد تصير حرة و بعض العلماء قال و البنت أيضا أما إذا خطبها أحد سواء كان حرا أو عبدا فلا مانع من ذلك بشرط أن يكون بإذن وليها و فى هذه الحالة تحرم على وليها لأنها أصبحت زوجة , و الله أعلم .
























                                               الخاتمة

بعد الإطلالة السريعة عن المقارنة بين الإسلام والأديان الأخرى فى أكثر من مجال ؛ وبحمد الله   تعالى وفقنا الله جل وعلا فى توضيح الفارق الشاسع بين الإسلام وبين الأديان الأخرى سماوية كانت أم وضعية ؛ ورأينا كيف عجزت الكتب التى بين يدى بنى إسرائيل الآن من عهد قديم وجديد أن يواكبوا العصور ولا أن يوافوا بحقوق الأبناء مما جعل أبناءهم فى حيرة  يترددون ؛    وفى الظلمات يعمهون .
 مقارنا ما لديهم من عجز بما حبانا الله جل وعلا من كمال فى الدين وتمام النعمة سبحانه      وتعالى  فله الحمد والمنة  ولذا ناديتهم فى هذا الكتاب بما ناداهم به الحق سبحانه وتعالى حين     قال جل  وعلا " هل عندكم من علم فتخرجوه لنا " 
ونحن إذ نناديهم  بهذا الندء الطيب فلا نتحداهم فحسب بل نطالبهم أن يعيدوا النظر فى كتبهم    ( لعلهم يتقون أو يحدث لهم ذكرا ) فلقد أثبتت الأيام والواقع كم أخطأ علماء أهل الكتاب فى  حق ابناءهم طوال مئات السنيين ؛ فمما أجرموا فى حقهم أنهم منعوهم طوال هذه العصور من الطلاق ؛ وأن يتزوج من طلق بأخرى ؛ أو من طلقت تتزوح بأخر ورموهم بأبشع جريمة وأسوأ تهمة ألا وهى الزنا . ولا حول ولا قوة إلا بالله .
والعجيب أن لجأ بعض ابناء أهل الكتاب الذين استحالت العشرة بينهم وبين أزواجهم إلا القضاء ليجد لهم مخرج وبفضل الله وجد لهم المخرج وأباح لهم حرية التطليق والزواج متى أرادوا ورغم اعتراض الكنيسة إلا أن القضاء حكم لهم للمرة الثانية لأمر بسيط ألا وهو ضرورة انسانية .
ومن الغريب أن المحاكم لدينا لا تحكم بالشريعة الإسلامية وإنما تحكم بالقوانين الوضعية لأنه لوحكمت بالشريعة الإسلامية لقالوا أن القضاة إنما حكموا لهم بما فى الإسلام .ولكن الحقيقة     أنهم حكموا لهم بما تمليه عليهم القوانين والفطرة الإنسانية .
وختاما نسأل الله العلى القدير أن ينفع بهذا الكتاب من قرأه وأن يجزى من قام على نشره وفهمه خيرا . إنه ولى ذلك والقادر عليه .







                                                  المراجع
1-    القرآن الكريم
2-    الجامع لاحكام القرآن – أبو عبد الله محمد بن أحمد الانصاري القرطبي – دار الفكر للطباعة والنشر 1991
3-    مختصر الطبري للامام محمد بن جرير الطبري
4-    الميزان فى تفسير القرآن
5-    فتح الرحمن فى تفسير القران
6-    تفسيرالبضاوى
7-    التفسير الشامل
8-    الكشاف الزمخشرى
9-    كتب السنة
10-    البخاري
11-    الموطأ للامام مالك
12-    المسند للامام أحمد
13-    الترمذي
14-    أبو داود
15-    ابن ماجة
16-    البداية والنهاية لابن كثير
17-    سير أعلام الحديث
18-    كتاب السنن
19-    شذرات الذهب
20-    علوم الحديث للامام ابن كثير
21-    سير أعلام النبلاء
22-    فتح الباري-- للبخاري
23-    تهذيب التهذيب--  للحافظ ابن حجر العسقلاني
24-    رياض الصالحين للامام شرف الدين النووي الدمشقي – دار المنار للطباعة والنشر.
25-    لسان العرب-- ابن منظور 
26-    معجم الادباء – ياقوت الحموي
27-    السنن– البيهقي
28-    تحفة المودود-- ابن القيم
29-    الرحيق المختوم – صفي الرحمن المباركفوري
30-    المستدرك --للحاكم 
31-    الزواجر--- للهيثمى
32-     الفتح  ---الحافظ بن حجر
33-    فتح البارئ --للخطابى
34-     المجموع-- للنووى
35-    الإرواء للألبانى
36-    ديوان ألفية محمد – د. -  صلاح القوسي
37-    ديوان هاشم الرفاعي
38-    اظهار الحق – رحمت الله الهندي
39-    هداية الحيارى – ابن قيم الجوزية
40-    الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح-- ابن تيمية
41-    الصفة على المذاهب الاربعة --عبد الرحمن الحريرى
42-    محمدج فى التوراة والانجل والقران --- إبراهيم خليل أحمد
43-    محمد فى الكتاب المقدس--- عبد الأحد داود
44-    قصة الحضارة . ويل ديورانت – ترجمة محمد بدران
45-    بروتوكولات حكماء صهيون ترجمة د / أحمد السقا
46-    تاريخ الأقباط  -- زكى شنودة
47-    سفر  التكوين
48-    سفر الخروج
49-    سفر التثنية
50-    سفر اللاوين
51-    سفر العدد
52-    سفر يشوع
53-    سفر القضاة
54-    سفر صموئيل
55-    سفر الملوك
56-    سفر أشعياء
57-    سفر عزرا
58-    سفر دانيال
59-    سفر عاموس
60-    سفر نشيد الانشاد
61-    سفر الجامعة
62-    سفر ايوب
63-    المزامير
64-    انجيل متي
65-    انجيل يوحنا
66-    انجيل لوقا
67-    أعمال الرسل
68-    إنجبل برنابا
69-    رسائل بولس الى أهل غلاطيا
70-    رسائل بولس الى أهل رومية
المراجع الأجنبية :-
1-الترجمة الإنجيليزية (ترجمة الملك جيمس )
2-الترجمةالفرنسية
3-العهد القديم بالعبرية
4-الترجمة الكاثولوكية
5-ترجمة درابى ...
6-الترجمة العالمية الحديثة








الفهرس
مسلسل    الموضوع    الصفحة
1    الإهداء    2
2    المقدمة    3
4    الباب الأول – ( هل يستويان ) // الإسلام والصدق    6
5    المسيحية والصدق // التبؤات    6
6    بعض النبؤات من القرآن الكريم //  سورة المسد // أبو لهب وبعض مواقفه السلبية    13
7    سورة الروم // فتح مكة // أبو سفيان يستطلع الأخبار    26
8    الرسول صلى الله عليه وسلم يدخل المسجد الحرام // تطهير ضواحى مكة من الأصنام    32
9    نبؤات المعصوم صلى الله عليه وسلم //    36
10    بين الرسول صلى الله عليه وسلم وعدى بن حاتم    37
11    الباب الثانى  * ( نبؤات العهد الجديد )//    45
12    نبؤءه عن المعصوم محمد صلى الله عليه وسلم    49
13    نبؤءه ملفقة // نبؤات بنجاة المسيح عليه السلام ونقيضها    52
14    تنبؤات الأناجيل المرفوضة عند الكنيسة    70
15    تناقضات وشواهد التحريف فى العهدين القديم والجديد// شهادة سيدنا موسى عليه السلام    74
16    شهادة النبى إرمياء // شهادة النصارى    76
17    تناقضات بشأن المسيح وامه عليهما السلام/ يسوع إله أم مخلص    78
18     الباب الثالث ( ما لا يليق بكتاب مقدس )    88
19    // تناقضات بشأن بولس وأفكاره    88
20    الفاظ لا تليق بكتاب مقدس // الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم      فى القرآن الكريم    91
21    الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم و العهد القديم (نبى الله نوح)  // نبى الله داود// و نبى الله موسى عليه السلام  عليهم السلام    96
22    تناقض أم نسيان    106
23    تناقضات فى العقيدة    114
24    عشاق التحريف    125
25    أصول العهد القديم والجديد    128
26    الكتاب المقدس بدلا من التوراة والإنجيل    131
27    الباب الرابع (مفهوم الإله عند بنى إسرائيل    136
28    المسيح عليه السلام والألهة القديمة    137
29    هل المسيح إله ؟    141
30    لا يتبدل القول لدى الله جل وعلا ؟     146
31    تناقضات فى احكام الكتاب المقدس  (الوصايا العشر)    150
32    الوصايا العشر عرض ونقد    150
33    إختلافات واضحة للعيان    174
34    هل غرق فرعون أم نجى ؟    175
35    الباب الخامس  الألفاظ فى الكتاب المقدس  عرض ونقد    185
36    نصائح الكتاب المقدس يناقض بعضها بعضا    187
37    السب والشتم فى الكتاب المقدس    190
38    العهد القديم وتغيير الحقائق والمفاهيم    194
39    لوجدوا فيه اختلافا كثيرا    200
40    المسيح  عليه السلام ويوحنا المعمدان    201
41    المسيح عليه السلام والخطيئه المزعومة    202
42    تفسير بولس لموت المسيح عليه السلام    206
43    عودة المسيح عليه السلام    208
45    هل على الأرض السلام وبالناس المسرة ؟    211
46    هل كانت المراة صالحة ام خاطئة    216
47    الباب السادس ( الأسرة بين الإسلام والأديان الأخرى    218
48    الزواج فى المسيحية    219
49    نظرة المسيحية للمراة ..    223
50    الزواج فى اليهودية    227
51    الزواج فى القبائل القديمة    231
52    الزواج عند الفرس    234
53    الزواج فى الصين    236
54    الزواج عند الهنود    238
55    الأسرة فى الإسلام    240
56      صفات المخطوبة    241
57    الخطبة    242
58    شروط الزواج    244
59    الحقوق والواجبات    247
60    حقوق الزوجة على زوجها    247
61    المحرمات من النساء    249
62    الطلاق    253
63      أنواع العدة    257
64    الرق بين الاسلام والاديان الاخرى    261
65    الاسلام واصلاح مسالة الرق    262
66     الحضارة الغربية والرق    264
67    العبودية فى الكتاب المقدس    265
68    نماذج رفع الاسلام قدرها    269
69    المكاتبة    270
70     الخاتمة                                           272
71    المراجع      273
72    الفهرس      277



هل عندكم من علم فتخرجوه لنا

Download

About the book

Author :

أحمد إسماعيل زيد

Publisher :

www.islamland.com

Category :

Biographies & Scholars