أنت طالق الأسباب والعلاج

يناقش الكاتب في هذا البحث قضية الطلاق، وخطرها على الأسرة والمجتمع، فقد استهان كثير من الناس بمسئولية الطلاق، وأصبح يتلفظ بها كسبيل تهديد للزوجة في أي موقف يعترضه في حياته الزوجية، مما يجعل العلاقة الزوجية على شفا الخطر، يقول الكاتب: "إنَّ من القضايا الهامة والحساسة في نفس كل زوجين وأهليهما: قضية الطلاق. وهي مسألة مهمة، ينبغي على كلِّ زوج أن يفقهها، حتى لا يقع في الخطأ في ذلك. كما أن عليه ألا يلجأ إليه إلا إذا لم يكن منه بد، وأن يعلم أن إيقاع الطلاق من غير ضرورة له أضراره ومفاسده الكبيرة على كل من الزوجين، وعلى أولادهما إن كان ثمَّة أولاد".

 

وقد نبه الكاتب أن الإسلام جعل الطلاق وسيلة لغاية وليس غاية في ذاته، وأن الإسلام جعل تشريع الطلاق وسطًا بين الشرائع والملل الأخرى، فلم يحرمه مطلقًا كما في دين بعض الطوائف، ولم يجعله بحسب أهواء الناس وآرائهم، ليطلقوا كيفما شاؤوا، ومتى ما أرادوا، وبأي عدد يودُّون.

 

"فقد شرع الطلاق؛ ليكون حلًا يصار إليه عند الحاجة الملحة".

ويبين الكاتب بعض الوسائل في دوام العشرة بين الزوجين بالمعروف لتجنب الطلاق، وبعض الحلول الواجب التدرج فيها عند وقوع خلافات بين الزوجين، قال تعالى: ﴿ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا ﴾ [النساء: 19].

 

وبين الكاتب حكمة عدة الطلاق والتدرج فيه، لمراجعة الزوجين أنفسهما قبل وقوع الطلقة الثالثة البائنة التي لا عودة فيها إلا بزواج وعقد آخر صحيح سالم لكي يتريث الزوجان ويترويا ويتمكنا من الرجعة في مدة العدة.

 

وأخيرًا أورد الكاتب بعض المخالفات الشائعة في أمر الطلاق والفراق بين الزوجين، ومنها كثرة الحلف بالطلاق حتى في المعاملات اليومية من بيع وشراء، ونبه أن هذا من الاستهزاء بقيمة هذا الرباط، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ثلاث جدهن جد، وهزلهن جد: النكاح والطلاق والرجعة".