عن الفتوى

التاريخ :

Thu, Dec 11 2014
:السؤال

حكم النكاح المشتمل على عدد من المخالفات الشرعية ؟

السؤال:
فتاة تمت خطبتها لشاب ، بعد انعقاد الخطبة بينهما بدأ التواصل بينهما عبر التليفون لمرات قليلة ، بدأت الفتاة لا تميل لهذا الفتى ، وأخبرت الشاب بأنها لا تحبه ، وترغب في فسخ الخطبة ، فرد الفتى أنه لا يستطيع إخبار والديه ، ولكن عليها هي أن تخبر والديها فأخبرت الفتاة أبويها ، ولكن لم ينصت لها أبواها ، فطلبت من خالتها مساعدتها للتخلص من ذلك الفتى ، ثم اكتشفت الفتاة شخصاً ما آخر معها في الجامعة مالت إليه ، ورأته أنه من يصلح أن يكون شريك حياتها ، ولكن لم يساعدها أحد ، ولكن ذاك الشاب في الجامعة تزوج من ابنة عمه ، ولم يجد نفسه مع زوجته فرجع إلى الفتاة المخطوبة ، والتي لا يمكن أن تعيش من دونه ، فطلبت من عائلتها مرة آخرى ؛ لأنها لم تكن تزوجت بعد ، بل ما زالت مخطوبة ، فكان رد العائلة أنهم لا يستطيعون فسخ الخطوبة ؛ لأن ذاك الفتى الخاطب من عائلة قريبة من عائلتهم .

فقررت أن تذهب بنفسها ولحالها ، وقامت بعقد النكاح في أحد المساجد المحلية بثلاث شهود ، وكان الشهود أصدقاء في الكلية ، وتقول الفتاة : بأنه كان هناك أحد أبناء عمها على الهاتف شاهد من الشهود ، والآخر من طرف أمها ابن خالها، وكان في المسجد ، ولكن قال : بأنه لن يمهر إمضائه على هذا العقد ، لأنها ستقع في مشكلة ، ولو قالت : إنه كان موجودا أثناء العقد فسوف ينكر ذلك .

وهكذا فقد تم أمر النكاح ، وقال الشاب : بأنهم لن يمارسوا النكاح حتى يأخذها إلى بيته بل يتقابلوا فقط ، و لكن بعد شهور قليلة قاموا بممارسة النكاح ، وفي نفس الوقت كان الأبوان يجهزان لعقد زواج الفتاة وترتيب موعد العقد . و مرة أخرى ذهبت الفتاة إلى خالتها وترجتها أن توقف هذا الأمر فقد تزوجت ، وهي تتوقع أنها حامل أيضاً ، أخبرت الخالة الأبوين بأمر الفتاة ، وأنها قد تزوجت ، وهي تتوقع أنها حامل أيضاً ، ذهب الأبوان للفتاة وكانا غاضبين جداً و قاما بضربها ، وسألا الفتاة إن كان هذا الأمر صحيحاً ، فأنكرت الفتاة هذا الأمر ؛ لأن الأبوين قد توعداها بالعقاب إذا كان كذلك ، ثم ذهب الوالدان إلى الشاب الذي أخفت نكاحه لها ليسألاه هل هذا الأمر صحيح أم لا ؟ فهاتفته الفتاة وطلبت منه أن ينكر الأمر، وعليه فقد تم الزفاف ، ولكنها في أسبوعها الخامس ، وحين تزوجت من ذلك الفتى الخاطب لها قالت : بأنها لن تسمح له بأن يمسها ، وقالت لأبويها : بأنها لن تجعله يقرب منها ، والآن أخبر ذاك الشاب والديه بأنها لا تسمح له بأن يقترب منها ، ومن ثم ذهبوا إلى والديها حتى يأمرانها أن تسمح له بالأمر ، ولكن على اي حال وصل الامر إلى ما لاحظتم ، بدأتُ في الحديث مع الفتاة وقلتُ لها : بأنني سأساعدك ، وأسأل العلماء - إن شاء الله - وسأجد لك الطريق المناسب ، وأنا على اتصال بتلك الفتاة منذ ذلك اليوم ، وهناك أمور ستخرج عن التحكم فيها فلا أحد يعرف أنها متزوجة ومنتظرة حمل ، فقد أجبروها أن تبدأ في التواصل مع الشخص الثاني والتي تقول : بأنها لا يمكِّنها لأنها في شهرها الرابع .

والسؤال الآن:

هل نكاحها الأول صحيح بدون ولي وكذلك الثاني ؟ هل هو صحيح لأنها حامل وهي حزينة جداً جداً . أخبرتُها بأن تتوب ، ومن الآن لا تفعل إلا الصواب إن شاء الله . تعيش الفتاة و تخفي حملها ، و لكنه سيظهر قريباً ، أرجو الرد قريباً لأنها تعيش خطأ كل يوم مع الشخص الثاني إذا كنت أنا أرى صواباً فمن فضلكم ساعدوها .

 

الإجابة:
الإجابة:

الجواب :
الحمد لله 
عقد الزواج في الإسلام لا يكون صحيحاً إلا إذا عقده ولي المرأة ، وهو أبوها أو من يقوم مقامه في حال فقده كالجد ، والأخ ، والعم.
والعقد الذي ذكرتيه يفتقد لهذا الأمر ، ولذلك فهو غير صحيح ، والواجب إعادة العقد من جديد بحضور الولي إن رغبتِ في الزواج من هذا الرجل .
وإذا تعذر حضور الولي فبإمكانه أن يوكل أي رجل ليتولى القيام بالعقد نيابة عنه .
وينظر جواب السؤال رقم : ( 159297 ) ، ورقم : (173946) ، ورقم : (143511) .
ولا يشترط لعقد النكاح في الإسلام أن يكون في المسجد ، بل يصح في أي مكان ، ولا يلزم أن يكون هناك شهود من جهة المرأة ، بل يكفي أي شاهدين من عدول المسلمين ، لكن لا بد مع ذلك من إعلانه إعلانا عاما، ولا يصح أن يتواطؤوا على كتمانه .

كما لا يشترط في العقد كتابته ، وإن كان يتوجب ذلك في هذا العصر لحفظ حقوق الزوجين وتثبيت الزواج ، ولكن عدم الكتابة لا تؤثر على صحة العقد .

ويتوجب على الزوج أن يدفع للمرأة المهر المتفق عليه ، وأن ينفق عليها نفقة تؤمن لها المسكن والملبس والطعام بالمعروف ، وعدم قيام الزوج بهذه الأمور تقصير يأثم عليه شرعاً ، ولكنها لا تؤثر على صحة العقد ، لو أنه كان قد تم ابتداءً بطريقة صحيحة .

ثم إننا نشكر لك حرصك على أن تكون علاقتك بهذا الرجل سليمة وشرعية ، وهو ينبئ عن عفةٍ في النفس ، ورغبة في الاستقرار ، وبعدٍ عن العلاقات التي حرمها الله .

ونرجو أن يقودك هذا للبحث عن الدين الحق الذي فيه نجاتك في الآخرة ، ألا وهو الإسلام دين التوحيد القائم على عبادة الله وحده لا شريك له .
فعبادة الله وحده هي الغاية التي خلق الله البشرية كلها لأجلها ، قال الله تعالى : ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ، ما أُريد منهم من رزق وما أُريد أن يطعمون ، إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين ) الذاريات/56-60 .

والله أعلم .

موقع الإسلام سؤال وجواب