دلائل الاعجاز العلمي في اشارات التصميم البيئي
دلائل الاعجاز العلمي في اشارات التصميم البيئي
من أبحاث المؤتمر العالمي السابع للإعجاز العلمي في القرآن والسنة بدولة الإمارات-دبي 1425هـ - 2004م
الدكتور / يحي حسن وزيري
ملخص البحث
يهتم علم التصميم البيئي بدراسة العناصر البيئية و المناخية التي تؤثر على تصميم المباني والفراغات الخارجية من أجل تهيئة وتوفير المناخ المناسب لراحة الإنسان سواء داخل المباني أو في الفراغات الخارجية في المحيط العمراني.
وبدراسة العديد من الآيات القرآنية يتبين لنا مدى الإعجاز القرآني في الإشارات الخاصة بعلم التصميم البيئي سواء على مستوى مبادئه أو عناصره الأساسية، لذلك فان هذا البحث يهدف الى إبراز جوانب من الإعجاز القرآني في مجال التصميم البيئي من خلال عرض لبعض النماذج التي وردت في بعض الآيات القرآنية الكريمة، وقد تم اختيار النماذج الثلاثة التالية لتكون محورا لهذا البحث:
1- قوله سبحانه وتعالى: " لايرون فيها شمسا ولا زمهريرا" (13-الانسان): حيث يتم إبراز أن مصطلح ومنطقة "الراحة الحرارية" والتي تعتبر أحد أهم مقاييس الحكم على مدى نجاح التصميم البيئي للمباني قد ورد ذكرها في الآية الكريمة المذكورة.
2- قوله سبحانه وتعالى: والله جعل لكم مما خلق ظلالا و جعل لكم من الجبال أكنانا وجعل لكم سرابيل تقيكم الحر وسرابيل تقيكم بأسكم، كذلك يتم نعمته عليكم لعلكم تسلمون" (آية81-النحل): حيث تم إبراز أهمية الظلال كأحد أهم عناصر التصميم البيئي واختلاف تأثير الظلال حسب العنصر المستخدم في التظليل، مع بيان الإعجاز الوارد في الآية نتيجة الربط بين ذكر الظلال والملابس التي تقي من الحر.
3- قوله سبحانه وتعالى: "وترى الشمس إذا طلعت تزاور عن كهفهم ذات اليمين وإذا غربت تقرضهم ذات الشمال وهم في فجوة منه، ذلك من آيات الله، من يهد الله فهو المهتد، ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا" (آية17-الكهف): حيث تم عمل دراسة ميدانية وشمسية على كهف موجود جنوب شرق العاصمة الأردنية عمان ترجح العديد من الدلائل أنه هو الكهف المذكور في الآية الكريمة، مع إبراز جوانب التصميم البيئي والشمسي في هذا الكهف والتي تبرز أحد جوانب الإعجاز القرآني في إثبات وجود هذا الكهف من جهة، ومدى توافق مبادئ التصميم البيئي في هذا الكهف مع مبادئ علم التصميم البيئي المتعارف عليها حديثا .