عن الفتوى

التاريخ :

Fri, May 22 2015
:السؤال

هل يدخل الموقف من أهل البدع في " الولاء والبراء " ؟

أدرس حاليّاً في الجامعة ، وأنا عضو من أعضاء المجتمع المسلم ، ولكنه ليس إسلاميّاً لأنه غير موحد تحت راية عقيدة أهل السنة والجماعة ، ويسمح للشيعيين أن يدخلوا فيه وينصهروا بداخله . هل هذا جائز ؟ وهل هذا ضد عقيدة " الولاء والبراء " لأن هذا فيه مخالطة شديدة بأهل البدع والضلال ؟ .
الإجابة:
الإجابة:

الجواب :
الحمد لله
أولاً:
" الولاء والبراء " هما من أصول الإسلام ، ومن شعائره المهمة ، ومعناهما : الولاء للمسلمين ومحبتهم ونصرتهم ورحمتهم ، والبراءة من الكافرين والمبتدعة ، ونعني به : بغضهم وعداوتهم وتجنب مخالطتهم .
وفيهما تفاصيل دقيقة يمكن النظر فيها في الكتب المتخصصة في الحديث عنهما ، مثل كتاب : " الولاء والبراء " للدكتور محمد سعيد القحطاني .

ثانياً:
لا شك أن للولاء والبراء تعلقاً بالبدعة وأهلها ، فإذا كان تحقيق التوحيد لا يتم إلا بالبراءة من الكفر وأهله : فإن تحقيق السنَّة لا يتم إلا بالبراءة من البدعة وأهلها ؛ خاصة أهل البدع المغلظة ، مثل الرافضة ، والخوارج ، وأشباههم . 
قال الشيخ بكر أبو زيد – رحمه الله - :
"ومِن أبرز معالم التميز العقدي فيها – يعني : " قواعد الاعتقاد السلفي " - ، وبالغ الحفاوة بالسنَّة والاعتصام بها ، وحفظ بيضة الإسلام عما يدنسها : نصب عامل " الولاء والبراء " فيها ، ومنه : إنزال العقوبات الشرعية على المبتدعة ، إذا ذُكِّروا فلم يتذكروا ، ونهوا فلم ينتهوا ، إعمالًا لاستصلاحهم وهدايتهم وأوبتهم بعد غربتهم في مهاوي البدع والضياع ، وتشييداً للحاجز بين السنَّة والبدعة ، وحاجز النفرة بين السنِّي والبدعي ، وقمعاً للمبتدعة وبدعهم ، وتحجيماً لهم ولها عن الفساد في الأرض ، وتسرب الزيغ في الاعتقاد ، ليبقى الظهور للسنن صافية من الكدر ، نقية من علائق الأهواء وشوائب البدع ، جارية على منهاج النبوة وقفو الأثر ، وفي ظهور السنة أعظم دعوة إليها ودلالة عليه ، وهذا كله عين النصح للأمة .
كل هذا تحت سلطان القاعدة العقدية الكبرى " الولاء والبراء " التي مدارها على الحب والبغض في الله تعالى ، الذي هو " أصل الدين " وعليه تدور رحى العبودية" .
" هجر المبتدع " ( ص 3 ، 4 ) باختصار .
وقال الشيخ صالح آل الشيخ – حفظه الله - :
"فلا يُتصوَّرْ من جهة الحق أن يكون موالياً للسنَّة وهو ليس مُتَبَرِئاً من أهل البدع إلا إذا كان لم يفهم السنَّة ، أو أنَّ عنده هوى تفريق .
فمَن والَى السنَّة : فلا بد عليه أنه يتبرأ من البدعة ، ومَن والَى أهل السنَّة : فلا بد أن يتبرأ من أهل البدعة" .
" شرح العقيدة الطحاوية " ( 2 / 1404 ) .

ثالثاً:
الرافضة شر من وطئ الحصى ، فبغضهم من الدِّين ، وعقائدهم الكفرية أوضح من أن يستدل على بطلانها ، وقد ترك كثير منهم " التقية " فراح يجهر بالقول بتحريف القرآن ، وبتكفير الصحابة ، وبعصمة أوليائهم ، وغير ذلك من أقوال الإلحاد والزندقة ، ولذا فإن بغضهم وترك مجالستهم ومخالطتهم : يعدُّ من تحقيق " البراء " ، إلا أن يكون المسلم مستضعفاً لا يملك حولاً ولا قوة في هجرهم ، أو يكون داعية يتوصل بتلك المخالطة لجعلهم يتركون ما هم فيه من ضلال ، وأما عامة المسلمين فليس لهم حكم العلماء والدعاة ، بل عليهم تجنبهم وبغضهم ، ولا يحل محبتهم ولا تزكيتهم ، فضلاً عن تقديمهم على أهل السنَّة في شئون الإدارة أو الدعوة .
قال الشيخ صالح آل الشيخ – حفظه الله - :
"لكن إذا حصل هذا التَّبَرُؤُ عقيدةً فهل يلزم منه أن يُظْهَر في كل حال ؟ .
لا ، إظهاره بحسب المصلحة الشرعية ، قد يُظْهَرْ ويكون إعلان للبراءة ظاهراً في التبرؤ من الأشخاص ، وقد يُؤَخّر بحسب ظهور السنَّة وخفائها وما يُنْظَرْ في ذلك من المصالح" .
" شرح العقيدة الطحاوية " ( 2 / 1404 )  .
وانظر جواب السؤال رقم ( 9832 ) .

والله أعلم

الإسلام سؤال وجواب