About the article
سلسلة الهدى والنور - الشريط رقم : 037
الشيخ : ... فكان أول ما سألت عنه هو حامد الفقي رحمه الله ؛ كان فيما يبدوا سليط اللسان ؛ كان نازل في فندق انسيت والله شو اسمه ؟ اسمه قديم مشهور في كثير من البلاد ؛ المهم صعدت إليه أنا وقائد الفوج هذا ؛ فهو جالس على سرير والدنيا صيف واخذ حريته ، القميص أكمامه قصيرة ولباس أبيض ؛ أعجبني هذا الوضع ما ...
ـ يضحك أبو اسحاق حفظه الله ـ
الشيخ : فسريرين متقابلين جلست أمامه ؛ قال له فلان محمد ناصر الدين الألباني ، آه ، وقال أهلا وسهلا وقام وعانقني وربما قبلني ، ما أعرف يومئذ حكم التقبيل جائز أم لا
ـ يضحك الشيخ والطلبة ـ
الشيخ : وأهلا وسهلا وكيف حالك وكيف وكيف ؛ ووصل الأمر أني ذكرت الإخوان المسلمين ، قال لي الخوان ، الخوان ؛ فاستعظمت هذا الكلام ، قلت أيش هذا يا شيخ ؟ قال هؤلاء كذا وكذا ؛ وصار يتكلم عن الإخوان المسلمين اللي هو بعرفهم هناك ؛ قلت يا شيخ بس الإخوان المسلمين لا يمكن أن يقاسوا بعضهم ببعض في كل البلاد ؛ فأنت تستطيع أن تتكلم وأنت أعرف مني ؛ فالإخوان المسلمين هناك في مصر أنا لا أعرفهم ولا أستطيع أن أنكر عليك ما تقول في حقهم ؛ لكن في سوريا ما اظن يجوز لك إسلاميا أن تتحدث عنهم وأنت لا تعرفهم ؛ المهم جلسنا معه وتعرفنا عليه ؛ وكان اللقاء الثاني وهو الذي سألت عنه وهو أحمد شاكر رحمه الله ؛ سألت عنه قالوا نازل في فندق ؛ ما أدري في مكة هل يوجد فندق اسمه شبرا ؛ هو موجود في مصر هذا الشيء ؛ المهم ذهبت إليه وكان جالس في مدخل الفندق ، سلمت عليه وعرفته بنفسي قلت له أنا سألت عنك وقصدي أستفيد من علمك لأني قرأت لك بعض الرسائل وبعض الكتب وخاصة تعليقك على المسند ؛ فرأسا اعتذر وقال لي ولا أنسى هذه الكلمة فهي لغة مصرية " مدامتي مريضة " أينعم ؛ ولذلك هو بقول يعتذر ؛ فقبلت عذره وجلست قليلا ثم انصرفت ؛ ثم قدر لي أنني سافرت من مكة إلى جدة ومن جدة إلى المدينة بالطائرة ؛ هناك علمت بأنه أي الشيخ أحمد شاكر نازل كمان في فندق وقلت هذه والله فرصة ؛ فذهبت إليه كان في نفسي أن أبحث معه موضوع اعتداده بتوثيق ابن حبان ؛ فأثرت الموضوع وإذا به مع الأسف شعلة نار ، ما يقبل مناقشة ولا يقبل مناظرة ، وشيء غريب جدا جدا ؛ فصدمت ؛ قال نحن كيف بدنا نهدر جهود مثل هذا الإمام ؛ قلت يا شيخ أنا ما قلت نهدر جهوده لكن الحافظ ابن حجر أردت أن أذكره بما هو دار به طبعا ، مما قاله الحافظ في مقدمة لسان الميزان ؛ ما عنده استعداد أبدا للمناقشة إطلاقا ؛ فرجعت مع الأسف بخفي حنين ؛ ثم بعد ذلك جاء إلى دمشق فلما بلغني زرته في المنزل الذي كان نازلا فيه ؛ لكن ما استفدت منه شيئا لأنه ما عنده استعداد
أبو اسحاق : يتناقش .
الشيخ : أبدا ؛ هذا كل ما يمكن أن أذكره عنه رحمه الله .
أبو اسحاق : يعني فيه حدة .
الشيخ : آه ، حدة حديد مزاج جدا ، يا الله ، بسم الله .
أبو اسحاق : لكن يقال عندنا في مصر لما كان بعقد ... تعرف يا شيخنا الشيخ عبد المعز عبد الستار .
الشيخ : عبد ؟ .
أبو اسحاق : عبد المعز .
الشيخ : آه ، هذا إخواني أينعم .
أبو اسحاق : كان في قطر .
الشيخ : كان في قطر ، نعم .
أبو اسحاق : هو متزوج بنت الدكتور أحمد أحمد الشريف ، والشيخ شاكر ... بمقدمة المسند إليه وعاصر الشيخ شاكر وكان يقول إن صدره كان واسعا جدا بالمناقشات في مطلع حياته أو نحو ذلك .
الشيخ : هذا يذكرني بقصة والغاية منها أقدمها سلفا ؛ لأنه ما في مشابهة إلا من حيثية واحده ، هو بظهر واسع بما لو سأله سائل بجاوب ؛ لكن إذا كان السائل في عنده شيء من المعرفة بده يأخذ ويعطي معه فهذا شيء آخر غير ، وما أظن أن عنده إطلاع في علم الحديث حتى إذا نقل مثل هذا يكون نقله دقيقا ؛ على كل حال أنا ذكرت ما وقع لي وهذا ليس مقياسا ، ممكن أن يقال هذا في آخر عمره فهذا الخبر يضم إلى الأخبار الأخرى ؛ أما الذي أنا رأيته فهو ما ذكرته لكم ؛ فأريد أن أقول كنت أتردد على مركز الإخوان المسلمين في دمشق ، لما قال لي أحدهم واسمه حسن عبيد كان له صلة قوية بنا وتبنى الدعوة السلفية دعوة ، لكن هو منخرط في الإخوان المسلمين فذكر لي يوما شابا قاديانيا اسمه علاء الدين ؛ وذكره لي شو بدي أقول مادحا له بأنه واسع الصدر جدا ؛ هنا الشاهد فشو رأيك تجتمع فيه ، هو يعلم مني أني أنا ناقشت القاديانين وعقدنا جلسات متتابعة هناك ؛ فطبيعة الحال أنا رجل " ما بلقى مزح " ، فأجبت دعوته راح اتصل مع الرجل فوافقه فالتقينا في مركز الإخوان المسلمين في غرفة خاصة ، وإذا بصاحبنا حسن يرى منه خلاف ما حدثني به وطالت المناقشة وحديد وصوت يرتفع وإلى آخره ؛ لما خرجنا قال لي والله عجيب ، أنا ما بعرفه هيك لهذا علاء بعرفه طويل البال ؛ قلت يا أخي بدك تلاحظ ملاحظة ؛ هذا أولا قادياني داعية ، هؤلاء بطولوا بالهم مع عامة الناس لأنه ما في غير بسألوا سؤال فبلقي محاضرة لماذا يثور ؟ لكن لما بحطه تحت المحك تأخذ وتعطي هنا بقي ترتفع الحرارة ؛ قال والله صحيح وجه المشابهة فقط بين أن تفسح له مجال أن يتكلم يتكلم ؛ أما تأخذ وتعطي خاصة فيما تخالفه فيه في رأيه هذا يفعله تماما وإلا النوادر من الرجال حقيقة .
أبو اسحاق : طيب منزلة الشيخ أحمد شاكر بين علماء الحديث ... معليش يا شيخنا هذه فرصة العمر .
الشيخ : بارك الله فيك .
أبو اسحاق : فنحن لن نسامحك ... منزلة الشيخ أحمد شاكر رحمه الله بين العلماء المعاصرين .
الشيخ : أنا ما التقيت بمثيل له .
أبو اسحاق : الشيخ أحمد شاكر .
الشيخ : أينعم ، أنا ما التقيت بمثيل له وأعني ما أقول لأنه عدم الوجدان لا يدل على عدم الوجود ؛ فممكن يكون كما يقال في الزوايا خبايا ، لكن أنا ما اكتشفت هذه الزوايا حتى أعرف ما فيها من الخبايا ؛ لكن في حدود ما علمت وما اطلعت فأنا ما شفت مثل الشيخ أحمد شاكر ؛ طبعا هذا من آثاره ، من آثاره ؛ أما من اللقاء فبكل صراحة ما صار شيء بيني وبينه إلا المباحثة القصيرة .
أبو اسحاق : لكن يا شيخنا بالنسبة للشيخ أحمد الغماري ذكرت لنا في أول جلسة معك أن هذا الرجل لم تلتقي بمثاله ؛ فيعني هو للشيخ أحمد شاكر فيما يتعلق بصناعة الحديث .
الشيخ : شوف الآن يختلف الأمر ؛ هذاك كان في مجال أني استكشف كل طويته .
أبو اسحاق : الغماري .
الشيخ : نعم الغماري ؛ لأنه سألته أسئلة وأجابني ؛ الشيخ أحمد انصك الباب بيني وبينه ؛ لكن الشيخ أحمد في جهدة خاصة في المسند وعلمه هناك يفوق الغماريين جميعا ؛ لأنه الغماريون شو لهم جهود ؟ لهم آثار رسائل فقط ؛ ثم يبدوا فيها التصوف والتعصب للمالكية .
وبالمناسبة اليوم بقرأ لهذا عبد الله الغماري رسالة يحكي بالمناسبة أنه في مسألة لحوم الخيل قولان: الحل ، والتحريم ؛ وقال وهو الأقوى .
أبو اسحاق : التحريم ؟ .
الشيخ : تحريم لحم الخيل وهو الأقوى ؛ حاولت استحضر في ذهني شو الدليل الذي جعله يميل لترجيح هذا القول مع كونه في صحيح البخاري وغيره من حديث أسماء بنت أبي بكر أنهم أكلوا لحم الخيل في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ، وإذن بأكل لحوم الخيل ؛ فسبحان الله قلت هذا أوتي من المذهب المالكي ، أينعم ؛ فالقصد الآثار من حيث التأليف لا تظهر في كتب الغماريين جميعا كما تظهر في كتب أحمد شاكر رحمه الله ؛ ثم فقهه يختلف عن فقه هؤلاء ؛ فقه الغماريون ما هو فقه سلفي أبدا ، فقه هوائي ليس له ضوابط وقواعد ؛ انظر مثلا تشنيف الأذان في استحباب السيادة في الصلاة والإقامة والأذان ،الله أكبر ، أربعة عشر قرن مسلمون كلهم على السنة ؛ اللي هجروا كل هذا التوارث بل التواتر باستنباط عقلي أهوج أعوج أنه ( أنا سيد ولد آدم ). شو المانع أن نقول وأشهد وأن محمدا ، عفوا ، أن سيدنا محمد رسول الله ، شو المانع مادام هو كذلك ؛ الإقناع في صحة الصلاة وراءأيش المذياع ؛ غدا يربطوا صلاتنا بإمام مكة بذيعوا هناك وبغلقوا المساجد كلها
ـ يضحك الشيخ والإخوة الطلبة .
السائل : الجامع يا شيخ ... .
الشيخ : ماكونت عندي رأي ، ثم أنا عرفت أن هذه الأجزاء مش قائم عليها شخص واحد ، عديد من الذين يعلقون .
أبو اسحاق : الغماري عمل جزءا واحدا فقط .
الشيخ : ما عندي فكرة عنه ؛ لكن الذين وقفت على تعليقاتهم سطحية جدا ليس فيها علم ؛ أما تعليقات الغماري ما عندي فكرة عنها ؛ بأي جزء تذكر ؟ .
أبو اسحاق : الجزء السابع .
الشيخ : السابع .
أبو اسحاق : السابع أظن ؛ لأنه في السابع في حديث الجارية يؤوله ، يقول بعض الرواة غلط في الجزء السابع أظن صفحة خمس وثلاثين ومئة أو كذا .
الشيخ : يقول أيش .
أبو اسحاق : يقول إن الجارية ما كانت تقصد أن تقول إن الله في السماء أو تأويل حديث الجارية بتأويل الكوثري .
الشيخ : آه ، هو كوثري ، أشعري خبيث .
أبو اسحاق : طيب يا شيخنا هنا نقطة أحب استجليها فهذه تفيدنا جميعا صدود أحمد شاكر رحمة الله عليه بالنسبة لصدود أحمد شاكر عن التباحث معكم هل هذا لم يورث عندكم صدودا منه أو من كتاباته أو حملة عليه ... ؟.
الشيخ : أبدا ، أبدا ، والحمد لله ؛ لكن أنا قلت لعل الرجل كان على وضع عائلي كما ذكر لي في أول مرة لما لقيته أن زوجته مريضة ؛ فممكن هذا المرض استمر حتى لقيته المرة الثانية ؛ لكن ما أجد في نفسي أبدا- أهلا أبو صلاح كيف حالك - ما أجد في نفسي أي شيء إلا الاحترام والتعظيم له ، أينعم .
أبو اسحاق : طيب يا شيخنا بالنسبة للشيخ عبد الرحمن بن يحيى المعلمي اليماني هذا الرجل في ثقله في العلم ومدحكم له ولعلمه يكاد يكون غير معروف للأجيال أمثالنا ؛ يعني لو أعطيتنا شيء عن الشيخ عبد الرحمن بن يحيى ... .
الشيخ : والله هو بسبب قلة آثاره التي نحن على الأقل اطلعنا عليها ، ما مكنتنا أن نقدره حق قدره إلا أن الذي استقر في نفسي في حدود اطلاعي القليل على بعض آثاره ، وبخاصة كتابه التنكيل بأنه الحقيقة أولا الرجل سلفي العقيدة ، سلفي المذهب والمشرب ؛ ثم عنده باع طويل في تراجم الرواة ، وليس فقط الرواة الذين يتعلق بهم الحديث بل هو واسع الإطلاع على تراجم الرجال من كل الطبقات ، المفسرين المحدثين اللغويين ونحو ذلك ؛ فهو واسع الاطلاع من هذه الحيثية ؛ وتعليقاته على تاريخ البخاري مثلا ، وعلى كتاب الأنساب للصنعاني وغير ذلك مما لا يحضرني الآن أكبر دليل على سعة افقه في هذه المجالات ؛ لكن يبدوا أن عنايته بالتصحيح والتضعيف إما أنها كانت قليلة ، أو أنه لم يتح له أن يلج هذا الباب ويتفرع له بسبب قيامه على خدمة التراجم ، وكأنه كان متخصصا فيه ؛ لكن الحقيقة لما الإنسان ينظر إلى مناقشته للكوثري سواء من الناحية الحديثية أو من الناحية الفقهية فكل ذلك يدل على أن الرجل كان متمكنا في أصول الحديث وأصول الفقه من جهة ، وأنه واسع الاطلاع أيضا من الناحية الفقهية من جهة أخرى ؛ هذا ما يحضرني حول هذا الرجل رحمه الله ؛ وقد التقيت به أيضا في تلك السفرة التي لقيت فيها الشيخ أحمد شاكر في مكة حيث هو كان مدير مكتبة الحرم المكي يوم كانت المكتبة في نفس الحرم ؛ فأنا كنت أتردد للمكتبة كل يوم وأراه هناك منكبا على البحث والتحقيق لكن ما كان لي معه جلسات يومئذ لأنه ما كان في تعارف سابق ولا وجد من ييسر لنا سبيل التلاق ؛ هذا ما عندي .
السائل : لو سمحت .
أبو اسحاق : ارفع صوتك .
السائل : شيخنا لو سمحت تبين لنا حكم الشرع ورأيكم في وضع اليدين بعد الركوع على الصدر ؟ .
الشيخ : هذه بقى ملغومة يا أبا عبد الله
ـ ويضحك الشيخ وطلبته ـ
ابو اسحاق : زيادة ايضاح
الشيخ : لأن هذه المسألة تكلمنا فيها كثيرا وجوابنا معروف أنه لا يوجد نص عن الرسول عليه السلام أنه وضع يديه على صدره في القيام الثاني ، كل ما عند مشايخنا في الرياض وبعض أهل الحديث في باكستان والهند ما عندهم إلا أحاديث عامة ، نصوص عامة لا تكفي في إثبات قضية عملية جرى بها العمل من رسول الله صلى الله عليه وسلم قرابة عشرين سنة ؛ فلا ينقل أحد من أصحابه عليه الصلاة والسلام أنه رآه واضعا اليمنى على اليسرى في القيام الثاني ؛ لا يوجد هناك إلا نصوص عامة ، هذه النصوص العامة في فهمي واعتقادي لا تكفي لإثبات سنة لو وقعت لنقلت ؛ لأن الصلاة يصليها الرسول عليه السلام في كل يوم على ملأ من الناس ، مش أمر خفي في بيته يقع فلا يطلع عليه الرجال مثلا ، وحتى ولا النساء إلا البعض ؛ هذا أمر علني فلا أحد ينقل أن الرسول عليه السلام فعل ذلك ؛ كل الحجة حديث سهل بن سعد الساعدي في موطأ مالك ومن طريقه تلقاه البخاري ( كان الناس يؤمرون بوضع اليمنى على اليسرى في الصلاة ). هذا النص مطلق ؛ والقيام الثاني من الصلاة هذه قضية استنباطية لا يكفي فيها الاستنباط ؛ كل استنباط من نص عام لم يجري عمل المسلمين به ؛ فهو دليل أن هذا الاستنباط غير صواب ؛ لأنه لو كان كذلك لسبقونا إليه ؛ كذلك مثلا حديث وائل بن حجر في سنن النسائي وغيره ( أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا قام في الصلاة وضع اليمنى على اليسرى ). قام في الصلاة هذا القيام الثاني قيام ؛ إذا نص إما عام وإما مطلق ؛ لكن هذا الحديث بالذات في بحثي هو مقتطع من حديث وائل بن حجر في صحيح مسلم ؛ ففي الصحيح عن وائل أنه وصف صلاة النبي صلى الله عليه وسلم فيقول إن الرسول عليه السلام كبر للصلاة ثم وضع اليمنى على اليسرى ثم ركع ثم قال سمع الله لمن حمد ورفع يديه ، ثم سجد بين كفيه ؛ فكلما ذكر رفع اليدين يقول كما فعل في تكبيرة الإحرام ؛ لكن لما ركع ورفع رأسه من الركوع ما ذكر الوضع الثاني هذا ؛ ولو ذكره لقال كما فعل في القيام الأول ؛ ويبدوا والله أعلم أن الحديث الذي في السنن هو قطعة من هذا الحديث ، لما فصل عن السياق والسباق أعطى ذلك المعنى الشامل للقيام الثاني ؛ وشيء آخر يرد في الموضوع إذا أردنا أن نعمل هذا العموم ونأخذ منه هذا الحكم الذي لم ينقله أحد فمعنى ذلك أنه يأتي مكان ثالث ينبغي على ذلك الفهم أن نضع اليمنى على اليسرى وهو بين السجدتين ، ومن عجائب ما يقع من البعد عن التحقيق العلمي أنهم يدعون الآن منهجهم في الاستدلال بالنص العام ويلجأون إلى نفس الطريق الذي أنا ألجأ إليه في قولي أنه ما عندنا نص أن الرسول وضع سوى هذا الإطلاق ، هذا إطلاق يشمل الوضع بين السجدتين لا السجدتين مثل التشهد ؛ طيب هذا قياس ، نحن الآن نسألكم هل عندكم نص أن الرسول عليه السلام لما جلس بين السجدتين وضع يديه على فخذيه ؟ علمي أنا وقد تخصصت لصفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم لم أجد حديثا في هذا ؛ ولذلك لم أذكره في صفة الصلاة فتعمدت ان لا اذكر فيه استنباطا ولو كان صوابا ، إنما هو النقل للحديث ؛ فليس للذين يحتجون بهذا العموم إلا أنه المسلمين هكذا يفعلون ، وهذا هو نفس الجواب ، المسلمون مضى عليهم هذه القرون لا إمام من أئمة المسلمين ولا صحابي ولا يقول بسنية هذا الوضع ؛ فإذا أنا ألفت النظر لكلام يذكره ابن تيمية والشاطبي رحمهم الله بأن العمل بالنص العام في جزئية من جزئياته التي لم يجر العمل على هذا الجزء هو سبيل للابتداع في الدين ؛ لأنه ما من بدعة ، وهذا كلام يتجلى تماما في كتب الغماري هذا لأنه كل شيء بدعة بقول لك ما في نهي عنها ، ما في نهي عنها ، وداخلة في النصوص العامة ؛ وأضرب أنا مثلا موضحا جدا وهو دخل جماعة المسجد لصلاة سنة الظهر القبلية مثلا ، واحد هنا وواحد هنا متفرقين ، فبدى لأحدهم فقال تعالوا يا جماعة نصلي جماعة وقال عليه السلام ( يد الله على الجماعة ). ، وقال عليه الصلاة و السلام ( صلاة الرجل مع الرجل أزكى من صلاته لوحده ، صلاة الثلاثة أزكى من صلاة الرجلين ). والله أدلة حديثية صحيحة ، شو ردنا يا سلفيين ، يا قابضين في حالة القيام الثاني ، شو ردكم على هذا الاستدلال ؟ نفس استدلالهم ؛ جوابي أنا وجواب كل سلفي أن هذا ما جرى عليه العمل ؛ ولو كان هذا الاستدلال صحيحا لسبقونا إليه ، وكل البدع التي يفعلها المبتدعة مثل هذا دليلهم ، أدلة عامة ما جرى العمل عليها إطلاقا ؛ فأنا أرى أن هذا الذي يفعل اليوم في هذا الزمان هو من هذا الباب نابع ، من الاستدلال بأدلة عامة لم يجر العمل بهذه الجزئية منها ؛ فإذا :
" وكل خير في اتباع من سلف وكل شر في ابتداع من خلف "
لقد سألني أحدهم من أقل من أسبوع من السعودية وقال لي أنت قلت في صفة الصلاة أن الوضع هذا الثاني بدعة ، وكيف هذا مشايخنا يحتجوا بأحاديث عن الرسول عليه السلام ؛ وأخطأ هو وقال في مسند الإمام أحمد حديث أن الرسول عليه السلام كان يضع يديه في القيام الثاني ؛ قلت له هذا لا أصل له في المسند ولا في غيره ، ولو وجد مثل هذا الحديث لقضي الأمر الذي فيه تستفتيان ؛ لكن أظنك واهما ، وهذا لا أحد سمعته يذكره ؛ ثم ضربت له المثل السابق بالنسبة لجماعة النفل في المساجد ؛ فاتصل بي ثاني يوم وقال لي أنا نقلت كلامك للشيخ ابن باز فقال إنه الحديث صحيح ويجب العمل بالحديث ؛ وكلام يعني هو كلام سليم لو كان الحديث صريح الدلالة قلت له بس أنا وضحت لك موضوع أنه ما عندنا استدلال إلا بالعموم ، وضربت لك المثال كيف لا يعمل بالعموم ؛ قال أنا ذكرت ذلك للشيخ لكن قال الشيخ هذا ليس له علاقة بهذا ؛ قلت له يا أخي ليس له علاقة من كل الجوانب ؛ لكن وتلك الأمثال نضربها للناس ؛ فأنا ضربت لك مثالا أنه لماذا نحن لا نصلي النوافل جماعة ؟ لأنه ما نقل إلينا ، وإذا استدل علينا مستدل بمثل ذلك الحديث ، نقول ما جرى العمل بهذا ؛ قال لي هذا الرجل وهنا الشاهد بقول ذكروا عن الإمام أحمد أنه قال لا بأس بوضع اليدين في هذا القيام ؛ قلت أولا هذه الرواية كفانا مؤنة البحث فيها ، الشيخ ابن باز حفظه الله فقد بين ضعفها فاسترحنا منها ؛ ثانيا لو صحت هذه الرواية عن الإمام أحمد لكانت حجة على الذين يقولون بسنية الوضع ؛ لأن هذه الرواية عن أحمد تفرق بين الوضع الأول والوضع الآخر ؛ فلو كان هو يرى السنية ما بقول لا بأس بذلك ؛ فهو يشير بهذا أن المسألة مغمغمة يعني فيها شيء وإلا يقول سنة مثل ما قال في الوضع الأول أنه سنة ؛ هذا ما يحضرني الآن حول هذه القضية .
أبو اسحاق : جزاك الله خيرا .
الشيخ : وإياكم ؛ خلينا نصلي يا أبا عبد الله .
أبو اسحاق : نجيب المطيعي هل التقيت به .
الشيخ : ما التقيت به .
أبو اسحاق : طيب قرأت تكملته .
الشيخ : قرأت منها .
أبو اسحاق : ما رأيك به .
الشيخ : ما هو نقاد ؛ هو على نمط أبو البنا عبد الرحمن يعني هو نقال ما هو بحاث محقق ؛ هذا من جهة ؛ ومن جهة أخرى هو مذهبي .
أبو اسحاق : شافعي .
الشيخ : نعم شافعي يعني ما تأثر بالحديث ، فهو يعمل بالحديث كعلم مثل اللي يدرس الحقوق ؛ وهكذا كان أكثر المشتغلين بعلم الحديث طوال القرون كانوا أولا غير محققين ، يرون ما هب ودب ؛ ثم لا يتأثرون بما علموا من الحديث ؛ فترى هذا حنفي وذاك شافعي وذاك مالكي والرابع حنبلي ؛ ونفس المشكلة لا تزال قائمة حتى اليوم بالنسبة لبعض المشتغلين بعلم الحديث كهؤلاء الغماريين مثلا ؛ وهذا الذي تسأل عنه فهو مثلهم لا يحكم الحديث فيما اختلف فيه الناس على أنه ليس محققا به ؛ أظن جاءتني منه بعض الرسائل لكن أنا كعادتي ما عندي استعداد أرد على الرسائل .
أبو اسحاق : هو أرسل لك الشيخ المطيعي .
الشيخ : أينعم .
أبو اسحاق : طيب أيش فحوى الرسائل .
الشيخ : هذا قديم والظاهر مثل ما بقولوا عندنا في الشام " قبل ما تطلع ريحتي " فقد تكون رائحة طيبة وقد تكون غير طيبة ، على اختلاف الأزواق ؛ وهذا بذكرني أنه عندي رسالة نزول عيسى عليه السلام في آخر الزمان للغماري هذا عبد الله .
أبو اسحاق : اقامة البرهان .
الشيخ : وعليها خط وهدية إلى الأستاذ ، ما أدري إذا أضاف إليها محمد ناصر الدين الألباني الآن قلب لنا ظهر المجن ؛ لماذا ، طلعت ريحتي عندهم إني سلفي
ـ يضحك الشيخ والطلبة ـ
الشيخ : فهو شاف كتبي القديمة مثل السلسة وغيرها فتوهم في فأرسل هذا الكتاب لي هدية ثم لم يعد بطبيعة الحال ، لأنه شم الرائحة إنه مجسم وهابي وقال هذا في الرد المقنع ، إنه هذا ليس فقط وهابيا بل هو شر منه ، هو كذا هو كذا هو كذا إلى آخره ؛ فسبحان الله يعني علم الحديث بركته في تقويم خلق المحدث أولا ، ثم فكره ومذهبه ثانيا ؛ فإذا رأيت حديثيا لم يتحسن خلقه ولم يستقم فكره فافهم أن حديثه أو دراسته للحديث هي لأمر دنيوي ؛ ما هو هذا الأمر الدنيوي حدث عن أنواعه وأسبابه ولا حرج ؛ فقد يكون مثلا للمال ، قد يكون للظهور ، ومن أقوال الصوفية " حب الظهور يقطع الظهور " فهؤلاء في المغرب طرقيين لهم زاوية مع ذلك يشتغلوا بالحديث ، كيف هذا ؟ ما استفادوا من الحديث شيئا إطلاقا مع الأسف لا بالخلق ولا في الفكر ؛ فهذا حقيقة مشكلة من يشتغلون بالحديث أنهم لا يتأثرون به .
أبو اسحاق : كنت ونحن على الطعام سألتك عن الأخ محمد عمرو يعني فقط أريد أن أسجل هذه لأنها تسعده رأيكم في ... .
الشيخ : ما أنا مستحضر الآن ، أنا اللي مستحضره أعطيتك إياه آنفا وسجلته أيضا ؛ أما إذا كان بدي فصل بدي أرجع للرسالة من جديد ؛ لأن عهدي بها أصبح نسيا منسيا .
أبو اسحاق : لكن مجمل ما تتذكره من كلمة .
الشيخ : أعتقد أنه باحث وجيد وله مستقبل جيد في اعتقادي ، والله أعلم .
أبو اسحاق : طيب شيخنا بالنسبة للشيخ محمد راغب الطباخ ، في بعض كتبكم تقولون شيخنا بالإيجاز فنريد فقط إلقاء الضوء على يعني نوعية الإجازة والمشيخة ونحو ذلك .
الشيخ : نوعية الإجازة هي شكلية محضة ، وكل الإجازات إلا ما ندر منها في القرون المتأخرة شكلية لا قيمة لها ؛ الرجل كان عضوا في المجمع العلمي العربي في دمشق ، وكان يتردد إلى دمشق بهذه المناسبة أو بغيرها ، وكان من جملة الأعضاء الشيخ عبد القادر المغربي ، وكان له ابن ربما سمعتم باسمه هو محمد المبارك ، محمد المبارك كان في برهة من حياة الإخوان هناك ، رئيس الإخوان المسلمين ؛ وأنا كنت أتردد على الإخوان المسلمين وأرحل معهم في رحلاتهم ، وأحضر في محاضراتهم ، وطبعا معروف الغاية من ذلك ، وهو نقل الدعوة إليهم ؛ ولذلك تأثر الكثير منهم ، كان من هؤلاء محمد المبارك ؛ طبعا الى قدر ، كان الشيخ راغب رحمه الله بحكم تردده إلى دمشق كان في بينه وبين والد محمد المبارك عبد القادر مودة ، فكان ينزل عندهم ويزورهم ؛ فكما حدثني محمد المبارك أنه في جلسة جاء ذكري فذكرني محمد المبارك بخير إنه هذا شاب ناشيء وعنده وعنده همه ونشاط في علم الحديث ؛ وما أدري التفاصيل فهو أحبني هكذا في الغيب وقال لمحمد المبارك إنه أنا بس أحضر لازم ، أعطيه خبر لمحمد ناصر من أجل أنا بدي أجيزه ؛ فنقل إلي ذلك محمد المبارك ، وراحت الأيام وجاء ونزل في فندق هناك في دمشق فاتصل بي هاتفيا بالدكان وقال لي الشيخ راغب جاء فذهبت إليه ولا أعرفه أنا من قبل ، سلمت عليه وحدثني بما كان سمع من محمد المبارك وقال إن هذا الشيء يعجبني لأن علم الحديث أصبح نسيا منسيا وإلى آخره ؛ وأنا بحب جيزك ، قلت جزاك الله خير ، هو عامل إجازة على طريقة المشايخ ، لكنها كتاب كان سماه بالأنوار الجلية في الإجازات الحلبية أو نحو هذا ؛ فقال لي اقرأ ، يعني شكليات كلها ، قرأت له في نفس الكتاب يمكن في مكان ما ، فبعد ما قرأت انتهى كل شيء ، ومطبوعة الإجازة في نفس الكتاب ، مطبوعة وفي فراغات فهو يملئ هذه الفراغات حسب الأشخاص .
أبو اسحاق : زي كوبون مثلا
ـ بضحك الحويني والشيخ .
الشيخ : أينعم ، فأنا أشير إلى هذه الحقيقة وأنا استعملها حقيقة كسلاح لهؤلاء الناس المساكين ، الذين يعرفون أن العلم هو الذي تلقي مباشرة من المشايخ ، ولو كانوا غير علماء كذلك الشيء بالشيء يذكر ؛ أنا الحقيقة خرجت بأمر لا يطاق في دمشق بالنسبة للذين لا علم عندهم بعلم الحديث ؛ فأنا طلعت لهم بنغمة هذا صحيح وهذا ضعيف وهذا موضوع ؛ وبعدين هذه المسألة الفلانية خلاف السنة ؛ وكان من ذلك ما تعرفه من كتاب " تحذير الساجد من اتخاذ القبور مساجد " فقاطعت المسجد الأموي هناك ما عاد صليت فيه في الوقت اللي أبي كان يستصحبني معه من أجل التبرك في الصلاة هناك لأنه جاء في حاشية ابن عابدين أنه " الصلاة في مسجد بني أمية بسبعين ألف صلاة " قلت سبحان الله ، أقول المشايخ هؤلاء ، كم هم في ضلال مبين ، بسمعوا الحديث في صحيح مسلم ( صلاة في مسجدي هذا بألف صلاة ). شو جاب المسجد الأموي سبعين ألف صلاة أكثر من المسجد النبوي ؛ المهم فهذه القضايا عملت زوبعة هناك وأقامت الناس وأقعدتهم وخاصة والدي رحمه الله وصاحب له ؛ الشاهد عند الصاحب الآن أرسل إلي يوما قال لي أنا عاوزك في البيت ، في عندي ساعة معطلة ، متى أجيك قال بعد المغرب ، رحت وجدت عنده طالبين هم ، هما كان زملائي في الدراسة ، على والدي الفقه ، وتلقى القرآن بالتجويد ؛ سلمت وغرفته بعيدة واسعة جدا ، جلست عند الباب وهو في الزاوية ، قطع الدرس وقال أنا بدي أكلمك كلمات بس لا تنزعج ولا تغضب ؛ قلت له خير إن شاء الله أيش في ، قال لماذا تركت مذهبك ؛ قلت ما عندي خبر
ضحك الطلبة
الشيخ : كيف تركت مذهبي أنا لا أزال حنفيا ؛ قال لا أنت بترفع يديك بالصلاة ، هذه من جملة الأشياء اللي طلعت فيها ونقموا بها علي ، وقال بعضهم هذا يستحق أربعين جلدة لأنه ترك المذهب الحنفي ؛ قلت له يا أخي أنا ما تركت المذهب الحنفي ، قال أنت بترفع يديك ، قلت له برفع يدي ، لكن ما بتورك مثلا ؛ وأكثر المسائل اللي أنا بتبناها حسب دراستي السابقة فمسألة واحدة بتخرجني عن مذهبي وعشرات ومئات من المسائل ما بتخليني في مذهبي ؛ ودخلنا معه في نقاش ، وقال لي أنت ما بصير تجتهد شو أنت وشو كذا وأنا صار لي عشرين سنة ؛ وهنا الشاهد عشرين سنة كسرت ركبي أمام المشايخ ولسه أنا ما بستغني عن الشيخ وين أنت ما درست ولساتك شاب وإلى آخره ؛ ظليت أنا أبحث معه وهو تأخذه الحرارة ، وصورة لا أنساها أبدا في الوقت اللي قال بس أنا بدي أحكي معك كم كلمة ، لا تنزعج منها ؛ كان هو في الزاوية ثم يمشي هيك زحفا مثل الطفل الصغير ، وأنا ساند ظهري للجدار ورافع رجلي هيك حتى وصل عندي ويحكي معي ويقول ما بصير هيك وين كان وين صار ، شو السبب ؟ لأنه يضيق ذرعا ما عندهم الحجة ، ما في عندهم كلام ؛ فالشاهد الإجازة هذه تلقم بعض الناس حجرا أن هذا ليس له شيخ ؛ فأنا بقول إلي شيخ في الإجازة الشيخ راغب الحلبي مؤلف تاريخ حلب وهكذا إلى آخره ؛ لكن الحقيقة أنا أشعر أن بعض الناس بطلبوا مني إجازة بقول لهم أولا أنا ما أعتدت أن أعطي إجازة ، وبعدين بشوف إعطاء الإجازة حماقة متناهية ؛ لأن هذه الإجازة لا تعطي علما ، إنما تعطي شكلا ، والله فلان مجاز من فلان ؛ عامة الناس شو بفهموا ، والله هذا مجاز من فلان وكلما كان المجيزون كثيرين كلما كان المجاز عالي سمائه مع أنه " مكانك راوح " ؛ ما بستفيد من هذه الإجازة شيئا وإنما يستفيد من اجتهاده " أقم الصلاة " هذه قصة راغب يعني .
السائل : بالنسبة للمنفرد خلف الصف يعني إنسان دخل المسجد ووجدها كلها تمام فهنا إذا أخذ رجلا من الصف طبعا يصير في قطع للصف .
الشيخ : بكون أيش .
السائل : بكون هناك قطع للصف الأمامي .
الشيخ : نعم .
السائل : وإذا صلى منفردا دخل في الحذر اللي هو( لا صلاة لمنفرد خلف الصف ) ؛ فماذا يفعل فهل هذا يكون له رخصة بأن لا يصلي حتى تنتهي الجماعة ؟ .
الشيخ : لا يجوز له أن ينتظر الجماعة حتى تنتهي ، بل عليه إذا عمل جهده ينضم إلى الصف الذي هو أمامه فإذا لم يجد مساغا لينضم إليه صلى وحده وصلاته صحيحة ؛ لأن الحديث أو الأحاديث التي جاءت تؤكد بأنه ( لا صلاة لمن صلى وراء الصف وحده ). هو كأي حديث من الأحاديث التي تحكم ببطلان الصلاة بسبب عدم القيام بركن من أركانها كمثل مثلا ( لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب ). فكذلك ( صل قائما فإن لم تستطيع فقاعدا فإن لم تستطيع فعلى جنب ). فمن صلى قاعدا وهو يستطيع القيام فصلاته باطلة لأنه ترك ركنا ؛ لكن إن لم يستطيع أن يصلي قائما فصلاته صحيحة إذا صلى قاعدا ؛ كذلك ( لا صلاة لمن صلى وراء الصف ). فهذا مقيد بقاعدة (( اتقوا الله ما استطعتم )) فما دام أن الصورة أنه دخل المسجد ولم يجد فرجة في الصف يسدها ولو بضم من عن يمينه وعن يساره شيئا قليلا ما استطاع إلى ذلك سبيلا فما يقال استطع ما لا تستطيع ، ما أحد يقول بهذا .
السائل : ما رأيك فيمن يقول من يأخذ بمصل من الصف الأمامي بحجة قول من يستدل بذلك قول الله عزوجل (( وتعاونوا على البر والتقوى )). وأن هناك خصوصية أحيانا تبيح قطع الصف بأن يقوم مثلا المأموم الواقف بذلك الصف فانتقض وضوءه فهو يخرج من الصف وقد ترك فرجة ، أو الإمام يخرج فيستخلف واحد فيكون أيضا قد ترك فرجة فيكون هذا خصوص يبيح لمثل هذا الشخص الداخل أن يأخذ إنسان ويقيم به صفا جديدا .
الشيخ : أنا أعتقد أن هذا الفقه هو من فقه مجتهدي آخر الزمان ؛ لأنه لا يحسن القياس الذي انتقض وضوءه في الصف ، هذا واجب عليه أن ينسحب ؛ لكن ليس كذلك لو جاء رجلا يتبنى هذا الرأي ، وجد الصف أمامه ممتلئا غاصا راصا فسحب واحد منهم فما تجاوب معه ثبت أقدامه ، فهل هذا كذاك ، لا يستويان مثلا ؛ ذاك واجب أن ينسحب لكي يجدد وضوءه ويأتي ويشترك مع الجماعة ؛ أما هذا المسحوب رغم أنفه فليس بالواجب عليه أن ينسحب مع أخيه إلى الصف الثالث مثلا أو الثاني مثلا ؛ ثم ما الذي يوجب عليه التعاون على البر و التقوى ؛ هذا طبعا ليس على إطلاقه وإنما هو مقيد بحدود الشريعة ؛ هذا الرجل الذي يتأخر من الصف إلى الصف الفارغ لكي يثني المفرد هذا ليأتي بمثل هذا العمل ينبغي أن يكون عنده إذن من الشارع الحكيم ؛ ولذلك يقال له نص لو صح الحديث الذي أخرجه أبو يعلى وغيره أن الرسول قال له ( هلا اجتررت إليك رجلا ) كان انتهت المشكلة ؛ لكن مادام أن الحديث إسناده ضعيف والضعيف لا يجوز العمل به بالأحكام فحينئذ تبقى المسألة مسدودة الحل إلا من طريق " اتق الله ما استطعت " أنت واجبك أن تنضم إلى الصف ، مش اللي بين يديك بتأخر عندك ، هذا ليس واجبه بل وهذا ليس مستحبا إطلاقا ؛ لذلك مادامت القاعدة معروفة في كل الواجبات بل الأركان " اتق الله ما استطعت " انتهى الأمر ؛ يعني أنا أضرب لك مثالا: رجل دخل المسجد وهو يرى ركنية قراءة الفاتحة ، ويرى أن مدرك الركوع غير مدرك للركعة ، ويعرف أن الإمام رجل طيب بتجاوب مع المصلين ؛ قال له يا فلان طولها شويه
ـ يضحك الطلبة وكذلك الشيخ ـ
الشيخ : حتى هذا يستطيع أن يقرأ الفاتحة قبل ما يركع آه ، ما طولها ؛ لأنه مش فرض عليه يطولها منشان خاطره ؛ يعني هل هذا الإمام بكون مخالفا ؟ لا مش مخالف ؛ لأنه مش واجب عليه أن يسمع كلام هذا الداخل ؛ أظن أخذت الجواب إن شاء الله ؛ سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك .
مجلس آخر
الشيخ : والصحية والبدنية ، أنا ما توقفت عن هذا فقط توقفت عن أشياء كثيرة ، لماذا ؟ لان الإنسان يعيش في ظرف هذا الظرف يوحي إليه بأن يعمل في المشروع الفلاني ثم تأتي ظروف لا يملكها تصرفه عن متابعة هذا العمل ؛ فيجد له مشروع ثاني مثلا تعليقات الجباد على زاد الميعاد ، هذا يسأل عن فقه السنة وهذا يسأل عن زاد الميعاد وهذا يسأل عن ثمن المستطاب ، أيه وراء هذه الأسئلة ؟ كل واحد بدنا نجيب له ؛ أنا لو سألتني الآن لماذا ؛ والله ما أستطيع لأنه مش قضية جامدة ملموسة أستطيع أصورها لك ؛ لكن أعرف مثلا زاد الميعاد ، كنت أدرسه على إخواننا هناك في دمشق وأنا من دئبي أن لا أتبنى رأيا إلا بعد تمحيص أقوال العلماء وأدلتهم وتبني الرأي الراجح منها ؛ فدرست عليهم المجلد الأول من زاد الميعاد. فجاء اقتراح شو رأيك يا أستاذ ادرس علينا الروضة الندية ؟ على اعتبار أن الروضة مكثف كما تعلمون بينما زاد الميعاد مفصل ؛ والله رأيكم إذا مللتم هذا الأسلوب العلمي الطويل خاصة زاد الميعاد فأنا معكم ، فبدأت بالروضة الندية ، وهكذا
ابو اسحاق : أينعم يعني عملت مجلد واحد من زاد الميعاد .
الشيخ : حاجتك يا أبو ليلى ، الآن بقولوا إخواننا المصريين إنه انتقلت سوريا إلينا
يضحك الإخوة الطلبة والشيخ .
الشيخ : نعم أقول عملنا المجلد الأول من زاد الميعاد ، وهكذا جاءت مناسبات تزوج أحد إخوانا قال شو رأيك تألف رسالة في آداب الزفاف في السنة وهو من اعز إخواني هناك ؛ قلت له حبا وكرامة تركت كل شيء وتوجهت إلى هذه الرسالة وهي عبارة عن وريقات صغيرة ؛ بعد ذلك جاءت مناسبات أخرى فتوسعت حينما أتوسع في هذا أترك ذاك ، أترك ذاك ، وهكذا الإنسان لا يملك أن يمشي حسب المخطط النظري الذي هو يرتئيه .
ابو اسحاق : الدافع لهذا السؤال أنه عندنا في مصر مشهور أن السيد سابق هو الذي طلب منك التوقف عن النقد .
الشيخ : هذا لا أصل له إطلاقا .
ابو اسحاق : لا أصل له .
الشيخ : أبدا ولا سمعت به إلا هذه الساعة ؛ كيف ؟ .
السائل : في عندنا هذا منتشر جدا .
الشيخ : غريب والله ، غريب جدا ، نعم .
السائل : الشيخ سيد سابق نفسه في معسكر التاسع لجامعة القاهرة ، آخر معسكر إسلامي ؛ كان ذكر أن قال إن الشيخ الألباني أرسل لي مجلدات تعليقات إذا أضفتها لفقه السنة يصبح مجلدات ؛ فأنا رفضت قال هذا أمام جمع كبير يعني .
الشيخ : هذا غير هذا .
السائل : لعله ... .
الشيخ : هذا غير هذا ، أليس هذا غير هذا ؟
ابو اسحاق : نعم ، هو طبعا أن الفرق روايتي أن الشيخ سابق طلب إليك ... .
الشيخ : أينعم ، هذا لا أصل له ؛ أما هذا صحيح والذي وقع أحد إخوانا المصريين يومئذ كان من الإخوان المسلمين الذين فروا من ظلم جمال عبد الناصر وجاءوا إلى سوريا ؛ فلما اطلع على تمام المنة في التعليق على فقه السنة قال أنا أرى أن هذا الكتاب يعرض على سيد سابق لعله يصير تعاون بينك وبينه فيطبع كتابه مع تعليقك ؛ قلت له أنا ما أظن هذا يمكن أن يقع لكن لا أمانع ؛ وعلى هذا الأساس أعطيته المقدمة والجزء الأول ، ولحكمة يريدها الله تبارك وتعالى وهذا على خلاف عادتي كلفت بعض إخوانا أن يبيض المقدمة ، فاحتفظت بهذا التبيض عندي وأرسلت المقدمة والجزء الأول اللذين هما بخطي مع هذا الرجل فسلم ذلك للسيد سابق على أساس يأخذ منه الموافقة على أن يضم هذا التعليق إلى كتابه ؛ بقي المقدمة والجزء عنده أكثر من سنة والرجل صاحبنا الوسيط رجع إلى دمشق ووكل أحد إخوانا هناك بمتابعة سيد سابق ؛ فكنت أراسله فيقول والله أنا راجعت الشيخ ويقول اليوم وبكرة ، واليوم بكرة ؛ وأخيرا أرسل إلي الجزء الأول دون المقدمة ؛ وقال صاحبي الذي كنت أراسله الشيخ يقول لا أدري وين المقدمة ؛ فهذا كل ما وقع وليس أكثر من ذلك . الحويني : تفضل يا شيخ .
الشيخ : لا هذا لك ، لك ، لك ، مني إليك .
الحويني : جزاك الله خير .