عن المقال

المؤلف :

Abd Al Aziz bin Abd Allah bin Baz

التاريخ :

Sun, Aug 31 2014

التصنيف :

الأداب والأخلاق

تحميل

برقية لرئيس مؤتمر القمة الإسلامي بلاهور

برقية لرئيس مؤتمر القمة الإسلامي بلاهور 

 

لاهور_ باكستان.
فخامة رئيس مؤتمر القمة الإسلامي بلاهور.


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: فإن الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة تشكر لله تعالى أن وفق ملوك المسلمين ورؤساءهم للاجتماع تحت راية الإسلام معتصمين بحبل الله تعالى في هذه الفترة الحاسمة من تاريخ الأمة الإسلامية، وهي إذ تحيي بتحية الإسلام كل من أسهم في الدعوة لهذا المؤتمر، وكل من يحضره من قادة المسلمين تطلب من فخامتكم أن تنقلوا إليهم رغبة القائمين على أمر الجامعة وهيئة التدريس بها وطلابها الذين يمثلون أكثر من ثمانين دولة رغبتهم الصادقة في أن يكون  لهذا المؤتمر أثره العملي الناجز في النهوض بالأمة الإسلامية والعودة بها إلى ماضيها المجيد وإعلان الجهاد في سبيل الله، وأنتم تعلمون جميعاً كما يعلم كل مسلم أنه لا صلاح لهذه الأمة إلا بما صلح به أولها كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم تعمل بهما وتطبق أحكامهما. فالشريعة الإسلامية هي فطرة الله التي فطر الناس عليها وكل خروج عنها إنما هو خروج عن الفطرة السليمة، وكل حكم بغير ما أنزل الله إنما هو بوار وجور.
قال الله تعالى: {أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْماً لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ}, وما تأخرت الأمة الإسلامية، ولا اضطربت أمورها الداخلية، ولا طمع فيها أعداؤها إلا لأن بعض قادتها تنكروا لشريعة الله، وآثروا عليها القوانين المخالفة لها والمبادئ الضارة التي وفدت علينا من أقطار لا تريد بنا إلا شرّاً، فمن أول ما تدعو إليه شرعة الإسلام جمع كلمة  المسلمين وتوثيق الروابط بينهم، وقد حاول أعداؤنا بكل أساليبهم الخبيثة بث الفرقة وإشعال نار العداوة

 

ص -117-     بين المسلمين فتفرقت الكلمة وتصدع البناء وتداعت علينا الأمم، واليوم نشهد بحمد الله تعالى حركة جادة مخلصة لجمع كلمة المسلمين وتوحيد صفهم ليقفوا في وجه أعدائهم كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضاً، ولا تتم وحدة المسلمين حتى يخضعوا جميعاً لحكم الله عز وجل كما قال تعالى: {فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً}, وذروة الإسلام الجهاد فما تركه قوم إلاّ ذلوا.
وقد تألب على الإسلام جشع الاستعمار الغربي والشرقي وكلب الصهيونية فوقعت أجزاء من بلادنا بين براثنهم ودنست أقدامهم  بعض مقدساتنا ولا خلاص من هذا الزحف الوحشي إلا بالجهاد المقدس والسماح لكل مسلم يرغب في الدفاع عن دينه ومقدساته أن يغبر قدميه في سبيل الله وفي بعض الأقطار يتعرض إخوان لنا لأقسى أنواع الاضطهاد والتعذيب والإبادة كما هو الحال في الفليبين وبلغاريا وواجب الأخوة الإسلامية يهيب بنا أن نسارع لنجدتهم، وأن نبذل النفس والنفيس لتخليصهم من أيدي جلاديهم.
إن المسلمين في كل أقطارهم يتطلعون بأمل الواثق في وعد الله للصادقين إلى ما يسفر عنه مؤتمركم من خطوات عملية ناجزة لجمع كلمة المسلمين وتطبيق شريعة الله في كل شؤونهم، وجهاد أعدائهم، ونصرة اخوتهم، واستخلاص المسجد الأقصى من أيدي الغاصبين وسائر الأرض السليبة، قال الله تعالى: {وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ, الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ}.
وإنها لفرصة عظيمة هيأها الله لكم، ولعله اذخر لمؤتمركم هذا مكرمة سامية أن تعيدوا للأمة الإسلامية مجدها وعزتها، إن العظائم كفؤها العظماء.
وفقكم الله وسدد خطاكم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته . . .
رئيس الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة
عبد العزيز بن عبد الله بن باز