التعليق منقول من ملتقى أهل الحديث في سؤال يتعلق بكتابنا هذا :
أما عن تفسير شيخ الإسلام لعميرة فدونك هذه المقالة الطيبة للدكتور إبراهيم الحميضي:
هناك عدد من الكتب اعتنت بجمع تفسير شيخ الإسلام وهي كما يلي :
1- مجموعة تفسير شيخ الإسلام , من ست سور : الأعلى , والشمس , والليل , والعلق , والبينة , والكافرون , وهو مطبوع في مجلد واحد , جمعه ، وعلَّق عليه : عبد الصمد شرف الدين. وهذه قطعة يسيرة من تفسير شيخ الإسلام عثر عليها المعتني بها ونشرها , وهي برمَّتها موجودة في مجموع ابن قاسم .
2- تفسيرات شيخ الإسلام ابن تيمية , جمعها : إقبال أحمد الأعظمي , نقل فيه بعض تفسيرات الشيخ على أغلب السور وقد ذكر في مقدمته أنه لم يأخذ من مجموع الشيخ عبد الصمد شرف الدين ، ولا من مجموع ابن قاسم ، إلا الأجزاء المهمة التي صرَّح شيخ الإسلام بأهميتها ، وأنها أشكلت على كثير من المفسرين( ) .
ويلاحظ عليه أمران :
أ – أنه فاته كثير من تفسير الشيخ غير ما استثناه .
ب – أنه أدخل فيه غير التفسير ، ولا سيما استطرادات الشيخ في بعض المسائل الفقهية .
وهو مطبوع في مجلد واحد .
3- كتاب التفسير , ضمن مجموعة الفتاوى التي جمعها الشيخ عبد الرحمن بن محمد بن قاسم , ويشغل المجلدات : الرابع عشر , والخامس عشر , والسادس عشر , والسابع عشر , وقد جمع – رحمه الله – كثيراً من تفسيره , وأما كلام الشيخ على الآيات في سياق حديثه عن بعض القضايا فلم يدرج منه هنا إلا القليل , حتى ما يوجد منه في المجلدات الأخرى من المجموع , وعلى كل حال فإن هذا المجموع المبارك الذي قام عليه الشيخ عبد الرحمن بن قاسم ( ت 1392هـ ) وساعده فيه ابنه محمد ( ت 1421هـ ) وأمضيا في جمعه وترتيبه أكثر من ثلاثين عاماً يعتبر " غُرَّةً في جبين الدهر " ( ) وقد نفع الله به نفعاً عظيماً , ولا تكاد تخلو منه مكتبة , ومع هذا الجهد العظيم الذي بُذل فيه , والذي يعجز عن القيام به العشرات , فإنه يبقى كغيره من أعمال البشر , يعتريه النقص , والخلل , والتصحيف , ولعل ضخامة المشروع أدت إلى ذلك . وقد صنع الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن قاسم بعد وفاة أبيه مستدركاً عليه في خمس مجلدات , ضَمَّن الجزء الأول بعض التفسيرات التي عثر عليها فيما بعد .
4- دقائق التفسير الجامع لتفسير الإمام ابن تيمية , جمعه : الدكتور محمد السيد الجَلَيَنْد , مطبوع في ثلاثة مجلدات , وقد ذكر في مقدمته( ) , أنه قام باستقراء تراث الشيخ المطبوع والمخطوط , وجمع منه تفسيره للآيات المتفرقة المبثوثة في كتبه المختلفة .. واستطاع أن يشكل منها تفسيراً شبه كامل للقرآن باعتبار سوره كلها . وعند التأمل في الكتاب نجد أن كلام الجامع غير مطابق لمضمون الكتاب , وهذه بعض الملحوظات التي وجدتها عليه :
1- أنه لم يستوعب كلام الشيخ في التفسير في جميع كتبه المطبوعة والمخطوطة كما زعم , بل لم يجمع النِّصف من ذلك .
2- جُلُّ الكتاب موجود في مجموع الفتاوى لابن قاسم , وفيه زيادات يسيرة من غيره , وقد فاته شيء كثير من تفسير الشيخ في كتبه المطبوعة المختلفة .
3- تصرَّف في النص بوضع بعض العناوين التي لا داعي لها أحياناً , وقد توقع اللبس عند القارئ .
4- فيه بعض التعليقات التي جانب فيها الصواب , وكثير منها منقول من طبعة عبد الصمد شرف الدين الهندية .
5- ذكر أن في طبعة ابن قاسم أخطاء كثيرة ونقص قام بإكماله من نسخ أخرى , والناظر في كتابه يجد أنه مليء بالأخطاء حتى في الآيات القرآنية , وهذا أمر ظاهر( ) .
6- ادّعى أن بعض ما ذكره ليس موجوداً في طبعة ابن قاسم , والواقع أنه موجود لكن لم يقف عليه مع أنه ضمن قسم التفسير منها ؛ ومن ذلك أنه ادَّعى أن سورة الليل غير موجودة فيها , وهي موجودة في أثناء تفسير سورة الحجر .
7- نقل فيه استطراداتٍ طويلة للشيخ خارجة عن التفسير .
والحق أن جامعه بذل جهداً في جمعه , وانتفع به الناس , لكنْ ليس كما نعته في مقدمته .
5- التفسير الكبير للإمام العلامة تقي الدين ابن تيمية ، تحقيق وتعليق : الدكتور عبد الرحمن عميرة , وهو مطبوع في سبعة مجلدات , وقد لبَّس – هداه الله – على الناس وأوهم أنه أخرج لهم تفسيراً ليس له أي وجود في عالم المطبوعات ، محققاً مضبوطاً ، وادَّعى أن قلوب الملايين من أبناء الأمة الإسلامية بعامة ستغمرهم الفرحة بإبراز الكتاب بالصورة الجميلة , وقد جعل المجلد الأول وعامة الثاني في مقدمات في التفسير , والقرآن , وللأسف فإن هذا التفسير بنصه هو الموجود في مجموع الفتاوى لابن قاسم , وإنما زاد فيه بعض العناوين , ولم يكلَّف نفسه استدراك ما وقع في مجموع الفتاوى من تصحيف , أو ما قال عنه ابن قاسم : بياض في الأصل , بل إنه يتابع ابن قاسم فيما يزيده بين معقوفين , وهذا أمر ظاهر في الكتاب لا يخفى على الناظر فيه , ولذلك أعرض كثير من أهل العلم عن اقتنائه . 6- تفسير شيخ الإسلام ابن تيمية , جمعه : الشيخ إياد القيسي وزملاؤه , تحت إشراف مكتبة ابن الجوزي بالدمام , وقد أعارني الشيخ سعد الصميل صاحب المكتبة نسخة منه في أحد عشر مجلداً فقرأته , واستفدت منه , ووجدته خيرَ ما جُمع في تفسير شيخ الإسلام , حيث تتبع جامعوه تفسيره في جميع كتبه المطبوعة مع بعض المخطوطات ، بالإضافة إلى كتب تلاميذه كابن القيم ، وابن كثير وغيرهما , ولم يفتهم من تفسيره إلا القليل أو النادر , وعليه ملحوظات يسيرة بعثت بها إليهم , ووعدوا باستدراكها وغيرها قبل نشره , وإذا خرج هذا الكتاب إلى الأسواق يكون هو العمدة في هذا الموضوع .
هذه لمحة سريعة عن مظان تفسير شيخ الإسلام والجهود المبذولة في جمعه