About the article

Author :

Muhammad Naasiruddeen al-Albaanee

Date :

Thu, Sep 18 2014

Category :

Fatwa (Q&A)

Download

سلسلة الهدى والنور - الشريط رقم : 277

الشيخ : فأنا مالي حديد المزاج أبدا كثيرا ما أسمع الكلمات ، وهذا الرجل يحضر الجلسات ومناقشاتنا مع الناس أشكالا وألوانا ، كيف عم أحكي معك أنت وأنت حبيبنا وصديقنا ، كذلك مع خصمنا اللدود والذين عم يصيحون ويثورون إلى آخره ، وأنا كما تراني الآن ما لي حديد ، ولكن ما يقولون ؟ في بيت شعر يمكن تعرفوه إنه وضع السيف محل الشدة أو اللين ، وضع اللين محل السيف ... .

سائل آخر : لا تكن لينا فتعصر ... .

الشيخ : لا ، لا ، في بيت شعر على كل حال

عقل : ناسيه

الشيخ : أي نعم المهم مثل ما حكينا تلك الساعة ليس دائما اللين يمشي المهم إن الإنسان إذا تكلم بكلمة إنه يضعها بعد إعمال الفكر ما تجاوبا مع الحدة ، ما تجاوبا مع الثورة لا ، أنا والحمد لله هذا الفضل من الله ما في عندي هذا الشيء ؛ لكن عندي شدة عندي شدة ؟ لا أنكر عندي شدة ؛ لكن أعتقد أن الشدة هذه أضعها في محلها في مكانها المناسب ، وقولك لي بارك الله فيك أن أخفف من هذه الحدة ، أنا إذا رأيت مني حدة أقول لك جزاك الله خير أرجوا أن أخفف منها ؛ أما أنا شيء درسته وما وضعته إلا بعد تفكير ممكن تقول هذا خطأ ممكن لأن الإنسان ( كل بني آدم خطاء ) لكن هذه ما صادرة عن حدة أبدا ، هذه ومثيلاتها يمكن أنت رأيت ، أين ؟ ممكن في آداب الزفاف ، في آداب الزفاف مصري اسمه محمد سعيد ما أدري أيش ؟

عقل : نعم نعم قرأت كتابه فيه كيف تعدى الألباني على صحيح مسلم ... .

الشيخ : ترى ، ترى هذا العنوان يا أستاذ .

أبو ليلى : اسمه محمود سعيد .

الشيخ : آه ، ممدوح يمكن ، تنبيه المسلم أيش ؟

عقل : تعدي الألباني على صحيح مسلم .

الشيخ : الألباني تعدى على صحيح مسلم ، هذا الاسم وحده عنوان الكتاب يكفيك أن الألباني يثور ويخور إلى آخره ؛ لكن لا ، أنا سمعت ودرست كتابه ورديت عليه في بعض الجمل ومن جملتها أنه أنت يا رجل ألفت هذا الكتاب بزمانه بعث لي مكتوب .

عقل : هو نفسه ؟

الشيخ : هو نفسه والله أنا نسيان هذا المكتوب ولا أعرف من المرسل له لكن تبارك الله أحسن الخالقين يعني الإنسان المؤمن لما يشوف بعض تقادير الإله يضطر أن يسجد له تعظيما له ؛ أنا عم أهيئ نفسي للرد على تنبيه المسلم في عندي مصنفات فيها بعض الرسائل أجمعها وأكثرها أهملها وأنا عم أقلب المكاتيب التي عندي أرى مكتوب تحت هذا الاسم هذا هو ؟ والله هو الاسم بذاته ، أرى بقى ما هذا المكتوب ؛ وإذا يقول بعد الافتتاحية والإجلال والاحترام وإلى آخره وأنا حضرت لك عدة اجتماعات كنت تعقدها في القاهرة في أنصار السنة المحمدية إلى آخره ، أنا سافرت طبعا إلى مصر مرتين أو أكثر وأنا استفدت من كتبك وتأثرت بها فاستلمت طريقة السنة ودراستها و و إلى آخره ، حتى أتهمت بك فقيل لي إنك وهابي ، هو هكذا يقول الكلام هذا ، وإذا به هذا الإنسان يقلب لنا ظهر المجن ، ويبعث الكتاب ويطبعه " تعدي الألباني على صحيح مسلم " وأنا جئت رديت عليه اسميه أيش ؟ الجائر ، ما أدري .

عقل : الباغض البغيض .

الشيخ : الجائر الظالم إلى آخره .

عقل : باغض بغيض وحاقد جديد .

الشيخ : أينعم ؛ ليش ؟ مبين رجل عم تعترف بمكتوبك القديم بأنه أنت سبب تلقيك للعلم ودراستك للسنة هو الألباني ، كيف الآن عم تستعجل وتأتي وتحطه أنه هو تعدى على صحيح مسلم ؟ عرفت أنا أن هذا الرجل دهى بعقله بعض العلماء الحاقدين مثل الغماري عبد الله ، هذا وغيره وسبحان الله ! أنا الله أخذ علي بعض أشياء ، فعلا أنا انتقدت بعض أحاديث في صحيح مسلم ولست أول واحد ؛ لكن شيوخه الغماريين أنكروا أحاديث صحيحة ما أحد سبقهم إلى الطعن فيها اطلاقا ، تلك سكتوا عنها ، هو سكت عنها مثلا أحاديث كثيرة منها قول السيدة عائشة رضي الله عنها : ( فرضت الصلاة ركعتين ركعتين فأقرت في السفر وزيدت في الحضر ) قالوا هذا حديث ولو رواه البخاري ومسلم فهو حديث شاذ غير صحيح ، ذكرت أنا نماذج ... .

عقل : هذا الغماريون قالوا هكذا ؟

الشيخ : أي نعم ، ذكرت عدة نماذج ، وقلت له أنت إذا كنت مخلصا في الرد علي ألا رددت على هؤلاء ؟ هل ذكرتهم وصفيتهم معي وهم أولى بالرد منك عليهم لأنه أنا تأخذ علي مثلا في عندي أحاديث رواها أبو الزبير عن جابر فأنا أقول تبعا للذهبي والعسقلاني إلى آخره إن أبا الزبير مدلس ؛ فالأحاديث التي يرويها عن جابر اذا قال فيها حدثني جابر هي ماشية وإذا قال عن جابر فكما يقول الذهبي في القلب منها شيء ؛ لكن أين مشايخك هؤلاء الذين أنكروا أحاديث ما أحد أنكرها لا نصا ولا بعبارة صريحة - وعليكم السلام - ، فتعدي عجيب جدا في العالم اليوم كأن هناك خطة موضوعة لمهاجمة الألباني هذا ، وهذا أيش ؟ أنا هذا يشرفني لأنه يكفر عن ذنوبي ومعاصي كما قلنا آنفا ؛ والخلاصة أني أرجوا الله عز وجل أنه يسدد خطانا

عقل : آمين

الشيخ : ويكون في مقصدنا أولا وآخرا خدمة السنة وبالأسلوب الذي يرضي الله تبارك وتعالى .

عقل : إن شاء الله الله يجزيك الخير ويبارك فيك .

الشيخ : عندكم شيء آخر ؟

عقل : آه بالنسبة لكتاب تنبيه المسلم أنا قرأته كاملا وقلت أريد آخذها فائدة أرى ما الأحاديث التي ضعفها الشيخ حيث أنقلها عندي النسخ الأصلية فوجدت ثمانية أحادث وطبعا راجعتها في كتبكم مع تخاريجها وسجلتها عندي

سائل آخر : السلام عليكم

الشيخ : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

عقل : وفي ذاكر كم رواية شاذة هكذا ، فقط هو أنا بالنسبة بعض كلامه على الرجال ما مقنع تلك القناعة التامة ، فقط أخذنا منه الأحاديث ووضعناها هناك .

الشيخ : الله يعطيك العافية .

عقل : الله يعافيك .

أبو ليلى : شيخنا بخصوص الصابوني وكلمة الأخ الفاضل يعني لو أنه تتراسلوا وإنه ما تظهروا هذا الشيء في الكتب أمام الناس كان ذكر لنا شخصيا الشيخ محمد زينو قبل ما يرد عليه في التنبيهات أني أنا التقيت مع الشيخ الصابوني في الحرم المكي أمام الكعبة وكنت قلت له قبل ما أرسله للطبع أو كذا أنا لي بعض الملاحظات على التفسير وعلى كذا ، فقال له ما في داعي للمناقشة في هذا الموضوع ، قال أنا الآن أريد أطبعه قال اطبعه ، بهذه الطريقة هذا كلام الشيخ محمد زينو .

الشيخ : أينعم سيدي هؤلاء جماعة نحن نعرفهم من قديم ، ما يقول الشاعر " أسد علي وفي الحروب نعامة " ، " وكل ديك في مزبلته صياح " نحن عرفناهم في الشام وغير الشام ، ندعوهم للقاء والاجتماع وكنت يومئذ شاب من سنك أو أصغر يقول الشيخ أنا أتنازل أجتمع مع فريخ ، أنا أتنازل ، من جملة من طلبت الاجتماع معه هو هذا الرجل بالذات الصابوني وليس في سوريا وإنما في مكة ؛ لأن الصابوني يكون عمه لشاب عمه يعني أبو زوجته شاب اسمه عبد الرحمن المصري ، عبد الرحمن المصري أبوه يكون أمين المصري ، الدكتور أمين المصري ، تسمعون فيه يمكن ، أمين المصري كان عديلي يعني آخذين نحن أختين ، هذه الزوجة القادرية المطلقة زوجة أمين أخت هذه .

السائل : يعني هو سوري أما اسمه مصري ؟

الشيخ : الظاهر أبوه أو جده مصري ، هذا رجل فاضل .

السائل : الذي هو الشاب المصري ؟

الشيخ : أمين المصري لا أقصد أبوه ، أمين المصري نكون بشيء وبنصير بشيء وكما يقال الحديث ذو شجون ، هذا درس في الأزهر وجاء لدمشق ، كان درس ما أدري التربية ، نعم تخرج ، قال إنه يريد يروح لبريطانيا من أجل أن يدرس علم النفس وفعلا سافر لبريطانيا ، عاش شهور هناك فتغير منهجه في الدراسة رأسا على عقب ، راح يدرس علم النفس وإذا به يدرس علم الحديث ، لماذا ؟ قال لأنه وجد هناك مستشرقين متوجهين للطعن في الإسلام من طريق الطعن في علم الحديث ؛ ولذلك درس هناك أو دخل جامعة لدرس أيش ؟ علم الحديث على يد من ؟ المستشرقين ، طبعا هو عنده ثقافة أزهرية لا بأس بها يعني ، يسمع محاضرات من أساتذته هناك ، يسمع اشكالات وشبهات على السنة وعلى الأحاديث والأسانيد والرجال إلى آخره ، فكتب مكتوب إليّ وإلى صديق له آخر أصله جزائري ، في المكتوب يقول لي في الخلاصة التي أعطيتكم إياها هو المكتوب إنه راح يدرس علم النفس والآن عم يدرس الحديث ووجد الأساتذة دائما طعن في علم الحديث صار عنده اشكالات فهو يريد يبعث أسئلة ما بين آونة وأخرى من أجل أن أجيبه عليها ، وهو يقول الله يجزيه الخير ويرحمه توفي ، يقول نحن نعرف ضيق وقتك لأنه أنا كان وقتي بين مهنتي تصليح الساعات وبين هوايتي دراسة السنة في المكتبة الظاهرية بين المخطوطات فيقول أنا أعرف وقتك ضيق ولذلك أنا كلفت فلان الجزائري بأنه يجيء لعندك ، أنا ما أشغلك بإرسال الأسئلة لك ، أرسلها له هو يلقيها عليك وأنت في عملك وتجاوبه وهو يحررها اياها ، وهكذا كان .

أبو ليلى : أبو حامد يا شيخنا ؟

الشيخ : لا ، ذاك حمدي الجزائري الذي تعنيه أنت لا ما هو من البلد هذه ؛ الشاهد أذكر مرة بعث لي ثلاث وعشرين أو أربع وعشرين سؤال فرد وجبة ؛ المهم أبعث له الأجوبة ، خلص وأخذ الشهادة في أيش ؟ في علم الحديث ، من أين ؟ من بريطانيا ، وجاء على دمشق وحطوه مدرس مادة الحديث في أيش ؟ كلية الشريعة في جامعة دمشق ، من فضل هذا الإنسان الذي يخالف الحاقدين الحاسدين هؤلاء كان يقول لطلابه من مصائب الدنيا أنه انا أكون أستاذ مادة الحديث في كلية الشريعة وأستاذ الأساتذة في الحديث يعمل في تصليح الساعات في الدكان ؛ المهم فما بعد الله كتب لي أتزوج أخت زوجته ، صرنا أيش ؟ عدلة ، وربنا عز وجل ضربها بيننا مودة وحميمة صداقة حميمة جدا ، فيما بعد راح لمكة أستاذا هناك في جامعة مكة التي يسموها أيش ؟ أم القرى ، أم القرى فأنا كنت أروح في الحج والعمرة أجول عليه أزوره ابنه أمين المصري عبد الرحمن آخذ بنت الصابوني ، الصابوني يعرف رأيي في مسألة وجه المرأة إنه أنا أقول إنه ليس عورة لكن الأفضل ستره ؛ هم متعصبين للتقاليد ما للعلم أنه لا وجه المرأة عورة وحرام كشفه ، صهره عبد الرحمن أفهم منه رأي عمه في هذه المسألة وشدة انتقاده عليّ ، قلت له اجمعني معه على أني أنا رأيته في دمشق سوريا في حلب ما أعرفه ، تعرفت عليه هناك في مكة ، قلت له يا عبد الرحمن اجمعني مع عمك اكثر من مرة وهو يقول والله يا أستاذ ما راضي ، ما راضي

السائل : ... .

الشيخ : شاهدنا نطلب الاجتماع ما يرضون الاجتماع ، أخو هذا الاجتماع مرة رحت إلى عند أمين المصري هذا وهو في مكة وإذا مجتمعين جماعة من المشايخ السوريين من جملتهم أبو غدة الذي أنت رأيت ردي عليه الشديد في المقدمة ، ما أدري إذا كان هذا نفسه موجود الصابوني وإلا لا ، فقط أبو غدة موجود أنا لما دخلت قال لي هو الجماعة موجودون عندي قال لي ما رأيك تجتمع معهم ؟ قلت له نحن نتمنى ذلك والله طلع لعندهم وكانوا في عليه رجع لعندي يقول والله ما رضوا ما في شخص من هؤلاء دعوته وليس في شيبتي  في عز شبابي حيث يظن إن هذا شاب ما يعرفه وناس جهلة يقولون هذا ألباني ، ما يعرفه باللغة العربية مثلا ، ترى كيف ، مع ذلك ما واحد منهم قال أنا حاضر نعم ، لا إله إلا الله ! هذا أمين المصري الله يرحمه ، ماذا الله قدر تقادير عجيبة راح إلى سويسرا من أجل أن يتطبب ، معه مرض ما يسمونه ؟ بروستات ، راح سويسرا ودخل المستشفى هناك لأن ابن عمنا هناك كان دكتور ، وكان يتمرن في بعض المستشفيات ، راح لعنده وكتب الله وكان رحت أنا وأخت ابن عمنا هذا الذي أخو زوجتي من بيت القادري ، رحنا إلى سويسرا ورحنا إلى ألمانيا واجتمعنا وصلينا في مسجد آخن وبتسمع فيه يمكن حيث الإخوان المسلمين هناك وأنا هناك طبعا بقيت أيام وليالي وأنا ألقي محاضرات هناك يأتينا خبر إن أمين المصري  تحت المعالجة توفي إلى رحمة الله هناك ، فرحت أنا وابن عمي هذا الدكتور ، سارعنا بالرجوع وغسلناه وكفناه وصلينا عليه صلاة المسلمين في نفس المستشفى حاولنا بعد ذلك اتصلنا مع أخينا عصام العطار ، نستعين في معرفته في مجال دفنه هناك في مقبرة من مقابر المسلمين لأني أنا لا أرى نقل الميت من بلد إلى آخر بالطائرة ، مع الأسف ما تيسر بعد مساعي شديدة جدا .

السائل : هل هناك مقبرة للمسلمين ؟

الشيخ : كيف

السائل : في مقبرة للمسلمين ؟

الشيخ : ما في ، كان يومئذ مساعي لإيجاد مقبرة نعم.

عقل : من كم سنة ؟

الشيخ : كيف من عشرين تقريبا .

عقل : أما الآن موجودة .

الشيخ : يمكن موجودة لأني أعرف أنه كان في مساعي .

عقل : زوج أختي هناك نسيبي ورجع لعمان قبل أربع أيام

الشيخ : جميل

عقل : فموجود مقبرة للمسلمين .

الشيخ : ... كويس سبحان الله بعد هذا سفروه ودفنوه في مكة .

عقل : هنيئا له .

الشيخ : وهكذا الدنيا ؛ باختصار يا أستاذ إنه الذي يتصوره الإنسان ما يتحقق عمليا .

عقل : صحيح ، نرجع لحديثك الذي تفضلت به قبل قليل ، بتقول إنه الذي بينك وبينهم خصومات يعني تطلب منهم المقابلة وهم يرفضون فجزاك الله خيرا نسأل الله عز وجل أنك دائما تكون سباقا للخير .

الشيخ : الله يحفظك ؛ يلا أنا مستعد على عجري وبجري إذا عندك أحد يريد أن يجلس معنا ويتفاهم معنا ويتناقش معنا ويتوادد معنا وما يتباغض معنا فأنا حاضر ـ يضحك الشيخ رحمه الله ـ .

عقل : مستعد ؟

الشيخ : وأنا أقول أيش ؟

عقل : جزاك الله خيرا .

السائل : بالنسبة للرشوة لو توضحها لنا بشكل جيد على أساس مثلا إنسان يعمل في عمارة وجاءت عليه الأمانة أعطاه عشر دنانير فهل يعد هذا رشوة والا لا جزاك الله خيرا؟

الشيخ : إذا عرفنا تعريف الرشوة ربما يمكننا ذلك من أن نعرف جزئيات الحوادث المتعلقة بالرشوة أو على الأقل يسهل لنا الجواب عن هذا السؤال بخصوصه ؛ الرشوة هي " دفع مال لإحقاق باطل أو لإبطال حق "  فإذا لم يكن هذا المال يدفع به حق أو يحقق به باطل فليس رشوة ؛ وحينئذ يمكن أن نتفهم كثيرا من الأسئلة التي تعرض للناس اليوم في هذا الزمان حينما مثلا يبتلى أحدهم بموظف ... بالمعاملة عنده فهو يحتفظ بها وقد أخذت نهاية ما تتطلبه المعاملة عادة بين الناس وبين الدوائر ؛ ولكن هو لأمر ما احتفظ بالمعاملة لديه يريد رشوة ، فكلما راجعه صاحب المعاملة يماطله وأخيرا تبين له أنه يريد طعما ، فأطعمه فناوله المعاملة ؛ فهذا المال الذي دفعه لهذا الموظف هل هو رشوة ؟ فلنطبق القاعدة السابقة ، الرشوة كل ما يعطى لإبطال حق أو لإحقاق باطل ، هنا لا يظهر هذا الشرط أبدا بل هذا المال دفع للوصول إلى حقه المهضوم ، وعلى ذلك فقس ؛ نأتي الآن لصورة سؤالك أنت ، هل هذا السؤال أو هذه الصورة التي عرضتها في سؤالك هي من هذا القبيل أو من قبيل آخر ، الآن الأمر يحتاج إلى شيء من التفصيل ، الأمانة بلا شك وضعت نظاما للأبنية ، و المفروض أن هذا النظام هو لصالح الشعب ، فعلى ذلك فيجب على كل فرد من أفراد الشعب أن يلتزم هذا النظام الذي فرض عليه في ذلك البنيان ؛ فإذا عنّ في باله أن ينفذ رأيا خاصا له في بنيانه وهو يعلم أنه في ذلك مخالف لنظام بلده فيعطي مالا للموظف في الامانة والمكلف بالإشراف على الأبنية وتنفيذ القوانين المرعية ، إلى آخره ؛ فلكي يغض النظر عنه يعطيه مالا ، هذا هنا يعتبر رشوة ، وبعكس إذا ما كان مثله كمثل الأول يعني هو يريد أن يحول بينه وبين تنفيذ نفس المخطط في جانب من جوانبه والذي اعترفت فيه الأمانة لكن يريد أن يعجزه بالمنع مرة وثاني مرة وثالث مرة حتى أيش ؟ يصرفه عنه بالمال ؛ فهذا المال يكون كالصورة السابقة ، يكون رشوة بالنسبة للقابض ولا يكون رشوة بالنسبة للعاطي ؛ واضح ؟

السائل : أينعم .

الشيخ : فإذن هذه القاعدة هي التي يجب أن نعرفها أولا ، ثم يجب ثانيا أن نكون متجردين جدا عن اتباع الهوى ، فنقول مثلا إن هذا النظام ما معقول ، ما يكفي أن الفرد من أفراد الناس أولا وصاحب العلاقة والهوى ثانيا أن يحكم عقله ، مهما كان معتدا هو به على النظام الذي وضع المفروض من أشخاص عارفين متخصصين من جهة ، وثانيا المفروض أنهم قصدوا بذلك مصلحة الشعب وإلا رايح يصير فوضى في طريقة البناء نشاهده في الأبنية القديمة ، بتشوف الزقاق شيء ... وشيء طالع وهكذا ؛ فهذا جواب سؤالك ولعله واضح إن شاء الله .