رسائل الفيس بوك الرمضانية

بعض الرسائل الرمضانية والتى تحتوى على مواضيع مختلفة تهم كل مسلم في رمضان.

رسائل الفيسبوك الرمضانية


فضل العمرة:
1- العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما.
2- المتابعة بين الحجِّ والعمرة تنفي الفقر والذنوب.
3- العمرة في رمضان تعدل حجة مع النَّبي صلى الله عليه وسلم.


آداب دخول مكة:
1- استحباب دخول مكة من أعلاها, والخروج من أسفلها.
2- يستحب الغسل قبل دخول مكة.
3- يستحب دخول مكة نهاراً.
4- يستحب للمحرم أن يبدأ بالاشتغال عند دخوله بالطواف بالبيت.


الميقات الزماني للإحرام بالعمرة: العمرة جائزة في كل وقت من أوقات السنة, وفي كل يوم من أيَّامها, و كل ليلة من لياليها.


العمرة في شهر رمضان مستحبة، باتفاق المذاهب الفقهية الأربعة, والعمرة في رمضان أفضل من العمرة في أشهر الحج.


من كان مريداً لنسك الحجِّ أو العمرة وتجاوز الميقات بغير إحرام فإنه يجب العود إليه، والإحرام منه، فإن لم يرجع وجب عليه الدمُّ، وهذا باتفاق المذاهب الفقهية الأربعة.


لو شكَّ في عدد الأشواط التي طافها في أثناء الطواف بنى على اليقين، وهو الأقل عند جمهور الفقهاء من المالكية، والشافعية، والحنابلة. وقد حكى ابن المنذر الإجماع على ذلك، واختاره ابن باز، وابن عثيمين.


إذا أقيمت صلاة الفريضة أثناء الطواف فإنه يقطع الطواف بنية الرجوع إليه بعد الصلاة، فإذا قضيت الصلاة يبدأ من حيث وقف، وهو قول طائفة من السلف، وهذا باتفاق المذاهب الفقهية الأربعة.


يستحب للطائف أن يكثر من الذكر, والدعاء في طوافه, وله أن يدعو الله بما شاء من خيري الدنيا والآخرة؛ إذ لم يرد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر أو دعاء خاص بالطواف، إلا ما بين الركنين اليمانيين فإنه يقول: (ربنا آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار)


صلاة ركعتين خلف المقام بعد الطواف سنة مؤكدة, وقد اتفق العلماء أن المستحب هو أداؤها خلف المقام إن تيسر ذلك، فإذا لم يتيسر للمعتمر أداؤهما خلف المقام بسبب الزحام أو غيره فإنه يصليها في أي مكان تيسر في المسجد، وهو قول جماهير أهل العلم.


حديث: ((من أدركه شهر رمضان بمكة فصامه، وقام منه ما تيسر، كتب الله له صيام مائة ألف شهر رمضان في غير مكة، وكان له كل يوم حملان فرس في سبيل الله، وكل ليلة حملان فرس في سبيل الله، وكل يوم له حسنة...)) حديث لا يصح
http://www.dorar.net/enc/hadith_spread


حديث: ((من صام رمضان, وشوالاً, والأربعاء, والخميس, والجمعة دخل الجنة)) وحديث: ((من صام رمضان وستًّا من شوال, والأربعاء, والخميس دخل الجنة)) كلُّها باطلة.
http://www.dorar.net/enc/hadith_spread


حديث: (( يا حميراء, لا تقولي رمضان, فإنه اسم من أسماء اللّه تعالى, ولكن قولي شهر رمضان, فإن رمضان أرمض فيه ذنوب عباده فغفرها، قالت عائشة: فقلت: يا رسول اللّه, شوال؟ فقال: شوال شالت لهم ذنوبهم فذهبت(( حديث لا يصح
http://www.dorar.net/enc/hadith_spread


حديث: (( إن لله تبارك وتعالى في كل ليلة من رمضان عند الإفطار ألف ألف عتيق من النار)) حديث باطل
http://www.dorar.net/enc/hadith_spread\


حديث: (( رمضان بالمدينة خير من رمضان فيما سواه)). حديث باطل.
http://www.dorar.net/enc/hadith_spread

حديث: ((من أفطر يوماً من رمضان من غير عذر فعليه صوم شهر)) حديث باطل لا يصح.
http://www.dorar.net/enc/hadith_spread


حديث: ((من قضى صلاة من الفرائض في آخر جمعة من شهر رمضان كان ذلك جابراً لكل صلاة فاتت في عمره إلى سبعين سنة)) لا أصل.
http://www.dorar.net/enc/hadith_spread


حديث: ((من صلى في آخر جمعة من رمضان الخمس الصلوات المفروضة في اليوم والليلة, قضت عنه ما أخل به من صلاة سنته)) حديث موضوع.
http://www.dorar.net/enc/hadith_spread


حديث: ((يا جابر هذه آخر جمعة من شهر رمضان, فودعه, وقل: اللهم, لا تجعله آخر العهد من صيامنا إياه, فإن جعلته فاجعلني مرحوماً, ولا تجعلني محروماً, فإنه من قال ذلك ظفر بإحدى الحُسنيين: إما ببلوغ شهر رمضان, وإما بغفران الله ورحمته)) حديث باطل.
http://www.dorar.net/enc/hadith_spread


حديث: (( لو يعلم العباد ما في رمضان لتمنت أمتي أن يكون رمضان السنة كلها، إن الجنة لتتزين لرمضان من رأس الحول إلى الحول )) لا يصح.
http://www.dorar.net/enc/hadith_spread


قال ابن القيم: (فإن الإحسان يفرح القلب, ويشرح الصدر, ويجلب النعم, ويدفع النقم, وتركه يوجب الضيم, والضيق, ويمنع وصول النعم إليه, فالجبن: ترك الإحسان بالبدن, والبخل: ترك الإحسان بالمال) ((الموسوعة الأخلاقية)).
http://www.dorar.net/enc/akhlaq/91


من الأسباب المعينة على خلق الرحمة: مجالسة الرحماء ومخالطتهم, والابتعاد عن ذوي الغلظة والفضاضة, فالمرء يكتسب من جلسائه طباعهم وأخلاقهم.
http://www.dorar.net/enc/akhlaq/369


أقسام الجود: جود الإله: وهو البذل لكل أحد على قدر استحقاقه. وجود الملوك: وهو بسط المال على العفاة غنيهم وفقيرهم. وجود السوقة: وهو بذل المال للسؤال. وجود الصعاليك: وهو البذل للندامى, والعاشرين, والشرب. وجود عوام الناس: وهو الإحسان إلى الأقارب.
http://www.dorar.net/enc/akhlaq/261


الجواد يعطي من جاهه، ويعطي من عطفه وحنانه، ويعطي من حلو كلامه وابتسامته وطلاقة وجهه، ويعطي من وقته وراحته، ويعطي من سمعه وإصغائه، ويعطي من حبه ورحمته، ويعطي من دعائه وشفاعته، وهكذا إلى سائر صور العطاء من النفس.
http://www.dorar.net/enc/akhlaq/265


طرق تقوية التعاون: التعارف, معرفة المسلم لحقوق المسلم عليه, احتساب الأجر, تنمية الروح الجماعية, فقه الواقع, تطهير القلب من الأمراض, الإخلاص, إحسان الاختلاط بالناس.
http://www.dorar.net/enc/akhlaq/199


الورع: هو اجتناب الشبهات خوفًا من الوقوع في المحرمات. وعرفه القرافي بقوله: (ترك ما لا بأس به حذراً مما به البأس).
http://www.dorar.net/enc/akhlaq/956


قال أيوب السختياني: (لا ينبل الرجل حتى يكون فيه خصلتان: العفة عن أموال الناس، والتجاوز عنهم).
http://www.dorar.net/enc/akhlaq/651


علماء وقادة ماتوا في رمضان
علي بن أبي طالب رضي الله عنه ت ( رمضان 40هـ).
ابن المبارك ت (رمضان 181هـ).
ابن ماجه ت (رمضان 273هـ).
عبد الرحمن الناصر ت (رمضان 350هـ).
ابن سيناء ت (رمضان 428 هـ).
أبو يعلى الفراء ت (رمضان 458هـ).
http://www.dorar.net/enc/history


منَ المظاهرِ الجيدةِ التي انتشرتْ في السنواتِ الأخيرةِ إحياءُ سُنَّةِ الاعتكافِ بعدَ أنْ هَجَرَها الكثيرٌ, لكنْ منَ الأخطاءِ في ممارسةِ هذهِ الشعيرةِ أنها تتحولُ أحياناً إلى مسامرةٍ تضيع فيها الأوقات, وتخسر بسببها لذةَ هذهِ العبادةِ.
http://www.dorar.net/art/40


حديث: ((كانَ رسولُ اللهِ صلى اللهُ عليهِ وسلمَ إذا دخلَ العشرُ الأواخرُ شدَّ المئزرَ وأيقظَ نساءَه)) فيه زيادةٌ الاجتهادِ في العبادةِ في العشرِ الأواخرِ, وليسَ فيهِ اقتصارُها على العشر.
http://www.dorar.net/art/40

ينبغي للإمام إذا تأثر بالقرآن أو بالدعاء أن يدافع البكاء، فلم يكن من هدي النَّبي صلى الله عليه وسلم أن يبكي في الصلاة بصوت عالٍ ليبكي من خلفه.
http://www.dorar.net/art/11


من الآثار السيئة لترك السُّنة, والاكتفاء بالدعاء بالمأثور, والعدول عن ذلك باستعمال غرائب الأدعية المسجوعة والمتكلفة، ما يقع فيه بعض الأئمة من عبارات تُعد اعتداء في الدعاء.
http://www.dorar.net/art/11


الصوم.. والصبر
تجتمع في الصوم أنواع الصبر الثلاثة وهي:
الصبر على طاعة الله، وعن معصية الله، وعلى أقداره سبحانه وتعالى.
فهو صبرٌ على طاعة الله؛ لأن الإنسان يصبر على هذه الطاعة ويفعلها.
وعن معصية الله سبحانه؛ لأنه يتجنب ما يحرم على الصائم.
وعلى أقدار الله تعالى؛ لأن الصائم يصيبه ألمٌ بالعطش والجوع والكسل وضعف النفس؛ فلهذا كان الصوم من أعلى أنواع الصبر؛ لأنه جامعٌ بين الأنواع الثلاثة، وقد قال الله تعالى:{إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ{ ]الزمر: 10[.


قال ابن رجب الحنبلي: (وأفضل أنواع الصبر: الصيام، فإنه يجمع الصبر على الأنواع الثلاثة؛ لأنه صبرٌ على طاعة الله عز وجل، وصبرٌ عن معاصي الله؛ لأن العبد يترك شهواته لله ونفسه قد تنازعه إليها؛ ولهذا جاء في الحديث الصحيح أن الله عز وجل يقول: ((كلُّ عمل ابن آدم له إلا الصيام، فإنه لي، وأنا أجزي به، إنه ترك شهوته وطعامه وشرابه من أجلي))، وفيه أيضاً صبرٌ على الأقدار المؤلمة بما قد يحصل للصائم من الجوع والعطش) (جامع العلوم والحكم) (2/649).


الصوم..والصدق  
إن أولى ما يعلِّمه الصوم للصائم في باب الصدق هو صدقه مع الله؛ إذ الصيام عملٌ سريٌّ بين العبد وربِّه، وبإمكان المرء أن يدعي الصيام، ثم يأكل خفيةً فيما بينه وبين نفسه.
 عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((قال الله عز وجل: كل عمل ابن آدم له إلا الصوم، فإنه لي وأنا أجزي به ((متفق عليه
فجعل الله الصوم له، والمعنى أن الصيام يختصه الله من بين سائر الأعمال؛ لأنه أعظم العبادات إطلاقًا؛ فإنه سرٌّ بين الإنسان وربِّه؛ فالإنسان لا يُعلم هل هو صائمٌ أم مفطرٌ؛ إذ نيته باطنة؛ فلذلك كان أعظم إخلاصاً.


الصائم يصوم ظاهراً عن الطعام, والشراب, والشهوة، ومن مكملات الصوم، أن يكون الصائم متقربًا بصيامه لمعبوده، مصدِّقًا بما عند الله من المثوبة، مبتعداً عن المعاصي والآثار، مقبلاً بكامل قلبه على الله، وبذلك يتطابق ظاهره وباطنه فيكون صادقاً.
قال ابن القيم رحمه الله: (فإن الصائم لا يفعل شيئًا، وإنما يترك شهوته وطعامه وشرابه من أجل معبوده، فهو ترك محبوبات النفس وتلذذاتها؛ إيثارًا لمحبة الله ومرضاته، وهو سرٌّ بين العبد وربه، لا يطلع عليه سواه...) (زاد المعاد) (2/27).


الصوم..والكرم والجود
إن الصائم الذي وهبه الله ولو شيئًا من المال، والذي قد تعود طوال العام على الرفاهية في المطعم والمشرب، فغفل عن الفقراء والمساكين, حريٌّ به أن يتغير سلوكه أثناء الصيام، وأن تظهر أحاسيسه تجاه غيره, حين يشعر بألم الجوع والعطش، ومرارة الحرمان؛ فيستشعر ما يعانيه إخوانه الفقراء.. عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: ((كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان، حين يلقاه جبريل..)) (أخرجه البخاري) (3220).


العفة..
إن الصائم يتربى بالصيام على العفاف, وقد أشار النَّبي صلى الله عليه وسلم إلى ذلك في قوله: ((يا معشر الشباب، من استطاع الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم، فإنه له وجاء)) (أخرجه البخاري (5066)، ومسلم (1400).
فأوضح عليه الصلاة والسلام أن الصوم وقايةٌ للصائم، ووسيلةٌ لعفته؛ وذلك لأن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم؛ والصوم يضيق تلك المجاري؛ ويذكِّر بالله العظيم؛ فيضعف سلطان الشيطان؛ ويقوى سلطان الإيمان.


الصوم.. وقوة الإرادة
إن الصوم يربي في الصائم قوة الإرادة النابعة من إيمانه بالله تعالى، وإرادة امتثال أمره بالصوم؛ ابتغاء مرضاة الله؛ وطمعًا في نيل ثوابه الأخروي. فالصيام يدرِّب الصائم على ضبط النفس, والسيطرة عليها, والإمساك بزمامها, حتى تنقاد بإذن الله إلى ما فيه خيرها وسعادتها.
والصائم الذي أرغم نفسه وحملها على أن تجتنب ما هو مباحٌ لها في الأصل، وسيطر على شهوات جسده، لقادرٌ بإذن الله على أن يجتنب ما حرم عليه من باب أولى في جميع أوقات العمر.


الصوم..والسكينة
يُعَدُّ الصوم في حقيقته طريقًا للخلاص من قوى التدمير النفسي، وهو الطريق المضيء نحو الأمن النفسي، والشعور بالسعادة الروحية. ومن الدواعي التي تجعل الصوم باعثًا للسكينة في قلب الصائم، تكفيره للذنوب والخطايا، الذنوب التي تورث قسوة القلب، وقلق الفؤاد، والاضطراب النفسي والجسدي، ففي قصة عمر مع حذيفة رضي الله عنهما في الفتن التي أخبر بها الرسول صلى الله عليه وسلم، قال: ((فتنة الرجل في أهله, وماله, وولده, وجاره، تكفِّرها: الصلاة, والصوم, والصدقة, والأمر والنهي)) أخرجه البخاري.


الصيام يحمل الصائم على أن يتخلى قلبه للفكر والذكر؛ لأن تناول الشهوات يستوجب الغفلة، ويقسِّي القلب.
قال ابن القيم: (المقصود من الصيام، حبس النفس عن الشهوات وفطامها عن المألوفات، وتعديل قوتها الشهوانية؛ لتستعد لطلب ما فيه سعادتها ونعيمها، وقبول ما تزكو به مما فيه حياتها الأبدية، ويكسر الظمأ والجوع من حدتها وسَوْرتها، ويذكرها بحال الأكباد الجائعة من المساكين، وتضييق مجاري الشيطان من العبد بتضييق مجاري الطعام والشراب، وتحبس قوى الأعضاء عن استرسالها فيما يضرها في معاشها) (زاد المعاد).


من مظاهر يسر الصيام:
من مظاهر اليسر في الصيام المفروض أنه أيَّام قليلة معدودة، وهو شهر في السَّنة، ولم يفرض الله صيام الدهر كله, ولا صيام أكثره، ولو شاء سبحانه لفرضه، ولكن رحمته وسعت جميع الأمم، وسهلت عليهم أمر هذا التكليف.
ومن ذلك أنه مفروض، وملزم للأصحاء المقيمين، وشعور الفرد بإلزامية الصيام على الجميع ميسِّر له، ومخفِّف عنه توهُّم المشقة النفسية؛ الناتجة عن الحرمان المؤقت، وتغيير الإلف والعادة، كما أنَّ ترجِّى الحصول على منافع الصيام، يُهوِّن هذه المشقة النفسية المتوهمة ويزيلها.


ومن مظاهر اليسر في الصيام تشريع رخصة الفطر للمرضى، والمسافرين، والمطيقين، برغم الفوائد والمنافع التي يجنونها من الصيام إن صاموا، تخفيفًا وتيسيرًا لهم من مشقات المرض والسفر، ومشقة الحمل والرضاعة، وقلة الصبر على الحرمان من الغذاء لكبار السن، وتحريم الصيام عليهم إن تحقق لهم ضرر، أو فاتت مصلحة حيوية عامة أو خاصة بصيامهم.


ومن مظاهر اليسر في الصيام:
إلزام ذوي الأعذار الموقوتة، كالمرضى والمسافرين، بإعادة الصيام في وقت آخر من العام حتى لا يحرموا من فوائده ومنافعه، وإسقاط هذا الإلزام لذوي الأعذار الدائمة ككبار السن -باتفاق-، ولذوي الأعذار شبه الدائمة: كالحوامل والمرضعات، وذوي الأمراض المزمنة التي لا يرجي برؤها في الغالب، تيسيرًا ورأفةً ورحمةً بهم.


من روائع الأقوال:
قال ابن أبي الحواري: سمعت عمر بن عبد العزيز يقول: (الصلاة تبلِّغك نصف الطريق، والصوم يبلِّغك باب الملك، والصَّدقة تدخلك عليه).
- وقال الحسن البصري:) إذا لم تقدر على قيام الليل، ولا صيام النهار، فاعلم أنَّك محروم، قد كبَّلتك الخطايا والذنوب).
- وقال العز بن عبد السلام: (إذا صام عرف نعمة الله عليه في الشبع والريِّ، فشكرها لذلك، فإنَّ النعم لا تُعرف مقدارها إلا بفقدها).


من روائع الأقوال:
قال ابن عبد البر: (كفى بقوله: "الصوم لي" فضلاً للصيام على سائر العبادات).
وقال ابن الجوزي: (الصوم ثلاثة: صوم الروح: وهو قصر الأمل، وصوم العقل: وهو مخالفة الهوى، وصوم الجوارح: وهو الإمساك عن الطعام والشراب والجماع).
قيل للأحنف بن قيس: (إنَّك شيخ كبير، وإنَّ الصيام يضعفك، فقال: إنِّي أعده لسفر طويل، والصبر على طاعة الله أهون من الصبر على عذابه).
وقيل لبشر: إنَّ قومًا يتعبدون، ويجتهدون في رمضان فقط، قال: (بئس القوم لا يعرفون لله حقًا إلا في رمضان, إنَّ الصالح الذي يتعبد ويجتهد السنة كلها).


طرائف رمضانية:
جاء رجل إلى عالم يستفتيه فقال: أفطرت يومًا من شهر رمضان سهوًا، فما عليَّ؟ قال: تصوم يومًا مكانه. قال: فصمت يومًا مكانه, وأتيت أهلي وقد عملوا حيسًا، فسبقتني يدي إليه فأكلت منه. قال: تقضي يومًا آخر، قال: لقد قضيت يومًا مكانه, وأتيت أهلي وقد عملوا هريسة، فسبقتني يدي إليها فأكلت منها، فما ترى؟ قال: أرى ألا تصوم إلا ويدك مغلولة إلى عنقك.


فوائد الصيام الطبية:
قال ابن القيم: (وللصوم تأثير عجيب في حفظ الجوارح الظاهرة، والقوى الباطنة، وحمايتها عن التخليط الجالب لها المواد الفاسدة، التي إذا استولت عليها أفسدتها، واستفراغ المواد الرديئة المانعة لها من صحتها، فالصوم يحفظ على القلب والجوارح صحتها، ويعيد إليها ما استلبته منها أيدي الشهوات، فهو من أكبر العون على التقوى كما قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}.


= يقوي الصيام جهاز المناعة؛ فيقي الجسم من أمراض كثيرة، حيث يتحسن المؤشر الوظيفي للخلايا اللمفاوية عشرة أضعاف، كما تزداد نسبة الخلايا المسئولة عن المناعة النوعية زيادة كبيرة، كما ترتفع بعض أنواع الأجسام المضادة في الجسم، وتنشط الردود المناعية، نتيجة لزيادة البروتين الدهني منخفض الكثافة.


= الصيام يعطي وقاية من مرض السمنة وأخطارها؛ حيث إنَّه من المعتقد أنَّ السمنة كما قد تنتج عن خلل في تمثيل الغذاء، فقد تتسبب عن ضغوط بيئية، أو نفسية، أو اجتماعية، وقد تتضافر هذه العوامل جميعًا في حدوثها، وقد يؤدي الاضطراب النفسي إلى خلل في التمثيل الغذائي، وكل هذه العوامل التي يمكن أن تنجم عنها السمنة، يمكن الوقاية منها بالصوم: من خلال الاستقرار النفسي، والعقلي، الذي يجنى بالصوم، نتيجة للجو الإيماني الذي يحيط بالصائم، وكثرة العبادة في الذكر، وقراءة القرآن، والإنفاق في سبيل الله، والبعد عن الانفعال والتوتر، وضبط النوازع والرغبات، وتوجيه الطاقات النفسية الجسمية توجيهًا إيجابيًا نافعًا.
هذا فضلاً عن تأثير الصيام المثالي، في استهلاك الدهون المختزنة، ووقاية الجسم من أخطار أمراض السمنة: كالأمراض القلبية الوعائية، والسكتة القلبية، وانسداد الشرايين المحيطة بالقلب، وكمرض تصلب الشرايين. وغيرها من الفوائد.


موعظة:
عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر قال: (كنا نغازي ومعنا عطاء الخرساني، وكان يحيي الليل صلاة، فإذا كان في جوف الليل نادى من فسطاطه، يا يزيد بن جابر! يا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر! يا هشام بن الغاز! قوموا فتوضئوا فصلوا، قيام هذا الليل، وصيام هذا النهار، أهون من مقطعات الحديد، ولباس القطران الوحاء، ثم الوحاء، ثم الوحاء، النجاء ثم النجاء ثم يقبل على صلاته).


تفطير الصائم عند السلف:
كان ابن عمر يصوم ولا يفطر إلا مع المساكين، فإذا منعه أهله عنهم، لم يتعشَّ تلك الليلة.. وكان إذا جاء سائل وهو على طعامه أخذ نصيبه من الطعام وقام فأعطاه السائل، فيرجع وقد أكل أهله ما بقي في الجفنة, فيصبح صائماً.. ولم يأكل شيئاً.
واشتهى بعض الصالحين من السلف طعاماً, وكان صائماً, فوضع بين يديه عند فطوره, فسمع سائلاً يقول: من يقرض الملي, الوفي, الغني؟ فقال: عبده المعدم من الحسنات، فقام فأخذ الصحفة, فخرج بها إليه, وبات طاويًا.
وجاء سائل إلى الإمام أحمد, فدفع إليه رغيفين كان يعدهما لفطره، ثم طوى, وأصبح صائماً.


تفطير الصائم شكر لله:  قال ابن رجب: (الصائم يدع طعامه وشرابه لله، فإذا أعان الصائمين على التقوِّي على طعامهم وشرابهم، كان بمنزلة من ترك شهوة لله، وآثر بها أو واسى منها، ولهذا يشرع له تفطير الصوَّام معه إذا أفطر؛ لأن الطعام يكون محبوباً له حينئذ فيواسي منه؛ حتى يكون ممن أطعم الطعام على حبه، ويكون في ذلك شكرٌ لله على نعمة إباحة الطعام والشراب له، وردِّه عليه بعد منعه إيَّاه، فإن هذه النعمة إنما عرف قدرها عند المنع منها)


مقصود الاعتكاف الأعظم:
قال ابن القيم: (وشرع لهم الاعتكاف الذي مقصوده وروحه عكوف القلب على الله تعالى, وجمعيته عليه, والخلوة به, والانقطاع عن الاشتغال بالخلق والاشتغال به وحده سبحانه بحيث يصير ذكره, وحبه, والإقبال عليه في محل هموم القلب وخطراته, فيستولي عليه بدلها, ويصير الهمُّ كلُّه به, والخطرات كلُّها بذكره, والتفكر في تحصيل مراضيه وما يقرب منه, فيصير أنسه بالله بدلاً من أنسه بالخلق, فيعده بذلك بأنسه به يوم الوحشة في القبور, حيث لا أنيس له, ولا ما يفرح به سواه, فهذا هو مقصود الاعتكاف الأعظم).


آداب الدعاء:
1- إخلاص الدعاء لله تعالى, فلا يدعو معه أحداً, بل يدعوه وحده لا شريك له, كما أمر الله.
2- دعاء الله بأسمائه الحسنى, وصفاته العليا, والثناء عليه وحمده.
3- الدعاء بالخير, والبعد عن الإثم, وقطيعة الرحم, والاستعجال.
4- حسن الظنِّ بالله تعالى.
5- إطابة المأكل, والمشرب, والملبس.
6- تحري أوقات إجابة الدعاء، والتي منها ليلة القدر, والتي هي خير من ألف شهر؛ قال تعالى: {لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ} [القدر:3].


الذكر خير الأعمال, وأزكاها, ومنجي من عذاب الله:
عن أبي الدَّرداء رضي الله عنه قال: قال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: ((ألا أنبئكم بخير أعمالكم, وأزكاها عند مليككم, وأرفعها في درجاتكم, وخير لكم من إنفاق الذهب والورق, وخير لكم من أن تلقوا عدوكم, فتضربوا أعناقهم, ويضربوا أعناقكم؟ قالوا: بلى؛ قال: ذكر الله تعالى. فقال معاذ بن جبل رضي الله عنه: ما شيء أنجى من عذاب الله من ذكر الله)). رواه الترمذي، وابن ماجه، وأحمد وغيرهم.


وفي الذكر جلاء القلوب:
قال أبو الدرداء رضي الله عنه: ((إن لكل شيء جلاء, وإن جلاء القلوب ذكر الله عز وجل)).
 ومن هنا فعلى العبد وهو يتقرب إلى ربه في شهر رمضان المبارك أن يرتبط بذكر الله تعالى, فيحفظ الأذكار المأثورة من أذكار الصباح والمساء, وأذكار النوم, وأذكار الخروج من المنزل, والدخول إليه, وفي سائر الأحوال كلِّها, بهذا نحفظ أنفسنا ومجتمعنا من كلِّ سوء وشر. والبعد في هذا الشهر عن مجالس القيل والقال, والغيبة, والنميمة, والمزاح الكثير.


العمرة في رمضان:
للعبادة في شهر رمضان طعم خاص, يتذوقه المؤمنون الصادقون, الذين يرجون من الله تجارة لن تبور, ومن هنا نجد السباق بين هؤلاء المؤمنين بأداء مختلف العبادات مفروضة ونافلة. والعمرة إلى بيت الله في هذا الشهر المبارك لها مقام جليل, ليس في غيره من الشهور. فالعمرة فيه تعدل حجة: عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((فإذا جاء رمضان فاعتمري. فإن عمرة فيه تعدل حجة)). قال ابن حجر: (فالحاصل أنه أعلمها أن العمرة في رمضان تعدل الحجة في الثواب)


الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة: قراءة القرآن, بالإضافة إلى الصيام فيهما خير كثير؛ حيث إنهما يشفعان للعبد يوم القيامة. عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما, أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة، يقول الصيام: أي ربِّ, منعته الطعام والشهوات بالنَّهار فشفعني فيه، ويقول القرآن: منعته النوم بالليل فشفعني فيه، قال: فيشفعان).


الإكثار من قراءة القرآن وتلاوته في رمضان:
ينبغي على المسلم في هذا الشهر الكريم أن يغتنم أوقاته، ويكثر فيه من قراءة القرآن؛ لأن لكثرة القراءة فيه مزية خاصة؛ فقد كان جبريل -عليه السلام- يعارض النَّبي -صلى الله عليه وسلم- القرآن في رمضان كل سنة مرة، فلما كان العام الذي توفي فيه عارضه مرتين.
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: ((كان يعرض على النَّبي صلى الله عليه وسلم القرآن كل عام مرة، فعرض عليه مرتين في العام الذي قبض..)).


من دلائل الفلاح والكمال أن يمتنع الإنسان عن اللغو, وعن مجالس السوء, خاصة في شهر رمضان؛ فيمتنع عن انتقاص الخلق, والسخرية منهم, والكلام في أعراضهم, والسعي بينهم بالغيبة, والنميمة, وفحش القول. قال تعالى: { قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ}.
وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: ((أنه ارتقى الصفا فأخذ بلسانه فقال: يا لسان قل خيراً تغنم, واسكت عن شر تسلم, من قبل أن تندم. ثم قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: أكثر خطايا ابن آدم في لسانه)).

 

رمضان وقيام الليل (التراويح):
رمضان مدرسة إيمانية, يتزود منها المؤمنون من الإيمان والتقوى, وينشغل فيه الخاطر بما يقرب إلى الله عز وجل, في تنافس محمود, وتسابق إلى جنات الخلود. وإن مما يشجع على هذا التسابق؛ تلك الشعيرة العظيمة, التي يتسم بها الشهر المبارك, وتتهيأ لها نفوس المؤمنين لأدائها, ألا وهي صلاة التراويح.
فقيام الليل في رمضان له مزية خاصة, وفضيلة على غيره، فعن أبي هريرة رضي الله عنه, أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه)).


من أسباب حب الله, وضحكه, واستبشاره بعبده:
عن أبي الدرداء رضي الله عنه, عن النَّبي صلى الله عليه وسلم قال: (ثلاثة يحبهم الله, ويضحك إليهم, ويستبشر بهم: الذي إذا انكشفت فئة قاتل وراءها بنفسه لله عز وجل, فإما أن يقتل, وإما أن ينصره الله عز وجل, ويكفيه. فيقول: انظروا إلى عبدي هذا, كيف صبر لي بنفسه. والذي له امرأة حسنة, وفراش لين حسن, فيقوم من الليل, فيقول: يذر شهوته ويذكرني, ولو شاء رقد. والذي إذا كان في سفر, وكان معه ركب, فسهروا ثم هجعوا؛ فقام من السحر في ضراء وسراء).


القيام جهاد بالليل:
قال ابن رجب: (اعلم أن المؤمن يجتمع له في شهر رمضان جهادان لنفسه: جهاد بالنهار على الصيام, وجهاد بالليل على القيام, فمن جمع بين هذين الجهادين, ووفَّى بحقوقهما, وصبر عليهما, وفِّيَ أجره بغير حساب).


عاقبة من أدرك رمضان ولم يُغفر له:
عن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال: (صعد النبي صلى الله عليه وسلم المنبر فقال: آمين, آمين, آمين. قال: أتاني جبريل عليه السلام فقال: يا محمد, من أدرك أحد والديه فمات فدخل النار, فأبعده الله. قل: آمين. فقلت: آمين. قال: يا محمد, من أدرك شهر رمضان, فمات, فلم يغفر له, فأدخل النار, فأبعده الله. قل: آمين. فقلت: آمين. قال: ومن ذكرت عنده فلم يصل عليك, فمات فدخل النار, فأبعده الله. قل: آمين. فقلت: آمين).

سلوكيات خاطئة في رمضان:
السهر: إن وقت المسلم ثمين جدًّا, ولا مجال فيه أن يقضيه في السهر الفارغ الطويل.ففي السهر تضيع الفرائض, أو تتأخر عن وقتها, ويقلُّ فيها الخشوع، ويفوت وقت البكور, وما فيه من خير، وتضيع لذة الصيام, والشعور بالحكمة من مشروعيته. قال ابن مفلح: (واعلم أن الزمان أشرف من أن يضيع منه لحظة، فكم يضيع الآدمي من ساعات, يفوته فيها الثواب الجزيل، وهذه الأيام مثل المزرعة، وكأنه قد قيل للإنسان: كلما بذرت حبةً أخرجنا لك ألفاً، هل يجوز للعاقل أن يتوقف عن البذر، أو يتوانى؟).


تابع السهر: وقال الشيخ علي محفوظ: (ومن سيِّئ العادات إضاعة الناس الأوقات الفاضلة، واشتغالهم بالبطالة, كما يكون منهم في ليالي شهر رمضان، فإنهم يلهون فيها بالسهر، وكله غيبة أو نميمة، وقد كان السلف رضوان الله عليهم إذا دخل عليهم ذلك الشهر تناكر بعضهم من بعض, حتى إذا فرغوا اجتمعوا، وأقبل بعضهم على بعض).
قال ابن عثيمين: (فالرجل الحازم هو الذي يتمشى في رمضان على ما ينبغي من النوم في أول الليل، والقيام في التراويح، والقيام آخر الليل إذا تيسر..)


سلوكيات خاطئة في رمضان:
كثرة النوم:
الوقت في رمضان رأس مال المسلم, ومضمار سباقه, وكنزه الثمين الذي ينبغي ألا يضيعَ منه, كما لا ينبغي أن يفوته فيما لا ينفعه, ككثرة النوم في نهار رمضان, ففي النوم في النهار تضيع للفرائض المكتوبة, وتأخيرها عن وقتها, وفوات كثير من الطاعات, فتضيع معها لذة الصيام, واستشعار حكمة مشروعيته, فيجب على المسلم أن يقضي نهار رمضان في قراءة القرآن, والتسبيح, وكثرة الذكر, والاستغفار, ومطالعة ما يفيده من الكتب النافعة, والعلوم المفيدة.  

 

إضاعة الجماعة:
من السلوكيات الخاطئة التي يقع فيها بعض الصائمين في شهر رمضان؛ إضاعة الجماعة لعذر الكسل, أو النوم، أو الاشتغال بما لا يجدي نفعاً.
وليعلم مضيع الجماعات؛ أنه بذلك تضيع عليه الصلاة في أفضل بقاع الأرض وهي المساجد، وأن عظم الأجر مع كثرة الخطا إلى المساجد، وأن الملائكة تدعو له وهو ما زال في انتظار الصلاة، ويصلون على الصف الأول في الجماعة، وأن الشياطين لا تستحوذ عليه، وأن من خرج إلى المسجد فهو ضامن على الله إن عاش رزق وكفي, وإن مات دخل الجنة. فأين كل هذا من مضيع صلاة الجماعة؟


كثرة الأكل:
أصبح رمضان في أذهان كثير من الناس مقترناً بكثرة الأكل، وإنما افترضه الله على المسلمين ليضيقوا على الشهوة مساربها، ويضيعوا على النفس الأمارة مآربها. قال أبو حامد الغزالي: (لا يستكثر من الطعام الحلال وقت الإفطار بحيث يمتلئ جوفه, فما من وعاء أبغض إلى الله عز وجل من بطن مليء من حلال. وكيف يستفاد من الصوم قهر عدو الله, وكسر الشهوة, إذا تدارك الصائم عند فطره ما فاته ضحوة نهاره؟!! وربما يزيد عليه في ألوان الطعام).


إضاعة الأوقات بسماع البرامج والألعاب: في شهر رمضان وهو شهر العبادة, والذكر نجد من الصائمين من يلعب ألعاباً أقل أحكامها الكراهة، بغرض التَّسلية, وتضييع الوقت، فتفنى الساعات في غير منفعة. رُوي عن الحسن البصري أنه مر بقوم وهم يضحكون, فقال: إنَّ الله عز وجل جعل شهر رمضان مضماراً لخلقه، يستبقون فيه لطاعته، فسبق قوم ففازوا، وتخلَّف أقوامٌ فخابوا، فالعجب كل العجب للضاحك اللاعب في اليوم الذي فاز فيه السابقون، وخاب فيه المبطلون، أما والله لو كشف الغطاء، لاشتغل المحسن بإحسانه، والسيّئ بإساءته.


سنة تعجيل الإفطار:
عن سهل بن سعد رضي الله عنه, أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر)). قال المناوي رحمه الله: (أي: ما داوموا على هذه السنة, لأن تعجيله بعد تيقن الغروب من سنن المرسلين, فمن حافظ عليه تخلق بأخلاقهم, ولأن فيه مخالفة أهل الكتاب في تأخيرهم إلى اشتباك النجوم، وفي ملتنا شعار أهل البدع؛ فمن خالفهم واتبع السنة لم يزل بخير، فإن أخر غير معتقد وجوب التأخير، ولا ندبه فلا ضير فيه).
سنة تأخير السحور:
نجد في شهر رمضان أنَّ هناك من الصائمين من يتعجل السحور, دون النظر إلى سنية تأخيره, مخالفين بذلك سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
عن أبي الدرداء رضي الله عنه رفعه قال: ((ثلاث من أخلاق النبوة: تعجيل الإفطار, وتأخير السحور...)) وعن زيد بن ثابت رضي الله عنه، قال: (تسحرنا مع النبي صلى الله عليه وسلم, ثم قام إلى الصلاة. قلت: كم كان بين الأذان والسحور؟ قال: قدر خمسين آية).
فتأخير السحور هي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم, وفي تعجيله مخالفة صريحة لهديه.


الصوم عند بعض مشايخ الصوفية
يربط بعض الصوفية بين الكشف، وترك التكاليف، فيرون أن الإنسان متى كُشِف له شيءٌ من أمر الغيب - وما أكثر ما يتوهمون في هذا الشأن - سقط عنه التكليف، فلا صلاة، ولا صيام، ولا غير ذلك! ويستشهدون على ذلك بقوله تعالى: {وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ} [الحجر:99].
وروي أنَّ الحلاج كان يقول لأتباعه: (من صام ثلاثة أيامٍ، لا يفطر إلا في اليوم الرابع على ورقات، أجزأه ذلك عن صوم رمضان).


الغرائب الفقهية عند الشيعة الإمامية في مسائل الصوم
•    الصائم إذا ارتمس في الماء فسد صومه.
•    الصوم لا يفسد بالإيلاج، على ما ذهـب إليه أكثرهـم، وفي كتـاب (الشرائع) الذي هو أحد كتبهم المعتبرة ما نصه: (ويجب الإمساك عن تسعة: الأكل، والشرب، والجماع قبلاً ودبراً، على الأشهر، وفي فساد الصوم بوطء الغلام تردد، وإن حرم).
•    أكل جلد الحيوان لا يفسد الصوم، ولكن عند بعضهم، وعند بعضٍ آخرَ منهم، أن أكل أوراق الأشجار لا يفسد الصوم أيضًا، وعند بعضهم لا يفسد الصوم أكل ما لا يُعتاد.


الصوم عند الإسماعيلية
الصوم عند الإسماعيلية هو الستر والكتمان. قال السجستاني: (الصوم هو الصمت بين أهل الظاهر، وكتمان الأسرار عنهم...وصوم شهر رمضان هو ستر مرتبة القائم... ومن شهد منكم الشهر فليصمه، أي: من أدرك زمان الإمام فليلزم الصمت!!
قال ابن تيمية: (فيجعلون الشرائع المأمور بها، والمحظورات المنهي عنها: لها تأويلاتٌ باطنةٌ تخالف ما يعرفه المسلمون منها، كما يتأولون من الصلوات الخمس، وصيام شهر رمضان، وحج البيت، فيقولون: إن الصلوات الخمس معرفة أسرارهم، وإن صيام رمضان كتمان أسرارهم..).  


الصوم عند الإسماعيلية (الآغاخانية)
جاء في بيانٍ من الإسماعيلية الأغاخانية ما نصه:
(ما الصوم إلا صوم العين، والأذن، واللسان. ولا يفسد صومنا بالأكل والشرب. وصومنا يحتوي على ثلاث ساعاتٍ فقط، ونفطر في الساعة العاشرة صباحًا، وذلك تطوعًا ومشروطًا بمشيئتنا. لكن طوال السنة نصوم يوم الجمعة الذي يكون في بداية الشهر).


الصوم  عند الإسماعيلية النزارية  (الحشاشون)
عندهم ما يُعرف بأركان الحقيقة، وقد حلت محل الشريعة، فالشهادة هي أن تعرف الله بالله (أي تعرف الله بالقائم)، والصلاة هي أن تجتنب الآداب والسنن الماضية (أي: الأحكام الشرعية)، والصوم هو أن تلتزم التقية في حديثك مع المبطلين حتى تظل صائماً!!


الصوم عند الطائفة النصيرية
الصيام عند الطائفة النصيرية، ليس هو عن الأكل، والشرب، وجميع المفطرات في نهار رمضان؛ بل هو الامتناع عن معاشرة النساء طوال شهر رمضان.
الصوم عند الطائفة الدرزية
الدروز لا يجيزون صوم شهر رمضان، إلا أنهم يصومون في أيامٍ خاصة، وهي التسعة أيام الأولى من شهر ذي الحجة، وصيامهم هو الامتناع عن الأكل والشرب، ويبيحون أيضاً الصوم في أي شهرٍ غير شهر رمضان.
الصوم عند الطائفة اليزيدية
لهم نوعان من الصوم: صومٌ عمومي، وصومٌ خصوصي.
وهم يعتقدون بأن شهر رمضان كان أصم، فلما فرض الله الصوم على المسلمين، أمر اليزيدية به كذلك، ولكن باللسان الكردي، فقال لهم "سي"، ومعناها بلغتهم ثلاثةٌ لا ثلاثون والتي هي "سه "، ولما كان شهر رمضان أطرش، فقد فهم الثانية مكان الأولى؛ لهذا فاليزيدية يصومونه ثلاثة أيامٍ صحيحاً، والمسلمون يصومونه ثلاثين يوماً خطأً.
أما الصوم الخاص فهو ثمانون يوماً. والورِع منهم هو الذي يصوم نصفها في 20 كانون الأول الشرقي، ونصفها في 20 تموز الشرقي.


الصوم عند النصارى وفرقها
الصيام عند النصارى: هو الامتناع عن الطعام الدسم وما فيه شيءٌ من الحيوان أو مشتقاته، مقتصرين على أكل البقول، وتختلف مدته، وكيفيته، من فرقةٍ إلى أخرى. ويصومون يوم الأربعاء؛ لأنه يوم المشاورة على موت المسيح عندهم، ويوم الجمعة؛ لأنه صلب فيه المسيح حسب زعمهم. وصوم الميلاد، وعدد أيامه (43) يوماً تنتهي بعيد الميلاد. وأياماً أخرى وضعوها لمناسباتٍ خاصة، تختلف من كنيسةٍ إلى كنيسة.


 الصوم عند النصارى الأرثوذكس:
هو الامتناع عن الأكل حتى الغروب، ولغير المستطيع أن يصوم على قدر طاقته، ويعفى منه خمس فئات: المرضى، والرجل الشيخ، والمرأة العجوز، والأطفال أقل من اثنتي عشر سنة، والمرأة الحامل، والمرضع، ويمكنهم أن يأكلوا تبعًا لما رسم لهم، بالامتناع عن اللحوم ومستخرجاتها، ويقتصر على ما تنبت الأرض. وأنواع الصوم عندهم سبعة: الصوم الكبير السابق لعيد القيامة، والصوم السابق لعيد الميلاد، صوم يونان، صوم الرسل بين عيد الخماسين وعيد الرسل، صوم السيدة العذراء، صوم البرمون.


الصوم عند النصارى الكاثوليك: هو الصوم الكبير السابق لعيد الفصح، وجعل صوم الجمعة والسبت، عبارة عن الانقطاع عن أكل اللحوم.
كما فرض أيضاً صوم الأزمنة الأربعة، فيما يعرف بصوم البارامون (أي: الاستعداد للاحتفالات)، وهي السابقة لأعياد الميلاد، والعنصرة، وانتقال العذراء، وجميع القديسين.
 ويوجد خلاف بين الكنيسة اللاتينية، وطوائف الكنيسة الكاثوليكية الشرقية في قواعد الصوم.


الصوم عند الصابئة المندائيون
كان الصوم عند الصابئة على نوعين:
الصوم الكبير: ويشمل الصوم عن كبائر الذنوب، والأخلاق الرديئة.
والصوم الصغير: الذي يمتنعون فيه عن أكل اللحوم المباحة لهم، لمدة (32) يوماً متفرقةً على طول أيام السنة. أما (صابئة اليوم) فيحرِّمون الصوم؛ لأنه من باب تحريم ما أحلَّ الله- على حد زعمهم-.


مسائل مهمة للصائمين:
-    إذا أفطر الصائم ثم أقلعت الطائرة به، فرأى الشمس لم تغرب فإنه يستمر مفطراً.
-    من نوى الإفطار في نهار رمضان، فقد أفطر، وإن لم يتناول شيئاً من المفطرات.
-    من استقاء متعمداً، فقد أفطر، ويلزمه القضاء ولا كفارة عليه، ومن غلبه القيء فلا شيء عليه
-    شرب الدخان المعروف أثناء الصوم يفسد الصيام باتفاق العلماء.
-    استعمال بخاخ الربو في نهار رمضان لا يفسد الصوم.
-    استعمال القطرة في الأنف في نهار رمضان أو السعوط يفسد الصوم.
-    استعمال غاز الأكسجين في التنفس لا يفسد الصيام.
مسائل مهمة للصائمين:
-    استعمال الحقن الوريدية المغذية يفسد الصيام.
-    استعمال الحقنة غير المغذية لا يفسد الصوم سواء كانت الحقنة في العضل، أو الوريد، أو تحت الجلد.
-    استعمال التحاميل في نهار رمضان لا يفسد الصوم.
-    إدخال الصائم في إحليله مائعاً، أو دهناً فإنه لا يفطر.
-    التقطير في فرج المرأة غير مفسد للصيام، وكذلك التحاميل المهبلية وضخ صبغة الأشعة.
-    من أجري له غسيل كلوي بأي وسيلة كانت فإنه يفطر بذلك.

السحور بركة، والبركة في السحور تحصل بجهات متعددة، منها: اتباع السنة، ومخالفة أهل الكتاب، والتقوي به على العبادة، والزيادة في النشاط، ومدافعة سوء الخلق الذي يثيره الجوع، والتسبب للذكر، والدعاء وقت مظنة الإجابة.
والحكمة منه:
- أنه معونة على العبادة، فإنه يعين الإنسان على الصيام.
- فيه مخالفة أهل الكتاب؛ فإنهم لا يتسحرون.

مخالفات في دعاء القنوت:
- المبالغة في رفع الإمام صوته في الدعاء، حتى يصل أحياناً إلى حد الصياح.
- المبالغة في رفع الصوت بالبكاء.
- الإطالة المفرطة في الدعاء.
- الاعتداء في الدعاء، وتكلف السجع فيه.
- مواظبة بعض الأئمة على دعاءٍ معينٍ في كل قنوت.
حكم الاعتكاف:
 الاعتكاف سنةٌ للرجال بإجماع أهل العلم، وهو سنة للنساء أيضاً عند جمهور أهل العلم.
وشروط صحته:
يشترط لصحة الاعتكاف: الإسلام، والعقل، والتمييز، والنية، وأن يكون في المسجد، ويشترط إذن الزوج للمرأة المتزوجة.
ويستحب للمعتكف أن يشتغل بالقُرَب، والعبادات المختصة به كقراءة القرآن، والذكر، والصلاة في غير وقت النهي، وما أشبه ذلك؛ وذلك أن الاعتكاف إنما شُرِعَ للتفرغ لعبادة الله عز وجل؛ وجمع القلب بكلِّيَّتِهِ على الله سبحانه وتعالى.


يصح الاعتكاف في غير المساجد الثلاثة (وهي المسجد الحرام، والمسجد النبوي، والمسجد الأقصى)، فإن كان يتخلل الاعتكاف صلاة جماعةٍ، فيشترط لصحته أن يكون في مسجد جماعة، ولا يشترط أن يكون الاعتكاف في مسجد جمعة، وعليه أن يخرج لحضور الجمعة ثم يرجع إلى المسجد الذي يعتكف فيه، ولكنَّ الأفضل أن يكون اعتكافه في المسجد الجامع.


من نذر اعتكاف يومٍ أو عدة أيامٍ معينةٍ ففاتته أو بطل اعتكافه فيها بأحد مفسداته، فعليه قضاء اليوم أو الأيام التي فاتته، أو بطل اعتكافه فيها.


فضل ليلة القدر:
- أنزل فيها القرآن.
- أنها ليلة مباركة.
- العبادة فيها تفضل العبادة في ألف شهر.
- ينزل فيها جبريل والملائكة بالخير والبركة.
-  ليلة القدر سلامٌ: فهي ليلةٌ خاليةٌ من الشر والأذى.


وقت ليلة القدر:
 ثبتت بالأحاديث أنها في العشر الأواخر من رمضان، وهي في الأوتار أقرب من الأشفاع.
وهي لا تختص بليلة معينة في جميع الأعوام، بل تتنقل في ليالي العشر الأواخر من رمضان، وذلك تبعاً لمشيئة الله تعالى وحكمته، وقد أخفى سبحانه علمها على العباد رحمة بهم؛ ليكثر عملهم في طلبها في تلك الليالي.
ويشرع في ليلة القدر قيام ليلها بالصلاة والاعتكاف؛ فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعتكف في العشر الأواخر التماساً لليلة القدر، ويشرع العمل الصالح والدعاء بـ (اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عني).


عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه)).

عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه، ومن صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه)).


عن ابن عباس رضي الله عنها قال: ((كان النبي صلى الله عليه وسلم أجود الناس بالخير، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان جبريل عليه السلام يلقاه كل ليلة في رمضان حتى ينسلخ؛ يعرض عليه النبي صلى الله عليه وسلم القرآن...)).
عن عائشة رضي الله عنها قالت: ((كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجاور في العشر الأواخر من رمضان، ويقول تحروا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان)).


الصيام عند اليهود:
يبتدئ من قبل غروب الشمس إلى بعد غروب الشمس من اليوم اللاحق، ويمتنعون فيه عن الطعام، والشراب، والجماع، وبعض الأيام يكون صيامهم فيه من شروق الشمس إلى غروبها، ويمتنعون فيه عن الطعام والشراب فقط. ولهم أيام متفرقة يصومونها.


دلت الأدلة الشرعية على أن الحسنات تُضاعَفُ أضعافًا كثيرةً في الزمان الفاضل، كرمضان وغيره.
فحريٌّ بالصائم الذي امتنع عن المباحات من المفطرات، وابتعد عن جميع المحرمات، أن يكون ديدنه الاشتغال بالطاعات، على كثرة أنواعها، وتنوع أصنافها، ويتحلى بخلق الكرم، والبذل، والعطاء، ومن ذلك تفطير الصائمين.
فعن زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من فطَّر صائماً كان له مثل أجره؛ غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيئًا ((رواه الترمذي (807)، وأحمد (4/114) وغيرهما.


الحلم وكظم الغيظ والعفو والصفح
ينبغي للصائم إن سابَّه أحد، أو شاتمه، أو قاتله أن يقول جهراً: إني صائم.
فعن أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((وإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث، ولا يصخب، فإن سابَّه أحد، أو قاتله فليقل: إني امرؤٌ صائم)) (أخرجه البخاري، ومسلم، واللفظ له). وفي روايةٍ أخرى قال: ((إذا أصبح أحدكم يومًا صائمًا فلا يرفث، ولا يجهل، فإن امرؤٌ شاتمه، أو قاتله فليقل: إني صائم، إني صائم (((أخرجه البخاري، ومسلم، واللفظ له).


ترك الغيبة والكذب والبذاءة والفحش
إن الصائم الحق يتأثر سلوكه بالصيام في تعامله مع الآخرين، وأما من اتخذ الصيام مجرد عادة، بحيث يصوم إذا صام الناس، ويفطر إذا أفطروا، ولم يدخل مدرسة الصيام دخولًا إيمانيًّا، أو هو يفسر الصوم بأنه مجرد إمساكٍ عن المفطرات، فيطلق لسانه وبصره فيما حرم الله، مع أنه يمنع نفسه مما هو مباحٌ له في الأصل من الطعام والشراب والنكاح! فهذا قد ينطبق عليه قوله عليه الصلاة والسلام: ((من لم يدع قول الزور والعمل به، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه)) (أخرجه البخاري)


يجب على الصائم خاصة، الحذر من المعاصي واجتنابها، فهي تجرح الصوم، وتُنقِصُ الأجر، وذلك مثل الغيبة، والنميمة، والكذب، والغش، والسخرية من الآخرين، وسماع الأغاني، والمعازف، والنظر إلى المحرمات، وغير ذلك من أنواع المعاصي والمنكرات.
فعن أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((وإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث، ولا يصخب فإن سابَّه أحد، أو قاتله فليقل: إني امرؤٌ صائم)) (أخرجه البخاري, ومسلم، واللفظ له).


ذكر الرازي أنَّ للعلماء ثلاثة وجوه في قوله تعالى: {وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ}:
أحدها: أن يكون هذا خطابًا مع الذين يطيقونه فقط، ويكون التقدير: وأن تصوموا أيها المطيقون، وتحمَّلتم المشقَّة فهو خير لكم من الفدية.
الثَّاني: أنَّ هذا خطاب مع كل من تقدم ذكرهم، أعني المريض، والمسافر، والذين يطيقونه، وهذا أولى؛ لأنَّ اللفظ عام، ولا يلزم من اتصاله بقوله: {وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ} أن يكون مختصًا بهم.
الثالث: أن يكون معطوفًا على أوَّل الآية، فالتقدير: كتب عليكم الصيام، وأن تصوموا خير لكم.

 

 

رسائل الفيس بوك الرمضانية

تحميل

عن الكتاب

المؤلف :

www.dorar.net

الناشر :

www.dorar.net

التصنيف :

للمسلم الجديد