أفحكم الجاهلية يبغون
الجاهلية اسم لما قبل الإسلام نسبة إلى الجهل لأن أهلها لا كتاب لهم قبل القرآن قال تعالى: (وَمَا آتَيْنَاهُمْ مِنْ كُتُبٍ يَدْرُسُونَهَا وَمَا أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ قَبْلَكَ مِنْ نَذِيرٍ)، وكانوا يتحاكمون إلى الأعراف القبلية والعادات المتوارثة، وكل ما نسب إلى الجاهلية فهو مذموم، مثل حكم الجاهلية، وتبرج الجاهلية، وحمية الجاهلية، ودعوى الجاهلية، وظن الجاهلية، لأن الله أغنانا وكفانا بالإسلام وأمرنا بالتحاكم إلى شرعه المنزل وإتباع نبيه المرسل، فمن حكم بغير شريعة الإسلام فقد حكم بحكم الجاهلية وبحكم الطاغوت، لأن الله أمرنا بالتحاكم إلى ما أنزل الله فقال لرسوله صلى الله عليه وسلم: (وَأَنْ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ)، وقال: (إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ)، وقال تعالى: (فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيراً مِنْ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ* أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنْ اللَّهِ حُكْماً لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ)، فمن لم يقبل الحكم بما أنزل الله فهز يريد حكم الجاهلية وهو مصاب بذنوبه وهو فاسق بمراده خارج عن طاعة الله ويريد حكم الطاغوت كما قال عن اليهود: (يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلالاً بَعِيدا)، ومن اعتقد أن حكم غير الله أحسن من حكم الله أو أنه مساو له أو أنه مخير بين أن يحكم بحكم الله أو بحكم غيره فهو كافر الكفر الأكبر المخرج من الملة، لأنه لا حكم أحسن من حكم الله وهو الصالح لكل زمان ومكان وهو الحكم العدل الذي لا يجوز ولا يحابي وهو الذي يحل كل مشكلة ويبين حكم كل معضلة (مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ)، ونسأل الله أن يوفق المسلمين للعمل بكتابه وسنة رسوله وصلى الله عليه وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.
كتبه
صالح بن فوزان الفوزان
عضو هيئة كبار العلماء
1434-02-11هـ
© कॉपीराइट इस्लाम भूमि أرض الإسلام । सर्वाधिकार सुरक्षित 2017